درجة ممارسة المرونة الإدارية وعلاقتها بإدارة التميز لدى مديري المدارس الإعدادية من وجهة نظر المدرسين في مدارس محافظة واسط
The Degree of practicing Administrative Flexibility and its relationship to managing excellence among middle school principals from the point of view of teachers in Wasit Governorate schools
أ.م.د. سعد نعيم رضوي/جامعة واسط، العراق
Dr. Saad Naeem Radhawi/ Iraq /university of wasit, Iraq
مقال منشور في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 83 الصفحة 117.
ملخص:
هدفت الدراسة للتعرف على درجة ممارسة المرونة الإدارية وعلاقتها بإدارة التميز لمديري المدارس الاعدادية من وجهة نظر المدرسين في محافظة واسط، ولتحقيق هدف الدراسة استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي، وقام الباحث بتصميم استبانتين كأداة رئيسة للدراسة، وبلغت عينة البحث (300) مدرسا ومدرسة ، وقام الباحث باستخراج مؤشرات صدق وثبات المقياس، وتم التحقق من النتائج ومعالجة بياناتها إحصائيا وتم استخدام الحقيبة الإحصائية للعلوم الاجتماعية (SPSS)، وأظهرت النتائج أن درجة ممارسة المرونة الإدارية لدى مديري المدارس الاعدادية جاءت بدرجة كبيرة وكذلك أظهرت النتائج مستوى مرتفع لإدارة التميز لدى مديري المدارس الاعدادية ووجود علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات تقدير أفراد عينة الدراسة لدرجة ممارسة مديري المدارس الإعدادية للمرونة الإدارية ومتوسطات درجات تقدير لأفراد العينة لمستوى إدارة التميز وهذا يدلل على أن العلاقة بينهما علاقة إيجابية (طردية متوسطة ووفقا لنتائج الدراسة تم صياغة التوصيات والمقتراحات.
الكلمات المفتاحية: المرونة الإدارية، إدارة التميز، مديري المدارس الإعدادية.
Abstract:
The study aimed to identify the degree of practicing administrative flexibility and its relationship to managing excellence for middle school principals from the school’s point of view in Wasit Governorate. By extracting indicators of validity and reliability of the scale. The results were verified and their data was statistically processed, and the Statistical Package for Social Sciences (SPSS) was used. The results showed that the degree of administrative flexibility practiced by middle school principals came to a large extent. The results also showed a high level of excellence management for middle school principals and the existence of a statistically significant correlation between the average degrees of estimation of members of the study sample to the degree to which middle school principals practiced administrative flexibility and the average grades of appreciation for the sample members. This indicates that the relationship between them is positive (median and positive), and according to the results of the study, recommendations and suggestions were formulated.
Keywords: Administrative flexibility, excellence management, middle school principals.
مقدمة:
يحتاج الإنسان خلال حياته إلى عناصر مادية قادرة على إبقائه على قيد الحياة وإلى عناصر قادرة على جعله فاعلا في الحياة كالتعليم والإبداع، فالتعليم هو أحد أهم عناصر الحياة التي تعطي للإنسان معنى لوجوده فالتعليم ضرورة من ضرورات الحياة، وهو الركيزة الأساسية لأي تطور ونماء اجتماعي، واقتصادي، وهو الجسر الوحيد، ووسيلة العبور إلى المستقبل الزاهر المشرق، فالتربية كعملية استثمار للمجتمع في حاجة ماسة لإدارة فعالة قادرة على قيادة العمل التربوي مما يحقق رقي المجتمع، ويدفع عجلة التقدم والنمو الاجتماعي والاقتصادي، ولقد تطورت مفاهيم الإدارة كثيرا فأصبحت مجموعة هائلة من المفاهيم العلمية، ولاسيما الإدارة التربوية، فقد اتسعت مجالاتها لتشمل جميع المكونات البيئية من مجتمع محلي، ومنهاج وطلبة ومعلمين ومبانٍ، وأصبحت ضرورة وحاجة ماسة في المجتمع المعاصر، فالإدارة السليمة هي شرط أساس من شروط التربية الصالحة، وهي تعمل على رفع مستوى الأداء، وتساعد على نجاح العمل وإتقانه، وترفع من معنويات العاملين بالمؤسسة، وتزيد من إنتاجيتهم، وتوحد جهودهم من أجل تحقيق الأهداف التربوية المنشودة حضور العاملين والتزامهم بأعمالهم الموكلة إليهم، ومتابعة غياب المتعلّمين، بل أصبح هدف الإدارة المدرسية يتركز حول المتعلّم محور العملية التعليمية من حيث توفير كل الظروف والإمكانات التي تساعد على توجيه نموه العقلي، والجسمي، والروحي، والاجتماعي، والتي تعمل على تحسين العملية التربوية لتحقيق هذا النمو فيجب أن تكون الإدارة المدرسية عملية شاملة تستهدف إنجاز الأعمال بفاعلية بواسطة العاملين في المدرسة، ولكن الرؤية الأصح تتجاوز كون الإدارة المدرسية مجرد عملية شاملة لتصبح منظومة شاملة متكاملة([1]).
وتختلف ممارسات مديري المدارس من مدرسة لأخرى، وذلك حسب عوامل عدة، منها: ما يتعلق بمدير المدرسة نفسه، وطبيعته الشخصية، ومنها ما يتعلق بالعاملين بالمدرسة، ومنها ما يتعلق بالنظام التعليمي، ومنها ما يرتبط بالإمكانات والبيئة المتوفرة، فنرى أن بعض الإدارات المدرسية تتسم بالسيطرة والسلطة المطلقة، ومنها من يجنح إلى المشاركة والتعاون في إدارته للمدرسة، فلا يسير المديرون على نمط واحد في قيادتهم وتسييرهم لشؤون المدرسة، وتعدّ المرونة الإدارية من المفاهيم الإدارية الحديثة التي تمثل جانبا من جوانب البعد الأخلاقي في الإدارة، فهي إحدى مطالب الإدارة الناجحة، كونها في حد ذاتها وسيلة مضادة للروتين والجمود، وتهدف إلى تيسير الأعمال وتسييرها بالشكل الذي يحقق الأهداف المخطط لها، فهي إبداع إداري في إنجاز العمل دون إسقاط أنظمته فالمدير المبدع في مدرسته هو الذي يتميز بالمرونة والقدرة على التكيف والتجريب، والتجديد([2]).
وتعتبر إدارة التميز من المفاهيم الحديثة التي عرفها الفكر الإداري وأصبح لها مكانة مرموقة في المؤسسات، وهي بمثابة فلسفة حديثة يعود الفضل في ظهورها إلى بروز تنظيمات أخذت على عاتقها مهمة البحث على أنجع الطرق للارتقاء بأداء المؤسسات وتمثل إدارة التميز مفهوما شاملا متكاملا تشترك فيه كل الأطراف من أجل تحقيق منفعة متبادلة، ويشير التميز إلى بعدين محوريين في الإدارة الحديثة هما: أن غاية الإدارة الحقيقية السعي إلى تحقيق التميز، وكل ما يصدر عن الإدارة من قرارات وما تعتمده من نظم وفعاليات يجب أن يتسم بالتميز([3]) ويعدّ قائد المدرسة أحد أهم عناصر نجاح العملية التربوية، فهو المسؤول عن التخطيط والتنفيذ والتقويم للعملية التعليمية في المدرسة، وترجمة أهدافها إلى واقع ملموس، وكذلك عن سير العملية الإدارية في المدرسة وحسن ممارستها، ويتفق التربويون من منظرين وممارسين على أهمية الدور القيادي لمدير المدرسة في تسيير العملية التعليمية في مدرسته، وتوجيهها نحو تحقيق أهدافها وغايتها بشكل فعال وتعتبر إدارة التميز مدخلا شاملا يعتمد على التكامل والترابط بين كافة العناصر والمقومات اللازمة لبناء المدارس بناء على مواصفات متميزة، وبما يحقق لها قدرة عالية في مواجهة المتغيرات الخارجية، كما تضمن إدارة التميز للمدارس تحقيق التكامل والانسجام الكامل بين كافة عناصرها من هنا ونظرا لأهمية المرونة الإدارية وإدارة التميز في الارتقاء بعمل مديري المدارس الإداري والتربوي، وفتح المجال للإبداع والابتكار والتميز، جاءت هذه الدراسة لتلقي الضوء على درجة ممارسة المرونة الإدارية وعلاقتها بإدارة التميز لدى مديري المدارس الإعدادية من وجهة نظر المدرسين في مدارس محافظة واسط بالعراق.
مشكلة البحث:
نظرا لكثرة الأعباء الإدارية التي تقع على كاهل مدير المدرسة في محافظة واسط فكان من الضروري أن يخطط مدير المدرسة بشكل إيجابي وفعال مع مدرسيه، وأن تتسم الخطة المدرسية بعدة عناصر من أهمها الواقعية، والمرونة في التنفيذ حتى يتسنى لهم إنجاز الأهداف التي يسعون إليها في مؤسساتهم التربوية، ولا يأتي ذلك إلا من خلال منح المديرين مزيدا من اللامركزية في العمل من قبل مديري االمدارس وذلك لتحقيق التميز في الأداء من قبل معلميهم، وقد لوحظ أن مدير المدرسة الذي يمارس الإبداع الإداري بكل عناصره ومهاراته في عمله، يحقق نتائج إيجابية في مستوى أداء المدرسين لديه وصولا لمستوى عال من التميز في الأداء، ولعل أهم هذه العناصر الذي يجب على مدير المدرسة امتلاكها، وتوظيفها في عمله الإداري للخروج من ضغوط العمل، والتكيف مع المواقف الطارئة، وتحقيق رؤية المدرسة وأهدافها هي المرونة الإدارية، والتوجه نحو إدارة التميز لتحقيق الإبداع والابتكار لمواجهة التحديات ووفقا لماتقدم تسعى الدراسة الحالية إلى الاجابة على السؤال الآتي:
ما درجة ممارسة المرونة الإدارية لدى مديري المدارس الاعدادية وماطبيعة علاقتها بإدارة التميز من وجهة نظر المدرسين في مدارس محافظة واسط؟
أهمية البحث:
تعد المرونة أحد العناصر المهمة والضرورية في الإدارة المدرسية، ولذلك لابد لمدير المدرسة أن يمتلك الخصائص والمبادئ الأساسية لمفهوم المرونة؛ لتطبيقه في الإدارة المدرسية وترجع أسباب توظيف المرونة في العمل الإداري نتيجة لتعدد الحاجات وتنوعها ولتزايد الضغوطات، وكثرة الأعباء التي تقع على كاهل مدير المدرسة، وأيضا نتيجة الانفجار المعرفي الهائل والمتسارع في كل المجالات، مما فرض على مديري المدارس مسايرة هذه التغيرات ومواكبتها والاستجابة لها من خلال التعديل في الأفكار، اوتباع الطرق والأساليب الحديثة لمواكبة هذا التغيرات، ومواجهة التحديات الحالية والمستقبلية، وذلك يتطلب ابتكار طرق عملية جديدة واستحداثها لتكون قابلة للتطبيق؛ لتوفير بيئة تربوية مناسبة ومحفزة للعاملين؛ لتحقيق الأهداف والنهوض بالعملية التربوية في المجالات كافة وإن الاهتمام بالعوامل الإنسانية يؤثر بشكل إيجابي عل سير العمل لذا يتصف أحياناُ هذا المدير الإنساني بممارسة المرونة في إدارته للمؤسسة التربوية، بما يراعي المشاعر الإنسانية في بعض الظروف الطارئة للعاملين وأكد خبراء التربية على أهمية المرونة في المؤسسات التربوية باعتبارها أحد السمات الأساسية للسياسات الخاصة بالإصلاح التعليمي، ومن هنا كان لابد من التركيز على المرونة في البيئات المدرسية باعتبارها أحد الاستراتيجيات المهمة التي يمكن من خلالها تعزيز الابتكار، والإبداع، والتشجيع على المخاطرة المحسوبة دون خوف أو تردد.
وتنبع أهمية الدراسة الحالية كونها أحد المداخل الإدارية الحديثة لتطوير أداء القيادات المدرسية لتحقيق الجودة والتميز في العملية التعليمية، كما تكمن أهميتها في انها تحفز على التميز والابداع في العمل مما يؤدي إلى تطوير المخرجات التعليمية، بالإضافة إلى قلة الدراسات التي تناولت المرونة الإدارية وإدارة التميز لدى مديري المدارس كما انها قد تثري المكتبة المحلية والعربية بمراجع في مجال القيادة التربوية المتعلقة بالمرونة الإدارية إدارة التميز، واتاحة الفرصة للباحثين في إجراء مزيد من الدراسات حول درجة ممارسة المرونة الإدارية وعلاقتها بإدارة التميز لدى مديري المدارس الاعدادية من وجهة نظر المدرسين في مدارس محافظة واسط.
أهداف البحث:
يهدف البحث الحالي إلى:
1- التعرف على درجة ممارسة المرونة الإدارية لدى مديري المدارس الاعدادية من وجهة نظر المدرسين في مدارس محافظة واسط.
2- التعرف على مستوى إدارة التميز لدى مديري المدارس الاعدادية من وجهة نظر المدرسين في مدارس محافظة واسط.
3- طبيعة العلاقة بين درجة ممارسة المرونة الإدارية وإدارة التميز لدى مديري المدارس الإعدادية من وجهة نظر المدرسين في مدارس محافظة واسط.
حدود البحث:
يَتَحَدَّدُ البحث الحالي بالمدرسين في المدارس التابعة إلى المديرية العامة لتربية محافظة واسط للعام الدراسي 2021-2022.
تحديد المصطلحات:
المرونة الإدارية Administrative Flexibility
عرفها(Knutson &Holand،2010) أنها قدرة المدير أو القائد على الاستجابة للتغيرات المختلفة المفروضة من البيئة المحيط به، من خلال وضع عدد من الخطط والإستراتيجيات التي تساعد على إحداث التغيير المطلوب([4]).
التعريف الإجرائي للمرونة الإدارية :
الدرجة الكلية التي يحصل عليها المدرسين من خلال إجابتهم على فقرات مقياس المرونة الإدارية.
إدارة التميز Excellence Management
عرفها (Suhimi،2016 – (AL القدرة على توفير وتنسيق عناصر المنظمة وتشغيلها في تكامل وترابط لتحقيق أعلى معدلات الفاعلية في الأداء الإداري، والوصول بذلك إلى مستوى المخرجات الذي يحقق رغبات ومنافع وتوقعات أصحاب المؤسسة المرتبطين بها([5]).
التعريف الإجرائي لإدارة التميز: الدرجة الكلية التي يمكن أن يحصل عليها المدرسون من خلال إجاباتهم على فقرات مقياس إدارة التميز.
الاطار النظري والدراسات السابقة
أولا: مفهوم المرونة الإدارية
يعد مفهوم المرونة واحدا من المفاهيم التي يتم توظيفها على نطاق واسع في كثير من المجالات والتخصصات، وعلى ذلك فقد حدث تباين في المعنى الخاص بالمرونة، فنجد أن الخبراء في المجال الاقتصادي يميلون إلى الجمع بين مفهوم المرونة وبين النظريات الاقتصادية المتمثلة في نظريات الثبات ونظريات التكلفة والعائد، أما عند الخبراء في مجال البيئة فإن مفهوم المرونة يأتي بين العمومية الشمولية والتخصيص، ولكن مفهوم المرونة في الإدارة عادة ما يرتبط بالنظريات التنظيمية المتمثلة في التخطيط، وأنماط القيادة، والإبداع الإداري، والتمكين الإداري وغيرها من مفاهيم الإدارة الحديثة، واستخدم مصطلح المرونة في كثير من الدراسات الأكاديمية والأدبيات المتعلقة بالإدارة التطبيقية، إلا أن هذا المصطلح يعدّ من المصطلحات التي لم يتوصل الباحثون على تعريف ثابت موحد في التخصصات كافة أما المرونة في المؤسسات التعليمية والتربوية فتعرف بأنها: الحاجة للاستجابة للتوقعات المختلفة الخاصة بالمتعلّمين كافة من جميع الخلفيات والمستويات المختلفة، والعمل على إيجاد أفضل الطرق والاستراتيجيات التي يمكن من خلالها تعزيز الدراسات المنهجية والإفادة بالمزايا الخاصة لكل المشاركين في العملية التربوية، وبدأ ظهور مفهوم المرونة الإدارية في فترة الثمانيات والتسعينيات من القرن الماضي عندما حدثت العديد من التغييرات الجوهرية والجذرية في بيئات العمل المختلفة، وبدأ التغيير يدبّ في المؤسسات في جميع أنظمة المؤسسة وهياكلها، من خلال العلاقة بين المؤسسة والعاملين، ففي الأوقات الماضية كان العاملون يتوقعون المكوث في أعمالهم لأطول فترة ممكنة، وكانوا يتمتعون بمستوى معين من الاستقرار، وكان المديرون وأصحاب العمل يوزعون نماذج العمل على العاملين في إطار من الإصلاحات المحدودة، فقد ظهر الكثير من التحديات والتهديدات في العقدين الماضيين من القرن العشرين التي واجهت المؤسسات التنظيمية، ومن أهم هذه التحديات: المنافسة العالمية، والتغييرات التكنولوجية والتقنية، أو الضغوط التي تفرضها البيئة، مما أدى ذلك إلى ضرورة أن تتمتع المؤسسات التنظيمية بقسط من المرونة التي تجعلها قادرة على التكيف مع تلك التحديات والمشكلات الحالية والمستقبلية عناصر أساسية، وهي: المرونة والديناميكية والمقدرة على التكيف([6]).
أشكال المرونة:
قد أشار خبراء التربية والإدارة إلى أشكال المرونة في العلوم الإنسانية، وهي على النحو الآتي:
1- المرونة التلقائية:
هي قدرة الفرد على أن يعطي بشكل تلقائي أعدادا متنوعة من الاستجابات لا ترتبط بفئة أو مظهر واحد فقط، وإنما تنتمي لعدد متنوع من الأفكار، أي الإبداع في أكثر من موقف أو إطار أو شكل، ويطلق على هذا النوع منها المرونة التلقائية، وهذا يعني أن المرونة التلقائية تحدث في مواقف غير محددة نسبيا كما أنها سرعة الفرد في إخراج وإعطاء عدد أكبر من الأفكار المتنوعة والمرتبطة بمشكلة ما، ويتجه الفرد وفق هذه القدرة إلى المبادرة التلقائية في الموقف ولا يكتفي بمجرد الاستجابة.
2-المرونة التكيفية (التوافقية): هي القدرة على إعطاء حلول متنوعة لمشكلة ما، وإمكانية التكيف مع الظروف وإجراء تغييرات وتعديلات بما يلائم الموقف، وتقاس هذه القدرة من خلال تنوع تلك الاستجابات.
فالمرونة هي وازع داخلي حقيقي لدى الفرد نحو التغيير وترك المواقف السابقة، ومن ثم تصبح الأفكار والموضوعات غير جامدة ولا تتصف بالرتابة، فيشعر الفرد بالتجديد والتطوير وعدم اليأس والإحباط والملل، فتتولد لديه الاستعدادات والدوافع للتغيير نحو الأفضل، وقد أكد جيلفورد أن هناك فروقا بين كل من الأصالة والمرونة والطلاقة، فالأصالة تكون على أساس الجودة في الأفكار وندرتها، أما المرونة فتكون على أساس التنوع والتباين في الاستجابات، بينما الطلاقة يكون على الكثرة أو الوفرة في الاستجابات([7]).
أنواع المرونة:
يمكن حصر الأنواع الخاصة بالمرونة الإدارية في خمس نقاط، وهي كالآتي:
1-المرونة الوظيفية: يهيئ ذلك النوع من المرونة للأشخاص الربط بين الكفايات والهارات المتنوعة من أجل تحقيق المشاركة في أكثر من جانب من جوانب الإنتاج، ويستند هذا النوع من المرونة بشكل أساس على التدريب المكثف والمتواصل للأفراد من أجل تنمية الكفايات لديهم، وتحقيق أداء متميز في المؤسسة.
2- المرونة الاستراتيجية: تعد المرو من الأمور التي يجب أن يتحلى بها القائد التربوي لبقاء استمرارية المؤسسة وتحقيق ميزة تنافسية جديدة، وذلك لعدة أسباب منها:
-تعد ركيزة أساسية تمكن المؤسسة من مواجهة التهديدات والتغيرات السريعة المحيطة بها، ولذلك تجعلها تتكيف في إدارة نشاطاتها المتنوعة لمواجهة هذه التحديات.
-تساعد في تعزيز قدرة المؤسسة على توظيف عناصر القوة لديها لمواجهة القوى التنافسية، وابقائها في إطار المنافسة والنمو والاستمرارية.
3- المرونة المالية: يتضمن عادة هذا النوع من المرونة الخطوات التي تقوم بها المؤسسة من أجل خفض التكاليف المتعلقة بالعمل من أجل الحصول على الربح.
4- المرونة العددية: يركز هذا النوع من المرونة على قدرة المؤسسة على تحديد أعداد العاملين لديها كافة، ومن خلال ذلك يتم زيادة أو تقليص عدد العاملين تبعا لاحتياجات المؤسسة، فالمؤسسة التي تطبق هذا النوع تعمل بنظام العمالة المؤقتة، مما يخفض مستوى الأمن الوظيفي لدى العاملين.
5- المرونة المؤقتة: يشير ذلك النوع من المرونة إلى إحداث تغير في ساعات العمل بما تقتضيه متطلبات عملية الإنتاج، ويمكن تطبيق هذا الجانب من خلال عدة جوانب مثل مد ساعات العمل لفترة وجيزة، أو العمل لساعات إضافية، ومن هنا نلاحظ أن باستطاعة المؤسسة الاستعانة بالعمالة المؤقتة لمساعدة المؤسسة في الأزمات والطوارئ أو الضغوط التي قد تقع عليها([8]).
ثانيا : إدارة التميز
بالرجوع إلى الأدبيات والدراسات السابقة وردت العديد من التعريفات لإدارة التميز منها: تعرف بأنها الجهود التنظيمية المخططة التي تهدف إلى تحقيق التحسينات المستمرة والتميز والاستجابة للقوى الداعمة للتميز وتحقيق الميزات التنافسية الدائمة المنظمة على ابتكار ما هو جديد ومختلف عن المنافسين، أي تحقيق ميزة تنافسية، بمعنى أن تكون الأفضل من المنافسين في واحد أو أكثر من الأداء الاستراتيجي.
كما عرفت على أنها: تطبيق مجموعة من المعايير التي تمكن المنظمة من التوصل إلى نتائج تنافسية غير مسبوقة تزيد من الحصة السوقية وتساهم في زيادة الربحية.
أهداف إدارة التميز:
تهدف إدارة التميز إلى تحقيق التفوق التنافسي على المنافسين في بيئة الأعمال محليا ودوليا، وتحقيق عوائد ومنافع لمختلف أصحاب المنافع، وتخفيض التكاليف وتحسين الجودة، واستمرار المؤسسة في عالم الأعمال، والعمل على تطويرها وتحسينها باستمرار كما أكّد ( fard ،2015& Zarandi) أن إدارة التميز تهدف إلى التعاون بين المنظمات، والعمل على تشجيع المنظمات على تبادل المعلومات بينها، والوعي بمتطلبات الجودة، والتحسين المستمر لأداء المنظمة.
أهمية إدارة التميز:
تكمن أهمية إدارة التميز في تحقيق المنافسة للمنظمة، حيث أن ثورت تكنولوجيا المعلومات فرضت أن يكون السوق مفتوحا ودون حدود، كما تكمن أهميتها في المحافظة على مكان ومكانة المنظمة، حيث أن الأداء غير المتميز يفقد المؤسسة قدرتها على السيطرة على المكان الذي تعمل فيه، كما تكمن أهميتها بعدم قدرة أي منظمة أن تواكب التقدم في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلا من خلال تبني إدارة.
الدراسات المتعلقة بمتغير المرونة الإدارية:
– دراسة pep بيب(،2011) :هدفت الدراسة إلى استكشاف السمات الشخصية والإدارية المرتبطة بالمرونة لدى مديري المدارس الثانوية في ولاية فلوريدا، حيث تناط بالمدير مسؤوليات كبيرة ومساءلة ومهام كبيرة وغيرها من الضغوطات التي يقابلها في إدارة المدرسة، واستخدم الباحث الاستبانة كأداة لجمع بيانات الدراسة وتكون مجتمع الدراسة من مديري المدارس الثانوية في ولاية فلوريدا البالغ عددهم (2800) مديرا، وأبرز النتائج التي توصل لها أن هناك علاقة ذات دلالة إحصائية بين الرضا الوظيفي والمرونة لدى المديرين، وأن هناك علاقة ذات دلالة إحصائية بين الالتزام التنظيمي في العمل والمرونة لدى المديرين([9]).
– دراسة (الربيعاني،2013): هدفت الدراسة إلى التعرف على درجة تطبيق المرونة الإدارية لدى مكاتب التربية والتعليم لدى مدينة مكة المكرمة، وتم استخدام الاستبانة كأداة وتكون مجتمع الدراسة من جميع المشرفات التربويات ومديرات مكاتب التعليم بمدينة مكة المكرمة، وتم اختيار عينة عشوائية بسيطة مكونة من (218) مشرفة ومديرة من مكتب التعليم بمدينة مكة المكرمة، وأبرز النتائج التي توصلت إليها: أن درجة المر ونة الإدارية لدى مكاتب التربية والتعليم بمدينة مكة المكرمة جاءت بدرجة عالية([10]).
الدراسات المتعلقة بمتغير إدارة التميز:
– دراسة (Fook & Sidhu،2009): هدفت إلى الكشف عن الخصائص القيادية لمدير المدرسة المتميز في ماليزيا، تم استخدام المقابلة والملاحظة الرسمية وغير الرسمية، وتحليل الوثائق، والمحادثات العفوية، تكونت عينة الدراسة من 87 معلما و 1105 طالبا، بينت نتائج الدراسة أن نجاح المدرسة يحتاج إلى شراكة كاملة ومشاركة من جميع الأطراف، ورؤية واضحة، ويعتبر التمكين المناسب من مميزات القيادة الجيدة، وأن من أبرز مميزات القائد المدرسي المتميز منح الآخرين مسؤولية القيادة، والتشاركية، والتعاون([11]).
– دراسة (Ozmen&Muratoglu،2010): هدفت إلى التعرف إلى كفايات التميز والإبداع لدى مديري المدارس في تركيا، ولتحقيق أهداف الدراسة تم استخدام المنهج الوصفي المسحي من خلال تطبيق استبانة على عينة مكونة من(100)مديرة ومعلمة، أظهرت نتائج الدراسة وجود مجموعة من الكفايات الإبداعية التي ينبغي على المدير أن يمتلكها، وهي: القدرة على تشكيل فريق، وادارة المعرفة الفعالة، والاتصال الإداري، وتشكيل شبكات الدعم الاجتماعي، وأن أهم كفايات التنظيم الإداري([12]).
– دراسة (Tee،2013) هدفت التعرف على نموذج التميز المدرسي السنغافوري، واستخدم الباحث المنهج الوصفي، وأظهرت نتائج الدراسة أن هناك حاجة لتنظيم المنهجية فيما يتعلق بتحسين الجودة في المدارس، وضرورة تركيز مديري المدارس على جوهر نموذج التميز بغض النظر عن بيئته هي الكفايات الابداعية([13]).
– دراسة(الخصاونة،2018): عن واقع تطبيق معايير إدارة التميز لدى مديري المدارس الثانوية التابعة لمديرية التربية والتعليم في قصبة اربد، استخدمت الدراسة المنهج الوصفي، طبقت استبانة على عينة تكونت من 34 مديرا ومديرة، بينت نتائج الدراسة أن واقع تطبيق معايير إدارة التميز لدى مديري المدارس الثانوية التابعة لمديرية التربية والتعليم في قصبة اربد جاءت بدرجة مرتفعة، عدم وجود فروق دالة إحصائيا حول تطبيق إدارة التميز تعزى لـ (الجنس، وسنوات الخبرة الإدارية، والمؤهل العلمي)([14]).
منهجية البحث
يُعدّ البحث الحالي من البحوث الوصفية التي تعتمد على وصف الحقائق المتعلقة بالموقف، وذلك باستخدام الأسلوب الفارق أو المقارن، حيث إنه أكثر ملائمة لأهداف الدراسة الحالية.
إجراءات البحث:
تتضمن إجراءات البحث الخطوات المنهجية التي اعتمدها الباحث لتحقيق أهداف البحث، وعلى النحو الآتي :
مجتمع البحث وعينته :
يَعْنِي به جميع مفـــردات الظاهرة التي يقوم بدراستها الباحث، ويشتمل هذا البحث المدرسين في المدارس التابعة إلى المديرية العامة لتربية محافظة واسط للعام الدراسي 2021-2022، وتتألف عينة البحث الحالي من (300) مدرسا.
أدوات البحث:
لتحقيق أهداف البحث والإجابة عن أسئلته، أعد الباحث استبيانات لجمع البيانات، وفق مشكلة البحث وأهدافه، وتساؤلاته، معتمدًا في إعداده على الخطوات الآتية:
-الاطلاع على الأدب التربوي والدِّراسات السابقة.
-إجراء مقابلات شخصية مع عدد من المختصين في المجال التربوي وسؤالهم عن تصميم الاستبيانات الأفضل والأنسب لموضوع البحث.
تكوّنت الاستبيانات من جزأين: الأول: المعلومات الديموغرافية لعينة البحث، والثاني: الاستبانة التي تعبر عن آراء المديرين، وتكوّنت الاستبانة الخاصة بالمرونة الإدارية بصورتهِا الأولية من (30) فقرة واستقرت على(24) فقرة إما الاستبانة الخاصة بإدارة التميز تكونت بصورتها الأولية من (35) فقرة واستقرت بصورتها النهائية على (30) فقرة.
صدق أدوات البحث:
للتحقق من صدق الأداة، جرى إتباع الخطوات الآتية:
عُرضت الاستبيانات على مجموعة من المحكمين من أعضاء هيئة التدريس في تخصص طرائق تدريس، وعلم النفس والقياس والتقويم، والإدارة التربوية والبالغ عددهم (13)، حيث طلب منهم قراءة فقرات الاستبيانات ، وبيان رأيهم من حيث مناسبة الفقرات لمضمون الاستبيانات، أو الحذف، أو التعديل، أو الإضافة، وقد حصلت فقرات الاستبيانات على نسبة اتفاق (86%)، وبذلك تحقق ما يسمى بالصدق الظاهري للأداة.
ثبات الأداة
للتحقق من ثبات الاستبيانات، وثبات تطبيقها جرى استخدام طريقة الاختبار وإعادة الاختبار (Test-Retest) ، وذلك بتطبيقها على عينة استطلاعية مكونة من (30) مدرسا ومدرسة من خارج عينة البحث مرتين بفارق زمني مُدتهُ أسبوعين، واستخراج معامل الارتباط باستخدام معامل ارتباط بيرسون (Pearson Correlation) بين تقديراتهم في المرتين وبلغ معامل الارتباط بين التطبيقين لمقياس المرونة الإدارية (0.84)، ومعامل الارتباط بين التطبيقين لمقياس إدارة التميز بلغ (0.80) وهي قيم دالة إحصائيًا عند مستوى الدلالة (α =0.05).
إعداد تعليمات الاستبيانات:
ارتأى الباحث عند وضع تعليمات الاستبيانات أن تكون واضحة ومفهومة، والتأكيد على قراءة التعليمات بعناية، والإجابة بهدف، وعدم ترك أي فقرة، مع ذكر البيانات المطلوبة، فضلًا عن توضيح طريقة الإجابة عن فقرات الاستبيانات بوضع (√) تحت البديل، الذي يراه أفراد العينة مناسب لهم.
تصحيح الاستبيانات:
تتضمن الاستبانة بصورتها النهائية للمرونة الإدارية (24) فقرة، وقد وضع أمام كل فقرة من البدائل (مرتفعة جداً، مرتفعة، متوسطة، منخفضة، منخفضة جداً) وأعطيت الدرجات (5، 4، 3، 2، 1) على التوالي.
أما الاستبانة الخاصة بإدارة التميز تكونت بصورتها النهائية من (30) وقد وضع أمام كل فقرة من البدائل (تنطبق بدرجة كبيرة، تنطبق بدرجة متوسطة، لا تنطبق) وأعطيت الدرجات (3، 2، 1) على التوالي.
المعالجات الإحصائية:
تمّ استخدام الأساليب الإحصائية الآتية:
-معامل ارتباط بيرسون (معامل إعادة الثبات) لحساب الثبات ولتحقيق الهدف الثالث.
-المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية.
-الاختبار التائي لعينة واحدة ومجتمع.
عرض النتائج وتفسيرها
تم عرض النتائج وفق الترتيب الآتي:
الهدف الأول: التعرف على درجة ممارسة المرونة الإدارية لدى مديري المدارس الاعدادية من وجهة نظر المدرسين في مدارس محافظة واسط.
ولتحقيق ذلك فقد استعمل الباحث الاختبار التائي لعينة واحدة لبيان الفروق بين المتوسط المحسوب للعينة والمتوسط الفرضي والجدول (1) يوضح ذلك.
جدول (1) يوضح دلالة الفرق بين الوسط الحسابي والوسط الفرضي لمقياس المرونة الإدارية
الوسط الحسابي | الإنحراف المعياري | الوسط الفرضي | القيمة التائية المحسوبة | القيمة التائية الجدولية | مستوى الدلالة |
99.81 | 13.65 | 78 | 30.05 | 1.96 | يوجد فرق دال عند مستوى (0.05) |
وتشير نتائج الجدول أن درجة ممارسة المرونة الإدارية لدى مديري المدارس الاعدادية من وجهة نظر المدرسين في مدارس محافظة واسط جاءت بدرجة كبيرة، ويعزو الباحث ذلك إلى التناغم والتجانس الموجود بين العاملين في المدرسة، تجعل تنفيذ التشريعات والقرارات الإدارية لدى مديري المدارس الإعدادية، بتلقائية ويسر والبحث عن أساليب إدارية حديثة تمكنهم مواصلة أعمالهم بكفاءة والخروج من ضغوط العمل والتنافس الشديد بين مديري المدارس الإعدادية، يجعلهم يبحثون عن أفضل الطرق والإجراءات التي تمكنهم من الوصول لجودة في الأداء المدرسي، ولذلك يجعلهم يمارسون المرونة الإدارية في إدارتهم للمدرسة وتتفق نتائج هذه الدراسة مع دراسة (الربيعاني،2013).
الهدف الثاني: التعرف على مستوى إدارة التميز لدى مديري المدارس الاعدادية من وجهة نظر المدرسين في مدارس محافظة واسط.
ولتحقيق ذلك فقد استعمل الباحث الاختبار التائي لعينة واحدة لبيان الفروق بين المتوسط المحسوب للعينة والمتوسط الفرضي والجدول (2) يوضح ذلك:
الجدول رقم (2) يوضح دلالة الفرق بين الوسط الحسابي والوسط الفرضي لمقياس إدارة التميز
الوسط الحسابي | الانحراف المعياري | الوسط الفرضي | القيمة التائية المحسوبة | القيمة التائية الجدولية | مستوى الدلالة |
198.5721 | 18.3620 | 135 | 6.128 | 1.96 | يوجد فرق دال عند مستوى (0.05) |
ويتضح من الجدول أعلاه أن مستوى إدارة التميز لدى مديري المدارس الاعدادية من وجهة نظر المدرسين في مدارس محافظة واسط جاء بدرجة مرتفعة ويفسير ذلك إلى الرغبة الجادة لدى مديري المدارس الاعدادية في تحقيق الجودة في مدارسهم سواء في المدخلات أو المخرجات لتحقيق التميز، كما يعود ذلك إلى حرص مديري المدارس على التميز في الأداء لتحقيق المنافسة مع المدارس الأخرى وتتفق هذه النتيجة مع دراسة (الخصاونة،2018).
الهدف الثالث: طبيعة العلاقة بين درجة ممارسة المرونة الإدارية وإدارة التميز لدى مديري المدارس الاعدادية من وجهة نظر المدرسين في مدارس محافظة واسط.
ولتحقيق الهدف تم استخدام معامل ارتباط بيرسون والجدول (3) يوضح ذلك:
الجدول رقم (3) معامل ارتباط بيرسون للعلاقة بين المرونة الإدارية وإدارة التميز.
العينة | قيمة معامل الارتباط المحسوبة | القيمة التائية | درجة الحرية | مستوى الدلالة 0،05 | |
المحسوبة | الجدولية | ||||
300 | 0.57 | 2،41 | 1،96 | 298 | دال |
وتُشِيرُ هذه النتيجة إلى وجود علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات تقدير أفراد عينة الدراسة لدرجة ممارسة مديري المدارس الإعدادية للمرونة الإدارية ومتوسطات درجات تقدير لأفراد العينة لمستوى إدارة التميز، وهذا يدلل على أن العلاقة بينهما علاقة إيجابية (طردية متوسطة)، ويعزو الباحث ذلك إلى إدراك المديرين وحرصهم في المدارس الإعدادية لأهمية ممارسة المرونة الإدارية في المدرسة، حيث ينعكس ذلك إيجابا على أداء المدرسين وصولا لتميز أدائهم، وكذلك وجود علاقة تكاملية يسودها التناغم والتجانس في ممارسة مديري المدارس الإعدادية للمرونة الإدارية وتحقيق التميز في أداء المدرسين.
التوصيات:
على غرار النتائج التي جرى التوصّل إليها، يوصي الباحث بما يأتي:
1- حث مديري المدارس على ممارسة المرونة الإدارية في إدارتهم للمدرسة، وذلك لتسهيل الإجراءات الإدارية، والخروج من ضغوط العمل في المدرسة.
2- منح مديري المدارس الصلاحيات الكافية للتصرف والإبداع، وممارسة المرونة الإدارية في مدارسهم، والابتعاد عن المركزية من قبل الإدارة العليا، لكي تتيح الفرصة للتطوير والإنجاز في المهام الموكلة إليهم.
3- حث مديري المدارس على مراعاة العدل في توزيع المهام لدى المعلمين بما يناسب مصلحة المدرسة.
4-حث مديري المدارس على المشاركة في والندوات، واللقاءات التربوية التي تنظمها الجامعات، فذلك له أثر إيجابي في تطوير أفكارهم واتجاهاتهم حول المستجدات التربوية التي توصلت إليها آخر الأبحاث في مجال الإدارة التربوية.
5- عقد ورش عمل ولقاءات مفتوحة لتدريب مديري المدارس على ممارسة المرونة الإدارية في أدائهم.
المُقترحات:
نظرا لأهمية موضوع ممارسة المرونة الإدارية فإن الباحث يقترح في مجال الإدارة التربوية، القيام بمزيد من البحوث المتنوعة حول واقع المرونة الإدارية والتحديات التي تواجه ممارسته في المؤسسات، ومن الدراسات المقترحة ما يأتي:
1- أثر المرونة الإدارية على إيجاد بيئة مدرسية فاعلة.
2- درجة ممارسة مديري المدارس للمرونة الإدارية وعلاقتها بالرضا الوظيفي.
3- واقع المرونة الإدارية في مدارس محافظة واسط وسبل تعزيزها.
4- تصور مقترح لتعزيز ممارسة مديري المدارس للمرونة الإدارية.
قائمة المراجع:
- الابراهيم، عدنان.( 2011 ). الإدارة التربوية “مدرسية وصفية”. (د.ط)، عمان: دار اليازوري.
- الحية، وليد. (2015). درجة ممارسة مديري المدارس الثانوية للإدارة الإستراتيجية وعلاقتها بتحقيق التميز الإداري من وجهة نظرهم. (رسالة ماجستير غير منشورة)، الجامعة الإسلامية، غزة.
- الخصاونة، محمد(2018) واقع تطبيق معايير إدارة التميز لدى مديري المدارس الثانوية التابعة لمديرية التربية والتعليم في قصبة اربد، مجلة العلوم التربوية.
- الربيعاني،مها(2013) درجة ممارسة المرونة الإدارية لدي مديرات مكاتب التربية والتعليم بمدينة مكة المكرمة من وجهة نظر المديرات المشرفات. (رسالة ماجستير غير منشورة)،جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية.
- الصريفي، محمد. (2009). التميز الإداري للعاملين بقطاع التربية والتعليم. (د.ط)،الإسكندرية: مؤسسة حورس الدولية.
- جودة، جيهان( 2010 ).إبداعات المعلم العربي، مفاهيم وتدريبات. (د.ط)، عمان: دار الفكر.
- رسمي، محمد. (2006). السلوك التنظيمي في الإدارة التربوية. ط 1، الإسكندرية: دار الوفاء.
- Al-suhaimi،(2016). the implementation of Total Quality Management in king saud University International Journal of Indepwndent Resarch andstudies،1،(2).
- Arnold،، Benford، T.، & Sutton، S. G. (2008). Enhancing Strategic Flexibility And Performance Through Risk Management: The Enabling Role Of It Integration.
- Fook ،C& Sidhu،(2009) .Leadership characteristies of an Excellent principlas in Malaysia ،international Education studies ،2(4).
- Knutsen، H.، & Holand، R. (2010). Investment strategy for small hydropower generation plants in orway. Copenhagen Business School.
- Ozman،&Muratoglu،v.(2010).The Competency Levels of School principlas in Implementing Knowledge Managements Stratgies the Views of principlas and Teachers Accoding to Gender variable.procedia Social and Behavioral Sciences ،2(20).
- Pepe، (2011). The Relationship of Principal Resiliency to Job Satisfaction and Work Commitment: An Exploratory Study of K–12 Public School Principals in Florida.University of South Florida.
- Tee،Ng،.(2013). the Singapore school Excellence Model Education، research for policy and practice.
[1] الابراهيم، عدنان.( 2011 ). الإدارة التربوية “مدرسية وصفية”. (د.ط)، عمان: دار اليازوري.
[2] رسمي، محمد. (2006). السلوك التنظيمي في الإدارة التربوية. ط 1، الإسكندرية: دار الوفاء.
[3] الصريفي، محمد. (2009). التميز الإداري للعاملين بقطاع التربية والتعليم. (د.ط)،الإسكندرية: مؤسسة حورس الدولية.
[4] Knutsen، L. H.، & Holand، R. (2010). Investment strategy for small hydropower generation plants in orway. .Copenhagen Business School
[5]Al-suhaimi،M.(2016). the implementation of Total Quality Management in king saud University International Journal of Indepwndent Resarch andstudies،1،(2)80-88.
[6] الحية، وليد. (2015). درجة ممارسة مديري المدارس الثانوية للإدارة الإستراتيجية وعلاقتها بتحقيق التميز الإداري من وجهة نظرهم. (رسالة ماجستير غير منشورة)، الجامعة الإسلامية، غزة.
[7] جودة، جيهان( 2010 ).إبداعات المعلم العربي، مفاهيم وتدريبات. (د.ط)، عمان: دار الفكر.
[8] Arnold، V.، Benford، T.، & Sutton، S. G. (2008). Enhancing Strategic Flexibility And Performance Through Risk Management: The Enabling Role Of It Integration
[9] Pepe، J. (2011). The Relationship of Principal Resiliency to Job Satisfaction and Work Commitment: An Exploratory Study of K–12 Public School Principals in Florida.University of South Florida.
[10] الربيعاني، مها(2013) درجة ممارسة المرونة الإدارية لدي مديرات مكاتب التربية والتعليم بمدينة مكة المكرمة من وجهة نظر المديرات المشرفات. (رسالة ماجستير غير منشورة)،جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية.
[11] Fook ،C& Sidhu،G.(2009) .Leadership characteristies of an Excellent principlas in Malaysia ،international Education studies ،2(4)،106-116
[12] Ozman،F.&Muratoglu،v.(2010).The Competency Levels of School principlas in Implementing Knowledge Managements Stratgies the Views of principlas and Teachers Accoding to Gender variable.procedia Social and Behavioral Sciences ،2(20):5370-5376.
[13] Tee،Ng،.(2013). the Singapore school Excellence Model Education، research for policy and practice،2،27-39.
[14] الخصاونة، محمد(2018) واقع تطبيق معايير إدارة التميز لدى مديري المدارس الثانوية التابعة لمديرية التربية والتعليم في قصبة اربد، مجلة العلوم التربوية.