
الزّوايا المغربية في الفترة المعاصرة وعلاقتها بالدولة: زاوية الطريقة القادرية البودشيشية[1] أنموذجاً
د. رشيد الاركو/ جامعة محمد الأول،وجدة، المغرب
Moroccan Zawiyas in the modern Moroccan context and their relationship with the state: Botchichya zawya as a case study
مقال نشر في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 54 الصفحة 129.
ملخص:قد حاولت في هذه المقالة أن أبيّن بعض الأسباب التي كانت من وراء هذا الحضور الزاوياتي والصوفي في هذه الفترة المعاصرة، وأن أبيّن كذلك أن الزاوية في الفترة المعاصرة–وخصوصا بعد أحداث 11 شتنير-تنكرت لبعض أسسها و منطلقاتها الأولى، ثم حاولت أن أتحدث عن الزاوية باعتبارها مساندة و موالية لإيديولوجية السلطة الغالبة، وانطلقت من فرضية مفادها أن الدولة أعادت استثمار وتوظيف المقدس الزاوياتي لأنه يخدم إستراتيجيتها الدينية الجديدة.
وقد انتظمت أفكار هذه المقالة عبر محورين و خاتمة:
- مكانة الزوايا-الزاوية البودشيشية خاصة- بالمغرب في الفترة المعاصرة.
- الدولة و الزاوية: الزاوية البودشيشية أنموذجا
- خاتمة
الكلمات المفتاحية: الزاوية البودشيشية، الدولة المغربية، الإستراتيجية الدينية الجديدة، الفترة المعاصرة.
Abstract :
I have endeavored in this article to exhibit some of the numerous motives behind the Zawya and sufi presence in the Moroccan modern period, after 9/11 events particularly by addressing its underlying foundations. Equally, This article aims at shading the light on the role of Zawya in supporting the ideology of the regime as an assumption that the Moroccan state has restored its investment on the spiritual dimension of the zawaya to serve its religious and political interests. The paper covers two chapters: the first illustrates the role of Boutchichya zawya in the Moroccan contemporary history; the second chapter highlights the relationship between the Bouchichya zawya and the common political attitude of the state .
Keywords: Boutchichya Zawya, Moroccan state, The new religious strategy, Modern period.
تقديم:شهد العالم في السنوات الأخيرة، أحداثا كثيرة، أسهمت بشكل من الأشكال في المكانة التي تحتلها الطرق الصوفية والزوايا الآن، ولعل من أبرز هذه الأحداث، واقعة 11 شتنبر 2001، و التفجيرات الإرهابية التي توالت بعد هذه الواقعة في العالم، والحراك العربي، و ظهور تنظيم داعش…، ففي ظل هذه الأحداث وأحداث أخرى كثيرة، تجدُ توجها عالميا بقيادة أمريكا والكيان الإسرائيلي يحثان على لسان مؤسساتهما[2]: التشبث بالتراث الصوفي، والعمل على إحياء رموزه؛ كإعادة بناء أضرحة الأولياء، و بذل الجهد والمال في سبيل أن تعمّ الصوفية العالم الإسلامي، وهذا كله من أجل هدف واحد يتمثل في محاصرة الجماعات الإسلامية المتبنية للجهاد فكرا وممارسة… و تحجيم[3] (الإسلام السياسي)”[4] ذو النزعة الوهابية، يقول في هذا الصدد عبد الوهاب المسيري[5]: قد أوصت لجنة الكونغرس الخاصة بالحريات الدينية بأن تقوم الدول العربية بتشجيع الحركات الصوفية، فالزهد في الدنيا والانصراف عنها وعن عالم السياسة يضعف ولاشك صلابة مقاومة الاستعمار الغربي، ومن ثم فعداء الغرب للإسلام ليس عداءً في المطلق، وإنما هو عداء للإسلام المقاوم، ولأي شكل من أشكال المقاومة تتصدى لمحاولة الغرب تحويل العالم إلى مادة استعمالية[6]. إذن فالطرق الصوفية وخاصة وجودها المادي المتمثل في الزاوية[7]، حظيت في الفترة المعاصرة باهتمام عالمي، ومن هنا نتساءل عن مكانتها على المستوى المحلي / المغرب؟
- في البدء،
المغرب هو الآخر لم يسلمْ من الهجمات الإرهابية الرعناء، كواقعة 16 ماي 2003 بالدار البيضاء، وتفجيرات 11 و14 مارس 2007 بالدار البيضاء، وواقعة أركانة سنة 2011… إلخ، وعلى إثر هذه الأحداث وأحداث أخرى، بالإضافة إلى تنامي قوة (الإسلام السياسي)[8] في المغرب، ستوظف الدولة التراث الصوفي ضمن ما يسمى بالسياسة الدينية الرسمية، التي رفعت له شعارا مفاده: “عقدُ الأشعري، ومذهب مالك، وتصوف الجنيدِ السالك” معلنة بذلك موقفها من الإسلام الحركي والسلفي. إذن فالطرق الصوفية والزوايا بالمغرب لها علاقة وطيدة بالدولة[9].
مشكلة البحث:
ومن خلال ما قيل عن بعض السياقات التي جعلت توجهات الآخر(الدولة، والمؤسسات الدولية الأجنبية) ونظرتها للزوايا والطرق الصوفية تتغير لتغير مصالحهم، وأهدافهم، نتساءل هل الزوايا والفكر الصوفي هو الآخر في الفترة الراهنة تحول في نظرته للآخر والعالم ككل؟ وبعبارة أخرى هل تأثرت الزوايا و تفاعلت مع المستجدات الجديدة والطارئة التي شهدها العالم ککل والمغرب علی الخصوص؟ ونتساءل أيضا في محور أخير عن نوعية العلاقة بين الدولة المغربية والزوايا والزاوية البودشيشية على الخصوص في الفترة المعاصرة؟
- سأنطلق للإجابة عن هذه الأسئلة بحصرها أولا في مجال جغرافي محدد هو المغرب، و فترة زمنية ممتدة من العقد الأخير من القرن 20 إلى يومنا هذا في الألفية الثالثة، وقبل هذا وذاك حري بنا أن نعرف ما هو أصل الزاوية والطرق الصوفية والثابت فيها، لنستطيع الحكم عليها إما بالثبات أو بالتحول والتغير، لهذا سنقف أولا عند كلمة الزاوية في اللغة، ثم ننتقل بعد ذلك لنرى الحالة التي عليها الزاوية في واقعنا الحالي باعتبارها-عند مريديها- بناءً مقدسا للممارسات مقدسة، ثم بعد ذلك نحدد في المحور الأخير العلاقة الرابطة بين الدولة و الزاوية البودشيشية.
- مكانة الزوايا–الزاوية البودشيشية خاصة– بالمغرب في الفترة المعاصرة.
- الزاوية في اللغة:
إن الزوايا جمع زاوية، وهي مأخوذة من الجذر اللغوي (ز و ى) الذي من معانيه الانضمام والتجمع،[10] ومن معانيه أيضا الابتعاد والانعزال[11] و الركن و الانزواء والانطواء والبعد عن حياة العامة والسوق[12]، أما الزاوية في الاصطلاح فهي اسم لمكان منعزل عن الناس، يكون خاصا بالمتصوفة[13]، ينقطعون فيها للعبادة، وهي مكان لإيواء الواردين والمحتاجين وإطعامهم، وقد كان يطلق على الزاوية قديما اسم الرباط والرابطة، ويطلق عليها في المشرق اسم خانقاه[14].ومن خلال هذه التعريفات وتعريفات أخرى مشابهة لها من حيث الدلالة، يتبين لنا أن الزاوية سواءً على مستواها اللفظي أوالمفهومي، تنحو نحوا انعزاليا عن الآخر المتمثل في الناس، وفي ملذات الحياة، وكما هو معلوم فإن ثنائية الأنا و الآخر إذا طبقناها على مصطلح الزاوية في مستوى اللغة، يُظهر أن الزاوية والفكر الصوفي على العموم يجعل من هذه الثنائية أساسا لتضخيم الذات وتحقير الآخر المتمثل أساسا في الإنسان المنغمس في ملذات الحياة، وفي تحقير الملذات نفسها، وتوحي مصطلحات الزاوية/ الركن / البعد/الابتعاد/الانعزال/الانزواء/الانطواء… ومصطلحات آخری لها الدلالة نفسها في حدود مستوى اللغة عن ابتعادها عن المركز الذي يمثل قطب الحركة ومحور النشاط، وأساس التفكير و تفضيلها للهامش الذي يظل أبدا خارج المحور، وكما هو معلوم فتاريخ الزوايا في المغرب السمة الغالية عليه هو الاضطراب مع أن المفترض أن يكون العكس أي الثباتُ، وهذا يجعلنا نساءل التاريخ ما معنى أن تسعى الزاوية / الهامش إلى احتلال موقع المركز التي انعزلت عنه بمحض إرادتها.[15]
- بعض الأسس الكبرى للزوايا و الطرق الصوفية
يستطیع القارئ لسیر شیوخ الزوایا و مریدیها و طرائقهم أن يتبين أن الأسس الکبری التي انبنت علیها الطرق الصوفیة والزوايا في العالم الإسلامي عامة وفي المغرب خاصة في ما مضى من الزمان تدور في فلك العوارض الآتية:
– العزلة.
– التجرد من العلائق.
– شدة التعبد والتأمل.
– الارتباط بالمتصوفين خاصة.
– الاهتمام باللغة العربية، و تعليم علومها من نحو و صرف وبلاغة.
– الزهد في الحياة و ملذاتها.
– الاشتغال بالخالق، و الانشغال عن الخلق.
– تربية المريدين على تطهير النفس للوصول إلى طريق الله.
– إيواء و إطعام المحتاجين.
– التحكيم والوساطة و الشفاعة.
– التقشف والفقر.
– تفضيل القيم الروحية عن القيم المادية.
– طاعة المريد اللامشروطة لشيخ الزاوية أو الطريقة.
– تقديم العلم الباطن على العلم الظاهر.
– تربية المريدين على التضحية والجهاد من أجل نشر الإسلام والذود عن الوطن.
- حالة الزوايا – و الزاوية البودشيشية خاصة – في الفترة المعاصرة:
يخرج المتتبع للزوايا في المغرب، بفكرة عامة مفادها أن الزوايا بالمغرب شهدت في السنوات الأخيرة وتشهد في الحاضر تحولا كبيرا في منطلقاتها وأسسها، وهذا التحول ينحو منحى تصاعديا، ومن أهم التحولات:
– تجد أن الزوايا في المغرب لم تعد أماكن للانزواء، ولم تعد في الهامش، وعلى التخوم، بل نجد بعض الزوايا في قلب المدن.
– تجد أن الزاوية تحولت إلى مؤسسة مدنية منفتحة على المجتمع سواء المحلي، أو العالمي، و هذا يعني أنا التصوف الذي كان أصله التجرد من العلائق”[16] صار في الحاضر يهدف إلى تكثير العلائق.
– ونجد تفاعل الزوايا مع مستجدات العصر، ويظهر هذا جليا في استعمالها الأجهزة الإلكترونية (التلفاز، الميكرفون، الانترنيت…).
– توافر الزوايا على مواقع إلكترونية، فمثلا الزاوية البودشيشية لها مواقع إلكترونية عديدة من بينها:
و لها مواقع في أمريكا من بينها:
وقد أصبح فقراء الطريقة البودشيشية في أمريكا يلجؤون إلى توظيف التكنولوجيا الحديثة(إيمسان) (MSN) و(السكايب) (SKYPE) والهواتف للاجتماع على الوظيفة و الأذكار، يقول عزيز إدريسي[17] في هذا الصدد: ” وتوظيف مثل هذه الوسائل الحديثة للتواصل سيكون أسلوبا ناجعا في المستقبل للمّ شمل كل فقراء الطريقة وتوحيديهم في اجتماعات ذكر كبرى لا يحول البعد الجغرافي دون تحققها[18].
– نجد أن للزوايا مجلات و جرائد تعرِّف بالطرق الصوفية، و بتاريخ الزاوية، وبأهم أعلامها، وبأهم نشاطاتها، من مثل: جريدة نفحات الطريق[19] ومجلة عوارف[20]، ومجلة قوت القلوب[21]، ومجلة أنوار التصوف[22]… إلخ
– و نجد أن الزوايا في المغرب عقدت العديد من المؤتمرات والندوات والملتقيات المحلية والدولية، حول التصوف بالمغرب، و حول بعض أعلام التصوف ومن أهم هذه الملتقيات:
– الملتقى العالمي للتصوف التي تنظمه الزاوية القادرية البودشيشة بمداغ الذي هو في نسخته 12.
– الملتقى الدولي للتصوف بالعيون التي تنظمه جمعية الزاوية الدرقاوية الفاضلة و هو في نسخته 3.
– ونجد أن الزوايا تنظم حملات تحسيسية للتعريف بالأدوار المنوطة بها، وتنظم كذلك مخيمات صيفية للأطفال لترسيخ القيم الروحية.
– و يلاحظ علی الزوایا و مکوناتها:
– قلة التعبد و التأمل.
– تحولها من مؤسسة للتدين الشعبي إلى مؤسسة رسمية خاضعة لسياسة الدولة في المحال الديني.
– توافر شيوخ الزوايا ومريديها على أخر أنواع السيارات، والهواتف، والمنازل الفاخرة بعبارة أخرى الانفتاح على طيبات وملذات الحياة، والبعد عن التقشف والزهد في الحياة.
– الغلو في العلاقة بين المريدين و الشيوخ.
– الاستقطاب الواسع لعدد هائل من المتعاطفين من داخل الوطن و خارجه وخاصة الشباب.
– أغلب مريدي الزوايا من الفئة الأمية، وحالتهم الاقتصادية فقيرة أو متوسطة.
– بعض الأغنياء، ينتسبون للزوايا فقط من أجل السياحة والاستجمام.
– المريدون ليسوا من طبقة واحدة فهناك طبقة قريبة من الشيخ، و هم ذو المناصب والوظائف.
– احتفاظ الزوايا بوظيفة الإيواء و الإطعام.
- خلاصة:
يبدو أن الزوايا دخلت مرحلة جديدة في السنوات الأخيرة-ذكرنا بعض السياقات التي أدت إلى هذه النقلة- وهذه المرحلة الجديدة السمة الغالبة عليها هي الانفتاح، ومن أهم ما يؤكد هذه السمة التوصيات التي خرج بها الملتقى العالمي للتصوف في نسخته 8 الذي تعقده الزاوية القادرية البودشيشية بمداغ[23] و التي كان أغلبها مصدرا بهذه الكلمة السحرية:
– الانفتاح على المؤسسات التعليمية والتربوية في المناسبات الدينية، وترسيخ القيم الروحية في النشء، مع إدراج حصص سلوكية تربوية في المقررات التعليمية على جميع المستويات.
– الانفتاح على الجامعة المغربية وتشجيع الطلبة على البحث في الخطاب الصوفي تاريخيا وفكريا ولغويا وأدبيا إسهاما في إحياء التراث الصوفي دراسة وتحقيقا.
– الانفتاح على مختلف الاتجاهات والروافد الفكرية والثقافية ومد جسور التعاون والتواصل والحوار البناء والفعال إيمانا من الزاوية بثقافة الاختلاف واحترام الآخر..[24].
و قد قال لحسن السباعي الإدريسي– الناطق الرسمي للبودشيشية – في هذا الصدد: ” فالصوفي ابن وقته، وهو بهذه الصفة متفتح على كل جديد، ما دام لا يخالف ثوابت الأمة،…و الزاوية فهي مستمرة في الاضطلاع بوظيفتها الأساسية، فإنها دائمة التفتح على كل جديد[25].
وقالت إحدى المنتسبات للزاوية البودشيشية[26] – ذات يوم: “أنا مسلمة سنية، مالكية المذهب، صوفية السلوك إسلامنا، كشأن غالبية مسلمي فرنسا إسلام منفتح، متسامح، ومنسجم مع تقاليد الجمهورية الفرنسية[27].
و هذا التحول الذي شهدته الطرق الصوفية والزوايا في المجتمعات العربية على العموم والمجتمع المغربي على الخصوص محكوم بنسبة كبيرة بعوامل سياسية نظرا لتمثله (للإسلام المسالم) الذي يحترم كل الأديان سماوية كانت أو وثنية.. ونظرا لمبادئه الداعية إلى اعتزال الأمور الدنيوية وفصل الدين عن السياسة، والانكباب على تهذيب النفس .. والاشتغال على المعاني والقيم الروحية، أي (إسلام تقليدي) بنفس حداثي يستطيع استيعاب قيم الحداثة والديمقراطية و مبادئ العلمانية …ويتناقض تماما مع المنهج الجهادي[28].
- الدولة والزاوية: الزاوية البودشيشية أنموذجا:
قال نور الدين الزاهي[29] سمي القرن التاسع عشر قرن الزاوية الدرقاوية، مثلما سمي القرن الثامن عشر قرن الزاوية الناصرية، وهذا الحكم مبني على فعالية كل زاوية في فترتها الزمنية ضمن الحقل الديني السياسي للمجتمع المغربي[30]، وعلى هذا تساءل عبد الرحيم العطري[31] قائلا: هل يمكن القول إن ما بعد واقعة السادس عشر من مايو 2003[32] يشير إلى بداية عهد الزاوية البودشيشية؟[33] ونتساءل نحن بدورنا عن نوعية العلاقة بين الدولة المغربية المعاصرة والزوايا والزاوية البودشيشية على الخصوص في الفترة المعاصرة؟
و الجواب عن هذین السؤالین أعلاه سیمکننا من شیئیین:
- تحديد العلاقة الرابطة بين الدولة و الزاوية البودشيشية.
- تحديد مكانة الزوايا في المجتمع المغربي المعاصر.
بداية، إن إشكالية الدولة في علاقتها بالمجتمع و مؤسساته، من الإشكاليات المعقدة، التي يطرحها واقع البحث في التاريخ الاجتماعي والسياسي لأي بلد، وخصوصا إذ حضر في هذه الإشكالية العنصر الديني لما لهذا العنصر من قيمة خطيرة وحساسة عند عموم الناس، لهذا تميزت العلاقة بين الزوايا و السلطة أوالمخزن، عير التاريخ المغربي بازدواجية الصراع والخضوع.
و قد اختلفت المقاربات و تعددت التصورات النظرية التي تناولت العلاقة بين الزاوية و المخزن، وحددت القواعد المنسوجة تاريخيا بين الطرفين[34]، ويمكن تلخيص هذه المقاربات في تصورين أساسيين:
تصور يفترض أن العلاقة بين الدولة والزوايا والطرق الصوفية عبر التاريخ كانت علاقة صراعية. معنى هذا أن الزوايا مؤسسة مناهضة للمخزن، وأن تاريخ المغرب هو تاريخ الصراع بين الزوايا و السلطة المركزية.[35]
وتصور آخر يفترض أن العلاقة بينهما كانت علاقة خضوعية، أي أن الزاوية لم يكن ممكنا لها أن تمارس مهامها لولا إرادة السلطان بعبارة أخرى وجود الزاوية رهين باعتراف السلطة المركزية بها”.[36]
و الحقيقة إن الحكم التعميمي أو الاختزالي للعلاقة بين السلطة والزوايا في التاريخ المغربي المتعاقب والممتد في بعد واحد إما صراعي أو خضوعي[37]، يعد في نظرنا مجازفة كبيرة، خاصة أن الزوايا متعددة، وعلاقاتها بالسلطة المركزية مختلفة.
إذن النظرة الديكرونية [38](diachronique) لعلاقة الزوايا بالسلطة في المغرب تفترض التصوريين معا أي تفترض الصراع كما تفترض الخضوع والتعاون[39]، لكن النظرة السانكرونية[40](Synchronique) لعلاقة زاوية ما في تاريخ ما مع السلطة سيكون لها افتراض واحد لكن هذا الافتراض يمكن أن يبقى قارا مع مرور التاريخ أو يمكن أن يتغير. وبما أننا نبحث في علاقة الزاوية بالدولة في الفترة المعاصرة سنقتصر على المقاربة السانكرونية في تحديد علاقة الزاوية بالدولة في هذه الفترة؟ والافتراض الذي تنبني عليه المقالة هو أن الزوايا في الفترة المعاصرة مسيّرة، و تابعة للدولة، وأيديولوجيتها هي إيديولوجية الدولة لا تحيد عنها قيد أنملة، وهي تنافح عنها بكل ما أوتيت من حول وقوة وبعبارة أخرى جامعة هي أن الزاوية تمثل الدولة. ولتأكيد هذه الفرضية نقتصر على بيان علاقة الدولة بالزاوية البودشيشية.
من المعلوم أن بعض الزوايا دعمت المستعمر الفرنسي، وأسهمت في خلع السلطان محمد الخامس وتعويضه بابن عرفة، وعلى إثر هذه الأحداث، وأحداث أخرى نهجت الدولة سياسة تقضي و تفرض على الزوايا الانكفاء على مجالها الديني والانشغال به [41]، لهذا كانت الزوايا في الفترة الممتدة ما بين 1956م و1999م تعيش حياة التبعية والخضوع في الخفاء، و ظهورها المجتمعي كان شبه غائب مقارنة بما كانت عليه و بما هي عليه الآن، لكن ابتداء من أواخر القرن العشرين و بداية القرن الواحد و العشرين ثم بعث الزوايا والاهتمام بها في إطار إستراتيجية غرضها الأساس ضبط المجال الديني والسياسي.[42] الذي يهدف إلى سد المنافذ عن التيار السلفي. وقد ثم إيلاء هذه المؤسسة المزيد من الرعاية إثر أحداث 11 شتنبر، الذي على إثرها دخلت الدولة المغربية في علاقة تنسيق و تعاون مع أمريكا على المستوى الأمني، وتبنيها هي الأخرى مفهوم الحرب على الإرهاب، وقد زاد الهاجس الأمني يعد تفجيرات 2003، وقبل هذه الفترة، وبالضبط في 7 من نونير 2002 ثم تعين أحمد التوفيق[43] وزيرا للأوقاف والشؤون الإسلامية، و بناء على هذا فإن جعل أحد المنتسبين إلى زاوية ما على رأس هذه الوزارة فيه دلالة واضحة على أن المغرب يراهن علی التصوف الطرقي، وتنصيبه ما هو إلا آلية للدفاع عن خيارات السلطة السياسية وإضعاف التيارات لإسلامية الشاردة عن خط السلطة السائدة[44].
وكما قلنا فالطريقة التي ينتسب إليها أحمد التوفيق هي الطريقة القادرية البودشيشية و هي أهم وأكبر زاوية بالمغرب في الفترة الحالية، لعدة معطيات، من أهمها العدد المهول من المريدين، سواء داخل المغرب، أوخارجه، واستقطابها مختلف الشرائح الاجتماعية: من وزراء، وأطباء، ومهندسين، وجامعيين، وطلبة، وفنانين، وعمال، وحرفيين، وتجار… وإشعاعها المحلي و العالمي المتمثلين في انتشار فروعها في أغلب المدن المغربية، وفي حضورها ميدانيا في الولايات المتحدة الأمريكية، و أندونيسيا، و فرنسا…و انفتاحها على الآخر و تقبله، بالإضافة إلى أن هذا الزاوية تؤمن (بالإسلام المعتدل والمنفتح) المبني على التقارب والتسامح والابتعاد عن الكراهية[45].
و بالإضافة إلى ما قيل فالزاوية أو الطريقة الصوفية في العرف السوسيولوجي تتوافر على رأسمال رمزي مهم، استمدته من ارتكانها إلى المقدس الديني، الذي خول لها أن تتسم كل سلوكياتها وأفعالها مهما كانت بالغطاء الديني، و معلوم في الثقافة العربية الإسلامية أن الأمور الدينية تلقى قَبولا في الأوساط الشعبية، وهذا هو المدخل الذي جعل من الدولة تعيد بعث الزوايا و الاهتمام بها، واختيارها وزيرا مريدا من زاوية حاضرة بقوة بأتباعها و جمهورها العريض بالمغرب. فالدولة بنهجها هذا الفعل تريد أن توظف و تستثمر المقدس الزاوياتي و هذا ليس غريبا عن المستوى السياسي/السلطوي للدولة في المجتمع المغربي الذي حاول أن يوظف كل المستويات الأخرى[46] من أجل تدعيم وجوده، ولهذا فقد اعتمد على العنصر الديني بشكل أهم، فعلاقة السياسي بالديني تتميز بنوع من الجدلية فالسياسي يستمد مشروعيته من الديني،[47] والديني المتمثل في الزاوية يستمد مشروعيته من السياسي أي الدولة. لكن المسيطر في هذه الجدلية هي الدولة لتوافرها على ثلاثة أقانيم تحدد مسارها: هي الشرعية الدينية والشرعية السياسية، والشرعية الأمنية.
إذن فحضور الزاوية بهذا التصور في المجتمع رهين بإرادة السلطة السياسية، والسلطة السياسية هي التي تمنحها بل تفوض لها جزءا من مهامها و سلطاتها[48].
لهذا فهي عبارة عن أداة تستخدمها الدولة للممارسة سلطتها في كثير من المناطق[49]، و عليه فالزاوية البودشيشية رغم انتشارها الواسع الذي يتعد في تمدده حدود الدولة المغربية، لكن سكونيتها ومولاتها للسلطة الغالبة، تجعل رؤيتها في الغالب الأعم لا تخرج عن تلك الرؤية أو الإيديولوجية التي تتبناها الدولة. و هذا ما اتضح بشكل جلي في أغلب تصريحات الزاوية البودشيشية.
ولعل أبرز مثال يظهر تعاطي الطريقة القادرية البودشيشية، مع الدولة بالمغرب، و موالتها له، تصريح شيخها بموقفه من الدستور المعدل، ودعوته بالتصويت بنعم عليه، والنزول المكثف لمريدي الطريقة البودشيشية حوالي 300 ألف شخص كما ذكرت وكالة المغرب للأنباء، في ساحات الدار البيضاء مرددين شعار: الطريقة البودشيشية تدعو عموم الشعب المغربي إلى التصويت بنعم على الدستور[50]. وعلى إثر هذه الأحداث و أحداث أخرى كثرت الانتقادات الموجهة للزاوية البودشيشية في طبيعة علاقتها مع الدولة، وموقعها في خلق التوازنات على مستوى الخريطة السياسية بالمغرب[51]، خاصة تجاه جماعات (الإسلام السياسي)، كجماعة العدل والإحسان. رغم أن كل مكونات الطريقة البودشيشية ينفون تعاطيهم لكل ما هو سياسي، و تشبثهم بكل ما هو روحي تربوی[52].
و يرى في هذا الصدد محمد ظريف أن “كل الزوايا الفاعلة على غرار البودشيشية لها بعد سياسي واضح، بغض النظر عن العمل السياسي الضيق، المرتبط بالتعبير عن مواقف حزبية أو سياسية ضيقة[53].
و اعتبر ظريف أيضا أن «العديد من الندوات التي نظمتها الطريقة هي ندوات تناقش قضايا ذات ارتباط بالشأن السياسي العام، مثل مناقشة علاقة التصوف بالحداثة.[54]
و بالإضافة إلى ما قيل، فالمتصفح للجريدة الناطقة باسم الزاوية الذي يحررها لحسن السباعي، يرى بوضوح توجه الطريقة المتمثل في المساندة الرسمية لكل استراتيجيات الدولة، فأغلب أعداد الجريدة، تتحدث عن ما هو سياسي، من مثل قضية الصحراء، وقضية الدستور، و قضية الحرب على الإرهاب، و رأي الزاوية هو نفسه رأي الدولة لا تحيد عنه قيد أنملة، و بناء علی هذا فالدولة تمشي في خطى اعتبار نفسها المنتج الوحيد للايدولوجيا[55]، والمؤسسات التابعة لها لا تخرج عن الإطار الإيديولوجي التي تحدده الدولة، و الزاوية باعتبارها راعية للثنائية الشيخ والمريد فهي تمثل هذه التالية أحسن تمثيل مع الدولة، و تصير بدلك الزاوية البودشيشية كالميت في يد غساله (الدولة).
- نتائج:
و قد خلصت هذه الدراسة المتواضعة إلى نتائج نحسبها فرشا أوليا للبحوث المسقبلية المتعمقة في هذا المجال، و سنسردها في أربع عوارض كبرى:
– التراث الصوفي تراث غني جدا، لكن تم توظيفه في الفترة المعاصرة بشكل اختزالي بمعنى توظيف صوفية الدراويش و الترويج لها سياسيا و إعلاميا و إقصاء التصوف المعرفي و التصوف الاجتماعي[56].
– الزوايا بالمغرب شهدت في السنوات الأخيرة تحولا كبيرا في منطلقاتها وأسسها، وهذا التحول ينحو منحى تصاعديا، و هو في الوقت ذاته محكوم بنسبة كبيرة بعوامل سياسية نظرا لتمثله (للإسلام المسالم) ونظرا لمبادئه الداعية إلى اعتزال الأمور الدنيوية وفصل الدين عن السياسة، والانكباب على تهذيب النفس .. والاشتغال على المعاني والقيم الروحية، أي (إسلام تقليدي) بنفس حداثي يستطيع استيعاب قيم الحداثة والديمقراطية و مبادئ العلمانية …ويتناقض تماما مع المنهج الجهادي، و هذا التحول أدخلها مرحلة جديدة سمتها الغالبة هي الانفتاح.
– الزوايا في الفترة المعاصرة مسيّرة، و تابعة للدولة، وأيديولوجيتها هي إيديولوجية الدولة لا تحيد عنها قيد أنملة، وهي تنافح عنها بكل ما أوتيت من حول وقوة وبعبارة أخرى جامعة هي أن الزاوية تمثل الدولة.
– الزاوية تتوافر على رأسمال رمزي مهم، استمدته من ارتكانها إلى المقدس الديني، وهذا هو المدخل الذي جعل من الدولة تعيد بعث الزوايا و الاهتمام بها، فالدولة بنهجها هذا الفعل تريد أن توظف و تستثمر المقدس الزاوياتي.
- الخاتمة:
و لا يسعنا في الأخير إلا القول إن لغة المصالح المشتركة، هي التي حددت مكانة الزوايا في الفترة المعاصرة، وفرضت على الأطراف الوضعية الحالية لكل منهما، فهذه اللغة هي التي وطدت العلاقة بين الزاوية البودشيشية والدولة، وعليه ففي اللحظة التي تتعارض فيها المصالح سيكون لا محالة الرفض والتهميش عنونا لعلاقة الزاوية بالدولة، بل إن هذا الرفض سيكون مسنودا بالمقدس مرة أخرى، عن طريق آلية الإفتاء التي تعتبر المد الزاوياتي، بدعة وانحرفا عن تعاليم الإسلام.[57]
قائمة المراجع:
- رحمة بورقية، العرف والعلماء والسلطة في القرن التاسع عشر، المجلة المغربية للاقتصاد والاجتماع، العدد السابع 1984.
- الزمزمي محمد، الزاوية و ما فيها من البدع والأعمال المنكرة، مطبعة أسبارطيل، 1999.
- حمد حجي، الزاوية الدلالية و دورها الديني والعلمي والسياسي، مطبعة النجاح الجديدة، طبعة ثانية موسعة ومنقحة 1988.
- سليم حميمات، سيرة الحركات الإسلامية في 2005، كراسات إستراتيجية، منشورات وجهة نظر، مطبعة النجاح الجديدة.
- عبد الكريم بوفرة، حرب القيم: قراءة في الخطاب الإعلامي الغربي، بعد أحداث 11 شتنبر، منشورات المجلس العلمي بوجدة، العمدة في الطبع، ط 1، 2003.
- عبد الله حمودي، الشيخ والمريد: النسق الثقافي للسلطة في المجتمعات العربية الحديثة، ترجمة عبد المجيد جحفة، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، المغرب، ط4. 2010.
- محمد عابد الجابري، العقل الأخلاقي العري: دراسة تحليلية نقدية للنظم القيم في الثقافة العربية، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، لبنان، ط1، مارس 2001.
- محمد ظريف، مؤسسة الزوايا بالمغرب، منشورات المجلة المغربية لعلم الاجتماع السياسي 1992.
- نور الدين الزاهي، المقدس الإسلامي، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، الطبعة الأولى 2005.
- نور الدين الزاهي، بركة السلطان، دفاتر وجهة نظر(12)، مطبعة النجاح الجديدة 2008.
- نور الدين الزاهي، الزاوية والحزب: الإسلام والسياسة في المجتمع المغرب، إفريقيا الشرق المغرب، ط3، 2011.
- أحمد بن فارس، معجم مقاييس اللغة، تحقيق وضبط عبد السلام محمد هارون، دار الفكر للطباعة و النشر والتوزيع، دمشق 1979.
- ابن منظور لسان العرب، دار صادر، ج 14بيروت، لبنان، 2000.
- أنس الصنهاجي، دور الصوفية في الإستراتيجية الدينية الجديدة للمملكة المغربية، مجلة الدراسات والبحوث الاجتماعية العدد 15 مارس 2016 .
- حجاج محمد الزوايا، و المجتمع والسلطة بالمغرب (مقاربة سوسيو-أنتروبولوجية)، فكر ونقده السنة العاشرة، عدد 94 يناير 2008.
- قاسم الحادك، الزوايا و الطرق الصوفية في المغرب: من خدمة المخزن وتكريس شرعيته، إلى مسالمة المستعمر ومهادنته مجلة الدراسات والبحوث الاجتماعية، العدد 11 مارس 2013.
- نفحات الطريق جريدة أسبوعية، العدد 8، 1 مارس 2012.
- جريدة نفحات الطريق العدد 13 أبريل 2012.
- شقير محمد، منطلقات السياسة الدينية الجديدة، 1 جريدة المساء 24 شتنبر، 2004.
- علي أنزولا، الصوفية ضد الإسلام السياسي لدى الأنظمة العربية .. صحيفة العربي الجديد . الجمعة 10 أكتوبر 2014.
- الزوايا في المغرب.. من مصدر مشروعية في الداخل إلى أداة للصراع الإقليمي، إدريس الكنبوري، نشر فيالمساء يوم 20 – 01 – 2014، على الرابط الأتي: http://www.maghress.com/almassae/204088
- لاماب: 300 ألف مشارك في مسيرة الطريقة البودشيشية، هسبريس – و م ع الأحد 26 يونيو 2011 – 18:26، على الرابط الأتي: http://www.hespress.com/regions 33489.html
- نداء الشيخ سيدي حمزة بن العباس، على الموقع الالكتروني الآتي:
- tariqaa.org
- مقالة مؤسسة الزوايا بين الروح والسياسي الزاوية الشرادية نموذجا، عبد الرحيم العطري، على الموقع الآتي:
- http://almesbar.net/3/awya.pdf
- الإسلام و الغرب، عبد الوهاب المسيري على الرابط الآتي:
- http://www.aljazeera.net/knowledgegate/opinions/2004/12/26/الإسلام-والغرب
- -خلاصات وتوصيات الملتقى العالمي للتصوف على الرابط الآتي: http://www.boutchichiya.com
- التعريف بالطريقة القادرية البودشيشية، على الرابط الآتي:
- http://www.islamic-sufism.net/article.php?id-72
- Laroui A, Les origines sociales et culturelles du nationalisme marocain: 1830-1912, Centre Culturel Arabe. Casablanca 1993
[1]تنتسب الطريقة القادرية البودشيشية إلى الشيخ مولاي عبد القادر الجيلاني الذي ظهر في القرن الخامس الهجري. أما لقب البودشيشية، فقد اكتسبته بواسطة الشيخ سيدي علي بن محمد الذي حمل لقب (سيدي علي بودشيش) لكونه كان يطعم الناس (أيام المجاعة) طعام (الدشيشة) بزاويته، المصدر على الرابط الآتي: http://www.islamic-sufism.net/article.php?id=72
[2] مثل: مؤسسة راند الأمريكية، و هرتسليا الإسرائيلية.
[3] دور الصوفية في الإستراتيجية الدينية للمملكة المغربية، أنس الصنهاجي، مجلة الدراسات و البحوث الإنسانية الاجتماعية، العدد 15 مارس،ص 23.
[4] علي أنزولا، الصوفية ضد الإسلام السياسي لدى الأنظمة العربية .. صحيفة العربي الجديد . الجمعة 10 أكتوبر 2014.
[5] عبد الوهاب المسيري مفكر و عالم اجتماع مصري إسلامي، و هو مؤلف موسوعة اليهود و اليهودية و الصهيونية.
[6] الإسلام و الغرب، عبد الوهاب المسيري على الرابط الآتي:
http://www.aljazeera.net/knowledgegate/opinions/2004/12/26/الإسلام-والغرب
[7] نور الدين الزاهي، الزاوية والحزب: الإسلام والسياسة في المجتمع المغرب، إفريقيا الشرق المغرب، ط3، 2011، ص 6.
[8] أول من اخترع هذه العبارة –و هي عبارة متحيزة – هم أنصار التيار “اللائكي”، في مصر الذين كانوا ينظرون إلى الحركات الإسلامية على أنها حركات “تستغل” الدین من أجل غايات “سياسية”.
[9] سنفصل الحديث على هذا النقطة في المحور الثاني.
[10] معجم مقایيس اللغة، لأحمد بین فارسی، تحقيق وضبط عبد السلام محمد هارون، دار الفکر للطباعة النشر التوزيع، دمشق 1979 مادة (ز و ی) ج 3 ص 34.
[11] لسان العرب لابن منظور، دا صادر، بيروت، لبنان، ص 363.
[12] المرجع نفسه ص 363.
[13] الزاوية و ما فيها من البدع و الأعمال المنكرة، محمد الزمزمي، مطبعة أسبارطيل، 1999، ص 12.
[14] محمد حجي، الزاوية الدلالية و دورها الديني والعلمي والسياسي، مطبعة النجاح الجديدة، طبعة ثانية موسعة ومنقحة 1988، ص 23.
[15] عبد الكريم بوفرة، حرب القيم: قراءة في الخطاب الإعلامي الغربي، بعد أحداث 11 شتنبر، منشورات المجلس العلمي بوجدة، العمدة في الطبع، ط 1، 2003، ص 6 بتصرف.
[16] محمد عابد الجابري، العقل الأخلاقي العري: دراسة تحليلية نقدية للنظم القيم في الثقافة العربية، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، لبنان، ط1، مارس 2001، ص 445.
[17] عزيز الكبيطي إدريسي، رئيس المركز الأكاديمي الدولي للدراسات الصوفية، و هو من المنتسبين إلى الطريقة القادرية البودشيشية.
[18] نفحات الطريق، جريدة أسبوعية، مقالة بعنوان: هذه قصة انتشار الطريقة القادرية البودشيشية بأمريكا، عزيز إدريسى، العدد 8، مارس 2012، ص 11.
[19] جريدة نفحات الطريق، تعد الجريدة الناطقة یاسم الزاوية البودشيشية، المدير المسؤول لحسن السباعي الإدريسى، و هي جريدة أسبوعية.
[20] مجلة عوارف مجلة فكرية تعنى بالخطاب الصوفي، المدير المسؤول مصطفى اليملاحى 21.
[21] مجلة قوت القلوب، مجلة علمية محكمة تصدر مرتين في السنة تعنى بالشأن الصوفي الإسلامي، وهي تصدر عن مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصة، مدير المجلة هو أحمد عبادي، وهو من المنتسبين للزاوية البودشيشية.
[22] مجلة أنوار التصوف مجلة دورية تعنى بالفكر الصوفي، كان يرأس تحريرها يوسف الكتاني.
[23] مداغ هي بلدة مغربية تقع غرب مدينة بركان و تبعد عنها ب 9 كلم، و الزاوية البودشيشية مقرها في مداغ.
[24] خلاصات وتوصيات الملتقى العالمي للتصوف على الرابط الآتي: http://www.boutchichiya.com
[25] جريدة نفحات الطريق، العدد 13، أبريل 2012، عمود على الطريق، بعنوان الزوايا و الأحزاب، لحسن السباعي الإدريسي، ص3.
[26] بريزة الخياري، الفرنسية من أصول جزائرية، نائبة رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي.
[27] جريدة نفحات الطريق، العدد 13، أبريل 2012، ص 6.
[28] دور الصوفية في الإستراتيجية الدينية للمملكة المغربية، أنس الصنهاجي، مجلة الدراسات و البحوث الإنسانية الاجتماعية، العدد 15 مارس،ص 24.
[29] باحث و أكاديمي مغربي، حاصل على الدكتوراه في علم الاجتماع، نشر العديد من الدراسات و المؤلفات منها: المقدس الإسلامي(2005)، بركة السلطان(2008)، و الزاوية و الحزب(2011).
[30] نور الدين الزاهي، المقدس الإسلامي، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، الطبعة الأولى 2005، ص 2.
[31] باحث في علم الاجتماع من المغرب، قاص و كاتب صحافي و أستاذ جامعي بكلية الآداب و العلوم الإنسانية، من مؤلفاته: دفاعا عن السوسيولوجيا(2000)، صناعة النخب بالمغرب(2005)، الرحمنة القبيلة بين المخزن و الزاوية(2003).
[32] كانت سلسلة من الهجمات المتزامنة بالأحزمة الناسفة وقعت في 16 ماي 2003، في مدينة الدار البيضاء، و كانت الهجمات أسوأ هجمة و أكثرها دموية في تاريخ البلد.
[33] مقالة مؤسسة الزوايا بين الروح والسياسي الزاوية الشرادية نموذجا، عبد الرحيم العطري، على الموقع الآتي: http://almesbar.net/3/awya.pdf
[34] محمد ظريف، مؤسسة الزوايا بالمغرب، منشورات المجلة المغربية لعلم الاجتماع السياسي 1992ص 10
[35] نفسه ص 10.
[36] المرجع نفسه ص 11.
[37] انظر: بركة السلطان، نور الدين الزاهي، دفاتر وجهة نظر(12)، مطبعة النجاح الجديدة، 2008، الفص الخاص بإسلام الزوايا و الإسلام السياسي.
[38] النظرة الدياكرونية تنظر للزاويا في تعاقبها التاريخي، أي في فترات متعددة، و اقتصرنا على تعريبها لاختلاف الباحثين في ترجمتها: فمنهم من يترجمها بالتعاقبية، و منهم من يترجها بالزمانية، و منهم من يترجمها بالتاريخية، و منهم من يترجمها بالتظورية.
[39] رحمة بورقية، العرف والعلماء والسلطة في القرن التاسع عشر، المجلة المغربية للاقتصاد والاجتماع، العدد السابع 1984، ص 50.
[40] النظرة السانكرونية تنظر للزاويا في فترة محددة، و هذا المصطلح هو الآخر له عدة ترجمات من بينها: السكونية، الوصفية، التزامنية، الآنية.
[41] شقير محمد، منطلقات السياسة الدينية الجديدة، 1 جريدة المساء 24 شتنبر، 2004.
[42] دور الصوفية في الإستراتيجية الدينية للمملكة المغربية، أنس الصنهاجي، مجلة الدراسات و البحوث الإنسانية الاجتماعية، العدد 15 مارس،ص25.
[43] أحمد التوفيق وزير الأوقاف و الشؤون الإسلامية، منذ 2002، إلى الآن، باحث في التاريخ و التصوف.
[44] دور الصوفية في الإستراتيجية الدينية للمملكة المغربية، أنس الصنهاجي، مجلة الدراسات و البحوث الإنسانية الاجتماعية، العدد 15 مارس،ص 26.
[45] جريدة نفحات الطريق، العدد 11، 2012، ص 8.
[46] رحمة بورقية، العرف والعلماء والسلطة في القرن التاسع عشر، المجلة المغربية للاقتصاد والاجتماع، العدد السابع 1984ص 173
[47] نفسه ص 173.
[48] Laroui A, Les origines sociales et culturelles du nationalisme marocain: 1830-1912, Centre Culturel Arabe. Casablanca 1993 , p143. نقلا عن الزوايا و الطرق الصوفية في المغرب: من خدمة المخزن وتكريس شرعيته، إلى مسالمة المستعمر ومهادنته مجلة الدراسات والبحوث
الاجتماعية، العدد 11 مارس 2013 ص 59.
[49] المرجع نفسه ص 59.
[50] http://www.hespress.com/regions 33489.html
[51] http://www.maghress.com/almassae/204088
[52] جريدة نفحات الطريق، العدد 13، 2012.
[53] http://www.maghress.com/almassae/204088
[54] المصدر نفسه .
[55] عبد الله حمودي، الشيخ والمريد: النسق الثقافي للسلطة في المجتمعات العربية الحديثة، ترجمة عبد المجيد جحفة، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، المغرب، ط4. 2010 ص 241.
[56] التصوف حركة اجتماعية فكرية محكومة بخصوصياتها التي تضمنت تمثلها لخط المعارضة في التراث الإسلامي، إذ أن هذه الحركة ذات وجهين متداخلين هما الفكر و النضال الاجتماعي، و يطلق على هذه الحركة مصطلح التصوف القطباني الذي يقسمه بعض الباحثين إلى شعبتين :التصوف الاجتماعي و التصوف المعرفي، و يقصد بالتصوف المعرفي نمطا فكريا يتجه للبحث عن الحقائق المبحوث عنها في الفلسفة بمنهاج صوفي، و نموذج هذا الصنف من التصوف هو محي الدين ابن العربي، و في المقابل فالتصوف الاجتماعي يستقل اجتماعيا و سياسيا و ينتظم هذا الخط العديد من المتصوفين بدءا من إبراهيم بن الأدهم في القرن الثاني للهجرة، مرورا بالبسطامي و الحلاج و عبد القادر الجيلي، بالإضافة إلى رموز صوفية أخرى مثل: بشر الحافي-سهل التستري-شقيق البلخي-شعيب أبو مدين-معروف الكرخي-و ابن سبعين. أما صوفية الدروشة فهي التي تتركز في الزاوية و تعيد إحياء الأضرحة، لتبرك بها …
[57] مؤسسة الزوايا بين الروح والسياسي الزاوية الشرادية نموذجا، عبد الرحيم العطري، ص 7 بتصرف.