مشاركة الباحثة طاهري فاطمة من جامعة محمد بوضياف-المسيلة، الجزائر في مسابقة جيل إقرأ 2016، ولقد حازت على المرتبة الأولى. (اضغط هنا للاطلاع على شروط المشاركة بالمسابقة)
ملخص:
تعتبر القراءة من أهم وسائل كسب المعرفة، فهي تمكن الإنسان من الاتصال المباشر بالمعارف الإنسانية في حاضرها و ماضيها، و ستظل دائما أهم وسيلة للاتصال الإنسان بعقول الآخرين و أفكارهم، بالإضافة إلى أثرها البالغ في تكوين الشخصية الإنسانية بأبعادها المختلفة، فالقراءة سعادة و خير عادة و مبدأ الثقافة و ينبوع المعرفة و مفتاح الاستكشاف، و أداة لنضج الشخصية، و رغم هذه الأهمية إلا أننا نجد عزوفا أليما في مجتمعاتنا على القراءة، لذا نحاول من خلال هذا المقال البسيط معرفة أسباب هذا النفور، وكذا محاولة تقديم مجموعة من الحلول لمعالجة هذه الظاهرة.
مقدمة:
تعتبر القراءة قدر و أمر و سنة، إلا أنها قدر جميل، و أمر مطاع، و سنة تكوين، أما أنها قدر فلأنه لا فكاك منه، و أمر مطاع لأنه منزل من الخالق و باسمه: (اقرأ بسم ربك الذي خلق)، و هي سنة التكوين لانها ضرورة عقلية تتحقق بتلبيتها متعة عظيمة،غير أن المتأمل في حال أمتنا اليوم يرى عزوفا أليما عن القراءة من سائر أفراد المجتمع و حتى من مثقفيها و متعلميها، حتى أصبحت هذه الظاهرة سمة واضحة على جيل بأكمله، مما يزيد من حجم التحديات التي يعانيها الجيل القادم، و هو ما يتطلب تغيير جوهري للواقع الحالي، كما يتطلب تعزيزاً أكبر لأدوات بناء الشخصية و التي تعتبر القراءة أهم أدوات هذا البناء، و لا شك أن العزوف عن القراءة يعد واحداً من أكثر الظواهر و الإشكاليات الإجتماعية تعقيداً بالنظر لارتباطها بخلل وظيفي في المجتمع، لذلك لا بدّ من تشخيصها ووضع حلول لعلاجها، فماهي أسباب عزوف الناس عن القراءة؟،و ماهي الحلول المقترحة لعلاج هذه الظاهرة؟.
1- تعريف القراءة:
لغة: ورد في المعاجم اللغوية قَرَأَ يَقْرأ ٌقرَاءةً و قُرآناً: قرأ الكتاب أي تتبع كلماته نظراً و نطق بها(1)، و قال الرازي في مختار الصحاح و قرأ الشيء قُرآناً بالضم جمعه و ضمه، و منه سمي القرآن، لأنه يجمع السور و يضمها، و قال فيروز الآبادي في القاموس المحيط عند مادة القرآن و قارأه، مقارأةً و قراءً:دراسة القَرَّاءُ الحَسَنُ القراءة و نقرأ، و قرأ عليه السلام أبلغه(2).
اصطلاحا:وردت عدة مفاهيم للقراءة، نذكر منها:
- القراءة عملية عقلية تشمل تفسير الرموز التي يتلقاها القارئ عن طريق عينيه، و تتطلب هذه الرموز فهم المعاني، كما تتطلب الربط بين الخبرة الشخصية و هذه المعاني، فالقراءة ليست عملية سهلة كما تظهر للوهلة الأولى، لكنها عملية تشترك في أدائها حواس و قوى و قابليات مختلفة عديدة، و لخبرة الفرد أيضاً و لمعارفه الأولية و لذكائه عمل لا يستهان به في القراءة(3).
- القراءة هي نطق الرموز و فهمها، و تحليل ما هو مكتوب و نقده، و التفاعل معه، و الإفادة منه في حل المشكلات و الانتفاع به في المواقف الحيوية، و المنعة النفسية بالمقروء(4).
- القراءة هي ترجمة لمجموعة من الرموز ذات العلاقة فيما بينها و المرتبطة بدلالات معلوماتية معينة، و هي عملية اتصال تتطلب سلسلة من المهارات، فهي عملية تفكير متكاملة و ليس مجرد تمرين في حركات العين(5).
- القراءة هي القدرة على التعرف على الحروف و الكلمات و النطق بها على الوجه الصحيح، و لكن هذا المفهوم تطور فيما بعد إلى العملية العقلية المعقدة، التي تشمل الإدراك و التذكر و الاستنتاج و الربط، ثم التحليل و المناقشة وهو ما يحتاج إلى إمكان النظر في المقروء، و مزيد من الأناة و الدقة(6).
و إنطلاقاً من هذه المفاهيم المتعددة المتقاربة، فالقراءة ليست ذلك العمل السلبي الذي يقتصر على تنقل البصر بين السطور، و تقليب الصفحات، و التفاخر بإنهاء الكم الهائل من الكتب قراءة فقط، بل هي عملية متكاملة يعطي فيها القارئ للمادة المقروءة بقدر ما يأخذ منها، فالقراءة ملكة و فن لا يجيده أي كان، فكم من القراء الذين يبذلون أوقاتاً طويلة في القراءة، و مع ذلك فإن حصيلتهم و إفادتهم منها قليلة جداً.
2- أهمية القراءة و فوائدها:
- تعد القراءة من أهم وسائل كسب المعرفة، فهي تمكن الإنسان من الاتصال المباشر بالمعارف الإنسانية في حاضرها و ماضيها، و ستظل دائما أهم وسيلة للاتصال الإنسان بعقول الآخرين و أفكارهم، بالإضافة إلى أثرها البالغ في تكوين الشخصية الإنسانية بأبعادها المختلفة، فالقراءة تحتوي على ثلاث أمور مهمة ( الملاحظة، الاستكشاف، و البحث الذاتي عن المعرفة)، و من هنا تأتي شمولية القراءة و الإطلاع فهي الركيزة الأولى لعملية التثقيف و اكتساب مهارات الوعي المعلوماتي و المعرفي و التعلم الذاتي، للاندماج في العصر المعلوماتي(7).
- إن القراءة فعل حيوي يصعب الاستغناء عنه، فهي إحدى الوسائل المهمة لاكتساب العلوم المختلفة و الاستفادة من منجزات المتقدمين و المتأخرين و خبراتهم، كما أنها ضرورة ملحة لا تقل أهميتها عن أهمية المأكل و المشرب، و لا يتقدم الأفراد بدون القراءة، فبها تحيا العقول و تستنير الأفئدة، و يستقيم الفكر.
- القراءة وسيلة أساسية في ملء الفراغ و إشباع الميول و الرغبات الثقافية، فبالقراءة الجادة الهادفة نستطيع تحصيل أسباب الرفعة و النهضة و التقدم و اللحاق بركب الحضارة الذي تخلفنا عنه.
- تعتبر وسيلة لتوسيع المدارك و القدرات، لأن المرء حين يقرأ، يقرأ في اللغة و الأدب و التاريخ، و يقرأ في العلوم المختلفة، و يقرأ فيما ألف قديماً و حديثاً، و ذلك مراعاة لتوسيع مداركه و إثراء عقله و لعل هذا يفسر لنا التخلف الذريع الذي نعاني منه بين صفوف الكثير من شبابنا و المسافة غير المتوازنة بين قدراتهم العقلية و بين ما هم عليه من تفكير و قدرات(8).
- تثري القراءة لغة القارئ بالعديد من المفردات، و تنمي ذوقه، كما توسع دائرة معارفه و أفق تفكيره
- تعطي للقارئ القدرة على التحليل و إبداء الرأي السليم، و إذا نقد فإنه ينقد بعين بصيرة كما تنمي قدرته على المناقشة و إثراء المجالس و المنتديات بكل ما هو نافع(9).
إن الأمم التي أعطت للقراءة قيمتها الفعلية وعملت على النهوض بالتعليم و تيسير سبل التثقيف، كان لها التقدم الحضاري في جوانب الحياة الفكرية، و خير دليل على ذلك ما عرفته الحضارة الإسلامية من تفوق و ريادة لأنها أولت للقراءة أهمية بالغة، ففي تاريخنا الإسلامي أناس قدروا القراءة و العلم ففتحوا دروب النور للعالم بأثره في عصرهم، و كان ممن اشتهروا بحبهم الشديد للقراءة الجاحظ، فكان لا يقع بيده كتاب إلا استوفى قراءته، لدرجة أنه كان يكتري دكاكين الوراقين و يبيت فيها للقراءة، فكانت نهايته تحت هذه الكتب، فقد قيل أن الجاحظ مات لوقوع مجلدات من مكتبته عليه فكان شهيد القراءة، بالإضافة إلى الجاحظ نجد الفتح بن خاقان، الذي كان إذا حضر لمجالسة المتوكل، و نهض المتوكل لحاجة أخرج الفتح كتاباً من كمه أو من خفه و قرأه إلى حين عودته(10)، و هذا أبا داود السجستاني عند خياطة ثيابه يقوم بتوسيع أحد أكمام ثوبه ليضع فيه الكتب، فقد كان محباً للقراءة فلا يذهب إلى مكان لقضاء أمر إلا يضع الكتاب في كمه لقراءته أثناء فراغه، كما عرف الزهري أيضاً بحبه الشديد للقراءة، مما أثار شكوى زوجته، فكانت تقول:”و الله إن الكتب أشد عليّ من ثلاث ضرائر”(11)، و غيرها من النوادر فتاريخنا العربي الإسلامي يحمل في طياته الكثير من الصفحات المشرقة عن حب سلفنا الصالح للقراءة وولعهم بها.
أما في تاريخنا الحديث لن نجد خيرا من ما قاله العقاد عن القراءة و فوائدها، إذ قال:” لست أهوى القراءة لأكتب، و لا لأزداد عمراً في تقدير الحساب، إنما أهوى القراءة لأن لي في هذه الدنيا حياة واحدة لا تكفيني، و لا تحرك كل ما في ضميري من بواعث الحركة، القراءة و حدها هي التي تعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة واحدة، شعورك أنت شعور واحد، خيالك أنت خيال فرد واحد إذا قصرته عليك، و لكنك إذا لاقيت بفكرتك فكرة أخرى و لاقيت بشعورك آخر و لاقيت خيالك خيال غيرك، فليس المقصود أن الفكرة تصبح فكرتين و أن الشعور يصبح شعورين، و أن الخيال يصبح خيالين…..كلا و إنما تصبح الفكرة بهذا التلاقي مئات الأفكار في القوة و العمق و الامتداد”(12).
3- العزوف عن القراءة:
أ)- واقع القراءة بالأرقام:
هناك العديد من الدراسات التي تناولت نسبة المقروئية في الوطن العربي منها:
- تقرير التنمية البشرية لعام 2003م الصادر عن منظمة اليونسكو، الذي ذكر أن المواطن العربي يقرأ أقل من كتاب واحد بكثير، فكل 80 شخصا يقرؤون كتابا واحدا في السنة، بالمقابل يقرأ المواطن الأوربي نحو 35 كتاب في السنة.
- تقرير آخر لليونسكو عام 2008م كشف أن العرب مجتمعين من المحيط إلى الخليج يقرؤون ربع صفحة في العام لكل فرد، مقارنة بالفرد الأمريكي الذي يقرأ 11 كتاب في العام، و البريطاني 7 كتب.
- دراسة أعدها المركز العالمي للاستشارات الإقتصادية و الاستطلاع بالجزائر عام 2009معن توجهات القراء بالمجتمع الجزائري خلال عينة عشوائية مثلت فيها مختلف الشرائح الإجتماعية من عمر 15 إلى 50 سنة، كشفت الدراسة أن المواطن الجزائري لا تكاد تربطه أي صلة بالإنتاج الثقافي سواء كان محليا أو دوليا، فوجد أن نسبة من يقرؤون بإستمرار 6.8% من العينة، و من لا يقرؤون أكثر من 56% .
- تقرير التنمية الثقافية لعام 2011م الصادر عن مؤسسة الفكر العربي، ذكر أن الفرد العربي يقرأ بمعدل 6 دقائق سنويا،تخيلوا!!!، بينما يقرأ الأوربي بمعدل 200 ساعة سنويا(13).
- كما يشير تقرير اليونسكو إلى أن معدل قراءة الأطفال في العالم العربي خارج المناهج الدراسية 6% في السنة، فيما يقرأ كل 20 طفلا عربيا كتابا واحداً، بالمقابل فإن الطفل البريطاني يقرأ سبعة كتب في السنة، و تشير إحصائيات أخرى إلى ان رصيد الدول العربية لا يتجاوز 1.1%من الإنتاج العالمي لكتب الأطفال، رغم وجود أكثر من 55 مليون طفل في العالم العربي(14).
و ليت الأمر توقف عند هذا الحد، فحتى هذه النسب القليلة التي تقرأ، لا تتجاوز اهتماماتها صفحات المجلات التافهة، و غيرها من القراءات الغير جادة،ففي دراسة أجرتها ريما سعد الحرف عام 2004 و التي جاءت بعنوان ( ماذا يقرأ شبابنا في عصر العولمة؟)، هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على اهتمامات القرائية لدى طالبات الجامعة، و موضوعات القراءة التي تقرأها طالبات المرحلتين المتوسطة و الثانوية في كتب القراءة داخل المدارس، و أظهرت نتائج الدراسة أن 77% من طالبات الجامعة يقرأن المجلات النسائية و الترفيهية، و بالنسبة للموضوعات التي تقرأها طالبات الجامعة فهي الزينة و الأزياء 77% الموضوعات الفنية 66%،الشعر24 %،القصص20%، الصحة العامة 20%، الموضوعات الدينية 4%، السياسة 2%، التاريخ1%(15).
و رغم ان الأمر لا يحتاج إلى عرض هذه الإحصائيات و الدراسات حتى نصل إلى نتيجة أننا مجتمع لا يقرأ، و أن القراءة لا تعتبر طقسا من طقوسنا اليومية، فظاهرة العزوف عن القراءة واضحة و ترسخت في أذهاننا و سلمنا للأمر الواقع بأننا أمة لا تقرأ، كما ترسخت هذه الصورة السوداوية عنا في نظر الغرب مما جعل موشي ديان يقول:” العرب لا يقرؤون و إذا قرؤوا لا يفهمون و إذا فهموا لا يحفظون و إذا حفظوا سرعانما ينسون”، فما هي أسباب هذا النفور و العزوف عن القراءة؟.
ب)-أسباب العزوف عن القراءة:
- قلة الوعي لدى العديد من الناس فيما يتعلق بأهمية القراءة لبناء الإنسان الجاد المثقف الواعي بأحوال أمته و مجتمعه، بلإضافة إلى حالة اليأس و الإحباط التي يعيشها الفرد في المجتمع العربي الإسلامي بشكل عام، فالبعض يتساءل:ماذا سنجني من القراءة؟ هل ستنصنع صاروخا نغزو به الفضاء؟ هل ستحل لنا مشاكلنا؟ هل ستغير واقعنا؟ و غيرها من التساؤلات التي لا تكاد تقف عند حد.
- ضعف مناهج التعليم التربوية في الوطن العربي، و إعتمادها على عملية التلقين و الحفظ في الأغلب، بالإضافة إلى كثافتها و التي تجعل الطالب يشعر بالملل إلى حد كراهية الكتاب و القراءة، إضافة إلى أن هذه المناهج لم تعد تحوي في طياتها ما يدفع الإنسان للبحث و القراءة فقد دخلت عليها مفاهيم غريبة سلخت الفرد عن بيئته و مفرداته، و غياب المعلم القارئ النموذج الذي يثري المناهج، بتلخيص الكتب و مناقشتها.
- غياب مفهوم التعليم و التثقيف الذاتي عند الكثير من الناس(16).
- الارتباكات السياسية الحاصلة في الكثير من بلداننا العربية، و التي أدت إلى انغلاق الآفاق أمام المتلقي الذي كان يعشق القراءة بفقدانه الاستقرار الحياتي.
- عدم تنظيم الوقت، فالكثير من الناس يدعي أنه لا يملك وقتاً كافيا للقراءة فتمر عليه الأيام و الشهور و هو لم يقرأ كتاباً و لم ينم ثقافته تنمية تعود عليه بالنفع، بالإضافة إلى تضييع الوقت عبر مواقع التواصل الإجتماعي، حتى و إن كانت فيها صفحات تتحدث عن القراءة و الإطلاع فإنها لا تجذب إلا المهتمين(17).
- أسباب إقتصادية، تتمثل بالمستوى المعيشي المتدني الذي يعاني منه العديد من شبابنا و الذي يمنعهم من الالتفات إلى القراءة، فهم مشغولون بالجري وراء لقمة العيش.
- أسباب إجتماعية، فالمجتمع الذي لا يحترم مثقفيه و يعتز بهم و يمنحهم المكانة التي يستحقونها لا بد أن يكون مجتمعا قادراً على إبداع مثقفين جدد، أما المجتمع الذي يحتقرهم و يسخر منهم فإنه يقتلهم و يلغي روح الإبداع لديهم، و لا ينتظر من هذا المجتمع أن ينتج مثقفين أو حتى مجرد قارئين(18).
- أزمة خطاب النخبة، أزمة المثقف حين يرتفع بخطابه عن القارئ العادي مستنكفاً عن تبسيط خطابه في طرح مشاريعه، و لعل هذه القضية باتت إحدى المشكلات الثقافية فمن يصعد للآخر؟ و من ينزل للآخر؟ هل على المثقف أن ينزل بخطابه إلى القارئ العادي و بالتالي يخشى على نفسه أن يكون طرحه شارعيا؟ أم على القارئ العادي أن يصعد بنفسه و يرتقي بمعرفته ليصل إلى خطاب النخبة؟.
- غياب ثقافة الكتاب في الكثير من البيوت و المؤسسات التربوية.
- غلاء أسعار الكتب نتيجة جشع كثير من الناشرين و المؤلفين(19).
- قلة الصبر خاصة مع كثرة الانشغالات، فالكثير يفتقدون الأناة و طول النفس في مداومة القراءة، و لا يملكون الجلد على المطالعة و البحث، فالساحة الفكرية اليوم تعاني من خلل ظاهر في بناء ملكة القراءة، فالكثير يدخلون في زمرة المثقفين من أصحاب الشهادات الجامعية، و مع ذلك تتفاجأ بان الكثير منهم ربما يعجز عن إتمام قراءة كتاب واحد خارج تخصصه.
- الغزو الثقافي الغربي، و ترويج ثقافة الميوعة و اللامبالاة، و الأنانية، للإجهاز على الأمة فكريا و حضاريا، و غياب الروح التشجيعية و سيطرة النزعة الغربية الطاغية في الاهتمام بالجوانب المادية على حساب النظرة المعنوية للإنسان و الحياة(20).
- غياب دور الأسرة التي تعتبر نواة المجتمع في صنع توجهات و قناعات أبناءها فهي قادرة على أن تجعل الطفل مولعاً بالقراءة او العكس، فالطفل الذي ينشأ في بيت به مكتبة عامرة و أبوين قارئين يختلف بالطبع عن الطفل الذي ينشأ في بيت يخلو من كتاب(21).
- هناك أسباب تتعلق بمن يحاول القراءة، كعدم معرفته بأي كتاب يجب أن يبدأ القراءة، فقد يصطدم بأمور صعبة الفهم، أو الافتقار إلى الخبرة في اختيار أفضل الكتب، أو عدم التركيز فينهي الكتاب دون فائدة، مما يسبب نفوره من القراءة(22).
- أنانية مثقفينا و عدم سعيهم و نضالهم لإقناع الآخرين بجدوى القراءة و ضرورتها، بل عل العكس تجدهم يتذمرون بالمحيطين بهم ممن لا يقرؤون، و يصفونهم بالمتسكعين(23).
ج)- إنعكاسات العزوف عن القراءة على الإنسان:
- فقدان إرادة التغيير، نتيجة عدم إمتلاك المعرفة التي تدفعنا إلى العمل و السعي لتغيير ما نعيشه من واقع سيء، و بالتالي سوف نقبع تحت نير الفقر و الاستبداد، مالم ندرك أن المعرفة هي الأساس في أي عملية تغييريه.
- الإستسلام و الخضوع الأعمى و الإذعان للثقافة السائدة بمعاييرها و قيمها المادية و أهدافها الملحدة و المتمركزة على الذات، فأصبح شبابنا يسيرون مع التيارات كقشة في مهب الريح يحملهم حيثما يشاء هو، لا حيثما يريدون هم.
- الانغلاق الفكري و التحيز و التعصب نتيجة الالتزام بأمور معينة عن جهل أو بسبب معلومات خاطئة دون إمكان التفكير فيها و فحصها، مما يجعل البعض يقاوم و جهات النظر الأخرى كما يجعلهم غير قادرين على فتح أذهانهم لفهمها.
- انعدام الفكر النقدي مما جعل مجتمعاتنا العربية غير واعية لعيوبها، فالطالب الجامعي مثلاً يتقبل طريقة التعليم بالتلقين دون أن يعي أن هذه الطريقة هي واحدة من أبرز وسائل القمع في هذا العصر، و قد يكون انعدام الفكر النقدي هو نتيجة لطريقة التدريس القمعية و هذا ما يذهب إليه بعض المفكرين(24)
- السطحية في التفكير مع ضحالة ذهنية مفرطة حجبت منافذ البصيرة في الكثير من الرؤى.
- انعدام قدرة الفرد على التعبير.
- أزمة العزوف عن القراءة خلقت أزمة أكثر خطرا و ضرراً على الامة العربية، تمثلت في أزمة الوعي التي نحياها جميعاً، فقد أصبح شبابنا عرضة للتغييب و الترغيب و الانفصال عن الهوية العربية الإسلامية، مما جعل أمتنا تعيش خطر التفكك و التشرذم.
- ضياع الموروث التاريخي الأصيل و القصور في إنتاج المعرفة.
- الإنحراف، لأن الشخصية خاوية العقل معرضة للانحراف و الضياع بسهولة، بينما الشاب المثقف لديه من الثقل الداخلي ما يجعله يعزف عن الأمور المضرة وغير البناءة.
د)- الحلول المقترحة للقضاء على ظاهرة العزوف عن القراءة:
الموضوع ليس بالهين، و يحتاج إلى تظافر جهود العديد من الجهات للسيطرة عليه، و التخفيف من حدته تمهيداً لتغييره، و هذه بعض الحلول المقترحة:
- لا بد من تحطيم العامل النفسي الذي يجعل الشخص يردد دائماً عبارة أنا لا أحب القراءة، أنا عندما أمسك بالكتاب أنام، و غيرها من العبارات التي لم تبنى على تجربة حقيقية واقعية، بل مجرد وهم أو نتاج كسل.
- الالتزام بوقت يومي محدد للقراءة عامل نفسي مساعد على إلفها و اعتيادها(25)، فالقراءة لذة تتذوق فتستمرأ فتعتاد.
- ضرورة وضع إستراتيجية شاملة تتكاثف فيها أدوار جهات متعددة هي الأسرة، و المدرسة، و الإعلام، و المراكز الثقافية، والجهات الحكومية لغرس عادة القراءة في المجتمعات العربية
- تفعيل دور المكتبات العامة لتحقيق أهدافها بنشر الوعي بأهمية القراءة.
- تثمين المبادرات التي تدعو للقراءة و تشجيعها و الإقتداء بها، مثل المبادرة التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بدولة الإمارات المتحدة، تحت عنوان ” تحدي القراءة العربي”، و هي أكبر مشروع عربي لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي عبر التزام أكثر من مليون طالب بقراءة 50 مليون كتاب خلال عامهم الدراسي تشجيعا على القراءة بشكل مستدام و منتظم عبر نظام متكامل من المتابعة للطلاب طيلة العام الأكاديمي 2015-2016، و انطلقت المبادرة في شهر اكتوبر الفارط و تنتهي شهر ماي القادم، بالإضافة لمجموعة كبيرة من الحوافز المالية و التشجيعية للمدارس و الطلاب و الأسر و المشرفين المشاركين من كافة أنحاء العالم العربي، و يشمل التحدي أيضاً تصفيات على مستوى الأقطار العربية و تكريم لأفضل المدارس و المشرفين وصولا لإبراز جيل جديد متفوق في مجال الإطلاع و القراءة و شغف المعرفة(26).
- ضرورة استثمار توافر عناصر البيئة الرقمية في مجتمعاتنا لدعم مهارة القراءة، و من المواقع الإلكترونية المهتمة بالقراءة و التي يجب التعريف بها لمشاركة الناس بها، و لما لا تكون نسخة بالعربية من هذا الموقع، و هو موقع goodreadsو هو عبارة عن شبكة إجتماعية على الإنترنت تشبه مواقع التواصل الإجتماعي كالفيسبوك و لكن تهتم بالكتب فقط، فهذا الموقع أنشئ خصيصا ليكون المكان المفضل لجميع محبي القراءة و الكتب على الانترنت، بإعطائهم الفرصة لتبادل الخبرات و الآراء في كل ما يتعلق بالكتب، كما يتيح فرصة التواصل مع الكتاب و المؤلفين المشتركين بالموقع، كما يمكن للمشتركين الانضمام إلى مجموعات النقاش المتنوعة التي تمكنه من التجمع مع الناس لمناقشة الكتب المختلفة(27).
- توعية الناس و حثهم على تحويل الهاتف المحمول إلى وسيلة تتيح القراءة، خاصة و أن الجميع دون استثناء يملكون هواتف نقالة، فوفق دراسة قامت بها منظمة اليونسكو أشارت إلى أن الكثير من الناس الذين يعيشون في دول التي تعاني من نقص في الكتب و المطبوعات باتوا يستخدمون الهاتف المحمول للقراءة، لذلك تعتبر وسيلة فعالة لنشر ثقافة القراءة(28).
- الاحتكاك بمحبي القراءة فالجلوس إليهم و ملاحظة أثرها عليهم، من خلال أحاديثهم الشيقة التي لا تمل، تدفع بالمرء لمشابهتهم في ما هم عليه من حب للقراءة
- إنشاء مثلا رابطة لمحبي القراءة يكون همها العمل على توفير الكتاب، و تسهيل وصول أكبر عدد من الناس إليه من خلال إقامة المعارض و تأسيس صندوق لدعم الكتب القيمة و تنشيط سوق الكتاب المستعمل(29).
- أصحاب القرار ينبغي عليهم النظر في المناهج التعليمية، و تطوير المناهج و تحسين الكتب المقررة، لتكون مما تهدف إليه إذكاء حب القراءة في نفوس الطلاب.
- إستغلال معارض الكتب التي تقام كل سنة بتنظيم الزيارات لها و الحث على زيارتها.
- دور الدولة في تشجيع الشباب على القراءة، عن طريق خلق البرامج و طرح الأفكار من خلال مؤسساتها الثقافية و التي تحفز الجميع و ليس الشباب فقط على القراءة و الإطلاع و ذلك من خلال إصدار سلاسل معرفية بأسعار زهيدة، و توزيعها بشكل واسع النطاق على المدارس و الجامعات.
- خلق حوافز للتشجيع على القراءة حتى و لو كان الحافز هو تخصيص حيز واسع للإشهار من أجل جعل القراءة عنصراً أساسيا في التعليم بإعتباره مكوناً أساسيا للمواطنة، و يمكن أيضا التفكير في صيغ لمباريات و مسابقات للقراءة و تتوج بجوائز.
- تكوين المكتبات في المساجد و الدوائر الحكومية و الشركات و المطارات و عيادات الأطباء….بحيث يشاع الكتاب فيها و تعتاد النفوس رؤيته و يجب تجديد تلك الكتب كل مدة زمنية بحيث لا يمل القارئ الكتب القديمة(30).
ه)- تكوين عادة القراءة لدى الطفل الحل الأمثل للقضاء على ظاهرة العزوف عن القراءة:
تعتبر القراءة ذات أهمية بالغة في تأثيرها على الطفل و تكوين شخصيته المستقلة، كما لها تأثير كبير أيضاً على فعالية العملية التعليمية بكافة مراحلها، و عدم الاهتمام بها يؤثر سلبا على قدرة الطفل في الاستمرار في التعليم الجامعي و العالي، و القراءة تساهم في إشباع القدرة التخيلية للطفل إضافة إلى مساهمتها في تنمية قدراته اللغوية، التركيز، الإنتباه، الملاحظة الدقيقة للأشياء، تنمية الحس الفني و النمو العاطفي و العقلي مما يساهم في بناء شخصية الطفل و إغناء وجدانه، و هذا يتطلب تعاونا وثيقاً بين الأسرة و المدرسة.
إن القراءة قضية مجتمعية و الطفل هو المدخل الرئيس للتنمية الحقة، و بالقراءة الواعية يصقل عقل الطفل كي يفسر ما تنطوي عليه سنن الحياة الكونية و النفسية و الإجتماعية و يتفاعل معها على نحو رفيع، و على الأسرة تقديم بيئة ملائمة لتكوين أرضية ثقافية تتيح لكل عضو في الأسرة فرص الاستكشاف و التعلم و التفاعل و الرقي العقلي و الروحي و الجسدي، فمستقبل الطفل و عطاء الأسرة شقيقان فلا مناص من تسخير كل الإمكانيات المتاحة عند الأسرة لتثقيف الطفل، و إلا أخفق المجتمع و ضاعت الأمانة، أمانة التنشئة الصحيحة.
فالقراءة عادة نمارسها و ليس موعظة نرددها من دون وعي بها أو تطبيق لها، و عن طريق الأسرة يكتسب الطفل أنماط التفكير و العادات اليومية و القيم الحياتية، فعليها توليد الدافعية نحو حب القراءة و ممارستها كعادة يومية، فالقراءة هي الوسيلة الأقوى و الأمتع لتحصيل المعرفة أولا، و لإدراك الوضع البشري ثانيا، و لإرضاء الذات ثالثا(31)، فهي ضرورة من الضروريات الاساسية للفرد و المجتمع على حد سواء في هذا العصر،و أي نقص في توفير هذه الضروريات من شأنه أن يسبب أضرارا لا حصر لها على المستوى الفردي و الأسري و المجتمعي، إن إنهاء من اليوم الدراسي لدى الطفل لا يعني إهمال الكتب و المكتبات و المجلات، و لا يعني بطبيعة الحال قطع جميع ألوان الاتصال بالثقافة و الفنون و الآداب، و لا يمكن أبداً أن نتقدم خطوة إلا بالإقرار بان هناك تقصيراً كبيرا حيال تشجيع القراءة و توليد الدافع لا سيما في نفوس أبنائنا، فأسرنا العربية اليوم تنظر للكتاب من منظور نفعي أداتي، هل هو ضروري للمدرسة؟هل أمر به المعلم؟إذا كانت الإجابة لا، فلا داعي لشرائه فالكثير من الناس في مجتمعنا يعرفون القراءة، و لكن لا يحبون التعامل معها و يفرون منها، و بالتالي نحن لا نربي الأجيال الصاعدة تربية قرائية، و الأطفال كما يقول ليون ليدرمان الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء:” كلهم يولدون علماء، و لكنهم بعدها يفقدون الحماس للانطلاق في العلم …لعل الأمر أن شيئا ما يحدث للأطفال نتيجة بعض قوى خارجية تجعلهم يفقدون فضولهم الطبيعي”(32)، فالمسؤولية الكبيرة تقع على الأسرة و المدرسة في تكوين الطفل.
و هذه بعض المقترحات لتكوين عادة القراءة لدى الأطفال:
- إن التربية بالقدوة لها أثر بالغ في نفسية الطفل و سلوكه لان الأطفال بطبيعتهم يميلون لتقليد الكبار، و بناء على ذلك فإن خير طريقة لتعويد الأطفال عل القراءة و تحبيبهم فيها هي أن نعود أنفسنا أولا على القراءة، كما يجب عدم إهمال الأطفال الذين لم يدخلوا المدرسة، فالمتخصصين في التربية و سيكولوجية القراءة ينبهون لتدريب الطفل الذي لم يدخل المدرسة على مسك الكتاب و تصفحه، كما انه من الضروري أن توفر له الأسرة بعضاً من الكتب الخاصة به.
- إنشاء مكتبة خاصة للطفل مما يجعله يتعود على احترام الكتب و ستحفز رغبته في إنشاء مجموعة خاصة به من الكتب التي ينبغي مساعدته في اختيارها دون التدخل المباشر في ميولاته(33).
- البدء بحملات إعلامية مكثفة لترسيخ الحس الحضاري تجاه القراءة في وجدان الناشئة لان الإعلام يشكل فضاءا واسعا يمكن استثماره إذا أحسنا فهم وظائفه المجتمعية أولا، و التفاعل المتزن معه ثانية.
- تطبيق فكرة المكتبات المتنقلة، فبمثل هذه الطريقة من شأنها تشجيع مطالعة الكتب لدى الناشئة، و كسر الجمود في تسويق فكرة القراءة المنتظمة و زيادة عملية استعارة الكتب، و مساندة أولياء الأمور و غيرهم في أداء دورهم التربوي المنوط بهم، إن إنشاء مكتبة متنقلة للأطفال تزور المدارس، و حدائق الأطفال، و أماكن الترفيه و التسوق…، ترسخ فكرة القراءة الحرة في كل مكان و تدعم دور الأسرة في ترويج فكرة التعلق بالكتاب على نطاق أوسع(34).
- عدم إهمال قصة قبل النوم، فالأطفال –بوجه عام- يحبون القصص و الحكايات حتى و إن كانوا لا يحسنون القراءة، و حتى و إن كنا لا نملك هذه العادة، يجب علينا استحداثها داخل مجتمعاتنا العربية، فخبراء التربية و علم النفس ينصحون الآباء و الأمهات بان يقوموا بقراءة بعض القصص الملائمة للأطفال قبل النوم، و بذلك تبني مهاراته اللغوية، فقصص قبل النوم تعتبر حجر الأساس في تنمية الطفل، و قد عبر الشاعر الأمريكي ستريكلاند جيلليان (Strickland Gillian) عن أهمية الأم القارئة في قصيدة تعتبر من أشهر القصائد و أحبها عند الشعب الأمريكي و يقول فيها:
قد يكون لديك ثروة مخفاة
علب مجوهرات، الجواهر و صناديق من الذهب
إلا انك لن تكون أبداً أغنى مني
فقد كان لي أم تقرأ لي
عندي أم تقرأ لي القصص(35).
- التدرج مع الطفل في قراءته.
- تشجيع الأطفال على قص ما قرؤوه لوالديهم، أو لإخوانهم، فهذه الوسيلة مساعدة على تشويق الطفل و جعله يُقبل على القراءة(36).
- الصبر عند تطبيق هذه النصائح و لا ننتظر نتائج فورية، كما يجب علينا التذكر دائما أن إجبار الطفل على القراءة يفقده المتعة، ومن يفقد متعة شيءما يتركه في أول فرصة تتاح له
نحن اليوم بحاجة كبيرة إلى أن نجعل من الثقافة عملا راقيا، و أن نمهد سبل القراءة الجيدة لأبنائنا، و ان نبدأ حملات مكثفة في تحبيب القراءة لدى الصغار، لأن المجتمعات الراقية لا تبنى إلا بالثقافة و العلم.
خاتمة:
إن الامة التي تعرف أهمية القراءة ، ستنال حظها من الرقي و السمو و التحضر و تزداد قوة و عمقاً، أما الأمة التي تعزف عنها و تستهتر بقيمتها سيكون مآلها الهلاك و التقهقر و التلاشي، وعليه نحن اليوم مطالبون أكثر من أي وقت مضى التشبث بعادة القراءة و التشجيع الإقبال عليها خاصة خارج الحملات الموسمية و التظاهرات الرسمية، و ان نربي في الناشئة فعل القراءة، فلكي نبني مجتمعا قارئ يجب أن نبدأ من الأساس، و لا يتسنى لنا ذلك إلا بتظافر جميع الجهود من أسرة و مدرسة و مكتبة إلى أكبر إطار في الدولة، للتخلص من العزوف عن القراءة، و إذا كان قد انتابتنا غفوة طويلة تخلفنا بسببها عن ركب الحضارة، فإن كلمة “اقرأ” لا تزال قادرة على إيقاظنا، و تحفيزنا لنعود سيرتنا الأولى إن شاء الله.
الهوامش:
(1)لطيفة حسين الكندري،تشجيع القراءة، ط1، المركز الإقليمي للطفولة و الأمومة، الكويت، 2004م، ص19.
(2)خالد عبد العزيز النصار، الإضاءة في أهمية الكتاب و القراءة، دار العاصمة، السعودية، 1421ه،ص30.
(3)محمد موسى الشريف، الطرق الجامعة للقراءة النافعة، ط6، دار الأندلس الخضراء، السعودية، 2004م، ص23.
(4)لطيفة حسين الكندري، المرجع السابق، ص19.
(5)بيتر شيفر و جريجوري ميتشل، القراءة السريعة، ترجمة أحمد هوشان، ط1،(د.م)، 2006م، ص11.
(6)خالد عبد العزيز النصار، المرجع السابق، ص30.
(7)عزة فاروق جوهري، الانترنت و سد الفجوة المعرفية في العالم العربي: دراسة استطلاعية عن توجهات القراءة في بيئة الانترنت و دورها في مجتمع المعرفة، مجلة اعلم، العدد 12، أفريل 2013م، ص125.
(8)أمير بن محمد المدري، أمة اقرأ لا بد أن تقرأ،ص7 الوصلة الإلكترونية كاملة:www.saaid.net/Doat/ameer/02.doc
(9)خالد عبد العزيز النصار، المرجع السابق، ص 55.
(10)أمير بن محمد المدري، المرجع السابق، ص 64.
(11)خالد عبد العزيز النصار، المرجع السابق، ص32.
(12)أمير بن محمد المدري، المرجع السابق، ص 13.
(13)مقال بعنوان” كم يقرأ العرب، و ماذا يقرؤون؟”بصحيفة رصيف 22 الإلكترونية، تاريخ الإطلاع: 25/09/2015، على الساعة 12:59.
(14) مقال بعنوان”العرب أكثر الشعوب أمية.. وقطر قد تتخلص منها قريبا”، بموقع الجزيرة مباشر الإلكتروني، تاريخ الإطلاع 27/09/2015، على الساعة:11:30.
(15)عزة فاروق جوهري، المرجع السابق، ص(118-119).
(16)خالد عبد العزيز نصار، المرجع السابق، ص58.
(17)أمير بن محمد المدري، المرجع السابق، ص18.
(18)محمد موسى الشريف، المرجع السابق، ص46.
(19)واثق غازي،”عزوف الشباب عن القراءة أسبابه..نتائجه..طرق علاجه”، ص ص(2-3)، الوصل الإلكترونية للمقال:www.geologyofmesopotamia.com/library/youngs2.pdf
(20)محمد موسى الشريف، المرجع السابق، ص 51.
(21)أمير بن محمد المدري، المرجع السابق، ص 19.
(22)خالد عبد العزيز النصار، المرجع السابق، ص 60.
(23)واثق غازي، المرجع السابق، ص5.
(24)نفسه، ص4.
(25)محمد موسى الشريف، المرجع السابق، ص75.
(26)مقال بعنوان” محمد بن راشد يطلق تحدي القراءة العربي”، جريدة البيان الإلكترونية، تاريخ الإطلاع:25/09/2015، على الساعة:12:08.
(27)موسوعة ويكبيديا
(28)تقرير اليونسكو حول دور الهواتف النقالة في تعزيز القراءة بعنوان:A study of mobile reading in developingcontrie:Reading in mobile era، الصادر عام 2014م.
(29)خالد عبد العزيز نصار، المرجع السابق، ص 64.
(30)محمد موسى الشريف، المرجع السابق، ص 75.
(31)لطيفة حسين الكندري،”دور الأسرة في تشجيع القراءة لدى أطفال المرحلة الابتدائية(الواقع و الطموح)من منظور أولياء الأمور”، مجلة الطفولة، العدد 9، جامعة القاهرة، 2011م،ص 34.
(32)المرجع نفسه، ص9.
(33)أمير بن محمد المدري، المرجع السابق،28.
(34)لطيفة حسين الكندري، دور الأسرة في تشجيع القراءة لدى أطفال المرحلة الابتدائية،ص5.
(38)المرجع نفسه، ص23.
(39)محمد موسى الشريف، المرجع السابق،ص 92.