
دور القيادة السياسية في السياسة الخارجية ” أحمد داود أوغلوا” انموذجاً
The role of political leadership in foreign policy Ahmed Dawood Ogluwa
جاسم محمد حاتم/ باحث في الشؤون السياسية
Jasem Mohammed Hatam
مقال نشر في مجلة جيل الدراسات السياسية والعلاقات الدولية العدد 22 الصفحة 37.
Abstract
Leadership is an influential element in foreign policy, and this influence depends on, among other things, the charisma of the political leader, as well as his foreign affairs experience, as well as the flexibility to confront and solve the occasional problems wisely and wisely.
Thus, former Turkish Foreign Minister AhmetDaoudOgluwa was able to build a foreign policy based on the geopolitical characteristics of Turkey, Foreign policy engineer Ahmed DaoudOgluwa was able to translate the vision he had into practice.
The Turkish political leadership has been able to build an effective and effective foreign policy. Turkey thus has an active foreign policy and has transformed from a pivotal state into a central state with regional and international weight.
key words: Foreign Policy – Ahmad Daoud Ogluwa
الملخص
تعد القيادة عنصراً مؤثراً في السياسة الخارجية وان هذا التأثير يتوقف على عدة أمور من بينها الكاريزما التي يتسم بها القائد السياسي، وكذلك الخبرة التي يحملها في مجال الشؤون الخارجية، أضافة لذلك المرونة في مجابهته للمشاكل العرضية التي تواجهه وحلها بحكمة وحنكة.
لذلك تمكن وزير الخارجية التركي السابق أحمد داود أوغلوا من بناء سياسة خارجية مستندة على الخصائص الجيوسياسية التي تتسم بها تركيا، وبهذا تمكن مهندس السياسة الخارجية أحمد داود أوغلوا من ترجمة الرؤية التي كان يحملها وجعلها حيز التطبيق.
تمكنت القيادة السياسية التركية من بناء سياسة خارجية فعالة ومؤثرة، فأنه من خلال ذلك أصبحت تركيا تمتلك سياسة خارجية نشطة وتحولت من دولة محورية الى دولة مركزية لها وزنها الإقليمي والدولي.
الكلمات المفتاحية: القيادة السياسية– السياسة الخارجية – أحمد داود أوغلو
المقدمة
تعد القيادة السياسية الفاعل المهم في عملية التغيير السياسي انطلاقاً من الرؤية التي تحملها تلك القيادة، لكن هذا لا يعني أن كل قيادة تكون مؤثرة؟، بل يتوقف ذلك على الفاعلية التي يتسم بها القائد السياسي ومدى قدرته على ترجمة هذه الافعال على الواقع وهنا يكمن التأثير.
تشكل القيادة السياسية دوراً مهماً في السياسة الخارجية، أستطاع أحمد داود أوغلوا من أن يبلور الاسس الجديدة للسياسة الخارجية التركية انطلاقاً من فهم المتغيرات الدولية وتفعيل الامكانيات المتاحة.
وبهذا تمكن مهندس السياسة الخارجية التركية أحمد داود أوغلوا من أن يعمل على بناء سياسة خارجية فعالة ومؤثرة تنطلق من المقومات الجيوسياسية التي انعكست بالشكل الإيجابي على الرؤية التي تحملها تركيا في ظل هذه السياسة الخارجية، أستطاع أحمد داود أوغلوا من توظيف كل الامكانيات التي تمتلكها تركيا في خدمة السياسة الخارجية، واخراج تركيا من دولة طرف في المحاور الى دولة مركزية، فأن هذا جعل تركيا من الدول التي تحظى بمكانه مهمة على الصعيد الإقليمي والدولي.
لذلك فأن الدور الذي أخذت تركيا تتسم به في الوقت الحالي جعلها أكثر فاعلية من السنوات الماضية، أصبحت تركيا من الدول الفاعلة في المنطقة والتي تمتلك عوامل التأثير في المنطقة، أضافه الى الفاعلية والتأثير التي تتسم بها تركيا على الصعيد الخارجي.
أولاً: أهمية البحث
تكمن أهمية البحث في بيان ما الدور الذي يمكن أن يقوم به القائد السياسي على صعيد السياسة الخارجية والنهوض بها الى مستوى متقدم،وما هي الدلالات التي يتم الاعتماد عليها في ظل توجه جديد قائم على رؤية جديدة قائمة على تغيير الواقع.
ثانياً: هدف البحث
يهدف البحث الى الكشف عن دور ومكانة القيادة على صعيد السياسة الخارجية، كما يهدف الى البحث عن معرفة السبل التي أعتمدها أحمد داود أوغلوا في بناء سياسة خارجية فعالة لتركيا.
ثالثاً: فرضية البحث
تنطلق الدراسة من فرضية مفادها أن الظروف الداخلية والخارجية هي من مكنت أحمد داود أوغلوا في بناء سياسة خارجية جديدة لتركيا، أضافة الى ما تتميز به تلك الشخصية من المؤهلات هي من جعلته أن يكون عنصراً مؤثراً على صعيد السياسة الخارجية التركية.
رابعاً: تساؤلات البحث:
- ماهي القيادة وماهي السياسة الخارجية؟
- وماهي الصفات التي تجعل القائد السياسي مؤثر على صعيد السياسة الخارجية؟
- على ماذا أستند أحمد داود أوغلوا في بناء سياسة خارجية تركيا؟
خامساً: منهجية البحث:
يعتمد البحث على عدة مناهج مهمة وهي:
- منهج صنع القرار: تم تناول هذا المنهج من أجل معرفة كيف يستطيع صانع القرار من التأثير من خلال قراراته وجعلها حيز التطبيق.
- المنهج التحليلي: يعد هذا المنهج من المواد المهمة في البحث من أجل تحليل دور القيادة في السياسة الخارجية.
سادساً: هيكلية البحث:
تم تقسيم البحث الى مبحثين: تناول المبحث الاولالقيادة ودورها في السياسة الخارجية، بينما تضمن المبحث الثانيأحمد داود أوغلوا ودوره في السياسة الخارجية.
المبحث الاول: القيادة ودورها في السياسة الخارجية
للقيادة دور مهم في عملية بناء سياسة خارجية مؤثرة، لكن ذلك يتوقف على بيئة وديناميكية القائد وكذلك الرؤية التي يتسم بها القائد السياسي هي التي تحدد طبيعة ذلك وكل هذا سنتناوله في المطالب الآتية:
المطلب الاول: مفهوم القيادة السياسية
ثار موضوع القيادة اهتمام الكثير من الباحثين مما سبب الغموض حول وضع مفهوم معين للقيادة وذلك نتيجة لاختلاف وجهات النظر للآتفاق على تعريف معين ومن هذا المنطلق نقوم بعرض العديد من التعاريف حول مفهوم القيادة السياسية:
اولاً لابد أن نعطي مفهوم للقيادة ثم نأتي على القيادة السياسية، تعرف القيادة على أنها ” هؤلاء الاشخاص الذين يستعملون نفوذهم وقوتهم من أجل التأثير على سلوك وتوجهات الافراد حولهم من أجل تحقيق أهداف محددة”([i]).
أما القيادة السياسية ” فهي تعني قدرة وفاعلية القائد السياسي بمساعدة (النخبة) على تحقيق الاهداف واختيار الوسائل الملائمة في تحقيق المقدرات اللازمة للمجتمع”([ii]).
في حين تعرف القيادة السياسية على أنها ” الشخص الذي يكون له القدرة على تغيير مسار الأحداث”([iii]).
وتعني القيادة السياسية على أنها ” قدرة القائد السياسي على أن يجعل الآخرين يتبعونه ويعتبر كأداة لتسوية الخلافات بين القوى والجماعات في المجتمع”([iv]).
وبهذا فانه يمكن أن نبين من خلال التعاريف السابقة على أن القيادة ليست ظاهرة فردية تتعلق بشخص يمارس السلطات في المجتمع، فمن خلال هذا المنطلق يمكن أن نعرف القيادة السياسية بأنها قدرة القائد السياسي على أستماله الجماهير الشعبية وذلك من خلال استخدام الوسائل المتاحة لتحقيق أهداف المجتمع.
هنالك بعض النظريات المفسرة للقيادة([v]):
- نظرية السمات: وهي النظرية التي تؤكد على وجود صفات شخصية يتمتع بها الشخص للتعامل مع الأزمات كالسمات العقلية والجسمية والاجتماعية وغيرها.
- نظرية الموقف: تعني هذه النظرية أن الظروف الاجتماعية والتنظيمية التي يشهدها كل مجتمع بشري هي التي تحدد موقف القائد.
- النظرية التفاعلية: القيادة هي ظاهرة مستندة على شخصية الفرد والتفاعل على المستوى الشخصي والاجتماعي في حين هذا الاعتماد قائم على أساس خصائص الجماعات البشرية.
المطلب الثاني: مفهوم السياسة الخارجية
تعد السياسة الخارجية حقل مهم من حقول العلاقات الدولية، شأنه شأن الكثير من المفاهيم التي يشوبها الغموض الناتج عن تعدد وجهات النظر لدى الباحثين حول عدم الاتفاق حول تعريف معين، ومن هذا المنطلق نقوم بعرض العديد من التعاريف لمصطلح السياسة الخارجية:
تعرف السياسة الخارجية ” بأنها قرارات وأفعال، فهي قرارات لأنها تكون جزء من النشاط الحكومي الموجه نحو الخارج؛ وأفعال لأنها تعالج مشاكل ما وراء الحدود”([vi]).
وعرفها الأستاذ مازن الرمضاني ” على أنها مجموعة من النوايا التي تدفع الدول الى نمط معين من السلوك أو هي مجموعة من الخطط تجاه ما يجب العمل به خارج الدول”([vii]).
وتشكل السياسة الخارجية ” أنها برنامج عمل الدولة على الصعيد الخارجي”، أو هي” تدبير نشاط الدولة في علاقاتها مع الدول الآخرى”([viii]).
وقد عرفها فاضل زكي على أنها ” الخطة التي ترسم علاقات الدولة الخارجية مع غيرها من الدول”([ix]).
ومن خلال ما سبق يمكن تعريف السياسة الخارجية بأنها السلوك الحكومي الخارجي الصادر من المؤسسات الرسمية والمترجم على شكل أفعال وقرارات.
المطلب الثالث: دور القيادة في السياسة الخارجية
للقيادة دور مهم في عملية صنع سياسة خارجية فعالة وناجحة انطلاقاً من الرؤية التي يحملها أضافة الى توظيف الامكانيات التي تتسم بها الدولة من أجل الضهور بمظهر خارجي يتمشى مع مكانة الدولة بمحيطها الخارجي، فأن عملية بناء سياسة خارجية قوية تحتاج الى قائد يقوم بدور المخطط الرئيسي للسياسة الخارجية.
لذلك فأن السياسة الخارجية لا تتحدد بقوة الدولة واوضاعها السياسية والاقتصادية، بل تتحدد وفق التصورات التي يحملها صانعي قرار السياسة الخارجية لهذه العوامل ومدى التأثير الذي تتسم به هذه العوامل في تحديد السياسة الخارجية، في حين يتأثر الادراك الذي يحمله صانعي القرار بالأحداث الدولية وتصوراتهم عن العالم الخارجي([x]).
تعد السياسة الخارجية نتاج لقوى اجتماعيه، أي أنها تصنع ضمن مؤسسات سياسية وأداريه تفرض قيوداً على القائد السياسي، وبالتالي فأن القائد السياسي هو جزء من نخبة أو طبقة سياسية معينة ولا يملك إلا الانصياع لإدارة هذه الطبقة أو النخبة([xi]).
أن درجة تأثير القائد السياسي على سياسته الخارجية تتفاوت من قائد لأخر وهذا يرتبط بتفاوت السياسات والمواقف المتبعة، لكن هنالك العديد من العوامل التي تساهم في زيادة دور القائد السياسي في صنع السياسة الخارجية([xii]):
- اهتمام القائد السياسي بالسياسة الخارجية: يشكل اهتمام القائد السياسي بالسياسة الخارجية دوراً مهماً في تحقيق ما يراه مناسباً لتحقيق الاهداف الاساسية لدولته، فكلما زاد اهتمام القائد السياسي في السياسة الخارجية كلما زاد انعكاس ذلك المتغير القيادي على سياسة خارجية دولته.
- طريقة الوصول الى السلطة: يعني ذلك أسلوب وصول هذا القائد السياسي الى السلطة سواء كان عن طريق انقلاب أو ثورة أو بطريقة ديمقراطية.
- كاريزما القائد السياسي: يقصد بذلك الخصائص والسمات الشخصية التي يتمتع بها القائد السياسي والتي يستطيع من خلالها أستماله واكتساب ولاء الجماهير الشعبية، وهذا يولد قناعة لدى الجماهير بأن القائد السياسي قادر على حل المشاكل العامة.
- خبرة القائد السياسي في الشؤون الخارجية: أن المعرفة التي يتسم بها القائد السياسي في الشؤون الدولية وكذلك ممارسة العمل في مجال السياسة الخارجية، يعد ذلك عنصراً مهماً في جعل القائد السياسي يكون له دور مهم في صنع سياسة خارجية ناجحة.
بعد عام 2009 حدث هنالك تحول مهم في السياسة الخارجية التركية الا وهو صياغة رؤية جديدة تجاه العالم عامة، الا أن هنالك أجماع حول أن من أحدث ذلك التحول هو أحمد داود أوغلوا ويوصف مهندس السياسة الخارجية التركية ليصبح التوجه التركي الجديد نشطاً ومتعدد الابعاد([xiii]).
وفي النهاية لابد أن نؤكد بأن القائد الناجح هو من يكون له دور مهم ومؤثر في مجال عمله وهذا ما عرفناه عن أحمد داود أوغلوا كيف أستطاع من تغيير معالم السياسة الخارجية التركية.
المبحث الثاني: أحمد داود أوغلوا ودوره في السياسة الخارجية التركية
أصبح أحمد داود أوغلوا مهندس السياسة الخارجية نتيجة لأحداثه تغييراً واسعاً في السياسة الخارجية التركية، فهو يكون قد أعتمد على أسس تمكن من خلالها تحقيق نتائج قيمة على صعيد السياسة الخارجية، وكل هذا سنتناوله في المطالب الآتية:
المطلب الاول: نظرية العمق الاستراتيجي
تعد نظرية العمق الاستراتيجي التي طرحها أحمد داود أوغلوا أتجاهاً نظرياً من أجل فهم طبيعة الاداء الاستراتيجي لتركيا بعد عام 2002، وهذه الطروحات تكمن في تبني فكرة المجال الحيوي كمعطى للتفكير من أجل التحول أكثر فاعلية في البيئة الإقليمية والدولية، وجاءت هذه الفكرة في تبني الموروث التاريخي والحضاري في بناء سياسة خارجية تعطي لتركيا وزنها في المقاييس الإقليمية والدولية([xiv]).
أن المميزات الجيوسياسية لتركيا تمثل قوة كامنة لأن تصبح تركيا قوة جذب للعديد من المشاريع المهمة، والقدرة على تحويل هذه القوة الكامنة الى تأثير إقليمي ودولي، ويكون ذلك مرتهن في كيفية توظيف الوظيفة الجيوبوليتكيه توظيفاً عقلانياً بما يخدم توجهات الدولة الداخلية والخارجية([xv]).
يعد الموقع الجيوسياسي الذي تتسم به تركيا عنصراً مهماً في بناء نظرية العمق الاستراتيجي التي أنطلق منها أحمد داود أوغلوا في بناء سياسة خارجية تركيا، فأنه تمكن من توظيف ما يحتويه موقع تركيا من مميزات وجعلها في خدمة سياستها الخارجية([xvi]).
تمكنت القيادة السياسية التركية من أدراك الموقع الاستراتيجي لتركيا والاتجاه نحو تفعيل الدور التركي إقليمياً ودولياً من أجل تخفيف حاله التوتر التي تشهدها العلاقات التركية مع الدول الإقليمية والدولية في ظل اضطراب منطقة الشرق الاوسط([xvii]).
الاعتماد على العمق التاريخي الذي يعد العنصر المهم في النهضة التي شهدتها السياسة الخارجية التركية أستند صانع القرار التركي على هذا الموروث وتمكن من الحصول على نتائج ملموسة([xviii]).
أن أحمد داود أوغلوا يكون قد أنطلق في بناء سياسة خارجية تركيا الجديدة وفق رؤية قائمة على مكانة تركيا وهذه الرؤية تكون مرتبطة برؤية دينامية ذات تأثير على السياسة الخارجية تقضي لأن تكون تركيا قوة مؤثرة([xix]).
كما تنطلق نظرية العمق الاستراتيجي على تأسيس سياسة خارجية مبنية على المسار المخطط لها، وهذا وضع تركيا في فظاء جيوسياسي واسع، والذي منحها من لعب دور دبلوماسي نشط، وبهذا فأن نظرية العمق الاستراتيجي التي أستند عليها أحمد داود أوغلوا هي ذات أبعاد ثقافية حضارية تاريخية وجغرافية دينية، تستند مجملها على قيام تركيا بدور فعال في النظام الإقليمي والنظام الدولي([xx]).
وبذلك تكون تركيا قد استوفت كل مقومات القوة التي تؤهلها لأن تكون لاعب إقليمي مؤثر وفق أستنادها للعناصر الجيوسياسية التي تؤهلها لأن تضطلع بهذا الدور والمكانة المتميزة، ثم يأتي صعودها الإقليمي والدولي منسجماً مع تاريخها وكذلك قوتها الطبيعية([xxi]).
تمكن أحمد داود أوغلوا من الاستناد على جملة من النقاط المهمة في مسار السياسة الخارجية([xxii]):
- العمق الجغرافي.
- الاستمرارية التاريخية.
- التأثير الثقافي المتبادل.
- الترابط الاقتصادي.
وبذلك فأن هذه التغيرات التي أجراها أحمد داود أوغلوا في السياسة الخارجية غيرت النظرة عن تركيا بعد أن كانت دولة غير مؤثرة في محيطها الإقليمي.
المطلب الثاني: مرتكزات أستند عليها أحمد داود أوغلوا في بناء سياسة خارجية تركيا
- أتباع سياسة خارجية متعددة الابعاد: في ظل الاوضاع الدولية الراهنة من غير المنطقي أتباع سياسة خارجية ذات بعد واحد، فمن خلال هذا المنطلق عملت تركيا على بناء سياسة خارجية متعددة الابعاد، إذ ساهم ذلك في جعل تركيا هي المبادر في حل المشكلات وارساء السلام العالمي والإقليمي([xxiii])، وبذلك تسعى تركيا لأن تكون لاعباً مؤثراً على الصعيد العالمي بالشكل الذي يتماشى مع مكانتها كقوة إقليمية مؤثرة في منطقة الشرق الاوسط([xxiv]).
- الدبلوماسية الناعمة أو المتناغمة: عملت تركيا الى التوجه نحو النهج الدبلوماسي الذي يعد تجسيد للقوة الناعمة، فهي انتقلت بذلك الى الطرف المبادر في حل المشكلات لا الطرف المنظر لما سوف تؤول اليه الامور([xxv])، فهذا يكون قد جعل سياسة خارجية تركيا تتبع مسار يكون أكثر وضوحاً([xxvi]).
- تصفير المشكلات: في ظل التوجهات الجديدة سعت تركيا الى أعادة النظر في علاقاتها مع دول الجوار واعطاء سمعة جيدة عن تركياوهذا يمنح سياسة خارجية تركيا قدرة على المناورة والصفة الحسنة([xxvii]).
- أحياء دور تركيا: نتيجة لتفاقم الأزمات في منطقة الشرق الاوسط وزيادة المنافسة على المنطقة فأن هذا استدعى أحمد داود أوغلوا من العمل على تقديم مراجعة للسياسة الخارجية تحت عنوان ” استعادة تركيا” وانطلق من عدة مرتكزات([xxviii]):
- ترسيخ قيم الديمقراطية وحمايتها.
- الاهتمام بالتطور الاقتصادي والعمل على تحقيق التوزيع العادل للثروة.
- الدبلوماسية النشطة وذلك من خلال الضهور بصورة دبلوماسية مميزة.
الخاتمة
إذ لم تكن القيادة السياسية تحمل أفكار واسعة فهي لا تستطيع أن تحدث أي تغيير، لكن التأثير على مسار الاحداث يتطلب رؤية واضحة وليست خيالية نابعة من توظيف كل المقدرات في خدمة الصالح العام.
تمكن أحمد داود أغلوا من حياء دور تركيا في ظل بناء سياسة خارجية فعالة ومؤثرة في المنطقة، وتمكن من القيام بتوظيف كل الامكانيات التي تمتلكها تركيا في هذا المجال مما أدى الى تحقيق نتائج مميزة ومهمة على صعيد السياسة الخارجية التركية.
أستفاد أحمد داود أوغلوا من الخبرة التي يحملها في الجانب النظري وتحويلها الى الجانب العملي وكانت نتائج ذلك قيمة، على الرغم من التطورات الايجابية التي شهدتها السياسة الخارجية التركية الا أن هذا مكن من الحفاظ على مبادء الجمهورية التركية وعدم الأخلال بها.
لكن هذا لا يمنعنا أن نذكر بأن الخصائص والصفات القيادية التي يمتلها أحمد داود أوغلوا أضافة الى معرفته في الشؤون الدولية هي من أهلته لأحداث دور مؤثر في سياسة تركيا الخارجية.
أن التطورات الإيجابية التي أتسمت بها السياسة الخارجية التركية جعلتها تحقق الكثير من الاهداف التي تسعى اليها تركيا أضافه لذلك اعطاء تركيا مكانة إقليمية متميزة.
المصادر
[1])) محمد أكرم العدلوني، القائد الفعال، ( الرياض: قرطبة للأنتاج الفني، 2000)، ص17.
[1])) جلال فقيرة، ماهية القيادة ومفهوم القائد، المنتدى العربيلإدارة الموارد البشرية، متاح على الرابط:
https://hrdiscussion.com/hr23057.htm تاريخ الاطلاع 24/10/18
[1]))محمد بدر المطيري، دور القيادة السياسية في رسم وتنفيذ سياسات التنمية في دولة الكويت (2007-2010)، جامعة الشرق الاوسط- كلية الاداب والعلوم، الاردن، 2015، ص71.
[1])) هديل نبيل محمد، القيادة والاستقرار السياسي في ماليزيا 2009-2016، المركز الديمقراطي العربي، 2016، متاح على الرابط:
https://democraticac.de/?p=34241تاريخ الاطلاع 24/10/18
[1]))محمد صلاح الجوهري، دور القيادة السياسية في عملية الإصلاح السياسي في أذربيجان، المركز الديمقراطي العربي ، 2014، متاح على الرابط: https://democraticac.de/?p=2355
[1]))سعد حقي توفيق، مبادء العلاقات الدولية، (بغداد: المكتبة القانونية، 2010)، ص15.
[1]))محمود بن عبدالله بن محمود الوهيبي، أثر الموقع الجغرافي على السياسة الخارجية لسلطنة عمان (1970-2011)، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة الشرق الاوسط- كلية الاداب، الاردن، 2012، ص56.
[1]))ثامر كامل الخزرجي، العلاقات السياسية الدولية واستراتيجية أدارة الأزمات، (عمان: دار مجدلاوي للنشر والتوزيع، 2005)، ص61.
[1])) محمد السيد سليم، تحليل السياسة الخارجية، ( القاهرة: مكتبة النهضة المصرية، 1998)، ص10.
[1])) الاء محمد حسين، دور القائد السياسي في صنع السياسة الخارجية (فلاديمير بوتين انموذجاً)، رسالة ماجستير (غير منشورة)، جامعة دمشق- كلية العلوم السياسية، سوريا، 2015، ص64.
([1]) Katarina, Belief system, doctrines, and perception, co-operation and conflict, 1972, 101.
[1])) محمد السيد سليم، تحليل السياسة الخارجية، ( القاهرة: مكتبة النهضة المصرية، 1998)، ص377-378.
[1])) علي باكير وأخرون، التحول التركي تجاه المنطقة العربية، ( الاردن: مركز دراسات الشرق الاوسط، 2012)، ص15.
[1])) علي فارس حميد، توظيف فكرة المجال الحيوي في الاداء الاستراتيجي لتركيا بعد عام 2002(دراسة في الاطر الفكرية لنظرية العمق الاستراتيجي)، قضايا سياسية، (بغداد:2015)، ص212.
[1]))محمد زاهد جول، التجربة النهضوية لتركيا، ( بيروت: مركز نماء للدراسات والبحوث، 2013)، ص193.
[1])) ينظر: معروف البخيت، الدور التركي والمتغيرات الإقليمية، كراسة الراي، (الاردن: مركز الرأي للدراسات، 2010)، ص7.
[1])) أحمد سعيد نوفل، أزمة السياسة الخارجية التركية وانعكاسها على العلاقات التركية العربية ودور تركيا الإقليمي، مركز دراسات الشرق الاوسط، العدد2، ( الاردن: فريق الازمات العربي، 2016)، ص16.
[1])) أحمد داود أوغلوا، مبادى السياسة الخارجية التركية ومواقفها الإقليمية، العدد، مركز الابحاث الاستراتيجية، انقرة، 2012، ص3.
[1])) أحمد سليمان سالم، الدور التركي الجديد في منطقة الشرق الاوسط، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الآداب والعلوم-جامعة الشرق الاوسط، الاردن، 2014، ص60.
[1])) جلال روغي، الحركة الإسلامية التركية معالم التجربة وحدود المنوال في العالم العربي، ( بيروت: الدار العربية للعلوم ناشرون، 2010)، ص71.
[1])) علي حسين باكير، تركيا الدولة والمجتمع… المقومات الجيوسياسية والجيوستراتيجية: في محمد عبد العاصي(محرراً)، تركيا بين تحديات الداخل ورهانات الخارج، (بيروت: الدار العربية للعلوم ناشرون ومركز الخليج للدراسات، 2010)، ص38.
[1])) محمد زاهد جوال، التجربة النهضوية لتركيا كيف قاد حزب العدالة والتنمية تركيا الى التقدم؟، (بيروت: مكز نماء للبحوث والدراسات السياسية، 2013)، ص190.
[1]))أيمان دني، الدور الإقليمي لتركيا في الشرق الاوسط بعد الحرب الباردة، ( القاهرة: مكتبة الوفاء القانوني، ط1، 2014)، ص123.
[1])) فرح صابر واخرون، العرب وتركيا تحديات الحاضر ورهانات المستقبل، ( الدوحة: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2012)، ص505.
[1])) فراس محمد الياس، تحليل السياسة الخارجية وفق منظور العثمنة، ( عمان: شركة دار الاكاديميون للنشر والتوزيع، 2016)، ص37.
[1])) كرم أوكتم، ترجمة: مصطفى مجدي، تركيا الأمة الغاضبة، ( القاهرة: سطور الجديدة للنشر والتوزيع، 2011)، ص250.
[1])) أيمان دني، مصدر سبق ذكره، ص123.
[1])) لقرع بن علي، السياسة الخارجية التركية والثورات العربية: المرجعات، المخرجات، الادوار، مجلة السياسة والقانون، العدد8، ( المانيا: المركز الديمقراطي العربي، 2018)، ص187.