شكاوى والتماسات اليهود إلى الخلفاء الفاطميين بمصر من خلال وثائق الجنيزة
Complaints And Petitions Of The Jews to Fatimid Caliphs in Egypt by the Genizah Documents
محمد جمعة عبد الهادي موسى باحث دكتوراه/جامعة القاهرة، مصر
PH.D Research Mohamed Gomaah Abdelhady Mosaa/Cairo University, Egypt
مقال منشور في مجلة جيل العلوم الإنسانية والاجتماعية العدد 94 الصفحة 97.
Abstract:
This research aims to address the official complaints and petitions of the Jews to the Fatimid caliphs in Egypt through the Genizah documents, including: a complaint about (taxes), by the Fatimid caliph al-Zahir to honor the religion of God. And a religious complaint to the Fatimid caliph, Al-Mustansir Billah, regarding (the closure of the Palestinian synagogue in Fustat). The importance of the subject lies in considering the complaints and petitions as the mirror of the age, which reflects to us many facts about the political, economic and social life related to society. As it reveals the conditions of society by virtue of being one of the recognized official means, which is guaranteed by the state apparatus (the Council for the Review of Grievances, in the Fatimid era).
Keywords: The Fatimid state in Egypt, the Fatimid caliphs, consideration of complaints and petitions, the Jewish community, funeral documents, complaints and petitions of individuals, taxes, fustat, the Jewish synagogue in Fustat, religious affairs.
ملخص:
يهدف هذا البحث إلى تناول الشَكَاوَى والالْتِمَاسات الرسمية لليَهُود إلى الخلفاء الفاطميين بمصر من خلال وثائق الجنيزة، ومنها: شكوى بشأن (الضَرَائِب)، للْخَلِيفَة الْفَاطِمِي الظاهر لإعزاز دين الله. وشكوى دِينِيَّة والتماس إلى الخَلِيفَة الْفَاطِمِي الْمُسْتَنْصِر بالله بشأن (إغلاق الكَنِيس الفلسطيني في الْفُسْطَاط)، وقد رُفِعَت هذه الشَكَاوَى إلى الخلفاء الفاطميين، وكتبت وحررت مُسْوَدَّاتُهَا عن طريق ديوان الْإِنْشَاء الْفَاطِمِي. وَتَكْمُن أهمية الموضوع في تعتبر اعتبار الشَّكَاوَى والالْتِمَاسات مِرْآةُ العَصْر التي تَعْكِس لنا العَدِيد من الحَقَائِق عن الحياة السِّيَاسِيَّة والاقتصادية والْاِجْتِمَاعِيَّة الْمُتَعَلِّقَة بالْمُجْتَمَع؛ إذ هي كَاشِفَة لأحوال الْمُجْتَمَع بِحُكْمِ أنها واحدة من الوسائل الرَّسْمِيَّة الْمُعْتَرَف بها، والتى يَكْفُلُهَا جهاز الدَّوْلَة (مجلس النَّظَر في المظالم، في الْعَصْر الْفَاطِمِي).
الكلمات المفتاحية: الدولة الفاطمية بمصر، الخلفاء الفاطميون، النظر في الشكاوى والمظالم، الطائفة اليهودية، وثائق الجنيزة، جنيزة القاهرة، شكاوى والتماسات الأفراد، الضرائب، الفسطاط، الكنيس اليهودي بالفسطاط، الشؤون الدينية.
مقدمة :
»حَظِيَتْ الْالْتِمَاسات بِشَعْبِيَّة طويلة الأمد بين القرون الْوُسْطَى؛ لأنها توفر فرصة رائعة لفحْص كيفية تفاعل الطوائف الْاِجْتِمَاعِيَّة المختلفة مع المسؤولين كما سَمَحَتْ الْالْتِمَاسات للمؤرخين بتطبيق مناهج من الْقَاعِدَة إلى القِمَّة في دِرَاسَة الحياة الْاِجْتِمَاعِيَّة، وإعطائهم لَمْحَة عن حياة الفئات المهمشة مثل النساء والْعُمَّال»([1]). وينطبق ذلك على الْعَصْر الْفَاطِمِي، وبشكل يُظهر العديد من الجوانب المجهولة لهذه الفئات. فقد »كانت مصر في العهد الفاطمي مثالا واضحًا على شَعْبٌ تعددت فيه الأعراق والأجناس والديانات… وكان لها دور بارز في إدارة الدَّوْلَة بطريقة أو بأخرى؛ كالْيَهُود في إشغال الوظائف، أو تقليد المناصب»([2]). كما »تنوع سكان القاهرة في العصور الْوُسْطَى…بناءً على دِرَاسَة المَصَادِر التي تتناول وصف الْمُجْتَمَع الفاطمي، وليس فقط وفقًا للتسلسل الزمني، ولكن وفقًا لعرق مُخْتَّلف الفِرق»([3]) وخاصة الْيَهُود؛ حيث كانت »الْبِنْيَةُ الْاِجْتِمَاعِيَّة لهم في مصر وفلسطين في العصور الْوُسْطَى؛ شخصية أكثر من كونها مؤسسية (تعكس الأعراف الإسْلاميَّة) وتثبت أهمية وجهاء اليهود القرائيين([4]) وعلاقتهم المُتنَّامية بالْحُكْم الفاطمي في مصر»([5]).
وتُعطي وثائق جنيزة القاهرة دلائل جيدة على أن الْيَهُود المصريين انصهروا في الْمُجْتَمَع فقطنوا معظم البلدان والمدن المصرية ولم يفرض عليهم الانعزال؛ وتواجد الْيَهُود في نسيج الْمُجْتَمَع المصري، واندمجوا بين طياته ووصلوا لدرجة كبيرة من التعايش وحسن الجوار طبقًا للعادات والتقاليد المصرية([6]). كما »مثل الْيَهُود في مصر رقمًا مهمًا في معادلة الْمُجْتَمَع المصري فكانوا أحد شرايينه النشطة، باعتبارهم مواطنين مصريين، وهو ما جعل بعض الكتاب المستشرقين ينعتهم بالْيَهُود المصريين»([7]). ونتيجة ذلك »عاش الْيَهُود مع غيرهم من المُسْلِمين حياة التمازج والتداخل والتلاقي([8]) بشكل لافت للانتباه، والتي اكتسبوا من خلالها وضعية أهل الذِّمَّة التي أطرت سلوك المُسْلِمين تجاههم؛ ذلك السلوك القائم على الاحترام وعدم الاعتداء والتعامل بالمعروف وعدم التدخل في شئون الْيَهُود الداخلية؛ دينية أو قضائية .. فثمرة الْحُكْم الفاطمي كانت بالنسبة لليهود –والنَّصَارَى- فترة اندماج حقيقي في الحياة العامة للدولة؛ حيث عاشوا آمنين، مندمجين في البيئة من حولهم .. التسهيلات التي وفرتها الدَّوْلَة الفاطمية لليهود كانت فرصة لم يسبق لها مثيل للمشاركة الْاِجْتِمَاعِيَّة والتُّجَّارية والثقافية، وهو ما دفع البعض إلى أن يصف فترة الْحُكْم الفاطمي بأنها العصر الذهبي لليهود لما تمتعوا به من ألوان التَّسَامُح وأشكال التعايش وعلى شتى المستويات»([9]).
كما »تفوق الفاطميون في مصر في سياسة عدم التدخل في شؤون أهل الذِّمَّة الْيَهُود والنَّصَارَى، من خلال التراخي، على ما يبدو. كما أن الدرجة البعيدة المدى من الاستقلالية التي تمتع بها الْيَهُود (والمسيحيون بالطبع) أثناء حكمهم لها تفسير بسيط للغاية: أن رعاياهم المُسْلِمون، تُركوا في الغالب لأسلوبهم الخاص أن يكون: “دعه يعمل”»([10]). جدير بالإشارة ما أجازه بعض الفقهاء من لجوء أهل الذِّمَّة للقضاء لدى محاكمهم الخاصة([11]) »وإن كان العرف به جاريًا فهو تقليد زعامة ورياسة وليس بتقليد حكم وقضاء وإنما يلزمهم حكمه لالتزامهم له، وإذا امتنعوا عن التحاكم إليه لم يجبروا على ذلك فإذا رجعوا إلى قاضي الإسلام فإنه يقضي بينهم بحكم الإسلام؛ لأنه يكون عليهم أنفذ ولهم ألزم»([12]).
وقد »احْتَفَظَتْ جِنيزَة الْقَاهِرَة بآلاف النصوص العَرَبِيَّة، من بينها وثائق من الإدارة الحكومية الفاطمية. التي أُطْلِقَ عليها: مجموعة وثائق الدَّوْلَة من الجينيزا؛ كدليل على استراتيجيات الْحُكْم الفاطمي»([13]) تضمنت»مُسْوَدَّات لالْتِمَاسات إلى الْخُلَفَاء الفاطميين»([14]).
»كانت مَرَاسِيم الْخُلَفَاء الفاطميين تأتي في كثير من الأحيان ردًا على الشَّكَاوَى والالْتِمَاسات، ومن بين الأجزاء العَرَبِيَّة من مجموعة تايلور شيخترفي مكتبة جامعة كامبريدج، عُثر مؤخرًا على نسخة أرشيفية من الدِيوَان الفاطمي في مصر عبارة عن مرسوم للخليفة الحافظ، مؤرخ في (528هـ/1134م)([15])؛ ذات قيمة كبيرة لدِرَاسَة دبلوماسية الفاطميين، وتعطينا نظرة ثاقبة للإجراء الذي تم اتباعه عند إعداد نسخة من المرسوم لأرشيف دِيوَان الإنشاء»([16]). »وقد احتفظت جِنيزَة كَنِيس ابن عزرا في الْفُسْطَاط بعشرات الْالْتِمَاسات المُوَجَّهة إلى المديرين الفاطميين في القاهرة والمَرَاسِيم التي أصدروها ردًا على ذلك»([17]). كما »احتفظت جِنيزَة الْقَاهِرَة([18]) بمئات الْالْتِمَاسات المكتوبة بالخط العربي للمسؤولين في القصر الفاطمي هذه الْالْتِمَاسات أكثر تفصِيلاً من تلك التي كُتبت خلال حكم السلالات الإسْلاميَّة السابقة»([19]).
إنَّ»واحدة من أكثر أنواع الوثائق وَفْرَة هي موضوعات الْالْتِمَاسات .. كما لو كانت الْالْتِمَاسات الدافع الرئيسي للإدارة وتصميم السِّيَاسَة .. حيث عَكَسَتْ عملية الْاِلتِمَاس والاستجابة الفاطمية نموذجًا محددًا وصريحًا لمؤسسي الدَّوْلَة الفاطمية: كما كانت العلاقة الصحيحة بين الرعايا والحكام تظهر من أجل العدالة. إذ كانت عملية الْاِلتِمَاس والرد واحدة من الوسائل الرئيسية للحاكم للتفاعل مع رعاياه (أو رعاياها)، فقد تم تصميم الإجراء لمنح الأشخاص وصولاً مباشرًا إلى الحاكم المطلق. ولم يكن تقديم الْالْتِمَاسات منتشرًا مثل تحصيل الضرائب، لكن تجاوزت الْالْتِمَاسات، حسب التصميم، الطبقات الْوُسْطَى من البيروقراطية»([20]). »فبالإضافة إلى التمثيل السياسي والديني في ظل رئاسة الْيَهُود، تمكن الْيَهُود القرائين من الارتقاء في مراتب البيروقراطية الفاطمية»([21]).ولذلك »فإنَّ أهمية الطائفة الْيَهُودية في الْعَصْر الْفَاطِمِي، تجعلنا نظُن تمامًا أن الفاطميين حاولوا كَسْب وُدِّ هذا العنصر النشيط من الشَعْبٌ المصري»([22]).
»إنَّ الوثائق الْمَعْنِيَّة هي الْتِمَاسات مُوَجَّهة إما إلى الخليفة أو إلى الوزير وتتعلق بالشَّكَاوَى أو المظالم الخاصة لمقدمي الْالْتِمَاسات .. تفيد في دِرَاسَة الدبلوماسية الخاصة بالْعَرِيضَة في الفترة الفاطمية، وتساهم بشيء في معرفة الإدارة الفاطمية؛ بل ويمكن اعتبارها مفيدة فيما يتعلق بالممارسة البيروقراطية الإسْلاميَّة وإقامة العدل بشكل عام»([23]).
»قام الْفَاطِمِيون بإدارة الْعَرِيضَة الْمُفَصَّلَة، وإجراءات استجابة تهدف إلى السَّمَاح بتقديم الشَّكَاوَى ضد مسؤولي الدَّوْلَة بالْمَحَاكِم السِّيَادِيَّة، والمُؤَسَّسَات الْمُمَثَّلَة في السِّجِل الوثائقي من خلال الْالْتِمَاسات والنصوص .. كما أن الْمَحَاكِم الشرعية (محاكم القضاة) كانت جهازًا تابعًا للدولة .. وكان على الأنظمة القانونية غير الإسْلاميَّة، والتي كان أفضل توثيق لها هو النظام الْيَهُودي، أن تعتمد عمليًا على الإجراءات القسرية التي اتخذتها الدَّوْلَة لمعاقبة انتهاكات القانون الْيَهُودي وأعراف الْمُجْتَمَع»([24]).وفضلا عن ذلك »أعطت العقيدة الإسماعيلية أهمية كبرى للإمام؛ وأسهبت كتبهم في الحديث عن الإمامة وعن أهميتها وأدلة ثبوتها ومهام الإمام([25]) .. وجعل المذهب الاسماعيلي الأئمة –الْخُلَفَاء الفاطميين- أنفسهم الرعاة لمصالح الأمة والأمناء عليها»([26]).
وكفلت مَرَاسِيم خلفاء الدَّوْلَة الفاطمية حقوق أهل الذِّمَّة؛ فكتاب الأمان لأهل مصر كفل لهم حريتهم بما نص على »إجراء أهل الذِّمَّة على ما كانوا عليه ولكم الأمان التام .. في أنفسكم وأهليكم وأموالكم»([27]).
وَزَيَّنَ الْخُلَفَاء الفاطميين مَرَاسِيمهم بجميل عِبارات العدل، وحثوا مواليهم وقُضاتهم على: »نشر العدل، وبسط الحق، وحسم الظلم»([28]). وأكد على معاني قريبة من ذلك الْخَلِيفَة الْفَاطِمِي الْحَاكِمُ بِأَمْرِ اللهِ، في كتاب تولية قاضي الديار المصرية: »أن يحكم بالحق ويقضي بالقسط ..»([29]). وكان »غالبًا ما يُنظر إلى الخليفة الْحَاكِمُ بِأَمْرِ اللهِ على أنه الاستثناء الوحيد لثقافة التَّسَامُح .. تُنسب بشكل اختزالي إلى اختلال التوازن النفسي الشخصي»([30]).وحرص الْخَلِيفَة الْفَاطِمِي الآمر بتوصية الولاة بالعدل، ومن ذلك وصيته لولاته: »اجر على العادة المألوفة في إفاضة العدل والإنصاف وتنكب سبيل الجور والإجحاف»([31]). بشكل يؤكد أن »سياسة التَّسَامُح الفاطمية تجاه الْمُجْتَمَعات الدِّينِيَّة والعرقية الأخرى كانت معروفة جيدًا ومن الصعب العثور عليها في أي سلالة إسلامية أخرى في العصر الوسيط»([32]).ويُذكر أن الخليفة الظاهر، كان بعيدًا عن الاشتغال بشئون الدَّوْلَة .. حتى أذن للنصارى والْيَهُود الذين تظاهروا بالإسلام في خلافة والده بالارتداد إلى دينهم رغم مخالفة ذلك للشريعة الإسْلاميَّة([33]).
لقد »سُمي الحاكم قاضيًا لأنه يمضي الأحكام ويحكمها»([34])؛ ولذلك نجد للخلفاء الفاطميين تاريخًا مهمًا وملحوظًا بالمَصَادِر التَّارِيخِيَّة عن النظر في الشَّكَاوَى والالْتِمَاسات بشكل عام؛ منذ أن قَدِّم مصر القائد أبو الحسين جوهر الصَّقْلَبي بجيوش المعز لدين الله أبي تميم معدّ، كان يجلس للنظر في المظالم ويوقع على رقاع المتظلمين. ودونما شك فقد »استفاد الحاكم من شَكَاوَى الرعايا؛ لأنهم سمحوا له بمراقبة المسؤولين من المستوى المتوسط، ليس من خلال العقوبات التعسفية على ما يبدو، ولكن من خلال الظهور بمظهر العدالة أكثر إقناعًا لأنه طُلب منه ممن هم دونه»([35]) الطبقة السفلى من الشعب.
وَبَلَغَ اهتمام الْخُلَفَاء الفاطميين بمثل هذه الشَّكَاوَى والالْتِمَاسات أن ينزلوا بأنفسهم إلى المناطق المختلفة، لمعرفة أحوال الرعية، وما تعج به من مشكلات وقضايا؛ للوقوف على عنصر الفساد والفوضى داخل الدَّوْلَة؛ فكان الْخَلِيفَة الْفَاطِمِي «العزيز بالله» (365-386هـ/975-996م) – والذي يعد أعظم خلفاء السلالة الفاطمية، العزيز بالله. 1992([36]) – فكان يأخذ الرِّقَاع المكتوب فيها الشَّكَاوَى من المتظلمين بيده في الطريق؛ قارئًا بعضها أثناء سيره في الطريق، وكان دائمًا يعمل على حل مشاكل الناس والقضاء على متاعبهم وشكواهم.
إن الْحُكْم الذاتي الواسع الذي حظيت به الأقليات في مصر خلال الْعَصْر الْفَاطِمِي؛ نتيجة حصولهم على هذا الدعم من الحكام الفاطميين؛ شجع على نمو النُّظُم الْيَهُودية الخاصة بهم([37]). بعد تأسيس دولتهم في مصر، وبعد فترة وجيزة وكجزء من سياستها الخارجية المعادية للعباسيين وبناء عاصمتهم الجديدة في القاهرة([38]). حيث اشتهر الْخُلَفَاء الفاطميين بحسن معاملتهم لأهل الذِّمَّة جميعًا، وتمسكوا بسياسة التَّسَامُح معهم؛ فنبغ الكثير منهم في جوانب الحياة المختلفة في مصر الإسْلاميَّة في الْعَصْر الْفَاطِمِي في إدارة شئون البلاد؛ فقلدوا المناصب الرفيعة في المسائل الْمَالِيَّة والْإِدَارِيَّة، وعلى وجه الخصوص التُّجَّار الْيَهُود القادمين من الغرب مع الدعوة الفاطمية، فشغلوا المناصب المهمة في النظام المالي([39]).
لقد وصف جويتين الْيَهُود بمصر تحت حكم الْخُلَفَاء الفاطميين على أنهم »رعايا»([40])؛ ولذلك نجد في «جِنيزَة الْقَاهِرَة» عددًا من وثائق شَكَاوَى والْتِمَاسات الْيَهُود التي قُدِمَتْ إلى الْخُلَفَاء الفاطميين، منهم، أربعة خلفاء، يأتي في مقدمتهم الْخَلِيفَة الْفَاطِمِي الْحَاكِمُ بِأَمْرِ اللهِ (386-411هـ/996-1020م)([41]). والذي »كان ينظر إليه .. خلال الخمسة عشر عامًا الأولى من حكمه، على أنه ملك للعدالة يشبه المسيح»([42]). إذ كان الْخَلِيفَة الْفَاطِمِي الْحَاكِمُ بِأَمْرِ اللهِ يطوف في الأسواق، ويأخذ الشَّكَاوَى بنفسه([43])، ويسير بين الناس آخذًا بنفسه ما يقدمونه من وثائق تضم شكواهم. وقد أصدر الحاكم أوامره للمحيطين به بألا يمنع الناس من الدخول إليه في قصره لتقديم شكاواهم لينظر فيها بنفسه ويعمل على حلها([44]). ويذكر ابن الراهب الأنطاكي أن الناس كانوا يدسون للحاكم بأمر الله شكواهم في الرقاع المختومة التي تحمل بين طياتها عبارات »السب له ولأسلافه والدعاء عليه»([45]). وبلغ بهم الأمر أن صنعوا تمثالا لامرأة من ورق وألبسوها ملابس النساء، ونصبوها في طريق الحاكم، فتقدم الحاكم أثناء موكبه وأخذ الرقعة من يدها([46]). كما رفعت الشكاوى أيضًا إلى أخته ست الملك([47]).
واستقبل الْخَلِيفَة الْفَاطِمِي «الظَّاهِرُ لِإعْزَازِ دِين الله» (411-427هـ/1020-1035م)، شَكَاوَى «اقتصادية»([48]). فقد سبق وأن ألمت بمصر في عهده أزمة اقتصادية كبيرة في سنة (415هـ/1024م) اشتد فيها الغلاء وفشا فيها المرض في الناس وكثر فيها الموت. وأدى الوباء إلى نفوق الحيوانات وعز الماء لقصور النيل، وشاعت الفوضى بسبب ذلك، فكَبَسَ العبيد والذُّعّار القاهرة ومصر ونهبوا الأرياف. فكانت أزمة شديدة أتى على تفاصيلها المُسَبِّحي فيما وصل إلينا من تاريخه([49]).
وقدم الْيَهُود شَكَاوَى والْتِمَاسات إلى الْخَلِيفَة الْفَاطِمِي «الْمُسْتَنْصِرُ بالله» (427-487هـ/1035–1094م)، منها ما هو: «إداري»([50])، و«جنائي»([51])، و«ديني»([52]). فرغم ما تميزت به الحياة الْاِقْتِصَادِيَّة في صدر خلافة الْمُسْتَنْصِرُ بالله (427-443هـ/1035-1051م) بالرخاء، وهذا ما أكده ناصر خسرو الذي زار مصر بين سنتي (438هـ/1046م): (442هـ/1050م) بقوله: »ولقد رأيت في مصر والقاهرة من ألوان غنى الأغنياء .. والرفاهية التي رأيتها بين المصريين»([53]). لكن سرعان ما بدأ الاضطراب الاقتصادي في الظهور خلال السنوات: (444هـ/1052م)([54])، و(446هـ/1054م)([55])، و(447هـ/1055م)([56])، و(448هـ/1056م)([57])، بسبب الغلاء في أسعار الخبز والغلال والمواد الغذائية، وكان الغلاء بسبب تلاعب التُّجَّار في الأسعار([58]).
ولما كان الْخَلِيفَة الْفَاطِمِي «الْآمِرُ بِأَحْكَامِ اللهِ» (495-524هـ/1101-1130) »مهتمًا بجذب السُّكَّان المحليين، بمن فيهم الْيَهُود»([59]) وَرَدَ إليه، شَكْوَى «جنائية»([60]). وهذه الشَّكَاوَى والالْتِمَاسات تختلف عما ظهر عن تلك الأخرى التي وجدت خلال العهود المختلفة للخلفاء الفاطميين، وهي كثيرة جدًا، هذا فضلا عن إحدى الشَّكَاوَى، التي تم الوقوف عليها ولكن دونما تحديد للخليفة المُوَجَّه إليه([61]).
لقد كان يُنظر إلى الخليفة (الإمام) في الدَّوْلَة الفاطمية دون أي التباس على أنه مُمَثِّل الله على الأرض، وبأنه المُفَسِّر الأوَّل للشرع ومصدر كل العلم. وحرص كبار رجال الدعوة على تاكيد هذا المعنى والإشارة إلى أن الإمام هو «ولي الله» الشافع لهم جميعًا، وهذا يظهر فيما أورده داعي الدعاة المُؤَيِّد في الدين الشِّيرازي، واصفا أول لقاء له بالإمام الْمُسْتَنْصِرُ بالله. كما تلقب الْفَاطِمِيون في سِجِلاتهم – وعلى نقودهم – بـ «الإمام» وبـ «أمير المؤمنين»، ولم يتلقبوا في الوثائق الرسمية بالخليفة؛ حرصًا منهم على إظهار صفتهم الروحية وسطلتهم الدِّينِيَّة([62]). وكذلك في مادة الشَّكَاوَى والالْتِمَاسات التي قُدِمَتْ إليهم بشكل رسمي في «وثائق جِنيزَة الْقَاهِرَة»، منها: »اِلتِمَاس مُوَجَّهٌ إلى الخليفة الْمُسْتَنْصِرُ بالله الفاطمي» جاء في صدرها: »بسم الله الرحمن الرحيم صلوات الله وبركاته ونوامي زكاواته أفضل تحياته على مولانا وسيدنا الإمام الْمُسْتَنْصِرُ بالله أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين» وهذه الوثيقة مكتوبة بشكل رسمي من خلال دِيوَان الإنشاء والمكاتبات([63]).
أولا: شكوى بشأن الضَرَائِب: يُعْتَبَر موضوع »الضَرَائِب»، من الموضوعات الْحَيَوِيَّة في شُؤُون الحياة الْاِقْتِصَادِيَّة، وقد تعلق بها العديد من الشَّكَاوَى والالْتِمَاسات لليهود بمصر في الْعَصْر الْفَاطِمِي، من خلال وثائق نَفِيسَة ونادرة من جِنيزَة الْقَاهِرَة؛ أتى على رأسها الشَكْوَى من زيادتها؛ فيما يَتَبَيَّنُ من «شَكْوَى Complaint»، زيادة الضَرَائِب عام (420هـ/1030م)، رُفِعَت إلى الْخَلِيفَة الْفَاطِمِي الظاهر([64]) لإعزاز دين الله (411-427هـ020-1035م) في وزارة علي بن أحمد الجرجرائي (12 ذو الحجة 418هـ-427هـ)([65])؛ بخصوص الضَّرِيبَة التي يتوجب على الْيَهُود دفعها، ويشكون من نِيَّة زيادة الضَرَائِب عليهم. الْمُتَحَدِّث من الْيَهُود هو الْيَهُودي «سباع بن فرج Sibah b. Faraj»،ونصه([66]):
«وَلَيَصِلنَا الشَكْوَى فِيمَا نَفعنَا مَعَهُ. وَوَرَدَ السِّجِلِّ الْمُكَرَّمِ مِنَ الْحَضْرَةِ الْمَجِيدَةِ يَذكُرُ فِيهِ مَا أَنْهَاهُ سِبَاعُ بْن فَرَج الْيَهُوديُّ مِنْ حَالِ الْيَهُود الذِّمَّة وَأَنَّ فِيهُمْ مَنْ يُؤَدِّي عَنْ جِزْيَتِهِ خَمْسَة دَرَاهِمِبِرَسْمٍ ثَابِت وَفِيهُمْ مَنْ يُؤَدِّي عَشرَة دَرَاهِمِ وَأَنَّ فِيهُمْ مَنْ يَدَّعِي الْخَيْرِيَّةَ فَكَانَ هَذَا السَّبَب إِلَى طَمَعِهِ فِينَا وَتَقْوِيَةُ يَدْه فِي ظُلْمِنَا وَمُطَالَبَتِنَا بِالْأَدَاءِ عَلَى الْإِحْصَاءِ بِأَوْفَرِ جِزْيَةٍ وَفِي أَيْدينا بَرَاءَات مُنْذُ سِنَّيْن عِدَّة دَالَة عَلَى مَا يُؤَدِّيهِ كُلُّ مَنًّا».
وتُؤَرِّخ هذه الْوَثِيقَة فيما تضمنته من شَكْوَى تخص تحصيل الضَرَائِب، لسياسية الدَّوْلَة الْفَاطِمِية مع أهل الذِّمَّة عامة والْيَهُود خاصة؛ فيما يتعلق بفرض الضَرَائِب ونِيَّة زيادتها؛ فقد رُفِعت هذه الشَكْوَى نتيجة احتمال زيادة الضَرَائِب على الْيَهُود، ويلتمسون من الْخَلِيفَة أن يُبقي على ما كانوا يدفعونه من ضريبة. جدير بالذكر ما شهدته البلاد في عهد الْخَلِيفَة الْفَاطِمِي الظاهر بالرغم من قصر مدة خلافته (411-427هـ/1020-1035م) فإن البلاد شهدت في عهده مجاعات مخيفة خصوصًا وأن شخصية الظاهر كانت ضعيفة ويسيطر عليه رجال الدَّوْلَة مما أدى إلى تضخم دور رجال الدَّوْلَة، ومارسوا تجارة الغلال وتمادوا في الاحتكار والتحكم في أسعار البيع([67]). وكانت معدلات النيل تتأرجح بين الانخفاض والارتفاع وفي سنة (422هـ/1030م) كان الأكثر نقصانًا ومما أدى إلى ارتفاع الأسعار([68]). وحدثت في سنة (426هـ/1034م) مجاعة كانت بسبب تكاثر الفئران حيث أكلت الزرع وانتشر الوباء بين السُّكَّان تبعًا لذلك([69]). وتُبْرِز هذه الشَكْوَى عِدَّة مَسَائِل مهمة، منها:-
أولا: وجود سِجِّل للضَرَائِب التي يدفعها أهل الذِّمَّة من الْيَهُود، معتمد من الحكومة الإسْلاميَّة؛ تُحدد فيه قيمة ما يدفعونه إلى الدَّوْلَة الْفَاطِمِية بمصر. وكان هذا السجل مُرتب -على ما نعتقد- بأسماء الأفراد، وأمام كل اسم القيمة التي يدفعها؛ فيما يَتَبَيَّنُ من نص الشَكْوَى، التي تذكر أنه «وَوَرَدَ السِّجِلِّ الْمُكَرَّمِ مِنَ الْحَضْرَةِ الْمَجِيدَةِ يَذكُرُ فِيهِ مَا أَنْهَاهُ سِبَاعُ بْن فَرَج الْيَهُوديُّ مِنْ حَالِ الْيَهُود الذِّمَّة».
ثانيًا: اختلاف قِيمَة هذه الضَرَائِب من شخص لآخر؛ فيما يَتَّضِح من نص الشَكْوَى، التي تذكر: «أَنَّ فِيهُمْ مَنْ يُؤَدِّي عَنْ جِزْيَتِهِ خَمْسَة دَرَاهِمِ بِرَسْمٍ ثَابِت وَفِيهُمْ مَنْ يُؤَدِّي عَشرَة دَرَاهِمِ». ولكن لا تفصح الشَكْوَى عن أسباب هذا الاختلاف في تقدير قيمة هذه الضَرَائِب، ويحتمل أن الاعتراض بالشَكْوَى قام على هذا الأساس، فهذه تقديرات بها ظلم لبعض الأفراد الْيَهُود على حساب الآخر، وكل ذلك يقوم على أساس ما يسجله القائم على هذا العمل. وقد تزمر منه بعض أفراد هذه الطائفة نتيجة ما قام به من ظلم لهم في التقدير.
ثالثًا: وظيفة جَابِي الضَرَائِب من أهل الذِّمَّة؛ يتولاها مُوَظَّفٌ أو مسؤول من الطَّائِفَة الْيَهُوديَّة، ويُعينه الْخَلِيفَة الْفَاطِمِي؛ ليقوم ببحث حالة الأفراد وحساب تقديرات هذه الضَّرِيبَة، وله سِجِّل يحصي فيه أفراد الْيَهُود. وقد يؤدي طمعه إلى زيادة قيمة هذه الضَّرِيبَة على الأفراد.
رابعًا: بَرَاءَات دفع الضَّرِيبَة أو الْجِزْيَةُ، والتي كانت بمثابة مخالصة([70]) بقيمة ما يدفعه الفرد من الْيَهُود للجزية، وعلى ما يَتَّضِح من نص الشَكْوَى، أن كل فرد كان يحتفظ بهذه البَرَاءَات؛ حيث أنهم يطلبون من جابي الضَرَائِب فيما حدد من زيادات عليهم، أن يراجع ما بأيديهم من بَرَاءَات لسنين عدة، دالة على ما كانوا يؤدونه من جزية؛ فيذكرون في الشَكْوَى: «وَفِي أَيْدينا بَرَاءَات مُنْذُ سِنَّيْن عِدَّة دَالَة عَلَى مَا يُؤَدِّيهِ كُلُّ مَنًّا».
ثانيًا: شكوى إغلاق الكَنِيس الفلسطيني في الْفُسْطَاط:
هذه شَكْوَى قُدَّمَتْ إلى الْخَلِيفَة الْفَاطِمِي الْمُسْتَنْصِرُ بالله (427-487 هـ/1035–1094م)؛ كُتِّبَتْبخط يد «إفرايم بن شمرياEphraim b. Šemarya»، يشكو فيه من إغلاق الكَنِيس الفلسطيني في الْفُسْطَاط، في عام (425هـ/1035م)، ويذكر أن «ناثان بن إبراهيمNathan b. Abraham»، الذي «وصل من الغرب؛ مُدعيًا منصب رئيس أكاديميتنا، والذي كان رئيسًا لهذه الأكاديمية منذ 16 عامًا»؛ حيث يتعلق الوضع بِالْخِلَاَفِ على القيادة بين «سليمان بن يهودا» و«ناثان بن إبراهيم»، على قيادة الأكاديمية الفلسطينية. ويبدو أن الْمُصَلِّين في الكَنِيس الفلسطيني المغلق كانوا موالين إلى «سليمان بن جودة Solomon b. Judah»، و«ناثان بن إبراهيم»، الذي استخدم اتصالاته في الحكومة الإسْلاميَّة لإغلاق الكنيس، وقد وجاءت نص الشكوى، كالتالي([71]):
«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيم، اَلْعَبِيد ينْهُوا إِلَى اَلْمَقَام اَلشَّرِيف زَاد اَللَّه شُرْفَتَه اَلْجَلِيلَة، وذلك أَنَّه لمَا جَرَى عَلَى رَيِّسهُم وَأَحْبَارهُم منذ سنتين مَا كَانَ فِيهِ فَسَاد حَالهمْ اَلَّتِي تَصَدَّقَتْ اَلْحَضْرَة اَلطَّاهِرَة خَلَدَ اَللَّه مُلكَهَا يُفْسِدُونَ مُعْظَم .. لِمَذْهَبهمْ فَلَمْ يَزَلُوا فَلَمَّا كَانَ قَصْدهُ عليهم اَلْأَذِيَّة إِلى أن تَوَصَّل رَجُل مِنْ الغرب يُدْعَا نَاثَانْ بن إِبرَّهِيمْ؛ ادعَاء مَوْضِع رَأْس مَثِيبَة اَلْقُدْس الَّذِي عَلَى هَذِهِ اَلْمثِيبَة سِتَّة عشر سنة وَقَاوَمَهُ تَارَةً وَأَنْكَرَ عليه لِمَيْلِهِ اَلرِّيَاسَة ..، وأحضر وُلاَة اَلْبِلَاد وَجَاءَ مُنْذُ شهر إلى مصر وَتَطَارَحَ إلى خصْمِ جَمَاعَتِنَا اَلْقرَائِينْ وَجَعْل .. عِنْدَهُ مِنْ أَقْرِبَائِهِ، وَأَصْهَار لَهُ من اَلْعِرَاقِيِّينَ يَبْذُل اَلدَّرَاهِم اَلْكَثِيرَةَ لِكَنِيسَتِهِمْ .. بِغَلْق كَنِيسَة اَلْعَبِيدِ اَلْيَوْم شَهْرَيْن اَلَّذِي كَانُوا يُصَلُونَ فِيهَا وَيَقْرَؤُونَ التَّوْراة وَدَرس .. الرَّيِّس سَلَامَةَ اَللَّهِ عَلَيْهِ؛ فَلَمَّا أَلْحَقُوا حَالهُمْ إلى المَوْقِفِ الشَّرِيف .. بِهم إلى عَبْدِ مولانَا دَاوُد بن إِسْحَق وَلَمْ يَفْعَل في ذلك شيء لأجلِ رَئِيسهم سَنَد الدَّوْلَة سَيْف المَرْتَبَة .. في سَفَرِهِ وَأَخَافَ اَلْعَبِيد مِنْ .. السَّيِّد حَال اَلْعَبِيد أن .. إلى التَّصَدُّقِ عليهم بِخُرُوجِ الأمر العالي إلى أحد عَبِيدِ الدَّوْلَة اَلْمُسْلِمين بِفَتْحِ كَنِيسَتهم وَإِجْرَائهمْ على قَانُون سُنَن مَذْهَبهم وَحُقُوقهم وَلمولانَا صَلَوَات اَللَّهِ عليه، عالي الرَّأي».
[ حَاشِيَةً عَلَى يَمِينِ اَلْوَثِيقَةِ ]«أَنْ يُمْنَّع نَاثَان بن إِبْرَاهِيم من غَلْقِ كَنِيسهم وَفَسَاد مِمَّا تَخَلَّى»
[ حَاشِيَةً عَلَى يَسَارِ اَلْوَثِيقَةِ ] «غَلْق اَلْكَنَائِس إِلَى .. وأن يَتَعَرَّض العَبِيد فِيمَا يَفْعَلُونَ وَبَعْد ذَلِكَ .. في كَنِيسَتِهِمْ وَيَمْنَعُونَهُمْ مِنْ سُنَنِرُسُومِهِمْ فَلِيَتِم عِنْدهُمْ اَلْحُقُوق وَيَأْمُر اَلْأَمِير مُنْجَز الدَّوْلَة ..».
رغم »تعايش الطوائف الْيَهُودية سلميًا في الْعَصْر الْفَاطِمِي»([72]) أبرزت هذه الشَكْوَى العديد من المسائل المهمة، والتي تزيد من قيمتها، لمَا اتصلت بإيضاح جوانب تَخُصُّ الحياة الدِّينِيَّة لليهود بمصر خلال الْعَصْر الْفَاطِمِي، منها:-
أولا: معابد الْيَهُود بمصر، وما تعلق بها من مسائل تخُصُّ إغلاقها وفتحها ورياستها، فيما يتضح من شَكْوَى إغلاق الكَنِيس الفلسطيني في الْفُسْطَاط. كما أن تأريخ الشَكْوَى يؤكد استمرار الْيَهُود لممارسة شعائرهم بهذه المعابد. هذا فضلا عن الفترة التي أغلق فيها هذا الكنيس، والتي امتدت لنحو شهرين، ولم يستطع الْيَهُود الاستمرار بدون فتحه وتأدية الشعائر الدِّينِيَّة فيه؛ إذ “كانوا يصلون فيها ويقرأون التَّوْارَة“. وهو ما يبين ممارسة الْيَهُود لهذه الشعائر بشكل مستمر ودائم، دونما حدوث أية عوائق أو مشكلات سابقة، حتى وقعت هذه الحادثة من أحد أفراد الطائفة نفسها.
ثانيًا: كما تشير الشَكْوَى إلى مسألة تولي رئاسة الكَنِيس الفلسطيني بالْفُسْطَاط، والتي وَقَعَ بسببها الخلاف بين أفراد طائفة الرَّبَّانِيِّين، والتي كان من الممكن أن يتولاها أحد أفراد الطائفة القادمين من خارج مصر.
ثالثا: وتبرز الشَكْوَى قضية الرشوة والبذل؛ فيما يتبين من فعل «ناثان بن إبراهيمNathan b. Abraham» الذي أخذ “يبذل الدراهم الكثيرة لكنيستهم بغلق كَنِيسَة العبيد” فظلت مغلقة نحو شهرين، وكان هذا الغلق سببًا مُهمًا لتقديم اِلتِمَاس بفتحها.
رابعًا: تُفِيدُ الشَكْوَى ما كان يتمتع به الْيَهُود من حرية كبيرة في ممارسة شَعَائِرُهُمْ، فيما يتجلى من النَّص واِلتِمَاس “التصدق عليهم بخروج الأمر العالي إلى أحد عبيد الدَّوْلَة المُسْلِمين بفتح كنيستهم وإجرائهم على قانون سُنَّن مذهبهم وحقوقهم“.
»لقد شَكَلَ الْحَديث عن المعابد الْيَهُودية، وإنشائها في مصر أهمية بَالِغَة للباحث في تاريخ الطائفة الْيَهُودية في مصر، وفكرها الديني والدنيوي في نفس الوقت؛ وذلك باعتبار أن تلك الْمَعَابِد، وما يتم فيها من مُمَارَسَات أو طقوس دينية، يُلْقِي كثيرًا من الضوء على نُظُمِ الحياة الْيَهُودية دينية ودنيوية في كل فترة من فترات تاريخهم على أرض مصر من ناحية، كما يوضح أيضًا مدى علاقاتهم بالمواطنين الذين يشاركونهم الحياة على أرض مصر سواء أكانوا مُسْلِمين أم مسيحيين، هذا بالإضافة إلى توضيح علاقة الْيَهُود ببعضهم البعض، وما حَدَثَ بينهم من اِنْقِسَامَات»([73])، كما ستتضح مَعَالِمُه فيما بعد في بعض الشَّكَاوَى والالْتِمَاسات.
بَزَغَ نتيجة لهذه الشَكْوَى السابقة؛ «اِلتِمَاس Petition»، (مُؤَرَّخ في 430هـ/1040م)، مُوَجَّهٌ إلى الْخَلِيفَة الْفَاطِمِي الْمُسْتَنْصِرُ بالله (427-487 هـ/1035–1094م)؛ يَشْكُو فيه فَصِيل من الْيَهُود (الربانيين) من سُوء معاملتهم على يَدِ فَصِيل آخر من الْيَهُود (القرائيين)، ونصه([74]):
«عَبِيد موﻻي جَمَاعَات الذِّمِّيِّين الْيَهُود الرَّبَّانِيِّينب ِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ صَلَوَاتُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، وَنَوَّامِيَّ زَكَوَاته، وَأَفْضَلَ تَحِيَّاته، عَلَى موﻻنا وَسَيِّدنَا الْإمَامَ الْمُسْتَنْصِر بالله، أَمير الْمُؤْمِنِين، وعلى آبَائِه الطَّاهِرِين، الْأئِمَّة الْمَهْدِيِّين صَلَاَة بَاقِيَة الى يَوْمِ الدِّين كَانَ عَبِيد موﻻنا الْمُسْتَنْصِر بالله، أَمير الْمُؤْمِنِينَ، صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ لَمَّا وَقْع الْخِلْاف بَيْنَهُمْ بِسَبَبِ رياستين لهُم وَرَامَتْ كُل طَائِفَة التَّغَلُّب على تَقدُّمَة رياستهم دُونَ الْآخر وَإلْزَام الطَّائِفَة الْأُخْرَى قبُول ذَلك وَالدُّخُول بِمَا ﻻ يَتَّسِع لهم فِي أَدْيَانِهِمْ رَفَعُوا إِلَى الْحَضْرَة الْمَجِيدَة خَلْدَ اللهُ ملكهَا وَأَنَّه ولي ذلك فَخَرَجَ الْأَمْر الْعَالِي زَادَهُ اللهُ نَفَاذاً إِلَى دَاوُد بن إسحق بِتَسْدِيد أَمْر الْكَافَّة فَلَمْ يَفْعَلْ دَاوُد بن اسحق شَيْئًا مِنْ ذَلِك وَأَغْفَلَ الأَمر وَتَطَاوَلَت الأمور بَيْنَ الطَّائِفَتَين إلى الآن وأغلق عَلَيْهم كَنِيسَهُمْ وَبَقَّوْا مُشَتَّتِّين في أمُورِهِمْ فَمَضَى في هَذِهِ الْأيَّام قَوْمٌ منهم تَعَزُّزًا على بَعْضِهم وَفَتَحُوا الْكَنِيسَة لِنفُوسِهِمْ وَلِمَنْ آثروا تَقدِّمَتْهُ وَقَهَرُوا الْعَبِيد بِالرِّجَّالَة وَأَلْزَمُوا مَا لا يَجُوزُ لهم فِي أَدْيَانِهِمْ وَهُدِّدُوا بِالْحَبْسِ وَكُل أَمْرٍ عَظِيم وَالْعَبِيد يضرعون إِلَى الله تَعَالَى وَإِلَى الْحَضْرَةِ الْمَجِيدَة خَلْدَ الله مَلِكِهَا بِخُرُوجِ الْأَمْر الْعَالِي ﻻ زَالَ غَالِبًا بالتساوي بَيْنَهُمْ وَتَمكِّينَهُمْ مِنْ أَدْيَانِهِمْ كَمَا تَمَكَّنَ غَيْرُهُمْ، وَكَفُ الْأَذَيَةِ».
أولا: قُدِّمَ هذا الْاِلْتِمَاس، إلى الْخَلِيفَة الْفَاطِمِي الْمُسْتَنْصِرُ بالله، من إحدى الطوائف الْيَهُودية بمصر، وهم الْيَهُود الرَّبَّانِيِّين، وتم التقدم به من خلال الجهة الْمُخْتَصَّة باستقبال مظالم وشَكَاوَى الطوائف والأفراد عمومًا: المُسْلِمين، وأهل الذِّمَّة، وقد حُرِرَ الْاِلتِمَاس من خلال دِيوَان الإنشاء؛ فيما يبدوا من طريقة كتابته وآدابها، وقد سبق دراسة هذه الجوانب في فصل مستقل بهذا الشأن، بينما هنا يهم مناقشة نص الْاِلتِمَاس وموضوعه؛ حيث يتناول أوضاع إحدى طوائف الْيَهُودي بمصر خلال الْعَصْر الْفَاطِمِي، وَالنِّزَاعَات الحادثة بينهم »فعلى الرغم من الطبيعة العابرة للطوائف لمكتب رئيس الْيَهُود، لم يتم ضَمَان حماية الْمُجْتَمَع القرائي لحريته الدِّينِيَّة داخل الْمُجْتَمَع الْيَهُودي. أخذت الْحُكُومَة الْفَاطِمِية على عَاتِقهَا حماية الحقوق الدِّينِيَّة للقراء عندما هُدِّدَتْ من قِبَل المُؤَسَّسَات الْيَهُودية الْحَاخَامِيَّة»([75]).
ثانيا: وَيُبَيِّن الالتماس، وجود اِنْقِسَامٌ حادث بين فريقين داخل طائفة الْيَهُود حول تَوْلِيَة رئيس لهم داخل كنيسهم؛ فانقسموا إلى فريقين، ولكل فريق رئيس، «وَقْع الْخِلْافِ بَيْنَهُمْ بِسَبَبِ رياستين لهُم وَرَامَتْ كُلُّ طَائِفَة التَّغَلُّب عَلَى تَقدُّمَة رياستهم دُونَ الْآخر وَإِلْزَام الطَّائِفَة الْأُخْرَى قَبُول ذَلِك وَالدُّخُول بِمَا ﻻ يَتَّسِع لهم فِي أَدْيَانِهِم»؛ مما دفع نَفَرٌ منهم إلى أن يرفعوا شكواهم هذه إلى الْخَلِيفَة الْفَاطِمِي الْمُسْتَنْصِرُ بالله، والذي نظر بالبَتِ فيها، «فَخَرَجَ الْأَمْر الْعَالِي زَادَهُ اللهُ نَفَاذًا إِلَى دَاوُدِ بْن إِسْحَق بِتَسْدِيد أَمْرُ الْكَافَّة»–دونما ان يُشر الْاِلتِمَاس إلي تفصِيله – ولكنه على ما يبدو أنه ساهم في حل هذا النزاع، إلا أن “دَاوُد” أغفل الأمر؛ حتى أُغلق الكنيس، وشتتوا، فاتجه فريق منهم إلى فتح الكَنِيس لأنفسهم للتعبد، دون الآخر؛ مما أغضب جماعة منهم، نتيجة قيامهم بذلك دونهم، ولذلك قُدم هذا الْاِلتِمَاس لأجل: “التساوي بَيْنَهُمْ وَتَمكِّينَهُمْ مِنْ أَدْيَانِهِمْ كَمَا تَمَكَّنَ غَيْرُهُمْ، وَكَفُ الْأَذَيَةِ“.
»في الواقع، كان رجال الْبَلَاطُ القرائيين في القاهرة لا غِنَى عنهم للمجتمع الْيَهُودي بأكمله، وغالبًا ما كانوا يدعمون سُّلْطَة الأكاديميات الحاخامية»([76]). كما »كان الْيَهُود القراءون يهتمون أشد الاهتمام باحترام معنى النص التوراتي([77])، وكانوا يحاولون الحفاظ على العادات القديمة، ولكنهم تأثروا أكثر من الرَّبَّانِيِّين بالبيئة الإسْلاميَّة المحيطة بهم»([78]).
ولقد »خدم كَنِيس الْفُسْطَاط الجالية الفلسطينية الْيَهُودية في القاهرة في العصور الْوُسْطَى؛ المعابد الأخرى التي كانت للطوائف البابلية والقرائين. حيث كانت الْفُسْطَاط نشطة من القرن الثالث الهجري/ الثامن الميلادي حتى القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي، عندما كانت القاهرة، في ظل حُكم الْخِلَاَفَة الْفَاطِمِية، مركزًا ثقافيًا وتجاريًا للعالمين الإسلامي والْيَهُودي. وكان هذا العصر الذهبي لليهودية القرائية، وهي حركة لا يعترف أعضاؤها إلا بالكِتَاب الْمُقَدَّس كسلطتهم القانونية واللاهوتية»([79]).
ثالثا: يؤكد هذا الْاِلتِمَاس النَّادِر على وجود اِنْشِقَاق في صُفُوف الطائفة الْيَهُودية الواحدة بمصر خلال الْعَصْر الْفَاطِمِي، ويتضح أن مثل هذه المشكلات تصاعدت، وَتَفَاقَمَتْ بمكان لا يمكن السيطرة عليه إلا من خلال السُّلْطَات الإسْلاميَّة وتدخل الْخَلِيفَة الْفَاطِمِي لوضع حدًا لها؛ حيث لم يشر الْاِلتِمَاس إلى طبيعة القرار الذي أصدره الْخَلِيفَة الْفَاطِمِي الْمُسْتَنْصِرُ بالله، مما يدل على أنه طلب وقف هذه الْخِلَاَفَات فيما بينهم، من خلال وسيط منهم هو “دَاوُدِ بْن إِسْحَق“، الذي يحتمل أنه فَشِل أيضًا في وقف ذلك، فانصرف عن التعرض له مرة ثانية.
ولقد تضمن هذا الْاِلتِمَاس النفيس العديد من الجوانب والمسائل المهمة، التي يمكن الخروج بها في ضوء فحصه وتحليله، والذي كُتِبَ في نحو (19) تسعة عشر سطرًا، ومنها:
أولا: حقوق أهل الذِّمَّة بمصر خلال الْعَصْر الْفَاطِمِي عمومًا، باعتبارهم من رعايا الدَّوْلَة الفاطمية، وقد وصف المتقدم بالْاِلتِمَاس طائفته، بأنهم: “عَبِيدُ موﻻي جَمَاعَات الذِّمِّيِّين“، وهذا في حد ذاته التماسًا ضمنيًا وتاكيدًا مهمًا على أنهم أهل ذمة يحق لهم اللجوء إلى الحاكم لتحقيق العدل فيهم، وحل الْخِلَاَفَات والمشكلات الحادثة لهم وفيما بينهم، كما يعطي ذلك تاكيدًا فائدة عظيمة على ثقة الطائفة الْيَهُودية في الْخَلِيفَة الْفَاطِمِي، وعدله في الاستجابة لموضوع الشكوى.
ثانيًا: استقبال الْخَلِيفَة الْفَاطِمِي شَكَاوَى “طائفة الْيَهُود الربانيين”، بوجه خاص، وعلى ما يتضح من عبارة السطر الثاني: “الْيَهُود الرَّبَّانِيِّين“، أنها إبرازة خاصة بهذه الطائفة، ومن المحتمل أنها الصيغة الخطابية التي اعتادت عليها هذه الطائفة، حينما كانت توجه الخطاب إلى الْخَلِيفَة الْفَاطِمِي؛ فتضع هذه الإبرازة الخاصة، التي تساهم في لفت الانتباه، فضلا عن توثيق هذه الإبرازة بما قبلها، المتعلقة بكونهم من أهل الذِّمَّة، وأحد جماعاتهم.
ثالثًا: اِفْتِتَاحية الشَّكَاوَى والالْتِمَاسات الْيَهُودية المقدمة إلى السُّلْطَات الفاطمية عمومًا، والْخَلِيفَة الْفَاطِمِي خصوصًا، بالْبَسْمَلَة: “بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ“، وهو ما لم يعتاد في شكاياتهم والْتِمَاساتهم التي كانت تقدم إلى زعماء ورؤساء الطائفة الْيَهُودية بمصر خلال الْعَصْر الْفَاطِمِي عمومًا، ويمكن ملاحظة ذلك بشكل كبير ودقيق جدًا بمراجعة الشَّكَاوَى والالْتِمَاسات السابقة. كما أن هذا الاستفتاح في إبرازة ثانية أيضًا تُبين أدب مُقَدِّم الْاِلتِمَاس في كتابته، وربما كُتِبَ الْاِلتِمَاس بهذا الشكل في دِيوَان الإنشاء؛ فيما يتضح من العبارات التي وجهها الملتمس؛ في تحية الْخَلِيفَة الْفَاطِمِي: “صَلَوَاتُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، وَنَوَّامِيَّ زَكَوَاتِهِ، وَأَفْضَلَ تَحِيَّاتُهُ، عَلَى موﻻنا وَسَيِّدَنَا الْإمَامَ الْمُسْتَنْصِرُ بالله، أَميرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَعَلَى آبَائِه الطَّاهِرِينَ، الْأئِمَّة الْمَهْدِيِّينَ، صَلَاَةٍ بَاقِيَةٍ الى يَوْمِ الدِّين“، والتي اعتبرها تحية طائفة الربانيين الْيَهُودية، للخليفة، فأحسن اختيار الألفاظ والتراكيب، والوصف.
رابعًا: دور السُّلْطَات الإسْلاميَّة في حل شكايا والْتِمَاسات الطوائف الْيَهُودية بمصر خلال الْعَصْر الْفَاطِمِي، واستقبالها وفحصها ومتابعتها أيضًا؛ حيث يتبين أن هذا الْاِلتِمَاس سبقه وجود شَكْوَى تخص النزاع بين فريقين داخل طائفة الْيَهُود الربانيين، ولما لم يُحل، قُدم التماسًا لمراجعة الحلول التي قُدِمَتْ لفض هذا الشقاق.
خامسًا: كما تتبين مسألة استعانة الْخَلِيفَة الْفَاطِمِي بأحد الْيَهُود أنفسهم للنظر في الشكوى؛ حيث أمر الْخَلِيفَة الْفَاطِمِي الْمُسْتَنْصِرُ بالله: “دَاوُد بْن إِسْحَق“، بأن يضع حدًا لذلك ويقوم بتنفيذ أوامره لفض هذا الخلاف، والمرتبط بشكل أصيل بممارسة هذه الطائفة لشعائرهم الدِّينِيَّة داخل الكنيس؛ بما يؤكد على عدم تدخل الْخَلِيفَة الْفَاطِمِي في هذه الأعمال الدِّينِيَّة، وعدم التعرض لحريتهم في ذلك، وترك حل هذه المسألة الداخلية من خلال أحد أفراد هذه الطائفة أنفسهم.
سادسًا: ثِقَة الطائفة الْيَهُودية في السُّلْطَات الإسْلاميَّة في حل شكاياهم المُقَدَّمَة إليهم؛ خاصة تلك التي لم يتمكن من حلها أفراد الطائفة نفسها، فيما يتضح من عدم تمكن دَاوُدُ اِبْنِ اُسْحُقْ من فعل شيء أمام تعنُت بعض أفراد طائفة الْيَهُود الربانيين.
سابعًا: سياسة الْخَلِيفَة الْفَاطِمِي تجاه أفراد الطائفة الْيَهُودية، والتي أكدت عليها نصوص الْاِلتِمَاس نفسه؛ وهي: المساواة: “التساوي بَيْنَهُمْ“، وممارسة شعائرهم: “تَمكِّينَهُمْ مِنْ أَدْيَانِهِمْ كَمَا تَمَكَّنَ غَيْرُهُمْ“، ومنع وقوع الضرر لأفراد الطائفة الْيَهُودية: “كَفُ الْأَذَيَةِ“. وتعتبر هذه النقاط من المسائل المهمة التي يحملها موضوع الالتماس، لما فيها من فائدة طيبة حول طبيعة سياسة الْخِلَاَفَة الْفَاطِمِية تجاه أهل الذِّمَّة عموما والْيَهُود خصوصًا، بل هي تفيد في تحديد المقاصد العليا تجاه الْيَهُود التي اتبعت الْخِلَاَفَة الْفَاطِمِية في تثبيتها.
جدير بالذكر أنه »بسبب القوة الْاِقْتِصَادِيَّة والسِّيَاسِيَّة لأفراد الْمُجْتَمَع القرائي في الْخِلَاَفَة الْفَاطِمِية، تمكن مجتمعهم من تحقيق مستوى فريد من الاستقلال الديني والتكافؤ السياسي مع السُّكَّان الْيَهُود الحاخامين. أعطى مكتب رئيس الْيَهُود للقراء الْيَهُود فرصًا كبيرة لتمثيل الطيف الكامل للمجتمع الْيَهُودي الخاضع لسيطرة الفاطميين، مما سمح لهم بتمثيل أنفسهم والْيَهُود الحاخامين».
كما »تمت حماية الممارسات والمُؤَسَّسَات الفريدة للقرائيين من قبل السُّلْطَات الفاطمية بسبب نفوذهم الاقتصادي والسياسي الكبير نسبيًا في الإطار السياسي للخلافة. وميز القرائيون أنفسهم عن الْمُجْتَمَع الْيَهُودي الحاخامي من خلال استخدام قوتهم الْاِقْتِصَادِيَّة وتأثيرهم الْمُجْتَمَعي من أجل تعزيز مصالح طائفتهم الخاصة، مما يسمح لهم بالتخفيف من النزاعات الدِّينِيَّة الداخلية بمساعدة السُّلْطَات الفاطمية»([80]).
وظهر «اِلتِمَاس Petition» نفيس ونادر من جِنيزَة الْقَاهِرَة، مُقَدِّم من الْجَاؤُون «شلومو بن يهودا gaʾon Shelomo b. Yehuda» إلى الْخَلِيفَة الْفَاطِمِي الْمُسْتَنْصِرُ بالله al-Mustanṣirbillā (427-487هـ/1035–1094م)، في بداية عهده، يطلب تنصيب زعيم الطَّائِفَة الْيَهُوديَّة. كتب بخط يد مُحضر المَحْكَمَة «يفيت بن دافيد شيخانيا»، عام (426هـ/1030م)، وسلمت إلى «إفرايم بن شماريا هآفر»، رئيس التجمع المقدسي في «الْفُسْطَاط»([81]).
«بَعْدَ مَا الْتَمَسُوا جَمِيعًا وَفُرَادا أَنْ يَشْهَدُوا هَذِهِ الشَّهَادَة، قَالَ كُلٌ مِنْهُمْ مَنْ كَتَبَ شَهَادَتَهُ بِخَطِّهِفِى آخِرِ هَذَا الْكِتَاب أَنَّ الَّذِى عَرفُوهُ وَعَقَلُوهُ وَيَشْهَدُوابِهِ فِى معنَّى تَقَدُّمِهِ الطايفة (الطَّائِفَة) الْمَعْرُوفَةَ بِالْيَهُود الربَّانِيِّن (الرَّبَّانِيِّين) وَوَضَّعُوا خَطَّهُمْ (ثِقَتَهُمْ) فِيهِ؛ أَنَّ جَمِيعَ قَضَايَا أَحْكَامِهِمْ عَلَى تَوَاصُلِ الْأَزْمِنَةَ وَنِكَاحَاتِهِمْ وَطَلَاَقَاتِهِمْ، وإرداع الْمُفْرِطَ فِيَ شَيء مِنْ مُوجِبِ دينهِمْ وَالْأَمرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالْمَنْعِ (وَالنَّهْي) عَنِ الْمُنْكِرِ فِيهمْ، وَإبْعَاد الْجَانِى بِالْحَرَامِ، وَحَلَّهُ مِنَ الْحَرَامِ وَإفْتَاءِ الْفَتَاوَى، وَدرسِ التَّوْبَة، وَنَصبُ الحزانين فِي الكنايس الْمُصلينَ بِهمْ، وَالذَّبَّاحِينَ (الْجَزَّارِينَ) فِي الْأَسْوَاقِ الْمُتَوَلِّينَ الذَّبيحَةَ وَعَزْل مَنْ يَسْتَحِقُ عَزْلُهُ. وَنَصِبِ الْأَحْبَار وَالْحُكَّام وَالدَّيَّانَيْن وَتَرْتِيبِ مَنَازِلِهُمْ بِحَسَبِ فَرَاسَتْهمْ، وَسَيرُ أَمَنايَّهُمْ (أمانيهم) جَمِيعَ ذَلِكَ رَاجِعٌ إِلَى المُقَدم عَلَى جَمِيعِ الْيَهُود فِى كُل عَصر وَزَمَان، الَّذِى وَقَعَ عَلَيهِ رِضَا كَافَّتِهِمْ بَلْ وَهُوَ الرَّايْسَ (الرئيس) الَّذِى مَنْزِلَتَهُ مسمَا بِرَايْسِ المثيبة، وَقَلَّدَهُ فِى ثُبُوتَه وَيَعْلَمُوا أَنَّ لَيْسَ لِلْيَهُود الرَّبَّانَين مُخَالفَةٌ وﻻ مُعَارضَهٌ فِيمَا يَرَاهُ وَيَفْعَلهُ وَفِيمَا يَتَقَوَّلُ مِنْهُ، وَأَنَّ لَهُ أَنْ يَسْتَخْلِفَ فِى كُل بَلدَةٍ أَوْ إقْلِيمٍ مَنْ يتسندُ بِهِ فِي إِعْدَادَهُ النَّصْرَ فِى كُلِّ مَطْلَبٍ يُطْلَبُ».
يُبرز هذا الْاِلتِمَاس إجراءات تعيين رئيس الطَّائِفَة الْيَهُوديَّة (النَّاجِد) بمصر خلال الْعَصْر الْفَاطِمِي، هذا فضلا عما يُبَيِّنه من ضوابط وجوانب مهمة نحو هذا التَّعْيِين، منها:-
أولا: يقدم الْجَاؤُون اِلتِمَاس إلى الْخَلِيفَة الْفَاطِمِي؛ يطلب فيه تعيين النَّاجِد، بما يُشِيرُ إلى أنه أولى من يتولى إجراءات هذا التَّعْيِين، وإعداده، فضلا عما يُبَيِّنه ذلك من مكانة خاصة للجاؤون وعلو منزلته في الطَّائِفَة الْيَهُوديَّة خاصة، وفي الْمُجْتَمَع عامة، تسمح له بإعداد الطلبات التي يتم توجيهها إلى الْخَلِيفَة الْفَاطِمِي مُبَاشِرَة. كما يمكن الترجيح أن تولي الْجَاؤُون لهذه المَسْأَلَة قد ترتبط ارتباط وثيق بمَسْأَلَة أخرى وهي كونه أحد المرتبطين باختيار من يتولي هذا المنصب الجليل فهو أرفع مناصب زعماء الطَّائِفَة الْيَهُوديَّة دون مُنازع، وقد قَدم هذا الطلب بواسطة الْجَاؤُون «شلومو بن يهودا gaʾon Shelomo b. Yehuda»، إلى الْخَلِيفَة الْفَاطِمِي الْمُسْتَنْصِرُ بالله al-Mustanṣirbillā (427-487هـ/1035–1094م)، في بداية عهده، يطلب تنصيب زعيم الطَّائِفَة الْيَهُوديَّة.
ثانيًا: كِتابة طلب تعيين النَّاجِد من خلال مَحْكَمَة يهودية، يقوم فيها محضر المَحْكَمَة بتحريره، وضبطه وتدقيقه ومراجعته. وقد كتب بخط يد مُحضر المَحْكَمَة «يفيت بن دافيد شيخانيا»، عام (426هـ/1030م).
ثالثًا: تسليم طلب تعيين النَّاجِد إلى رئيس التجمع المقدسي في «الْفُسْطَاط»؛ حيث سُلم هذا الطلب إلى «إفرايم بن شماريا هآفر»، ويُعْتَبَر هذا الرئيس أعلى مَنْزِلَة ومكانة من الْجَاؤُون، ويتصل عمله بتوجيه الخطابات الرسمية إلى السُّلْطَات الإسْلاميَّة، والْحُكُومَة الْفَاطِمِية، كما يَتَّضِح أن الْجَاؤُون خضع لسلطته ونفوذه فضلا عن مُحضر المَحْكَمَة الْيَهُودية.
رابعًا: وجوب اتفاق جميع أفراد طائفة الرَّبَّانِيِّين على اختيار النَّاجِد، وأن يشهدوا على ذلك، وتكتب شهادتهم جمعًا وفرادا؛ وتوقيعاتهم كلٌ بخطه في آخر طلب التَّعْيِين؛ فيما يذكره الاِلْتِمَاس: «بَعْدَ مَا الْتَمَسُوا جَمِيعًا وَفُرَادا أَنْ يَشْهَدُوا هَذِهِ الشَّهَادَةِ، قَالَ كُلٌ مِنْهُمْ مَنْ كَتَبَ شَهَادَتَهُ بِخَطِّهِ فِى آخِرِ هَذَا الْكِتَاب»
خامسًا: قراءة طلب التَّعْيِين على جميع أفراد الطائفة، بشكل يتح لهم معرفته وعقله والإشهاد على ما فيه؛ ويَتَّضِح ذلك بنص الاِلْتِمَاس: «أَنَّ الَّذِى عَرفُوهُ وَعَقَلُوهُ وَيَشْهَدُوا بِهِ فِى معنَّى تَقَدُّمِهِ الطايفة (الطَّائِفَة) الْمَعْرُوفَةَ بِالْيَهُود الربَّانِيِّن (الرَّبَّانِيِّين)»
سادساً: يقوم اختيار النَّاجِد من أفراد الطائفة بعد أن يضع الجميع ثقتهم فيه، لحل جميع شكاياهم وقضاياهم، وجميع ما يتصل بهم لما «وَضَّعُوا خَطَّهُمْ (ثِقَتَهُمْ) فِيهِ»
سابعًا: أوضح الْاِلتِمَاس مهام رئيس الطَّائِفَة الْيَهُوديَّة (النَّاجِد)، وعدد طلب التَّعْيِين واجبات النَّاجِد، ومنها:جَمِيعَ قَضَايَا أَحْكَامِهِمْ عَلَى تَوَاصُلِ الْأَزْمِنَةَ وَنِكَاحَاتِهِمْ وَطَلَاَقَاتِهِمْ، وإرداع الْمُفْرِطَ فِىَّ شَيء مِنْ مُوجِبِ دينهِمْ، وَالْأَمرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالْمَنْعِ (وَالنَّهْي) عَنِ الْمُنْكِرِ فِيهمْ، وَإبْعَاد الْجَانِى بِالْحَرَامِ، وَحَلَّهُ مِنَ الْحَرَامِ، وَإفْتَاءِ الْفَتَاوَى، وَدرسِ التَّوْبَة، وَنَصبُ الحزانين فِى الكنايس الْمُصلينَ بِهمْ، وَالذَّبَّاحِينَ (الْجَزَّارِينَ) فِى الْأَسْوَاقِ الْمُتَوَلِّينَ الذَّبيحَةَ، وَعَزْل مَنْ يَسْتَحِقُ عَزْلُهُ، وَنَصِبِ الْأَحْبَار وَالْحُكَّام وَالدَّيَّانَيْن وَتَرْتِيبِ مَنَازِلِهُمْ بِحَسَبِ فَرَاسَتْهمْ، وَسَيرُ أَمَنايَّهُمْ (أمانيهم) وكان «.. جَمِيعَ ذَلِكَ رَاجِعٌ إِلَى المُقَدم عَلَى جَمِيعِ الْيَهُود فِى كُل عَصر وَزَمَان، الَّذِى وَقَعَ عَلَيهِ رِضَا كَافَّتِهِمْ بَلْ وَهُوَ الرَّايْسَ (الرئيس) الَّذِى مَنْزِلَتَهُ مسمَا بِرَايْسِ المثيبة، وَقَلَّدَهُ فِى ثُبُوتَه وَيَعْلَمُوا أَنَّ لَيْسَ لِلْيَهُود الرَّبَّانَين مُخَالفَةٌ وﻻ مُعَارضَهٌ فِيمَا يَرَاهُ وَيَفْعَلهُ وَفِيمَا يَتَقَوَّلُ مِنْهُ، وَأَنَّ لَهُ أَنْ يَسْتَخْلِفَ فِى كُل بَلدَةٍ أَوْ إقْلِيمٍ مَنْ يتسندُ بِهِ فِى إِعْدَادَهُ النَّصْرَ فِي كُلِّ مَطْلَبٍ يُطْلَبُ».
ثامنًا: التزام التَفْصِيل والإيضاح والدقة في ترتيب طلب تعيين النَّاجِد شكلا ومضمونًا فيما يخص مهامه على وجه الخصوص، لما كان يجب على الطَّائِفَة الْيَهُوديَّة تقديمه إلى الْخَلِيفَة الْفَاطِمِي، مبرزًا فيه المهام التي يتصل عملها بالطَّائِفَة الْيَهُوديَّة فقط. ونلاحظ أن عدد من هذه المهام التي تولى النَّاجِد مباشرتها كانت خاصة، وذلك في مسألتين، الأولى: «نصب الذَّبَّاحِينَ (الْجَزَّارِينَ) فِي الْأَسْوَاقِ الْمُتَوَلِّينَ الذَّبيحَةَ»؛ فيَتَّضِح أن ذلك كان يتم حسب الشريعة الْيَهُودية، والتي يوجد بها اختلاف دقيق عما وَرَدَ في الشريعة الإسْلاميَّة؛ ولذا لزم التنبيه عليه وإيضاحه بتسجيل موضوعه بطلب التَّعْيِين، والثانية: «عَزْل مَنْ يَسْتَحِقُ عَزْلُهُ» من أفراد الطَّائِفَة الْيَهُوديَّة المشتغلين بمهام وثيقة الصلة بالْيَهُود، ونعتقد أن المقصد في هذا الصدد هو ما خص به “نصب الأحبار والديانين”.
خاتمة :
خرجت الدراسة بالعديد من النتائج المهمة، نوجز بعضها كالآتي :
أولا: القيمة العلمية لوثائق جنيزة القاهرة في البحث العلمي التاريخي، وقدرتها على الإضافة إلى موضوعات عديدة ربما درس بعضها، لكن لا يزال البعض الآخر لم يدرس دراسة كاملة في ضوء هذه الوثائق، وهذه الدراسة دليل على ذلك؛ فهي تضيف معلومات وبيانات جديدة تفسر العديد من الوقائع، كما توضح الكثير من الحقائق.
ثانيًا: فضلا عن مجلس النَّظَر في الشكاوى والالتماسات (المظالم) في ضوء وثائق جنيزة القاهرة خلال العصر الفاطمي، وهي نادرة ونفيسة، برز عدد منها بالدراسة، أظهرته كإدارة قَضَائِيَّة خاصة وَجِهَة تَحْقيق مُسْتَقِلَّة للشكاوى والالتماسات عمومًا، واليهود خصوصًا، فيما يتعلق بالشكاوى والالتماسات الْمَكْتُوبَة باللغة العَرَبِيَّة، الْمُقَدَّمَة إلى الخلفاء. وقد دَلَّتْ هذه الوثائق على استخدام الْيَهُود لِلْمَحَاكِم الإسلامية.
ملاحق الدراسة (لوحات الوثائق المخطوطة)
(وثيقة: 1) «شَكْوَى Complaint»، زيادة الضَرَائِب عام (420هـ/1030م)، رُفِعَت إلى الْخَلِيفَة الْفَاطِمِي الظاهر لإعزاز دين الله (411-427هـ020-1035م) في وزارة علي بن أحمد الجرجرائي (12 ذو الحجة 418هـ-427هـ)؛ بخصوص الضَّرِيبَة التي يتوجب على الْيَهُود دفعها، ويشكون من نِيَّة زيادة الضَرَائِب عليهم. الْمُتَحَدِّث من الْيَهُود هو الْيَهُودي «سباع بن فرج Sibah b. Faraj».رقم الوثيقة (ENA NS 18.26)، مصدر الوثيقة: مكتبة جامعة برينستونموضعها بالأرشيف الرقمي: (geniza.princeton.edu/pgpsearch/?a=object&id=814)(Index Cards Manuscripts Cambridge, Card NO. 7070 , 7071), Moshe Gil: Palestine During the First Muslim Period (634–1099),V. 2, p. 453-454, Doc. 249, ElinoarBareket, Jews of Egypt 1007-1055, (Jerusalem: Ben-Zvi Institute, 1995), pp. 153 – 155. |
(وثيقة: 4) «اِلتِمَاس Petition»، (مُؤَرَّخ في 430هـ/1040م)، مُوَجَّهٌ إلى الْخَلِيفَة الْفَاطِمِي الْمُسْتَنْصِرُ بالله (427-487 هـ/1035–1094م)؛ يَشْكُو فيه فَصِيل من الْيَهُود (الربانيين) من سُوء معاملتهم على يَدِ فَصِيل آخر من الْيَهُود (القرائيين)رقم الوثيقة (MS Heb 18.21&T-S Ar.30.278)، المصدر: مكتبة جامعة كامبريدجالموضع بالأرشيف الرقمي: (cudl.lib.cam.ac.uk/view/MS-TS-AR-00030-00278)S. M. Stern: «A Petition to the Fāṭimid Caliph al-Mustanṣir Concerning a Conflict within the Jewish Community», pp. 203–222. Moshe Gil: Palestine During the First Muslim Period (634–1099), (in Hebrew) (n.p., n.d.), vol. 2. Geoffrey Khan: Arabic Legal and Administrative Documents in the Cambridge Genizah Collections, p. 312. |
قائمة المصادر والمراجع:
ابن الجوزي، (جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي) المتوفي سنة 597هـ/1080م: المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، مطبعة دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد، 1358هـ/1939م.
ابن تغري بردي، (جمال الدين يوسف بن تغري بردي) المتوفي سنة 874هـ/1470م: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، القاهرة، طـ3، (1996م).
ابن مُيسر، (تاج الدين محمد بن علي بن يوسف بن جلب راغب) المتوفي سنة 677هـ/1278م: المنتقى من أخبار مصر، تحقيق: أيمن فؤاد سيد، المعهد الفرنسي للآثار الشرقية، القاهرة، (1981م).
أبو صالح الأرمني، (أبو المكارم سعد الله بن جرجس بن مسعود) (عاش في القرن السادس الهجري/الثاني عشر الميلادي): تاريخ الكنائس والأديرة، إعداد وتعليق: الراهب صمويل السرياني، القاهرة، 1404هـ/1984م.
ساويرس ابن المقفع، أسقف الأشمونيين: تاريخ بطارقة الكنيسة المصرية، المعروف بـ: سير البَيْعَة المقدسة، نشره: يسي عبد المسيح وعزيز سوريـال عطية وأزولد بورمستر وأنطوان خاطر، جمعية الآثار القبطية، القاهرة، (1959 – 1974م).
القلقشندي، (شهاب الدين أبو العباس أحمد بن علي) المتوفي سنة 821هـ/1418م: صُبْح الأعشى في صناعة الإنشا، 1- 14، دار الكتب المصرية، القاهرة، (1912 – 1938م).
الكندي، (أبو عمر محمد بن يوسف) المتوفي سنة 350هـ/961م: كتابالولاة وكتاب القضاة، نشره رفن جست، سلسلة جب التذكارية، بيروت، 1326هـ/1908م.
الماوردي، (أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب) المتوفي سنة 450هـ/1058م: الأحكام السلطانية، دار الحديث، القاهرة، (د.ت).
محمد بن حيون، (القاضي النُّعمان بن محمد بن حيون) المتوفي سنة 363هـ/973م: المجالس والمسايرات، تحقيق: محمد اليعلاوي – الحبيب الفقي – إبراهيم شبوح، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، طـ2، 1398هـ/1978م.
المقريزي، (تقي الدين أحمد بن علي) المتوفي سنة 845هـ/1441م: اتعاظ الحنفا بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفا، تحقيق: جمال الدين الشَّيال، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، القاهرة، (1967م – 1973م).
المقريزي: إغاثة الأمة بكشف الغمة (أو تاريخ المجاعات في مصر)، تحقيق: محمد مصطفى زيادة وجمال الدين الشيال، القاهرة، 1377هـ/1957م.
ناصر خسرو، (قام برحلته بين سنتي 437 – 444هـ / 1045 – 1052م): سَفَرْنامة، رحلة ناصر خسرو إلى لبنان وفلسطين ومصر والجزيرة العربية في القرن الخامس، نقلها إلى العربية: يحي الخشاب، الهيئة المصرية العامة للكتاب، طـ2، 1414هـ/1993م.
يحيى بن سعيد الأنطاكي،(يحيى بن سعيد بن يحيى الأنطاكي) المتوفي سنة 458هـ/1066م: تاريخه، أو صلة كتاب أوتيخا، المسمى: التاريخ المجموع على التحقيق والتصديق، تحقيق: لويس شيخو اليسوعي، مطبعة الآباء اليسوعية، بيروت، 1327هـ/1909م.
أحمد السيد الصاوي: مجاعات مصر الفاطمية: أسباب ونتائج، دار التضامن، طـ1، 1409هـ/1988م.
أحمد زكريا زكي: «كنيس المصريين “الأستاذ” بحارة الْيَهُود بالقاهرة: دراسة تاريخية معمارية»، (مجلة رسالة المشرق، جامعة القاهرة، مركز الدراسات الشرقية، ربيع 1443هـ/2021م، مج36، العدد: 2).
أحمد زكريا زكي: «معبد رابي سمحاه بحارة الْيَهُود القرائين بالقاهرة: بحث في تاريخه القديم»، (مجلة رسالة المشرق، جامعة القاهرة، مركز الدراسات الشرقية، 1442هـ/2020م، مج 35، العدد: 4).
ألفريد مورابيا: «يهود مصر في ظل الإسلام: من الفتح العربي إلى حملة بونابرت»، بحث منشور ضمن كتاب: (تاريخ يهود النيل)، تحرير: جاك جاسون، ترجمة: يوسف درويش، دار الشروق، القاهرة، 1428هـ/2007م.
جمال الدين الشيال: مجموعة الوثائق الفاطمية: وثائق الخلافة، وولاية العهد والوزارة، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، طـ1، 1422هـ/2002م.
حمد محمود عبد الحميد: الاغتيالات السياسية في مصر في عصر الدولة الفاطمية، (رسالة ماجستير، كلية الآداب، جامعة الزقازيق، 1422هـ/2001م).
حورية عبده عبد المجيد سلام: الحياة الاقتصادية والْاِجْتِمَاعِيَّة في مدينة الفسطاط حتى العصر الفاطمي، (رسالة ماجستير، كلية الآداب، جامعة القاهرة، 1391هـ/1971م).
خالد حسين محمود: «جوانب من التسامح وقضايا العيش المشترك بين الْيَهُود والمسلمين في المغرب الأدنى خلال عصري الفاطميين وبني زيري»: 296-557هـ/908-1161م، (مجلة المؤرخ العربي، اتحاد المؤرخين العرب، القاهرة، 1431هـ/مارس 2009م، العدد: 17).
سمير عبدالله سليمان: الدوواين في مصر خلال العصر الفاطمي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، طـ1، (2006م).
عبد الرازق أحمد قنديل: «المعابد الْيَهُودية في مصر»، (مجلة رسالة المشرق، جامعة القاهرة، مركز الدراسات الشرقية، 1995م.
عطية أحمد القوصي: تجارة مصر في البحر الأحمر: منذ فجر الإسلام حتى سقوط الخلافة العباسية، دار النهضة العربية، القاهرة، [1396هـ/1976م].
علاء كامل العيساوي: «التركيبة السكانية للمجتمع المصري في عهد الدولة الفاطمية»، (مجلة الدراسات الجغرافية، العدد:7، 1438هـ/2016م).
عماد صالح محمد: حقوق الإنسان في مصر في العهد الفاطمي، (رسالة ماجستير، كلية الآداب، الجامعة الإسلامية، غزة، فلسطين، 1436هـ/2014م).
عيسى أحمد عيسى: «أسعار المواد الغذائية في مصر خلال العصر الفاطمي»، (المجلة العربية للعلوم الإنسانية، جامعة الكويت، مجلس النشر العلمي، 1421هـ/ خريف 2000م، مج18، العدد: 72).
محمد أبو فارس: تاريخ القضاء في الإسلام، مكتبة الأقصى، عمان – الأردن، طـ1، 1408هـ/1987م.
محمود أحمد هدية: «الْيَهُود بين التعايش السلمي والمشاركة الاقتصادية في العصر الفاطمي: تسامح الدولة واحتكارهم التجاري: قراءة جديدة في وثائق الجنيزة»، (مجلة الكلية الإسلامية الجامعة، الجامعة الإسلامية، 1440هـ/2018م، العدد: 50).
Bianquis, Th.,: UneCrisefrumentaire dans L’Egyptfatimide, JESHO XXIII, (1980)
ElinoarBareket: «The head of the Jews (Ra’is Al-Yahud) in Fatimid Egypt: A reevaluation», (Bulletin of the school of oriental and African studies, UNIVERSITY OF LONDON, VOL. 67, NO. 2, 2004).
Fred Astren: Review ofMarina Rustow, Heresy and the Politics of Community: The Jews of the Fatimid Caliphate, (Cornell University Press, 2008) in TheAmerican Historical Review 115:3 (June, 2010).
Geoffrey Khan: «A Copy of a Decree from the Archives of the Fāṭimid Chancery in Egypt», (Bulletin of the School of Oriental and African Studies, Vol. 49, NO. 3, 1986).
Geoffrey Khan: «On the Question of Script in Medieval Karaite Manuscripts: New Evidence from the Genizah», (Bulletin of the John Rylands University Library of Manchester, NO. 753, Spring 1993).
Jacob Chereskin: «Heretics of the Dhimmi: Sectarianism, Karaite Jews and the Fatimid Caliphate», (Formation of Islam, October, 2016).
Jennifer Pruitt: “Method in Madness: Reconsidering Church Destructions in the Fatimid Era”, (Muqarnas, An Annual on the Visual Cultures of the Islamic World, Celebrating Thirty Years of Muqarnas, Editor: GülruNecipoğlu, Managing Editor: Karen A. Leal, Vol. 30, BRILL, LEDIN, BOSTON, 2013)
Lidia ZanettiDomingues: «Petitions and strategies of persuasion», (English Historical Review, Oxford University Press, 2020)
Marina Rustow: «Fatimid State Documents», (Jewish History, Springer Nature, B.V. 2019)
Marina Rustow: «The Fatimid Petition», (Jewish History, Springer Nature, NO. 32, B. V. 2019).
Mark R. Cohen: “Jewish and Islamic Life in the Middle Ages :Through the Window of the Cairo Geniza”, Joseph V. Montville, ed., History as Prelude Muslims and Jews in the Medieval Mediterranean (Lanham, MD Lexington Books, 2011).
Mark R. Cohen: «On the Origins of the Office of Head of the Jews in the Fatimid Empire», (AJS Review, Vol. 4, 1979)
Mehmet Ali Buyukkara: «Fatimid Imams and the people of the book )Ahl al-Kitab(», (HamdardIslamicus, Quarterly Journal of Studies and Research in Islam, Vol. 25, NO. 2, 2002)
Norman Golb: «Legal documents from the Cairo Geniza», (INDIANA UNIVERSITY PRESS: Jewish Social Studies, VOL. 20, NO. 1, January: 1958).
S. D. Goitein: «New Sources on the Palestinian Gaonate», (New York: Columbia University Press, 1974).
S. D. Goitein: «Petitions to Fatimid Caliphs from the Cairo Geniza», (The Jewish Quarterly Review, Published by: University of Pennsylvania Press, Vol. 45, No. 1, Jul., 1954).
S. M. Stern.: Fatimid Decrees, London, (1964).
S.D. Goitein: “Religion in Everyday Life as Reflected in the Documents of the Cairo Geniza”, (S.D. Goitein, ed., Religion in a Religious Age, Cambridge, MA Association for Jewish Studies, 1974)
S.D. Goitein: «Seminar on Selected Geniza Texts», (S.D. Goitein, ed., Religion in a Religious Age, Cambridge, MA Association for Jewish Studies, 1974).
S.D. Goitein: «Urban Housing in Fatimid and Ayyubid Times As Illustrated by the Cairo Geniza Documents», (StudiaIslamica, NO. 47, 1978)
S.D. Goitein::Jews and Arabs, New York, (1955).
ShainoolJiwa: «FĀTIMID -BŪYID DIPLOMACY DURING THE REGIN OF AL‘AZĪZ BILLĀH: 365-386/975-996», (Journal of Islamic Studies, The Institute Of Islamic Studies, 1992).
StephanePradines: “Identity and Architecture: The Fatimid Walls in Cairo”, (Earthen Architecture in Muslim Cultures, 2018).
([1]) Lidia Zanetti Domingues: «Petitions and strategies of persuasion», (English Historical Review, Oxford University Press, 2020), p. 2.
([2]) علاء كامل العيساوي: «التركيبة السكانية للمجتمع المصري في عهد الدولة الفاطمية»، (مجلة الدراسات الجغرافية، العدد:7، 1438هـ/2016م). ونشر أيضًا في: (حولية المنتدى للدراسات الإنسانية، المنتدى الوطني لأبحاث الفكر والثقافة، 2016م، العدد: 26)، ص 66.
([3]) Stephane Pradines: “Identity and Architecture: The Fatimid Walls in Cairo”, (Earthen Architecture in Muslim Cultures, 2018), P.104
([4]) »لفرقة القرائيين العديد من الوثائق الواردة بشأنها في جنيزة القاهرة، والتي تناولت العديد من المسائل المهمة المتصلة بهذه الفرقة» راجع في هذا الصدد دراسة:
Geoffrey Khan: «On the Question of Script in Medieval Karaite Manuscripts: New Evidence from the Genizah», (Bulletin of the John Rylands University Library of Manchester, NO. 753, Spring 1993), P. 133-141.
([5]) Fred Astren: Review of Marina Rustow, Heresy and the Politics of Community: The Jews of the Fatimid Caliphate, (Cornell University Press, 2008) in The American Historical Review 115:3 (June, 2010), P. 919
([6]) محمود أحمد هدية: «الْيَهُود بين التعايش السلمي والمشاركة الاقتصادية في العصر الفاطمي: تسامح الدولة واحتكارهم التجاري: قراءة جديدة في وثائق الجنيزة»، (مجلة الكلية الإسلامية الجامعة، الجامعة الإسلامية، 1440هـ/2018م، العدد: 50)، ص 227 -265.
([7]) Norman Golb: «Legal documents from the Cairo Geniza», (INDIANA UNIVERSITY PRESS: Jewish Social Studies, VOL. 20, NO. 1, January: 1958), P. 32.
([8]) Mark R. Cohen: “Jewish and Islamic Life in the Middle Ages :Through the Window of the Cairo Geniza”, Joseph V. Montville, ed., History as Prelude Muslims and Jews in the Medieval Mediterranean (Lanham, MD Lexington Books, 2011), P. 1 – 26.
([9]) خالد حسين محمود: «جوانب من التسامح وقضايا العيش المشترك بين الْيَهُود والمسلمين في المغرب الأدنى خلال عصري الفاطميين وبني زيري»: 296-557هـ/908-1161م، (مجلة المؤرخ العربي، اتحاد المؤرخين العرب، القاهرة، 1431هـ/مارس 2009م، العدد: 17)، ص 126 وما بعدها.
([10]) Marina Rustow: «Fatimid State Documents», (Jewish History, Springer Nature, B.V. 2019), P. 3.
([11])»لم تكن شهادة الذمي (الْيَهُود والنصارى) تقبل أمام القضاء إذا كانت ضد مسلم أما إذا كانت شهادة ذمي على ذمي فكان يؤخذ بها؛ فكان القاضي محمد بن مسروق الذي ولي قضاء الفسطاط سنة (177هـ/793م) يقبل شهادة القبط والْيَهُود بعضهم على بعض ويسأل عن عدالتهم في أهل دينهم، كما يذكر الكندي في عهد لقاضي بولاية القضاء أن يقبل شهادة بعض أهل الملل على بعض». الكندي: كتابالولاة وكتاب القضاة، نشره رفن جست، سلسلة جب التذكارية، بيروت، 1326هـ/1908م، ص 351. حورية عبده عبد المجيد سلام: الحياة الاقتصادية والْاِجْتِمَاعِيَّة في مدينة الفسطاط حتى العصر الفاطمي، (رسالة ماجستير، كلية الآداب، جامعة القاهرة، 1391هـ/1971م)، ص 173.
([12]) الماوردي: الأحكام السلطانية، دار الحديث، القاهرة، (د.ت)، ص108 – 109.
([13]) Marina Rustow: «Fatimid State Documents», P. 1
([14]) S.D. Goitein: «Seminar on Selected Geniza Texts», (S.D. Goitein, ed., Religion in a Religious Age, Cambridge, MA Association for Jewish Studies, 1974), pp. 147
([15])Legal document (T-S Ar.40.37).
([16]) Geoffrey Khan: «A Copy of a Decree from the Archives of the Fāṭimid Chancery in Egypt», (Bulletin of the School of Oriental and African Studies, Vol. 49, NO. 3, 1986), P. 439, Geoffrey Khan:Arabic Legal and Administrative Documents, Doc: 117.
([17]) Marina Rustow: «A petition to a woman at the Fatimid court», p. 1.
([18]) اصطلح جويتين هذا المصطلح في دراساته، وذكره صريحًا تحت: »مصطلح جنيزة القاهرة».
S.D. Goitein: «Urban Housing in Fatimid and Ayyubid Times As Illustrated by the Cairo Geniza Documents», (StudiaIslamica, NO. 47, 1978), p. 5.
([19]) Marina Rustow: «The Fatimid Petition», (Jewish History, Springer Nature, NO. 32, B. V. 2019), pp. 351
([20]) Marina Rustow: «Petitions from the medieval Egypt and the problem of Pre-modern Tights», p.2-3
([21]) Jacob Chereskin: «Heretics of the Dhimmi: Sectarianism, Karaite Jews and the Fatimid Caliphate», (Formation of Islam, October, 2016), P.5
([22])Wiet, G.: L’Egyptearabe. pp. 118
([23]) S. M. Stern: ”Three Petitions of the Fatimid Period”, p. 172
([24]) Marina Rustow: «Fatimid State Documents», P. 12
([25]) عماد صالح محمد: حقوق الإنسان في مصر في العهد الفاطمي، (رسالة ماجستير، كلية الآداب، الجامعة الإسلامية، غزة، فلسطين، 1436هـ/2014م)، ص 22.
([26]) محمد بن حيون (ت363هـ): المجالس والمسايرات، تحقيق: محمد اليعلاوي – الحبيب الفقي – إبراهيم شبوح، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، طـ2، 1398هـ/1978م، ص137.
([27]) المقريزي: اتعاظ الحنفا بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفا، تحقيق: جمال الدين الشَّيال، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، القاهرة، (1967م – 1973م)، ج1 ص 106.
([28]) المقريزي: المصدر نفسه، ج2 ص 105.
([29]) القلقشندي: صُبْح الأعشى في صناعة الإنشا، 1- 14، دار الكتب المصرية، القاهرة، (1912 – 1938م)، ج10 ص 393 – 394.
([30]) Jennifer Pruitt: “Method in Madness: Reconsidering Church Destructions in the Fatimid Era”, (Muqarnas, An Annual on the Visual Cultures of the Islamic World, Celebrating Thirty Years of Muqarnas, Editor: GülruNecipoğlu, Managing Editor: Karen A. Leal, Vol. 30, BRILL, LEDIN, BOSTON, 2013), P.119
([31]) القلقشندي: المصدر نفسه، ج8 ص 244.
([32]) Mehmet Ali Buyukkara: «Fatimid Imams and the people of the book )Ahl al-Kitab(», (HamdardIslamicus, Quarterly Journal of Studies and Research in Islam, Vol. 25, NO. 2, 2002), P. 7-51.
([33]) ساويرس ابن المقفع، أسقف الأشمونيين: تاريخ بطارقة الكنيسة المصرية، المعروف بـ: سير البَيْعَة المقدسة، نشره: يسي عبد المسيح وعزيز سوريـال عطية وأزولد بورمستر وأنطوان خاطر، جمعية الآثار القبطية، القاهرة، (1959 – 1974م)، ق2 ج2 ص 135، أبو صالح الأرمني: تاريخ الكنائس والأديرة، إعداد وتعليق: الراهب صمويل السرياني، القاهرة، 1404هـ/1984م، ج1 ص 60، المقريزي: الخطط، ج1 ص 355، اتعاظ الحنفا، ج2 ص 176.
([34]) محمد أبو فارس: تاريخ القضاء في الإسلام، مكتبة الأقصى، عمان – الأردن، طـ1، 1408هـ/1987م، ص 14.
([35]) Marina Rustow: ”Petitions from the medieval Egypt”, p. 6
([36]) ShainoolJiwa: «FĀTIMID -BŪYID DIPLOMACY DURING THE REGIN OF AL‘AZĪZ BILLĀH: 365-386/975-996», (Journal of Islamic Studies, The Institute Of Islamic Studies, 1992).
([37]) Mark R. Cohen: «On the Origins of the Office of Head of the Jews in the Fatimid Empire», (AJS Review, Vol. 4, 1979), P. 29
([38]) Mark R. Cohen: Op. Cit., P. 30
([39]) ElinoarBareket: «The head of the Jews (Ra’is Al-Yahud) in Fatimid Egypt: A reevaluation», (Bulletin of the school of oriental and African studies, UNIVERSITY OF LONDON, VOL. 67, NO. 2, 2004), P. 185.
([40]) S. D. Goitein: «Petitions to Fatimid Caliphs from the Cairo Geniza», (The Jewish Quarterly Review, Published by: University of Pennsylvania Press, Vol. 45, No. 1, Jul., 1954), p. 32
([41]) Letter, Petition (T-S 13J7.29) (996 – 1021 AD /386-411 AH), (Cairo Genizah Collection at Cambridge University).
([42]) S. D. Goitein: «Petitions to Fatimid Caliphs from the Cairo Geniza», p. 31
([43]) سمير عبدالله سليمان: الدوواين في مصر خلال العصر الفاطمي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، طـ1، (2006م)، ص33.
([44]) المقريزي (ت845هـ): المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، ج2 ص28، 29.
([45]) يحيى بن سعيد الأنطاكي (ت458هـ): تاريخه، أو صلة كتاب أوتيخا، المسمى: التاريخ المجموع على التحقيق والتصديق، تحقيق: لويس شيخو اليسوعي، مطبعة الآباء اليسوعية، بيروت، 1327هـ/1909م، ص 82.
([46]) ابن تغري بردي: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، القاهرة، طـ3، (1996م)، ج4 ص181.
([47]) Petition (T-S Ar.34.197) (996 – 1021 AD / 385 – 411 AH)
Marina Rustow and Anna Bailey. (https://docs.google.com/document/d/17WTEcMOgPKSKJw1tOELhRp0E3bshyAfiLJaXxY8JEBk/edit?usp=sharing).
([48]) Letter of complaint (ENA NS 18.26) (1030 AD / 420 AH)Moshe Gil:Palestine During the First Muslim Period (634–1099 , p. 453-454, Doc. 249
([49]) المقريزي: الخطط، ج1 ص 354 – 355، ودرسها في مقال مطول: تياري بيانكي انظر:
Bianquis, Th.,:UneCrisefrumentaire dans L’Egyptfatimide, JESHO XXIII, (1980), pp. 67 – 101.
أيمن فؤاد سيد: الدولة الفاطمية في مصر: تفسير جديد، ص 183.
([50]) Petition (Halper 354) (1036 AD / 426 AH)
([51]) Petition (T-S Ar.42.158) (1036–1094AD/426-486 AH)Petition, Legal document; accounts (T-S Ar.39.470) (1036 AD / 426AH)
Geoffrey Khan: Arabic Legal and Administrative Documents. Doc. 75, p. 332 – 333
([52]) Petition (T-S Ar.30.278), (MS Heb 18.21) (1040 AD / 430 AH)S. M. Stern: «A Petition to the Fāṭimid Caliph al-Mustanṣir Concerning a Conflict within the Jewish Community» , pp. 203–222.
Moshe Gil: Palestine During the First Muslim Period (634–1099), (in Hebrew) (n.p., n.d.), vol. 2.
([53]) ناصر خسرو: سَفَرْنامة، رحلة ناصر خسرو إلى لبنان وفلسطين ومصر والجزيرة العربية في القرن الخامس، نقلها إلى العربية: يحي الخشاب، الهيئة المصرية العامة للكتاب، طـ2، 1414هـ/1993م، ص 143. عيسى أحمد عيسى: «أسعار المواد الغذائية في مصر خلال العصر الفاطمي»، (المجلة العربية للعلوم الإنسانية، جامعة الكويت، مجلس النشر العلمي، 1421هـ/ خريف 2000م، مج18، العدد: 72)، ص 54.
([54]) المقريزي: إغاثة الأمة بكشف الغمة (أو تاريخ المجاعات في مصر)، تحقيق: محمد مصطفى زيادة وجمال الدين الشيال، القاهرة، 1377هـ/1957م، ص 53 – 54،
([55]) ابن ميسر: المنتقى من أخبار مصر، تحقيق: أيمن فؤاد سيد، المعهد الفرنسي للآثار الشرقية، القاهرة، (1981م)، ص 13.
([56]) ابن الجوزي: المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، مطبعة دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد، 1358هـ/1939م، ج8 ص 173.
([57]) المقريزي: اتعاظ الحنفا، ج2 ص 224.
([58]) عيسى أحمد عيسى: «أسعار المواد الغذائية في مصر خلال العصر الفاطمي»، ص 54.
([59]) S. D. Goitein: «Petitions to Fatimid Caliphs from the Cairo Geniza», p. 31
([60]) Petition (T-S Ar.30.273)Geoffrey Khan: Arabic Legal and Administrative Documents. Doc. 77, p. 334 – 335
S. M. Stern: «Three Petitions of the Fāṭimid Period», p. 179
([61]) Petition (T-S NS 320.45) (6th century)S. D. Goitein: «New Sources on the Palestinian Gaonate», (New York: Columbia University Press, 1974), pp. 37 – 503
Moshe Gil: Palestine During the First Muslim Period (634–1099) (in Hebrew) (n.p., n.d.), vol. 2. P. 315.
([62]) ويظهر ذلك في الوثائق التي جمعها جمال الدين الشيال: مجموعة الوثائق الفاطمية: وثائق الخلافة، وولاية العهد والوزارة، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، طـ1، 1422هـ/2002م. وكذلك الوثائق التي نشرها صمويل شيترن:
S. M. Stern.: Fatimid Decrees, London, (1964).
([63]) Petition (T-S Ar.42.158) (1036–1094AD/426-486 AH)Petition, Legal document; accounts (T-S Ar.39.470) (1036 AD / 426AH)
Geoffrey Khan: Arabic Legal and Administrative Documents. Doc. 75, p. 332 – 333
([64]) جدير بالذكر ما شهدته البلاد في عهد الخليفة الفاطمي الظاهر بالرغم من قصر مدة خلافته (411-427هـ/1020-1035م) فإن البلاد شهدت في عهده مجاعات مخيفة خصوصًا وأن شخصية الظاهر كانت ضعيفة ويسيطر عليه رجال الدولة مما أدى إلى تضخم دور رجال الدولة، ومارسوا تجارة الغلال وتمادوا في الاحتكار والتحكم في أسعار البيع. (أحمد السيد الصاوي: مجاعات مصر الفاطمية: أسباب ونتائج، دار التضامن، طـ1، 1409هـ/1988م، ص 41 – 42). وكانت معدلات النيل وتتأرجح بين الانخفاض والارتفاع وفي سنة (422هـ/1030م) كان الأكثر نقصانًا ومما أدى إلى ارتفاع الأسعار. وحدثت في سنة (426هـ/1034م) مجاعة كانت بسبب تكاثر الفئران حيث أكلت الزرع وانتشر الوباء بين السكان تبعًا لذلك. (المقريزي: اتعاظ الحنفا بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفا، ج2 ص 180، 182).
([65]) وهو مستمر إلى خلافة المستنصر (حتى 6 رمضان 436هـ).
([66]) Letter of complaint (ENA NS 18.26) (1030 AD / 420 AH)Moshe Gil: Palestine During the First Muslim Period (634–1099) (in Hebrew) (n.p., n.d.), vol. 2, p. 453-454, Doc. 249
([67]) أحمد السيد الصاوي: مجاعات مصر الفاطمية، ص 41 – 42.
([68]) المقريزي: اتعاظ الحنفا بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفا، ج2 ص 180.
([70]) »إن أقدم الوثائق الفاطمية التي نجت هي الإيصالات الضريبية من المدن، وهناك القليل، إن وجد، من القاهرة».
Marina Rustow: «Fatimid State Documents», P. 13
([71])Legal document; petition (Or.1080 J7) (1040 AD / 430AH). Geoffrey Khan: Arabic Legal and Administrative Documents. Doc. 73, p. 326 – 327, Moshe Gil: Palestine During the First Muslim Period (634–1099) (in Hebrew) (n.p., n.d.), vol. 2. P. 196.
([72]) ألفريد مورابيا: «يهود مصر في ظل الإسلام: من الفتح العربي إلى حملة بونابرت»، بحث منشور ضمن كتاب: (تاريخ يهود النيل)، تحرير: جاك جاسون، ترجمة: يوسف درويش، دار الشروق، القاهرة، 1428هـ/2007م، ص 64.
([73]) عبد الرازق أحمد قنديل: «المعابد الْيَهُودية في مصر»، (مجلة رسالة المشرق، جامعة القاهرة، مركز الدراسات الشرقية، 1995م، مج3- 4، العدد: 1 – 2) ، ص 311، وما بعدها. ومن الدراسات الخاصة التي تناولت معابد الْيَهُود بالقاهرة من النواحي التاريخية والأثرية، دراسات أحمد زكريا زكي: «معبد رابي سمحاه بحارة الْيَهُود القرائين بالقاهرة: بحث في تاريخه القديم»، (مجلة رسالة المشرق، جامعة القاهرة، مركز الدراسات الشرقية، 1442هـ/2020م، مج 35، العدد: 4)، ص 327 – 412. وله أيضًا: «كنيس المصريين “الأستاذ” بحارة الْيَهُود بالقاهرة: دراسة تاريخية معمارية»، (مجلة رسالة المشرق، جامعة القاهرة، مركز الدراسات الشرقية، ربيع 1443هـ/2021م، مج36، العدد: 2)، ص 101 – 137.
([74]) Petition (T-S Ar.30.278), (MS Heb 18.21) (1040 AD / 430 AH)
S. M. Stern: «A Petition to the Fāṭimid Caliph al-Mustanṣir Concerning a Conflict within the Jewish Community», pp. 203–222.
Moshe Gil: Palestine During the First Muslim Period (634–1099), (in Hebrew) (n.p., n.d.), vol. 2.
([75]) ».. كما تدخلت السلطات السياسية الفاطمية في القدس، وكذلك مسؤولون في مَحْكَمَة الخليفة لحماية الحقوق الدينية للقرائين في مواجهة منع الْيَهُود الحاخامين من القرائين من الصلاة على جبل الزيتون في بعض الأعياد الْيَهُودية».
Jacob Chereskin: «Heretics of the Dhimmi: Sectarianism, Karaite Jews and the Fatimid Caliphate», P.3
([76]) Fred Astren: Review ofMarina Rustow, Heresy and the Politics of Community: The Jews of the Fatimid Caliphate, (Cornell University Press, 2008) in The American Historical Review 115:3 (June, 2010), P. 920.
([77]) اهتم جويتين ببحث مسألة أهمية الدين عند الْيَهُود ودوره وأثره في الحياة اليومية عندهم. راجع في هذا الشأن:
S.D. Goitein: “Religion in Everyday Life as Reflected in the Documents of the Cairo Geniza”, (S.D. Goitein, ed., Religion in a Religious Age, Cambridge, MA Association for Jewish Studies, 1974), pp. 3-17
([78]) ألفريد مورابيا: “يهود مصر في ظل الإسلام: منذ الفتح العربي”، ص 67.
([79]) IlanaSasson: “CJ Reviews: Sacred Trash: The Lost and Found World of the Cairo Geniza, P. 34
([80]) Jacob Chereskin: «Heretics of the Dhimmi: Sectarianism, Karaite Jews and the Fatimid Caliphate», P.7-8