
فاعلية التكفل الأرطفوني القائم على استراتيجية التأهيل السمعي في تنمية مهارة اللغة الشفوية عند الطفل الأصم الحامل لجهاز الزرع القوقعي
د.سمير فني/جامعة باجي مختار،عنابة،الجزائر
مقال نشر في مجلة جيل العلوم الإنسانية والاجتماعية العدد 34 ص55 .
ملخص:يندرج المقال المنجز ضمن الدراسات المتعلقة بالأبحاث الخاصة بالصمم، حيث تم التطرق من خلاله إلى عرض فاعلية التأهيل السمعي القائم على الايقاع الموسيقي في تنمية اللغة الشفوية عند الطفل الأصم الحامل لجهاز الزرع القوقعي،و في عرضنا لهذا المقال تطرقنا في البداية إلى:
مفهوم الزرع القوقعي ، مكونات الجهاز و شروط الاستفادة منه و حدوده و بعدها تم التطرق إلى خطوات إستراتيجية التأهيل السمعي و أهمية هذه الإستراتيجية في تنمية اللغة الشفوية عند الطفل الحامل لجهاز الزرع القوقعي.
و أخيرا تم استخلاص أنه بفضل جهاز الزرع القوقعي يتمكن الطفل المصاب بإعاقة سمعية عميقة الاندماج في العالم الصوتي شريطة أن يتعلم ربط المعلومات الحسية بما لها من معنى و استعمالها في العلاقات الاجتماعية .
الكلمات المفتاحية: التأهيل السمعي ، اللغة الشفوية ، الزرع القوقعي.
مقدمة:
تعد الإعاقة السمعية مشكلة كبيرة متعددة الجوانب سواء كانت صحية تربوية ، اجتماعية أو اقتصادية تقع على كاهل المصاب،الأسرة و المجتمع.باعتبار أن النمو اللغوي يعد من أكثر مظاهر النمو تأثرا بالإعاقة السمعية، ولن تتطور لدى الطفل الأصم مظاهر النمو اللغوي الطبيعي بدون تدريب منظم و مكثف.و مع أن الأطفال السامعين يتعلمون اللغة و الكلام دون تعلم مبرمج، فالمعاقون سمعيا بحاجة إلى تعليم هادف و متكرر، فالفرد المعاق سمعيا سيصبح أبكما إذا لم تتوفر له فرص التدريب السمعي و اللغوي.
و هذا ما يجعل من الإعاقة السمعية تكتسي أهمية كبرى في ميدان البحث العلمي من خلال تعدد طرق التكفل و تعدد المعينات السمعية و ظهور أدوات طبية و تقنية حديثة كلها تهدف إلى الحد من الضعف السمعي و تطوير النمو اللغوي بهدف إعطاء المصاب فرصة أمثل للتواصل و الاندماج،و من أحدث هذه التقنيات العالمية الجديدة”جهاز الزرع القوقعي”و هو عبارة عن جهاز الكتروني مصمم لالتقاط الأصوات و فهم الكلام المحيط بالأشخاص الذين يعانون من فقد السمع الحسي العصبي سواء كانوا أطفالا أو بالغين و الذين لا يمكنهم الاستفادة من المعينات السمعية التقليدية التي غالبا ما تكون ذات قدرة محدودة على تحسين التقاط الكلام و فهمه.
و الآن و مع ظهور تقنية الزرع القوقعي فقد أصبح الإدراك السمعي للصوت و الإدراك السمعي للكلام و طرق إنتاجه هما المنهجان السائدان في التكفل بهذه الفئة. ومع توفر كل هذه التقنية بين أيدينا فان استخدام أسلوب التربية السمعية و الإدراكية للصوت و الكلام يعتبر أول خيار في التكفل بالأطفال المستفيدين من تقنية الزرع القوقعي، فبإتباع هذه الطريقة بجميع مراكز الزرع القوقعي قد يترتب عن ذلك تحسن ملحوظ في عمليات الإدراك السمعي للصوت و التعرف عليه والإدراك السمعي للكلام و طرق إنتاجه هذا ما ينعكس ايجابيا على تحسين اللغة و طرق التواصل.[1]
و من خلال ما تقدم تبرز أهمية اعتماد برنامج التأهيل السمعي على تنمية مهارات الإدراك السمعي للصوت و التمييز بين الأصوات بطريقة متدرجة قائمة على الخصائص الفونولوجية للأصوات، بالإضافة إلى الإدراك السمعي للكلام و الطرق المساعدة على إنتاجه حتى يتمكن الأطفال الذين يستفيدون من المعينات السمعية أو أجهزة زراعة القوقعة السمعية الالكترونية من تطوير لغتهم اللفظية بطريقة تحاكي التطور الطبيعي لدى أقرانهم العاديين.
و على هذا الأساس جاء موضوع هذا المقال ليسلط الضوء حول التعريف بجهاز الزرع القوقعي و دور المختص الارطفوني في التكفل بالطفل الحامل لجهاز الزرع القوقعي،و أهمية الإستراتيجية السمعية الإدراكية في تنمية اللغة الشفوية عند هذا الأخير .
1– تعريف جهاز الزرع القوقعي:
ه عبارة عن جهاز طوله 52 مم و عرضه15.7 مم يتكون من جزأين ، قسم داخلي و قسم خارجي ذا طبيعة الكترونية يتم زراعته تحت الجلد من خلال عملية جراحية تدوم أربعة 4 ساعات و تتدخل فيها العديد من الأطراف.كما يعرف كذلك على أنه نظام الكتروني يهدف إلى خلق إحساسات سمعية انطلاقا من التنبيهات الكهربائية لنهايات العصب السمعي. أو هو جهاز الكتروني يتم زراعته تحت البشرة (الجلد) بوضعه في القوقعة ليحث العصب السمعي و التيارات الالكترونية تحث عمل الأجزاء الكامنة في ألياف العصب السمعي و هذه النبضات العصبية يتم نقلها إلى المخ و بذلك يتم تجنب أو تجاهل الخلايا الشعرية المفقودة أو المحطمة داخل القوقعة.[2]
كما يعرف كذاك بأنه جهاز يتيح إمكانية السمع و يحسن قدرة الاتصال اللفظي للأشخاص المصابين بفقدان السمع الحسي العصبي الحاد و الذين لم يستفيدوا من المعينات السمعية بعد فترة من التأهيل المناسب لذلك و هو عبارة عن جهاز متعدد الالكترودات يستخدم لنقل المعلومات الصوتية إلى الأذن الداخلية و يساعد على تحسين مقدرة الشخص على سماع الأصوات المحيطة به و سماع إيقاعات و أنماط النطق كما يحسن عملية القراءة على الشفاه. و يعرف كذلك على انه جهاز كهربائي يحول المعلومات الصوتية إلى نبضات كهربائية.[3]
فمبدأ عمل هذا الجهاز يختلف كثيرا عن المعين السمعي التقليدي فأجهزة السمع العادية أي المعينات السمعية مجرد أدوات مكبرة للصوت فقد صممت لتكبير و توضيح الأصوات و هي مفيدة للأشخاص الذين يعانون من ضعف سمعي بسيط ، متوسط أو حاد أما الأشخاص الذين لم يستفيدوا من المعينات السمعية لان البقايا الحسية السمعية في القوقعة قد تلفت أو تشوهت فلم يصل الصوت إلى العصب السمعي لذا فان هذا الجهاز يتخطى هذه الشعيرات لينشط العصب السمعي مباشرة.[4]
أما موسوعة الارطفونيا فتعرف الزرع القوقعي على انه تقنية موجهة للأشخاص الذين يعانون من إعاقة سمعية عميقة و لا يستطيعون الاستفادة من المعينات السمعية التقليدية باعتبار أن هذا الجهاز ينبه مباشرة العصب السمعي من خلال الكترود واحد أو عدة الكترودات مزروعة داخل القوقعة[5].
و يعرف في المعجم الطبي على أنه عبارة عن الكترودات توضع جراحيا داخل القوقعة في الأذن الداخلية و يستعمل في حالة عدم فعالية المعين السمعي لحالات الصمم الإدراكي العميق سواء كان ذو أصل وراثي أو ناتج عن إصابة تسمميه للأذن الداخلية [6].
2– مكونات الجهاز:
يتكون جهاز الزرع القوقعي من جزأين أساسيين ، جزء داخلي ثابت و جزء خارجي متحرك أ- الجزء الخارجي : هذا الجزء يحلل و يرمز الرسالة الصوتية إلى إشارات كهربائية التي تحول إلي الجزء الداخلي و يتكون من:
-الميكروفون: Microphone و يستقبل الأصوات و هو يشبه على العموم المعين السمعي التقليدي و يوضع على التفاف الأذن من الجهة المزروعة.
-المعالج الصوتي: le processeur vocal يزن حوالي 100 غ وظيفته تشفير و تحويل الأصوات إلى نبضات كهربائية و يحتوي كذلك على بطاريات قابلة للشحن و هي مسؤولة على توفير الطاقة اللازمة لتشغيل النظام و يمكن أن يحمل بطرق متنوعة.
-الأسلاك:les fils تستعمل لنقل الأصوات قبل و بعد المعالجة و يمكن أن تكون ذات أطوال مختلفة حسب البنية الجسمية للفرد و المكان الذي يختار أن يوضع فيها المعالج الصوتي .
-الهوائي: Antenne عبارة عن قرص يحتوي على مغناطيس في الجزء المركزي منه لكي يسمح بالتوصيل عبر الجلد و العظم ، يثبت هدا الهوائي الخارجي مغناطيسيا على الجمجمة أما حجمه و طريقة تثبيته فتختلف باختلاف نوع الجهاز المستعمل.
- الجزء الداخلي : يتكون من
-المنبه – المستقبل : Récepteur – Stimulateur عبارة عن كبسولة الكترونية بسمك يتراوح بين ( 4 إلى 8) ملم و تضم مغناطيسا يسمح بالاتصال مع الهوائي الخارجي ، وهي مسدودة بواسطة سيراميك و محمية بمادة لزجة بيضاء لسد الثغرات ، أما دورها فيتمثل في ضمان الاتصال بالهوائي الخارجي و إرسال الأصوات المشفرة إلى الأقطاب الموجودة داخل القوقعة.
-الحزمة الالكترونية : تتكون من مجموعة من الاكترودات يختلف عددها باختلاف نوع الجهاز المستعمل : توضع جراحيا داخل القوقعة ، وظيفتها نقل الرسالة إلى ألياف العصب السمعي الموجودة في الأذن الداخلية و التي تنقل فيما بعد إلى مراكز القشرة الدماغية عبر العصب السمعي.[7]
3– آلية و مبدأ عمل الجهاز:
تختلف آلية عمل جهاز الزرع القوقعي عن آلية عمل المعين السمعي باعتبار أن هذا الأخير هو مجرد مكبر للصوت في حين آن جهاز الزرع القوقعي يعوض عمل قوقعة مخربة بتحويل الإشارات الفيزيائية إلى إشارات كهربائية و التي بدورها تنبه العصب السمعي . و تتم هذه الآلية على النحو التالي:
أولا يتم التقاط الأصوات بواسطة الميكروفون و الذي يحولها بدوره إلى إشارات ثم إلى موجات كهربائية يرسلها إلى المعالج الصوتي. هذا الأخير يقوم بتنبيه الالكترودات الموجودة بالحزمة الالكترودية و هذه الأخيرة تنبه النهايات العصبية للعصب السمعي فيرسل السيالة العصبية السمعية إلى المراكز الدماغية السمعية الموجودة بالقشرة الدماغية بمعنى أن جهاز الزرع القوقعي يقوم بوظيفة القوقعة من حيث تحويل الاهتزازات الصوتية إلى إشارات كهربائية فيقوم الجهاز بالتقاط الأصوات الخارجية و يرسلها إلى الحاسوب الذي يقوم بتحليلها و تضخيمها ، ثم ترسل الإشارة إلى القسم الداخلي المزروع و هي التي تضمن الاتصال بالجزء الخارجي و هذه القطعة لها نهاية تحمل أسلاك دقيقة جدا تدخل في القوقعة عبر النافدة المدورة و في الأخير تنتقل الرسالة إلى المراكز السمعية في الدماغ عن طريق العصب السمعي. الذي يقوم بإيصال الرسالة الكهربائية السمعية بواسطة أسلاك دقيقة إلى ألياف العصب السمعي.[8].
4 – معايير الترشح لزراعة القوقعة الالكترونية:
تعتبر عملية اختيار المرشحين المناسبين لزراعة القوقعة من العمليات الحيوية اللازمة لنجاح استخدام مثل هذه الأجهزة بين الأفراد المصابين إذا تم الأخذ بعين الاعتبار جميع شروط الانتقاء. وقد وافقت الوكالة الأمريكية للصحة حاليا على مجموعة من المعايير لاختيار الشخص المرشح لزراعة القوقعة و يمكن تلخيص هذه المعايير في النقاط التالية.
- الصمم العصبي الحسي الشديد المزدوج.
- صغر عمر المرشح.
- عدم الاستفادة من المعينات السمعية.
- عدم وجود أي موانع طبية.
- تحمس المرشح و الأسرة.
بالإضافة إلى ذلك فقد حددت المراكز التي لها خبرة في عملية زراعة القوقعة عددا من القضايا الإضافية التي يمكن تقييمها عند اختيار المرشحين تشمل الكلام ، القدرات اللغوية و الاستعداد المعرفي و الاجتماعي. و لقد ذهب Osberger et al 1991 إلى أن السؤال الرئيسي الذي يتعلق بالمرشحين للزرع القوقعي قد انتقل من ” إذا كان الطفل يصلح للترشح ” إلى متى يمكن أن يصبح الطفل صالحا للترشح “؟ و من اجل إعداد قائمة منظمة لكل العوامل التي ينبغي أن يراعيها مركز الزراعة للقوقعة الالكترونية عند القيام بعملية الاختيار للترشح ، يتم استخدام بروفيل Profil زراعة قوقعة الأذن للطفل و الذي طوره العاملون في مستشفى مانهاتن للعين و الأذن و الحلق كمعيار لأدوات اتخاذ القرار و يشمل على:
-العمر الزمني: حسب الدراسة التي قام بها James et al 2007 و التي تقول أن الزرع القوقعي المبكر تكون نتائجه أفضل حتى و أن جاءت تلك النتائج أقل من النتائج المسجلة عند الأطفال السامعين [9]
-مدة الصمم: يتم تقييم الفترة الزمنية التي قضاها الطفل و هو يعاني من فقد سمع حسي عصبي مزدوج وفقا لعامل مدة الصمم، حيث تنعدم مظاهر القلق إذا ما كانت مدة الصمم أقل من 4 سنوات فالأطفال الذين تتراوح مدة الصمم لديهم بين عامين – ثلاثة أعوام ينتمون إلى هذه الفئة ، و غالبا ما تقل مدة الصمم بين هؤلاء الأطفال الذين أصيبوا بالتهاب السحايا في سن متأخرة. لكن هناك قلق طفيف إلى متوسط إذا كانت مدة الصمم أطول من 4 سنوات ، وتشمل هذه الفئة الأطفال المصابين بصمم خلقي أو أصيبوا بصمم في مرحلة مبكرة و لم يستفيدوا من عملية الزراعة حتى سن متأخرة. و أخيرا بالنسبة للأطفال الذين تزيد مدة الصمم لديهم عن ثمانية 8 سنوات يصبح لدينا درجة كبيرة من القلق و تشمل هذه الفئة الأطفال الذين أصيبوا بالصمم قبل مرحلة تكون اللغة ، و في هذا الشأن أظهرت الدراسات أن الأطفال بين عمر السنة إلى خمسة سنوات هم أكثر من يستفيد من الجهاز و خاصة بعد تزويدهم ببرنامج تأهيل مدروس بعد العملية. باعتبار أن طول مدة الصمم تقلص المكاسب المرجوة من الجهاز.[10]
-النتائج الطبية الإشعاعية: يتم تقييم العوامل الطبية الإشعاعية لكل طفل يتعرض للفحص من أجل عملية الزرع القوقعي ، كما يتم تحديد وجود أي عيوب أو تشوهات فطرية أو مكتسبة في قوقعة الأذن أو أي مشكلات صحية شديدة ، كما يتم تقييم الأسباب المرضية لفقدان السمع إذا كانت معلومة . أما الأطفال الذين أصيبوا بالصمم عقب إصابتهم بالتهاب السحايا فغابا ما يعانون من تضخم في قوقعة الأذن و هو تضخم غير عادي في عظمة القوقعة التي قد تحد من عدد الأقطاب التي يمكن إدخالها إلى الأذن الداخلية ، كما قد تمنع قوقعة الأذن المشوهة نتيجة لتشوهات فطرية أو مكتسبة من الإدخال الكامل لكل الأقطاب وقت الجراحة فعندما ينخفض عدد الأقطاب بحدة عند إذ قد ينخفض أداء الطفل هو الآخر بالإضافة إلى ذلك يجب التأكد من سلامة ألياف العصب السمعي بواسطة اختبارات خاصة باعتبار أن سلامة ألياف العصب السمعي من الشروط الأساسية لنجاح عملية الزرع القوقعي..[11]
-حالات الإعاقة المتعددة: يعتبر وجود أي إعاقة ثانوية سواء كانت خلقية أو مكتسبة من الصعوبات التي قد تواجه الفريق الطبي في اتخاذ القرار بشان الترشح لعملية الزرع باعتبار أن الإعاقات المتعددة عند نفس الشخص من شانها أن تنعكس سلبا على النتائج المتوقعة من عملية الزرع . وعلى اثر دلك ينصح حاليا مركز زراعة قوقعة الأذن بمستشفى مانهاتن للعين ، الأذن و الحلق بعدم إجراء العملية للأطفال الذين يعانون من إعاقة ثانوية حادة ، و على الرغم من وجود بعض المراكز التي قامت بإجراء عمليات الزرع على الأطفال المصابين بإعاقات إدراكية ثانوية إلا أن النجاح الذي حققه هؤلاء الأطفال كان محدودا.
-القدرة السمعية الوظيفية: يتولى عامل القدرة السمعية الوظيفية تقييم مدى صدق و ثبات نتائج الاختبارات السمعية و المعينات السمعية ، لذا فالأطفال المرشحون لعملية الزرع القوقعي هم الأطفال الذين لم تسجل لديهم أي تطورات على مستوى النطق بعد استعمال المعينات السمعية مع الخضوع للتأهيل الخاص و لمدة ستة أشهر على الأقل. كما تحدد القدرة السمعية للأطفال الذين يثيرون قدرا كبيرا من القلق مجموعتين متميزتين. حيث تتكون المجموعة الأولى من هؤلاء الذين يمتلكون بقايا سمعية مهمة و لا يظهرون مهارات سمعية مكافئة . وقد يدل الافتقاد إلى هذه القدرة الإدراكية السمعية على الرغم من الاستجابات الجيدة نسبيا إلى المعينات السمعية على وجود مشكلة في المعالجة السمعية . و هكذا لا يتمكن هؤلاء الأطفال من استخدام الإشارات الواردة من قوقعة الأذن التي يتم زراعتها لذا ينبغي صرف النظر عن ترشيحهم لإجراء الزراعة.
و تتكون المجموعة الثانية من الأطفال الذين يثيرون قدرا كبيرا من القلق بشأن تلقيهم لعملية الزراعة من هؤلاء الذين يظهرون أي استجابات سمعية . و غالبا ما يكونون من هؤلاء الذين أصيبوا بالتهاب السحايا و بالتالي يعرضون درجة كبيرة من التضخم في قوقعة الأذن .و هذا ما قد يتسبب في الانخفاض من درجة الاستفادة من عملية الزرع القوقعي ، لذا ينبغي تقديم الاستشارة الواعية إلى الآباء حول إمكانية و جود استجابة منخفضة. [12]
-الدعم العائلي: يتم تقييم اشترك الأسرة في كل إجراءات عملية إعادة التأهيل بموجب مكون الهيكل والدعم الأسري ، و يعتبر قبول فكرة إصابة الطفل بالصمم محددا هاما في تحديد المرشحين لزراعة قوقعة الأذن. كما يتم تقييم تطلعات الأسرة بشأن المكاسب المرجوة من زراعة القوقعة ، و على الرغم من أن العديد من الآباء يقولون أنه لا يعنيهم إلا عامل الأمان ، كأن ينتبه الطفل مثلا إلى جرس السيارة إلا أن بعض الأسئلة المتعمقة قد تكشف عن وجود أمنيات و رغبات أرقى . في حين انه ينقص قلق الأولياء حين يدركون أن عملية الزراعة لن تعوض الأذن الطبيعية بأي شكل من الأشكال حيث أن هذا القلق يزداد كلما توقع أو انتظر الأولياء بأن عملية الزرع القوقعي سوف تعيد للطفل سمعه الطبيعي . لذا أصبح من الواضح أن مثل هذه القضايا ينبغي حسمها عن طريق تقديم الاستشارة قبل إجراء عملية الزرع القوقعي للطفل. و هذا ما وضحته الباحثة Viroles S . D (2007) بأن جهاز الزرع القوقعي مهم و ذا فائدة بالنسبة للأسرة حيث يمكن الأولياء من التصدي إلى المخاوف المرتبطة بالحوادث الناتجة عن الإعاقة السمعية . فجهاز الزرع القوقعي يتغلب على هذه المخاوف باعتبار أن الطفل بإمكانه الانتباه إلى الأصوات منذ الاستفادة من الجهاز و بداية التنشيط الالكترودي [13]
5– خطوات زراعة القوقعة الالكترونية:
تمر زراعة القوقعة الالكترونية بثلاث خطوات أساسية هي:
أ- مرحلة ما قبل العملية الجراحية: تشمل هذه المرحلة الخطوات التالية:
- إجراء اختبارات سمعية و طبية متتابعة قبل إجراء الجراحة لتقييم مدى الاستفادة من عملية الزرع القوقعي و تتمثل هذه الاختبارات في ( الفحص الطبي،التحاليل الطبية،أشعة مقطعية IRM التصوير الإشعاعي فحص الجهاز السمعي،إجراء القياس السمعيPEA ،فحص جهاز النطق ).
- إجراء اختبارات نفسية و سلوكية تشمل (اختبار القدرات العقلية العامة، الاختبار الارطفوني الفحص النفسي ، اختبار تطور المهارات الجسمية و الحركية العامة ، اختبار تطور المهارات الاجتماعية …).
- إجراء مقابلات مع المرضى و أهاليهم يتم من خلالها عرض كافة المعلومات الضرورية عن عملية الزرع القوقعي، كيفية حدوثها ، مزاياها و سلبياتها المحتملة. ومن نتائج المرحلة الأولى يخرج فريق العمل بتصور مبدئي عن حاجة الطفل للزرع القوقعي ، و يترك القرار النهائي في الترشيح لما بعد استفادة الحالة من برنامج التهيئة و التحضير و الخروج بنتائج واضحة و نهائية .
ب- مرحلة الجراحة و النقاهة:
بعد التأكد من عدم وجود عوائق جراحية طبية أو تشوهات خلقية تمنع إجراء العملية الجراحية يتم بعد ذلك تحضير الطفل للعملية الجراحية التي تتم بالتخدير العام و تستغرق حوالي ثلاث 3 ساعات للأذن الواحدة باعتبار أن عدد الالكترودات المزروعة في القوقعة و الوضعية التي يتخذونها جد مهمين في الحصول على أفضل النتائج الممكنة. كما تتشابه الأساليب الجراحية المستخدمة لزراعة القوقعة بغض النظر عن نوعية الجهاز الذي تم اختياره ، على الرغم من وجود بعض الفروق الطفيفة التي قد تظهر بين الجراحين و المتعلقة بحجم و شكل الجرح ، إلا أن المبادئ الأساسية في الجراحة تظل نفسها. حيث يتم حلق الشعر الموجود خلف الأذن و القيام بشق الجلد ، و يقوم الجراح برفع طبقة من الجلد للكشف على العظم الناتئ خلف الأذن . و تستخدم طريقة ثقب العظمة الناتئة خلف الأذن بعد تحديد العصب الوجهي كعلامة للدخول إلى قوقعة الأذن و بعدها تأتي فترة النقاهة حيث تعتبر الأسابيع الأولى هي الفترة الأصعب من العملية مما يحتم على الفريق الطبي تقديم برنامج مكثف يتضمن نوع من التدريب و المعالجة النفسية بسبب مشاعر الخوف و القلق التي يشعر بها المريض من نتائج العملية الجراحية . لذا ينبغي أن تمنح المتابعة الجيدة لما بعد الجراحة مع الاهتمام بموضع الجراحة و المشكلات التي قد تنشأ لذا لا بد أن يقوم الطبيب بمتابعة الطفل بشكل منتظم لتجنب حدوث مضاعفات للأذن و إذا حدث ذلك فلا بد من اطلاع الجراح الذي قام بالعملية الجراحية على ذلك.
ج- مرحلة إعادة التأهيل:
تتم برمجة حصص إعادة التأهيل بعد تقريبا 06 أسابيع من العملية الجراحية أي بعد التئام الجرح و بداية تنشيط الالكترودات المزروعة داخل القوقعة و ذلك باستخدام استراتيجيات مناسبة لكل حالة على حدا و التأكد من أن الجهاز قد برمج على أفضل و أدق وضع لخدمة الحالة ، و بعدها يتم إخضاع الحالة إلى مجموعة من البرامج المصممة للتكفل بمثل هذه الحالات.
6– الأطراف المتدخلة في الزرع القوقعي:
ورد في أدبيات علاج الإعاقة السمعية أن هناك فريقا متكاملا لزراعة القوقعة كما وردت في ASHA)) و هي نشرة الجمعية الامريكية للنطق و اللغة و السمع و هم على النحو التالي:
أ- اختصاصي التأهيل السمعي: الذي يقوم بعملية التأهيل بحسب المنهجية التواصلية التي يتبناها و التي تتناسب مع قدرات و احتياجات الطفل.
ب- المختص الارطفوني: يقوم هو الأخر بإعادة التربية السمعية و بعملية تصحيح النطق و تنمية اللغة الشفوية سواء قبل العملية أو بعد العملية أين يكون تركيزه على التربية السمعية محاولا بذلك ربط المعنى بجميع أنواع الأصوات و المنبهات السمعية.
ج- الأخصائي النفسي : يعمل الأخصائي النفسي على مرافقة كل من الحالة و الأولياء سواء قبل العملية أو بعدها و محاولته لربط علاقة الثقة بين الطفل و ما يقدمه الجهاز بالإضافة إلى توجيه الأولياء أثناء مراحل التكفل باعتبارهم من الأطراف الأساسية المساهمة في عملية نجاح الزرع القوقعي.
د- الأخصائي التربوي : غالبا ما يتدخل الأخصائي التربوي في المرحلة ما بعد الزرع القوقعي من خلال محاولته لتصميم برامج تتماشى و القدرات السمعية للحالة و تتماشى و التنشيط الالكترودي المستمر بالإضافة إلى المساعدة التي يقدمها أثناء عملية الدمج المدرسي. بالإضافة إلى ذلك هناك عدة أطراف أخرى تتدخل في عملية الزرع و المتمثلة في :
- مختص الأنف و الأذن و الحنجرة.
- مختص في القياسات السمعية.
- مختص في الأعصاب.
7- أنواع أجهزة الزرع القوقعي:
تنقسم الأجهزة بشكل عام إلى:
أ- أجهزة داخل القوقعة:حيث يتم إدخال الالكترودات إلى داخل القوقعة عبر النافدة المدورة و هي الأكثر فعالية .
ب- أجهزة خارج القوقعة:تطبق الالكترودات على سطح العظم المسمى ( الخرشوم ) دون أن تدخل إلى داخل القوقعة أما فعاليتها فهي محدودة و متناقصة مع الزمن و سعرها أقل بكثير من السابقة.
ج- أجهزة وحيدة القناة:و هي تحوي على مسرى كهربائي واحد كما أنها قليلة الفعالية.
د- أجهزة متعددة الأقنية:و هي الأكثر فعالية مقارنة ببقية الأجهزة الأخرى و تحتوي على عدد متفاوت من الالكترودات يختلف باختلاف الشركة المصنعة للجهاز ، ومن أهمها:
- جهاز Med-el : من صنع ألماني.
يعتبر أول زرع قوقعي متعدد الالكترودات استعمل مند 1994. و في 2003 ظهر نظام combi 40+ استعمل في أكثر من 70 دولة أي أكثر من 13000 شخص في العالم يحمل الجزء الخارجي المكون من المعالج الصوتي tempo+ كما أن نسبة الأطفال تفوق 60% [14]
- جهاز Advanced bionics – Clarion : من صنع أمريكي.
هو جهاز قريب من الجهاز الفرنسي من حيث عدد المكونات و لكن الأجزاء المكونة له اكبر حجما من الجهاز الفرنسي و معروض بنسبة قليلة ، و مكون من خمسة عشر 15 الكترود لكنه غير مستعمل بكثرة عند الطفل.
- جهاز Spectra de Cochleaire : من صنع أسترالي.
كثيرا ما يحمل التسمية القديمة Nucleus و هو الأول من حيث الاستعمال ، مند 1986 و يحتوي هذا الجهاز على اثني عشر 12 الكترود.و هو الآن من أكثر الأجهزة تسويقا في العالم.
- جهاز Digisonic : من صنع فرنسي.
يعتبر الأكثر حداثة ، لكن تقنيته ترجع إلى أكثر من 15 سنة مضت ، عرض في فرنسا و العديد من الدول الأوروبية مند 1999. و يعتبر الجزء المستقبل منه من اصغر الأجزاء حجما مقارنة ببقية الأجهزة و هذا ما يجعل منه سهل الاستعمال بالنسبة للطفل .[15]
8– آلية ضبط و تعديل جهاز الزرع القوقعي:
تبدأ عملية التنشيط و الضبط الالكترودي عموما من 5 إلى 6 أسابيع بعد إجراء العملية الجراحية و ذلك مع زوال أثار الجراحة. فعملية تكييف المعالج الصوتي مع التنشيط الالكترودي يتطلب ضبط خاص و فردي يتوقف على خصوصيات كل حالة . و تتم هذه العملية من طرف طبيب الأذن و الأنف و الحنجرة أو المختص الصوتي أو المختص الارطفوني أو المهندس و ذلك من خلال برنامج معلوماتي خاص بهذه العملية . فكل الكترود يتم تنشيطه بالتنسيق مع الاستجابة الشخصية للحالة،و المعلومات السمعية المقدمة من طرف الالكترودات الناشطة في هذا التنشيط الأول تتطلب ربطها بالمعني لتلك الأصوات المسموعة بالجهاز و هذه العملية تكون جد معقدة خاصة عند الطفل المصاب بصمم قبل اكتساب اللغة و لهذه الأسباب الأطفال لا يستجيبون جيدا للأصوات في أول تنشيط للالكترودات خاصة و أن هذه الخطوة كثيرا ما ينتظرها الطفل و الأولياء معا.[16]
و تصل عدد الحصص التي يتم فيها الضبط و التعديل من 10 إلى 12 حصة في السنة الأولى و هي تختلف من شخص لأخر حسب سن الحالة و نوع الصمم كما تكون الحصص متقاربة في البداية ثم تبدأ بالتباعد شيئا فشيئا في السنوات اللاحقة . و بالنظر للتحسن في عملية السمع التي يوفرها جهاز الزرع القوقعي يسمح ذلك بإعطاء فرص أكبر لتحسين عملية التواصل الشفوي . حتى و إن لم تكن هذه الكفاءة متساوية عند كل الأشخاص الحاملين للجهاز و السبب في ذلك راجع لمجموعة من العوامل أهمها عملية ضبط جهاز الزرع القوقعي باعتبار انه من الصعب الوصول إلى ضبط دقيق للجهاز بسبب تعدد العوامل المتسببة في ذلك بالإضافة إلى الصعوبات التي يجدها المصاب في ترجمة إحساساته السمعية.[17]
9- إستراتيجية التأهيل السمعي للأطفال الحاملين لجهاز الزرع القوقعي:
يقصد بالتأهيل السمعي تنمية مهارة الاستماع و التمييز بين الأصوات و الكلمات لدى الأفراد المعاقين سمعيا باستخدام الطرق و الدلائل المناسبة ، و خاصة الدلائل البصرية و المعينات السمعية التي تساعد في نجاح هذه الطريقة.[18]
و تفيد التجربة أن عمر الطفل وقت زرع القوقعة يحدد ما إذا كان الهدف من البرنامج السمعي هو إعادة التأهيل أو التأهيل . و بعبارة أخرى هل يؤكد البرنامج على التربية أو إعادة التربية ؟ و مما لا شك فيه أن مستخدم الجهاز الذي أصيب بالصمم بعد مرحلة تكوين اللغة سوف يستفيد من التدريب في تكوين ممرات سمعية لمعالجة الصوت في حين المصاب بالصمم قبل اكتساب اللغة سوف يتبع مجموع المراحل التي يمر بها الطفل في تكوين ذاكرته السمعية. و هذا ما جعل من المختصين في الضبط الالكترودي يفضلون أن يكون الطفل الأصم قد استفاد من التربية السمعية ولو شهر على الأقل قبل العملية لكن البعض الآخر يرى أن ذلك يجب أن يكون بالموازاة مع الضبط الالكتروديي و التكفل الارطفوني و المتابعة الأسرية. أما في حالة الصمم الخلقي فالطفل مباشرة مع أول ضبط للالكترودات يتم توجيهه للتكفل الارطفوني الذي يهدف في بدايته إلى كشف العالم الصوتي من خلال التربية السمعية ، و لهذه الأسباب تم إنشاء الكثير من البطاريات في التحليل السمعي تهدف جميعها إلى تحقيق ثلاثة أهداف أساسية هي:
- تقييم المستوى الأولي للتحليل السمعي للطفل مباشرة بعد أول ضبط الكترودي.
- متابعة التطور بالنظر لفترات الضبط المتتالية.
- انتقاء و تكييف برنامج إعادة التربية يتوافق مع قدرات الحالة. [19]
و يتمثل الهدف النهائي لممارسة التربية السمعية في الفهم من خلال الاستماع. ومع ذلك ينبغي الاعتراف أن تنمية المهارات السمعية دائما ما تقع داخل إطار السياق اللغوي و مع ذلك لابد من فهم العلاقة اللغوية / السمعية من اجل ترجمة الأداء في الميدان السمعي . فقد لا يتمكن الطفل الذي يمتلك إشارات أو مفردات كلامية أولية من المشاركة في مهام الاستماع التي تتطلب المزيد من فهم اللغة. وقد يمتلك هذا الطفل القدرة على الاستماع و لكنها تظل غير فعالة لأن قيود النظام اللغوي لن تسمح بتقييمها.[20]. و نتيجة لذلك فقد وجب إتباع مجموعة من الخطوات في التربية السمعية بهدف تحقيق النتائج المرجوة و تتمثل هذه الخطوات في :
أ- تقبل الجهاز: أول خطوة لنجاح التربية السمعية تكمن في العمل على تقبل الجهاز فبدونه لا يستطيع الطفل تنمية قدراته السمعية بالإضافة إلى الحرص على حمال الجهاز في اغلب أوقات اليقظة.[21]
ب- تنمية الانتباه السمعي : في هذه المرحلة يكتشف الطفل العالم الصوتي و يكتشف أن الأشياء المحيطة به يمكن أن تكون مصادر لمختلف الأصوات فنقوم بجلب انتباهه من خلال حركات بسيطة مثل سحب الكرسي باب الغرفة ينغلق بسرعة ، الكتابة في السبورة ، إسقاط بعض الأشياء ، تمزيق الورق بالمقص ، طرق المسامير …الخ . و في كل مرة نطلب من الطفل ماذا سمع ؟ كما يمكن استعمال المسجل الصوتي خلال هذا التدريب لتنويع الإصدارات الصوتية و استعمال حتى بعض أصوات الحيوانات.[22]
ج- التمييز بين وضعية السكون و اللاسكون: من خلال مجموعة من التمارين يتمكن الطفل من التمييز بين و ضعيه السكون و اللاسكون و من أهم هذه التمارين ما يلي:
- عمل حلقة مغلقة مع الأطفال حيث يدور الأطفال بتتبع موسيقى ما و الجلوس عند توقفها.
- تحرك الكرة طالما هناك صوت و التوقف عند توقفه.
- الرقص على إيقاع موسيقي معين و التوقف عند توقف هذا الإيقاع.
كل هذه النشاطات تنمي وظيفة الانتباه السمعي و تساعد الطفل على التركيز و التدقيق . حيث يستعمل كل قدراته الإدراكية منها الإدراك البصري ، التنظيم الحركي و الإدراك الزمني .
د- التعرف على مصدر الصوت: التوجه نحو الصوت يعني تحديد المنبع الصوتي في الفضاء . و التحديد الكامل للمصدر الصوتي يشمل تحديد الارتفاع ( أي ارتفاع الصوت عن السطح ) و تحديد الاتجاه (مقابل ويمين أو يسار) و يضاف إلى ذلك تحديد المسافة التي صدر منها الصوت فالشخص الذي يسمع بأذن واحدة فالاتجاه السمعي لمصدر الصوت يتطلب حركة صغيرة بالرأس لكن الشخص إلي يسمع بالأذنين فيركز في التعرف على المصدر الصوتي من خلال الاختلاف المسجل في وصول الموجات الصوتية إلى الأذن سواء اليمنى أو اليسرى حيث أن الصوت الصادر من الجهة اليمنى تصل أمواجه إلى الأذن اليمنى قبل اليسرى فيتم التعرف على اتجاهه .[23]
و تستغرق هذه العملية وقتا قد يختلف من طفل إلى أخر فالبعض يتمكن بكل سهولة من تحديد مصدر الصوت في حين البعض الآخر يجد صعوبة في ذلك و يخضع نجاح هذه العملية بنجاح العمليات الأخرى و التي من أهمها التعرف على الأصوات و تمييزها . و من التمارين المطبقة خلال هذه العملية ما يلي:
- وضع أدوات مرسلة للأصوات مثل ساعة البيت ، المذياع …الخ في أماكن لا يمكن أن يراها الطفل و نطلب منه تعيين اتجاه الصوت.
- مناداة الطفل من مختلف الأماكن.
- إرسال أصوات مختلفة حول الطفل ( أمام ،وراء، خلف ،فوق، يمسن، يسار. )و نطلب منه تحديد مصدر الصوت.
ه- التمييز بين الأصوات : و يتم خلال هذه المرحلة التمييز بين الصوت الطويل والقصير، القوي و الضعيف ، الحاد و الغليظ و ذلك من خلال عدة تمرينات معدة لهذا الغرض و التي يمكن إيجازها فيما يلي:
- نضع الطفل في العربة نسير به بصورة غير منقطعة عندما يتم بث صوت طويل ثم نسير به بصورة منقطعة عندما يبث صوت قصير.
- إصدار أصوات طويلة و أصوات قصيرة و تمثيل تلك الأصوات على ورق مقوى احدهما عليه خط غامق طويل ليدل على الصوت الطويل و الأخر عليه خط غامق قصير ليدل على الصوت القصير و المطالبة من الطفل أن يميز بينها.
- استعمال مكعبات ونعمل على إبعادها عن بعضها البعض عند سماع الصوت الطويل و تقريبها من بعضها البعض عند سماع الصوت القصير.
- نطلب من الطفل التوجه إلى الكرة الصغيرة عند سماع صوت ضعيف و التوجه إلى الكرة الكبيرة عند سماع الصوت القوي.
- الوقوف و رفع الذراعين عند سماع صوت حاد و الوقوف بدون رفع الذراعين عند سماع صوت غليظ.
- التتبع بالإصبع سلم خيالي لترسيخ فكرة الارتفاع في الصوت الحاد و الانخفاض في الصوت.
و بعد أن يتمكن الطفل من التمييز بين كل هذه الأصوات يصبح التحليل السمعي لديه أكثر دقة مع تطور التربية السمعية و استمرار عملية الضبط الالكترودي ، و الهدف من هذا التحليل و التمييز السمعي الدقيق هو إيصال الطفل إلى مرحلة تمكنه من تمييز الأصوات اللغوية عن بعضها البعض . و لتحقيق هذا الهدف فعلى الطفل أن يكون قادرا على إدراك مختلف خصائص الكلام لذا يجب التمرن أكثر على التعرف على خصائص الصوت من شدة و ارتفاع و طابع و إيقاع. [24]
و- إدراك الإيقاع و الشدة و الارتفاع: قد يجد الطفل الأصم صعوبة كبيرة في إدراك الإيقاع لكن و بعد التجهيز أصبح من الضروري القيام بعدة تدريبات للوصول إلى عملية الإدراك الإيقاعي . الإيقاع الأولي هو المشي حيث نأخذ الطفل من يده و بخطوات صغيرة نقوم بإيقاعات باستعمال الحذاء أثناء المشي، بعد ذلك كل خطوة تكون مرافقة لـ دقة باليد و بعد ذلك يبدأ المختص بتنويع الإيقاعات من خلال تنويع الضربات باليد و على الطفل أن يكرر نفس الإيقاع. في البداية يكون باستعمال المجال البصري بعدها بالسمع فقط. كأن يقوم الفاحص بالضرب تحت الطاولة إيقاعات مختلفة و يطلب من المفحوص إعادة نفس الإيقاعات كما يمكن كذلك استعمال القراءة الإيقاعية و التي تتطلب رسم بعض المخططات الإيقاعية على الورق وبعد الضرب تحت الطاولة لنموذج معين نطلب من الطفل أن يعين النموذج الصحيح من بين النماذج المقدمة أمامه. و القيام بالعملية العكسية كذلك كان يصبح الطفل مكان المختص و المختص مكان الطفل و نفس الخطوات و نفس المنهجية نتبعها في إدراك الشدة و إدراك الارتفاع.
و تمثل جميع هذه الخطوات المرحلة الأولى في إعادة التربية السمعية و التي تركز على الأصوات البيئية و الأصوات الطبيعية و بعدها يمكن القول بأن القدرة على الإدراك السمعي و الذاكرة السمعية للطفل قد تطورتا بشكل يسمح بتحويل هذه المكتسبات إلى مستوى الأصوات اللغوية و الكلام . [25]
ز- التعيين : خلال هذه العملية يطلب من الطفل الاستماع إلى إحدى الأشياء من بين مجموعة من الأشياء المتشابهة و بعد ذلك يطلب منه تعيين الشيء أو الكلمة الهدف . كما ينبغي العمل على زيادة تعقد المستوى اللغوي المستخدم إذا كانت القدرات اللغوية للطفل تدعم ذلك . و لا يقتصر أثر مستوى لغة الطفل على النشاط نفسه فقط بل ينبغي أن تكون تعليمات المشاركة في النشاط في نطاق القدرة اللغوية للطفل.
ك- الفهم السمعي: يمثل الفهم السمعي للغة أرقى مستوى للاستماع و يطلق “روبينز” 1994 على هذه المهارة مصطلح ” التفكير أثناء الاستماع” . فعندما يطلب من الطفل أن يفكر أثناء الاستماع، فلا بد أن يصدر حكما أو يتخذ قرارا بشأن ما سمعه، ثم يقوم بإنتاج استجابة لفظية لا تقتصر على مجرد تكرار المثير و يمكن أن تكون الاستجابة واحدة من مجموعة مغلقة، و لكن غالبا ما تكون استجابة جديدة تمثل نتيجة لفهم ما تم سماعه.
إن الهدف الرئيسي من الزرع القوقعي هو تنمية القدرة على إدراك و إنتاج الكلام ، لهذا ينبغي استخدام الكلام الذي له معنى كمدخلات لمهام الاستماع كما ينبغي تشجيع الطفل للاستجابة للأصوات البيئية التي تحدث بشكل طبيعي في المنزل و المدرسة ، و مع نمو مهارات الاستماع خلال مرحلة ما بعد عملية الزرع من الأمور التي لها أهمية قصوى في أن يربط الطفل العلاقة بين السمع و الكلام حتى يتمكن من توظيف قدراته السمعية الجديدة في إنتاج الكلام .[26]
و تعتبر هذه المرحلة من أهم المراحل فكلما زادت قدرة الطفل على التمييز بين الأصوات و في وقت مبكر كلما كانت مهارات النطق لديه أفضل و كان كلامه أوضح . و من أهم التدريبات المقدمة في هذه المرحلة ما يلي:
- إتباع الأوامر المكونة من عدة خطوات: حيث يتم تدريب الطفل على تنفيذ الأوامر ابتداء بالأوامر المكونة من خطوة واحدة مثل: ضع الكتاب فوق الطاولة؟ ثم خطوتين مثل : خذ الكتاب من فوق الطاولة واجلس على الكرسي؟ ثم ثلاثة خطوات مثل: خذ الكتاب من فوق الطاولة و خذ القلم من المحفظة و اجلس على الكرسي؟
- التعرف عن طريق الوصف: تتم تنمية قدرة الطفل على التعرف على الأشياء عن طريق الاستماع مثل: يوجد حيوان كبير لونه أبيض و أسود و نأخذ منه الحليب. ما هو؟ فهذه المهارة تزيد من قدرة الطفل على فهم الكلام عن طريق الاستماع.
- الاستجابة للمحادثة الكلامية :تتم تنمية قدرة الطفل على الاستجابة للأسئلة عن طريق السمع أثناء محادثته عن اهتماماته اليومية مثل : ماذا فعلت اليوم ؟ متى رجعت من المدرسة؟ و غيرها من الأسئلة.
- مناقشة موضوع مألوف:تتضمن مهارة الطفل على إجابته على الأسئلة حول موضوع ما مثل لماذا تحب أن تسافر ؟ و تعتبر هذه المهارة أصعب من سابقتيها لأنها تتضمن أسئلة يسمعها الطفل لأول مرة.
- التتبع السمعي للكلام: تتضمن تدريب الطفل على إعادة جمل كلامية تبدأ من كلمتين و ثلاث كلمات و تزداد لتصبح ست إلى سبع كلمات . و ذلك عن طريق السمع فقط ن و تساهم هذه المهارة في تحسين قدرة الطفل على اكتساب التراكيب اللغوية المعقدة التي لا تظهر في الجمل القصيرة كالضمائر و ظرف الزمان و المكان و أدوات التعليل و غيرها، كما تساهم في تحسين نوعية كلام الطفل و تنمية قدرته التعبيرية.[27]
و نتيجة لما سبق تقديمه يمكن القول أن على المختص الأرطفوني أن يكون على دراية بجميع خطوات الإدراك السمعي و اللغوي و أن الانتقال من خطوة إلى أخرى يكون بطريقة مسترسلة حيث انه لا يجب أن نتقيد كلية بهذه الخطوات بل بإمكاننا أن نطبق عدة خطوات في نفس الوقت ، لكن يجب أن نعرف كيف نرجع إلى خطوة سابقة إذا رأينا أنها ذات أهمية. أو كيف نقفز إلى خطوة أخرى إذا رأينا أن هناك صعوبات كبيرة في الخطوة السابقة. و خلاصة القول أن أغلبية الأطفال المستفيدين من عملية الزرع القوقعي يدركون سريعا الأصوات البيئية لكن القدرة على تمييز هذه الأصوات و التعرف عليها يستغرق وقتا طويل لاكتسابه .[28]
12- نتائج الزرع القوقعي:
تتوقف نتائج نجاح عملية الزرع القوقعي على توفر الشروط التي تسمح بالقيام بالعملية إلا أن هذه النتائج تختلف باختلاف عدة عوامل أهمها:
أ- عمر الطفل عند الإصابة بالصمم: و يعتبر من أهم العوامل في تحديد النتائج، فالأطفال الذين صاروا صما بعد اكتساب اللغة يمكنهم بسهولة و بسرعة أن يربطوا الأصوات الجديدة المستقبلة بالجهاز بما لديهم في الذاكرة الصوتية. أما الأطفال الذين ولدوا أو صاروا صما قبل اكتساب اللغة تكون عملية التأهيل لديهم أطول و أصعب.
ب- مدة الصمم : كلما طالت مدة الصمم كلما تراجعت الذاكرة السمعية.
ج- نوع الاتصال: تسمح طرق التواصل الشفوي و الكلي بتحقيق نتائج أفضل في عملية التأهيل بعد الزرع القوقعي.
د- تباين عدد ألياف العصب السمعي السليمة : أسباب الإصابة قد تفسر النتائج المحدودة عند بعض الأشخاص.
ه- نوع الجهاز المستعمل: قد يفسر 40 % من الاختلاف في نتائج اختبارات التعرف على الكلمات الشفوية و الأصوات اللغوية.[29]
كما أن قدرات الإدراك و الفهم للكلام تتطور مع مرور سنوات الزرع و هي على النحو التالي:
- بعد بضعة أسابيع من الزرع يتم التعرف على العالم الصوتي .
- بعد سنة إلى سنتين من الزرع يتم التعرف على الكلمات و الجمل البسيطة في قوائم مغلقة.
- بين سنتين و ستة سنوات يتم التعرف على الكلمات و الجمل في قوائم مفتوحة.
- بعد ستة سنوات يكون احتمال استمرارية التطور في القوائم المفتوحة دون المساعدة على قراءة الشفاه.
أما قدرات إنتاج الكلام فتتطور بالتوازي مع الإدراك السمعي و تطوره.
خاتمة:
لقد ساهمت البحوث التكنولوجية الحديثة تقديم الكثير من الحلول لتسهيل المهمات الحياتية اليومية للمعاقين سمعيا، و من أهم هذه الحلول ظهور ما يسمى بجهاز الزرع القوقعي هذا الأخير الذي يعمل على تعويض النقص السمعي للمعاق سمعيا من خلال التنبيه المباشر للعصب السمعي بواسطة حزمة من الإلكترودات تغرس داخل القوقعة،و من خلال عرضن لإستراتيجية التأهيل السمعي و أهميتها في تنمية اللغة الشفوية عند الطفل الحامل لجهاز الزرع القوقعي و من خلال توضيح دور و أهمية المختص الارطفوني في التكفل بهذه الفئة يمكننا القول أن جهاز الزرع القوقعي يقدم فرصة جيدة لتنمية القدرة السمعية و المهارة اللغوية الشفوية الا انه لا يعتبر إنجازا في حد ذاته إن لم تؤخذ الكثير من الشروط و عوامل النجاح بعين الاعتبار سواء قبل العملية أو بعدها، كما أن ثلاثون(30) إلكترودا مزروعا داخل القوقعة لا يمكنها بأي حال من الأحوال تعويض 40000 خلية شعرية في الأذن الطبيعية و التي تعمل على تنبيه نهايات العصب السمعي.
قائمة المراجع:
قائمة المراجع باللغة العربية:
1– أحمد نبوي عبده عيسى،” زراعة القوقعة الالكترونية للأطفال الصم”، دار الفكر للنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى، 2010.
2– فؤاد عيد الجوالدة و مصطفى نوري القمش ، ” البرامج التربوية و الأساليب االعلاجية لذوي الاحتياجات الخاصة ” ، دار الثقافة للنشر و التوزيع ، عمان ، الأردن الطبعة الأولى، 2012.
3– لينا عمر الصديق ، “زراعة القوقعة” ، (د . ط) ، دار الحكمة ، جدة ، المملكة العربية السعودية،2004.
المذكرات و الرسائل:
1– عبد الرحمن محمد خير نقاوة ، ” فاعلية برنامج تأهيل سمعي لفظي في تحسين مهارات النطق لدى الأطفال مستخدمي جهاز زراعة القوقعة السمعية الالكترونية في عمر ما قبل المدرسة بالمملكة العربية السعودية”، رسالة دكتوراه في التربية الخاصة ، كلية الدراسات التربوية و النفسية العليا ، جامعة عمان العربية ، الأردن ، 2010.
2– خولة محمد الزين ،”تطوير برنامج تدريبي للمهارات السمعية و اختبار فاعليته في عملية اكتساب اللغة ، لدى فئة الإعاقة السمعية الشديدة ، و حالات زراعة القوقعة في الأردن “ رسالة دكتوراه في التربية الخاصة ، كلية الدراسات التربوية العليا، جامعة عمان العربية ، الأردن، 2004.
قائمة مراجع اللغة الأجنبية:
1- Brin F.، & al ; « Dictionnaire D’orthophonie »، 2 éme édition، ortho édition، France، 2004.
2- Busquet D.، Mottier C.، « L’enfant sourd، développement psychologique et rééducation «، Baillere ، paris.
3- Bouton C.P.، « Le développement du langage Aspect normaux et pathologiques » Masson، paris 2eme édition ،1997.
4- Chute P.، & Nevins M.، « School Professional Working with Children with Cochlear Implant »، Plural Publishing، CA، USA، 2006.
5-Dumant A.، « Implantations cochléaires : Guide pratique d’évaluation et de rééducation »، L’ortho édition، 1997.
6- David R M.، « Le développement du langage، Guide pratique »la liberté Inc، Québec ،Canada،1980،1984.
7- Gribenski A.، « L’audition »،Que sais je، puf.4eme édition 1975.
8–GILLET P.، Hommet C.، « Neuropsychologie de l’enfant : Introduction »، Solal، Marseille، 2000.
9- Loundon N.، & Busquet D.، « Implant cochléaire pédiatrique et rééducation orthophonique »، Médicine- science Flammarion، paris 2009.
10- Nicholas J.، Geers A.، « Will They Catch Up? The Role of Age at Cochlear Implantation in the Spoken Language Development of Children with Severe to Profound Hearing Loss ». Journal of Speech، Language، and Hearing Research.Vol.50، 2007.
11- Yves M.، « le petit Larousse médical »، paris 2001.
رسائل دكتوراه باللغة الأجنبية:
1– Bouton، S.، « Apprendre a lire avec un implant cochléaire sur la base de quel signal auditif? » ،thèse de doctorat en psychologie sous la direction de Mme pascale cole & M . Willy Serniclaes Université de Provence France ، 2010.
2- Scarbel، L.، « Production de parole et perception de sons et de parole par les enfants sourds porteurs d’un implant cochléaire » Mémoire de master – Sous la direction de Anne VILAIN، UFR Sciences du Langage، Université Stendhal، France 2011.
مقالات علمية:
1- Bourgeois C.، & Collet P.، « Aide au paramétrage d’implant cochléaire par algorithme évolutionnaire » journal sur l’enseignement des science et technologies de l’information et des systemes،Vol3،Université de Bourgogne، France،2004.
2-service ORL –Hopital St-Antoine «Réhabilitation des surdité profonde par l’implant cochléaire Digisonic » Notice d’information destinée aux patients souffrant de surdité profonde ou de surdité sévères et/ ou a leurs famille ، paris.
3-Radafy E.، « Etat de lieu de l’implantation cochléaire aujourd’hui »، revue rééducation orthophonique، implantation cochléaire n°217،2004.
1 – خولة محمد الزين ،”تطوير برنامج تدريبي للمهارات السمعية و اختبار فاعليته في عملية اكتساب اللغة ، لدى فئة الإعاقة السمعية الشديدة ، و حالات زراعة القوقعة في الأردن “ رسالة دكتوراه في التربية الخاصة ، كلية الدراسات التربوية العليا، جامعة عمان العربية ، الأردن ، 2004 ، ص 4.
1- أحمد نبوي عبده عيسى،” زراعة القوقعة الالكترونية للأطفال الصم”، دار الفكر للنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى، 2010، ص 11.
2- Loundon N.، & Busquet D.، « Implant cochléaire pédiatrique et rééducation orthophonique »، Médicine- science Flammarion، paris 2009.
3- لينا عمر الصديق ، “زراعة القوقعة” ، (د . ط) ، دار الحكمة ، جدة ، المملكة العربية السعودية،2004.
4– Brin F.، & al ; « Dictionnaire D’orthophonie »، 2 éme édition، ortho édition، France، 2004.
1– Yves M.، « le petit Larousse médical »، paris 2001
[7] — Dumant A.، « Implantations cochléaires : Guide pratique d’évaluation et de rééducation »، L’ortho édition، 1997،p12-14
1- Dumant A.، « Implantations cochléaires : Guide pratique d’évaluation et de rééducation »، L’ortho édition، 1997،p12-21
[9] – Scarbel، L.، « Production de parole et perception de sons et de parole par les enfants sourds porteurs d’un implant cochléaire » Mémoire de master – Sous la direction de Anne VILAIN، UFR Sciences du Langage، Université Stendhal، France 2011.
أحمد نبوي عبده عيسى، مرجع سابق، ص 50 – 51.-[10]
[11] – Chute P.، & Nevins M.، « School Professional Working with Children with Cochlear Implant »، Plural Publishing، CA، USA، 2006،p120.
1- أحمد نبوي عبده عيسى،” زراعة القوقعة الالكترونية للأطفال الصم”، دار الفكر للنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى، 2010، ص 11.
[13] — Scarbel، L.، loc cit ،2011،p50.
[14] – Radafy E.، « Etat de lieu de l’implantation cochléaire aujourd’hui »، revue rééducation orthophonique، implantation cochléaire n°217،2004،p20.
[15] service ORL –Hopital St-Antoine «Réhabilitation des surdité profonde par l’implant cochléaire Digisonic » Notice d’information destinée aux patients souffrant de surdité profonde ou de surdité sévères et/ ou a leurs famille ، paris،p15.
[16] .A Dumont.،loc cit ،p22-23
[17] – Bourgeois C.، & Collet P.، « Aide au paramétrage d’implant cochléaire par algorithme évolutionnaire » journal sur l’enseignement des science et technologies de l’information et des systemes،Vol3،Université de Bourgogne، France،2004p -63.
[18]– فؤاد عيد الجوالدة و مصطفى نوري القمش ، ” البرامج التربوية و الأساليب االعلاجية لذوي الاحتياجات الخاصة ” ، دار الثقافة للنشر و التوزيع ، عمان ، الأردن الطبعة الأولى، 2012.ص157.
.[19] – A Dumont.،loc cit ،p37-40
– أحمد نبوي عبده عيسى ،مرجع سابق ،ص114[20]
[21] – Busquet D.، Mottier C.، « L’enfant sourd، développement psychologique et rééducation «، Baillere ، paris، p203
[22] – David R M.، « Le développement du langage، Guide pratique »la liberté Inc، Québec ،Canada،1980،p71
[23] – Gribenski A.، « L’audition »،Que sais je، puf.4eme édition 1975.،p67-48
[24] – Busquet D.، Mottier C.، loc cit، p203
[25] – David R M.، loc cit ،p74-80
أحمد نبوي عبده عيسى ،مرجع سابق ،ص119-122-[26]
[27] – عبد الرحمن محمد خير نقاوة ، ” فاعلية برنامج تأهيل سمعي لفظي في تحسين مهارات النطق لدى الأطفال مستخدمي جهاز زراعة القوقعة السمعية الالكترونية في عمر ما قبل المدرسة بالمملكة العربية السعودية”، رسالة دكتوراه في التربية الخاصة ، كلية الدراسات التربوية و النفسية العليا ، جامعة عمان العربية ، الأردن ، 2010. ص 24_25.
[28] – Loundon N.، & Busquet D.، « Implant cochléaire pédiatrique et rééducation orthophonique »، Médicine- science Flammarion، paris 2009.P57-58
[29] – Bouton C.P.، « Le développement du langage Aspect normaux et pathologiques » Masson، paris 2eme édition ،1997،p65.