
أنواع الأماكن ودلالاتها في “رواية ذاكرة الجسد” لأحلام مستغانمي
د/ سعدلي سليم، جامعة برج بوعريريج،
مقال نشر في مجلة جيل الدراسات الأدبية والفكرية العدد 39 الصفحة 97.
Abstract:
No one doubts that the Algerian literature which is available in abundance and diversity and that the Narrator is parallel to the hair in its importance and its spread, and he left us with Algerian Arabic literary heritage Commissioners task value enriched cultural narrative Arabic, distributed in various fields include stories and parables and poems and popular biographies Historical novel, I care about the critics address them lesson and analysis along with the poetic material, monetary studies appeared on aesthetics where novelist likes Gaston Bachelard, Hassan did, and others contributed to the definition of the space on the one hand and establishing critical science fiction depends on Literary studies list at that time.
But those studies have stopped developing herself and she took frequent its assertions that turned into a strict school rules no one exceeded due to non-renewal also known monetary mechanisms sunk in repetition and instant recovery, and with the advent of modern Arab literature renewal attempts affected by renewal. His immense literary production was accompanied by modern European Renaissance emerged in the need to use new monetary theories-that of other humanitarian Sciences-to read the modern novel, and in the same direction helped these theories also in the study of literature and reading mechanisms revealed by new eye Penetrating deeper into trying to detect all axes that helped produce it within cultural contexts that existed during a specific time era, which they are no longer merely examining the place of pure textual terms stemmed to study human and diverse relations with the cultural contexts in which the prevailing awareness mantle. ” That in turn affect literary production.
It was the burning question is how novelist writing in her Witch herself capable of exercising wander narrative spaces of various kinds? Was there an effect of cognitive context in turbulent places forms found in this context is the tendency of the narration to this pattern of spaces who on different bilateral control the establishment of open and closed spaces, the granting of which the discourses tinge of novel branded alhegnh Geographically, the extent to which this image control in the process of receiving a letter man, how was this breed malate places and is there a possibility to offer its characterization?
الملخص:لا أحد يشك أن الأدب الجزائري تتوفر فيه صفة التنوع والكثرة وأن الراوية توازي الشعر في أهميته وانتشاره، ولقد خلف لنا التراث الأدبي العربي الجزائري مندوبات سردية ذات قيمة مهمة أغنت الثقافية العربية، تتوزع في حقول متنوعة تشمل القصص والأمثال والمقامات والسير الشعبية والتاريخية والرواية، ولقد اهتم النقاد بتناول تلك المواد بالدرس والتحليل جنبا إلى جنب مع المادة الشعرية، فظهرت دراسات نقدية تعني بجماليات المكان الروائي أمثال غاستون باشلار، حسن بحراوي، وغيرهم ساهمت في التعريف بذلك الفضاء من جهة وتأسيس علم نقدي روائي يعتمد على الدراسات الأدبية القائمة في ذلك الوقت من جهة أخرى.
إلا أن تلك الدراسات قد توقفت عن تطوير نفسها وأخذت تكرر مقولاتها التي تحولت إلى قواعد مدرسية صارمة لا يمكن لأحد تجاوزها بسبب عدم التجديد أيضا في الآليات النقدية المعروفة التي غرقت في التكرار واستعادة الجاهز، ومع ظهور محاولات التجديد في الأدب العربي الحديث تأثراً بالتجديد الهائل الذي رافق الإنتاج الأدبي الغربي في النهضة الأوروبية الحديثة ظهرت الحاجة إلى الاستعانة بالنظريات النقدية الجديدة – التي أفادت من علوم إنسانية أخرى – لقراءة الرواية الحديثة، وفي الاتجاه نفسه ساعدت هذه النظريات أيضا في دراسة الأدب وكشف آلياته وقراءته بعين جديدة تتوغل عمقاً في محاولة الكشف عن كل المحاور التي ساهمت في إنتاجه ضمن السياقات الثقافية التي توافرت خلال حقبة زمنية محددة، أي أنها لم تعد تكتفي بدراسة المكان من الناحية النصية الصرفة بل تعدت إلى دراسة الإنسان وعلاقاته المتنوعة مع السياقات الثقافية التي عاصرها والوعي السائد فيها والتي بدورها تؤثر على النتاج الأدبي.
وكان السؤال الملح هو كيف كانت الروائية تكتب في ظل افتنانها بنفسها القادرة على ممارسة التجوال السّردي عبر فضاءات بشتى أشكالها؟ هل كان هناك تأثير للسياق المعرفي المضطرب على أشكال الأمكنة التي وجدت خلال هذا السياق أم هو نزوع ذاتي من الساردة دفعها إلى هذا النمط من الفضاءات الذي قام على ثنائية متباينة تحكمت في نشأة الأماكن المفتوحة والمغلقة، ومنح من خلالها للخطابات السردية مسحة من الهجنة وسمت الرواية بصورة جغرافية متعددة، فإلى أيّ مدى تحكمت هذه الصورة في عملية تلقي خطاب مستغانمي وكيف كانت مآلات هذا الصنف من الأماكن وهل هناك إمكانية لتقديم توصيف لها؟.
يعايش المكان* ويلتحم إلى أبعد الحدود مع الآلام والاضطهاد والواقع الذي يعيشه الجزائري الواعي بحقيقة أمره المقتلع الجذور والمشتت الأطراف في بيئة ظل يحكمها قانون الغاب المرتكز على البؤس والحرمان الملتف في عباءة الاغتراب الذاتي والاجتماعي الحامل لدلالات ترتبط مع وعي الشخصية وما يحيط بها، إذ لا يكاد يخلوا أي مكان من رمز يوحي بدوره إلى دلالات شتى تعبر عن ما في نفس الشخصية ليعود المكان على الرواية بجماليات تزيد في عنفوانها وقوتها مما يتركها تتناسل تناسلا طبيعيا، وبهذه الوقفة نقف على أعتاب المكان المحجوز داخل الرواية كي نزيل الغموض واللبس المطروح حوله متنقلين بين الأمكنة المفتوحة الممثلة للحيز الابداعي المعرفي، والأمكنة المغلقة الممثلة كصورة تعكس صفة التقديس والتدنيس والأمكنة المتموقعة في قالب اللغة الشعرية، وعليه فالمكان في الرواية يلعب دورا كبيرا لماله من أهمية في إنجاح العمل الأدبي، ذلك أنه يشكل لولبية العلاقات ووجهات النظر بين الشخصيات[1] على خلاف هذا نجد أن هدف المكان في رواية” ذاكرة الجسد” قد اتجه في طريقان، طريق يدعو إلى الابتعاد عن الوطن أو اللجوء إلى الأماكن المفتوحة مقابل ذوبان الشخصية وفقدان الهوية بالانحلال في ملذات العالم الغربي، وطريق يدعو إلى الاقتراب والتمسك بالفضاء المغلق في نظر الراوي المفتوح بالنسبة للقالب العام الذي يحكم الرواية والذي بدوره يؤدي إلى التخوف من الواقع المشير إلى الموت البطيء، ولكن رغم كل هذا يبقى المكان سيد القرار في تحريك الأحداث وتجسيد وعي الذات المبدعة وحتى القارئة للعمل الابداعي، وتفسير هذه الظاهرة يؤدي بنا حتما إلى تفسير التغيرات التي تطرأ على الأحداث، كما تساهم في تفسير علاقة وعي الروائية بالأماكن المفتوحة* المفقدة للهوية والأماكن المغلقة** الحاملة لصفة التقديس والتدنيس التي تجمع شمل ثالث نوع للأماكن المتعلقة باللغة الشعرية، وللتوضيح أكثر نورد هذا التحليل:
أولا: نوع الأماكن ودلالاتها في “ذاكرة الجسد”:
- الأماكن المفتوحة كحيز للإبداع والمعرفة المؤدية إلى فقدان الهوية:
1- باريس:
عادة ما يلجأ الإنسان عندما ينحصر موقفه بين خيارين إلى ذلك العالم المضيء الذي ينتج له قدرا هائلا من الصلاحيات، هذا كي يبتعد عن محيط يكبل قدراته ويذكره بين الفينة والاخرى بمآسي وآلام رُسِخت في ذهنه وتعلقت بمكانه، لهذا نجد الراوي” خالد” قد اختار مدينة النور كمكان لتفجر قريحته الابداعية وأولى محطات أمكنته المفتوحة باعتبارها واسعة المجال ماحية الآلام، بعيدا عن مكان مدينة “قسنطينة” التي تعلقت بها مآسي البطل فأضحت تمثل له عالما يخيف بصيرته جَرّاء مخلفات الاستعمار لِيَنْتُجَ عن وقع ذلك علاقة جدلية ما بين نفسية الراوي “خالد” و”قسنطينة” باعتبارها المكان المخيف في نظره سواءً كان تذكاريا، سياسيا أو دينيا أو جنسيا الممثل لمثلث “برمودا” المخيف، كما يحيل استعمال الروائية لمدينة “باريس” إلى ذلك التقابل المعنوي المتجسد في تمسك الغربيين بعاداتهم وتقاليدهم ووطنهم بالرغم من التحول الذي يمس ثقافتهم كل يوم، على عكس الجزائريين الذين يميلون حيث ما تميل ثقافتهم ليبقى هذا الاستخدام لأجل عقد مقارنة ما بين العالم الغربي والعالم العربي يقول في احدى المقاطع ممثلا نزوحه من المكان المغلق إلى المكان المفتوح الذي كان همّ الروائية منذ البداية ألا وهو عقد مقارنة « لم يكن القدر فيه هو الطرف الثاني، كان منذ البدء الطرف الأول أليس هو الذي أتى بنا من مدن أخرى من زمن آخر وذاكرة أخرى، ليجمعنا في قاعة باريس »[2].
واستنادا إلى هذا نجد أن الراوي قد قارن ما بين عالم مفتوح وعالم مغلق في نفس الوقت ” أتت بنا من مدن أخرى” التي تحيل بدورها إلى الخروج من مكان مُغلق المختفية وراءه مدينة ” قسنطينة” ومكان مفتوح الحامل “لباريس”، هذا ما أدّى به إلى ظهور إبداعاته الفنية على لوحات حملت عدة دلالات تُشفِي وتصالح ” خالد” مع واقعه الماضي ووطنه« الرسم أيضا قادر على أن يصالحك مع الأشياء ومع العالم الذي تغير في نظرك»[3].
يتمخض عن وقع هذا المثال أن المكان بإمكانه تغيير نظرة الانسان إلى واقعه باعتباره أساسا فعّالا في تسجيل ذكريات وتغيير سيكولوجية التفكير لدى الفرد الواحد، غير أن انفصال الإنسان عن مكانه الأول يؤدي حتما إلى انسلاخه من ثقافته وتغير طبائعه بفعل ما يحيط به، وهو على وعي بالخراب الذي اِستولى على نفسيته جرَّاء رحيله عن مكانه الذي يصرخ تمسكه داخليا بالوطن وخارجيا اِنصهاره في قلب المجتمع العربي، وهذا ما نجد كامنا في مقدمة معلقة اِمرؤ القيس يقول:
قِفَا نبك من ذكرى حبيب ومنزل يسقط اللّوى بين الدخول فحومل[4]
فلولا وعي الكاتب بواقعه لما بكى واستبكى ووقف على بقايا آثار دياره تقول ” غادة السمان”: «أنا لست ضائعة عن عالمي بقدر ما ألاحق عالما ضاع
عن نفسه…” لا استقراري” الذي يفسر على أنه ضياع ما هو إلاّ رفض للضياع في أشكال وصور كثيرة أراها في هذا العالم حولي»[5] مما يؤدي بنا حتمًا إلى القول بأن “باريس” هي تمثيل للضجيج والفوضى التي لا تخمد نارها بحيث لا تعرف السكون وهو دليل قاطع على عدم سكون الشخصية المتكلمة واضطراب أفعالها، كما تمثل ذلك الوطن المُجْبِرْ على سكانه البقاء الذي يؤدي إلى زيادة التعلق بالوطن الأم، فلا يجد حلًا إلا من خلال دمج ألم المكان في صيغ جمالية فنية كالآداب والرسم والموسيقى والمسرح.
فالمكان المفتوح +إبداع=فقدان الهوية، لهذا نجد “خالد” في كل مرَّة يستنجد بوعيه كي يصل إلى أمكنته الماضية بالرغم من الترف والبذخ والتقدم الذي يحيط به، وهذه هي سمات “روايات تيار الوعي” الذي يركض بحوافره كي يسلط على وعي المرسل الذي يكون على شكل ذبذبات تزيد من وعيه الذي يرسله بدوره وعيًا إلى ذات المتلقي.
2- قسنطينة:
إن الشيء الثابت الذي يقف حائلا بين الملقي و المتلقي هي تلك الدلالات التي انبنت عليها مدينة قسنطينة كبؤرة لانطلاق وتشكل الأحداث، فاخترقت ذات المتكلم حاملة للعديد من الفضائل والرذائل مما جعلها تعاني من عدم الاستقرار ممتصة من الألوان السوداوية ما يكفي، في أغلب الحالات تقدم لنا صورة تفكيكية لما يجول في خاطر الشخصية ” خالد بن طوبال” فأضحت علاقته بالمكان القسنطيني متوترة عادة ما يحن لها وينظر إليها من باب التقديس وفي مرات أخرى ينظر إليها من باب التدنيس مزيلا الستار عن شهواتها ونزواتها. وبالرغم من أن قسنطينة تمثل الفضاء المفتوح إلاّ أنها في نفسية المتكلم تمثل ذلك الفضاء المغلق. فَوُلِدَتْ إرادة الوعي المكاني بالذات الساردة لأنه وطبيعة الحال لا يكتسب دلالة إلاّ من خلال ربطه بالشخصية وهذا ما نجده يهيمن بكثرة على الرواية يقول “خالد”:« ها هي قسنطينة مرة أخرى تلك الأم الطاغية التي تتربص بأولادها، والتي أقسمت أن تعيدنا إليها ولو جثة…هانحن نعود إليها معًا أحدنا في التابوت …والآخر أشلاء رجل»[6].
ويقول في مقطع آخر: « الوطن الذي أصبح سجنًا لا عنوان معروفًا لزنزانته»[7] عادة ما يلجأ الراوي في كل مرة إلى البحث عن جمالية المكان محاولا أن لا يخرج عن نفسيته الفوتوغرافية التي تصور ما بداخله مبررا إياه بذلك الغضب من الوضع الذي آلت إليه مدينة “قسنطينة”، إذ احتضنت أبطالها وأرجعتهم مرغمين إلى أراضيهم سواءً أكانوا أحياءً أو شبه ذلك، لأن قوة الوعي تبرر الوسيلة، التي تعبر بدورها عن حالة اللاستقرار ذلك أنَّ المكان بالنسبة للراوي يمثل الملجأ الأخير الذي يُفْرِغُ فيه خيباته، مما يجعلنا نألف نوعية الأمكنة المحاطة حول ذاكرة الروائية “أحلام مستغانمي” ألا وهي الأمكنة المؤلمة يقول ” غاستون باشلار”:« الذكريات ساكنة وكلما كان ارتباطها بالمكان أكثر تأكيدا أصبحت أوضح»[8].
وإذا لجأنا إلى موقف آخر ينزاح إلى خلقٍ آلية للتضاد نجد أن الراوي قد نظر إلى مدينة ” قسنطينة” بعين التبجيل يقول في هذا المقطع:« سلاما يامن تحكمون شوارع هذه المدينة …أزقتها وذاكرتها قِفوا معي يا أولياء الله…متعب أنا الليلة…فلا تتخلوا عني…أما كان أبي منكم ؟»[9] ينقلب الأمر ها هنا لتتغلغل الشخصية مع المكان اِنتاجا للعلاقة الحميمية الأولى التي كانت قائمة ما بين البطل “خالد” وفضائه المغلق نفسيا والمفتوح روائيا “قسنطينة”، مما يخلق وعيًا باطنيًا بمكانه الذي ذاب كل منهما في أفق الآخر، فتارة يعيش في الوطن وتارة الوطن هو من يعيش فيه، وبقدر ما يضمر “خالد” تكشف عنه الروائية ذلك فيكون بمثابة “مونولوج داخلي” في صفته الثانية والتي يأبى الراوي أن يفصح عنه؟ فتتسلل “أحلام مستغانمي” لذلك لأنها على دراية بالأحداث لِتُلْبِسَ السارد ثوب الشعور المباشر أو الغير المباشر بمسؤوليته اِتجاه مكانه الأول والثابت في الذاكرة الذي لا يزول يقول “ابن الرومي” وهو يذكر بغداد بعيدا منها:
بلدٌ صحبت به الشبيبة والصبا ولبست فيه العيش وهو جديد
فإذا ما تمثل في الضمير رأيته وعليه أفنان الشباب تميد[10]
تتماشى هذه الأبيات تماشيا أفقيا مع نفسية ” خالد” الذي يستنزف طاقة الأوائل من الشعراء كي يبكي دياره ولكن في قالب سردي يطغى عليه الاستنجاد بالأولياء الصالحين. فسبق زمن الاغتراب زمن العودة إلى الديار إذا جاء الحنين متأخرا عن المتلقي مستبقا للملقي. ذلك أن الراوي قد حنَّ إلى ماضيه المكاني دون أن يدري المرسل إليه بهذا الحنين. فنتجت لنا هذه المعادلة المفارقة مرَّة والموازية مرَّة أخرى:
زمن حنين الملقي للمكان الأول ≠ زمن علم المتلقي |
زمن حنين الملقي للمكان الأول = زمن وعي الراوي بالمكان |
وهذا الفرق هو ما زاد جمالية المكان لدى الراوي المتعصب اتجاه مواقفه للمكان فتارة يمثل الرجل المحب وتارة يقف ضده ذلك أنه على وعي بما سينتجه يقول “فرويد” في هذا الصدد:« الفنان ليس كالعصبي من حيث إنه يعرف كيف يجد مخرجا من عالم الخيال وأن يعود ليضرب في الواقع بقدم ثابتة»[11] وهذا ما ينطبق على تصرفات الراوي اتجاه المكان القسنطيني الذي عاد يضرب في جذوره بعد غياب طويل.
ذلك أنه يمثل فضاءً للتاريخ الجزائري، كما يُعَدُ هذا الاضطراب من أساسيات تدفق الوعي وانسيابه داخل نفسية الراوي الذي يقف مضطربا في خياراته فيترك العنان لذاكرته كي تقوم بعملية الفصل في هذا الموقف فاتحا أشرعته لرياح روايات تيار الوعي المنحصرة بين المد والجزر. ناهيك عن القيمة المحتضنة لمدينة قسنطينة التي رُسِخَتْ معالمها في منطقة “الهو” ذلك أنه أصبح ينظر إليها كحبيبة تثير فيه الشهوات وتحركها، كأنها أنثى في معالم وطن.
تونس: تتردد الذات الساردة في الرواية كثيرا على تونس مما يحيل إلى ترسيخ المكان في ذاكرة ” خالد بن طوبال” الذي يلعب على أوتار الوعي المكاني، إذ يمثل له ذلك الحيز الذي حاول أن يُرمم جراحه وينسيه همومه بعيدا عن الجزائر التي أفقدته ذراعه اليسرى. ولكن متابعة القيمة لأجل القيمة جعلتنا نبحث عن دلالة مكان تونس كفضاء مفتوح وعقده بوعي الراوي.
وعليه فالكاتبة استخدمت في روايتها هذا المكان للدلالة على التقابل الموجود بينها وبين الجزائر، فالأولى رممت والثانية أفسدت، ناهيك عن الاسم الذي تلقب به ” تونس الخضراء” مما يجعل القارئ يضع أفكاره بين السلب والايجاب في مقابلة تفصل بين الجزائر التي مثلت الظلام في صورة القهر والنفاق، وفي زاوية أخرى نجد تونس تمثل ذلك القطب الحضاري الذي تناوب عليه الجزائريين إبَّان الثورة مما ساعد في تمتين العلاقات بين البلدين « إن بايلك قسنطينة الذي كان جزءً تابعا للحفصيين لم يفتأ خاضعا للتأثيرات الثقافية الواردة عليه من ولاية تونس، فزيارات القسنطنين إلى مدينة تونس كانت أكثر ترددا منها على مدينة الجزائر…»[12] وللتدليل أكثر نورد هذا المقطع الذي جاء في الرواية يصرح “خالد”« وها هي حنين، لوحتي الأولى، وجوار تاريخ رسمها( تونس 57) »[13]
وهذا ما يؤكد أن السارد لم يفارق بذاكرته الواعية قط أي مكان زاره سواءً مثل له الأفراح أو الأحزان الجامعان في طياتهما تونس التي مثلت له الأم الثانية بعد الجزائر والتي تقترب في تصنيفها ضمن منطقة “الهو” التي صنف فيها الراوي مدينته الفاضلة “قسنطينة ” وما كانت تحمله من صفات مقدسة عند السارد.
- المقهى:
بعد هذا التعريج الذي يحمل في ثناياه سطورا حول دلالة المكان في باريس وقسنطينة، نلجأ إلى جسِّ النبض من أجل الكشف عن القيم المكانية التي يحملها ” المقهى” إذ يمثل حيزا مكانيا مفتوحا يلم شمل ثقافة النازحين عن عالم وقف متصديا في وجوههم ، فأرغمتهم الحاجة على الوقوف أمام باب ” المقهى” الذي يفرز تنافرا ما بين ثقافات عدَّة تلعب على أوتارها شخصيات تمثل دور لاعبي المسرح، مما دفع ” بخالد بن طوبال” إلى البحث عن أمكنة تلائم ذاكرته التي يطمح في كل مرَّة إلى السعي في إرضائها بالرغم من التنافر الحاصل بين الذات والواقع المادي للشخصية البطل الذي يقول في احدى المقاطع« فأمشي نحو الماضي مغمض العينين…أبحث عن المقاهي القديمة تلك التي كان لكل عالم أو وجيه مجلسه الخاص فيها، حيث كانت تعد القهوة على الوجاف الحجري وتقدم بالجزوة…ويخجل النادل أن يلاحقك بطلباته كان يكفيه شرف وجودك عنده»[14] علاقة الغريب عن الوطن جل ما يكتنز هذا القول ذلك بهروب “خالد” عن فضاء هش طمعا في البحث عن فضاء ممتلئ الثقافات بالرغم من النتيجة المرجوة التي تفقد هوية البطل الناظر في كل مرَّة إلى المكان الماضي الذي يملأ فجواته الجود والكرم عكس ما شاع اليوم العمل بحسب مصالح شخصية اصطدامًا ما بين الأسس التي كانت تحكم المجتمع والمبادئ التي أضحت عليها اليوم الملغية لصورة المقاهي القديمة مزيلة الستار عن وعي الروائية وكأنها عايشت التجربة عن أصولها لأن « المقهى القديم صفة الإجلال واللياقة»[15] هذا ما جعلنا ننظر إليه كفضاء مفتوح واسع مثقل بالذكريات التي ترصد ما آلت إليه مقاعد تملأها جثث أناس تداعب لعبة ورقية والشطرنج وغيرها من اللعب التي تحيل إلى الألعاب التي يمارسها الشعب على أرض الواقع. فأصبح المقهى مصدرا للفراغ تحكمه دخاخين السجائر وتميزه صور الاكتظاظ فجاء وعي الراوي مناقض لما في المقاهي. وهو ما ينشد وعي الروائية بحقيقة المكان الثقافي بعيدا عن النظر إلى ما يحيط به ذلك أن الوعي «بالتاريخ الفكري والثقافي لأية أمة من الأمم هو المقياس الأساسي، والأداة الفعَّالة لوزن وقياس مدى نهضتها ورقيها وتقدمها»[16] فإذا كانت الثقافة في هذا المثال تركز على ارتقاء الأمم، فإن الثقافة المكانية داخل الرواية تركز على رقي وعي الكاتبة وبلوغه المرحلة الأسمى من النضج.
لنصل في آخر تصوراتنا على الوعي الزمني للأماكن المفتوحة إلى نقاط نجمل أهمها فيما يلي:
- بروز تناقض واضح معتمد من طرف الروائية لإبراز الفروقات ما بين الأماكن الحيَوية والأماكن الساكنة.
- إعلان الروائية وكسرها للمألوف من الأمكنة التي عبَّرت طويلاً عن جانب واحد، ذلك من خلال إيرادها لأماكن مفتوحة من خلال رؤية الروائية ومغلقة نفسيا.
- ضرورة الوعي بالأمكنة يؤدي إلى ضرورة غربلة التثاقف فيما بين الأمم.
ثانيا: الأماكن المغلقة كصورة محصورة بين التقديس والتدنيس المؤدية إلى الخوف من الواقع:
1-السجن:
وهو من بين الأمكنة التي حلَّ بها سارد الرواية مرغمًا لا مخيرًا في أمره أين كُبِّلت حريته وأَطْمِسَت شخصيته الخارجية لا الداخلية ذلك أنه واعيا بحقيقة السجن كمكان محدود الحدود، بيد أنه يمثل الجانب المظلم من الحياة التي عاشها فلا يعطي حرية الانتقال سواءً بفكره أو بجسده «فإذا كان الانسان يقيم في البيت بمحض ارادته فهناك مكان آخر مغلق يقيم فيه مجبرا وهو السجن الذي يشكل عالمًا مناقضًا لعالم الحرية تُنقل إليه الشخصية مكهربة، تاركة وراءها فضاء الخارج إلى عالم مغلق هو الداخل المحدود فتنطوي على نفسها بعد ما كانت منفتحة على المجتمع »[17] سيرا على تلك المخالفات التي اعتدناها من قبل الروائية نجدها هنا تلجأ إلى ذكر السجن لتخلق فضاءً خارجيًا منافضًا لشخصية الراوي الداخلية، فبالرغم من تكبيل الحريات إلاّ أنها تفجرت فيه حرِّياتٌ خفية جعلت منه رجل الثورة، ذلك بإيقاظ الوعي الداخلي المتمسك بالمكان المغلق بالنسبة للمتلقي والمفتوح بالنسبة للملقي الذي رجع إلى ذاته كي يجول فيها كما يريد، مما يحيل إلى خروج الروائية عن المألوف في ترتيبها للاماكن المفتوحة والمغلقة اللذان تبادلا الأدوار كله في رموز ضمنية غير مرئية للقارئ، ويكفي في هذا الاطار الاشارة إلى ما قاله السارد: «…بينما وجد بعض السياسيين، في تلك الحماقة الاستعمارية، فرصة للتعارف، ووقتا كافيا للتشاور والتفكير في أمور الوطن…والتخطيط للمرحلة المقبلة»[18].
استنادا إلى هذا المثال يتحلى لنا عن وضوح تلك القيمة التي تسعى الكاتبة إلى تأكيدها وهي فكرة تنادي بأن الأماكن المغلقة في الرواية ما هي إلاّ أماكن الفضائل والرذائل المؤدية إلى الخوف من الواقع تارة ونجاة من الاستبداد تارة أخرى مما يلزم مصاحبة المكان للراوي الذي يمثل قلب الحدث لا حيزًا هامشيًا فتتوزع مشاعر الاقتراب من الخوف مقابل العيش من جديد، وهو تأكيد واضح يترجم تقنيات ” تيار الوعي” الخاضع لترجمة الأفكار في قالب لغوي يعكس تفكير المتكلم تقول ” فرجينيا وولف”: « إنه أسلوب التسلسل العفوي»[19]، فهو المصاحب للراوي في كل الأمكنة خاصة عندما تقترن بتقنية الاسترجاع محتضنا للآلام المصاحبة لذات الراوي المتخذة في ذلك أطر جعلته في كل مرة تلزم ذاكرته من بينها: التذكر المكاني المصاحب للألم والتذكر المكاني المقترن بالإبداع وكذا المُلْزَمْ بالتوتر والقلق لتتأرجح الذات بين عوالم مختلفة دالة على التنقل الذهني بين مستويات وعي النفس فتارة يضع المرسل مكانهُ في مستويات راقية وتارة يضعها في مستويات منحطة معبرًا عنها بنفسه مستخدما في ذلك ضمير “الأنا” ذلك أنه في حالة سرد الوعي الذي ينقل التجربة عن مُعَايِشِهَا دون وساطة يقول ” صلاح فضل”: «بأن تيار الوعي يجنح إلى إلغاء صورة الراوي في القصة واسناده بأكمله إلى احدى الشخصيات ليقدمها في أعمق مستوياتها الباطنية»[20] وهذا ما سعت ” أحلام مستغانمي” إلى تحقيقه ذلك بربط المكان مع نفسية الشخصية المتكلمة.
ثالثا:الأماكن المنْتُجة في قالب اللغة الشعرية:
- قسنطينة:
إذا كان الشاعر قديما يستلهم فنَّه من ربة الشعر وما تمليه عليه، فإن الروائي في إبداعه يستند إلى مكانه كواقع يُوَقِعُ على أدبيته ويبرز جماليته المتراكمة عن وقع التحام وعيه بالمكان المحيط به، ذلك أنه المَعْبَر الأساس الذي عَبَرت من خلاله ذاكرته الواعية بما يؤثث أرضيتها، فيلجأ إليها كي يُفجر طاقة أدبية تزيد في حِدَة وصفه للمكان باحتضانه لفضاء ” الحلم والخيال” الذي ينسج به عبقرية فضاء يشكل بالنسبة له العالم المثالي الذي يهرب إليه في حين ما تتجاوز الذكريات المؤلمة حدودها في التعامل مع الذاكرة . فيمتزج النثر مع الكلام الشعري ليشكل أجمل سطور تأسست على خاطرها رواية تكاد أن، تكتسب اسم “الشعر” فمن أبرز الفاعلين في هذا النوع من الكتابات ” أحلام مستغانمي” التي تخطت بعبقريتها للحدود المألوفة للرواية العربية فاتخذت المكان القسنطيني كفضاء شغل الحيز الأكبر من شعرية الكتابة بإزالتها للغطاء الذي يغطي جماليو قسنطينة تقول في هذا المقطع:
« وإذا بي أسكنها في غفلة من الزمن، وكأنني أسكن غرف ذاكرتي المغلقة من سنين
كيف حالك؟
يا شجرة توت تلبس الحدود وراثيا كل موسم
يا قسنطينة الأثواب
يا قسنطينة الحب…والأفراح والأحزان والأحباب، أجيبي أين تكونين الأن؟
ها هي ذي قسنطينة ….
باردة الأطراف والأقدام، محمومة الشفاه، مجنونة الأطوار»[21]
أرغم المكان الذات الساردة في هذا المقطع كي تخرج كل ما يدور بخلجاتها ليبدأ ” خالد” كلامه “بإذا ” الفجائية التي تحيل إلى فجائية الكلام الخاضع لذبذبات الوعي المتراكم عن وعي المرسل بالفضاء الذي شغل حيزا كبيرا منذ نشأته الأولى بمدينته الفاضلة. فخاطبها بالضمير الأنثوي الراجع إلى غرف الذاكرة القديمة التي ذهب عنها التفكير من سنين ذلك أن موت الذاكرة وإحيائها من خصائص الوعي الذاتي النفسي التي طغت عليها ها هنا النظرات السوداوية والتناقضات اللغوية التي تشير بدورها إلى وعي الملقي بأهمية المكان الذي رسخ في ذاته فتنصهر مواصفات هذا الفضاء في حيز العجائبية التي تخرج عن القالب المألوف للمكان وذلك كله كان مترسبا على شكل شعور لا يعي بالنسبة لكتاب رواية أصحاب تيار الوعي، ويتابع وصفه المدهش لنفس المدينة ولكن بقلم أسود لا يعرف إلا كتابة الآلام نتيجة لحضور تفكير الراوي في استحضار قوالب واصفة للمكان القسنطيني يقول: «دثريني قسنطينة… دثريني »[22] إذ تمثل في هذه المرة دور الأم الحنون الذي يحتضن الابن في حالة تخوفه من العالم الخارجي ولكن الأهم في هذا المقطع هو ذلك الوعي الفعّال في قوة الروائية على الدمج بين امرأتين في آ ن واحد ” قسنطينة وحياة” التي كانت تمثل تارة دور الأم ودور الحبيبة وتارة أخرى دور الابنة فمرر الراوي وعيه على هذه الأسطر بحدس وشعور لا متناهي الأطراف كانت فيه “حياة” القاسم المشترك بين جل الأحداث لينجذب القارئ إلى هذا التعبير جرَّاء ما يحمله من تنميقات لفظية لأنها الأساس في تفاعله وانغماسه في لذة القراءة «إن الكلام يتبين فضله وفصاحته بأن تذكر فيه الكلمة في تضاعيف الكلام كالدرة في سلك خرز»[23] ذلك أن « المكان هو الحدث الرئيس والبؤرة الوحيدة التي يتنفس من خلاله الشعراء فهوية الشاعر مرتبطة بمكانه، لذا فإن ارتباط الانسان بالمكان بائن وواضح في كل المجتمعات»[24] ولكي يبرز الروائي خصوصية كتابه يلجأ إلى الترميز والتشفير ذلك ليطبعها بسمة الخصوصية التي تفرده عن باقي الكتابات «فالمكان الشعري يشكل صورة المكان الآنفة، ويزيد في تعميقها….»[25] وهذا كل ما سعت الروائية إلى تحقيقه منذ البداية من أجل اعطاء بصمة واعية لا تخلو من الجماليات التي تبحث عنها الكتابة النسوية التي تخلد لذاكرة جمعية تجمع فيها ألامها وكأنها كتابة مطرزة بمكانها وزمانها ساعية نحو القارئ الحالم بالمتعة الجمالية التي تفتقدها الكثير من النصوص الروائية.
[1] – ينظر: حسن بحراوي، بنية الشكل الروائي، ط01 المركز الثقافي العربي –بيروت- 1990، ص 32-33.
* – الأماكن المفتوحة: هي «حيز مكاني خارجي لا تحده حدود ضيقة يشكل فضاءً أرحب وغالبا ما يكون لوحة طبيعية للهواء الطلق ». أوريدة عبود، المكان في القصة القصيرة الجزائرية النورية دراسة بنيوية لنفوس ثائرة، ص 51. نقلا عن: سمية بن صوشة ، بنية التشكيل المكاني في رواية ” مركب الأحرار” لنجيب الكيلاني، ص 19
** – الأماكن المغلقة: « تمثل غالبا الحيز الذي يحوي حدود امكانية تعزله عن العالم الخارجي، ويكون محيطه أضيق بكثير من المكان المفتوح، فقد تكون الاماكن الضيقة مرفوضة لأنها صعبة الولوج، وقد تكون مطلوبة لأنها تمثل الملجأ والماية التي يأوي إليها الانسان بعيدا عن صخب الحياة». أوريدة عبود، المكان في القصة القصيرة الجزائرية النورية دراسة بنيوية لنفوس ثائرة، ص 51. نقلا عن: م، ن، ص 25.
[2] – أحلام مستغانمي، ذاكرة الجسد، ص45
[3] – أحلام مستغانمي، ذاكرة الجسد، ص 54.
[4] – عبد الرحمان المصطاوي، ديوان اِمرؤ القيس، ط02، دار المعرفة- بيروت لبنان- 2004، ص 14.
[5] – غادة السمان، القبيلة تستجوب القتيلة، ط01، مطبعة دار الكتاب – بيروت- 1981، ص 24.
[6] – أحلام مستغانمي، ذاكرة الجسد، ص 370
[7] – م. ن، ص 228
[8] – غاستون باشلار، جماليات المكان، تر، غالب هالسة، ط02، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، 2006، ص 39. نقلا عن: معجب العدواني، تشكيل المكان وضلال العتبات، ص 39
[9] – أحلام مستغانمي، م، س، ص 333-342
[10] – ديوان ابن الرومي ص 766تح: حسين نصار، ط/، 1941، دار الكتب العلمية. نقلا عن: منصور بن فازع بن أحمد ال ناصر القرني، آبها في الشعر السعودي المعاصر دراسة موضوعية فنية رسالة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في اللغة العربية وآدابها، جامعة أم القرى، السعودية، 2005، ص 13.
[11] – عز الدين اسماعيل، التفسير النفسي للأدب، ط 04، مكتبة غريب – القاهرة- د ت، ص 23.
[12] – مجلة الأصالة، ع 65-66، ص 74. نقلا عن: محمد بشكل، الانتاج المعرفي لمدينة قسنطينة ما بعد دولة الموحدين معالمه وأعلامه، ط خاصة، دار كردادة للنشر والتوزيع، الجزائر، 2015، مجلد02، ص 401
[13] – أحلام مستغانمي، ذاكرة الجسد، ص 57.
[14] – أحلام مستغانمي، ذاكرة الجسد، ص 311
[15] – صالح مفقودة، قسنطينة والبعد الحضاري للمكان في رواية ذاكرة الجسد لأحلام مستغانمي، ص 247. نقلا عن: فلة قارة وليندة لكحل، بناء الشخصية والمكان في رواية ذاكرة الجسد لأحلام مستغانمي، مذكرة معدة لاستكمال متطلبات نيل شهادة الماجستير، جامعة منتوري قسنطينة، 2011، ص 87
[16] – يحي بوعزيز، أعلام الفكر والثقافة في الجزائر المحروسة، ط01، دار الغرب الإسلامي، 1995، ج1 ،ص07 .
[17] – الشريف حبيلة، بنية الخطاب الروائي ( دراسة في روايات نجيب الكيلاني)، ص222. نقلا عن: فلة قارة وليندة لكحل، بناء الشخصية والمكان في رواية ذاكرة الجسد لأحلام مستغانمي، ص 72
[18] – أحلام مستغانمي، ذاكرة الجسد، ص 29
[19] – مصطفى عطية جمعة، تيار الوعي رؤية نفسية زمانية مكانية، منتديات القصة العربية، http// :www.arabiacstory.net/Forum 08:29 18/05/2017
[20] – أمل فؤاد عبيد، تيار الوعي: دراسة نقدية تحليلية لرواية الخباء للكاتبة ميرال الطحاوي، الحوار المتمدن، http://www.ahewar.org/debat/Sho، قراءات في عالم الكتب والمطبوعات، العدد 1771، 08:31، 18/05/2017
[21] – أحلام مستغانمي، ذاكرة الجسد، ص 13 -14
[22] – م. ن، ص 56
[23] – عبد الكريم الخطيب، اعجاز القرآن في دراسة كاشفة لخصائص البلاغة العربية ومعاييرها، ج01، ط01، دار الفكر العربي –القاهرة-1964، ص 186. نقلا عن: مصطفى محمد زكي الدباغ، وجوه من الاعجاز القرآني، ط01، مكتبة –الأردن- 1986، ص 18.
[24] – بدر نايف الرشيدي، الفنية في شعر أحمد السقاف، رسالة مقدمة لكلية الآداب والعلوم استكمالا لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في اللغة العربية، جامعة الشرق الأوسط، 2011-2012، ص 36.
[25] – م. ن، ص 40.
[26]– Vocabulaire des études sémiotiques et sémiologiques, Sous la direction de Driss Ablali et de Dominique Ducard, Ed. Honoré Champion, Paris, 2009, p.43.
[27] – يمكن في هذا الصدد الاطلاع على كتاب سعيد يقطين ” السرديات والتحليل السردي”( ص130-131) وعلى المقال القيم للباحث cavazza المعنون ب: «Narratologie et Sémantique : pour une refondation interprétative»
[28] – Rastier François. Situation du récit dans une typologie des discours. In: L’Homme, 1971, tome 11 n°1. pp. 68-82. P.68.
URL : www.persee.fr/doc/hom_0439-4216_1971_num_11_1_367154
[29] – C.Levis-Strauss, Anthropologie structurale deux, Ed. Plon, 1973, p.159
[30]– François Rastier, sens et textualité, Ed. Hachette, Paris, 1989, P.198
[31]– Groupe d’Entrevernes, Analyse sémiotique des textes, Ed Presses universitaires de Lyon, 1979, p.13.
[32] – Rastier (François), Sémantique Inteprétative, Presses Universitaires de France, Paris, 2009,p.219.
[33] – Greimas (AJ), Courtes (J), Sémiotique dictionnaire raisonné de la théorie du langage, Ed Hachette, Paris, T1 1979, p.157.
[34] – François Rastier, Sens et textualité, op.cit, p.69.
[35] – Ibid, p.70.
– راستيي (فرانسوا)، فنون النص وعلومه، ترجمة ادريس خطاب، دار توبقال للنشر،ط1، الدار البيضاء، 2010، ص233.[36]
[37]– عبد الرحيم جيران، سراب النظرية، دار الكتاب الجديد المتحدة، ط1، بيروت، 2013، ص89.
[38] – François rastier, Sémantique interpretative, op.cit, p.216-217.
[39] – Ibid, p.219.
[40] -Ibid, p.87.
[41]– François rastier, Sémantique interpretative, op.cit, p.218.
– عبد الرحيم جيران، سراب النظرية، ص93. [42]
[43] – Greimas (A.J), Sémantique structurale, Ed. Pressses Universitaires de France, Paris, 1986, p.69.
[44]-Greimas, De la figurativité, Actes sémiotiques,VI ,26, pp. 48-52, 1983, p.50.
[45] – François Rastier, Sémantique Inteprétative, op.cit, p.90.
[46] – Ibid, p.90
[47] – Ibid, p.218.
[48] – François rastier, Sémantique interpretative, op.cit, p.220.
– عبد اللطيف محفوظ، المعنى وفرضيات الإنتاج-مقاربة سيميائية في روايات نجيب محفوظ، منشورات الاختلاف، ط1، الجزائر،2008، ص104.[49]
[50] – Greimas, Sémantique structurale, op.cit, p.7.
[51] – Ibid, p.6.
[52] – Ibid, p.7.
[53] – François Rastier, Sens et textualité, op.cit, p.70.
[54] – François Rastier, Sémantique Inteprétative, op.cit, p.219.
[55] – François rastier, Sémantique interpretative, op.cit, p.121.
[56]– Ibid, p.125.
[57] – Ibid, p.126.
[58] – Ibid, p.92.
[59] – François Rastier, Sémantique et recherches cognitives, Presses Universitaires de France, 1ED, Paris, 1991, p.248.
[60] – RASTIER, François. De la signification au sens. Pour une sémiotique sans ontologie. Texto ! juin-sept. 2003,p.5. [en ligne]. Disponible sur : <http://www.revue-texto.net/Inedits/Rastier/Rastier_Semiotique-ontologie.html>. (Consultée le 20/07/2017)
[61] – François Rastier, Sémantique Inteprétative, op.cit, p.44.
– مبارك حنون، دروس في السيميائيات، دار توبقال للنشر،ط1، الدار البيضاء، 1987، ص35.[62]
[63] – El Mostafa Chadli, Sémiotique, vers une nouvelle semantique du texte -problématique, enjeux et perspectives théoriques, op.cit, p.105.
– نتفادى هنا التوسع في دراسة مفهوم التناص وأي رصد لحدوده وتطوره التاريخي ومجالات أجرأته في مختلف الاتجاهات النقدية الحديثة.[64]
– سعيد يقطين، انفتاح النص الروائي: النص والسياق، المركز الثقافي العربي، ط2، الدار البيضاء-بيروت، 2001، ص93. [65]
[66] – François Rastier, La sémantique interprétative, op.cit, p.3.
[67]– Fançois Rastier, sens et textualité, op.cit, p.30.
[68] – Rastier (François) (2014) «Action et récit», [En ligne], Volume XIX – n°3 (2014), Coordonné par François Laurent, p.11. URL : http://www.revuetexto.net/index.php?id=3579.
[69] – Ibid, p.12.
[70]– François Rastier , op.cit, p.69.
[71]– سعيد يقطين، السرديات والتحليل السردي-الشكل والدلالة، المركز الثقافي العربي، ط1، الدار البيضاء-بيروت، 2012، ص132.
[72]– François Rastier, Action et récit, op.cit, p.12-13.
[73]– بول ريكور، نظرية التأويل-الخطاب وفائض المعنى، ت. سعيد الغانمي، المركز الثقافي العربي،ط2، الدار البيضاء،2006، ص136.