
التاريخ و التخييل في رواية ” الكائن الظل” لإسماعيل فهد إسماعيل
أ.هشام بن سعدة ـ جامعة أبو بكر بلقايد تلمسان – الجزائر
مقال نشر في :مجلة جيل الدراسات الأدبية والفكرية العدد 37 الصفحة 143.
الملخص:ينبثق طموح هذه الورقة البحثية، من التحول البنيوي الذي عرفته الرواية العربية عبر مسارها التجريبي الهادف إلى التأصيل. خصوصًا عندما توجهت إلى البحث عن أشكال تراثية شديدة الخصوصية، أعطت للرواية العربية نفسًا جديدًا، عبر مساءلة الذات من خلال مساءلة الماضي، والوقوف عند الهوية الخاصة، في مضامين السرد الشفهي والحوليات التاريخية العربية. ونحن إذ اخترنا رواية ” الكائن الظل ” لإسماعيل فهد إسماعيل، فلأنه يشكل علامة متميزة ومفارقة لنمط الكتابة الكويتية، عبر متنها المجسد لهذه الخصوصية والمتغيرات الحاصلة على مستوى النص السردي، وهي فرصة بالنسبة لي، للبحث في ملامح هذه البنيات وطريقة حضورها واشتغالها في النص الروائي، لننتقل بعدها إلى استجلاء الإضافات التي قدمها التخييل إلى تلك البنيات التراثية.
الكلمات المفتاحية:
السرد _ التاريخ _ التخييل _ الرواية _ الكائن الظل _ النقد
مدخل:
نعلم أن كل رواية تشتغل على أفق معرفي، يطرح أسئلة جديدة، ويناقش قضايا بمختلف المرجعيات، تكون هي العنصر المحدد لخلفية النص ومقاصده وعلاقته بصوغ رؤية للعالم، وفي سياق البحث عن جديد الرواية العربية وتحولاتها التي تكرست بعد فجيعة1967،كانت الحاجة إلى خطاب مختلف، حيث “واقع المجتمعات العربية مسرح سريع الحركة، منذ مستهل القرن العشرين (…)؛فالواقع ممتد لا ينتهي عند حد، ومن ثمّ فالواقعية تعني البحث عن أشكال جديدة، تختلق من تحولات الناس التي لا ضفاف لها “[1].وبالتالي فان النص الأدبي، يطرح إشكاليات متعددة على مستويات مختلفة، يتداخل فيها الذاتي بالموضوعي،كما يتداخل فيها الواقع بالمتخيل.
وما رواية ” الكائن الظل” للروائي الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل التي نسعى لفتح أفق جمالها السردي إلاّ نموذج من أشكال التجريب في الرواية العربية، التي تستند على المادة التاريخية؛ لتدفع بها إلى القول ما لا يستطيع التاريخ قوله، وفق تركيب فني، يحمل شحنات إيديولوجية تميل إلى النقد الواقعي، ليس فقط نقد التاريخ المنتهي و إنّما التاريخ المنسي، و هذا بالفعل ما أثاره الروائي.فحين نتجاوز العتبات الأولى للرواية، تستوقفنا إشارة المؤلف التي تحتل صفحة كاملة، يحدد فيها ما استعان به من مراجع:
” نادرا ما يجد كاتب رواية ما نفسه ملزمًا بذكر مراجع، استعان بها لكتابة نصه …إضافة إلى مراجع تراثية وردت في السياق استلزم حضور مرجعين عصريين أساسيين:
أولهما: (حكاية الشطار والعيارين في التراث العربي ) للدكتور محمد رجب النجار.
ثانيهما: ( أشعار اللصوص وأخبارهم ) للأستاذ عبد المعين الملوحي. “[2].
يتضح من خلال هذه المصادر التاريخية أن “إسماعيل فهد إسماعيل” وهو يثير إحدى فترات التاريخ العربي، يعمل على إعادة إنتاج المعطيات المتوفرة لديه؛ ليتسنى له إبداع صورة فنية متكاملة، إنها رحلة مليئة بالقدرة الفائقة على التخييل، تعكس قوة الكاتب على الولوج إلى الزمن القديم، الذي لاتزال أحداثه تنبض بيننا، والتي أفصح السارد عن بعضها في حواره مع لص بغداد الظريف الشريف حمدون بن حمدي الذي كان واحداً من رؤساء اللصوص المشهورين في القرن الرابع الهجري.
وهنا يطرح السؤال الآتي: كيف يلتقي السارد باللص الشريف؟ربما كان اللقاء من قبيل أحلام اليقظة أو ومضات اللاوعي أو مجرد حدث فانتاستيكي ( فانتازي) في السرد. المهم أنه لقاء منطقي مبرر، فالسارد مشغول برسالته عن اللصوص العرب حتى درجة الوسواس القهري، تحيط به المراجع ذات الصلة، ولا مكان في غرفته إلا للأوراق والكتب وموضع نومه.
” لحظتها هبت ريح محايدة، لا هي باردة ولا ساخنة، أحسستها تلامس وجهي، لم تتطاير أوراقي من على سطح مكتبي، لكن الريح – وقد لاحظتها – أخذت تدور – حلزونيًا – داخل غرفتي.
- كيف ؟ !
- ذهولي يغالبه جزعي عندما تجسد أمامي.
- من أنت؟ “[3].
في هذه المقطوعة تبدأ الرواية باجتياز العتبة، ولاستدراج المتلقي تؤكد على أن ما يقال سيكون حقيقيًا و خلاصًا من محنة الهامش و الرفوف؛ كي تصحح الوقائع و تفشي السر الذي ليس إلا الحكاية ذاتها، بين السارد الشاهد و السارد الباحث.ولا تبدأ الرواية الحكاية إلاّ بعد الاستحقاق الذي أعطاه إياه الزمن.
” جئت من اللامكان .. من أي مكان ..
لم تراودني فكرة مقاطعته. التفت إلى طاولتي. أصبعه يشير تجاه المراجع الأساسية لبحثي.
- أنا موجود هنا .. و هنا .. وهنا.
التقطت عيناه عناوين كتبي :
تجارب الأمم لابن مسكويه، مروج الذهب للمسعودي، الحضارة الإسلامية لآدم ميتز.
أحاط بحركة إصبعه رفوف مكتبتي.
تابع:
- .. الطبري .. ابن الأثير .. الثعالبي .. الصولى .. عشرات .. مئات من كتبك هذه .
أضاف مستدركا:
- .. عدا السير و الملاحم و حكايات الشطار و العيارين، وقصص ماتزال تتداولها العامة منذ ما يربو على ألف عام.”[4]
إن اعتماد السرد التاريخي على الشفافية والمباشرة واعتماد الروائي على المادة التراثية التي ينضاف إليها التخييل، تعطي للرواية العربية نفساً جديدًا، و أفاقًا مغايرة. ظهرت نتيجة هذه العوامل و أخرى مجموعة من الأسماء، راهنت على الكتابة التراثية؛ فاختلفت طرق التفاعل مع التراث و الانفتاح على نصوصه ما بين المحاكات، والتحويل و التضمين و الاستيعاب، و النقل. انطلاقًا من هذه الدوافع، حاولت الوقوف عند ملامح هذه البنيات لأبين طريقة حضورها وكيفية اشتغالها في النص.
- 1 – 1– الهوية و التخييل:
لقد ظلت مسألة الهوية في الرواية العربية إحدى الاهتمامات الكبرى التي اشتغلت عليها الكثير من الأقلام العربية، و يأتي الروائي إسماعيل فهد إسماعيل ضمن روادها، في استكشاف أساليب سردية جديدة تحقق عروبة الرواية العربية بما تستند إليه من مخزون السرد الشفهي و الحوليات التاريخية العربية؛ليتبلور كل هذا عبر تساؤلات محرقة من قبيل: من أنا؟ و إلى أي ثقافة أنتمي؟ من هنا اشتغل الروائي على الخصوصية الثقافية التي منحتها البيئة بتنوعها.
لقد عبّرت الهوية عن علاقة الذات بالآخر بالرغم من الحيّز المكاني الذي يشغله كل واحد منهما، لكن المتتبع لرواية إسماعيل فهد إسماعيل يلحظ جوانب أخرى لا تقل أهمية، حيث تسقط الحدود بين الأزمنة ويتسع النص الروائي ليشمل نصوصا متعددة يختلط فيها الواقع بالخيال، و يتحول الواقع و الزمن و التاريخ إلى مفاهيم جدلية مشكوك فيها، سواء تحدثنا عن كتابة السارد الباحث لرسالته الجامعية أو كتابة التواريخ و التراجم ذات الصلة ب”ابن حمدى” أو باللصوص عامة.
و لإبراز هذه الطاقة الإغرائية، تتحدث كينان (S.R. Kenan)في كتابها )التخييل الحكائي، البويطيقا المعاصرة (إلى القول بأن ” المتخيل يأخذ معاني كثيرة و يمكن أن ندخل فيه ما يحكيه شعب عن آخر، و الإشاعات و التعليقات الصحفية… و إن كانت أقل تخيّلا مما نجدهُ في الرواية و القصة القصيرة، و الشعر السردي…”[5] و تحدد -كينان– التخييل الحكائي انطلاقا من الجوانب الثلاث التالية:
- 1- الأحداث(القصة).
- 2- تمثيلها اللّفظي(الخطاب الشفهي ، و المكتوب).
- 3- الفعل القولي أو السردي (النص،السرد)[6].
فالمتخيل يتموقع في المادة الحكائية أو الخطابية كمدرك ذهني نلتقطه من الواقع في تجلياته، أما المستوى الثاني من التمظهر هو النص أو الخطاب. لأنّ ” النص الأدبي يتكون من مجموعة من العلامات (الرّموز اللّغوية) تنتظمها بنية فنية، وذلك للتعبير عن واقع معين”[7]، إن الحكاية –القصّة- وفق هذا الفهم تصبح عبارة عن مؤوّل دينامي للدليل التفكيري –تصور شيئًاما- حالما، تستقرّ في الذهن، تتحول إلى حبكة أو (سردية) بفعل إخضاعها لقواعد الجنس (الرواية).
رواية “الكائن الظل” رواية تاريخية شارحة لأنها – إضافة إلى كل ماسبق – تستخدم شاهد عيان مشاركًا في أحداث تاريخية لعرض و انتهاك المعالجات التاريخية لهذه الأحداث، حيث يتحول المتكلم في النص من سارد إلى مسرود له و يتحول ” ابن حمدى” من سارد إلى مسرود عنه.
” حرصت على سلامة نطقي و أنا أقرأ.
ألم ترني بعت الضلالة بالهدى و أصبحت في جيش ابن عفان غازيًا.
قال دون انفعال:
- نحن مختلفان حول صياغة صدر البيت!
لم أعرف أحبس انفعالي .
- بل إنك غيرت معناه إلى ضده.
نم فمه ابتسامة هادئة.
- أنا قرأت غيبًا و أنت عن كتاب.
حاججته : أي القراءتين أقرب إلى الصواب؟!
أغفل إجابة سؤالي و قال: غالبية شعراء العربية كانوا جوالين، يلقون قصائدهم هنا و هناك وينصرفون، وعلى سامعيهم أن يحفظوا شعرهم.
تشتت تركيزي مني
- مالذي تعنيه؟!”[8].
إن التاريخ الذي تستحضره رواية “الكائن الظل”على لسان ” ابن حمدى ” هو تاريخ المهمشين، من قبيل المسكوت عنه في التراث العربي؛لتثير من خلاله الشكوك حول مصداقية المتن و تجاوزات الصفوة، و من ثمّ تخييل هذا الواقع لتسد فجواته، لا أن تنقله كما هو بطبيعة الحال، بل لتفتح أفق القراءة و التأويل من أجل دحض المسلمات .
يؤسس الروائي الكويتي “إسماعيل فهد إسماعيل” في روايته (الكائن الظل) كما في باقي نصوصه، إضاءات و تشكيلات مختلفة، لحكي انتقادي، و رؤية جمالية تجعله واحدًا من جيل الروائيين و المثقفين الذين ارتبطوا ارتباطًا وثيقًا بالهوية العربية، كما وجد في الرواية وسيلة في التعبير عن الرأي. و لما كانت مهمة الروائي ليست نقل الوقائع كما هي، لجأ إلى التخييل كمكون جمالي، ترتكز عليه الرواية؛ لتتجاوز ذلك الواقع و تعيد صياغته بطريقة فنية.
إنه نص يمتح مضامينه من معين التراث على مستوى الموضوع ( الذي استلهمه من مصادر و مدونات تاريخية يعالج حياة شخصية تاريخية حقيقية معطرة بمنطق التخييل الروائي) وعلى مستوى الأفعال و الأساليب اللغوية ومحكيات التراث و مجتزءات المصادر التاريخية، حيث تحفل رواية “الكائن الظل” بنصوص سردية تتضمن مشاهد من عصر “ابن حمدى” الذي يعود منا إلى القرن الرابع الهجري كما يوضحه المشهد الذي يجمع بين “ابن حمدى” و “شيرزاد”.
” انفرجت شفتاه بابتسامة واهنة مع استطراده:
- كان ابن شيرزاد عاجزاً عن تحصيل مثل ذلك أو أقل من كبار التجار و أغنياء الملاك .
- أفهم من هذا..
تعجلت استنتجت:
- هو بصدد طلب مشورتك أو مساعدتك !
- سبق لك ذلك.
أجابني. أضاف : حيث أبرمنا اتفاقاً بأن أضمن جباية الضرائب من الموسرين لقاء حصة معلومة قدرها خمسة عشر ألف دينار ذهبياً. أدفعها له عند نهاية كل شهر.
هل ذهلت أمام الرقم؟!
- مبلغ فلكي .. إذا أخذنا عصركم بعين الاعتبار!!
- في حقيقة الأمر ..
صوته يؤكد اعتزازه. تابع:
- حصيلة الجهد الشهري لرجالي مجتمعين لم تنقص عن أربعة أضعاف المبلغ المنصوص عليه.
- لم أحبس ملاحظتي: منتهى الظلم !!
- أو العكس, قال ضاحكا, وضح :
- الحصيلة كما كنت أحصيها.. واحدة لابن شيرزاد. الثانية لنا, أتباعي و أنا.. وما بقي من نصيب فقراء عامة بغداد.”[9]
إن المشهد الروائي لهذه المقطوعة السردية لا يتناقض مع الحقيقة التاريخية، إن هو أحسن توظيفها، لأن هناك فرقا كبيرا بين السرد التاريخي و السرد الروائي فإذا كان الأول تتحكم فيه الوثائق المحددة زمنيا، فان الثاني يتحكم فيه الخيال، الأمر الذي يدفعه إلى التصرف في الكثير من الأحداث وفق ما يتلاءم مع شخصياته التاريخية والمتخيلة و ما تفرضه سلطة الزمن و المكان، من ذلك التشابه الواضح بين حكاية “ابن حمدى” في الكائن الظل و في حكاية الشطار و العيارين في التراث العربي لمحمد رجب النجار خصوصًا فيما يتصل بعلاقته مع “شيرزاد” التي بدأت بتواطؤ هذا الأخير مع “ابن حمدى” في مقابل خمسة عشر ألف دينار كل شهر ثمّ “تواطؤ شيرزاد مع التجار و الأعيان على حساب ابن حمدى الذي اعتقل غدراً ثم قتل توسيطاً”[10] .
إن العودة إلى التاريخ لا تكون من أجل تثمينه، أو اتخاذه لحظة، يخلد إليها الكاتب الضمني كبديل للحاضر و الراهن. التاريخ في النص لحظة تأمل في زمن قد يتكرر بانكساراته و أوهامه و ضعفه، و يأتي التخييل ليمنح المادة التاريخية الاستمرار والتجدد، بدل السقوط في المحاكات ” فالخيال نفسه عمل من أعمال الذاكرة، و إنّ قدرتنا على التخييل، ليست سوى قدرتنا على تذكر ما مررنا به من قبل و تطبيقه على موقف مختلف، فالخيال هو الوجه الآخر من الذاكرة سواء في حفظ الصّور و تنظيمها أو إعادة تركيبها و ابتكارها”[11].
و الرواية التي بين أيدينا تمثل ذلك؛ لأن ” السرد الروائي عندما يصوغ حكاية تاريخية بطريقة ناجحة لا يختزل التاريخ، و لكنه يكشف مهملاته و منسياته، وأحيانًا يبدد بعض شكوكه، وأحيانا يسقط في المحظور التاريخي، و يخرج التخييل عن معقوليته التي تحرف الوقائع و الأحداث التاريخية”[12] و هنا تبرز أهمية التخييل في تشكيل بنية الخطاب الروائي الذي ينشد المتعة الفنية والمعرفة التاريخية.
- 1 – 2 – التاريخ و سرد الهوية:
إن الأعمال الروائية و السردية -بوجه عام-لا تتناقض مع الحقيقة التاريخية، إن هي أحسنت توظيفها، لأن هناك فرقًا كبيرًا بين السرد التاريخي و السرد الروائي فإذا كان الأول تتحكم فيه الوثائق المحددة زمنيًا، فإن الثاني يتحكم فيه الخيال، ومن اليسير أن نتوقف عند دلالة استحضار لص بغداد الشريف, ودلالة تكرار الحديث عن أخلاقيات اللصوص واحترامهم حقوق الجار، و أن نسقط هذا على الواقع العربي المعاصر، فيما يتصل بالكويت و بغداد تحديدًا. مقاربة مشروعة و تفسير محتمل، لكن ليس هذا هو كل ما في الرواية كما أنه ليس تفسيراً نهائيًا.
إن قراءة التاريخ ثمّ تفسيره لاستحضاره فيما بعد، قد تكون من إحدى نتائجه الكبرى، أن يفتح لنا الإمكانيات المنسية و الاحتمالات المجهضة التي استقيناها من إعادة تأويلنا للماضي لبناء توقعاتنا المتعلقة بالمستقبل، فمن وظائف التاريخ أن “يعيدنا رجوعًا إلى تلك اللحظات من الماضي،حيث لم يكن المستقبل قد تقرر بعد، و حيث كان الماضي نفسه فضاء تجربة مفتوحة على أفق توقع ما”[13].
ولعل الفكرة ذاتها هي التي استحوذت على اهتمام الروائي “إسماعيل فهد إسماعيل” لتتبلور كمنجز إبداعي ممثلًا في روايته ” الكائن الظل” التي تؤرخ لمرحلة تاريخية، تكاد تكون شبه منسية في تراثنا العربي، الذي مازال يحتاج إلى التنقيب؛ليستلهم منها الكاتب مادته التاريخية بما يسمح بنمو السرد وتطوره عبر أشكال و بناءات تصويرية شديدة الخصوصية تغذي التخييل وتقدح زناده.
إن تكليف السارد الشاهد “حمدون ابن حمدى” بهذه المهمة، لم يأت اعتباطًا في رواية تثير أحداثًا تاريخيةً، شهدها القرن الرابع الهجري، خصوصًا أمام تنامي الشخصيات التاريخية في طليعتهم:” الأمين و المأمون” ابني هارون الرشيد, ومعن بن زائدة، ومالك بن ريب، وشيرزاد…بما أضفى عليها من صدق تاريخي لتقديم الدعم المعنوي للشخصية البطلة، مضيفًا إليها شخصيات متخيلة،تساعده في تأثيث المكان واستعادة الأزمنة الراحلة لشخصياته الحقيقية و المتخيلة .
وبغض النظر عن درجة التزام الروائي بتقديم وصف دقيق للمرحلة التاريخية التي يتخذها موضوعًا له، والمكان الذي تسعى فيه شخصياته الروائية، يصبح الصدق التاريخي في الرواية هو كلام الشخصية الروائية التي تسرد أحداث التاريخ، إما بوصفها سارد محيط بالأحداث التي اطّلع عليها في الحوليات التاريخية، و إما بوصفها شخصيات فاعلة، ساهمت في صناعته: لص ذكي ذو حضور طاغ، يأتي من القرن الرابع الهجري، و يقيم حواراً مع باحث ينتمي إلى نهاية القرن العشرين، هي مطابقة رمزية بين واقع معاصر و واقع تاريخي،” و الصدق التاريخي عند سكوت هو صدق أو أصالة النفسية التاريخية لشخوصه، الحضور الأصيل ( المكاني و الآني) لدوافعهم الداخلية و سلوكهم تجاه الأحداث”[14]. من ذلك تقاطع الرواية مع الاقتباس الذي ورد في حيل اللصوص للجاحظ :
” اللص النجيب لا يقتل إلا إذا تحقق أنه ميت لا محالة، وعليه _ إن وقع المحذور _ أن ينأى نافضاً يده من الصفة مخافة المطالبة.. و اللصوص _ في الحضر و السفر .. كما هو مثبت_ خمسة أصناف: المحتال _ صاحب ليل _ صاحب طريق _النباش _ الخناق . ولو أخذناالمحتال .. هو الذي لا يعمل إلا بإعمال عقله و ابتداع وسائل تتوالد عن وسائل يقنع بها ضحيته كي ينال بغيته . وهو إلى جانب فطنته و ذكائه يكون لطيف المعشر دمثا حلو اللسان، سرعان ما يوفق لاكتساب ثقة من حوله و اطمئنانه إليه، وهو أبعد مايكون عن اقتراف الأذى الجسدي بغرمائه .. “[15].
تمعن الرواية في هذه الاقتباسات وغيرها،في حرص السارد الشاهد على تقديم مشهد صادق لوقائع الحادثة التاريخية من خلال مدونة ” عثمان الخياط شيخ اللصوص و واضع إيديولوجيتهم ” التي أشار إليها ” ابن حمدي” في حواره؛ حيث تتبدى اللصوصية بوصفها صنعة أو مهنة لها تقاليدها، لكنه في الوقت نفسه يذكر كذلك القصص و الوقائع الدالة على نبلهم و شهامتهم،حتى ينمي إحساس المتلقي بمباشرة التجربة و مصداقيتها،كما يستخدمها السارد في التوسط بين القارئ و السرد لضمان فهم الرسالة اللغوية على وجهها المقصود.
-1- 3 – استحضار التاريخ في رواية “الكائن الظل”:
إن تمثل السرد الروائي للتاريخ عند ” إسماعيل فهد إسماعيل ” يدفعنا إلى البحث داخل النص الروائي لا خارجه عن دلالات ذلك، وعن الأسباب التي دفعت بالكاتب إلى اختيار حقبة تاريخية بعينها، واستدعائها في الظرف الراهن؛ فلعل ذلك يعكس رؤية، يحاول الروائي من خلالها إسقاط الماضي على الحاضر، للاستفادة من تجارب أسلافنا في انكساراتهم وانتصاراتهم، أو قد تكون ملاذًا، يلجأ إليه من وطأة الواقع المر، تأشيرة العبور إليه التخييل الفني.
يستحضر “إسماعيل فهد اسماعيل” التاريخ بمعانيه الثلاثة التي حددها ( انظر بيير باربيريس ” الأمير و التاجر le prince et le marchand” [16](pierre berberisكما يلي:
1- التاريخ: هو واقع و مسار و سيرورة تاريخية، يمكن معرفتها بصورة موضوعية:(مشاهد من القرن الرابع الهجري في عدد من الأمصار الإسلامية).
2- الخطاب التاريخي: هو خطاب يقدم تأويلا إيعازيا وتعليميا متعمدا للواقع والسيرورة التاريخيين:( تعليقات ومناقشات نصية شارحة على مصادر تاريخية، تناولت القرن الرابع الهجري و عالم اللصوص و سيرة ابن حمدى).
3- الحكاية: هي قصة و موضوعات منظمة بحيث تعطي تأويلا آخر _ خارجاً عن الأيديولوجيا و المشروع الاجتماعي السياسي الواضح _ للسيرورة و الواقع التاريخيين ذاتهما، في علاقتهما مع الذات الحية المفكرة و الكاتبة، و أيضًا مع الجمهور الذي سيأتي. إن الحكاية، و الحكايات- غالبًا – ما تخالف خطاب التاريخ الذي يعاصرها؛ فتتنبأ في معظم الأحيان بالتنظيمات Systematisationsالتاريخية التي ستأتي، فللحكاية – إذن- قدرة على التوقع؛ حيث تعطي تصورًا أدق عن الخطاب التاريخي:
( تاريخ الأزمات في فترات الازدهار، هذا الإيقاع الذي لا يقوله إلا الأدب).
إن عملية استحضار التاريخ تستدعي وعيًا كبيرًا من طرف الكاتب بالماضي و الحاضر و بشروط الكتابة أيضًا، و كلما تمكن من إحكام ذلك استطاع أن يتواصل مع الملتقي، الذي يتابع الأحداث التاريخية بتفاصيلها. وسنحاول إيضاح الطرق التي اعتمدها الكاتب في توظيف هذه الأحداث و إخراجها إخراجًا فنيًا؛ ليعيشها المعاصرون بوصفها تاريخهم السابق بالذات.
أولا : نجد إسماعيل فهد اسماعيل يستدعي الحدث التاريخي باتباع تقنية الاسترجاع، فكلما تقدمنا فـي القراءة يتبين أن ما يحكى إنما هو مسبوق بقصة أخرى تنتمي إلى الماضي، و إذا بالسرد يتناوب فيه الحاضر و الماضي، يقول السارد الباحث ” استدعى ابن حمدي انتباهي إليه. استطرد:
- .. كتبة تاريخ عصرنا ذاك أفادوا ..
نغمة صوته ليست حيادية تمامًا، تابع:
- .. نما خبر واقعة سرور و معن بن زائدة لأسماع الخليفة هارون الرشيد، فمنحهما الأمان، وأرسل من يطلبهما إليه، كي يرد اعتبارهما، ويسبغ عليهما عطاياه.
- و أنت ..
مهدت لسؤالي بعدما تملكني فضول. أفضيت:
- .. بماذا تفيذ؟!
- فيما يخص معن بن زائدة .. لا أجزم.
قالها و صمت. فلا أملك إلا أن أستحثه:
- فيما يخص سرور؟!
- عنى باختيار كلماته:
- اللصوصية _ بعيداً عن زمانكم _ قرين للحرية “[17].
من هنا تصبح لعبة السرد متأرجحة بين زمنين متباعدين حيث يختص كل واحد منهما بأحداثه الخاصة؛ لتتحول في النهاية إلى قصة واحدة، تنسجم فيها المعلومة التاريخية ضمن المشهد السردي؛ ليبقى بعدها التفاعل والتواصل بين الشخصيات ميدانًا لمواقف إيديولوجية متغلغلة في نسيج النص، ترفض إسقاط قيم ومعايير الحاضر على الماضي، ويتجلى ذلك في الحوار وإبداء المواقف بين السارد الشاهد و السارد الباحث تجاه اللصوص العرب في القرن الرابع الهجري.
” – الأمر الفصل .. ميثاق الشرف
خطر لي أن أتدخل:
- شرف اللصوص!
عدل صياغتي:
- شرف الصناعة “[18].
ثانيا: يقدم الكاتب المعلومة التاريخية عبر الشخصيات التاريخية التي ساهمت في صناعة تلك الأحداث” حتى انتصرت فنيًا و واقعيًا، حين تحقق على أرض الواقع كل ما كانت هذه النماذج تتوقعه؛الشيء الذي دفعنا إلى الاقتناع، بل و الإعجاب بشخصيات تاريخية”[19]من ذلك حديث ” ابن حمدي ” عن كتاب “حيل اللصوص” للعلامة الجاحظ، حيث يقول: “يعتبر هذا الكتاب لدى عامة اللصوص و خاصتهم مرجعاً دستورياً لا غنى عنه “،” لن تجد لصاً محترفاً لا يحتفظ بنسخة له، يحرص عليها مثل حرصه على كرامة مهنته”[20].
هيّأ لنا الكاتب في هذه المناقشات مختلف تشظيات الظرف التاريخي، حيث نتابع جدلاً و حواراً بين وعيين: وعي يقوم على القراءة و السماع، ووعي يقوم على المشاهدة، وليس غريباً أن يلوذ السارد في كثير من الحالات بالصمت و أن يقف من ” ابن حمدي” موقف المتعلم؛ لأنه لا يستطيع أن يجزم بصحة ما قرأ، لكن ” ابن حمدي” يستطيع أن يجزم بصحة ما رأى و عاش.
ثالثا :تنهل رواية ” الكائن الظل ” من التراث العربي القديم الذي يعود بنا إلى العصر العباسي ( القرن الرابع الهجري)، فحين نجاوز العتبات الأولى للرواية، توقفنا إشارة للمؤلف تحتل صفحة كاملة يحدد فيها ما استعان به من مراجع:
” نادرا ما يجد كاتب رواية ما نفسه ملزمًا بذكر مراجع استعان بها لكتابة نصه …
إضافة إلى مراجع تراثية وردت في السياق استلزم حضور مرجعين عصريين أساسيين:
أولهما: ” حكايات الشطار و العياريين في التراث العربي” للدكتور محمد رجب النجار.
ثانيهما: ” أشعار اللصوص و أخبارهم ” للأستاذ عبد المعين الملوحي.
إن هذه الإشارة المرجعية هي تأسيس لمشروعية النص، كونها عتبة مزدوجة المعنى، تتجه إلى التخييل ( الرواية) و إلى حقيقة العالم المحيط،لكن كذلك تقدم مجموعة من الوظائف، حين تحيل للمتلقي بعض مصادر السرد و الأخبار في الرواية، وتحدد ملامحها الأسلوبية و غاياتها الفنية عند استحضار التاريخ. ويبقى أمام المتلقي أن يكتشف الأفق الدلالي العام للنص.
إن السارد في الرواية الجديدة هو عين تلتقط وتنقل الأخبار من ألسنة الشخصيات التي كانت طرفا في الأحداث و “ليس الأمر مجرد تفنن أو تزويق، بل هو اعتماد وظيفي، أي له معنى إنه في الرواية الحديثة متسق مع وضعية الشخصيات في عالمها مع معاناتها”[21].
رابعا: وفي سياق آخر تراهن رواية إسماعيل فهد اسماعيل على مجموعة من خصوصيات الرواية العربية تتصل باستحضار التاريخ، ليس مجرد اسقاطه على الحاضر، بل لطرح اشكاليات العلاقة بين الحقيقة و الخيال، بين التاريخ و الواقع. تقتحم عالما هامشياً، من قبيل المسكوت عنه في التراث العربي، من ذلك تقاطع الرواية مع لزوميات الانضباط من تعاليم عثمان الجاحظ و اقتباساته المباشرة منه: ” لم تزل الأمم يسبى بعضهم .. ويسمون ذلك غزواً، وما يأخذونه غنيمة، وذلك من أطيب الكسب، و أنتم في أخذ مال الغدرة و الفجرة أعذر، تسموا أنفسكم غزاة ..”[22]، و كذا الاقتباس من حيل اللصوص للجاحظ :” اللص النجيب لا يقتل إلا إذا تحقق أنه ميت لا محالة، وعليه – إن وقع المحذور- أن ينأى نافضاً يده من الصنعة مخافة المطالبة..”[23].
من خلال هذه الاقتباسات وغيرها، تتبدى اللصوصية بوصفها صنعة لها تقاليدها و مراتبها و أدبها و كتبها، وقد لفت المؤلف نظر القارئ إلى التناص، الذي أصبح التعرف عليه بنداً من بنود عقد قراءتها، من ذلك التشابه الواضح بين حكاية ” ابن حمدى” في الكائن الظل و في حكايات الشطار و العيارين في التراث العربي لمحمد رجب النجار.
خامسا:” إذا كان السرد التاريخي يتميز بهيمنة صيغة الماضي، بسرد الأحداث بوصفها شيئا مضى، فإن السرد الروائي يتميز بأن الزمن فيه منفتح على الحاضر، أي أن الماضي يصبح ماضيا مستمرا و يتحقق استمرار الماضي في الحاضر من خلال ربط الماضي بالحاضر و الحاضر بالماضي”[24] و للتمثيل على ذلك يقول السارد ” التقطت قصاصة الورق حدقت فيها. اكتشفت أنها بخطيّ، أو بآخر شبيه حدّ المطابقة. شاغلني شعور محبط.
” هل هو ابن حمدي فعلاً ؟! “
شغلني تساؤلي :
“هل هي من فعل عقلي الباطن أيضاً؟!.. هل كتبتها _ غائب الذهن _ لدى انغماري بمراجعة بحثي؟!”
لكن سرعان ما حسمت حالي.
” بصرف النظر إن كان ابن حمدي أم أنا .. لماذا الاصرار على فصل الخيال عن الحقيقة ؟! “
مشيت نحو سريري . ارتقيته. استلقيت على ظهري. شردت عيناي في سقفي لثوان، قبل أن أتحول أتطلع لجداري الحامل رفوف كتبي، قبل أن أتقلب على وجهي، قبل أن أسحب وسادتي من عند رأسي، أدسّها تحت بطني.
” أنام “[25] .
فكلمة ” أنام” التي تنتهي بها الرواية لا تشعرنا بنجاة “ابن حمدي” ولا بزواجه من “فتنة” و لا بانتهاء السارد الباحث من رسالته الجامعية، ولا بتوصله إلى إجابات نهائية عن معظم تساؤلاته. الرواية تنتهي في لحظة بين اليقظة و النوم. بين الحقيقة و الخيال بعدما تم “توسيط” ابن حمدي و انتحار حبيبته. إن الرواية تصل إلى نقطة نهاية معقولة. لكنها أبداً لا تصل إلى نقطة انغلاق. ُقتل ابن حمدي في الحقيقة لكن قصته لم تنتهي. و لعل عدم وجود ” قفلة ” أو انغلاق سردي في نهاية الرواية، رسالة تحسب لمؤلفها، لأن المعرفة الحقيقة لا تتمثل في مجموعة من الحقائق المطلقة الجامدة الثابتة، بل في التساؤل و الشك.
و لعل محاولات النص الجديد، هي التي استدعت بالمقابل أسئلة النقد الذي و جد نفسه في مواجهة أثار ابداعية غاية في التعقيد، تنشد التجريب و أفاق التأويل، حيث سعى الكاتب إسماعيل فهد إسماعيل إلى ابداع بنية روائية متميزة تخلص الكاتب العربي من عقدة التبعية للآخر، بل تنزع إلى تغيير صورتنا في ذهن الآخر، عندما تذيب في نسيجها نصاً مختلفاً من حيث المرجع، يمتح مضامينه من التراث العربي القديم، بما يسمح بنمو السرد و تطوره، و يتخلص من كل إكراهات التحديدات القبلية، و الأحكام المسبقة، حول مصداقية المتن و تجاوزات الصفوة.
كما يستهوي انتباهنا طريقة استحضار الروائي لتاريخ المهمشين، من قبيل المسكوت عنه في التراث العربي، حيث استطاع المتن الروائي أن يمرر مقولاته الإيديولوجية عن الواقع العربي المعاصر، و التي تستدعي وعيا كبيرا من طرف الكاتب بالماضي و الحاضر و بشروط الكتابة أيضا، من خلال عملية استرجاع الأحداث و تقديم المعلومة التاريخية عبر الشخصيات التاريخية التي ساهمت في صناعة تلك الأحداث.
هكذا يتضح لنا مما تقدم أن البنية السردية لرواية “الكائن الظل” تتمحور حول ثنائية ضدية أساسية هي ثنائية سلطة الصمت _ سلطة الصوت. حيث يولي الباحث اهتمامًا كبيرًا بالجزء الغاطس – كما يسميه – ” أو المغيب في الخطاب الروائي العربي الذي يمثل نصا غائبا أو موازيا للنص الظاهر لا يقل أهمية و تأثيرا عن النص المكتوب”[26]،كما أن الرواية عند استدعائها للنص المغيب ترفض،أن تتحول إلى محاكمة أخلاقية تصدر الأحكام، و تطرز التفاؤل السهل، لكنها تطرز تفاؤلاً عربياً مبهجاً يكمن في إمكانية المراجعة و إعادة القراءة و التفسير .
قائمة المراجع :
_إسماعيل فهد إسماعيل ، الكائن الظل ، روايات الهلال, القاهرة, دار الهلال, ديسمبر 1999.
_جابر عصفور, زمن الرواية, دار المدى لثقافة و النشر, ط1, سوريا, 1999
_حسين خمري ، فضاء المتخيّل ، مقاربات في الرواية ، منشورات الاختلاف ، ط 1 / 2002
_محمد رجب النجار, حكايات الشطار و العيارين في التراث العربي, المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الأداب, سبتمبر1981
_جابر عصفور ، زمن الرواية ، د ت ، القاهرة
_الهوية و التخييل في الرواية الجزائرية. قراءات مغربية, تحرير و تنسيق: شعيب حليفي, عيد اللطيق محفوظ,عبد الفتاح الحجمري, بوشعيب الساوري , نورالدين صدوق, منشورات مختبر السرديات
_بول ريكور، الزمان و السرد المروي، ج3، تر: سعيد الغانمي، راجعه إلى الفرنسية الدكتور جورج زيناتي، دار الكتب الجديدة المتحدة، ط1، 2006
_جورج لوكاتش، الرواية التاريخية، تر: صالح جواد كاظم، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، ط2، 1986
_د . بشير بوجيرة ، بنية الزمن في الخطاب الروائي الجزائري ، منشورات دار الأديب، ج2، ط2 ، 2008
_يمنى العيد ، الرواي : الموقف و الشكل، بحث في السرد الروائي، ط1، 1986، مؤسسة الأبحاث العربية، بيروت
– د.محمد رياض وتار، توظيف التراث في الرواية العربية المعاصرة، من منشورات إتحاد الكتاب العرب- دمشق 2002
_فاضل ثامر, المقموع و المسكوت عنه في السرد العربي, دار المدى للثقافة و النشر, ط1,دمشق, 2004
[1]– جابر عصفور, زمن الرواية, دار المدى لثقافة و النشر, ط1, سوريا, 1999, ص 265.
[2]– إسماعيل فهد إسماعيل ، الكائن الظل ، روايات الهلال, القاهرة, دار الهلال, ديسمبر 1999, ص 5.
[3]– إسماعيل فهد إسماعيل, الكائن الظل, ص 11
[4]– إسماعيل فهد إسماعيل, الكائن الظل, ص 19
[5]– المرجع نفسه ، ص 41.
[6]– المرجع نفسه ، ص 41.
[7]– حسين خمري ، فضاء المتخيّل ، مقاربات في الرواية ، منشورات الاختلاف ، ط 1 / 2002 ، ص 44.
[8] – إسماعيل فهد إسماعيل, الكائن الظل, ص82
[9] – إسماعيل فهد إسماعيل, الكائن الظل, ص 26
[10] – محمد رجب النجار, حكايات الشطار و العيارين في التراث العربي, المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الأداب, سبتمبر1981, ص61
[11]– جابر عصفور ، زمن الرواية ، د ت ، القاهرة ، ص 247
[12]– د . الهوية و التخييل في الرواية الجزائرية. قراءات مغربية, تحرير و تنسيق: شعيب حليفي, عيد اللطيق محفوظ,عبد الفتاح الحجمري, بوشعيب الساوري , نورالدين صدوق, منشورات مختبر السرديات, ص 16.
labonarratologie@yahoo.fr
[13]– بول ريكور، الزمان و السرد المروي، ج3، تر: سعيد الغانمي، راجعه إلى الفرنسية الدكتور جورج زيناتي، دار الكتب الجديدة المتحدة، ط1، 2006 ، ص 344.
[14]– جورج لوكاتش، الرواية التاريخية، تر: صالح جواد كاظم، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، ط2، 1986.ص 73 .
[15]– إسماعيل فهد إسماعيل, الكائن الظل, ص 57
[16]– تأليف مجموعة من الكتاب, ترجمة: د. رضوان ظاظا , مراجعة: د. المنصف الشنوفي, عالم المعرفة, سلسلة كتب ثقافية شهرية يصدرها المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الآداب, الكويت, اشراف: أحمد مشاري العدواني, 1997 , ماي, ص 157
[17]– إسماعيل فهد اسماعيل, الكائن الظل، ص 38
[18]– إسماعيل فهد اسماعيل ، الكائن الظل ، ص 39.
[19]– د . بشير بوجيرة ، بنية الزمن في الخطاب الروائي الجزائري ، منشورات دار الأديب، ج2، ط2 ، 2008 ، ص 76.
[20]– إسماعيل فهد اسماعيل ، الكائن الظل ، ص 23.
[21]– يمنى العيد ، الرواي : الموقف و الشكل، بحث في السرد الروائي، ط1، 1986، مؤسسة الأبحاث العربية، بيروت، ص 126.
[22] -إسماعيل فهد اسماعيل, الكائن الظل, ص43.
[23] – المرجع نفسه, ص 57.
[24] – د.محمد رياض وتار، توظيف التراث في الرواية العربية المعاصرة، من منشورات إتحاد الكتاب العرب- دمشق 2002- ص 54.
[25]– إسماعيل فهد اسماعيل, الكائن الظل, ص 130.
[26]– فاضل ثامر, المقموع و المسكوت عنه في السرد العربي, دار المدى للثقافة و النشر, ط1,دمشق, 2004,ص 09