
أهمية تنظيم التوقيت المدرسي في مرحلة التعليم الابتدائي
l’importance de l’organisation de l’emploi du temps dans l’enseignement primaire
أ.د. لويزة معروف خلفان/جامعة مولود معمري، تيزي وزو، الجزائر
شفيقة داود/ جامعة جيلالي بونعامة،خميس مليانة، الجزائر
مقال نشر في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 54 الصفحة 35.
ملخص :
يظهر من خلال هذا المقال بأن الفرد بصفة عامة و المتعلم بصفة خاصة يخضع لتواترات دورية و هي تواترات بيولوجية و نفسية تؤثر على حياته وعلى أدائه وعلى سلوكاته ،فهي التى تحدد أوقات خصبة أين تكون الوظائف البيولوجية والنفسية تبلغ أقصى حد و هذه تمثل في الأوقات الخصبة للعمل والدراسة ، و أوقات عقيمة أين تكون تلك الوظائف في أدنى حدّها ، و هذا ما بيّنته ميداني الكرونونفسية و الكرنوبيولوجية .
و عليه توجب احترام وتيرة المتعلم المدرسية سواء أن كان في مدة النوم التى يقضيها في الليل،و في تغيراته اليومية و الأسبوعية لنشاط الفكري لديه ،و كذا في الأنشطة التى يقوم بها خارج المدرسة ،وهذا بهدف تنظيم التوقيت المدرسي بشكل يخدم وتيرته و احترامها من اجل تحقيق جودة التعليم.
الكلمات المفتاحية : تنظيم التوقيت المدرسي، المتعلم ،الانتباه ،النوم، النشاطات خارج المدرسة.
Resumé :
Cet article montre que l’individu en général et l’élève en particulier est soumis à des tensions rythmes périodiques, qui sont des tensions rythmes biologiques et psychologiques affectant sa vie, ses performances et son comportement, qui déterminent des périodes fertiles où les fonctions biologiques et psychologiques sont maximales et qui sont en ces temps fertiles pour travailler et étudier. Aussi il y a des temps stériles où ces fonctions sont minimisées, comme il est prouvé dans les domaines de chronopsychologie et de chronobiologie. Et pour cela , il est nécessaire de respecter le rythme de l’élève, que ce soit le temps de son sommeil et son attention, ainsi ses activités extra scolaires, dans le but de proposer des emplois du temps qui respectent les rythmes chronopsycholoqique et chronobiologique pour atteindre une éducation de performance .
Mots clés : organisation de l’emploi du temps , élève , attention, sommeil, activistes extra scolaires.
مقدمة :
يعتبر تنظيم التوقيت المدرسي من أهم مواضيع الساعة التي لفتت نظر المنظومة التربوية سواء في الجزائر أو في الدول الأخرى، وهذا نظرا لأهميته في تحقيق التجديد التربوي و الرفع من الجودة، و ذلك بعد عدة من المحاولات العديدة التى تقوم بها الوزارة الوطنية منذ 2011 و المساهات المعتبرة لفرقة بحث الوتيرة المدرسية برئاسة الباحثة معروف و التي نظمت الملتقى الدولي الأول حول الموضوع (ماي 2011)، حيث توصلا إلى قراءة تحليلة معمقة لما يعتمد من جداول زمنية في مؤسساتنا تجعلنا نقف على تناقضات عدة بين ما يؤكده مجال الوتيرة المدرسية تنظيرا و ما هو واقع المعاش (كبرمجة العطل و الأنشطة)، وكما أن تنظيم التوقيت المدرسي يعد كإحدى دعامات التحديث والتغيير،و شكلا من أشكال الرفع من المردودية، فاستعمال الزمن و استثماره في تدبير المكان و المادة الدراسية يمثل أحد أسس تحسين جودة التعليم.
- تعريف التوقيت المدرسي :
تشير وزارة التربية الوطنية (2005) إلى أن التوقيت أو استعمال الزمن أو الزمن البيداغوجي عبارة عن عمل تربوي، بيداغوجي هام يسمح لمجموعة من الأفواج التربوية بالمؤسسة بممارسة أنشطة بيداغوجية و تربوية تحت إشراف مجموعة من المدرسين المعنيين لهذا الغرض ، و يتم ذلك في أوقات محددة و أماكن معينة ، و أنه يتفاعل مع ثلاثة عناصر أساسية : العنصر البشري (المدرس و المتعلم) ،عنصر الزمن ( الوقت)، وعنصر المكان (القاعات الدراسية العادية و المتخصصة ) .
لذا فالتوقيت عملية بالغة الأهمية في سير المؤسسة التربوية ، وخاصة من حيث النشاط البيداغوجي ويجسد فيها التعليمات و المواقيت الرسمية الخاصة لكل مادة واجراءات تطبيقها في الميدان على شكل وحدات بيداغوجية موزعة على مختلف أيام الأسبوع بالتساوي و بالمنهجية ،لتكون لصالح المتعلم و في خدمته اذ يمثل محور العملية التعليمية[1].
و كما يرى المعهد الوطني للبحث في التربية (INRE ) ( 2011) أنه يمكن النظر الى الزمن الدراسي حسب رأي الباحثين من وجهين :
- الوجه الأول : يتمثل في كمية الحجم الساعي اليومي والاسبوعي والسنوي الرسمي وفي كيفية توزيعه .
- الوجه الثاني : يتمثل في نوعية التعليم الممنوح للمتعلم من خلال علاقة مضامين أنشطة التعليم بتعليمات المتعلمين [2].
وعليه يتم قياس فعالية الزمن الدراسي على المتعلمين من خلال الرابط بين المدة الاجمالية لزمن دراستهم الدراسي و النجاح . و هذا ليس معناه أن الحجم الساعي الأكبر هو الذي يحقق أفضل النتائج قد يكون العكس ، و انما يعود الى المحتوى و الى احترام الوتيرة البيولوجية و النفسية للمتعلم.
- أهمية تنظيم التوقيت المدرسي :
يكتسي تنظيم الوقت المدرسي أهمية كبيرة في حياة المؤسسة التربوية مما يحقق من الأهداف في اطار تنظيم النشاطات لمشروع المؤسسة و التي تلخصها وزارة التربية الوطنية ( 2005) الى ما يلي :
- التحكم في النظام و حسن التسيير للموارد البشرية و المادية و المالية .
- تنظيم و استغلال كل الطاقات البشرية و الوسائل التعليمية استغلالا امثل .
- ضمان تطبيق التعليمات و التوجيهات الرسمية .
- خلق التكامل و الانسجام و التوازن في استعمال كل الوسائل المادية و البشرية و الهياكل و تحقيق الأهداف المبرمجة .
- خلق التوازن و الانسجام بين مختلف النشاطات التربوية .
- توفير كل الشروط الموضوعية لأداء النشاطات التربوية .
- حسن استغلال كل الامكانيات و الوسائل العلمية و التعليمية لإجراء الأعمال التطبيقية .
- ضمان التحكم في توظيف الفائض من القاعات في تنظيم النشاطات الثقافية و الحصص التدعيمية .
- حسن التحكم في النظام الداخلي للمؤسسة و المرافق الاجتماعية .
- تحسين و تطوير أداء الفعل التربوي للمعلمين و تثمين جهودهم .
- السماح بتأطير المتعلمين لممارسة مختلف الانشطة المبرمجة .
- التنظيم الجيد لخدمات المعلمين يؤدي الى محاربة ظاهرة الغيابات عندما تؤخذ بعين الاعتبار حاجة الموظف لنصف يوم في الأسبوع لقضاء أموره الشخصية .
- تسهيل عملية الرقابة و المتابعة والتقويم .
- رفع المردود المدرسي و التحصيلي .
- يضمن للنشاطات البيداغوجية والتربوية حقها في التنظيم بين الوحدات التربوية[3].
- اهداف تنظيم التوقيت المدرسي ( الزمن البيداغوجي ) :
إن تنظيم التوقيت المدرسي يعـد من بين العوامل المساهمة في نجاح المتعلّمين ، وعليه كان لا بــدّ من الاهتمام بتنظيم الأنشطة التعليمية التعلّمية في اليوم والأسبوع و السنة الدراسية و توزيعها وفق معاييـر تربوية تهدف أساسا إلى ضمان توازن أفضل للمتمدرسين والحفاظ على صحتهم الجسمية والنفسية مما يؤدي بالضرورة إلى الرفع من نوعية التعليم وتحسين عملية التعلم ومردوديته .
وبناء عليه، فإن دليل تنظيم التوقيت المدرسي أو الزمن البيداغوجي في المدرسة الابتدائية وضع أساسا لتحقيق جملة من الأهداف الأساسية أهـمـها و التي تلخصها وزارة التربية الوطنية ( 2009 ) في النقاط الآتية:
– تقليص وتجنب هدر الوقت المخصّص للدراسة بالقضاء على العوامل المتسببة في ذلك .
– مساعدة المديرين على حسن توظيف المؤسسات التربوية بشكل يسمح باستغلال كل الزمن الدراسي السنوي ، وكل الفضاءات المتوفّرة لتحقيق الأهداف المسطــرة .
– خلق توازن بين نشاطات المتعلّم داخل المدرسة وخارجها ، مع توزيع فترات الدراسة و الراحة ، وتنويع الأنشطة بشكل يسمح بالتدرّج في سير عملية التعليم و التعلّم [4].
الى جانب ذلك ، يشير المعهد الوطني للبحث ( INRE ) ( 2011) مجموعة من الأهداف التي تهدف الى تحقيق التكامل بين وتيرة المتعلم و التوقيت المدرسي و اهمها ما يلي :
– ضرورة مواكبة التطورات الحاصلة في العالم المتقدم تربويا فيما يخص الوتيرة المدرسية ،خصوصا ما أضافته العلوم النفسية و التربوية الجديدة ، مثل الكرونونفسية والكرونوبيولوجية ، من أفكار و حقائق علمية لها أثر فعال في بناء منظومة وقتية مدرسية ناجعة .
– مراعاة المنظومة الزمنية الدراسية المعمول بها لدى الدول المتقدمة كفرنسا وفنلندا … الخ من الدول ، خاصة فيما يخص الحجم الساعي الدراسي و نظام المنطقية ، خصوصا كون الجزائر بلد شاسع المساحة ، مترامية الأطراف ، تتنوع فيها المناخات و الظواهر الفلكية .
– التعرف على الواقع الميداني الحقيقي لتأثير التوقيت المدرسي في الواقع الاجتماعي و المردود الدراسي لمتعلم الجزائري.
– التفكير العلمي و الموضوعي من أجل وتيرة مدرسية تضع مصلحة المتعلم الجزائري محورا و غاية لها .
– تذبذب حالات التمدرس المرتبطة بالمواقيت الحالية من جهة ، وفي الخصائص السوسيو ثقافية لكثير من المناطق النامية للوطن من جهة ثانية و هذا يعود الى عدم احترام الوتيرة المدرسية [5].
وعليه ، فان التوقيت المدرسي ( الزمن البيداغوجي ) يهدف الى تحقيق مجموعة من الاهداف أهمها : السير الحسن للمؤسسة التربوية ، استغلال الامكانيات البشرية و المادية وفق خطة محكمة تساعد على التفاعل الديناميكي المستمر طيلة السنة الدراسية و هذا من أجل تحقيق التوافق النفسي الاجتماعي و الدراسي للمتعلم وصولا إلى تلبية حاجياته النفسية و البيولوجية له .
- أنواع الزمن البيداغوجي :
لتنظيم التوقيت المدرسي يجب مراعاة نوع الزمن و الذي يتنوع من حصة لأخرى ، و التي ينقسم الى أربعة أزمنة، و الجدول التالي يوضح ذلك [6]:
جدول رقم ( 1) : يمثل أنواع الزمن البيداغوجي .
ومن أنواع الزمن البيداغوجي المشار اليه في الجدول السابق ، وعن الدراسة الحالية ما يهم الامر هو الزمن التعلم الفعلي ، و التي تشير اليه وضيحي ( 2013) هو مجموع الاسابيع المقررة للدراسة خلال العام الدراسي ، بحيث يجب أن تكون عدد الاسابيع و الايام المقررة للدراسة معروفة و محددة وموحدة بالنسبة للمعلمين و المتعلمين و موزعة على جميع المواد الدراسية ، و تكمن أهمية تحديد زمن التعلم الفعلي ، في دوره المحوري لتامين استفادة المعلمين من كل الحصص المقررة ، في كل مادة دراسية خلال العام الدراسي ،والحيلولة دون ضياعها أو هدرها ، ولكن يجب الاخذ بالاعتبار ضمان استثمار زمن التعلم الفعلي كزمن للتعلم [7] .
و على هذا الأساس ، يعتبر زمن التعلم الفعلي عنصرا مؤثرا في النظام التعليمي، حيث يعد حسن استثمار الوقت المخصص لهذه العملية من انجع السبل في تحقيق جودة التعليم ، و احراز افضل النتائج في الممارسات التدريسية، و إدارة زمن التعلم التي تعتمد على التخطيط المنظم لأيام العام الدراسي ،و وفق الية تلتزم بها كافة الإدارة المدرسية ، و لاشك أن الالتزام بهذا التنظيم يضمن توفير الزمن اللازم للتعلم ، مما يمكن المتمدرسين من اكتساب الكفايات التعليمية المنشودة ، و يكفل لتحقيق جودة مخرجات التعليم .
و منه، مما يسمح بتنظيم العام الدراسي في النظام التعليمي ، و ذلك بتحليل عدد الايام ، الساعات التدريس، ايام الامتحانات، و الاجازات للعام الدراسي الواحد ، يعني ذلك من خلال هذا النظام يتم تقسيم السنة الى وحدات زمنية [8].
- أساسيات لتنظيم التوقيت المدرسي في المرحلة الابتدائية :
توضح وزارة التربية الوطنية ( 2009) من أساسيات لتنظيم التوقيت يجب مراعاة النقاط التالية تفاديا مشاكل التعليمية و التعلمية تماشيا مع المقاييس الدولية لتحسين أفضل لشروط التمدرس و محاربة الفشل المدرسي و هي كما يلي :
- تخصيص أمسية يوم الثلاثاء للأنشطة اللاصفيه ، ولتنظيم حصص الدعم البيداغوجي خصوصا لتلاميذ السنة الخامسة ابتدائي وللتنسيق بين المعلمين وللتكوين .
- توفير فضاء زمني ضمن التوقيت الأسبـوعي لأنشطــة المعالجة التربوية في مواد التعلّـــم الأساسية ( اللغة العربية ، الرياضيات، اللغة الفرنسية).
- اعتماد حصص ذات 45 د في كل الأنشطة التعليمية ، ضمانا للفعالية وتجنبا للرتابة والملل.
- تقسيم اليوم الدراسي إلى أربع فترات زمنية (عدا يوم الثلاثاء فترتين فقط) كل فترة تتضمن حصتين تعليميتين، وتعقب كل فترة استراحة مدتها 15 دقيقـة .
- تخصيص مــدة 15 د. في بداية كل يوم دراسي أي (من 8 إلى 8 و 15 د ) لنشاط التربية الخلقية على أن يسند لمعلم اللغـة العربية أو معلم اللغة الفرنسية أو الأمـازيغية.
- الحرص على توحيد مواعيـد دخول التلاميذ إلى المدرسة وخروجهم منها مراعاة للانسجام في تنظيم الزمن البيداغوجي [9].
إلى جانب ذلك ، يشير المعهد الوطني للبحث في التربية ( INRE) (2011) من أساسيات تحقيق جودة التعليم ما يلي:
- التوزيع المتوازن للفترات المخصصة للدراسة و الفترات المخصصة للراحة ، مراعاة المعطيات المتعلقة بالوتيرة المدرسية في استعمال الزمن الدراسي ، توافق الحجم الساعي السنوي مع محتويات المناهج الدراسية المقررة ، ترقية و تنمية النشاطات اللاصفية باعتبارها بعدا مكملا للناشطات التعليمية ، مما يضمن النمو الشامل للمتعلم بكل ابعاده التربوية.
- توزيع أفضل لساعات التدريس اليومية والأسبوعية والسنوية ،و هذا ما بينته الدراسات الكرونوبيولوجية و الكرونونفسية أن هناك تغيرات في النشاط الفكري لدى المتعلمين أثناء اليوم بسبب تأثير الوتيرة البيولوجية ، و أثناء الأسبوع بسبب تأثير استعمال الزمن الدراسي. كما أن عطلة نهاية الأسبوع تؤثر سلبا في أداءات كل التلاميذ في اليوم الأول بعد العودة الى الدراسة .
- احترام الأوقات الضعيفة و الأوقات قوية في اليوم فيما يخص الانتباه لدى المتعلمين : ارتفاع للأداءات طوال فترة الصبيحة ، ثم انتكاسه أثناء فترة الغذاء ، ثم عودة الى الارتفاع بعد الظهيرة [10] .
وعليه، من معايير لإنجاح عملية تنظيم التوقيت المدرسي بصفة عامة و بصفة خاصة بالجزائر و هذا حسب تجارب كل من Montagner & Testu اللذان ينصبان على وجوب :
- احترام عدد فترات العمل ( 5 فترات ) و عدد فترات الراحة (4 فترات) .
- أن لا يتعدى الحجم الساعي السنوي (936 ) ساعة .
- أن لا تتعدى أقصى مدة يومية للدراسة 6 ساعات .
- أن لا يتجاوز الحجم الساعي الدراسي الأسبوعي 27 ساعة .
- أن يكون أقصى عدد أيام الدراسة الأسبوعية 5 أيام .
- أن لا تقل مدة العطل الصغيرة عن 10 أيام [11] .
- علاقة تنظيم التوقيت المدرسي بالوتيرة المدرسية ( مدة النوم ، الانتباه و النشاطات خارج المدرسة ) :
يوضح المعهد الوطني للبحث في التربية (INRE) ( 2011) أنه يمكن تعريف الوتيرة المدرسية من جانبين و هما : الجانب الأول هو التداول المنتظم لأوقات الراحة و النشاط الذي تفرضه المدرسة، أي تنظيم الزمن الدراسي من خلال جداول التوقيت و رزنامة العطل و أما الجانب الثاني يتمثل في التغيرات البيولوجية و الفيزيائية و النفسية للطفل و المراهق أثناء التمدرس[12] .
وكما تضيف معروف ( 2008) إلى وجود عوامل بيولوجية ونفسية لها ارتباط بتغيرات زمنية.فاعتبرت الساعة الدراسية الأولى من الفترة الصباحية والمسائية عقيمة من حيث توظيف القدرات المعرفية، بينما ترتفع الفعالية المعرفية على الساعة الحادية عشرة وعلى الساعة الرابعة بعد الزوال.و هذا يعود الى وجود تغيرات تطرأ على أنماط الأداءات اليومية والأسبوعية للانتباه و للسلوكات داخل القسم مع إبراز أهمية احترام مدة النوم الليلي وبرمجة النشاطات خارج المدرسة للمتعلم [13] .
و هذا ما تؤكده دراسة معروف و خلفان ( 2008 ) المعونة الوتيرة المدرسية مفهوم مبهم ، التي تهدف في تهيئة جداول التوقيت اليومية و الأسبوعية من منظور كرونونفسي وكرونوبيولوجي، حيث تبين أن الوظائف الفيزيولوجية للطفل والراشد تخضع لتغيرات تواترية مصدرها ساعة داخلية تعدل يوميا حسب العوامل الدورية للمحيط كالتناوب ليل – نهار. فالضوء يعتبر متزامنا أساسيا للوتيرة اليومية، بينما يعتبر جدول التوقيت متزامنا محيطيا يمكن أن ينسجم مع وتيرة الأطفال. وقد بين الباحثون أن النوم عامل ضروري للصحة الجيدة ولسرعة ونوعية التعلم. كما تبين من الدراسات الكرونوبيولوجية والكرونونفسية، أن هناك أوقاتا في اليوم المدرسي للانتباه و للأداء و للفعالية المدرسية وللتكيف للحالة المدرسية والنوم الليلي و النشاطات خارج المدرسة [14] .
مما سبق يظهر بأن هناك عوامل يجب أخذها بعين الاعتبار عند تنظيم التوقيت المدرسي من أجل وضع تنظيمه بشكل يساعد المتعلم على استعمال قدراته في التعلم بسهولة. لذا توجب على المسؤولين في احترام وتيرة الطفل عند تنظيمهم للوقت المدرسي و ذلك بالرجوع إلى النتائج التي توصلت إليها البحوث الكرنونفسية والكرنوبيولوجية.
6-1-مدة النوم : يرى كل من أسعد و كحلة ( 2009) أن النوم حالة وظيفية حيوية هامة لها اهميتها في استعداد النشاط ،وحفظ الاتزان الداخلي اللازم لإمداد الجسم و العقل بالطاقة اللازمة لمواصلة القيام بعمله [15].و هذا ما توصلت اليه الدراسات و الأبحاث حيث الحرمان من النوم بشكل عام ( كامل ) يؤثر سلبا على الجانب النفسي للفرد، فانه يؤدي على المدى القصير الى انخفاض قوة الانتباه و في النشاط العام ككل ، كما أنه يزيد من امكانية حدوث الارتباك ، كذلك تقل القدرة على الاداء خاصة اداء المهام التى تتطلب أكثر من ( 10 – 15 ) دقيقة من الانتباه، و النقص في دقة و زمن أداء المهام اليومية و تزداد الأخطاء عند أدائها .
و قد أفادت بعض التجارب بأن انقاص النوم الى 3 ساعات يؤدي الى نقص المقدرة على القيام بالعمل ، و كذلك تتأثر قدرات التذكر و التعلم ، و كما معروف أن ما يتعلمه الفرد من معرفه و معلومات في المساء فانه يستقر في الذاكرة الى الصباح اليوم التالي هذا اذا نام لمدة كافية ، غير أن هذا الحفظ و الاستقرار في الذاكرة يمكن أن يقل كثيرا اذا ما تعرض الفرد للأرق أو الإقلاع عن النوم لسبب أو لأخر [16]. .
يرى مولر( 2008 ) إن تحديد القسط الكافي للنوم لا يخضع لقاعدة عامة ، حيث ان لكل فرد دورة خاصة و حاجات متغيرة حسب الظروف ،و حسب العمل الذي بذله خلال النهار، و الحالة الصحية له ، و تكون مدة النوم أطول كلما كان الفرد اصغر سنا[17] ، و يكون النوم المريح اذا نتج عنه في اليوم التالي التوازن ، و الراحة الجسمية و النفسية .
ومنه ، إن عدد ساعات النوم ليس مقياسا للنوم المريح أو الحصول على الراحة الجسدية و الذهنية ، و التى تختلف بين الأفراد ، و ربما تختلف لدى الفرد من وقت لأخر ، كما أنها تتأثر بالعامل الوراثي تأثيرا كبيرا ، و هذا ما يوضحه Testu (1992) أنه تختلف مدة النوم من فرد لآخر ، فهناك من تكون مدة النوم أطول بمقارنة مع الآخرين ، فهي ميزة محددة وراثيا و لكن يمكن التكيف معها و ذلك بتحكم في تواتراتهم [18] ، وهذا ما تدعمه بعض الدراسات ، الى أن مدة النوم تتراوح لدى الأفراد بين (4 الى 10)ساعات ، مما يدل أن مقدار ما يحتاجه الفرد للنوم تقرره عدة عوامل منها متعلقة بالعوامل الشخصية و منها متعلقة بالعوامل الذاتية.
يرى Testu (2011) فاحترام الوتيرة شرط هام للنجاح. فإذا لم نحترم- مثلا- المدة المخصصة لنوم الطفل، فمعناه أننا لا نحترم توازنه. و بالتالي يكون سلوكه غير طبيعي خارج المدرسة و خصوصا داخلها، سيكون غير منتبه وشاردا أو متعصبا.
إنها ليست بتاتا الظروف التي تسهل التعليم و تعليماته، إذن يجب محاولة أخذ هذا بعين الاعتبار إنه أساسا واجب الأولياء ، لكن هناك أيضا جانب من المسؤولية على أ صحاب القرار، فلا تجب برمجة دخول مدرسي باكرا جدا في الصباح ، دخول يقلص من فترة النوم، كما لا ينبغي أيضا إعطاء واجبات منزلية [19].
وكما تؤكد Délvolvé (2010 ) بأن النوم ليس مضيعة للوقت ، و إنما هو تشكيل التوازن مما يسمح باسترجاع القوى العقلية و الجسمية للفرد ، و ذلك في أي الوقت ، احتراما للساعة البيولوجية و للدورة السركاردية ، لأن في بعض الأحيان يكون الارهاق عند الطفل أكبر من الارهاق عند البالغ ،ولهذا عدم السماح للطفل بالنوم يعني منعه من القيام بعمله بفعالية ومنعه من حياة اجتماعية متوازنة وعرقلة نموه البيولوجي والنفسي[20] .
أما عن القيلولة ،هي فترة النوم التى تحدث ما بين صلاة الظهر، و حتى صلاة العصر [21]، و قد قيل أن القيلولة تزيد العقل، حيث روي عن محمد عن أبيه قال : نومة نصف النهار تزيد في العقل[22]و انها ضرورية للتوازن النفسي و الفيسيولوجي للطفل عامة و المتعلم خاصة.
وعلى هذا الأساس، يؤثر نقص النوم على المتعلم في جميع نواحي حياته ، فهو أحد الأسباب التى تؤدي الى ضعف التحصيل الدراسي، و المشاركة الصفية ، و الغياب عن المدرسة ، و الشعور بالتعب ونقص في الطاقة و الحيوية ،و صعوبة التركيز و الانفعال و الغضب السريع، و الطيش في التصرفات ، هذا بالإضافة الى عدم شعور بالراحة في يوم الدراسي ، لذا هناك حاجة ماسة الى النوم الكافي و هذا ما تؤكده دراسة bahamman& al (2010 )، و التى هدفت الى التعرف على العلاقة بين عادات النوم و الاستيقاظ و الأداء الأكاديمي لدى طلاب كلية الطب بجامعة الملك سعود في المراحل : الاولى ، و الثانية و الثالثة ، فأوضحت النتائج ان قلة النوم في الليل ، أو النوم في ساعة متأخرة خلال ايام الاسبوع و عطلة نهاية الأسبوع ، و زيادة النعاس اثناء النهار ترتبط سلبا بالأداء الأكاديمي للطلاب [23] .
و هذا ما أشار اليه كل منFostinos & Testu ( 1996) فالنوم وظيفة ضرورية لحياة الفرد خاصة عند الاطفال و المراهقين ، و يرتبط ذلك بسلوكاتهم المتكيفة من خلال نتائج لادائهم الجسمية و الاكاديمية ، و لا يتعلق الأمر بالقول ان الذين ينامون كثيرا هم أكثر أداءات ، وانما يعود الى ذلك لاحترامهم لمدة النوم الضرورية لكل مرحلة على راحتهم الجسمية و الأكاديمية[24] .
وما يمكن استخلاصه ، إن ما تسببه الحرمان أو نقص أو قلة من النوم ( النوم البطيء أو النوم المتناقض ، أو النوم الكامل ) يترتب عليه الكثير من السلبيات في أداء لدى المتعلم ، فإنها تؤثر على عملية التعلم و الانتباه و مقدار ما تستطيع الذاكرة خزنه أو استرجاعه ، كما تؤثر سلبا على مزاجه و في أداءه للمهامات ، و هذا ما يؤكده Testu (1992 ) إن النوم ضروري للوظيفة الإنسانية إما على المستوى الفيزيولوجي و إما على المستوى النفسي ، فالنوم هام للنمو الجيد و صحة الطفل بصفة عامة و المتعلم بصفة خاصة [25] .
6-2-الانتباه :
إن المهارات التي يتعلمها الأطفال في المدارس مثل القراءة والكتابة ،وتعلم الحساب، وتعلم المفاهيم، والأداء الحركي، والسلوك الاجتماعي جميعها تتطلب منهم إدراك المثيرات السمعية والبصرية واللمسية، من أجل القيام بالمهارات المعرفية اللازمة للمهارات السابقة، والاستجابة لها إما لفظيا أو حركيا.
ومنه، فان الانتباه هو أحد المهمات الرئيسية لتعلم جميع المهارات التعليمية السابقة. لأن التركيز على المهارة سمعيا أو بصريا أو لمسيا يسهل و يسرع عملية الإدراك و بالتالي تعلم المهمة أو المهارة.
وعليه ، يجب أن يتكيف وقت التعلم مع قدرات كل طفل، علما أن اليوم الدراسي لطفل عمره 3 سنوات يختلف عن يوم دراسي لطفل عمره ما بين (10_11 سنوات ). و في الأخير، يجب أن يحصل كل الأطفال على أوقات ترفيه و استراحة أكثر، لأن هذه الأوقات تساعدهم على امتلاك بنية قوية و إنتاج (مردود دراسي) جيد. كما أن المدرسة مخصصة أيضا لإيقاظ و دعم الإبداع و العمل المشترك. فعندما يكون الطفل في بداية التمدرس( 6-7 ) سنوات ، فالنشاط المهم هو تعلم القراءة ، لذا يجب وضع زمن تعلم القراءة في الوقت الأقوى ،أما التعلمات التي لا تتطلب اهتماما كبيرا فيجب برمجتها في أوقات يكون فيها الطفل اقل انتباها [26].
كما أثبت fraisse ( 1980) من خلال بعض الأبحاث أن الذاكرة قصيرة المدى تكون أحسن في الفترة الصباحية، بينما تكون درجة الحفظ بالنسبة للذاكرة طويلة المدى أحسن عندما يكون التعلم في الليل، رغم أن درجة حرارة الجسم عادية. كما يظهر من خلال أبحاث أخرى أن الدافعية يمكن أن تتدخل في ذلك ، رغم وجود تعديل يومي بقاعدة بيولوجية.[27] .
والانتباه الحقيقي يقاس بمدى ملائمة الاستجابة ، اذ ان نسبة ( 5 – 10 %) من الأطفال يعانون من ضعف الانتباه و قصر مدته ، و أن طفل السادسة لا يستطيع أن يلم بمجموعة من الافكار التى تكون كلا واحدا ما لم تكن ضئيلة العدد و بسيطة التركيب ، فمن الصعب عليه ان يستوعب امرا من اربعة تكوينات مثل افتح الباب و اذهب الى الغرفة و اغسل يديك و اطغئ الانوار ثم ابحث عن القلم ، و غالبا ما يغفل عن عنصر أو اثنين من هذه المكونات بسبب قصر مدى الانتباه و ليس بسبب عدم التذكر[28].
وتزداد قدرة الطفل على الانتباه الارادي في عمر ( 7 – 11) سنة لذا فقد وجد العلماء بوجوب تدريب الطفل على الانتباه عندما يبلغ هذا السن و توجيه انتباهه اراديا لفترات [29].
وفي هذا الإطار، واصل الباحثون في دراسة وتيرة الأداء عند المتعلم ، ويمكن الإشارة إلى النموذج الكلاسيكي الذي حدده (Gates) لم يستوى الأداء خلال اليوم والذي اعتمده علماء آخرون كأرضية اساسية ، الى جانب النماذج الاخرى التى تدرس التغيرات اليومية للأداءات الفكرية و التى يمكن تلخيصها الى ما يلي :
- حسب (GATES ) (1916 ) : في أوائل القرن الماضي استخلص (GATES) (1916) الملمح اليومي للفعاليات، من خلال الاختبارات البسيكوتقنية التي أجراها على مجموعة من المتمدرسين.
- من الساعة (8) إلى الساعة (9) الأداء الفكري منخفض .
- حسب (BOURDON) ( 1926 ) : بعد ذلك ، أشار (BOURDON) ( 1926 ) إلى أن ما كان يسميها بالطاقة الذهنية تتطور أثناء النهار و وفقا له ، فإن هذه الطاقة تتزايد ابتداء من الاستيقاظ حتى تبلغ الحد الأقصى حوالي( 10 _11سا ) ثم يحدث هبوط عند الظهر، إما قبل أو بعد وجبة الغداء. بعد ذلك تزداد هذه الطاقة حتى تبلغ حدها الأقصى الثاني في فترة ما بعد الظهر ثم تضعف أخيرا في المساء.
- حسب (TESTU) ( 1994 ) : و وفقا لأعمال (TESTU) ( 1994 ) ، و بعد أن قام باختبارات على مجموعة كبيرة من التلاميذ تتراوح أعمارهم بين 6 و 11سنة ، لاحظ أن الأداءات الانتباهية تتزايد من بداية صبيحة الدراسة إلى نهايتها، و تتراجع خلال استراحة الظهيرة Creuxpost prandial )) فراغ ما بعد الأكل ، ومن ثمة ترتفع من جديد في فترة ما بعد الظهيرة. و عليه اقترح تسمية هذا الملمح المَلمح الكلاسيكي. وسيشكل هذا الملمح القاعدي من الآن فصاعدا مرجعا للتحقق من التطابق بين الوتيرة الخاصة بالطفل و الوتيرة التي يحدثها المحيط .
- حسب المستوى البيداغوجي :
– من الساعة (9) إلى الساعة (10) مستوى الأداء في حالة ارتفاع مستمر .
– من الساعة (11) إلى الساعة (12) مستوى الأداء في أقصى ارتفاع .
– من الساعة (12) إلى الساعة (16) مستوى الأداء منخفض .
– على الساعة (16) مستوى الأداء في حالة ارتفاع من جديد [30] .
وعلى المستوى البيداغوجي، يعتبر هذا الملمح نقطة معلمية لتكييف النشاطات مع وتيرة التلاميذ. و لذا يفترض أن تبرمج التعلمات الجديدة أو النشاطات التي تتطلب الانتباه و التركيز بين الساعة (9:30 و 11:30 ) مراعاة لوتيرة الطفل؛ و أن تخصص بداية الصبيحة و بداية ما بعد الظهر لنشاطات أخف ، أكثر ألفة و تحكما. وأن تبرمج بداية التعلّمات على الساعة 9 صباحا سواء للأطفال أو المراهقين، مما يحدث تعديلا مهما في مدة نومهم. و أن تبرمج نشاطات أكثر تطلباً للجهد الفكري بعد الظهيرة عند الأطفال من 7 إلى 8 سنوات، شرط احترام استراحة الظهيرة المنظمة بدقة إلى غاية الساعة 15:00 ذلك لأن استئناف النشاط لديهم يظهر بشكل واضح [31] .
لقد تم تناول التغيرات اليومية و الاسبوعية للانتباه بشكل كبير و بينت الدراسات بأن هذه التغيرات تتبع نفس المنحنى في اليوم و أظهر كل من Délvolvé (1990 ) و Feunteun ( 2000) بأن في اليوم الدراسي يتبع الانتباه و الفعالية الفكرية على النحو التالي : الفعالية تتزايد من بداية الصبيحة الى نهايتها و تنخفض في منتصف النهار ثم تتزايد مرة أخرى بعد الظهيرة[32] .
و هذا ما يؤكده عدد كبير من الباحثين و من بينهم Testu على أن أحسن النتائج الخاصة بالانتباه هي التى تظهر بين 10 صباحا و 12 زوالا وبين الساعة 16 و18 مساءا عند تلاميذ الابتدائي[33] .
و على هذا الأساس ، يستنتج أن الانتباه يتغير خلال الأسبوع و اليوم ، ففي اليوم يعرف ارتفاع في بداية اليوم ،و ينخفض في منتصف النهار و يرتفع في نهاية الظهيرة ، أما في الأسبوع فيكون منخفض في بداية الأسبوع و يبدأ في الارتفاع ليصل الى أقصى حد في نهاية الأسبوع .
ويستخلص مما سبق، ان الانتباه عبارة عن آلية أساسية في الوظيفة العقلية لدى المتعلم، له تأثير عميق على الأنشطة العقلية كعمليات التعلم والتفكير، وحل المشكلات، والإدراك والتذكر الذي يتمثل في قدرة على انتقاء مثير معين والاستمرار في التركيز عليه لمدة معينة، بدونه لا يمكنه أن يقوم بأي النشاط المطلوب منه مما يؤثر على أدائه المعرفي وينتج عنه تشتت أو قلة أو اضطراب في عملية الانتباهية .
-3-6النشاطات خارج المدرسة :
توضح عميرة (2002) ان الانشطة اللاصفية هي ذلك الجزء من المنهج الكلي الذي يضمن خبرات لا تقدم عادة في الفصل الدراسي ، و هي لا ترتبط بمقررات معينة و لكنها يمكن أن تثريها و توسع افاقها و تعمق الأفكار و الخبرات التى تكتسب فيها كما أنها تسهم في التربية الشاملة للمتعلم جسميا و معرفيا و مهاريا ووجدانيا [34].
وعليه ، تبينت فاروق القهوجي ( 2010) الى أن La forge ( 1999) يوضح ان الأنشطة التى تمارس خارج المدرسة المبرمجة وغير المبرمجة من طرف الادارة المدرسية تساعد المتعلم في حمايته من الآثار السلبية لأوقات الفراغ ، كما أنها توفر الفرصة لاكتشاف مواهبهم و تنميتها ، وكما أنها من ناحية أخرى تساعده على تحمل ضغوط المدرسة و اطلاق طاقتهم واكتشاف مقدراتهم و اهتماماتهم ، وتؤثر على أدائه في المدرسة مما تجعله يشعر بالقدرة على الانجاز و التعلم [35] .
وبالتالي ،يشير اللقائي ( 1999) أنه من الخطأ كل من يتصور أن العملية التعليمية التربوية تحدث داخل الفصل المدرسي فقط ، فقد ثبت علميا أن حوالي 80 % مما يتعلمه المتعلم يكون من خارج الفصل المدرسي ، بل و خارج المدرسة ذاتها ، و هذا الامر يتفق مع الفكرة التربوية الاساسية التى تؤكد على أن عملية التربية هي تربية من أجل الحياة ، و من ثم وجب أن تكون في الحياة و ممارسة لمواقف حياتية ، و هذا الى أن التعليم يكون سطحيا و قليل القيمة ، و لا فعالية له ، اذا ما تم عن طريق الاسلوب التقليدي ، ذلك الاسلوب القائم على السلبية و عدم المشاركة و محدودية مصادر المعرفة ، و اقتصارها على كتاب المدرسة و تركيز جهود المعلم و المتعلم على استعاب ما جاء بالكتاب المدرسي دون مناقشة أو مشاركة أو عمل أو نظر في امكانية تطبيق كل ما هو نظري في الواقع الاجتماعي الذي يعيشه و الذي سيمارس حياته فيه بعد ذلك لسنوات طويلة [36] ، والذي بدوره يوضح على أهمية النشاطات خارج المدرسة و التي تساهم على اكتساب مهارات الاتصال لدى المتعلم في مراحله الاولى ، والتدريب عليها ، كحسن القراءة ، التحدث و الاستماع .
وفي هذا المجال يرى مختار ( 1999) بهذا الخصوص ، حتى نقي أطفالنا من مخاطر الهروب لابد من وجود نشاط مدرسي متنوع و مثير و يهيء للأطفال الفرص المتعددة للنمو الاجتماعي السليم ، و اشباع حاجاتهم الى المساهمة مع الغير و التعاون ، و تكوين علاقات سوية خارج دائرة الاسرة [37] ، و هذا يعني النشاط التى تمارس خارج المدرسة وسيلة ناجحة لمعالجة مشكلة الهروب من المدرسة.
يشير نصرالله ( 2000)أنه تعتبر التربية الحديثة باتجاهاتها المتعددة النشاط اللاصفي ( النشاطات خارج المدرسة) ، هي أهم الجوانب التى يجب أن يرتكز المنهج المدرسي عليها كوسيلة لا غاية ، لأنه يساعد في بناء الجوانب المختلفة المهمة للمتعلم ، كالنواحي النفسية و الاجتماعية و القيم الحركية و الجمالية ، كما أنها تعمل على بناء الجوانب المعرفية و التحصيلية و الاكاديمية ، لكن في معظمها ليست مبرمجة في التعليم و لا يهتم بها العاملون في مجال التربية لعدم معرفتهم و خبرتهم لها أو لعدم مقدرتهم على التعامل مع مثل هذه الأنشطة ،لأن المناهج المقررة في المدارس مناهج تقليدية تهتم بتنمية الذاكرة و الاعتماد عليها ،و تهمل تطوير جوانب التفكير الابداعية للمتعلمين ، و تهتم التربية الحديثة بالعمل خارج الصف و تعتبره جانبا مهما و اساسيا ، يحقق معظم الأهداف من خلال القيام بأنشطة تلقائية و عفوية خارج الصف [38] .
وهذا ما تؤكده دراسة Little ( 2004) على أن الاشتراك في الأنشطة اللاصفية مهم من أجل تطوير مهارات كثيرة ضرورية للقرن الحادي و العشرون ، مثل الخبرة في تحديد و حل المشكلات و مهارات التواصل و المهارة في الأساسيات في المجالات كافة[39].
وكما يضيف Rickinson ( 2004 ) ان التعلم خارج جدار الصف في العالم الحقيقي يوفر فرصا رائعة لكل من المتعلمين و المعلمين للتعلم الحقيقي . انه يزود المتعلمين بالعديد من الفوائد على صعيد المرح و المتعة و تطوير الشخصية و الطموح ، اضافة الى تحقيق انجاز أفضل في المادة نفسها[40] .
الى جانب ذلك ،بينت دراسة هينسلي ( 1976 ) التى استهدفت في الكشف عن العلاقة بين ممارسة الأنشطة الحرة و النمو الشخصي و الاجتماعي و التحصيل الاكاديمي للطلاب ، و قد أكدت نتائج الدراسة ان الطلاب الحاصلين على درجات عالية من أصحاب التحصيل الجيد كانوا من المشاركين في الانشطة المدرسية الحرة أكثر من غيرهم[41] .
و كما جاءت دراسة طوطاوي عن النجاح المدرسي في التعليم الالزامي ( 2011 ) التي توصلت بان انخفضت نسبة النشاطات في التعليم الابتدائي للتنظيم الجديد من %12,04 إلى 7% من الحجم الساعي الأ سبوعي لكل المواد المبرمجة في هذا المستوى، مع الإشارة إلى أنها تضم التربية التشكيلية و التربية الموسيقية. و زاد انخفاض هذه الحصة خلال العام الدراسي 2008 إلى 6% و نفس الملاحظة بالنسبة للتربية البدنية و الرياضية في التنظيم الجديد من%4 إلى3 % [42] .
والذي يعني بأننا نرهق هذا المتعلم بالحجم الساعي الأسبوعي أو السنوي، و نرهقه أكثر حين نطالبه بالوظائف المنزلية لكل المواد في البيت، مع تعددها في هذه المرحلة، و لا ننسى أيضا البيئة أو المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه هذا المتعلم. ألا نحاول بهذا جعل المتعلم ينفر من المدرسة التي أصبحت بالنسبة إليه مكانا للأعمال الشاقة، بالتالي يشعر بعدم قدرته على تحقيق نجاحه المدرسي . كما انها توصلت في النهاية وما توصل اليه التحقيق الدولي سنة 2003 و المقارنة الدولية التي قامت بها منظمة (OCDE ) ، و التي اعتبرت النظام التربوي الفنلندي كأحسن نظام مقارنة بكل الدول الأعضاء فيها، حيث كان تلاميذها الأوائل في القراءة و الرياضيات وحل المسائل.
وفي الاخير ، ما يميز النظام التربوي الفنلندي هو غياب التقويم، وأيام الدراسة القصيرة، و أهمية الموسيقى و الفنون و الرياضة، إضافة إلى ( 10) أسابيع عطلة في الصيف، و وجبة غذاء مجانية في المدارس الابتدائية الإلزامية ( 7- 16) سنة. كما تعتبر المدرسة امتدادا للبيت و ليس مكانا باردا مملوءا بالنواهي[43] .
و لذلك على واضعي المنهاج أن يكثروا من الانشطة المدرسية داخل الفصل و خارجه و أن يضعوا في خططهم الوقت الكافي لممارسة الانشطة المختلفة ، و يجب النظر الى النشاط على أنه جزء من المنهاج و أن يكون له هدف محدد مرغوب و واضح عند المدرس و التلاميذ و أن يتعرف المدرس من خلاله على ميول التلاميذ و جوانب شخصياتهم ليتمكن من توجيههم و الاشراف عليهم[44] .
بالجملة ، لاشك في أن الطفل سواءا من المنزل ، أو في الشارع كان يتمتع بقسط كبير من الحرية و التلقائية فيما يفعل و فيما يتحرك ، فعلى المدرسة أن تبقى له على هذه الحرية ، و أن تهيء له الكثير من الفرص التى ينشط فيها نشاطا تلقائيا حرا مثيرا لميوله و اهتماماته ، ان الوقت الذي يترك فيه الطفل نشاطه التلقائي الحر ليس وقتا ضائعا ، فقد يتعلم من مثل هذا النشاط أكثر مما يتعلم من النشاط المقصود بعينه ، الاجباري ، الذي يفرض عليه فرضا .
خاتمة :
وما يمكن استخلاصه، من أجل تحسين خدمات المؤسسات التربوية و جعل المناخ المدرسي أكثر مرونة وخصوبة لعملية التعلم والتعليم ذلك بإعطاء أهمية لمفهوم الوتيرة المدرسية كونها تهتم بجانبين أساسيين ، الأول يعمل على تنظيم الزمن الدراسي ، والثاني يهتم بالتغيرات البيولوجية و النفسية التي تطرأ على المتعلم ، مما يسمح أن نقول ان هناك علاقة وطيدة بين تنظيم التوقيت المدرسي و وتيرة المتعلم .
قائمة المراجع :
الكتب :
- بو عبد الله ( 2014 ) : الموسوعة الثقافية المدرسية لطلاب المرحلة الابتدائية ، العدد 9 ، فارس النشاط المدرسي ، الطبعة الاولى ، دار الحكمة للطباعة و النشر و التوزيع .
- أحمد اللقاني ( 1984) : المناهج بين النظرية و التطبيق ، الطبعة الثالثة ، عالم الكتب ، القاهرة .
- أسعد طارق و كحلة ألفت ( 2009 ) : النوم ، مشكلات ، التشخيص ، العلاج ،ايتراك للطباعة و النشر و التوزيع ، القاهرة .
- البيلاوي ايهاب ( 2010 ) : اضطرابات النوم ، المشكلة ، الاسباب ، العلاج ، الرياض ، دار الزهراء للنشر و التوزيع .
- الحنبلي محمد ( 2002 ) : غذاء الالباب شرح منظومة الاداب ، الطبعة الثانية ، بيروت ، دار الكتب العلمية ( تحقيق محمد الخالدي ) .
- شنشن محمد و اخرون ( 1989 ) : المدرسة الابتدائية ، أنماطها الاساسية و اتجاهاتها العلمية المعاصرة ، الطبعة الثانية ، دار القلم الكويت .
- عميرة ابراهيم بسيوني ( 2002 ) : النشاط الطلابي مفهومه و تصنيفاته و ضوابطه و مكانه من المنهج المدرسي و أهدافه التربوية ، جامعة الملك سعود
- مختار منير ( 1999) : مشكلات الاطفال السلوكية و الاسباب و طرق العلاج ، الطبعة الاولى ، دار العلم و الثقافة ، القاهرة .
- منصور عبد المجيد سيد و الشريبي زكريا محمد ( 1998 ) : علم النفس الطفولة ، الطبعة الاولى ، القاهرة ، دار الفكر العربي .
- مولر ماري ( 2008 ) : لنتمتع بنوم حقيقي ( ترجمة فرح عوني ) ، الرياض ، مكتبة الرشد .
- سناء فاروق القهوجي( 2010 ) : أثر الانشطة العلمية اللاصفية في مستوى التحصيل الدراسي في مادة علم الاحياء ، رسالة ماجيستر .
- لويزة معروف ( 2008) : أثر نمط تنظيم الوقت المدرسي على كل من الانتباه و السلوك و مدة النوم الليلي و النشاطات خارج المدرسة عند تلاميذ المرحلة الابتدائية ( السنة السادسة ) ، رسالة دكتوراه في علوم التربية ، جامعة الجزائر 2 .
- بحث و تربية ( 2011) : مجلة جزائرية للبحث التربوي يصدرها المعهد الوطني للبحث في التربية ، عدد 1 ، جويلية ، الملف الوتيرة المدرسية ، التنظيم الجديد للزمن الدراسي في مرحلة التعليم الابتدائي .
- شيفر شالز و ميلمان هوراد ( 1996 ) : مشكلات الاطفال المراهقين و أساليب المساعدة فيها ، ترجمة نسيمة داود و نزية حمدي ، منشورات الجامعية الاردنية ، عمان .
- على محمود كاظم ( 2014) : قياس اضطراب النوم لدى طلبة المرحلة الاعدادية ، مجلة كلية التربية الاساسية ، جامعة بابل ، العدد 15 .
- نصر الله عمر ( 2000) : النشاط المدرسي و التعلم ، مجلة الرسالة ، العدد 9 ، المعهد الاكاديمي لاعداد المعلمين العرب ، كلية بيرل ، ص 205 – 219 ) .
- وزارة التربية الوطنية ( 2005 ) : وحدة التسيير البيداغوجي ،المعهد الوطني لتكوين مستخدمي التربية و تحسين مستواهم ، سند تكويني لفائدة مديري مؤسسات التعليم الثانوي و الاكمالي . الجزائر .
- وزارة التربية الوطنية ( 2009 ) : دليل تنظيم الزمن البيداغوجي في المدرسية الابتدائية ، المفتشية العامة ، الجزائر .
- وضحي بنت سيف الجهوري ( 2013) : المناهج الدراسية و زمن التعلم الفعلي ، القلم ، صحيفة تربوية الكترونية .
- Colloque international ( 2011) : Le système éducatif et l’échec scolaire ( approche chronopsychologique ) , université tizi ouzou , département des sciences sociales .
- Délvolvé .N ( 2010 ) : Stop a l’échec scolaire , l’ergonomie au secoure des élèves . de boeck , France .
- Délvolvé .N (2005) : Tous les élèves peuvent apprendre , hachette livre , paris .
- G & Testu . F. ( 1996 ) : Aménager le temps scolaire , théories et pratiques , hachette édition , paris .
- Fraisse .P( 1980) : Elément de chronopsychologie, Le travail Humain.
- Janvier . B, Testu . F( 2005) : Développement des fluctuations journalières de l’attention chez les élèves de 4 à 11 ans, Enfance,
- Testu .F. ( 1992) : Rythmes et blouses , centre régional de documentation pédagogique de Picardie , France
[1]– وزارة التربية الوطنية ( 2005) : وحدة التسيير البيداغوجي ، المعهد الوطني لتكوين مستخدمي التربية و تحسين مستواهم ، سند تكويني لفائدة مديري مؤسسات التعليم الثانوي و الاكمالي . الجزائر ، ص 23-24 .
[2] – بحث و تربية ( 2011) : مجلة جزائرية للبحث التربوي يصدرها المعهد الوطني للبحث في التربية ، عدد 1 ، جويلية ، الملف الوتيرة المدرسية ، التنظيم الجديد للزمن الدراسي في مرحلة التعليم الابتدائي ، ص 9 .
[3] – وزارة التربية الوطنية ( 2005) : وحدة التسيير البيداغوجي ، المعهد الوطني لتكوين مستخدمي التربية و تحسين مستواهم ، سند تكويني لفائدة مديري مؤسسات التعليم الثانوي و الاكمالي . الجزائر ، ص 31-32 .
[4] – وزارة التربية الوطنية ( 2009 ) : دليل تنظيم الزمن البيداغوجي في المدرسية الابتدائية ، المفتشية العامة ، الجزائر ، ص 1 .
[5] – بحث و تربية ( 2011) : مجلة جزائرية للبحث التربوي يصدرها المعهد الوطني للبحث في التربية ، عدد 1 ، جويلية ، الملف الوتيرة المدرسية ، التنظيم الجديد للزمن الدراسي في مرحلة التعليم الابتدائي .ص 27_ 28 .
[6] – وزارة التربية الوطنية ( 2009 ) : دليل تنظيم الزمن البيداغوجي في المدرسية الابتدائية ، المفتشية العامة ، الجزائر ، ص 9 .
[7] – وضحي بنت سيف الجهوري ( 2013) : المناهج الدراسية و زمن التعلم الفعلي ، القلم ، صحيفة تربوية الكترونية ، ص 1 .
[8] – وضحي بنت سيف الجهوري ( 2013) : المناهج الدراسية و زمن التعلم الفعلي ، القلم ، صحيفة تربوية الكترونية ، ص 1_2 .
[9] – وزارة التربية الوطنية ( 2009 ) : دليل تنظيم الزمن البيداغوجي في المدرسية الابتدائية ، المفتشية العامة ، الجزائر ، ص 5 .
[10] بحث و تربية ( 2011) : مجلة جزائرية للبحث التربوي يصدرها المعهد الوطني للبحث في التربية ، عدد 1 ، جويلية ، الملف الوتيرة المدرسية ، التنظيم الجديد للزمن الدراسي في مرحلة التعليم الابتدائي ، ص 9 – 17 .
[11] – نفس المرجع ، ص 64 .
[12] – نفس المرجع ، ص 9 .
[13] – معروف لويزة ( 2008) : أثر نمط تنظيم الوقت المدرسي على كل من الانتباه و السلوك و مدة النوم الليلي و النشاطات خارج المدرسة عند تلاميذ المرحلة الابتدائية ( السنة السادسة ) ، رسالة دكتوراه في علوم التربية ، جامعة الجزائر 2، ص 25 .
[14] – بحث و تربية ( 2011) : مجلة جزائرية للبحث التربوي يصدرها المعهد الوطني للبحث في التربية ، عدد 1 ، جويلية ، الملف الوتيرة المدرسية ، التنظيم الجديد للزمن الدراسي في مرحلة التعليم الابتدائي ، ص 35 .
[15]– أسعد طارق و كحلة ألفت ( 2009 ) : النوم ، مشكلات ، التشخيص ، العلاج ،ايتراك للطباعة و النشر و التوزيع ، القاهرة ، ص 13 .
[16] – على كاظم محفوظ ( 2014) : قياس اضطراب النوم لدى طلبة المرحلة الاعدادية ، مجلة كلية التربية الاساسية ، جامعة بابل ، العدد 15 ،ص 283.
[17]– مولر ماري ( 2008 ) : لنتمتع بنوم حقيقي ( ترجمة فرح عوني ) ، الرياض ، مكتبة الرشد ، ص 34 .
[18] – Testu .F. ( 1992) : Rythmes et blouses , centre régional de documentation pédagogique de Picardie , France , p 27
[19] – بحث و تربية ( 2011) : مجلة جزائرية للبحث التربوي يصدرها المعهد الوطني للبحث في التربية ، عدد 1 ، جويلية ، الملف الوتيرة المدرسية ، التنظيم الجديد للزمن الدراسي في مرحلة التعليم الابتدائي ، ص 22 .
[20] – Délvolvé .N . ( 2010 ) : Stop à l’échec scolaire , l’ergonomie au secoure des élèves . de boeck , France, p37 .
[21]– البيلاوي ايهاب ( 2010 ) : اضطرابات النوم ، المشكلة ، الاسباب ، العلاج ، الرياض ، دار الزهراء للنشر و التوزيع ،ص 19 .
[22] – الحنبلي محمد ( 2002 ) : غذاء الالباب شرح منظومة الاداب ، الطبعة الثانية ، بيروت ، دار الكتب العلمية ( تحقيق محمد الخالدي )،ص 28.
[23] – على محفوظ كاظم ( 2014) : قياس اضطراب النوم لدى طلبة المرحلة الاعدادية ، مجلة كلية التربية الاساسية ، جامعة بابل ، العدد 15 ،ص 43 .
[24] – Fostinos.G & Testu . F. ( 1996 ) : Aménager le temps scolaire , théories et pratiques , hachette édition , paris , p 48 .
[25] – Testu .F. ( 1992) : Rythmes et blouses , centre régional de documentation pédagogique de Picardie , France .p 27
[26] – بحث و تربية ( 2011) : مجلة جزائرية للبحث التربوي يصدرها المعهد الوطني للبحث في التربية ، عدد 1 ، جويلية ، الملف الوتيرة المدرسية ، التنظيم الجديد للزمن الدراسي في مرحلة التعليم الابتدائي ، ص 24 .
[27] – Fraisse .P( 1980) : Elément de chronopsychologie, Le travail Humain , p 86.
[28]– شيفر شالز و ميلمان هوراد ( 1996 ) : مشكلات الاطفال المراهقين و أساليب المساعدة فيها ، ترجمة نسيمة داود و نزية حمدي ، منشورات الجامعية الاردنية ، عمان ،ص 29 .
[29] -. منصور عبد المجيد سيد و الشريبي زكريا محمد ( 1998 ) : علم النفس الطفولة ، الطبعة الاولى ، القاهرة ، دار الفكر العربي ، ص298 .
[30]– معروف لويزة ( 2008) : أثر نمط تنظيم الوقت المدرسي على كل من الانتباه و السلوك و مدة النوم الليلي و النشاطات خارج المدرسة عند تلاميذ المرحلة الابتدائية ( السنة السادسة ) ، رسالة دكتوراه في علوم التربية ، جامعة الجزائر 2 ، ص 12 .
[31] – بحث و تربية ( 2011) : مجلة جزائرية للبحث التربوي يصدرها المعهد الوطني للبحث في التربية ، عدد 1 ، جويلية ، الملف الوتيرة المدرسية ، التنظيم الجديد للزمن الدراسي في مرحلة التعليم الابتدائي ، ص 54 .
[32] – Janvier . B, Testu . F(2005) : Développement des fluctuations journalières de l’attention chez les élèves de 4 à 11 ans, Enfance, n2,p49 .
[33] – Délvolvé .N. (2005) : Tous les élèves peuvent apprendre , hachette livre , paris ,p49 .
[34] – عميرة ابراهيم بسيوني ( 2002 ) : النشاط الطلابي مفهومه و تصنيفاته و ضوابطه و مكانه من المنهج المدرسي و أهدافه التربوية ، جامعة الملك سعود ، ص 55 .
[35] – فاروق القهوجي سناء ( 2010 ) : أثر الانشطة العلمية اللاصفية في مستوى التحصيل الدراسي في مادة علم الاحياء ، رسالة ماجيستر في علوم التربية ، جامعة بابل العراقية ، ص 52 .
[36]– أحمد اللقائي : ( 1984) : المناهج بين النظرية و التطبيق ، الطبعة الثالثة ، عالم الكتب ، القاهرة ، ص 205 _ 220 .
[37]– مختار منير ( 1999) : مشكلات الاطفال السلوكية و الاسباب و طرق العلاج ، الطبعة الاولى ، دار العلم و الثقافة ، القاهرة ، ص 130.
[38] – نصر الله عمر ( 2000) : النشاط المدرسي و التعلم ، مجلة الرسالة ، العدد 9 ، المعهد الاكاديمي لإعداد المعلمين العرب ، كلية بيرل ، ( ص 205 – 219 ) ، ص 206 .
[39]– فاروق القهوجي سناء ( 2010 ) : أثر الانشطة العلمية اللاصفية في مستوى التحصيل الدراسي في مادة علم الاحياء ، رسالة ماجيستر في علوم التربية ، جامعة بابل العراقية ، ص 50 .
[40]– نفس المرجع ، ص 50 .
[41]– أبوعبد الله ( 2014 ) : الموسوعة الثقافية المدرسية لطلاب المرحلة الابتدائية ، العدد 9 ، فارس النشاط المدرسي ، الطبعة الاولى ، دار الحكمة للطباعة و النشر و التوزيع ، ص 56 .
[42]– Colloque international ( 2011) : Le système éducatif et l’échec scolaire ( approche chronopsychologique ) , université tizi ouzou , département des sciences sociales , p 552 .
[43] – نفس المرجع ، ص 559 – 560 .
[44]– شنشن محمد و اخرون ( 1989 ) : المدرسة الابتدائية ، أنماطها الاساسية و اتجاهاتها العلمية المعاصرة ، الطبعة الثانية ، دار القلم الكويت ،ص127 .