
أثر الاوضاع الإنسانية المحيطة بالمنطقة على تعزيز العمل الخيري في المجتمع الإماراتي
الباحثة هند سعيد نصيب سعيد المزروعي/الجامعة الإسلاميّة العالميّة، ماليزيا
مقال نشر في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 49 الصفحة 25.
ABSTRACT :
The searcher tried at this case study to figure out the impacts of humanitarian situations on some of the countries in the region, and to enhance the desire of Emirati community of working at the charitable fields. That was through conducting a study case on a sample of voluntaries on both of Sharjah Charity Association, and Al-Ehsan Charity Association. This case study came as a result of increasing the activity of charity work sector in the Emirati community recently. That was proved through the outcome of Relief Campaigns which were conducted on land of the UAE State, and the quick response of the people, the Governmental Organizations, and the Non-Governmental Organizations in the participation of such these campaigns, that was represented by the desire of the local community to interact with the relief campaigns, and presenting the Financial Aids, and In-Kind Assistance, and even participating of the morale support, such as organizing the charitable activities.In 2013, the UAE has also been topped up the list of countries with the most external aids. That shows the spread of the charitable work in the Emirati culture. The external aids that was presented by the UAE State was (21,63) AED Billion, or approximately (5,89) US Billion dollar. Also, we can’t ignore the huge number of charitable initiatives which is launched by the people and the UAE government. The searcher used at this study case the statistical data analysis of targeted sample, and applied it to the statistical system (SPSS). The outcome of the current study case indicates the huge influence of the charitable sector in UAE of the humanitarian situations in the region. The increase of the governmental organizations, and the increase of the local community trend in participating of charitable work.
Keywords:Charitable work,Society,Relief
ملخص :سعت الدّراسة إلى التعرف على أثر الاوضاع الإنسانية التي تعاني منها العديد من دول المنطقة على تعزيز العمل العمل الخيري في المجتمع الإماراتي وذلك من خلال إجراء دراسة ميدانيّة على عينة من المتطوعين في كلًّ من جمعيّة الشّارقة الخيريّة وجمعية الإحسان الخيريّة، وجاءت هذه الدّراسة نتيجةَ زيادةِ نَشاطِ قطاع العمل الخيري في المجتمع الإماراتي في السّنوات الأخيرة ويُؤَكِّدُ ذلك حصيلة حملات الإغاثة التي تقام على أرض الدّولة من خلال سرعة استجابة الأفراد والهيئات الحكوميّة وغير الحكوميّة في المشاركة في مثل هذه الحملات فعلى سبيل المثال بلغت حصيلة حملة الاغاثة للشعب اليمنى في عام 2015 ما يقارب 502 مليون و300 الف درهم أي ما يقارب 136 مليون و773 الف دولار،وقد تَمثَّل إقبال المجتمع على الحملات الإغاثيّة ما بَيْن تقديم المساعدات المالية والعينيّة أو المشاركة في الدّعم المعنوي كالتّنظيم مثلاً، كما تصدرت دولة الإمارات العربيّة المتحدة في عام 2013م أكثر الدّول مَنْحَا للمساعدات الخارجيّة، مِمَّا يمثل دليلاً واضحاً على سيادة ثقافة العمل الخيري في المجتمع الإماراتي مِنْ قِبَلِ الأفراد والمؤسسات، حيث بلغت المساعدات التي قدمتها الدّولة كمساعدات خارجية في عام 2013م (21.63) مليار درهم إماراتي أيّ ما يقارب (5.89) مليار دولار أمريكي،كما لا يمكننا تجاهل العدد الهائل من المبادرات الخيريّة التي تطلق في الدّولة سواءً من القيادة أو من المواطنين أنفسهم،وقد استخدمت الباحثةُ في هذه الدّراسة المعالجة الإحصائيّة للبيانات التي تمّ جمعها من العينة واخضاعها للنظام الإحصائي (SPSS). وقد توصلت الدّراسةإلىتَأثرُّ قِطَاعِ العمل الخيري في المجتمع الإماراتي بشكل كبير بالأوضاع الإنسانيّة المحيطة بالمنطقة من خلال زيادةِ نشاط المؤسسات الخيريّة، وزيادة إقبال الأفراد على المشاركة في العمل الخيري.
الكلمات المفتاحية:العمل الخيري،المجتمع،الإغاثة.
مقدمة :
جاءت الشّريعة الإسلاميّة بدعوة صريحة في الحثِّ على العمل الخيري بأشكاله المختلفة، ونجد ذلك واضحاً في الكثير من الآيات القرآنية كقولِهِ تَعَالى: ]فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّه مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا[ [سورة المائدة: 48]، وقوله تَعَالى: ]آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ[ [سورة الحديد: 7]، كما رغّب الحبيب المصطفى عليه أفضل الصّلاة والسّلام في العمل الخيري في كثير من الأحاديث النّبويّة الشّريفة كما في قولِهِ صلى الله عليه وسلم: (السّاعي عَلَى الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو كالذّي يصوم النّهار ويقوم الّليل).([1])ويمكننا قراءة هذا الاهتمام الكبير الذي أَوَلتْهُ الشّريعةُ الإسلاميّة للعمل الخيري كدليل على ما يحمله من آثار وتبعات إيجابية على الفرد والمجتمع معاً،وعِنْد تَتبَّعنا لتاريخ الحضارات نجد أن الممارساتِ التي حملت الطّابع الخيري باختلاف أشكالها، وأنشطتها كانت حاضرةً بصورةٍ كبيرة، وعلى الرغم من اختلاف المسميات والمصطلحات أحياناً إلا أنّه لم تغب ولم تختلف الدّعوة إلى العمل الخيري في شتى الرّسالات السماوية (Amy Singer, Charity in Islamic Societies)، ومع مرور الزّمن نجد أنَّ المجتمعات بمختلف أديانها وثقافتها قد زاد وعيها بقيمة العمل الخيري فحظي العمل الخيري باهتمام كبير إلى أنْ أصبح جزءاً هامًا من ثقافة الأفراد فيها، كما احتل مكانه خاصة في المجتمعات، وشكل قطاعاً ثالثاً بجانب القطاع الحكومي والقطاع الخاص.
وتمثَّل دولةُ الإمارات إحدى الدّول التي اهتمت بالجانب الخيري منذ بداية نهضتها في سبعينيات القرن الماضي، فاحتضنت عدداً كبيراً من المؤسسات التي تحمل الطّابع الخيري، كما شجعت أفرادَ المجتمع على الاهتمام بهذا القطاع فَسنّتْ قوانين تنظَّم سَيْرَ العملِ في المؤسسات الخيريّة، ودعّمت المشاريع ذات العَلاقة بالأعمال الخيريّة، كما وضعت النُّظم والتّشريعات التي تضمن حقوقَ الأفراد فيها، مِمَّا سَهَّل ذلك في إقبال أفرادِ المجتمع عَلَى العمل الخيري، في الوقت ذاتِه لا يغيب عن بَالنا ظهورعوامل في المجتمعساهمت في إنعاش هذا القطاع في الآونة الأخيرة، وتنطلق مشكلة الدّراسة في التّساؤل الرّئيسي التّالي:كيف أثرت الاوضاع الانسانية لدول المنطقة (كمتغير مستقل) في تعزيز العمل الخيري في المجتمع الإماراتي (كمتغير تابع)؟
أولاً:الإطار النظري:
المفاهيم:
- العمل الخيري
يعرف العمل الخيري على إِنّه “مساهمة الأفراد والهيئات غير الرّسميّة في أعمال الرّعاية والتّنمية الاجتماعيّة سواءً بالرّأي أو بالعمل أو بالتّمويل أو بغير ذلك من الاشكّال”([2])، وعرفه آخرون على إِنّه “عمل يشترك فية جماعة من النّاس لتحقيق مصلحة عامة، وأغراض إنسانيّة أو دينية، أو علمية، أو صناعية، أو اقتصادية بوسيلة جمع التّبرعات وصرفها، في أوجه الأعمال الخيريّة، بقصد نشاط اجتماعي، أو ثقافي، أو إغاثي، أو إنمائي وذلك بطرق الرّعاية أو المعاونة، ماديّاً أو معنوياً داخل الدّولة وخارجها من غير قصد الربح لمؤسسيها، سواءً سُمي إغاثة أو جمعية أو مؤسسة أو هيئة أو منظمة خاصة أو عامة”([3])، وعرف العمل الخيري أيضاً على أنّه “ذلك النّشاط الاجتماعي، والاقتصادي الذي يقوم به الأفراد أو الممثلون في الهيئات والمؤسسات والتجمعات الصّراع ذات النفع العام،يهدف التّقليل من حجم المشكلات والاسهام في حلها بالمال أو بالجهد أو بالفكر”([4]).
وتشترك هذه التّعريفات في مجموعة من العناصر وهي:
- نشاط اجتماعي أو اقتصادي يشترك فيه مجموعة من الأفراد.
- أنْ يتم النشّاط تحت إشراف الهيئات والمؤسسات والتجمعات الأهليّة.
- أنْ يكون هدف هذا النشاط تحقيق المنفعة العامة لباقي أفراد المجتمع.
وتُشِيرُ الباحثة إلى العمل الخيري في هذه الدّراسة لتلك المبادرة الفرديّة أو الجماعيّة التي تصدر من الأشخاص الطّبيعين أو الاعتباريين في المجتمع الإماراتي والتي تهدف إلى مساعدة الآخرين، إمّا من خلال برامج الرّعاية أو التّنمية، سواءً داخل المجتمع الإماراتي أو خارجه، وتكون هذه المساعدات إمّا ماديّة أو معنويّة.
- المجتمع:
المجتمع: لفظٌ مشتقٌّ من الفعل أجمع، وهو اسم يدل في التوكيد على الشّمول، ويقال: جاء القوم أجمعهم، وبأجمعهم أيّ كلهم، وجمعها أجمعون([5]).
وجاء مفهوم المجتمع في كتاب (مجتمع الإمارات الأصالة والمعاصرة) على أنّه “مجموعة القيم والعادات والتّقاليد التي يؤمن بها مجموعة من النّاس في إقليم معين، ولهم نظام حياتي خاص بهم، وثقافة تميزهم عن غيرهم”([6])، وعرّف المجتمع في معجم علم الاجتماع على أنّه “ذلك الإطار العام الذي يحدد العلاقات التي تنشأ بين الأفراد الذين يعيشون داخل نطاقه في هيئة وحدات أو جماعات”([7])، كما عرّف مالك بن نبي المجتمع على إِنّه “تجمع أفراد ذوي عادات متحدة، يعيشون في ظل قوانين واحدة، ولهم فيما بينهم مصالح مشتركة”([8]).
وتشترك التعريفات السّابقة في أنَّ المجتمع يشير إلى:
- تجمع من الأفراد يشتركون في إقليم أو نطاق معين.
- إنّ هؤلاءِ الأفراد تربطهم عادات وتقاليد وقوانين واحدة، لتحقيق مصالح مشتركة.
وتُشِيرُ الباحثة في المفهوم الإجرائي إلى مجموعة الأفرد الذين تجمعهم توجهات ومُمَارسات ودوافع مشتركة في دولة الإمارات العربيّة المتحدة نحو العمل الخيري، والذين يشكلون مجتمع الدّراسة.
- الاغاثة
الإغاثة لغة: مصدر من قولهم: أغاثه يغيثه، وهو مأخوذ من مادّة (غوث)، الّتي تدلّ على الإعانة والنّصرة عند الشّدّة، والغوث: الإغاثة والنّصرة والغوث: ما أغثت به المضطر من طعام أو نجدة، ومنها قول الرجل: أغثني أيّ فرج عني.([9])
وقد عرف موريس توريللي عمليات الإغاثة الإنسانيّة بأنّها ‘الخدمات الصّحية، أو الموادّ الغذائيّة أو المساعدات المقدمة من الخارج لضحايا أيّ نزاع دولي أو داخلي’([10])،ولا يختلف معنى الإغاثة في القوانين عَنْ تقديم العون لدفع البلاء والأزمات، وعلى هذا الأساس يمكن تعريف العمل الإغاثي على أنّه: فَعْلُ يقوم به بعض الأفراد أو الجماعاتِ أو المؤسسات بهدف إنقاذ الأشخاص المنكوبين لتوفير احتياجاتهم الأساسيّة، والضرورية، الناتجة عن الأضرار التي لحقت بهم، إثر تعرضهم للحروب، والصّراعات، والكوارث، والنكبات، وغيرها من الحوادث والأزمات.
ثانياً:الظّروف الإنسانيّة المحطية بالمنطقة:
تشهد العديدُ من دول المنطقة ظروفًا إنسانيّة صعبة للغاية، بسبب الحروب والصّراعات التي تشهدها بعض الدّول، وقد أدت هذه الحروب والصّراعات إلى إحداث مآسي في جوانب الحياة الاجتماعيّة، والاقتصاديّة والأمنية مِمَّا نتج عن ذلك تفشي حالات الجوع والمرض والتشرد، وصَاحَبَ هذا الوضع الإنساني المتدهور لتلك الدّول نداءات من مؤسسات المجتمع الدّولي إلى ضرورة التّدخل في مدَّ يد العون، والمساعدة للتّقليل من حدّةِ الكوارث على المدنيين في تلك الدّول، وبالنّظر إلى التقرير الصّادر من مكتب الأُمم المتحدة لتنسيق الشّؤون الإنسانيّة (أوتشا) يُلاحَظُ وجود العديد من دول المنطقة مثل سوريا واليمن والعراق والصومال على قائمة الدّول التي تحتاج إلى تدخل إنساني عاجل، ولَعَلَّ مثل هذه النداءات مِنْ قِبَلِ المنظمات والهيئات ذات الصَلة بالنداءات الإنسانيّة تسهم غالباً في تحريك عجلة التّدخل الدّولي للإغاثة العاجلة.
تمثل الإغاثة الخارجيّة للمجتمعات المنكوبة أهميّة كبرى حيث تُسهم في مواجهة الأزمات والنكبات، ويُعَدُّ العمل الإغاثي سلوكاً إنسانياً، وصورة من صور التكافل الاجتماعي، لرفع المعاناة عن المنكوبين، وتقديم العون للمحتاجين على اختلاف مجتمعاتهم، وتنوع عرقياتهم، باعتبارهم بشر ولهم حقوق، ومن أهم هذه الحقوق تلبية احتياجاتهم والحفاظ على كرامتهم، ورعايتهم، خاصة في أوقات الحرب، والصّراعات، والكوارث.
ثالثاً:أسباب الحاجة إلى الإغاثة:
(1) الحروب والصّراعات:
حيث تؤثر الحروب والصّراعات على الأوضاع والظّروف الإنسانيّة، وذلك بما ينتج عنها من جرحى ومصابين، وما ينتج عنه من إعاقات، ولاجئين، وتشرد، وجوع، وفقد بعض المواطنين لأعمالهم، أو هدم منازلهم، وينتج عن ذلك الكثير من الضّحايا من الأطفال والنّساء والمسنين، إضافة إلى تدمير البنية التحتية، ولا يقتصر تأثير الصّراعات والحروب على ما تخلفه مباشرة من خراب ودمار وقتلى، بل تؤدي إلى انهيار الهياكل الاقتصاديّة والإدارية للدّولة، وهروب المستثمرين خوفاً من المخاطرة، وتدهور الحالة الصّحية للأفراد، وانتشار الأوبئة والأمراض، وتدني مستويات المعيشة، إضافة إلى التأثير على الأمن الاجتماعي للأفراد والجماعات، إضافة إلى الآثار النّفسية السيئة، وهو ما يستلزم مساعدتهم على تجاوز آثار الحروب والصّراعات من خلال الأعمال الإغاثيّة.
(2) المجاعات والجفاف:
يُعَدُّ وجود الماءِ والطّعام حق لكل إنسان، وبنظرة على بلدان العالم الثّالث نَجِدُ نصف سكانها، أو أكثر يعيشون تحت خط الفقر، ولا يجدون قوت يومهم، هذا بالإضافة لانتشار المجاعات والأوبئة في معظم الدّول الفقيرة، حيث يؤدي حدوث مجاعة، أو الجفاف إلى التأثير على الإنسان، وعدم حصوله على حقه الإنساني في الحياة الكريمة، وتعتبر الحروب والصّراعات من أخطر العوامل البشريّة المسببة للمجاعات، فغالباً ما تمنع القوات المتحاربة وصول الإغاثات للمنكوبين، كَمَا تشكل البيئة المناخيه مثل شُحّ الأمطار أحدَ أسباب المجاعات.
(3) الطّرد الجماعي والتّهجير القسري:
الطّرد الجماعي والتّهجير القسرى هو ممارسة تنفذها حكومات، ودُوَل، أو جماعات مسلحة، تجاه جماعات أُخرى، تختلف عنهم سواءً اختلافًا عرقيًّا أو دينيًّا أو مذهبيًّا بهدف إخلاء منطقة معينة لاحتلالها، وإحلال جماعات موالية في هذه المنطقة،ويحدث الطرد الجماعي نتيجة الصّراعات والمشاكل الإثنية والعرقية، والأوضاع المعيشية السيئة، والاضطهاد السّياسي .
(4) الكوارث الطّبيعية:
تُعَرَّف الكارثة الطّبيعية على أنّها “حالة فريده في منطقة ما يتسبب عنها أضرار ماديّة (تزيد تكلفتها نحو المليون دولار) أو ينتج عنها مقتل وجرح العديد من الأفراد”([11])وتتمثل الكوراث الطّبيعية في الفيضانات، والحرائق، والزلازل، والبراكين، وتتسبب مثل هذه الكوراث في إحداث أضرار كبيرة على المجتمع من قتل وتهجير وتفشي الأمراض، وغيرها الكثير من المآسي.
رابعاً:الدّور الإنساني للإمارات في الدّول المحيطة:
تميّز الدّور الإنساني للإمارات مِنْ حيث تجاوز حدود المحلية والإقليميّة إلى العالميّة، كما تميّز باعتباره يتفق مع فلسفة القيادة السّياسيّة وتوجهاتها وأفعالها، والقيم الإنسانيّة والإسلاميّة، التي يستند إليها الشّعب الإماراتي، كما يعكس الدّور الإنساني الإماراتي العلاقات الأخوية للشّعب الإماراتي مع سائر شعوب العالم، من خلال تقديم المساعدات للمحتاجين، دون اعتبار لاختلاف الدين، أو العرقيات أو اللّغة، وذلك أن الهدف الأسمى والمحرك الرّئيسي لكل المبادرات الإنسانيّة لدولة الإمارات هو خدمة البشر أينما كانوا، وهو ما يعني قيام الإمارات بدورها الإنساني بتجرد كامل، وليس لتحقيق أغراض سياسية أو حتى غاية دبلوماسية، أو غير ذلك من الأغراض.
واهتمت دولة الإمارات العربيّة المتحدة بالمساعدات الإنسانيّة الخارجيّة بشكل كبير، وتُعَدُّ دولة الإمارات اليوم من أكثر الدّول نشاطاً فيما يخص العمل الإنساني على المستوى العربي والإسلامي والدّولي، حيث تقدم المساعدات والأعمال الإغاثيّة في مختلف الدّول وتتتواجد في جميع الأزمات.
لقد تصدرت دولةُ الإمارات على مستوى العالم قائمة الدّول المانحة للمساعدات الإنسانيّة، ولمدة أعوام عديدة، وكذلك يُؤَكِّدُ التزام واهتمام الإمارات برسالتها الإنسانيّة العالميّة، وبمبادئها السامية التي التزمت بها، وسعيها لتعزيز وتنمية دورها الإنساني.
لعبت دولةُ الإمارات دوراً مهماً في عمليات الإغاثة للشُّعوب التي تعاني من أزمات وكوارث من خلال حملات الإغاثة المتتالية، التي تنظمها الدّولة بالتّعاون مع المؤسسات الخيريّة في الدّولة، وقد حققت تلك الحملات الإغاثيّة نجاحاً ملحوظاً من خلال المبالغ الطائلة التي تم تحصيلها، وتبين حصيلة الحملات الإغاثيّة مدى إقبال المجتمع الإماراتي على المشاركة في العمل الإنساني فعلى سبيل المثال بلغت حصيلة حملة الاغاثة للشعب اليمنى في عام 2015 ما يقارب 502 مليون و300 الف درهم أي ما يقارب 136 مليون و773 الف دولار[12]، ولم تقتصر المشاركة التي قدمتها المؤسسات الخيريّة للشُّعوب المنكوبة فقط على الإغاثة الخارجيّة فقط، بل استقبلت المتضررين واللاجئين، مِمّنْ وفدوا إلى دولة الإمارات من مواطني تلك الدّول هرباً من الظّروف المترديّة التي ظلّوا يعانون منها، وساهمت المؤسسات الخيريّة في الدّولة على مساعدة هؤلاء النّازحين إلى الدّولة من خلال تقديم المساعدات المادية والعينيّة لهم.
خامساً:-الإطار الميداني
يعرض المحور الحالي نتائج الدّراسة الميدانيّة من خلال قياس أثر الاوضاع الانسانية المحيطة في المنطقة على توجه الافراد في المجتمع الإماراتي نحو قطاع العمل الخيري.
جدول (1): مدى المساهمة فى الحملات الإغاثيّة لمساعدة الشّعوب المنكوبة
أساهم فى الحملات الإغاثيّة لمساعدة الشّعوب المنكوبة | ذكور | إناث | الإجمالي | |||
أوافق بشدة | 63 | 55.3 | 43 | 45.7 | 106 | 51.0 |
أوافق | 37 | 32.5 | 41 | 43.6 | 78 | 37.5 |
محايد | 9 | 7.9 | 7 | 7.4 | 16 | 7.7 |
لا أوافق | 2 | 1.8 | 2 | 2.1 | 4 | 1.9 |
لا أوافق بشدة | 3 | 2.6 | 1 | 1.1 | 4 | 1.9 |
الإجمالي | 114 | 100 | 94 | 100 | 208 | 100 |
كا2 = 3.336 درجة الحرية =4 دلالة الفروق =503. (غير دالة)
تُشِيرُ التّحليلات الإحصائيّة إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائيّة بين الذُّكُور والإناث فيما يتعلق بالمساهمة فى الحملات الإغاثيّة لمساعدة الشّعوب المنكوبة.
وتوضح البيانات الميدانيّة الارتفاع في نسبة الموافقين بشدة، حيث وصلت (51%)، ثُمَّ يليها الموافقون بنسبة (37.5%)، وهو ما يشير إلى ارتفاع نسبة المشاركة في الحملات الإغاثيّة لمساعدة الشّعوب المنكوبة، وهو ما يُؤَكِّدُ على أنّ العمل الخيري لم يقتصر على مدّ يد العون للدول العربيّة المحتاجة، وإنَّما امتدّ ليشمل العدد الأكبر من دول العالم قاطبة، وذلك بغض النظر عن اللون، أو الدين أو العرق، فكان الجانب الإغاثي صاحب الحظ الأوفر في هذا الدّعم الخيري على الإطلاق، ومِمَّا يدلل على الاهتمام بالجانب الإغاثي في المجتمع الإماراتي وجود العديد من الأنشطة ذات الصلة بالإغاثة ومِنْ بَيْنِها: (برنامج سلمى الإغاثي) “وهو ثمرة شراكة بين مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي ومؤسسة الأوقاف وشؤون القصّر في دبي ومؤسسة نور أوقاف، وبالتّعاون مع برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة، ويقوم البرنامج بإدارة إنتاج مغلفات وجبات حلال وطويلة الأمد بهدف تقديمها للمحتاجين من ضحايا الكوارث والحروب والنزاعات.”([13]) وقد نحج البرنامج في حصد مبالغ طائلة من التّبرعات، في المقابل تمكن من تحقيق هدف التأسيس في توفير عدد كبير من الوجبات منذ انطلاقه، وحصد البرنامج على العديد من الجوائز التي ثمنت مخرجات هذا البرنامج، إلى جانب هذه المبادرة الإغاثيّة تستضيف دولة الإمارات معرض دبي الدّولي للإغاثة والتطوير (ديهاد)، وهو أحد أهم المؤتمرات التي تقام سنوياً في دولة الإمارات، ويهدف هذا المؤتمر إلى عرض ومناقشة وبحث الحلول لأهم القضايا الإنسانيّة التي يشهدها العالم، وتشارك العديد من المنظمات والمؤسسات العالميّة العاملة في الحقل الإنساني في هذا المعرض، ثُمَّ تليها المحايدين بنسبة 7.7% ثُمَّ تليها غير الموافقين وغير الموافقين بشدة حيث تساوت نسبتهم وكانت 1.9%.
جدول (2): مدى الاهتمام بالحملات الإغاثيّة
لا أبدي اهتماماً للحملات الإغاثيّة | ذكور | إناث | الإجمالي | |||
أوافق بشدة | 19 | 16.7 | 17 | 18.1 | 36 | 17.3 |
أوافق | 11 | 9.6 | 17 | 18.1 | 28 | 13.5 |
محايد | 9 | 7.9 | 9 | 9.6 | 18 | 8.7 |
لا أوافق | 45 | 39.5 | 39 | 41.5 | 84 | 40.4 |
لا أوافق بشدة | 30 | 26.3 | 12 | 12.8 | 42 | 20.2 |
الإجمالي | 114 | 100 | 94 | 100 | 208 | 100 |
كا2 = 7.688 درجة الحرية =4 دلالة الفروق =104. (غير دالة)
تُشِيرُ التّحليلات الإحصائيّة إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائيّة بين الذُّكُور والإناث فيما يتعلق بعدم إبداء الاهتمام للحملات الإغاثيّة.
وتوضح البيانات الميدانيّة الارتفاع فى نسبة غير الموافقين حيث وصلت نسبتهم إلى (40.4%)، ثُمَّ تليها نسبة الموافقين بشدة وكانت (20.2%)، ثُمَّ تليها نسبة الموافقين بشدة (17.3%) ثُمَّ تليها نسبة الموافقين وكانت (13.5%) وأخيرًا نسبة المحايدين (8.7%). وتعكس هذه البيانات ارتفاع الاهتمام بالحملات الإغاثيّة حيث ارتفاع نسبة الموافقة والموافقة بشدة، وهو ما يشير إلى ارتفاع الوعي لدى الافراد في المجتمع بأهميّة الحملات الإغاثيّة، ودورها الإنساني في مساعدة الشّعوب التي تعاني من أوضاع سيئة.
جدول (3): مدى المساهمة في الحملات الإغاثيّة بغض النظر عن أيّ اعتبارات
أساهم في الحملات الإغاثيّة بغض النظر عن الاعتبارات الدّينية أو العرقية أو غيرها من الاعتبارات | ذكور | إناث | الإجمالي | |||
أوافق بشدة | 55 | 48.2 | 37 | 39.4 | 92 | 44.2 |
أوافق | 28 | 24.6 | 37 | 39.4 | 65 | 31.2 |
محايد | 21 | 18.4 | 16 | 17.0 | 37 | 17.8 |
لا أوافق | 9 | 7.9 | 3 | 3.2 | 12 | 5.8 |
لا أوافق بشدة | 1 | 9. | 1 | 1.1 | 2 | 1.0 |
الإجمالي | 114 | 100 | 94 | 100 | 208 | 100 |
كا2 = 6.581 درجة الحرية =4 دلالة الفروق =160. (غير دالة)
تُشِيرُ التّحليلات الإحصائيّة إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائيّة بين الذُّكُور والإناث فيما يتعلق بالمساهمة في الحملات الإغاثيّة بغض النظر عن الاعتبارات الدّينية، أو العرقية أو غيرها من الاعتبارات.
وتوضح البيانات الميدانيّة الارتفاع في نسبة الموافقين بشدة، حيث وصلت إلى (44.2%) ثُمَّ تليها الموافقون بنسبة (31.2%)، ثُمَّ تليها المحايدون بنسبة (17.8%)، ثُمَّ تليها غير الموافقين بنسبة (5.8%)، وأخيرًا غير الموافقين بشدة بنسبة (1.0%).
جدول (4): مدى تأثير الأوضاع الإنسانيّة الحرجة لبعض الدّول على الإقبال على العمل الخيرى
الأوضاع الإنسانيّة الحرجة التي تعرضت لها بعض الدّول في المنطقة مثل (اليمن –سوريا – العراق) عززت من إقبالي على العمل الخيرى بصوره أكبر | ذكور | إناث | الإجمالي | |||
أوافق بشدة | 53 | 46.5 | 43 | 45.7 | 96 | 46.2 |
أوافق | 46 | 4.04 | 42 | 44.7 | 88 | 42.3 |
محايد | 14 | 12.3 | 3 | 3.2 | 17 | 8.2 |
لا أوافق | 1 | 9. | 6 | 6.4 | 7 | 3.4 |
لا أوافق بشدة | – | – | – | – | – | – |
الإجمالي | 114 | 100 | 94 | 100 | 208 | 100 |
كا2 = 10.083 درجة الحرية =3 دلالة الفروق =018. (دالة عند0.01)
تُشِيرُ التّحليلات الإحصائيّة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائيّة بين الذُّكُور والإناث فيما يتعلق بالأوضاع الإنسانيّة الحرجة التي تعرضت لها بعض الدّول في المنطقة، مثل (اليمن –سوريا – العراق) عززت من الإقبال على العمل الخيرى بصورة أكبر.
وتوضح البيانات الميدانيّة ارتفاع نسبة الموافقين بشدة حيث وصلت إلى (46.2%)، ثُمَّ تليها نسبة الموافقين وكانت (42.3%)، فقد تعرضت بعض الدّول في المنطقة للعديد من الأوضاع الإنسانيّة الحرجة، حيث الحروب والصّراعات في العراق واليمن وسوريا وغيرها من الدّول، وما نتج عنها من أزمات، وكوارث، ولجوء سياسي، ومصابين وجرحى، وهو ما عزز من إقبال المؤسسات الخيريّة في الإمارات على العمل الخيرى بصورة أكبر لتخفيف وطاة تلك المعاناة، ثُمَّ تليها نسبة المحايدين ووصلت إلى (8.2%)، وأخيرًا غير الموافقين ونسبتهم (3.4%).
جدول (5): مدى تفضيل التّبرع لإغاثة المجتمعات المنكوبة عن التّبرع لأغراض إنسانيّة أخرى
أفضل التّبرع لإغاثة المجتمعات المنكوبة عن التّبرع لأغراض إنسانيّة أخرى | ذكور | إناث | الإجمالي | |||
أوافق بشدة | 36 | 31.6 | 26 | 27.7 | 62 | 29.8 |
أوافق | 46 | 40.4 | 30 | 31.9 | 76 | 36.5 |
محايد | 24 | 21.1 | 25 | 26.6 | 49 | 23.6 |
لا أوافق | 6 | 5.3 | 11 | 11.7 | 17 | 8.2 |
لا أوافق بشدة | 2 | 1.8 | 2 | 2.1 | 4 | 1.9 |
الإجمالي | 114 | 100 | 94 | 100 | 208 | 100 |
كا2 = 4.592 درجة الحرية =4 دلالة الفروق =332. (غير دالة)
تُشِيرُ التّحليلات الإحصائيّة إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائيّة بين الذُّكُور والإناث فيما يتعلق بتفضيل التّبرع لإغاثة المجتمعات المنكوبة عن التّبرع لأغراض إنسانيّة أخرى.
وتوضح البيانات الميدانيّة الارتفاع فى نسبة الموافقين والتي وصلت إلى (36.5%)، ثُمَّ تليها نسبة الموافقين بشدة وكانت (29.8%)، وهو ما يُؤَكِّدُ على تفضيل التّبرع لإغاثة المجتمعات المنكوبة عن التّبرع لأغراض إنسانيّة أخرى، ثُمَّ تليها المحايدون بنسبة (23.6%)، تليها نسبة غير الموافقين بنسبة (8.2%)، وأخيرًا نسبة غير الموافقين بشدة (1.9%). وتعكس هذه الاستجابات مدى الوعي والتّفاعل مع الأوضاع المختلفة وفق ثقافة الأوّلويات، حيث إنّ المجتمعات المنكوبة مِنْ أكثر المجتمعات التي تحتاج بشدة إلى مواجهة أزماتها.
جدول (6):مدى المساهمة فى حل مشكلة اللاجئين
أساهم فى حل مشكلة اللاجئين | ذكور | إناث | الإجمالي | |||
أوافق بشدة | 45 | 39.5 | 30 | 31.9 | 75 | 36.1 |
أوافق | 42 | 36.8 | 38 | 40.4 | 80 | 38.5 |
محايد | 24 | 21.1 | 17 | 18.1 | 41 | 19.7 |
لا أوافق | 2 | 1.8 | 7 | 7.4 | 9 | 4.3 |
لا أوافق بشدة | 1 | 9. | 2 | 2.1 | 3 | 1.4 |
الإجمالي | 114 | 100 | 94 | 100 | 208 | 100 |
كا2 = 5.635 درجة الحرية =4 دلالة الفروق =228. (غير دالة)
تعد مشكلة اللاجئين من أهم المشكلات التي تواجه قطاع المجتمع الدّولي في الوقت الراهن، وذلك لما تتركه من أثر سلبي على الشّعوب والمجتمعات والدّول، وخاصة مانشاهده اليوم من الأوضاع الإنسانيّة الصعبة التي تواجه اللاجئين في أغلب دول العالم، ولهذا كان لمؤسسات العمل الخيري الدّور الواضح والرائد في التصدي لهذه المشكلة أينما كانوا، وحيثما وجدوا.
وتُشِيرُ التّحليلات الإحصائيّة إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائيّة بين الذُّكُور والإناث فيما يتعلق بالمساهمة فى حل مشكلة اللاجئين.
وتوضح البيانات الميدانيّة ارتفاع نسبة الموافقين لتصل إلى (38.5%)، ثُمَّ تليها نسبة الموافقين بشدة (36.1%) للمساهمة في حل مشكلة اللاجئين، وهو ما يُؤَكِّدُ على إعلاء قيم الإنسانيّة لدى الشّعب الإماراتي، فيما يتعلق بالمساهمة في حل مشكلة اللاجئين والتي تزايدت في الوطن العربي بعد تعرض عدد كبير من الشّعوب للحروب والصّراعات والاضطهاد السّياسي والاجتماعي، ومِمَّا يدلل على اهتمام المجتمع الإماراتي بقضية اللاجئين هو: إعلان دولة الإمارات في سبتمبر 2016م أنّها سترحب بحوالي (15) ألف لاجئ سوريفي غضون خمس سنوات، للمساعدة في حل أزمة النزوح التي باتت مشكلة عالمية، كما قدمت الإمارات العربيّة المتحدة أكثر من (750) مليون دولار لدعم اللاجئين السوريين، خاصة في البلدان المجاورة التي تواجه ضغوطاً كبيرة، حيث تعتبر أزمة اللاجئين السوريين واحدةً من أكبر وأطول وأعقد حالات الطوارئ الإنسانيّة في العصر الحديث،([14]) تليها نسبة المحايدين وهي (19.7%)، ثُمَّ تليها نسبة غير الموافقين وكانت (4.3%) وأخيرًا نسبة غير الموافقين بشدة (1.4%).
جدول (7): لإطعام ضحايا الحروب
أقدم الدّعم المادي لإطعام ضحايا الحروب | ذكور | إناث | الإجمالي | |||
أوافق بشدة | 61 | 53.5 | 37 | 39.4 | 98 | 47.1 |
أوافق | 33 | 28.9 | 48 | 51.1 | 81 | 38.9 |
محايد | 19 | 16.7 | 7 | 7.4 | 26 | 12.5 |
لا أوافق | 1 | 9. | 1 | 1.1 | 2 | 1.0 |
لا أوافق بشدة | 0 | 0. | 1 | 1.1 | 1 | 5. |
الإجمالي | 114 | 100 | 94 | 100 | 208 | 100 |
كا2 = 13.395 درجة الحرية =4 دلالة الفروق =010. (دالة عند0.01)
تُشِيرُ التّحليلات الإحصائيّة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائيّة بين الذُّكُور والإناث فيما يتعلق بتقديم الدّعم المأدّى لإطعام ضحايا الحروب.
وهل هناك أفضل من إطعام الطّعام في وجوه الخير، وخاصة إذا كان هذا العمل الخيري أثناء الأزمات مثل الحروب، وما تخلفه من ويلات تعود على أصحابها كالتشرد والفقر والمرض، بل ربما إلى الموت نتيجة الجوع، وتوضح البيانات الميدانيّة الارتفاع في نسبة الموافقين بشدة، حيث وصلت إلى (47.1%)، وتليها نسبة الموافقين (38.9%)، وهو مايوضح مدى الإقبال على فعل الخير، وإطعام ضحايا الحروب خاصة وأن المنطقة العربيّة قد تعرضت للعديد من الحروب، ومنها اليمن وسوريا والعراق، ولا شكّ أن إطعام الجائع يمثل أحد أهم أبواب الخير. يقول الله تعالى ]وَيُطْعِمُونَ الطّعام عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلا شكّورًا.[ [سورة الإنسان: 8] ولَعَلَّ مِنْ أَهَمّ المبادرات الخيريّة الإماراتيّة المرتبطة بتوزيع الطّعام على المحتاجين (بنك الإمارات للطعام ) والذي دشن في عام 2017م،([15]) ثُمَّ تليها المحايدون بنسبة (12.5%) ويليها غير الموافقين بشدة ونسبتهم (5.%) وأخيرًا نسبة غير الموافقين 1.5%0.
جدول (8): مدى تقديم الدّعم المادي لمساعدراة منكوبي الكوارث الطّبيعية
أقدم الدّعم المادي لمساعدة منكوبي الكوارث الطّبيعية | ذكور | إناث | الإجمالي | |||
أوافق بشدة | 64 | 56.1 | 42 | 44.7 | 106 | 51.0 |
أوافق | 37 | 32.5 | 42 | 44.7 | 79 | 38.0 |
محايد | 13 | 11.4 | 6 | 6.4 | 19 | 9.1 |
لا أوافق | 0 | 0. | 3 | 3.2 | 3 | 1.4 |
لا أوافق بشدة | 0 | 0. | 1 | 1.1 | 1 | 5. |
الإجمالي | 114 | 100 | 94 | 100 | 208 | 100 |
كا2 =9.627 درجة الحرية =4 دلالة الفروق =047. (دالة عند0.05)
تشِيرُ التّحليلات الإحصائيّة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائيّة بين الذُّكُور والإناث فيما يتعلق بتقديم الدّعم المأدّى لمساعدة منكوبي الكوارث الطّبيعية.
تتمثل الكوارث الطّبيعية في الحرائق والفيضانات والزلازل والبراكين، وكثيراً مايتعرض أصحاب هذه الكوارث لفقد منازلهم، وضياع أملاكهم، وربما لإصابات خطيرة، بل وتشرد دون ملجأ أو مأوى، وهذا مايدفع بعض منظمات الإغاثة لمساعدة ضحايا الكوراث الطّبيعية، ويزخر سجل المؤسسات الخيريّة الإماراتيّة بالعديد من المساعدات التي قدمتها لمتضررين الكوراث الطّبيعية، على سبيل المثال قوافل المساعدة التي سيرت إلى كلِّ من النّيبال والمكسيك والفلبيبن، وتوضح البيانات الميدانيّة ارتفاع نسبة الموافقين بشدة، حيث وصلت إلى (51.0%)، وتليها نسبة الموافقين (38.0%) ،وهو ما يعكس ارتفاع نسبة الموافقة على تقديم الدّعم المادي لمساعدة منكوبي الكوارث الطّبيعيّة ثُمَّ يليها المحايدون بنسبة (9.1%)، ثُمَّ غير الموافقين بنسبة (1.4%) وأخيرًا غير الموافقين بشدة بنسبة (5.%).
جدول (9): مدى المساهمة في تقديم الرّعاية الصّحية لمصابي الحروب
أساهم في تقديم الرّعاية الصّحية لمصابي الحروب | ذكور | إناث | الإجمالي | |||
أوافق بشدة | 62 | 54.4 | 45 | 47.9 | 107 | 51.4 |
أوافق | 33 | 28.9 | 37 | 39.4 | 70 | 33.7 |
محايد | 17 | 14.9 | 5 | 5.3 | 22 | 10.6 |
لا أوافق | 2 | 1.8 | 4 | 4.3 | 6 | 2.9 |
لا أوافق بشدة | 0 | 0. | 3 | 3.2 | 3 | 1.4 |
الإجمالي | 114 | 100 | 94 | 100 | 208 | 100 |
كا2 =11.323 درجة الحرية =4 دلالة الفروق =023. (دالة عند0.05)
تُشِيرُ التّحليلات الإحصائيّة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائيّة بين الذُّكُور والإناث فيما يتعلق بالمساهمة فى تقديم الرّعاية الصّحية لمصابى الحروب.
لقد قامت الإمارات بدور عظيم لمعالجة المصابين جرّاء الحروب الفتاكة، حيث سيّرت القوافل محملة بالأدوية والمعدات الطّبية لمعالجة المصابين، كما وفّرت المستشفيات الميدانيّة المتنقلة لتقديم العلاج، وتوضح البيانات الميدانيّة ارتفاع نسبة الموافقين بشدة لتصل إلى (51.4%)، وتليها نسبة الموافقين وكانت (33.7%) وهو ما يشير إلى الدّور الرائد لمنظمات العمل الخيري في الرّعاية الصّحية لمصابي الحروب، ومن هذه النّماذج الرّعاية الصّحيّة لمصابي الحروب في اليمن، ويليها المحايدون بنسبة (10.6%)، ويليهم غير الموافقين بنسبة (2.9%) ثُمَّ غير الموافقين بشدة بنسبة (1.4%). وهو ما يبين إدراك مدى خطورة عدم إنقاذ المصابين بشكل عاجل، والبعد الدّيني والإنساني لمساعداتهم ومداواتهم.
أشارت بعض النتائج في هذا المحور وجود بعض الفروقات لبعض أشكال المساعدات للمتاثرين من الاوضاع الإنسانية المتدهوره حول المنطقة وتعزو الباحثة ذلك عدم وجود توجه معين لدى البعض من عينة الدراسة في تقديم مساعدة بشكل خاص دون غيرها ؛وذلك لعدم أختزالها مفهوم العطاء في نشاط خيري معين.
خاتمة:
أوضحت نتائج الدّراسة أنّ الأوضاع الإنسانيّة التي تعاني منها العديد من دول المنطقة شكلت عاملاً مهماًفي تعزيز العمل الخيري في المجتمع وذلك من خلال زيادة نسبة الاتفاق لدى العينه في المشاركة في حملات الإغاثة بالإضافة إلى مدى تأثير الصّوره المنقولة عن المجتمعات المنكوبة لدى الفرد في المجتمع الإماراتي، وتعزو الباحثة هذا الإقبال إلى عدّة عوامل، مِنْ بَيْنِها سمو قيم التّسامح في المجتمع الإماراتي، ويمكن قراءة هذا التّسَامح من خلال عينة الدّراسة الميدانيّة، حيث لم تكن هناك أيّة إشارة مِنْ قِبَلِ المبحوثين في عدم الرغبه في تقديم المساعدة لأيّ مجتمع كان، ولأيّ سبب كان، وقد أشارت بعض الدراسات التي عنت بدراسة الرعاية والاغاثة إلى أن منطقة الشرق الأوسط لم يكن البعد الديني أو السياسي محركًا للعمل الإغاثي (NefissaNaguib, Inger Marie Okkenhaug,Interpreting Welfare and Relief in the Middle East)،كما تعزو الباحثة سبب آخر في تأثير هذه الأوضاع على إقبال الأفراد على العمل الخيري وهو التقارب القطري مع المجتمعات المنكوبة في المنطقة. وفي الختام توصي الباحثة بضرورة السّعي في طرح مسابقات يتم من خلالها تطوير العمل الإغاثي بشكل أكبر يخدم جحم المساعدات الإغاثة الإماراتيّة الضّخمة.
قائمة المراجع:
- إبراهيم مصطفى وآخرون، المعجم الوسيط، دار الدّعوة، 1989م.
- أبي عبد الله محمد البخاري، صحيح البخاري، تحقيق: قاسم الرفاعي، بيروت: دار القلم، ط1، 1987م.
- عدنان أبو مصلح، معجم علم الاجتماع، الأردن، دار أُسامة للنّشر والتّوزيع ودار المشرق الثّقافي، 2010م.
- مالك بن نبي، ميلاد مجتمع، دار الفكر، دمشق: ط3، 2006م.
- محمد توهيل ويوسف شراب: مجتمع الإمارات الأصالة والمعاصرة، مكتبة الفلاح للنّشر والتّوزيع، ط3، 2011م.
- أحمد إبراهيم ملاوي، دور العمل الخيري في تعزيز الاستقرار الاقتصادي، المركز الدّولي للابحاث والدّراسات مداد
- فاتحة فاضل العبدلاوي، (2008م)، العمل الخيري الاسلامي بين التّأصيل وامكانات التّفعيل، بحث مقدم إلى “مؤتمرالعمل الخيري الخليجي الثّالث”. المركز الدّولي للابحاث والدّراسات مداد
- محمد صالح جواد مهدي، العمل الخيري”دراسة تاصيلية تاريخية”، مجلة سرّ من رأى، العراق، العدد 30، 2013م.
- دولة الإمارات العربيّة المتحدة، وزارة التّنميّة والتّعاون الدّولي، تقرير الإمارات العربيّة المتحدة كللمساعدات الخارجيّة لعام 2013م.
-
Amy Singer, Charity in Islamic Societies, (Cambridge University Press, Sep 18, 2008).
- NefissaNaguib, Inger Marie Okkenhaug,Interpreting Welfare and Relief in the Middle East, (BRILL, 2008).
- http://www.medadcenter.com
- http://www.foodbank.ae/about
- http://www.iedcdubai.ae/initiatives/other_initiatives/6.
([1]) أبو عبد الله محمد البخاري، صحيح البخاري، تحقيق: قاسم الرفاعي، (بيروت: دار القلم، ط1، 1987م)، ص326.
([2]) أحمد إبراهيم ملاوي، دور العمل الخيري في تعزيز الاستقرار الاقتصادي، المركز الدّولي للأبحاث والدّراسات “مداد”، ص9.
http://www.medadcenter.com/sites/default/files/import/researches-68301-542bc8690db59.pdf.
([3]) محمد صالح جواد مهدي،العمل الخيري”دراسة تاصيلية تاريخية”، مجلة سر من رأى، (العراق: العدد 30، 2013م)، ص212. file:///C:/Users/asus/Downloads/pdf
([4]) فاتحة فاضل العبدلاوي، العمل الخيري الإسلامي بين التأصيل وإمكانات التفعيل، بحث مقدم إلى “مؤتمرالعمل الخيري الخليجي الثّالث”، 2008م، ص5.https://tslibrary.org/528
([5]) إبراهيم مصطفى وآخرون: المعجم الوسيط، دار الدّعوة، 1989م، ص135.
([6]) محمد توهيل، يوسف شراب: مجتمع الإمارات الأصالة والمعاصرة، (مكتبة الفلاح للنّشر والتّوزيع، ط3، 2011م)، ص31.
([7]) عدنان أبو مصلح،معجم علم الاجتماع، (الأردن: دار أسامه للنّشر والتّوزيع ودار المشرق الثّقافي، 2010م)، ص418.
([8]) مالك بن نبي، ميلاد مجتمع، (دمشق: دار الفكر، ط3، 2006م)، ص15.
([9]) ابن فارس، معجم مقاييس اللّغة، ج2، ص 306. إبراهيم انيس وآخرون، المعجم الوسيط، ج2، ص665
([10]) عبد الرحمن عبد العال، مفهوم التدخل الإنساني واشكالياته، مقال منشور على موقع الأهرام الرقمي:
http://digital.ahram.org.eg.
([11]) عزة أحمد عبد الله، أساليب مواجهة الكوراث الطّبيعية، مجلة مركز بحوث الشرطة، العدد (21)، 2002م، ص528:
asalyb-mwajht-alkwarth-altbyyt.pdf
[12]تاريخ الدخول 18/6/2016م.https://www.emaratalyoum.com/local-section/other/2015-09-05-1.818199
([13]) http://www.iedcdubai.ae/initiatives/other_initiatives/6.