وعي المجتمع القطري بالتغيرات المناخية في ظل الجهود الدولية والحكومية القطرية
Qatari society’s awareness of climate change in light of the international and Qatari government efforts
د. علا الكحلوت – Dr. Ola Alkahlout (ناشطة قطرية)
مقال منشور في مجلة جيل الدراسات السياسية والعلاقات الدولية العدد 33 الصفحة 27.
Abstract:
Climate change, and its causes, is an issue that deeply concerns governments, organisations and religious scholars in the twenty-first century. This is due to its severe consequences that includes: floods, heat waves, drought, the spread of disease and the displacement of millions. This study focuses on examining the awareness and knowledge of the Qatari population on climate change. Quantitative research in this study revealed that Qataris lacked knowledge or awareness due to insufficient international and governmental efforts in school curricula, courses, religious sermons and in the media. States, companies, and individuals all share responsibility to initiate action to reduce the consequences of climate change, it is not limited to Qatar but extends to all societies.
Keywords: climate change, global warming, Qatari society, awareness and knowledge, international and governmental efforts.
ملخص:
التغيرات المناخية وأسبابها قضية تقض مضاجع الدول والحكومات والمنظمات وعلماء الدين في القرن الواحد والعشرين. وذلك لعواقبها الوخيمة كالفيضانات وموجات الحر والجفاف وانتشار الأوبئة والأمراض، فضلًا عن ملايين النازحين والمشردين. اهتمت هذه الدراسة بدراسة مدى وعي ودراية السكان القطريين بالتغيرات المناخية. كشف البحث الكمي (الاستبانة) للدراسة أن الجهود الدولية والحكومية الغير كافية في المناهج الدراسية، والدورات والتدريبات، والموعظة الدينية، ووسائل الإعلام ساهمت في قلة أو غياب الوعي والدراية في المجتمع القطري. الدول والشركات والأفراد جميعًا مشتركون في المسؤولية لاتخاذ الخطوات في الحد من الأسباب المؤدية للتغيرات المناخية. قضية التغيرات المناخية لا تقتصر على المجتمع القطري فحسب بل تمتد لكافة المجتمعات.
الكلمات المفتاحية: التغيرات المناخية، الاحتباس الحراري، المجتمع القطري، الوعي والإدراك، الجهود الدولية والحكومية.
المقدمة :
التغيرات المناخية من أهم المواضيع الدولية والمحلية التي يتم مناقشتها في القرن الواحد والعشرين، ويعزى ذلك إلى العواقب الوخيمة التي تخلفها مثل: هطول الأمطار والفيضانات، وموجات الحر والجفاف، والأوبئة والأمراض. صرحت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 166 ألف شخصٍ لقوا حتفهم ما بين عامي( 1998-2017 )([1])، أيضا منظمة قطر الخيرية ذكرت أن هناك أكثر من 265.3 مليون نازحٍ ومشرد ما بين عامي (2008-2018)([2])، وبرغم النشاط الدولي والجهات الحكومية في التنبيه على حجم المخاطر إلا أن العواقب تتوالى وبازدياد مخلفة المخاسر البشرية والمادية. قال الأمين العام للأمم المتحدة في مؤتمر القمة المعني بالمناخ 2019([3]):
اهتمام علماء المسلمين كان له دور أيضا في شأن التغيرات المناخية، فالدين الإسلامي منذ 1400 عام شدد على الحفاظ على البيئة، قال تعالى في سورة الأعراف (آية:31): {وَكُلوا وَاشرَبوا وَلا تُسرِفوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ المُسرِفينَ}. وكذلك كان سلوك الرسول ﷺ في الحث على تنمية البيئة (ما مِن مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ منه طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كانَ له به صَدَقَةٌ)، رواه البخاري، حديث صحيح([4]). الحكومة القطرية ومنظماتها أبدوا جهودًا تجاه التغيرات المناخية، آخرها شهدت قطر تنظيم كأس العالم FIFA 2022 بتقديم بطولة صديقة للبيئة([5]). أيضا قطر الخيرية قامت بحملة تشجير ضمن مبادرة “زارعة مليون شجرة” التي أطلقتها وزارة البلدية([6]).
مازالت التطلعات الدولية تبحث عن الكثير من الجهود على مستوى الحكومات والشركات والأفراد لتقليص الأسباب المؤدية إلى التغيرات المناخية. قضية التغيرات المناخية ليست آنية بل تمتد لعقود من الزمن، وعواقبها لا تقتصر على المجتمع القطري بل تمتد لكافة المجتمعات. الوعي والإدراك يعتبر أولى الخطوات التي من خلالها يمكن تفادي الأسباب المؤدية للتغيرات المناخية. ستركز هذه المقالة على مناقشة التغيرات المناخية وما مدى وعي وإدراك السكان القطريين، بما في ذلك الأسباب والعواقب ومصادر المعرفة والحلول المطروحة لكبح الأسباب. لتحقيق ذلك ستنقسم الدراسة البحثية الى قسمين: القسم الأول يختص بالجانب النظري حول التغيرات المناخية بما في ذلك أسبابها وعواقبها. أيضا الحراك الدولي وجهود دولة قطر بخصوص هذا الشأن، وموقف الدين الإسلامي في الحفاظ على البيئة. في القسم الثاني استعراض ومناقشة النتائج للدراسة البحثية ومن ثم طرح توصيات الدراسة البحثية.
الإطار النظري والمنهجي للدراسة :
الإطار النظري: تتناول هذه الدراسة مدى وعي ودراية السكان القطريين بالتغيرات المناخية، حيث أصبحت التغيرات المناخية مشكلة اجتماعية تلقى الاهتمام من علماء وباحثين في علم الاجتماع. علم الاجتماع المختص في دراسة وفهم العلاقة بين المجتمع/(البيئة والسلوك البشري) سيوفر الوسائل التي من شأنها أن تساعد في حل المشكلات الموجودة في المجتمع مثل التغيرات المناخية([7]). أيضا ستتطرق هذه الدراسة إلى علم الاجتماع الديني الإسلامي من حيث اهتمام القران الكريم والأحاديث النبوية التي تدعوا الى الحفاظ على البيئة. يعرّف صالح و باقطايان “المجتمع الإسلامي” بأنه “يتألف من عدد من الأشخاص في كل مكان وفي كل وقت تجمعهم العقيدة الإسلامية والقانون الإلهي ،الذي ينظم علاقاتهم وأنشطتهم من أجل استمرارية المجتمع وتحسينه”([8]).
أسئلة الدراسة: تدور أسئلة الدراسة حول مدى وعي ودراية السكان القطريين بمختلف ديمغرافيتهم حول التغيرات المناخية وما نتج عنها من عواقب وخيمة والأسباب المؤدية لتفاقم المشكلة. وما هي مصادر المعرفة التي يستمد منها القطريون بشأن التغيرات المناخية. كذلك من هو المتسبب الرئيسي (الدول – الشركات – الأفراد) وفق آرائهم في تأجيج المشكلة، بما في ذلك من هو المسؤول الذي يجب أن يتخذ خطوات فاعلة لكبح الأسباب. بالإضافة إلى الحلول المطروحة تجاه التغيرات المناخية ومدى تأثير التعاليم الإسلامية وجهود الحكومة القطرية على وعي السكان القطريين حول التغيرات المناخية.
منهجية الدراسة: اعتمدت الدراسة على منهجية البحث الكمي من خلال توزيع عينة غير عشوائية عن طريق الاستبانة التي تحتوي على أسئلة مفتوحة ومغلقة على السكان القطريين. وقد وضّح الوادي والزعبي أن: “الأسئلة المفتوحة المنتهية تكون الإجابات فيها غير مقيدة ولكن يطلب من المستجيب أن يكتب اجاباته عن الأسئلة المطروحة بحرية ضمن إطار السؤال”([9]). وأضاف الباحثان الوادي والزعبي أنه يمكن استعمال الأسئلة المغلقة والتي تقتصر على إجابة من كلمة واحدة أو اختيار واحد([10]). في هذه الدراسة البحثية، بدأت الاستبانة بالتوضيح للمشارك القطري عن الدراسة وعن هوية الباحثة في حال الرغبة في التواصل المباشر معها. ومن ثم انقسم الاستبانة إلى قسمين: في القسم الأول تم استخدام خاصية الأسئلة المغلقة المنتهية وكانت جميعها إجبارية. بدأت الأسئلة الإجبارية بكتابة البريد الإلكتروني للمشارك ومن ثم الموافقة التامة على المشاركة وذلك لهدف ضمان أخلاقيات الدراسة. البريد الإلكتروني تم إخفاؤه في عرض النتائج للحفاظ على الخصوصية. الأسئلة الإجبارية احتوت أيضا على ديموغرافية للمشارك مبتدئة بــ: الجندر (ذكر – أنثى)، والجنسية (مواطن – مقيم)، والمؤهل العلمي (تعليم ثانوي (مدرسي) – جامعي)، والفئة العمرية (18-25 عامًا)، (26-35 عامًا)، (36- 45عامًا)، (ما فوق 46 عامًا).
أما القسم الثاني للاستبانة فقد اختص بالأسئلة المفتوحة وكانت اختيارية في الإجابة. جميع الأسئلة المفتوحة اشتقت من أسئلة الدراسة مثل: وعي ودراية القطريين تجاه التغيرات المناخية في العالم وفي قطر خاصة، الأسباب والعواقب للتغيرات المناخية، المسؤول الأول (الدول ،الشركات، الأفراد) في تأجيج المشكلة والمسؤول الأول في اتخاذ الإجراءات اللازمة لكبح الأسباب، والحلول المطروحة بشأن التغيرات المناخية. كتبت الاستبانة باللغة العربية كونها اللغة الرسمية لدولة قطر([11]).
لغرض هذه الدراسة قد تم تصميم الاستبانة على موقع جوجل فوورم (Google Forms) ومن ثم توزيعها عن طريق تكنيك كرة الثلج([12]) على مواقع التواصل الاجتماعي للحصول على أكبر عدد ممكن من المشاركين من المجتمع القطري. قد تم ترميز أسماء المشاركين لهذه الدراسة بأسماء وهمية كي يسهل استخدام اقتباساتهم. كل مشارك/ة سيصاحبه الترميز والوصف الديموغرافي الذي شارك فيه، مثل: مسعود ( ذكر، مقيم، جامعي، 36-45 عامًا).
التغيرات المناخية (الأسباب والعواقب) والتحرك الدولي تجاه القضية :
منذ أواخر الثمانينات بدأ العلماء في إصدار التحذيرات بشأن التغيرات المناخية وما يليها من كوارث مثل: الفيضانات التي وقعت في الباكستان وراح ضحيتها أكثر من 1100 باكستاني وتشرد ما يقارب من 500,000 باكستاني([13]). وضّح مصطفى يوسف كافي([14]) أن الأسباب الرئيسية لظاهرة التغيرات المناخية تعزى إلى زيادة نسبة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن الأنشطة البشرية المتزايدة. بدأ ظهور النشاط البشري منذ نهوض الثورة الصناعية في ستينيات القرن الثامن عشر في بريطانيا عند اكتشاف الآلة البخارية وتنتقل هذه الثورة الى أوروبا وأمريكا في مطلع القرن التاسع ويزيد استهلاك المحروقات كالفحم والنفط والغاز، فالمصانع والطائرات والسيارات تعتمد بشكل كبير عليها، إذ تمثل أكثر من 75% من انبعاثات غازات الدفيئة وحوالي 90% من جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون([15]). الغازات الدفيئة (Greenhouse gases) وهي “غازات موجودة في الغلاف الجوي لكوكب الأرض، وتتميز بقدرتها على امتصاص الأشعة تحت الحمراء التي تطلقها الأرض وتعيد إطلاقها مما يؤدي لرفع درجة حرارة الهواء، وبذلك تقلل من ضياع الحرارة من الأرض إلى الفضاء مما يجعلها تساهم في تسخين جوِّ الأرض، وبناءً عليه تسهم في ظاهرة الاحتباس الحراري والاحتراز العالمي”([16]). وفق المنظمة العالمية للإرصاد الجوية (WMO)([17]): يأمل العلماء إلى أن يتم الحد من الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة مئوية ولكن للأسف من المتوقع أن يصل الاحترار العالمي الى 3.2 درجة مئوية بنهاية هذا القرن اذا لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة التي من شأنها أن تقلص انبعاثات الكربون الى 45% بحلول 2030 م لتصل الى الصفر في حوالي عام 2050.م . وقد كشف تقرير للأمم المتحدة([18]) أن من أكثر السلوكيات البشرية التي تساهم في تأجيج غازات الدفيئة: تصنيع البضائع، قطع الغابات، استخدام وسائل النقل، إنتاج الغذاء، تزويد المباني بالطاقة، استهلاك الكثير.
وضّح الدكتور عبد العليم سعد دسوقي أن أحد عواقب غازات الدفيئة أو الاحتباس الحراري هو ذوبان الجليد في القطب الشمالي وكذلك الجنوبي، وهذا يفسر بدوره ارتفاع منسوب مياه البحار والذي يهدد بغمر مساحات واسعة من الأرض، وفي المقابل هناك مناطق ستعاني من الجفاف الشديد وندرة المياه والحرائق التي ستنتشر وتدهور التنوع البيولوجي وانقراض الكثير من الكائنات الحية البرية([19]). في الشكل رقم (1) نماذج من العواقب التي أحدثتها التغيرات المناخية على الأرض.
الشكل (1)
المصدر: علاء الصاوي، ” سيول في الخليج حرارة مرتفعة وحرائق في أوروبا: التغييرات المناخية تضرب العالم والأمل في قمة “شرم الشيخ””، الجمهورية أون لاين، شوهد في 26/01/2023، في: https://bit.ly/3wyCv70
نتيجة لتلك الكوارث صرحت منظمة الصحة العالمية أنه أكثر من 166 ألف شخصًا لقوا حتفهم ما بين 1998 و 2017، وأن ما يقارب 125 مليون شخصٍ تعرضوا للحرارة الشديدة ما بين 2000 و 2016، ([20]). وأوضحت المنظمة أيضا أن تغير المناخ سيؤثر على المحددات الاجتماعية والبيئية للصحة مثل الهواء النقي، ومياه الشرب، والغذاء ، والمأوى، ويتوقع أن يسبب تغير المناخ في الفترة من عام 2030 إلى عام 2050 بنحو 250,000 وفاة كل عام بسبب سوء التغذية والملاريا والإسهال والإجهاد الحراري([21]). منظمة قطر الخيرية من جهتها أكدت أن هناك أكثر من 265,3 مليون نازحٍ ومشرد بسبب تغيرات المناخ في جميع أنحاء العالم على مدى 11 عامًا (2008-2018)([22]). عرفت هذه الفئة بـ “المهاجرين البيئيين (Environmental migrants) أو “المشردين بيئياً” (Environmentally displaced person) وهم الذي اجبروا على ترك ديارهم بحكم الكوارث الطبيعية. لم تكن هذه المصطلحات متداولة إلا من خلال الحروب والنزاعات ولكنها أصبحت متواجدة من خلال عواقب التغيرات المناخية على البيئة وما فرضته على نمط حياة الإنسان. الحروب والنزاعات وكذلك التغيرات المناخية هي بفعل الإنسان وكلا الحالتين تسببت في خروج الإنسان عن نمط حياته المعتاد بطريقة تعسفية.
المنطقة العربية في الشرق الأوسط كان لها أيضاً نصيب من ارتفاع درجات الحرارة، حيث شهدت عدة دول في المنطقة موجات حارة غير مسبوقة، كتلك التي أودت بحياة 60 شخصاً في مصر عام 2015([23]). ليس هذا فحسب، سيتعرض الوطن العربي إلى ارتفاع درجة الحرارة في النصف الثاني من هذا القرن، منطقة الخليج سيصعب العيش فيها، وربما الحج سيصبح غير مقدور عليه بسبب المناخ، ستشهد المنطقة أيضا جفافاً في المياه حتى البحر الميت لن يسلم، وبالمقابل ستغرق مدينة الإسكندرية([24]). الأرقام والعواقب الناتجة عن التغيرات المناخية لا يمكن تجاهلها والتوقعات تدعو إلى سرعة الحركة ومن هنا شهد العالم في الآونة الأخيرة تحركات دولية تهدف لبث التوعية حول المخاطر. فشهدنا المؤتمرات ما بين الفينة والأخرى تعقد لتبادل النتائج والمعلومات المستجدة حول الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية وإيجاد الحلول الفورية التي يمكن أن تساهم في تقليص المشكلة. ومن هذه المؤتمرات: قمة ريو أو قمة الأرض 1992 بالبرازيل، الاتفاقية الإطارية بشأن تغير المناخ 2012 – قطر، واتفاق باريس 2015 – فرنسا([25]). وكان آخرها مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ “كوب 27” 2022 مصر([26]). وقد تقدمت الجمعية العامة بالأمم المتحدة ب17 هدف و169 غاية تغطي مجموعة واسعة من قضايا التنمية المستدامة كان منها: مكافحة تغير المناخ مثل: استخدام الطاقة المتجددة، التوسع في زيادة المساحات الخضراء، إنشاء مكبات قمامة بيئية وصحية، تطوير العملية الصناعية بما يخدم تقليل انبعاثات الغازات، وتشديد الرقابة على المصانع ([27]).
لذا من هو المسؤول عن تقليص الاحتباس الحراري ومن ثم التغيرات المناخية. وفق الأمم المتحدة فإن المسؤولية تقع على عاتق جميع أفراد المجتمع وكذلك على القطاع الخاص غير أن القوة الدافعة الرئيسية للتغيير تقودها الحكومات الوطنية والدول، من خلال إجراءات مثل سن التشريعات واللوائح اللازمة للحد من الانبعاثات([28]). المملكة المتحدة، كنموذج، سارعت في اتباع الخطوات اللازمة التي من شأنها يمكن أن تساهم في تقليص العوامل المؤدية للتغيرات المناخية مثل توزيع الحاويات على المنازل لفرز النفايات بالحاويات المخصصة لكل نوع مثل حاوية الكرتون وحاوية البلاستيك، … إلخ، مما يسهل على الدولة اعادة تدويرها([29]). الشركات أيضاً لها نصيب من المسؤولية. حيث يقع على عاتق الشركات مسؤولية تقليل انبعاثات الغازات مع الكشف عن الخطوات التي تتخذها لمعالجة آثارها على تغير المناخ، وضمان انصاف الأشخاص المتضررين من انبعاثاتها وأنشطتها([30]). وتبعا لموقع National Ocean Service فإن حماية كوكبنا يبدأ منا، أي أن المسؤولية الفردية أيضا لها دور كبير في شأن التغيرات المناخية. ومن أمثلة تلك المسؤولية: تقليل حجم النفايات، إعادة التدوير أو الاستخدام، الحفاظ على المياه، المشي أكثر لتوفير استخدام السيارات، اختيار المنتجات بحكمة، تكثيف الزراعة، استخدام مصادر الطاقة المتجددة، البقاء على الاطلاع بشأن التغيرات المناخية، التطوع مثل الحفاظ على حماية المحميات الطبيعية([31]). الدين الإسلامي أيضا من جهته أشار في الكثير من المواضع القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تشير على أهمية دور الفرد نحو حماية البيئة والحفاظ عليها.
الدين الاسلامي وحرصه على الحفاظ على حماية البيئة
في وثيقة بعنوان “الإعلان الإسلامي حول التغير المناخي” 2015 إسطنبول([32])، استشهد علماء المسلمين ب آيات من القرآن الكريم وبسلوك رسول الله ﷺ في النهي عن قطع الأشجار وعدم التبذير واعادة تدوير حاجياتنا إما بإصلاحها أو بإهدائها للغير. يقول الله تعالى في سورة الأعراف (آية:31): {وَكُلوا وَاشرَبوا وَلا تُسرِفوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ المُسرِفينَ}. الرسول ﷺ أيضا حثّ على عدم الإسراف، فقد مر النبي بسعد بن أبي وقاص وهو يتوضأ فقال: «ما هذا السرف؟»، فقال أفي الوضوء إسراف؟ قال: «نَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ» سنن ابن ماجه، حديث (425)([33]). وفي الحث على تنمية البيئة يقول رسول الله ﷺ: (ما مِن مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ منه طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كانَ له به صَدَقَةٌ)، رواه البخاري، حديث صحيح([34]). فالدين الإسلامي شدد على المسلمين في الحفاظ على الأرض وكيف لا وهو الخليفة المؤتمن عليها، أكد ذلك الإمام الدكتور أحمد الطيب (شيخ الأزهر الشريف)([35]) أن الله أصلح الأرض للإنسان ومن ثم استأمنه عليها وخلفه فيها مستمدا ذلك من قوله تعالي في سورة فاطر (آية:39): {هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ}. وحذر الدكتور من الفساد في الأرض مستدلاً بقوله تعالى في سورة الروم (آية:41): {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}. التعاليم والتوصيات الإسلامية واضحة وصريحة للمسلمين في الحفاظ على البيئة وهذا ما يتوجب على كل مسلم اتجاه التغيرات المناخية والتوقف عن الممارسات الخاطئة الضارة بالبيئة.
تحركات قادة الأديان لم تقتصر على علماء المسلمين، ففي مؤتمر “الإيمان والعلم” 2021 روما اجتمع فيه أطياف دينية عدة متمثلة في الطوائف الإسلامية والمسيحية واليهودية والهندوسية والسيخية والبوذية والكونفوشيوسية والطاوية والزرادشتية واليانية([36]). أكد الجميع في المؤتمر على الحرص الشديد على انقاذ البيئة مما لحق بها من تغيرات مناخية. أيضا مناشدة علماء المسلملين في المؤتمر الذي يحمل عنوان “لقد ورثنا بستانا.. يجب ألا نتركه صحراء لأبنائنا” 2021 – مصر، و فيه تم التأكيد فيه على الجهود الفورية التي ينبغي على قادة الأديان اتخاذها مع المجتمع وأتباع دياناتهم بالتوعية نحو مخاطر التغير المناخي مثل تزويد المناهج التعليمية والمؤسسات بالتعليم البيئي، المشاركة بين جميع أفراد المجتمع بمختلف أطيافهم نحو بناء مجتمع مستدام يخدم البيئة، التشجيع على شراء المنتجات التي تخدم البيئة، الضغط على الجهات المسؤولة مثل الدول الغنية والحكومات لاتخاذ خطوات فاعلة في حماية البيئة([37]).
تفاعل الحكومة القطرية مع قضية التغيرات المناخية
دولة قطر هي دولة عربية خليجية تتبع التعاليم الإٍسلامية وتعتبر إحدى أكثر منتجي النفط والغاز الأكثر أهمية في العالم، ويترأسها صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني منذ العام 2013 ويبلغ عدد سكانها لعام 2022 – 2,985,029 نسمة ما بين مواطن ومقيم([38]). الحكومة القطرية أبدت تعاونها الدولي حول قضية التغيرات المناخية، فمنذ عام 1996 حيث انضمت قطر إلى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لعام 1992 بشأن تغير المناخ([39])، أيضا أنشأت اللجنة الوطنية للتغير المناخي لعام 2007 بجعل دولة قطر “من الدول الرائدة في المنطقة في مجال خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحـراري وسـن التوصـيات والسياسات والقوانين وخطط عمل بمشاركة الجهات الداخلية والخارجية لحماية كوكب الأرض من التأثير السلبي لهذه الغازات”([40]). أيضا قامت الحكومة القطرية بدعم الصندوق الدولي للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، حيث ساهمت قطر بتمويل المجتمعات النامية التي تعاني من التغيرات المناخية، حيث قامت بدفع 1.7 مليون دولار للمجتمع الصومالي، وكانت المساهمة بهدف تحقيق الأمن الغذائي ومساندة المجتمع([41]).
وعلى الصعيد الداخلي للشأن القطري، كان للحكومة القطرية الحرص في اتباع الخطوات الدولية بشأن تغير المناخ. في عام 2020 ، أعلنت دولة قطر عن مشروع بناء محطة الخرسعة وهي أول محطة كبرى لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية([42]). وفي عام 2021 تم انشاء وزارة تختص بالبيئة تسمى “وزارة البيئة والتغّير المناخي” والتي تقوم “بتحقيق العديد من الأهداف وفي مقدمتها حماية البيئة وصون مواردها والحد من الانبعاثات المسببة للتغير المناخي”([43]). موقع الكتروني “وزارة البيئة والتغّير المناخي” يعج بالفعاليات والأنشطة والمواضيع التي تختص بشؤون البيئة والحفاظ عليها والاهتمام بتحقيق الرؤية الوطنية لقطر 2030 التي تحرص على التوافق مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة من خلال تنفيذ المشاريع والمبادرات التي تساهم في خفض العوامل المؤدية الى التغيرات المناخية([44]). وفيما يخص البيئة والاستدامة بيّن موقع مكتب الاتصال الحكومي التابع لدولة قطر أن الدولة تحتضن مدينتي لوسيل و مشيرب وهما من المدن التي تصنف صديقة للبيئة في الحد من استخدام السيارات الخاصة([45]). وفي تنظيم كأس العالم FIFA قطر 2022 تم استخدام مواد صديقة للبيئة، “لتكون أول بطولة محايدة للكربون مع ملاعب تعمل بالطاقة الشمسية واستخدام تقنية التبريد والإضاءة لتوفير المياه والطاقة”([46]).
المؤسسات والمنظمات القطرية أيضاَ لها جهود في هذا الشأن، حيث نظمت المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء «كهرماء» المبادرة تحمل تضامناً مع العالم بهدف زيادة وعي المجتمع بضرورة مواجهة خطر التغيرات المناخية، وترشيد استهلاك الطاقة للحفاظ على الموارد الطبيعية وحماية البيئة([47]). أيضا نظمت “قطر الخيرية” و” الهلال الأحمر القطري” وشركاء العمل الإنساني في دولة قطر في 2021 نداءً بعنوان “سباق من أجل الإنسانية” والذي صب اهتمامه حول تكثيف الجهود الجماعية وتعزيزها من أجل التصدي لأزمة تغير المناخ في جميع أنحاء العالم([48]). وقد بذلت مؤسسة قطر الخيرية بالتعاون مع أصدقاء البيئة وبلدية الوكرة مجهوداَ للتوعية بالتغيرات المناخية في المجتمع القطري عبر تنظيم مسابقة بعنوان “محاكاة قمة التغيير المناخي”([49]). علاوة على ذلك شاركت المنظمة حملة تشجير بعنوان “زارعة مليون شجرة” التي أطلقتها وزارة البلدية إلى جانب نشر الوعي في المجتمع بأهمية زراعة الأشجار([50]).
وعلى الرغم من اهتمام الحكومة القطرية ومنظماتها بشأن التغيرات المناخية إلا أن قطر تحتل المركز 13 على مستوى العالم 2021 في تلوث الهواء وفق إحصائيات Air quality index (AQI) بالشراكة معUnited Nations Environmental Program و UN Habitat وGreenpeace([51]). وتلوث الهواء في قطر ناجم عن انبعاثات الغازات من السيارات وأنشطة البناء والمصانع وحركة النقل الجوي([52]). وتلوث الهواء وتغير المناخ وجهان لعملة واحدة في زيادة الاحتباس الحراري وفق ما جاء في برنامج الأمم المتحدة للبيئة، حيث وضّح البرنامج أن “يتم توزيع تلوث الهواء على شكل جسيمات من محركات الديزل حول العالم، وينتهي به الأمر في الأماكن النائية، بما في ذلك المناطق القطبية وعندما تهبط على الجليد والثلوج، فإنها تجعل لونها غامقاً قليلاً، مما يؤدي إلى انعكاس ضوء الشمس مرة أخرى في الفضاء، والمساهمة في ظاهرة الاحتباس الحراري”([53]). وهذا التلوث الهوائي أو الاحتباس الحراري له أضراره المستقبلية على قطر، وفق ما ذكره تقرير HUMAN CLIMATE HORIZONSالتابع لـ United Nations :Development Program (UNDP) أن قطر ستواجه زيادة في درجات الحرارة في السنوات القادمة مقارنة بالسنوات السابقة، وأضاف التقرير أنه سيتواجد حالات وفيات بشكل أكبر بسبب التغيرات المناخية في قطر([54])، انظر الشكل (2).
الشكل (2)
التغير في معدلات الموت السنوية الناتجة عن التغيرات المناخية في قطر
المصدر: Human Climate Horizons, “Qatar”, accessed on 25/01/2023, at: https://bit.ly/3EoVGF4
معدل الوفيات في قطر لكل 100،000 شخص سيكون 6 أشخاص ما بين عامي 2020–2039 مقارنة بصفر من الوفيات ما بين عامي 1986–2005. وستزيد حالات الوفاة كلما تقدمت السنوات. لا شك أن الحكومة القطرية ومنظماتها ماضية على قدم وساق مع الجهود الدولية حول قضية التغيرات المناخية. لكن هذه الجهود مازالت غير كافية وفق النتائج والتقارير الدولية التي بدورها كانت غير مطمئنة على المستوى العالمي وعلى الصعيد القطري. وعليه يجب مضاعفة الجهود الدولية والقطرية وإيجاد الثغرات التي من خلالها يمكن أن تساهم في تقليص الأسباب التي تؤجج التغيرات المناخية ابتداءً من المجتمع القطري.
نتائج الدراسة البحثية
نتائج المشاركين للأسئلة الإجبارية: في هذه الدراسة البحثية قد تم استجابة 89 مشارك قطري من مختلف ديمغرافيتهم: الجندر (ذكر أو أنثى)، الجنسية (مواطن أو مقيم)، المؤهل الدراسي (جامعي أو تعليم ثانوي (مدرسي))، الفئة العمرية ((18-25 عامًا)، (26-35 عامًا)، (36-45عامًا)، (ما فوق 46 عامًا).
نسبة الإناث كانت الأعلى حظًا بـ 59 مشاركة (66.9% تقريبًا) في المقابل 30 مشاركًا ذكوري (33.7% تقريبًا). كذلك المقيمين بـ 76 مشاركًا (85.9% تقريبًا) في المقابل سجل المواطنون 13 مشاركًا (14.6% تقريبًا). النسب الفارقة في الجندر والجنسية هي أحد حدود الدراسة إلا أنه يمكن فهمها بسبب جندرية الباحثة كونها أنثى والطبيعة الديموغرافية للمجتمع القطري حيث يشكل المواطنون نسبة 10.5% تقريبًا من المجتمع القطري([55]). كذلك الحال في المؤهل الدراسي حيث سجل الاستبانة عدد المشاركين الجامعيين 73 مشاركًا (82% تقريبًا) مقارنة بـ 16 مشاركًا (17.9% تقريبًا) من المستوى التعليمي الثانوي (المدرسي). اختلاف النسب في المستويات التعليمية تعد أحد حدود الدراسة إلا أنه يمكن فهمها من زاوية الوعي التعليمي، حيث إن المشاركين من ذوي المؤهل الجامعي يفارض أنهم أكثر حظًا في التوعية والإدراك بشأن التغيرات المناخية وهذا ما سيتم مناقشته في هذه الدراسة البحثية. والفئة العمرية كانت النسب متقاربة في كل مجموعة حيث سجلت نتائج المشاركين كالتالي:
- (18-25) عامًا 19 مشارك (21.3% تقريبًا)
- (26-35) عامًا 17 مشارك (19.1% تقريبًا)
نتائج إجابات المشاركين للأسئلة المفتوحة:
السؤال الأول: اختص بوعي و دراية المشاركين حول التغيرات المناخية. عبر49 مشاركًا (55% تقريبًا) بأن لديهم دراية حول التغيرات المناخية، بينما 15 مشاركًا (16.8% تقريبًا) لديهم القليل من المعرفة. في حين أن 23 مشاركًا (25.8% تقريبًا) أجابوا بشكل قطعي بـ “لا” أي ليس لديهم دراية أو معرفة حول المتغيرات المناخية، و2 مشاركان (2.2% تقريبًا) تركوا الإجابة فارغة.
السؤال الثاني: اختص بذكر أمثلة عن أسباب الاحتباس الحراري (التغيرات المناخية) والعواقب المترتبة عليه. سجل 67 مشاركًا (75.2% تقريبًا) إجابة، بينما 13 مشاركًا (14.6% تقريبًا) أبدوا عدم المعرفة، و9 مشاركين (10.1% تقريبًا) تركوا الإجابة فارغة.
السؤال الثالث: اختص بذكر المصادر المعرفية التي يستمد منها المشارك المعلومات والأخبار حول التغيرات المناخية مثل التقارير الإخبارية والتواصل الاجتماعي. تم تسجيل 45 مشاركًا (50.5% تقريبًا) إجابة، بينما سجل 25 مشاركًا (28% تقريبًا) لم يصادفوا مصادر معرفية، و19 مشاركًا (21.3% تقريبًا) تركوا الإجابة فارغة.
السؤال الرابع: اختص بذكر من هو المتسبب الرئيسي (الدول – الشركات – الأفراد) في تأجيج التغيرات المناخية ولماذا. سجل هذا السؤال أعلى نشاطا من بين الأسئلة، حيث سجل 72 مشاركًا (80.8% تقريبًا) إجابة، بينما 5 مشاركين (5.6% تقريبًا) سجلوا عدم المعرفة. و12 مشاركًا (13.4% تقريبًا) تركوا الإجابة فارغة.
السؤال الخامس: اختص بذكر من هو المسؤول في المقام الأول عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لتقليل العوامل المؤدية إلى التغيرات المناخية. سجل 67 مشاركًا (75.2% تقريبًا) إجابة، بينما 7 مشاركين (7.8% تقريبًا) ليس لديهم معرفة. و15 مشاركًا(١٦٠٨% تقريبًا) تركوا الإجابة فارغة.
السؤال السادس: اختص بطرح الحلول الأولية لتقليل التغيرات المناخية. سجل 66 مشاركًا (74.1% تقريبًا) إجابة، ينما 8 مشاركين (8.9% تقريبًا) ليس لديهم دراية، و15 مشاركًا (16.8% تقريبًا) تركوا الإجابة فارغة.
السؤال السابع: اختص بملاحظة المشارك بالخطوات العملية التي يتم اتخاذها في المجتمع القطري للحد من التغيرات المناخية. سجل 50 مشاركًا (56.1% تقريبًا) إجابة، بينما 24 مشاركًا (26.9% تقريبًا) ليس لديهم دراية، و15 مشاركًا (16.8% تقريبًا) تركوا الإجابة فارغة.
السؤال الثامن اختص في رغبة المشاركين بترك تعليق. التفاعل لهذا السؤال كان أقل نشاط من بين الأسئلة، حيث سجل 24 مشاركًا (26.9% تقريبًا) إجابة، بينما 42 مشاركًا (47.1%تقريبًا) أجابوا بــ لا، و23 مشاركًا (25.8% تقريبًا) تركوا الإجابة فارغة.
التحليل والمناقشة
اهتمت هذه الدراسة بمناقشة الوعي والإدراك القطري حول التغيرات المناخية وأسبابها وعواقبها. أيضا تحديد المتسبب في تأجيج التغيرات المناخية، وتحديد الجهات المسؤولة التي يمكن عن طريقها اتخاذ الخطوات الفورية لتقليص العوامل المؤدية إلى التغيرات المناخية. كذلك طرح الحلول التي من جهتها يمكن أن تساعد في تقليص العوامل ابتداءً من المجتمع القطري.
أكثر من نصف المشاركين القطريين (49 مشاركًا) بمختلف ديموغرافيتهم قالوا أن لديهم التوعية والإدراك حول التغيرات المناخية. مثال على ذلك: ياسمين (أنثى، مقيمة، جامعية، 26-35 عامًا) قالت:
فظاهرة الاحتباس الحراري هي ناقوس خطر بيئي فيما يتعلق بصلاحية الحياة لأنواع الكائنات الحية المختلفة ومنها الإنسان على الأرض. فنشهد الكثير من الحرائق في الجزائر هذا العام وما يمكن أن يؤثره هذا على الغطاء النباتي والكائنات التي كانت تعيش على الأشجار فيها. بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة وذوبان المحيط المتجمد وما يؤثره على الطقس في أوروبا.
بعض المشاركين أبدوا وعيهم وإدراكهم للتغيرات المناخية من خلال الحياة اليومية لهم مثل عبير (أنثى، مقيمة، جامعية، 18-25 عامًا) قالت:
نستطيع لمسة (التغيرات المناخية) في الحياة المحيطة بنا من التغيرات في درجات الحرارة أو منسوب المطر وغيرها.
كذلك عبر صفوان (ذكر، مقيم، جامعي، 36-45 عامًا) قائلًا:
الجو مش نظيف من التلوث والرياح والغبار واختلف الجو عن زمان.
أي أن التغيرات المناخية أصبحت عواقبها ملموسة في المجتمع القطري. وهذا ما أكده تقريرHUMAN CLIMATE HORIZONS([56]) الذي وضّح بأن درجات الحرارة في قطر ستكون في ازدياد. بينما 40 مشاركًا (44.9% تقريبًا) تباينت آرائهم ما بين المعرفة والدراية القليلة أو عدم المعرفة بشكل قاطع أو ترك الإجابة فارغة. أي ما يقارب النصف الآخر من المشاركين هم على الأقل بحاجة إلى التوعية لتكتمل الصورة بشكل واضح بشأن التغيرات المناخية. ديمغرافية المشاركين سجلت على النحو التالي:
ليس عندي توعيه حول الاحتباس الحراري أو التغيرات المناخية ولكني سمعت أن أحوال الطقس تتغير ويتكلمون كثير في التلفاز ولكن غير موضح.
من الملاحظ هنا أن الفئة العمرية الأصغر سنًا هي الأكثر احتياجًا للتوعية، وهي التي تعتبر نواة المستقبل وعليها يعتمد الاتكال في اتخاذ الخطوات الفورية لكبح الأسباب المؤدية للتغيرات المناخية. هذا يدل على غياب التوعية ابتداءً من مصادر المعرفة المدرسية أو الجامعية.
نتائج الدراسة في عدم الاتزان في النسب للتنوع الديمغرافي الخاص بالوعي والإدراك للمشاركين حول التغيرات المناخية في المجتمع القطري يجب أخذها بعين الاعتبار للجهات المختصة القطرية من حكومة ووزارة البيئة والمؤسسات والمنظمات وما إلى ذلك . نشر التوعية بكافة وسائلها يجب أن تغطي كافة فئات المجتمع، مثل مصادر المعرفة للتوعية يفترض أن تكون مبسطة لجميع فئات المجتمع. التغيرات المناخية معضلة تحتاج التعاون من جميع أفراد المجتمع ولا يتم التعاون إلا بالتوعية الواضحة للجميع.
على الجانب الآخر سجل أكثر من نصف المشاركين (75.2% تقريبًا) بعض الأسباب والعواقب للتغيرات المناخية مثل سارة (أنثى، مقيمة، جامعية، 36-45 عامًا) قالت:
تسارع انتاج غازات الدفيئة بسبب الإنتاج الصناعي. الخلل في نسب هذه الغازات خاصة غاز أول أكسيد الكربون أدى إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض ومع مرور الوقت زيادة منسوب البحار والمحيطات وذوبان الجليد واختلال التوازن البيئي بحيث نرى اختلاف في مواسم الأمطار وغزارتها كذلك ارتفاع الحرارة في الصيف.
البعض الآخر من المشاركين أعزى أسباب التغيرات المناخية إلى الحروب والنزاعات، قالت فاطمة (أنثى، مقيمة، مدرسي، 46 فما فوق) أن:
من أسبابه المصانع الذرية والنووية واستخراج الغاز والنفط واستعمال الأسلحة والحروب والقنابل.
وهذا بالفعل ما أكده مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ “كوب 27” لعام2022 حيث كان واضحًا أن الحروب والصراعات لها التأثير المباشر على تغير المناخ، “ويقدر العلماء انبعاثات هذه الغازات المسؤولة عن الاحترار العالمي المرتبطة بالنشاطات العسكرية بما يتراوح بين 1% و5% من الانبعاثات العالمية”([57]). التغيرات المناخية تتفاقم يومًا بعد يوم والأرض تئن من أفعال الإنسان عليها والمخاوف لا تتوقف من العواقب.
الملاحظ أيضا أن أبخرة المصانع وعوادم السيارات قد تم ذكرها في الإجابة على طول أسئلة الاستبانة حيث سجل 45 مشاركًا بأنهم هم المتسبب الرئيسي في الاحتباس الحراري. مثال على ذلك هيام (أنثى، مقيمة، مدرسي، 46 فما فوق) قالت:
سبب الثقب الذي حصل في طبقة الأوزون بسبب الغازات المتصاعدة من المصانع أو مخلفات الوقود المحترق من الطائرات والسيارات والقطارات وأمثالها.
أراء المشاركين جاءت متناسقة مع أسباب التلوث الهوائي لقطر والذي جعلها تحتل المركز 13 على العالم لعام 2021 وفق تقرير Air quality index (AQI)([58]). وهذا بالفعل ما تشهده قطر من نشاط عمراني في المجتمع. مطار الدوحة الدولي أيضا له نشاطه الجوي العالمي إذ يعتبر حلقة الوصل ما بين الغرب والشرق بحكم موقعه الجغرافي. وعليه يستوجب من الحكومة القطرية وبالأخص وزارة البيئة دراسة الحلول التي يمكن من خلالها اتخاذ التدابير اللازمة في الحد من هذه الانبعاثات الكربونية.
من الجانب الآخر، عدم وعي وإدراك القطريين حول معرفتهم بالأسباب أو العواقب أيضا ظهر من خلال 22 مشاركًا (24.7% تقريبًا) ما بين عدم الدراية أو ترك الإجابة فارغة. معرفة الأسباب مهمة للغاية لتفادي العواقب. التوعية بالتغيرات المناخية سيمنح القطري السلوك الصحيح الذي من خلاله سيحد من تأجيج الأسباب. عدم توفير المصادر المعرفية بشكل كاف أيضا ساهم في عدم الدراية بالأسباب والعواقب بشأن التغيرات المناخية. حيث سجل 44 من المشاركين (49.4% تقريبًا) لم يذكروا مصدر توعوي بشأن التغيرات المناخية. هذا دليل على أن الجهود الدولية والمحلية من الحكومة القطرية ومنظماتها لم تكن كافية لنشر التوعية.
على الجانب الآخر، مصادر التوعية كالتقارير الإخبارية والبرامج الثقافية التي يستمد منها المشارك القطري الوعي تجاه التغيرات المناخية حظيت بأكثر من نصف المشاركين – 45 مشاركًا (50.5% تقريبًا) حيث كانت الأمطار والفيضانات التي شاهدوها هي القاسم المشترك لمعظم إجابات المشاركين. قالت مطيعة (أنثى، مقيمة، جامعية، 46 فما فوق):
نعم شاهدت : فيضانات _ حرائق الغابات _ ارتفاع درجة الحرارة في فصل الصيف في العديد من دول العالم
الأمطار والفيضانات هي من الكوارث الطبيعية التي يواجهها الفرد، لذلك يكون وقعها أكبر في نفوس المشاركين. وهذا ما أكدته منظمة قطر الخيرية بتسجيل ظاهرة المهاجرين والنازحين البيئيين([59]). أي أن المخاوف بدأت تطال المشاركين فالجميع أصبح في خندق واحد والكوارث الطبيعية تداهم الجميع.
كشفت النتائج أيضا أنه لم يشر أحد من المشاركين لأن هناك توعية من الجانب الديني المختص بالحفاظ على البيئة من قبل علماء المسلمين في العالم أو في قطر مثل البرامج التلفزيونية التي عادة يتحدث فيها علماء المسلمين بأمور تختص بالتوعية ومشاكل المجتمع، خصوصا المجتمع القطري مجتمع ذو هوية إسلامية ومن سلم أولوياته الاهتمام بتنفيذ تعاليم الإسلام([60]). على سبيل المثال: التذكير بوصايا الإسلام حول الحفاظ على البيئة في خطب المساجد ونشر التوعية الدينية في البرامج التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي الرسمي مثل تويتر والفيسبوك التي يسهل تناقلها بين أفراد المجتمع.
أما بخصوص من هو المتسبب الأول (الدول أو الشركات أو الأفراد) بتأجيج التغيرات المناخية أثار الجدل بين المشاركين القطريين، حيث عبر معظم المشاركين بأن الجميع يتحملون المسؤولية بمشاركة 38 مشاركًا (42.6% تقريبًا). قالت ياسمين (أنثى، مقيمة، جامعية، 26-35 عامًا):
جميعهم بلا استثناء. فسياسات الدول في نزاعاتها مع الاخريات وتطويرها العسكري والنووي يؤدي إلى مخاطر فظيعة للبيئة والطبيعة. الشركات بالمصانع من الممكن أن يكون تأثيرها أخف. والانسان يعتمد تأثيره على درجة وعيه تجاه حماية البيئة والطبيعة المجاورة له عبر تكثيف الزراعة مثلا والاهتمام بها وعدم رمي النفايات إلى اخره…
تحميل المشتركين القطريين المسؤولية على الجميع يعني أن المشاركين لديهم القناعة أن المجتمع بكافة أقسامه يتحمل المسؤولية اتجاه التغيرات المناخية. كل له دوره مطالب به وفق التوصيات الدولية والدينية والقوانين الحكومية والتي بدورها ستساهم في إنقاذ الموقف. بينما تقاربت النسب ما بين المتسبب الأول يعود على “الدول” بمشاركة 14 مشاركًا والشركات ” بمشاركة 13 مشاركًا. وأعزى معظم المشاركين على أن “الدول” كونها لها السلطة في سن القوانين أما “الشركات” نتيجة أدخنة المصانع كما عللت سميحة (أنثى، مقيمة، جامعية، 46 فما فوق). الجدير بالذكر هنا أن بعض المشاركين وضّح أن “الدول” الصناعية هي التي تتحمل المسؤولية بشكل أساسي مثل دولة الصين لكثرة المصانع فيها. أي أن الرابط هنا ربط الدول بالشركات معا، مما يؤدي أضعاف مضاعفة في تأجيج التغيرات المناخية وعليه يجب أن يكون حراك دولي اتجاه هذه الدول. أيضا من الملاحظ أن فقط 4 مشاركين قالوا بأن المتسبب الرئيسي يعود “للفرد” فقط. هذا دليل على أن المشاركين ليست لديهم وعي حول السلوك البشري اتجاه التغيرات المناخية. السلوك البشري مثل الإسراف في المياه والتبذير والتوسع العمراني يتعدى على الرقعة الخضراء واستخدام المواصلات الخاصة بدل العامة … الخ. عدم الوعي أيضا ظهر من خلال تسجيل الاستبانة مشاركة (19.1% تقريبًا) ما بين عدم الدراية وترك الإجابة فارغة.
الدول، نظراً لأن لها السلطة على المواطنين والإنتاج. حتى أنه يمكنها فرض ضرائب على الشركات المتسببة في تفاقم الاحتباس الحراري. كما أنها تمتلك الموارد الأكبر في خيارات التحول لطاقة نظيفة مثلا، أو دعم منتجات لا تساهم في زيادة الاحتباس الحراري.
وهذا ما تعمل عليه الحكومة القطرية جاهدة للتخفيف من أثر التغيرات المناخية، مثل إنشاء مدن صديقة للبيئة كمدينتي لوسيل و مشيرب([61]). لكن يبدو أن الجهود القطرية تحتاج إلى إضافة الجهود بشأن البضائع الضارة بالبيئة وفرض الضرائب عليها بل وحجبها من الأسواق. أيضا وزارة البيئة والمنظمات لهم دور رئيسي في التوعية كما عبر بعض المشاركين مثل آية (أنثى، مواطنة، جامعية، فوق 46 عامًا) وشكرية (أنثى، مقيمة، فوق 46 عامًا) كالنشاط الاجتماعي التدريبي “محاكاة قمة التغيير المناخي”([62]). أما المسؤولية المشتركة بين الدول والشركات والأفراد سجلت 10 مشاركين بينما ذهب 5 مشاركين بالمسؤولية الفردية وخلو الشركات من أي مسؤولية منفردة. لا شك أن القضية تقع على المسؤولية نحو التغيرات المناخية في المجتمع القطري تحتاج جهود اضافية في التوعية من قبل الحكومة القطرية ومنظماتها. وهذا وجد صداه بتسجيل 22 مشاركًا (24.7% تقريبًا) ما بين ليس لديهم دراية وترك الإجابة فارغة عن من هو المسؤول باتخاذ الاجراءات اللازمة لكبح الأسباب بشأن التغيرات المناخية. عدم الدراية والمعرفة حول التغيرات المناخية أيضا امتدت بين المشاركين في سؤال اقتراح الحلول التي من خلالها يمكن أن تساهم في كبح الأسباب التغيرات المناخية، حيث سجل 23 مشاركًا (25.8% تقريبًا) بعدم درايتهم.
على الجانب الآخر، أبدى المشاركون نشاطهم بالإجابة على طرح الحلول بشأن التغيرات المناخية حيث سجل 66 مشاركًا (74.1% تقريبًا) اقتراحاتهم، مثل محاسبة الشركات والمصانع والأشخاص المخالفين للقوانين وفرض العقوبات، تقليل الاعتماد على المحروقات من خلال انتاج الطاقة البديلة مثل الطاقة الشمسية، إعادة تدوير النفايات، تقليل من عوادم السيارات واستخدام السيارات الصديقة للبيئة، واستخدام المواصلات العامة. أيضا أبدى بعض المشاركين بالتوعية عن طريق المناهج الدراسية والإعلانات وعمل ورش تدريبية ودورات عامة والتقارير الإخبارية والثقافية ودورات عامة وما إلى ذلك. مثال: محلية (أنثى، مقيمة، جامعية، 46 فما فوق عامًا) قالت:
أول الحلول هي حملات التوعية في صفوف المدارس، … ، ثانيا يجب على الإعلام أن يلعب دوره أيضا في توعية بقية الأفراد من خلال البرامج والتقارير وحتى أفلام الكرتون.
أضافت إخلاص (أنثى، مقيمة، جامعية، 36-45 عامًا):
يمكن للجمعيات التطوعية أن تنظم فعاليات متنوعة لغرس الأشجار وحث من لديه القدرة على المساهمة في ذلك قدر الاستطاعة، أرى في دولة قطر توجه نحو زراعة الأشجار والتوسع في المناطق الخضراء.
الاهتمام بالزراعة والنباتات وعدم قلع الغابات وجد صداه عند العديد من المشاركين لهذه الاستبانة. حيث تم تسجيل 42 تعليقًا على طول الاستبانة يتحدث عن أهمية الزراعة وزيادة الرقعة الخضراء لكبح ظاهرة الاحتباس الحراري حيث تعتبر الزراعة هي المتنفس الرئيسي لرئة الأرض، كما أشارت عفيفة (أنثى، مقيمة، جامعية، 46 فما فوق). اقترحت أيضا أية (أنثى، مواطنة، جامعية، فوق 46 عاماً) بخصوص هذا الشأن:
كل مواطن يزرع. عندي اقتراح لماذا لا يعطي كل مواطن قطعة أرض لزراعتها مثل الدول الأخرى مثل: الإمارات وعمان. هناك متقاعدين يحتاجون للانشغال والعمل فهم يشعرون بالملل فيجب أن نساعدهم مثلا في الزراعة.
تطلعات المشاركين بخصوص الزراعة لقى صداه مع جهود “قطر الخيرية” في عملية التشجير من خلال زراعة مليون شجرة ونشر الوعي بأهمية الزارعة([63]). لكن تبقى التطلعات بشأن الزراعة أكثر وأكثر خصوصًا في ظل الطبيعة الجغرافية الصحراوية لدولة قطر([64]).
أيضا انتقد المشاركون الزحف العمراني وعمليات التنقيب وطالبوا بتقليصه كأحد الخطوات التي يجب اتخاذها في المجتمع القطري للحد من التغيرات المناخية بالإضافة إلى تقليص استخدام الأكياس و القارورات البلاستيكية بشكل فوري في المجتمع القطري. قالت آية (أنثى، مواطنة، جامعية، فوق 46 عامًا):
كان هناك بداية حسنة من المحلات باستخدام الأكياس صديقة البيئة ولكن بعد ذلك تراجعوا لأنها تكلف أكثر.
تكلف أكثر الآن ولكنها فيما بعد ستكلف الكثير والكثير في الأرواح ناهيك عن المضار التي ستقع على الأرض. لذلك سن القوانين والمتابعة من الحكومة القطرية سيجدي نفعا في التزام المحلات على سبيل المثال بأكياس صديقة للبيئة كما فعلت المملكة المتحدة([65])..
عبر 24 مشاركًا (26.9% تقريبًا) عن مخاوفهم من العواقب التي تخلفها التغيرات المناخية من خلال تعقيباتهم على الاستبيان. مثل إخلاص (أنثى، مقيمة، جامعية، 36-45 عامًا):
سيكون العالم في أسوأ ما سيكون مما ذكر عليه وسوف تجف الأنهار وتتفوق البحار وتكتظ المدن وتنقرض الحيوانات ولن يبقى شيء يسمى غابات إلا في القصص والحكايات. وآخرون في العالم يموتون عطشا وجوعا في الصحراء لا يعلم عنهم أحد إلا القليل.
أيضا محلية (أنثى، مقيمة، جامعية، 46 فما فوق عامًا) شاركت مخاوفها من خلال:
رغم ان الاحتباس الحراري يهدد الأرض بصفة عامة لكن التهديد الأكبر يخص الدول النامية بسبب عدم قدرتها على مجابهة الكوارث البيئية الناتجة عن التغييرات المناخية مثل الفيضانات والأعاصير وارتفاع درجات الحرارة.
وعليه لابد من خطوات فورية يجب اتخاذها لتفادي المخاوف ابتداءٍ من المشاركين لهذه الدراسة. أولى تلك الخطوات التوعية ثم التوعية بشأن التغيرات المناخية، حي سجل الاستبانة بأن هناك غياب وعي ما بين عدم الدراية وترك الإجابة فارغة من كل سؤال وكانت النتائج على النحو التالي: السؤال الأول 25 مشاركًا، السؤال الثاني 22 مشاركًا، السؤال الثالث 44 مشاركًا، السؤال الرابع 44 مشاركًا، السؤال الخامس 22 مشاركًا، السؤال السادس 23 مشاركًا، السؤال السابع 39 مشاركًا، وذهب 65 مشاركًا بعدم الرغبة بترك تعليق. الأسباب المؤدية للتغيرات المناخية جميعا نشترك فيها والعواقب لاشك وخيمة وتقع وستقع علينا وعلى الأجيال القادمة. قطر بكافة عناصرها: حكومة، شركات، أفراد (بمختلف ديمغرافيتهم ابتداءً من الجندر، الجنسية، والمؤهل العلمي، والفئة العمرية) يجب عليهم التعاون والمشاركة في حل الأزمة، حيث قضية التغيرات المناخية ليست معضلة تختص المشاركين أو المجتمع القطري فحسب بل هي معضلة باتت تختص الدول والمجتمعات الأخرى.
نتائج هذه الدراسة ستصب في مساهمات ورؤى اجتماعية تهتم بالتغيرات المناخية الطارئة على البيئة، حيث من خلال علم الاجتماع ستساعد نتائج هذه الدراسة في ايجاد حلول يمكنها أن تقلص العوامل التي تساهم في تأجيج التغيرات المناخية. برغم أنه من الصعب تعميم الدراسات على باقي المجتمعات([66]) إلا أن يتم تعميم نتائج هذا الدراسة البحثية على الأقل على المشاركين القطريين لهذه الدراسة. لكن يمكن أن يشارك بعض من بقية أفراد المجتمع القطري هذه النتائج خصوصا الذين يشاركون أوجه التشابه مع المشاركين من حيث التنوع الديمغرافي في المجتمع القطري. أيضا الدراسة لا تقتصر نتائجها على المجتمع القطري بل يمكن مشاركة نتائجها على المجتمعات الأخرى التي ينسدل منها المقيمين. التوعية على سبيل المثال التي سوف تضخ في المجتمع القطري سيعود بها المقيمين إلى بلدانهم بالوعي والادراك حول التغيرات المناخية وانتهاج سلوك يحد من تأجيج الأسباب مع ممارسة الحلول. وبهذا تكون دولة قطر قد ساهمت في قضية التغيرات المناخية في داخل المجتمع القطري والمجتمعات الأخرى. علاوة على ذلك يمكن للنتائج الدراسة مشاركتها مع المجتمعات التي تتشارك مع المجتمع القطري ببعض أوجه التشابه مثل الطبيعة الديمغرافية والإسلامية كدول الخليج كالمملكة العربية السعودية والكويت. حيث يُعرف المجتمع القطري بأنه مجتمع إسلامي ذو خلفية ديموغرافية مختلفة ما بين المواطنين والمقيمين([67]).
التوصيات
من أهم النقاط التي أثيرت في الدراسة هي التوعية بشأن التغيرات المناخية. التوعية بكافة أشكالها مبتدئة بالمناهج التعليمية في المدارس والجامعات القطرية. أيضا التوعية عن طريق عقد دورات تدريبية مكثفة في المؤسسات والمراكز الحكومية وغير الحكومية حيث يمكن أن نتفادى تأجيج الأسباب ابتداءً من خلال سلوك القطريين داخل بيوتهم مثل تعزيز الزراعة البيتية و إعادة تدوير المخلفات المنزلية. كذلك التوعية عن طريق بث البرامج الثقافية بكل أشكالها مثل التقارير الإخبارية على التلفاز أو المذياع أو الأفلام الوثائقية … إلخ، مع الأخذ بالاعتبار الجندر والجنسية والمستويات التعليمية والفئة العمرية. علاوة على ذلك شن حملات توعوية اعلامية في الميادين العامة مثل الحدائق ومراكز التسوق يخاطب فيها أفراد المجتمع القطري بالمحادثة بشكل مباشر حول التغيرات المناخية. كذلك تخصيص برامج وخطب لعلماء المسلمين يتحدثون ويرشدون فيها المجتمع القطري عن أهمية وحرص الدين الإسلامي في الحفاظ على البيئة مثل عدم التبذير والإسراف في المأكل والمشرب والملبس من منظور بيئي.
من ضمن التوصيات دور “وزارة البيئة والتغّير المناخي” في شأن التغيرات المناخية من خلال زيادة الرقعة الخضراء على طول الأراضي القطرية، أيضا مشاركة القطريين بهذا الشأن مع تقديم التسهيلات اللازمة لهم. كذلك اهتمام الوزارة بشأن إعادة تدوير النفايات مثل الحاويات المخصصة في المنازل ليسهل تدويرها بيتياً أو من قبل الجهات المختصة. كذلك زيادة اهتمام الوزراة في إيجاد حلول بديلة عن الأسباب المؤدية للتلوث البيئي بسبب عوادم السيارات وأنشطة البناء والمصانع وحركة النقل الجوي.
سن القوانين بفرض الغرامات والضرائب على الأفراد والشركات في المجتمع القطري على سبيل المثال، الأفراد في منازلهم وسلوكهم مع النفايات، الشركات بالحد من استخدام مواد هادرة للبيئة مثل المواد البلاستيكية. أيضا استيراد البضائع التي تعتبر صديقة للبيئة وزيادة الضرائب على ما دون ذلك.
الخاتمة
اهتمت هذه الدراسة بدراسة مدى وعي ودراية السكان القطريين بالتغيرات المناخية. في البداية استعرضت الدراسة البحثية لمحة نظرية عن التغيرات المناخية وأسبابها مثل ظاهرة الاحتباس الحراري نتيجة سريان الطاقة الحرارية بين الأرض والغلاف الجوي المحيط بها بسبب الغازات المنبثقة من المصانع والطيران الجوي وعوادم السيارات والنفايات … إلخ. الدراسة عرضت العواقب التي تحدث بسبب التغيرات المناخية مثل الفيضانات كما شهدنا في فيضان الباكستان الذي خلف الضحايا والنازحين. العواقب الوخيمة تزداد يوما بعد يوم وفق ما ذكره تقرير HUMAN CLIMATE HORIZONS التابع لـUnited Nations Development Program (UNDP) والجهود الدولية على قدم وساق في عقد المؤتمرات التي كان آخرها في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ “كوب 27” 2022 – مصر. أيضا وضحت الدراسة الموقف الديني الإسلامي من الحفاظ على البيئة وذلك من خلال استشهاد العلماء المسلمين بالقرآن الكريم مثل سورة الأعراف (آية:31) والأحاديث النبوية كما جاء في سنن ابن ماجه في النهي عن التبذير والإسراف. أيضا وضحت الدراسة نشاط الحكومة القطرية ومنظماتها بشأن التغيرات المناخية مثل إنشاء وزارة تختص بشأن التغيرات المناخية تسمى “”وزارة البيئة والتغّير المناخي”. أيضا إنشاء مدينتي لوسيل و مشيرب الصديقتين للبيئة، أيضا الرؤية الوطنية لقطر لعام 2030 التي تهتم بالحفاظ على تنفيذ أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. جهود المؤسسات القطرية ومنظماتها في بث التوعية حول التغيرات المناخية من خلال برامج وتدريبات تعقد بين الفينة والأخرى مثل “محاكاة قمة التغيير المناخي” ومبادرة “زارعة مليون شجرة”.
ناقشت هذه الدراسة أهمية التوعية والتي ناشد إليها معظم المشاركين لهذه الدراسة، حيث عبروا عن أن هناك غياب بالوعي والدراية حول مسألة التغيرات المناخية. المشاركين بمختلف ديموغرافيتهم ( الجندر والجنسية والمستوى الدراسي والفئة العمرية) ذكروا أن أسباب غياب الوعي عديدة منها: غياب قضية التغيرات المناخية في المناهج الدراسية، الدورات أو التدريبات غير كافية لنشر الوعي بين المجتمع القطري، والبرامج الثقافية مثل التقارير الإخبارية والأفلام الوثائقية غير متواجدة بشكل كافي وإن وجدت لا تناسب جميع المستويات التعليمية أو الفئات العمرية. أيضا كشفت الدراسة أن هناك غياب لدور علماء المسلمين في نشر التوعية الدينية للحفاظ على البيئة برغم أن المجتمع القطري مجتمع إسلامي يهتم بإتباع التعاليم الإٍسلامية.
كما بينت الدراسة أن الدول والشركات والأفراد جميعا تسببوا في تأجيج الأسباب المؤدية إلى التغيرات المناخية: الدول التي لها القدرة على إنشاء مشاريع تطويرية صديقة للبيئة والشركات المتسببة في دخان المصانع نتيجة للسلوك الغير صحي مع البيئة مثل التبذير. بينما حظيت الدول بمسؤولية اتخاذ الإجراءات اللازمة في كبح الأسباب وذلك لقدرتها على فرض القوانين التي تلزم الشركات والأفراد باتباعها، أيضا المسؤولية بنشر التوعية حول التغيرات المناخية والعمل على تطوير المجتمع بزيادة الرقعة الخضراء.
وبرغم النشاط الدولي والجهات الحكومية كدولة قطر والمؤسسات والمنظمات بما في ذلك منظمة الصحة العالمية وقطر الخيرية في التنبيه والتوعية حول حجم مخاطر التغيرات المناخية إلا أن هذه الجهود لا تكفي مع تطلعات المشاركين من سكان المجتمع القطري. جميع المشاركين عبروا عن الاهتمام بشأن التغيرات المناخية وطالبوا بالمزيد من المعلومات. البعض ذهب للخوف من المستقبل والآخر عبر عن عدم درايته ووعيه بالموضوع. التغيرات المناخية ليست قضية تخص المشاركين أو المجتمع القطري فحسب، بل هي مسألة عالمية تختص بكل مجتمع على هذه الأرض. على الجميع من جهات دولية، وحكومية ،وعلماء الدين، والمنظمات والمؤسسات، والشركات، والأفراد أن يتحملوا المسؤولية عن الأسباب المؤدية للتغيرات المناخية. وعليهم جميعا أن يلتفوا بعضهم حول بعض في مواجهة هذه المعضلة العالمية. يجب تكريس الحلول وتفعيلها والعمل بها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في الأرض.
المراجع باللغة الأجنبية
· الكتب
- https://bit.ly/3SEPJrf
- https://bit.ly/3WlVxsL
- https://bit.ly/3MKwUSh
- https://bit.ly/3TUMEVs
- http://bit.ly/3sJ3j2z
- https://bit.ly/3CNwohV
- https://bit.ly/3FVWHWp
- Eferrit. في: https://bit.ly/3ST1Dhh
- https://bit.ly/3DUd2cN
- WMO). “تقرير تغير المناخ جرس “إنذار” بشأن الاحترار العالمي بمقدار 1.5 درجة مئوية”. 8/10/2018. في: https://bit.ly/3CLybnr
- https://bit.ly/3fPUgK7
- https://bit.ly/3DUd2cN
- WHO). “تغير المناخ والصحة”. 30/10/2022. في: https://bit.ly/3gXs20p
- https://bbc.in/3Nl85wH
- https://bit.ly/3WfGukt
- https://bit.ly/3zB65uB
- http://bit.ly/3XKTfDN
- http://bit.ly/3HjtiEj
- https://bbc.in/3DNzHHu
- . سنن ابن ماجه: كتاب الطهارة وسننها، حديث 425″. سنّة. في https://bit.ly/3T0vGUE
- https://bit.ly/3EAm4wh
- https://bit.ly/3Wd5zMS
- https://bit.ly/3wDeCLw
- https://bit.ly/3TRmS4t
- https://bit.ly/3DqvJ7G
- https://bit.ly/3H7KU6c
- Wل 2019. في: http://bit.ly/3JmFp6g
- http://bit.ly/3JjrPAF
Constructing Social Research: The Unity and Diversity of Method. 2nd ed. London: Sage Publishing, 2011.
14/09/2010. at: https://bit.ly/3DtzXtW
American Psychological Association. at: https://bit.ly/3SYZErQ
National Ocean Service. at: http://bit.ly/3RhvL6N
Human Climate Horizons. “Qatar”. at: https://bit.ly/3EoVGF4
Snoj, Jure. “Population of Qatar by nationality – 2019 report”. PRIYA DSOUZA COMMUNICATIONS. 15/08/2019. at: http://bit.ly/3XK58dq
([1]) World Health Organization (WHO), “Heatwaves,” accessed on 28/01/2023, at: https://bit.ly/3gW9hdO
([2]) قطر الخيرية، “لاجئو المناخ : 4 حقائق عن أكبر حركة هجرة في العالم بسبب الكوارث الطبيعية”، 22/01/2020، شوهد في 28/01/2023، في: https://bit.ly/3MKwUSh
([3]) الأمم المتحدة، “تغير المناخ”، شوهد في 28/01/2023، في: https://bit.ly/3TUMEVs
([4]) “صحيح البخاري: كتاب المزارعة، حديث 2320″، سنّة، شوهد في 25/01/2023، في: https://bit.ly/3sJ3j2z
([5]) الشرق، “قطر تؤكد دعمها للجهود الدولية للتخفيف من آثار تغير المناخ”، أخبار البيئة، (12 مارس 2022)، شوهد في 28/01/2023، في: https://bit.ly/3CNwohV
([6]) “قطر الخيرية تشارك في مبادرة “زراعة مليون شجرة””، الشرق، 09/11/2021 ، شوهد في 28/01/2023، في: https://bit.ly/3ETkhCz
([7]) Charles C. Ragin & Lisa M. Amoroso (eds.), Constructing Social Research: The Unity and Diversity of Method, 2nd ed. (London: Sage Publishing, 2011); JHA, Social Research Methods (India: McGraw Hill Education, 2014), accessed on 25/01/2023, at: http://bit.ly/38JNZXe
([8]) Sumaya Mohamed Saleh & Shadiya Mohamed Baqutayan, “What is the Islamic Society?,” International Review of Social Sciences and Humanities, vol. 2, no. 2 (2012), pp. 113-119, accessed on 25/01/2023, at: https://bit.ly/403QPlt
([9]) محمود حسين الوادي وعلي فلاح الزعبي، أساليب البحث العلمي (عمان: دار المناهج، 2011)، ص 220.
([11]) حكومي: حكومة قطر الإلكترونية، “عن قطر”، شوهد في 27/01/2023، في: https://bit.ly/3FVWHWp
([12]) يشير أخذ عينات كرة الثلج إلى تقنية أخذ العينات غير الاحتمالية التي يبدأ فيها الباحث بمجموعة صغيرة من الأفراد المعروفين ويوسع العينة عن طريق سؤال هؤلاء المشاركين الأوليين لتحديد الآخرين الذين يجب أن يشاركوا في الدراسة. وبعبارة أخرى ، تبدأ العينة صغيرة ولكن “كرات الثلج” في عينة أكبر خلال مسار البحث. لمزيد من التفصيل ينظر: عدنان عوض، مناهج البحث العلمي ( الشركة العربية المتحدة للتسويق والتوريدات، 2008) ؛ اشلي كروسمان، “ما هي عينة كرة الثلج في علم الاجتماع”، Eferrit، شوهد في 30/01/2023، في: https://bit.ly/3ST1Dhh؛
“Snowball Sampling”, Oregon State University, 14/09/2010, accessed on 30/01/2023, at: https://bit.ly/3DtzXtW; “APA Dictionary of Psychology: snowball sampling”, American Psychological Association, accessed on 30/01/2023, at: https://bit.ly/3SYZErQ
([13]) Gerry Shih, Shaiq Hussain & Andrew Jeong, “Pakistan reels from ‘apocalyptic’ floods, pleads for international aid”, The Washington Post, 30/08/2022, accessed on 29/01/2023, at: http://bit.ly/3j6ZAL3
([14]) مصطفى يوسف كافي، التنمية المستدامة (شركة دار الأكاديميون للنشر والتوزيع، 2017)، ص 27.
([15]) الأمم المتحدة، “أسباب تغير المناخ وآثاره”، شوهد في 28/01/2023، في: https://bit.ly/3DUd2cN
([16])Michael E. Mann, “greenhouse gas”, Britannica, 05/09/2022, accessed on 28/01/2023, at: https://bit.ly/3WioAxu
([17]) المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، “تقرير تغير المناخ جرس “إنذار” بشأن الاحترار العالمي بمقدار 1.5 درجة مئوية”، 8/10/2018، شوهد في 28/01/2023، في: https://bit.ly/3CLybnr ؛ الأمم المتحدة، “ما هو تغير المناخ”، شوهد في 08/01/2023، في: https://bit.ly/3fPUgK7
([18]) الأمم المتحدة، “تقرير: النشاط البشري يحرك الاحترار العالمي “بشكل لا لبس فيه” وبمعدل غير مسبوق”، 09/08/2021، شوهد في 28/01/2023، في: https://bit.ly/3WLg629
([20])World Health Organization (WHO).
([21]) منظمة الصحة العالمية(WHO)، “تغير المناخ والصحة”، 30/10/2022، شوهد في 27/01/2023، في: https://bit.ly/3gXs20p
([23]) سلمى عمارة، “تغير المناخ: فيروس كورونا ليس “الوحش الذي يحمل نبوءة قيام الساعة””، بي بي سي نيوز عربي، 14/10/2020، شوهد في 28/01/2023، في: https://bbc.in/3Nl85wH
([24]) “هذا ما سيفعله الاحتباس الحراري في منطقة الشرق الأوسط خلال القرن الحالي!”، ساسة بوست، 28/04/2019، شوهد في 28/01/2023، في: https://bit.ly/3WfGukt
([25]) الأمم المتحدة، “تغير المناخ”؛ علا الحاذق، “مؤتمرات الأطراف بالأمم المتحدة .. 26 عاما من العمل المناخي”، أخبار مصر، 19/09/2022، شوهد في 25/01/2023، في: https://bit.ly/3zB65uB
([26]) أنس زكي، “الحروب تفاقم أزمة المناخ وقد تكون نتيجة لها أيضا”، الجزيرة، 16/11/2022، شوهد في 27/01/2023، في: http://bit.ly/3XKTfDN
([28]) الأمم المتحدة، “سباق البشرية من أجل البقاء: نحو الوصول بانبعاثات الكربون إلى الصفر”، 04/12/2020، شوهد في 29/01/2023، في: http://bit.ly/3HjtiEj
([29]) “What goes in which bin,” Cambridge City Council, accessed on 25/01/2023, at: http://bit.ly/3WILXzk
([30]) “Who is Responsible for Stopping Climate Change?,” Future Learn, accessed on 29/01/2023, at: http://bit.ly/3HkqMhr
([31]) “Protecting Our Planet Starts with You: Ten simple choices for a healthier planet,” National Ocean Service, accessed on 29/01/2023, at: http://bit.ly/3RhvL6N
([32]) سناء الخوري، “التغير المناخي: إمام الأزهر أحمد الطيب يدق ناقوس الخطر بعد الفيضانات”، بي بي سي نيوز عربي، 29/07/2021 ، شوهد في 25/01/2023، في: https://bbc.in/3DNzHHu
([33]) “سنن ابن ماجه: كتاب الطهارة وسننها، حديث 425″، سنّة، شوهد في 30/01/2023، في: https://bit.ly/3T0vGUE
([34]) “صحيح البخاري: كتاب المزارعة.
([35]) أحمد البحيري، “شيخ الأزهر: أزمة المناخ سببها الإنسان.. ويجب احترام البيئة”، المصري اليوم، 19/12/2021، شوهد في 30/01/2023، في: https://bit.ly/3DPAKqs
([36]) أمل مختار، “دور المؤسسات الدينية في مواجهة التغيرات المناخية”، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، 08/10/2021، شوهد في:25/01/2023، في: https://bit.ly/3WlVxsL
([38]) جهاز التخطيط والإحصاء، دولة قطر، “إجمالي السكان المتواجدون في قطر”، 2022، شوهد في 27/01/2023، في: https://bit.ly/3EAm4wh
([39]) الميزان: البوابة القانونية القطرية، “مرسوم رقم (47) لسنة 1996 بالموافقة على الانضمام إلى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ”، 22/07/1996، شوهد في 28/01/2023، في: https://bit.ly/3Wd5zMS
([40]) نوزاد عبد الرحمن الهيتي وحسن إبراهين المهندي، “التنمية المستدامة في دولة قطر: الإنجازات والتحديات” (الدوحة: اللجنة الدائمة للسكان، ديسمبر 2008)، ص 57.
([43]) وزارة البيئة والتغير المناخي: دولة قطر، “نبذة عن الوزارة”، شوهد في 26/01/2023، في: https://bit.ly/3wDeCLw
([45]) مكتب الاتصال الحكومي: دولة قطر، “البيئة والاستدامة”، شوهد في 28/01/2023، في: https://bit.ly/3TRmS4t
([47]) “مؤسسة كهرماء تحتفل بفعاليات ساعة الأرض”، الشرق، 30/03/2019، شوهد في 28/01/2023، في: https://bit.ly/3skcDJI
([48]) أحمد عبدالله، “مؤسسات خيرية قطرية: التغير المناخي يضع العمل الإنساني في مهب الريح”، الجزيرة، 20/08/2021، شوهد في 28/01/2023، في: https://bit.ly/3DqvJ7G
([49]) “قطر الخيرية تطلق مسابقة أسرية عن التغيير المناخي”.
([50]) “قطر الخيرية تشارك في مبادرة “زراعة مليون شجرة”.
([51]) “Air quality in Qatar,” IQAir, accessed on 25/01/2023, at: http://bit.ly/3XZPHNN
([52]) مؤشر جودة الهواء، “قطر”، شوهد في 27/01/2023، في: https://bit.ly/3H7KU6c
([53]) برنامج الأمم المتحدة للبيئة، “تلوث الهواء وتغير المناخ: وجهان لعملة واحدة”، أبريل 2019، شوهد في 27/01/2023، في: http://bit.ly/3JmFp6g
([54]) Human Climate Horizons, “Qatar”, accessed on 25/01/2023, at: https://bit.ly/3EoVGF4
([55])Jure Snoj, “Population of Qatar by nationality – 2019 report”, PRIYA DSOUZA COMMUNICATIONS, 15/08/2019, accessed on 28/01/2023, at: http://bit.ly/3XK58dq
([56]) Human Climate Horizons.
([58]) “Air quality in Qatar”.
([60]) حكومي: حكومة قطر الإلكترونية؛ جهاز التخطيط والإحصاء، دولة قطر، “إجمالي السكان ..”.
([61]) مكتب الاتصال الحكومي: دولة قطر.
([62]) “قطر الخيرية تطلق مسابقة أسرية عن التغيير المناخي”.
([63]) “قطر الخيرية تشارك في مبادرة “زراعة مليون شجرة.
([64]) “جغرافية قطر”، وقائع الشرق الأوسط وشمال افريقيا، 01/09/2020، شوهد في 25/01/2023، في: http://bit.ly/3JjrPAF
([65]) “What goes in which bin”.
([66]) ينظر: الوادي والزعبي، ص108-109؛ حيدر عبد الكريم الزهيري، “مناهج البحث التربوي”، ط 1 (عمان/ الأردن: مركز ديبونو لتعليم التفكير، 2017)، ص 151.
([67]) حكومي: حكومة قطر الإلكترونية؛ جهاز التخطيط والإحصاء، دولة قطر، “إجمالي السكان ..”.