التّجريب الرّوائي الجزائري: من الورقي إلى الرّقمي رواية نسيان com لأحلام مستغانمي نموذجا
The Algerian Novel Experimentation: From the Paper to the Digital
A novel Forgetting com Ahlam Mosteghanemi as a model
د. نهاد مسعي، جامعة 20 أوت 1955،سكيكدة ، الجزائر
Dr.. Nihad Messai, University 20 August 1955, Skikda, Algeria
مقال منشور في مجلة جيل الدراسات الادبية والفكرية العدد 67 الصفحة 65.
ملخّص:
تمهّد الكتابة الرّوائية الجزائرية لخطاب فعّال مفتوح على التّحوّلات في المنجز الفني السّردي بكلّ آلياته اللّغوية والجمالية والتّقنية ، فظهرت أنواع جديدة من الرّواية خارج التّعاقد النّقدي المألوف، يتمّ انتاجها وتلقّيها بواسطة برمجيات تتلاءم مع الوسيط الرّقمي الجديد .عبر هذا التّجريب تتفاعل الآداب وتتغذى من تفاعلها ، لأجل ذلك صار التّجريب هاجس كلّ مبدع ومركز اهتمامه ،تغيّرت معه طرائق الكتابة التي استمدّت من الواقع الالكتروني مظاهرها المستحدثة كما فرضت هذه الصّيغ وجود قارئ ترابطي لديه القدرة على خوض غمار القراءة والتّأويل و تفعيل اللاّمرئي وخلق جوّ افتراضي عام يتخيّله بأدوات التّخييل :السّمع، البصر والحرف من جهة. لذا : كيف يستل النّص الرقمي الجزائري أمشاج كينونته؟ وما مدى استجابة القارئ للاشتراطات الحادثة؟ وهل تغيّرت سكّة المقطورة القرائية بخروج النّص من الورقي إلى الرّقمي؟.
الكلمات المفتاحية: الرواية الجزائرية ، التجريب ، الورقي ، الرقمي.
Abstract :
The Algerian novelist writing paves the way for an effective discourse open to transformations in the narrative artistic achievement with all its linguistic, aesthetic and technical mechanisms. News types of novel emerged outside the usual critical contract, which are producer and received by software compatible with the new digital médium.
That is, expérimentation has become the obsession of every creator and the focus of his attention, the methods of writing that derived from the electronic reality have changes their new aspects, as these formulas imposed the existence of an associative reader who has the ability to engage in reading and interpretation and activate the invisible and create a general hypothetical atmosphere that he imagines with visualization tools: hearing, sight and the letter from Side. So: How does the Algerian digital text exist? How well does the reader respond to the new requirements? And did the reading direction change to the text, leaving the paper to the digital?
Key words: Algerian novel, experimentation, paper, digital.
1- التجريب في الابداع الروائي:
تمهيد:أثمرت كتابة الرّواية الجديدة تجديدات على مستوى أنساق الكتابة الابداعية وعلى مستوى تجديد القنوات الحاملة للأفكار والرّؤى والصّور والتّمثّلات في ضوء انفلات المبدع من شرنقة القوالب الجاهزة في الكتابة وفي التّعبير وعدم الامتثال لأعراف التّنميط؛ إنّها السّيرورة الابداعية التي تجعل المؤلّف مبدعًا متفاعلًا وفي هذا المخاض كان لابد أن تتحقّق ثورة ابداعية تمكّنت من خلالها الرّقمنة من خلط قنوات التّشكيل الأدبي وأطره واقحام الأدب في مغامرة التّجريب على مستوى الأدوات المستعملة وعلى مستوى لسانيات الخطاب المقحم لأدوات تعبيريّة غير لفظية لعلّ أهمّها التّعبير الايقوني والاستثمار الجمالي والتّوظيف الرّمزي لمكتسبات الثّورة التّكنولوجية العميقة التي يعرفها العالم راهناً ما أفضى إلى خلخلة الأجناس الأدبية فلم يعد المفهوم النّصي العام متعلّقًا بشكل مكتوب وآخر منطوق ، إنّما ظهر معنى آخر للنّصوص جعل منها الوسيط إلى مدوّنة خاصّة ذات أشكال ومفاهيم متباينة جذبت إليها معظم المهتمّين بالمدوّنات اللّغوية وغيرها، تقول زهور كرام :”يشهد الزّمن الرّاهن شكلًا جديدًا في التّجلّي ، بسبب ثقافة التّكنولوجيا التي غيّرت ايقاع التّعاملات الفرديّة والجماعية كما سمحت بفضل وسائطها الالكترونية والرّقمية إلى جعل الكلّ منفتحًا على بعضه ضمن شروط الثّقافة الموحّدة رقميًا”[1]. لقد منحت هذه التّغيّرات طرائق لصوغ النّص الرّوائي المرقمن وكيفيات تصويره وإكسابه حركة ودينامية لتقديمه وتجسيد دلالاته زمانيًا ومكانيًا .
يرى روجر آلن أنّ “التّجريب في الرّواية هو من السّمات الذّاتية لها كنمط أدبي”[2] وأنّ الرّواية كما وصفها ميلان كانديرا تجاوز دائم للأشكال وذلك يشي بتعدّد الأشكال الممكنة لها وعدم ثباتها على شكل دائم و قار ، وفي ذلك إشارة إلى الطّاقات الكامنة المتجدّدة فهي في قلق مستمر مرهونة باللّاستقرار وقد تفطّن جيرار جينيت إلى هذه السّمة المغرية اللّصيقة بجسد الرّواية وطبيعتها الانزياحية في التّأقلم والتّحوّل، فعلى “السّردية خصوصًا اكتشاف حقل الممكنات بل المستحيلات دون أن تتوقّف عند هذه الحدود التي لا شأن لها برسمها”[3]،على إثر هذا التّحوّل تنمو الرّواية الجديدة من خلال التّجربة وتخضع لمتطلباتها “تعبيرًا عن مجتمع يتغيّر ولا تلبث أن تصبح تعبيرًا عن مجتمع يعي أنّه يتغيّر “[4].
ممّا لاشكّ فيه أنّ الرّواية الجديدة لا تنزل علينا من عل ولا هي اكتشاف آتي من العدم ، رغم قوة فعلها القطعي “فالتّجريب الرّوائي خاصيّة لا تعرف الاكتمال والثّبوت ،فهو النّص الجامع ، مادته الزّئبقية”[5].لذلك فإنّ حضوره في الرّواية ك”منهج جديد ورؤية واضحة في بلورة الخاص والعام والذّاتي والجماعي ولكنّ هذا لا يعني أدبًا شعاريًا أو قصصًا طوطولجية لا تحرق سديم الأشياء وتكتفي بالوقوف عند سطوح الظّواهر ،كما أنّنا لا نرغب في أدب تجريبي يرصد الحيرة أمام الأشكال الابداعية فأدب التّجاوز هو رؤيا متكاملة لا تستند إلى خلفيّة واحدة ولا تستقي مادتها من الواقع المرصود فقط، أو من الواقع المتوقّع فقط وإنّما عنصر التّكامل ضروري”[6] ،وقد قام صلاح فضل بتصنيف مفاصل التّجريب الرّوائي في ثلاث دوائر تتمايز في كثير من الأحيان بقدر ما تتداخل في أكثر الحالات[7]:
*ابتكار عوالم متخيلة جديدة لا تعرفها الحياة ولم تتداولها السّرديات السّابقة مع تخليق الدّاخلي وبلورة جمالياتها الخاصة والقدرة على اكتشاف قوانين تشفيرها.
*توظيف تقنيات فنّية محدثة لم يسبق استخدامها في هذا النّوع الأدبي وربّما تكون قد جرّبت في أنواع أخرى تتّصل بطريقة تقديم المتخيّل وتحديد منظوره أو التّركيز على بؤرة تيار الوعي ، تعدّد الأصوات و المونتاج السّينمائي
*اكتشاف مستويات لغويّة في التّعبير تتجاوز نطاق المألوف في الابداع السّائد ويجري ذلك عبر شبكة من التّعالقات النّصيّة التي تراسل مع توظيف لغة التّراث السّردي أو الشّعري -أو اللّهجات الدّارجة لتحقيق درجات مختلفة من شعرية السّرد.
تمظهر ذلك في الرّواية الجزائرية الجديدة التي نهلت من التّاريخ في متونها الرّوائية كمتفاعل نصّي يجعل الرّواية تستوعب مختلف المتفاعلات النّصيّة بدرجات متفاوتة “ما يؤكّد أنّ الزّمان لا يفرّق بين الأشياء إلّا لكي يعيد إليها وحدتها وما يَعِدُ بأنّ كلّ هذه الأمور التي أزاحها الاختلاف في مقدور الذّات في صورة الوعي التّاريخي أن تتملّكها يومًا ما لتبسط عليها هيمنتها وتجد فيها ما يمكن أن نسمّيه مقرها “[8]وهو ما نلمسه في الكثير من المتون من خلال “تقديم نصوص جديدة تتأسّس على قاعدة استلهام النّص السّردي القديم واستيعاب بنياته الدّالة وصياغتها بشكل يقدّم امتداد التّراث في الواقع وعملها على انجاز قراءة للتّاريخ وتجسيد موقفه منه بناءً على ما تستدعيه مقتضيات ومتطلبات الحاضر والمستقبل”[9]
فعجّت السّاحة الأدبية بأسماء غاصت في متاهات الحداثة السّردية ك: واسيني الاعرج ،الطاهر وطار ، عزالدين ميهوبي ، بشير مفتي، أحلام مستغانمي، فضيلة الفاروق وغيرهم من الأسماء التي تبحث دائمًا عن أشكالها التّعبيرية الجديدة من خلال التّركيز على اللّغة والتّجريب فيها وتفجير البنى السّردية التّقليديّة ومعارضة أساليبها وإعادة توظيف الموروث الشّعبي والمحكي والافادة من السّيرة الذّاتية والغيرية والحكاية والأمثال ما منح نصوصهم تفرّدًا وتميّزًا وتأصيلاً للأشكال العربيّة من جهة وتجريب التّقنيات السّرديّة الجديدة من تعدّد الأصوات وصيغ السّرد وتداعي الذّاكرة واعتماد المونتاج السّينمائي واستدراج العجائبي لتوسيع أفق النّفس الواقعي وتكسير الميثاق السّردي وكسر خطّية الزّمن من جهة أخرى.
عبر مسار المجازفة ، تتحرّك الرّواية في مناخ ابستيمولوجي تميل إلى انطولوجيا التّحوّل والاختلاف وبابتكار أساليب جديدة في أنماط التّعبير الفنّي بغية تحقيق المغايرة للسّائد السّردي ، فيكون التّجريب أحد آفاق الحداثة الرّوائية وأحد أسئلتها ورهانًا من رهاناتها لفتح أبواب سرديّة مبتكرة للخروج من نمطيّة مألوفة على أخرى أكثر جديّة فهو يقوم على الهدم والبناء ويتأسّس على تجاوز القوالب والاشكال القائمة.
2-الأدب الرقمي:
لا يمكن استيعاب مفهوم الأدب الرّقمي (numérique littérature )بشكل دقيق إلّا بتمثّل مختلف دلالاته اللّغوية والوسائطيّة والاعلامية ومعرفة السّياقات التّاريخية التي عرفها المصطلح في مختلف مساراته الزّمكانية[10].وهناك مصطلحات كثيرة يزخر بها هذا الأدب الذي ينتج عبر الحاسوب نذكر منها :
كلّ هذه التّسميات تنتمي لشكل واحد هو الأدب المكتوب الكترونيًا ويبدو جليًّا نسبة أغلبها إلى الوسيط الالكتروني المعتمد في تشكيل هذا الأدب. وضّحت زهور كرام في كتابها الأدب الرّقمي أنّ الأدب الرّقمي أو المترابط أو التّفاعلي الذي يتمّ في علاقة وظيفيّة مع التّكنولوجية الحديثة لا شكّ أنّه يقترح رؤى جديدة في ادراك العالم “[11]، فيعبّر عن حركة انتقالية من الصّيغة الورقية إلى الصّيغة الرّقمية ؛فمن تزاوج هذين المنحنين تولّد هذا الأدب الذي “يقدّم على شاشة الحاسوب التي تعتمد الصّيغة الرّقمية الثنائية 0/1 في التّعامل مع النّصوص أيًّا كانت طبيعتها”[12]،يعني ذلك “الأدب السّردي أو الشّعري أو الدّرامي الذي يستخدم الاعلاميات في الكتابة والابداع أي يستعين بالحاسوب أو الجهاز الاعلامي من أجل كتابة نصّ أو مؤلَّف إبداعي ويعني هذا أنّ الأدب الرّقمي هو الذي يستخدم الوسائط الاعلامية أو جهاز الحاسوب أو الكومبيوتر ويحول النّص الأدبي إلى عوالم رقمية وآلية وحسابية”[13]
هذه التّقنيات التي تتيحها التكنولوجيا الحديثة وبرمجيات الحاسوب الالكتروني أدّت إلى ابتكار أنواع مختلفة من النّصوص ،حوّلت من النّص الابداعي إلى النّص المرئي البصري والاعلامي أو نقلت من عالم الورق إلى الشّاشة أي أنّه يمنح وجوده من عالم الوسائط السّمعية والبصرية مادام يقوم على الصّوت والنّص والصّورة والحركة. فتتنوّع في أسلوب عرضها وطريقة تقديمها للمتلقي/ المستخدم الذي لا يستطيع أن يجدها إلّا من خلال الشّاشة الزّرقاء / الوسيط التّفاعلي وأن يتعامل معها الكترونيًا وأن يتفاعل ويضيف ويتبادل الملاحظات والانتقادات والتّعليقات فيكون بذلك عنصرًا مشاركًا فيها.
فيكتسب هذا النّوع من الكتابة الأدبية صفة التّفاعلية بناء على المساحة التي يمنحها للمتلقي والتي يجب أن تعادل وربما تزيد عن مساحة المبدع الأصلي للنّص وبحسب هذا التّصوّر فهو ” من جهة سليل الممارسة الإنسانية وهو من جهة ثانية بداية لممارسة أدبية جديدة ليس فقط لأنّه يوظّف وسائط جديدة ومغايرة لما كان سائدًا ولكن لأنّه ينفتح في انتاجه وتلقّيه على علامات غير لفظية يجعله إيّاها قابلة لأن تندرج في بنيته التّنظيميّة الكبرى وتصبح بذلك بنيات يتفاعل معها مشكّلاً بذلك نصًّا متعدّد العلاقات وبتعبير آخر نقول لأنّنا أمام أدب أساسه النّصية ورقمي لأنّ قوامه التّرابط الذّاتي نجده يختلف عن التّرابط الذي نجده في النّص المكتوب ولكنّه لا يمكن أن يتجسّد إلّا من خلال الحاسوب وبرمجياته وعتاده”[14]. وتتكوّن المنظومة الابداعية من :
2-1-المؤلّف الرّقمي:
يُعدُّ المؤلّف الرّقمي /المبدع الرّقمي أهمّ مكوّن في العملية الابداعية إنّه يؤلّف النّص الرّقمي مستثمرًا وسائط التكنولوجيا الحديثة ومشتغلًا بتقنية النّص المترابط hypertexteوموظّفًا مختلف أشكال الوسائط المتعدّدة”[15]،بغية انتاج نص أكثر انفتاحًا من حالة نصّية تخييلية عبر خطيّة لا يتحقّق نوعها وجنسها التّعبيري إلّا مع القارئ / القراءات ويبدو من هذا “أنّ كون المبدع ورقيًّا أثّر على العملية الابداعيّة وطبعها بملامح خاصّة لم نكن لنشعر بها أو نميّزها دون أن يظهر شكل آخر يمكن أن تتجلّى من خلاله عناصر العملية الابداعية الثّلاثة وهو الشّكل الالكتروني”[16].
ضمن هذا السّياق، يذهب بعض منظري النّص الرّقمي إلى القول بموت المؤلّف في هذا النّص كما هو الشّأن مع النّاقد Georges Landow وهو تغبير وإن كان قد ظهر مع بارت وميشال فوكو فإنّ توظيفه يختلف بين النّقاد؛ فإذا كان بارت عند اعلانه موت المؤلّف كان يهدف إلى الاعلاء من شأن النّص وتركيز المعرفة النّقدية على بنيته فإنّ لاندوو يقول بموت المؤلّف من أجل خلق وعي جديد بالقارئ في علاقته بمسألة انتاج النّص المترابط واضعاف دور المؤلّف في الرّقابة على القارئ وكلاهما كما يبدو يدفعان نحو تدمير دور المؤلّف باعتباره مرجعيّة للقول والمعرفة والحقيقة وسلطة تتدبّر شأن عالم النّص[17].
وقد أشار ادوارد دوكاك إلى خطوات ينبغي اتّباعها لإخراج هذا العمل الأدبي[18]:
*معالجة عناصر النّص بمساعدة الآلة الرّقمية وهي مرحلة القولبة والتّشكيل.
*دراسة مختلف التّمظهرات البصريّة التي يمكن للنّص أن يتّخذها
*تحديد كلّ ما يتعلّق بحجم وشكل الكلمات والحروف مع تحديد نوعيّة الخلفيّة التي تظهر فيها .
*ابتداع وخلق الفقرات التي ستنتقل نحو البرامج المتحرّكة
*حفظ هذه البيانات و الترّكيب النّهائي.
فيضع المبدع الورقي نظامًا يبدو منسجمًا على الشّاشة تتحوّل عناصره مع عملية تنشيط الرّابط lieu إلى مجموعة من العلامات التّرميزية والتي تشتغل في علاقة تقاطعية مع القارئ/القراءات عل تدبير المعنى ثم انتاج الدّلالات المفتوحة عليه[19]…
2-2- النّص الرّقمي :
تجاوز النّص اليوم المفهوم الذي يعتمد على البناء اللّغوي إلى تشكيل مركّب تؤلّف هيأته من الّلغة ، الصّورة ، الصّوت ، البرامج المعلوماتية ، نسيج من العلامات التي لا تجعله خاضعًا لوضع قائم وثابت “فالقراءة هي أفق تحقيق نصيّة النّص الرّقمي”[20] وقد اعتبرته فاطمة كدو نصًّا مرئيًّا / وسائطيًّا لم يتخلّ عن مفهوم الكتابة لكنه غيّر في أسلوبها مانحًا لنفسه سمات جديدة[21]. يمكن تلخيصها ب:
*هو نص في صراع ومواجهة مع حدود العرف والمقروئيّة لأنّه يتجاوز الهرمية العرفية للنّوع الأدبي ، فهو بذلك يمارس إرجاء المدلولات ارجاءً أبديًّا عن طريق تشبّثه بالدّال الذي يتّسم باللّعب الحرّ ، فهو يجعل من إغلاق النّص أو انتظامه من الاستحالة بمكان.
*تتمّ معايشة النّص الرّقمي وتجربته كفاعلية ناشطة في اللّغة فهو عملية انتاج.
* يتألّف النّص الرّقمي من مقتطفات ومرجعيات وإحالات وصدى وأصوات مختلفة منها يكتسب النّص تعدّدية في المعنى لا تقبل الاختزال ، فالنّص بهذا لا يهدف إلى إبراز الحقيقة وتمثيلها إنّما يسعى إلى نشر المعنى وتفجيره.إذ لم يعد القارئ والمؤلّف أسيران للكتابة الخطيّة “بل أصبح مجالًا لتلاقي الخطّ والصّوت فضلًا عن العمليات الحسابية والمنطقية وهذا يكرّس فكر نهاية المؤلف”[22]خصائص النص الرقمي:
*يسترشد النّص الرّقمي بالتّقنيات الافتراضية المختلفة ويستعين بالمعطيات الحسابية والرياضية والمنطقية في تقديم البيانات والمعلومات ، متجاوزًا بذلك النّص الورقي والطّباعي إلى ما هو الكتروني ولوغاريتمي وحاسوبي بتعبير جميل حمداوي، على ضوء ذلك يتميّز النّص الرّقمي بمجموعة من الخصائص التي أوردتها فاطمة البريكي[23]:
*يقدّم الأدب التّفاعلي نصًّا مفتوحًا بلا حدود ، إنّه يمكن أن ينشئ المبدع ـ أيًّا كان نوع إبداعه- نصًّا ويلقي به في أحد المواقع على الشّبكة ويترك للقرّاء والمستخدمين حرّية إكمال النّص كما يشاؤون.
*يمنح الأدب الرّقمي المتلقي / المستخدم فرصة الاحساس بأنّه مالك لكلّ ما يقدّم على الشبكة.
*لا يعترف بالمبدع الوحيد للنّص ، وهذا مترتّب على جعله جميع المتلقّين والمستخدمين للنّص التّفاعلي مشاركين فيه، ومالكين لحق الاضافة والتّعديل في النّص الأصلي.
*غير محدّد البدايات ، إذ يمكن للمتلقي أن يختار نقطة البدء التي يرغب بأن يبدأ دخول عالم النّص من خلالها ويكون هذا باختيار المبدع الذي ينشئ النّص أولًا .
*النّهايات غير موحّدة في معظم النّصوص ، فتعدّد المسارات يعني تعدّد الخيارات المتاحة أمام المتلقي /المستخدم.
*يتيح للمتلقّين / المستخدمين فرصة الحوار الحي والمباشر، وذلك من خلال المواقع ذاتها التي تقدّم النّص التّفاعلي إذ بإمكانهم أن يتناقشوا حول النّص وحول التّطوّرات التي حدثت في قراءة كلّ منهم.
*درجة التّفاعلية فيه تزيد كثيرًا عنها في الأدب التّقليدي المقدّم على الوسيط الورقي وتتضافر جميع المزايا السّابقة لتنتج هذه الميزة.
*في الأدب الرّقمي تتعدّد صور التّفاعل بسبب تعدّد الصّور التي يقدّم بها النّص الأدبي نفسه إلى المتلقي.
2-3-القارئ الرقمي:
تكمن غاية تكنولوجيا المعلومات في تحويل المتلقي إلى مستقبل ايجابي ينتج من وضعه الجديد نصًّا “انسجامًا مع طريقة تفاعله واختياره للرّوابط وزمن بقائه في النّص وهذا النّص سمّاه بيار باربوزا ب (ميتا-حكي) أي المحكي الخاص الذي يكوّنه القارئ أثناء القراءة وعبر تنشيط الرّوابط”[24]، إذ لم يعد المؤلّف يمتلك وحده سلطة القول بل يعيد القارئ “كتابة ما يقرأه إلى درجة أنّه يستحيل أن نقرأ النّص نفسه بطريقة متعاقبة وذلك بالنّظر إلى طبيعة هذا النّص”[25] ،لأجل ذلك أطلق عليه جميل حمداوي لقب المؤلّف التّفاعلي لأنّه “يشارك المؤلّف في بناء النّص الرّقمي بملاحظاته وتعليقاته وتوجيهاته وارشاداته وتقويماته”[26]، وفي المقابل استخدم سعيد يقطين مصطلح القارئ الجوّال أو النّشيط“الذي يعمل باستمرار على تنشيط الرّوابط بقصد تحقيق الانتقال المتواصل وراء النّصوص، وقد يظلّ ينتقل ويتجوّل بدون توقّف حتى يرسو على ما يطلب فيكون التّوقّف عند مرساة خاصّة تحقّق غاياته “[27]. على إثر ذلك يمارس القارئ الرّقمي وظيفتين:
الأولى: تتمثّل في القراءة الرّقمية وتلقّيه للعمل الرّقمي.
الثّانية: تحويله إلى منتج ثان للعملية الابداعية الرّقمية من خلال تغييره لمسارات القراءة.
فالرّقمنة وسّعت مجال التّلقي وأطلقت له العنان للتّصرّف في العمل الأدبي ومساراته شعريّة أو سرديّة يعيش حريّة مفتوحة على خيارات القراءة النّصيّة ؛هو القارئ السيبراني الذي يقرأ على الشّاشة باقتضاب معتمدًا على المسح البصري وبالنّقر على الرّوابط التّشعبية”إذ تسمح له تقنية النّص المترابط بأن يختار للنّص مدخلًا للقراءة ..ويتّضح من خلال تجربة كلّ قارئ أنّ كل اختيار /تبئير يصبح هو المتحكّم في زمن القصّة وتحديد وجهة النّظر كما يصبح هو المتدبّر لأسلوب القراءة ومنهجها لديه حرّية المرور من أي طريق يشاء”[28]،، ما يقتضي الاستعانة
بحقول علمية تتطلّب إلى جانب المعرفة الأدبية واللّسانية والنّقدية معرفة وخبرة معلوماتية ودراية بلغة البرمجة وأنظمة التّشغيل وإلمامًا بمجالات النّشر الالكتروني ما يمنحه امكانية انتاج نصّه الخاص.
2-4-بين الرقمي والورقي:
ممّا لاشكّ فيه أنّ الكتابة بكافة أشكالها (ورقيّة أو رقميّة) هي بدء تداخل في خانة التّواصل الاجتماعي والثّقافي ،وتتميّز الكتابة الرّقمية عن نظيرتها الورقيّة بهندستها وبنيتها التي تغرف من التكنولوجيا ،وعالمها المتغيّر والمتجدّد آليات تشكلها ، وهي آليات تتغيّر بسرعة وتتطوّر تقنياتها وفق مستجدات الكتابة .
وبالتّالي، يجد ممارس الكتابة الرّقمية نفسه أمام تحدّيات أخرى يتجلّى أهمّها في “صناعة الكتابة وفق هذه الخطوات المتسارعة للتكنولوجيا ومكونّاتها خصوصًا ما يتعلّق بالوسائط المتعدّدة والتّركيب الفني والاخراج الرّقمي مع تجاوز أنماط السّرد في الكتابة الورقية قصّة ، رواية،..،إلى أنماط أخرى قادرة على المزاوجة بين التكنولوجيا بكافة أبعادها وبين التّخييل السّردي الذي يتّخذ من التّقنيات الآلية والوسائط المتعدّدة ركيزة أساسية من أجل بناء الحكي والتّفنّن في تركيبه وتشخيصه ليعطي بالتّالي تميّزه واختلافه من التّخييل السّردي الذي ينكتب ورقيًّا –أشارت كما فاطمة كدو في دراستها البنية التّفاعلية لظلال العاشق، مقاربة لعتبات لعبة الكتابة الرّقمية.
لذلك “يختلف عن الكتاب من حيث الترّكيبة فإذا كان تصميم الكتاب يعتمد على الغلاف والصّفحات الأولى للأجزاء فإنّ تصميم المورد الرّقمي يهتمّ بتصميم الواجهات والعناصر المكوّنة لها وإذا كانت بنية الكتاب تتألّف من مجموعة من أجزاء فإنّ بنية المورد الرّقمي تتألّف من مجموعة أجزاء افتراضية”[29]ويمكن أن نورد بعض الفوارق الأخرى:
النّص الورقي | النّص الرّقمي |
يتألّف من بنيات وعلاقات تربط بين البنيات فتصبح القراءة خطّية أفقية | يتشكّل من عقد روابط تربط بين تلك العقد فتصير القراءة اختيارية |
قائم على رسم الحرف الكاليغرافي | يتبنّى البعد الوسائطي |
يخضع إلى سلطة رقابة دور النّشر | يجد مجالًا كبيرًا للنّشر لاتّصاله بالفضاء الشبكي |
لا يتطلّب انتاجه سوى المعرفة بقواعد الكتابة وتقنياتها | يتّسم بتعدّد العلامات بمزج بين الكتابة والصّوت والحركة والصّورة والمشهد السينمائي والرّسم |
وقد أشار جميل حمداوي إلى أن الفرق بين النص الإلكتروني والنص الإبداعي العادي يكمن في الوسيط الذي يستعمله على مستوى الطبع والنشر والتوزيع. بينما يخضع النص الرقمي لمواصفات لوغاريتمية رقمية، أو لمواضعات إعلامية وآلية وتقنية خاصة، وتوظيف لمجموعة من مفاهيم الحاسوب ومصطلحاته المتنوعة من أجل بناء تجربة رقمية إبداعية معينة.
4-الوسائط اللغوية في نسيان .com:
تغذّي الذّاكرة في رواية نسيان .com كافة المفاصل والمكونات السّردية ، فتساعد على صياغة المشاعر في قالب حميمي يلفُّ لبَّ الرّواية النّسائية ، كتبت أحلام مستغانمي في نصّ مجنّح رشيق محنة النّساء ومتاهاتهنّ في الأمكنة والهويات وعجزهنّ عن مقاومة تيار الماضي الذي نحت الكينونة /الأنوثة في قالب الانتظار. اعتمدت بذلك على التّوالد الحكائي المتناسل من الحكاية المركزية/المرأة ؛ مركز الرّحى في الرّواية والوتر الذي يحدّد ملتقى الأحداث والعلاقات، فدويُّ الأنثى كعلامة نصّية جاذبة للجميع المحاور السّردية عبر فضاء النّص هو ما تتقنه أحلام مستغانمي بتعبير الأخضر بن السايح-،لأجل ذلك اضطلعت بالحكي على شاكلة شهرزاد كي تنقذ بنات جنسها اللّاتي يعانين الخيبة العاطفية والخيانة الذّكورية وقد تبنّين شعارها (أحبيه كما لم تحب امرأة وانسيه كما ينسى الرّجال )وهي في كلّ ذلك تقف على مدار 329 صفحة ضدّ الذّاكرة التي تفتكّ بالنّساء اللّائي وقعن في الحب ليجدن أنفسهنّ وسط صحراء باردة وقد انتهت نوبة العشق الهاتفية وتوقّفت الرسائل.
كما كشف المتن السّردي عن الايهام بالواقعية ،حيث نلمس الخطّية والذّاتية في تتبّع الشّخصية المحورية التي تتمثّل الشّخصية السّاردة/النّاصحة” فاستثمار المرأة /الكاتبة لجوانب من سيرتها الذّاتية في ممارستها الرّوائية يعكس وعيها بأنّ الكتابة هي وحدها التي تكسب أناها الوجودي الدّيمومة إذ تؤكّد هويّتها الخاصّة وتبرز كيانها المختلف في مجتمع ذكوري يواصل تكريس هامشيتها”[30]. ولعلّ العصب الحيّ في تفعيل النّسيج النّصي وضخّ خلاياه بدماء حارّة هو خطاب النّصائح إذ جعلت عنوانًا لكلّ نصيحة /نصّ سواء كان العنوان شعارًا سياسيًا أو انتاجًا أدبيًا أو مخزونًا ثقافيًا وجيء بكتابها “حقيبة اسعافات أوليّة لإيقاف نزيف القلوب الأنثوية عند الفراق”[31]
4-1-العنوان:
تُعدّ رواية نسيان .com للرّوائية الجزائرية أحلام مستغانمي نمطًا مميّزًا من الكتابة تصلح لأن تصنّف في سياق الرّواية الجديدة التي “تؤسّس قوانينها الذّاتية وتنظر لسلطة الخيال وتتبنّى قانون التّجاوز المستمر”[32]
تنمو هذه الخاصيّة وتتكاثر منذ الوهلة الأولى في رواية نسيان .com التي تفاجئ القارئ بغياب المؤشّر الجنسي /النّوع الأدبي الذي تنتمي إليه الرّواية، تاركةً خانة التّجنيس شاغرةً ،ولا تغيب عتبة التّجنيس إلّا بوعي من الكاتبة بُغية وضع القارئ عنوةً في مهمة الاستنتاج ، كما أنّ الجنس الأدبي لا يستطيع أن يستمرّ متشرنقًا على نفسه أو أن يرغم أنّه كائن نقيّ تمامًا من الاختلاط – بتعبير عزالدين المناصرة-ما يجعلنا نستحضر مقولة الشّاعر مرسيه سبستيان: “تساقطي تساقطي أيّتها الجدران الفاصلة بين الأنواع ،لتكن للشّاعر نظرة حرّة في مرج فسيح فلا يشعر بعبقريته سجينة الأقفاص ، حيث الفن محدود ومصغر”[33]
لذا تتحقّق هويّة الكتاب عبر تدمير النّموذج واختيار المغامرة حين تتلاشى الحدود وتنردم الهوة الفاصلة بين الأنواع الأدبية، ليجد القارئ نفسه أمام أكثر من جنس أدبي قصّة ،شعر ، موسيقى ، أمثال ـ أقوال المشاهير ، وإزاء هذا التّشكيل الفسيفسائي والجدل التّجنيسي والتّوالد السّردي المتشظي المكوّن من عشر نقلات سرديّة في كلّ واحدة منها ما يفوق الخمسة عناوين .تتراسل الفنون في مجال الرّواية وتتآزر لتتجاوز الفنون غير القولية ما جعل الرّواية -خاصّةً- جسدًا حيًّا منفتحًا غير مكتف بذاته بل سيبقى في طور التّجريب لأنّ جنس الرّواية منذ نشأته في حاجة ماسّة إلى أجناس أخرى يتداخل معها لكي يضمن بقاءه أولًا ويجدّد سماته الابداعية ثانيًا، معنى ذلك أنّ “مبدأ التّجانس بين الأنواع الأدبية أمر لا مفر منه ،ذلك أنّه ينتج عن توليد أنواع أخرى ، وهو ما يعني أنّ التّطعيم الأدبي لجنس أدبي بنوع آخر يولّد حالةً جديدةً يستدعى مهارات وقدرات معرفية من أجل الكشف عن أسراره وجماليته”[34] وهذا التّفاعل من شأنه أن “يسهم في بعث الأنواع وجعلها تتمتّع بأكثر حيوية خلافًا في انحصارها ضمن نطاق محدّد شكلًا ومضمونًا ممّا قد يحدّ من استمراريتها”[35].
إنّ انتهاك قانون التّجنيس هو التّقنية التي لجأت إليها أحلا م مستغانمي وغيّبت صيغته من صفحة الغلاف رغبة منها في استبدال “صيغة التّجنيس الصّريح بما يشبه التّجنيس الخفي الذي يعطي الفرصة للقارئ حسب سياقه الزّمني أن يستخرج معطيات النّص وأفقه”[36]
4-2-العنوان الفرعي:
أحبّيه كما لم تحبّ امرأة
وأنسيه كما ينسى الرّجال
جسّدت هذه الجملة النّسقية المثبتة في أولى صفحات الرّواية عنوانًا فرعيًا بأسلوب نمطي داعم للعنوان الرّئيسي وشعارًا “بل نهجًا نسائيًا تكتسبه المرأة بذكائها الذي هو وليد غباء سابق”[37]،اختارت الرّوائية هذا الشّعار على ظهر الغلاف وقد تكرّر في صفحة مفردة داخل الكتاب كموجّه قويّ للقراءة فأسندت الطّبائع بشكل قطعي وشامل ؛الحب للنّساء وللرّجال النّسيان، وصار الكتاب مجموعة وصايا طريفة في النّسيان وكأنّ الكاتبة ترد عن تهمة اجترار الخطاب الذّكوري وانتاج صورة المرأة بوعي لا نسوي في ثلاثيتها الرّوائية.
4-3-يحظر بيعه على الرجال:
تنهض صفحة الغلاف على تحذير مختوم بالختم الأحمر عبارة هذا الكتاب يحظر بيعه على الرجال ضمن خطّة دعائية تنظمها الكاتبة بهدف التّسويق لرباعية الحب التي بدأتها مع النّسيان وأرادت لخلاصة نصائحها أن تكون كتالوغا سريًّا لكلّ امرأة لمواجهة الخيبات العاطفية ونسيان رجل أحبته بصدق. وفي الحقيقة هي تبحث عنهم بهذا المنع فهي تعرف تمامًا أنّ كلّ ما هو ممنوع ومستحيل مرغوب ليدسّوا فضولهم فيه ويمعنوا النّظر في خرائط الخراب التي حفروها في أرجاء الذكريات، فيردّ الرّجل على هذا المنع بقوله: “لكنّه ليس جديرًا بأن يكون في يد امرأة عاشقة ورجل تعود أن تصحبه الوردات والياسمين وقطوف نزار إلى معشوقة ..إنّ هذا الكتاب خطير وشرير ولاعب ومذكّر”[38]
5-الوسائط الرقمية:
5-1-الشعار السوبرناتي com:
تتجلّى أولى ملامح التّجريب في الرّواية من العنوان الذي يعتبر اختزالًا لمسارات الحكي بين دفتي الكتاب وتعبيرًا لسانيًا ،بصريًا ومفتاحًا تأويليًا برأي امبرتوايكو تنتح دلالاته السيميائية على القارئ فتدفعه للعبور إلى عوالمها ليصادف بصيغة العنوان البنائية نسيان .com التي تهيئ للقارئ أنّه عنوان لموقع وليس عنوان رواية (سيما تغييب المؤشّر / رواية ) إذ تبدو فيه سيطرة ثقافة الميديا على العصر ،حيث تبنّت الكاتبة في رسمه على ذلك الشّعار السوبرناتي(com)؛تعلن به عن الموقع النّسوي الجديد الذي ضمّنته كتابها: nessyane.com
ولم تقتصر الرّواية في بنيتها العنوانية على البنية الحرفية والصّورة اللّغوية بل تجاوزتها إلى الصّورة البصريّة على غرار العناوين السّينمائية ذات الوظائف الايحائية والسيميولوجية “[39]،يثير العنوان حالة من الابهام ،تحثُّ المتلقي على البحث في ماهية السّري /الخفي من ادراج الشّعار( com) دون غيره في العنونة ، هل الهدف اشهاري تسويقي؟ وإن كان اسم المؤلّفة في حدّ ذاته علامة اشهارية بامتياز. لو كان الهدف من توظيفه تسويقيًّا ، لما لم توظّف الكاتبة النّطاقات الأخرى اللّاحقة ( org) مثلا الدّالة على مواقع المؤسّسات والهيئات والمنظمات (اختصار لorganisation) وهذا يتماشى مع موضوعها الرّامي لتأسيس حزب للنّسيان ، أو اللّاحقة (net) المخصّصة للشّركات التي توفّر خدمات متنوّعة ويمكن استخدام هذا النّطاق للشّركات التّجارية (اختصار ل network )[40] وهذا يناسب الموضوع/ المتن الذي يعرض ترسانة من الوصايا والنّصائح. لقد وظّفت الكاتبة النّطاق الأشهر في العالم الخاص بالعلامات التّجارية(com)(اختصار ل commercial) أي تجاري والتي تومئ مباشرة الى الموقع الالكتروني الذي أطلقته الكاتبة تزامنًا مع صدور الكتاب. ولم يدّخر العنوان جهدًا في أداء وظائفه الاشهارية التي تخدم عملية تسويق الكتاب الذي يمثّل دليلًا للنّسيان جاء تحت طلب مُلِح لصديقاتها إنّه نموذج للكتابة تحت الطّلب بتعبير- نوال قرين- الذي يحقّق :
الانتشار النّسقي للمدوّنة الابداعية
نسق الكتابة الجماهيرية خدمة لثقافة العرض والطّلب
الاستهلاك
وإذا تمّ تعريب نسيانكم فإنّ ضمير الجمع المذكّر يكرّس جليًّا هدف الكاتبة على أنّ النّسيان هنا ليس سوى نسيان الرجال.
جاهرت الكاتبة في أحد الفصول الأخيرة أنّه من المفروض عليها أن تجمع أربعين ألف توقيعًا نسائيًّا عبر الكتاب “ما يعني أنّ طبعته الأولى بلغت أربعين ألف ،وهذا رقم كان يستحيل على نجيب محفوظ قبل وبعد تحصيله جائزة نوبل ونزار قباني أن يحلما به”[41]،كما نشرت مجلة فرنسية تُعنى بالكتب العالمية الجديدة صورةً ظهرت فيها فتيات ونسوة محجبات ينتظرن دورهنّ للحصول على هذا الكتاب وعلى يد إحداهنّ هاتف خلوي تتلقّى عبره نصائح أحلام مستغانمي النّسوية ما يدلّ بوضوح على حماسة النّسوة العربيات إزاء هذا الكتاب الذي يقدّم بحسب ما تقوله صاحبته وصفات -للشّفاء من الحبيب -يعظهنّ ويكبل لهنّ الحكم والأمثال لينجون من أشراك الرّجال وحيلهم .
5-2- CD:
من أكثر السّمات الجمالية التي تنبني عليها الرّواية التّفاعلية هي وجود الميلتيميديا التي غيّرت مجرى السّرد من خلال “مزج وانصهار الابداع الأدبي في الصّورة والصّوت فضلًا عن الامكانات التي يوفّرها النّظام التّرابطي”[42]. حيث يمكن “للبصري والسّمعي واللّساني وكلّ آلات الادراك الحسّي التّعايش فيما بينها ضمن البنية نفسها وفق مبدأ الاستثارة الايحائية التي يطلق عنانها تمثيل لفظي متعدّد بطبيعته ،ما لا تقوله الكلمات تحققه الصّورة أو المعزوفة الموسيقية”[43]. تفاجئ أحلام مستغانمي القارئ حين أرفقت العمل بقرص مضغوط CD،للفنانة جاهدة وهبي وهي تغني قصائدها طربًا /الأشعار المبثوثة في النّسيج النّصي، ويعدّ هذا الصّنيع سابقة أولى تمزج بين الأدب والطّرب في عمل واحد في ديو أو ثنائية فنية اعتدنا مشاهدتها في الأغاني المشتركة والبطولات السينمائية.
هذا التّزاوج بين الحرفي/النّسيان/الرّواية وبين الصّوتي/ CD / الموسيقى، خرق توقّع القارئ الذي أقبل بلهفة وشوق على قراءة النّسيان ،فإذا كان النّسيان هو فقدان ذكره، وخلوّ البال منه، فقدان الذّاكرة جزئيًا أو كليًّا، هو التّرك والفقدان ،والموسيقى هي انسجام وذوبان الذّات في الأشياء ما يحسّن المزاج ،والنّسيان عادة يتمّ لا اراديًّا دون وعي فإنّ الموسيقى أداة مساعدة لإضفاء شرعيته على النّسيان. كان اختيار الكاتبة للموسيقى /نصًّا مرافقًا موازيًا للنّص المكتوب باعتبارها كما يقول بتهوفن: “نوع من الوحي ، قد يكون أعمق من الحكمة والفلسفة ، الموسيقى هي التّربة الخصبة للنّفس حتى تحيا وتفكر وتخترع” لذلك فهي أكثر اختراقًا لذواتنا من كل الفنون الأخرى كونها تخاطب الجوهر.
ما يؤكّد النّزعة التّجريبية من جهة ويؤكّد أنّ خطاب البوح والاعتراف الذي ترسم الرّوائية مساره بلغة عيادية اكلينيكية يتّكئ على الموسيقى وسيلة للعلاج، تقول :”خذي ال CDجزء من العلاج يمكنك تناول هذه الأغاني على الرّيق وقبل الأكل وبعده مدّة العلاج مفتوحة ولا وجود لأيّ أعراض جانبية ، حالات بكاء لبعض النساء وهنّ يستمعن للأغنية خذي هذه الجرعة الموسيقية قبل الأكل”[44]تحاول أحلام مستغانمي أن تقدّم للنّساء أقراص نسيان كوم لمعالجتها من أدوائها العاطفية ما دام الفيروس متفشّيًا في ذاكرتهنّ وكلمّا توغّل نحتاج إلى مضاعفة من ترياق النّسيان. تقول الكاتبة في فصل بعنوان (هكذا تورّطت في هذا الكتاب) : ما هذا الكتاب سوى إغراء بالنّسيان، ومصدر الورطة وكما جرى بين سطور الكتاب هو اتّخاذ الأديبة موقف النّاصحة والمرشدة استكملته بأغنيات ال CDالمرفق المعنون ب أيّها النّسيان هبني قبلتك ليصبح العمل الصّوتي والخطي تصويتًا ضدّ الحبّ ودعوة ًصريحةً لتعلّم فنّ النّسيان بتعبير لحاتم الصكر.
5-3-موقع الرواية nessyane.com :
تدشّن رواية أحلام مستغانمي لخطاب حداثي ؛استثمر لغة العولمة ،الفايسبوك والمنتديات ما وضع النّص وجهًا لوجه مع التّقنية ،يقدّم مقتطفات من الرّواية في موقع الانترنيت المخصّص لها على شكل نصّ الكتروني وقابل للمشاهدة والاستماع، ما أسهم في تغيير خارطة العلاقة بالأشياء من كونها عضويّة أو آليّة إلى كونها سبرانية معلوماتية.”ممّا أهّلها أن تتبوّأ مكانةً محترمةً داخل منظومة ابستمولوجية جديدة هي ما بعد الحداثة التي يصعب القبض على مفهوم واضح لها بل عدم الوضوح هو الوضوح عند أتباعها واللّاقاعدة هي القاعدة ، تخاطر بكل المقولات الثّقافية والأدبية ما أحلّ أن تكون أكثر قربًا من تماس العالم المعاصر عن طريق التّسلية والمحاكاة السّاخرة والملاعبة النّصية واللّعب باللغة واعطاء الكلمة دلالات غير محدودة ما خلق عالما فانتازيا جديدا “[45]
يتيح الفضاء الشّبكي مساحة شاسعة للمبدع الرّقمي / أحلام مستغانمي لتتعامل مع قراء افتراضيين متيحة لهم الفرصة الأكبر للتّفاعل من نصوصها، ويعتبر لويس باستون أستاذ علم الجماليات بجامعة مونتريال بكندا أوّل من طرح فكرة المتخيّل الرقمي سنة 1985حيث يقول في حوار خاص مع الباحث المغربي عبده حقي “إنّنا نريد أن نتكلّم عن الصّورة الرّقمية عبر سؤال :إلى أيّ مدى تكون هذه الصّورة مدركة ومرئيّة بواسطة الحاسوب وبواسطة الهندسة التكنولوجية ، إنّ مفهوم المتخيّل يغيّر مسألة الصّورة وذلك بوضعها من وجهة نظر عريضة وعميقة فلقد اخترت مقاربة عامة للصّورة وذلك بأن جعلت منها مسألة انتربولوجية وجمالية وابستمولوجية وقد أثار هذا التّصوّر بعض المهتمين الذين رأوا في هذه الصّورة مجرد افرازات صناعيّة أو علوم تطبيقيّة[46] .
لذلك حقّقت الكتابة تزاوجًا مدهشًا بين الرّواية/مستويات خطابية والتّقنية / مستويات صوتيّة وما تتيحه مساحة للتّفاعل من خلال مشاركة تجاربهم مع القرّاء والافادة من تجارب الآخرين، إذ تكشف الصّفحة للمتلقي شكل البنية التّفاعلية التّوجيهية التي اقترحتها أحلام :nessyane.com ، بمجرد ولوج فضاء هذا النّص الافتراضي تتاح الفرصة للرّوابط المنشطة وللقارئ النّقر والاختيار ، حيث التّحرّر الكلي من سلطة الخطي ،يجد القارئ نفسه قبالة الكتابة الزرقاء بتعبير عمر زرفاوي، حيث أصبح الوسيط هو المحدّد للمنتج حين يصافح بصرك صفحة الموقع الرّئيسية تجد:
يتصدّر صفحة الموقع الرّئيسية عنوان الرّواية نسيان .com وعلى شماله زهرة النّسيان في قرابة مع اسم المبدعة وتحت العنوان تتموقع العناوين الفرعية التي يترابط معها المدخل . وفي أسفل الصّفحة يتأرجح شعار نسيان مع حركة المياه بتفعيل الوسيط /في دمج النّصوص المتحرّكة مع النّصوص المكتوبة، ثمّ دوّن بلاغ رقم واحد توضّح فيه الكاتبة الغرض من تخصيص هذا الموقع للرّواية تقول: “هذا الموقع أسّسته لرفع الغبن العاطفي عنكم، ننتظر مشاركتكم واثراء جميع أبوابه بأفكاركم تجاربكم ونصائحكم هو تحت إدارتكم ونجاحه رهن بكم ، تكفلت فقط بإنشائه لأهديكم حضانة عاطفيّة وحياة أجمل بعد النّسيان”
تسهم هذه الصّفحة في جذب أصناف عديدة من القرّاء تتباين أعمارهم ووظائفهم ومواهبهم ومستوياتهم الاكاديمية والاجتماعية إذ يتمكّن القارئ المشاهد المتفاعل أن يقرأ ويشاهد ويسمع -وقد قدّمت في هذا السّياق الباحثة فطيمة فرحي دراسة مميّزة عن تجاوز التّقاليد والأعراف الكتابية في الرّواية -فامتلاك أدوات العصر أدّى إلى تمكّن المبدعة من أداء دورها الخلّاق بشكل أفضل منه في حال عدم امتلاكها له -بتعبير فاطمة البريكي -إذ تصبح قادرة على التّفكير بطريقة تتناسب أيضا مع العصر الذي تعيشه ويتسنّى لها ابتكار طرق جديدة لتقديم روايتها بما يتواءم أيضًا مع العصر ، ومن شأن هذا أن يؤثّر في الطّريقة التي سيتلقّى بها الجمهور العمل وكيفية تفاعله معه. لذلك فتحت الكاتبة للقرّاء خاصة النّساء تقول: “حضانة عاطفية في الأنترنت لاستقبال ضحايا الذّكريات التّعيسة قصد إعادة تأهيلكنّ للحياة”[47].
تشكّل العتبات /الرّوابط جانبًا من لعبة الكتابة الرّقمية وهي عتبات تخرج النّص الرّوائي من خطّيته وتخلق له امتدادات مع عالمه الخارجي/الواقعي بلعبة الذّهاب والاياب، تجد من أبرز الرّوابط:
اكتب تعليقًا
اكتب نهاية اخرى
راسل
تواصل مع المؤلّف
مقالات ودراسات عن الرّواية
وهذا يدعّم المرحلة الانتقالية من الورقي إلى الرّقمي التي يعيشها الأدب.
أ-الميثاق/ ميثاق شرف أنثوي:
أعدّت الكاتبة في الرّواية ميثاقًا ضمّنته جملة من البنود الذي يشترط على كلّ قارئة التّوقيع عليه والالتزام به تمامًا كما فعلت مع بطلة الرّواية كاميليا فؤاد الهاشم في النّسخة الورقية:
وتؤكّد استكمال التّوقيع عند زيارة الموقع: “لا تنسين في خضم النّسيان أن توقعن بدوركنّ ذلك الميثاق وأن ترسلن اشعارًا بذلك إلى الموقع. ليضاف إلى توقيع كاميليا توقيع حزب الصّديقات وجماهير المناضلات”[48]حيث نجد وصلة الميثاق بمجرد النّقر عليها لتنقل المتصفّح إلى البنود وإلى اسم آخر مشترك وقّع على الصّفحة، حيث يتم ادراج الاسم ، البلد ، البريد الالكتروني:
ب- النصائح/ الوصايا:
إذا كانت الرّواية قد ضمّنت جملة من النّصائح النّسائية في المتن الرّوائي/الورقي على غرار النّصائح التي وجّهها الشّاعر الألماني والرّوائي البيروني ماريو فارغاسيوسا والشّاعر محمود درويش إلى الشّعراء والرّوائيين الجدد ،فإنّها خصّصت في الموقع رابطًا معنونًا بنصائح لنسيان الرّجال بالنّقر عليه ينقلك إلى وصلة “لا تترددن في تسجيل نصائحكنّ” لينقل القارئ إلى مساحة مخصّصة له ، يكمل ما بدأته الكاتبة في سرد التّجارب والنّصائح.
نشرت أحلام على الصّفحة :”من تملك منكنّ نصيحة ، قد تأتي بها لنجدة نساء قابعات في غوانتنامو الحب فلا تبخل بها عليهنّ ، إنّ هذا الباب مخصّص لمن منحتها آلامها مع الذّاكرة حكمة ونعمة النّسيان نعمة قد تغدو مباركة ،إن هي أهدتها لمن تعاني الألم نفسه”
ج-مقولات عن النسيان:
تقول الكاتبة أحلام مستغانمي في هذه الصّفحة: “لقد شغلت ثنائيّة النّسيان والذّاكرة الفلاسفة والكُتّاب والحكماء منذ الأزل. مقولات هذا الكتاب جمعتها لكم على مدى أعوام من المطالعة وبعضها من كتاباتي. ننتظر أن تضيفوا إليها كلّ ما تقطفونه من ورود النّسيان أثناء قراءاتكم. لنصنع منها باقة من حكم النّسيان”، تعرض الرّوائية المقولات التي صمّمتها في بطاقات جاذبة سابحة في فضاء الصّفحة تستقطب اعجاب ومشاركة القرّاء بما يضيفونه لأجل ذلك ركّز عبد النور ادريس على فاعليّة القارئ في كتابه: الثّقافة الرّقمية من تجلّيات الفجوة إلى الأدبية الالكترونية باعتبار أنّ “النّص الرّقمي وهو يخلخل النّظرية الأدبيّة يرجع فاعليته الأدبيّة إلى المتلقي المتفاعل المستهلك المنتج الذي ينزاح عن المركز ليقيم في الهامش دون مرجعية حيث يستطيع الهامش أن يترابط بالمركز فقط من أجل اضعاف سلطته والتقليل من هيمنة أدواته “[49].لكن هذا التّوزيع الذي تبناه الكاتب لمواقع أطراف العملية الابداعية واعتمد فيه على ثنائية المركز والهامش فيه نوع من الاجحاف لأنّ كلا من المبدع الرّقمي/ مبدع منتج و المتلقي الرّقمي/متلقي منتج يتموقعان في مراكز تفاعليّة ويتبادلان المواقع وفقًا لما للوضعيات الافتراضية التي يتّخذانها. ونختار من الموقع:
ينتهي القارئ متى شاء وفي أيّ نقطة شاء ، فعدم خطّيّة النّصوص الرّقمية حوّل للمتلقي سلطة ايقاف النّص بتوقّفه هو عن القراءة ويمكنه أن يبدي رأيه بمراسلة الكاتبة.
خاتمة:
(نسيان com) لأحلام مستغانمي يعدّ أنموذجًا للنّص الذي انفتح في اطار التّجريب على الحوسبة ،وظّفت فيه الكاتبة الخصائص التي أتاحتها تقنية النّص التّفاعلي ،والتي سمحت بالرّبط بين النّص الكتابي والصّور والموسيقى، باستخدام وصلات زرقاء تقود إلى ما يرتبط بالنّسيان /الموضوع ويقدّم إضاءة للنّص/ الرّواية ،فقد ولّد التّأرجح بين الفنّيّات الأدبيّة والجماليات اللّفظيّة وبين التّقنيّات المعلوماتية الالكترونية جنسًا أدبيًّا تطرب له الأذن؛ إذ تخاطب العواطف بالمؤثّرات الصّوتية والحركيّة وبالتّالي تمكّنت من خلال الموقع nessyane.com بناء علاقة جديدة بين النّص والمتلقي/المستخدم.
قائمة المصادر والمراجع :
أ-المصادر:
- مستغانمي ،أحلام: نسيان com ،دار الآداب ن بيروت، 2013.
ب -المراجع العربية:
- ادريس ،عبد النور: الثقافة الرقمية، سلسلة دفاتر الاختلاف ، مكناس/المغرب،ط1،2001.
- البريكي ،فاطمة : مدخل إلى الأدب التفاعلي ، المركز الثقافي العربي ، الدار البيضاء، المغرب ،ط1،2006
- بنكراد ،سعيد: وهج المعاني سيميائيات الأنساق الثقافية، المركز الثقافي العربي ، الدار البيضاء/بيروت،ط1،2013.
- جناني ،عزيز: الموارد البيداغوجية الرقمية ومنهجية تطويرها، دار ابي قراقر للطباعة و النشر ،المغرب ،2014
- حمداوي ،جميل :الأدب الرقمي ،بين النظرية والتطبيق ، شبكة الألوكة،ط1،2016.
- حمداوي ،جميل: المقاربة الميديولوجية ، نحو مشروع نقدي عربي جديد في دراسة الأدب الرقمي،2017كتاب رقمي على موقع، http: //www.alukah.net/literature_language
- عزام ،محمد : اتجاهات القصة المعاصرة في المغرب ، منشورات اتحاد الكتاب العرب ،دمشق ،1987.
- كدو ،فاطمة: أدب .com ، مقاربة للدرس الأدبي الرقمي بالجامعة، دار الأمان ،الرباط /المغرب،ط1 ،2015
- كرام ،زهور: الأدب الرقمي أسئلة ثقافية وتأملات مفاهيمية، دار الأمان، الرباط/المغرب،ط2،2013
- لبيبة ،خمار: النص التفاعلي وآليات السرد وسحر القراءة ،رؤية للنشر والتوزيع ، القاهرة،ط1
- المريني ،محمد: النص الرقمي وابدالات النقل المعرفي ، دار الثقافة، الشارقة،ط1،2015.
- المناصرة ،عزالدين : علم التناص المقارن ، دار مجدلاوي، الأردن،ط1،2006
- يقطين ،سعيد: من النص إلى النص المترابط، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء،بيروت،2005.
- يقطين ،سعيد: الرواية والتراث السردي، من أجل وعي بالتراث، رؤية للنشر والتوزيع،القاهرة،2006.
- يقطين ،سعيد: النص المترابط ومستقبل الثقافة العربية نحو كتابة عربية رقمية ، المركز الثقافي العربي ، الدار البيضاء ، المغرب،ط1 ،2008.
ج-المراجع المعرّبة:
- آلن ،روجر: الرواية العربية، تر:حصة ابراهيم المنيف ،المجلس الأعلى للثقافة ،ط2،1997.
- بوتور ،ميشلال: بحوث في الرواية الجديدة تر:فريد أنطونيوس ، منشورات عويدات ،بيروت ،ط2،1986
- بيير ،بوتز: مفهوم النص في الأدب الرقمي، تر:عبده حقي،كتاب رقمي.
- تيغم ،بول فان: المذاهب الأدبية الكبرى في فرنسا، تر:فريد انطونيوس، منشورات عويدات ،بيروت،ط3،1983
- فوكو ،ميشال: حفريات المعرفة، تر:سالم يفوت ، المركز الثقافي العربي ، المغرب/بيروت،ط2
- ماتز ،جيمس: تطور الرواية الحديثة ،تر: لطيفة الدليمي، دار المدى،بغداد،ط1،2016.
د- المراجع الأجنبية:
- Genette.nauveau discours du recit.seuil.paris.1983.
ه-المجلات:
- يخلف ،فايزة: الأدب الالكتروني في سجلات النقد المعاصر ، مجلة مخبر أبحاث في اللغة والأدب الجزائري ـبسكرة ،2013.
- فضل ،صلاح: التجريب في الأبداع الروائي ،ضمن كتاب الرواية العربية ممكنات السرد ،سلسلة الآداب والعلوم الانسانية ،م36،ع5،2014.
- دورليان، جورج:الرواية الجديدة في فرنسا مغامرة الشكل والمضمون ، مجلة العربي،ع544،وزارة الاعلام، الكويت،2004
- السالمي ،عبد الدايم: الرواية العربية وتجريب اللامعقول، مجلة الرافد ،ع45،الشارقة ،2009.
- قديد ،دياب :تداخل الأجناس الأدبية في الرواية الجزائرية المعاصرة، المؤتمر النقد الدولي الثاني عشر ، جامعة اليرموك ،مج1
و-المواقع الالكترونية:
- بوشوشة بن جمعة: الرواية النسائية الجزائرية، أسئلة الكتابة، الاختلاف،التلقي،11.11.2020،الساعة17:05،com..benhedouga
- معبوشي ،عبد الوهاب: الحب في كتابه الأسود،الساعة:23.26،11.11.2020،djazairess.com
- تعرف على الفرق بين ( org. net. com ) المعاينة11نوفمبر2020،الساعة15:30،com
- معنى النطاق،المعاينة11نوفمبر2020،الساعة18:19:word press.com
- اكتشف الفرق بين( org. net. com ) المعاينة10نوفمبر2020،الساعة20:00،info
-زهور كرام: الأدب الرقمي أسئلة ثقافية وتأملات مفاهيمية، دار الأمان، الرباط/المغرب، ط2،2013، ص140[1]
-روجر آلن: الرواية العربية، تر:حصة ابراهيم المنيف ، المجلس الأعلى للثقافة ، ط2،1997،ص181[2]
.G.Genette.nauveau discours du recit.seuil.paris.1983.p109- [3]
-ميشلال بوتور : بحوث في الرواية الجديدة تر:فريد أنطونيوس، منشورات عويدات ،بيروت،ط2 ،1986،ص85[4]
-جورج دورليان :الرواية الجديدة في فرنسا مغامرة الشكل والمضمون ، مجلة العربي،ع544،وزارة الاعلام، الكويت،2004،ص88.[5]
– محمد عزام : اتجاهات القصة المعاصرة في المغرب ، منشورات اتحاد الكتاب العرب ،دمشق ،1987،ص405[6]
صلاح فضل: التجريب في الأبداع الروائي ،ضمن كتاب الرواية العربية ممكنات السرد ،سلسلة الآداب والعلوم الانسانية ،م36،ع5،2014،ص85.[7]
– ميشال فوكو: حفريات المعرفة، تر:سالم يفوت، المركز الثقافي العربي ، المغرب/بيروت،ط2،ص13 [8]
– سعيد يقطين: الرواية والتراث السردي، رؤية للنشر والتوزيع ، القاهرة، 2006،ص143.[9]
ينظر جميل حمداوي :الأدب الرقمي ،بين النظرية والتطبيق ، شبكة الألوكة،ط1،2016،ص7[10]
زهور كرام : الأدب الرقمي،ص23.[11]
فايزة يخلف: الأدب الالكتروني في سجلات النقد المعاصر ، مجلة مخبر أبحاث في اللغة والأدب الجزائري ـبسكرة ،2013،ص101[12]
جميل حمداوي: الأدب الرقمي بين النظرية والتطبيق، ج1،شبكةالألوكة ،ط1،2016،ص14[13]
[14]سعيد يقطين: النص المترابط ومستقبل الثقافة العربية نحو كتابة عربية رقمية ، المركز الثقافي العربي ، الدار البيضاء ، المغرب ،ط1،2008،ص192.
[15] زهور كرام : الأدب الرقمي، 34.
[16]فاطمة البريكي : مدخل إلى الأدب التفاعلي ، المركز الثقافي العربي ، الدار البيضاء، المغرب،ط1 ،2006،ص136.
[17]ينظر زهور كرام : الأدب الرقمي ،ص ص 35،36.
خمار لبيبة: النص التفاعلي وآليات السرد وسحر القراءة ،رؤية للنشر والتوزيع ، القاهرة،ط1 ،ص ص 202،203[18]
ينظر زهور كرام : الأدب الرقمي ،ص35[19]
زهور كرام : الأدب الرقمي ،ص50.[20]
[21]فاطمة كدو: أدب . com ، مقاربة للدرس الأدبي الرقمي بالجامعة، دار الأمان ،الرباط /المغرب،ط1 ،2015،ص ص 71،75.
[22] محمد المريني: النص الرقمي وابدالات النقل المعرفي ،ط1،دار الثقافة، الشارقة،2015،ص105
[23] فاطمة البريكي: مدخل إلى الأدب التفاعلي، المركز الثقافي العربي ،المغرب/بيروت،ط1،2006،ص ص 50،53
[24] زهور كرام : الأدب الرقمي ،ص ص 43،42.
[25] محمد المريني: النص الرقمي وابدالات النقل المعرفي،ص104
[26] جميل حمداوي: المقاربة الميديولوجية ، نحو مشروع نقدي عربي جديد في دراسة الأدب الرقمي،2017، http: //www.alukah.net/literature_language
[27] سعيد يقطين: من النص إلى النص المترابط، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء،بيروت،2005،ص134
[28]زهور كرام : الأدب الرقمي، ص ص 38،39
[29]جناني عزيز: الموارد البيداغوجية الرقمية ومنهجية تطويرها، دار ابي قراقر للطباعة و النشر ،المغرب ،2014،ص20..
[30] بوشوشة بن جمعة: الرواية النسائية الجزائرية ، أسئلة الكتابة، الاختلاف،التلقي،11.11.2020،الساعة17:05،com..benhedouga
2أحلام مستغانمي: نسيان com ،دار الآداب ، بيروت،2013 ،ص18
[32] عبد الدايم السالمي: الرواية العربية وتجريب اللامعقول، مجلة الرافد ،ع45،الشارقة 2009،ص64
[33] بول فان تيغم: المذاهب الأدبية الكبرى في فرنسا، تر:فريد انطونيوس ،منشورات عويدات ،بيروت،ط3،1983،ص149.
[34] دياب قديد :تداخل الأجناس الأدبية في الرواية الجزائرية المعاصرة، المؤتمر النقد الدولي الثاني عشر ، جامعة اليرموك ،مج1،ص391.
[35] عزالدين المناصرة : علم التناص المقارن ، دار مجدلاوي، الأردن،ط1،2006،ص79.
[36] حسن محمد حماد : تداخل النصوص في الرواية العربية ،ص57.
[37]الرواية ،ص37.
[38] عبد الوهاب معبوشي: الحب في كتابه الأسود،الساعة:23.26،11.11.2020،www.djazairess.com
[39] جميل حمداوي: الأدب الرقمي ،ص91.
[40] ينظر:معنى النطاق،المعاينة11نوفمبر2020،الساعة18:19:word press.com
تعرف على الفرق بين ( org. net. com ) المعاينة11نوفمبر2020،الساعة15:30،Igli5.com
اكتشف الفرق بين( org. net. com ) المعاينة10نوفمبر2020،الساعة20:00، Haltaalam.info
[41] عبده وازن: نصائح أحلام مستغانمي، جريدة الشروق اليومي ،ع2795،الجزائر-15ديسمبر2009.
[42] بوتز بيير: مفهوم النص في الأدب الرقمي، تر:عبده حقي،ص15كتاب رقمي
[43] سعيد بنكراد: وهج المعاني سيميائيات الأنساق الثقافية، المركز الثقافي العربي ، الدار البيضاء/بيروت،ط1،2013،ص123.
[44] الرواية، ص ص 100،99.
[45] ينظر: جيمس ماتز: تطور الرواية الحديثة ،تر: لطيفة الدليمي، دار المدى،بغداد،ط1،2016،ص ص 391،392
[46] مؤتمر استراتيجيات تلقي النص التفاعلي بين صراع النمطية والنظم الدليلية8.11.2020،الساعة20:18،sanajleh-shades.com
[47]الرواية، ص 327.
[48] الرواية ،ص328.
[49] عبد النور ادريس: الثقافة الرقمية، سلسلة دفاتر الاختلاف ، مكناس/المغرب،ط1،2001،ص6