
تأثير الاشاعات على نجاح العملية الانتخابية في العراق
المدرس المساعد: هند محمد عبد الجبار قسم العلاقات الدولية والدبلوماسية-
كلية الكتاب الجامعة العراق.
مقال نشر في مجلة جيل الدراسات السياسية والعلاقات الدولية العدد 17 الصفحة 25.
الملخص:في العصر الحديث انتشرت الأشاعات في كل المجتمعات، فأصبح لا يمر على الانسان يوم الا ويسمع اشاعة هنا وهناك، ودخلت الاشاعة في كل المجالات، واستغلها كل من له هدف من الاشاعة اسوأ استغلال واستفاد منها لتحقيق اهدافه سواء كانوا افراداَ او جماعه او مجتمعاَ او دولة او منظمة …، وهكذا فالجميع استخدم الاشاعة واصبح يروج لها سواء كانت الاشاعة سياسية او اقتصادية او اجتماعية او دينية او بيئية.
ولا شك ان التطور المذهل في العالم وخاصتا في مجال الاتصالات ووسائل الاعلام ساعد في نشر الاشاعه بسرعه وسهولة حتى اصبحت الاشاعة تبلغ الافاق بوقت وجيز جدا. لذلك اصبح من الضروري مجابهة الأشاعة بشتى الطرق ووضع حد للأنتشارها او تداولها وسن التشريعات الخاصه بها.
Summary
In the modern era, rumor spread in all societies, so that no human passes on the day and hears rumors here and there, and entered the rumor in all fields, and exploited by each of the purpose of rumor the worst exploitation and benefited from them to achieve its objectives, whether they are individuals or group or society, Organization …, and so everyone used the rumor and become promoted, whether the rumor political, economic, social, religious or environmental.
There is no doubt that the amazing development in the world and especially in the field of communications and the media helped spread the rumor quickly and easily until the rumor reached prospects in a very short time. Therefore, it became necessary to confront the rumor in a variety of ways and put an end to the spread or circulation and the enactment of legislation .
مشكلة الدراسة:
من المعوقات الرئيسية التي تواجه سير العملية الانتخابية هو الاشاعات التي تطلق أوقات الانتخابات حيث لها تأثير كبير على نسبة المشاركة في الانتخابات والى التغيير في نتائجها، وهذا ما يدفعنا للتساؤل عن دور وتاثير الأشاعة على الانتخابات.
أهمية الدراسة:
تكتسب هذه الدراسة أهميتها من خلال ما يلي:
- الحد من المشكلات النفسية والاجتماعية المترتبة على ترويج الإشاعات .
- بيان مدى خطورة الاشاعات على نجاح العملية الانتخابية.
- تساهم هذه الدراسة في إرشاد وتوجيه أفراد المجتمع والمؤسسات نحو تجنب نشر الإشاعات.
المنهج المستخدم
منهج الدراسة المستخدم هو المنهج الوصفي الذي يحاول وصف الظاهرة موضوع الدراسة ثم بيان العلاقة بين مكوناتها والآراء التي تطرح حولها والعمليات التي تتضمنها والآثار التي تحدثها.
بأضافة الى المنهج التاريخي حيث تم الاستدلال بالشواهد التاريخية، للوصول الى صورة متكاملة للأشاعة الانتخابية.
تقسيم الدراسة
الدراسة تقسم الى ثلاث مباحث ومقدمة وخاتمة وتوصيات، تناول المبحث الأول الأطار النظري للدراسة في مطلبين المطلب الأول التعاريف اللغويه والأصطلاحية لمفهومي الأشاعة والأنتخاب المطلب الثاني دوافع الشائعات الانتخابية وأنواعها، وجاء المبحث الثاني بعنوان دور الاشاعات في العملية الانتخابية وفي مطلبه الاول الاشاعات التي تتعلق بالمرشحين المطلب الثاني الاشاعات التى تتعلق بالناخب والاشاعات التي تتعلق بالعمليه الانتخابية بصورة عامة والمبحث الثالث جاء بعنوان اهم مروجو الشائعات الانتخابية وكيفية التصدي لها.
مفاتيح استدلال البحث
- الأشاعة 2- الأنتخابات
المقدمة:
الشائعات ظاهرة اجتماعية بالغة الخطوره وتتضاعف هذه الخطوره شيوعها في كل زمان ومكان، لانها مسلك مألوف من مسالك الجماعات الأنسانية. ([1]) والشائعات من أخطر الحروب المعنوية، والأوبئة النفسية، بل من أشد الأسلحة تدميراً، وأعظمها وقعاً وتأثيراً، وليس من المبالغة في شيء إذا عُدَّت ظاهرة عالمية، لها خطورتها البالغة على المجتمعات البشرية، وأنها جديرة بالتشخيص والعلاج، والتصدي والاهتمام لاستئصالها والتحذير منها، والتكاتف للقضاء على أسبابها وبواعثها، حتى لا تقضي على الروح المعنوية في البلاد، التي هي عماد نجاح الأفراد، وأساس أمن واستقرار المجتمعات، وركيزة بناء أمجاد الشعوب والحضارات.
ففي القرآن الكريم نهى الله رسوله الكريم عن مطاوعة من يتصف بهذه الصفة الذميمة بقوله تعالى: (ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم )([2]).
وإن إحدى الطرق الرخيصة التي تظهر في كل إنتخابات العالم هي ظهور الإشاعات وعمليات التسقيط للخصوم والمتنافسين في العملية الانتخابية خاصة للشخصيات والكتل والتحالفات الجديدة التي تحاول المشاركة في عملية التغيير وبناء الدولة([3]) وتعتبر الشائعات وسيلة مؤثرة من وسائل الدعاية السوداء ([4]) واداة رئيسية من ادواتها، لانها تعمل على بث الرعب، والكراهية، وتحطيم الروح المعنوية، واثارة عواطف الجماهير، وبلبلة افكارهم، خاصتاً في اوقات الحروب و الازمات، حيث يستولي على الناس الخوف والرعب. ([5])
المبحث الأول: الاطار النظري للأشاعة
لا يستطيع الإنسان أن يتخيل مجتمعا منذ بدء الخليقة يخلو من الشائعات، فهذه كغيرها من أحاديث الإنسان ظاهرة اجتماعية لازمة، والواقع إن فى تاريخ البشرية أمثلة واضحة تبين أن الشائعة وجدت على الأرض مع الإنسان، بل وقبل أن ينزل الإنسان إلى الأرض، وعاشت وتبلورت وترعرعت فى أحضان كل ثقافة وحضارة، وكثيرا ما يحدث أن يظل موضوع شائعة معينة كأنما هو غير قابل للاستنفاذ وإن كان يأخذ أشكالا متنوعة فى أوقات مختلفة، بل قد يحدث أن يتبلور أحد هذه الأشكال ليصبح أسطورة لا تموت.
ويعد أبليس أول من روج للإشاعات الكاذبة تحت مسميات براقة وتغطيتها بصور شفافة ومسميات حسنة لتحسين القبح، فقد دخل على آدم وحواء (عليهم السلام) من باب تحبه النفوس وهو باب الخلد فى الدنيا والملك.
المطلب الاول: التعريف اللغوي والاصطلاحي للاشاعة والانتخابات
اولاَ: الاشاعة
مصطلح الشائعة حديث نسبياً، لذلك فقد خلت كتب المصطلحات العربية من التعريف الاصطلاحى للشائعة بالمفهوم المستخدم فى العصر الراهن، كما أنه من المفاهيم ذات الدلالة الواسعة نظراً لاتصاله بتخصصات عديدة من علم النفس والاجتماع والقانون والانثروبولوجيا والسياسة والاقتصاد والاجتماع والحرب النفسية.
وعند البحث عن كلمة اشاعة فنجد أنها وردت في كتب اللغة المعروفة حيث عرفها الفيروز أبادي في كتابه القاموس المحيط بانها “من شاع يشيع شيعوعة – ديمومة – وشيعانا ذاع وفشا، والشاعة الزوجة، لمشايعة الزوج، ورجل شياع كمذياع زنة ومعنى” ([6])
وفي لسان العرب لابن منظور تحث مادة شيع مايلي “شاع الخبر بين الناس يشيع شيعا وشيعانا ومشاعا وشيعوعة، فهو شائع: انتشر وافترق وذاع وظهر، واشاعه هو، واشاع ذكر الشيء: أطاره وأظهره، وقولهم هذا الخبر شائع، وقد شاع بين الناس، ومعناه قد اتصل بكل احد فاستوى علم الناس به، ولم يكن علمه عند بعضهم دون بعض([7]).
وجاء معنى الاشاعه في المعجم الوسيط الشائعة : الخبر ينتشر ولا يثبت فيه, والأشاعه : الخبر ينتشر غير متثبت منه.([8]) .
الاشاعة اصطلاحاً من المصطلحات الحديثة وان كانت نشاطاً يمارس منذ قديم الزمان، فهي كنشاط قديمة قدم التاريخ البشري، وهي ظاهرة اجتماعية موجودة في كل زمان ومكان.
والشائعة كما وردت في موسوعة علم النفس، هي عبارة عن خبر أو قصة أو حدث يتناقله الناس بدون تمحيص أو تحقق من صحته, وغالباً ما يكون مبالغاً فيه بالتهويل الغير صحيح، ومن الناحية النظرية كان من المتوقع أن تتراجع الشائعات مع هذا الانتشار الرهيب لوسائل الاتصال حيث لم يبق هناك شيئا مخفياً, ولكن الواقع أن الشائعات تتزايد باستمرار, بل وتستفيد من وسائل الاتصال العادية والإلكترونية في مزيد من الانتشار.
وقام ألبورت وبوستمان بعمل الكثير من التجارب عام1945 ، ثم كلّلا جهودهما العلمية بوضع كتاب “علم نفس الشائعة” (Psychology of Rumor)، فعرفها كل قضية او عبارة قابلة للتصديق، تتناقل من شخص الى شخص عادة بالكلمة المنطوقة([9])، وذلك دون ان تكون هناك معاير اكيدة للصدق” فوضعا في هذا الكتاب معادلة، على غرار الرياضيّات، مفادها أن انتشار الشائعة يساوى أهمية الموضوع المتصل بالشائعة مضروباً في مدى الغموض حوله:
إمكانيّة الشائعة = موضوع مهم (أو أشخاص مهمّون) X غموض حول الحدث (أو الموضوع أو الأشخاص). ([10])
من خلال ماسبق من تعريفات العلماء الاصطلاحية للإشاعة نستنتج أنها تلك الأكاذيب والأقاويل التي ليس لها أساس من الصحة تطلق في أوساط المجتمع في الأوضاع المتأزمة والسلمية، وتنتقل من شخص لآخر لتبث الذعر في نفوس الأفراد لتلهيهم، كما أنها تعد أحد أخطر الأساليب حيث أنها تنتقل من خلال عدة وسائل بدءاً بالأفراد ووصولا إلى الصحف، المجلات، شبكة الانترنت، التلفزة، الفضائيات وأجهزة الاتصالات الثابتة والنقالة باختلاف أشكال عملها واستخداماتها.
ثانياَ: الانتخابات
اختلف الفقهاء بشأن الطبيعة القانونية للانتخاب ، فظهرت الاتجاهات المتعددة في تحديد هذه الطبيعة ، فهناك من يرى أنّ الانتخاب هو حق من الحقوق الفردية ، وهناك من يرى أنّ الانتخاب يعد وظيفة ، وهناك من جمع بين الاتجاهين معاً و قرر بأنّ الانتخاب حق ووظيفة ، وأخيراً ذهب اتجاه إلى اعتبار أنّ الانتخاب هو عبارة عن سلطة قانونية(.([11]
وقد ركز بعضهم على الجوانب الإجرائية في الانتخابات فعرفوها على أنّها مجموعة من الإجراءات والتصرفات القانونية متعددة الأطراف والمراحل يخضع بمقتضاها تحديد الهيئات الحاكمة العليا في الدولة لموافقة المحكومين ورضاهم كونهم أصحاب السلطة الحقيقية في المجتمع ( ([12]. وهناك من يعرف الانتخابات انطلاقاً من مبدأ التداول السلمي للسلطة فيعرفها بأنّها الوسيلة الأساسية والوحيدة لإسناد السلطة في النظم الديمقراطية المعاصرة من ناحية ولتحقيق المشاركة في الحياة السياسية من جانب أفراد الشعب من ناحية أخرى. ([13])
المطلب الثاني دوافع واغراض الشائعات الانتخابية
اولا : دوافع الشائعات الانتخابية
تنتشر الشائعات في أوقات الأزمات حينما يختل الإتزان الإنفعالي للفرد, و حين يدفعه هذا الإختلال الى عدم التميز بين ما يتردد ليفرق بين المعقول وغير المعقول ، وفي هذا الخصوص تنتشر في اوقات الانتخابات بصورة كبيرة الشائعات ولعل دوافع اطلاقها يرجع الى :
- العدوانيّة:
وهي تكون تجاه الشخص أو حزب او جماعة مستهدف بالإشاعة، وذلك لتشويه السمعة، أو تغيير موقف الناس منهم, أو أثارة الخوف، وهذا يحدث كثيرا تجاه الأشخاص أو الجماعات ذات الأهميّة والشهرة، حين تطلق عليهم الشائعات. وهي التي يبادر اصحابها خصومهم فيختلقون ضدهم الاكاذيب، ويبثون عنهم الاخبار الملفقه، بهدف تشوية صورتهم امام الاخرين لتحقيق اهدافهم، فهذه الاشاعه تثار هنا وهناك لكي تلهب الاحقاد حتى يكون من الممكن انهياره بصورة أيسر.([14])
- الإسقاط:
يسقط مروج الشائعة ما يضمره في نفسه على شخص آخر أو أشخاص آخرين, كالخوف والإهمال وميول للكذب أو الخيانة أو الرشوة أو التضليل، فيسقطه على الآخرين.
ويطلق علماء النفس “البحث عن كبش الفداء” فهناك من الممنوعات والمحظورات لا يستطيع بعظهم ارتكابها، ولكنه يتمنى ذلك السلوك، فيلجأ الى ان يراه غيره في صورة مختلفة ينشئها ثم يصدقها فيستريح اليها، كذلك فان القاء التهم الشديدة على الغير يهون في عيون هؤلاء ما هم عليه من تقصير وعوج .([15])
- جذب الانتباه:
حيث يبدو مروج الشائعة أو ناقلها على أنه عليم ببواطن الأمور وأن لديه مصادر مهمة للأخبار لا يعرفها بقية الناس, وربما يكون هذا تعويضاً عن نقص أو عدم ثقة بالنفس، وربما تكون الدوافع بسبب الفراغ والملل والحاجة إلى التسلية والتمتّع بإثارة الاهتمام وإرباك الناس وإقلاقهم وتوتيرهم.([16])
- أشاعة الرعب :
كثير من الاشاعات تصدر ايام الانتخابات، في صفوف المدنيين مثل استهداف بعض المراكز الأنتخابية للتفجير في يوم الانتخاب، او تعرض للآذى في حالة الذهاب للأنتخاب لوجود عصابات تصفي كل من يذهب للأنتخاب، وهذا ماحدث في الانتخات العراقية السابقة حيث تناول العامة مجموعة من الاشاعات منها هناك افراد تصفي من يذهب للأنتخاب، او اشاعة تعرض بعض المراكز الانتخابية للضرب، او قطق البطاقة التموينية للناخب الذي لا يدلي بصوته.
ثانيا : اغراض الشائعات الانتخابية
- الغرض النفسي والمعنوي
وهي تعتبر حجر الاساس للشائعات الانتخابية، وهي من اخطر اسلحة الحرب النفسية في التأثير على الروح المعنوية للمرشح في اوقات الانتخابات، وذلك عن طريق ايجاد مناخ من البلبلة والشك وزعزعة الثقة بالنفس، وبث الروح الانهزامية، ضد مرشح معين للتشكيك بقدرات مرشح معين .
- اغراض سياسية
ولعل من أخطر الاغراض التي تسعى الشائعات اليها في وقت الانتخابات هو التشكيك في الاغراض السياسية وبألاخص على المرشحين البارزين، وتعتمد هذه الاشاعات على التهويل والتضخيم والتشويش والتشكيك .([17])
- اغراض اجتماعية
ويمكن ان ندرك هذه الاشاعات من خلال توجيه شائعة الى مرشح او حزب معيين او جماعة ينتمي اليها المرشح، والغرض منها اثارة الفتن والخصومات وتعميق الخلافات والمشكلات التي تكون قائمة، او تلك التي تعمل الأشاعات على ايجادها، وهذه الاشاعات يكون الغرض منها النيل من سمعة وشرف من توجه اليه مباشرة او بشكل غير مباشر للمساس بمركزه الاجتماعي او التعرض لمكانته احيانا.
- اغراض اقتصادية
تستغل الشائعه هذا الغرض على المرشح ويبدأ المروجون بنشر اشاعات بأن المرشح الفلاني اتجاه رأسمالي وتعاملة مع لوبيات اقتصادية مشبوة او اشتراكي، او ان المرشح متورط بصفقات اقتصادية ومالية فاسدة، وكل هذا بهدف النيل من المركز الاقتصادي للمرشح المقصود.
5– اغراض غير اخلاقيه
الاخلاق لها شان كبير في العملية الانتخابية، فهي من الاهداف والاغراض التي يسعى مروجوا الاشاعه والتي تلعب في التأثير والخطورة في التشكيك بأخلاق المرشح وقيمه، وهذه الاشاعات كثرت على مرشحي الانتخابات العراقية، وكثيرا نجد المرشح متهم اخلاقياً سواء بعلاقات مشبوه او سرقات.
المبحث الثاني: دور الاشاعات في العملية الانتخابية
الاشاعات الانتخابية ليست من نوع الاشاعات التي تأخذ اشكال الاشاعة المكتوبة والتي تطلق كبالون انتخابي بل ان معظمها تحتوي على معلومات وافكار سلبية وتطلق بشكل شفوي ويتناقلها الناس من شخص لاخر وتصبح الاشاعة عرضة للتغيير من كل شخص يتلقاها ويقوم بنقلها الى شخص جديد وهنا تجد هذه الاشاعات رواجا بين الناس لانها تنقل شفويا ما بينهم وتشبع رغباتهم في الاطالة والاستزادة، وان الكثير من مناصري بعض المرشحين يطلقون اشاعات سلبية تجاه المرشحين الاخرين مع اضافة اشاعة تحمل بعداً ايجابياً لمرشح معين كمحاولة للتأثير على جمهور المرشح الاخر وكسب التأييد لمرشحهم.([18])
المطلب الأول: الاشاعات التي تتعلق بالمرشحين
منذ أن خلق الله الخليقة وجد الصراع بين القوى، صراع يستهدف أعماق الإنسانية، ويؤثر في كيان البشرية، وإذا كانت الحروب والأزمات والكوارث والنكبات تستهدف بأسلحتها الفّتاكة الإنسان من حيث جسده، وبناؤه، فإن هناك حرباً سافرة مستترة تقودها الاشاعة تتوالد على ضفاف الحوادث، وتتكاثر زمن التقلبات والمتغيرات السياسية، وهي أشد ضراوة وأقوى فتكاً، لأنها تستهدف الإنسان، وتستخدم جميع الوسائل والأساليب الإعلامية المختلفة، لتحقيق أهدافها التي سقطت في الحروب العسكرية.
وعموماً تقسم الاشاعات الانتخابية الى قسمين
اولًا : اشاعات في صالح المرشح
ثانياً : اشاعات ضد المرشح
اولاً : اشاعات في صالح المرشح.
الشائعات ترتبط بالأهتمامات والأحداث الراهنة للجمهور الموجهة اليه، فالشائعات عادة ذات أهمية وقتية، ولذلك تختفى عندما تظهر الحقائق، أو تتلاشى أهمية الشخصيات التى تتناولها أو تتغير الظروف الراهنة، ولكن فى أوقات كثيرة مثل الانتخابات ولا تجد الشائعات سوقا رائجة لها إلا فى الدول التى تقل أو تنعدم فيها الديمقراطية وغياب المعلومات الصحيحة الواضحة والمصارحة بين صناع القرار والشعب .
ويبقى السؤال كيف تؤثر الشائعات على المرشح ؟
إن الشائعات الانتخابية قد يكون لها تأثير، وقد لا يكون لها أى تأثير، وهذا يتوقف على ذكاء الحملة الانتخابية للمرشح وكيفية توظيف الشائعة، سواء كانت شائعة متعلقة بالمرشح نفسه فتكسبه تعاطفا أو بالمرشح الخصم فتفقده ذلك التعاطف، كلما كان لدى المرشح القدرة على الترويج لشائعة وإقناع الناس بها كانت الاستفادة منها أكبر وتؤكد الشواهد التاريخية أن أكثر الحالات التى تلعب فيها الشائعات دورا كبيرا عندما يكون هناك تكافؤ بين مرشحين، ويكون هناك نوع من التساوى النسبى بين أنصار كل مرشح، فى هذه الحالة تلعب الشائعة دورا كبيرا فى ترجيح كفة مرشح على آخر و أن الشائعة الانتخابية قد تكون مفيدة للمرشح عندما يحسن اختيار البيئة التى يطلق بها هذه الشائعة.
وأن الشائعات قد يستخدمها أيضا بعض المرشحين المغمورين، والذين لا يملكون اى شعبية أو تأثير فى الانتخابات، ولكنهم فقط يطلقون الشائعات من أجل تسليط الضوء عليهم، وليس من أجل التعاطف، بل هم فقط يريدون أن يكونوا فى دائرة الضوء، لأنهم يعرفون أن فكرة الفوز بالنسبة لهم تبدو مستحيلة، او من اجل الحصول على اكبر المكاسب من خلال الضغط على مرشحين لديهم الامكانات الكبيرة .
أن الاشاعة ليس بالضرورة أن تكون انعكاساتها سلبية، فقد يكون لها تبعات ايجابية في تحفيز القوى السياسية لبذل مزيد من الجهود في العمل الانتخابي الناضج، فضلا عن حث الأطراف الحكومية لتجويد العملية الانتخابية، وبث المزيد من برامج التوعية التي تركز على ارتفاع نسبة المشاركة([19]).
ثانياً: اشاعات ضد المرشح
في كل عملية إنتخابات في الدول تظهر الإشاعات وعمليات التسقيط للخصوم والمتنافسين في العملية الانتخابية خاصة للشخصيات والكتل والتحالفات الجديدة التي تحاول المشاركة في عملية التغيير وبناء الدولة المتحضرة البعيدة عن المحاصصة والحزبية و الطائفية.([20]) و بث روح الفرقة وإضعاف الروح المعنوية إلى التأثيرات المختلفة فى الرأى العام .([21])
وتمتد فترة وموسم الاشاعات خلال فترة الدعاية الانتخابية ولغاية منتصف نهار يوم الانتخابات فاخر اشاعة تطلق على الجمهور ان المرشح الفلاني قد انسحب وانه ليس صاحب فرصة او انه انسحب لصالح مرشح اخر فمثل تلك الاشاعات تخلق بلبلة عند جماهير المرشحين، واذا كان تأثيرها لا يصيبهم مباشرة بل يدفعهم الى بذل جهود اضافية واعباء كثيرة عليهم لا تنحصر في استقطاب الاصوات لمرشحهم بل لمكافحة الاشاعة ومنع انتشارها وهذا ما يحدث احيانا يوم الانتخابات حيث تتناقل الناس اشاعات كثيرة.
لا بد من الاشارة الى ان الشائعه لا تكلف، فهي سلاح بلا كلفه مالية مباشرة مقارنه بألملايين التي تنفق على حملات الدعاية الأنتخابية وخاصتا بعد التطور الرهيب في كافة وسائل الاتصال و الاعلام لذلك نرى ان المرشحين يفضلونها كخيار من اجل تسقيط المنافس.
المطلب الثاني: الاشاعات التى تتعلق بالناخب والاشاعات التي تتعلق بالعمليه الانتخابية بصورة عامة
الشائعات الانتخابيه تلعب دوراً في إذكاء روح ومشاعر القلق و الخوف و الرعب أو التوترات العاطفية أو الشك لدى الجمهور المستهدف فى وقت محدد، ولذلك تعتبر الشائعة خطر تهدد المجتمعات فقد تؤدى إلى تفكك وتدهور المجتمع من خلال دورها فى خفض الروح المعنوية أو فى إشاعة الفوضى، ومن خلالها يمكن أن تتبدل وتتغير مواقف الأفراد وعلاقاتهم وتفاعلاتهم. ويمكن أن يعزف الناس عن شراء منتج أو زيارة مكان أو تأييد سياسة أو موقف ما أو اتخاذ موقف مؤيد، فالشائعات يمكن أن تؤثر فى الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والنفسية، و أيضاً يمكن لها التأثير فى العلاقات الدولية واستقرار المجتمعات([22])، ودورها كبير في فترات الانتخابات .
اولاً: تأثير الاشاعات على الناخب
الشائعات هي احدى اسلحة الحرب النفسية، وتكمن خطورتها في أنها سلاح جنوده مواطنون صالحون امتزجت الشائعه بعقولهم فأجتذبتهم اليها فأصبحوا ادوات نقل، او ترديد دون ان يذكروا انهم اداة لاشد انواع الحروب خسه ودهاء قد يحقق العدو عن طريقها مالم يستطيع ان يحققه بقوة جيوشه او رجال مخابراته. ([23])
ويعد التصويت أهم مراحل العملية الإنتخابية، فبواسطته يعبر آلناخب بإرادته الحرة عن موقف معين بشأن إنتخاب مرشح محدد أو إبداء رأي يتعلق بموضوع ما ، و هكذا يمثل التصويت الوسيلة المادية التي من خلالها يمارس الناخب حقه وواجبه في المشاركة السياسية.
في مجتمع يتسم فيه الغالبية من الناخبين بالثقافة السياسية اللازمة ويكونوا على اطلاع كافي بمجريات الامور، ومهتمون فقط بالمصلحة العامة، فان الولاء يكون للاحسن والافضل و لمن ياتي بفكرة جديدة او نبيلة تساهم في التطوير. هذا النوع من الناخب فقط يمكن اقناعه من قبل المرشح عن طريق ما تسميه اكاديمية سايكولوجية ب”المسار الداخلي للاقناع ” اي انه على المرشح ان يقنع الناخب” في داخله “عن طريق الادلة و البيانات والارقام التي تؤيد وجهة نظره لكي يحصل على صوته. اما في مجتمع غير مثقف ويتسم بالتعصب القبلي والديني -الطائفي، والولاء الاعمى فيه يكون للاشخاص والاحزاب و للمادة بدلا عن المصلحة العامة، وعندما يكون الناخب فيه غير مطلع على مجريات الامور، وغير مجهز بالمعرفة الكافية، هنا و حسب مقولة برناردشو و تشرشل، فان الكثرة من هؤلاء سوف تصوت للقلة من الفاسدين، هذا النوع من الناخب يمكن اقناعه حسب هذه السايكولوجية ب ” المسار الخارجي للاقناع ” اي يمكن اقناعه سطحيا، عن طريق الرشوى و الخطب الحماسية الطنانة وتمجيد الماضي والوعود والاشاعات .
ثانياً: الاشاعات التي تتعلق بالعمليه الانتخابية بصورة عامة.
اليوم يبدو أن جميع القوى الفاعلة فى الواقع السياسى العراقى الراهن، ومن ضمنهم الإدارة الاميريكية، مدركة تماماً لأهمية الشائعات وغيرها من أساليب الحرب النفسية، كبدائل عن الحقائق، للسيطرة والتلاعب بالشعب العراقى.
و أن تغييب الحقائق هى السمات الأبرز فى المرحلة الحالية، مما يشيع نظرية المؤامرة حتى بين القطاعات الأكثر عقلانية فى المجتمع([24]) .
ان المصالح المتحققة من وراء نشر الشائعات عديدة وتختلف وفقا للمصدر، فالحكومات تنشر الشائعات لكسب التأييد الشعبى أو لإلهاء المواطنين عن قضايا حقيقة أو لإضعاف الخصوم، وأحزاب المعارضة فعل الشىء نفسه لتحقيق هذه الأهداف.
كما يجب أن لا ننسى فى هذا المجال، دور بعض القنوات الفضائية وسعيهما إلى تكريس الأشكال الهندسية الطائفية والقومية، وتأجيج المشاعر بمناسبة وبدون مناسبة، بالتغطيات (الخبرية) المليئة بالرسائل والدعوات المبطنة.
ربما نستطيع القول، أن العقل الجمعى العراقى الآن، وأكثر من أى وقت مضى، مؤلف من طبقات وتلافيف من الشائعات وتفاريخها، إلتي تتطفل وتتغذى على هذا العقل العراقى اصبح لا يصدق ولا يكذب أى شىء، فهو يبدو مخترقاً تماماً، مستسلما تماماً، لمصير سلاحه ودفاعه الوحيد هو الشائعات، التى يستميت فى بثها والدفاع عنها، كأنها حقائق لا تقبل الجدل والنقاش.
المبحث الثالث: اهم مروجو الشائعات الانتخابية وكيفية التصدي لها
المطلب الأول: أهم مروجو الشائعات الانتخابية
إن بعض الناس في المجتمع یثیر الشائعات لخدمة مصلحتهُ الشخصیة وتحقیق هدف معین، إضافة الى انها تشكل اداة للضغط على الطرف الآخر الذي من الممكن ان يتقبلها.
لذا وراء كل اشاعة تنتقل بين الناس وتنتشر بين الافراد والجماعات البشرية مصدرا مستفيدا ومروجا ناقلاً، والمروج لايخرج ان يكون واحد من هؤلاء
- قد يكون كل مصدر الاشاعة فرداً واحداً خلف اشاعته ورواجها ضد شخص اخر ينافسه.
- قد يكون مروجها حزباً سياسياً اطلق الاشاعه ضد حزب اخر مضاد له في حملة انتخابية ما .
- او تخرج الاشاعه من جانب المعارضة اليائسة
- او قد يكون خبر اعلامي على حزب او مرشح معين، وتعد الوسائل الاعلامية من اخطر الوسائل التي تروج الشائعات، عن طريق الصحافة والإذاعة والتلفزيون و نشر البيانات، و غالباً ما تكون الرسائل التي تنشرها غامضة و غير صادقة، و فيها أحداث مشوهه عن صورتها الواقعية و بطرق إيحائية تحريفية، واصبح لهذه الفضائيات بصمه كبيرة لما تشهده الساحة السياسية العراقية الان من انقسامات وتكتلات من خلال ما تبثه من دعايات وشائعات لا تحمد عقباها.
وايضاً تطور دور الإعلام عندما تطورت مؤسساته ووسائله، وأصبح يستخدم أساليب متعددة فينشر الأخبار المتعلقة بمجريات الأحداث العالمية والإقليمية والمحلية، مما دفع الكثير من الدول الكبرى إلى إسقاط الخيار العسكري كوسيلة للدفاع عن مصالحها الخاصة، أو لنهب ثروات البلدان الفقيرة واستعمارها، وعلى الرغم من امتلاكها للأسلحة الفتاكة والمدمرة، إلا أنها أيقنت أن هذه الوسائل والأساليب التقليدية باتت أكثر تكلفة مادية وخسائر بشرية، مقارنةً بالحروب النفسي الموجهة، بالتالي أخذ التعامل على المستوى النفسي يحتل الحيز الأكبر بين الأسلحة المستخدمة في النظام الدولي الجديد للتأثير على وعي المستهدفين، وأخذت فيه الحرب النفسية إطاراً أكثر شمولية وأصبح فيه الإعلام أحد أدواتها المعروفة، وبات مفهومها الدقيق : استخدام المعطيات النفسية السرية والعلنية لإيجاد القناعات والآراء والاتجاهات التي تسهل تأمين المصالح وتعين على إدارة الصراع وتحليله. ([25])
وتلعب ساحة برامج التواصل الاجتماعي دورا كبیرا في انتشار الشائعات وفبركة المقاطع والصور للتأثیر على المرشحین وهز صورتهم أمام ناخبيهم.
بالصحف لها دور كبير في نشر الاشاعات وخاصتا الصحف الصفراء(*).
وفي عصرنا الحاضر ظهرت لنا هذه الصحف الصفراء على شكل فضائيات صفراء همها الوحيد هو اثارة الفتن وتعظيم الحدث لأتفه الاشياء ومهاجمة الحكومة ورجال السياسة والشخصيات المهمة في العراق وبث الشائعات هنا وهناك بدون أي دليل قاطع.
المطلب الثاني: التصدي للاشاعات
ان الحد من احتواء و أنتشار الشائعات ليس سهلا، أذ لا بد من التصدي له عن طريق تفعيل دور رجال الدين وكبار شخصيات الدولة او أصحاب المكانات الاجتماعية العالية لتكذيبها، مع وضع الحجج والبراهين المنطقية والحقائق الملموسة والواقعية لدحضها، وإزالة الاحباطات التي سببتها، ورفع الروح المعنوية المنخفضة التي نتجت عنها ، والعمل على ازالة الاحقاد والمشاحنات بين الجماعات المتنازعة التي أثارتها، دعماً لتثبيت وتماسك المجتمع من اخطار الشائعات التي تبث في اوساطها، مع برمجة وسائل الاعلام في القضاء عليها .([26])
ان نجاح اية انتخابات هو تمتعها بالنزاهة و الشفافية لكي تكتسب الشرعية والاعتراف بها من قبل الناخبين والمرشحين على حد سواء لذلك فمن اجل ضمان تحقيق النزاهة وشفافية الاجراءات التي يتم بموجبها لابد من ايجاد ما يمنع كل فعل ممكن ان يشكل خطورة على العملية الانتخابية لذلك عمدت مختلف الدول الى تضمين القانون الذي تجري بموجبه الانتخابات على تجريم بعض الافعال واعتبارها (جرائم انتخابية) وتقرير لها العقاب المناسب لها الذي يتناسب مع حجم الفعل وخطورته على العملية الانتخابية لذلك نرى المشرع في القانون العراقي حدد الجرائم الانتخابية([27]) وما هو العقاب الذي يقرره لهذه الجرائم، وتكمن خطورة الجريمة الانتخابية في انها تهدف الى الاضرار بعملية الانتخابات او بعرقلة سيرها او تغيير نتائجها والاتيان بنتائج مخالفة للارادة الحقيقة للناخبين مما يضعف الثقة بنتائج الانتخابات.([28])
وجريمة الاشاعه هي من ضمن جرائم المخلة بحرية التصويت المبدأ الاساسي في العملية الانتخابية هو حرية التصويت التي تتحقق في قيام الناخب بالأدلاء بصوته بحرية دون اي ضغط او تأثير خارجي عليه ويقصد بالضغط هو العامل الخارجي الذي يؤثر على الارادة الفردية للناخب للتصويت بحريه.
تضمن قانون مجلس النواب العراقي رقم 16 لسنة 2005 المعدل باباً خاصا بالجرائم الانتخابية وكذلك تضمن قانون انتخابات مجالس المحافظات والاقضية والنواحي رقم 36 لسنة 2008 المعدل مبحثا خاصا بالجرائم الانتخابية فجٌرم مجموعة من الأفعال التي تمس نزاهة وعدالة العملية الانتخابية وحدد العقوبات الخاصة بكل جريمة منها( ([29]وقد تضمن الفصل السابع من قانون الانتخابات العراقي الجرائم الانتخابية المواد (38-45).
حيث جاء في فقراته يعتبر من الجرائم الانتخابية منع الناخبين من الادلاء بأصواتهم عبر التأثير عليهم بواسطة اخبار كاذبة او اطلاق شائعات انتخابية كاذبة او العمل على نشر هذه الشائعات بين الناخبين. بحسب المادة (32) من قانون تعديل قانون الانتخابات يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة كل من يرتكب جريمة من الجرائم المذكورة اعلاه.
بألاضافة الى توجية الأعلام بأن يكون دورة فقط في احد المسارات اما ان يكون كرقيب على الشفافية ومنبر للحملات الانتخابية وكمنتدى مفتوح للمناظرات والمناقشات، صوت الجماهير كوسيلة لتوعية الجمهور.
الخاتمة و التوصيات :
تظهر حرب الشائعات في وقت الأزمات، وفي الفترات التي تسبق الانتخابات وفي يوم الانتخابات، ويصنفها المختصون من أقوى وسائل التدمير المعنوي والمادي، لأنها تستهدف النظم الحاكمة، واستقرار المجتمع.
وتظهر خطورة تلك الحرب في الوقت الراهن في تغير وسائلها، ففي الماضي كانت تستند إلى أخبار من مجلات، أو صحف صفراء، أو إذاعة، أو تلفاز. أما اليوم فقد تطورت الوسائل، وأصبحت أكثر سرعة في التداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسبب الأختلاف بين الأفراد أو الجماعات، أو بين الأحزاب وبعضها، أو بين قوى سياسية والسلطة، ادى في زيادة معدل استخدام الشائعات، طلبًا للانتصار على الخصم، فهذا الاستخدام لجأت إليه بعض الأحزاب السياسية، وبعض المرشحين في الانتخابات لتغيير توجهات الناخبين.
ولضمان نزاهة الانتخابات فقد حرص المشرع العراقي على النص على الجرائم الانتخابية وحدد جملة من الجرائم اعتبارها جرائم انتخابية ورتب عليها عقوبة من اجل الحد من هذة الظاهرة.
وتوصي الدراسة بمجموعة من التوصيات
- عدم إتباع ما ليس عليه دليل صحيح، وضرورة التثبت من سلامة المصدر وصحة الموضوع .
- توعية الناخبين بحقيقة موضوع الإشاعة عن وسائل الإعلام والتشريعات القانونية ومن شأن ذلك إزالة الغموض وبيان الحقيقة.
- الكشف عن مروجي الإشاعة ومعاقبتهم.
- اقتفاء خط سير الشائعة والوصول إلي جذورها بإصدار البيانات الصحيحة الصريحة والتخطيط الشامل وتكاتف الجهود .
- الثقة بالقادة والرؤساء والثقة بان العدو يحاول خلق الشائعات عندما لا تتيسر له الحقائق
- ضرورة أن تقوم الجهات المعينة بّمكافحة الإشاعات وذلك بتعريف الناس بّمخاطرها وتحذيرهم من أضرارها عن طريق وسائل الإعلام، والمحاضرات، والندوات، والكتيبات ).
- ضرورة إنشاء مركز علمي خاص لمكافحة الإشاعات وأنواعها وطرق الوقاية منها.
المصادر والمراجع
اولاً: الوثائق
- القران الكريم، سورة القلم
- دستور جمهورية العراق.
ثانياً: المعاجم
- المعجم الوسيط : الجزء الاول ، الطبعه الثانية ، القاهرة 1973م .
- مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزي، القاموس المحيط، الجزء الثالث، المكتبة التجارية الكبرى ، القاهرة .
- د. عبد الغني بسيوني عبد الله ،الوسيط في النظم السياسية والقانون الدستوري، القاهرة ، 2004.
ثالثاً: الكتب
- احمد نوفل ، الاشاعة ، دار الفرقان، عمان، ط1،1981م.
- اللواء فؤاد علام ،الاشاعه والحرب النفسية، جامعة نايف العربية للعلوم الامنية، الرياض ط1، 1410ه، دار النشر المركز العربي للدراسات الامنية والتدريب.
- خليل إبراهيم حسونة، الحرب والثقافة، دار مقداد للطباعة والنشر، ط ٢، غزة، فلسطين، ٢٠٠١.
- عبد الغني بسيوني، انظمة الانتخاب في مصر والعالم، الاسكندرية، دار المعارف 1990 .
- علي عجوة، الاسس العلمية للعلاقات العامة ، القاهرة ، الطبعه الثانية 1987م .
- محمد عبد القادر حاتم، ألاعلام والدعاية، ط1، بيروت، 1973م.
- د. محمد أحمد النابلسي, سيكولوجية الشائعة, مركز الدراسات النفسية, ط1، لبنان.
- د. محمد منير حجاب، الشائعات وطرق مواجهتها، دار الفجر للنشر والتوزيع، ط1، 2007.
- د. محمد فرغلي محمد، نظم وإجراءات انتخاب أعضاء المجالس المحلية في ضوء القضاء والفقه، القاهرة، دار النهضة العربية، 1998.
رابعاً: الرسائل والأطاريح
- فهد سعيد الحربي، الشائعات واثرها على الروح المعنوية للجند، بحث تكميلي لنيل درجة الماجستير قسم السياسة الشرعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1421 ه .
- مبارك عبد اللة المفلح ،الاشاعة ومخاطرها التربوية من منظور اسلامي، رسالة ماجستير مقدمة لجامعة اليرموك في الاردن، 1415م.
خامساً: الكتب الترجمة
- جوردونالبرت وليوبوستمان، سيكولوجية الاشاعة، ترجمة صلاح مخيمر، وعبدة رزق، دار المعارف: القاهرة ، 1964م، ص15 .
سادساً: المقالات والمواقع الالكترونية
- القاضي إياد محسن ضمد، الجرائم الانتخابية، مجلس القضاء الاعلى، 2014-04-07 https://www.iraqja.iq/view.2366
- سلام الزبيدي، مقال بعنوان تعطيل الدوام وقطع الطرق و إغلاق المصارف حملـة إشاعــات للتاثيــر على العمليــة الانتخابيــة، المراقب العراقي صحيفه سياسية يومية عامه،2014/04/15 http://almurakeb-aliraqi.org/index.php/news/17024.htm
- الدكتور عديم هوصان الحارثي، أثر الإشاعة على أمن المجتمع، صحيفة الرياض الخميس 22 جمادى الآخرة 1426هـ – 28 يوليو 2005م – العدد 13548.
- محمد ابو سماقة، مقال بعنوان” الاشاعات والانتخابات”، صحيفة الدستور الاردنية، الخميس، 12 يونيو /حزيران، 2003.
- محمد حسين، الإشاعة وأثرها السّلبي على الناخب العراقي، جريدة الناصرية الالكترونية، تاريخ النشر 2014/04/20 – 1:51 م http://www.nasiriaelc.com/2014/04/20/14509.htm
- يوسف وهابي، الجرائم الانتخابية في التشريع المغربي،مطبعة النجاح الجديدة2007، ط1، وانظرw .Allport and L. postman ,the psychlogr of Rumor Henry Holt and Co. New York, 1948.1.p.x
- نيفين عبد الهادي، مقال منشور بعنوان،الإشاعة الانتخابية معركتها خاسرة وتسيىء للعمل السياسي المحلي، في صحيفة الدستور الاثنين 8اب 2006.
- يوحنا دانيال: الشائعات المكونة للعقل العراقى، مقال منشور على
http://www.alitijahalkhar.com/archive/169/the_opinion.htm.
[1]) محمود ابو زيد، الشائعات والضبط الاجتماعي، القاهرة ، ط1، 1980م، ص10.
[2]) القران الكريم، سورة القلم ، آية رقم ( 10 و11).
[3]) سلام الزبيدي،مقال بعنوان تعطيل الدوام وقطع الطرق و إغلاق المصارف حملـة إشاعــات للتاثيــر على العمليــة الانتخابيــة، المراقب العراقي صحيفه سياسية يومية عامه،2014/04/15
http://almurakeb-aliraqi.org/index.php/news/17024.html
[4]) علي عجوة، الاسس العلمية للعلاقات العامة ، القاهرة ، الطبعه الثانية 1987م – ص 26.
[5]) محمد عبد القادر حاتم، ألاعلام والدعاية، ط1 ، بيروت ، 1973م ، ص 179.
[6]) مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزي، القاموس المحيط، الجزء الثالث، المكتبة التجارية الكبرى القاهرة، القاهرة ،ص (47-48).
[7]) الشائعة هى الشاعة أى الأخبار المنتشرة ، وهى جمع شائع، مادة “شيع” جاء فى لسان العرب لابن منظور: شاع الشيب: انتشر، وشاع الخبر: ذاع، والشاعة الأخبار المنتشرة، ورجل شياع: أى مشياع لا يكتم سراً .
[8]) المعجم الوسيط : الجزء الاول ، الطبعه الثانية ، القاهرة 1973م، ص503.
[9]) الدكتور عديم هوصان الحارثي، أثر الإشاعة على أمن المجتمع، صحيفة الرياض الخميس 22 جمادى الآخرة 1426هـ – 28 يوليو 2005م – العدد 13548.
([10] جوردونالبرت وليوبوستمان، سيكولوجية الاشاعة، ترجمة صلاح مخيمر، وعبدة رزق، دار المعارف: القاهرة ، 1964م، ص15 .
وانظر10)G.w.Allport and L.postman ,the psychlogr of Rumor Henry Holt and Co. New York, 1948.1.p.x
([11] د. عبد الغني بسيوني عبد الله ،الوسيط في النظم السياسية والقانون الدستوري ، القاهرة ، 2004 ، ص225.
([12] د. محمد فرغلي محمد، نظم وإجراءات انتخاب أعضاء المجالس المحلية في ضوء القضاء والفقه، القاهرة، دار النهضة العربية، 1998، ص 128 .
[13]) عبد الغني بسيوني، انظمة الانتخاب في مصر والعالم، الاسكندرية، دار المعارف 1990 ، ص 7
[14]) مبارك عبد اللة المفلح ،الاشاعة ومخاطرها التربوية من منظور اسلامي، رسالة ماجستير مقدمة لجامعة اليرموك في الاردن، 1415م، ص25.
[15]) احمد نوفل ، الاشاعة ، دار الفرقان، عمان، ط1،1981م ص 64 – 65.
[16]) د. محمد أحمد النابلسي, سيكولوجية الشائعة, مركز الدراسات النفسية,ط1، لبنان، ص 36 .
[17]) فهد سعيد الحربي، الشائعات واثرها على الروح المعنوية للجند، بحث تكميلي لنيل درجة الماجستير قسم
السياسة الشرعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1421 ه، ص 82.
[18]) محمد ابو سماقة، مقال بعنوان” الاشاعات والانتخابات”، صحيفة الدستور الاردنية، الخميس، 12 يونيو /حزيران، 2003.
[19] ) نيفين عبد الهادي، مقال منشور بعنوان (الإشاعة الانتخابية معركتها خاسرة وتسيىء للعمل السياسي المحلي) في صحيفة الدستور الاثنية 8اب 20016
[20]) محمد حسين، الإشاعة وأثرها السّلبي على الناخب العراقي،جريدة الناصرية الالكترونية، تاريخ النشر 2014/04/20 – 1:51 م http://www.nasiriaelc.com/2014/04/20/14509.html
[21]) د. محمد منير حجاب، الشائعات وطرق مواجهتها،دار الفجر للنشر والتوزيع ، ط1 ، 2006-2007، ص27.
[22] ) د. محمد منير حجاب، مصدر سابق، ص 57
[23]) اللواء فؤاد علام ،الاشاعه والحرب النفسية، جامعة نايف العربية للعلوم الامنية، الرياض الطبعة الأولى 1410ه، دار النشر المركز العربي للدراسات الامنية والتدريب، ص21
([24]) يوحنا دانيال: الشائعات المكونة للعقل العراقى، مقال منشور على
http://www.alitijahalkhar.com/archive/169/the_opinion.htm.
[25]) خليل إبراهيم حسونة، الحرب والثقافة، دار مقداد للطباعة والنشر، ط ٢، غزة، فلسطين، ٢٠٠١.
* ) التي ظهرت بالولايات المتحدة الأمريكية مع نهاية القرن التاسع عشر وهذه الصحف التي ساعد على نشؤها الصحفي وليم راند لوف 1863-1951 وسميت بالصفراء لا نها تطبع على اوراق صفراء وتكون اما يوميه او اسبوعيه او شهريه وتكون هذه الصحف هي صحف الأثارة والفضائح وتكون صاخبه ومتلصصة تقود الحملات وتتبنى الشائعات وبثها ايضا.
[26]) علي عبد الرحيم صالح، سيكولوجية نشر الشائعات في المجتمع العراقي، صحيفة الحوار المتمدن-العدد: 2214 – 2008 / 3 / 8 – 04:21
[27] ) تعرف الجريمة الانتخابية على انها كل عمل او امتناع يترتب عليه اعتداء على العمليات الانتخابية ويقرر القانون على ارتكابه عقاباً، للمزيد انظر دستور جمهورية العراق.
[28] ) يوسف وهابي، الجرائم الانتخابية في التشريع المغربي،مطبعة النجاح الجديدة ، 2007، ط1 ، ص6.
[29] ) القاضي إياد محسن ضمد، الجرائم الانتخابية، مجلس القضاء الاعلى، 2014-04-07
https://www.iraqja.iq/view.2366/