
الإعلام الاجتماعي وأثره على الأسرة العربية من منظور اجتماعي وثقافي
أ. آمنة حسين إبراهيم محاميد زيد الكيلاني، التربية والتعليم جنين ، فلسطين.
بحث نشر في كتاب أعمال المؤتمر الدولي المحكم حول التفكك الأسري الأسباب والحلول الصفحة 141
Abstract
The research revolves around the impact of social media on the Arab family from a social ,cultural , intellectual and moral point of view , as the role of the family in raisingand raising children accordance with community standards has declined. Social media has become a partner in the social raising process because of the changes in societies caused by the digital communication revolution that transformed the world into a small village in which the exchange of ideas, cultures and information without human, spatial or temporal boundaries , which is not in the features of social , culture , intellectual, political and economic life .The Arab family was the most affected because there was a great change in the pattern relations and interactions within the family, especially in the context of a culture of globalization that seeks to transform the international community into a single cultural entity without regard to the specificity of other societies, and this threatens the identity of the family and Arab society. The search deals with the effects of social media on the Arab family with qualitative descriptive methodology that describes and analyzes the phenomenon from different angles . The search aims at introducing social media and its effects on the Arab family culturally and socially as well as making recommendations and suggestions to enhance the security of Arab family from the dangers of social media. The search concluded that the social media is a double –edged sword that has positive and negative effects on the Arab family .It has an impact on the disintegration of the family and the replacement of its identity with foreign identities.
Keywords: family, social media, social links, values system, identity, social system.
ملخص
يدور البحث حول تأثير الإعلام الاجتماعي على الأسرة العربية اجتماعياً وثقافياً وفكرياً وقيمياً ،حيث تراجع دور الأسرة في التنشئة الاجتماعية والتربية وفق معايير المجتمع ، وأصبح الإعلام الاجتماعي يمثل شريكاً في عملية تنشئة الأفراد، بسبب التغيرات الطارئة على المجتمعات بفعل ثورة الاتصال الرقمي، حيث تحول العالم إلى قرية صغيرة يتبادل فيها الأفراد الأفكار والثقافات دون حدود مكانية أو زمانية أو اجتماعية مما غيَّر في ملامح الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والفكرية.
وكانت الأسرة بأفرادها هي الأكثر تأثراً نظراً للتغير الكبير في نمط العلاقات والتفاعلات داخل الأسرة وخاصة في ظل ثقافة العولمة التي تسعى إلى تحويل المجتمع الدولي إلى كيان ثقافي واحد، ولا شكَّ أن ذلك يهدِّد هوية الأسرة ومجتمعاتها العربية. يتناول البحث تأثيرات الأعلام الاجتماعي على الأسرة بمنهجية وصفية نوعية تصف وتحلل الظاهرة من زوايا مختلفة. أما أهمية البحث فتكمن في مدى استفادة الباحثين والمهتمين في الرجوع لهذه الدراسة، كما يهدف البحث إلى التعريف بالإعلام الاجتماعي وتأثيراته على الأسرة العربية ثقافياً واجتماعياً، بالإضافة إلى وضع التوصيات والاقتراحات الكفيلة بتعزيز أمن الأسرة العربية من مخاطر الإعلام الاجتماعي.وقد خلص البحث إلى مجموعة من الاستنتاجات منها أنَّ الإعلام الاجتماعي سلاح ذو حدين وله تأثيراته الإيجابية والسلبية على الأسرة العربية، وله أثر في تفكك الأسرة وتبديل هويتها الوطنية بهويات وافدة.
الكلمات المفتاحية: الأسرة، الإعلام الاجتماعي، الروابط الاجتماعية، منظومة القيم، ، الهوية، نظام اجتماعي.
المقدمة
لقد ألقى التطور التقني وخاصة ثورة الاتصال الرقمي بظلاله وتأثيراته الإيجابية والسلبية على جميع أنماط حياة الإنسان بما في ذلك تربيته وتنشئته الاجتماعية وعلاقاته الاجتماعية مع الآخرين، وبالرغم من أنَ تنشئة الفرد وتربيته موكولة للآباء إلاَ أنّ مصادر التنشئة والتربية تعددت في ظل فضاء الإعلام الاجتماعي المفتوح الذي أصبح له دور فاعل في صياغة أنماط جديدة من السلوك .
وقد تعدَّدت الآراء حول أثر الإعلام الاجتماعي على الأسرةوالمجتمع،فهناك من يدافع عن دور الإعلام الاجتماعي باعتباره يُنَمّي الجانب الاجتماعي لدى الأطفال من خلال مشاركة الآخرين في آرائهم مما يساعدهم في تنمية ملكاتهم العقلية والفكرية وتوسيع خبراتهم ومعرفتهم، ولكن في الجانب الآخر يرى الكثيرون أنَّ الإعلام الاجتماعي بأدواته المختلفة له انعكاس سلبيٌّ على أمن الأسرة وحمايتها من التفكك، وله أثر سلبي على الأسرة بكافة مكوناتها من أباء وأمهات وأبناء، وأن التأثير السلبي للإعلام الاجتماعي يلحق الضرر بالأمن الفكري والاجتماعي والثقافي والقيمي للأسرة.
يمثل الإعلام الاجتماعي فضاءً عمومياً عابراً للجغرافيا فلا حدود له ولذا استطاع اختراق الأسرة كوحدة تكوين المجتمع الأساسية، واستطاع أيضاً اختراق مؤسسات المجتمع الرسمية المكلفة بتربية الناشئة كرياض الأطفال والمدارس والجامعات، ومن هنا فإنَّ الإعلام الاجتماعي أصبح يُشكِّل مصدراً موازياً لتربية الأبناء وتنشئتهم.
ويشير علماء الاجتماع إلى الإعلام الاجتماعي وبالتحديد مواقع التواصل الاجتماعي إلى أنها قد أثرت سلباً على العلاقات الأسرية حيث اتسعت دائرة التباعد وغاب الحوار ونشأت فجوة في الأفكار بين الآباء والأبناء مما أضعف الصلة والتقارب ودفء العلاقات في الأسرة والمجتمع العربي لصالح علاقات الصداقة الافتراضية، علماً إنً الأمن والسكينة هما الأساسان اللذان تنشأ عليهما الأسرة العربية كما في الآية الكريمة” : ومن آياتهِ أنْ خَلقَ لكم من أَنفسِكم أزواجاً لتَسكنوا إليها وجَعل بينَكم مودةً ورحمةً إنَّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكرون”.([1])
هناك خطر للإعلام الاجتماعي على منظومة القيم الأخلاقية والاجتماعية التي تتمثلها الأسرة العربية ،فللثقافة الغربية تأثير واضح على المجتمعات العربية تتجلى في التقليد الأعمى للمأكل والملبس وأنماط السلوك وهناك الكثير من الشباب العربي الذين يتَمَثُّلِون بعض القيم الغربية الغريبة عن مجتمعاتنا العربية، ومنهم الكثير من يُبدي انبهاره بالحضارة الغربية، كل هذه المخاطر يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار وأن تُؤخذ كافة الاحتياطات اللازمة للحفاظ على أمن الأسرة في مجتمعاتنا العربية من التفكك والانهيار .وعليه ينطلق البحث من عدة تساؤلات منها:
*- ما تأثير الإعلام الاجتماعي على البنية والروابط الاجتماعية داخل الأسرة؟
*-ما دور الإعلام الاجتماعي في تغيير ومنظومة القيم داخل الأسرة العربية؟ وما دوره في تغيير فكر وثقافة الأسرة العربية وإحلال ثقافات وافدة؟
*- كيف يمكن حماية الأسرة العربية من تأثيرات الإعلام الاجتماعي؟
هيكلية البحث:
تتكون هيكلية البحث من خمسة فصول:
الفصل الأول: الإطار المنهجي للبحث.
الفصل الثاني: أثر الإعلام الاجتماعي على البناء الاجتماعي للأسرة العربية.
الفصل الثالث: أثر الإعلام الاجتماعي على البنية الثقافية للأسرة العربية.
الفصل الرابع: أثر الإعلام الاجتماعي على البنية الفكرية والقيمية للأسرة العربية
الفصل الخامس :خاتمة البحث ( الاستنتاجات والمقترحات والتوصيات)
الفصل الأول
الإطار المنهجي للبحث
إشكالية البحث :تمثل الأسرة العربية نموذجاً يُحتذى به لما تتميز به كنظام اجتماعي مترابط تفتقر إليه الأسر في المجتمعات الغربية، وقد دعا كثير من المهتمين الغربيين بشأن الأسرة والتربية والتنشئة الاجتماعية إلى تبني نموذج نظام الأسرة العربية بعد أن أصبحت الأسرة الغربية تعاني من التفكك والانحلال في علاقاتها الأسرية ، ولكن ظاهرة العولمة وما تداعى عنها من ثورة الاتصالات الرقمية التي اجتاحت العالم في بداية الألفية الثالثة وما نتج عن ذلك من تحول العالم إلى قرية صغيرة يتبادل الأفراد فيها الأفكار والمعلومات والثقافات دون أي اعتبار للحدود الجغرافية والزمانية والاجتماعية، وفي ظل هذه التغيرات التقنية المتسارعة التي طالت كل مناحي الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والفكرية فإنّ دور الأسرة قد تضاءل وتراجع بسبب تعدد مصادر التنشئة الاجتماعية،فقد أحدثت ثورة تقنيات الاتصال الرقمي تغييراً كبيراً في نمط العلاقات والتفاعلات داخل المجتمعات الإنسانية وداخل الأسرة التي لم يعدْ بإمكانها السيطرة على زمام أمرها فيما يتعلق بتربية الأبناء وتنشئتهم وفق معايير ضابطة للسلوك وخاصة في ظل ثقافة العولمة التي تسعى إلى إلغاء خصوصية المجتمعات وتحويل المجتمع الدولي برمَّته إلى كيان ثقافي واحد، فقد أسهمت وسائل الاتصال الرقمي وخاصة الإعلام الاجتماعي بأشكاله المختلفة في تراجع دور الأسرة وقدرتها في التأثير على أبنائها وتنشئتهم تنشئة تتلاءم مع خصوصية مجتمعهم، ومع هذا الواقع الجديد برز الكثير من التحديات الاجتماعية والثقافية والفكرية التي تواجه الأسرة العربية، ومن هنا فإنَّ توفير الأمن الأسري للأسرة العربية بات أمراً ضرورياً وملِّحاً لحمايتها من غزو ثقافي وفكري واجتماعي غربي قد يطال البنية الاجتماعية والأخلاقية لها لصالح تفكيكها وإعادة صياغتها وفق رؤية ونموذج عالمي معولم يغذيه ويسوِّق له إعلام اجتماعي عبر الشبكة العنكبوتية.بالرغم من تميز الأسرة العربية بالترابط والتراحم بين مكوناتها، إلا أنَّ هناك تحولات قد حصلت في بنيتها سواءً على مستوى العلاقات الاجتماعية أو العلاقات البينية بين أفرادها أو على مستوى دورها التقليدي في التنشئة الاجتماعية، وكل هذه التحولات أفرزها فضاء الاتصال الرقمي المفتوح الذي سمح لأفراد الأسرة بإحلال علاقات في العالم الافتراضي عِوضاً عن العلاقات الواقعية، مما أضعف التواصل البيني بين أفراد الأسرة الواحدة، وأحدث شرخاً في البنية الاجتماعية والثقافية وكذلك في منظومة القيم الاجتماعية والدينية والأخلاقية التي كانت الأسرة هي المسؤولة عن توريثها لأبنائها.ونظراً لتأثيرات العولمة وتداعياتها وخاصة تأثيرات الإعلام الاجتماعي سلباً على نسيج الأسرة العربية، فإنَّ البحث يسلِّط الضوء على أثر الإعلام الاجتماعي على الأسرة من منظور اجتماعي وثقافي وفكري وقيمي باعتباره أحد التحديات المعاصرة التي تواجه الأسرة، ويتناول البحث هذه التأثيرات بتفاصيلها على كل من البنية والروابط الاجتماعية داخل الأسرة والمجتمع، بالإضافة إلى دور الإعلام الاجتماعي في اختراق البنية الثقافية وتهديدها من خلال إحلال ثقافات بديلة لا تتناسب مع خصوصية الأسرة العربية، كما يتناول البحث تأثيرات الإعلام الاجتماعي على الأسرة العربية فكرياً وقيمياً حيث استطاع الإعلام الاجتماعي أن يُحدث خللاً في منظومة القيم الأسرية بإدخال تحولات مفاهيمية دخيلة كالتحرر الفردي مقابل المسؤولية الجماعية والانفلات من الانصياع لمنظومة القيم التي تفرضها الأسرة والمجتمع، وفقدان الهوية الوطنية الجماعية وقبول هويات وافدة.
أهداف البحث: يسعى البحث إلى تحقيق عدة أهداف منها:
– التعريف بالإعلام الاجتماعي وعناصره.
– توضيح أثر الإعلام الاجتماعي على الأسرة العربية اجتماعياً وثقافياً وفكرياً وقيمياً.
– وضع التوصيات والاقتراحات الكفيلة بتعزيز أمن الأسرة العربية من مخاطر الإعلام الاجتماعي.
أهمية البحث :لقد حظيت الأسرة باهتمامٍ بالغٍ في الإسلام لما لها من أهمية كنظام اجتماعي يسعى لبناء الإنسان الفرد في مجتمع متوازن يعمل لرسم معالم مستقبله ومستقبل أمته، ولذلك اهتم الإسلام بوضع الأحكام التي تنظم العلاقة داخل الأسرة سواء بين الزوج والزوجة أو بين الآباء والأبناء، ووضع أيضاً الضوابط الشرعية للحفاظ على تماسكها وعدم تفككها باعتبار أنَّ أي خلل يصيبها سيؤثر حتماً على استقرارها واستقرار مجتمعها .
وتأتي أهمية الأسرة أيضاً كنظام اجتماعي أنها تلبي الفطرة البشرية التي تسعى إلى الإنجاب بهدف الحفاظ على النسل وامتداده واستخلافه في الأرض وإعمارها ، وما وجود الأسرة إلا امتداد للحياة البشرية وبقاء الإنسان، فهي التي تزود الفرد بمنظومة القيم والأخلاق التي تتوافق مع مجتمعه ،ولذلك كان لا بدَّ لها من تنشئة الأفراد تنشئة صالحة تساعدهم على ممارسة السلوك السوي وتكسبهم القدرة على مواجهة الحياة. وعلى امتداد العصور التاريخية كان وما زال للأسرة دور في تنشئة الأبناء ورعايتهم، وإن اختلف أسلوب التنشئة من مجتمع لآخر نتيجة لتباين العادات والتقاليد والمعتقدات فإنَّ الأسرة بقيت هي المكلفة بالتنشئة الاجتماعية حتى يومنا هذا. ومن هنا تأتي أهمية البحث الذي يفرد مساحة للاهتمام بالأسرة والحفاظ عليها من المخاطر السلبية للإعلام الاجتماعي.
حدود البحث:اقتصرت الدراسة على الأسرة العربية بشكل عام ، وتناولت تأثيرات الإعلام الاجتماعي على بعض الأسر العربية بالتحديد كالأسرة المصرية والفلسطينية والجزائرية من خلال دراسات سابقة قام بها بعض الباحثين المهتمين.
منهج البحث :يقوم البحث على المنهج الوصفي الكيفي الذي يصف الظاهرة ويحللها وفق رؤية عامة ورؤية الباحثة من خلال الرجوع إلى المراجع والمصادر ذات الصلة بموضوع البحث.
تعريف الإعلام الاجتماعي: هو إعلام ناتج عن توظيف التطبيقات والمواقع الإلكترونية لإنشاء روابط تواصلية سريعة وأكثر فاعلية من أكبر قاعدة من الجماهير ومن الثقافات المختلفة.ومن الأمثلة على ذلك facebook, twitter, instagram , وهناك تطبيقات قائمة على الأجهزة المحمولة مثل viber ,whatsup.
الفصل الثاني
تأثير الإعلام الاجتماعي على البنية الاجتماعية للأسرة العربية
إنَّ من أهم أدوار الأسرة بشكلٍ عام والأسرة العربية بشكل خاص تنشئة الأبناء التنشئة الاجتماعية الصالحة ليصبحوا مواطنين صالحين في مجتمعاتهم، فالأسرة هي مؤسسة اجتماعية تهدف إلى تربية الأبناء ورعايتهم وتوفير حالة من الاستقرار والطمأنينة لهم وحمايتهم من الخطر الذي يهدد حقهم في الحياة أو حقهم في ممارسة حياتهم الطبيعية بعيداً عن كافة أشكال التهديد والخوف والقلق.
فالأسرة هي المسؤولة عن تهيئة أجواء أسرية تسودها المحبة والتفاهم والحوار الإيجابي بعيدة عن العنف سواءً كان مادياً أو معنوياً، “فالعنف الأسري هو أحد مهددات بنية الأسرة الاجتماعية خاصة التفكك الأسري بسبب ظاهرة الطلاق.([2])
يقوم النظام الأسري في المجتمع العربي على المودة والتراحم انسجاماً مع قوله تعالى : ” ومن آياتهِ أن جعلَ لكم من أنفسِكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعلَ بينكم مودةً ورحمة ًإنَّ في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكرون”([3]) , وهو نظام منضبط له مرجعية يمثلها الأب والأم أو أحدهما في حالة الغياب ، وهذا النظام الأسري عادة ما يقوم على ردع الأبناء عن فعل السوء وتعزيز مبدأ الثواب والعقاب وسيادة القيم التي يؤمن بها المجتمع,مع توفير جوٍّ من التعايش بين أفراد الأسرة قائم على معرفة كل فرد بحقوقه وواجباته، وإشاعة التسامح ونبذ العنف واستخدام أسلوب الحوار الهادئ لحل المشاكل التي تواجه كل فرد في الأسرة، وإشاعة روح التعاون بين أفراد الأسرة وإشعارهم بالمسؤولية الفردية والجماعية وانتهاج مبدأ الشورى حول قضايا الأسرة كل ذلك يساعد في توفير روابط اجتماعية متينة داخل لأسرة.
كما أنَّ ترسيخ واحترام المعتقد الديني داخل نفوس الأبناء إلى جانب ترسيخ العادات والتقاليد الإيجابية التي يؤمن بها المجتمع وبثِّ روح المواطنة والانتماء في الأبناء لينشأوا صالحين في مجتمعهم هي من مقومات الأسرة الصالحة، وأن دور الأسرة لا بدَّ وأن يتكامل مع دور المدرسة والجامعة من خلال التربية الصالحة وغرس القيم والفضائل التي تعتبر الدرع الواقي لمواجهة أي تهديدات للأمن الاجتماعي الأسري، ولكن في ظل العولمة والانفتاح على وسائل الاتصال والتواصل الرقمي فإنً هناك الكثير من المهددات والتحديات التي تُنذر بتهديد بنية الأسرة وتفكيك أواصرها ومن هذه التحديات الإعلام الاجتماعي.ويمكن الإشارة إلى مجموعة من التأثيرات المباشرة للأعلام الاجتماعي على الأسرة العربية ومنها:
- تأثيره على روابطها الاجتماعية: ( التباعد الأسري والتفكك الأسري):
إن الهدف من الزواج هو تكوين أسرة تعيش في ظل السكينة والاستقرار والاستمرار، وان العلاقة بين الزوجين قائمة
على الاحترام والثقة المتبادلة، ولكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ألقى بظلاله على طبيعة العلاقة بين الزوجين وكذلك طبيعة علاقتهم مع أطفالهم، فالمبالغة في استخدام هذه الوسائل أدى إلى تقصير الوالدين في واجباتهم نحو أبنائهم كالتحدث معهم ومراجعة واجباتهم المدرسية وغير ذلك،كما أدت المبالغة في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الزوجين إلى فتور العلاقة بينهما بسبب قلة الحوار البيني بينهما، وكذلك انعدام الثقة بينهما وتكوين علاقات افتراضية قد تؤدي إلى الطلاق وتفكك الأسرة، فعلى سبيل المثال ” ارتفعت نسبة الطلاق في فلسطين بنسبة 2% عام 2014 بسبب وسائل التواصل الاجتماعي.([4])
ومن مظاهر تأثير الإعلام الاجتماعي على الأسرة ظاهرة التباعد الأسري أو الجفاء ، حيث أصبح الحديث بين أفرادها مقتصراً على الأحاديث الضرورية والمختصرة، وغابت الجلسات العائلية الحميمة بين أفراد الأسرة الواحدة، وأصبح لكل فرد فيها تفضيلاته الخاصة وكذلك معارفه وأصدقاؤه الافتراضيين.
- تأثير الإعلام الاجتماعي على التنشئة الاجتماعية:
تبدأ عملية التنشئة الاجتماعية أو ما يُعرف بالتربية الاجتماعية أو التطبيع الاجتماعي في الأسرة ، وهي أهم دور من أدوار الأسرة الأساسية كما يشير د.عيس الشماس الذي يعرِّفها بأنها: “إعداد الكائن البشري وتأهيله للحياة الاجتماعية التي يجب عليه أن يتكيف ويتفاعل معها بصورة إيجابية.” ويعرفها Rocker:” بأنها العملية التي يكتسب الفرد من خلالها العناصر الاجتماعية والثقافية في محيطه.” ([5])
تقع مسؤولية التنشئة الاجتماعية على عاتق الأسرة ويشاركها في ذلك المؤسسات الرسمية كالمدرسة والمؤسسات غير الرسمية مثل دور العبادة والمؤسسات الثقافية والاجتماعية، وتعتبر التنشئة الاجتماعية السليمة صمام أمان لأمن الأسرة الاجتماعي والثقافي والفكري ، ولذلك نجد أنَّ ديننا الحنيف قد اهتم بالأسرة باعتبارها نظام اجتماعي يؤسس لمجتمع صالح، ووضع الأسس المتينة لكيفية الاهتمام بالأبناء وتربيتهم ابتداءً من الآية الكريمة:” ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهنٍ وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك وإليَّ المصير”.([6])
في عصر التقنيات والفضاءات المفتوحة أصبح الإعلام الاجتماعي شريكاً مباشراً للأسرة في عملية التنشئة الاجتماعية
وقد يكون شريكاً سلبياً لأنَّ التنشئة الاجتماعية التقليدية التي تقوم بها الأسرة تعمل وفق نظام اجتماعي مرتبط بالدين والعادات والتقاليد، أما التنشئة الاجتماعية الناتجة عن الإعلام الاجتماعي فهي تنشئة هجينة من ثقافات متعددة لا يمكن تقنينها أو وضع ضوابط لها أو السيطرة عليها بسبب مثيرات الإعلام الاجتماعي وإغراءاته وتأثيراته الفاعلة والمباشرة على الفرد في عالم افتراضي مفتوح على كل الاحتمالات.
تأثير الإعلام على الشخصية: (الشخصية المصطنعة):
يلجأ الكثير من أفراد الأسرة سواء كانوا بالغين أو أطفالاً إلى اختلاق شخصية افتراضية من خلال انتحال أسماء مزيفة أو جنس مزيف أثناء تواصلهم من أصدقائهم الافتراضيين ،”وفي الغالب تميل هذه الشخصية إلى الكذب أو الإيقاع بالآخرين، وقد تلجأ هذه الشخصيات المصطنعة للانتحال بهدف التعبير عن ذاتها بأفكار شاذة أو سخيفة ، أو بسبب الخوف من التعبير عن آرائها السياسية أو تلجأ لذلك بهدف خداع الجنس الأخر، أو إثارة الإشاعات مما يؤثر على السلم الأهلي في المجتمع الواحد.([7])
التأثير النفسي للإعلام الاجتماعي على الأسرة :(لعزلة والانطواء والإدمان:)
وحسب علماء الاجتماع ومن دراسات أجروها على أثر الإعلام الاجتماعي على الأطفال تبين أنَّه يسهم في عزلتهم عن أُسرهم ويصبح التواصل البينشخصي بين أفراد الأسرة قليلاً وهذا يُضعف دور الآباء والأمهات في تقديم النصح والإرشاد لأبنائهم ويقلل من العلاقات الدافئة والصادقة بين الآباء والأبناء، مما يجعل الأبناء يبحثون عن حلول لمشاكلهم خارج إطار الأسرة من خلال الرجوع للأصدقاء والمجموعات الافتراضية والتي قد تُشَكِّل قدوة سيئة في بعض الأحيان.”هناك أيضاً مشكلة الإدمان على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي حيث ترى عالمة النفس (كيمبرلي يونج) أن استخدامها أكثر من 38 ساعة أسبوعياً يعد إدماناً.([8])
“وفي دراسة أجراها الباحث هشام البرجي حول تأثير شبكات التواصل الاجتماعية على الأسرة المصرية أظهرت النتائج أنّ من تأثيراتها السلبية أنها تقلل من الحوار البيني التفاعلي بين أفراد الأسرة بنسبة65.5% وأن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الأبناء تؤدي إلى تغيير سلبي في سلوكهم بسبب عزلتهم بنسبة 60%,([9]).
وقد كشفت دراسة سانغاري ولايمايم ورويس عن وجود ارتباط بين استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والعزلة النفسية والكآبة والكذب بحث يلجأ الأطفال إلى إعطاء معلومات كاذبة لأصدقائهم الافتراضيين.
تأثير الإعلام الاجتماعي على التفاعل الاجتماعي واللغة والتحصيل الدراسي للأطفال :
إن استخدام الأطفال للإعلام الاجتماعي( شبكات التواصل الاجتماعي) يُفقدهم مهارة التفاعل الاجتماعي التي تتطور من خلال لحديث المباشر مع الآخرين سواء داخل الأسرة أو خارجها،وذلك بسبب ضعف حصيلتهم اللغويةمن المفردات التي تزداد عادة من خلال المحادثة ،كما تضعف مهارة القدرة على التعبير الشفوي لديهم، كما تسهم بعض المضامين المنشورة على شبكات التواصل الاجتماعي كالأفلام الخيالية في جنوح الأطفال للمبالغة في الخيال وهذا قد يدفعهم للقيام بأفعال غير محسوبة النتائج مما يؤثر على نمط تفكيرهم في حل مشاكلهم بطريقة غير عقلانية.
“هناك دراسات كشفت عن التأثير السلبي للأعلام الاجتماعي منها دراسة سانغاري ولايمايم ورويس Sungari,Limayem,Rouis التي بينت بأنَّ له تأثير سلبي على مستوى التحصيل الأكاديمي.([10])
تأثير الإعلام الاجتماعي على العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة وخارجها:
“يرى تومبسون Thompsonوديماجيو Demajio وكراوتQrawt وزابوفZaabof وستول Stolleأنَّ استخدام شبكات التواصل الاجتماعي يُحدث تغييرات جذرية في علاقات الناس بحيث تحولها إلى من علاقات تمتاز بالدفء والحميمية إلى علاقات فاترة تؤدي إلى تبلد الإحساس والإحباط والشعور بالعزلة الاجتماعية.([11])
ومن الملاحظ أن للإعلام الاجتماعي دور في تضييق دائرة العلاقات الاجتماعية بين الأسر وخاصة في محيط الأقارب، وصلات الرحم، وأصبح أداء الواجبات العائلية كالتهنئة في مناسبات الفرح أو التعزية بوفاة قريب أو صديق تتم من خلال الرسائل النصية وفي بعض الحالات تكون النصوص جاهزة مما أدى إلى قتل الصلات والروابط الاجتماعية الحقيقية وأحدث نمطاً من الجفاء في العلاقات الاجتماعية .
أما على مستوى العلاقات داخل الأسرة فهناك تغير اجتماعي واضح في مستوى العلاقات سواء بين الأزواج أو بين الآباء والأبناء ، أو على مستوى البنية الشكلية للأسرة من حيث الأنماط والوظائف والمكانة والأدوار ومضامين التربية والتنشئة التي تنقلها الأسرة لأبنائها، وبالرغم من استفادة الأسرة من تطبيقات تقنية التواصل الرقمي إلاّ أنَّ خسارتها في ترابطها وعلاقاتها الاجتماعية السوية قد تكون كبيرة ومن الصعب إعادتها إلى وضعها في سياقها الطبيعي.
الفصل الثالث
أثر الإعلام الاجتماعي على البنية الثقافية للأسرة العربية
لكل مجتمع من المجتمعات ثقافته الخاصة وتُوَرَّثُ هذه الثقافة عبر الأسرة من جيل إلى جيل، فالأسرة العربية لها ثقافتها المنبثقة من حضارتها العربية الإسلامية ، والأسرة العربية كنظام اجتماعي ما هي إلا إحدى تجليات هذه الثقافة الموروثة عبر الأجيال، ودور الأسرة هو الحفاظ على المكونات الثقافية الأصيلة للأسرة العربية وتوريثها للأبناء، ومواجهة التيارات الثقافية الوافدة وتحصين الهوية الثقافية من الاختراق والاحتواء من ثقافات أخرى خارجية. ولا شك أنه في ظل الثورة الاتصالية التي يعيشها العالم الآن أصبح الإعلام الاجتماعي ظاهرة واسعة الانتشار ومؤثرة على طريقة تفكير الأفراد وتحدِّثهم مع الآخرين، وهذا ما جعل صانعي شبكات التواصل الاجتماعي ومطوريها يقودون العالم الجديد ويصوغون ثقافته( العولمة) ويضعون سياساته ويتحكَّمون باقتصاده بأدواتهم الاتصالية التي أصبحت وسيلة للسيطرة على العالم وفرض ثقافة العولمة وقيمها، ومن الطبيعي في ظل هذه الهيمنة أن تتأثر المجتمعات بثقافة مغايرة لثقافاتها.
تتمثل مخاطر الإعلام الاجتماعي على ثقافة الأسرة العربية فيما يلي:
- الهجمة الثقافية الشرسة على ثقافة الأسرة العربية:
“الأسرة العربية تواجه اليوم هجمة شرسة من الغرب من خلال تصدير ثقافته عبر الإعلام الاجتماعي والتي عادةً ما تتناقض وفي أغلب الأحيان مع ثقافتنا الأصيلة،([12]) وفي الواقع نجد أنَّ الثقافة الغربية قد بدأت تتغلغل في أوساط الأطفال واليافعين والشباب عبر منصات التواصل الاجتماعي وهذا قد يؤدي إلى عملية ذوبان ثقافي بحيث تلجأ الناشئة العربية إلى رفض ثقافتها الأصيلة والتشبث بثقافة الغرب والاعتزاز بها .
- انعدام التكافؤ في نشر الثقافات المختلفة:
إنَّ ما يهدد البنية الثقافية للأسرة العربية هو انعدام التكافؤ في نشر الثقافات عبر وسائل الإعلام الاجتماعي، فالثقافة السائدة هي ثقافة الغالب الأقوى ( ثقافة النظام العالمي الجديد، ثقافة العولمة التي تتسرب إلى الأسرة العربية من خلال وسائل التواصل الرقمي بحيث أصبحت الأسرة العربية متلقية لثقافة موجهة أصلاً لإلغاء الآخر وفي نفس الوقت ثقافة قائمة على السطحية والاستهلاك وتعظيم شأن الاقتصاد والربح على حساب كرامة الإنسان.
- محاكاة وتقليد ثقافة الآخرين:
ثمة مخاطر ناتجة عن الإعلام الاجتماعي تواجه الأسرة العربيةفي بنيتها الثقافية ، فالأطفال خاصةً ومن خلال
تواصلهم مع أصدقائهم الافتراضيين يميلون إلى محاكاتهم والتأثر بثقافة أصدقائهم المغايرة لثقافتهم الأصيلة ويظهر ذلك من خلال تقليد الملبس والمأكل إضافة إلى احتمالية وقوع الأطفال تحت تأثير ثقافة أصدقائهم الافتراضيين كثقافة العنف والابتزاز والتهديد وتشويه صورة الآخر وغير ذلك .
- تولد ثقافات هجينة:
لقد أتاح الإعلام الاجتماعي الفرصة للأفراد للتواصل فيما بينهم على اختلاف معتقداتهم وأعراقهم وطبقاتهم الاجتماعية، وقد يرى البعض أنَّ هذا التواصل زاد من انفتاح المجتمعات على بعضها وزاد من مساحة العلاقات بينها، ولكن يبقى التخوف قائماً من الغزو الفكري الذي ولَّد حالة ثقافية مشوشة عند الأفراد نتيجة التناقض بين الثقافة السائدة في الأسرة العربية والتي هي جزء أصيل من عملية التنشئة الاجتماعية والثقافة الغربية الوافدة، وأصبحت الثقافة المهيمنة على عقول الناشئة هي ثقافة هجينة مزيجة، وأصبح المجتمع الافتراضي هو الذي يفرض ثقافته على الأفراد لأنَّ ما يجمعهم هو الاهتمام المشترك وليست الهوية الجمعية للمجتمع أو الانتماء إليها.
- تغليب الهوية الفردية على الهوية الجمعية:
من مخاطر الإعلام الاجتماعي على ثقافة الأسرة العربية أن الهوية الفردية المنتمية للعالم الافتراضي حلَّت مكان الهوية الجمعية الوطنية والقومية المتشكلة أصلا من الحضارة العربية الإسلامية والقائمة على وحدة اللغة والدين والتاريخ والجغرافيا والأهداف والمصير المشترك، وما يشاهد اليوم على أرض الواقع العربي من تعصب ديني وعرقي وطائفي وصراعات داخلية قد جاء نتيجة لتفكك الهوية الجمعية الوطنية لصالح الفردية والإقليمية الضيقة بديلاً عن وحدة الأمة العربية، وفي ظل هذا الفضاء المفتوح فإنَّ سلطة الفرد على نفسه أصبحت أقوى من سلطة الأسرة والمجتمع على الفرد مما قد يؤدي على المدى البعيد إلى انهيار الهويات الوطنية والقومية،وهذا يجعل الأسرة العربية يقع على عاتقها حماية أمنها الثقافي من تأثيرات الإعلام الاجتماعي من خلال المحافظة على الهوية الوطنية ومكوناتها وخاصة حماية لغة أبنائها من الضياع والتهميش، فاللغة العربية هي إحدى مكونات الهوية العربية .
- تشكل وعي ثقافي جديد لدى الأسرة العربية:
لقد ساعدت وسائل الاتصال الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي في خلق وعي ثقافي جديد داخل الأسرة حول قضايا مختلفة سواء سياسية أو اجتماعية أو غير ذلك، وتشكَّل هذا الوعي الثقافي بشقيه الإيجابي والسلبي فمن ناحية ايجابية هناك انفتاح على ثقافات المجتمعات الأخرى وهناك من يختار الأفضل من هذه الثقافات ، ولكن في نفس الوقت هناك اكتساب لثقافات سلبية منها التطرف ونبذ الآخر ونشر الإشاعات الكاذبة والتنمر، وأوجدت وسائل الإعلام الاجتماعي أنماطاً جديدة وغريبة من الجرائم الإلكترونية مثل سحب الأرصدة والقرصنة والابتزاز من خلال الصور .
- تفشي ظاهرة الثقافة الهابطة 🙁 تسطيح الثقافة )
تُعتبر وسائل التواصل الاجتماعي أو ما يُعرف بالإعلام الاجتماعي سلاحاً ذا حدين ، فبالرغم من الجانب الإيجابي للإعلام الاجتماعي إذا ما أُحسن استخدامه، فإنَّ له أثر سلبي آخر على ثقافة الأسرة والمجتمع العربي
وخاصة على قطاع الشباب العربي الذي يمثل طليعة الأمة ،” ويتجلى ذلك باهتمامهم بصيحات الموضة من ملابس وقصات شعر وعمليات تجميل والتوجه نحو الفن وتقليد الفنانين، والاهتمام بالثقافة الغربية وتقليدها على حساب الثقافة الملتزمة التي تطوِّر شخصية الأفراد وترفع من شأن أمتهم.([13])
- نشوء ظاهرة الاغتراب :
أنَّ انتشار وسائل التواصل الرقمي وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي التي تُعتبر أكثر جاذبية للمتابعين أفرزت حالة من الاغتراب عند أفراد الأسرة والمجتمع العربي حيث يشعر الفرد أنَّه غريب في وسط عالم جديد له ثقافته التقنية الرقمية والتي يتعامل معها بكل سهولة، في حين ما زال الإنسان العربي الذي يستورد هذه الثقافة عاجزاً عن مسايرتها، ومن هنا إما أن تنشأ أفكار متطرفة تدعو للتمسك بكل ما هو قديم في ثقافتها وتحارب الثقافة الوافدة أو تتولد أفكار باتجاه الانجرار خلف هذه الثقافة الوافدة وفي الحالتين تنشأ ظاهرة الاغتراب.
لفصل الرابع:
أثر الإعلام الاجتماعي على البنية الفكرية والقيمية للأسرة العربية
من التحديات التي تواجه الأسرة العربية اختراق بنيتها الفكرية والقيمية من خلال انتشار الإعلام الاجتماعي الذي وصل إليها في عقر دارها، والتأثير على معتقداتها وقيمها الاجتماعية والأخلاقية والدينية ، وهذا يتطلب تحصين الأسرة ضد الأفكار الدخيلة والأفكار السيئة التي تشكك في المعتقد، وفي نفس الوقت تحصين الأبناء ضد الغلوِّ والتطرف، ولا يتأتى هذا التحصين إلاّ من خلال بناء شخصية الأبناء بناءً صحيحاً من خلال الحوار والإقناع وبناء منظومة قيمية وتذويتها في نفوس الأبناء.لا شك أنَّ وسائل الاتصال الالكتروني ومنها الإعلام الاجتماعي قد أدخل على الأسرة العربية ثقافات وأنماط سلوكية جديدة تختلف في بنيتها وأهدافها عن أهداف تربية الفرد داخل الأسرة العربية، فالتربية في الأسرة العربية تهدف إلى أنسنة الفرد من خلال اكتساب أنماط السلوك المضبوطة بمعايير الأخلاق وتنمية أفكاره وتنظيم سلوكه وعواطفه وإعداده بما يتفق مع القيم الدينية والأخلاقية والاجتماعية..
من تأثيرات الإعلام الاجتماعي على البنية الفكرية والقيمية للأسرة العربية:
- ظهور نزعات فكرية شاذة:
في ظل تأثيرات الإعلام الاجتماعي الواسعة، أصبحت الأسرة العربية تواجه صعوبة في الحفاظ على المعايير الاجتماعية والتقاليد الوطنية وقيم الولاء والمواطنة والانتماء، ويبدو تأثير الإعلام الاجتماعي واضحاً على الأسرة العربية من خلال التقليد والاقتباس في الملبس والمأكل والسلوك العام، ودخول أفكار جديدة في أذهان الكثير من أفراد المجتمعات العربية قائمة على تمجيد القوة والسلطة والإباحية، والتأكيد على النزعة الفردية والتحرر الفردي اللامسؤول وفق ثقافة غربية ليبرالية،كما انتشرت الأفكار القائمة على ثقافة الاستهلاك والسطحية، بينما بدأت تتلاشى القيم الأخلاقية النبيلة لصالح اللهاث وراء إشباع الملذات والحاجات المادية، وتغيبت قيمة احترام إبداع العقل البشري بحيث أصبح الفرد العربي مستهلكاً لا منتجاً.
- إشاعة فكر التعصب والعنف :
ولا يغيب عن الذهن أنَّ الإعلام الاجتماعي قد ساهم في إشاعة الفكر المتعصب دينياً ومذهبياً وعرقياً ونشر ثقافة العنف، ونشر الأفكار المغايرة والمناقضة للتربية القويمة، فالأسرة العربية أصبحت في ظل الفضاء الالكتروني المفتوح تعاني من الإحباط والشعور بالفشل بسبب تضاؤل وانحسار دورها فهي عاجزة عن توفير الأمن الفكري لأبنائها حيث تولَّدت هوة ساحقة بين الآباء والأبناء في أنماط التفكير وأساليب وقواعد السلوك الأخلاقي نتيجة التناقض بين ما يتلقاه الأبناء من أفكار وافدة تُمجِّد التعصب وتبث ثقافة العنف والاستقواء وأفكار أصيلة يحتفظ بها الآباء وغير قادرين على زرعها في أبنائهم.
- تفتت مقومات الهوية الوطنية:
إن الإعلام الاجتماعي بانتشاره الواسع قد أثَّر على مكونات هوية الأسرة العربية من لغة وتاريخ ودين وعادات وتقاليد وتراث، فهناك تأثير مباشر على اللغة الأم ( اللغة العربية) حيث ظهرت لغة جديدة بين المستخدمين للإعلام الاجتماعي تُعرف (بالعربي السهل) ، أو Arab easy)) حيث يتم التعبير عن بعض الحروف العربية بأرقام إنجليزية فعلى سبيل المثال حرف الحاء (ح) يعبر عنه ب( 7)، وهذه اللغة الطارئة تشّكِّل تحدياً واختراقاً وتدميراً لأهم مكونات الهوية العربية.كما أنَّ استخدام لغة الايموجي Emoji بالصور الرمزية والوجوه الضاحكة التي أصبحت تستخدم في مواقع التواصل الاجتماعي سيضعف استخدام اللغة العربية الأم على المدى البعيد لأنَّ الناشئة يميلون لاستخدام هذه اللغة التي تستطيع إيصال الرسالة بطريقة أسرع من خلال الصورة وتكسر حاجز اللغة بين أفراد المجتمعات المختلفة.
تشكِّل تقنية التواصل الرقمي إحدى أدوات ظاهرة العولمة التي تسعى إلى صهر الهويات القومية في هوية عالمية واحدة، ومن هنا لابدَّ للأسرة العربية أن تبحث عن الأدوات والوسائل المناسبة لتحصين نفسها وأبنائها وتأمين الأمن الفكري وذلك من خلال تعزيز الانتماء للأمة العربية وحضارتها والحفاظ على فكر الأبناء من الانحراف أو الخروج عن الوسطية التي هي صفة مميزة للمجتمع العربي الذي يستمد قيمه من تعاليم دينه وعاداته وتقاليده.
- إحلال قيم سلبية في منظومة قيم الأسرة العربية:
أما عن تأثير الإعلام الاجتماعي أو ما يُطلق عليه الإعلام الجديد على منظومة القيم الاجتماعية في الأسرة العربية، “ففي دراسة أجراها الباحثان الجزائريان (عزيز نش ولطفي دكاني) حول أثر مواقع التواصل على المنظومة القيمية لدي الشباب الجامعي الجزائري وتبين من النتائج أن هؤلاء الشباب تأثروا من مواقع التواصل الاجتماعي بمجموعة من القيم السلبية منها الإهمال في العمل، عدم احترام الآخرين، عدم الإحساس بالانتماء، عدم الاهتمام بالدراسة، هدر الوقت وقلة الإنتاجية، إهمال الواجبات، عدم إتقان العمل الموكل لهم، الانطواء والعزلة ، تجنب الآخرين، وعدم تحمل المسؤولية.([14]). لقد ساعد الإعلام الاجتماعي على انفتاح المجتمعات الإنسانية على بعضها البعض مما أدى إلى تبادل الثقافات والتأثر بها ونتيجة لذلك فإنَّ الكثير من القيم الأصيلة المتوارثة في المجتمعات العربية قد تم إسقاطها واستبدالها بقيم سلبية وافدة ويتم تداولها بالرغم من عدم انسجامها مع قيم الأسرة العربية وهذا الوضع خلق حالة من التناقضات
بين القيم المحلية السائدة والقيم العالمية الوافدة، حيث استبدلَتْ القيم الروحية بالقيم المادية، والأصيلة بالدخيلة، وأصبح للأسر والمجتمعات العربية صبغة قيمية وثقافية جديدة وفُرض عليها أنماط اجتماعية وثقافية جديدة بحيث أصبح أي فرد في الأسرة لا يمكنه العيش دون أدواته الاتصالية كالهاتف النقال أو الحاسوب الشخصي مما أدى إلى العزلة والإدمان لساعات طويلة على هذه الأجهزة .
إنَّ إلغاء القيم في المجتمع وإحلال قيم بديلة من ثقافات أخرى يُشَكَّلُ خطراً على المجتمع، لأنَّ القيم الاجتماعية والأخلاقية والدينية هي التي تُوَحِّد طاقات الأسرة والمجتمع، وهي المعيار الضابط والمنظم لأفكار ومشاعر وجهود وطاقات الفرد والأسرة والمجتمع وهي التي تحافظ على تماسكه وضبط ثقافته، فالأمة لها ثلاثة مصادر للحفاظ على قوتها ونقائها وقدرتها على الاستمرار وهي القيم والقدرات العلمية والاقتصادية والقوة العسكرية.
- تبدل عناصر السلوك:
إنَّ التغير القيمي والفكري الذي أحدثه الإعلام الاجتماعي على الأسرة العربية والمجتمع العربي قد طال عناصر السلوك الاجتماعي للأفراد ومنها السلوك الفطري للإنسان القائم على فطرة الخير والمحبة ، وأصبح السلوك الإنساني في أغلبه مكتسباً فردياً أو جماعياً، وقد أدى الإعلام الاجتماعي إلى تبدل في الخصائص الثقافية والقيمية للأسرة، فالقيم الاجتماعية المرتبطة بالحب والمودة والتواصل والتراحم والتعاون بين الناس بدأت تنحسر وتتبدل من صورتها الحقيقية إلى صورة افتراضية فالتواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي لم يعد ذلك اللقاء المباشر الودي الحميمي الذي يعطي الراحة النفسية ويفرغ الشحنات العاطفية والانفعالية.
لا شكَّ أنَّ الإعلام الاجتماعي أدى إلى إسقاط بعض القيم الأخلاقية الإيجابية التي اتصفت بها الأسرة العربية مثل الصدق الذي استبدل بثقافة الإشاعة، حيث نجد أن َّ الإعلام الاجتماعي أصبح فضاءً مفتوحاً لترويج الإشاعات من خلال تزوير الأحداث والنصوص والصور والوثائق وهذا يشكل خطراً على الأمن الفردي والأمن الأسري والأمن المجتمعي وعلى السلم الأهلي بشكل عام وخاصة في حالةٍ من انعدام الرقابة الذاتية أو الخارجية على وسائل الإعلام الاجتماعي ومصادرها المعلوماتية.
ولكن يبقى السؤال كيف نحمي الأسرة العربية من تداعيات الإعلام الاجتماعي؟
لا شكَّ أنَّ الأسرة هي المسؤولة في الحفاظ على بنيتها الفكرية والقيمية من خلال التصدي للتأثيرات السلبية لتقنيات الاتصال الرقمي، ولذلك يجب أن تشكِّل الأسرة الحاضنة المناسبة لتنشئة الأبناء تنشئة أسرية سليمة من خلال غرس الأسس العقائدية في الأبناء من خلال التمسك بالقيم الدينية دون غلوٍ أو تفريط.
وعلى الأسرة أن تواجه الاختراق الفكري لوسائل الإعلام الاجتماعي من خلال تنمية تفكير أبنائهاوتوجيههم نحو التفكير المنطقي والتفكير النقدي القائم على الاستدلال والحجة وهذا يساعدهم على عدم القبول بالأفكار الدخيلة كمسلمات.
وعلى الأسرة أن تشيع ثقافة الحوار الهادئ داخلها والقائم على قبول الرأي والرأي الآخر والإقناع بالحجة ومساعدة الأبناء في اتخاذ القرار الصائب وحل المشكلات التي تواجههم.
بالرغم من التأثير السلبي للإعلام الاجتماعي على الأسرة اجتماعياً وثقافياً وفكرياً وقيمياً ، فإنَّه بالإمكان جعل الإعلام الاجتماعي وسيلة هامة في تعزيز القيم الاجتماعية والأخلاقية والسمو بها داخل الأسرة والمجتمع وذلك من خلال الاستخدام الأمثل والآمن بتوجيه الأسرة لأبنائها ومساعدتهم في اختيار المواد الإعلامية المناسبة والمواضيع الجادة التي تثري معلوماتهم وتوجيههم نحو الاستخدام العقلاني لوسائل التواصل الاجتماعي والاستفادة من الوقت في عمل مفيد مثل القراءة أو المشاركة في الأعمال التطوعية أو مساعدة الأهل في الأعمال المنزلية ، ونشر ثقافة الحوار والمصارحة والصداقة بين الأبناء والآباء وترسيخ القيم والمعاني الإنسانية السامية، ولا بد أيضاَّ من توعيتهم وتحصينهم أخلاقياَ وعقائدياً في ظل أسرٍ آمنة تمثل خلايا صالحة لا في ظل أسرٍ مفككة يسهل غزوها فكرياً وعقائدياً وثقافياً.
الفصل الخامس
خاتمة البحث
أولاً : استنتاجات البحث
لقد تناولت الباحثة في دراستها إشكالية العلاقة بين الإعلام الاجتماعي وتأثيراته المختلفة على الأسرة العربية وبالتحديد تأثيراته وانعكاساته السلبية على البنية الاجتماعية والثقافية والفكرية والقيمية، ولا سيما أنّ الأسرة العربية أصبحت مهددة في تربية وتنشئة أبنائها وتوفير الأمن الاجتماعي والفكري والثقافي والقيمي في مواجهة هذا التقدم التقني ، والانفجار المعرفي، وانفتاح المجتمعات على بعضها، وتبادل الثقافات عبر الشبكة العنكبوتية التي قربت المسافات بين البشر وأتاحت لهم التواصل عبر فضاءات مفتوحة لا يقيدها مكان أو زمان حتى أصبح العالم وكأنه قرية صغيرة، وقد ضمَّنت الباحثة متن البحث خمسة فصول تناولت الموضوع من جوانبه المختلفة.
وقد توصلت الباحثة لمجموعة من الاستنتاجات منها:
- أنَّ الإعلام الاجتماعي سلاح ذو حدين له تأثيراته الإيجابية والسلبية على المجتمع وعلى الأسرة، وقد تتأثر الأسرة العربية سلباً أكثر من غيرها لأنَّ المجتمعات العربية ما زالت مجتمعات زراعية غير مهيأة لتحمل تبعات التطور التقني.
- هناك مخاطر للأعلام الاجتماعي على دور الأسرة حيث أصبح شريكاً في عملية التنشئة الاجتماعية، وله تأثير في تفكيك الروابط الأسرية وتغيير أنماط العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة وفي المجتمع بشكل عام.
- للأعلام الاجتماعي تأثير على الأسرة فكرياً وقيمياً حيث هناك تأثير واضح على منظومة القيم الاجتماعية والأخلاقية التي توارثتها الأسرة العربية ، فهناك إحلال لقيم وافدة بدل القيم الأصيلة.
- أنَّ التكنولوجيا وثورة الاتصال الرقمي أصبحت واقعاً لا بدَّ من استخدامها والتعامل معها ولكن على الأسرة أن تحصِّن نفسها وأبنائها من خلال تنشئة اجتماعية وعقائدية سليمة.
- إنَّ توفير الأمن الاجتماعي والفكري والقيمي والثقافي للأسرة العربية هو صمام الأمان ضد أي تأثيرات سلبية للإعلام الاجتماعي وهو ضمان لاستقرار الأسرة والمجتمع ومحفز للإنتاج.
- أنّ ثقافة العولمة وأدواتها الاتصالية تُشكِّل خطراً على بنية الأسرة العربية الاجتماعية والثقافية والفكرية والقيمية إنْ لم يتوافر ميكانيزمات وإجراءات لحماية الهوية الوطنية من الذوبان.
ثانياً : المقترحات والتوصيات
وبناء على الاستنتاجات توصي الباحثة بما يلي:
*أن تقوم المراكز البحثية والجامعات في الوطن العربي بإجراء الأبحاث والدراسات المتخصصة حول أثر الإعلام الاجتماعي على الأسرة اجتماعياً وخاصة في مجال التفكك الأسري وكذلك دوره في تفكيك الروابط الاجتماعية، والاستفادة من هذه الأبحاث في وضع حلول منهجية.
*تحصين الأسرة العربية من تأثير ثقافة العولمة من خلال ترسيخ العقيدة في نفوس الأطفال نظرياً وعملياً وهذا منوط بالأسرة والمدرسة ودور العبادة والنوادي الثقافية ووسائل الإعلام.
* توجيه الأسرة لأبنائها نحو استثمار أوقاتهم في العمل التطوعي والقراءة وممارسة الهوايات بعيداً عن الإدمان على شبكات التواصل الاجتماعي.
* أن تتضمن المناهج الدراسية في الوطن العربي مواضيع متخصصة في استخدام الشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل بشكل آمن والتوعية حول مخاطر الاستخدام غير المقنن.
* أن تقوم الأسرة بتوجيه أبنائها نحو استخدام الشبكة العنكبوتية لأغراض علمية تعليمية كإجراء الأبحاث وتوسيع آفاقهم المعرفية.
* غرس القيم الإيجابية لدى الأبناء والتي تساعد في ضبط سلوكهم أثناء استخدام شبكات التواصل الاجتماعي ، كقيمة الانضباط الداخلي والرقابة الذاتية.
* توعية الأسر بالآثار السلبية لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي على الأسرة من خلال الندوات واللقاءات والتي يمكن أن يعقدها نشطاء المجتمع المدني أو المتخصصون أو التربويون.
* على الأسرة إعطاء المزيد من وقتها لأبنائها والاستماع لهم جيداً وخاصة حول مشاكلهم حتى لا يلجأون لحل مشاكلهم في العالم الافتراضي .
* ترشيد استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من خلال إقناع الأبناء بتقليل الأوقات التي يقضونها على مواقع التواصل الاجتماعي وذلك بتبيان المزايا والمساوئ للمبالغة في الاستخدام دون حرمانهم أو توبيخهم أو تهديدهم.
* أن تقوم وزارات الإعلام في الوطن العربي بحجب المواقع الالكترونية التي تُلحق الضرر بمنظومة القيم والروابط الاجتماعية في الأسرة.
* أن تُشرِّع الجهات الرسمية المعنية في الوطن العربي قوانين حازمة تُجَرِّم كل شخص يقوم باستخدام المواقع الالكترونية بشكلٍ مسيء.
قائمة المراجع والمصادر
المراجع:
القرآن الكريم
المصادر باللغة العربية:
- اسعيد، محمد توهيل عبد، (2002)، ” هذه هي العولمة“، ط1، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، الكويت.
- الدليمي، عبد الرزاق محمد،( 2012)، ” وسائل الإعلام والطفل“، ط1، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، عمان، الأردن.
الدوريات ( المجلات والبحوث):
- جعفري، نبيلة، (2017)، ” انعكاسات شبكات التواصل الاجتماعي على الهوية الثقافية، الفيس بوك نموذج،” مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية ، العدد31، جامعة العربي بن مهيدي،أم البواقي، الجزائر.
- حماد، تحرير شكري، (2014، ” أثر شبكات التواصل الحديثة على العلاقات الاجتماعية والأسرية،”ورقة بحثية، المؤتمر العلمي الرابع لكلية الشريعة، جامعة النجاح الوطنية، نابلس، فلسطين.
- حمود، عاصي، أحمد،سهاد، (2015)” أثر الثقافة الموجهة على أمن وهوية المجتمع”: ،مجلة الفراهيدي، العدد23 ، بغداد العراق.
- ساري، حلمي،(2016) ” تأثيرالاتصال عبر الانترنت في العلاقات الاجتماعية”، دراسة منشورة، مجلة جامعة دمشق، العدد (1و2)،دمشق، سوريا.
- عبادة، نورالهدى ،(2016) ،شبكات التواصل الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية، دراسة، جامعة الجزائر 3، الجزائر.
- الكرد، ضياء أحمد، (2014)،” أثر شبكات التواصل الاجتماعي على توافق الأزواج في الأسرة الفلسطينية“، ورقة بحثية، المؤتمر العلمي السنوي الرابع لكلية الشريعة، جامعة النجاح الوطنية، نابلس، فلسطين.
المراجع الإلكترونية: ( المواقع الالكترونية)
– العودات، تميم، (2014)، “الدور التربوي لمواقع التواصل الاجتماعي“، مقالة: Drtameem.wordpress.com
- الكَر، محمد، (2015)، “شبكات التواصل الاجتماعي وإشكالية التباعد الأسري“، دراسة، جامعة الجلفة، الجزائر https://alarab.co.uk
- البرجي ، هشام،(2016) ، ” تأثيرات شبكات التواصل الاجتماعي على العلاقات الاجتماعية في الأسرة المصرية“، دراسة، المركز العربي للدراسات والبحوث، القاهرة، مصر.acrseg.org..
- نش،عزيز، دكاني، لطفي، (2015)، “تأثير استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على قيم الشباب الجامعي الجزائري“.عينة من مستخدمي الفيس بوك، دراسة. https://www.researchgate.net/publication.
[2]))أسباب الطلاق في المجتمعات العربية، (2015) ، مقالة ، www.topsarabia.com
[3])) سورة الروم، آية 21
[4]) )حماد،تحرير ( 2014، أثر وسائل التواصل الحديثة على العلاقات الاجتماعية والأسرية،ورقة بحثية، المؤتمر الرابع لكلية الشريعة، جامعة النجاح الوطنية،فلسطين، ص
[5]) )الدليمي، عبد الرزاق محمد، (2012) وسائل الإعلام والطفل،ط1، دار المسيرة للنشر والطباعة، عمتن ، الأردن ،ص24- 25
[6]) )سورة لقمان، آية14
[7]))حماد، تحرير(2014) ،” أثر شبكات التواصل الحديثة على العلاقات الاجتماعية والأسرية،ورقة بحثية ، جامعة النجاح، فلسطين،ص19
[8])) جعفري، نبيلة، (2017)، انعكاسات شبكات التواصل الاجتماعي على الهوية الثقافية، مجلة العلوم الإنسانية، العدد31، جامعة العربي ابن مهيدي، أم البواقي، الجزائر.
[9])) البرجي،هشام، (2016) ،تأثير شبكات التواصل على العلاقات الاجتماعية في الأسرة المصرية. www.acrseg.org
([10])العودات، تميم ، (2014) ،الدور التربوي لمواقع التواصل الاجتماعي Drtmeem.wordpress.com
([11]) ساري، حلمي ،(2016) ،تأثير الاتصال عبر الانترنت في العلاقات الاجتماعية، ص308
[13])) اسعيد، محمد توهيل،(2002) ،” هذه هي العولمة، ط1، دار الفلاح للنشر والتوزيع، الكويت، ص398 بتصرف.
[14])) نش، عزيز، دكاني، لطفي،” تأثير استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على قيم الشباب الجامعي الجزائري، عينة من مستخدمي الفيس بوك، دراسة https://www.researchgate.net /publication