
الأنماط السلوكية (أ ،ب ،ج) وعلاقتها بفعالية التدريس لدى أساتذة التعليم الابتدائي
:دراسة ميدانية بمدينة المدية
Behavioral patterns (A.B.C) and their relationship to the effectiveness of primary education teacher’s teaching, Field study in Medea city
ط. د. حاج كولة عقيلة/ جامعة لونيسي علي البليدة 2
Hadj koulah Akila/ Université Lounici Ali Blida2
مقال نشر في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 65 الصفحة 105.
Abstract:
The study aims to recognize the relationship between different behavioral styles of primary education teachers and the effectiveness of teaching , as well as to learn about their dominant pattern , and to uncover gender differences in behavioral patterns and the effectiveness of teaching , the was done using a sample estimated at (170) primary phase teachers by applying the behavioral pattern scale and the measurement of teaching effectiveness , and after using various statistical methods , the following results were obtained:
-The behavioral Pattern A is the dominant pattern of primary education teachers.
-There is no statistically significant correlation between behavioral pattern (a,b,c)and the effectiveness of teaching in primary education teachers .
-There are no statistically significant differences between primary education teachers in behavioral patterns due to gender (male/female).
-There are no statistically significant differences between primary education teachers in the effectiveness of teaching, which are attributable to the gender variant (male/female).
Key words: behavioral patterns, effectiveness of teaching, primary school teacher.
ملخص :
هدفت الدراسة للتعرف على العلاقة بين مختلف الانماط السلوكية لأساتذة التعليم الابتدائي وفعالية التدريس ،وكذا معرفة النمط السائد لديهم والكشف عن الفروق بين الجنسين في الانماط السلوكية وفعالية التدريس ،وقد تم ذلك باستخدام عينة قدرت ب(170) من معلمي الطور الابتدائي وذلك بتطبيق مقياس الانماط السلوكية ومقياس فعالية التدريس ،وبعد استخدام مختلف الاساليب الإحصائية تم التوصل إلى النتائج التالية :
– النمط السلوكي (أ) هو النمط السائد لدى أساتذة التعليم الابتدائي .
– لا توجد علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين الأنماط السلوكية (أ، ب، ج) وفعالية التدريس لدى أساتذة التعليم الابتدائي .
-لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين أساتذة التعليم الابتدائي في الأنماط السلوكية ( أ ، ب ، ج ) تعزى لمتغير الجنس (ذكور / إناث ) .
– لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين أساتذة التعليم الابتدائي في فعالية التدريس تعزى لمتغير الجنس (ذكور / إناث ).
الكلمات المفتاحية :الانماط السلوكية ، فعالية التدريس ، أستاذ التعليم الابتدائي .
مقدمة :
شهدت المنظومة التربوية الجزائرية في السنوات الأخيرة إصلاحات كبرى مكنتها من بناء مناهج جديدة وفق مقاربة تدريس حديثة هي المقاربة بالكفاءات، رغم أن هذه الأخيرة تولي اهتماما كبيرا بالمتعلم دون إهمالها المعلم باعتباره في هذه المقاربة الموجه للمتعلم فقط ، ورغم ذلك يبقى المعلم هو أهم عنصر يشمل هذا التغيير فعملية النجاح مرتبطة بالدرجة الأولى به ، وهذا يعود إلى دوره العظيم في تربية وإعداد إطارات المستقبل لذلك كان من الضروري الاهتمام بالمدرس خاصة في أهم مرحلة في بناء شخصية المتعلمين وهي مرحلة التعليم الابتدائي فالإصلاح يبدأ أولا من تحسين وضعية المدرس ماديا ومعنويا لأنه هو المطبق لهذه الإصلاحات على أرض الواقع ومن هذا المنطلق نجاح العملية التعليمية مرهون بالعقل البشري وبالناحية المهنية والنفسية والصحية للمدرس ،لأن الحياة النفسية للمدرس مليئة بالمشاكل والمتاعب الناجمة عن مهنة التدريس ،ما يساعد في ظهور بعض الانماط السلوكية لدى المعلم ،والتي بدورها قد تساهم في فعاليتهم في التدريس وحبهم لهذه المهنة ومن بين هذه الأنماط التي قد تميز بعض معلمي المرحلة الابتدائية الأنماط السلوكية (أ، ب، ج) والتي تظهر من خلال تفاعل المعلم مع بيئته وكذا مختلف عناصر العملية التعليمية .
الإشكالية :
يعتبر المعلم من بين أهم عناصر العملية التعلمية – التعليمية ، فهو الموجه و قائد الصف فلا يمكن الاستغناء عنه رغم تطور الأنظمة التربوية، لذلك حضي بمكانة رفيعة في المجتمع خاصة عند تعامله مع أصعب مرحلة وأهمها، وهي المرحلة الابتدائية التي تعتبر القاعدة الأساسية في المسار التعليمي، كونها تسهم في تكوين شخصية الفرد، وذلك رغم تطور الوسائل والتكنولوجيا التي يشهدها العالم اليوم ، وحتى الإصلاحات التي شهدتها المنظومة التربوية الجزائرية في مجال التربية والتعليم وذلك باعتماد المقاربة بالكفاءات ، والتي يتمتع فيها المتعلم بنوع من الاستقلالية في نشاطه وفسح المجال له أمام مبادراته وأراءه، لكن كل هذه التغيرات لم تنقص من دور المعلم الفعال في تنشيط المتعلمين وتوجيههم و تكييف ظروف التعلم ، وفي هذا الصدد يذكر محمد الديب عن الدرديري” أن طرق التفاعل الإيجابية أو السلبية أو عدم التفاعل بين التلاميذ و المدرس تؤثر في النواتج المعرفية والوجدانية للتعلم ” [1]
وقد تختلف درجة هذا التفاعل والنجاح في هذه العملية باختلاف شخصية المعلم ومدى امتلاكه لأهم المؤهلات التي تجعل منه معلما فعالا، كامتلاكه مهارات الاتصال ، وتوظيفه لمختلف طرق التدريس التي تحقق له أهدافه التعلمية، وكذا مراعاته للفروق الفردية بين المتعلمين ،وفضلا عن ذلك يجب أن يتميز ببعض الصفات الشخصية التي تجعل منه معلما فعالا ، باعتباره قدوة حسنة للمتعلم حيث توصلت رمزية الغريب (1970) في ناصر الدين زبدي في دراسة لها “حول أثر شخصية المدرس على تحصيل التلميذ إلى أن التلميذ يتأثر بالمدرس بكامل صفاته وهذا ما ينعكس سلبا أو إيجابا على تحصيله الدراسي”.[2]
ولقد توصلت بعض البحوث النفسية والتربوية إلى تبيان ثماني خصائص شخصية تم التوصل إليها باعتبارها الأكثر شيوعا عند المدرسين الفعالين وهي :الحماس ،الدفء و روح الدعابة ، التكيف و المرونة ، التوقعات العالية للنجاح ، التشجيع والمساندة التوجه نحو العمل ، سعة الاطلاع.[3]
كل هذه الخصائص يجب أن تتوفر لدى المعلم الفعال لما تتطلب مهنة التدريس باعتبارها من أصعب المهن، وكذا الظروف المشتركة التي يعمل بها المعلم الجزائري ،كاكتظاظ الأقسام ،كثافة البرنامج الدراسي ، قلة الوسائل التعليمية ، حيث قد يكون لها تأثير على شخصية المعلم في مختلف الجوانب منها الجانب الصحي والنفسي، مما قد يساعد في ظهور بعض الصفات كالإحساس بضغط الوقت ، العدائية ، نقص الدافعية في الإنجاز، عدم الرضا عن العمل ،والتي قد يشترك فيها العديد من المعلمين رغم اختلافهم من حيث الجنس أو خبرتهم في التدريس، وهذه السمات المشتركة تتكون وتتشكل لتصبح أنماطا سلوكية، وقد ظهرت هذه الأنماط في المجال الإكلينيكي على يد كل من فريدمان و روزنمان(1959)، والتي من شانها أن تؤثر على شخصية المعلم النفسية والمهنية، كما قد يكون لها تأثير على العملية التعليمية وذلك من خلال تفاعل المعلم مع تلاميذه ويمكن ظهور هذه الصفات بعد فترة زمنية معينة ،لتشكل أحد الأنماط السلوكية الثلاثة (أ، ب ،ج ) وهذا التأثير يمكن أن يكون إيجابيا أو سلبيا حسب خصائص كل نمط ،فالنمط السلوكي (أ) والذي اكتشفه روزنمان مع نهاية الخمسينات من خلال متابعته لمرضى القلب والذي يتميز بمجموعة من الصفات والتي يذكر منها أنه “عبارة عن علاقة بين الفعل و الانفعال ويكون لدى هؤلاء الأشخاص صراع دائم بهدف الحصول و بأقل وقت ممكن على عدد معين من الأشياء والأهداف كما أنه منظم مرتب يتعامل و يتفاعل مع محيطه بشكل جيد ، كما أنه متحكم في ذاته واثق منها كما أنه يدرك مفهوم الوقت ، ويعي مروره لذلك فهو لا يريد مروره دون أن يحقق شيئا “[4]
أما النمط السلوكي (ب) فكما حدده فريدمان ورزنمان وأشار إليها جابر عبد الحميد وعلاء كفافي 1996 إلى أن شخصية هذا النمط يستطيع أن يسترخي دون الشعور بالذنب ويعمل دون أن يتعرض للإحباط بسهولة ويشارك في الرياضات، الأنشطة الترويحية الأخرى بدون الشعور بالحاجة إلى البرهنة على تفوقه و على قدراته.[5]
وهنا يبدو لنا جليا أن النمط السلوكي (ب) هو عكس النمط السلوكي (أ) من خلال تفاعله مع مرور الوقت ، حتى أنه ليس عدوانيا ولا يتعرض للإحباط بسهولة .
وفي ما يخص النمط السلوكي (ج) الذي ظهر في ثمانينات القرن العشرين على يد جريروموريس1980والذي يتميز ببعض الخصائص التي نذكر منها أن يكون هادئا رصينا يميزه لطف مفرط، خضوع للسلطة والمعايير الاجتماعية ، لديه تبعية للآخرين تثبيط لمشاعر العدوانية، خوف من الصراعات، شعور بالذنب دون سبب وشعور بالدونية و ميل اكتئابي. [6]
وقد تختلف هذه الصفات الشخصية من معلم لآخر، مما يجعل الاختلاف حتى في عملية التدريس حيث جاء في دراسة سامح محافظة (2009) والتي هدفت إلى الكشف عن معلم المستقبل من حيث الخصائص والمهارات والكفايات اللازمة لإعداده،حيث كشفت نتائج الدراسة أن أهم الخصائص الواجب توافرها في معلم المستقبل هي: المعرفة الجيدة بمحتوى موضوع التخصص، والدراية الجيدة بخصائص المتعلمين وقدراتهم ونفسيتهم،ومهارة عالية في أساليب التدريس والتقييم، وقدرة عالية على التفاعل مع التلاميذ ،أما في مجالات الكفايات فقد كشفت نتائج الدراسة أن الكفايات الضرورية للمعلم هي:الإعداد النظري والعملي له والالتزام بالقواعد الأخلاقية للمهنة والاستعداد لخدمة المجتمع المحلي والتواصل معه.[7]
هذا ما يجعل فعالية التدريس ترتبط بعدة عوامل من بينها شخصية المعلم ، وحبه و ميله في اختيار مهنة التدريس، مما يجعله فعالا في ادائه ، محققا بذلك ذاته وطموحه في إعداد جيل بأكمله ،لذا حظيت دراسة هذا الموضوع أهمية في البحوث التربوية باعتبارها مرتبطة بأداء المعلم وشخصيته ، وكذا الظروف المحيطة بعمله و التي قد تنعكس على أدائه المهني سواء بالسلب أو الإيجاب.
وبعد حديثنا عن متغيرات الدراسة ، وكذا بعض الدراسات السابقة التي تطرقت لهذا الموضوع الذي دعت الحاجة التربوية للاهتمام به ، يمكننا أن نطرح التساؤلات التالية :
-ما هو النمط السلوكي السائد لدى أساتذة التعليم الابتدائي ؟
-هل توجد علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين الأنماط السلوكية (أ، ب، ج)وفعالية التدريس لدى أساتذة التعليم الابتدائي ؟
-هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين أساتذة التعليم الابتدائي في الأنماط السلوكية تعزى لمتغير الجنس ( ذكور / إناث ) ؟
-هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين أساتذة التعليم الابتدائي في فعالية التدريس تعزى لمتغير الجنس (ذكور / إناث )؟
فرضيات الدراسة :
-النمط السلوكي ( أ ) هو النمط السائد لدى أساتذة التعليم الابتدائي .
– توجد علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين الأنماط السلوكية ( أ ، ب ، ج ) وفعالية التدريس لدى أساتذة التعليم الابتدائي
– توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين أساتذة التعليم الابتدائي في الأنماط السلوكية ( أ، ب ،ج ) تعزى لمتغير الجنس ( ذكور / إناث ).
-توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين أساتذة التعليم الابتدائي في فعالية التدريس تعزى لمتغير الجنس (ذكور / إناث ).
أهمية الدراسة:
يعتبر موضوع فعالية التدريس من بين أهم المواضيع التي تحتاج إلى اهتمام كبير خاصة في المجال التربوي و ربطها بمتغير يخص شخصية المعلم ، ومن خلال دراستنا هذه سوف نبرز أهمية هذا الموضوع في النقاط التالية:
-إثراء مجال البحث بالنسبة للباحثين و الدارسين في مجال علم النفس التربوي من خلال الكشف عن أهم العوامل المؤثرة على مهنة المعلم سواء المهنية أو الشخصية.
-الربط ين المجال الإكلينيكي و المجال التربوي في العملية التعليمية ، من خلال ارتباط الأنماط السلوكية بالمجال الإكلينيكي .
أهداف الدراسة :
تتمثل أهداف دراستنا في ما يلي :
– الكشف عن النمط السائد لدى أساتذة التعليم الابتدائي .
– التعرف على علاقة الأنماط السلوكية ( أ، ب ،ج ) بفعالية معلم الطور الابتدائي في التدريس .
-معرفة الفروق بين الجنسين في الأنماط السلوكية وفعالية التدريس لأساتذة التعليم الابتدائي.
مفاهيم الدراسة :
الأنماط السلوكية :
يعرفها لازاروس و غنيم ( 1985) إن لغة الأنماط تمكن من تبني نظام أوسع ، وأكثر توحد يسمح لنا بتصنيف مجموعة من الأفراد في نمط واحد على أساس أنهم يشتركون في مجموعة من السمات المتشابهة.[8]
وفي دراستنا هذه اخترنا ثلاثة انماط النمط (أ) والنمط (ب) والنمط (ج) والتي عرفت كما يلي :
يعرف جمعة سيد النمط السلوكي( أ ) بأنه مجموعة من الخصائص السلوكية التي تظهر لدى الفرد وفق شروط معينة ولظروف محددة ، أو هو نمط من السلوك يتصف أصحابه ببعض الخصال المميزة مثل العدوانية والقابلية للاستثارة و الشعور بضغط الوقت ، وعدم التحلي بالصبر و النشاط .[9]
أما محمد أحمد عبد الخالق ( 1996) يعرف النمط السلوكي(ب) بان أصحابه أكثر استرخاء وتمهلا وصبرا، فإنهم يتكلمون و يتصرفون بطريقة أكثر بطئا وهدوء ، ويكشف أصحاب النمط (أ) بالمقارنة إلى أصحاب النمط (ب) عن نسبة أكبر في كل من الأزمات القلبية، حتى عندما يوضع في الاعتبار الفروق في كل من العمر، مستوى دهون الدم (الكوليسترول) ، معدل التدخين ، ضغط الدم.[10]
ويعرف النمط السلوكي( ج ) والذي تصفه تيموشوك 1990 وزملائها الذين ساهموا في تطويره بالسمات الآتية: العجز للتعبير عن الغضب وتفريغ التوتر ،الميل للموافقة و الانصياع .
- غير مؤكد لذاته مضح بها ، ميال للتساهل و تجنب الصراع .
- صبور ، قادر على الانتظار وتقبل ضغط الوقت ، هادئ ،لا يفصح عما يستبد به من انفعالات ، تقدير منخفض للذات ، يتمسك بالروتين ، يعيش في وحدة نفسية ،كما أنه يعاني الاكتئاب و التشاؤم و يشعر باليأس.[11]
التعريف الإجرائي للأنماط السلوكية : هي ميل مجموعة من السمات للارتباط بعضها ببعض و يقصد به في هذا البحث أحد الأنماط الثلاثة ، النمط (أ) أو النمط (ب) أو النمط (ج) التي يقيسها مقياس أنماط الشخصية عند حصول المعلم على اعلى درجات في كل محور منه، المصمم من طرف الباحثة فتيحة بن زروال (2008) .
فعالية التدريس : وعرفته قطامي بأنه مجموعة من الإجراءات التي يقوم بها المعلم في البيئة المدرسية ،عن قصد بهدف الوصول إلى نتاجات في مجال التدريس من دون إهدار الوقت ، و الطاقة.[12]
التعريف الإجرائي لفعالية التدريس : يمكن تعريف فعالية التدريس بأنها نشاط تعليمي مخطط ذو أهداف محددة مسبقا وإحداث تفاعل إيجابي بين أطراف العملية التعليمية ، كما تحدد الفعالية التدريسية للمعلم في دراستنا الحالية من خلال تطبيق مقياس فعالية التدريس لــ إينوكس و أخرون Enochs et al، عند تحصل المعلم على أعلى درجة في هذا المقياس .
الدراسة الاستطلاعية: تعد الدراسة الاستطلاعية من الخطوات الرئيسية التي يقوم بها الباحث أثناء تطبيق دراسته فهي تساعده على التحقق من صدق وثبات أدوات جمع البيانات وتحديد مقاييس متغيرات الدراسة ، فقد تم استخدام مقياس أنماط الشخصية ( أ ، ب، ج ) ومقياس فعالية التدريس ، وذلك من خلال تطبيقنا لأدوات الدراسة على عينة استطلاعية تقدر ب 50 معلم ومعلمة ببعض المدارس الابتدائية بمدينة المدية وتم اختيارهم بطريقة عشوائية ، وهذا لغرض تجريب أدوات الدراسة و التأكد من درجة صدقها وثباتها.
الدراسة الاساسية :
المنهج المتبع في الدراسة : نظرا لطبيعة موضوع دراستنا الحالية والمتمثلة في الأنماط السلوكية لأساتذة التعليم الابتدائي وعلاقتها بفعالية التدريس ، فإن المنهج الملائم لدراستنا هو المنهج الوصفي الارتباطي الذي من خلاله يتم وصف الظاهرة محاولين تفسيرها وتحليلها .
مجتمع الدراسة الأساسية :
يتكون مجتمع الدراسة في دراستنا من جميع مدرسي ومدرسات التعليم الابتدائي المثبتين بمدينة المدية والبالغ عددهم (664) فرد منهم (372) ذكور بنسبة مئوية قدرها %56,02)) و(292) إناث بنسبة مئوية قدرت (%43,97) موزعين على (52) ابتدائية حسب الإحصائيات المستمدة من مديرية التربية لولاية المدية للموسم الدراسي 2014-2015 والتي هي بدورها موزعة على (5) مقاطعات تفتيشية تربوية.
طريقة اختيار العينة: وفي دراستنا بلغ عدد أفراد العينة (170) معلما ومعلمة مختارة بطريقة عشوائية بسيطة للمدارس الابتدائية عن طريق القرعة والتي بلغت نسبتها ((%25,60 ،وتم اختيار العينة بعد كتابة أسماء الابتدائيات والتي عددها (52) في قصاصات ورقية و إجراء القرعة حسب المقاطعات لبلدية المدية والبالغ عددها (05)،وكان عدد المدارس التي كانت ضمن القرعة (16) مدرسة ابتدائية من بين (52) مدرسة، وكان اختيار المعلمين بطريقة قصدية بحيث اخترنا المعلمين المثبتين والذين لا تقل خبرتهم عن سنة واحدة، كما احتوت عينتنا على كل المعلمين ، اللغة العربية والفرنسية وذلك بمساعدة مدراء هذه المدارس ، والجدول التالي يوضح ذلك .
الجدول رقم (01) يوضح توزيع أفراد عينة الدراسة الأساسية حسب الجنس ومدة التدريس :
مدة التدريس | التكرار | النسبة المئوية | |
أقل من 5 سنوات | 06 | %3,52 | |
5-10 | 15 | %8,82 | |
11- 15 | 34 | %20 | |
16-20 | 31 | %18,23 | |
21-25 | 25 | %14,70 | |
26-30 | 39 | %22,94 | |
31-35 | 20 | %11,76 | |
المجموع | 170 | 100% | |
الذكور | 95 | 55.88% |
أدوات الدراسة :
-مقياس أنماط الشخصية (أ، ب، ج) :
تم تصميم هذا المقياس بهدف تحديد طبيعة نمط الشخصية الذي يميل كل فرد من أفراد العينة إليه من طرف الباحثة بن زروال فتيحة ( 2008 ) ، بالاعتماد على استبيان النشاط لجنكيز (Jenkins Activity Survey , JAS) الذي وضعه جنكيز ، وزيراسكي و روزنمان(1979 ( jenkins وكذا الاعتماد على مقياس قرروسارث ماتيسياك و آيزيك (1990) بالنسبة لمقياس النمط السلوكي (ج) وكانت صورته النهائية في دراستها ،على الشكل الموضح ( الجدول رقم 01) بعد تطبيقها للمقياس بما يناسب البيئة الجزائرية حيث صيغت على شكل عبارات يطلب من المفحوص تحديد مدى تطابق كل واحدة منها على شخصيته ، وذلك وفق سلم تدريجي ( سلم ليكرت ) يحمل خمسة بدائل : أبدا ، نادرا ، أحيانا ،غالبا ، دائما .
يتكون هذا المقياس في شكله النهائي من ثلاثة أجزاء رئيسية هي :
– الجزء الأول : يخص معلومات عامة حول الجنس ، والسن والمهنة وسنوات الأقدمية
– الجزء الثاني : خصص للنمطين ( أ ) و (ب ) باعتبار أنهما مقترنان ، من حيث أن الميل للنمط (أ) يعني غياب خصائص النمط ( ب) ، ويمثل هذا الجزء36 بندا تتوزع على أربعة أبعاد غير متساوية من حيث الأهمية.
– الجزء الثالث : خصص للنمط السلوكي (ج) ، ويمثل هذا الجزء 17 بندا تتوزع على بعدين كما هو موضح في الجدول التالي و الذي يمثل توزيع عبارات مقياس الأنماط السلوكية (أ، ب، ج ).
جدول رقم ( 02 ) يوضح توزيع عبارات مقياس الأنماط السلوكية (أ، ب، ج)
الأبعاد | رقم العبارة | المجموع | |
النمط السلوكي (أ، ب) | بعد الاستعجال | 01-02-03-04-05-06-07-08 | 08 |
بعد الاندماج المهني | 09-10-11-12-13-14-15 | 07 | |
بعد العدائية | 16-17-18-19-20-21-22-23-24-25-26 | 11 | |
بعد التعبير الخارجي عن الانفعالات | 27-28-29-30-31-32-33-34-35-36 | 10 | |
النمط السلوكي (ج) | بعد الإدراكات الإكتئابية | 37-38-39-40-41-42-43-44-45 | 09 |
بعد قمع الانفعالات | 46-47-48-49-50-51-52-53 | 08 | |
المجموع الكلي | 53 |
طريقة تصحيح المقياس :
للحصول على بيانات تعكس ميل أفراد العينة لكل نمط من أنماط الشخصية ، تم رصدها في شكل درجات عن طريق إعطاء لكل بديل من البدائل الخمسة رقم كالتالي: أبدا (1) ،نادرا(2)،أحيانا (3) ،غالبا (4) ،دائما (5) ،حيث أصبح لكل فرد ثلاث درجات تعبر عن مستوى ميله لكل نمط تتراوح بين :
36 كحد أدنى و 180 كحد أقصى بالنسبة للنمط السلوكي ( أ) .
36 كحد أدنى و 180 كحد أقصى بالنسبة للنمط السلوكي (ب) ويتم الحصول عليها انطلاقا من درجة النمط السلوكي ( أ) وفق المعادلة التالية : ( 180 – درجة النمط (أ) + 36 .
بالنسبة للنمط السلوكي (ج) : 17 كحد أدنى و85 كحد أقصى .
الخصائص السيكو مترية للمقياس في الدراسة الحالية :
ا. ثبات المقياس:
الجدول رقم (03) يوضح ثبات مقياس الأنماط السلوكية باستخدام ألفا كرونباخ
ألفا كرونباخ | عدد العبارات |
0,836 | 53 |
يتضح من خلال الجدول رقم(03) أن معامل الثبات لألفا كرونباخ بلغت قيمته (0,83) وهذه القيمة تؤكد ثبات هذا المقياس.
ب. صدق المقياس:
تم تقدير الارتباطات بين الدرجات الكلية للمحاور (الأول أ، ب) والثاني (ج) مع الدرجة الكلية للمقياس ككل بطريقة الاتساق الداخلي للمقياس حيث جاءت قيم الارتباط كلها دالة إحصائيا عند مستوى الدلالة ألفا (0,01=α) فقد قدر الارتباط بين الدرجة الكلية للمحور الأول مع الدرجة الكلية للمقياس ككل (0,92)، أما ارتباط الدرجة الكلية للمحور الثاني مع درجة الكلية للمقياس ككل فقد قدرت بـ(0.59)، وبالتالي يمكن القول بأن هذا المقياس صادق، كما هو موضح في الجدول التالي:
الجدول رقم (04) يوضح معاملات ارتباط درجات المحاور مع الدرجة الكلية لمقياس الانماط السلوكية
المقياس ككل | ||
المحور الأول (أ، ب) | معامل الارتباط بيرسون | 0.924 |
مستوى الدلالة | 0.000 | |
المحور الثاني (ج) | معامل الارتباط بيرسون | 0.598 |
مستوى الدلالة | 0.000 | |
حجم العينة | 50 | |
. الارتباط دال عند (0.01=α)** |
- مقياس فعالية التدريس :
قام بتطوير هذا المقياس إينوكس وزملائه 2000 Enochs et al ، وهو مقياس يتكون من 21 مفردة من نوع ليكرت ذي التدرج الخماسي في الاستجابات ( موافق بشدة ، موافق ، غير متأكد ، غير موافق ، غير موافق بشدة )، و قد وزعت مفردات المقياس على مجالين اثنين هما :
– فاعلية الذات ويتضمن 13 مفردة . – الناتج المتوقع ويتضمن 08 مفردات .
وقد توزعت مفردات المقياس بأرقامها على مجالي المقياس كما يوضح الجدول التالي:
جدول رقم (05) يوضح العبارات الموجبة والسالبة في مقياس فعالية التدريس
الأبعاد | نوع العبارة | رقم العبارة | المجموع |
فعالية الذات | موجبة | 02– 05 – 11 – 16 20 | 5 |
سالبة | 03-06-08-15-17-19-21 | 7 | |
الناتج المتوقع | موجبة |
|
7 |
سالبة | 70 – 80 | 2 | |
مقياس فعالية التدريس | مجموع العبارات الموجبة | 12 |
طريقة تصحيح المقياس:
ويتراوح مدى الدرجات لاستجابات المعلمين على كل مفردة بين الدرجة ( 01 و 05) بحيث تمنح الدرجات للبنود الإيجابية على النحو التالي :5 – 4 – 3 – 2 -1 .
أما في حالة البنود السلبية فتمنح الدرجات عكس الأولى :1 -2 – 3 – 4 – 5 .
بحيث أعلى درجة يمكن أن يتحصل عليها المعلم في المقياس ككل هي ( 105) و أدنى درجة هي(21).
الخصائص السيكومترية للمقياس في الدراسة الحالية :
- الثبات :
الجدول رقم (06) يوضح ثبات مقياس فعالية التدريس باستخدام ألفا كرونباخ
ألفا كرونباخ | عدد العبارات |
0.765 | 21 |
يتضح من خلال الجدول رقم(06) أن معامل الثبات لألفا كرونباخ بلغت قيمته (0,76) وهذه القيمة تؤكد ثبات هذا المقياس.
ب .صدق المقياس :
تم تقدير الارتباطات بين المحاور مع الدرجة الكلية للمقياس ككل حيث جاءت كلها دالة إحصائيا عند مستوى الدلالة ألفا (0.01=α)، حيث بلغ ارتباط الدرجة الكلية للمحور الأول (فاعلية الذات) مع الدرجة الكلية للمحور الثاني (الناتج المتوقع) (0.56)، أما ارتباطه مع الدرجة الكلية للمقياس ككل فقد بلغ (0,91)، في حين بلغ ارتباط الدرجة الكلية للمحور الثاني (الناتج المتوقع) مع الدرجة الكلية للمقياس ككل (0,84) وعموما يمكن القول بأن هذا المقياس صادق ، كما هو موضح في الجدول التالي:
الجدول رقم (07) يوضح معاملات ارتباط محور فعالية الذات ومحور الناتج التوقع مع الدرجة الكلية لمقياس فعالية التدريس
فاعلية الذات | الناتج المتوقع | الدرجة الكلية | ||
فاعلية الذات | معامل الارتباط | – | 0.561** | 0.916** |
مستوى الدلالة | – | 0.000 | 0.000 | |
حجم العينة | – | 50 | 50 | |
الناتج المتوقع | معامل الارتباط | – | – | 0.846** |
مستوى الدلالة | – | – | 0.000 | |
حجم العينة | – | – | 50 |
عرض نتائج الدراسة ومناقشتها:
عرض ومناقشة نتائج الفرضية الاولى : النمط السلوكي (أ) هو النمط السائد لدى أساتذة التعليم الابتدائي “
الجدول رقم (08) الفرق بين المتوسط الحسابي لأفراد العينة والمتوسط الفرضي لمقياس الأنماط السلوكية | ||||||||
الدرجة الكلية | حجم العينة | المتوسط الحسابي | المتوسط الفرضي | الفرق بين المتوسطات | T | درجة الحرية | مستوى الدلالة | القرار |
النمط (أ) | 170 | 129.31 | 108 | 21.311 | 19.71 | 169 | 0.000 | دال عند 0.01 |
النمط (ج) | 170 | 49.02 | 51 | 1-.976 | 3.09- | 169 | 0.002 | دال عند 0.05 |
من خلال النتائج المبين بالجدول أعلاه رقم (08) نلاحظ وبناءً على المتوسط الحسابي لأفراد عينة الدراسة على مقياس الأنماط السلوكية والذي بلغ 129.31 بالنسبة للنمط (أ) أنه أعلى تماما من المتوسط الفرضي الذي يفرضه هذا النمط في المقياس والمقدر بـ 108بناءا عليه فإن درجات أفراد عينة الدراسة وكذا المتوسط الحسابي يشير إلى أن النمط (أ) هو النمط السائد لدى أساتذة التعليم الابتدائي، والذي يتميز أصحابه كما حددها جنكيز jenkins (1975) بانهم أفراد يتصفون بسلوك علني أو أسلوب معيشي يتميز بأقصى درجة من التنافس و الكفاح من أجل تحقيق الإنجازات ، والعدوانية ، والتهور وفقدان الصبر وعدم الراحة الانزعاج الشديد ، الانفعال أثناء مخاطبة الآخرين و التشنج في عضلات الوجه ، والشعور المشدود بالوقت أو أن الوقت عليه كالسيف ، وتحت ضغط المسؤولية التي يتحملها دائما ومثل هؤلاء الأشخاص يكونون دائما مشدودين إلى عملهم ومتحمسين له لدرجة أنهم يهملون نسبيا جوانب أخرى من حياتهم .[13]
إذن قد يتصف المعلم في المرحلة الابتدائية ببعض هذه الخصائص السلوكية و التي قد تفرزها مهنة التدريس كالعدوانية باعتبار تعامل المعلم مع أصعب مرحلة من حيث المتعلمين ، وكذا أهم مرحلة تعليمية فهذه المرحلة تتطلب جهدا من طرف المعلم ،وهذا ما توصلت إليه دراسات جانستر و زملائه (1991) وكذا جرازياني وسويندسن (2004) من أن العدوانية لدى النمط (أ) ترتبط ارتباطا وثيقا بالاستجابات الفيزيولوجية إزاء المواقف المجهدة .[14]
لهذا قد ينتج عن طبيعة مهنة التدريس صفة العدوانية باعتبارها مهنة صعبة و مجهدة ، إذ على المعلم الفعال أن ينظر كما يؤكد اللقاني و فارعة ( 1995) إلى كل تلاميذه في فصله كحالة مفردة لها اهتماماتها وميولها وقدراتها ومشكلاتها .[15]
كل هذا قد يتعب المعلم فكريا و جسديا، وهذا قد يفرز لديه هذه الصفة، وكذا الكفاح المستمر لتحقيق الإنجازات، من خلال تطبيقه لأهم الأهداف المسطرة لعملية التدريس كذلك سعيه في التطلع نحو التجديد دائما.
كل هذه الأمور تجعله دائما يريد تحقيق المزيد من الإنجازات في مجال عمله ، كما قد تجعله قلقا وعديم الراحة مما يؤدي إلى ظهور بعض الضغوط لديه كضغط المسؤولية ، فمهنة التدريس ليست بالمهنة السهلة التي يمكن لأي معلم أن يؤديها على أحسن وجه .
عرض ومناقشة نتائج الفرضية الثانية:
” توجد علاقة ارتباطيه ذات دلالة إحصائية بين الأنماط السلوكية ( أ ،ب، ج ) وفعالية التدريس لدى أساتذة التعليم الابتدائي “
للإجابة على هذه الفرضية تم حساب العلاقة بين الأنماط السلوكية ( أ ، ب، ج) وفعالية التدريس بواسطة معامل بيرسون ، والجدول التالي يظهر لنا معامل الارتباط بيرسون بين درجات أفراد عينة الدراسة على مقياس الأنماط السلوكية و درجاتهم على مقياس فعالية التدريس .
جدول رقم (09): قيم معاملات الارتباط بيرسون بين الأنماط السلوكية (أ) و (ب) و (ج) وفعالية التدريس
العلاقة الارتباطية | قيمة معامل بيرسون | مستوى الدلالة | درجة الحرية |
بين النمط السلوكي (أ) وفعالية التدريس | 0.147 | 0.055 |
نلاحظ من الجدول رقم (09) بأنه لا توجد علاقة ارتباطيه ذات دلالة إحصائية بين النمط السلوكي (أ) وفعالية التدريس لدى أساتذة التعليم الابتدائي حيث كانت قيمة معامل الارتباط بيرسون (0.147r = ) وهي غير دالة إحصائيا (0.055) ودرجة حرية (168)،كما أنه لا توجد علاقة ارتباطيه ذات دلالة إحصائية بين النمط السلوكي (ب) وفعالية التدريس لدى أساتذة التعليم الابتدائي .حيث كانت قيمة معامل الارتباط بيرسون (0.147r = -) وهي غير دالة إحصائيا (0.055) ودرجة حرية (168).
يمكننا تفسير ذلك بأن النمط السلوكي (أ) بما يحتويه من صفات أنه لا يرتبط بفعالية التدريس ومن بين أهم هذه الصفات التي يمكن أن تكون منافية للمعلم الفعال باعتبار أنه يتعامل مع تلاميذ المرحلة الابتدائية و التي تمثل قاعدة الهرم التعليمي وكما يذكر محمد أحمد النابلسي (1997) بأن أصحاب النمط السلوكي (أ) يمتازون بعدة صفات منا منظم ، متحكم في ذاته يدرك مفهوم الوقت و يعي مروره دون أن يحقق شيئا ولذلك نراه دائما نافذ الصبر وعديمه ومستعجلا من أجل تحقيق أهدافه ، كما أن اعتماده الزائد على نفسه بالإضافة إلى عدائيته يجعلانه ميالا للسيطرة وخاصة إذا كان من شأن هذه السيطرة أن تساعده على التخلص من العقبات التي تواجه أثناء عمله لتحقيق أهدافه .[16]
كما أن اتصافه بالعدائية قد يكون من بين الأسباب التي تضعف فعالية التدريس وتأثر بشكل سلبي على العملية التربوية بحيث تؤكد دراسة كونين وجامب(Conin and Gymp ,1961) التي أظهرت أن الأطفال الذين يتولى تعليمهم معلمون عقابين ، يظهرون سلوكا عدوانيا ، مقارنة مع الأطفال الذين يقوم بتعليمهم معلمون غير عقابين أو متسامحين .[17]
أما بالنسبة للنمط السلوكي (ب ) باعتباره عكس خصائص النمط السلوكي (أ) و الذي بدوره لا توجد بينه وبين فعالية التدريس علاقة ارتباطية لدى أساتذة التعليم الابتدائي والذي من بين صفاته كما أوردها هل Hill(2000) أن أصحاب هذا النمط أقل دافعية للإنجاز وأقل شعورا بإلحاح الوقت فلا يشعرون بأنهم في سباق مع الزمن .[18]
وعليه يمكننا تفسير عدم وجود علاقة ارتباطية بين النمطين (أ ) و (ب) وفعالية التدريس لدى أساتذة التعليم الابتدائي إلى عدة عوامل منها توفر بعض الصفات لدى بعض المعلمين ) كالصبر ، الالتزام بالزمن أو الوقت المقرر للبرنامج، الود و التسامح ) التي تعكس فعاليتهم لمهنة التدريس .
كما توصلنا أنه توجد علاقة ارتباطية سالبة دالة إحصائيا بين النمط السلوكي (ج) وفعالية التدريس لدى أساتذة التعليم الابتدائي. حيث كانت قيمة معامل الارتباط بيرسون (0.301-r = ) وهي دالة إحصائيا عند مستوى دلالة أقل من (0.01) ودرجة حرية (168). وهذا يعني أن ارتفاع درجات النمط السلوكي(ج) مرتبطة بانخفاض درجات فعالية التدريس.
نستنتج من أن الفرضية تحققت مع النمط السلوكي (ج) فقط ولم تتحقق مع النمطين (أ) و (ب) وعليه يمكن تفسير ذلك بأن أصحاب النمط السلوكي (ج) في عينة البحث، كلما كانت سمات النمط السلوكي (ج )متوفرة بشكل كبير لدى أساتذة التعليم الابتدائي انخفضت فعاليتهم في التدريس .
فقد يكون لهذه السمات التأثير السلبي على فعالية التدريس بالنسبة للمعلمين ، وكما أثبتت الدراسة التتابعية التي قام بها قروسارث ماتيسك وزملائه (Grossorth- Maticek et al ,1988) و التي أوضحت أن أفراد نمط السلوك (ج) حينما يظهرون ذلك المستوى من التوافق و الهدوء ، فإنهم في حقيقة الأمر يخفون قلقهم وتوترهم ببذل جهد دفاعي ضد الانفعالات السلبية التي تنتابهم و بشكل خاص الغضب و العدائية وهذا يجعلهم أكثر عرضة للإصابة من غيرهم بمرض السرطان ، كما أنهم يحصلون على درجات منخفضة في المقاييس الخاصة بتقدير الذات مما يدفعهم إلى الخضوع والاستسلام و التبعية للآخر.[19]
ولعل هذا الكبح في الانفعالات يرجع لما تتطلب مهنة التدريس خاصة في المرحلة الابتدائية مراعيا فيها خصائص النمو للمتعلمين في هذه المرحلة العمرية التي تتطلب نوعا من المعاملة الخاصة وقد يكون لهذه الضغوط وعدم السيطرة من طرف المعلم تأثيرا سلبيا على فعاليته في التدريس خاصة ذوي الخبرة الطويلة في هذه المهنة .
عرض ومناقشة نتائج الفرضية الثالثة:
“توجد فروق بين أساتذة التعليم الابتدائي في الأنماط السلوكية تبعا لمتغير الجنس( ذكور، إناث ).
بما أن قيمة اختبار ليفين لتجانس التباين (0.607) كانت غير دالة إحصائيا (0.473) فإننا نقبل الفرضية الصفرية بأن تباين الاناث يساوي تباين الذكور. وبالتالي سنستخدم اختبار (ت ) لعينتين مستقلتين متجانستين لمقارنة متوسط درجات الذكور (177.09) والإناث (179.91). حيث يظهر الجدول رقم (10) نتائج اختبار (ت).
جدول رقم (10): اختبار (ت) للفرق بين متوسط درجات الذكور والإناث في الأنماط
السلوكية
الجنس | اختبار ليفين للكشف عن التجانس (F) | مستوى الدلالة | حجم العينة | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | درجة الحرية | قيمة (T) | مستوى الدلالة | القرار | |
الأنماط السلوكية | ذكور | 0.607 | 0.437 | 95 | 177.09 | 18.290 | 168 | 1.04- | 0.298 | غير دال عند |
إناث | 75 | 179.90 | 16.296 | 0.05 |
من خلال النتائج التوصل إليها والتي أظهرت عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في الأنماط السلوكية (أ، ب، ج) بالنسبة لأساتذة التعليم الابتدائي تبعا لمتغير الجنس (ذكور ، إناث )، ومعنى ذلك بأنه لا يوجد نمط سلوكي من الأنماط الثلاثة يتميز به الأساتذة الذكور عن الإناث بل يشترك كلاهما في بعض الصفات التي تندرج ضمن هذه الأنماط .
وقد نرجع عدم تواجد الفروق في الأنماط السلوكية ( أ ، ب ، ج) إلى البيئة التي يعمل فيها المعلم وكذا طبيعة المرحلة التعليمية وما تتطلب من خصوصيات ومعايير يجب توفرها لدى معلم هذه المرحلة لهذا نجد أن أغلب الصفات في كل الأنماط السلوكية (أ ، ب، ج) متوفرة لدى المعلمين و المعلمات بنفس الدرجة تقريبا ، مما أدى إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في الأنماط السلوكية لأساتذة التعليم الابتدائي تعزى لمتغير الجنس.
ومن بين الدراسات التي اتفقت نتائجها مع نتائج دراستنا فيما يخص الفروق بين الجنسين (ذكور/ إناث ( لدى المعلمين في المرحلة الابتدائية ، دراسة المفرجي (1999) ، دراسة بوكاتي (2001) كذلك دراسة عبد الحليم خلفي ( 2006) والتي أثبتت عدم وجود فروق بين المعلمين في المرحلة الابتدائية في بعض السمات الشخصية تبعا لمتغير الجنس ومن بين هذه الصفات المشتركة بين المعلمين و المعلمات ( الاتزان الانفعالي ، السيطرة ، قوة الأنا الأعلى ، الثقة بالنفس) .
عرض ومناقشة نتائج الفرضية الرابعة:
“توجد فروق بين أساتذة التعليم الابتدائي في فعالية التدريس تبعا لمتغير الجنس(ذكور ، إناث )”
بما أن قيمة اختبار ليفين لتجانس التباين (0.856) كانت غير دالة إحصائيا (0.356) فإننا نقبل الفرضية الصفرية بأن تباين الاناث يساوي تباين الذكور. وبالتالي سنستخدم اختبار ت لعينتين مستقلتين متجانستين لمقارنة متوسط درجات الذكور (78.80) والإناث (479.7). حيث يظهر الجدول رقم (11) نتائج اختبار ت.
جدول رقم (11): اختبار ت للفرق بين متوسط درجات الذكور والإناث في فعالية التدريس
الجنس | اختبار ليفين للكشف عن التجانس (F) | مستوى الدلالة | حجم العينة | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | درجة الحرية | قيمة (T) | مستوى الدلالة | القرار | |
فعالية التدريس | ذكور | .8560 | .3560 | 95 | 78.80 | 7.659 | 168 | 0.86- | 0.390 | غير دال عند |
إناث | 75 | 79.74 | 6.333 | 0.05 |
من خلال النتائج التي توصلنا إليها في هذه الفرضية و التي تنفي وجود فروق بين أساتذة التعليم الابتدائي في فعالية التدريس تعزى لمتغير الجنس ( ذكور ، إناث ) ومعنى ذلك أن فعالية المعلم في التدريس بالنسبة لكلا الجنسين لها نفس الدرجة تقريبا .
ولعل ذلك يرجع إلى إتباع المعلمين و المعلمات نفس الخطوات في عملية التدريس وكذا تأكيد نفس الهدف من العملية التدريسية ، وحتى التزامهم ببعض صفات التدريس الفعال التي حددها أندرسون Anderson وهي : أن يكون شرح المدرس واضحا ، أن يستفيد إلى حد كبير من الأنشطة التعليمية المستمدة من الواقع ، أن يتم فيه تشجيع المتعلمين على المشاركة الفعالة في التعلم ،وكذا أشارت قطامي إلى مواصفات التدريس الفعال ، كاعتماد الاقتصاد بالوقت و الجهد و اعتبارهما معيارا أساسيا في اختيار طريقة التدريس ، وكلما تحققت أهداف التدريس بوقت أقصر وجهد أقل كان التدريس ناجحا و فعالا ، كذلك تنويع طرائق التدريس لمعالجة محتوى المنهج .[20]
لهذا يمكننا أن نفسر عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بالنسبة أساتذة التعليم الابتدائي في فعالية التدريس تعزى لمتغير الجنس ( ذكور ، إناث ) ،إلى عدة عوامل غير العوامل الشخصية للمعلم ، كنظام التعليم ، بيئة العمل الظروف المادية و الاجتماعية التي يتعرض لها المعلم في الطور الابتدائي ،كذا الروتين الذي يمارسه معلم هذه المرحلة .
ومن بين الدراسات التي اتفقت نتائجها مع نتائج دراستنا دراسة رمانة عيسى (2013) والتي أسفرت عن عدم وجود فروق دالة إحصائيا في درجات المعلمين على مقياس الفعالية التدريسية ترجع لمتغير الجنس وهذا الاتفاق قد يرجع إلى البيئة التي طبق فيها البحث أو إلى اختيار نفس العينة ( معلمي الابتدائي ).
خاتمة :
ما يمكن استخلاصه أن طبيعة مهنة التعليم وما تفرضه من ضغوط مهنية تجعل هذه الصفات التي يتميز بها صاحب هذا النمط السلوكي (أ) تظهر لدى المعلم سواء في بداية مشواره أو حتى بعد مرور مدة من أدائه لمهنة التدريس خاصة في مرحلة التعليم الابتدائي ، وما تتميز به هذه المرحلة من خصوصيات على المعلم الالتزام بها و احترامها ، مما يشكل لديه نوعا من السلوكيات الظاهرة عليه سواء في مكان عمله أو خارجه ،و المعلم الفعال هو المعلم الذي لديه المهارة في التواصل مع متعلميه مهما كان نوع شخصيته كما أن فعالية المعلم تختلف باختلاف المواقف التعليمية .
قائمة المراجع :
-1أحمد حسين القاني ، فارعة حسن محمد (1995) ،التدريس الفعال ، عالم الكتب ، القاهرة الطبعة الثالثة.
-2أحمد محمد عبد الخالق (1996)، قياس الشخصية ، مطبوعات جامعة الكويت ، الكويت ،الطبعة الأولى .
-3بدر محمد الأنصاري (1997) ، الشخصية من المنظور النفسي ، دار الكتاب الجامعي للنشر و التوزيع ، الكويت ، الطبعة الأولى .
-4جابر عبد الحميد ، علاء كفافي (1996)،معجم علم النفس و الطب النفسي ،دار النهضة العربية ،ج 8 ، القاهرة ،.
-5جابر عبد الحميد جابر (2000)، مدرس القرن الواحد و العشرين الفعال و المهارات والتنمية المهنية ، دار الفكر العربي ، مصر ، القاهرة.
-6ريتشارد .س .لازاروس ترجمة سيد محمد غنيم (1985)، الشخصية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر.
-7سامح محافظة(2009) ، معلم المستقبل خصائصه ، ومهاراته وكفاياته ، بحث مقدم إلى المؤتمر العالمي الثاني ، نحو استثمار أفضل للعلوم التربوية و النفسية في ضوء تحديات العصر المنعقد في رحاب جامعة دمشق ، الكلية التربوية من25-27 تشرين الأول .
-8عبد الرحمان ، محمد السيد ، رضوان فوقية ، حسن عبد الحميد (1996) ، مقياس النمط السلوكي (أ) دليل المقياس ، دار النهضة العصرية ، القاهرة ، الطبعة الأولى .
-9عبد المجيد نشواتي (2003)، علم النفس التربوي ، دار الفرقان للنشر و التوزيع عمان ، الأردن ، الطبعة الرابعة.
-10عبد المنعم أحمد الدرديري (2005)،الجوانب الاجتماعية في التعلم المدرسي ، مقدمة نظرية وتطبيقات ،عالم الكتب ، القاهرة ، الطبعة الأولى.
-11فتيحة بن زروال(2012)، أنماط الشخصية وعلاقتها بالإجهاد (المستوى، الأعراض المصادر واستراتيجيات المواجهة)، أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في علم النفس، جامعة منتوري قسنطينة ، الجزائر .
-12 ليلى شريف(2003)، أساليب مواجهة الضغط النفسي وعلاقتها بنمطي الشخصية (أ، ب) لدى أطباء الجراحة ، رسالة دكتوراه غير منشورة ، جامعة دمشق .
-13محسن علي عطية (2008)،الاستراتيجيات في التدريس الفعال ،دار صفاء ، عمان الأردن الطبعة الأولى.
-14محمد أحمد النابلسي (1997)، أصول الفحص النفسي ومبادئه ، الشاطبي الإسكندرية .
-15ناصر الدين زبدي (2007) ،سيكولوجيا المدرس ، دراسة وصفية تحليلية ، ديوان المطبوعات الجامعية للنشر و التوزيع ، الجزائر.
-16نايفة قطامي (2004) ، مهارات التدريس الفعال ، دار الفكر ، عمان ، الأردن.
-17يوسف جمعة سيد (2000)، دراسات في علم النفس الإكلينيكي، دار غريب، القاهرة.
18-Bruchon-Schweitzer M(2002) « psychologie de la Santé , modèles concepts et méthodes » Dunod .paris.
[1] عبد المنعم أحمد الدرديري ،الجوانب الاجتماعية في التعلم المدرسي ، مقدمة نظرية وتطبيقات ،عالم الكتب ، القاهرة ، الطبعة الأولى ، 2005، ص 109
[2] ناصر الدين زبدي ،سيكولوجيا المدرس ، دراسة وصفية تحليلية ، ديوان المطبوعات الجامعية للنشر و التوزيع ، الجزائر ، 2007 ، ص 75.
[3] جابر عبد الحميد جابر ،مدرس القرن الواحد و العشرين الفعال و المهارات والتنمية المهنية ، دار الفكر العربي ، مصر ، القاهرة ،2000، ص 18.
[4] محمد أحمد النابلسي ، أصول الفحص النفسي ومبادئه ، الشاطبي الإسكندرية ،1997،ص ص 64، 65
[5] جابر عبد الحميد ، علاء كفافي ،معجم علم النفس و الطب النفسي ،دار النهضة العربية ،ج 8 ، القاهرة ، 1996 ، ص 48.
[6] فتيحة بن زروال، أنماط الشخصية وعلاقتها بالإجهاد (المستوى، الأعراض المصادر واستراتيجيات المواجهة)، أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في علم النفس، جامعة منتوري قسنطينة ، الجزائر ، 2012 ، ص 232.
[7] سامح محافظة ، معلم المستقبل خصائصه ، ومهاراته وكفاياته ، بحث مقدم إلى المؤتمر العالمي الثاني ، نحو استثمار أفضل للعلوم التربوية و النفسية في ضوء تحديات العصر المنعقد في رحاب جامعة دمشق ، الكلية التربوية من25-27 تشرين الأول 2009.
[8] ريتشارد .س .لازاروس ترجمة سيد محمد غنيم ، الشخصية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،1985، ص 62.
[9] يوسف جمعة سيد ،دراسات في علم النفس الإكلينيكي ، دار غريب ، القاهرة ، 2000 ، ص ص 68 ، 69.
[10] أحمد محمد عبد الخالق ،قياس الشخصية ، مطبوعات جامعة الكويت ، الكويت ،الطبعة الأولى ،1996، ص 262
[11] بدر محمد الأنصاري ، الشخصية من المنظور النفسي ، دار الكتاب الجامعي للنشر و التوزيع ، الكويت ، الطبعة الأولى ، 1997 ، ص ص 94 ، 95
[12] نايفة قطامي ، مهارات التدريس الفعال ، دار الفكر ، عمان ، الأردن ، 2004، ص 485.
[13] عبد الرحمان ، محمد السيد ، رضوان فوقية ، حسن عبد الحميد ، مقياس النمط السلوكي (أ) دليل المقياس ، دار النهضة العصرية ، القاهرة ، الطبعة الأولى ، 1996 ،ص 8
[14]-بن زروال ،المرجع السابق الذكر، ص 307
[15]– أحمد حسين القاني ، فارعة حسن محمد ،التدريس الفعال ، عالم الكتب ، القاهرة الطبعة الثالثة ،1995، ص 12.
[16]-النابلسي ،المرجع السابق الذكر، ص65.
[17] عبد المجيد نشواتي ، علم النفس التربوي ، دار الفرقان للنشر و التوزيع عمان ، الأردن ، الطبعة الرابعة ،2003، ص 229.
[18]– ليلى شريف، أساليب مواجهة الضغط النفسي وعلاقتها بنمطي الشخصية (أ، ب) لدى أطباء الجراحة ، رسالة دكتوراه غير منشورة ، جامعة دمشق ،2003، ص 98.
[19]– Bruchon-Schweitzer M « psychologie de la Santé , modèles concepts et méthodes » Dunod.paris,2002, p176
[20]– محسن علي عطية ،الاستراتيجيات في التدريس الفعال ،دار صفاء ، عمان الأردن الطبعة الأولى ،2008، ص 61.