
سيميائيَّة العِنوان في سيرة فدوى طُوقان رِحلة جبليَّة رِحلة صعْبة
الأستاذ ضو سليم ، باحث في مرحلة الدكتوراه ، جامعة تونس
مقال نشر في مجلة جيل الدراسات الادبية والفكرية العدد 35 الصفحة 71.
المُلخَّص :
يُعدُّ الاهْتمامُ بالعتبات النَّصِيَّة من المسائِلِ الحديثةِ الموصولةِ بتحْليلِ الخطابِ وخاصَّةً بَعْدَ أنْ تَكَثَّفَ حُضُورُها اللَّافِتُ للانْتِباهِ في المُنْجز الأدبي الحديث فَلمْ يَعُدْ مدارُ اهْتمامِ الباحِثِينَ مُقْتصِرًا علَى المتْنِ الحِكائِي بلْ تجاوزهُ إلى ما يِحِفُّ بِهذَا النصِّ منْ ملاحِقَ و هوامِشَ و حواشِي باعتبارها نصًّا موازيًا يضطلعُ بوظائفَ شَتَّى لعلَّ أهمَّها على الإطْلاقِ وظيفةُ التّفسيرِ والإبانةِ آخذًا في التموقعُ ضِمْنَ الدِّراساتِ الأدبيَّةِ الحديثةِ . وقدْ جاءتْ سيرةُ فدوى طوقان غنيَّةً بهذهِ المُتعاليات النَّصِيَّة La Transtextualité كالعنوان و لوحة الغلاف و الميثاق السَّير ذاتي وكلمة النَّاشر و التَّصدير و الهوامش ، فكان اهتمامنا بها ضرورة يتوجبها البحْثُ باعتبارها مفاتيح قرائيَّة تُمكِّننا من ولوج النصِّ و اسْتكناه معانيه .
المفاتيح القِرائيَّة : التَّحليل السِّيميائي ، العتبات النصيَّة ، العِنوان ، التَّأويل ، الباثّ ، المُتقبِّل .
مُقدِّمة :
تَوجَّهت جُهود الباحِثِين منذُ أواخِرِ القرن الماضي إلى تخليص النصِّ من الوظيفة التَّقليديَّة و تعويضها بوظيفةٍ جديدةٍ أكْثَرَ ديناميَّةٍ يُصبحُ تعريفُ النصِّ من خلالها بِأنَّهُ نوعٌ من الانتاجِيَّةِ Productivité تتعالقُ عبرهُ الأنماط النصِّيَّة و تتقَاطعُ فيما بيْنها لِتُشكِّلَ علاقات عُبُور نصِّي ، فلم يعُد اهتمام الباحِثين مُركَّزًا على شِعريَّة المتن الحكائي بل تجاوزتهُ إلى الاهتمام بما يحفُّ هذا المتن و يُسيِّجهُ من عتباتٍ باعْتبارها نصًّا مُصاحبًا بكثافتهِ البنيويَّة و المعْنويَّة ، كما أولت هذِهِ الدِّراسات عنايةً فائِقةً بِالقارئُ باعْتبارهِ طرفًا بارزًا في إنتاج المعْنى ، فتحوَّلُ النصُّ بِذلك رهينَ تقبُّلهِ و ملك قارئِهِ الَّذِي يُخرجهُ من حيِّزِ الوجود بالقُوَّةِ إلى حيِّزِ الوجود بالفِعْلِ ، فكان بِذَلك اِنتقال الأدبِ من جماليَّةِ الإنتاج إلى جماليَّة التلقِّي . و في هذا الإطار يتنزَّلُ اهتمامنا بالسيرة الذاتية لفدوى طوقان و حواريتها في إطار مخْصُوصٍ منها هو العتبات وتحديدًا العِنوان لما لهُ من دورٍ وظيفيٍ هام لا يُمكن تجاوزهُ مُنتهجين في ذلك منهج التَّحليل السِّيميائي رغْبةً منَّا في تجاوز القراءات النَّقديَّة القديمة من ناحِية و باعتباره المنهج الأكثر ملاءمةً كون تحليل العنوان يقتضي تأويلًا و تفكيكًا لرموزه و شيفراتهِ نظرًا لأنَّهُ رسالة مُشفَّرةٌ تؤدِّي دورا تواصُليًا بين مرسل ومُتقبِّلٍ.
1 . العتبات : المُصطلح و المفهوم .
يُعَدُّ الباحِث الفرنسي جيرار جينيت Gérard Genette أوَّلُ من عُنيَ بالاشْتغال على مُصطلح العتبات و نظَّرَ أوَّلًا من خلال كتابِهِ أطْراس Palimpestes 1982 – باعتبارهِ واحد خمسةِ من المُتعاليات النصِّيَّة [1] transtextualité – ثُمَّ طوَّرهُ نظرِيًّا من خِلال كِتابِهِ عتبات Seuils 1987. حيثُ يتناولهُ بتعريف أكثرَ دِقَّةٍ من جِهةِ الحدِّ و ذَلِك بِحْصِرهُ في جُملةِ العناصِرِ المُحيطةِ بِفضاءِ النصِّ ” من سِياجٍ أوَّلِي و عَتَباتٍ بصرِيَّة و لُغوِيَّة ” [2] مُشبِّهًا أيَّاهُ بالعتبة بين النصِّ وخارجِهِ ، و من جِهة الوظِيفة la fonction التي تتركَّزُ بالأساس في ” ضمانِ تواجدهُ [ أي النصّ ] في العالم ، وتقبُّلهِ و اسْتهلاكهِ ، على أساسِ أنهُ كتاب ” [3] . فالعتبات وِفْق هذا التَّعريف هو تِلْك النُّصوص المُقْتضبة تركيبيًا الكثيفة معنويًّا المُسيِّجَة لِبِنْيَةِ النصِّ الأصْلِي المُوضِّحة لما اُبْهِم من معانيهِ. ” على أنَّ المُصْطلحَ و مُنْذُ نظَّرَ لهُ جينيت، ونزَّلهُ في مَقُولاتهِ … ما يزالُ يَتأرْجحُ اصْطلاحًا عنْدَ الاشْتغال النَّقْدِي حالَ ترْجمتهِ وتلقِّيه في المنظومة النَّقديَّة العربيَّة ” [4] فتنوَّعت تعريفات المُهتمِّين بهذا الحقل المعرفِي و اِخْتلفتْ ، إذْ ترْجمهُ أحمد بنيس [5] بالنصِّ المُوازي و يستعمل كمال زيتوني [6] مُصطلح لوازم النصّ و يُترجمهُ سعيد يقطين [7] بالمُناصصات و تترجمه الدُّكتورة جليلة طريطر [8] بالنصّ المُؤطَّر و يُترْجِمهُ فَتْحِي الخلِيفِي [9] بالنصّ المُصَاحِب .
إنَّ هذه الترجمات على تباينها واصطراعها المصطلحي تتَّفِقُ في جوهرها وهو أنَّ العتبات النصِّيَّة هي نصٌّ مُصاحبٌ للنصّ الأصلِي يُؤطرهُ و يحُفُّ بهِ ليكمِّلَ معناهُ . وقدْ تولَّدَ عن هذا المُصطلح مُصْطلحانِ هُما النصّ المُحيط المُصاحب Péritexte[10] وهو النصّ المُصاحب الحافّ بالنصّ الأصلي المتموضع على صفحات الكتاب و غلافهِ و ينشطرُ إلى ضرْبيْنِ أولهُما نصُّ المحيط النَّشري Péritexte Editorial [11] و نعْني بهِ كُلَّ ما يقعُ تحْت مسؤوليَّةِ النَّاشِرِ كلوحة الغلاف و اللون و حجم الخطّ و نوعه و كلمة النَّاشر وثانيهُما نصُّ المُحيط التَّأليفي Péritexte Auctorial و نعني به ما يتعلَّقُ بالكاتب أو المُؤلِّف صاحب النصّ كالعنوان و التَّصدير والفاتحة النصِّيَّة و الهوامش. أمَّا المُصطلح الثَّاني فهو النصّ الفوقي Epitexte وهو لواحق النصِّ “تنضوِي تحتهُ كُلُّ الخطابات الموجودة خارج الكتاب كحلقة وصْلٍ تضُمُّ المحاورات والاستجوابات واللقاءات و المراسلات والرسائل الحميميَّة .. ” [12] و ينقسمُ إلى نوعينِ الأوَّلُ النصّ الفوقي النَّشْري Epitexte Editorial و يضُمُّ الإشهارات والمنشُورات والمُقابلات و المُذكَّرات و الثَّانِي النصّ الفوْقِي التَّأليفي Epitexte Auctorial و يشملُ المُناقشات و النَّدوات والرَّسائل الخاصَّة إلخ .
العتبات النصِّيَّة وفْق هذا التَّعريفِ إذن تُحقِّقُ المعادلة التالية : نصّ محيط [نشري وتأليفي]+ نصّ فوقي [نشري و تأليفي]
نُجمل ما سبق ذِكرهُ في الجدول الآتي الذي رسمه النَّاقد الفرنسي Philippe Lane في كتابهِ La phabrique des sciences sociales[13]
النصّ المُصاحب التَّأليفي | النصّ المُصاحب النَّشْري | ||
النصّ المُحيط | النصّ الفَوْقي | النصّ المُحيط | النصّ الفَوْقي |
اسْم المُؤلِّفالعنوان الرئيسي العناوين الفرعيَّة الاهْداءات التَّصديرات المُقدِّمات الإشارات | النصّ المُحيط العام الحِوارات الإذاعية والتَّلفزية اللقاءات المُقابلات النَّدوات النصّ المُحيط الخاصّ المُراسلات اليوميَّات النُّصوص الأوليَّة | الغِلافالجِلادة شهادات الكاتب | الإشهارقائمة المنشورات دار النَّشر وإصداراتها |
- . سيميائيَّة العِنوان (رِحلة جبليَّة رِحلة صَعْبة )
تتنزَّلُ قراءتُنا للعنوان سيرة فدوى طوقان في سياقِ رغبتنا في اسْتنطاق معاني هذا النوع من المناصّ ومحاولة تأويله في حدود ما تسْمح به القراءة السيميائيَّة [14] و ربْطها بالمتْن الحكائي دلاليًّا ، و لمَّا كانَ ” الموضوع الرَّئيس للْسيميائيَّات هُو السَّيرورة المُؤدِّية إلى إنتاج الدَّلالة أيْ ما يُطلقُ عليْهِ في الاصْطلاح السِّيميائي التِّدلال Sémiosis ” [15] فقدْ وجدْنا أنْفُسنا مُطالبينَ بالاسْتعانةِ بالمُقاربة التَّداوليَّة Pragmatique [16] باعتبارها تدرسُ المَعْنى الَّذِي يقْصِدهُ المُتكلِّم و كيْفِيَّة تلقِّيهِ و تأويلهِ و علاقات التَّفاعل التي يُنتجها بيْن الباثِّ و المُتقبِّلِ ، فالعتبات النصِّيَّة عِبارة عنْ رسائل مُشفَّرة مُرْسلة من باثّ (مُؤلِّف) مُنْشِئ للخِطاب يحْملُ الرِّسالة بأبعاد تعبيرية Fonction expressive و أخرى اِنْفِعاليَّة Fonction émotive نحْو مُتقبِّل (قارئ مُؤوَّل) مُضْطلِعٍ بِوظِيفةِ فكِّ شفراتِ النصِّ و تأوِيل ما غمُض فيهِ Fonction conative عبر رِسالة (الخِطاب) تتمظهرُ قوَّتها في شِعريَّتها Fonction poétique ، لا تَتِمُّ عمليَّة تأويلِها –العتبات النصِّيَّة- إلَّا ضِمْن سِياقات التَّداول و التلقِّي ” فالمعْنى لا يُوجدُ خارِج هذه العمليَّات ، إنَّهُ ينْبَثِقُ من الإنتاج و الاسْتِهلاك و التَّداوُل (…) فالمعْنى لا يُوجدُ إلَّا ضِمْن سِياقٍ و ضِمْن شُروطٍ خاصَّةٍ للْتلقِّي تُحدِّدُ لهُ أبعادهُ و امْتِداداتهُ ” [17] . فالعتبات النصيَّة غير مفصولة عن مقامات التلقِّي فهي تشترط قارئا نوعيا له أليات معرفية فتتشكل بذلك قرائيّا و هو ما يحيلنا على نظرية التلقي التي نشأت منذ الستينات (1967) بألمانيا الغربية و تُنسب إلى جامعة ” كونستانس” و تدعو هذه النظرية إلى تجاوز نظرية الأداب الكلاسيكية و إعادة بناء الأدب على اُسس منهجية جديدة منطلقة من القارئ صاحب الدور المركزي في تشكل العمل الأدبي .
و قد اقتصرنا في تحليلنا للعتبات النصيَّة في سيرة فدوى طوقان على العِنوان فحسب لأسبابٍ إجرائيَّة ، و مسار هذا التَّحليل الانْطلاق بدراسة بِنية العتبة فنيًّا واُسلوبيًّا ثُمّ التطرُّق إلى معانيها الضمنيَّة الثَّاوية خلف معانيها المُباشرة وُصُولا إلى اسْتنتاج وظائفها . و قدْ حاولْنا خلال عمليَّةِ قراءتنا لهذه العتبة التقيُّد بِشرْط الموضوعيَّة ضمانًا لِصحَّةِ المعْنى و اِستجابة لِسلامة التَّأويل ، و نقْصِدُ بالموضوعيَّةِ هُنا تجاوُز البُعْد النَّفْعي البراغماتي الذي من شأنهِ أن يُخِلَّ بِالمعْنى .
- سيميائيَّة العِنوان (رحلة جبليَّة رحلة صعْبة ) .
تنامى الوعْي و الاهْتمام بظاهرة العنونة منذُ أواخر القرن الماضي حين ظهرت محاولاتCharles Grivel شارل جريفل في كتابهِ Production de l’intérèt romanesque la haye [18] ، قبْل توسُّع المفْهوم و تبلوره مع Leo H. Hoek ليو هوك في كتابه [19] La marque du titre الذي آذن بميلاد علم جديد يُعرف بعلم العنونة La Titrologie وهْو ما أدَّى إلى تبلور مفهوم العنونة و وظائفها و التي صارت تكتسح حيزا هاما في قضايا الخطاب النقدي باعتبار العنوان واحدا من المصاحبات النصية التي تسند المتن و تحفِّزُ على قرائتهِ ، و قد كانت محاولة جيرار جينيت Gérard Genette في كتابه عتبات الذي خصص الفصل الثَّالِث منهُ لدراسةِ العنوان و أنواعهِ و وظائفهِ محاولة رائدةً في هذا المجال رغم أنَّهُ لم يُخصِّص كتابا كامِلا لهُ .
و تنْبعُ أهميَّةُ العِنوانِ من كوْنهِ أوَّلَ ما يُصافِحُ ناظريْ المُتلقِّي و أوَّلُ ما يجبُ التَّرْكيز عليْه و تحليلهِ باعتبارهِ عتبة نصيَّة ذات حمولة دلاليَّة كثيفة تختزلُ معاني النصّ إذْ يُجسِّدُ العِنوان ” أعْلى اِقْتِصاد لُغوي مُمكن و هذه الصِّفة على قدْر كبير من الأهميَّة ، إذْ أنَّهَا – في المُقابِلِ – ستفْترضُ أعْلى فعاليَّة تلَقِّ مُمْكنة ، حيْثُ حَركة الذَّات أكْثرُ اِنْطلاقًا و أشدُّ حريَّةً في تنقُّلِها من العنوان إلى العالم والعكْس “[20]. فالعِنوان على بِنْيتهِ اللُّغويَّة شدِيدة الاِخْتِزال يُؤسِّسُ ضرْبًا من العلاقة التَّفاعُليَّةِ التبادُليَّةِ في آن بيْن المُرْسِلِ (المُؤلِّف) و المُرْسل إليْه (المُتلقِّي) فالأوَّل يُعلنُ و يُثيرُ فُضول القارئ و الثَّانِي يُفسِّرُ و يُبيِّنُ و يُزيلُ هذا الغموض ، فيتحوَّلُ القارئ مُرْتكزًا تأويليًا يُعنى بِبناء الخِطاب التَّأويلي لِمقاصِد الباثّ ، فالعتبات النصِّيَّة على اختلافِها تطْرحُ ضرْبًا منَ المعْرِفة المسْكوتِ عنْها تُنتجُها الذّاكِرةُ المُؤوِّلة الَّتي تُؤسِّسُ لِلْخِطاب التَّأويلي ، إذْ يرْتبِطُ العنوان بِ “اِحْتمالات دلاليَّة تفْتحُ للقارئِ أفق اِنتِظار ، إمَّا للمُساءلةِ أو لِإعادةِ فهْم منْطق الحِكاية بِما يُكثِّفُ لحظاتها و يُحدِّدُ محكياتها ” [21] . بيْد أنَّ ذلكَ يشْترطُ درايةً واسعةً و معْرِفةً كافيةً من المُتقبَّلِ حتَّى يكون الحوارًا ناجعًا و مُثْمرا ، ف ” عندما يسْتقِلُّ النصّ المكْتوب عنْ مُبدعهِ ، يبْدأ في البحْثِ عنْ منْ يُبْدعهُ أيْ يخْلقهُ خلْقًا جديدًا ، و يمْنحهُ قُدرةً بِها يحْيَا و يتجدَّدُ . هذَا المُبدع هو القارئ المُتأوِّل للنصّ ” أو ما اُصْطلح عليه بالمؤلِّف المُضمَّن l’auteur impliqué غير أنَّ هذا الضَّرب من النَّشاط الذِّهني ليس بالأمر اليسر الهيِّن لأنَّهُ حدثٌ ” يقومُ على آليَّات أفاض النُّقَّاد و الفلاسفةُ المُعاصِرون في تحليلها ، و شرح مُختلفِ أبعادها و اِنعكساتها في حياةِ الأفراد و الجماعات ” [22] .
إنَّ كُلّ فعل تأويل يباعدُ بيْن النصِّ و مُؤوِّلهِ عبر ما يُضفيهِ عليهِ هذا الأخيرُ من سيلِ دلالاتٍ و استنتاجات فالمعنى و كما هو معلوم لا يأتي إلى الشيء إلَّا من خارجهِ ، بالتَّالي فكُلُّ فِعل تأويل هو إخصاب للنصِّ و إثراءٌ لهُ .
و دراستنا لسيميائيَّةِ عنوان الأثر محلِّ عنايتنا يقتضي مِنَّا بدْءًا الانْطلاق ببنيتهِ الفنيَّةِ التركيبيَّة مرورًا إلى استقراء أبعادهِ الدَّلاليَّة ، رِحلة جبليَّة رحلة صعبة ، نحنُ إزاء تَرْكيبٍ بدلِي يَتألَّفُ من مكونينِ اثْنيْنِ الأوَّلُ مُنهما مُبدلًا منهُ مُركَّبًا نعْتِيًّا [رحْلة جبلِيَّة] و الثَّاني بدلًا وردَ هو الأخر مُركَّبًا بالنَّعْت [رِحلة صعْبة] ، و البَدلُ ههُنا هو المقْصُود هو المقْصُود الأساسي لدى الكاتبة فرحلة صعْبة بدل من الرحلة الجبليَّة وهو غاية المُؤلِّفةِ . مع الأخذ بِعين الاعْتبار أنَّ هذا المُركَّب البدلِي يُمكنُ أنْ يكون خبرًا مرفوعًا لِمبتدأ محذوفٍ مثال [هذهِ الرِّحلة] أو [هي] .
أمَّا مضمونيًّا فالعنوان يضعنا مُنذ الوهْلةِ الأولى أمام معنى الرِّحلة فأوَّلُ ما يتبادرُ إلى ذهن القارئ الخالي من أي مرجعيَّة أو مقصديَّة أيديولوجيَّة قبل قراءة المتن الحكائي أنَّهُ إزاء أثرٍ ينتمي إلى دائرةِ أدب الرَّحلات أي الأدب ” الذي يصور فيه الكاتب ما جرى له من أحداث وما صادفه من أمور أثناء رحلة قام بها لأحد البلدان” [23] كقِصَّة حول العالم في ثمانين يوْمًا لجول فيرن أو زهرة العمر لتوفيق الحكيم أو أبو الهول يطير لمحمود تيمور أو تُحفة النُّظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار المعروف برحلة ابن بطوطة ، لكنّها رحلة غير مُحدَّدة بمكان فالعنوان لا يُشيرُ إلى مكانٍ مُحدَّدٍ بعيْنهِ عدا الجبل و الجبلُ مكان مفتوحٌ لا متناهي . هذا إشكال أوَّلُ يطرحُ قضيَّة التصنيف الاجناسي للأثر بيد أنَّ هذا الإشكال قدْ يُتجاوز لا سيما وقدْ اُتبع العنوان بإشارة أسفله كُتبت بخطٍّ أقلّ سُمكًا تضمَّنت إشارة صريحة و واضحة إلى انتماء النصّ إلى خارطة الأدب المرجعي و السير الذاتي منه تحديدا و بالتالي الحسم في شأن هذا الإشكال . إنَّنا نلاحظُ في هذا السِّياقِ أنَّ المضمون الدَّلالي للعِنوان لا يَشِي بِالمضمون السَّير ذاتي للكتاب ، فصيغة العنوان لا تمُتُّ بِصِلةٍ لأكثر العناوين انتشارًا في جنْس السِّيرة الذاتيَّة من قبيل “حياتي بِقلمي” لنبوية موسى أو “أوراقي حياتي” لنوال السعداوي أو “أيَّام من حياتي” لزينب الغزالي أو “شرائط ملوَّنة من حياتي” لليلى عسيران ، فالمُؤلِّفة اختارت الانزياح عن مرجعيَّات الكتابة السَّير ذاتية كما استقرَّت في المدونة العربية خاصَّة النسوية منها و نحن نُرجعُ هذا الأمر إلى سبب رئيس مفادهُ أنَّ فدوى طوقان مثلها مثل عائشة عبد الرحمان المعروفة ببنت الشاطئ و ليلى عثمان ينتمين إلى جيل الكاتبات اللائي تبلورت معهُنّ معالم الكتابة الذَّاتيَّةِ و خرجن من شرنقةِ التَّقليد إلى مرحلة الابتداع والتَّجديد مبنى و معنى .
ثاني الإشكالات التي يطرحها العنوان قضِيَّة تعدُّد المعنى و التباسه في ذهن القارئِ إذْ تتميَّزُ بعض العناوين بِتعدُّد معانيها غير أنَّ هذا الالْتباس يسْتطيعُ المُتلقِّي فكَّهُ عن طريقِ المعْنى السِّياقي ، بِمعْنى أنَّ الباثَّ يُوظِّفُ العلامة و يُكيِّفُها وِفْق رغباتهِ و وِفْق ضرورات السِّياق و ما على القارئ المُؤوِّلِ إلَّا أن يتدبَّر المعنى و قصْد الباثِّ إذْ ” تعْرضُ الرِّسالةُ مُستويَيْنِ منْ مُستويات المعْنى : معْنًى تقْنِيًّا يقُومُ على قاعِدة من القواعِد و معْنى شِعْرِيًّا يُعطيه المُتلقِّي اِنْطلاقًا من الأنساق التَّأويليَّة الضِّمنيَّة و الَّتي جعلها الاسْتعْمالُ اِجتماعيَّة و تواضُعيَّة إلى حدٍّ ما ” [24] . فالعنوان رحلة جبليَّة رحلة صعبة يكتسبُ احتمالات دلاليَّة مُتنوِّعة ” يصْعبُ عليْنا إزاءها ترجيح هذا الاحْتمال أو ذاك ” [25] إلَّا عند الفراغ من قِراءةِ النصِّ فالمعنى يظلُّ مفتوحًا غيْر مُكتمل يُثيرُ في القارئ الحيْرة و الفُضول حدّ الانتهاء من قراءة المتْن عندئذٍ فقط يكتسبُ العنوان حمولته الدَّلاليَّة التي رسمها له الكاتِبُ . أوَّلُ هذه الاحتمالات ما تعلَّق بِلفظ الرحلة هل هذه الرِّحلة خروج عن السَّائد أمْ هي بداية مرحلة تغيير مسار ووعي بواقع مخصوص و هلْ هي رحْلةٌ في الوعي أي وهمية فقط أم في الواقع المعيش للمرأة ، ثاني هذه الاحتمالات ما اِتَّصِلُ بكلمة جبل ورمزيتها هل للجبل في هذا الصَّددِ معنى الهويَّةِ الذكورية في العلوّ والرفعة أم له أبعاد أنثوية مُضمرة و مخْفِيَّة ؟ فالجبلُ كمكانٍ هو ” مُعْطى سيميائي مشْحون بِالقِيمِ و الدَّلالاتِ الرُّوحِيَّة و حُضُورهُ يَتغلْغلُ في أعماق الشَّخصيَّة ” ، ثُمّ كلمة صعبة هل تنمّ عن صراع داخلي تحياهُ المرأة الساردة في علاقتها بذاتها و أنوثتها التي حتَّمت عليها واقِعا بعينهِ تحياهُ في ظِلِّ تفشِّي العادات و التقاليد و سيطرة الثقافة الذكورية التي تجعل من الرجل قُطبًا ومركزًا تحومُ في فلكه المرأة ، أمْ صراع بالآخر الرجل الَّذِي أسفَّ في الإساءة للمرأة بدعوى ضعفها و قصُورها و عجزها أمام ما منحته إيَّاه الثقافة من ترسانة امتيازات خولت له هذه الغطرسة .
إنَّ هذا الاصطراع الدَّلالي و التأرجح التَّأويلي يُخْضِعُ عمليَّة قِراءةِ العِنوان إلى الانتقاء ” و الانْتقاء لا يُمكنُ أنْ يكون سوى اِخْتيار إيديولوجي ، أيْ انْحِياز إلى تحقُّق على حِساب تحقُّقات أخرى مُمكنة ” [26] دون إخلال بالمعنى أو مسٍّ من قصْدِيَّة الباثِّ ، فالقارئ المُؤوِّل ” يدخُلُ إلى العملِ من بوَّابةِ العِنوانِ مُتأوِّلًا لهُ وموظّفًا خلفيتهُ المعْرفيَّة في اسْتنطاق دوالِّهِ الفقيرةِ عددًا و قواعد تركيب و سِياقًا ” [27] .
إنَّ معرفتنا بالظرْفيَّة التي كتبت فيها فدوى طوقان هذا الجزء الأوَّل من سيرتها الذاتيَّة و الظروف التي حافت بهذه الكتابة و الخلفيَّة الإيديولوجيَّة للمُؤلِّفة يجعلنا نُجزمُ قطْعًا انَّ هذا العِنوان شديد الارتباطِ و الصِّلةِ بالواقِع السِّياسي و الاجْتماعي الَّذِي عاشتهُ الكاتبة وهي تُواجِهُ طُغيان أنساق المشروع الذُّكوري الاستلابي الذي شبَّهتهُ الكاتبة بِ ” طاحون القهْر الاجْتماعي ” هذه العبارة الَّتي كثيرًا ما تسْتعْملها طوقان لِتُعبِّر عنَ الطَّوق الاجْتماعي الذي يخنقها و يسعى إلى قمع المرأة و وأدها رمزيًّا ، إنَّ الرحْلة التي تُشيرُ إليها الكاتبة من خلال العنوان هي رحلة بحث عن الذَّاتِ و مُحاولةِ إثباتها في مواجهة الذُّكورةِ كبناءٍ ثقافي ، تنطلقُ من تمرُّدها على أنوثتها التي أربكت تقدمها و حالت دون تحقيق مطمحها بِمحاولة طمسها و إخفائها حينا و تشبهها بالرجل حينا آخر ليتطوَّر الأمرُ إلى رفْضِ الثوابت الاجْتماعيَّةِ والتَّشكيك في مُسلَّماتها و هو خُطوة أولى في هذا المشوار الطويل الشاقِّ الذي تتوق في نهايته [قمَّتهِ] إلى تحقيق حُلم المساواة و إثبات الذات ، و الجبلُ في سيرة فدوى طوقان كثيرًا ما كان المكان الذي تشعر فيه بتحررها بعيدا عن منغصات البيت و أوامر ونواهي أرباب الأسرةِ لا سيما عندما تكون صُحبة شقيقها إبراهيم الذي كان سندا حقيقيًا لها ، إنَّها رحلة مشبوبة بالمخاطر غير مأمونةِ العواقِبِ لأنَّ سُلطة الضَّبط الاِجتماعي تحول دون أي محاولة تغيير من شأنها أن تُخلخل موازين القوى و تُحدثَ انقلابًا في المفاهيم و المواضعات . لذلك شُبِّهت بالجبل في ناحية منها و وجه الشبه في ذلك وعورة الطريق و صُعوبتها فطريق الحريِّة طريق وعرة مليئة بالأخطار والمصاعبِ ، لذلك كُلَّما تقدَّمت الكاتبة في رحلتها شوطًا إلَّا و تقهقرت أشواطًا فهي كرحلة سيزيف الأسطوريَّة و الصَّخرة التي كلَّما دفعها نحو القِمَّة تدحرجت إلى الأسفلِ .
يدخلُ العنوان بناءً على ذلك في علاقةِ تناصٍّ Intertextualité [28] مع الميثولوجيا الإغريقية و مع قِصَّة سيزيف تحديدا ، و إذا كانت قِصَّة سيزيف تُلخّصُ حكم الآلهة على سيزيف بدحرجة الصَّخرة باستمرار إلى قِمَّة الجبل التي كُلَّما أدركها هوت الصَّخرة منه نحو الحضيض لثقلها ، فإنَّ رِحلة الكاتبة هي رحلةُ جيل بأكمله أثقله عبْء ثقافة المجتمع الذُّكوري بمفاهيمه الخاصَّة حول الذُّكورة و الأنوثة التي بمُقتضاها مُنح الرَّجل أحقِيَّة اضطهاد المرأةِ و حرمانها أبسط حقوقها ، هذه الرِّحلة الجبليَّة التي كُلَّما أوشكت الكاتبةُ بلوغَ قِمَّتها و إعلان راية النَّصْرِ إلَّا و عادت القهقرى ، فقد مثَّلت وفاةُ الشَّقيق إبراهيم خنجرًا غُرس بين أضلع السَّاردة فبوفاتهِ وجدَ أرباب العائلةِ مجالًا لإعادة مُصادرةِ حقوقها و الزجِّ بها داخل أسوار السِّجن الحريمي بعد أن تمكنت من تحقيق شوطٍ بارز من الحُريَّةِ [29]، و مع خروجها من “القمقم الحريمي” و التمكُّنِ من تحقيق واحد من أهمِّ الحقوق التي ناضلت لأجلها صادف حدث مرير آخر ظلّ يُشكِّلُ شرخًا غائرًا عميقا في نفسها و في نفس أمَّة بأسرها ألا وهْوَ سُقوط فلسطين بين براثن الاحتلال البريطاني سنة 1948 الذي معهُ اِنطلقت الرِّحلة الأصعب ، و إذا كانت ملحمة سيزيف و رحلته رحلةً عبثيَّة لا جدوى منها ، بلْ مُجرَّدُ عقابٍ سلَّطتهُ عليْه الآلهة فإنَّ رحلة فدوى طوقان تنبع من واقعٍ مرير تشعرُ فيه الكاتبة باللامساواة مع نظيرها الرَّجُلِ الَّذِي سعى عبثًا إلى إرباك مسار هذه الرِّحلة و وأدها منْذُ انْطلاقِها تارةً بالتَّشكيك في قيمتها و جدوى ما تفعلهُ لا سيما عندما اختارت الكتابة و نظم الشِّعر طريقا نحو تحقيق ذاتها المسلوبة نظرًا لكوْن التعلُّم يمثلُ علامةً بارزةً و نُقلةً نوعيَّة في مسار المرأةِ ، و طورًا بالنَّهي و الزَّجرِ كعندما مُنعت من تلقِّي دروس خُصوصيَّة لدى فتاة مسيحيَّة أو لمَّا تلقَّت قرارًا يمنعها من المراسلات الأدبية التي كانت تقيمها مع الشَّاعر المصري علي محمود طه رُغما من خلوصها من كُلِّ شائبة .
إنَّ هذه القيمة الدَّلاليَّة للعنوان ما كُنَّا لنبلغها لولا قراءتنا المُتأنِّية للمتْن السيرذاتي اِطِّلاعنا على الخلفية المعرفية و الإيديولوجية للكاتبة التي استقيناها من خلال ما اُقيم معها من محاورات و ما أدلت به من شهادات يسَّرت علينا استقراء العنوان في مُختلف أبعادهِ المعرفيَّة ” من هُنا كانتْ أهميَّة الحدْس الفنِّي في اِختيار العِنوان من قَبِيلِ المُبدع و أهميّةِ الحدْس النَّقْدي في تلقِّي العِنوان من قِبلِ القارِئِ العارِفِ ، و هُنا يلْتقِي حدْسانِ حدْس (المُرسل المُبدِع) و حدْس (المُتلقِّي القارئ العارف) في محطَّة أولى أو عتبة أولى هي العِنوان ” [30] .
إنَّ العنوان “رِحلة جبليَّة رحْلة صعْبة” بوصفه ملفوظًا لغويًّا على قدرٍ من الاختزال والكثافة الدَّلاليَّةِ يُؤدِّي جُملةً من الوظائفِ هي نفْسُها الَّتي حدَّدها جيرار جينات Gérard Genette في كتابه عتبات و التي حصرها في أربعِ وظائف وهي على التَّوالي :
1 . الوظيفة الأولى : الوظيفة التَّعيينيَّة Fonction Désignative ف ” العِنوان هو اسْم الكِتابِ ، و على هذا النحو يتمُّ استخدامهُ للتَّسمية يعْني للتعيين كذَلِكَ على وجه الدِقَّةِ و الخُصُوصِ ” [31] فعنوان الكِتاب كاسْم العلم بالنِّسبة للشَّخصِ به يُعرفُ ويُميَّزُ عن الغيْرِ ، على هذا النَّحو ينهضُ العنوان بتعيين désigner الهويَّة الأجناسيَّة للكِتاب شعرا أو نثْرًا وهو ما يُعرفُ بالعناوين الإخباريَّة Titres rhématiques أو تعيين موضوع الأثر و هو ما يُعرفُ بِالعناوين الموضوعاتيَّة Titre thématique[32] ، وهْي عينُ الوظيفة التي اضْطلعَ بها العنوان (رِحلة جَبليَّة رحلة صَعْبة) ، فالعِنوان في النصّ النَّثْري ينزاحُ عن الإيحاء و التَّرميز لِيميلَ أكثرَ إلى الموضوعيَّة ” فإذا كانتْ العنونة في الشِّعر كثيرًا ما تميلُ إلى الإيحاء و تُطيحُ بتوقُّعات المُتلقِّي و تتكتَّمُ على نفْسِها و تُراوغُ و تتمنَّعُ فإنَّ بعْض العنْونة في حَقْلِ النَّثْرِ سواءً أكان عِلْميًّا أم أدبيًّا تبْدو أكْثَرَ إخلاصًا إلى الإحالة و التَّعيين و أقلَّ رغْبةً في المُراوغةِ و التكتُّمِ ” [33] ، و رُغم نِسبيَّةِ تطابُق هذا الرَّأي مع العنوان الذي ندرُسُ إلَّا أنَّنا نوافقهُ في بعض جوانبِهِ وهي ميْلهُ نحو الإحالة المُباشرة و التَّعيين أكثر من إغراقهِ في المُراوغةِ و التَّرميز .
- الوظيفة الثَّانية : الوظيفة الوصْفِيَّة Fonction Descriptive و “هذه الوظيفة كما يُظهِرها الاسْم تَصِفُ النصَّ و تُشيرُ إلى محتواه ، هذا التَّعيين للعُمق النصِّي يتحقَّقُ عبر طرائِق مُختلفة ” [34] فنيَّة و مضونيَّة مختلفة . فقد دلَّ العِنوانُ كما أشرنا إلى ذَلِكَ سالِفًا على معاني الرِّحلة و ما يتفرَّعُ عن هذا المعْنى الرِّئيس من معاني فرعيَّة ثاوِية .
3.الوظيفة الثَّالِثة : الوظيفة الإيحائيَّة Fonction Connotative وهي تتماثلُ إلى حدٍّ كبير مع الوظيفة الوصْفيَّة فالعنوان في سيرة فدوى طوقان أسهم بحدٍّ ما من الإشارةِ و الإيحاءِ إلى مضمون النصِّ ، ف “وظيفة العنوان في الأدب لا يُمكنُ أنْ تكونَ مرْجِعيَّة أو إحاليَّة فحسْب بل إنَّ من واجِبِ العِنوان أنْ يُخْفي أكْثَرَ مِمَّا يُظهر و أنْ يسكُتَ أكثرَ مِمَّا يُظهر و أنْ يسْكُتَ أكثر مِمَّا يُصرِّحَ لِيعْملَأُفق المُتلقِّي على اِستحضار الغائب أو المسكوت عنهُ أو الثَّاوي تحت العِنوان ” [35]
- الوظيفة الرَّابعة : الوظيفة الإغرائيَّة Fonction Séductive و ” هي في ذات الوقت ملموسة وحثٌّ شديد الخفاء على الاقتناء والقراءة ” [36] لذلك ” تُعدُّ لحظةُ وضْع العِنوان أو اِختيارهِ لحظة حرجة لأنَّها لحْظة تأسيس إمَّا لاستراتيجيَّة إغرائيَّة قادرة على شدِّ اِنتباه القارئ و حَمْلِهِ على المُتابعة رَغْبةً في التَّواصُل و الاسْتكشاف وإمَّا أن تصُدَّهُ عن المُتابعة و التَّواصُل ” [37] . هذه الوظيفة على قدر كبير من الأهميَّة خاصَّة لدى النَّاشرين لأنَّ العنوان الجيد يُمثِّل أهم واسطة لبيع الكتاب .
الخاتمة :
صَفوةُ القوْلِ أنَّ العِنوان في المُنجز الأدبي الحديث يتمتَّعُ بموقع استراتيجيّ و مُنعزل حتَّى أنَّهُ يسْتوي كاللافتة المُنبِّهة في الطريق يستوْقِفُ قارئهُ اضْطرارًا فلا يسْتغْني عنهُ ، و قدْ قادنَا تحليلنا لعنوان سيرة فدوى طُوقان “رِحلة جبليَّة رحلة صعْبة” إلى جُملة من الملاحظات أوَّلُها أنَّ العنوان يُمثِّلُ اختصارًا لُغويًّا و اكتنازًا دلاليًّا في آن و هذا ما يجعلهُ محلَّ تأويلٍ لأبعاده المعنويَّة . ثاني هذه الملاحظات يتلخَّصً في ما يشوب العنوان من التباسٍ و تعدُّدٍ في المعنى فغالبًا ما يكونُ العِنوانُ مُموِّهًا و مُراوغًا يحملُ القارئ إلى المعنى البعيد الغامضِ . ثالثُ هذه الملاحظات أنَّ هذه العتبة النصيَّة على اخْتزالها تؤدِّي وظائفَ شتَّى بما يجعلها بمثابة النصِّ الموازي و إنْ كان البَحْثُ في هذا النصِّ المُوازي جُهدًا ضنينًا مُتواضِعًا من قِبل الدَّرس النَّقدي مُقارنةً بما لقيته النُّصُوص المُحتوى من تحليلٍ متواترٍ مُتكرِّرٍ في الغالب .
قائمة المصادر و المراجِع
المصادر
- فدوى طوقان ، رِحلة جبليَّة رِحلة صَعْبة ، دار الشُّروق للنَّشر و التَّوزيع ، ط 2 ، 1985
المراجع العربيَّة
- أحمد بنيس ، الشِّعر العربي الحديث بنياتهُ و إبدالاتهَا التَّقليديَّة ، دار توبقال للنشْر ، الدَّار البيْضَاء ، ط 1 ، 1989 .
- جليلة طريطر ، مُقوِّمات السيرة الذَّاتيَّة في الأدب العربي الحديث ، بحث في المرجعيَّات ، مركز النَّشر الجامعي ، مؤسَّسة سعيدان للنَّشر ، 2004 .
- جليلة طريطر ، في شِعريَّة الفاتحة النصِّيَّة ، حنَّا مينه نموذجًا ، مجلَّة علامات في النَّقد ، المُجلَّد 7 الجزء 29 ، سبتمبر 1998، النَّادي الثَّقافي ، جدَّة ، السُّعوديَّة .
- رشيد بن مالك ، السِّيميائيَّات السَّرديَّة ، دار مجدلاوي للنَّشر و التوزيع ، ط 1 ، 2006
- سعيد بنكراد ، السِّيميائيَّات مفاهيمها و تطبيقاتُها ، دار الأمان ، الرِّباط ، ط 1 ، 2015 .
- سعيد يقطين ، القِراءة و التَّجربة ، دار الثَّقافة ، الدَّار البيضاء ، المغرب ، ط1 ، 1985 .
- عبد الفتَّاح الحجمُري ، عتبات النصّ : البِنية و الدَّلالة ، منشُورات الرَّابِطة ، الدَّار البيْضاء ، ط 1 ، 1996 .
- فتْحِي الخليفي ، الشِّعْرِيَّة الغرْبِيَّة الحَدِيثة و إشْكاليَّة الموْضُوع ، الدَّار التُّونسيَّة لِلْكِتاب ، 2012
- كمال زيتوني ، معجم مصْطلحات نقد الرِّواية ، مكتبة لُبنان ناشِرُون ، دار النَّهار للنشْر ، ط 1، 2002
- لعموري الزَّاوي ، ترجميَّةُ Paratexte على ضوْءِ كِتاب دومنيك مانقونو “المُصطلحات المفاتيح لتحليلِ الخطابِ” ، أشغال المُلتقى الدُّولي الثَّالث في تحليل الخطاب
- محمد عزَّام ، شعريَّة الخِطاب السّردي ، دار رسلان للطباعة والنَّشر ، ط 1 ، 2015
- مُحمَّد فِكري الجزَّار ، العِنوان و سيميوطيقا الاتِّصال الأدبِي ، الهيْئة المِصريَّة العامَّة للْكِتاب ، 1998
المُعرَّبة
- باتريك شارودو – دومينيك منغنو ، مُعجم تحليل الخِطاب، ترجمة : عبد القادر المهيري ، مركز الوطني للترجمة – تونس ، 2008
- بيير جيرو ، السِّيميائيَّات : دراسة الأنساق السيميائية غير اللغوية ، ترجمة منذر العيَّاشي ، دار نينوى للدراسات و النَّشر و التوزيع ، سوريا ، ط 1 ، 2016
المصادر الأجنبيَّة
- Charles Grivel,Production de l’intérèt romanesque la haye ,paris.1973 .
- Djaouida Chadli , Le Texte et le Paratexte dans Les Jardins de Lumièr et Les échelles du Levant d’Amin Maalouf , Synergies Algérie n° 14 – 2011 pp. 35-47
- Eric Buyssens , «La communication et l’articulation linguistique», cité par G. MOUNIN, Introduction à la sémiologie, Editions de Minuit, 1970 .
- Ferdinand de Saussure , Cours de linguistique générale, Payot, 1916.
- Gérard Genette, Palimpsestes – La littérature au second degré, Paris, Seuil , 1982
- Gérard Genette , Seuils, Ed: du seuil, 1987
- Philippe Lane , La phabrique des sciences sociales , espaces temps , 1991
- Jean Dubois et autres , Dictionnaire de linguistique et des sciences du langue , éd larousse , Paris , 1994
- John Locke , Essai philosophique concernant l’entendement humain, livre IV, chapitre XXI, Vrin, 1972
- Leo H. Hoek , La marque du titre : Dispositifs sémiotiques d’une pratique textuelle , Mouton Editeur , La Haye , Paris , 1981
المواقع الإلكترونية :
- https://ar.wikipedia.org/wiki
. http://litterale.cirilbonare.over-blog.com/page-4620772.html
[1] التَّعالي النصِّي La transtextualité : مُصطلح أدبِي تبلور خُصُوصًا مع جرار جينات في كِتابهِ أطراس Palimpsestes – La littérature au second degré ، يُعَرِّفُهُ بِقَوْلِهِ : ” هو كُلُّ ما يُدخلُ نصًّا ما في علاقةٍ مُباشرة أو خَفِيَّةٍ مع نُصُوصٍ أخرى (نحنُ نُعرِّبُ)
« tout ce qui met un texte en relation, manifeste ou secrète, avec un autre texte » (Gérard Genette, Palimpsestes – La littérature au second degré, Paris, Seuil , 1982, p. 7 )
يُميِّزُ جرار جِينات بين خمسةِ أنواعٍ من المُتعاليات النصِّيَّة سنوردها تباعًا مشفوعةً بترجمة من اقتراحنا .
Intertextualité: التناصّ
La paratextualité: النصَّيَّة المُصاحِبة
La métatextualité: النصِّيَّة الواصِفة
l’hypertextualité : النصِّيَّة اللاحِقة
l’architextualité : النصِّيَّة الجامعة
[2] Gérard Genette , Seuils, Ed: du seuil, 1987, page 7 .
[3] >> assurer sa présence au monde, sa « réception » et sa consommation, sous la forme, d’un livre <> Ibid (نحن نُعرِّب)
[4] لعموري الزاوي ، ترجميَّةُ Paratexte على ضوْءِ كِتاب دومنيك مانقونو “المُصطلحات المفاتيح لتحليلِ الخطابِ” ، أشغال المُلتقى الدُّولي الثَّالث في تحليل الخطاب ، ص 24 .
[5] يُنْظرُ أحمد بنيس ، الشِّعر العربي الحديث بنياتهُ و إبدالاتهَا التَّقليديَّة ، دار توبقال للنشْر ، الدَّار البيْضَاء ، ط 1 ، 1989، ص 77 . << و بطبيعة الحال فإنَّ الشعريَّة العربيَّة القديمة لمْ تهتمَّ بِقراءة ما يُحيطُ بالنصّ من عناصِرْ أو بنيتها أو وظيفتها … و يُسمِّيها جيرار جنيت بالنصّ المُوازي Paratexte
[6] يُنظرُ كمال زيتوني ، معجم مصْطلحات نقد الرِّواية ، مكتبة لُبنان ناشِرُون ، دار النَّهار للنشْر ، ط 1، 2002، ص 139 << يتكوَّنُ الأثر الأدبي من نصٍّ هو عبارةٌ عن جُمل متتالية ذات معنى . و هذا النصُّ لا يظهرُ عاريًا بلْ ترافِقُهُ دائمًا مجموعة من اللَّوازم المُساعدة التي تُحيطهُ و تُعرِّفهُ وتُسهِّلُ استقباله و استهلاكهُ لدى جمهور القُرَّاء . فلوازم النصّ هي ما يجعلُ النصّ كتابا بنظرِ الجُمهُور >>
[7] يُنْظرُ سعيد يقطين ، القِراءة و التَّجربة ، دار الثَّقافة ، الدَّار البيضاء ، المغرب ، ط1 ، 1985 ، ص 208 << تأتي على شكل هوامش نصِّيَّة للنصّ الأصلي بهدفِ التَّوضيحِ و التَّعليق أو إثارةِ الالتباس تبدو لنا هذه المناصصات خارجيَّة و يُمكن أن تكون داخليَّة >>
[8] يُنظرُ جليلة طريطر ، في شِعريَّة الفاتحة النصِّيَّة ، حنَّا مينه نموذجًا ، مجلَّة علامات في النَّقد ، المُجلَّد 7 الجزء 29 ، سبتمبر 1998، النَّادي الثَّقافي ، جدَّة ، السُّعوديَّة ، ص 177. << اِقْترحَ جونيت ثلاثة مُصْطلحات مُحِيلة على ما بِهِ تَتَكيَّفُ قِراءةُ النُّصُوصِ و هْيَ كما يلِي مشْفوعة باقْتراحاتنا الخاصَّة في تَعْرِيبِها :
النصّ المُؤطِّر : Le Paratexte
النصّ الحافّ : Le Péritexte
النصّ المُوجِّه : L’épitexte >>
[9] يُنْظرُ فتْحِي الخليفي ، الشِّعْرِيَّة الغرْبِيَّة الحَدِيثة و إشْكاليَّة الموْضُوع ، الدَّار التُّونسيَّة لِلْكِتاب ، 2012 ، ص ص 180-181 << هُو ما يسْنِدُ النصّ و يُصاحِبُهُ عبْر مجْموعة عناصِر تُحيطُ بهِ و تُوسِّعُ حيِّزهُ منْ أجْلِ أنْ تقَدُّمهِ ، و تُثْبِتَ حُضُورهُ ، و تُيِسَّرَ تَقبُّلهُ و اِسْتهلاكهُ على أساسِ أنَّهُ كِتاب في المقام الأوَّل و ليْس شيْئًا آخرَ>>
[10] يُعرِّفهُ Pilippe Lane بقولهِ << النص المحيط يشملُ كُلّ الأجناس الخطابية التي تحيط بالنص في نفس الفضاء داخل المُجلَّدِ نفسهِ : النصّ المُحيط النَّشري ( الإصدارات ، الغلافات ، المظهر المادي للكتاب ) ، اسْم الكاتب ، العناوين ، شهادات الكاتب ، الاهداءات ، التَّصديرات ، المُقدِّمات ، العناوين الدَّاخِليَّة ، الإشارات . (نحن نُعرِّب)
le péritexte désigne les genres discrusifs qui entourent le texte dans l’espace du meme volume : le péritexte éditorial (collections , couvertures , matérialité du livre ) , le nom d’auteur , les titres , le piére d’inserer , les dédicaces , les épigraphes , les préfaces , les intertitres et les notes . ( Philippe Lane , La phabrique des sciences sociales , espaces temps , 1991 , p 94 )
[11] اُنظر تعريف جيرار جونيت لنص المُحيط النَّشري في كتابهِ Seuils , ed seuil, p 20
Selon Gérard Genette le péritexte éditorial est la «zone de texte qui se place sous la responsabilité directe et principale de l’éditeur (…). Cet aspect du paratexte est essentiellement spatial et matériel.»
[12] Gérard Genette , seuils , Ed seuil , p 11 .
[13] Philippe Lane , La phabrique des sciences sociales , espaces temps , 1991 , p 94 et p 96 .
Paratexte éditorial | Paratexte auctorial | ||
Pitexte | Péritexte | pitexte | Péritexte |
Publicités |
[14] السِّيمياء / السِّيميولوجيا : ترجمة حرفيَّة للعِبارة الفرنْسِيَّة sémiologie ، وهي مُقاربة تَحْلِيليَّة تهتمُّ بدراسة كُلّ ماهو غيْر لِسانِي من رموز و علامات و عناصِر مرْئيَّةٍ ، ظَهرت لأوَّل مرَّة خِلال دروس عالم اللسانيات السّويسري ” فردناند دي سوسير ” Ferdinand de Saussure (1857-1913) التي نُشرت إثر وفاته تحت عنوان دروس في اللسانيات العامة Cours de linguistique générale لِتتبلْور أكْثر مع رولان بارت Roland Barthes (1915-1980) عند صُدورِ مؤلَّفِهِ عناصِر السِّيميولوجيا Eléments de la sémiologie الذي اِهتمّ فيه بالسيميولوجيا الغير لسانيَّة و جاك لاكان Jacques Lacan (1901-1981) ، والسِّيميائيَّة بوصْفِها منْهجًا و أداةً تحْلِيليَّة لِقراءةِ النُّصُوص الإبْداعيَّة تُمكِّنُ منْ فهْمِ و تحليل الخِطابِ الأدبِي عبْر تجْديد النَّظرِ في قَضَاياهُ الضِّمنيَّة و إعادة تأويلها بِتشْريكِ القارئِ في هذهِ العمليَّة و إخراجِهِ من الهامشِ إلى المرْكز باعتبارهِ مُكمِّل النصِّ و مُتمم معناه عبر فعل القراءةِ ، عكْس المقولة البنيويِّة الَّتي ترى في النصِّ نِظاما كاملا مُكتفِيًا بِذاتهِ ثابت المعاني .
إضافةً إلى ما سبَقَ ذِكرهُ يُمكنُ النَّظرُ في التَّعريفات التالية لمُصطلح السيميولوجيا و نُشيرُ إلى أنَّ التَّرجمة لنا .
- « […] je crois qu’on peut diviser la science en trois espèces. […] la troisième peut être appelée sémiotique ou la connaissance des signes […] son emploi consiste à considérer la nature des signes dont l’esprit se sert pour entendre les choses, ou pour communiquer la connaissance aux autres. » (John Locke , Essai philosophique concernant l’entendement humain, livre IV, chapitre XXI, Vrin, 1972.)
- في اعْتقادي يُمكنُ تقسيم العلومِ إلى ثلاثةِ أنواعٍ […] يُمكنُ أن نُطلق على الثَّالثِ السيميولوجيا […] يتمثل استعماله في اعتبارطبيعة العلامات التي يتوسل بها الذهن في فهم الأشياء أو في تبليغ المعرفة إلى الآخرين (نحنُ نُعرِّبُ)
- «La sémiologie peut se définir comme l’étude des procédés de communication, c’est-à-dire des moyens utilisés pour influencer autrui et reconnus comme tels par celui qu’on veut influencer» (Eric Buyssens, «La communication et l’articulation linguistique», cité par G. MOUNIN, Introduction à la sémiologie, Editions de Minuit, 1970, p. 13.)
- يمكن تعريف السيميائية على أنها دراسة العمليات التخاطبية أي الوسائل المستعملة في التأثير على الغير والتي يقبل بها من يراد التاثير فيه / عليه (نحنُ نعرِّب)
- « On peut concevoir une science qui étudie la vie des signes au sein de la vie sociale ; […] nous la nommerons sémiologie […]. Elle nous apprendrait en quoi consistent les signes, quelles lois les régissent. […] La linguistique n’est qu’une partie de cette science générale. » (Ferdinand de Saussure , Cours de linguistique générale, Payot, 1916, p. 33-34. Synthèse éditée par ses élèves C. Bally et A. Sechehaye à partir des notes du cours donné entre 1906 et 1911 à l’université de Genève.)
- يُمكننا تصوُّرُ عِلْمٍ يَدْرُسُ حياة العلامات صُلْب الحياة الاجْتماعيَّةِ […] نُطْلِقُ عليْهِ السِّيميولوجِيا […] يُطْلِعُنا عمَّا تتشكَّلُ منهُ هذهِ العلامات ، و عن القوانين التي تنظِّمها […] و ما اللسانيَّات سوى جُزء من هذا العلم العام . (نحنُ نعرِّب)
[15] سعيد بنكراد ، السِّيميائيَّات مفاهيمها و تطبيقاتُها ، دار الأمان ، الرِّباط ، ط 1 ، 2015 ، ص 22 .
[16] للاِطِّلاع على تعريف التَّداوليَّة اُنظر :
- Jean Dubois et autres , Dictionnaire de linguistique et des sciences du langue , éd larousse , Paris , 1994 , p 375 .
- باتريك شارودو – دومينيك منغنو ، مُعجم تحليل الخِطاب، ترجمة : عبد القادر المهيري ، مركز الوطني للترجمة – تونس ، 2008 ، ص ص 442-444
[17] سعيد بنكراد ، السِّيميائيَّات مفاهيمها و تطبيقاتُها ، ص 158 .
[18] Charles Grivel,Production de l’intérèt romanesque la haye ,paris.1973 .
[19] Leo H. Hoek , La marque du titre : Dispositifs sémiotiques d’une pratique textuelle , Mouton Editeur , La Haye , Paris , 1981
[20] مُحمَّد فِكري الجزَّار ، العِنوان و سيميوطيقا الاتِّصال الأدبِي ، الهيْئة المِصريَّة العامَّة للْكِتاب ، 1998، ص 10 .
[21] عبد الفتَّاح الحجمُري ، عتبات النصّ : البِنية و الدَّلالة ، منشُورات الرَّابِطة ، الدَّار البيْضاء ، ط 1 ، 1996، ص 17 .
[22] جليلة طريطر ، مُقوِّمات السيرة الذَّاتيَّة في الأدب العربي الحديث بحث في المرجعيات ، مركز النَّشر الجامعي، مؤسسة سعيدان للنَّشر ، 2004، ص 55 .
[23] https://ar.wikipedia.org/wiki
[24] بيير جيرو ، السِّيميائيَّات : دراسة الأنساق السيميائية غير اللغوية ، ترجمة منذر العيَّاشي ، دار نينوى للدراسات و النَّشر و التوزيع ، سوريا ، ط 1 ، 2016 ، ص 34 .
[25] رشيد بن مالك ، السِّيميائيَّات السَّرديَّة ، دار مجدلاوي للنَّشر و التوزيع ، ط 1 ، 2006 ، ص ص 81،82
[26] سعيد بنكراد ، السيميائيات مفاهيمها و تطبيقاتها ، ص 174 .
[27] مُحمّد فكري الجزَّار ، سيميوطيقا العِنوان ، ص 19 .
[28] لمزيد الاِطِّلاع على مفهوم التناصّ اُنظر محمد عزَّام ، شعريَّة الخِطاب السّردي ، دار رسلان للطباعة والنَّشر ، ط 1 ، 2015 ، ص 116 .
[29] تتحدَّثُ السَّاردة عن ذلِك قائِلةً : ” كانت انْعِطافةً جديدةً في حياتي لمْ يسبق لها مثيل منذُ بدأت رحلة الشِّعر. كانت نُقطة انْطِلاقٍ بدأت فيها شخْصِيَّتي تمتدُّ إلى الخارِجِ لأوَّلِ مرَّةٍ . فإلى جانب الْتحاقِي بمدرسة مسائيَّة لِتعلُّم اللغة الانكليزيَّة في جمعيَّة الشُبَّان المسيحيَّة بالقُدس ، رُحتُ أشارِكُ في تقْديمِ بعْض الأحاديث الإذاعيَّة والتمثيليات و الإنشاد مع فرقة الأناشيد في الإذاعة ” ( فدوى طوقان ، رحلة جبلية رحلة صعْبة ، دار الشُّروق للنَّشر و التَّوزيع ، ط 2 ، 1985 ، ص 121 )
[30] بسَّام قطُّوس ، سيمياء العِنوان ، ص 41 .
[31] Gérard genette , seuils , p 76 , << le titre , est le nom du livre , et comme tel il sert à le nommer , c’est –à-dire à le disgner aussi présicement que possible >> (نحن نُعرِّب)
[32] اُنْظر الموقع التالي : http://litterale.cirilbonare.over-blog.com/page-4620772.html
[33] بسَّام قطُّوس ، سيمياء العنوان ، ص 117 .
[34] Djaouida Chadli , Le Texte et le Paratexte dans Les Jardins de Lumière et Les échelles du Levant d’Amin Maalouf , Synergies Algérie n° 14 – 2011 pp. 35-47 , p 36 , << Cette fonction, comme son nom le montre, décrit le texte en indiquant son contenu. Cette désignation du fond textuel se matérialise de différentes manières.>> (نحنُ نعرِّب)
[35] بسَّام قطُّوس ، سيمياء العِنوان ، ص 50 .
[36] Gérard Genette , Seuils , p 95 << est à la fois top évidente et trop insaisissable incitatrice à l’achat et au lecture >> (نحن نُعرِّب)
[37] بسَّام قطُّوس ، سيمياء العنوان ، ص 60 .