
اضطراب كرب ما بعد الصّدمة وعلاقته ببعض المتغيرات
انفجار مرفأ بيروت 4 آب 2020: دراسة ميدانية لدى عيّنة من سكان مناطق بيروت المتضررة
Post Traumatic Stress Disorder and its relation with some variables Beirut Port Blasy August 4th 2020:
A field study among a sample of the residents of the affected areas of Beirut
د. ليال عبد السلام الرفاعي/الجامعة اللّبنانية، لبنانDr. Layal, A. Al Rifai/Lebanese University | د. هلكا عمر علاء الدين/جامعة بيروت العربية، لبنانDr. Helga, O. Alaeddine /Beirut Arab University |
مقال نشر مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 68 الصفحة 9.
Abstract:
The aim of this study is to examine Post-Traumatic Stress Disorder among a sample of Lebanese people who were affected by Beirut Port explosion on August 4, 2020, and its relationship with the following variables: gender, age, educational level, social status and general health situation. The study followed the descriptive analytical approach in order to verify the formulated hypotheses. The sample of the study was (211), (106) males, and (105) females. The members of the sample were randomly selected from the residents of the areas affected by the Beirut Port explosion, namely: Karantina, Mar Mikhael, Gemayzeh and Ashrafieh. Individual interviews were conducted with every member of the sample to answer the items of the scale used, after calculating its validity and stability coefficient at the Lebanese environment on a sample survey (n = 107). The scale used is the Post Traumatic Stress Disorder scale prepared by Davison (2005). The following statistical methods were used: measures of dispersion and central tendency, “T-test”, and analysis of variance test.
The results of the study showed that there were statistically significant differences at the level of the total score of the PTSD scale according to the gender variable in favor of females. There were no statistically significant differences at the level of the total score of the Post-Traumatic Stress Disorder scale according to the age variable (less than 25 years old, between 25-39 years old, between 40-54 years old, 55 years old and above). The results also showed that individuals with elementary education level and below suffer from PTSD more than their more educated peers in other groups (intermediate, secondary, vocational, bachelors, graduate studies). The results also showed that there were no statistically significant differences at the level of the total score of the PTSD scale according to the variable of social status (single, married, divorced, and widowed). At the level of the variable of general health status (suffers from a disease, does not suffer from any disease), statistically significant differences appeared in favor of individuals suffering from a disease before the harbor explosion incident.
Keywords: Post Traumatic Stress Disorder – Beirut Port Explosion.
ملخص:
هدفت هذه الدّراسة إلى فحص اضطراب كرب ما بعد الصّدمة لدى عيّنة من اللّبنانيين المتضررين من انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020 ، وعلاقته بالمتغيرات الآتية: الجنس، العمر، المستوى التّعليمي، الوضع الاجتماعي والحالة الصّحية العامة. اتبعت الدّراسة المنهج الوصفي التّحليلي بهدف التّحقق من الفروض المصاغة. بلغت عينة الدّراسة (211)، (106) ذكور و(105) إناث. وقد تمّ اختيار أفراد العيّنة بطريقة عشوائية من سكان وأهالي المناطق المتضررة من انفجار مرفأ بيروت وهي: الكرنتينا، مار مخايل، الجميزة والأشرفية. حيث تمّ إجراء مقابلة فردية مع كل فرد من أفراد العيّنة للإجابة على بنود المقياس المستخدم، وذلك بعد احتساب معامل صدقه وثباته على البيئة اللّبنانية على عيّنة استطلاعية (ن=107). والمقياس المستخدم هو مقياس اضطراب كرب ما بعد الصّدمة من إعداد “دافيسون” (2005).
وتمّ استخدام الأساليب الإحصائية الآتية: مقاييس التّشتت والنّزعة المركزية، اختبار “ت”، واختبار تحليل التّباين. وقد بيّنت نتائج الدراسةوجود فروق دالة إحصائياً على مستوى الدّرجة الكليّة لمقياس اضطراب كرب ما بعد الصّدمة تبعاً لمتغير الجنس لصالح الإناث ، وظهر عدم وجود فروق دالّة إحصائياً على مستوى الدّرجة الكليّة لمقياس اضطراب كرب ما بعد الصّدمة تبعاً لمتغير العمر (أقل من 25 سنة، من 25-39 سنة، من 40-54 سنة، 55 سنة وما فوق). كذلك بيّنت النّتائج أنّ الأفراد ذوي المستوى التّعليمي الابتدائي وما دون هم الأكثر معاناة من اضطراب كرب ما بعد الصّدمة مقارنةً بأقرانهم الأكثر تعلّماً في المجموعات الأخرى (متوسط، ثانوي، مهني، ليسانس، دراسات عليا).كما أظهرت النّتائج عدم وجود فروق دالّة إحصائياً على مستوى الدّرجة الكليّة لمقياس اضطراب كرب ما بعد الصّدمة تبعاً لمتغير الوضع الاجتماعي (أعزب، متزوج، مطلق، أرمل). وعلى مستوى متغير الحالة الصّحية العامة (يعاني من مرضٍ ما، لا يعاني من أي مرضٍ)، فقد ظهرت فروق دالّة إحصائياً لصالح الأفراد الذين يعانون من مرض ما قبل حدثة انفجار المرفأ.
الكلمات المفتاحية : اضطراب كرب ما بعد الصّدمة– انفجار مرفأ بيروت.
مقدمة :
يرتبط وجود الإنسان مع وجود الضّغوط الحياتيّة والأحداث المؤلمة والخبرات المجهدة، التي تتمثل في الكوارث الطبيعية من زلازل وبراكين وأعاصير وفيضانات، والغير طبيعية مثل الحروب وأعمال العنف والقتل وحوادث السّير والاغتصاب والاختطاف والاعتداء وموت الأحبة، وتُعرف هذه الأحداث بالأحداث الصادمة. وقد تزايدت الأحداث الصادمة في العصر الحديث لتشمل العديد من المجتمعات والبلدان حول العالم، وتفاقمت نتائجها الخطيرة، وظهرت تأثيراتها السّلبية على الأفراد من الفئات العمريّة كافة، وفي مختلف جوانب حياتهم وخاصة الجوانب الصحية والنفسية والاجتماعية. هذه الأحداث قد تتسبّب في استجابات تفوق قدرة الأفراد على تحمّلها ومقاومتها، وتشكل تهديداً لصحتهم ولتوازنهم، وينتج عنها اضطراب ات نفسية، وأكثرها شيوعاً هو اضطراب كرب ما بعد الصّدمة PostTraumatic Stress Disorder ويُرمز له ب(PTSD).
يحدث هذا الاضطراب عندما يتعرّض الفرد لحدثٍ مؤلمٍ أو صدمةٍ نفسيةٍ تتخطّى خبراته المألوفة، وتتمثل أعراضه التّشخيصيّة بإعادة التّجربة مثل ذكريات الماضي والكوابيس، تجنب المثيرات المرتبطة بالصّدمة مثل الأماكن والأشخاص التي تذكر بالحدث الصّادم، وزيادة الاستثارة مثل صعوبة النّوم أو كثرة النّوم، والغضب والتّهيج وصعوبة التّركيز.
ويكون اضطراب كرب ما بعد الصّدمة حاداً إذا استمرت الأعراض لأقل من ثلاثة أشهر، ويكون مزمناً إذا استمرت الأعراض لأكثر من ثلاثة أشهر، ويكون مؤجلاً إذا ظهرت الأعراض بعد ستة أشهر من الحدث الصّادم وذلك حسب تصنيف الدّليل الإحصائي والتشخيصي الخامس DSM-5 الصادر عام (2013) عن الجمعية النفسية الأميركية American Psychological Association.
وتشير الدّراسات في هذا المجال إلى أنّ الأحداث الصّادمة شائعة، وتسبّب الصّدمة -في وقت حدوثها أو بعد فترةٍ وجيزةٍ – استجابات إجهاد فيزيولوجي ونفسي شاقة، تتجاوز قدرة الفرد المصاب على التّأقلم معها. وتتفاوت ردود أفعال ما بعد الصّدمة للأفراد ، وتتدرج من ذوي الصّمود المرتفع – مع مستوى قليل أو منعدم من الضّيق الانفعالي- إلى ذوي الصّمود المتوسط، إلى أولئك الذين يعانون بشكل أساسي ومزمن ومنهك. وإلى جانب هؤلاء الأفراد، فقد تؤثر الصّدمة على المقرّبين منهم، وعلى الدّاعمين لهم، وهكذا قد تكون حصيلة الصّدمة واسعة النطاق.[1]
أولاً: مشكلة الدّراسة
يواجه المواطنون اللّبنانيون في هذه الفترة ضغوطاً شديدةً وطارئةً، ويعيشون حالةً من التّوتر الحاد والتّهديد الخطير بسبب كارثة انفجار مرفأ بيروت الذي حدث في 4 آب 2020، الذي شكل لهم حدثاً مؤلماً وصادماً، زاد من معاناة الشّعب اللّبناني، وشعوره بالعجز والإحباط وفقدان الأمل، وهذا ما قد يؤثر سلباً على صحة أفراده النّفسية. لقد أدّى هذا الحدث الأليم إلى تدمير مناطق وأحياء كثيرة في العاصمة بيروت، وتهدّم وتضرّر الآلاف من البيوت والمحلات والمرافق الحيويّة (مستشفيات، مدارس، مكاتب، شركات، مطاعم، متاحف، أبنية تراثية …).
وأكثر من ذلك، سقوط مئات الضّحايا وآلاف الجرحى وعدداً من المفقودين. إلى جانب الخسائر المادية والاقتصادية المهولة في ظل انتشار جائحة كورونا، وانهيار العملة، وارتفاع نسبة الفقر إلى ما يقارب ال 50%، وارتفاع نسبة البطالة بين اللّبنانيين.
وانطلاقاً من خطورة هذا الحدث الصّادم على أفراد المجتمع اللّبناني من حيث ما يشكله من تهديدٍ على السّلوك السّويّ، والعلاقات الاجتماعية، إلى جانب تأثيره السّلبي على الحالة الانفعالية وطريقة التّفكير والتّصرفات، والنّظرة إلى الذّات والمستقبل، فإنّ الحاجة ماسّة للقيام بدراسات في هذا المجال.
وتتمثل مشكلة الدّراسة في التّساؤلات الآتية:
– هل توجد فروق دالّة احصائياً على مستوى الدّرجة الكليّة لمقياس اضطراب كرب ما بعد الصّدمة تبعاً لمتغير الجنس (ذكور، إناث)؟
– هل توجد فروق دالّة إحصائياً على مستوى الدّرجة الكليّة لمقياس اضطراب كرب ما بعد الصّدمة تبعاً لمتغير العمر (أقل من 25 سنة، من 25-39 سنة، من 40-54 سنة، 55 سنة وما فوق)؟
– هل توجد فروق دالّة إحصائياً على مستوى الدّرجة الكليّة لمقياس اضطراب كرب ما بعد الصّدمة تبعاً لمتغير المستوى التّعليمي (ابتدائي، متوسط، ثانوي، مهني، ليسانس، دراسات عليا)؟
– هل توجد فروق دالّة إحصائياً على مستوى الدّرجة الكليّة لمقياس اضطراب كرب ما بعد الصّدمة تبعاً لمتغير الوضع الاجتماعي ( أعزب، متزوج، مطلق، أرمل )؟
– هل توجد فروق دالّة إحصائياً على مستوى الدّرجة الكليّة لمقياس اضطراب كرب ما بعد الصّدمة تبعاً لمتغير الحالة الصّحيّة العامة (يعاني من مرضٍ ما، لا يعاني من أي مرضٍ)؟
ثانياً: أهمية الدّراسة
تتمثل أهمية الدّراسة في التّعرف على الحالة النّفسية للمواطنين اللّبنانيين بعد تعرّضهم لحدث انفجار مرفأ بيروت، واستكشاف الاضطراب ات التي من الممكن أن تؤثر سلباً على صحتهم النّفسية، وبشكل خاص اضطراب كرب ما بعد الصّدمة. وتهتم هذه الدّراسة في فحص واستكشاف هذا الاضطراب لدى عيّنة تشمل كافة فئات المجتمع اللّبناني، ومن مختلف الأعمار، والمستويات التّعليميّة والاجتماعية والاقتصادية .
كذلك، يمكن أن تسهم هذه الدّراسة في مساعدة المتخصصين والباحثين النّفسيين على وضع البرامج الإرشادية والعلاجية الملائمة للمواطنين الذين تعرّضوا للصّدمة، بهدف التّخفيف من آثار هذا الحدث الصّادم عليهم، وهذا ما قد يساعد في الحدّ من تأثير هذا الحدث المؤلم على المدى الطّويل. إلى جانب ذلك، تشكل هذه الدّراسة إضافة علمية قد يستند إليها الباحثون في لبنان لإجراء المزيد من الدّراسات في هذا المجال، خاصة في ظل ندرة الدّراسات المحليّة التي تناولت اضطراب كرب ما بعد الصّدمة- وذلك في حدود علم الباحثتين.
ثالثاً: أهداف الدّراسة
تهدف الدّراسة الحاليّة إلى ما يلي:
- معرفة دلالة الفروق بين متوسطات أفراد العيّنة على مستوى الجنس (ذكور، اناث) في الإصابة باضطراب كرب ما بعد الصّدمة.
- معرفة دلالة الفروق بين متوسطات أفراد العيّنة على مستوى العمر ( (12-18/ 19-24/ 25-31/ 32-48/ 49-51/ و+52)في الإصابة باضطراب كرب ما بعد الصّدمة.
- معرفة دلالة الفروق بين متوسطات أفراد العيّنة على مستوى المستوى التعليمي (إبتدائي، متوسط، ثانوي، مهني، جامعي، دراسات عليا)في الإصابة باضطراب كرب ما بعد الصّدمة.
- معرفة دلالة الفروق بين متوسطات أفراد العيّنة على مستوى الوضع الاجتماعي (أعزب، متزوج، مطلق، أرمل)في الإصابة باضطراب كرب ما بعد الصّدمة.
- معرفة دلالة الفروق بين متوسطات أفراد العيّنة على مستوى الحالة الصّحيّة العامة (يعاني من مرضٍ ما، لا يعاني من أيّ مرضٍ)في الإصابة باضطراب كرب ما بعد الصّدمة.
رابعاً: الإطار النّظري للدّراسة
تشير الصّدمة إلى المواقف التي يشعر فيها الفرد بالعجز، مع تعرّضه لخطرٍ شديدٍ. وهي تضمّ الأحداث التي تتضمّن الموت والإصابة أو احتمالهما، كما تتضمّن أحداثاً شديدة الرّعب يصعب تحمّلها أو مواجهتها كالكوارث الطّبيعيّة (الزّلازل والبراكين والأعاصير والفيضانات)، أو الكوارث التي يصنعها الإنسان (الحروب، أعمال العنف، الاغتصاب)، إلى جانب حوادث السّير والجرائم وما قد يخبره الفرد من مشاهد الموت أو الإصابة مما قد يؤدي إلى نشأة اضطراب ضغط ما بعد الصّدمة[2].
وتدلّ الإحصاءات أنّ 60-85٪ من الأشخاص قد تعرّضوا لصّدمة خلال حياتهم، ويُقدَّر أن 6٪ من الرّجال و 10٪ من النّساء يعانون من اضطراب كرب ما بعد الصّدمة وتشمل ردود الفعل على الصّدمة الأفكار المتطفلة والكوابيس، وتجنب ما يذكّر بالصّدمة، ولوم الذّات والعيش “على حافة الهاوية” والتّهيج ومشاكل التّركيز. واضطراب كرب ما بعد الصّدمة هو حالة يمكن أن تتطور بعد التّعرض لصدمة نفسيّة، عندما تستمر ردود الفعل هذه لمدة شهر أو أكثر وتسبب ضيقاً شديداً واضطراب اً في حياة الفرد[3].
وفق الدّليل الإحصائي والتّشخيصي للاضطراب ات النّفسيّة الخامس DSM-5، فإنّ التعرض للصدمة النّفسيّة يمكن أن يحدث بطريقة أو بأكثر: 1- التّعرض للخبرة مباشرةً، 2- مشاهدتها بشكلٍ شخصي، 3- المعرفة بحدوث الحدث الصّادم لأحد أفراد الأسرة أو أحد المقرّبين، 4- خبرة التّعرض المتكرر أو الحاد لتفاصيل شاقة عن الحدث الصّادم. وتشير الصّدمة إلى أحداث ساحقة أو خبرات صادمة، تتضمّن تهديداً أساسياً للسلامة الجسميّة، والانفعالية، أو النّفسية، ولطيب الحياة لدى الضحايا ولأحبائهم ولأصدقائهم. ويكون حدوثها مفاجئاً وغير متوقع، وقد يكون لمرةٍ واحدةٍ. وفي بعض الحالات، وبعد الحدث الأول، قد تتكرر إمّا على المدى القصير أو على فتراتٍ متقطعة، أو قد تحدث بشكل مستمر ولفترة طويلة بحيث تصبح مزمنة[4].
وقد تختلف المواقف الصّادمة من شخصٍ إلى آخر، وهناك العديد من الأحداث الضّارة أو المهدّدة للّحياة والتي قد تؤدي إلى حدوث اضطراب كرب ما بعد الصّدمة لدى الفرد، مثل: التّعرض لحدث سيارة – التّعرض لهجوم عنيف – التّعرض للّتحرش الجنسي أو الاغتصاب – التّعرض للعنف وسوء المعاملة أو التّنمر – التّعرض للاختطاف – مشاهدة مقتل أو إصابة الآخرين – الحرب والأعمال القتالية – التّعرض لهجوم إرهابي – التّعرض لكارثة طبيعيّة – التّشخيص بمرض خطير – فقدان شخص مقرّب في ظروفٍ قاسية- صدمة الولادة.[5]
1- مفهوم وتعريف اضطراب كرب ما بعد الصّدمة
تمّ تصنيفه وتوصيفه من قبل الجمعية الأميركيّة للطبّ النّفسيّAmerican Psychiatric Association ، وذلك في أعوام (1980 – 1987 – 1994- 2000- 2013) باعتباره اضطراب اً نفسياً،يحدث عندما يتعرّض الفرد لحدث مؤلمٍ غير مألوف، بحيث تظهر أعراض جسميّة ونفسيّة محدّدة له ومرتبطة به.
إذاً، قد يتطور اضطراب كرب ما بعد الصّدمة بعد التعرّض لأحداث مرعبة أو مهدّدة بشكل استثنائي. ويُظهر العديد من الأشخاص صموداً وقدرة على التّعافي بعد التّعرّض للصّدمة. وقد يحدث الاضطراب بعد التعرّض لحدث صادمٍ مفرد أو بعد التعرّض المستمر للصدمة مثل الإساءة الجنسيّة في الطّفولة. والأفراد المصابون باضطراب كرب ما بعد الصّدمة هم في خطرٍ متزايدٍ للمعاناة من حالةٍ صحيّةٍ سيئةٍ، تتضمّن اضطراب ات جسميّة الشّكل، وقلبية-تنفسية، وعضلية، وهضمية، ومناعية. كما أنه يرتبط باعتلالات نفسيّة حقيقية، ويزيد من خطر الانتحار، ومن العبء الاقتصادي[6].
2- تصنيف اضطراب كرب ما بعد الصّدمة
ظهر مصطلح اضطراب كرب ما بعد الصّدمة كتشخيص في النّسخة الثّالثة من الدّليل الإحصائي والتّشخيصي للاضطراب ات النّفسية عام (1994)، وقد حدثت تغييرات جوهريّة في معايير هذا الاضطراب في الطّبعة الخامسة من هذا الدّليل، فقد تمّت إزالته من فصل “اضطراب ات القلق”، ونقله إلى فصل جديد. إذ يُرد هذا الاضطراب حالياً في الدّليل التّشخيصي والإحصائي الخامس للاضطراب ات النفسية DSM-5في فئة الاضطراب ات المتعلقة بالصّدمة والإجهاد Trauma and Stressor Related Disorders[7].
ويتضمّن الدّليل التّشخيصي والإحصائي للاضطراب ات النّفسيّة – الطّبعة الخامسة إضافة نوعين فرعيين: اضطراب كرب ما بعد الصّدمة لدى الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن 6 سنوات واضطراب كرب ما بعد الصّدمة مع أعراض فصامية واضحة (إما تجارب الشعور بالانفصال عن عقل الفرد أو جسمه ، أو تجارب يبدو فيها العالم غير واقعي أو مشوشاً)[8].
3- تشخيص اضطراب كرب ما بعد الصّدمة
عندما يتم تشخيص اضطراب كرب ما بعد الصّدمة لدى فرد ما، فهذا يعني أنّ هذا الفرد قد تعرّض لحدث يشكل تهديداً لحياته أو لحياة الآخرين، وأنّه قد استجاب لهذا الحدث بخوفٍ شديدٍ وعجزٍ. وسيتمّعرض معايير التّشخيص التي وردت في الدّليل التّشخيصي والإحصائي الخامس للاضطراب ات النّفسية DSM-5 الصّادر عام (2013) عن الجمعية النّفسيّة الأميركيّة.
هذه المعايير تنطبق على الرّاشدين والمراهقين والأطفال ما فوق السّتة أعوام، وهي كما يلي:
A- التّعرض لاحتمال الموت أو التّهديد بالموت أو لإصابة خطيرة أو العنف الجنسي عبر واحدة أو أكثر من الطّرق الآتية:
1- التّعرض مباشرة للحدث الصّادم.
2- المشاهدة الشّخصيّة للحدث عند حدوثه للآخرين.
3- المعرفة بوقوع الحدث الصّادم لأحد أفراد الأسرة أو لأحد الأصدقاء المقربين في حالات الموت أو التّهديد بالموت لأحد أفراد الأسرة أو أحد الأصدقاء المقربين.
4- التّعرض المتكرر أو الشّديد للّتفاصيل المؤلمة للحدث الصّادم.
B- وجود عارض واحد أو أكثر من الأعراض المقتحمة الآتية المرتبطة بالحدث الصّادم والتي تبدأ بعد الحدث الصّادم:
1- الذّكريات المؤلمة المتكررة وغير الإرادية عن الحدث الصّادم.
2- أحلام مؤلمة متكررة مرتبطة بالحدث الصّادم.
3- استجابات تمييزية (ومضات الذّاكرة) بحيث يشعر الفرد أو يتصرف كما لو أنّ الحدث الصّادم يتكرر.
4- الإحباط الشّديد أو الطّويل المدى عند التّعرض لمنبّهات داخليّة أو خارجيّة ترمز للحدث الصّادم.
5- ردود الفعل الفيزيولوجية عند التّعرض لمنبّهات داخليّة أو خارجيّة ترمز للحدث الصّادم.
C- تجنب المحفزات المرتبطة بالحدث الصّادم وتبدأ بعد وقوع الحدث الصّادم ،كما يتضح من واحد او اثنين مما يلي:
1- بذل جهد لتجنب الذّكريات المؤلمة والأفكار أو المشاعر أو ما يرتبط بشكل وثيق بالحدث الصادم.
2- بذل جهد لتجنب عوامل التّذكير الخارجيّة (الأشخاص، الأماكن، الأحاديث، الأنشطة، الأشياء، المواقف) التي تثير الذّكريات المؤلمة والأفكار أو المشاعر أو ما يرتبط بشكل وثيق بالحدث الصادم.
D- التّعديلات السّلبية في الإدراك والمزاج المرتبطين بالحدث الصّادم، والتي تبدأ أو تتفاقم بعد وقوع الحدث الصّادم، كما يتضح من واحد أو اثنين مما يلي:
1- عدم القدرة على تذكر جانب هام من جوانب الحدث الصّادم.
2- معتقدات سلبيّة ثابتة ومبالغ بها، أو توقعات سلبيّة ثابتة ومبالغ بها حول الذّات والآخرين والعالم.
3- إدراكات مشوّهة وثابتة عن سبب أو عواقب الحدث الصّادم، مما يؤدّي بالفرد إلى إلقاء اللّوم على نفسه.
4- الحالة العاطفيّة السّلبية المستمرة (الخوف، الرّعب، الغضب، الشّعور بالذّنب والعار).
5- تضاؤل الاهتمام أو المشاركة في الأنشطة الهامة.
6- الشّعور بالنّفور والانفصال عن الآخرين.
7- عدم القدرة على اختبار المشاعر الإيجابية (السّعادة، والرّضا، والمحبة).
E- تغييرات ملحوظة في الاستثارة وردود الفعل المرتبطة بالحدث الصّادم، والتي تبدأ أو تتفاقم بعد وقوع الحدث الصادم، كما يتضح من واحد او اثنين مما يلي:
1- توتر ونوبات غضب، يتمّ التعبير عنها بالاعتداء اللّفظي أو الجسمي اتجاه الأشخاص والأشياء.
2- سلوك التّهور أو تدمير الذّات.
3- التّيقظ الشّديد.
4- استجابة مبالغ فيها عند الجفلة.
5- صعوبة في التّركيز.
6- اضطراب ات في النّوم.
F- مدة الاضطراب (وجود معايير E، D، C،B لأكثر من شهر).
G- يسبّب الاضطراب خللاً إكلينيكياً واضحاً، أو ضعفاً في الأداء في المجالات الاجتماعية والمهنية أو غيرها من مجالات الأداء الهامة الأخرى.
-H لا يُعزى الاضطراب إلى التّأثيرات الفيزيولوجية لمادة (مثل الأدوية والكحول)[9]، أو حالة طبية أخرى[10].
4- العوامل المؤثرة في حدوث اضطراب كرب ما بعد الصّدمة
هناك مجموعة من العوامل التي تؤثر في ظهور اضطراب كرب ما بعد الصّدمة، حيث يختلف تأثيره حسب شدّة الصّدمة ومدّتها، وكيفية إدراك الفرد وتفسيره للحدث الصّادم، وخبراته السّابقة، وبنية شخصيّته، وأيضاً حسب العمر والجنس. إضافة إلى عنصرين أساسيين هما: طبيعة الحدث الصادم، ومعنى هذا الحدث بالنّسبة للفرد[11].
يهتم العلماء والباحثون بدراسة الأسباب التي تؤدّي إلى ظهور هذا الاضطراب لدى بعض الأفراد وعدم ظهوره لدى البعض الآخر. ويركز بعض العلماء على الجينات التي تقوم بدورٍ في خلق ذكريات الخوف، ويركز علماء آخرون على فحص أجزاءٍ من الدّماغ مسؤولة عن التّعامل مع الخوف والتّوتر. وقد ظهر أنّه كلما كان الحدث الصّادم حاداً، وطويل المدى أو خطيراً، كلما كان الفرد قابلاً لتطوير اضطراب كرب ما بعد الصّدمة. إضافة إلى إنّ الفروق الفرديّة في جينات محدّدة وفي مناطق دماغيّة معيّنة تقوم بدور في هذا المجال. كما أنّ حوادث الولادة، أو إصابات الرأس، أو وجود تاريخ من المرض النّفسي، وعوامل بيئية أخرى قد تعزّز من خطر الإصابة بهذا الاضطراب . إلى جانب ذلك، تؤثر العوامل المعرفية والعوامل المرتبطة بالشّخصية، مثل التفاؤل، والميل لإدراك التّحديات بشكل إيجابي أو سلبي، وتوافر الدّعم الإجتماعي، على كيفية توافق الأفراد مع الأحداث الصّادمة[12].
5- النّظريات المفسّرة لاضطراب كرب ما بعد الصّدمة
تتعدّد النّظريات التي تفسّر اضطراب كرب ما بعد الصّدمة، وسنعرضها كما يلي:
النّظرية البيولوجية:
تفترض هذه النّظريّة وجود عوامل وراثية تؤدي إلى حدوث اضطراب ات كرب ما بعد الصّدمة. وتستند إلى نتائج مجموعة من الدّراسات التي أجريت على التوائم المتطابقة والأخوية، إضافة إلى دراسات أجريت على الجنود بهدف العلاج وأظهرت أنّ الفرد الذي ينتمي إلى أسرة فيها أفراد مصابين باضطراب ات نفسية، تكون قابليته عالية للإصابة بالأحداث الصدميّة. وفي نفس الإطار، يركز الإتجاه البيوكيميائي على العوامل الحيوية الكيميائيّة، ويفترض أنّ التعرّض لحدث صدميّ يؤدي إلى إلحاق الضّرر في الغدة الدرقية وإفرازاتها، وزيادة في مستوى الإثارة الفيزيولوجيّة، وزيادة في نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي، إلى جانب ارتفاع مستوى هرمونات الأدرينالين والنورأديرنالين والدوبامين لدى الأفراد المصابين بهذا الاضطراب [13] (مجيد، 2011، ص. ص 312-314).
النّظرية السّلوكية:
تؤكد هذه النّظريّة أنّ أعراض اضطراب كرب ما بعد الصّدمة هي بمثابة استجابات متعلّمة عند الفرد الذي يتعرض لمثير معيّن يمثل مؤشرات خطر قد يحدث له. إذ أنّ أيّ مثير ضار للفرد سيتمثل لديه بعدد من المظاهر الانفعالية في صورة أعراض تدل على معاناته من هذا المثير، وقد يعمّم الفرد هذا المثير على مثيرات أخرى متشابهة معه في خصائصّها وشدّتها وحدّتها بالرّغم من اختلافها معه في مصدرها، كما أنّ استجابته للمثير القديم يمكن تعميمها على المثيرات الجديدة مما يجعله في حالة معاناة متكررة[14] (عادل، 2017، ص146).
النّظرية المعرفية:
فسرت النّظرية المعرفية اضطراب ما بعد الصّدمة من خلال نموذج شبكة الذّاكرة القائمة على الخوف، أي أنّ الأحداث الصّادمة تهدّد افتراضات الفرد السّوية حول مفهومه للأمان، بحيث تصبح الحدود بين الأمان والخطر غير واقعية، وهذا ما يقود إلى تكوين بنية للخوف في الذّاكرة بعيدة المدى لدى الفرد، الذي سيمرّ بخبرة نقص القدرة على التنبؤ وضعف السّيطرة على حياته، وهذان هما السببانفي حدوث مستويات عالية من القلق لديه. إذاً، ينشأ اضطراب كرب ما بعد الصّدمة حين تصبح الأحداث والمواقف التي كانت آمنة سابقاً مرتبطة بخطر شديد أثناء الصّدمة[15][16].
خامساً- الدّراسّات السابقة
هدفت الدّراسة التي قام بها كلّ من “خضر، وثابت” (2007) بعنوان “الصّدمات النّفسية للاحتلال وأثرها على الصّحة النّفسية للطلبة في قطاع غزة”، إلى التعرف على مستوى الخبرات الصّادمة وأنواعها لدى طلبة الجامعات الفلسطينية في غزة جرّاء الاحتلال وعلاقتها ببعض متغيرات الصّحة النّفسية مثل كرب ما بعد الصّدمة، والقلق، والاكتئاب. استخدم الباحثان مقاييس غزة للخبرات الصّادمة، ومقياس كرب ما بعد الصّدمة لـ”دافيدسون”، ومقياس أعراض القلق والاكتئاب ل”هوبكنز”. وقد طبّقت هذه المقاييس على عيّنة من الطلبة (360) منهم (195) من الذكور و(165) من الإناث. وبيّنت النتائج أنّ (51،4%) من الذّكور تعرّضوا للصّدمة مقابل (48،6%) من الإناث، وأنّ (56،4%) من الذّكور لديهم خبرات صادمة متوسطة، و(34،9%) من الذكور لديهم صدمة شديدة مقابل (24،4%) من الإناث، واتضح أنّ هناك فروق دالّة إحصائياً لصالح الذكور وتوجد أعراض القلق والاكتئاب للإناث أكثر من الذّكور.
هدفت الدّراسة التي قام بها “الخواجة” (2010) بعنوان “الوحدة النّفسية وعلاقتها باضطراب ضغط ما بعد الصّدمة لدى عيّنة من طلبة كلية التّربية بجامعة السّلطان قابوس”، إلى التّعرف على علاقة الوحدة النّفسية باضطراب ضغط ما بعد الصّدمة لدى عيّنة من طلبة كلية التربية في جامعة السّلطان قابوس في سلطنة عمان. بلغ عدد العيّنة (298) طالباً وطالبة منهم (138) من الإناث، و(158) من الذكور، وتمّ تطبيق مقياس الشعور بالوحدة النّفسية ومقياس ضغط ما بعد الصّدمة. وقد أظهرت النّتائج وجود ارتباط بين الشّعور بالوحدة النّفسية واضطراب ضغط ما بعد الصّدمة، ووجود فروق دالّة إحصائياً بين الذّكور والإناث في مستوى الشعور بالوحدة النفسية لصالح الإناث، ووجود فروق دالّة إحصائياً بين الذّكور والإناث في مستوى اضطراب ما بعد الصّدمة لصالح الإناث.
وهدفت الدّراسة التي قامت بها “مجيد” (2011) بعنوان “اضطراب ات الضّغوط ما بعد الصدمية التي يعاني منها أعضاء هيئة التدريس في الجامعات العراقية”، إلى التعرف على الضغوط ما بعد الصدمية لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات العراقية. أعدّ مقياس لهذا الغرض وتم التأكد من صلاحية المقياس وثباته، ثم تمّ تطبيق المقياس المكوّن من (60) فقرة على عيّنة مؤلفة من (478) عضو هيئة تدريس. أظهرت النتائج أنّ 68% من أفراد العيّنة يعانون من أعراض الضّغوط الصّدمية، و5،4% منهم يعانون من اضطراب ات الضغوط الصدمية، وأنّ الإناث أكثر معاناة من الذكور، وأنّ الأفراد الذين تعرّضوا لأكثر من خمس مرات للأحداث الصّدمية كانوا أكثر معاناة من الأفراد الذين لم يتعرضوا للأحداث الصّدمية.
وتمثل هدف الدّراسة التي قامت بها “بن التواتي” (2015) بعنوان اضطراب الضّغوط التّالية للصدمة لدى المراهقين المتضررين جراء أحداث العنف بولاية غرداية في الجزائر”، في معرفة مستوى اضطراب ما بعد الصّدمة لدى المراهقين المتضررين جراء أحداث العنف بولاية غرداية، ودرجة الاختلاف تبعاً لمتغيرات الجنس والمستوى الاقتصادي والمنحدر السّكني. وتكوّنت عيّنة الدّراسة من (286) طالباً في مرحلة المراهقة (116) ذكور و (152) إناث. واعتمدت الباحثة قائمة الأحداث الصّدمية من إعداد “سامية عرعار”، ومقياس كرب ما بعد الصّدمة ل”دافيدسون”، المترجم من قبل “ثابت”. أوضحت النّتائج وجود مستوى مرتفع من اضطراب ما بعد الصّدمة لدى أفراد عيّنة الدراسة، وعدم وجود فروق في الاضطراب تبعاً لمتغيّر الجنس ومتغيّر المستوى الاقتصادي، بينما توجد فروق في الاضطراب تبعاً لمتغيّر المنحدر السّكني.
كما هدفت الدّراسة التي قامت بها “بدر” (2016) بعنوان “اضطراب ضغوط ما بعد الصّدمة وعلاقته ببعض المتغيرات لدى عيّنة من أبناء شهداء محافظة طرطوس في مرحلة المراهقة”، إلى كشف وجود اضطراب ضغوط ما بعد الصّدمة لدى عيّنة من أبناء شهداء محافظة طرطوس السّورية في مرحلة المراهقة، ومعرفة انتشار كل مستوى من مستويات الاضطراب (منخفض – متوسط – شديد) لدى العيّنة، ومعرفة ترتيب أبعاد اضطراب ضغوط ما بعد الصّدمة لدى عيّنة الدراسة، ومعرفة مدى ارتباط كلّ من (النّوع، المدّة المنقضية على الصّدمة، طبيعة عمل الأم، مستوى تعليم الأم، طبيعة السّكن) بمستويات الاضطراب . وبلغت العيّنة (175) مراهقاً ومراهقة (84) من الذكور و(91) من الإناث، تتراوح أعمارهم بين (14-18) عاماً. وتمّ استخدام مقياس “دافيدسون” المترجم للعربية من قبل “ثابت” (2006). وأظهرت نتائج الدراسة وجود اضطراب ضغوط ما بعد الصّدمة لدى أفراد عيّنة الدراسة، كما أنّ درجة الاضطراب لم ترتبط بشكل دالّ مع (النوع، مدة الصّدمة، عمل الأم، وطبيعة السّكن)، لكنه ارتبط بشكل دالّ مع مستوى تعليم الأم المنخفض.
وقام كلّ من “صبيرة، وسعدي وبدر” (2017) بدراسة بعنوان “اضطراب ضغوط ما بعد الصّدمة لدى عيّنة من إخوة الشهداء: دراسة ميدانية في منطقة جبلة”، بهدف كشف وجود اضطراب ضغوط ما بعد الصّدمة، ومعرفة الفروق في درجة اضطراب ضغوط ما بعد الصّدمة بين الذكور والإناث، والكشف عن الفروق في درجة الاضطراب تبعاً لمتغيرات (المدة المنقضية على الصّدمة، المستوى التعليمي، الحالة الاجتماعية). وقد تمّ استخدام مقياس اضطراب ضغوط ما بعد الصّدمة ل”دافيدسون”، وقام بإعداده للعربية “ثابت” (2006). تمّ تطبيقه في منطقة جبلة السورية، على عيّنة من (69) أخ وأخت للشهداء. وبيّنت النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في درجة الاضطراب تبعاً لمتغيّري الجنس والمستوى التعليمي لأفراد العيّنة، بينما وُجدت فروق ذات دلالة إحصائية في درجة الاضطراب تبعاً لمتغيّري المدة المنقضية على الصّدمة وذلك لصالح المدة التي تقلّ عن عام، وتبعاً لمتغيّر الحالة الاجتماعية للعيّنة وذلك لصالح العازب.
كما هدفت الدراسة التي قامت بها “سعدي” (2017) بعنوان ” اضطراب ضغوط ما بعد الصّدمة لدى عيّنة من المراهقين النازحين: دراسة ميدانية في منطقة مصياف”، إلى معرفة مستوى اضطراب ضغوط ما بعد الصّدمة لدى عيّنة من المراهقين النازحين في مراكز الإيواء في منطقة مصياف التابعة لمحافظة حماة السورية، وما هو ترتيب أبعاد الاضطراب لدى عيّنة البحث، بالإضافة إلى الكشف عن الفروق في درجة اضطراب ضغوط ما بعد الصّدمة بين الذكور والإناث ، وتبعاً لمتغيّر نوع السكن (نازح، غير نازح). وتمّ استخدام مقياس اضطراب ضغوط ما بعد الصّدمة ل”دافيدسون”، وقام بإعداده للعربية “ثابت” (2006). تكوّنت عيّنة الدراسة من (50) مراهقاً نازحاً (19 ذكور، و31 إناث)، و(50) مراهق غير نازح. وأشارت النتائج إلى انتشار المستوى المتوسط من اضطراب ضغوط ما بعد الصّدمة لدى عيّنة المراهقين النازحين، في حين لم تظهر النتائج فروقاً دالة إحصائياً في درجة الاضطراب بين المراهقين النازحين تبعاً لمتغيّري الجنس ومكان السكن (نازح، غير نازح).
بعد الاطلاع على العديد من الدراسات التي أجريت حول اضطراب كرب ما بعد الصّدمة، فإنه يمكن صياغة فروض الدراسة الحالية كما يلي:
- توجد فروق دالة إحصائياً على مستوى الدرجة الكلية لمقياس اضطراب كرب ما بعد الصّدمة تبعاً لمتغير الجنس (ذكور، إناث).
- توجد فروق دالة إحصائياً على مستوى الدرجة الكلية لمقياس اضطراب كرب ما بعد الصّدمة تبعاً لمتغير العمر (أقل من 25 سنة، من 25-39 سنة، من 40-54 سنة، 55 سنة وما فوق).
- توجد فروق دالة إحصائياً على مستوى الدرجة الكلية لمقياس اضطراب كرب ما بعد الصّدمة تبعاً لمتغير المستوى التعليمي (ابتدائي، متوسط، ثانوي، مهني، ليسانس، دراسات عليا).
- توجد فروق دالة إحصائياً على مستوى الدّرجة الكلية لمقياس اضطراب كرب ما بعد الصّدمة تبعاً لمتغير الوضع الاجتماعي (أعزب، متزوج، مطلق، أرمل).
- توجد فروق دالّة إحصائياً على مستوى الدّرجة الكلية لمقياس اضطراب كرب ما بعد الصّدمة تبعاً لمتغير الحالة الصّحية العامة (يعاني من مرض ما، لا يعاني من أي مرض).
سادساً- منهج الدّراسة وإجراءاتها
أ- المنهج المتبع:
تم استخدام المنهج الوصفي التّحليلي الذي يهدف الى وصف الظّاهرة وتحليلها وتفسيرها، والتّوصل الى استنتاجات علمية تسهم في فهم الظاهرة. وتهدف الدّراسة الحالية إلى معرفة وفحص تأثير حدثة انفجار مرفأ بيروت الواقعة في 4 آب 2020 على الحالة النّفسية للمواطنين اللّبنانيين في المناطق المتضررة في مدينة بيروت.
ب- حدود الدراسة:
الحدث الصّادم: انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020.
الحدود الزّمانية: تمّ التّطبيق بعد مرور فترة ثلاثة أسابيع على حادثة انفجار مرفأ بيروت في آب 2020.
الحدود المكانية: تمّ التطبيق في مناطق بيروت السّكنية المتضررة من حدث انفجار المرفأ وهي: الكرنتينا، مار مخايل، الجميزة والاشرفية.
الحدود البشرية: عيّنة عشوائيّة من أهالي وسكان المناطق المتضررة المنكوبة في بيروت المذكورة أعلاه من كافة الفئات العمرية، والذين أبدوا استعداداً للإجابة عن بنود المقياس.
الحدود الموضوعية: مقياس اضطراب كرب ما بعد الصّدمة لـ”دافيسون” (2005)، وترجمة “ثابت” (2006).
ج- عيّنة الدّراسة:
بهدف تحقيق أهداف الدّراسة، تمّ اختيار طريقة العيّنة العشوائية عبر النّزول الى أرض الواقع الميداني، وبالتّحديد المناطق الأكثر تضرراً من انفجار مرفأ بيروت من حيث الخسائر البشريّة والماديّة، وهي مناطق: الكرنتينا، مار مخايل، الجميزة والأشرفية. وقد تمّ ذلك عبر إجراء مقابلة مع كل فرد من أفراد العيّنة، وقد بلغ عددهم (ن=211)، حيث طُلِبَ منهم الإجابة بصدق وبموضوعية عن كلّ عبارة من عبارات المقياس PTSD.
يبيّن الجدول رقم (1) خصائص العيّنة وكيفية توزيعها وفق المتغيرات الدّيموغرافيّة التي اعتمدتها الدّراسة.
جدول رقم (1): خصائص العينة موزّعين حسب المتغيرات الديموغرافية المعتمدين في الدراسة (ن=211)
العدد | العدد |
– أداة الدراسة:
مقياس اضطراب الكرب ما بعد الصّدمة PTSD:
من إعداد “دافيدسون” (2005) Davidsonوالهدف من تطبيقه هو قياس تأثير الخبرات الصادمة على الأفراد. يتكوّن هذا المقياس من17 بنداً وتنقسم بنوده إلى ثلاثة مجالات فرعية هي:
المجال الاول: استعادة الخبرة الصادمة، يشمل البنود الآتية: 1- 2- 3- 4-17 .
المجال الثاني: تجنب الخبرة الصادمة، يشمل البنود الآتية: 5-6-7-8-9-10- 11 .
المجال الثالث: الاستثارة، يشمل البنود الآتية: 12-13-14-15-16 .
ويتم حساب الدرجات على مستوى هذا المقياس وفق سلم ليكرت الخماسي، أي من خمسة درجات: من صفر إلى 4 درجات على بدائل الاجابات (أبداً، نادراً، أحياناً، غالباً، دائماً).وتمّ تقسيم الفئات التصنيفية لدرجات الإصابة على مستوى الدرجة الكلية لمقياس اضطراب كرب ما بعد الصّدمة على النحو الآتي:
من صفر الى 17 | لا توجد صدمة |
من 17 إلى 34 | صدمة خفيفة |
من 34 إلى 51 | صدمة متوسطة |
من 51 إلى 68 | صدمة شديدة |
– ثبات وصدق المقياس:
* الخصائص السيكومترية للمقياس على مستوى البيئة اللبنانية:
بالرغم من ما يتمتّع به المقياس من درجة مرتفعة من الصدق والثبات استناداً الى نتائج العديد من الدراسات السابقة التي استخدمته كأداة أساسية، اعتمدنا تطبيقه بخطوة أولية على عيّنة من المواطنين اللّبنانيين الذين عايشوا حادثة انفجار مرفأ بيروت (ن= 107)، في منازلهم المدمّرة أو بالقرب منها في مناطق الكرنتينا، مار مخايل، الجميزة والأشرفية، ومن ثم تّم حساب معامل الصدق والثبات للمقياس باتباع الطّرق الآتية:
- الصّدق التّمييزي:
يًقصد به صدق المقارنة بين المجموعات الطّرفية للمقياس عبر مقارنة درجات الأفراد المرتفعة على مستوى المقياس مع درجات أقرانهم المنخفضة ومن ثم احتساب دلالة الفروق الإحصائية بين متوسط المجموعتين، ويدل وجود فروق جوهرية بين متوسط المجموعتين على صلاحية المقياس. وهذا ما تمّ حسابه على مستوى الدراسة الحالية، إذ اعتُمِدت أعلى 25 % وأدنى 25% من درجات الأفراد المستجوبين، ومن ثمّ تطبيق اختبار قيمة “ت” لمعرفة دلالة الفروق الاحصائية. وكانت النتائج كالآتي في الجدول التالي رقم (2):
جدول رقم 2: نتيجة اختبار “ت” بهدف التحقق من الصدق التمييزي لمقياسPTSD
مقياس اضطراب ضغط ما بعد الصّدمة | المجموعة الأدنىن= 76 | المجموعة الأعلىن= 76 | قيمة تالمحسوبة | درجة الدلالة |
الدرجة الكلية | 14،39 | 38.70 | 22.253 | 0،001 دالة |
يتبيّن من الجدول أعلاه أنّ قيمة “ت” دالّة عند مستوى 0.001 بمعنى وجود فروق دالّة احصائياً بين متوسط درجات مجموعة الأفراد الذين حصلوا على درجات متدنية على مستوى المقياس ككل ومتوسط درجات مجموعة الأفراد الذين حصلوا على درجات مرتفعة. الأمر الذي يدلّ على ارتفاع نسبة القدرة التمييزية للمقياس على مستوى البيئة اللّبنانية وبالتالي تكون عملية استخدامه كأداة لتحقيق أهداف الدراسة صالحة لدرجة كبيرة.
ب-معاملات ارتباط كل مجال من مجالات اضطراب كرب ما بعد الصّدمة مع الدرجة الكلية للمقياس
تمّ احتساب معاملات الارتباط ل”بيرسون” بين درجة كلّ مجال من مجالات مقياس اضطراب كرب ما بعد الصّدمة الثلاثة والدرجة الكلية للمقياس، وأتت النتائج دالّة احصائياً وجوهرياً عند مستوى 0.001 وهي مبيّنة تفصيليا” في الجدول أدناه رقم (3).
جدول رقم 3: معاملات الارتباط “ر” بين درجة كل مجال من مجالات المقياس الثلاثة والدرجة الكلية (ن= 211)
مجالات المقياس | معاملات الارتباط | قيمة الدلالة | |
المجال الأول | استعادة الخبرة الصادمة | 1.000 | 0،001 دالّة |
المجال الثاني | تجنب الخبرة الصادمة | -.535 | 0،001 دالّة |
المجال الثالث | الاستثارة | -.373 | 0،001 دالّة |
ج- معامل الثّبات بطريقة ألفا كرونباخ:
تمّ احتساب قيمة ألفا كرونباخ بعد تطبيق المقياس على العينة الاستطلاعية (ن=107). دلّت النتيجة على تمتّع المقياس بدرجة مرتفعة من الثبات والصدق حيث أتت قيمة ألفا 0.841 كما يتضح في الجدول رقم (4).
جدول رقم 4: معامل الثبات (ن=107)
ألفا كرونباخ | العينة |
0،841 | 4 |
– الأساليب الاحصائية المعتمدة:
– مقاييس الإحصاء الوصفي: النزعة المركزية والتشتت بهدف الإجابة على سؤالي الدراسة الأول والثاني.
– اختبار ت T-Test لدراسة الفروق بين مجموعتين (بهدف التحقق من الفرض الأول).
– اختبار ف آنوفا Annova لدراسة الفروق بين ثلاث مجموعات وأكثر (بهدف التحقق من الفرض الثاني والفرض الثالث والفرض الرابع والفرض الخامس).
8- نتائج الدراسة
نتائج الفرض الأول:
ينص الفرض الأول على ما يلي: “توجد فروق دالّة احصائياً على مستوى الدرجة الكلية لمقياس اضطراب كرب ما بعد الصّدمة تبعاً لمتغير الجنس (ذكور، إناث)”.
جدول رقم5: الفروق بين متوسط درجات عينة الذكور ومتوسط عينة الاناث
على مستوى مقياس اضطراب كرب ما بعد الصّدمة
عينة الذكور | عينة الاناث | قيمة ت | الدلالة | ||
المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | ||
22.48 | 11.434 | 30.28 | 13.497 | 41.062 | 0،001 دالة |
تبيّن النتائج وجود فروق جوهرية إحصائية دالة بين متوسط درجات الذكور ومتوسط درجات الإناث على مستوى الدرجة الكلية لمقياس اضطراب كرب ما بعد صدمة انفجار مرفأ بيروت لصالح عينة الاناث عند مستوى 0.001. وبالتالي فإنّ الفرض الأول قد تحقق بشكل كلي. وهذا ما يتفق مع نتائج بعض الدراسات السابقة في هذا المجال، التي أظهرت فروقاً جوهرية بين الذكور والإناث في الإصابة باضطراب كرب ما بعد الصّدمة لصالح الإناث، ودراسة “الخواجة” (2010)، ودراسة “مجيد” (2011). بينما لم تظهر دراسة “بن التواتي” (2015)،ودراسة “بدر” (2016)، ودراسة “صبيرة، وسعدي، وبدر” (2017)، ودراسة “سعدي” (2017)، أية فروق بين الذكور والإناث في الإصابة باضطراب كرب ما بعد الصّدمة. وعلى العكس من ذلك، بيّنت دراسة “خضر، وثابت” (2007) أنّ الذكور أكثر إصابة من الإناث في اضطراب كرب ما بعد الصّدمة. ويمكن تفسير نتيجة الفرض الأول بالاستناد إلى التّراث العلمي في مجال الصّحة النّفسية، الذي يشير إلى إمكانية إصابة الإناث بالاضطراب ات النفسية أكثر من الذّكور نتيجة عوامل بيولوجية وفيزيولوجية وهرمونية، إلى جانب عوامل التنشئة الاجتماعية وثقافة المجتمع. وهذا ما قد يجعلها أكثر تأثراً بالضغوط النفسية والأزمات الحياتية، مما ينعكس بشكل سلبي على صحتها الجسمية والنّفسية.
نتائج الفرض الثاني:
ينصّ الفرض الثاني على ما يلي: “توجد فروق دالة احصائياً على مستوى الدرجة الكلية لمقياس اضطراب كرب ما بعد الصّدمة تبعاً لمتغير العمر”.
جدول رقم 6:الفروق بين متوسط درجات أفراد العينة وِفقَ الفئات العمرية
على مستوى مقياس اضطراب كرب ما بعد الصّدمة
Tests of Between-Subjects Effects | ||||||
Dependent Variable: الدرجة الكلية للمقياس | ||||||
Source | Type III Sum of Squares | Df | Mean Square | F | Sig. | مستوى الدلالة |
Corrected Model | 655.747a | 3 | 218.582 | 1.286 | .281 |
- R Squared = .020 (Adjusted R Squared = .005)
تُظهر النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة احصائية بين متوسط مجموعات الأفراد الموزعين على الفئات العمرية الأربعة المعتمدة على مستوى الدرجة الكلية لمقياس اضطراب كرب ما بعد الصّدمة، حيث أتت قيمة “ف” غير دالة على كافة المستويات الإحصائية. وبالتالي فإنّ الفرض الثاني لم يتحقق. والملاحظ أنه لا توجد الكثير من الدراسات السابقة التي تناولت علاقة اضطراب كرب ما بعد الصّدمة بمتغيّر العمر، إذ أنّ معظم الدراسات أجريت على فئة عمرية واحدة (أطفال، أو مراهقين، أو راشدين)، ولم تدرس الفروق بين الفئات العمرية من حيث ظهور الاضطراب . ويمكن تفسير ما توصلت إليه الدراسة الحالية من عدم وجود فروق بين الفئات العمرية، بأنّ حدث الانفجار المؤلم قد ترك تأثيرات لدى جميع أفراد العينة بشكلٍ متساوٍ، من مختلف الأعمار والشرائح، ولم تظهر المعاناة لدى فئة عمرية دون أخرى.
نتائج الفرض الثالث:
ينص الفرض الثالث على ما يلي: “توجد فروق دالة إحصائياً على مستوى الدرجة الكلية لمقياس اضطراب كرب ما بعد الصّدمة تبعاً لمتغير المستوى التعليمي”.
جدول رقم 9: الفروق بين متوسط درجات أفراد العينة وِفقَ المستوى التعليمي على مستوى مقياس
اضطراب كرب ما بعد الصّدمة/ تحليل التباين
Tests of Between-Subjects Effects | ||||||
Dependent Variable: الدرجة الكلية للمقياس | ||||||
Source | Type III Sum of Squares | Df | Mean Square | F | Sig. | مستوى الدلالة |
Corrected Model | 2799.088a | 5 | 559.818 | 3.496 | .005 |
- R Squared = .087 (Adjusted R Squared = .062)
كشفت النتائج عن وجود فروق دالّة إحصائياً بين متوسط درجات أفراد العيّنة وِفق متغير المستوى التعليمي (ابتدائي، متوسط، ثانوي، مهني، ليسانس ودراسات عليا)، إذ بدت قيمة “ف” دالّة عند مستوى 0.001.
ولتحديد الفروق التي ظهرت بين المستويات التّعليمية، استُخدِمَ اختبار(LSD)الذي يوضح مصادر الفروق بين المجموعات المتباينة لإجراء مقارنات بُعدية بين المتوسطات الحسابية، والنتائج يُظهرها الجدول رقم (10).
جدول رقم 10: الفروق بين متوسطات مجموعات الأفراد وفق متغير المستوى التعليمي
Multiple Comparisons | ||||||
مقياس الدرجة الكلية Dependent Variable: | ||||||
LSD | ||||||
(I) المستوى التعليمي | (J) المستوى التعليمي | Mean Difference (I-J) | Std. Error | Sig. | 95% Confidence Interval | |
Lower Bound | Upper Bound | |||||
إبتدائي ومادون | متوسط | 10.52* | 3.221 | .001 | 4.17 | 16.88 |
ثانوي | 10.84* | 3.644 | .003 | 3.65 | 18.03 | |
مهني | 10.51* | 3.586 | .004 | 3.44 | 17.59 | |
ليسانس | 9.64* | 2.734 | .001 | 4.24 | 15.03 | |
دراسات عليا | 9.47* | 3.284 | .003 | -.01 | 12.95 | |
متوسط | إبتدائي ومادون | -10.52* | 3.221 | .001 | -16.88 | -4.17 |
ثانوي | .32 | 3.735 | .932 | -7.05 | 7.69 | |
مهني | -.01 | 3.678 | .998 | -7.27 | 7.25 | |
ليسانس | -.88 | 2.854 | .757 | -6.52 | 4.75 | |
دراسات عليا | 9.47 | 3.284 | .233 | -10.73 | 2.63 | |
ثانوي | إبتدائي ومادون | -10.84* | 3.644 | .003 | -18.03 | -3.65 |
متوسط | -.32 | 3.735 | .932 | -7.69 | 7.05 | |
مهني | -.33 | 4.054 | .935 | -8.33 | 7.67 | |
ليسانس | -1.21 | 3.325 | .717 | -7.76 | 5.35 | |
دراسات عليا | 9.47 | 3.284 | .250 | -11.85 | 3.10 | |
مهني | إبتدائي ومادون | -10.51* | 3.586 | .004 | -17.59 | -3.44 |
متوسط | .01 | 3.678 | .998 | -7.25 | 7.27 | |
ثانوي | .33 | 4.054 | .935 | -7.67 | 8.33 | |
ليسانس | -.87 | 3.261 | .789 | -7.31 | 5.56 | |
دراسات عليا | 9.47 | 3.284 | .281 | -11.41 | 3.32 | |
ليسانس | إبتدائي ومادون | -9.64* | 2.734 | .001 | -15.03 | -4.24 |
متوسط | .88 | 2.854 | .757 | -4.75 | 6.52 | |
ثانوي | 1.21 | 3.325 | .717 | -5.35 | 7.76 | |
مهني | .87 | 3.261 | .789 | -5.56 | 7.31 | |
دراسات عليا | 9.47 | 3.284 | .280 | -8.94 | 2.60 | |
دراسات عليا | إبتدائي ومادون | -6.47 | 3.284 | .050 | -12.95 | .01 |
متوسط | 4.05 | 3.384 | .233 | -2.63 | 10.73 | |
ثانوي | 4.37 | 3.789 | .250 | -3.10 | 11.85 | |
مهني | 4.04 | 3.733 | .281 | -3.32 | 11.41 | |
ليسانس | 3.17 | 2.925 | .280 | -2.60 | 8.94 | |
Based on observed means.The error term is Mean Square (Error) = 160.123. | ||||||
*. The mean difference is significant at the 0.05 level. |
يتضّح من الجدول رقم (10) أنّ مجموعة الأفراد ذوي المستوى التعليمي ابتدائي وما دون هم الأكثر معاناة من اضطراب كرب ما بعد الصّدمة مقارنة بأقرانهم الأكثر تعلّماً في المجموعات الأخرى (متوسط، ثانوي، مهني، ليسانس، دراسات عليا). إذ أتت الفروق دالّة عند مستوى 0.05 لصالح مجموعة الأفراد ذوي المستوى التعليمي ابتدائي وما دون، في حين بدت الفروق غير دالّة احصائياً على مستوى المجموعات التعليمية الاخرى (متوسط، ثانوي، مهني، جامعي، دراسات عليا). وبناءً عليه، تحقق الفرض الثالث بشكل جزئي. ولا تتفق هذه النتيجة مع نتائج دراسة “صبيرة، وسعدي، وبدر”، التي تشير إلى عدم وجود فروق دالّة إحصائياً تبعاً لمتغير المستوى التعليمي. ويمكن تفسير ما توصّلت إليه الدراسة الحالية بأنّ المستوى التعليمي هو عنصر هام في عملية التنشئة الاجتماعية، التي تقوم بتشكيل شخصية الفرد وتؤثر على صحته وتوافقه. ويشير التراث العلمي النفسي إلى دور العوامل البيئية والاجتماعية، وأبرزها الأسرة والثقافة وعمليات التعلم، في تبلور مفهوم الذات لدى الفرد، وصلابته النفسية. وكلما ارتفع مستوى التعليم لدى الفرد، كلما انعكس ذلك بشكل إيجابي على نموّه ونضجه، كما يُسهم في تعزيز توازنه النفسي، وقدرته على مواجهة ضغوط الحياة بشكل فعال.
نتائج الفرض الرابع:
ينصّ الفرض الرابع على ما يلي:”توجد فروق دالة احصائياً على مستوى الدرجة الكلية لمقياس اضطراب كرب ما بعد الصّدمة تبعاً لمتغير الوضع الاجتماعي ( أعزب، متزوج، مطلق، أرمل)”.
جدول رقم11: الفروق بين متوسط درجات أفراد العينة وِفقَا لوضع الاجتماعي على مقياس اضطراب كرب ما بعد الصّدمة/ تحليل التباين
Tests of Between-Subjects Effects | ||||||
Dependent Variable: مقياس الدرجة الكلية | ||||||
Source | Type III Sum of Squares | Df | Mean Square | F | Sig. | مستوى الدلالة |
Corrected Model | 729.735a | 3 | 243.245 | 1.434 | .234 | غير دالّة |
Intercept | 15500.830 | 1 | 15500.830 | 91.409 | .000 | |
الوضع الإجتماعي | 729.735 | 3 | 243.245 | 1.434 | .234 | |
Error | 31371.799 | 185 | 169.577 | |||
Total | 163426.000 | 189 | ||||
Corrected Total | 32101.534 | 188 | ||||
|
يتضح من الجدول رقم (11)، أنه لا توجد فروق دالّة جوهرياً بين متوسط درجات مجموعات الأفراد تبعاً لمتغير الوضع الاجتماعي (أعزب، متزوج، مطلق، أرمل) على مستوى الدرجة الكلية للمقياس. وهكذا، لم يتحقق الفرض الرابع.وفي هذا المجال، نشير إلى دراسة “صبيرة، وسعدي، وبدر” (2017)، والتي أظهرت فروقاً ذات دلالة إحصائية في درجة اضطراب كرب ما بعد الصّدمة لصالح الأفراد العازبين. وهذا ما لا يتفق مع نتائج الدراسة الحالية، ويمكن تفسير ذلك، بأنّ أفراد عيّنة هذه الدراسة لا يحتاجون إلى الدعم العاطفي من الشريك، أو أنهم قادرين على التوافق مع الأزمات والمواقف الطارئة باستخدام قدراتهم الخاصة ومصادر الدعم الذاتي لديهم.
نتائج الفرض الخامس:
ينصّ الفرض الخامس على ما يلي: ” توجد فروق دالّة احصائياً على مستوى الدرجة الكليّة لمقياس اضطراب كرب ما بعد الصّدمة تبعاً لمتغير الحالة الصّحية العامة”.
جدول رقم 12: الفروق بين متوسط درجات أفراد العينة وِفقَ المهنة على مستوى مقياس اضطراب كرب ما بعد الصّدمة/ اختبار ت
عيّنة الأفراد الذين يعانون من مرض ما | عيّنة الأفراد الذين لا يعانون منمرض ما | قيمة ت | الدلالة | دالّة | ||
المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | |||
22.48 | 11.434 | 30.28 | 13.497 | -4.284 | 0.001 |
يشير الجدول (12) إلى أنّ قيمة “ت” دالّة إحصائياً على مستوى متغير الحالة الصحية العامة (يعاني من مرض ما، لا يعاني من أي مرض)، بمعنى وجود فروق دالة بين متوسط مجموعة الأفراد الذين يعانون من مرض ما ومتوسط مجموعة الأفراد الذين لا يعانون من أي مر ضعلى مستوى الدّرجة الكليّة لمقياس اضطراب كرب ما بعد الصّدمة. إذاً، تحقق الفرض الخامس بصورة كاملة. وهذا ما يتفق مع التّراث العلمي الذي يشير إلى أنّ من عوامل خطر الإصابة باضطراب كرب ما بعد الصّدمة وجود تاريخ من المرض النفسي أو الجسمي، وأنّ معاناة الفرد من حالة صحية ما، من المحتمل أن تسهم في عدم قدرته على مواجهة الصدمات، وذلك لأسباب بيولوجية وفيزيولوجية، كما أنّ جهازه المناعي يكون غير قادر على التّعامل مع الضغط الناتج عن هذه الصّدمة، وبالتالي فإنّ إصابته باضطراب كرب ما بعد الصّدمة ستكون أسهل مقارنة مع نظرائه من الأفراد الأصحاء[17].
صعوبات الدّراسة:
انحصرت الصعوبات التي واجهت الباحثتين في التطبيق الميداني للأسباب الآتية:
- قلّة عدد الأفراد في الأماكن المتضررة والمتمثلة بمناطق العينة الدراسية.
- رفض العديد من الأفراد ملء بنود المقياس لأنه لا يتعلق بالجمعيات التي تمنح المساعدات المادية لهم.
- صعوبة الاستجابة من بعض الأفراد بسبب كمية الحزن والألم المرتبطة بما حلّ بهم وبعائلاتهم من حالات إصابة أو موت، وببيوتهم من تكسير أو دمار. فبعض الأفراد انهمرت أعينهم بالدموع عند قراءة بنود المقياس.
- استغراق تطبيق المقياس وقتاً طويلاً من قبل بعض الأفراد الذين لجأوا إلى التّعبير والحديث عمّا عايشوه من أحداث أثناء وبعد انفجار مرفأ بيروت.
التّوصيات:
– وضع برامج توعية مجتمعية لتدريب الناس على كيفية التّعامل مع الصّدمات.
– إنشاء مراكز ووحدات إرشاد نفسي في المرافق الحيوية مثل المدراس والجامعات والمستشفيات.
– وضع برامج إرشادية وعلاجية فردية وجماعية لأفراد المجتمع.
– تأهيل وتدريب متخصصين في مجال الإرشاد النفسي الخاص بالأزمات.
قائمة المصادر والمراجع:
- بدر، إيمان (2016). اضطراب ضغوط ما بعد الصّدمة وعلاقته ببعض المتغيرات: دراسة ميدانية لدى عيّنة من أبناء شهداء محافظة طرطوس في مرحلة المراهقة. رسالة ماجستير غير منشورة. قسم الإرشاد النفسي، كلية التربية، جامعة تشرين، سوريا.
- بطيخ، لينا؛ وهزيم، كنان (2018). اضطراب ما بعد الصّدمة وعلاقته بالأفكار اللاعقلانية: دراسة تشخيصية على عينة من طلبة جامعة البحث. مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية – سلسلة الآداب والعلوم الإنسانية، 40 (2)، 115-142.
- بن التواتي، أمينة (2015). اضطراب الضغوط التالية للصدمة لدى المراهقين المتضررين جراء أحداث العنف بولاية غرداية: دراسة ميدانية على عيّنة من تلاميذ المرحلة الثانوية بمدينتي غرداية والقرارة”. جامعة قاصدي مرباح، ورقلة. رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة قاصدي مرباح: كلية العلوم الاجتماعية.
- الحمادي، أنور (2014). الدليل التشخيصي والإحصائي الخامس للاضطراب ات العقليةDSM5 .الطبعة الأولى، بيروت: الدار العربية للعلوم.
- خضر، رياض؛ وثابت، عبد العزيز (2007). الصدمات النفسية للاحتلال وأثرها على الصحة النفسية للطلبة في قطاع غزة. مجلة شبكة العلوم النفسية العربية، 4 (13).
- الخواجة، عبد الفتاح (2010). الوحدة النفسية وعلاقتها باضطراب ضغط ما بعد الصّدمة لدى عيّنة من طلبة كلية التربية بجامعة السلطان قابوس. مجلة جامعة الشارقة للعلوم الإنسانية والاجتماعية، 8 (1)، 127-154.
- سعدي، ريما (2017). اضطراب ضغوط ما بعد الصّدمة لدى عيّنة من المراهقين النازحين: دراسة ميدانية في منطقة مصياف. مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية – سلسلة الآداب والعلوم الإنسانية، 39 (6)، 31-43.
- سلطان، عادل (2017). اضطراب الضغوط التالية للصدمة بعد حرب 2011 وعلاقته ببعض المتغيرات لدى عيّنة من طلاب جامعة مصراتة. مجلة التربية، كلية التربية، الجامعة الأسمرية الإسلامية، (3)، 143-154).
- صبيرة، فؤاد؛ وسعدي، ريما؛ وبدر، إيمان (2017). اضطراب ضغوط ما بعد الصّدمة لدى عيّنة من إخوة الشهداء: دراسة ميدانية في منطقة جبلة. مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية – سلسلة الآداب والعلوم الإنسانية، 39 (5)، 215-230.
- مجيد، سوسن (2011). اضطراب ات الضغوط ما بعد الصدمية التي يعاني منها أعضاء هيئة التدريس في الجامعات العراقية. مجلة الفتح، جامعة بغداد، 47.
- Bisson, J., Cosgrove, S. Lewis, C. & Roberts, N.P. (2015). Post-traumatic stress disorder. Clinical Review. Division of Psychological Medicine and Clinical Neurosciences, School of Medicine, Cardiff University, Cardiff, UK. BMJ 2015;351:h6161 doi: 10.1136/bmj.h6161
- Clinical Practice Guidelines for the Treatment of Posttraumatic Stress Syndrome. American Psychological Association. Guideline Development Panel for the Treatment of Posttraumatic Stress Disorder in Adults Adopted as APA Policy February 24, 2017. Retrieved fromhttps://www.apa.org/ptsd-guideline/ptsd.pdf(Last access 31 August 2020).
- Post – Traumatic Stress Disorder. Mind for better mental health. Mind 2018. Retrieved from publications@mind.org.uk (Last access 30 August 2020)
- Post – Traumatic Stress Disorder. U.S. Department of Health and Human Services. National Institute of Mental Health. NIH Publication No. 20-MH-8124. Revised 2020. Retrieved fromnimh.nih.gov (Last access 30 August 2020).
- Posttraumatic Stress Disorder. Anxiety and Depression Association of America. 8701 Georgia Avenue, Suite 412. Silver Spring, MD 20910. adaa.org (Last access 20 August 2020).
- Posttraumatic Stress Disorder. American Psychiatric Association. Retrieved from www.psychiatry.org (Last access 20 August 2020).
- https://medicine.umich.edu/dept/psychiatry/michigan-psychiatry-resources-covid-19/specific-mental-health-conditions/posttraumatic-stress-disorder-during-covid-19
[1]Clinical Practice Guidelines for the Treatment of Posttraumatic Stress Syndrome. American Psychological Association. Guideline Development Panel for the Treatment of Posttraumatic Stress Disorder in Adults Adopted as APAPolicy, February24,2017.Retrievedfrom https://www.apa.org/ptsd-guideline/ptsd.pdf, (Last access 31 August 2020).
[2]لينا بطيخ، كنان هزيم؛ اضطراب ما بعد الصّدمة وعلاقته بالأفكار اللاعقلانية: دراسة تشخيصية على عينة من طلبة جامعة البحث. مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية – سلسلة الآداب والعلوم الإنسانية، 2018، 40 (2)، 115-142.
[3]Michigan Medecine, Department of psychiatry, https://medicine.umich.edu/dept/psychiatry/michigan-psychiatry-resources-covid-19/specific-mental-health-conditions/posttraumatic-stress-disorder-during-covid-1
[4] American Psychological Association, Clincal practice Guideline, for the Tratment of(PTSD), 2017, https://www.apa.org/ptsd-guideline/ptsd.pdf
[5]Robin E. Cushing and Kathryn L. Braun, Mind–Body Therapy for Military Veterans with Post-Traumatic Stress Disorder: A Systematic Review,The Journal of Alternative and Complementary MedicineVol. 24, No. 2,2018, https://www.liebertpub.com/doi/abs/10.1089/acm.2017.0176
[6]Bisson, Cosgrove, Lewis & Roberts, onsultant clinical psychologis, 2015, https://www.bmj.com/content/351/bmj.h6161.full.pdf+html.
[7]لينا بطيخ، كنان هزيم؛ اضطراب ما بعد الصّدمة وعلاقته بالأفكار اللاعقلانية: دراسة تشخيصية على عينة من طلبة جامعة البحث. مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية – سلسلة الآداب والعلوم الإنسانية، 2018، 40 (2)، ص 122.
[8]Post traumatic Stress Disorder. American Psychiatric Association, 2013.Retrieved from www.psychiatry.org (Last access 20 August 2020).
[9]لينا بطيخ، كنان هزيم؛ اضطراب ما بعد الصّدمة وعلاقته بالأفكار اللاعقلانية: دراسة تشخيصية على عينة من طلبة جامعة البحث. مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية – سلسلة الآداب والعلوم الإنسانية، 2018، 40 (2)، ص 122-124.
[10]أنور الحمادي، الدليل التشخيصي والإحصائي الخامس للاضطرابات العقليةDSM 5 .2014 ، الطبعة الأولى، بيروت: الدار العربية للعلوم.ص ص 212-216.
[11]فؤاد صبيرة؛ ريما سعدي، إيمان بدر، إيمان اضطراب ضغوط ما بعد الصّدمة لدى عيّنة من إخوة الشهداء: دراسة ميدانية في منطقة جبلة. مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية – سلسلة الآداب والعلوم الإنسانية، 39 (5)، 217.
[12]Posttraumatic Stress Disorder. Anxiety and Depression Association of America. 8701 Georgia Avenue, Suite 412. Silver Spring, MD 20910. www.adaa.org (Last access 20 August 2020).
[13]سوسن مجيد، اضطرابات الضغوط ما بعد الصدمية التي يعاني منها أعضاء هيئة التدريس في الجامعات العراقية. مجلة الفتح، جامعة بغداد، 2011، ص 312-314.
[14]عادل سلطان، اضطراب الضغوط التالية للصدمة بعد حرب 2011 وعلاقته ببعض المتغيرات لدى عيّنة من طلاب جامعة مصراتة. مجلة التربية، كلية التربية، الجامعة الأسمرية الإسلامية،2017، (3)، ص146
[15]سوسن مجيد، المرجع السابق، ص 315.
[16]عادل سلطان، اضطراب الضغوط التالية للصدمة بعد حرب، المرجع السابق ص147.
[17]Post – Traumatic Stress Disorder .U.S. Department of Health and Human Services. National Institute of Mental Health.NIH Publication No. 20-MH-8124.Revised 2020.Retrieved fromwww.nimh.nih.gov (Last access 30 August 2020).