
الإنتاج العلمي عند ابن قنفذ القسنطيني (810 هـ/1407م )
Scientific production at Ibn Qunfudh al-Qusantini (810 AH / 1407 CE)
مسحوب من العدد بسبب انتحاله لمقال المرحوم يوسف قرقور الموسوم بـ
“مبادئ السالكين في شرح رجز ابن الياسمين”
راجع مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 59 الصفحة 9.
ملّخص:
إن الفكر الإنساني عبارة عن تراكم وتلاحق للعلوم، ولعلنا نقف من خلال هذا المقال على أحد هؤلاء الذين أضافوا لتراثنا بعض ما جاءت به قرائهم والذي نحتاج إلى الكشف عنه وإزالة الغبار عليه وعلى الذين لعبوا دورا في تطويره، ومن ثم فإنّ التعريف بهؤلاء العلماء والمفكرين الذين قدّسوا العلم وخصصوا كل وقتهم للإنتاج وللإسهام في تطوير تاريخ العلوم العربية الإسلامية عامة والمغاربية خاصة ونقصد في مقالنا هذا الذين عاشوا في القرن الثامن الهجري ( ق 8 ه) ومن بينهم العالم والمفكر ” أبن قنفذ القسنطيني ( 810 هـ / 1407 م )” الذي سنحاول أن نتعرف عليه وإعطاء لمحة عامة عن تاريخه انطلاقا من نسبه ومولده مرورا بحياته العلمية إلى ذكر مؤلفاته وأهم أعماله وإنتاجه العلمي في مجال العلوم .
الكلمات المفتاحية: الإنتاج العلمي ، مختلف العلوم.
Abstract :
Our history of science is full of riches, in several and different sciences, in particular in the rational sciences, in this article, we will detail the scientific production of “Ibn Qunfud̲ al-Qusanṭīnī” and will try to identify its contribution in the development of history of Arab-Muslim sciences and the stabilization of the scientific tradition of the Maghreb.
Keywords: Scientific production; Science officer.
مقدمة :
سنتناول في هذا المقال، تقديما لأهم الأعمال العلمية لابن قنفذ القسنطيني. كما سنقدم من خلالها صورة عن مظاهر النشاط العلمي خاصة الرياضي منه لهذا المثقف الكبير، والذي عُرف أساسا بإنتاجه غير الرياضي، والهدف من ذلك ليس فقط، التعريف برياضي من المغرب الكبير الذي لا يزال مجهولا عند أغلب الناس، بل التعرف من خلال أعماله العلمية وحياته، ببعض مظاهر النشاط الرياضي بالمغرب الكبير في القرن الثامن هجري الرابع عشر ميلادي، كما سنحاول إبراز بعض مظاهر العلاقات الموجودة آنذاك على المستوى العلمي والرياضي سيما بين الأمصار المغاربية، وكذا العلاقات بين فئاته العلمية. وسنهتم أيضا من خلال التلاخيص والشروح التي قام بها وذلك بالكشف عن مظاهر مضمون تلك الرياضيات التي كانت تدرس أو التي كانت موضوع اهتمام العلماء على مستوى البحث والكتابة. وسنبرز عناصر النقطة الأخيرة من خلال تقديم أهم أعمال ابن قنفذ العلمية.
وسنتناول في هذه الورقة البحثية المحاور الآتية :
- 1. حياة ونشاط ابن قنفذ.
أ. حياته ونسبه.
- 2. الأعمال العلمية لابن قنفذ القسنطيني.
وقبل الغوص في الموضوع، أرى من الضروري تقديم لمحة عن الحياة الاجتماعية والسياسية والعلمية في عهد ابن قنفذ والتي أثرت في تكوينه.
كانت الحياة السياسية بالمغرب الكبير في القرنين الثامن والتاسع الهجري (14م و15م) في اضطراب كبير، لأن حكام الدول الثلاث (المرينية في المغرب الأقصى والزيانية في المغرب الأوسط والحفصية في المغرب الأدنى) في تطاحن مستمر فيما بينهم للاستيلاء على السلطة، وكل دولة كانت تريد التوسع والسيطرة على حساب الدولتين الأخريين والهدف من ذلك كله هو استرجاع الوحدة المغاربية التي كان يتسم بها المغرب الكبير في عهد الموحدين[1].
لقد عاش ابن قنفذ هذه الأحداث، ونعلم أنه في آخر حياته ألف كتابا هاما حول تاريخ الدولة الحفصية، أهداه إلى السلطان عبد العزيز الحفصي (1394-1434م). ولكن هذا لا يدل على أنه أخذ موقفا اتجاه هذه الحوادث وأنه أيّد هذا الحكم أو ذاك[2].
الدولة الحفصية
فالدولة الحفصية إذن هي شعبة من الدولة الموحدية، وعاصمتها تونس وسميت بالحفصية نسبة إلى أبي حفص عمر بن يحي الهنتاتي شيخ قبيلة هنتاتة المصمودية.
وترجع علاقة الدولة الحفصية بأفريقيا إلى سنة (1206م) حين ما فوض الخليفة الموحدي محمد الناصر أمير أفريقيا إلى وزيره وصهره الشيخ أبي محمد عبد الواحد بن أبي حفص الهنتاتي، ومنحه جميع السلطات التي تخول له حكما مستقلا بهذه الولاية. وهذا الحدث يعتبر في الواقع إيذانا باستقلال إفريقيا عن الدولة الموحدية، ثم حدث الانفصال الرسمي والنهائي على يد أبي زكريا بن عبد الواحد الحفصي سنة (1229م)[3].
وبدأت هذه الدولة كإمارة مستقلة في عهد أبي زكرياء يحي الأول، ثم تحولت إلى خلافة في عهد ولده أبي عبد الله محمد المنتصر بالله واستمرت هذه الدولة مدة طويلة إلى أن سقطت في يد العثمانيين نهائيا سنة (1584م).
حدود الدولة الحفصية :
أما حدود هذه الدولة فقد كانت تشتمل على الأراضي التي تقابلها اليوم طرابلس الغرب بليبيا وتونس كلها، وجزء كبير من الجزائر الذي يشمل عنابة وقسنطينة وبجاية ودلس غربا وما بعد ورقلة جنوبا[4].
أما فيما يخص الأندلس (الذي يهمنا في هذا في هذا العرض لاتصاله العلمي والثقافي بالمغرب الكبير)، فان الحكم الإسلامي آنذاك وقبله كان يعيش مرحلة حارجة ناتجة عن تكثف الحملات المسيحية وبصفة خاصة الحملات القشطالية ضد الحكم الإسلامي، ونجمت على ذلك اضطرابات سياسية، وحاول الحكم الموحدي في عهده أن يقضي على هذه الاضطرابات باستلائه على الحكم في الأندلس، وهذه الخطة أتبعها الحكم المريني بعد سقوط الموحدين.
وعندها ظهر اتجاه جديد عند بعض علماء الأندلس آنذاك والمتمثل في الاستيطان في المدن المغاربية التي كانت تحتضن نشاطات علمية وثقافية مثل تونس والقيروان بإفريقيا، وبجاية وتلمسان في المغرب الأوسط، وسبتة وفاس ومراكش في المغرب الأقصى[5].
ذلك الاستيطان هو نتيجة لتلك الاضطرابات وللجذب الطبيعي التي تميزت به الأمصار المغاربية تحت الحكم الموحدي ذلك الجذب الناتج عن الازدهار النسبي في الحياة الاقتصادية والثقافية والعلمية لتلك المنطقة، وبالفعل فإن هذه النشاطات لم تتوقف رغم ما أصاب الدول المغاربية من اضطرابات وفتن، رغم تدهور الوضع الاقتصادي في تلك المنطقة وذلك لأسباب متعددة منها فقدان السيطرة العسكرية على الجهة الغربية من البحر الأبيض المتوسط[6] من قبل الدولة الموحدية في أواخر حكمها، فإن النشاط العلمي بقي مستمرا خلال الفترة الأولى لحكم الدول الثلاث، التي انتزعت الحكم من أيدي الموحدين.
وإذا اقتصرنا على الرياضيات فنرى ابتداء من القرن السادس الهجري الثاني عشر ميلادي، أن النصوص الرياضية المغاربية المتوفرة أكثر عددا نسبيا من المراحل السابقة، وهذا يوضح بطريقة جيدة تأثير المدرسة الأندلسية والمتمثلة، كما اشرنا سلفا، في المؤتمن بن هود (ت. 1085م) وابن سيد (ت. بعد 1096م) والزهراوي (ق. 11م) وابن سمح (1228م) اللذين لم يغادروا الأندلس أو كابن منعم والقرشي اللذين درسا في كل من مراكش وبجاية على التوالي.
وكذلك هناك رياضي مغاربي كبير يمثل من خلال تدريسه ومؤلفاته ذلك النشاط، ونعني هنا ابن البنا المراكشي (1256-1321م) الذي كان له تأثير كبير على التقليد الرياضي في المغرب الكبير، والذي يحضى بقسط كبير من تلامذته وشراحه فيما بعد.
وابتداء من القرن الرابع عشر ميلادي فان الكتب والمؤلفين الذين ينتمون إلى الغرب الإسلامي، معظمهم من مدرسة مراكش ونذكر على سبيل المثال : الآبلي (ت. 1356م) تلميذ ابن البنا المراكشي والذي سافر إلى تونس مع وفد الملك المريني أبي الحسن (1331-1348م) ودرس في هذه المدينة وفي تلمسان وفي مدينة فاس.
والعالم والثاني هو عبد الرحمن بن خلدون (ت. 1406م) صاحب كتاب العبر، ولد بتونس حيث تكوينه الأول في الرياضيات، فلقد تتلمذ على الآبلي في هذه المادة، ربما في تلك الفترة كتب كتابا في الحساب وهذا حسب ما صرح به صديقه ابن الخطيب[7].
وفي مقدمته لكتاب العبر، أشار ابن خلدون في باب تصنيف العلوم ولا سيما في الرياضيات إلى أسماء كتب رياضية ألفت في المغرب وهي : كتاب فقه الحساب لابن منعم والكامل للحصار، ورفع الحجاب لابن البنا والكامل للأحدب[8]. ومن بين الرياضيين الذين كتبوا بعض الكتب في الرياضيات في هذه الفترة ابن قنفذ القسنطيني وكتابه حط النقاب الذي يعتبر زيادة على مضمونه الرياضي المحض، وسيلة لدراسة تاريخ الرياضيات في الغرب الإسلامي ولا سيما في المرحلة الحفصية. والقلصادي (ت. 1489م) حيث نال هذا الأخير قسطا وافرا من الدراسة والتحليل. وأخر منتج في الرياضيات في هذه المرحلة هو رياضي غير معروف الأصل عاش بتونس ربما في نهاية القرن الرابع عشر بداية القرن الخامس ميلادي. ونقصد به القطرواني وكتابه رشفة الرضاب من ثغور أعمال الحساب. ويشبه في تقسيمه وخططه لكتاب تلخيص أعمال الحساب لابن البنا.
وهكذا يظهر إنتاج ابن قنفذ القسنطيني كاستمرار لذلك النشاط، كما نلاحظ أن ابن قنفذ كان يمثل أحد أقطاب العلاقات العلمية الوثيقة، إذ كان من العلماء الذين ساعدوا على تنقل الأفكار بين مختلف جهات المغرب الكبير، وبصفة خاصة بين كبريات مدنه، وهذا رغم الوضع السياسي المضطرب الذي أشرنا إليه آنفا.
- حياته ونسبه:
هو أبو العباس أحمد بن حسن بن علي بن الخطيب الشهير بابن قنفذ وبابن الخطيب، وسبب شهرته الثانية أن جده تولى الخطابة مدة خمسين أو ستين سنة في مدينة قسنطينة[9]، ثم تولاها من بعده ابنه (أي والد أبو العباس). أما شهرته بابن قنفذ، وهي شهرة عائلته، لا يعرف لها سبب. لم يذكر ابن قنفذ تاريخ ولادته في أي من كتبه الكثيرة، أما التنبكتي صاحب كتاب نيل الابتهاج فقد جعلها في حدود سنة (1339م)، معتمدا في ذلك على ما قاله ابن قنفذ نفسه[10] :
“مضت ستون عاما من وجودي وما أمسكت عن لعب ولهو
وقد أصبحت يوم حلول إحدى وثامـنة على كسل وسهو
فكم لابن الخطيب من الخطايا وفضل الله يشـمله بعفـو”
ولد ابن قنفذ بقسنطينة (الجزائر) وسط عائلة عريقة وثرية وذات ثقافة عالية[11] وكانت المدينة التي ولد وترعرع فيها تخضع للحكم الحفصي الناتج عن تمزق الحكم الموحدي في القرن الثاني عشر ميلادي.
لقد بدأ دراسته على والده وعلى جده لأمه. فوالده (1294-1349م) كان أديبا مرموقا، وتعلم بقسنطينة وبجاية، وله كتابان هما المسائل المسطرة في النوازل الفقهية والمسنون في أحكام الطاعون. أما جده لأمه فهو أبو يعقوب يوسف بن يعقوب الملاري (1281- 1362م) فكانت له مكانة متميزة عند الحفصيين. وقد ذكر ابن قنفذ بعض أخباره في كتابه انس الفقير. ثم تابع ابن قنفذ دراسته تحت إشراف أساتذة آخرين من نفس المدينة نذكر منهم : ابن ميمون بن باديس القسنطيني (1307-1382م)[12]، وهو من قضاة قسنطينة روي عنه الحديث وغيره، والحسن بن أبي القاسم بن باديس (1301-1386م) الذي تولى قضاء الحضرة الإفريقية. يقول عنه ابن قنفذ : “ولغلبة الانقباض عليه قل النفع منه لمن أدرك حياته”. فبعد تكوينه الابتدائي والثانوي بمسقط رأسه، رحل ابن قنفذ إلى فاس حيث قطن بها مدة تقدر 18 سنة (من سنة 1356م إلى سنة 1374م)، طاف خلالها بعدة مدن نذكر منها آسفي، سلا، دكالة، مراكش، أزمور، وغيرها. كما يستفاد مما ذكره في كتابه أنس الفقير أنه ولّي القضاء بدكالة حيث يقول : “وقد حضرت مع جملة من هذه الطوائف زمان قضائي بدكالة وكان الاجتماع في شهر ربيع الأول سنة تسع وستين وسبعمائة”[13]. كما تتبع خلال هذه الفترة دروس شيوخها في شتى العلوم[14]. ودرّس، وألّف بعضا من كتبه هناك، ومنها أهم كتاب له في الرياضيات حط النقاب عن وجوه أعمال الحساب الذي ألفه سنة (1370م) في تلك المدينة[15].
وفيما يخص تكوينه العالي فإن الوثائق الموجودة التي تهتم بحياة ابن قنفذ لا تخبرنا عن مضمونه، والأرجح أنه قد واصله أثناء إقامته بفاس. ونعلم أنه تتلمذ آنذاك على بعض من طلبة ابن البنّا المراكشي (ت. 1320م)، مثل عبد الرحمن اللجائي (ت. 1371م)[16].
وفي سنة (1374م) – وهي السنة التي عمّ فيها الجوع كافة أنحاء المغرب – عاد ابن قنفذ إلى قسنطينة[17]، فمر بمدينة تلمسان وزار ضريح أبي مدين التلمساني. وقد أشار إلى ذلك في كتابه أنس الفقير فقال : “وآخر زيارتي له عند اجتيازي عليه في ارتحالي من المغرب إلى بلد قسنطينة وذلك سنة ست وسبعين وسبعمائة وفي هذه السنة كانت المجاعة العظيمة في المغرب وعمّ الخراب به …”. وبعد عام نجده بتونس حيث أخذ عن بعض العلماء، نذكر منهم أبو عبد الله محمد بن محمد بن عرفة الورغمي صاحب كتاب المختصر الكبير، والذي ذكره ابن قنفذ في كتابه الوفيات فقال : “قرأت عليه بعضه (أي المختصر) وانعم بمناولته وإجازته، وذلك سنة سبع وسبعين وسبعمائة بدويرة جامع الزيتونة“[18]. ثم عاد إلى بلده قسنطينة فولّي الخطابة والإفتاء والقضاء، وعكف على التدريس والتأليف إلى أن توفي سنة 1407م.
- أهم إنتاجه العلمي:
أولا – العلوم العقلية (جبر، حساب، فلك، تنجيم، حساب الفرائض، منطق): ألّف فيها الكتب الآتية:
- 1. مبادئ السالكين في شرح رجز ابن الياسمين : وهو شرح لأرجوزة ابن الياسمين في الجبر والمقابلة [مخطوط الجزائر، المكتبة الوطنية، رقم 2193، ورقات 11– 30].
وابن الياسمين هو أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحجاج الأدرني، الذي اشتهر بابن الياسمين[19] نسبة إلى أمه، وهو من أهل فاس، ولا يعرف المؤرخون مكان وتاريخ ميلاده. غير أن ابن سعيد الأندلسي ينسبه، في كتابه الغصون اليانعة في محاسن شعراء المائة السابعة إلى إشبيلية، ويؤكد أن تكوينه الأساسي كان في هذه المدينة، التي مثلت آنذاك العاصمة العلمية لـلأندلس [20]. ويبدو أن ابن الياسمين ألّف بعض كتبه في إشبيلية، وربما تكون الأرجوزة الجبرية من ضمن هذه المؤلفات التي نعلم أنه درّسها بهذه المدينة سنة (1190م)، وكان ذلك برفقة الخليفة المنصور الموحدي الذي حكم من سنة (1184م) إلى سنة (1199م)[21]. ويذكر أن ابن الياسمين كان جليسا للمنصور وملازما له في الحل والترحال، حتى عندما عبر البحر إلى الأندلس محاربا في الرابع عشر من ذي الحجة سنة (1198م)، وبقى هناك إلى الخامس من رمضان سنة (1192م). وكانت إشبيلية مركز إقامة المنصور وقاعدة غزوه[22].
نشير إلى أن تكوين ابن الياسمين كان واسعا جدا إذ اشتهر في نفس الوقت في الرياضيات وفي الفقه الإسلامي والأدب والشعر وخاصة في الموشحات. نحن لا نعرف إلا القليل عن أساتذة ابن الياسمين، وهذا القليل نجده في مؤلفاته إذ يشير عدة مرات إلى أستاذه في الرياضيات أبو عبد الله محمد بن قاسم الشلوبين[23] الذي أخذ عنه علم الحساب والعدد والجبر.
لذا فنحن أمام شخصيتين، أديب شاعر وكاتب ورياضي متمكّن من الحساب والجبر. ومن مؤلفاته في الرياضيات التي وصلتنا نذكر : أرجوزة في الجذر وأخرى في الجبر والمقابلة وكتاب تلقيح الأفكار بالعمل برشوم الغبار[24]. أما شعره فكان ينافس به شعراء عصره حتى أنه بلغ منزلة مكنته من معاشرة الخليفة الموحدي يعقوب المنصور ثم من بعده ابنه محمد الناصر لدين الله. فكان شعره يمزج بين المدح ووصف الطبيعة والهجاء وخاصة بينه وبين أبي الحجاج يوسف بن عبد الصمد ابن نمري (ت. 1217م)، وهو عالم من فاس حضر عدة لقاءات مع ابن الياسمين وكان كل منهما يهجو الآخر بأقوى القصائد. توفي مقتولا سنة (1204م) بمراكش.
أرجوزته في الجبر والمقابلة والتي هي عبارة عن مذكرة للطالب لتسهيل حفظ أدوات الجبر. وتعريف وترتيب المعادلات الست في الجبر مع إعطاء حلولها وبعض العمليات الحسابية حول الأشياء الجبرية. لقد شرح ابن قنفذ هذه الأرجوزة بالطريقة التقليدية لشرّاح العصر الوسيط. وما يمكن استنتاجه من هذا الشرح، الذي يعتبر غير تقليدي، هو استعماله للرموز الرياضية في حل المعادلات وفي تمثيله لكثيرات الحدود. والجدير بالذكر أن الاستعمال المذكور يظهر كأنه عادي في زمانه إذ أن هذا الشرح كان موجها للطلبة. ونستخلص من ذلك أن الترميز كان متداولا في الأعمال الرياضية في المغرب الكبير. وما يدعم هذا الاحتمال هو وجود نفس الرموز في كتابه حط النقاب وفي كتاب يعقوب الموحّدي (كان حيا عما 1382م) تحصيل المنى في شرح تلخيص ابن البنّا.
- حط النّقاب عن وجوه أعمال الحساب: يقول ابن قنفذ القسنطيني في كتابه الوفيات ” ومنها حط النقاب عن وجوه أعمال الحساب وهو شرح تلخيص ابن البنا، وقد سبقت به ابن زكريا الأندلسي، وكان قد أخذ من كتابي نسخة عند جوازه إلى مدينة فاس، سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة”[25]، فهذا الكتاب عبارة عن شرح لأعمال ابن البنا المراكشي، ونفهم من ما قاله ابن قنفذ أنه سبق ابن زكريا الأندلسي في شرحه لكونه أخذ نسخة منه عندما مر على فاس سنة 773 هـ، فهذا الشرح يشتمل على مقدمة تحتوي على ثمان إرشادات تعين الطالب لقراءة كتاب ما، وبعدها قائمة تحتوي على تآليف ابن البنا الماركشي والتي رآها بعينيه سوى اثنين ذكرهما بدقة، وقال أنه لم يرهما، فإن دل هذا على شيء إنما يدل على الأمانة العلمية عنده في تقديم المعلومات، كما انه عبارة عن دليل على توفر كتب ابن البنا في وقته[26]، وفي هذا الشرح اتبع ابن قنفذ القسنطيني الطريقة التقليدية عندما يقوم بالشرح، بمعنى يقدم جملة بعدها يقوم بشرحها رياضيا، ولغويا في بعض الأحيان، والميزة التي احتواها هذا الشرح تكمن في استعماله للأمثلة التوضيحية بدون إعطاء البراهين، والاستعانة ببعض الأمثلة من آراء المؤلفين، ومن بعض الكتب مثل قانون القاضي الشريف المراكشي، وغيره[27]، كما استعمل بعض الطرق الرياضية التي لم ترد في تلخيص ابن البنا، وهو في ذلك لا ينسبها إلى نفسه، منها أن يبدأ كل باب بتقديم قائمة مواضيعه، مثل با الضرب: حقيقة الضرب، وضعيته، أقسامه، أنواعه، قواعده، وغيرها من الأمثلة، وعرضه لبعض الصيغ الحسابية، وحلول مسألة عددية لم يذكرها ابن البنا في تلخيصه[28].
وفي هذا الشرح نستشف بعض الطرق التي استعملها صاحب الفارسية في كتابه حط النقاب: طريقة الترميز في الرياضيات، خاصة في باب الجذور، بالإضافة إلى استعماله للمعادلات ذات الطرف الصفري، والتي سبقه إليها الرياضي ابن بدر، أما الجديد الذي أتى به ابن قنفذ يكمن في استعماله للمعادلة بالرمزية الجبرية[29]، فهذا الكتاب موجود على شكل مخطوط في المكتبة الحسنية بالرباط برقم 8563، و بالمكتبة العامة بالرباط برقم ك 1070/2، د 123/1، د 2955، د 1678[30]
- بغية الفارض من الحساب والفرائض : لم نعثر لحد الآن على مخطوط يضمه.
- التلخيص في شرح التلخيص : هو تلخيص لحط النقاب [مخطوط الرباط، المكتبة العامة، كـ 939/5 ؛ مخطوط تماكورت، المكتبة الناصرية 1753/4].
- تسهيل المطالب في تعديل الكواكب : قال عنه ابن قنفذ “لم يهتد إلى مثله من المتقدمين”[31]، وهو كتاب في الفلك [مخطوط الرباط، المكتبة العامة، ت512/2 ؛ مخطوط الرباط، المكتبة الحسنية، 10270]؛ ونسخة أخرى بالخزانة الملكية بالرباط رقم: 5262 ونسخة أخرى في مكتبة مؤسسة الملك عبد العزيز بالدار البيضاء – المغرب الأقصى، تحت رقم: ( ms358_M1 ) وهي نسخة بخط مغربي، غير مؤرخة، ولم يذكر اسم الناسخ فيها توقف عليها عليها الأستاذ عبد الرحمان حمادو الكتبي.
- تحصيل المناقب وتكميل المآرب : هو شرح لكتاب تسهيل المطالب في تعديل الكواكب [مخطوط الرباط، المكتبة العامة، ب512/3]، من ورقة 55 إلى 75[32]
- سراج الثقات في علم الأوقات : هي رسالة في 4 ورقات [مخطوطات: تونس، المكتبة الوطنية، 482 ؛ تونس، المكتبة الأحمدية، 5604 و5605 ؛ ليدن، بريل، 286 ؛ الرباط، الخزانة العامة ن466 ؛ المتحف البريطاني، 977/29].
- شرح منظومة أبي الحسن علي أبي الرجال القيرواني : هو كتاب في التنجيم. أهداه إلى وزير مريني [تونس : المكتبة الوطنية، 482، 91 ورقة ؛ المكتبة الأحمدية، 5604، 54 ورقة؛ المكتبة الأحمدية، 5605، 40-94 ؛ الرباط، المكتبة العامة، 466، 76 ورقة ؛ المكتبة العامة، 476، 41 ورقة ؛ المتحف البريطاني، 977/29].
- تسهيل العبارة في تعديل السيارة: هو في أربعين بابا وستين فصلا[33].
- القنفذية في أبطال الدلالة الفلكية: قال عنه محقق كتاب الفارسية أنها قريبة الشبه- في غرضها – بشرح ابن قنفذ لمنظومة ابن أبي الرجال[34].
- 10. سراج الثقات في علم الأوقات: من عنوان نستشف أنها رسالة في التوقيت فحسب محقق الفارسية توجد كمخطوط في المكتبة القومية بتونس، تحت رقم 4620، فهي رسالة صغيرة في أربع ورقات تقع في سبعة صفحات، وبالصفحة 25 سطرا وحجمها 24x 17 وخّطها مغربي واضح حديث[35]، بآخرها أي في الصفحة السابعة ورد ذكر تسمية مؤلفها قال:
من أحمد بن حسن الخطيب
يعرف بإبن القنفذ اشتهاره من حصن طينة فتلك داره
أتى بهذا الرجز المهذب بفاس الكبرى بأرض المغرب
وذاك في شهر جمادي الأول من عام خط بعد غذ معقولا
عدته بهذا (أرى) رمز سميته السراج أعني ذا الرّجز[36].
- 11. شرح منظومة أبي الحسن على بن أبي الرجال القيرواني: فهو كتب في النجوم أهداه إلى وزير مريني، فحسب محقق الفارسية توجد فيه عدة نسخ.
- إيضاح المعاني وبيان المباني : يذكر ابن قنفذ أنه شرح لرجز في المنطق نظمه أبو عبد الله محمد ابن الفقيه أبي زيد عبد الرحمن المراكشي الضرير.
- تلخيص العمل في شرح الجمل في المنطق للخونجي: هو تلخيص لكتاب الجمل للخونجي نسبة خونج بأذربيجان، ويعتبر من الكتب الظائعة[37].
ثانيا – العلوم الفقهية والحديث والتصوف: ألّف في هذا المجال قصد تبيان الوجه الديني لعصره ومن بين ما كتبه نجد الكتب التالية:
- تقريب الدلالة في شرح الرسالة : ألفها في أسفار أربعة ويعتبر هذا الكتاب مفقودا[38].
- معاونة الرائض في مبادئ الفرائض: في نظر العالم الجزائري أبي شنب هذا الكتاب يحتمل وجوده في احدى الخزانات الخاصة بالجزائر، واتضح هذا عندما نشر مقاله في مجلة ” هيسبريس”، أما ابن مريم في كتابه البستان ذكره بـ ” معونة الرائض في علم الفرائض”[39]، وهو شرح للأرجوزة التلمسانية في الفرائض.
- بغية الفارض من حساب الفرائض: يعتبر هذا الكتاب مفقودا[40]
- 4. اللباب في اختصار الجلاب: فهو كتاب ضائع[41]
- أنوار السعادة في أصول العبادة : هو شرح للحديث النبوي “بني الإسلام على خمس” وفي كل قاعدة من الخمس أربعون حديثا وأربعون مسألة[42]، وصنف هذا الكتاب ضمن كتب الحديث وهو مفقود.
- 6. تفهيم الطالب لمسائل أصول ابن الحاجب: علق عليه ابن قنفذ قائلا: ” قيدتع في زمان قراءتي على الشيخ أبي عبد الحق المسكوري بمسجد البليدة من مدينة فاس، وكان الابتداء في سنة سبعة وسبعمائة”[43]، ويعتبر هذا الكتاب مفقودا.
- شرف الطالب في أسنى المطالب : هو في أنواع علوم الحديث على شكل شرح لمنظومة أبي العباس أحمد بن فرج الإشبيلي في مصطلح الحديث، وذيّله بكتاب الوفيات. وقد حققه محمد حجي في كتاب بعنوان ألف سنة من الوفيات صدر في الرباط عام 1976 أضاف إليه تحقيق كتابين آخرين، هما : وفيات الونشريسي لأحمد الونشريسي، ولقط الفرائد لأحمد بن القاضي، فهو عبارة عن مختصر وضعه كما يفهم من عباراته للمبتدئين، ولديع عدة مخطوطات مبعثرة كمايلي: سبعة بالرباط، وأربعة بتونس، وثلاثة بمصر، واثنان بباريس، وقام بتحقيقه الاستاذ عبد العزيز صغير دخان.
كما توجد مخطوطة في قسم المخطوطات بالمكتبة الوطنية الجزائرية تحت رقم 2829، مكتوبة بخط مغربي بالحبر الأسود والأحمر والذهبي للعناوين معدل الأسطرة في كل ورقة 25 سطرا، قياسها 120×114 ملم، عدد أوراقها 44، بمعدل ثمانية كلمات في كل سطر. فهذا الكتاب عبارة عن شرح على المنظومة الغرامية لصاحبها أبي العباس بن فرج الاشبيلي والتي تحتوي على عشرين بيتا، لم يشرح منهما ابن قنفذ إلاّ سبعة عشرة بيتا.
- 8. أنس الفقير: يعتبر هذا الكتاب من أهم الكتب التي ألفها ابن قنفذ القسنطيني في التصوف، حيث كتبه ليعرف بشيخ المتصوفين في تلمسان أبي مدين شعيب وبعض أصحابه ويتجلى ذلك في قوله: ” في رجال من أهل التصوف أبي مدين وأصحابه”[44]، حيث قام بسرد علاقاته واتصالاته برجال التصوف، أين ذكر أخبارهم ومجاهداتهم، خاصة كما ذكرنا سالفا أبي مدين شعيب، وتناول فيه نسبه وأصله، وبض من أحواله في صباه، وبعض من كلامه[45].
ويذكر أشياخه[46]، كما عرفنا بهم، ويذكر في الكتاب إخوان الشيخ أبي مدين وأصحابه[47]. فهذا الكتاب عموما يمكن تصنيفه من بين المصادر التي تعرفنا بأحوال الصوفية في المغرب عامة والمغرب الأقصى خاصة، والطرق المنتشرة في تلك الفترة، حيث يذكر منها ستة ويتجلى ذلك في الفقرة التي استعملها في كتابه أنس الفقير ” وقد سألت عن جملة الطوائف التي هي بالمغرب الأقصى … وأقرب ما ترجع إليه ستة: الشعيبيون، وهن طائفة أبي شعيب آرمور … الصنهاجيون من طائفة بني أمغار …والماجريون، وهم طائفة أبي محمد صالح …، الحجاج، أي لا يدخل في جمعهم إلاّ من حج الحاجيون ومنهم حملة من جبل درن … وهي طائفة الحاج الشهر أبي زكرياء يحيى بن أبي عمر بن عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى الحاجي … اما الطائفة السادسة فهم الغماتيون وهم طائفة الشيخ الولي الشهير أبي زيد عبد الرحمان الهرميري[48]، ويمكن أن نستشف في في هذا الكتاب استعماله لبعض المصطلحات الصوفية كالكرامة*[49] و المكاشفة**[50].
فلمخطوط أنس الفقير عدّة نسخ أعدها محققه عندما حقق المخطوط وهي خمسة
النسخة الأولى: تعتبر من أقدم النسخ موجودة في الخزانة العامة بالرباط المسجلة تحت رقم 524، ففي نظر المحقق لم يذكر فيها أي تاريخ، إلاّ أنّ ليفي بروفنصال في فهرسه لمخطوطات الخزانة العامة أكد أنّ تاريخها يرجع للقرن الثاني عشر الهجري، وتحتوي على 21 ورقة مسطرتها 29 سطرا وتارة 31 سطرا وأحيانا 33 سطرا ومقياسها 26 x 20 خطها دقيق واضح.
النسخة الثانية: عبارة عن مخطوط يحتوي على 58 ورقة مسطرته 20 سطرا ومقياسه 23x 18، خط مغربي عادي، وهو غير مؤرخ.
النسخة الثالثة: مخطوط الخزانة العامة المسجل تحت عدد 1498 ورقمه في فهرس الأستاذين الركراكي وعلوش ج2 هو 2232 ويوجد في مجموع من الورقة 12 ثانية إلى ورقة 49 ثانية مسطرته 25 سطرا ومقياسه 23×18 خط دقيق عادي مائل إلى اليمين وهو مؤرخ بالثالث عشر من صفر 1228 ه.
النسخة الرابعة: مخطوط القرويين وهو غير مؤرخ ويحتوي على 24 ورقة مقياسه 26×20.
النسخة الخامسة: مخطوط خزانة كاتبه الخاصة وهو يحتوي على 56 ورقة مسطرته 23 سطرا وفي الورقات الأخيرة تارة تزيد إلى بلغت 28 سطرا مقياسه 24×18، خط مغربي عادي، وهو غير مؤرخ[51].
وما يمكن قوله حول هذا الكتاب، انه من المصادر المهمة جدا لتاريخ ابن قنفذ القسنطيني ورحالاته، وكذلك يمكن اعتباره منبعا لتاريخ التصوف وعلمائه في المغرب الأقصى، ويجدر الإشارة إليه الأسلوب الذي استعمله فهو من البسيط تظهر فيه لمسة محيطه ولهجته، كما أنه يستعمل السجع في الخطبة واللغة المنورقة.
ثالثا – العلوم العربية ألّف فيها :
- الإبراهيمية في مبادئ العربية : هو في قواعد النحو، وقد أهداه إلى أحد الأمراء، ويعتبر من الكتب الضائعة، فمن العنوان نفهم أنه عبارة عن مختصر في قواعد اللغة العربية ساء في النحو أو الصرف، وأشار إليه ذلك محقق مخطوط الفارسية إلى احتمال أنه قد يكون مختصرا في قواعد الصرف والنحو[52]
- هدية السالك في بيان ألفية ابن مالك: من عنوان هذا الكتاب نفهم أنه شرح لألفية بن مالك، فهو في الأصل كتاب مفقود.
- بسط الرموز في عروض الخزرجية[53]: من عنوانه نفهم أنه شرح لكتاب الخزرجية في العروض، لصاحبه ضياء الدين أبي محمد عبد الله بن محمد الخزرجي المالكي الأدلسي.
- التلخيص في شرح التلخيص: يعتبر من بين الكتب المفقودة، حيث أشار محقق الفارسية إلى أنّ هذا الكتاب من المحتمل أن يكون شرحا وتعليقا لكتاب ” تلخيص المفتاح في البلاغة لمحمد بن عبد الرحمان بن عمر الخطيب القزويني[54].
- علامة النجاح في مبادئ الإصلاح: فهو كتاب مفقود[55].
رابعا – الشعر : له القليل فقط، حيث لم يكتب كثيرا فيع وأعم الأبيات التي صادفناها في كتبه مايلي :
– في كتابه الوفيات فقد نظم أبيات أين عبر عن سنه وهي:
” مضت ستون عاما من وجودي وما أمسكت عن لعب ولهو
وقد أصبحت يوم حلول إحدى وثامـنة على كسل وسهو
فكم لابن الخطيب من الخطايا وفضل الله يشـمله بعفـو”[56]
خامسا – العلوم التاريخية والتراجم والسير: ألّف في هذا الميادين الكتب التالية:
- الفارسية في مبادئ الدولة الحفصية : يعتبر هذا الكتاب من أهم ما كتب في التاريخ، خاصة تاريخ الدولة الحفصية، ومن أعظم ما كتبه ابن قنفذ ويمكن القول عنه أنه من أثمن وأغلى المصادر التي عالجت الحياة العلمية والفكرية في العهد الحفصي، حيث يمكن اعتبار ” كتاب الفارسية” أكبر دليل على اهتمام ابن قنفذ بحياة العلماء ومتابعتهم لهم، حيث دون ذلك في كتابه ” الوفيات” السالف الذكر، أين قدم لنا كل العلماء الذين مرّوا على الدولة الحفصية منذ ظهورها، أين جعل من كتاب ” الفارسية” مصدرا لتاريخ الدولة الحفصية، خاصة في الجانب السياسي والأدبي، حيث ركز على ذلك في اغلب فصوله، أين نجد أسماءً للأدباء والشعراء الذين كانوا يترددون على مجالس الخلفاء، أين استعرض أهم أنشطتهم الفكرية والأدبية أمثال الناثر الناظم أبو عبد الله محمد ابن الأبار صاحب التصانيف الحليلة…. ،الذي وضع كتاب للأمير أبو زكرياء و”أعتاب الكتاب”[57] ،وكذلك ابن عصفور الذي وضع الهلالية في النح[58]2 ،ومن الكتب التي ذكرها مؤلف الفارسية تتجلى قيمته الثقافية، ونظرا للقيمة العلمية التي يتمتع بها كتاب الفارسية، حضي باهتمام الباحثين والمؤرخين خاصة المستشرق شربونو (Cherbonneau) الذي نشر قسما من الفارسية مع الترجمة ومجموعة من التعاليق، وذلك في السلسلة الرابعة من المجلة الاسيوية الصادرة بباريس[59]. وفي سنة 1928 نشر العالم الجزائري محمد بن شنب مقال بعنوان
« La farisiya ou la Dynastie Hafside par Ibn Qunfud de Constantine »
” الفارسية أو الدولة الحفصية من طرف ابن قنفد القسنطيني” في مجلة هسبريس (Hespéris)[60]
- الوفيات : عبارة عن تكملة ذيل لكتاب ” شرف الطالب”، حيث جعله ثبتا استهله بذكر الرسول صلى عليه وسلم، ثم ذكر الصحابة من المائة الأولى وقيّد وفاتهم، وذكر فيه العديد من أعلام المغرب الأوسط، ومنهم أبي بومدين شعيب، ويعتبر الوفيات مصدرا ومرجعا لوفيات رجال وعلماء قسنطينة وبجاية وتلمسان والمغرب الأقصى والأدنى.
فهذا الكتاب عبارة عن مرجع صغير لوفيات الصحابة والعلماء المحدثين والمفسرين والمؤلفين، وفي مدح العلماء والمؤلفين لهذا الكتاب قال العلامة أبو عبد الله سيدي محمد بن الطيب بن الإمام سيدي عبد السلام الشريف القادري[61] رحمه الله ورضي عنه ” رأيت تأليفا أصغر حجما وأغرز علما، مرتبا على مدار السنين، بوجه لم يسبق إليه من الهجرة النبوية إلى المئة السابعة الذي ألفه العلامة الإمام احمد بن قنفذ بن على بن الخطيب ابن قنفذ القسنطيني، فكتاب الوفيات رتبه ابن قنفذ على القرون وعلى تواريخ وفياتهم مستهلا ذلك بوفاة الرسول عليه الصلاة والسلام محمدا سنة 11 هـ، وأنهى به على العشرة الأولى من المائة التاسعة أي سنة 807 هـ باستهلال الحديدث عن وفاة الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمان المراكشي الضرير. كما جعل مؤلف الوفيات لكتابه هذا ذيلا سماه ” بشرف الطالب وأسنى المطالب” ونظرا لأهمية هذا الكتاب يستعين به الباحثون لمعرفة وفيات ومشاهير الرجال والأعلام والفقهاء وغيرهم، وخصوصا العلماء منهم[62]، كما أنه نال الشهرة في الأوساط الفكرية، حيث نقل عنه علماء التراجم والسير خاصة التنبكتي في نيل الابتهاج، وابن مريم التلمساني في البستان والحفناوي في تعريف الخلف والسلف[63].
فهذا الكتاب طبع لأول مرة في مدينة كلكته بالهند سنة 1911 م، بإشراف مولوي محمد هدايت حسين[64]، وفي سنة 1939 نشر كتاب الوفيات من طرف هنري بيرس. وبعدها قام عادل نويهض بتحقيقه على مخطوطين حصل على إحداهما من مدينة تلمسان سنة 1963، يرجع تاريخ نسخها إلى القرن التاسع الهجري، على يد إبراهيم بن قاسم بن سعيد بن محمد العقباني، والثانية حصل عليها من مدينة وقسنطينة وليس فيها تاريخ نسخها لتآكل أوراقها[65].
- وسيلة الإسلام بالنبي عليه الصلاة والسلام : هو كتاب في السيرة النبوية، قدم فيه ابن قنفذ السيرة النبوية بأسلوب مختصر ودقيق، قام بنشره والتعليق عليه سليمان الصيد المحامي سنة 1984.
- طبقات علماء قسنطينة : لم نقف على هذا المخطوط، ولا على ذكر له في فهارس الخزائن. فحسب محقق كتاب الفارسية فإنّ العالم الجزائري محمد بن شنب يرى أنه قد يوجد في بعض المكتبات الخاصة بقسنطينة ويذكر شربونو Cherbonneauأثناء تحقيقه لجزء الفارسية أنه اكتشف بقسنطينة مخطوطا ثمينا غير مطبوع يفيد معرفة علماء قسنطينة[66]. ويضيف عادل نويهض أثناء تحقيقه لكتاب الوفيات سنة 1983 أنه وجد مخطوط طبقات علماء قسنطينة لابن قنفذ القسنطيني في مدينة الجزائر، وهو يعمل على تحقيقه[67].
سادسا – في الطب:
- أنس الحبيب عند عجز الطبيب : يذكر ابن قنفذ “أنه لم يهتد إلى مثله من المتقدمين”. ويبدو من عنوانه أنه في الطب فهو كتاب مفقود.
- أرجوزة في الطب: يذكر محقق الفارسية هذا العنوان أنه موجود في المكتبة القومية بباريس، في الجزء الثالث من مجموع برقم 2942، من ورقة 11 إلى 21[68].
خاتمة:
من خلال هذا المقال الذي تناول احد الأعلام والرموز الفكرية التي تركت بصماتها في التاريخ العلمي للمغرب الكبير حيث يتضح مما سبق أن ابن قنفذ لم يأت بمبرهنة جديدة أو خوارزمية جديدة في علم الحساب، وهذه الظاهرة ليست خاصة به، لأن الأبحاث الحديثة لم تظهر أي تجديد عند كل رياضيي هذه الفترة في المغرب الكبير وفي الأندلس. لكن هذا لا ينقص من أهمية أعمال ابن قنفذ في ميدان الرياضيات إذا ما ارتبطت نشاطاته بالبيئة العلمية في عصره. وهذه الأهمية تظهر على مستويات مختلفة نذكر منها:
الترميز في الرياضيات والذي يعتبر مساهمة أصيلة من رياضيي المغرب الكبير.
-إدخال معلومات لعلماء مازالت كتبهم مفقودة، وهو ما يفتح المجال للبحث والتنقيب عن المخطوطات التي لا تزال في الرفوف أو نائمة تنتظر من يزيل عنها الغبار.
-إدخال مصطلحات جديدة في مجال الحساب.
-مدنا بمعلومات تاريخية هامة وكتابة التراجم والسير.
قائمة المصادر والمراجع :
- ابن قنفذ القسنطيني : الفارسية في مبادئ الدولة الحفصية، تحقيق محمد الشاذلي النفير وعبد المجيد التركي، الدار التونسية للنشر، تونس، 1968.
- ـ، الوفيات، تحقيق عادل نويهض، مؤسسة نويهض الثقافية، بيروت، 1983.
- ـ ، الفارسية في مبادئ الدواة الحفصية، تقديم عبد الرحمن حمادو الكتبي، دار عالم المعرفة، 2015.
- ـ ، الوفيات، تحقيق هنري بيريس، المطبعة الثعالبية و المكتبة الأدبية لصاحبعا رودوسي قدور بن مراد التركي، بنهج مصطفي اسماعيل ، الجزائر، طبعة مصر، 1939.
- ـ ، أنس الفقير وعزّ الحقير، تحقيق: محمد الفاسي-أدولف فور، دط، منشورات المركز الجامعي للبحث العلمي، المغرب، 1965.
- ـ ، وسيلة الإسلام بالنبي عليه الصلاة والسّلام، تقديم وتعليق: سليما الصّيد المحامي، ط1، دار الغرب الإسلامي، بيروت،1984.
- سعد الله، أبو القاسم : تاريخ الجزائر الثقافي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 9 أجزاء، 1998.
- محمد الميلي : تاريخ الجزائر في القديم والحديث، الجزائر، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، ج 2.
- ابن خلدون عبد الرحمن : المقدمة، حققها وقدم لها وعلق عليها عبد السلام الشدادي، المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الانسان والتاريخ، الجزائر، 2006، الجزء الثالث.
- أحمد بابا التنبكتي : نيل الابتهاج، مطبعة حجرية، فاس، بدون تاريخ، ص.
- ابن القاضي : جذوة الاقتباس، مطبعة حجرية، فاس، 1899.
- ابن القاضي : درة الرجال في أسماء الرجال، تحقيق، محمد الأحمدي بو النوار، دار التراث، القاهرة، 1971، ج.1، عدد 150.
- ابن مريم : البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان، تحقيق محمد بن شنب، الجزائر، 1908.
- أحمد بابا التنبكتي : نيل الابتهاج، مطبعة حجرية، فاس، بدون تاريخ.
- بن محمد مخلوف، محمد : شجرة النور الزكية، مصر، 1930، ج.1 عدد 903.
- الحفناوي، محمد: تعريف الخلف برجال السلف، مؤسسة الرسالة – المكتبة العتيقة، بيروت، 1985، ص. 32-37.
- ابن إبراهيم المراكشي، عباس: الأعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام، تحقيق بن منصور، المطبعة الملكية، الرباط، 1974، ج.2.20. ابن قنفذ : الفارسية في مبادئ الدولة الحفصية، تحقيق محمد الشاذلي النفير وعبد المجيد التركي، الدار التونسية للنشر، تونس، 1968.
- ابن سعيد : الغصون اليانعة في محاسن شعراء المائة السابعة، تحقيق ابراهيم الأبياري، دار المعارف، القاهرة، 1945.
- ابن الأبار : التكملة لكتاب الصلة، نشره عزت العطار الحسيني، مطبعة السعادة، القاهرة، 1956.
- جبار، أحمد : الأنشطة الرياضية العربية في مراكش في القرنين الثاني عشر والثالث عشر، مجلة جديد العلم والتكنولوجيا، باريس، رقم 15، 1990.
- زمولي، التهامي 1993: الأعمال الرياضية لابن الياسمين (ت. 601هـ/1204م)، رسالة ماجستبر في تاريخ الرياضيات، المدرسة العليا لأساتذة، القبة، الجزائر.
- يوسف قرقور، الأعمال الرياضية لإبن قنفذ القسنطيني (ت810/1407م)، اطروحة لنيل شهادة الماجستير في تاريخ الرياضيات، 1990
- يوسف قرقور، مبادئ السالكين في شرح رجز ابن الياسمين لابن قنفذ القسنطيني رياض مغاربي من القرن (8 هـ/14م)، تحقيق: يوسف قرقور، مجلة آفاق الثقافية والتراث، قسم الدراسات والنشر والعلاقات الثقافية بمركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، دبي، الامارات العربية المتحجة، السنة 17، ع 67، شوال 1430 هـ أكتوبر، 2009.
- محمد القاضي، جدرة الاقتباس من حل من الأعلام لمدينة فاس، ج1، فاس، ب د ط، 1991.
25- . Aballagh, M. & Djebbar, A. 1987 : Découverte d’un écrit mathématique d’al-Hassar (XIIe s.) : le Livre I du Kamil, Historia Mathematica, 14(1987).
26- Brinshvig, R. : La Berbérie Orientale sous les Hafsides, 2 vol., Paris, 1940-1947.
27- .Brockelmann, C. : Geschichte der Arabischen Literatur, Bd. I, p. 471; Suppl. I, Weimar-Berlin-Leyde, 1943-1949.
28- Djebbar, A. : Enseignement et recherche mathématiques au Maghreb des XIIIe-XIVe siècles, Publications mathématiques, n° 81-02, Université Paris-Sud, 1981.
29- Djebbar, A. : Quelques aspects de l’algèbre dans la tradition mathématique arabe de l’Occident musulman, Premier Colloque Maghrébin d’Alger sur l’Histoire des Mathématiques Arabes, 1-3 Décembre 1986. In Actes du Colloque, Alger, Maison des Livres, 1988.
30- Julien, Ch. A. : Histoire de l’Afrique du Nord, Paris, Payot 2eme édition, 1969.
31- Laoui, A. : L’histoire du Maghreb, un essai de synthèses, Paris, Maspéro, 1970.
32- Suter, H. : Die matimatiker und Astronomen der Araber und ihre Werke, Leipzig, Teubner, 1900, n° 422.
[1] . Julien, Ch. A. : Histoire de l’Afrique du Nord, Paris, Payot 2eme édition, 1969, p. 132-203.
– Brinshvig, R. : La Berbérie Orientale sous les Hafsides, 2 vol., Paris, 1940-1947.
– Laoui, A. : L’histoire du Maghreb, un essai de synthèses, Paris, Maspéro, 1970, p. 186-228.
– سعد الله، أبو القاسم : تاريخ الجزائر الثقافي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 9 أجزاء، 1998.
[2] ابن قنفذ : الفارسية في مبادئ الدولة الحفصية، تحقيق محمد الشاذلي النفير وعبد المجيد التركي، الدار التونسية للنشر، تونس، 1968.
[3] المرجع السابق، ص. 104-108.
[4] محمد الميلي ، تاريخ الجزائر في القديم والحديث، الجزائر، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، ج 2، ص. 310.
[5] العبارة التي تدل على هذه الظاهرة هي “النزيل” التي يكنى بها العالم الأندلسي الذي يستقر بمدينة ما من مدن المغرب الكبير ومن بين هؤلاء نستطيع أن نذكر على سبيل المثال : ابن الياسمين وابن منعم في مراكش والقرشي في بجاية والقطرواني في تونس. للمزيد من المعلوماتى أنظر :
– Aballagh, M. & Djebbar, A. 1987 : Découverte d’un écrit mathématique d’al-Hassar (XIIe s.) : le Livre I du Kamil, Historia Mathematica, 14(1987), pp. 147-158.
– Djebbar, A. : Enseignement et recherche mathématiques au Maghreb des XIIIe-XIVe siècles, Publications mathématiques, n° 81-02, Université Paris-Sud, 1981.
– Djebbar, A. : Quelques aspects de l’algèbre dans la tradition mathématique arabe de l’Occident musulman, Premier Colloque Maghrébin d’Alger sur l’Histoire des Mathématiques Arabes, 1-3 Décembre 1986. In Actes du Colloque, Alger, Maison des Livres, 1988, pp. 99-123.
[6] يظهر أن فقدان هذه السيطرة كان من الأسباب التي أدت إلى هذه الاضطرابات وخاصة عندما بدأ الحكم الاسباني والبرتغالي يهددان سواحل المغرب الكبير.
[7] Djebbar, A. : Quelques aspects de l’algèbre dans la tradition mathématique arabe de l’Occident musulman, op. cit., p. 99-123.
[8] ابن خلدون عبد الرحمن ، المقدمة، حققها وقدم لها وعلق عليها عبد السلام الشدادي، المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، الجزائر، 2006، الجزء الثالث، ص. 79-81.
[9] جاء في كتابه “انس الفقير” عند الكلام عن جده : “وتردد في خطة الخطابة مدة تقرب من ستين سنة …” (أنظر انس الفقير، تحقيق: محمد الفاسي-أدولف فور، دط، منشورات المركز الجامعي للبحث العلمي، المغرب، 1965 ص. 48 بينما قال في “الوفيات” : “وكانت مدة خطبته بقسنطينة نحوا من خمسين…” (أنظر “الوفيات، وفيات 733هـ/1332م).
[10] أحمد بابا التنبكتي ، نيل الابتهاج، مطبعة حجرية، فاس، بدون تاريخ، ص. 58.
[11] للمزيد عن حياته انظر :
– ابن القاضي ، جذوة الاقتباس، مطبعة حجرية، فاس، 1899، ص. 79.
– ابن القاضي ، درة الرجال في أسماء الرجال، تحقيق، محمد الأحمدي بو النوار، دار التراث، القاهرة، 1971، ج.1، ص. 121، عدد 150.
– ابن مريم ، البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان، تحقيق محمد بن شنب، الجزائر، 1908، ص. 308.
– أحمد بابا التنبكتي ، نيل الابتهاج، مطبعة حجرية، فاس، بدون تاريخ، ص. 158.
– بن محمد مخلوف، محمد : شجرة النور الزكية، مصر، 1930، ج.1، ص. 205، عدد 903.
– الحفناوي، محمد، تعريف الخلف برجال السلف، مؤسسة الرسالة – المكتبة العتيقة، بيروت، 1985، ص. 32-37.
– ابن إبراهيم المراكشي، عباس: الأعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام، تحقيق بن منصور، المطبعة الملكية، الرباط، 1974، ج.2، ص. 32-37.
– Suter, H. : Die matimatiker und Astronomen der Araber und ihre Werke, Leipzig, Teubner, 1900, n° 422, p. 170-177.
[12] ابن قنفذ ، الفارسية في مبادئ الدولة الحفصية، تحقيق محمد الشاذلي النفير وعبد المجيد التركي، الدار التونسية للنشر، تونس، 1968، ص. 54.
[13] كتاب انس الفقير، ص. 71.
[14] من اشهر هؤلاء الشيوخ نذكر :
– ابو عبد الله محمد بن احمد بن مرزوق التلمساني ( ت. 1379م)، الملقب بالخطيب والجد والرئيس. سمع منه ابن قنفذ صحيح البخاري وغيره في مجالس مختلفة.
– ابو عبد الله محمد بن أحمد بن علي، المعروف بالشريف التلمساني (ت. 1369م)، كان لسان الدين بن الخطيب كلما ألف كتابا بعثه إليه وعرضه عليه.
– أبو عمران موسى بن محمد بن معطي العبدوسي (ت. 1374م) ذكره ابن قنفذ في الوفيات وقال : “وكان له مجلس في الفقه لم يكن لغيره في زمانه، ولازمته في درس المدونة والرسالة بمدينة فاس مدة 8 سنين”.
– أبو العباس أحمد بن قاسم القباب الفاسي (ت. 1386م) ذكره ابن قنفذ في الوفيات وقال : “ولازمت درسه كثيرا بمدينة فاس في الحديث والفقه والأصلين”.
[15] يضيف ابن قنفذ إلى هذا معلومة قيمة وهي أنه أعطى نسخة من هذا الكتاب إلى رياضي أندلسي وهو ابن زكريا الغرناطي عند مروره بمدينة فاس سنة 1371م، (أنظر ابن قنفذ : الفارسية، المرجع السابق، ص. 72). ونعلم أن ابن زكريا قد ألف شرحا كبيرا لتلخيص أعمال الحساب لابن البنّا عنوانه، حسب ما جاء في مخطوط الإسكوريال رقم 934، ص.91 : حط النقاب بعد رفع الحجاب عن وجوه أعمال الحساب، فربما تهدف ملاحظة ابن قنفذ إلى تنبيه القراء أن له الأسبقية في تأليف شرحه على نفس التلخيص وفي تسميته حط النقاب.
[16] يقول عنه ابن قنفذ في كتابه الوفيات : “وشيخه أبو العباس ابن البنا، وحاز عنه علومه بتحقيق، وأفادنا هو جملة منها”. وقال في كتابه انس الفقير : “كان شيخنا في العلوم السماوية الشيخ الفقيه أبو زيد عبد الرحمن اللجائي …”.
[17] ابن قنفذ : أنس الفقير وعز الحقير، تحقيق محمد الفاسي وأدولوف فور، الرباط، منشورات المركز الجامعي للبحث العلمي، 1965، ص. 71. يقول ابن قنفذ : “… في ارتحالي من المغرب إلى بلد قسنطينة، وذلك سنة ست وسبعون وسبعمائة وفي هذه السنة عمت المجاعة العظيمة في المغرب وعم الخراب فيه …”.
[18] ابن قنفذ ، الوفيات، تحقيق عادل نويهض، مؤسسة نويهض الثقافية، بيروت، 1983، ص. 380.
[19] Brockelmann, C. : Geschichte der Arabischen Literatur, Bd. I, p. 471; Suppl. I, Weimar-Berlin-Leyde, 1943-1949, p. 858.
[20] ابن سعيد ، الغصون اليانعة في محاسن شعراء المائة السابعة، تحقيق ابراهيم الأبياري، دار المعارف، القاهرة، 1945، ص. 42.
[21] ابن الأبار ، التكملة لكتاب الصلة، نشره عزت العطار الحسيني، مطبعة السعادة، القاهرة، 1956، ص. 43.
[22] جبار، أحمد، الأنشطة الرياضية العربية في مراكش في القرنين الثاني عشر والثالث عشر، مجلة جديد العلم والتكنولوجيا، باريس، رقم 15، 1990، ص. 13-15.
[23] الذي أشار إليه في مطلع أرجوزتيه في الجبر والمقابلة، و في الجذور.
[24] زمولي، التهامي ، الأعمال الرياضية لابن الياسمين (ت. 601هـ/1204م)، رسالة ماجستبر في تاريخ الرياضيات، المدرسة العليا لأساتذة، القبة، الجزائر، 1993.
[25] ابن قنفذ القسنطيني، مصدر سابق، طبعة مصر، ص66.
[26] يوسف قرقور، الأعمال الرياضية لإبن قنفذ القسنطيني (ت810/1407م)، اطروحة لنيل شهادة الماجستير في تاريخ الرياضيات، 1990، ص23.
[27] المرجع نفسه، ص ص 23-24.
[28] المرجع نفسه/ ص ص، 25-26.
[29] يوسف قرقور، مبادئ السالكين في شرح رجز ابن الياسمين لابن قنفذ القسنطيني رياض مغاربي من القرن (8 هـ/14م)، تحقيق: يوسف قرقور، مجلة آفاق الثقافية والتراث، قسم الدراسات والنشر والعلاقات الثقافية بمركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، دبي، الامارات العربية المتحجة، السنة 17، ع 67، شوال 1430 هـ أكتوبر، 2009، ص ص، 171-173.
[30] المقال نفسه، ص 171.
[31] ابن قنفذ القسنطيني، الوفيات، تحقيق هنري بيريس، المطبعة الثعالبية و المكتبة الأدبية لصاحبعا رودوسي قدور بن مراد التركي، بنهج مصطفي اسماعيل ، الجزائر، طبعة مصر، 1939، ص66.
[32] ابن قنفذ القسنطيني، الفراسية، مصدر سابق، ص 71 (مقدمة التحقيق).
[33] ابن قنفذ القسنطيني، الوفيات، طبعة مصر، مصدر سابق، ص66.
[34] ابن قنفذ القسنطيني، الفارسية، مقدمة المحقق، ص 82.
[35] المصدر نفسه، ص 78.
[36] المصدر نفسه، الصفحة نفسها.
[37] المصدر نفسه، ص13، أنظر الفارسية، ص80.
[38] البستان، مرجع سابق، ص308.
[39] ابن مريم، البستان، ص308.
[40] ابن قنفذ القسنطيني، الوفيات، ص14، انظر البستان، ص 309.
[41] ابن قنفذ القسنطيني، الوفيات، ص13، أنظر البستان، ص308.
[42] ابن قنفذ القسنطيني، الوفيات، مرجع سابق، ص14، انظر البستان، ص309.
[43] المصدر نفسه، ص14، انظر البستان، ص309.
[44] ابن قنفذ القسنطيني، الوفيات، طبعة مصر، ص66.
[45] ابن قنفذ القسنطيني، انس الفقير، ص ص 11-19.
[46] المصدر نفسه، ص ص، 20-27.
[47] المصدر نفسه، ص 27.
[48] ابن قنفذ القسنطيني، انس الفقير، مصدر سابق، ص ص63.66.
*الكرامة: الأَمرُ الخارقُ للعادةِ غيرُ المقرون بالتحدّي ودعوى النبوة، يُظهره الله على أَيدي أَوليائه
[49] المصدر نفسه، ص ص، 40-103
**المكاشفة: يعرفها الجرجاني في كتابه التعريفات ص155 بأنها الإطلاع على ما وراء الحجاب من المعاني الغيبية مع الله والأمور الحقيقية وجودا وشهودا.
[50] المصدر نفسه، ص38.
[51] ابن قنفذ القسنطيني، انس الفقير، ( مقدمة التحقيق) ص ص ط،ظ.
[52] ابن قنفذ القسنطيني، الفارسية، ( مقدمة المحقق) ص،79.
[53] ابن قنفذ القسنطيني، الوفيات، ص15.
[54] ابن قنفذ الفارسية، ص82.
[55] ابن قنفذ القسنطيني، الوفيات، ص15، انظر الفارسية، ص82، شرف الطالب/ ص45، البستان، ص309.
[56] المصدر نفسه، ص، انظر نيل الابتهاج، ص58.
[57] ابن قنفذ القسنطيني، الفارسية في مبادئ الدواة الحفصية، تقديم عبد الرحمن حمادو الكتبي، دار عالم المعرفة، 2015، ص37.
[58] المصدر نفسه، ص38.
[59] ابن قنفذ القسنطيني، الفارسية في مبادئ الدواة الحفصية، تقديم وتحقيق محمد الشاذلي النفير وعبد المجيد التركي، (مقدمة المحقق)، الدار التونسية للنشر، 1968، ص09.
[60] المصدر نفسه، ص11
[61] القادري، نشر المثاني، ص 74.
[62] ابن قنفذ ، الفارسية، ص 67.
[63] محمد القاضي، جدرة الاقتباس من حل من الأعلام لمدينة فاس، ج1، فاس، ب د ط، 1991، ص 79.
[64] ابن قنفذ القسنطيني، وسيلة الإسلام على النبي عليه الصلاة والسلام، ص10.
[65] ابن قنفذ القسنطيني، الوفيات، ص19.
[66] ابن قنفذ القسنطيني، الفارسية ، مصدر سابق، ص78.
[67] ابن قنفذ القسنطيني، الوفيات، مصدر سابق، طبعة بيروت، ص ص17-78
[68] ابن قنفذ القسنطيني، الفارسية ، مصدر سابق، ص68.