
حول إنكار الشخصيات الأدبية شخصية ولادة بنت المستكفي أنموذجًا
هشام محمد عبدالعزيز السيد بركات
ماجستير في الأدب العربي جامعة القاهرة .
مقال نشر في مجلة جيل الدراسات الأدبية والفكرية العدد 41 الصفحة 131 .
ملخصإنكار الشخصيات التاريخية ليس جديدًا ، بل هو أمر قديم ، وثمة عدد غير قليل من الشخصيات تم التشكيك في وجودها وإنكارها ، مثل الإنكليزي “شكسبير” صاحب الأعمال المسرحية الشهيرة ، واليوناني ” هوميروس ” مبدع الإلياذة و الأوديسا ، بل وصل الأمر إلى نفي الوجود التاريخي لبعض شخصيات الأنبياء عليهم السلام. ونحن في هذا البحث نتوقف مع إحدى الدراسات التي سارت في المدار ذاته ، وشككت في إحدى الشخصيات الأدبية الشهيرة ” ولادة بنت المستكفي ” ، مناقشين مقدمات الباحث التي أتكأ عليها وأوصلته إلى تلك النتيجة .
الكلمات المفتاحية : ولادة / الأندلس / ابن زيدون / المستكفي .
تقديم
تعد شخصية ولادة بنت المستكفي ، من أشهر الشخصيات في التاريخ الأدبي عامة والأندلسي خاصة . وقد ارتبط اسمها بالشاعر الكبير ابن زيدون في قصة حب شهيرة ، كان من ثمرتها قصيدته البديعة “أضْحَى التّنائي” التي تعد أسير قصائد الشاعر وأذيعها ، كما تعد من عيون الشعر الغزلي في التراث العربي . وقد صاقب سيرة ولادة كثير من الاضطراب والخلل ، مما حدا أحد الباحثين إلى التشكيك في الوجود التاريخي لتلك الشخصية القلقة ، وهو محور حديثنا في هذا المبحث. وتنبغي الإشارة هنا إلى أن التشكيك في الشخصيات التاريخية أدبية كانت أو دينية ، ليس من الأمور الجديدة ، بل تطالعنا المطابع بين الحين والآخر بكثير من الأطروحات التي تنحو النحو عينه ، ومن أشهر الشخصيات الأدبية التي تعرضت للتشكيك والإنكار : الكاتب المسرحي الشهير ” شكسبير ” ، والإغريقي ” هوميروس ” مبدع الإلياذة والأوديسا ، ومجنون ليلى ” و” امرؤ القيس ” ، بل وصل الأمر إلى التشكيك في بعض شخصيات الأنبياء عليهم السلام مثل “المسيح” و”موسى” عليهما السلام[1] .
ولادة بنت المستكفي بين الحقيقة والأسطورة
هزاع بن عيد الشمري
– صدر هذا الكتيب سنة 1418 هـ / 1998 م عن دار أجا بمدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية. وهى النشرة الأولى للكتيب ولم نقف على غيرها, وأغلب الظن أنه لم يُطبع كرة أخرى.
* أسباب الاختيار: اخترنا هذه الدراسة للحديث عنها ؛ لعدة أسباب منها:
– كونها قد جمعت كل الحجج الرئيسة التي يمكن أنْ يُستدل بها على إنكار وجود شخصية ولادة بنت المستكفي .
– تأثر بعض الكتابات التي نحت النحو عينه ، بأفكار الدراسة الرئيسة[2] .
– ما ذكره إحسان عباس في دراسته عن ولادة ، إذ يقول في مفتتح دراسته تلك : ” ليس لدينا إلا رواية واحدة يُستدل منها – على وجه اليقين – أن ولادة شخصية تاريخية …”[3] ثم ذكر رواية ابن بشكوال التي سنعرض لها أثناء البحث . ونفهم من هذا النص حَسَب مفهوم المخالفة ، أن ابن بشكوال لو لم يذكر ولادة في كتابه ، لكانت ، لدن إحسان عباس ، شخصية غير حقيقية . وهذا يدل على أن كل الروايات الأخرى التي عرضت لولادة عند ابن بسام وابن خاقان والمقري …إلخ، غير موثوقة عند إحسان عباس ، ولا تنهض لديه شواهد عدل على إثبات الوجود التاريخي لولادة . وهذا الجزء الأخير يتفق وما ذهب إليه صاحب الدراسة التي نعرض لها بالنقد .
وفي ضوء ما ذكرنا ، رأينا أنَّ هذه الدراسة أَهْلٌ للدرس والتحليل .
* التحليل :
– تقوم الفكرة الرئيسة للدراسة على التشكيك في وجود شخصية ولادة بنت المستكفي الخليفة الأموي, وأما ما ورد عن علاقة ابن زيدون بولادة ،فقد يكون صحيحاً لكنها ولادة أخرى لا علاقة لها بالبيت الأموي ولا نستطيع الجزم بنسبها وشخصيتها, وقد أنهى المؤلف كتابه بهذه الكلمات ” وحتى قصة ولادة ابن زيدون فإنها لا تعدو كونها قصة صغيرة حدثت أيام شبابه وغمرة تصابيه فأصبحت بفعل التشويق والمبالغة أسطورة من الأساطير فألصقت بإحدى نساء بني أمية من قبل أعدائهم للإساءة إليهم… ومثل هذا ليس بمستحيل, وستبقي ولادة التي هواها ابن زيدون أيام شبابه شخصية مجهولة [4]“، وحتى لو افترضنا وجود شخصية اسمها ولادة تنتسب إلى البيت الأموي ، فلا علاقة لها بولادة التي ارتبط اسمها بالشاعر ابن زيدون[5] . هذه إذن خلاصة ما توصل إليه المؤلف في دراسته ، والنتائج التي خلص إليها. وأما المقدمات التي بُنيت عليها هذي النتائج فيمكن تلخيصها في أمرين :-
- الأول / مقدمات نقلية: أعني ما ورد في كتب التراجم والأخبار منقولاً على ألسنة الرواة, وهذه الأخبار يمكن تقسيمها إلى نوعين :
أ ـ الأخبار المتعلقة بولادة نفسها وما قيل عنها في كتب التراجم.
ب ـ الأخبار المتعلقة بالخليفة الأموي المستكفي وما ورد عنه في تلك الكتابات.
ففي النوع الأول: نظر المؤلف إلى صورة ولادة في كتب التراجم, فألفى اضطراباً وتناقضاً في كثير من أخبارها عند المترجمين لا سيما ابن بسام الذي وصفها بطهارة الأثواب، إلى جانب وصفها بقلة المبالاة والمجاهرة باللذات[6]. وفي النوع الثاني: فالمؤلف ناظر إلى ما ورد في ترجمة المستكفي من كونه لم يعقب[7], فكيف إذن تُنسب إليه ولادة ؟
الثاني / مقدمات عقلية : وهي مبنية على المقدمات النقلية وقائمة عليها؛ فقد نظر المؤلف إلى خلو بعض كثب التراجم الأندلسية من أي حديث عن ولادة أو علاقتها بابن زيدون وفي مقدمتهم : ابن حزم وابن حيان والحُميدي, فتوصل بذلك, بدلالة العقل والمنطق, إلى عدم وجود تلك الشخصية[8]، وإلا كيف تغفل عنها تلك الكتابات المركزية في فن التراجم ؟ وكذلك اتكأ المؤلف على تلك الدلالة العقلية في تضعيف بعض الأخبار المتعلقة بولادة عند ابن بسام؛ ليتوصل بذلك إلى عدم دقة ابن بسام فيما يذكر عنها ،ومن ثَمّ عدم الاتكاء على روايته لمن رام الدفاع عن وجود شخصية ولادة. أو بصيغة أخرى أراد إغلاق الطريق أمام أي باحث يحاول التصدي لرأي المؤلف معتمداً على رواية ابن بسام. وقد اعتمد المؤلف كثيراً على الدلالة العقلية التي نتحدث عنها، من ذلك قوله[9] : وأما ذكر ابن بسام لمنتدى ولادة في قرطبة وما تهافت عليه من الأدباء والشعراء وأحرار المصر, فأنَّى لامرأة ذلك وقد شهدت في طفولتها وشبابها انهيار ملك أسرتها وفقدها لكل شيء مع ما وافق ذلك من فتن في قرطبة نالت كل شيء من الأنفس والأموال ما نالت, وشهدت بعد ذلك ما شهدته من فتن مبكية حتى وفاتها “.
هذي أهم الدلائل التي اتكأ عليها المؤلف, وثمة دلائل أخرى تتفرع عنها وتتبعها قد تأتى الإشارة إليها. ويبقى الآن الحديث عن الملاحظات حول ما سبق, ويتلخص فيما يلي :-
أولاً : كثرة الاضطراب في المرويات حول ولادة وأخبارها، لا يجيز لنا الاتكاء عليها في نفي وجود الشخصية ذاتها تاريخياً، بل غاية ما في الأمر أن ندقق في تلك الأخبار المروية عن الشخصية ، ولا نقبل منها إلا ما يتوافق وقواعد النقد العلمي. أما إذا كانت سافرة الإنكار والبطلان فحينئذ ينبغي ردها وعدم الاعتماد عليها. وكذلك إذا كانت هذه الأخبار تتعلق بعقائد الناس أو أعراضهم، فينبغي التلبث لديها كثيراً قبل الجزم بشيء منها. وإذا حاولنا تطبيق هذا على نص ابن بسام ألفينا الاضطراب متعلقاً ببعض صفات ولادة الأخلاقية وما فيه من تناقض كما أشار المؤلف فيما نقلناه عنه. أما ما يتعلق بنسب ولادة وكونها المقصودة في شعر ابن زيدون, فنجد الكلام واضحاً لا اضطراب فيه ” قال ابن بسام : وأما ولادة التي ذكرها أبو الوليد بن زيدون في شعره فإنها بنت محمد بن عبد الرحمن الناصري…[10]” . ويفيدنا هذا النص في إثبات أن ولادة بنت المستكفي الأموي ،هي عينها ولادة صاحبة ابن زيدون. وأما بقية الخبر فلا تشغلنا كثيراً ما دامت لا تبطل هذا الأصل.
ثانياً : ذكر إحسان عباس أن بعض أخبار ابن زيدون وولادة في الذخيرة، قد يكون مضافاً من بعض النساخ وليس من كلام ابن بسام نفسه. واعتمد في ذلك على بعض الدلائل القوية, ولعل هذه الجملة ” قال ابن بسام [11]” ،التي تشي بأن شخصًا آخر كتب الخبر غير ابن بسام ، مما يؤكد ذلك . وهذه الجملة ذاتها نراها في مطلع الحديث عن ولادة, وهذا الأمر لن يؤثر كثيراً على صحة الخبر ؛ إذ ربما يكون الكاتب قد قرأ ذلك لابن بسام أو اطلع على مسودات ابن بسام لكتابه ، فارتأى إضافة هذا النص وغيره مصدراً إياه بقوله ” قال ابن بسام “. وقد أكد إحسان عباس هذا حين قال عن بعض النسخ المخطوطة للذخيرة : ” كثرة الدخيل فيها مما قام بإضافته شخص أو أشخاص بعد عهد المؤلف, وكان أحد الذين زادوا بعض النصوص، مطلعاً على مسودات ابن بسام[12] “. فإنْ سلمنا بصحة هذا الافتراض ، فيكون ابن بسام قد تعمد عدم إثبات هذا النص وما ضاهأه ضمن صلب الكتاب تاركًا إياه في مسوداته التي فيها مادة الكتاب الرئيسة, وعلَّ هذا يعود إلى المنهج الأخلاقي الصارم الذي حاول ابن بسام إلزام نفسه به من عدم ذكر ما يفحش ويخدش الحياء، ويقوي هذا الاحتمال أن خبر ولادة لديه متضمن البيت المنسوب إليها :
وأمكِّن عاشقي من صحن خدي وأعــطي قبلتــــــــــــــــي مَنْ يشتهيها
فربما يكون هذا هو السبب، لو سلمنا بأن كل ما ورد مسبوقاً بجملة ” قال ابن بسام ” هو من هذا الواد.
ثالثاً : صنيع ابن بسام نفسه في خبر ولادة قد يؤكد ما ذكرناه من التفريق بين أصل الأمر وفرعه ؛ أي وجود الشخصية ذاتها وإنكار بعض ما أضيف إلى أخبارها, إذ نلفيه قائلاً [13]: ” على أنها سمح الله لها, وتغمد زللها ، أطرحت التحصيل, وأوجدت إلى القول فيها السبيل, بقلة مبالاتها, ومجاهرتها بلذاتها. كتبت- زعموا – على أحد عاتقي ثوبها…” وبعد أنْ ذكر البيت السابق وبيتًا آخر, علق قائلاً :” هكذا وجدتُ هذا الخبر, وأبرأ إلى الله من عهدة ناقليه, وإلى الأدب من غلط النقل إنْ كان وقع فيه” إذ نلحظ هنا عدم وثوق ابن بسام من هذا الخبر فاستعمل كلمة “زعموا” واضحة الدلالة على الشك, ثم عقب بكلامه الأخير ليؤكد الارتياب وعدم اليقين، بخلاف صنيعه في الحديث عن ولادة ونسبها الذي سبق ذكره ، إذ لم يعمد إلى شيء مما صنعه هنا؛ مما يؤكد وثوقه من الأول بخلاف الثاني.
رابعاً : اتهم المؤلف ابن بسام بالتدليس فقال[14] :” لم يشر ابن بسام إلى ذكر من أخذ عنه هذا الخبر فهذا من التدليس والتمرير الذي لا ينبغي سلوكه “. ومصطلح التدليس هذا من المصطلحات المعروفة في علم مصطلح الحديث، ولا علاقة لصنيع ابن بسام بهذا المصطلح الذي يعني لدن أهل الحديث [15]: رواية الراوي عمن لقيه وسمع منه ما لم يسمعه منه أو رواية الراوي عمن عاصره ولم يلقه أو لقيه ولم يسمع عنه أو رواية الراوي عمن لم يعاصره ولم يدركه إذا كانت روايته موهمة الاتصال أو رواية الراوي من صحيفة عمن عاصره ولقيه أو لم يلقه أو رواية الراوي عن شيخ فيسميه أو يلقبه أو يكنيه بخلاف ما يشتهر به حتى لا يعرف. كل هذه الصور تندرج ضمن التدليس الذي يؤول في حقيقته إلى الإيهام والتعمية والتمويه[16]، لأغراض عديدة ليس هذا موضع ذكرها. أما ابن بسام هنا ؛ فقد ذكر نسب ولادة وما اشتهر عنها ،دون تصريح بسماع أو رواية ،و يكأنَّه يتحدث عن أمر متواتر لدى الجميع. أما الخبر الذي شك فيه, وهو ما يتعلق بمجاهرة ولادة بلذاتها وكتابتها شعرًا فاحشًا على ثوبها, فقد صرح بأنه وجد ذلك مكتوباً إذ يقول[17] :” هكذا وجدتُ هذا الخبر, وأبرأ إلى الله من عهدة قائليه…” وهذا الصنيع يعرف بالوِجَادة[18], لكن الإشكال أن ابن بسام لم يُسم هؤلاء الذين نقل عنهم هذا الخبر ووجده مكتوباً بخطهم أو منقولاً عنهم, إذن فالنقل هنا عن مجهولين؛ مما يجعلنا نوافق المؤلف على الطعن في هذا الخبر وعدم قبوله, لعدم توافر الشروط الصحيحة لقبول الأخبار. وينبغي هنا أن نشير إلى أن هذا النقد متوجه إلى الخبر المتعلق بالشعر الفاحش، ولا يتعداه إلى وجود الشخصية نفسها كما فعل المؤلف. وسبق أن أشرنا إلى ذلك. والخلاصة هنا أن صنيع ابن بسام لا يدخل ضمن التدليس, كما زعم المؤلف, بل نراه داخلاً ضمن الرواية عن المجاهيل[19]وِجادة وليس سماعاً كما فهمنا من نص كلامه.
رابعاً : ذكر المؤلف خبر ولادة لدى ابن بَشْكَوَال كاملاً ثم طَعَنَ فيه من عدة أوجه, كان من بينها شيخ ابن بشكوال الذي نقل عنه بعض صفات ولادة أعنى :عبد الله بن مكي، يقول ابن بشكوال[20]:”سمعتُ شيخنا أبا عبد الله بن مكي, رحمه الله, يصف نباهتها وفصاحتها, وحرارة نادرتها وجزالة منطقتها(وقال لي) : لم يكن لها تصاون يطابق شرفها, وذكر لي أنها أتته معزية في أبيه إذ توفي سنة أربع وسبعين وأربعمائة. وتوفيت بعد ثمانين وأربعمائة رحمها الله, ثم وجدتُ بعد ذلك أنها توفيت… سنة أربع وثمانين وأربعمائة “. ثم قال المؤلف معقباً فيما يتعلق بشيخ ابن بشكوال :” وهو أيضاً, ابن بشكوال, قد استدرك على ابن مكي تاريخ وفاتها مما يضعف رواية ابن مكي ذاته أو على الأقل التشكيك فيها أو في خلط ابن مكي حين رآها عندما أتتهم معزية… وكان عُمْر ابن مكي وقتها في حدود عشرين عاماً [21]“. وما ذكره المؤلف هنا لا يستقيم له كي يضعف ابن مكي ويشكك في روايته, وبينة ذلك تطرق الاحتمال إلى كون هذه الجملة “وتوفيت بعد ثمانين وأربعمائة ” من كلام ابن شكوال نفسه وليس من كلام شيخه ابن مكي, ثم تبين لابن بشكوال بعد ذلك التاريخ الدقيق لوفاتها فزاده في هذا الموضع، كما يفعل كثير من المؤلفين القدامى عند مراجعة تواليفهم. ولو سلمنا أن الجملة من كلام ابن مكي ، واحتمال ذلك أرجح ، فليس فيها ما يشكك في الرواية، وليس في كلام ابن بشكوال استدراك أو تخطئة كما فهم المؤلف, بل غاية ما في الأمر أن ابن مكي ذكر أن وفاتها كانت بعد سنه 480 ه،ـ ثم وقف ابن بشكوال على التاريخ الدقيق 484 هـ. ولا يشير هذا الصنيع إلى أَيَّةِ دلالات أخرى مما استنبطها المؤلف, بل بإمكاننا أن نقلب هذا الدليل نفسه على المؤلف، ونقول: إنَّ فيه دلالة على أمانة ابن مكي ودقته ووقوفه عند حدود ما انتهى إليه علمه ، فذكر أن وفاتها بعد 480 هـ وهو ما أكده ابن بشكوال بعد ذلك, ولو كان ابن مكي غير دقيق لكان بإمكانه أن يحدد تاريخاً بعينه اعتماداً على غلبة الظن، لكنه لم يفعل ، وذكر ما لا يمكن أن ينتقد عليه ؛ ولذا فقراءة المؤلف لسياق الخبر غير دقيقة. كما أن المؤلف حدد أن ميلاد ابن مكي, نقلأ عن ابن شكوال, كان بعد سنة 450 بيسير[22]، ومع هذا فقد جزم بأن عمر ابن مكي كان في حدود 20 عاماً حين رأى ولادة في عزاء أبيه. وهذا التحديد غير دقيق ؛إذ إن تاريخ الميلاد غير مُحدد بدقة كي نستطيع تحديد العمر بل الأمر يحتمل أن يكون غير هذا, فلم لا يكون عمره 21 أو 22 أو 23 أو 24 مثلاً ؟ لكن الرَّقْم الأخير سيكون أضعف الاحتمالات؛ لأنه قال إن ميلاده بعد 450 بيسير, لكن الشاهد هنا أن تحديد عمر ابن مكي حين رأى ولادة غير دقيق. ولو حاولنا تحديد الأمر بدقة لكان 23 عاماً أقرب من 20 كما ذهب المؤلف ؛ لأن دلالة كلمة “بيسير” قد تشير إلى أن ميلاده سنة 451 ووفاة والده كانت سنة 474, لكن المؤلف اختار هذا الرقْم ليؤكد صغر سن ابن مكي ،ومن ثَم عدم دقته فيما ذكر عن ولادة. ولكن الأمر لا يستقيم له كما أوضحنا. ثم إن الخبر ليس فيه دلالة جازمة على أن ابن مكي لم ير ولادة إلا في هذا الموقف فقط ، بل غاية ما في الخبر أن ولادة كانت في عزاء أبيه, فما الذي يمنع أن يكون رآها في مواقف أخرى. وقد ذكر إحسان عباس, وهو دقيق فيما ذكر, أن الصفات التي ذكرها ابن مكي عن ولادة لا يمكن أن تكون على إثر لقاء واحد في موقف تعزية خصوصًا الحديث عن عدم التصاون, كما ذكر أيضاً أن بعض هذه الصفات كانت تتناقل على ألسنة الناس فعلَّ ابن مكي سمعها منهم[23], وهو كلام دقيق ونضيف إليه ما ذكرناه آنفاً حول إمكان التقاء ابن مكي بها في مواقف أخرى. والذي نفيده من هذا الخبر ليس ما ورد فيه من صفات ولادة، بل إثبات الشخصية ونسبها الصحيح بغض النظر الآن عن كونها ولادة ابن زيدون أو لا ، المهم أن لدينا شخصية تنتسب إلى البيت الأموي اسمها ولادة.
خامساً : ذكر المؤلف أن بعضاً ممن ترجم للمستكفي ،صرح بأنه لم يعقب. وهذا كلام صحيح ونقر مع المؤلف بإشكاله, لكن الأقرب أنه وهم ممن ذكر هذا ، ويؤكده أن ابن حزم الذي استشهد به المؤلف ذكر أن للمستكفي ابنة[24]. فهذا القدر من كلام ابن حزم يؤكد الوهم الذي وقع فيه غيره من المترجمين, وقد يجعل الاتكاء على روايتهم غير ذي خطر. أما الأمر المشكل حقاً ونشايع المؤلف على الإقرار بإشكاله, فهو حديث ابن حزم عن ابنة المستكفي الذي ليس فيه أية إشارة إلى ولادة أو علاقتها بابن زيدون, كما ذكر أن هذه الفتاة تزوجت، بخلاف الشائع فيما وصل إلينا من مرويات عن كون ولادة عاشت عَزبَةً لم تتزوج[25]. ويزيد الأمر إشكالاً أن ابن حزم كان أكثر المؤرخين قرباً من البيت الأموي ومعرفة بأسراره ودواخله, حتى مع إقرارنا بأن ابن حزم لم يعش طويلاً في قرطبة وقد غادرها إلى غير رجعة قبل انتهاء ملك الأمويين بقليل فربما لم تكن ولادة مشتهرة وقتذاك[26] ، فمع إقرارنا بهذا فإنه من الصعب حقاً تصور عدم بلوغ أخبارها إلى ابن حزم مع شهرتها الواسعة التي تشير إليها الروايات ،إضافة إلى انشغال ابن حزم بيني أمية و أخبارهم. إذن فالأمر مشكل كل الإشكال, ونعترف بأننا، بعد فَكْرٍ طويل، لم نهتد إلى ما تطمئن إليه النفس حول هذا الأمر, لكن الشيء الوحيد الذي يمكن الإفادة منه من كلام ابن حزم, إثبات أن للمستكفي ابنة.
سادساً : استبعاد المؤلف أن يكون لولادة منتدى أدبي بسبب تلك الفتن و النكبات التي شهدتها في مطلع حياتها ورؤيتها أفول مجد أسرتها, لن نتوقف لديه كثيراً ؛إذ إنه متعلق ببعض ما يتعلق بالشخصية من أخبار ، ولا علاقة له بإثبات وجود الشخصية أو علاقتها بابن زيدون ؛ ولذا فلن ننشغل بمناقشة مقدمات المؤلف.
سابعاً : نلاحظ أن المؤلف تعامل مع تلك الأخبار الأدبية المتعلقة بولادة بمنهجية متشددة وكأنه يتعامل مع روايات حديثية حَسَب قواعد المحدثين الدقيقة , والحق أن هذا الأمر لا يُسلم للمؤلف على إطلاقه؛ إذ إنَّ التشدد في قبول الأخبار يكون في حالة تعلقها بالعقائد والشرائع[27]، ويمكن أن نضيف إليها أعراض الناس وعقائدهم الخاصة، فكل هذا مما ينبغي التلبث لديه كثيرًا قبل قبوله. وهذا ما فعلناه مع ما يتعلق بالشعر الفاحش المنسوب إلى ولادة ؛لتعلقه الواضح بعرضها, ووافقنا المؤلف على موقفه منه. أما سائر الأخبار التي لا تتعلق بأمور كهاته، فلا ينبغي التشدد فيها[28] وإلا لما سلم لنا كتاب من كتب الأدب الشهيرة ؛ كالأغاني, والعقد الفريد, والذخيرة… إلخ. فمجرد إثبات وجود شخصية اسمها ولادة سليلة البيت الأموي بالأندلس علقها الشاعر ابن زيدون, أقول مجرد إثبات هذا القدر لا أرى فيه إشكالاً , وهذا يتوافق ومنهجية التعامل مع المرويات الأدبية التي تتطلب قدراً كبيراً من المرونة.
ثامناً : نلاحظ أن المؤلف لم يشر أية إشارة إلى دراسات سابقة سبقته إلى هذه القراءة حول شخصية ولادة, وقد حاولت الوقوف على أول من نقب هذا النقب, أعني التشكيك في وجود ولادة, بيد أنني لم أصل إلى شيء. لكن أقدم من وقفتُ له على كلام في هذه المسألة، إحسان عباس في مقاله الذي أحلنا عليه منذ قليل. لكنه لم يشر إلى أي شيء يتعلق بمن سبقه، مع ملاحظة أنه لم يشكك في وجودها نظراً لوجود رواية ابن بشكوال عن شيخه ابن مكي، بيد أننا نفهم من كلامه ، كما مر معنا ، أنه لولا هذه الرواية لكانت شخصية ولادة غير حقيقية.
تاسعاً : نقل المؤلف ما أورده ابن بسام عن ابن زيدون :” كنت في أيام الشباب وغمرة التصابي, هائمًا بغادة تدعي ولادة…” ثم علق قائلاً[29]: “فهذا شاهد قوي على أن صاحبة ابن زيدون كانت ولادة مجهولة من الغادات”. ونلاحظ هنا أن المؤلف يستدل من هذا النقل ، على صحة ما ذهب إليه من كون ولادة ابن زيدون شخصية مجهولة لا علاقة لها بالبيت الأموي, لكن هذا الاستدلال لا يستقيم وفقاً لمنهج المؤلف نفسه, إذ إنه كما مر معنا يشكك في رواية ابن بسام حول ولادة وأخبارها, فكيف له أن يصحح هذا الخبر دون بقية الأخبار ؟ ألكونه وجد فيه ما يؤكد شكوكه استثناه من تضعيف راوية ابن بسام ؟ وهل يليق هذا بمنهج البحث العلمي وشرائطه ؟ ومن المدهش هنا أن المؤلف اتهم ابن بسام بالتدليس كما مر معنا, ولكنه غفل هنا عن كون رواية ابن بسام عن ابن زيدون جاءت هكذا ” قال ابن زيدون : كنت في أيام الشباب…” .
وهذه الصيغة ” قال فلان ” من صيغ التدليس الشهيرة[30], فكان الأحجى به اتهام ابن بسام بالتدليس في هذا الموضع لا في المواضع السابقة التي ناقشناها آنفاً, وكان الأولى به تبعاً لذلك أن يطعن في هذه الرواية ، لا أن يصححها ويستدل بها. كما أن د.إحسان عباس قد شكك في نسبة هذا الكلام لابن زيدون ؛ لعدم التشابه بين أسلوب ابن زيدون وأسلوب الرواية[31]. والخلاصة هنا أن المؤلف اضطرب وخالف منهجه في التعامل مع رواية ابن بسام ؛ مما يجعلنا لا نسلم له بما ذهب إليه.
عاشراً : نأخذ على المؤلف, إبان مناقشته لصورة ولادة في ديوان ابن زيدون[32], إغفاله الرجوع إلى قلائد العقيان لابن خاقان ؛ لكونه أقدم ما وصل إلينا من إشارات واضحة إلى بعض أشعار ابن زيدون وربطها بولادة ربطًا سافرًا[33]. بل نلاحظ أن المؤلف لم يرجع إلى هذا الكتاب في أي موضع من مواضع دراسته, والمؤلف قد ذكر ، إبان حديثه عن اضطراب بعض الرواة في نسب ولادة ، أن صاحب المُعجب حين ذكر ولادة جعلها ابنة المهدي ولم يشر إلى المستكفي ، وهذا صحيح لكن أول من أشار إلى ذلك ، حسب اطلاعنا ، هو ابن خاقان الذي أغفل المؤلف الرجوع إلى قلائده، فقد ذكر ولادة مقترنة بالمهدي والدها[34]ولم يشر إلى المستكفي. ويبدو أن صاحب المعجب تَوَرَّك على صاحب القلائد في ذلك ، وبغض النظر عن دقة ابن خاقان فيما ذكره عن علاقة تلك الأشعار “الزيدونية” بولادة, فإنه من المهم عدم إغفاله لدن الحديث عن علاقة ولادة بابن زيدون، مع ملاحظة أن كونها ابنة المهدي أو المستكفي لن ينفي النسبة إلى البيت الأموي مع الإقرار بالإشكال. ومما يتصل بهذا الأمر نفي المؤلف عن كتب التراجم المتقدمة, عدا ابن بسام، أية إشارة للعلاقة بين ابن زيدون وولادة, ولو اطلع المؤلف على كلام ابن خاقان لخفف من غلوائه، ولاستثناه كما استثنى ابن بسام. والخلاصة هنا أن المؤلف قصر عندما لم يطالع قلائد العقيان.
وأما حديث المؤلف عن ابن حيان ضمن المؤرخين الذين لم يتحدثوا عن ولادة فغير دقيق ، إذ إن مقتبس ابن حيان لم يصل إلينا كاملاً، وما نشر منه حتى الآن لا يمثل جميع الكتاب، ولم يصل إلينا أي كتاب آخر لابن حيان؛ لذلك كان على المؤلف الإشاحة عن ذكره.
الخاتمة
بعد هذا التحليل يمكن لنا إجمال النقاط الرئيسة فيما يلي :
- فكرة التشكيك في الشخصيات التاريخية ليست جديدة ، وليست وفقًا على الشخصيات الإسلامية، بل سبق التشكيك في شخصيات تنتمي إلى حضارات مختلفة .
- الاضطراب في المرويات والاخبار الواردة حول شخصية ما ، لا يجيز لنا المسارعة إلى إنكار وجود الشخصية عينها ، إلا إذا توافرت قرائن قوية تؤيد هذا الإنكار ، واضطراب المرويات لا يعول عليه وحده في هذه البابة .
- جُلّ الاضطراب والتعارض حول ولادة يعود بالأساس إلى ما يتعلق بها من أخبار حدثت لها أو منها ، أما الشخصية ذاتها فالروايات واضحة في كونها ولادة التي ذكرها ابن زيدون في شعره .
- الاختلاف حول نسب ولادة بين “المستكفي” أو “المهدي” ، لا يترتب عليه كثير فائدة؛ إذ الخلاف لا يخرجها عن النسب الأموي ، وهو ما حاول الباحث نفيه أصالة .
- الذخيرة وقلائد العقيان ، وهما من أقرب المصادر إلى عصر ولادة ، فيهما حديث واضح عن ولادة وعلاقتها بابن زيدون ، ولم يشكك في هذا الأمر أحد من المؤرخين حَسَب اطلاعنا .
- لا ينبغي لنا التشدد في التعامل مع المرويات الأدبية التي تتعلق بأخبار الأدباء ، وهذا منهج المحدثين أنفسهم . أما إذا كانت هذه المرويات تطعن في العقائد أو الأخلاق، فينبغي التوقف كثيرًا قبل قبولها، ويتأكد هذا إن كنا سنبني عليها أحكامًا وتصورات حول تلك الشخصيات .
- عدم إشارة ابن حزم إلى ولادة أمر مشكل كل الإشكال ، لكنه لا ينهض دليلاً كافيًا على نفي الشخصية ما دام غيره من كبار المؤرخين وأصحاب التراجم ذكرها .
صفوة القول :
- هذه الدراسة جيدة فيما يتعلق بمناقشة كثير من الأخبار الواردة في ترجمة ولادة وما نسب إليها من فحش, ونشايعه فيما ذهب إليه من الحكم على تلك الروايات بالاضطراب والبطلان . أما ما يتعلق بوجود الشخصية عينها فالدراسة لم تقنعنا، وإنْ كان لبعض ما أورد من آراء وجاهة لا نجحدها. ويحسب لصاحب الدراسة عدم تسليمه بكل ما ورد لدن أصحاب التراجم من أخبار ومرويات، بل أعمل ملكته النقدية محاولاً الوصول إلى حقائق يقينية ، وهو أمر جيد قلما نراه في البحوث والدراسات الحديثة التي استنام أصحابها إلى الخَفْضِ والدَّعَة ، وأخلدوا إلى الخَدَر والكسل.
جريدة المصادر والمراجع
- الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث, ابن كثيرة ت 774 هـ, شرح وتعليق: أحمد شاكر / الألباني وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بقطر 1430ه 2009م.
- التدليس في الحديث ( حقيقه وحكمه وأقسامه ), مسفر بن غرم الله الدميني, د.ن, ط1 1412 هـ 1992 م.
- التدليس والمدلسون ؛ دراسة عامة, سيد عبد الماجد الغوري, دار ابن كثير للطابعة والنشر والتوزيع دمشق / بيروت طـ1 1430 هـ ـ 2009م.
- تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي, السيوطي ( ت 911 هـ), تح وتعليق : أبو معاذ طارق بن عوض الله بن محمد / أحمد معبد عبد الكريم, وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قطر / دار العاصمة الرياض 1430 هـ / 2009 م.
- جذوة المقتبس ، الحميدي ، تح: بشار عواد معروف ، دار الغرب الإسلامي تونس ، ط1 2008.
- جمهرة أنساب العرب, ابن حزم, تح : عبد السلام هارون ، دار المعارف القاهرة .
- حوار حول منهج المحدثين في نقد الروايات سنداً ومتناً ، عبد الله بن ضيف الله الرحيلي, دار المسلم للنشر والتوزيع ـ الرياض ـ ط1 1414هـ ـ1994 م.
- دراسات عن ابن حزم وكتابه طوق الحمامة ، الطاهر مكي ، دار المعارف القاهرة ط4 1413ه 1993م.
- دورة ابن زيدون – ندوة الحضارة العربية الإسلامية والغرب من الخلاف إلى الشراكة – مجموعة من الكتاب ، مؤسسة البابطين للإبداع الشعري – الكويت ط1 2006م ، ج4.
- دراسات في الأدب الأندلسي, إحسان عباس, وداد القاضي, ألبير مطلق, الدار العربية للكتاب تونس/ـ لبيا ط1 1976م.
- الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة ، ابن بسام الشنتريني ، تح: إحسان عباس ، دار الغرب الإسلامي/ ط1 2000م.
- السيرة النبوية الصحيحة, أكرم ضياء العمري, العبيكان للنشر والتوزيع ـ الرياض ـ ط7 1428 هـ 2007 م.
- شرح نخبة الفكر, ابن العسقلاني ت 852 هـ, شرح :سعد بن عبد الله آل حميد, اعتني به : أبو عبيدة ماهر بن صالح آل مبارك, دار علوم السنة للنشر الرياض ط3 1426 هـ ـ 2005 م.
- شاعرات الأندلس ، ماريا تيريسا غارولو ، تر : أشرف دعدور ، دار نهضة الشرق جامعة القاهرة ط1 1996م.
- الصلة ، ابن بشكوال ، تح: بشار عواد معروف ، دار الغرب الإسلامي تونس ، ط1 2010م.
- قلائد العقيان ومحاسن الأعيان ، ابن خاقان ، تح: حسين خريوش ، دار المنارة الأردن ط1 1409ه/ 1989م .
- المطرب من أشعار أهل المغرب ، ابن دحية الكلبي ، تح: إبراهيم الإبياري – حامد عبد المجيد – أحمد أحمد بدوي ،ار العلم للجميع للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت – لبنان 1374 هـ – 1955 م.
- منهج النقد عند المحدثين مقارناً بالمنهج النقدي الغربي, أكرم ضياء العمري, دار إشبيلية للنشر والتوزيع الرياض ط1 1417هـ 1997م.
- نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، وذكر وزيرها لسان الدين بن الخطيب ، المقري التلمساني (المتوفى: 1041هـ) ، تح: إحسان عباس ، دار صادر- بيروت – لبنان. ج 4 ط1 1997.
- نساء من الأندلس ، أحمد خليل جمعة ، دار اليمامة للنشر والتوزيع دمشق / بيروت ط1 1421هـ 2001م.
- ولادة بنت المستكفي بين الحقيقة والأسطورة ، هزاع الشمري ، أجا للنشر والتوزيع الرياض ط1 1998م.
الدوريات :
- مجلة العصور مصر ع19 / مارس 1929م.
- مجلة التراث العربي ، سوريا مج31 ع128 / 2013م .
- مجلة المعرفة ، سوريا ع195/ 1978م .
- مجلة جذور ، السعودية مج9 ج21 رجب 1426ه سبتمبر 2005م.
[1] انظر : إنكار الشخصيات التاريخية ، علي أدهم ، مجلة العصور مصر ع19 مارس 1929م ، ص218.
[2] مثل كتاب” نساء من الأندلس ” للباحث السوري : أحمد خليل جمعة ، دار اليمامة للنشر والتوزيع دمشق / بيروت ط1 1421هـ 2001م . ص404-526. ولم نعرض لهذا الكتاب بالنقد لسببين رئيسين :
الأول : الدلائل الرئيسة التي أدار عليها الباحث كتابه ، هي عينها التي عرضنا لها في دراسة الباحث السعودي .
الثاني : ما انفرد به من حجج ، يغلب عليها الأسلوب الخطابي الإنشائي ، وليس فيها ما يستأهل المُحَاجّة والجدل .
[3] ولادة بنت المستكفي صورتها في المصادر ومدى حضورها في ديوان ابن زيدون ، ضمن كتاب : دراسات في الأدب الأندلسي, إحسان عباس, وداد القاضي, ألبير مطلق, الدار العربية للكتاب تونس ـ لبيا ط1 1976م, ص192.
تنبيه : فهم بعض الباحثين من كلام إحسان عباس ، أن كتاب ابن بشكوال هو المصدر الوحيد الذي عد ولادة شخصية حقيقية ، بحلاف سائر المصادر . انظر :
- ولادة بنت المستكفي في عيون الباحثين والمستشرقين ، علي محمد دياب ، مجلة التراث العربي سوريا مج 31 ع128 سنة 2013م ، ص109-110.
لكن هذه القراءة لنص إحسان عباس غير صحيحة ، وسوء فهم لكلامه ؛ إذ إنَّ كل المصادر القديمة التي عرضت لولادة ليس فيها أدنى إشارة إلى الشك في وجودها . كما أن إحسان عباس يتحدث عن وجهة نظره الشخصية لا عن وجهة نظر أصحاب المصادر القديمة .
[4] ص 78.
[5] انظر : السابق: ن. ص.
[6] ص 7-ـ 8. مع ملاحظة أن المصادر لم تتفق على رأي واحد حول أخلاقها . فعلى سبيل التمثيل ، نلفي صاحب النفح ذاكرًا كونها مشهورة بالصيانة والعفاف ، بخلاف صاحب الصلة الذي نجد ولادة لديه ، كما سيأتي معنا بعد قليل ،لم يكن لها تصاون يطابق شرفها. انظر : نفح الطيب ، ج4 ص205. وفي ضوء هذا يتبين لنا عدم دقة الباحث الجزائري : سعد بوفلاقة ، حين ذكر اتفاق القدماء على وصفها بقلة المبالاة والمجاهرة باللذات ، مع كونه قد نقل نص المقري وغيره ممن وصفوها بالعفاف . انظر دراسته :
- ولادة بنت المستكفي الأميرة الشاعرة ، مجلة جذور النادي الأدبي الثقافي جدة السعودية مج9 ج21 رجب 1426ه سبتمبر 2005م ، ص358.
[7] ص 49- 51.
[8] ص 74.
[9] ص 61.
[10] الذخيرة, نشرة دار الغرب الإسلامي, جـ1 ص 332.
[11] السابق, ص 332
[12] مقدمة إحسان عباس لتحقيق الذخيرة, ص 13.
[13] الذخيرة, جـ 1 ص 332- 333.
[14] ـ ص 59.
[15] انظر : التدليس والمدلسون ؛ دراسة عامة, سيد عبد الماجد الغوري, دار ابن كثير للطابعة والنشر والتوزيع دمشق / بيروت طـ1 1430 هـ ـ 2009 م, ص 11- 16.
- التدليس في الحديث ( حقيقه وحكمه وأقسامه ), مسفر بن غرم الله الدميني, د.ن, ط1 1412 هـ 1992 م, ص 37 فصاعداً.
[16] انظر :
– التدليس والمدلسون, ص 9 -10.
– التدليس في الحديث, ص 35- 36.
[17] الذخيرة, جـ1 ص 333.
[18] وصورتها أن يجد حديثاً أو كتاباً بخط شخص بإسناده. فله أن يرويه عنه على سبيل الحكاية, فيقول : وجدت بخط فلان : حدثنا فلان, ويسنده. انظر:
- الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث, ابن كثيرة ت 774 هـ, شرح وتعليق: أحمد شاكر / الألباني وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بقطر 1430ه 2009م ، ج1 ص367 وما بعدها. وابن بسام قد أخل بشروط الوجادة ؛ ولذا عددناها ضمن الرواية عن المجاهيل كما ذكرنا فوق.
[19] وسبب رد الرواية عن المجاهيل : أن شرط قبول الخبر عدالة راويه ومن أبهم اسمه لا تعرف عينه فكيف تعرف عدالته ؟!.انظر :
- شرح نخبة الفكر, ابن العسقلاني ت 852 هـ, شرح :سعد بن عبد الله آل حميد, اعتني به : أبو عبيدة ماهر بن صالح آل مبارك, دار علوم السنة للنشر الرياض ط3 1426 هـ ـ 2005 م, ص 135.
[20] الصلة, ج2 ص 347.
[21] ص 56- 57.
[22] ص 57.
[23] دراسات في الأدب الأندلسي, ص193.
[24] انظر : جمهرة أنساب العرب, ابن حزم, تح : عبد السلام هارون ،ص100-101.
[25] انظر :
- نفح الطيب ، ج4 ص207 .
- المطرب من أشعار أهل المغرب ، ص8.
[26] انظر :
- دراسات عن ابن حزم وكتابه طوق الحمامة ، الطاهر مكي ، دار المعارف القاهرة ط4 1413ه 1993م ، ص221.
[27] انظر :
- السيرة النبوية الصحيحة, أكرم ضياء العمري, العبيكان للنشر والتوزيع ـ الرياض ـ ط7 1428 هـ 2007 م, ج1 مقدمة المؤلف ص 40.
[28] وهذا ما كان يسير عليه المحدثون أعينهم ؛ إذ نراهم يتشددون قيما يتعلق بالعقائد والشرائع, ويتساهلون فيما دون ذلك من الروايات الأدبية وما شاكلها. انظر :
- حوار حول منهج المحدثين في نقد الروايات سنداً ومتناً ، عبد الله بن ضيف الله الرحيلي, دار المسلم للنشر والتوزيع ـ الرياض ـ ط1 1414هـ ـ1994 م, ص 67.
- منهج النقد عند المحدثين مقارناً بالمنهج النقدي الغربي, أكرم ضياء العمري, دار إشبيلية للنشر والتوزيع الرياض ط1 1417هـ 1997م ، ص55.
[29] ـ ص 61.
[30] انظر :
- تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي, السيوطي ( ت 911 هـ), تح وتعليق : أبو معاذ طارق بن عوض الله بن محمد / أحمد معبد عبد الكريم, وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قطر / دار العاصمة الرياض 1430 هـ / 2009 م, جـ1 ص 352.
[31] انظر :
- الذخيرة, جـ1 ص 333,هـ 2. وكذلك الباحث الفلسطيني محمود صبح ، شكك في الرواية وعدها منحولة . انظر دراسته :
- ابن زيدون شاعر قرطبة ؛ تقييم جديد ، مجلة المعرفة / وزارة الثقافة سوريا ، ع193-194 مايو 1978م ، ص77.
[32] ص 70 – 73.
[33] انظر :
- دراسات في الأدب الأندلسي ، إحسان عباس ص197 وما بعدها .
وقريب من هذا ما فعلته الباحثة الإسبانية ” ماريا تيريسا غارولو ” حين قالت : ” وكل ما نعرفه من سيرة ولادة مأخوذ من ابن بسام وابن بشكوال ” غافلة عن ذكر ابن خاقان ، مع أن كتابه سابق كتاب ابن بشكوال . انظر :
- دورة ابن زيدون – ندوة الحضارة العربية الإسلامية والغرب من الخلاف إلى الشراكة – مجموعة من الكتاب ، مؤسسة البابطين للإبداع الشعري – الكويت ط1 2006م ، ج4 ص40. وكذلك دراستها عن ولادة ضمن كتابها عن شواعر الأندلس ، إذ ليس فيها أية إشارة إلى قلائد العقيان . انظر :
- شاعرات الأندلس ، تر : أشرف دعدور ، دار نهضة الشرق جامعة القاهرة ط1 1996م ، ص125-129.
[34] انظر: قلائد العقيان ، ص225. وقد ذكر المحقق أن الاسم ورد هكذا في كل الأصول الخطية التي وقف عليها .