
تأثير التكنولوجيا الرقمية على جودة البحث العلمي مداخلة الدكتور منصور لخضاري: عضو هيئة التدريس – المدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية، الجزائر، بالمؤتمر الدولي الحادي عشر لمركز جيل البحث العلمي حول التعلم بعصر التكنولوجيا الرقمية والذي نظمه الاتحاد العالمي للمؤسسات العلمية بالتعاون مع جامعة تيبازة في طرابلس لبنان أيام 22 و23 و24 أبريل 2016، ولقد نشرت هذه المداخلة بسلسلة أعمال المؤتمرات الصادرة عن مركز جيل البحث العلمي بشهر أبريل 2016 بالصفحة 165 .
(إضغط هنا لتحميل كل كتاب المؤتمر).
تتناول المداخلة الموسومة: “تأثير التكنولوجيا الرقمية على جودة البحث العلمي”
إشكالية: انعكاس شيوع استخدام التكنولوجيا الرقمية في مجال البحث العلمي على جودة البحث العلمي؟.
يستقي الموضوع أهميته من شيوع استخدام التكنولوجيا الرقمية في مختلف مجالات الحياة، والتي ما كان ليشذ عنها مجال البحث العلمي الذي صار حقلا خصبا لمختلف أشكال، وأوجه استخدامات التكنولوجيا الرقمية.
جرى تقسيم المداخلة إلى ثلاث محاور رئيسية. تم تخصيص الأول منها إلى بيان المعايير الموضوعية والشكلية لجودة البحث العلمي. والثاني إلى بيان بعض الأوجه الرئيسية لاستخدامات التكنولوجيا الرقمية في مجال البحث العلمي التي من أهمها: انتشار المكتبات الرقمية وقواعد البيانات، رقمنة تسيير المكتبات، وتطور برمجيات الكتابة البحثية… قبل أن يتم استعراض أهم أوجه سوء استخدام التكنولوجيا الرقمية على مصداقية البحث العلمي، والتي تتمثل أساسا في استفحال ظاهرة الانتحال العلمي والسرقة العلمية.
خلصت المداخلة إلى أن استخدام التكنولوجيا الرقمية في البحث العلمي سلاح ذو حدين. فبقدر ما تقدمه من فائدة للباحثين وما تنعكس من إيجاب على البحث العلمي، فإنها قد تنسف بمصداقية المنتوج العلمي في حال ما أسيء استخدامها.
- الكلمات المفتاحية: التكنولوجيا الرقمية، البحث العلمي، المكتبة الرقمية، قواعد البيانات، السرقة العلمية.
Résumé en français
L’intervention qui a pour titre:
L’impact de la technologie numérique sur la qualité de la recherche scientifique
traite de la problématique portant sur les répercutions que peuvent avoir la propagation de l’utilisation de la technologie numérique dans le domaine de la recherche scientifique sur la qualité de cette dernière ?.
Le sujet trouve son importance dans l’utilisation à grande échelle de la technologie numérique dans différents domaines de la vie, et cela sans exclure le domaine de la recherche scientifique qui est devenu un terrain fertile à toutes formes d’utilisation de la technologie numérique.
L’intervention se divise en trois axes majeurs, le premier est consacré à délimiter les normes de fond et de forme sur la qualité de la recherche scientifique. Le deuxième axe traite de certains principaux aspects de l’utilisation de la technologie numérique dans le domaine de la recherche scientifique dont les plus importants sont: l’expansion des bibliothèques numériques et bases de données, la numérisation de la gestion des bibliothèques, le développement de logiciels de rédaction de recherche… Finalement, on va exposer les aspects négatifs de cette utilisation de la technologie numérique sur la crédibilité de la recherche scientifique, et qui se traduit principalement sous forme de plagiat.
Cette intervention se conclue sur le résultat que l’utilisation de la technologie numérique dans la recherche scientifique peut s’avérer une lame à double tranchant, dans la mesure où cette utilisation peut fournir énormément d’avantages pour le chercheur, elle peut aussi se montrer nocive en touchant a l’intégrité du produit scientifique quant à une utilisation déplacée.
- Mots clés: Technologie numérique. Recherche scientifique. Bibliothèque numérique. Bases de données. Plagiat.
مقدمة
تشهد التكنولوجيا الرقمية في الزمن المعاصر تطورا كبيرا، بات من الصعب مسايرته ومجاراته لفرط ما يعرفه هذا الحقل المعرفي الخصب من اختراعات وابتكارات وإبداعات، ما فتئت تنعكس على الحياة اليومية للأفراد والمجتمعات. ولعل من أكثر دلالات ومؤشرات انعكاس الثورة الاتصالية الرقمية المتصلة أساسا بعالم الانترنت كأحد أكثر أوجه انتشار التكنولوجيا الرقمية على الحياة الإنسانية والاجتماعية، ارتفاع نسب استعمال الوسائط التكنولوجية الاتصالية والتواصلية الرقمية، وشيوع استخدام أوجه الابتكارات الحديثة في هذا المجال حتى في المجتمعات المصنفة والموصوفة بأنها فقيرة ونامية، كشيوع تتبع الفضائيات، وانتشار استعمال شبكات التواصل الاجتماعي بمختلف روابطها التفاعلية والتواصلية…
على الرغم من شيوع استخدام الوسائط التفاعلية والتواصلية، واستخدام الانترنت لغرض تسهيل الحياة اليومية للأفراد والمجتمعات كاستعماله للتبضّع، والتفسح، وطلب الأخبار، والمعلومات… فإنه لا يجب أن يغطي هذا الجانب على غيره من جوانب الاستخدام الأخرى للتكنولوجيا الرقمية. ولاسيما ما اتصل بأوجه استخداماتها في مجال البحث العلمي بمختلف مراحله وتنوع متعلقاته.
فقد أتاحت التكنولوجيا الرقمية فرصا أكبر وأسرع وأكثر فعالية وفاعلية لترقية البحث العلمي والنهوض به، بفعل ما أتاحته من فرص التواصل والاتصال بين الجامعات، ومراكز البحث، ومراكز التفكير، والباحثين… وكل الفواعل المهتمة بالبحث العلمي. فبات من اليسير بمكان طلب المعلومة، وتقفي أثرها في زمن ذاع فيه صيت الكتاب الالكتروني، وانتشرت فيه المكتبات الرقمية، وبات فيه لقواعد البيانات العلمية أثرا على مصداقية المرجع العلمي…
وعليه سيكون منطلق المداخلة قيد التقديم، هو طرح الإشكال التالي:
هل انعكس شيوع استخدام التكنولوجيا الرقمية في مجال البحث العلمي على جودة البحث العلمي؟..
أم أن فرط استخدامها لم يراع جانب الجودة والنوعية في البحث العلمي؟..
قبل عرض المداخلة، تقتضي الضرورة المنهجية –بتقدير صاحب الورقة العلمية المقدمة- الإشارة إلى أن المقصود بالبحث العلمي في ما سيلي عرضه هو مختلف أشكال مخرجات البحث العلمي، من: بحوث، ودراسات، ومؤلفات، ومقالات، وأوراق بحثية، ومذكرات التخرج على اختلاف مستوياتها وتنوعاتها بين الأطروحات، والرسائل، والمذكرات… فعلى تنوع ما يشتمل عليه وعاء البحث العلمي من أشكال وأصناف، فإن البحث العلمي يبقى هو أهم ما يهم في مضمون الورقة البحثية المقدمة، بغض النظر عن تمثلاته، وإن سيجري التركيز بصفة أساسية على البحوث الأكاديمية المقدمة أساسا في الجامعة، لاعتبارها العينة الأقرب إلى الملاحظة بحكم وظيفة صاحب الورقة البحثية كأستاذ جامعي.
- معايير جودة البحث العلمي
تُجمِع التعاريف الإصطلاحية المقدمة للبحث العلمي على اختلاف صياغاتها وتنوع المشارب المعرفية والمنطلقات الفكروية لأصحابها، على اعتباره ذلك الجانب المقصود من المعرفة. القائم على مجموعة من الضوابط العلمية والخطوات المنهجية الواجب اتباعها لدراسة موضوع ما «التقصي المنظم باتباع أساليب ومناهج علمية محددة للحقائق العلمية، بقصد التأكد من صحتها وتعديلها أو إضافة الجديد لها»([1]). لغرض تعريفه، أو تفسيره، أو تبريره، أو إيجاد القوانين التي تضبطه.
فالبحث العلمي بذلك هو «عرض مفصل أو دراسة متعمقة تمثل كشفا لحقيقة جديدة، أو التأكيد على حقيقة قديمة مبحوثة، أو إضافة شيء جديد لها، أو حل لمشكلة كان قد تعهد شخص بتقصّيها وكشفها وحلها»([2]). ما أمكن معه إيجاز تعريف البحث العلمي على أنه: «نشاط علمي منظم وطريقة في التفكير وأسلوب للنظر في الوقائع، يسعى إلى كشف الحقائق، معتمدا على مناهج موضوعية من أجل معرفة الارتباط بين هذه الحقائق، ثم استخلاص المبادئ العامة والقوانين التفسيرية. وهكذا فإن البحث العلمي يثير الوعي ويوجه الأنظار نحو مشكلة ربما لا يكون للحصانة أي دور يستوجب أن تثار بطريقة أخرى»([3]).
ليس المقام بمقال الغوص في تعريف البحث العلمي، والتركيز على بيان أهدافه، والوقوف عند أوجه الاتفاق والاختلاف القائمة بين من أدلوا بدلوهم في هذا الموضوع. فما سبق إيراده من تعاريف للبحث العلمي ليس إلا مدخلا اقتضته الضرورة المنهجية القائمة على تقدير أهمية تعريف الموضوع قبل عرض معايير جودة البحث العلمي التي سيجري عرض أهمها انطلاقا مما استُخلِص من مطالعة الأدبيات المهتمة بالموضوع، ومن تجارب وخبرات التدريس والبحث العلمي.
يمكن تقسيم عرض معايير جودة البحث العلمي، إلى صنفين رئيسيين:
المعايير الموضوعية:
تتعلق بنوعية مشتملات البحوث ومتضمناتها. من بين أهم المؤشرات الدالة على ما يندرج في هذا الصنف من المعايير:
- الأمانة العلمية في الطرح والإخراج، وإنساب المعلومات والأفكار لأصحابها.
- التحلي بالموضوعية، والابتعاد عن الذاتية، والتجرد من الأحكام المسبقة.
- الجدية في البحث، والسعي لبذل كل الجهود الممكنة، واستغلال كل الفرص المتاحة.
- الدقة والابتعاد عن العموميات.
- تحديد أهداف البحث، واتباع المنهجية العلمية الرصينة، والتوفيق في اختيار المناهج العلمية تبعا لما تقتضيه طبيعة البحث وموضوعه.
- التوفيق في اعتماد المقاربات المنهجية، وانتقاء الإطار النظري الأليق للبحث.
المعايير الشكلية:
تتعلق بنوعية إخراج البحوث في شكلها النهائي. من بين أهم المؤشرات الدالة على ما يندرج في هذا الصنف من المعايير:
- مراعاة والاهتمام بالجوانب الشكلية في إعداد وإنجاز البحوث العلمية.
- إتقان العمل، والاستفادة الأمثل من البرمجيات الحاسوبية والتقنيات الالكترونية المتاحة.
- خلو البحث من الأخطاء بأنوعها: الإملائية، والنحوية، والمطبعية…
- الحرص على الإخراج الجيد للبحث، ووفقا لما تقتضيه طبيعة البحث بالابتعاد عن الزخرف والتلوين، وغير ذلك من صور التزيين وأشكاله.
- أوجه من استخدامات التكنولوجيا الرقمية في البحث العلمي
تعبر التكنولوجيا الرقمية(★) عن الاعتماد الأساسي والمفرط على الحواسيب في مختلف مناحي الحياة المعاصرة، حتى بات يطلق على عصرنا عصر الثورة الرقمية. إذ لم يبق مجال من مجالات الحياة المعاصرة -ولو كان على درجة من البساطة-، إلا ودخلها استعمال هذه التقنيات المتطورة التي سهلت المعاملات ويسرت التعاملات… من أوجه ذلك انتشار استخدام الحواسيب وأجهزة الكمبيوتر، وتعميم استعمال الانترنت وغيرها من الوسائط الاتصالية والتواصلية كشيوع استخدام الهواتف الذكية، واللوحات الرقمية… والاعتماد المفرط على الانترنت في التواصل، والاستعلام، والتبضع، والتسوق، وقضاء المعاملات، وربط الاتصالات…
يعود سبب اكتساح التكنولوجيا الرقمية لعصرنا إلى سهولة وامتيازات استخداماتها من سرعة فائقة وكلفة يسيرة… غير أن بعض الأدبيات المهتمة بتأريخ وتتبع مسار استعمال وسائل التطور التكنولوجي ووسائطه في المؤسسات العمومية والأجهزة الإدارية، مَن تُرجِع سبب الاعتماد المفرط على التكنولوجيا الرقمية إلى تمكن الشركات المصنعة للحواسيب، والـمُطوِّرة للبرمجيات من تجاوز عقبة التخوف من عدم قدرة الحواسيب على التجاوب مع الانتقال الآلي والمبرمج من سنة 1999 (99) إلى سنة 2000 (00) لخصوصية الانتقال الزمني الرقمي من سنة إلى سنة، والتخوف من عدم التجاوب التقني للبرمجيات مع العودة إلى رقم 00 كاختصار للإشارة على سنة 2000([4])، ما كاد أن يعصف باعتماد الحواسيب في مختلف مناحي الحياة، وما كان سيتسبب في كوارث اقتصادية ومالية وأمنية… لا يتسع المقام لتفصيل بيانها.
يقتضي عرض أوجه استخدامات التكنولوجية الرقمية في مجال البحث العلمي، استعراض التقنيات الرقمية التي دخلت مجال الخدمة المكتبية والبحثية، وهو ما يمكن بيان أهم أوجهه في ما يلي:
المكتبات الرقمية:
تعود الأدبيات المهتمة بدراسة المكتبات الرقمية وبيان أصولها ومرجعياتها التاريخية إلى فكرة إنشاء الموسوعة العالمية، كملتقى لعرض الأفكار والإبداعات الإنسانية.
لئن بدأ التفكير في مشروع المكتبات الرقمية في عصر الوسائل التقليدية القائمة على التدوين والطبع لغياب التقنية الرقمية عن ذلك الوقت الذي تعود بعض القراءات به إلى النصف الأول من القرن العشرين، فإن ارتباط المكتبات الرقمية بهذه الفترة الزمنية إنما مرده إلى التفكير المسبق في إيجاد وسيلة تقنية تسهل الاستغلال الأمثل للمعارف الموسوعية المدونة في شكل قواميس وكتب وموسوعات… وهو ما جرى تجسيده بعدما تأتى استعمال التكنولوجيا الرقمية وانتقال مجالات استخدامها إلى حقل المعارف العلمية، والنظم المكتبية.
في هذا السياق يشار إلى المقال الذي سبق لمدير “المكتب الأمريكي للبحوث العلمية والتطوير” وقام بنشره سنة 1945 بعنوان “كما ينبغي لنا أن نفكر” الذي طرح فيه ضرورة التفكير في إيجاد إمكانيات تقنية لتسهيل مهمة الباحثين في جمع المعلومات وتخزينها والتعرف عليها واسترجاعها([5])، وهو ما أتى ثماره في وقتنا المعاصر أين جرى ابتداع الكثير من البرمجيات والوسائل والوسائط التقنية الرقمية التي تخدم البحث العلمي وتسهل مهمة الباحث.
تُجمِع التعاريف المقدمة للمكتبة الرقمية على اعتبارها تلك النقلة النوعية في الانتقال من الكتب، وغيرها من المطبوعات الأكاديمية من دراسات وبحوث ومجلات… من الطابع الورقي إلى الخاصية الرقمية التي تتيح فرصة الإطلاع على المخزون المكتبي، ومراجعته على شكل الكتروني يراعي ويحفظ مطابقة المحتوى المرقمن، للمضمون المكتوب والمطبوع.
من التعاريف الإصطلاحية الممكن انتقاؤها للمكتبة الرقمية في هذا المقام أنها: «نظم المعلومات، والخدمات التي تتيح وثائق الكترونية (أي: ملفات نصية، صوت رقمي، فيديو رقمي) مخزنة في مستودعات أرشيفية أو ديناميكية متجددة»([6])، وفي تعريف آخر نقرأ «المكتبة التي تملك مصادر إلكترونية محوسبة فقط، ولا تستخدم مصادر تقليدية بغض النظر عن أن تكون متاحة على الانترنت أو لا»([7]).
يفصل المختصون في علم المكتبات، والمهتمون بدقائق تفاصيل المكتبات الرقمية بين نوعين أساسيين منها، هما:
- المكتبات الالكترونية: تعرف بأنها: «مجموعة منظمة من الوسائط في شكل رقمي، مصممة لخدمة فئة محددة من المستفيدين، وتيسر بنيتها الوصول لمحتوياتها، ومجهزة بوسائل وأدوات الملاحة في شبكة المعلومات في العالم»([8]). يقصد بها إجمالا مجموع المكتبات ومصادر توفير المراجع التي تتخذ من التكنولوجيا الرقمية أداة لتقديم مخزونها المكتبي، ورصيدها المعرفي([9]).
لا يشترط في المكتبات الالكترونية استعمال فضاء الانترنت كمساحة لترويج وتقديم خدماتها المكتبية. إذ لا يشترط فيها أن يكون متاح الوصول إلى رصيدها المكتبي عبر الانترنت. فكما يمكن أن تقدم خدمات على الانترنت، قد يمكن أن تقتصر خدماتها على دون ذلك، ومن أمثلة ذلك ما تقدمه بعض المكتبات الجامعية والمتخصصة من تجهيزات مخصصة للوصول إلى مخزونها المكتبي الرقمي، وما قد يسوق من منتوج معرفي على شكل مرقمن كالأقراص المضغوطة…
- المكتبات الافتراضية: تتشابه مع سابقتها في اعتماد التكنولوجبيا الرقمية، غير أنها تختلف عنها في أنها تنشط حصريا على فضاء الانترنت الذي تتخذه كمساحة لتمكين مرتاديها من مراجعة، والإطلاع على رصيدها المكتبي الالكتروني([10])، ما يفسر إطلاق بعض الكتابات عليها وصف “مكتبات من دون جدران”.
مما يؤخذ على المكتبات الافتراضية أنها قد لا تضمن جدية وجدوى وصحة محتوى ما تقدمه من معارف مرقمنة، على عكس المكتبة الالكترونية التي تزيد فيها درجة الموثوقية والأمانة العلمية([11]).
قواعد البيانات:
هي مجموعة من عناصر البيانات المنطقية المرتبطة مع بعضها البعض بعلاقة رياضية([12])، تتيح فرص الاستغلال الأمثل لما تحتويه من معلومات مرقمنة مبوبة حسب نظم محددة، عادة ما يراعي منطق عملها جانب تسهيل مهمة البحث للوصول الأمثل والأسرع للمعلومات المبحوث عنها.
تعتبر قواعد البيانات من أكثر أوجه استخدامات التكنولوجيا الرقمية في مجال البحث العلمي، بفعل الخدمات التي تقدمها والمتمثلة أساسا في ما تتيحه من فرص الاسترجاع السريع والميسر للمعلومات([13]).
من أوجه الخدمات التي يقدمها استخدام قواعد البيانات في البحث العلمي، يمكن الإشارة على سبيل المثال لا الحصر إلى ما يلي:
- تبويب رصيدها المكتبي على أسس التخصصات العلمية المتنوعة، ما يساعد الباحث على الالتزام بمبدأ التخصص العلمي حتى لا يسقط في فخ التعويم، والاستفادة من المعلومات الثقافية أكثر منها المتخصصة وإن كان من الصعب بمكان فصل ما هو معرفي عن ما هو تثقيفي. إلا أن جودة البحث العلمي تقتضي ضرورة احترام التخصص العلمي خاصة وأن العلوم اليوم تنتقل من الاختصاص إلى التخصص.
- احتواؤها على رصيد مكتبي ثري، يتكون من أحدث الإصدارات العلمية العالمية في مختلف التخصصات البحثية والعلمية. ما يزيد من ثرائها المكتبي العلاقات العنكبوتية المنسوجة بين مختلف قواعد البيانات التي يحيل أحدها فرص الولوج إلى أخرى، بفعل ما أتاحته شبكة الانترنت من نوافذ ومعابر ومنافذ قائمة بين مختلف قواعد البيانات الموجودة.
- تمتعها بدرجة من الموثوقية العلمية، لاحتوائها على أبحاث علمية محكمة ورفيعة المستوى، ما جعل منها أساسا لقياس جودة البحث العلمي. باعتبارها مؤشرا على مدى حرص الباحث على احترام التخصص العلمي في استيقاء المراجع المعتمد عليها في إنجاز البحث العلمي.
رقمنة تسيير المكتبات:
المقصود برقمنة تسيير المكتبات هو اعتماد التكنولوجيا الرقمية في تسيير المكتبات إداريا وبحثيا. وهو المسار الذي يندرج في سياق تجسيد وتفعيل الإدارة الالكترونية التي باتت تعتبر أداة استراتيجية لتسيير عصر المعرفة والمعلومات «فظهور التقنية الحديثة من حواسيب وأجهزة اتصال متطورة ومختلفة يحتم ويوجب على المكتبة الجامعية تبديل نظامها كلية، وإدخال التقنية على جميع أعمالها ومصالحها الفنية والإدارية، وذلك من أجل التحكم أكثر في المعلومات وتحسين الخدمات، وكذا التكيف مع هذا المجتمع الالكتروني»([14]).
من أهم ما يمكن الإشارة إليه من جوانب تأثير رقمنة تسيير المكتبات على البحث العلمي، أمكن تعداد ما يلي:
- تسهيل عمليات البحث في الإطلاع على ما تكتنزه المكتبات من مراجع، وما تحتويه من رصيد مكتبي.
- إتاحة فرصة الإطلاع على المخزون المكتبي من دون الحاجة إلى التنقل إلى المكتبة، ما يتيح فرص إجراء البحث عن بعد.
- تجعل البوابة الالكترونية للمكتبة، من المكتبة نافذة مفتوحة طيلة أيام الأسبوع، وعلى مدار ساعات اليوم ما يتيح إمكانيات أكثر للبحث العلمي.
- تيسير عملية طلب المراجع من الأعوان المكتبيين.
- تسهيل عملية تسيير المخزون المكتبي ومراقبة سيولة الإعارة.
- اعتبار رقمنة تسيير المكتبات أحد المعايير الأساسية لترتيب المؤسسات الجامعية في سلم ترتيب المؤسسات الجامعية والبحثية على مختلف المستويات: الوطنية، الإقليمية، والعالمية.
تطور برمجيات الكتابة البحثية:
شهدت البرمجيات المكتبية تطورا مذهلا أنتج نقلة نوعية في ما يتعلق بالجوانب الشكلية لإصدار البحوث العلمية، وطرق إخراجها على شكلها النهائي. فبعدما كان يعتمد على الآلة الراقنة في كتابة البحوث العلمية، فقد سهل استعمال الحاسوب من عملية الكتابة وأتاح فرص تصحيح الأخطاء، ومراجعة المدونات قبل ضبطها على الشكل النهائي للإخراج والطبع، ما لم يكن متاحا بالسهولة نفسها قبل ظهور هذه البرمجيات وشيوع استخدامها.
لم يقتصر أثر تطور برمجيات الكتابة البحثية على الجوانب الشكلية لإخراج البحوث في شكلها النهائي، بل يتعداه إلى استحداث برمجيات تساعد الباحث على التعامل مع البيانات والمعطيات، كمساعدته على قراءة الإحصائيات، ورسم الجداول، والرسوم البيانية… بل حتى أن منها ما يساعد على الكتابة الموثقة الصحيحة للهوامش والمراجع، وفق الأصول المنهجية والعلمية المتعارف عليها من قبل المدارس المنهجية العالمية الكبرى.
تعزيز فرص التواصل بين الباحثين:
لا أدل على ذلك من التجارب التي نعايشها يوميا من فرص التعرف والتعارف القائمة بين الباحثين، من مختلف الأقطار والتخصصات باعتماد التكنولوجيا الرقمية التي من أوجهها في هذا المجال استعمال الانترنت ولاسيما البريد الالكتروني، وشبكات التواصل الاجتماعي…
وهي الفضاءات التي أتاحت إمكانيات الإطلاع على عروض التكوين والدراسة، ومختلف الفعاليات العلمية المتنوعة من ملتقيات وندوات ومؤتمرات… وهي الفرص التي تتعزز يوما بعد يوم بفضل شبكات التواصل الاجتماعي التي ابتدع الباحثون فيها منتديات ومجموعات لتسهيل عملية التواصل بين المهتمين بمختلف المواضيع، وتبادل المراجع، والمعلومات، والخبرات، بل وحتى توزيع استمارات الاستبيانات والبحوث الميدانية.
- أثر سوء استخدام التكنولوجيا الرقمية على مصداقية البحث البحث العلمي
سهلت التكنولوجيا الرقمية مهمة الباحث العلمي، ومكنته من تقديم أداء بحثي على درجة رفيعة من الجودة والتميز. غير أن سوء استخدام هذه التكنولوجيا قد يتحول بالباحث وعمله المنجز إلى النقيض من كل الأوصاف الإيجابية المتصف بها والمتميز بها عمله، في حال ما أساء استخدام التكنولوجيا الرقمية المتوفرة بين يديه.
من أكثر الجوانب السلبية المتعلقة بسوء استخدام التكنولوجيا الرقمية في البحث العلمي، ما بات يعرف في الأوساط الأكاديمية بظاهرة “الانتحال العلمي” المعبر عنها في الكثير من الأدبيات بـ”السرقات العلمية” التي يعرفها الدكتور سامي عبد العزيز بأنها: «استخدام الكاتب أو المؤلف أو الباحث كلمات أو أفكارا أو رؤى أو تعبيرات شخص آخر دون نسبتها إلى هذا الشخص، أو الاعتراف له بالفضل فيها… والانتحال العلمي أيضا هو أن ينسب الشخص إلى نفسه أشياء لا فضل له فيها بغير سند من الواقع.. والتعبير عن الأفكار بأنها بنات أفكاره وأنها أصيلة»([15])، ويعرفها قاموس ميريام ويستر بأنها: «سرقة وتمرير (أفكار أو كلمات أخرى) واستخدام (إنتاج آخر) دون الاعتماد على مصدر، لارتكاب السرقة الأدبية في عرض فكرة جديدة ومبتكرة أو منتج مشتق من مصدر موجود»([16]).
الوقوف المتأني عند هذا الفعل المشين -تزيد درجة شناعة السرقة العلمية حين استحضار شخص القائم بالفعل، فالباحث العلمي يفترض أن يكون من النخبة العلمية والمثقفة التي تسعى لتكون خير مثل يحتذى به، ما يستوجب عليه الترفع عن السقوط في مثل هذه الممارسات-، يجعلنا نستخلص ثلاثة أوجه من المنكرات القانونية والعلمية والأخلاقية يقوم بها القائم بفعل السرقة العلمية هي:
- التعدي على الملكية الفكرية، المضمونة حقوقها قانونا.
- انتهاك أخلاقيات الأمانة العلمية القائمة على نسب الأفكار إلى أصحابها، وإسناد المعلومات إلى المصادر التي استقيت منها.
- نسب عمل وجهد الغير لنفسه من دون أدنى حياء علمي، وفي غياب تام للضمير الذي على الباحث أن يتصف به.
لا يحتاج كشف السرقات العلمية في الكثير من الحالات، ولاسيما ما تعلق بالحقل الجامعي وما ينجز فيه من أبحاث علمية متنوعة المستويات من ورقات بحثية، ومذكرات، ورسائل، وأطروحات… إلى جهد كبير. إذ يمكن للأستاذ المتمكن من تخصصه، الملم بمستوى طلبته من كشف عمليات السرقة العلمية التي بطبيعتها تفتقر إلى تنسيق الأفكار، وتناسق الأسلوب، بل وحتى تناسق شكل الإخراج النهائي للعمل المقدم، من أوجه ذلك على سبيل المثال لا الحصر:
- عدم تطابق الأسلوب المعتمد في التحرير مع مستوى منجِز البحث.
- بروز الفقرات المسروقة بخط غير مماثل لخط الكتابة المعتمد في إخراج العمل.
- استعمال مصطلحات دخيلة عن الاستعمال الشائع والمتعارف عليه في الأوساط الأكاديمية والمجتمعية، ومن ذلك استعمال تسميات الأشهر السريانية في مجتمع جرى فيه اعتماد تسميات الأشهر الرومانية المعربة عن الفرنسية مثلا …
ما سبق بيانه من مؤشرات اكتشاف عمليات السرقة العلمية، لا يمكن أن يغطي على البراعة المعتمدة والمستويات العالية التي بلغها المحتالون علميا، خاصة في ظل تواتر معلومات عن قيام بعض الأطراف غير المعروفة بإنشاء مواقع الكترونية على شبكة الانترنت تعرض خدمات القيام بإنجاز البحوث والدراسات والتقارير… ، بالاعتماد على محركات بحث متطورة يجري من خلالها سرقة فقرات متنوعة ذات صلة بموضوع الدراسة قيد الإنجاز، قبل أن يتم تنسيق الفقرات المسروقة من الأعمال المحملة ليتشكل عليها عمل –يسمى جورا عملا علميا- يباع لطالبه الذي يقوم بتقديمه على أنه من إنجازه([17]).
وعليه، ولغرض مواجهة استفحال ظاهرة “السرقات العلمية” التي زادت حدة انتشارها، بانتشار التكنولوجيا الرقمية التي أسيء استخدامها من طرف بعض المنتسبين للحقل المعرفي ومجال البحث العلمي، جرى اختراع بعض البرمجيات والأساليب العلمية لكشف هذه الممارسات سعيا لحصر مجال انتشارها، وحفاظا على مصداقية البحث العلمي القائم على روح الأمانة والموثوقية العلمية (من أمثلتها:checkforplagiarism ، plagiarisma، Plagiarism detect، plagtracker، dupli checker، plagscan، turnitin…).
يقوم مبدأ عمل مواقع وبرمجيات كشف عمليات السرقة العلمية، على القيام بعملية تفتيش مسحي للنص المراد التأكد من موثوقيته العلمية في مختلف قواعد البيانات على الانترنت، واستخراج النصوص المشابهة في التراكيب والتعابير اللغوية وتقديمها لتمكين المتحري على النص من القيام بعملية المقارنة بين النص المراد التحق منه وغيره من النصوص المشابهة والعودة لتواريخ الإصدار، ومستوى الباحث… وغيرها من معايير المقارنة للتأكد من مدى صدق نسب الباحث العملَ لنفسه. فهذه البرمجيات تسمح بـ«كشف الانتحال والتزوير العلمي والسرقات العلمية والأطروحات الجامعية… المنشورة في الصفحات والمواقع الالكترونية… وتوفر … تقريرا شاملا يوضح التشابه والتطابق في نصوص الأبحاث العلمية… والأطروحات الجامعية»([18]).
من السبل الأخرى المعتمدة لمواجهة استفحال ظاهرة السرقات العلمية ما باتت تتضمنه مواثيق أخلاقيات الجامعة، ومواثيق إعداد الأطروحات والبحوث العلمية في مختلف الجامعات. أين صار يشار صراحة إلى شجب الظاهرة، والتحسيس بمخاطرها، والتذكير بالآليات القانونية المستحدثة لمواجهتها والتي تصل إلى حد تجريد من يثبت ممارسته لفعل السرقة العلمية من الألقاب العلمية، والشهادات الجامعية المحصلة.
يختصر استفحال ظاهرة السرقات العلمية كل المظاهر السلبية الناتجة عن سوء استخدام التكنولوجيا الرقمية على مصداقية البحث العلمي، وهي الرهان الأكبر الواجب على الأسرة الجامعية والبحثية التصدي له لتعديه على كل الأعراف والأخلاقيات العلمية والبحثية، الأدبية والقانونية.
خاتمة وتوصيات
تناولت المداخلة المقدمة بعنوان: تأثير التكنولوجيا الرقمية على جودة البحث العلمي
أهم مجالات استخدام التكنولوجيا الرقمية في مجال البحث العلمي، انطلاقا من تعداد معايير جودة البحث العلمي على اعتبار أنه جرى اعتماد “الجودة” كمعيار لقياس مدى تأثير التكنولوجيا الرقمية على البحث العلمي.
وعليه فقد جرى استعراض بعض الأوجه الأساسية لاستخدامات التكنولوجيا الرقمية في مجال البحث العلمي والتي منها انتشار المكتبات الرقمية، وقواعد البيانات، ورقمنة تسيير المكتبات، وتطور برمجيات كتابة البحوث العلمية، وتعزيز فرص التواصل بين الباحثين… قبل أن يجري استعراض أثر سوء استخدام التكنولوجيا الرقمية على مصداقية البحث العلمي، وهو ما تختصره ظاهرة استفحال السرقات العلمية التي تهدد أركان البحث العلمي، لتعديها الصارخ على روح الأمانة العلمية الواجب على الباحث أن يتحلى بها.
باستحضار الإشكالية التي بنيت عليها المداخلة والتي صيغت على النحو التالي:
هل انعكس شيوع استخدام التكنولوجيا الرقمية في مجال البحث العلمي على جودة البحث العلمي؟..
أم أن فرط استخدامها لم يراع جانب الجودة والنوعية في البحث العلمي؟..
نخلص إلى أن شيوع استخدام التكنولوجيا الرقمية في مجال البحث العلمي هو سلاح ذو حدين، بقدر نفعه على قدر ضره. وهو ما يتحدد بطبيعة استخدام الباحث لهذه التقنيات التكنولوجية المتاحة. وكما تضمنه آخر محاور المداخلة فإن سقوط الباحث في الاستخدام السيء للتكنولوجيا الرقمية لا يؤثر على جودة البحث العلمي، بل على مصداقيته.
ما يعني أن الباحث الذي يسيء استخدام التكنولوجيا الرقمية لا نحكم على عمله بمقياس الجودة، بل بمقياس المصداقية. ما يجعل الحكم على العمل يمكن أن يصل حد رفض العمل، بل وشجبه.
ختاما للمداخلة المقدمة، يمكن استخلاص التوصيات التالية:
- ضرورة تمكين الطلبة والباحثين من آليات التمكن من التكنولوجيا الرقمية لإعداد البحوث العلمية، بإقامة الورشات الدراسية، والدورات التدريبية للتحكم في مختلف أوجه هذه المجالات.
- تعزيز التعاون المرقمن بين مختلف الجامعات والمراكز البحثية، بتبادل قواعد البيانات، وإقامة صلات التعاون بين الباحثين.
- تشديد الرقابة والصرامة في التعامل مع مظاهر وحالات السرقات العلمية، على اعتبار أنها تمثل تهديدا جادا للبحث العلمي.
- العمل على تطوير برمجيات مكافحة السرقات العلمية، وتبادل الخبرات والتجارب بين الجامعات ومراكز البحث.
قائمة المراجع:
إبراهيم (السعيد مبروك)، إدارة المكتبات الرقمية. مصر: المجموعة العربية للتدريب والنشر، 2012.
بوحوش (عمار)، الذنيبات (محمد محمود)، مناهج البحث العلمي وطرق إعداد البحوث. الجزائر: ديوان المطبوعات الجامعية، 1995.
عكنوش (نبيل)، المكتبة الرقمية بالجامعة الجزائرية: تصميمها وإنشاؤها: مكتبة جامعة الأمير عبد القادر نموذجا. (أطروحة دكتوراه، جامعة منتوري- قسنطينة، كلية العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية، قسم علم المكتبات، أفريل 2010).
مصباح (عامر)، منهجية البحث في العلوم السياسية والإعلام. (الطبعة الثانية). الجزائر: ديوان المطبوعات الجامعية، 2010.
http://www.alyaseer.net/vb/showthread.php?t=13644
https://ar.wikipedia.org/wiki/قاعدة- بيانات
http://www.kacst.edu.sa/arb/Support/InformationServices/pages/informationresources.aspx
http://www.new-educ.com/أدوات-اكتشاف-الانتحال-العلمي
http://www.e-marefa.net/ar/marefa-services/bibliographic-data-services
comparatif logiciels anti-plagiat- UPPA CRATICE, sept 2007- fev 2012. Université pau.fr
http://alkateeb-alkateeb61.blogspot.com/2011/05/blog-post_05.html
[1]– عامر مصباح، منهجية البحث في العلوم السياسية والإعلام. (الطبعة الثانية). الجزائر: ديوان المطبوعات الجامعية، 2010، ص 17.
[2]– نفس الصفحة من نفس المرجع الآنف ذكره.
[3]– عمار بوحوش، محمد محمود الذنيبات، مناهج البحث العلمي وطرق إعداد البحوث. الجزائر: ديوان المطبوعات الجامعية، 1995، ص 11.
★– يعود أصل استعمال مصطلح “الرقمية” إلى اعتماد الحواسيب على مبدأ عمل يقوم على الرقمين 0 – 1.
[4]– السعيد مبروك إبراهيم، إدارة المكتبات الرقمية. مصر: المجموعة العربية للتدريب والنشر، 2012. ص 289.
[5]– نبيل عكنوش، المكتبة الرقمية بالجامعة الجزائرية: تصميمها وإنشاؤها: مكتبة جامعة الأمير عبد القادر نموذجا. (أطروحة دكتوراه، جامعة منتوري- قسنطينة، كلية العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية، قسم علم المكتبات، أفريل 2010)، ص 38.
[6]– http://www.alyaseer.net/vb/showthread.php?t=13644
[7]– http://alkateeb-alkateeb61.blogspot.com/2011/05/blog-post_05.html
[8]– http://www.alyaseer.net/vb/showthread.php?t=13644
[9]– http://alkateeb-alkateeb61.blogspot.com/2011/05/blog-post_05.html
[10]– Idem.
[11]– عكنوش، مرجع سابق. ص 55.
[12]– https://ar.wikipedia.org/wiki/قاعدة- بيانات
[13]– http://www.kacst.edu.sa/arb/Support/InformationServices/pages/informationresources.aspx
[14]– مبروك إبراهيم، مرجع سابق. ص 388.
[15]– http://www.new-educ.com/أدوات-اكتشاف-الانتحال-العلمي
[16]– Idem.
[17]– comparatif logiciels anti-plagiat- UPPA CRATICE, sept 2007- fev 2012. Université pau.fr
[18]– http://www.e-marefa.net/ar/marefa-services/bibliographic-data-services