
مقال نشر بالعدد الثالث من مجلة جيل العلوم الإنسانية والاجتماعية ص 91، من إعداد د. نبيل بحري / أستاذ محاضر “أ” و أ. علي فارس/ أستاذ مساعد؛ جامعة الجزائر2، للاطلاع على المقال وكل العدد يرجى الضغط على غلاف العدد:
ملخص:
تهدف الدراسة الحالية إلى الكشف عن طبيعة العلاقة بين الضغط المهني والمساندة الاجتماعية لدى المرأة العاملة في الجامعة على عينة قوامها (127) امرأة متزوجة وعازبة، ولجمع البيانات تم استخدام مقياس الضغط المهني الذي أعده سليم نعامة وأنور جميل علي (2011)، ومقياس المساندة الاجتماعية الذي صممه السيد محمد أبو هشام (2010)، وبعد المعالجة الإحصائية أسفرت الدراسة على النتائج التالية:
01- وجود علاقة ارتباطية سالبة بين الضغط المهني والمساندة الاجتماعية لدى المرأة العاملة في الجامعة.
02- وجود فروق في مستوى الضغط المهني لدى المرأة العاملة تبعاً لمتغير الحالة الاجتماعية.
03- وجود فروق في مستوى الضغط المهني لدى المرأة العاملة تبعاً لمتغير طبيعة العمل.
04- عدم وجود فروق في مستوى الضغط المهني لدى المرأة العاملة تبعاً لمتغير الأقدمية.
وقد فسرت النتائج في ضوء ما أسفر عنه التراث السيكولوجي والتربوي والدراسات السابقة في الموضوع، وتوجت الدراسة في الأخير بجملة من المقترحات.
الكلمات المفتاحية: الضغط المهني، المساندة الاجتماعية، المرأة العاملة.
مقدمة:
مما لاشك فيه أنَّ العمل يمثل محوراً أساسياً في حياة الإنسان، حيث يعد راحته النفسية والاجتماعية والاقتصادية، ومن خلاله يحقق الفرد مطالبه وحاجاته المتزايدة يوماً بعد يوم، وهذا ما جعله من أكثر المجالات المسببة للضغوط، لتعقده وزيادة متطلباته. ولقد أصبحت المرأة الجزائرية تمارس بل شك دوراً بارزاً وهاماً في مختلف ميادين العمل، إلا أنَّ الضغوط والعوامل المختلفة التي تمر بها جعلها تتعرض إلى الضغوط المهنية بمستويات مختلفة، الأمر الذي يؤدي إلى تدني انتاجيتها وعدم رغبتها في العمل، مما يؤثر سلباً على أداء المنظمة. وبالنظر إلى المرأة العربية بشكل عام والمرأة الجزائرية بشكل خاص، نجد أنَّ هناك العديد من الضغوط التي تؤثر عليها، والتي أدت بشكل أو بآخر إلى تعرضها إلى الضغوط المهنية.
ولقد احتل موضوع الضغط المهني مكاناً كبيراً لدى العلماء والباحثين في ميدان علم النفس وخاصة في مجال الصناعة والعمل، حيث اهتم الباحثون في مجال السلوك التنظيمي بموضوع الضغط المهني لما له من آثار سلبية على سلوك الأفراد والعاملين واتجاهاتهم نحو العمل. وبهذا يشكل العمل مصدراً للضغوط والتوترات التي يشعر بها العاملون على مختلف المستويات، كالشعور بالإرهاق أو الاحتراق النفسي وعدم التوازن الجسمي، الأمر الذي يستدعي من المنظمات الاهتمام بموضوع الضغط المهني والبحث عن الحلول والإجراءات الكفيلة للقضاء عليه أو التخفيف منه. ولعل من بين الاستراتيجيات التي تخفف من حدة ضغوط العمل ما يسمى بالمساندة الاجتماعية التي تعبر عن النظام الذي يتضمن مجموعة من الروابط والتفاعلات الاجتماعية مع الآخرين التي تعمل على مساعدة الفرد على حسن التكيف الشخصي والاجتماعي. وعلى هذا الأساس جاءت الدراسة الحالية لتفحص طبيعة العلاقة بين الضغط المهني والمساندة الاجتماعية لدى المرأة العاملة في الجامعة.
- إشكالية الدراسة:
نالت الضغوط بشكل عام اهتماماً واسعاً في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين، وظل هذا الاهتمام مستمراً حتى وقتنا الراهن، وتم ذلك مع تطور الحياة وزيادة المطالب التي دفعت بالمنظمات والمؤسسات إلى تنظيم أشكال العمل المختلفة، كما أنَّ تعدد مصادر الضغوط، قد يترك آثاراً سلبية في الفرد وفي المنظمة على حد سواء، مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية وتدني مستوى الأداء الذي يعبر عن الفلسفة الاقتصادية للدولة. فأي مهنة تتعرض إلى مستوى معين من الضغوط، وهي تختلف بحسب المكانة الوظيفية التي تشغلها تلك المهنة في السلم المهني وتصنيفها، حيث يعاني العديد من العاملين والعاملات في معظم المنظمات أنواعاً كثيرة من الضغوط، قد تكون ناتجة من أسباب كثيرة منها ما يرجع إلى ظروف العاملين أنفسهم، ومنها ما يعود إلى المؤسسات التي يعملون بها، كما تختلف هذه الضغوط بحسب مصادرها، فمنها ما يكون ضغوطاً نفسية أو اجتماعية أو إدارية أو مهنية.[1]
وتعد ضغوط العمل من الموضوعات الهامة والشائعة التي يوليها العلماء والباحثين أهمية خاصة في العصر الحالي، حيث أصبحت بيئة العمل أكثر تعقيداً من أي وقت مضى، وذلك بتزايد حاجات العاملين وتطلعاتهم يوماً بعد يوم. وبطبيعة الحال ربما يتم إشباع بعض حاجات ورغبات العاملين والعاملات، ولكن لن يتم إشباع حاجاتهم بشكل دائم، مما يؤدي في النهاية إلى توتر العلاقة بين المؤسسات والعاملين فيها، وتعرضهم إلى الضغوط المهنية أو عدم الرضا المهني أو تدني مستوى الانتماء لتلك المؤسسات، وبالتالي فإنَّ ذلك يؤثر في قلة الإنتاجية وانخفاض مستوى الفاعلية.
كما يعتبر عمل المرأة ضرورة اجتماعية واقتصادية، لما يوفر لها ولأسرتها دخلاً مادياً كما يقوي شخصيتها، وينمي لديها الشعور بالالتزام والاطمئنان والثقة بالنفس، حيث أنَّ انتشار ظاهرة خروج المرأة للعمل أدى إلى حدوث تغيرات عديدة في حياة المرأة على مستوى توزيع الأدوار والمهام داخل الأسرة وخارجها، فتحمل المرأة لأدوار متعددة لوحدها ينقص من مردوديتها، فهي لا تستطيع القيام بجميع الأدوار على أكمل وجه، حيث أنَّ الحياة الاجتماعية للمرأة العاملة أصبحت معقدة بعدما تحملت مسؤولية القيام بدورين مختلفين يستدعي كل واحد منهما جهد عضلي وفكري كبيرين باختلاف المجتمع الذي تنتمي إليه والثقافة التي تحدد سلوكها وأدوارها، إلا أنَّ صعوبة تأدية الدورين أوقعها في مشاكل عديدة من بينها الضغوط المهنية.[2]
وقد ينشأ الضغط المهني عادة من عدم التوافق بين الفرد ومهنته، وبذلك تكون الضغوط تجربة ذاتية تحدث اختلالاً نفسياً أو عضوياً. وفي هذا الصدد يعرف محمود محمد حسني (1993) الضغط المهني على أنه:”شعور العامل بعجز أو صعوبة في القيام بأداء مهام وظيفته الموكلة إليه للقيام بها، وينتج من مواجهة هذا الموقف حالة من التوتر”. أما (زهير الصباغ، 1981، ص 29) فيعرفه على أنه: “الموقف الذي يؤثر فيه التفاعل بين ظروف العمل وشخصية العامل، والتي تؤثر على حالته النفسية والبدنية، والتي قد تدفعه إلى تغير نمط سلوكه”.
ومن هنا لقي موضوع الضغط المهني اهتماماً متزايداً من قبل الباحثين، لما له من انعكاسات سلبية على الأفراد واتجاهاتهم وأدائهم في العمل والتأثر بالمثيرات البيئية المختلفة، وهذه الضغوط جعلت الفرد يعيش في حالة قلق وتوتر وانفعال، مما أثر في صحته وجسده، وبالتالي انعكس على مهام وظيفته وعلاقته مع العاملين في المنظمة أو المؤسسة التي يعمل فيها.[3]
وبالمقابل، فإنَّ المساندة الاجتماعيةSupport Social تعتبر مصدراً هاماً من مصادر الأمن الذي يحتاجه الإنسان من عالمه الذي يعيش فيه، فهو متغير أساسي له أهمية كبيرة في حياة الأفراد بصفة عامة، إذ أنَّ المساندة الاجتماعية ترتبط بالصحة والسعادة النفسية، كما أنَّ غيابها يرتبط بزيادة الأعراض المرضية.[4]
ويعرف (Sarason et al, 1983, p. 128) المساندة الاجتماعية بأنها: “تعبر عن مدى وجود أشخاص يمكن للفرد أن يثق فيهم، ويعتقد أنهم في وسعهم أن يعتنوا به ويحبوه ويقفوا بجانبه عند الحاجة”. كما عرفها (Cohen et at, 1986, p. 963) بأنها: “تعني متطلبات الفرد بمساندة ودعم البيئة المحيطة به للتخفيف من أحداث الحياة الضاغطة التي يتعرض لها، وتمكنه من المشاركة الاجتماعية الفاعلة في مواجهة هذه الأحداث، والتكيف معها”.
ويتزود الفرد بالمساندة الاجتماعية من خلال شبكة علاقاته الاجتماعية التي تضم كل الأشخاص الذين لهم اتصال اجتماعي منتظم بشكل أو بآخر مع الفرد، وتضم هذه الشبكة في الغالب الأسرة والأصدقاء وزملاء العمل، وليست كل شبكات العلاقات مساندة لأنها أحياناً تعتمد على دعم وصحة متلقي المساندة. [5]
وفي نفس السياق يؤكد (Spielberger) على أن العاملات اللاتي فقدن المساندة الاجتماعية أثناء الخبرات المؤلمة التي مرت بهن أتسمن بفقدان الأمن الوظيفي وانخفاض الثقة بالنفس والشعور بالقلق الدائم، وهذه العوامل مجتمعة ساهمت في إيجاد ضغوط العمل لدى النساء العاملات. [6]
وعليه فإن تعدد أدوار المرأة في الأسرة والمجتمع قد يسبب لها الكثير من الضغوط التي تبدو واضحة في سلوكها وتعاملها مع الآخرين. فأعباء العمل ومحاولة التكيف معها، والنجاح وصراع الأدوار والظروف الاجتماعية والبيئية، إلى جانب الضغوط الشخصية تجعل المرأة العاملة بأمس الحاجة إلى مساعدة المحيطين بها للتخفيف من حدة الضغوط المهنية وإمكانية التعايش معها، إذ تعتبر المساندة الاجتماعية من الاستراتيجيات الفعالة للتخفيف من حدة الضغط المهني لدى النساء العاملات كما تشير إليه بعض الدراسات والبحوث العلمية. [7]
وفي سياق الدراسات التي تناولت العلاقة سواء إذا كانت بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بين الضغط المهني والمساندة الاجتماعية نجد نتائج دراسة سامية سعدو (2012) التي أسفرت عن أهمية الدعم الاجتماعي كإستراتيجية للتخفيف من الضغط المهني لدى الإطارات النسوية، وهي نفس النتيجة التي أكدتها نتائج دراسة حنان سليمان أحمد البراشدي (2007) التي توصلت إلى دور مصادر الدعم الاجتماعي واسهاماتها في التخفيف من ضغوط العمل لدى معلمي التعليم الأساسي في منطقة الباطنة جنوب، فضلاً عن نتائج دراسة علي عبد السلام علي (1997) التي أسفرت عن أهمية المساندة الاجتماعية في مواجهة أحداث الحياة الضاغطة كما تذكرها العاملات المتزوجات هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فهناك بعض الدراسات تناولت العلاقة بين الضغط المهني ببعض المتغيرات الشخصية والمهنية كمتغير الحالة الاجتماعية وطبيعة العمل والأقدمية وغيرها من المتغيرات ذات الصلة التي أولتها الدراسة الحالية أهمية لما لها من تأثير في مستوى الضغط المهني لدى المرأة العاملة.
وفي ضوء الدراسات المشار إليها سابقاً يلاحظ القارئ عدم وجود أي دراسة -في حدود علم الباحثان- تناولت العلاقة بين الضغط المهني والمساندة الاجتماعية لدى المرأة العاملة إلا من خلال الدراسات التي تناولت مدى أهمية المساندة الاجتماعية أو الدعم الاجتماعي في التخفيف من حدة الضغوط المهنية. وذلك إيماناً بضرورة دعم النساء العاملات اجتماعياً لمواجهة الضغوط المهنية، فضلاً عن تناول المعاش النفسي للمرأة العاملة من خلال مقارنة النساء المتزوجات والعازبات في مستوى الضغط المهني، -بالرغم من أنَّ هذه الفئة الأخيرة أصبحت تشكل نسبة عالية من اليد العاملة النسوية في كافة المجتمعات- جاءت الدراسة الحالية لاستقصاء طبيعة العلاقة بين الضغط المهني والمساندة الاجتماعية لدى المرأة العاملة في الجامعة، وهذا من خلال الإجابة على الأسئلة التالية:
01-هل توجد علاقة ارتباطية بين الضغط المهني والمساندة الاجتماعية لدى المرأة العاملة في الجامعة؟
02-هل توجد فروق في مستوى الضغط المهني لدى المرأة العاملة تبعاً لمتغير الحالة الاجتماعية؟
03-هل توجد فروق في مستوى الضغط المهني لدى المرأة العاملة تبعاً لمتغير طبيعة العمل؟
04-هل توجد فروق في مستوى الضغط المهني لدى المرأة العاملة تبعاً لمتغير الأقدمية؟
02- فرضيات الدراسة:
- توجد علاقة ارتباطية بين الضغط المهني والمساندة الاجتماعية لدى المرأة العاملة في الجامعة.
- توجد فروق في مستوى الضغط المهني لدى المرأة العاملة تبعاً لمتغير الحالة الاجتماعية.
- توجد فروق في مستوى الضغط المهني لدى المرأة العاملة تبعاً لمتغير طبيعة العمل.
- توجد فروق في مستوى الضغط المهني لدى المرأة العاملة تبعاً لمتغير الأقدمية.
03- أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة الحالية إلى تحقيق جملة من الأهداف التالية:
01-الكشف عن طبيعة العلاقة بين الضغط المهني والمساندة الاجتماعية لدى المرأة العاملة في الجامعة.
02-الكشف عن طبيعة الفروق في مستوى الضغط المهني لدى المرأة العاملة تبعاً لمتغير الحالة الاجتماعية.
03-التأكد من طبيعة الفروق في مستوى الضغط المهني لدى المرأة العاملة تبعاً لمتغير طبيعة العمل.
04-الكشف عن طبيعة الفروق في مستوى الضغط المهني لدى المرأة العاملة تبعاً لمتغير الأقدمية.
- أهمية الدراسة:
يمكن توضيح أهمية الدراسة من خلال التأكيد على النقاط التالية:
- إلقاء الضوء على العلاقة بين الضغط المهني والمساندة الاجتماعية لدى عينة من النساء المتزوجات والعازبات العاملات في الجامعة الجزائرية.
- أهمية المساندة الاجتماعية للمرأة الجزائرية العاملة خاصة من الزوج أو الأسرة، وجماعة الرفاق وزميلات العمل التي تعتبر كدعم يساعد على التخفيف من الضغوط المهنية.
- قلة الدراسات -في حدود علم الباحثان- التي اهتمت بمتغير الضغط المهني والمساندة في البيئة العربية عموماً، وعلى وجه الخصوص في الجزائر مما يجعل من الأهمية ضرورة التعرف على نوعية العلاقة بين تلك المتغيرات.
- قد تفيد نتائج هذه الدراسة في تحقيق استقرار المرأة الجزائرية العاملة، وذلك من خلال الإسهام في التخفيف من حدة الضغوط المهنية التي قد تتعرض لها، من خلال إشاعة روح التعاون والعلاقات الودودة والبعد عن الصراعات الوظيفية.
05-تحديد مفاهيم الدراسة:
5-1- الضغط المهني: يعرف الضغط المهني بأنه: “شعور العامل بعجز أو صعوبة في القيام بأداء مهام وظيفته الموكلة إليه للقيام بها، وينتج من مواجهة هذا الموقف حالة من التوتر”. [8]
ويعرفها الباحثان إجرائياً بالدرجة الكلية التي يحصل عليها المبحوث عند إجابته على عبارات مقياس الضغط المهني المستخدم في الدراسة الحالية.
5-2- المساندة الاجتماعية: تعرف المساندة الاجتماعية “بأنها وجود أو توفر الأشخاص الذين يمكن للفرد أن يثق فيهم، وهم أولئك الذين يتركون لديه انطباعاً بأنهم في وسعهم أن يعتنوا به، وأنهم يقدرونه ويحبونه”. [9]
ويعرفها الباحثان إجرائياً بالدرجة الكلية التي يحصل عليها المبحوث عند إجابته على عبارات مقياس المساندة الاجتماعية المستخدم في الدراسة الحالية.
5-3- المرأة العاملة: وهي المرأة المتزوجة والعزباء التي تشغل منصباً أو مهنة في التعليم الجامعي أو تعمل كمتصرفة إدارية داخل الجامعة.
إجراءات الدراسة الميدانية:
أولاً- منهج الدراسة:
تعد الدراسة الحالية من البحوث الوصفية الارتباطية، حيث استخدم الباحثان المنهج الوصفي لأنه يُوفر فهماً عن علاقة الضغط المهني بالمساندة الاجتماعية لدى المرأة العاملة في الجامعة. وبالتالي تم تبني هذا المنهج لأنه يقوم بدراسة متغيرات البحث كما هي لدى أفراد العينة دون أن يكون للباحث دور في ضبط المتغيرات موضوع القياس.
ثانياً- حدود الدراسة:
اقتصرت الدراسة الحالية على الحدود التالية:
– الحدود البشرية: تم إجراء الدراسة الحالية على المرأة العاملة المتزوجة والعازبة.
– الحدود المكانية: تم إجراء الدراسة الحالية بجامعة لونيسي علي (جامعة البليدة2).
– الحدود الزمانية: تم إجراء الدراسة الحالية في الموسم الجامعي 2013- 2014.
ثالثاً-مجتمع الدراسة:
يشمل مجتمع الدراسة كافة النساء العاملات المتزوجات والعازبات في جامعة لونيسي علي (جامعة البليدة2)، والذين يمثلون المجتمع الإحصائي للدراسة الحالية.
رابعاً- عينة الدراسة:
بعد تعذر بل استحالة تطبيق الأسلوب العشوائي في الاختيار، وهذا للاعتبار المنهجي المرتبط بالعشوائية ذاتها، والتي تقتضي منح نفس الفرص لكل مفردات المجتمع الإحصائي حتى تختار ضمن عينة الدراسة، تكونت عينة الدراسة من (127) امرأة عاملة متزوجة وعازبة أبدين رغبتهن في مشاركتهن في الدراسة من خلال الإجابة عن المقياسين المستعملين لتجميع البيانات، وعليه يمكننا القول أننا اعتمدنا الطريقة العرضية في اختيار أفراد العينة.
الجدول رقم (01): يوضح توزيع أفراد العينة حسب متغير الحالة الاجتماعية.
متغير الحالة الاجتماعية | التكرار | النسبة |
متزوجة | 54 | 42.51% |
عازبة | 73 | 57.48% |
المجموع | 127 | 100% |
نلاحظ من خلال الجدول رقم (01) أنّ ما يمثل (57.48%) من المبحوثات عازبات كحد أعلى، وبالمقابل نجد أنّ (42.51%) من المبحوثات متزوجات كحد أدنى.
الجدول رقم (02): يوضح توزيع أفراد العينة حسب متغير طبيعة العمل
متغير طبيعة العمل | التكرار | النسبة |
أستاذة جامعية | 45 | 35.43% |
متصرفة إدارية | 82 | 64.56% |
المجموع | 127 | 100% |
نلاحظ من خلال الجدول رقم (02) أنّ ما يمثل (64.56%) من المبحوثات تعملن كمتصرفة إدارية كحد أعلى، وبالمقابل نجد أنّ (35.43%) من المبحوثات تعملن كأساتذة جامعيات كحد أدنى.
الجدول رقم (03): يوضح توزيع أفراد العينة حسب متغير الأقدمية
متغير الأقدمية | التكرار | النسبة |
أقل من 05 سنوات | 47 | 37.00 % |
أكثر من 06 سنوات | 80 | 62.99% |
المجموع | 127 | 100% |
نلاحظ من خلال الجدول رقم (03) أنّ ما يمثل (62.99%) من المبحوثات تزيد مدة عملهن عن 06 سنوات كحد أعلى، وبالمقابل نجد أنّ (37.00%) من المبحوثات تقل مدة عملهن عن 05 سنوات كحد أدنى.
خامساً: أدوات الدراسة:
لجمع البيانات قام الباحثان باستخدام الأدوات التالية:
5-1-مقياس الضغط المهني:
قام الباحثان سليم نعامة وأنور جميل علي (2011) ببناء مقياس الضغط المهني، الذي يتكون من (42) عبارة تتوزع على (08) أبعاد:
1-الضغوط الناتجة من العبء الوظيفي، وعباراته (06) تحمل الأرقام التالية: (1، 2، 3، 4، 5، 6).
2-الضغوط الناتجة من عدم وجود الدعم الإداري، وعباراته (05) تحمل الأرقام التالية: (7، 8، 9، 10، 11).
3-الضغوط الناتجة من عدم وضوح الأدوار وتعددها، وعباراته (06) تحمل الأرقام التالية: (12، 13، 14، 15، 16، 17).
4-الضغوط الناتجة من الاتصال الإنساني، وعباراته (06) تحمل الأرقام التالية: (18، 19، 20، 21، 22، 23).
5-الضغوط الناتجة من عملية تقويم الأداء الوظيفي، وعباراته (04) تحمل الأرقام التالية: (24، 25، 26، 27).
6-الضغوط الناتجة من المورود المادي، وعباراته (04) تحمل الأرقام التالية: (28، 29، 30، 31).
7-الضغوط الناتجة من التطور المهني، وعباراته (04) تحمل الأرقام التالية: (32، 33، 34، 35).
8-الضغوط الناجمة من بيئة العمل، وعباراته (07) تحمل الأرقام التالية: (36، 37، 38، 39، 40، 41، 42).
ويصحح المقياس عبارة عبارة وفق البدائل التالية: (5، موافق بشدة، 4 موافق، 3 أحيانا، 2 غير موافق، 1 غير موافق بشدة)، وانطلاقاً من ذلك تكون أعلى درجة يمكن أن يحصل عليها المبحوث على هذا المقياس هي (210) درجة، وأقل درجة يمكن أن يحصل عليها المبحوث هي (42) درجة.
وللتأكد من صلاحية المقياس للتطبيق تم حساب خصائصه السيكومترية المتمثلة في كل من الصدق والثبات:
- صدق المقياس: استخدم الباحثان طريقة الصدق الظاهري لقياس صدق المقياس، حيث تم عرض المقياس على عدد من أعضاء الهيئة التدريسية بكلية التربية في جامعة دمشق لبيان رأيهم في صحة كل عبارة، ودرجة ملائمتها للمجال الذي تنتمي إليه، بالإضافة إلى ذكر ما يرونه مناسباً من إضافات أو تعديلات. وبناء على ملاحظات المحكمين لم يتم استبعاد أي عبارة من المقياس، ولكن تم تعديل بعضها من حيث الأسلوب والصياغة، وبالتالي بلغ مجموع عبارات المقياس ككل بصورته النهائية (42) عبارة.
ب- ثبات المقياس: اعتمد الباحثان في حساب ثبات المقياس على الطرق التالية:
– طريقة التطبيق وإعادة التطبيق: تم حساب معامل الثبات عن تطبيق المقياس وإعادة تطبيقه على عينة قوامها (120) عاملاً وعاملة بعد أسبوعين، وقد أظهرت النتائج تمتع المقياس بدرجة عالية من الثبات التي بلغت (0.82).
– طريقة التجزئة النصفية: قام الباحثان بتقسيم عبارات المقياس إلى نصفين متساويين، ضم النصف الأول العبارات الفردية، وضم النصف الثاني العبارات الزوجية، حيث تم حساب معامل الارتباط سبيرمان براون (0.83)، ومعامل الارتباط جيتمان (0.86) وجميعها كانت دالة عند مستوى الدلالة (0.01).
5-2-مقياس المساندة الاجتماعية:
قام Zimet & Canty, Mitchell (2000) بإعداد مقياس المساندة الاجتماعية، والذي يتكون من (12) عبارة تتوزع على (03) أبعاد:
- المساندة من العائلة Family Support ، وعباراته تحمل الأرقام التالية: (3، 4، 8، 11).
- المساندة من الأصدقاء Friends Support، وعباراته تحمل الأرقام التالية: (6، 7، 9، 12).
- المساندة من الأخرين Others Support، وعباراته تحمل الأرقام التالية: (1، 2، 5، 10).
ويصحح المقياس عبارة عبارة وفق (05) بدائل: (1 لا أوافق بشدة، 2 لا أوافق، 3 محايد، 2 أوافق،1 أوافق بشدة)، وتمثل الدرجة المرتفعة على المساندة الاجتماعية المرتفعة والعكس بالعكس.
وقد قام السيد محمد أبو هشام (2010) بتعريب هذا المقياس وعرض الترجمة والنسخة الأصلية على (04) من أعضاء هيئة التدريس المتخصصين في اللغة الإنجليزية وعلم النفس، وتم تعديل صياغة بعض العبارات. وللتحقق من صلاحية المقياس للتطبيق تم التأكد من خصائصه السيكومترية المتمثلة في كل من الصدق والثبات.
أ- صدق المقياس:
– طريقة الاتساق الداخلي: وتم التحقق من الاتساق الداخلي للمقياس بطريقتين:
– حساب معامل الارتباط بين كل عبارة والبعد الذي تنتمي إليه على عينة تكونت من (153) مبحوثاً، حيث انحصرت قيم معاملات الارتباط بين (0.89، 0.90)، وهي دالة إحصائياً عند مستوى (0.01)
-حساب معامل الارتباط بين الدرجة الكلية للبعد والدرجة الكلية للمقياس، حيث انحصرت قيم معاملات الارتباط بين (0.77، 0.86)، وهي جميعها دالة إحصائياً عندى مستوى (0.01).
ب- ثبات المقياس:
تم حساب معامل ألفا كرونباخ لعبارات كل بعد من أبعاد المقياس، فكانت معاملات الارتباط على الترتيب: (0.86، 0.85، 0.88)، وكانت قيمة معامل ألفا كرونباخ للمقياس ككل (0.90).
وأخيراً نشير على أننا اعتمدنا المقياسان في صيغتهما العربية دون إعادة النظر في خصائصهما القياسية باعتبارنا ننتمي إلى نفس السياق الثقافي والحضاري، مع كل ما يمكن أن يوجد من خصوصيات ذات الطابع المحلي التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار عند تحليل وتفسير البيانات، وهذا بعد تأكدنا من وضوح عبارات المقياسين وسلامة لغتهما من عملية التطبيق التجريبي.
سادساً: تقنيات التحليل الإحصائي:
لتحليل البيانات المجمعة تم استخدام الأساليب الإحصائية التالية:
– الإحصاء الوصفي: والمتمثل في كل من: التكرارات، النسب المئوية، المتوسطات الحسابية، الانحرافات المعيارية …
– الإحصاء الاستدلالي: والمتمثل في كل من: معامل الارتباط بيرسون Pearson، اختبار “ت” لدلالة الفروق، وذلك من خلال الاستعانة ببرنامج الحزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية SPSS.
سابعاً: نتائج الدراسة الميدانية
قبل عرض النتائج نشير إلى أننا حرصنا أن تتم الإجابة على المقياسين في أحسن الظروف الممكنة، كما تأكدنا من فهم أفراد العينة لتعليمة المقياسين، خصوصاً ما تعلق بالهدف من عملية القياس بمعنى ضرورة أن تعكس إجابة المبحوث المطلوب في كل عبارة من عبارات المقياس ما هي عليه الأمور في الواقع لا كما يتمنى أن تكون عليه، ولا كما يتوقع أننا ننتظره. وبعد الانتهاء من عملية التطبيق والتأكد من احترام أفراد العينة للتعليمة في شطرها المتعلق بالإجابة على كل عبارة من عبارات المقياس، وضرورة تفادي الإجابة النمطية كاختيار الخيار الأوسط في الإجابة عن كل العبارات مثلاً، قمنا بعملية التصحيح، ثم شرعنا في المعالجة الإحصائية لكافة البيانات المجمعة للتحقق من صحة فرضيات الدراسة. وعليه سنتناول فيما يلي تحليل ومناقشة النتائج المتعلقة بكل فرضية من فرضيات الدراسة في ضوء الدراسات السابقة والإطار النظري الذي يُفسر متغيرات الدراسة:
7-1-عرض ومناقشة نتيجة الفرضية الأولى:
تنص الفرضية الأولى على أنه توجد علاقة ارتباطية بين الضغط المهني والمساندة الاجتماعية لدى المرأة العاملة في الجامعة.وللتحقق من صحة هذه الفرضية تم استخدام معامل ارتباط بيرسون لفحص العلاقة الارتباطية بين الدرجات التي تحصل عليها المبحوثين على مقياس الضغط المهني، وبين الدرجات التي حصلوا عليها على مقياس المساندة الاجتماعية، حيث تحصلنا على النتائج التالية:
الجدول رقم (04): يوضح معامل ارتباط بيرسون بين الضغط المهني والمساندة الاجتماعية
المتغير | العينة | معامل الارتباط | مستوى الدلالة | القرار |
الضغط المهني – المساندة الاجتماعية | 127 | 0.32- | 0.01 | دالة |
نلاحظ من خلال نتائج الجدول رقم (04) وجود علاقة ارتباطية عكسية سالبة بين الضغط المهني والمساندة الاجتماعية لدى المرأة العاملة في الجامعة، حيث بلغ معامل الارتباط (0.32-) عند مستوى الدلالة (0.01)، بمعنى كلما زاد مستوى الشعور بالمساندة الاجتماعية كلما قل مستوى الضغط المهني. وتتفق النتيجة المتوصل إليها في الدراسة الحالية مع نتائج بعض الدراسات السابقة كنتائج دراسة سامية سعدو (2012) التي أكدت على أهمية الدعم الاجتماعي كإستراتيجية للتخفيف من الضغط المهني لدى الإطارات النسوية، وهي نفس النتيجة التي أكدتها أيضاً نتائج دراسة كل من حنان سليمان أحمد البراشدي (2007)، ونتائج دراسة علي عبد السلام علي (1997). ويمكن تفسير هذه النتيجة في ضوء الواقع الاجتماعي والمعاناة التي تعانيها المرأة العاملة في المجتمع الجزائري نتيجة العديد من العوامل كتعدد الأدوار من خلال التداخل بين البيت والعمل الذي يظهر من جراء التصادم بين طموح المرأة العاملة العائلية مع أهداف حياتها المهنية، حيث يصعب عليها التوفيق بينهما. فالمرأة على غرار الرجل، تؤدي عمل مضاعف، تمضي ما بين ثماني ساعات إلى عشر ساعات يومياً في عملها أي بمعدل (40) ساعة أسبوعياً، بمعنى أنَّ جل وقتها تمضيه وتقضيه في العمل، الذي لا ينتهي عند نهاية الدوام الرسمي، بل أنها تحمل عبء وهموم العمل معها إلى المنزل لتجدها هموماً أخرى وواجبات منزلية وأسرية تنتظرها، فهي لا ترتاح إلا لتنام متأخرة وتنهض باكرة، فهن يسعون إلى رضا المحيطين بهن على حساب راحتهن وصحتهن النفسية والجسدية، لكن هذا يمكن أن يخفف من خلال ما تلقاه المرأة العاملة من دعم ومساندة اجتماعية من طرف أفراد عائلتها أو زوجها أو حتى أبنائها. فالمساندة الاجتماعة تعتبر كصمام الأمان وكإستراتيجية ناجعة تساعد على التخفيف من الضغط المهني، حيث تشعر بنوع من الرضا والطمأنينة والسعادة النفسية التي تنسيها هم وعبء العمل. وفي هذا الصدد يرى كل من Coyne & Downey, 1991, p. 402)) أنَّ المساندة الاجتماعية من الآخرين الموثق فيهم لها أهمية في مواجهة الأحداث الضاغطة، من خلال التخفيف أو استبعاد عواقب هذه الأحداث، وهي نفس الفكرة التي أكدها كل من (Turner & Maino, 1994, p. 203) أنَّ المساندة الاجتماعية تؤثر بطريقة مباشرة على سعادة الفرد عن طريق الدور المهم الذي تلعبه حينما يكون مستوى الضغوط مرتفعاً أو كمتغير وسيط مخفف من الآثار السلبية الناتجة عن هذه الضغوط. ومن ثم نقبل فرضية البحث التي تنص على وجود علاقة ارتباطية بين الضغط المهني والمساندة الاجتماعية لدى المرأة العاملة.
7-2-عرض ومناقشة نتيجة الفرضية الثانية:
تنص الفرضية الثانية على أنه توجد فروق في مستوى الضغط المهني لدى المرأة العاملة تبعاً لمتغير الحالة الاجتماعية. وللتحقق من صحة هذه الفرضية تم الاعتماد على المعالجة الإحصائية T test لدلالة الفروق، بعد التأكد من التجانس بين المجموعتين من خلال حساب الفروق في الدرجة الكلية للمقياس، حيث تحصلنا على النتائج التالية:
الجدول رقم (05): يوضح دلالة الفروق في مستوى الضغط المهني لدى المرأة العاملة تبعاً لمتغير الحالة الاجتماعية.
المتغير المقياس | المرأة العاملة المتزوجة ن= 45 | المرأة العاملة العازبة ن= 82 | درجة الحرية | الفروق | ت المحسوبة | ت المجدولة | مستوى الدلالة | ||
المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | df | |||||
الضغط المهني | 131.66 | 17.66 | 112.48 | 14.68 | 125 | 0.92 | 06.36 | 02.61 | 0.00 |
نلاحظ من خلال نتائج الجدول رقم (05) وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى الضغط المهني تبعاً لمتغير الحالة الاجتماعية، حيث بلغت قيمة ت المحسوبة (06.36) وهي أكبر من ت المجدولة (02.61) عند df = (125) عند مستوى الدلالة (0.01)، بمعنى أنَّ الفروق دالة إحصائياً، حيث لم تتفق نتائج الدراسة الحالية مع ما توصلت إليه بعض نتائج الدراسات كنتائج دراسة سامية سعدو (2012)، ويمكن تفسير هذه النتيجة في ضوء المحيط الاجتماعي والوسط الأسري الذي يلعب دوراَ لا يستهان به في كيفية إدراك الفرد لمحيط عمله، فالحياة الاجتماعية للمرأة العاملة متباينة، فيما إذا كانت هذه الأخيرة متزوجة أو عازبة. إذ أنَّ درجة ونوع مسؤولية كل منهما تختلف، حيث تؤكد نتائج دراسة إحسان محمد الحسن (2008) أنَّ المرأة العاملة المتزوجة تعاني من مشكلة تشتت جهودها بين العمل المنزلي والعمل المهني فضلاً عن تربية الأبناء وتلبية متطلبات أزواجهن، وكل هذا من شأنه أن يدخل المرأة العاملة المتزوجة في صراع دائم لإحساسها بالتقصير نحو أبنائها وزجها مقارنة بالمرأة العاملة غير المتزوجة، وهي نفس النتيجة التي أكدتها نتائج دراسة عبد الفتاح خليفات وشرين المطارنة (2010)، ونتائج دراسة Baruch (1987) التي أكدت على أنَّ عمل المرأة كزوجة وأم يؤدي إلى صراع الأدوار الذي يعرض المرأة إلى كثير من الاضطرابات النفسية مقارنة بالمرأة العاملة العازبة. وفي هذا الصدد يبين Neveu (1995) وجود علاقة دالة بين الوضعية العائلية ودرجة الشعور بالضغط، ويمكننا تفسير ذلك أيضاً على أساس المشاكل الاجتماعية في المسؤوليات فضلاً عن وجود الضغوط نتيجة صراع الأدوار وزيادة متطلبات الحياة التي تتمثل في الواجبات الكثيرة الملقاة على عاتقهن في عملهن، والمسؤوليات التي يحملنها بالنسبة لحياة أزواجهن وأبنائهن، ومن ثم يمكن الحكم على وجود فروق في مستوى الضغط المهني تبعاً لمتغير الحالة الاجتماعية.
7-3-عرض ومناقشة نتيجة الفرضية الثالثة:
تنص الفرضية الثالثة على أنه توجد فروق في مستوى الضغط المهني لدى المرأة العاملة تبعاً لمتغير طبيعة العمل. وللتحقق من صحة هذه الفرضية تم الاعتماد على المعالجة الإحصائية T test لدلالة الفروق، بعد التأكد من التجانس بين المجموعتين من خلال حساب الفروق في الدرجة الكلية للمقياس، حيث تحصلنا على النتائج التالية:
الجدول رقم (06): يوضح دلالة الفروق في مستوى الضغط المهني لدى المرأة العاملة تبعاً لمتغير طبيعة العمل.
المتغير المقياس | المرأة العاملة (أساتذة جامعية) ن= 54 | المرأة العاملة (متصرفة إدارية) ن= 73 | درجة الحرية | الفروق | ت المحسوبة | ت المجدولة | مستوى الدلالة | ||
المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | df | |||||
الضغط المهني | 128.16 | 19.25 | 112.38 | 13.89 | 125 | 05.75 | 05.36 | 02.61 | 0.00 |
نلاحظ من خلال نتائج الجدول رقم (06) وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى الضغط المهني تبعاً لمتغير طبيعة العمل، حيث بلغت قيمة ت المحسوبة (05.36) وهي أكبر من ت المجدولة (02.61) عند df = (125) عند مستوى الدلالة (0.01)، بمعنى أنَّ الفروق دالة إحصائياً، حيث تتفق نتائج الدراسة الحالية مع ما توصلت نتائج بعض الدراسات كنتائج دراسة (1998) Turcotte التي أسفرت عن تأثير متغير طبيعة العمل في مستوى الضغط المهني لدى العمال، كما تختلف هذه النتيجة ما توصلت نتائج دراسة أحمد فاروق محمد صالح (2009) التي انتهت إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى ضغط العمل اليومي لدى المهنيين بقطاع الرعاية الصحية بمحافظة الفيوم. ويمكن تفسير النتيجة المتوصل إليها في ضوء الواقع الذي تعيشه الأساتذة الجامعيات، وذلك نظراَ للأعباء المهنية الكبيرة التي تحملنها على عاتقها فضلاً عن اختلاف الأدوار والمسؤوليات، فالأساتذة الجامعية لديها عدة مسؤوليات داخل الجامعة وخارجها من ضغط التدريس وتصحيح أوراق الطلبة والحراسة في الامتحانات بالإضافة إلى إجراء البحوث الميدانية التي تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، فالبحث العلمي ليس بالأمر الهين، مقارنة بالسكرتيرة أو المتصرفة الإدارية التي لا ننفي أنَّ لديها أعباء مهنية إلا أنَّ طبيعة العمل ليس بنفس الدرجة من الصعوبة. فالنتيجة المتوصل إليها جد منطقية لأنها تعبر فعلاً عن الواقع الحقيقي الذي تعيشه الأستاذة الجامعية، حيث تشعر بنوع من الضغط المهني في غياب الدعم الاجتماعي من طرف أفراد العائلة أو الزوج أو الزملاء داخل مكان العمل. ومن ثم نحكم بقبول فرضية البحث التي تنص على وجود فروق في مستوى الضغط المهني لدى المرأة العاملة تبعاً لمتغير طبيعة العمل.
7-4-عرض ومناقشة نتيجة الفرضية الرابعة:
تنص الفرضية الرابعة على أنه توجد فروق في مستوى الضغط المهني لدى المرأة العاملة تبعاً لمتغير الأقدمية. وللتحقق من صحة هذه الفرضية تم الاعتماد على المعالجة الإحصائية T test لدلالة الفروق، بعد التأكد من التجانس بين المجموعتين من خلال حساب الفروق في الدرجة الكلية للمقياس، حيث تحصلنا على النتائج التالية:
الجدول رقم (07): يوضح دلالة الفروق في مستوى الضغط المهني لدى المرأة العاملة تبعاً لمتغير الأقدمية.
المتغير المقياس | سنوات العمل أقل من 05 سنوات ن= 47 | سنوات العمل أكثر من 06 سنوات ن= 80 | درجة الحرية | الفروق | ت المحسوبة | ت المجدولة | مستوى الدلالة | ||
المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | df | |||||
الضغط المهني | 109.31 | 15.99 | 124.83 | 16.83 | 125 | 0.33 | -05.10 | 02.61 | 0.00 |
نلاحظ من خلال نتائج الجدول رقم (06) وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى الضغط المهني تبعاً لمتغير طبيعة العمل، حيث بلغت قيمة ت المحسوبة (-05.10) وهي أصغر من ت المجدولة (02.61) عند df = (125) عند مستوى الدلالة (0.01)، بمعنى أنَّ الفروق غير دالة إحصائياً، وهي نفس النتيجة التي أكدتها نتائج دراسة نظمي أبو مصطفى وياسر حسن الأشقر (2011)، ونتائج دراسة عبد الفتاح خليفات وشرين المطارنة (2010)، كما تختلف مع ما توصلت إليه نتائج دراسة أحمد فاروق محمد صالح (2009) ونتائج دراسة عبيد عبد الله العمري (2003) ونتائج دراسة Smith & Bourake (1992) التي انتهت إلى تأثير متغير الأقدمية في ضغوط العمل. (نقلاً عن: جمعة سيد يوسف، 2004) ويمكن تفسير النتيجة المتوصل إليها كون أنَّ متغير الأقدمية ليس له تأثير في حدوث الضغط المهني، لأنَّ الموظف الجديد له نفس امتيازات الموظف القديم ونفس الحقوق والواجبات، وهي نفس الفكرة التي أكدها كل من علي حمدي وعبد الحميد شاذلي (2000) في قولهما: ”لا ترتبط سنوات العمل -بمعنى الأقدمية- بالضغوط المهنية وإنما هناك متغيرات أخرى تنظيمية وشخصية تحول دون توافق العامل مع مهنته”، كما يتعرض كل من النساء العاملات الجدد والقدامى إلى نفس الشروط والظروف الفيزيقية السائدة داخل مكان العمل. ومن ثم فكل منهن يقمن بأدوار متعددة تجعل منهن في حالة من القلق والتوتر والانفعال نظراً للمواقف الضاغطة، ومن ثم نحكم برفض فرضية البحث التي تنص على وجود فروق في مستوى الضغط المهني تبعاً لمتغير الأقدمية، ونقبل بالفرضية الصفرية.
خاتمة:
إنَّ التعامل مع الضغط المهني لا يعني التخلص منه أو تجنبه واستبعاده من حياة العامل، بقدر ما يعني أن يعيش ويتفاعل مع الآخرين، ومما لاشك فيه أنَّ المرأة العاملة تتعرض إلى ضغوط ناتجة عن حالة من الصراع النفسي الناجم عن كيفية التوفيق بين جميع المتطلبات المفروضة عليها. فالمرأة العاملة سواء كانت متزوجة أو عزباء تدور في ثلاث دوائر مليئة بالعوائق والعقبات، فهي تغادر البيت في ساعة مبكرة صباحاً لتواجه مشكلات المواصلات وعبء الانتقال إلى مكان العمل، ثم تعود بعد ساعات العمل لتواجه أعباء النظافة وترتيب البيت وإعداد الطعام، وبحكم طبيعتها، فهي تحتاج إلى المساندة الاجتماعية والمعاملة الحسنة والرقيقة من طرف المحيطين بها، وبالتالي فالدعم الاجتماعي يلعب دوراً أساسياً في إمكانية تعزيز وتحسين التوافق النفسي والاجتماعي لديها، لتمكينها من مواجهة الضغوط مهما كانت طبيعتها.
وقد تم التوصل في الدراسة الحالية إلى أهمية المساندة الاجتماعية للمرأة العاملة في مواجهة الضغط المهني، ومن ثم فالمرأة العاملة بأمس الحاجة إلى مساعدة المحيطين بها للتخفيف من حدة الضغوط المهنية وإمكانية التعايش معها. فالمساندة الاجتماعية بأشكالها المختلفة من أهم الاستراتيجيات الكفيلة بالتقليل من الضغوط المهنية فضلاً عن توفير خدمات اجتماعية لها من خلال توفير دور الحضانة وتقليص ساعات العمل، وكذا القيام ببعض النشاطات التوعوية والتحسيسية التي تبين ضرورة الاهتمام بظاهرة الضغط المهني.
مقترحات الدراسة:
في ضوء ما انتهت إليه الدراسة الحالية من نتائج، فإنَّه يُمكن الخروج ببعض الاقتراحات العملية، وذلك من خلال التأكيد على النقاط التالية:
– تنظيم ندوات وورشات عمل عن استراتيجيات التكيف الايجابية مع الضغوط المهنية.
– تحسين ظروف العمل المادية والفيزيقية بالنسبة للمرأة العاملة.
– التأكيد على ضرورة المساندة الاجتماعية في التخفيف من الضغوط المهنية لدى النساء العاملات.
– محاولة الزوج فهم تعدد أدوار ووجبات المرأة العاملة (زوجته)، وتقديم يد المساعدة لها بعدم إجهادها بأعمال يستطيع القيام بها لوحده دون مساعدتها.
-رفع كفاءة المرأة العاملة بما يتناسب والتطور التكنولوجي المعاصر.
– محاولة التخفيف ما أمكن من أعباء العمل التي تزيد من الضغوط المهنية التي تتعرض لها المرأة العاملة.
– إعادة النظر في سن تقاعد المرأة العاملة، وذلك بتشريع الدولة لقوانين تتناسب مع الوضعية الحالية للمرأة العاملة.
قائمة المراجع:
أولاً- المراجع باللغة العربية:
01- إحسان محمد الحسن (2008)، علم اجتماع المرأة: دراسة تحليلية عن دور المرأة في المجتمع المعاصر، دار وائل للنشر والتوزيع والطباعة، الأردن.
02- أحمد فاروق محمد صالح (2009)، أثر المتغيرات الشخصية والتنظيمية في ضغط العمل اليومي لدى المهنيين: دراسة مطبقة على قطاع الرعاية الصحية، جامعة الفيوم.
03- السيد محمد أبو هاشم (2010)، النموذج البنائي للعلاقات بين السعادة النفسية والعوامل الكبرى للشخصية وتقدير الذات والمساندة الاجتماعية لدى طلاب الجامعة، مجلة كلية التربية، المجلد (20)، العدد (81)، جامعة بنها، مصر، ص ص: 268-350.
04- جمعة سيد يوسف (2004)، إدارة ضغوط العمل: نموذج التدريب والممارسة، ايتراك للطباعة والنشر، ط1، القاهرة، مصر.
- حنان سليمان أحمد البراشدي (2007)، مصادر الدعم الاجتماعي وإسهاماتها في التخفيف من ضغوط العمل لدى معلمي التعليم الأساسي في منطقة الباطنة جنوب، جامعة السلطان قابوس.
- زهير الصباغ (1981)، ضغط العمل، المجلة العربية للإدارة، المجلد (05)، العدد (01)، الرياض، المملكة العربية السعودية.
- سامية سعدو (2012)، أهمية الدعم الاجتماعي كإستراتيجية للتخفيف من الضغط المهني لدى الإطارات النسوية، مجلة دراسات في العلوم الإنسانية والاجتماعية، العدد (19)، جامعة الجزائر، ص ص: 201- 226 .
- سليم نعامة وأنور جميل علي (2011)، الضغوط المهنية وعلاقتها بالأداء الوظيفي: دراسة ميدانية لدى الموظفين في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق، مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية، سلسلة الآداب والعلوم الإنسانية، المجلد (33)، العدد (05)، جامعة تشرين الوطنية، دمشق، ص ص: 131-158.
- عبد الفتاح خليفات وشرين المطارنة (2010)، أثر ضغوط العمل في الأداء الوظيفي لدى مديري المدارس الأساسية الحكومية في إقليم جنوب الأردن، مجلة جامعة دمشق، المجلد (21)، العدد (1-2)، ص ص: 599-642.
- عبيد عبد الله العمري (2005)، ضغوط العمل عند المعلمين: دراسة ميدانية، مجلة كلية الآداب، المجلد (16)، العدد (02)، جامعة سعود، الرياض، المملكة العربية السعودية.
- علاء محمود حمايدة (2011)، مستوى ضغوط العمل عند معلمي المرحلة الثانوية في المدارس الحكومية في الأردن والمشكلات الناجمة عنها، دراسات العلوم التربوية، المجلد (38)، العدد (01)، الجامعة الأردنية، الأردن، ص ص: 298- 316.
- علي حمدي وعبد الحميد شاذلي (2000)، سيكولوجية الاتصال وضغوط العمل، المكتبة الجامعية، ط2، القاهرة، مصر.
- علي عبد السلام علي (1997)، المساندة الاجتماعية ومواجهة أحداث الحياة الضاغطة كما تذكرها العاملات المتزوجات، مجلة الدراسات النفسية، المجلد (07)، العدد (02)، رابطة الأخصائيين النفسيين المصرية (رانم)، القاهرة، مصر، ص ص: 201-232.
- محمود محمد حسني (1993)، ضغوط العمل لدى المعلمين، مجلة كلية التربية، العدد (34)، القاهرة، مصر.
- نجية مادوي (2012)، إشكالية توفيق المرأة الأم العاملة بين الأدوار الأسرية والعمل الخارجي، مجلة آفاق علم الاجتماع، العدد (03)، جامعة سعد دحلب البليدة، ص ص: 161-176.
- نظمي أبو مصطفى وياسر حسن الأشقر (2011)، الضغوط المهنية وعلاقتها بالرضا الوظيفي لدى المعلم الفلسطيني، مجلة الجامعة الإسلامية، سلسلة الدراسات الإنسانية، غزة، فلسطين، المجلد (19)، العدد (01)، ص ص: 209-238.
ثانياً- المراجع باللغة الأجنبية:
18-Baruch, C (1987), Women and gender in reaserch on work and family stress, American Psychologist, Vol (42).
19 -Cohen et al (1986), Social Skills and Stress: Protecive role of Social Support, Journal of personality and Social Psychology, U.S.A, Vol (05).
20-Coyne, J & Downey, G (1991), Social factors and Psychopathology: Stress, Social Support and Coping Processes. Annual Review of Psychology, Vol (42), pp. 401-429.
21-Cutrona, C (1996), Social Support, Cauples, London, Sage Publication, Vol (01), pp. 01-38.
22-Lepore, S (1994), Social support encyclopedia of human behavior, Vol (04), pp. 247-251.
23-Neveu, J.P (1995), Equipement professionnelle recherches exploratoire en milieu hospitalier. the british Library.
24-Sarason et al (1983), Assessing social support. The social support questionnaire, Journal of personality and social psychology, Vol (44) , N (01), pp. 127-139.
25-Turcotte, P (1998), Qualité de vie au travail anti-stress et créativité, Paris, Edition, Agence, ARCING.
26-Turner, K & Marino, F (1994), Social Support and Social Structure: A descriptive epidemiology, Journal of Health & Social behavior. Vol (35), pp. 193-212.
[1] . سليم نعامة وأنور جميل علي (2011)، الضغوط المهنية وعلاقتها بالأداء الوظيفي: دراسة ميدانية لدى الموظفين في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق، مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية، سلسلة الآداب والعلوم الإنسانية، المجلد (33)، العدد (05)، جامعة تشرين الوطنية، دمشق، ص 133.
[2] . نجية مادوي (2012)، إشكالية توفيق المرأة الأم العاملة بين الأدوار الأسرية والعمل الخارجي، مجلة آفاق علم الاجتماع، العدد (03)، جامعة سعد دحلب البليدة، ص. 161.
[3] . علاء محمود حمايدة (2011)، مستوى ضغوط العمل عند معلمي المرحلة الثانوية في المدارس الحكومية في الأردن والمشكلات الناجمة عنها، دراسات العلوم التربوية، المجلد (38)، العدد (01)، الجامعة الأردنية، الأردن، ص 299.
[4] . Cutrona, C (1996), Social Support, Cauples, London, Sage Publication, Vol (01), p22
[5] . Lepore, S (1994), Social support encyclopedia of human behavior, Vol (04), p. 247.
[6] . علي عبد السلام علي (1997)، المساندة الاجتماعية ومواجهة أحداث الحياة الضاغطة كما تذكرها العاملات المتزوجات، مجلة الدراسات النفسية، المجلد (07)، العدد (02)، رابطة الأخصائيين النفسيين المصرية (رانم)، القاهرة، مصر، ص 12.
[7] . سامية سعدو (2012)، أهمية الدعم الاجتماعي كإستراتيجية للتخفيف من الضغط المهني لدى الإطارات النسوية، مجلة دراسات في العلوم الإنسانية والاجتماعية، العدد (19)، جامعة الجزائر، ص203.
[8] محمود محمد حسني (1993)، ضغوط العمل لدى المعلمين، مجلة كلية التربية، العدد (34)، القاهرة، مصر،ص 19.
[9] . Sarason et al (1983), Assessing social support. The social support questionnaire, Journal of personality and social psychology, Vol (44) , N (01), p.129