
التفكك الأسري و عملية التنشئة الاجتماعية للطفل
أ.قليل محمد رضا/جامعة ابن خلدون،تيارت،الجزائر
مقال نشر في مجلة جيل العلوم الإنسانية والاجتماعية العدد 38 الصفحة 27.
ملخص :يعد التفكك الأسري من أشد المشكلات و القضايا التي تواجه النظام الأسري ، فهو حالة تشير إلى توتر أو تصدع يطرأ على نسق الأسرة و هو أيضا انهيار للوحدة الأسرية جراء عدة من عوامل و أسباب .
و أوضحت الدراسات الاجتماعية وجود عوامل متعددة و متباينة تساهم في حدث التفكك الأسري ، كما أبرزت هذه الدراسات معدلات التفكك من مجتمع لآخر تبعا لظروفه الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و تبعا للقيم و المعايير التي يؤمن بها المجتمع .
تتمثل أهمية هذا الموضوع الذي يحمل عنوان ” التفكك الأسري و عملية التنشئة الاجتماعية للطفل ” في توفير قدر من المعلومات و البيانات مشيرا إلى : مفهوم الأسرة ، خصائصها و مفهوم الروابط الأسرية و العلاقات الأسرية ثم التطرق إلى ماهية التفكك الأسري من خلال إعطاء تعريفات مختلفة و أهم الأسباب المؤدية إلى التفكك الأسري ثم توضيح أهم أشكاله . كذلك التطرق إلى التفكك الأسري و عملية التنشئة الاجتماعية للطفل مرورا بالآثار النفسية التي تتركها هذه الظاهرة و في الأخير التعريف بأهم طرق العلاجية و الوقاية .
الكلمات المفتاحية : التفكك الأسري – العلاقات الأسرية – التنشئة الاجتماعية – التنشئة الاجتماعية للطفل .
تمهيد :
إذا كان تماسك الأسرة يقاس بمدى نجاحها في أداء وظائفه وظائفها والوفاء بما هو منوط بها من اختصاصات فإن تفككها يقاس بمدى ما تفقده أو تتخلى عنها من تلك الوظائف و الاختصاصات وقد يتسبب في هذا التفكك عامل أو عدة عوامل متشابكة تساهم في الأسرة وروابطها وبالتالي يؤثر على علاقات أفرادها بعضهم مع بعض ويختلف رد فعل الأسرة اتجاه هذه الأزمات حسب مستواها الثقافي والاجتماعي والأخلاقي فبعضها يتغلب عليها وتعود الأسرة إلى حالتها المتوازنة وبعضها الأخر ينجح نسبياً وبعضها يفشل في إعادة التوازن مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة وتضخمها وسواء حدث هذا أو ذالك فإن هذه الأزمات تترك أثارها على حياة الأسرة وتؤثر فيها .
I / الأسرة و الروابط الأسرية :
- مفهوم الأسرة :
مصطلح الأسرة اختلف فيه الباحثون في مجال العلوم الاجتماعية و النفسية في تعريفه إلاّ أن هناك شبه اتفاق على مصطلح العائلة أو الأسرة ، حيث يتضمن كلّ منهما الزوج و الزوجة و الأطفال و تعد الأسرة نظام اجتماعية و هي من أهم الجماعات التي يتكوّن منها المجتمع خاصة ، و قد اجتمعت تجارب العلماء على أهمية الأسرة في رسم شخصية أطفال الغد [1].
تعتبر الأسرة مجموعة أشخاص الذين تربطهم رابطة دموية يعيشون تحت سقف منزلي واحد يتكوّن خاصة من الأب و الأم و الأبناء،فهي تتحدّد بعنصرين الأوّل هو الرابطة الدموية و الثاني سقف واحد ، فالبيت لا يقوم إلا بزوجين أب و أم ، وابن يمثّل العلاقة بينهما.
فهي كمؤسسة لا يمكنها القيام دون موازنة بين الحب و السلطة و بين التضامن و التكافل و المنافسة و لا يمكنها ممارسة ذلك إلى بوجود والدين و ابن ومنزل،فالأب لا بد أن يجسّد السلطة و الأم لا بد أن تجسّد الحنان و الإخوة يجسّدون المنافسة الموضوعية ، و المنزل يجسّد مكانا للتضامن و التكافل .
و يعرفها Bourdieu من الناحية الاجتماعية ” كمجموعة من الأفراد المتصلة المترابطة فيما بينها بالقران أو أكثر خصوصية بالتبني (قرابة) ،و يعيشون تحت سقف واحد (المعاشة)” [2].
تتغير طبيعة الأسرة بتغيير المجتمعات،فهناك أسر متكوّنة من أب ، أم و أطفال و التي تسمى الأسرة النووية ، و هناك أسر تتكوّن من أب،أم، أطفال بالإضافة إلى الأجداد ، الأعمام و العمات و غيرها و هذه تسمى بالأسرة الممتدة ، و هذا ما جاء في دراسات Lévi-Strauss و عديد من الدراسات الأنتروبولوجية.
تعتبر الأسرة مصدر إشباع الحاجات الأولية للطفل منذ صغره ، فهي بمثابة مجتمع مبسّط يسعى إلى التطوير العاطفي للطفل و السعي إلى بلوغ النضج،و الذي يتمثل في نمو الفرد في علاقته مع المجتمع.و أما عن” Murray ” يكون الفرد ناضجا على العموم،عندما يستطيع أن يتماها( دون أن يفقد هوّيته الخاصة) مع جماعة فرعية : شعب ، سلالة ، جماعة سياسية ،إيديولوجية،دين أو أقليات مضطهدة [3] .و يتفق علماء النفس و الاجتماع على أن الأسرة هي البيئة القاعدية التي تتبلور فيها شخصية الأفراد و ذلك من خلال التنشئة الاجتماعية التي يقدمها الوالدين ، و بتأثير التفاعلات بينهم و بين أبنائهم.
- خصائص الأسرة :
للأسرة عدّة خصائص تتبلور أهميتها في عملية التنشئة الاجتماعية للفرد و من أبرز خصائصها :
أ- مصدر لإشباع الحاجة للأمن و الطمأنينة و العلاقات الوجدانية:أساس نجاح لعملية التنشئة الأسرية و الصحة النفسية للطفل هي العلاقات الوجدانية ، فهي المظهر الأول للاستقرار و الاتصال و الاستمرار .
ب- مصدر لنموذج قوة و توحد : يعد الوالدان بالنسبة للطفل نموذجا للقدوة و الاقتداء في السلوك بالنسبة.
ت- مصدر للخبرات و ناقلة للقيم و المعايير الثقافية و الاجتماعية: تهدف الجماعة على الاحتفاظ على عاداتها و معاييرها وسلوكياتها و قيمها لنقلها إلى أعضاء الصغار و الناشئين فيمثلونهم بسلوكياتهم و أفكارهم و بتعاملهم مع الآخرين.
من التعريفات السابقة للأسرة يمكننا استنتاج الخصائص التالية للأسرة[4]:
- الأسرة جماعة اجتماعية دائمة تتكون من أشخاص لهم رابطة تاريخية و تربطهم ببعض صلة الزواج ، و الدم ، و التبني،(أو الوالدين و الأبناء).
- أن أفراد الأسرة عادة يقيمون في مسكن واحد.
- الأسرة هي المؤسسة الأولى التي تقوم بوظيفة التنشئة الاجتماعية للطفل.
- للأسرة نظام اقتصادي خاص من حيث الاستهلاك و أنتاج الأفراد،لتأمين وسائل المعيشة للمستقبل القريب لأفراد الأسرة .
- الأسرة هي المؤسسة والخلية الاجتماعية الأولى في بناء المجتمع و هي الحجر الأساس في استقرار الحياة الاجتماعية الذي يستند عليه الكيان الاجتماعي.
- الأسرة وحدة للتفاعل الاجتماعي المتبادل بين أفراد الأسرة الذين يقومون بتأدية الأدوار و الواجبات المتبادلة بين عناصر الأسرة.
- الأسرة بوصفها نظاما للتفاعل الاجتماعي تؤثر وتتأثر بالمعايير و القيم و العادات الاجتماعية و الثقافية داخل المجتمع.
- مفهوم الروابط الأسرية:
داخل الأسرة نجد عدة مستويات معبّرة التي يهتم بها المختصون و المحللون النفسانيون و نجد ثلاث أنواع من الروابط داخل الجماعة الأسرية[5] .
- المستوى الأوّل هو رابطة الزوجين( lien de couple ) و هو أن الرجل و المرأة يتعرفون على بعضهم البعض و يتحابون و يقررون ‘نشاء أسرة بمعنى يصبحون أولياء .
- المستوى الثاني من الرابطة : فبما أن الزوجين قررا تكوين أسرة ، فسوف يكون يتحولون إلى أولياء و سوف يكون لديهم العديد من الوقت حتى يصبح هذا الزوج والدين .
- المستوى الثالث من الروابط هو رابطة الأخوة (lien de fratrie) (الأخوة و الأخوات) بمعنى رابطة أفقية التي تجري بين الأخوة ( الأكبر،الأوسط، الصغير…)، فحسب عدد الأطفال يكون هناك تكوين لرابطة الأخوة ( تضامن أسري ) .
حسب فرويد Freud تعرّف الروابط العائلية على أنها روابط حب التي تحمل نزوات ليبيدية التي تسجّل عندنا جميعا (حب بين رجل و امرأة فيكوّنون أسرة ثم حب بين الأولياء اتجاه أبناءهم ثم حب بين الإخوة بعضهم البعض)،هذه الرابطة الأولية ، رابطة استثمار الآخر في الربط العاطفي و الحب هي ضرورية .
أما بلوبي Bowlby فتكلّم عن رابطة التعلّق (le lien d’attachement ) فيعرّفها على أنه رابطة حيوية (un lien vital) ، نظرية التعلق وضعت سنة 1958 من قبل ” بلوبي Bowlby ” يصف آليات إقامة الروابط بين الصغير و أمه ، هذه النظرية مستوحاة من أعمال السلوكيين حول الأثر ، سلوك فطري ممّا يتيح للصغير التعايش مع الجسم المتحرك الأوّل الذي يراه و الذي عادة ما تكون الأم .
و قد أكدت الدراسات اللاحقة ليس فقط على ضرورة إقامة روابط مميزة للطفل،و لكن أظهرت أيضا التنوّع النوعي الذي يمكن أن يوجد في التعلّق ، التنوعات لها صلة لخصائص طرائق استجابة الكبار نبيّن مدى تأثير نوعية الارتباط على العديد من الجوانب التنموية ، و تلت أعمال Main الذي ألقى الضوء عل ظواهر معينة للانتقال عبر الأجيال،و أصبحت نظرية التعلّق مرجعا في علم النفس النمو [6].
- مفهوم العلاقات الأسرية :
يمكن إبراز دور الأسرة من حيث طبية العلاقات الموجودة بين أفرادها و المتمثلة في التماسك و الترابط أو التفكك و التفرق و التسامح أو الرفض…و الكراهية و التسلطية و التواد أو التعاونية . إضافة إلى الأدوار الاجتماعية للأسرة في تشكيل و بناء شخصيات أفرادها ، حيث إن لذلك أثر في سلوك الأفراد في المجتمع الأكبر .
تعد العلاقات الأسرية شبكة من العلاقات الاجتماعية بين أعضاء الأسرة الواحدة ، و كلما كانت العلاقات جيدة في مسارها الطبيعي،ساد جو الأسرة الوفاء و الترابط و التماسك بين أعضائها ، أما العكس فيسود في الأسرة جو من التنافر و التناحر و عدم الرغبة في تحمل المسؤولية من قبل الآباء و الأبناء [7]. و يمكن ذكر المسارات المتعددة للعلاقات داخل الأسرة :
أ- علاقات الزوج و الزوجة : المتمثلة في الحقوق الزوجية،و المسؤولية المشتركة نحو الأبناء في العناية بهم و تنشئتهم و حقوق وواجبات كل منهما .
ب- علاقة الأب و الابن : التي تقوم على مسؤولية الأب نحو الابن ، في تنشئته و تربيته و تعليمه ، و من جهة الابن واجبه في الطاعة و الاحترام و التقدير و عند كبره واجبه في المساهمة في الحياة اليومية الأسرية من الناحية الاجتماعية و الاقتصادية .
ج- علاقة الأم و الابنة : مماثلة لعلاقة الأب بالابن ،تتعلق بالشؤون المنزلية و المساعدات التي تتوقع الأم أن تقوم الابنة حين تكبر .
د- علاقة الأب و الابنة : متمثلة في مسؤولية الأب تجاه حماية الابنة و مساعدتها قبل و حتى بعد الزواج
ه- العلاقة بين الأم و الابن : يشير إلى الدور الذي تقوم به الأم في تنشئة الابن ، و التصادق الابن بأمه في فترة الحياة المبكرة ، و كذلك الدور الذي يلعبه الابن في حياة الأم و مسؤوليته نحوها ، حتى تقدمها في السن و خاصة عند رحيل الأب .
و- العلاقات بين الإخوة الذكور : المتمثلة في التعاون بين الإخوة و المسؤوليات الخاصة بالأخ الأكبر .
ز- العلاقة بين الأخوات الإناث : خاصة مسؤولية الأخت الكبرى التي تقف موقف الأم اتجاه الأخوات.
ح-العلاقة بين الأخ الأكبر و الأخت : يطرأ على هذه العلاقة نوع من التحفظ في سلوك أحدهما نحو الآخر و يرتبط ذلك بتفاصيل المركز الاجتماعي لكل منهما ، و ما يشعر به الأخ من مسؤولية نحو الأخت .
- التوافق الأسري :
هدف النظام الأسري هو تحقيق التوافق الزوجي و الانسجام الشخصي ، بحيث يكون كل واحد منهما منفعلا بالآخر و منجذبا إليه ، ويرى علماء النفس أن المشكلات النفسية التي يتعرض لها الزوجان في مرتحل حياتهما تتطلب نوعا من التوافق النفسي ، ليستعينا به على مواجهة بعض الظروف الاقتصادية و الاجتماعية للأسرة . إذن الأصل في التوافق الزواجي هو أن يتحقق لكل من الزوجين الاستقرار الأسري . و الشعور بالرضا و السرور و الرحمة بينهما [8].
يرتبط التوافق في الحياة الزوجية بالعلاقات الوثيقة المتبادلة بين الزوجين ، و أن يشارك الطرفان بالتفاهم في أمور الحياة فيما بينهم . و من العوامل التي تؤدي إلى التوافق و التكيّف الأسري إشباع الحاجات الأساسية لأفراد الأسرة و فيما يلي مجموعة من تلك العوامل [9]:
- وجود أهداف مشتركة للأسرة و إرتبطها بأخلاقيات المجتمع و قيمه الاجتماعية السليمة .
- تفاهم و اتفاق بين الوالدين حول علاقتهما مع الأبناء و الاهتمام بتوفير الرعاية والاهتمام له.
- مشاركة الأبناء للأسرة في إدراك احتياجاتها و العمل على مقابلتها.
- الاكتفاء و الاستقرار الاقتصادي
- التجارب الناجحة في مواجهة الصعوبات التي تعترض الأسرة.
- قيام الأسرة بمسؤولياتها و تحقيق إشباع العلاقات الأسرية.
II / ماهية التفكك الأسري :
- تعريف التفكك الأسري:
يعد التفكك الأسري بمثابة تفكك اجتماعي في كل الاعتبارات لأن الأسرة هي نواة المجتمع وأولى الجماعات الأولية فيه فإذا أوهنت أو انفراط عقدها أثرت سلباً على المجتمع العام لأنها نواته التي تتضمن أدوار مكملة بعضها ببعض ولكل دور توقعا تعه التي حددها لها المجتمع.”
كما يرى الدكتور معن خليل العمر في كتابه التفكك الاجتماعي “إن مفهوم التفكك الأسري يقصد به أي انكسار أو عدم تكيف أو ضعف في الروابط التي ترابط الزوجين نبعضهما البعض أو رباطهما بأبنائهم ” .[10]
و تعرفه الدكتورة سناء الحولي” تفكك الأسرة هو انهيار الوحدة الأسرية وانحلال بناء الأدوار الاجتماعية المرتبطة بها عندما يفشل عضواً أو أكثر في القيام بالتزامات دوره بصورة مرضية “.
أما سناء فتعرفه على أنه ” عبارة عن أزمات ومشاكل تستولي على الأسرة فتؤدي إلى تمزقها وتجعل أفراد الأسرة يعيشون منفصلين “.
إذا يمكن اعتبار التفكك الأسرى على أنه فشل الأسرة في توفير المناخ المناسب الذي يساعد على تعليم الأطفال كيف يحققون التوازن بين الحاجات الاتصالية بين الآخرين والحاجات الاستقلالية وهنا يكون الباب مفتوح لمختلف صور اتصال الخاطئ والذي ينتهي باضطراب جو الأسرة وتحويلها لبؤرة مولت للإضرابات[11].
- أسباب التفكك الأسري:
يعتبر التفكك الأسري عاملا ومظهرا خطيرا يهدد حياة الأفراد، ومعوم أن أسباب التفكك الأسري كثيرة ومتعددة نذكر منها ما يلي:
2/1- الأسباب الاجتماعية:
أ- الطــلاق:
هو شكل من إشكال التفكك الأسري التي تحدث بين الزوجين نتيجة لفشل أحدا هما أو كيلاهما من مواجهة متطلبات الحياة الزوجية المشتركة وينتج عن اشتداد الحالات بين الزوجين ولأيي سبب من الأسباب،و يعتبر الطلاق اكبر خطر يهدد الأسرة لان هذا الشكل لا يؤدي فقط إلى الانفصال الزوجي عن بعضهما فحسب بل يعتمد تأثيره على حياة الأطفال خاصة في المجال النفسي لأنه يعرضهم للحرمان بصفة عامة وخاصة حرمان الوالدين والتعرض لكافة التجارب والخبرات القاسية لدى الأطفال .
ب- وفاة أحد الوالدين :
تعتبر الوفاة صدمة قاسية تترك أثار بالغة في نفسية الأطفال سواءً كان الأب أو الأم فلكل منهما مكانة خاصة في حياة الطفل فإذا فقد أحدهما ولم يجد من يعوض حنانه واهتمامه فسوف تضطرب حياته النفسية، فوفاة الأم تترك من دون شك أثر كبير في حياة الطفل ونقص في الرعاية الذي يترتب عنه أحساسية بالإهمال والحرمان لأنه في معظم الأحيان يضطر الأب لإعادة الزواج وعليه ترتب مشاكل تنعكس سلباً على حياته النفسية والانفصالية والعاطفية والاجتماعية وفي هذا الصدد يقول عبد الرحمن العيسوي “من الطبيعي بعد وفاة الأم أن تحل محلها زوجة أخرى تختلف معاملاتها للطفل الربيب اختلافا أساسياً تسعى جاهدة أن تجلب انتباه زوجها إلى أطفالها هي مخلفة كافة الأعذار و الأسباب للدفع به إلى الخروج من المنزل باعتباره عنصر خطير على حياتها وحياة أولادها هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن لوفاة الأب تأثير كبير وواضح على نفسية الأطفال ومستقبلهم،إذا إن الأب يعتبر الدعامة الاقتصادية والسلطة التنظيمية للأسرة فإذا ما فقد هذا الأب تترتب آثار سلبية خطيرة حيث فقدان الأسرة تبعا لذالك الموارد الاقتصادية وما له دور في الحفاظ على كيان الأسرة . إن استمرار الحياة العائلية في كنف الوالدين تترك بصماتها الإيجابية وموت أحدهما سيترك أثر سلبي في الحية الأسرية[12].
ج– الهجــــر:
أحد الظواهر التي نصادفها في مجتمعنا ،وكثيراً ما نصادف زوج هجر زوجته بسبب المشاكل وسوئ التوافق والتفاهم بينهما والهجر يختلف في المعنى على الطلاق،فالطلاق يعبر عنه بفك العلاقة الزوجية عن طريق القانون و الشرع ،أما الهجر فهو انفصال الزوج عن زوجته دون طلاق ويحتفظون بالصورة الكاذبة للزواج ،ولكنهم يعيشون حياة منفصلة وعادة ما يكون الهجر من طرف الزوج .
ويمكن تعريفه هو إقدام أحد الوالدين على ترك المنزل الزوجي وأن هذا الهجر سواء كان طويلاً أم قصيراّ سيترك أثراّ سلبياّ في حياة الأسرة لأن من شأن هذا الغياب أن يترك فراغاّ واضحاّ.
نستنتج من خلال هذه الأسباب الاجتماعية إن لها تأثيرا ومن دون شك ينعكس على حالة الطفل الانفعالية والنفسية والاجتماعية مما يؤدي به إلى الإصابة بالقلق والتوتر وتضطرب شخصيته وقدرته على التكيف مع البيئة التي يعيش فيها لان الأطفال يحتاجون إلى إشباع حالتهم النفسية والاجتماعية ولا يمكن الاستغناء عن واحد منهما .
2/2-الأسباب الاقتصادية:
أعتبر علماء الاجتماع أن العامل الاقتصادي له أثر عل ى التفكك الأسري حيث يرى الباحث الأمريكي وليام جود(w-good) أن هناك ارتباط بين المستوى الاقتصادي والتفكك الأسري .ولعل من أهم المشكلات؛ الإشكالات الاقتصادية التي تؤثر على الأسرة فيما يلي :
- الفقـــر:
يمكن القول “إن الأسرة المتدنية اقتصاديا تترك لدى أبنائهم الشعور بعدم الطمأنينة والحرمان والشعور بالضغط اتجاه الآخر ينف الشعور بعدم الاطمئنان يأتي من عدم الانتظام في تلبية بعض متطلبات الأسرة ،والملاحظ أن الأطفال الذين يعانون الجوع والبرد يكونون أميل إلى القلق في ظروف حياتهم والى عدم الاطمئنان في أيامهم ، والشعور بالحرمان يأتي في الحاجات التي لا تستطيع الأسرة توفيرها للطفل والحياة الأسرية، أما عن الشعور بالضغط فيأتي عن المقارنات التي يدفع إليها الطفل حين يرى ما عند الآخرين وما عنده هو.”[13] إن الأسرة الفقيرة التي تختزل كل يوم الكثير من حاجاتها سيؤدي إلى تفاقم الأمر مما قد يدفع به إلى اللجوء لأعمال ترفض القيام أولا تدام عليها كالجنوح، السرقة ،الجريمة ،الكذب، الاحتيال والغش؛إذاً هي أحياناً نتيجة الفقر الذي يصيب الأسرة وهذا يؤدي بدوره إلى تفكك الأسرة .[14]
ب-السكــن:
إن من أهم المشكلات المعاصرة التي تواجه الفرد و الأسرة معاً،هي عدم وجود المسكن،فضيق المسكن بمن فيه يؤدي حتماً إلى انعدام الراحة خاصة العائلة الكبيرة العدد إذا أصبح البيت أشبه بخيلة النحل مما يخلق جوّاً من انعدام الراحة والاستقرار.
ج-البطالة:
تترك البطالة أثر سلبي على وضع الأسرة الاقتصادي والاجتماعي والنفسي ،فالخصام و المشاجرات بين الزوجين داخل البيت سببها البطالة كما أن تدهور العلاقات بين الزوج العاطل عن العمل وأولاده واضحة وسيئة لان الأب في هذه الحالة لا يستطيع تلبية حاجيات أولاده من لباس وأدوات وغيرها كما تعد البطالة أحد ألد أعداء الأسرة لأنها تساهم في خلق مشاكل عديدة ومتاعب كثيرة بالإضافة إلى الأثر المادي الذي تتركه البطالة على الأسرة من عبئ مادي وخاصة ربّ الأسرة،فهناك أثر أخر يحدث نتيجة البطالة وهو الفراغ الذي يساهم في معظم الأحيان إلى الانزلاق نحو أمور مدمرة كالقمار مثلا.
2/3-الأسباب الثقافية:
يرى محمد مصطفى زيدان :”أن الجو الثقافي للأسرة يعد من أهم العوامل التي يجب أخذها بعين الاعتبار وذلك لصعوبة فصله عن المستوى الاجتماعي والاقتصادي والعامل الثقافي يتضمن مجموعة من الظروف التي تساهم في التكوين الفكري والمعرفي للطفل، فالمستوى التعليمي الثقافي للوالدين يزيد من معرفة وثقافة الأبناء كما أن الجو الثقافي للأسرة مقترن بما يقدمه الإباء للأبناء من كتب ومجلات وما يحيطونه من جو ثقافي وتسهيل انتقادهم الثقافية عن طريق الرحلات والذهاب إلى السينما وسماع الإذاعة”.[15]
كما يرى بعض المختصين إن ضعف الجو الثقافي للأسرة وضعف العناية به يعرقل التلميذ على استذكار دروسه،في حين إن البيت الذي تجد فيه جو ثقافيا غنيا، وعناية كبيرة بالواجبات المنزلية حرصا على تزويد التلاميذ بثقافات متنوعة بواسطة الكتب والمجلات ، فإن كل هذا يولد لدى التلاميذ حوافز للدراسة والعمل الجيد ،وهذا ما يجعل تحصيلها الدراسي عالي،وعليه فإن الثقافة التي يتزود بها الطفل في أسرته توْثر على حياته الدراسية.
2/4-الأسباب النفسية:
نذكر من بين الأسباب النفسية ما يلي:
أ– إضرابات العلاقات بين الزوجين:
إن عدم التفاهم بين الوالدين يكون سببا في سوء توافق الطفل اجتماعيا حيث أن الخصام والمشاجرات توْثر تأثيرا كبيرا في تكوين ميول الطفل وقد توْدي بعض الحالات التي تنشأ في البيت إلى تكوين تنفر من الحياة العائلية وتكرهها، ولا شك أن أثر هذه الشخصية سوف يظهر في الأعمال المدرسية لهذا لابد أن يكون الجو الذي ينشأ فيه الطفل جواً عاطفياً مغمور بالحب،لان جوّ التشاحن والخصام والتنازع قّلّما ينسجم مع الصحة النفسية للطفل ،ثم إن الروابط بين الوالدين تلعب دوراً خطيراً في تنشئة الأبناء حيث إذا كانت العلاقة التي تربط الزوجين علاقة يسودها التعاون والتفاهم والمحبة تكون هذه الأسرة احتفظت بكيانها و من المحتم أن تنشأ في جوًها أطفلاً متزنين انفعاليا ونفسياً،وهذا الاتزان من شأنه أن يزيد الثقة في نفسية الطفل ،فالجو المنزلي الذي تسود فيه علاقات سيئة لكثرة المشاحنات و استبداد الآباء والتفرقة في معاملة الأبناء وقسوة المعاملة من طرف الأم وعدم تلبية مطالب الطفل وانفعالاته المختلفة وغيرها مما يكون سبب في جوّ من القلق والاضطراب و يؤثر حتماً في حياته المدرسية.[16]
ب-المعاملة الوالدية:
إن الدارسات الاكلنيكية أشارت إلى أن الآسرة التي يسودها الخصام والغضب والعلاقات الزوجية المتنافرة والكراهية المتبادلة والقسوة في معاملة بعضهم البعض يكون أطفالها منحرفين غير أسوياء وتكون هذه الأسرة متفككة.[17]
ومن هذه المعاملة للوالدين ذات تأثير حاسم في شخصية الطفل وسلوكه كما يقول بعض المربين “لو عدنا إلى مجتمعنا الذي نعيش فيه وزرنا السجون ومستشفيات الأمراض العقلية،ثم دخلنا إلى المدارس وأحصينا الراسبين من الطلاب والمشاركين منهم،ثم درسنا ما نعرفهم من هولا لوجدنا إن معظمهم حرموا من الاستقرار العائلي ولم يجد معظمهم بيتاً دافئاً فيه أب وأم تدرك معنى الشفقة،فلا تفرط في التدليل ولا تفرط في القسوة[18].
3- أشكال التفكك الأسري:
يثير التفكك الأسري انهيار الوحدة الأسري و انحلال بناء الأدوار الاجتماعية المرتبطة بها (الدين ،المجتمع ،التعليم وغيرها)،عندما يفشل عضوا أو أكثر في القيام بالتزامات دوره بصورة مرضية وقد صنف وليام جود(w-good(الأشكال الرئيسية للتفكك الأسري كما يلي:
-انحلال الأسرة تحت تأثير الرحيل الإرادي لأحد الزوجين عن طريق الانفصال أو الطلاق أو الهجرة وفي بعض الأحيان يستخدم أحد الزوجين الإشغال الكثير بالعمل ليبقى بعيداً عن المنزل .
-التغيرات في تعريف الدور الناتج عن مختلف التغيرات الثقافية وهذا ما يؤدي إلى صراع في الأدوار بين الزوجين وعدم التوافق بينهما وهذا ما يؤثر في مدى ونوعية العلاقات بين الزوج والزوجة وقد يصل إلى صراع الآباء مع أبناءهم .
أسرة “القوقعة الفارغة”وفيها يعيش أفراد الأسرة تحت سقف واحد لكن تكون علاقتهم في الحد الأدنى وكذالك اتصالاتهم ببعضهم ويفشلون في علاقتهم معاً خاصة من حيث الالتزام بتبادل العواطف فيما بينهم.
-يمكن أن تحمل ألازمة العائلية بسبب أحداث خارجية وذلك مثل الغياب الاضطراري المؤقت أو الدائم لأحد الزوجين بسبب الموت أو دخول السجن أو أية كوارث أخرى .
-الكوارث الداخلية التي تسبب فشل لاإرادي في أداء الدور نتيجة الأمراض النفسية أو العقلية أو العصبية والجسمانية المزمنة الخطيرة والتي يكون من الصعب علاجها أو الاختلال العاطفي الذي يعطل ممارسة أحد الأبوين لمهامه داخل الأسرة والمحافظة على استمراريتها والجدير بالذكر أنه لا ينظر لجميع أنماط التفكك الأسري في أي مجتمع بنفس الدرجة من الأهمية ، وكما يؤكد وليام جود في أقواله “إن الطلاق يعتبر أهم أشكال التفكك الأسري في جميع المجتمعات بلا استثناء”.[19]
4-تفكك الروابط العائلية و عملية التنشئة الاجتماعية للطفل :
يتجذر تصوّر الطفل من خلال إنشاء علاقات عاطفية قوية و ثابتة ، و خاصة أثناء السنوات الأولى من الحياة ، حيث أن الظروف السوسيو اقتصادية ، التنقل الجغرافي و كذا بعض الأمور المتعلّقة بالعصرنة ، يضع العديد من الأطفال في مواقف تفكك الروابط العائلة .
فيما يخص وضعيات التفكك بالتحديد ، يجب التفريق بين الأطفال المحرومين منذ الولادة موجهين للتبني أو منسيين في أماكن غير معقولة ، لأن الأولياء لا يعرفون أو لا يريدون التكفّل بهم ، و كذلك بين الأطفال أين التفكك يأتي متأخرا ، أطفال يتامى منقطعين غير إراديا من أوليائهم بسبب وضعيات دراماتيكية مثل الحوادث ، الحروب …. و يوجد بينهم أطفال شوارع يتكفلّون بأنفسهم بدون وجود دعم من الوسط العائلي . غير أن كلّ هذه الوضعيات تشير إلى بعض الضعف في الروابط العائلية بالإضافة إلى فشل في التكوين الاجتماعي الذي لا يسمح في توفير للطفل حماية عائلية أو حماية المجتمع .
5-الآثار النفسية للتفكك الأسري:
إن المشكلات النفسية الناتجة عن التفكك الأسري غالباً ما تنعكس أو يكون لها صدى على أفراد الأسرة خاصة الأبناء فكثير ما تجدهم يعانون من اضطرابات متكررة ،دائمة كالقلق والاكتئاب والخوف أو غلى شكل اضطرابا سلوكية معرفية كالتأخر الدراسي والهروب من المدرسة أو على شكل اضطرابات سلوكية كالغيرة والأنانية والشجار وعدم الاتزان الانفعالي .[20]
كما أن اختلال توازن الأسرة وكثرة الشجار بين الزوجين يجعل الطفل في حاجة إلى ترك البيت مما يجعله أكثر عرضة إلى الانحراف وإدمان على المخدرات فالطلاق من جهة أخرى يجعل الطفل أو المراهق أكثر عرضة إلى كره أحد والديه أو الاثنين معاً ،وقد قامت “ناي”بدراسة كانت موجهة للمقارنة بين خصائص متعددة من الأسر تتفاوت بين السعيدة وغير السعيدة فوجدت بأن هذه الأخيرة (الغير سعيدة) تظل باقية لانتهار رغم سعادتها،وقد وجت أنه ليس هناك اختلاف بين أنواع التوافق النفسي في الأسر غير السعيدة وغير المنهارة وبين الأسر المنهارة أيضاً ،وخاصة في مجالات العبادة أو العلاقات المدرسية أو الصعبة الانحرافية، ذلك أن الأبناء في العائلات المنهارة ، ظهر على أنهم أكثر قدرة على التوافق بالمقارنة مع المراهقين في الأسر غير السعيدة وغير منهار.
والجدير بالذكر هنا إن الأبناء داخل الأسرة المفككة يتعرضون إلى أنواع شتىَ من سوء التكيف مما يجعلهم في اضطراب دائم قد يؤدي بهم إلى ألانحراف ولاشك أن أسر المجرمين والجانحين تتميز بالتفكك وعدم الاستقرار والخلافات الأسرية .
6-طرق العلاج والوقاية من التفكك الأسري :
تتعد الوسائل العلاجية والطرق التي تستخدم في النوعية الأسرية والوقاية والعلاج من مشكلة التفكك الأسري حيث إن جميع برامج وخدامات الرعاية الأسرية تهدف إلى مساعدة الأفراد للتمتع بحياة نفسية واجتماعية سلمية وإعانتهم للاشتراك في حياة الجماعة والمساهمة في المجتمع مساهمة فعَالة كما تعمل هذه البرامج والخدامات على زيادة قدراتهم الشخصية والأسرية في عمليات التكيف المطلوبة ،والعلاج الأسري هو من أهم العمليات العلاجية التي تقوم بإحداث تغيير في نظام الأسرة حتى يمكنها أن تؤدي وظائفها المختلفة وتحقيق حاجتها كوحدة متكاملة ولابد أن يدخل في هذا التغيير ويتشابك معه التغيرات في الاتجاهات والمشاعر والسلوك والأدوار وغيرها فالفرد يحتاج إلى أن يشعر بأن الأسرة لها ذات مستقلة كما أنه يحتاج إلى مساعدة أفرادها لوحدتها وأنها تعتمد على أنشطتهم وتعاملهم وفي هذا الإطار يجب أن يجدد المعالج أهداف العلاج بكل عناية ويختبره من وقت إلى أخر فقد تحتاج الأسرة إلى أمور غير تلك التي يريدها هو ويأتي ذلك عن طريق المحادثة الصريحة بينه وبين الأسرة .[21]
والمعالج الأسري يحاول إتاحة الفرصة أمام أفراد الأسرة للتفاعل سواء كان ذلك عن طريق الاتصالات اللفظية أو غير اللفظية حتى يمكنه أن يتفهم المشكلات والصعوبات ليتمكن من تعديل اتجاهات هؤلاء الأفراد واستغلال وإطلاق القدرات المعطلة ،وإذا أردنا تحديد بعض الوسائل العلاجية والمؤسسات المتخصصة في العلاج والوقاية من التفكك الأسري نجد،مكاتب التوجيه والاستشارات الأسرية حيث تتلخص أهداف هذه المكاتب في علاج المشاكل التي تتعرض لها الأسرة وتقضي أسبابها وتهيئة الجو العائلي السليم الذي يكفل للأسرة نشأة اجتماعية صالحة ومحاولة البحث في العوامل المسببة للنزاعات الزوجية والعائلية بالإضافة إلى القيام بالبحوث والدراسات المتصلة بالأسرة والتي تساعد على تحديد الإطار العام لها وتعمل هذه المكاتب على تحقيق أهدافها بأسلوبين هما الوقائي و العلاجي.
6-1- الأسلوب الأول (الأسلوب الوقائي) :
وذلك بالتوعية الاجتماعية والأسرية والاستعانة بوسائل الإعلام المختلفة وأجراء البحوث والدراسات وعقد الندوات والمؤتمرات بهدف زيادة الوعي الأسري في المجتمع وتفادي المشاكل والنزاعات قبل وقوعها وهناك عدة طرق تقدمها المراكز كوسائل للعلاج من بينها :
-الجلسات الأسرية وفيها أما أن تكون الاستمارة جماعية ،البرامج والدورات التدريبية للثقة بالنفس ،مهارات الاتصال ،تطبيقات أسرية ،السعادة الزوجية ،التربية الايجابية للأولاد وإدارة الضغوط.
أ- الاصدرات المرئية والسمعية الخاصة بالاستشاريين المحلين والعالمين.
ب-الإرشاد قبل الزواج والذي يهدف إلى تقديم الخدمات الإرشادية المتعلقة بسيكولوجية المرأة والرجل وكذا المساعدة في اختيار شريك الحياة من حيث:
-النضج العاطفي والجسمي والعقلي.
-التدقيق في الاختيار وعدم الترع جرياً وراء نزوة طارئة أو إعجاب عارض مؤقت.
-التكافؤ نسبياً من حيث المستوى التعليمي والعقلي،الوسط الاجتماعي،المهنة،الدخل،المستوى الديني والخلقي.
-اعتبار الدين المقوم الأساسي لاختيار الزوج.
-البعد عن زواج المصلحة.
-تقديم خدمات إرشادية تتعلق بأساليب المعالجة الزوجية وإدارة الأسرة وتربية الأبناء.
6-2- الأسلوب الثاني (الأسلوب العلاجي) :
وذلك بدراسة الحالات التي تعرض عليها وبحث أسبابها وتشخيصها تشخيصاً دقيقا و العمل على علاجها واتخاذ الحلول اللازمة لتقديم الخدمات التي تساعد على زوال أسباب المشكلة ومن بين هذه المؤسسات التي تهتم بكل ما يخص الأسرة في جميع مراحل دورة حياتها هي مؤسسات الإرشاد الزوجي التي تقدم خدمات لمعالجة المشكلات التي تطرأ بعد الزواج بين الزوجين وتقترح حلول معينة وبرامج مخصصة لتنمية الدافع عندهما لحل الصراع .
خلاصة :
من هنا نستنتج أن ظاهرة التفكك الأسري ظاهرة اجتماعية عرفتها جميع المجتمعات في القديم والحاضر ، ولهذا فأن التحكم فيها أصبح مستحيلاً، ولكن على المجتمع أن يحاول التقليل من نتائجها السلبية التي تعود على الأطفال والمراهقين بالضرر، فتجدهم يشكلون جماعات لا تستطيع التكيف مع الوسط الاجتماعي أو المدرسي وهذا لانعدام التوجيه والرقابة ولهذا فإن على المدرسة أن تنظر إلى هؤلاء الأطفال على أساس أنهم يعانون من نقص ويعيشون بالفرق الموجود بينهم وبين زملائهم الآخرين، ونحاول هنا دفعهم إلى التفاعل والاحتكاك بالآخرين وذلك بتوفير الجوَ الملائم لهم داخل المدرسة وإعطائهم الفرصة في إظهار قدراتهم الخاصة وإبداء رأيهم بكل حرية وهذا كله حتى نتفادى تمردهم على المعايير المدرسية والتي تدفعهم إلى الانفصال عنها ليجدون أنفسهم في الأخير منبوذين من المجتمع أو في دار أعادة التربية.
قائمة المراجع :
- أحمد محمد مبارك الكندري ،علم النفس الأسري ،مكتبة الفلاح للنشر و التوزيع ، الكويت، الطبعة الثانية ، 1992 .
- محمد أيوب ألشحمي ،دور الفرق في الحياة المدرسية، دار الفكر اللبناني، ط1 ،سنة1994.
- محمد محروس الشناوي ،نظريات الإرشاد والعلاج النفسي ،دار الغريب، مصر ،بدون طبعة ،بدون سنة.
- صالح عبد العزيز،التربية الحديثة،دار المعارف،مصر،بدون طبعة ،سنة 1969
- محمد مصطفى زيدان،النمو النفسي للطفل والمراهق،المكتبة الجامعية ليبيا،بدون طبعة،سنة1972.
- محي الدين مختار ،محاضرات في علم النفس الاجتماعي ،ديوان المطبوعات الجامعية ،بدون طبعة،بدون سنة.
- معن خليل العمر،التفكك الاجتماعي،الطبعة العربية الأولى،دار الشرق للنشر والتوزيع،الطبعة الأولى سنة2005.
- نعيم الرفاعي ،الصحة النفسية،مطبعة ألكتبي الأردن ،ط1،سنة1975.
- ياقرشريف القرشي ،النظام التربوي في الإسلام ،دراسة مقارنة،دار المعرفة بيروت ،بدون طبعة.
- مسعود كسال، مشكلة الطلاق في المجتمع الجزائري، ديوان المطبوعات الجامعية، بدون طبعة سنة1986
- الأسرة على مشارف القرن 21 ، عبد المجيد منصور و زكرياء أحمد الشربيني ، دار الفكر العربي ، القاهرة ، الطبعة الأولى ، 2000 .
- Anne Baudier et Bernadette céleste , 2002 , le développement affectif et social du jeune enfant : faits et théories :regards actuels sur les interventions , 2em éd , Nathan université , ISBN : 2-09-191266-2 .186 p .
- Bourdieu ( p ) , a propos de la famille comme catégorie réalisée ,in : actes de la recherche en sciences sociales ( en ligne ) , décembre 1993 ,vol 100, pp 32-36.
- Jorge Alberto Serrano et Veronica Serrano , ruptures des liens familiaux et processus de socialisation de l’enfant ( article ) , interacao em psicologia ,2003.pp 103-110 .
- Michel Born, 2006 , psychologie de la délinquance , 2em édition , éditions de Boeck université , Bruxelles ,ISBN : 2-8041-5024-0 , 294 p .
- Winnicott ( d .w ) , 1999 , l’enfant le psyché et le corps , trad. . FR Michelin ( M ) et Rosaz ( l ) Payot , paris , ISBN : 2-228-89246-7 , 357 p .
[1] أحمد محمد مبارك الكندري ، علم النفس الأسري ” مكتبة الفلاح للنشر و التوزيع ، الكويت، الطبعة الثانية ، 1992 ص 24 .
[2] Bourdieu ( p ) , a propos de la famille comme catégorie réalisée ,in : actes de la recherche en sciences sociales ( en ligne ) , décembre 1993 ,vol 100, p 32.
- [3] Winnicott ( d .w ) , 1999 , l’enfant le psyché et le corps , trad. . FR Michelin ( M ) et Rosaz ( l ) Payot , paris , ISBN : 2-228-89246-7 , p91 .
[4] أحمد محمد مبارك الكندري، 1992: ص 25
[5] ( منقولة من المداخلة التي ألقاها المحلل النفساني Bernard chouvier من جامعة ليون 2 Lyon في محاضرته بعنوان : souffrance dans le lien familialيوم الاثنين 03 مارس 2014 بجامعة المحمدية بالدار البيضاء . المغرب )
[6] Anne Baudier et Bernadette céleste , 2002 , le développement affectif et social du jeune enfant : faits et théories :regards actuels sur les interventions , 2em éd , Nathan université , 186 p .
[7] عبد المجيد سيّد منصور، الأسرة على مشارف القرن 21 ، ، دار الفكر العربي ، القاهرة ، الطبعة الأولى ، 2000 . 26
[8] أحمد محمد مبارك الكندري، 1992: 182.
[9] أحمد محمد مبارك الكندري، 1992: ص 184
2-معن خليل العمر،التفكك الاجتماعي،الطبعة العربية الأولى،دار الشرق للنشر والتوزيع،الطبعة الأولى سنة2005،ص209.
1-سناء الخوالي،الأسرة والحياة العائلية،دار المعرفة الجامعية للنشر والتوزيع،الطبعة الأولى،بدون سنة،ص263.
-توماس جورج،سيكولوجية الأسرة،دار الجيل ،بيروت،ط1،سنة1998،ص84[12]
-نعيم الرفاعي ،الصحة النفسية،مطبعة ألكتبي الأردن ،ط1،سنة1975،ص436[13]
– توما جورج لخوري ، 1998،ص89.[14]
1 – محمد مصطفى زيدان،النمو النفسي للطفل والمراهق،المكتبة الجامعية ليبيا،بدون طبعة،سنة1972،ص 376.
1-صالح عبد العزيز،التربية الحديثة،دار المعارف،مصر،بدون طبعة ،سنة 1969 ،ص54.
1– محمد أيوب ألشحمي ،دور الفرق في الحياة المدرسية، دار الفكر اللبناني، ط1 ،سنة1994ص97.
1- ياقرشريف القرشي ،النظام التربوي في الإسلام ،دراسة مقارنة،دار المعرفة بيروت ،بدون طبعة، ص77.
-[20]محي الدين محتار ،محاضرات في علم النفس الاجتماعي ،ديوان المطبوعات الجامعية ،بدون طبعة،بدون سنة،ص152.
1– محمد محروس الشناوي ،نظريات الإرشاد والعلاج النفسي ،دار الغريب، مصر ،بدون طبعة ،بدون سنة ،ص18.