
دور التربية والتوجيه في الحماية والوقاية من الجرائم الإلكترونية، د. سليمان قوراري، مخبر المخطوطات الجزائرية في إفريقيا والباحثة سعاد رحلي / جامعة أحمد دراية / أدرار. كتاب أعمال مؤتمر الجرائم الإلكترونية المنعقد في طرابلس/ لبنان، يومي 24-25|03|2017، ص 49. (إضغط هنا لتحميل:كتاب أعمال مؤتمر مركز جيل البحث العلمي 14 الجرائم الإلكترونية ).
الملخص بالعربية
أشكال وأنماط الجريمة السيبرانية متنوعة وتؤدي إلى مجموعة من الجرائم ذات الطابع الإلكتروني، ولمواجهة التحديات وآثار هذه الجرائم الإلكترونية سنعالج الإشكالية التالية ، والمتمثلة فيما يلي : ما هو الدور الذي يمكن أن تقوم به عملية التربية والتوجيه للحماية والحد من تأثير هذه الجرائم الإلكترونية التي تضر على جميع المستويات، وستتم الدراسة من خلال النقاط التالية:
أولا: تسليط الضوء على مفهوم الجرائم الإلكترونية.
ثانيا: أشكال الحماية والوقاية من الجرائم الإلكترونية.
ثالثا: دور التربية والتوجيه للحماية ومنع الجرائم الإلكترونية.
الخاتمة ستكون لعرض أهم نتائج البحث وأهم التوصيات التي يمكن تقديمها في هذا السياق.
The role of education and guidance in the protection and prevention from cyber crimes
Abstract:
The forms and patterns of cyber criminality are diverse and result in a range of crimes electronic nature. To face the challenges and the effects of these e-crimes we raise the following problem :what is the role that could be played by education and guidance to protect and reduce the impact of cyber crimes that are harmful at all levels, through the following points:
First: the highlighting the concept of cyber crimes.
Second: the forms of protection and prevention the cyber crimes.
Third: the role of education and guidance to protect and prevent cyber crimes.
The conclusion displays the most important results of the research and the most important recommendations that can be made in this context.
تعددت صور وأشكال وأنماط الجرائم الإلكترونية في عالمنا المعاصر ، لاسيما مع نهاية الألفية الثانية وبداية الألفية الثالثة، ومع التطور التكنولوجي الهائل على شتى الأصعدة والطفرة المعلوماتية الرهيبة، التي غزت القارات الخمس، ولم يعد ثمة مكان يعيش بمنأى عن آثار العولمة الإلكترونية بشكل أو بآخر، ومن خضم هذه التطورات نتجت مجموعة من الجرائم ذات الطابع الإلكتروني ما عهدها الناس قبل ذلك وهي مصنفة حسب الفقيه الالماني (الريش سيبر– (Ulrich Zebar نقلا عن الكاتب المحامي يونس عرب في ورشة عمل : تطوير التشريعات في مجال مكافحة الجرائم الالكترونية من موقع السكينة الالكتروني إلى جرائم ماسة بقيمة معطيات الحاسوب، وجرائم تمس المعطيات الشخصية ذات الصلة الوثيقة بالحياة الخاصة ، أو ما يطلق عليه موضوع الخصوصية، بالإضافة إلى جرائم أخرى تمس حقوق الملكية الفكرية لبرامج الحاسوب ونظمه (جرائم قرصنة البرمجيات) التي تشمل نسخ وتقليد البرامج وإعادة إنتاجها وصنعها دون ترخيص واستغلالها ماديا والاعتداء على العلامة التجارية وبراءة الاختراع… ولمواجهة تحديات وآثار هذه الجرائم الالكترونية تولدت لدينا الإشكالية التالية ما هو الدور الذي يمكن أن تؤديه التربية والتوجيه للحماية والحد من وقع الجرائم الإلكترونية الضارة على كافة المستويات، وهذا باعتبارها آلية مهمة تندرج ضمن مجموعة من الآليات لايمكن الإحاطة بها في هذه الدراسة ، ولهذا سنقتصر على الجانب التربوي والتوجيهي، من خلال النقاط التالية :
أولا: إضاءة مفاهيمية حول الجرائم الإلكترونية.
ثانيا: أشكال الحماية والوقاية من الجرائم الإلكترونية.
ثالثا: دور الجانب التربوي والتوجيهي في الحماية والوقاية من الجرائم الإلكترونية.
أما الخاتمة فهي مناسبة لعرض أهم النتائج التي تمثل زبدة البحث وأهم التوصيات التي يمكن الإدلاء بها في هذا السياق عسى أن تجد الآذان الصاغية والعقول المفكرة الراجحة.
هذا وقد تناول موضوع الجرائم الإلكتروني مجموعة من الدراسات المهمة ومن بينها : الدراسة المعنونة بــ جرائم الكمبيوتر وحقوق المؤلف والمصنفات الفنية، للباحث عفيفي كامل عفيفي حيث خصصها لموضوع الحماية الجنائية لبرامج وبيانات الحاسب الإلكتروني، واستخلص في نهايتها مجموعة من المعطيات الهامة لعل من أهمها: أنه لا يوجد تعريف محدد لجرائم التكنولوجيا الحديثة ، وأن هذه الأخيرة تتطلب تقنية ومعرفة علمية عالية ، كما أن هذه الجرائم قد تنصب على المكونات بشقيها المادية وغير المادية، ورأى الباحث أنه يجب عند تقرير حماية قانونية ما لبرنامج الحاسب ان ينظر إليه نظرة شاملة وواسعة، من أجل إسباغ الحماية لكافة التعليمات الموجهة لأية آلة، طالما كانت لديها قدرة معالجة البيانات، ومن هذه الدراسات أيضا: أسلحة الفضاء الإلكتروني في ضوء القانون الدولي الإنساني، للباحث عادل عبد الصادق .
أولا: إضاءة مفاهيمية حول الجرائم الإلكترونية.
يعرف عالم اليوم وتيرة متسارعة في استخدام العوالم الرقمية ، مع الموجة الكبيرة والطفرة العملاقة التي حدثت في دنيا عالم الاتصالات والمعلوماتية، هذا بالإضافة إلى الأجيال المتطورة الحاصلة في الأجهزة الإلكترونية بمختلف الأشكال والأحجام والمميزات، ومما يؤسف له هو ” عدم تطور أحكام قانون العقوبات بنفس السرعة المذهلة التي تتطور بها التكنولوجيا وعدم مسايرته كذلك للتطورات التي يستحدثها الذهن البشري لتطويع هذه التكنولوجيا لأغراض إجرامية” [1] ومع هذا التطور الرهيب بدأت تحدث للناس أقضية جديدة بقدر ما أحدثوا من الفجور، والأمر يتعلق بما صار يعرف بالجرائم الإلكترونية، التي أضحى يقترفها أناس تجردوا من القيم الأخلاقية والنوازع الدينية والمبادئ الإنسانية، وصار همهم الوحيد إلحاق الأذى بالآخرين، وترويع الآمنين، وتحقيق مزيد من الأرباح المادية الفانية، ولكن شهوة المال والهوى، وسلطان فتنة الحياة الدنيا قد يعمي البصائر، ويستولي على العقول والضمائر، وهذا كله من جراء اتباع خطوات الشيطان، المتخفي في أشكال شتى من مظاهر الإجرام المتفشية في المجتمعات الإنسانية، تأكيدا على مواصلة حربه وعداوته الأزلية لخليفة الله في الأرض. وفي هذا الصدد تقول “صحيفة Le Fegaro الفرنسية أنه في الاونة الخيرة تم ضبط عمليات سطو بنكية عن طريق Computer and Internet شملت حوالي 30 مليون حساب بنكي بالإضافة إلى توافر فرص التزوير، إتمام الصفقات المشبوهة، والغش في الامتحانات وبث برامج خبيثة .. وأفلام واتصالات غير أخلاقية وسرقة خطوط التليفونات المحمولة خصوصا الدولية…” [2] وقد تزايدت مشكلة الجرائم الالكترونية في الوقت الحاضر ، مع ما قرره بعض الباحثين من ” أن هناك خطورة أساسية ناتجة عن هذه الحاسبات تتمثل في تميزها عن الوسائل التقليدية بأنها ذات ذاكرة مستديمة بمعنى أنها لا تكون معرضة لاحتمال أن تنسى ما يخزن بها من بيانات أو معلومات…وبالتالي يمكن عن طريق إنشاء بنوك أو مراكز للمعلومات أن تقوم الدولة بجمع ما تريد جمعه من معلومات خاصة بالأفراد قد تتضمن كل كبيرة وصغيرة عنهم كما حدث في كل من فنلندا والدانمارك” [3]” ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة وإلحاح هو كيف السبيل للوقاية من جرائم الإنترنت[4] Cyber Crimes . وللجريمة الإلكترونية عدة تعريفات طالما أنه لم يستقر الأمر بين الباحثين على تعريف موحّد ، وسنختار بعضا منها حسب ما يخدم فكرة الموضوع ، وما يتقاطع وعناصر الجريمة الإلكترونية ومن بينها تعريف الأستاذ : جون فورستر “كل فعل إجرامي يستخدم الكمبيوتر في ارتكابه كأداة رئيسية و يعرفها مكتب تقييم التقنية بالولايات المتحدة الأمريكية أنها “الجريمة التي تلعب فيها البيانات الكمبيوترية و البرامج المعلوماتية دورا رئيسيا” .وقد عرفتها الدكتورة هدى قشقوش بأنها ” كل سلوك غير مشروع أو غير مسموح به فيما يتعلق بالمعالجة الآلية للبيانات أو نقل هذه البيانات” .[5]
وبعد استعراضه لمجموعة من التعريفات المتقاربة يستقر رأي الباحث عفيفي كامل عفيفي إلى تحبيذ وتفضيل مصطلح ” جرائم التكنولوجيا الحديثة”على اعتبار أنها كما يقول ” مرتبطة ارتباطا وثيقا بالتكنولوجيا التي تعتمد أساسا على الحاسبات وغيرها من أجهزة تقنية قد تظهر في المستقبل…” [6] والملاحظ على هذه التعريفات وغيرها تركيزها على أداة الجريمة وهي العلامة الفارقة بين الجريمة الكلاسيكية والجريمة التي تتم اليوم بوسائل تكنولوجية متطورة جدا تحتل فيها البرامج المعلوماتية وجه الصدارة والريادة.
ثانيا: أشكال الحماية والوقاية من الجرائم الإلكترونية
مبدأ الوقاية من المبادئ الهامة التي حرصت الشعوب والحضارات على تلقينه لأبنائها، حذرا من الوقوع في المهالك، حيث يصعب العلاج ويتعسر، وتتعاظم تكلفته وتتسع دائرته، والحضارة العربية الإسلامية من الحضارات الهامة التي أولت هذا الجانب قدرا كبيرا من الاهتمام والرعاية والاعتبار، وقد عبّر عنه القرآن الكريم بقوله]يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (35) [[7] جاء في التحرير والتنوير عند تفسير قوله تعالى : ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [ ” [8] ما نصه كالآتي : ” كَانَتْ مَوْعِظَةُ نسَاء النبيء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنَاسِبَةً لِتَنْبِيهِ الْمُؤْمِنِينَ لِعَدَمِ الْغَفْلَةِ عَنْ مَوْعِظَةِ أَنْفُسِهِمْ وَمَوْعِظَةِ أَهْلِيهِمْ وَأَنْ لَا يَصُدَّهُمُ اسْتِبْقَاءُ الْوِدِّ بَيْنَهُمْ عَنْ إِسْدَاءِ النُّصْحِ لَهُمْ وَإِنْ كَانَ فِي ذَلِكَ بَعْضُ الْأَذَى. …. وَعَبَّرَ عَنِ الْمَوْعِظَةِ وَالتَّحْذِيرِ بِالْوِقَايَةِ مِنَ النَّارِ عَلَى سَبِيلِ الْمَجَازِ لِأَنَّ الْمَوْعِظَةَ سَبَبٌ فِي تَجَنُّبِ مَا يُفْضِي إِلَى عَذَابِ النَّارِ أَوْ عَلَى سَبِيلِ الِاسْتِعَارَةِ بِتَشْبِيهِ الْمَوْعِظَةِ بِالْوِقَايَةِ مِنَ النَّارِ عَلَى وَجْهِ الْمُبَالِغَةِ فِي الْمَوْعِظَةِ. وَتَنْكِيرُ «نَارًا» لِلتَّعْظِيمِ وَأُجْرِيَ عَلَيْهَا وُصْفٌ بِجُمْلَةِ وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ زِيَادَةً فِي التَّحْذِيرِ لِئَلَّا يَكُونُوا مِنْ وَقُودِ النَّارِ. ” [9] . وحول وقاية النفس والأهل من المهالك والموبقات ، وإنقاذها من ولوج نار جهنم، سنذكر آثارا طيبة من تفسير ابن كثير ، فيها ذكرى وعبرة لمن ألقى السمع وهو شهيد. “قالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا يَقُولُ اعْمَلُوا بطاعة الله واتقوا معاصي الله، وأمروا أهليكم بالذكر ينجكم اللَّهُ مِنَ النَّارِ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ وَأَوْصُوا أَهْلِيكُمْ بتقوى الله، وقال قتادة تأمرهم بطاعة الله وتنهاهم عن معصية الله وأن تقوم عليهم بأمر الله وتأمرهم به وتساعدهم عليه فإذا رأيت لله معصية ردعتهم عَنْهَا وَزَجَرْتَهُمْ عَنْهَا، وَهَكَذَا قَالَ الضَّحَّاكُ وَمُقَاتِلٌ: حَقٌّ عَلَى الْمُسْلِمِ أَنْ يُعَلِّمَ أَهْلَهُ مِنْ قَرَابَتِهِ وَإِمَائِهِ وَعَبِيدِهِ مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَمَا نَهَاهُمُ اللَّهُ عَنْهُ”[10]. وجاء في تفسير الإمام القشيري وهو ذو منحى صوفي قوله رحمه الله” ودلّت الآية على وجوب الأمر بالمعروف في الدين للأقرب فالأقرب. وقيل: أظهروا من أنفسكم العبادات ليتعلَّموا منكم، ويعتادوا كعادتكم. ويقال: دلّوهم على السنّة والجماعة. ويقال: علّموهم الأخلاق الحسان، ويقال: مروهم بقبول النّصيحة”[11] وهذه المعاني التي ذكرها الإمام القشيري كلها تدخل في إطار العمل على وقاية النفس أولا، ومن هو تحت ولاية الإنسان وإشرافه ورعايته بالرعاية وحسن التوجيه وتمييز الخبيث من الطيب، والتعليم بالقدوة، والأخذ بالتي هي أحسن وأقوم ، والسير على نهج كتاب الله وسنة رسوله الكريم.
وما دام عالم الإجرام وما يترتب عليه من مفاسد يودي بصاحبه إلى الاصطلاء بنيران الآخرة وهي أشد إيلاما وطولا ، جاء السياق القرآني عن طريق النداء الرباني فاتحا باب التوبة النصوح قبل أن يغلق بابها، بحلول الأجل أو وقوع الواقعة على حدّ قوله تعالى]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [ [12]، وبعيدا عما ورد في تفسير هذه الآية نكتفي بما جاء في تفسير ابن كثير[13]، حيث “قَالَ زِرٌّ: فَقُلْتُ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: فَمَا التَّوْبَةُ النَّصُوحُ؟ فَقَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ذلك فَقَالَ: «هُوَ النَّدَمُ عَلَى الذَّنْبِ حِينَ يَفْرُطُ مِنْكَ فَتَسْتَغْفِرُ اللَّهَ بِنَدَامَتِكَ مِنْهُ عِنْدَ الْحَاضِرِ ثُمَّ لَا تَعُودُ إِلَيْهِ أَبَدًا» . وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: التَّوْبَةُ النَّصُوحُ أَنْ تُبْغِضَ الذَّنْبَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ وَتَسْتَغْفِرَ منه إذا ذكرته، فأما إذا جزم بِالتَّوْبَةِ وَصَمَّمَ عَلَيْهَا فَإِنَّهَا تَجُبُّ مَا قَبْلَهَا مِنَ الْخَطِيئَاتِ، كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ «الْإِسْلَامُ يَجُبُّ مَا قَبْلَهُ، وَالتَّوْبَةُ تَجُبُّ مَا قَبْلَهَا»[14] . ولا عجب أن نجد في تفسير ابن كثير ما يدل على ما يحدث وسيحدث من انحرافات إجرامية خطيرة تكون الوسائط الالكترونية ذات تأثير بالغ في تأجيجها وتيسير سبلها وتزيينها لمن غرتهم الحياة الدنيا وزينت لهم سوء أعمالهم وصدتهم عن سواء السبيل . جاء في شعب الإيمان للإمام البيهقي، عَنْ أَبِي سِنَانٍ الْبَصْرِيِّ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: لَنَا أَشْيَاءُ تَكُونُ فِي آخِرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ عِنْدَ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ، فَمِنْهَا نِكَاحُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ أَوْ أَمَتَهُ فِي دُبُرِهَا، فَذَلِكَ مِمَّا حَرَّمَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَمْقَتُ اللهُ عَلَيْهِ وَرَسُولُهُ، وَمِنْهَا نِكَاحُ الرَّجُلِ الرَّجُلَ، وَذَلِكَ مِمَّا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ، وَيَمْقَتُ اللهُ عَلَيْهِ وَرَسُولُهُ، وَمِنْهَا نِكَاحُ الْمَرْأَةِ الْمَرْأَةَ، وَذَلِكَ مِمَّا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ، وَيَمْقَتُ اللهُ وَرَسُولُهُ، وَلَيْسَ لِهَؤُلَاءِ صَلَاةٌ مَا أَقَامُوا عَلَى هَذَا حَتَّى يَتُوبُوا إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ تَوْبَةً نَصُوحًا، قَالَ: وَقُلْتُ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: وَمَا التَّوْبَةُ النَّصُوحُ؟ قَالَ: سَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ” هُوَ النَّدَمُ عَلَى الذَّنْبِ حَتَّى يَفْرُطَ مِنْكَ، فَتَسْتَغْفِرُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بِنَدَامَتِكَ عِنْدَ الْحَاقَّةِ، ثُمَّ لَا تَعُودُ إِلَيْهِ أَبَدًا ” [15] .فباب التوبة مفتوح للجميع في شريعة الإسلام، وفلسفتها شعور وإحساس داخلي بالندم على ما فرّط الإنسان في جنب الله، وما ضيَّعه من حقوق الناس، والعزم على أن لا يرجع إلى الأعمال الإجرامية في مستقبل الأيام، مع ردّ المظالم إلى أهلها، والإكثار من أعمال الخير والمبرّات، ونشر الفضيلة والمبادئ الإنسانية عبر مختلف الوسائل والوسائط ومنها المجال الإلكتروني…
ومن الناحية الثقافية فقد برز الاهتمام بالناحية الوقائية في مختلف الثقافات، فقد جاء في الأمثال العربية” درهم وقاية خير من قنطار علاج” ومن أقوال الحكماء العرب ” أحزم الحازمين من عرف الأمر قبل وقوعه فاحتَرَس منه. [لقمان]، و” الاحتراس يتجاوز سائر الفضائل كما يتجاوز النظرُ سائرَ الحواس” ومن الشعر العربي: قول محمد البغدادي:
إذا ما اتَّقيتَ الأمرَ من حيث يُتَّقــــــــــــــــــــى وأبصَرتَ ما تأتي فأنت لبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيبُ
وقول الآخر:
فلا تكُ من رَيب الحوادث آمنـًا فكم آمـــــــــــــــــــــن للدهـــــــــــــــــــــر لاقـــــــــــــــى الدواهـــــــــــيا
وقول الآخر:
من حُلقَت لحيَةُ جـــــــــــــــار له فليَسكُب الماء على لحْيَـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتـــــــــــــــــــــــــــــه
وقول الآخر:
شرُّ السلاح ثلاثةٌ يُخشى عـــــــلى أصحابها وعلى سواهم فاتَّـــــــــــــــــــــــــــــــــق
موسٌ بكفّ الطفل أو قلمٌ بكفّ النَّذل أو مـــــــــــــــالٌ بكـــــــــــــــفّ الأحْمــــــــــــــــــــق
ومن الأمثال الأجنبية”إن كان ثوبك أبيضَ، فلا تقتربْ من بائع الزَّيت” مثل سويسري. “[16].
إن الوقاية خير من العلاج ، ورأينا كيف رسم كتاب الله تعالى مبادئ الوقاية في عدد من نصوصه الكريمة عبر مجموعة من التعليمات الحكيمة والمبادئ القويمة التي ما استمسكت بها أمة من الأمم إلا ونجحت وارتقت ، وما تنكبّت عنها واشمأزّت منها إلا وخسرت وهوت.
الحماية التقنية:
وهي متعددة الأشكال ، فعلى سبيل المثال ولأجل ” الوقاية من الإصابة بفيروس الحاسب يجب اتباع اجراءات الأمن الآتية:
- عدم استخدام برامج مجهولة الأصل.
- عدم استخدام اسطوانات تتضمن برامج متغيرة وقابلة للتغيير الأمر الذي يشكك في أنها حاملة للعدوى.
- مراقبة استخدام الحاسب للذاكرة للتيقن من عدم وجود فيروسات مختبئة فيها.
- ويرى البعض أنه يجب إنشاء مركز قومي لأمان الحاسبات والمعلومات كإجراء أمني للوقاية.”[17]
ويضيف الباحث عفيفي كامل عفيفي “ضرورة إجراء دراسات متخصصة في مجال الحاسب يكون هدفها الأساسي هو فيروس الحاسب ودعوة وتشجيع المتخصصين عليها، وذلك بتخصيص مادة تدور حول دراسة الفيروس في كلية الهندسة أو ما يماثلها من الكليات …”[18] وأحسب أن هذا الإعداد مطلب قرآني أكيد ، بينته آية الأنفال الداعية لإعداد العدة وأخذ الأهبة والحيطة في زمن لا مكان فيه للشعوب الضعيفة والمتخلفة ، قال عز من قائل في كتابه الكريم]وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60) [[الأنفال:60],ولقد تحدث المفسرون عبر تفاسيرهم قديما وحديثا على ضرورة الجاهزية التامة في كل الظروف والأحوال لأعداء الإسلام والمسلمين، وعدم الغفلة عن ذلك ، ولاحظوا أن لفظ قُوَّةٍ جاء منكرا، لماذا؟ وهذا ليشمل كل ما يتقوى به في الحرب كائنا ما كان، حسب تعبير شيخ الأزهر سابقا محمد سيد طنطاوي[19]، كما كثرت أقاويل المفسرين في تحديد من هؤلاء الذين أمرت أمة الإسلام أن تستعد لمواجهتهم، وهي لا تعلمهم، وإن كان البعض مثل سيد طنطاوي رجح أن يكونوا المنافقين، وقد غاب عنهم ملاحظة هذه الجيوش الخفية الالكترونية التي صارت تصول وتجول في هذه القرية الكونية، فتحدث ما تشاء من الاضطرابات والقلاقل، وتنتهك الخصوصيات، وتسرّب المعلومات، والقرآن الكريم حمّال أوجه، ومنفتح على تعدد القراءات التي تتفق وسياقه العام. ، وبالتالي فهؤلاء الذين لا نعلمهم قد يتشكلون في صور متعددة فقد يكونوا على شكل موظفين قائمين على تصميم برامج أو تشغيلها، أو قراصنة البرامج، أو الشبكات الإعلامية، أو الإرهاب ، أو الجاسوسية العسكرية … وأخيرا قد يلجأ لوسيلة فيروسات الحواسيب حكومات بعض الدول للقيام بتصفية حسابات معينة.[20]، وحسب الباحث (عادل عبد الصادق) فقد ” أصبح امتلاك القدرة على المساهمة في الثورة المعلوماتية يمثل مفاتيح القوة في العلاقات الدولية، وأصبح يمثل مجالا لهيمنة الدول بعضها على بعض، سواء بطريقة مباشرة عن طريق السيطرة والتحكم في المقدرات، أو بطريقة غير مباشرة عن طريق القدرة العالية على زرع عملاء في الأجهزة التقنية واستخدام تكنولوجيا الاتصال والمعلومات والتقدم التكنولوجي في التجسس، وتحولت القوة العسكرية من قوة النيران إلى قوة المعلومات ثم قوة الذكاء البشري” [21] ولهذا تظهر من حين لآخر بعض أنواع هذه الفيروسات المدمرة التي لا ينتبه لها وتحدث أضرارا وأخطارا كارثية لا يحسب لها حساب . وفي إطار ه>ه المخاطر والتحديات، قدمت الباحثة إسراء جبريل رشاد مرعي من المركز الديمقراطي العربي جملة من أساليب الوقاية في بحثها المنشور الكترونيا وذكرت من أبرز هذه الأدوات الوقائية[22]:
1, استعمال ما يطلق عليها جدار الحماية fire well ويكون بمثابة الدور الذي تقوم به جمارك الحدود للحيلولة دون دخول الأجسام الغريبة والضارة
- استخدام تقنية التشفير لمنع كشف المعلومات
- استعمال تقنية التوقيع الرقمي لمنع تزوير الرسائل الإلكترونية .
3, العناية بتوظيف أنظمة كشف مختلف الاختراقات وإيجاد حلول للثغرات الأمنية.
- ضرورة امتلاك نسخ احتياطية ، لمختلف الملفات الهامة والحساسة ووضعها في أماكن آمنة
- واستنادا للباحث عبد الفتاح مراد في كتابة التحقيق الجنائي الفني توصي الباحثة بضرورة استخدام بعض البرامج التي صممت خصيصا للكشف و الوقاية من الفيروس و البعد عن استعمال كلمة السر البسيطة
- التعامل بحذر بالغ عند فتح البريد الإلكتروني ، وذلك بالتأكد من هوية باعث الرسالة ، فقد يكون فيروسا مدمرا لا يبقي ولا يذر.
الحماية القانونية
وفي هذا الإطار لابد من تفعيل الحماية القانونية الصارمة لحماية حق الخصوصية للمواطنين، والتي عرفها Niza بأنها ” حق الفرد في حياة منعزلة ومجهولة فالشخص من حقه أن يعيش بعيدا عن أنظار الناس وعن القيود الاجتماعية بمعنى أن يكون من حق الشخص ألا يكون اجتماعيا” ويقرر وستن أن ” الحياة الخاصة هي قلب الحرية في الدول المتقدمة فهي ضرورية للفرد لحصانة مسكنه ومراسلاته واتصالاته وشرفه”[23].
ولأجل ضمان هذه الحماية وتفعيلها، يوضح الباحث (محمد سعيد مجذوب)، أنه قد ” قامت حركة تشريعية واسعة لحماية الحق بالخصوصية من خلال منع استخدام وحفظ ومقارنة وتوزيع المعلومات الشخصية بواسطة الكمبيوتر دون ترخيص” [24] ويؤكد هذا الباحث على الخطورة الكبيرة التي قد تنجر عن سوء استعمال معطيات وبيانات ما يتعلق بخصوصيات الشخص لأجل ذلك كما يقول ” كان لابد من معالجة هذا الأمر عن طريق الاعتراف للفرد بحق الوصول إلى المعلومات المحفوظة عنه والتأكد من سلامتها وصحتها وتوفر الإمكانية لتحديثها وتصحيحها وضبط عملية نشرها. أضف إلى ذلك قيام حركة للمناداة بــ”الحق بالنسيان” أي حق الفرد بوضع حد زمني لحفظ المعلومات الخاصة به” [25] .
من هذا المنطلق وكما ذهبت إلى ذلك التطورات الحاصلة في حقوق الإنسان ” يحظر على السلطات العامة داخل الدولة حفاظا على حرمة الحياة الخاصة الشخصية تسجيل معلومات شخصية بقصد حفظها في سجلات لديها ، فسلوك كهذا ينطوي على خرق جسيم وواضح لحرمة الحياة الخاصة. فإذا قام رجال الشرطة بالاحتفاظ بسجل سري لديهم بغية استخدامه في حالة ترشيح الأشخاص لتولي عمل أو وظيفة ما من الوظائف المهمة في مجال الأمن أو السلك الدبلوماسي، فإن هذا التصرف يمثل خرقا فاضحا لحق الإنسان في حرمة حياته الخاصة وحرمة المعلومات الشخصية الخاصة به” [26] .
وبالنظر إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان المؤرخ في 10 كانون الأول (ديسمبر) 1948نجده أنه قد نص على حماية الإنسان من كل أشكال الجريمة الالكترونية التي يمارسها أي كان جاء في [م12] منه ” لا يعرض أحد لتدخل تعسفي في حياته الخاصة أو أسرته أو مسكنه أو مراسلاته أو لحملات على شرفه وسمعته، ولكل شخص الحق في حماية القانون من مثل هذا التدخل أو تلك الحملات” [27]، وكرس الميثاق العربي لحقوق الإنسان بصفة إجمالية الحماية من الجريمة الالكترونية التي تحاول اختراق الحياة الخاصة وغيرها بقوله في المادة[17]” للحياة الخاصة حرمتها، المساس بها جريمة وتشمل هذه الحياة الخاصة خصوصيات الأسرة وحرمة المسكن وسرية المراسلات وغيرها من وسائل الاتصالات الخاصة” [28] ، وهو بهذا يسد كل الطرق المؤدية للعبث بحقوق وخصوصيات الآخرين.والشيء نفسه نجده في الاتفاقية الأوروبية لحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية، حيث جاء في المادة الثامنة[8]” 1ــ لكل شخص الحق في أن تحترم حياته الخاصة وحياته العائلية ومسكنه ومراسلاته. 2ــ لا يجوز للسلطة العامة أن تتعرض لممارسة هذا الحق إلا إذا نص القانون على هذا التعرض وكان مما يعتبر في المجتمع الديمقراطي إجراء ضروريا لسلامة الدولة أو الأمن العام أو رخاء البلاد الاقتصادي أو حفظ النظام أو منع الجريمة أو حماية الصحة والأخلاق أو حماية حقوق الآخرين وحرياتهم” [29]، وكل هذه المواد إنما جاءت لتؤكد العهد الجديد الذي باتت تحتله حقوق الإنسان في العالم المعاصر ، وأنها في تطور مستمر ، ولا يمكن تفعيلها إلا بالتقاء ذوو الضمائر الحية من أبناء الإنسانية للدفع بها قدما ضد ذوي الأفكار والاتجاهات الهمجية والعنصرية البغيضة، وأصحاب الاتجاهات الدينية المتطرفة.
هذا وقد اعتنت مختلف دساتير العالم على التنصيص على حماية الحياة الخاصة للمواطنين،وذلك على غرار “حظر التعديل الرابع للدستور الأمريكي الاعتداء على أو الشروع في الاعتداء على حرمة الحياة الخاصة للمواطن”[30] وسلكت السلوك نفسه بعض الدول العربية والتي من بينها الدولة الجزائرية والتي ضمنها الدستور الجزائري المعدل مؤخرا 2016 [م46] بقوله” لا يجوز انتهاك حرمة حياة المواطن الخاصة، وحرمة شرفه، ويحميها القانون. سرية المراسلات والاتصالات الخاصة بكل أشكالها مضمونة. لا يجوز بأي شكل المساس بهذه الحقوق دون أمر معلل من السلطة القضائية، ويعاقب القانون على انتهاك هذا الحكم. حماية الأشخاص الطبيعيين في مجال معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي حق أساسي يضمنه القانون ويعاقب على انتهاكه” [31]
وقد تجسدت فعلا هذه الحماية مع التطورات الأخيرة الحاصلة في المجتمع الجزائري المعاصر ، وهذا ما بينه القسم السابع من قانون العقوبات الجزائري تحت عنوان” المساس بأنظمة المعالجة الآلية للمعطيات” [32] من المادة 394مكرر حتى المادة 394 مكرر 7، ويمكن استعراض هذه الجزاءات العقابية الرادعة لكل من تسوّل له نفسه الولوج إلى عوالم الجرائم الالكترونية والمساس بالنظام والأمن العام، وترويع الآمنين وهذا من خلال هذه المواد العقابية[33]:
المادة 394 مكرر: (القانون رقم 06ـ 23 المؤرخ في 20 ديسمبر سنة 2006) يعاقب بالحبس من ثلاثة (3)أشهر إلى سنة (1) و بغرامة من 50.000 الى 200.000 دج كل من يدخل أو يبقى عن طريق الغش في كل أو جزء من منظومة للمعالجة الآلية للمعطيات أو يحاول ذلك .
تضاعف العقوبة اذا ترتب عن ذلك حذف أو تغيير لمعطيات المنظمة .
و إذا ترتب على الأفعال المذكورة أعلاه تخريب نظام اشتغال المنظومة تكون العقوبة الحبس من (6) أشهر إلى سنتين (2) و الغرامة من 50.000 دج إلى 300.000 دج.
المادة 394 مكرر1: (القانون رقم 06ـ 23 المؤرخ في 20 ديسمبر سنة 2006) يعاقب بالحبس من ستة (6) أشهر إلى ثلاث (3) سنوات و بغرامة من 500.000 دج الى 4000.000 دج كل من أدخل بطريق الغش معطيات في نظام المعالجة الآلية أو أزال أو عدل بطريقة الغش المعطيات التي يتضمنها .
المادة 394 مكرر 2: (القانون رقم 06ـ 23 المؤرخ في 20 ديسمبر سنة 2006) يعاقب بالحبس من شهرين (2) إلى ثلاث (3) سنوات و بغرامة من 1000.000 دج الى 10.000.000 دج كل من يقوم عمدا أو عن طريق الغش بما يأتي:
1ــ تصميم أو بحث أو تجميع أو توفير أو نشر أو الاتجار في معطيات مخزنة أو معالجة أو مرسلة عن طريق منظومة معلوماتية يمكن أو ترتكب بها الجرائم المنصوص عليها في هذا القسم .
2ـ حيازة أو إفشاء أو نشر أو استعمال لأي غرض كان المعطيات المتحصل عليها من إحدى الجرائم المنصوص عليها في هذا القسم .
المادة 394 مكرر 3:( قانون رقم 04 ـ 15 مؤرخ في 10 نوفمبر 2004) تضاعف العقوبات المنصوص عليها في هذا القسم اذا استهدفت الجريمة الدفاع الوطني أو الهيئات و المؤسسات الخاضعة للقانون العام، دون الإخلال بتطبيق عقوبات أشد .
المادة 394 مكرر 4 🙁 قانون رقم 04 ـ 15 مؤرخ في 10 نوفمبر 2004) يعاقب الشخص المعنوي الذي يرتكب إحدى الجرائم المنصوص عليها في هذا القسم بغرامة تعادل خمس (5) مرات الحد الأقصى المقرر للشخص الطبيعي .
المادة 394 مكرر 5 🙁 قانون رقم 04 ـ 15 مؤرخ في 10 نوفمبر 2004) كل من شارك في مجموعة أو في اتفاق تألف بغرض الاعداد لجريمة أو أكثر من الجرائم المنصوص عليها في هذا القسم و كان هذا التحضير مجسدا بفعل أو عدة أفعال مادية يعاقب بالعقوبات المقررة للجريمة ذاتها .
المادة 394 مكرر6 🙁 قانون رقم 04 ـ 15 مؤرخ في 10 نوفمبر 2004) مع الاحتفاظ بحقوق الغير حسن النية يحكم بمصادرة الأجهزة و البرامج و الوسائل المستخدمة مع اغلاق المواقع التي تكون محلا لجريمة من الجرائم المعاقب عليها وفقا لهذا القسم، علاوة على إغلاق المحل أو مكان الاستغلال إذا كانت الجريمة قد ارتكبت بعلم مالكها .
المادة 394 مكرر 7:( قانون رقم 04 ـ 15 مؤرخ في 10 نوفمبر 2004) يعاقب على الشروع في ارتكاب الجنح المنصوص عليها في هذا القسم بالعقوبات المقررة على الجنحة ذاتها .
ولكن هل هذه المواد العقابية كافية لردع المخالفين، وقمع المتعمدين السير في هذا الطريق المنحرف، والذين يحملون بين جنباتهم بذور الإجرام وحب إيذاء الآخرين؟ ” ولعل أصدق تعبير عن هذا الأمر ما جاء في مجلة الحقوق والشريعة(الكويتية):” إن مفهوم الدول لحقوق الإنسان لا يخلو من النفاق” [34] .
وفي هذا المنحى الانتقادي لبعض القصور الملاحظ على قانون العقوبات الجزائري المتعلق بالجريمة الإلكترونية أكد رئيس اللجنة الوطنية لترقية وحماية حقوق الإنسان فاروق قسنطيني، لجريدة السلام اليوم، أنه من الصعوبة بمكان تجسيد هذه القوانين المعاقبة على الجريمة الإلكترونية في الجزائر، نظرا أولا لضآلة الخبرة الكافية المتعلقة بالميدان الالكتروني، وللضعف الذي تعاني منه الدولة في إيجاد الكوادر المؤهلة في هذا الميدان الحسّاس، ولغياب الحلقة التواصلية بين أهل القضاء وأهل علوم الاتصال، مع عدم وجود عقوبات أكثر ردعية ، حيث لاحظ أن الغالب في ذلك يكون بمدة قصيرة يقضيها الجاني في السجن، أو تسليط بعض العقوبات المالية ، لأجل هذا رفع صوته عاليا للمطالبة بضرورة ابتكار استراتيجية عقابية وآليات وقائية تحمي الجميع لاسيما أصحاب المال وفئة الأطفال[35].
وعلى كل حال وحتى توضع الأمور في نصابها وتبقى المسألة مطروحة للنقاش الهادف والفعال ، وحسب تعبير الباحث (حنا جريس) في مقال له في العربي (العدد 519ـ فبراير 2002)فإنه ” الآن يتم استغلال فرصة الهجوم على ما يسمى بالإرهاب لسد الثغرة التي يتسرب منها فائض القيمة المعرفية، ويتم استغلال الجزء الأصغر من نشاط الهاكرز، ألا وهو التخريبي، للقضاء على كل أشكال الاحتجاج الاجتماعي والسياسي الذي يساهم فيه الهاكرز باستخدام تكنولوجيا المعلومات، فقد تم سك التعبير ” إرهاب الفضاء الإلكتروني وهو ما نترجم به كلمة Cyberterrorism وجار تجهيز القوانين وتمهيد المجتمع الدولي للحرب القادمة على الإرهاب الالكتروني” [36] نحسب أن الأمر لا يكفي إذا لم يكن مسنودا بسياسة شاملة ومدروسة تأخذ بعين الاعتبار كافة المقاربات الدينية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والأمنية، وقبل ذلك استشعار روح المسؤولية وحب التضحية لأجل الآخرين وراحتهم وطمأنينتهم والذي يدخل في فعل الخير الموجب لمحبة الخالق والفلاح والفوز الأخروي.
الحماية الدينية
ويتجلى ذلك من خلال تفعيل نصوص الكتاب الكريم والسنة الصحيحة على غرار الآية رقم 12 من الحجرات والآيتين 27 و 28 من النور ، والاية رقم 32 من المعارج، والآية 62 من النور والآية 38 من سورة الحج ، وجاءت بعض النصوص النبوية تؤكد على حظر انتهاك حق الخصوصية في قول المصطفى الكريم ” من اطلع في كتاب أخيه دون أمره فإنما اطلع في النار”
” ولا يخفى على أحد كذلك أن الإسلام قد سبق التشريعات الوضعية في الأخذ بمبدأ ” الشرعية النصية” التي لم يقتصر علىى المعنى الضيق لها بل توسع فيها كلما اقتضت الحاجة إلى حماية مصالح المجتمع ضد أي خطر إجرامي يتهددها أو يحيق بها … ويتميز الإسلام عن التشريعات الوضعية في عدم خلطه بين انتهاك الحق في السر واستخدام ما تحصل عليه من بيانات في ارتكاب جريمة ما” [37]
من هنا ظهر اتجاه يرى ” ضرورة المعاقبة على فعل الانتهاك لحرمة الحياة الخاصة للفرد كجريمة مستقلة بعقوبة تعزيرية يحددها ولي الأمر طالما استوجبت شرائطها الشرعية، أما فعل استخدام ما قد تحصل عليه من بيانات في ارتكابه جريمة فهو مستقل يجب العقاب عليه بحسب الجريمة التي استخدمت البيانات في ارتكابها حتى ولو كانت هذه الجريمة من جرائم الحدود كالسرقة أو القصاص”[38] ولا يتم تفعيل هذه الحماية الدينية إلا إذا غرسنا في نفوسنا ونفوس أبنائنا وبناتنا ومجتمعنا أننا جميعا معنيون بحماية كياننا وحقوقنا ووجودنا وأننا في سفينة الحياة هذه مهددون بالغرق إذا تهاونا في ردع من تسول له نفسه خرق سفينة المجتمع بالتصرفات الطائشة والأعمال الإجرامية، وهذا ما جسده الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف الصحيح فعن النُّعْمَان بْن بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” مَثَلُ القَائِمِ في حُدُودِ اللَّهِ وَالوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَصار بَعْضُهُمْ أَعْلاَهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، وكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ المَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ تْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا، وَنَجَوْا جَمِيعًا “[39]، ويقول (محمد علي الصابوني) في شرحه الأدبي لهذا الحديث ” مثل في منتهى الجمال والروعة، يضربه الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه، لأولئك الذين أخطأوا الطريق، وضلوا الجادة، وتنكبوا عن سبيل الهدى، ففهموا (الحرية) فهما خاطئا، وساروا في هذه الحياة حسب أهوائهم وشهواتهم … ومثل آخر لأولئك الذين رأوا المنكر فسكتوا عنه، وأغمضوا أعينهم عما يدور حولهم من آثام وموبقات، كأن الأمر لا يعنيهم، وظنّوا في أنفسهم الصلاح والفلاح! “[40]
ثالثا: دور الجانب التربوي والتوجيهي في الحماية والوقاية من الجرائم الإلكترونية:
وفي هذا الصدد تأتي مبادئ الشريعة الإسلامية وقواعدها الفقهية الغراء لتؤسس للمجتمع الفاضل المتماسك فيأتي، مبدأ سد الذرائع للقائلين به ليسهم في حماية المجتمع من كل الآفات: ” وأغلب الفقهاء يبنون أحكام الذرائع على المقاصد فما كان منها محرما كانت وسائله كذلك، وما كان واجبا كان طرقه وسبله واجبة أيضا”[41] .كما تأتي قاعدة” لا ضرر ولا ضرار” لتبرز الناحية العملية العظيمة في شريعة الإسلام، وأنها جاءت لنفي الضرر،وحماية المجتمع، من كل الآفات والموبقات، وترتقي به في درجات التطور والرقي بما يرضي الله ويحقق مفهوم الاستخلاف في الأرض لعمارتها واستثمار خيراتها وشكر فاطرها. قال الباحث المرحوم (مصطفى أحمد الزرقاء) حول قاعدة”لاضرر ولا ضرار” ما نصه” الضرر: ألحاق مفسدة بالغير. والضرار: مقابلة الضرر بالضرر. هذه القاعدة بلفظها نص حديث نبوي في رتبة الحسن، رواه مالك في الموطأ، وأخرجه ابن ماجة والدارقطني في سننيهما. وهذه القاعدة من أركان الشريعة، وتشهد لها نصوص كثيرة في الكتاب والسنة، وهي أساس لمنع الفعل الضار، وترتيب نتائجه في التعويض المالي والعقوبة، كما أنها سند لمبدأ الاستصلاح في جلب المصالح ودرء المفاسد، وهي عدة الفقهاء وعمدتهم وميزانهم في طريق تقرير الأحكام الشرعية للحوادث”[42]، وقد فصلها المرحوم أحمد بن الشيخ محمد الزرقا تفصيلا دقيقا وهذا في شرح القواعد الفقهية، مبينا الاستثناءات الواردة عليها، حتى لا يلتبس فهما على القراء، حيث قال ما نصه” الْقَاعِدَة مُقَيّدَة إِجْمَاعًا بِغَيْر مَا أذن بِهِ الشَّرْع من الضَّرَر، كَالْقصاصِ وَالْحُدُود وَسَائِر الْعُقُوبَات والتعازير، لِأَن دَرْء الْمَفَاسِد مقدم على جلب الْمصَالح، على أَنَّهَا لم تشرع فِي الْحَقِيقَة إِلَّا لدفع الضَّرَر أَيْضا” [43].
ومن الناحية التطبيقية العملية بين المرحوم أحمد بن الشيخ محمد الزرقا أنه يتَفَرَّع على قاعدة ” لا ضرر ولا ضرار” الآنفة الذكر جملة مهمة من الأحكام الشرعية والتي يمكن تنزيلها اليوم ونحن بصدد الجرائم الالكترونية على كثير مما تذكره قوانين العقوبات المرصودة لأمثال هؤلاء المفسدين الذين يسعون في الأرض فسادا. فَمن ذَلِك كما يقول ” اتِّخَاذ السجون، ثمَّ جعلهَا على صُورَة مضجرة لَا يُمكن فِيهَا المسجون من بسط فرَاش وَلَا غطاء، وَلَا من التكسب، وَلَا يُمكن أحد من الدُّخُول عَلَيْهِ للاستئناس، وَهُوَ وَإِن كَانَ أسلم الْعُقُوبَات فَهُوَ من الْعُقُوبَات الْعَظِيمَة ومقرون بِالْعَذَابِ الْأَلِيم فِي قَوْله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي سُورَة يُوسُف: {إِلَّا أَن يسجن أَو عَذَاب أَلِيم} . فَإِن من يعلم من الدعار وَأهل الْفساد أَن مثل هَذَا السجْن وَاقِف لَهُ بالمرصاد يرتدع ويكف أَذَاهُ عَن النَّاس” [44].
. كما جاءت السنة النبوية المطهرة معضدّة لنصوص الكتاب العزيز التي تطرقنا سابق لبعضها لتضيء بهديها المبين ، مكانة وأهمية الشباب ، الملتزم بقيم وقواعد الدين الحنيف . جاء في كتاب التيسير بشرح الجامع الصغير: ” (أَن الله تَعَالَى ليعجب من الشابّ) أَي يعظم قدره عِنْده فيجزل لَهُ أجره لكَونه (لَيست لَهُ صبوة) أَي ميل إِلَى الْهوى لحسن اعتياده للخير وقوّة عزيمته فِي الْبعد عَن الشَّرّ فِي حَال الشَّبَاب الَّذِي هُوَ مَظَنَّة لضدّ ذَلِك (حم طب عَن عقبَة بن عَامر) الْجُهَنِيّ بِإِسْنَاد حسن”[45] .وحتى يبين الرسول الأكرم ميزان التفاضل بين الناس ، وأنه يكون بالدور الاجتماعي الذي يؤديه الإنسان في نشر قيم الجود والكرم والخدمة الاجتماعية مع الزاد الخلقي الرفيع ، فإنه يعقد المقارنة والموازنة بين مواقف الرجال ، وأنه ثمّة يكون التفاضل والتمايز ، وإحراز السبق والتقدّم ، جاء في كتاب : التيسير بشرح الجامع الصغير: ” (شَاب سخي حسن الْخلق) بِضَمَّتَيْنِ (أحب إِلَى الله من شيخ بخيل عَابِد سيء الْخلق) لِأَن سوء الْخلق يفْسد الْعَمَل كَمَا يفْسد الْخلّ الْعَسَل وَالْبخل لَا أقبح مِنْهُ كَمَا مر (ك فِي تَارِيخه فر عَن ابْن عَبَّاس) // بِإِسْنَاد فِيهِ لين //”[46]. ولتبيان مكانة بعض الشباب الإسلامي في خدمة قضايا الإسلام والمسلمين ، ونظرا لأهميته فقد أولته مختلف الدساتير المعاصرة قيمة كبرى لما يشكله من دعامة قوية في بنائها الاقتصادي والاجتماعي والحضاري بصفة عامة جاء في المادة السابعة والثلاثين من الدستور الجزائري 2016 [م37]” الشباب قوة حية في بناء الوطن، تسهر الدولة على توفير كل الشروط الكفيلة بتنمية قدراته وتفعيل طاقاته” [47]
تتميز مرحلة الشباب بمجموعة من الخصائص والمميزات من أبرزها ما ذكره خالد حامد الحازمي :1ـــــ النشاط . 2ــــ القدرات العقلية : حيث أنه كلما كان الراشد أكثر تعلما كان أقوى في التحليل والاستنتاج وأكثر تحسبا للعواقب .3ــــــ الانفعالات :حيث يتخلص الراشد من المخاوف التي كانت تؤرقه إبّان طفولته ، ويتحول الانفعال العاطفي إلى عاطفتي الأبوة والأمومة ، مع اتساع النظرة نحو الزواج .4ـــــ الرغبة في التعلم ” ومن هنا تبرز في هذه المرحلة الخصائص التالية : ” 1 ـــ زيادة التفكير في أمر المستقبل وزيادة القدرة التعليمية والمهنية .ميل الشباب إلى الكسب المادي .2 ـــ الاتجاه الفعلي للاشتراك في مشروعات الإصلاح الاجتماعي والخدمة العامة بعد إدراك حاجات المجتمع .3ــــــ الميل الكبير نحو القراءة والمغامرات.4ــــ احتياجه لتنظيم وقت الفراغ . “[48] وقد بين رسول الإسلام ، أن فترة الشباب ، هي الفترة الخطيرة التي تصطرع فيها الرغبات ، وتتحكم فيها العواطف الجيّاشة ، والاندفاع الجامح نحو المغامرات ، وروح الاندفاع جاء في التيسير بشرح الجامع الصغير : ” (الشَّبَاب شُعْبَة من الْجُنُون) يعْنى هُوَ شَبيه بطَائفَة من الْجُنُون لِأَنَّهُ يغلب الْعقل ويميل بِصَاحِبِهِ إِلَى الشَّهَوَات غَلَبَة الْجُنُون (وَالنِّسَاء حبالة الشَّيْطَان) أَي مصايده أَي الْمَرْأَة شبكة يصطاد بهَا الشَّيْطَان عبد الْهوى (الخرائطي فِي) كتاب (اعتلال الْقُلُوب) والتيمي (عَن زيد بن خَالِد الْجُهَنِيّ) // بِإِسْنَاد حسن //” [49] .
وحتى توجّه هذه الخصائص التوجيه الأمثل ، وتؤتي أكلها وثمارها الطيبة وفق كتاب الله وسنة رسوله الكريم يقترح الباحث خالد حامد الحازمي ما يلي : : ” 1) ــــــــ ترغيبه في الثواب الأخروي وأن لا ينسى نصيبه من الدنيا .2) ـــــ أن يصحح له مسار الكسب المادي في ضوء ما أباحه الله ، ويحذر من الكسب الحرام .3) ــــــــ توجيه رغباته في الإصلاح الاجتماعي من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومساعدة إخوانه ، وتصحيح نيته ليكون عمله خالصا لله تعالى . 4) ـــــــإرشاده إلى الكتب النافعة .” [50] . ويجمع الإمام محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله المنهج القويم الذي ينبغي أن يسلكه الإنسان بقوله” خير الدنيا والآخرة في خمس خصال: غنى النفس، وكفّ الأذى، وكسب الحلال، ولباس التقوى، والثقة بالله تعالى على كل حال”[51] وهذه التوجيهات التي ينبغي أن توجّه للشباب من قبل العارفين بأمورهم والذين جرّبوا الحياة وخبروا أسرارها إنما هي اقتداء بمنهج سيد الرسل الكرام ، الذي كان دائم التعهد لهذا العنصر الهام ، ولا يفوّت فرصة أو مناسبة إلا وقدّم لهم من خلال قوله أو فعله التوجيهات الناجعة النافعة لهم في دنياهم وأخراهم .
دور الجانب التربوي في الوقاية من الجرائم الالكترونية:
ويبدأ هذا الجانب بحق داخل الأسرة ” فالإسلام ــ كما قال بحق المستشرق الفرنسي ديموند شارل ــ رسم طريقا مميزا للتقدم يمجد العمل ويحرم جميع صور الاستغلال ولكنه لا يسمح بالغنى إلا بعد القضاء على الفقر والحرمان كما ينهى عن الإمساك والتبذير ويحرص على تحقيق التوازن الاجتماعي بين أفراد المجتمع حتى ينقي النفوس من بذور الحقد التي قد تدفع الإنسان إلى السلوك المنحرف” [52] وقد أصاب الفيلسوف (محمد إقبال) حينما قال” إن التعليم هو الحامض الذي يذيب شخصية الكائن الحي، ثم يكونها كما يشاء، وإن هذا الحامض هو أشد قوة وتأثيرا من أية مادة كيميائية .. هو الذي يستطيع أن يحول جبلا شامخا إلى كومة تراب” [53] من هنا فإن خير مناخ تبرز فيه التربية الصحيحة هو المناخ التعليمي المستمد من كتاب الله تعالى، الذي ضمن النجاح وعدم الوقوع في الزلل، لكل من جعله هاديا ومرشدا ، وهذه التربية كما ينبه على ذلك العاملون في حقلها ” لا تتأتّى إلا بواسطة ” رؤية القلب” ولا تتحقق إلا عن طريق إثارة الرغبة الباطنية والولع القلبي … حيث يقول الله عز وجل:” ما وسعني أرضي ولا سمائي، ووسعني قلب عبدي المؤمن” … على هذا، فإن أقوى عامل فاعل في إثارة الانجذاب خلال التربية الدينية هو توظيف عنصر الجمالية في المناهج والأساليب التربوية والإعلامية وعرض النماذج المناسبة في هذا السياق”[54].
ولعل من أهم أسباب انحراف الأولاد خلقيا، وجنوحهم نحو الوقوع في شراك الجرائم الالكترونية وغيرها وانحلال سلوكياتهم كما نبه على ذلك عبد الله ناصح علوان، انعدام الرقابة الأسرية، وتخلي الآباء عن واجباتهم الأبوية ، وتحصين أسرهم من كل الموبقات، وترك الحبل على الغارب للأولاد بمخالطة كل من هبّ ودبّ، ومرافقة رفقاء السوء، حتى غذا وقعت الفأس على الرأس بدأت الملاسنات والعويل والندم ولات ساعة مندم على حد قول الشاعر:
أتبكي على لبنى وأنت قتلتها لقد ذهبت لبنى فما أنت صانع؟[55]
لأجل هذا وجب على أولياء الأمور العناية بالجانب التربوي ، وتلقين الأولاد العلوم الضرورية التي تحفظ شخصيتهم الإسلامية من الذوبان، ويأتي على رأس ذلك ربطهم بكتاب الله وعلومه الشريفة، فهو أفضل هدية وأقوى حصن تحصّن به أجيال الإسلام من مخططات أعداء الله ورسوله الجهنمية وهذا ما أوصى به ابن سينا في كتاب السياسة، كما ذكر ذلك عبد الله ناصح علوان والذي ذكر إشارة ” ابن خلدون إلى أهمية تحفيظ الأولاد القرآن الكريم، واوضح أن تعليم القرآن هو أساس التعليم في جميع المناهج الدراسية في مختلف البلاد الإسلامية لأنه شعار من شعائر الدين الذي يؤدي إلى رسوخ الإيمان” [56]
إن الجانب التربوي لمن الأهمية بمكان للتعامل بكل مصداقية ونزاهة مع هذه التطورات التكنولوجية الهائلة الحاصلة في عالم اتصالات اليوم ، لاسيما في مجال الشبكة العنكبوتية التي غزت كل نقاط العالم، وهي في تزايد مستمر، ونظرا لقلة الوعي لدى فئات من المجتمع ونظرا للمرحلة الانبهارية بالمنجز الإلكتروني، يشاهد الجميع مدى الاندفاع الجماهيري الحاصل في التعامل مع هذه الوسائل الالكترونية الحديثة ، فبنظرة بسيطة على واقع المدونات والتدوين العربي استنتج الباحث محمد سيد محمد مجموعة من الخصائص ومن أبرزها:” سيطرة الرأي الشخصي على سير الموضوع ومحتوياته ومعلوماته/ اعتماد المدونات على “سمعت” و“قيل لي” و” جاءني اتصال من صديق“/الشعور السلبي الحاد ضد كل شيء/ الجهل العام بمجريات الأمور” [57].
دور الجانب التوجيهي في الوقاية من الجرائم الالكترونية:
وهذا الجانب ينبغي أن تساهم فيه كل الوسائل الإعلامية من صحافة ، وتلفزة ، ومذياع، ومسرح، وسينما … على اعتبار مدى التصاقها بالجمهور العريض والواسع من أبناء المجتمع، ولهذا فالمسؤولية كبيرة على عواتقها، وهو أمر ينبغي أن يعيه المسئولون عن هذه القطاعات، وأن يدركوا تمام افدراك ضرواة المعركة التي تنتظرهم، لأن القضية ليست مجرد عملية ترفيهية، كلا فالجهاد ههنا لا يقل أهمية عن الجهاد في ساحات الوغى، والجزاء من جنس العمل. ويمكن تدعيم هذا الجانب بالإجراءات التالية:
- ضرورة حضور الضمير الأخلاقي الذي يتحرى الموضوعية والنزاهة استشعارا بعظم مسؤولية الكلمة، وأن ما يلفظه الإنسان في هذا الوجود إلا ولديه رقيب عتيد ، وفوق كل ذلك رقابة من لا يغيب عن علمه مثقال ذرة في السماوات والأرض، فعلى سبيل المثال ” طبيعة مواقع ويكي المفتوحة للجميع والتي تتيح للجميع تعديل المقالات تسمح للبعض أن يعبثوا في المواضيع، وأسباب هذا التخريب كثيرة، فالبعض يعبث لمجرد العبث وتجربة الموقع، والبعض يريد حذف ما لا يوافق رأيه أو تخريب المقالات التي تخالفه الرأي، والبعض يكتب مقالات جديدة لا علاقة لها بتخصصه أو توجه الموقع، قد تكون هذه المقالات دعاية له أو دعاية ضد شخص ما او فكر معين” [58] وتجدر الإشارة إلى أن ” يكي (بالإنكليزية:wiki ) هو موقع يسمح للزوار بإضافة المحتويات وتعديلها بدون أي قيود في الغالب … وتعني هذه الكلمة بلغة شعب جزر هاواي الأصليين: بسرعة أو أسرع، واستخدمت هذه الكلمة لهذا النوع من أنظمة إدارة المحتوى للدلالة على السرعة والسهولة في تعديل محتويات المواقع” [59] ، كما تجدر الإشارة في سياق تاريخ ويكي إلى ان أول ظهور لموقع ويكي كان في ” 25 مارس 1995 … وقد أنشأه وورد كانينغهام ward Cunningham وهو الذي اختار لفظ “ويكي” لهذا النوع من المواقع” [60].
- يمكن استغلال هذه الوسائل الالكترونية في عملية التربية والتوجيه، وتبليغ رسالة الإسلام الصحيحة والنقية من كل الشوائب انطلاقا من عالمية الرسالة الإسلامية ، وتخطي كل العقبات والحواجز السياسية المصطنعة بين الشعوب التي حثها الحق سبحانه على التعارف[61].
- إيلاء الجانب التربوي الأهمية القصوى، وذلك بالتركيز على “معرفة النفس، لذلك قال علماء التربية: على المرء أن يعرف نفسه قبل كل معرفة، وفي هذا الصدد يقول الفيلسوف(باسكال): ابدأ بالتفكير في نفسك، وفي خالقك، وفي الغاية التي خلقت من أجلها“[62] .
- تقوية عنصر الإرادة وقوة العزيمة لدى أبناء الإسلام حتى لا ينساقوا وراء بريق وشهوات الجرائم الالكترونية في لحظات ضعفهم المادي أو الروحي، وللشباب نماذج من قوة الإرادة وبلوغ المعالي قد يعرفها من الرسل الكرام، وحوارييهم الأبرار، وتابعيهم الخيار، هذا دون نسيان طوائف العلماء وأعيان الزمان، وعلى سبيل المثال فقد ” قضى (جيمس واط) في عمل آلته البخارية ثلاثين عاما حتى انتهى من عملها وذلك مع فقره واستدانته ليحقق حلمه الكبير. وقضى (جورج ستيفنسون) خمسة عشر عاما يعمل في تحسين مركبه البخاري رغم أنه بدا أميا وتعلم القراءة والكتابة بعد أن وصل على الثامنة عشرة … ولو أننا ذهبنا نستقصي هذه النماذج لأعيانا الحصر : فهذا الإمام أبو حنيفة كان خزازا .. وهذا أبو العلاء المعري كان رهين المحبسين .. وهذا أبو الطيب المتنبي كان ابن سقاء .. وهذا أبو عثمان الجاحظ كان بائع سمك .. “[63].
العناية والاهتمام بفئة الشباب عن طريق الرعاية بشتى أشكالها لاسيما الصحية والدينية والعقلية والاجتماعية وتوفير كل ما من شانه أن يؤدي إلى تفتح قدراتهم الإبداعية ومواهبهم الخلاّقة، إن مرحلة الشباب مرحلة مهمة من كل النواحي الجسدية والنفسية والعقلية ، ولذلك حظيت بمزيد الاهتمام في مختلف الحضارات لاسيما الحضارة الإسلامية ، التي ثمّنت قدراته وأتاحت له فرصة التعبير عن إبداعاته التي تجلّت في إسهاماته المتعددة في ميادين الطب والفلك والصيدلة والعلوم الرياضية والكيميائية ومختلف فروع العلوم الدينية والدنيوية . ونجد في كتاب الله إشادة بدور الشباب المؤمن في المجتمع ، وسعيهم نحو إصلاحه ، والمساهمة في بنائه البناء الصحيح القويم ، فالذي سعى لتحطيم الأصنام المعبودة من دون الله ومقارعة قومه بالحجة والبرهان هو الشاب إبراهيم عليه السلام ]قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) [[64].إن الذين اعتزلوا أهل الشرك وقصدوا الكهف فرارا إلى الله واعتصاما بجنابه هم فتية من خيرة القوم ” نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) [[65] .جاء في تفسير المراغي عند شرح هذه الآية الكريمة : ]إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً[ أي إنهم شباب آمنوا بربهم، وزدناهم هدى بالتثبيت على الإيمان، والتوفيق للعمل الصالح، والانقطاع إلى الله، والزهد فى الدنيا.وقد جرت العادة أن الفتيان أقبل للحق، وأهدى للسبل من الشيوخ الذين قد عتوا وانغمسوا فى الأديان الباطلة، ومن ثم كان أكثر الذين استجابوا الله ورسوله صلى الله عليه وسلّم شبّانا، وبقي الشيوخ على دينهم، ولم يسلم منهم إلا القليل. “[66] وبمطالعة فقرات من السيرة النبوية العطرة يدرك القارئ أن الذي جعل نفسه فداء لرسول الإسلام ليلة الهجرة النبوية هو الإمام علي كرم الله وجهه ، والذي كان سفيرا للإسلام وناشرا لدعوته في المدينة المنورة هو مصعب بن عمير رضي الله عنه ، وأخذ الرسول الأكرم برأي الشباب في الخروج للكفار وملاقاتهم في غزوة أحد خارج المدينة…[67] وجعل الرسول الأكرم على رأس الجيش المتوجه لملاقاة العدو في الشام الصحابي الشاب أسامة بن زيد . ففترة الشباب هي فترة القوّة الشاملة التي تصنع الحضارات ، لأجل ذلك جاءت نصوص السنة الشريفة تبين عظم المسؤولية الملقاة على عاتق الإنسان في السؤال عن فترة شبابه وفيم أبلاها …. لأجل هذا جاءت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة ، لتؤكد على خطورة فترة الشباب ، وضرورة بذل المزيد من العناية المتكاملة ، لصيانة وحماية الشبيبة الإسلامية. ولا يكون ذلك إلا بالعناية بالمناهج التربوية وإثرائها بالمواد التي تغذي عقول الناشئة وتجعلهم يتطلعون لمعالي الأمور لا إلى سفاسفها، على حد قول مؤيد الدين الأصبهاني الطغرائي(ت513هـ)[68]
حب السلامة يَثْني همَّ صاحبه عن المعالي ويغري المرء بالكسل
فإن جنحت إليه فاتخذ نفقا في الأرض أو سلما في الجو فاعتزل
ودع غمار العلا للمقدمين على ركوبها واقتنع منهن بالــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبلل
يرضى الذليل بخفض العيش مسكنة والعزُّ عند رَسيــــــــــــــــــــــــــم الأينُق الذُّلُل
فأدرأ بها في نحور البيد جافلة مُعارضات مثاني اللُّجْــــــــــــم بالجُدُل
إنَّ العُلا حدَّثَتْني وهْيَ صادقةٌ فيما تُحَدّث أنَّ العــــــــــــــــزَّ في النُّـــــــــــــــــــــقَل
لو أن في شرف المأوى بلوغ مُنىً لَم تَبْرَح الشمسُ يوماً دَارَةَ الحَمَل [69]
ومعنى الأبيات كما جاء في (شرح العَلَم) فإن ” الجاه والمال في الدنيا لا يحصلان إلا مع المخاطرة بالنفس، فإن ملت إلى حب السلامة .. فالأولى بحالك اعتزال الناس والاقتناع بالقليل منهما مع الخمول” [70]، وحسب رأينا فإن حصر معنى طلب المعالي حسب الشارح “بحرق” في الأمور الدنيوية فقط هو تضييق لمفهوم النص الشعري وانفتاحه على تاويلات متعددة ، وإلا فما المانع أن يجمع الإنسان بين طلب الدنيا في الحلال والآخرة وهذا بالنية الصادقة الخالصة لله رب العالمين، ودون الركون لأهل الظلم والفساد، وهذا ما يجب أن يعيه شباب اليوم ، وأن لا تعمي أبصارهم ما تدره هذه الجرائم الالكترونية من متاع دنيوي قليل وزائل.
- كما أن المسؤولية كبيرة على عاتق الدعاة والوعاظ وأئمة المساجد في التذكير الفعال والمصاحب ليوميات الناس وربطهم بالعالم الروحي، وتذكيرهم بالاستعداد ليوم المعاد ونبذ حطام الدنيا الفانية، بأسلوب الترغيب والترهيب ، كما أن أسلوب الرياضة النفسية طريق قويم وناجع لمجاهدة النفس وحملها على الطاعات، وقد كتب حجة الإسلام أبو حامد الغزالي في (مكاشفة القلوب) مبحثا نفيسا حول (الرياضة وفضل أهل الكرامة)ومما قاله فيه” إعلم أن الله عز وجل إذا أراد بعبد خيرا بصره بعيوب نفسه فمن كانت بصيرته نافذة لم تخفَ عليه عيوبه، فإذا عرف العيوب أمكنه العلاج ولكن أكثر الخلق جاهلون بعيوب أنفسهم يرى أحدهم القذى في عين أخيه ولا يرى الجذع في عين نفسه” [71] .
- تفعيل دور وسائل الإعلام في تقديم تعاليم الدين الصحيح، حيث نسمع من حين لآخر بعض الدعوات من بعض الناعقين الذين يردّدون كلام أسيادهم ، بتوهين قيمة الدين ، وأنه يتنافى وقيم العصرنة والحداثة ، وهو كلام فارغ لا قيمة ولا وزن له ، فالعصر الذي نعيش فيه هو العصر الذهبي للأديان كما سمعتها ذات مرّة من العلامة الإمام محمد الغزالي رحمه الله ، ولنستمع إلى كلمة منيرة مستنيرة بنور العلم الصحيح للشيخ تقي الدين الهلالي إذ يبين في كتابه (أخلاق الشباب المسلم) أنه في ألمانيا يجبر التلاميذ المواظبة على شهود طقوس الكنيسة برفقة المعلم كل أحد، ويشهد التلميذ بالتالي ” الصلاة والوعظ، فإن لم يحضر بلا عذر أدّب على ذلك بالضرب، وإن ترك الصلاة في الكنيسة ثلاثة آحاد متوالية طرد من المدرسة، أما الأيام الستة الباقية من الأسبوع فإن الكنيسة تبعث القسّيسين إلى المدارس يصلّون بالتلاميذ في داخل المدرسة، ويعلّمونهم دينهم ساعتين في كل يوم، ولا يستطيع التلميذ أن يتغيب في هاتين الساعتين إلاّ إذا كان على دين آخر غير المسيحية.” [72]. يذكر تقي الدين الهلالي بمناسبة حديثه عن قيمة الدين وأهميته في المجتمعات الغربية ” نبأ تاريخيا يخفى على أكثر الناس، وذلك أن هتلر اختلف مع الكنيسة الكاثولكية في قضيتين: إحداهما أنه أوجب على المدارس الدينية التابعة للكنيسة أن تطبق منهج وزارة التعليم، فعدّت الكنيسة الكاثولكية ذلك تدخلا في شؤون الدين، وعدواناً على الكنيسة، والثانية أنه استولى على الذهب المخزون في الكنيسة, وفرض رواتب يعطونها من وزارة المالية، ولهاتين القضيتين انضم الكاثولكيون إلى اليهود في عداوة هتلر، وأخذوا يكيدون له.” [73] ليصل إلى هذه الحقيقة الغائبة على أفئدة بعض الحداثيين والعلمانيين من أهل هذا الزمان ، والمتمثلة في دور الدين ودوره في حفظ التوازن الروحي للشباب ، وحفظ كيان الأمة الإسلامية من الذوبان والانحلال ، وهذا كله على حسب تعبيره رحمه الله تعالى ” يبطل ما ينشره دجاجلة الاستعمار الروحي من زعيمهم أن الأمم الأوروبية التي بلغت أوج الرقي هجرت الدين وضربت به عرض الحائط، وكان ذلك سبب تقدمها،والأدلة على كذب هذه الدعاية أكثر من تحصى، وقد نشرت في مجلة دعوة الحق أدلة بالأرقام مأخوذة من سفارات الدول الراقية في أوروبا على تدين شعوبها، وقلة المارقين من الدين فيها، هذا مع أنّ دين النصرانية لا يتكفل بتدبير شئون الدين والدنيا كما يفعل الإسلام الحنيف، بل يقول من جملة ما يقول: “أعط ما لله لله وما لقيصر لقيصر”.[74] .
- استعمال كل المنابر الإعلامية وتسخير جيش من الدعاة للتحذير من جريمة الإيذاء التي حرمها الله بنص كتابه فقال وهو أصدق القائلين ]وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا[[75].قال الشهيد (سيد قطب) تحت ظلال هذه الآية الكريمة وهو يتأمل عبرها وعظاتها” وهذا التشديد يشي بأنه كان في المدينة يومذاك فريق يتولى هذا الكيد للمؤمنين والمؤمنات، بنشر قالة السوء عنهم، وتدبير المؤامرات لهم، وإشاعة التهم ضدهم. وهو عام في كل زمان وفي كل مكان. والمؤمنون والمؤمنات عرضة لمثل هذا الكيد في كل بيئة من الأشرار المنحرفين، والمنافقين، والذين في قلوبهم مرض. والله يتولى عنهم الرد على ذلك الكيد، ويصم أعداءهم بالإثم والبهتان. وهو أصدق القائلين”[76].من هنا وجب على من يتولى أمر المسلمين العناية بجانب القوة بشتى أنواعها والإعداد لها، لأجل تحصين بيضة الإسلام، وحماية أبناء الإسلام من كل المخاطر التي تهدد كيانهم ووجودهم الحضاري، وكما يقول الباحث(نبيل علي) فإن”المعلومات بلا شك ــ بصفتها مصدرا للقوة ــ من أمضى أسلحة العصر، و”المعرفة قوة”كما تلخصها لنا مقولة فرنسيس بيكون الشهيرة، والتي ربما سبقه إليها بآلاف السنين إمبراطور الصين صان تسو فهو القائل:” المعرفة هي القوة التي تمكن العاقل من أن يسود، والقائد من أن يهاجم بلا مخاطر ، وأن ينتصر بلا إراقة دماء، وأن ينجز ما يعجز عنه الآخرون”. [77]، وعلى ضوء التغيرات الهائلة الحاصلة في العصر الحاضر، وما باتت تشكله القوة من أهمية في صنع القرارات الدولية يصل (نبيل علي) إلى نتيجة خطيرة مفادها أن هذه التطورات الماثلة اليوم” قلبت رأسا على عقب مقولة فرنسيس بيكون سالفة الذكر، فكما أن ” المعرفة قوة” فــ “القوة أيضا معرفة” كما خلص إلى ذلك ميشيل فوكو، وقد قصد بذلك أن القوى السياسية والاقتصادية والعسكرية والأيديولوجية، تعمل ــ بصورة مباشرة وغير مباشرةــ على توليد خطاب معرفي يخدم أغراضها ويروّج لأفكارها سعيا لتثبيت سلطانها وتأمين مصالحها بالتالي”[78]
- ومن ناحية أخرى فإن لأساليب التربية الإسلامية أكبر الأثر النافع في حماية وصيانة أخلاق الشباب من الانحراف والخروج عن جادة الصواب والسلوك الحسن ، ولعل أهم هذه الأساليب، أو أبرزها ما فصّله الباحث النحلاوي :” أولًا: أسلوب الحوار القرآني والنبوي.ثانيا: التربية بالقصص القرآني والنبوي. ثالثا: التربية بالأمثال القرآنية والنبوية. رابعا: التربية بالقدوة. خامسا: التربية بالممارسة والعمل. سادسا: التربية بالعبرة والموعظة. سابعا: التربية بالترغيب والترهيب.”[79] ثم شرع الباحث الشيخ النحلاوي يفصل الحديث في هذه النقاط نظرا لأهميتها في تفعيل دور التربية الإسلامية في إيجاد جيل الغد المشرق المنشود المعتز بعقيدته والمتفاني في خدمة دينه [80]. لاسيما إذا توافرت النوايا الصادقة المخلصة لله رب العالمين الراجية لثوابه والمشفقة من عذابه والمستعدّة للقائه والبشرى بجنّته وقربه والفوز بالحسنى وبالزيادة، ولعل ما أوردناه سابقا قد نبّه عليه الباحث أحمد محمد جمال في فصل قيم بعنوان ألوان من أخطاء المدرسين وأنه ” خلال المؤتمر الرابع للمعلمين الذي انعقد في الجزائر ، في أوائل عام 1385 هــ تعالت صيحات جريئة مخلصة ، تؤكد عظم مسؤولية المدرس تجاه الطالب .. حتى قال نقيب المحامين السوريين في المؤتمر يومذاك : ” إن ما نراه من أمور غير إنسانية في هذا العصر ، يُعَدّ المعلّمون مسؤولين عن قسط غير يسير منها ” .[81] . وهذا انطلاقا من المبدأ النبوي الخالد ” كلكم راع” جاء في الحديث رقم [283] من رياض الصالحين عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قَالَ: «كلكم رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ: وَالأمِيرُ رَاعٍ، والرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أهْلِ بَيتِهِ، وَالمَرْأةُ رَاعِيةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجها وَوَلَدهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.الراعي: هو الحافظ المؤتَمن الملتزم صلاح ما اؤتمن على حفظه، فهو مطلوب بالعدل فيه، والقيام بمصالحه، ومسؤول هل قام بما يجب لرعيته أو لا؟” [82] . وعلى هذا الأساس النبوي فالمسؤولية في الإسلام عامة على كل أحد ، وعلى حسب موقعه .من هنا ” نرى أن رئيس الحكومة وكل من يملكون السلطان على غيرهم، وضعوا والعبد في درجة واحدة ومرتبة متساوية، فكما أن العبد الذي اؤتمن على مال سيده مسئول عنه فكذلك هؤلاء الذين يعملون في الحكومة أيا كانوا، والذين اؤتمنوا على شئون الناس ورعاية حقوقهم، وتخفيف قسوة الواجبات عنهم، مسئولون أمام سيدهم الحقيقي، أمام الله سبحانه وتعالى أولا، ثم أمام الناس الذين يلون أمورهم ثانيا” [83] ويمكن استجلاء هذا الشرح الذي قدمه مولاي أحمد علي بالرجوع إلى الصيغة التالية للنص النبوي الكريم الذي جاء على النحو التالي عمدة القاري شرح صحيح البخاري تحت عنوان (بابٌ العَبْدُ راعٍ فِي مَال سَيِّده ولاَ يَعْمَلُ إلاَّ بإذْنِهِ)مرقم بـ[2409] عنْ عبْدِ الله بنِ عُمَرَ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا أنَّهُ سَمِعَ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقولُ كُلُّكُمْ راعٍ ومَسْئُولٌ عنْ رَعِيَّتِهِ فالإمَامُ راعٍ وهْوَ مَسْئُولٌ عنْ رعِيَّتِهِ والرَّجُلُ فِي أهْلِهِ راعٍ وهْوَ مسْئُولٌ عنْ رَعِيَّتهِ والْمَرْأةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا راعِيَةٌ وهْيَ مَسْئُولَةٌ عنْ رَعِيَّتِها والخادِمُ فِي مالِ سَيِّدِهِ راعٍ وهْوَ مَسْئُولٌ عَن رَعِيَّتِهِ قَالَ فَسَمِعْتُ هاؤُلاءِ مِنْ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأحْسِبُ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ والرَّجُلُ فِي مالِ أبِيهِ راعٍ وهْوَ مَسْئُولٌ عنْ رَعِيَّتِهِ فكُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عنْ رعِيَّتِهِ”مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (وَالْخَادِم فِي مَال سَيّده رَاع) ، لِأَن المُرَاد من الْخَادِم هُنَا هُوَ العَبْد، وَإِن كَانَ أَعم مِنْهُ، وَجَاء فِي النِّكَاح: وَالْعَبْد رَاع على مَال سَيّده”[84].
- إن مسؤولية رعاية الأبناء قد تعاظمت اليوم مع ازدياد النشاط الإجرامي الالكتروني ، وذكرت دراسة الباحث يونس عرب في ورشة العمل المعنونة بـ” تطوير التشريعات في مجال مكافحة الجرائم الالكترونية “أن أخطر الجرائم الإلكترونية التي تستهدف عالم الطفولة تتمثل فيما يلي [85]:
- إقحام الأطفال باتصالات عبر الخط يكون غرضها أنشطة جنسية.Sexual acts.
- استخدام الانترنت لترويج وإنتاج وتوزيع مواد دعارة الأطفال Child pornography .
- استخدام الانترنت لإجبار الشباب والأطفال على ممارسة أفعال الدعارة وتشجيعهم لتبادلها
- إقحام الأطفال في أنشطة سياحية تستهدف أغراض جنسية كالسفر للمشاركة في أنشطة غير أخلاقية سواء لكسب مادي أو لتحقيق منافع شخصية.
- تنسيق وتنظيم الأنشطة الجنسية الواقعية او الاتصالات الجنسية باستخدام البريد الالكتروني أو التلفون أو انتقال الشخص فعلا إلى مكان مادي لإجراء هذه الأنشطة الجنسية .
- توزيع المواد الجنسية غير المطلوبة أصلا ، حيث وبمجرد الاتصال بالانترنت أو فتح البريد الالكتروني او الدخول على بعض المواقع المشروعة، تظهر مواد جنسية وصور خلاعية دون ان يكون الشخص قد طلبها .
- أنشطة الابتزاز وتشويه السمعة والتهديد الموجهة للشباب والأطفال عبر الرسائل الالكترونية سواء تتصل بأغراض جنسية أو جرمية أو غيرها .ليؤكد الباحث بعد ذلك وفق إحصائيات استقاها من مصادرها الهول الكارثي الذي بات ينخر المجتمعات في زهرة مستقبلها، ليدق ناقوس الخطر، ويحرك جرس الإنذار ، ليتحمل كل واحد مسؤوليته ولا يقول كما جاء في المثل الدارج ” تخطي راسي” “إن حجم مشكلة المواد الإباحية بوجه عام ، والمواد والأنشطة الجنسية المتصلة بالأطفال والقصر بوجه خاص ، يتزايد بشكل غير عادي ، ووفقا لتقديرات حديثة فإن واحدا من كل خمسة شباب قد توصل مع احد مواقع المواد الجنسية على الانترنت ، وأن واحدا من كل ثلاثة وثلاثين شاب تلقى عرضا لأنشطة جنسية بشكل أو بآخر ، وإن كل واحد من أربعة شباب وصلته مواد جنسية غير مطلوبة ، وان كل واحد من سبعة عشر شاب تلقى تهديدات أو ابتزازات أو غيرها من المواد المسيئة ، ذلك كله خلال عام 2000 وفقا للدراسة التي أجراها مكتب ضحايا الجريمة التابع لوزارة العدل الأمريكية ” [86]. من هنا لابد من يقظة الجميع وتعاونهم لقمع الجريمة والمفسدين، وكما جاء في العهد الجديد ” أنتم ملح الأرض، فإذا فسد الملح، فبماذا يُملَّح؟” وكما قال الشاعر( يولون: الزمانُ به فسادٌ وهم فسدوا وما فسَد الزَّمانُ)[87] وفي سياق السعي لحماية الطفل من عواقب الجرائم الالكترونية وفي ظل غياب قانون خاص بهم يتولى حمايتهم من آثار الجريمة الالكترونية أكدت الباحثة في القانون الدولي من جامعة البليدة (مليكة بن عودة ) على ضرورة المسارعة من طرف المسئولين في إيجاد صياغة لهذا القانون[88]. وأشارت بعض الأبحاث أن شبكات «فيسبوك»، «تويتر»، و«غوغل» تعد مرتعا خصبا للبيانات الشخصية والصور المرشحة لـ«البيع»حيث يجني لصوص الأنترنت ما قيمته نحو 160 مليار دولار سنويا، بمعدل 48 ألف دولار شهريا.من أعمالهم الإجرامية مما يستدعي مزيدا من الحيطة والحذر. وفي هذا الصدد شددت نائبة رئيس المفوضية الأوروبية للعدل،( فيفيان ريدنغ ) في مؤتمر «ديجتال لايف ديزاين» (تصاميم الحياة الرقمية) في دورته الأخيرة، بمدينة ميونيخ الألمانية على ضرورة التأكيد وتنبيه جمهور المستهلكين بضرورة حماية بياناتهم الشخصية لأنها العملة الرائجة اليوم في الأسواق الرقمية، كما كشفت التقارير، أن هناك ما معدله أربعة عشر ( 14 ) متضررا في الثانية ومليون ضحية في اليوم، كما كشفت تقارير لشركات أمريكية لحماية الشبكة الإلكترونية، أن مئة وأربعة عشر (114) مليار دولار تمثل المعدل السنوي لكلفة الجرائم الإلكترونية حول العالم، بالإضافة إلى مقدار خمسمائة (500) مليون بالغ يقعون فريسة لمختلف أشكال التهديدات الإلكترونية، كما أشارت الأرقام المهولة إلى أن كلفة الجرائم الإلكترونية تجاوزت قيمة السوق السوداء للماريجوانا والكوكايين والهيرويين، والتي تبلغ 288 مليار دولار، وأن ثلثي البالغين حول العالم أي 69 بالمئة كانوا ضحايا للجرائم الإلكترونية في حياتهم[89] ، كما أنه من الأهمية بمكان في هذا الإطار كما يقول الباحث (عادل عبد الصادق) في واحدة من توصياته” أهمية تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الجريمة الإلكترونية، وأهمية العمل على تعزيز التعاون في النظم القضائية وتبادل الخبرات” [90]
والسؤال الملح الذي يبقى عالقا ومطروحا، وينتظر الإجابة الشافية والكافية من لدن أصحاب القرار في المجتمعات العربية والإسلامية، وممن يزعمون اهتمامهم بالمجتمع المدني، وممن ينتشون بارتقاء المنابر ، ماذا أعددنا لمجتمعاتنا وأبنائنا، لتحصينهم من أخطار الجريمة الالكترونية، وهل قدمنا الخطة البديلة للتعامل بذكاء مع هذه المنجزات الحضارية، ومن ثم استفادة منها في إيجابياتها وفي المقابل نبذ سلبياتها مع التنبيه على أضرارها في عملية تواصلية مستمرة مع جمهور المتلقين.
الخاتمة
إن التحديات الناجمة عن الثورة المعلوماتية والتي تواجه الأمة العربية والإسلامية كبيرة جدا، حيث اختفت تلك الحدود المصطنعة وازداد التواصل والتلاقي بين الشعوب والأمم، وما نجم عن ذلك من نتائج إيجابية وسلبية ، ورأينا من خلال الدراسة كيف أن الجرائم الإلكترونية تمثل الوجه القبيح والضريبة الصعبة للتعامل مع إفرازات الثورة الرقمية الهائلة التي يشهدها عالمنا المعاصر ، ولقد استقر بنا البحث على أن الجرائم الالكترونية على وجه العموم تنصبّ على تلك السلوكيات والعمليات الإجرامية التي تتخذ من الحواسيب ومختلف ما توفره تكنولوجيا الإعلام والإتصال من إمكانيات ركيزة ومحطة وقاعدة لشن العمليات الإجرامية. ورأت الدراسة على غرار كل من يتصدى لإشكالية الجريمة الالكترونية أن الوقاية أفضل وسيلة ناجعة لانتشال جيل اليوم من الضياع والتشرذم، والوقوع في براثن هذا السرطان الالكتروني الخطير، الذي صار يهدد الكيان العربي والإسلامي في وجوده وأصوله ومميزاته وخصائصه وآفاقه المزدهرة والتي باتت تقض مضاجع أعدائه فصاروا يكيدون المكائد الإلكترونية.
ولأجل تحصيل وقاية ناجعة نوصي بهذه التوصيات
- التغليظ في العقوبات الردعية التي تقمع الفساد والمفسدين، وتقضي على آفاتهم وإفكهم وأمراضهم.
- مواكبة مظاهر العصرنة وذلك بتطوير أجهزة الرقابة والحماية ، ورسم السياسات الناجعة والمدروسة، بتحمّل مسؤولية صيانة وحماية حقوق المواطنين.
- تطوير المنظومة القانونية وجعلها تتماشى ومختلف التطورات الحاصلة في عالم تكنولوجيات الإعلام والاتصال، وذلك بما يضمن أمن وسلامة البلاد والعباد، ويحقق مقاصد الشريعة الغراء في تحقيق سعادة الإنسان الدنيوية العاجلة ، والأخروية الأبدية للمتبعين لصراط الله المستقيم الذي جاءت لرسم حدوده رسل الله الكرام.
- العناية بالتوعية الجماهيرية الواسعة والعريضة، فيما يخص الجوانب التكنولوجية وتحصينهم علميا بكل ما يتعلق من أساليب إجرامية يسلكها هؤلاء الأنذال لنشر الفوضى والاضطراب وإشاعة الأراجيف والمنكرات بين أوساط المجتمع الواحد المتماسك. وقد أحسنت بعض الدول العربية صنعا، حينما وضعت بين يدي الجمهور كتيبات ورسائل ومطبوعات على الشبكة العنكبوتية تشرح لهم من خلالها من طرف المختصين، أهم الطرق الاحتيالية التي يمارسها مجرمو الإنترنت ، وسبل التصدي لها ومقاومتها باتباع إجراءات وطرق تقنية وخطوات وقائية، تكفل لمن سار عليها تجنب الكثير من المتاعب والمصاعب والمشاق.
- تقوية الاهتمام بمبدأ حفظ الأسرار، وعدم جعلها كلأ مشاعا لكل من هبّ ودبّ، وزجر كل المخالفين ماديا ومعنويا، حتى يكونوا عبرة لمن يعتبر. وهذا لا يتأتّى إلا إذا كان القانون فوق الجميع، ويطبق بكل صرامة على كل من تسوّل له نفسه العبث بحقوق الآخرين، كائنا من كان.
قائمة مراجع البحث
القرآن الكريم
- الاتجاه الرمزي في التربية الدينية بالاستناد إلى مناهج التعلم بالاكتشاف، عبد العظيم كريمي، دار الهادي ، بيروت، الطبعة الأولى 1428هــ/2007م,
- الأساليب والوسائل التقنية التي يستخدمها الإرهابيون وطرق التصدي لها ومكافحتها، محمد فتحي عيد، أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية، الطبعة الولى، الرياض، 1422هــ/2001م،
- الإسلام والنظام العالمي الجديد، مولاي محمد علي، ترجمة، أحمد جوده السحار، مكتبة مصر، الطبعة الثانية، (دون تاريخ)، عمدة القاري شرح صحيح البخاري، للإمام العلامة بدر الدين أبي محمد محمود بن أحمد العَيني المتوفى سنة 855 هـ ، قدّم له وخرّج أحاديث المتن، عماد زكي البارودي، المكتبة التوفيقية، القاهرة، مصر، الطبعة الثانية 2012م،
- أسلحة الفضاء الإلكتروني في ضوء القانون الدولي الإنساني، عادل عبد الصادق، (سلسلة أوراق العدد 23)، وحدة الدراسات المستقبلية، مكتبة الإسكندرية،
- أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع : عبد الرحمن النحلاوي . دار الفكر ، الطبعة: الخامسة والعشرون 1428هـ-2007م .ص: 166.
- الإعلام الإسلامي بين الواقع والمرتجى، عبد الرحمن حجازي، دار المعرفة، بيوت، لبنان، 1430هـ/2009م،
- الإعلام الإلكتروني، فيصل أبو عيشة، دار أسامة للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 2010،
- الأعلام، خير الدين الزركلي ، دار العلم للملايين،بيروت، لبنان،(دون تاريخ)،
- بستان العارفين، محي الدين أبو زكريا يحي بن شرف النووي(631ــ 676هـ)، دار المنهاج، جدة، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى، 1434هـ/2013م،
- التحرير والتنوير «تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد» : محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفى : 1393هـ) ا الدار التونسية للنشر – تونس. 1984 هـ.
- التربية الإسلامية للشباب : عبد الرحمن بله علي . مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة .الطبعة: ربيع الآخر – رمضان 1401 هـ .
- تربية الأولاد في الإسلام، عبد الله ناصح علوان، دار الشهاب، باتنة، الجزائر، 1989،
- تطريز رياض الصالحين: فيصل بن عبد العزيز بن فيصل ابن حمد المبارك الحريملي النجدي (المتوفى: 1376هـ) .د. عبد العزيز بن عبد الله بن إبراهيم الزير آل حمد : دار العاصمة للنشر والتوزيع، الرياض.الطبعة: الأولى، 1423 هـ – 2002 م.
- تفسير القرآن العظيم (ابن كثير)،أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (ت 774هـ)، تحقيق، محمد حسين شمس الدين، دار الكتب العلمية، منشورات محمد علي بيضون – بيروت، الطبعة: الأولى – 1419 هـ .
- تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير)، للإمام الجليل الحافظ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي(ت774هـ)، أشرف على طبعه وتصحيحه لجنة من العلماء، دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الثامنة 1406هـ/1986م.
- تفسير القشيري المسمّى لطائف الإشارات، الإمام أبو القاسم عبد الكريم بن هوزان بن عبد الملك النيسابوري القشيري(376 ــ 465هـ)، تحقيق، السيد عبد الغني زايد، دار الغد الجديد، القاهرة، الطبعة الولى، 1434هـ/2013م،
- تفسير المراغي، أحمد بن مصطفى المراغي (المتوفى: 1371هـ). شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابى الحلبي وأولاده بمصر.الطبعة: الأولى، 1365 هـ – 1946 م.
- التفسير الوسيط للقرآن الكريم، محمد سيد طنطاوي، دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، الفجالة – القاهرة، الطبعة الأولى، 1998،
- التيسير بشرح الجامع الصغير: زين الدين محمد المدعو بعبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين الحدادي ثم المناوي القاهري (المتوفى: 1031هـ) . مكتبة الإمام الشافعي – الرياض .الطبعة: الثالثة، 1408هـ – 1988م .
- جرائم الكمبيوتر وحقوق المؤلف والمصنفات الفنية ودور الشرطة والقانون دراسة مقارنة، عفيفي كامل عفيفي، الطبعة الثانية (دون معلومات النشر).
- الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية العدد 14 السنة الثالثة والخمسون، الإثنين 27 جمادى الأولى عام 1437هـ الموافق 7 مارس سنة 2016م.
- الجريمة أسبابها ــ مكافحتها دراسة مقارنة في الشريعة والقانون والعلوم الاجتماعية، عمر محي الدين حوري، دار الفكر، دمشق، الطبعة الأولى 1424هـ/2003م،
- حقوق الإنسان بين الشرعة الدولية والقانون الدولي الإنساني، فاروق محمد معاليقي، المؤسسة الحديثة للكتاب، طرابلس، لبنان، الطبعة الأولى 2013،
- حقوق الإنسان في العالم المعاصر، امحمد مصباح عيسى، دار أكاكوس، بيروت، لبنان، ودار الروّاد، طرابلس، ليبيا، 2001،
- دليل الراغبين إلى رياض الصالحين، للإمام يحي بن شرف النووي(ت676هـ)، فاروق حمادة، دار السلام، القاهرة، الطبعة الأولى، 1428هـ/2007م.
- شرح القواعد الفقهية، أحمد بن الشيخ محمد الزرقا [1285هـ – 1357هـ]، صححه وعلق عليه: مصطفى أحمد الزرقا، دار القلم – دمشق / سوريا، الطبعةالثانية، 1409هـ – 1989م،
- شعب الإيمان، أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْرَوْجِردي الخراساني، أبو بكر البيهقي (المتوفى: 458هـ)، حققه وراجع نصوصه وخرج أحاديثه: الدكتور عبد العلي عبد الحميد حامد، أشرف على تحقيقه وتخريج أحاديثه: مختار أحمد الندوي، صاحب الدار السلفية ببومباي – الهند، مكتبة الرشد للنشر والتوزيع بالرياض بالتعاون مع الدار السلفية ببومباي بالهند، الطبعة: الأولى، 1423 هـ – 2003 م،
- في ظلال القرآن، سيد قطب، طبعة خاصة لدار العلم للطباعة والنشر بجدة للتوزيع بالمملكة العربية السعودية، بالاتفاق مـع دار الشروق للطباعةوالنشر بالقاهرة، الطبعة الثانية عشرة، 1406هـ/ 1986م،
- القانون الدولي لحقوق الإنسان الحقوق المحمية ، محمد يوسف علوان، محمد خليل الموسى، دار الثقافة، عمان، الأردن، الطبعة الأولى/ الإصدار الأول، 2006،
- قانون العقوبات في ضوء الممارسة القضائية (النص الكامل للقانون وتعديلاته إلى غاية 2 غشت 2011 مدعم بالاجتهاد القضائي. ملحق: القانون المتعلق بالتهريب والقانون المتعلق بالفساد)، أحسن بوسقيعة(أستاذ القانون الجنائي بالمدرسة العليا للقضاء)، برتي للنشر، الجزائر، 2012/2013،
- كتاب العربي (55)، 15 يناير 2004،وزارة الإعلام، مطبعة حكومة الكويت، الطبعة الأولى 15/1/2004،
- المجموع الكامل للمتون، جمعه وصححه، محمد خالد العطار، دار الفكر، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1426 ــ 1427هـ/ 2006م.
- محمد سيد محمد، وسائل الإعلام من المنادي إلى الإنترنت، دار الفكر العربي، القاهرة، مصر، ط1، 1430هـ.
- مختصر علم أصول الفقه الإسلامي، محمد محدة، دار الشهاب، باتنة، الجزائر، (دون تاريخ)،
- المدخل الفقهي العام، مصطفى أحمد الزرقاء، دار الفكر، مطبعة طربين، دمشق، الطبعة العاشرة، 1387هـ/1968م،
- مراحل النمو في ضوء التربية الإسلامية ، خالد حامد الحازمي . (سلسلة المنظومة التربوية (1) . دار عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع ، الرياض ، المملكة العربية السعودية ، الطبعة الأولى 1420هــ ــ 1999م .
- المرتكز في حقوق الإنسان ، نزيه نعيم شلالا، المؤسسة الحديثة للكتاب، طرابلس، لبنان، 2010م،
- مشكلات الشباب الجنسية والعاطفية تحت أضواء الشريعة الإسلامية، عبد الرحمن واصل، دار الشروق، جدة، المملكة العربية السعودية،الطبعة الثانية 1406هـ/1986م،
- المعجم المفصل في الحكم والمثال والقوال الخالدة، أميلين نسيب إلياس، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى 2009،
- مكاشفة القلوب المقرّب إلى حضرة علاّم الغيوب، لحجة الإسلام أبي حامد محمد بن محمد الغزالي، (مختصر من المكاشفة الكبرى)، تقديم، محمد رشيد القبّاني، مراجعة وتصحيح، بهيج غزّاوي، دار إحياء العلوم، بيروت، لبنان، الطبعة الثانية 1985، أخلاق الشباب المسلم :أبو شكيب محمد تقي الدين بن عبد القادر الهلالي (المتوفى: 1407هـ) . الجامعة الإسلامية.الطبعة: السنة الأولى، العددالثاني، رجب1388هـ/تشرين أول 1968م .
- من كنوز السنَّة دراسات أدبيّة ولغويَّة من الحديث الشَّريف، محمد علي الصَّابوني، مكتبة الغزالي، دمشق، مؤسسة مناهل العرفان، بيروت، 1401هـ/ 1981م
- نحو تربية إسلامية : أحمد محمد جمال . الكتاب العربي السعودي (11) . نشر تهامة ، جدّة ، المملكة العربية السعودية ، الطبعة الأولى 1400هــ ـــ 1980م .
- نشر العَلَم في شرح لامية العجم، محمد بن عمر بن مبارك الحضرمي الشافعي الشهير بــ بَحْرَق (869/930هـ)، دار المنهاج، جدّة، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى 1433هـ/2012م،
- النظرية العامة لحقوق الإنسان تطور الحقوق والحريات العامة والآليات القانونية لحمايتها، محمد سعيد مجذوب، المؤسسة الحديثة للكتاب، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى،
المواقع الإلكترونية
- تطوير التشريعات في مجال مكافحة الجرائم الالكترونية، يونس عرب ورشة عمل http://www.assakina.com تاريخ الزيارة 2/02/2017 الساعة 23:59.
- الجرائم الإلكترونية ” الأهداف – الأسباب – طرق الجريمة ومعالجتها، اعداد الباحثة : اسراء جبريل رشاد مرعي – المركز الديمقراطي العربي http://democraticac.de/wp-content/themes/jarida/images/patterns/body-bg7.png تاريخ الزيارة 08/01/2017 الساعة 13:32
3. قسنطيني: تطبيق العقوبات في قضايا الجريمة الإلكترونية صعبٌ في الجزائر، http://essalamonline.com، تاريخ الزيارة 13/02/2017، الساعة 18:12.
[1] جرائم الكمبيوتر وحقوق المؤلف والمصنفات الفنية ودور الشرطة والقانون دراسة مقارنة، عفيفي كامل عفيفي، الطبعة الثانية (دون معلومات النشر)ص15
[2] المرجع نفسه، من مقدمة المؤلف.
[3] المرجع نفسه، ص249، 250.
[4] من تعريفات الإنترنت أنه ” شبكة الشبكات العنكبوتية ، ويختصر بالحرف الأجنبية التالية www ،وهي اختصار للكلمات world wide web أي نسيج العنكبوتالعالمي؛ وهي عبارة عن سلسلة اتصال متقدمة تربط آلاف الشبكات بملايين أجهزة الكمبيوتر، وتشكل الأسس الأولى لبناء القرية الكونية” ، الإعلام الإسلامي، ص135.
[5] الجرائم الإلكترونية ” الأهداف – الأسباب – طرق الجريمة ومعالجتها، اعداد الباحثة : اسراء جبريل رشاد مرعي – المركز الديمقراطي العربي http://democraticac.de/wp-content/themes/jarida/images/patterns/body-bg7.png تاريخ الزيارة 08/01/2017 الساعة 13:32
[6] جرائم الكمبيوتر وحقوق المؤلف والمصنفات الفنية، المرجع السابق، ص20،
[7] [الأعراف:36]
[8] [ التحريم : 6] .
[9] التحرير والتنوير «تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد» : محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفى : 1393هـ) ا الدار التونسية للنشر – تونس. 1984 هـ. ج28 ، 365.مع بعض الاختصار .
[10] تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير)، للإمام الجليل الحافظ عماد الين أبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي(ت774هـ)، أشرف على طبعه وتصحيحه لجنة من العلماء، دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الثامنة 1406هـ/1986م،ج7 ص58، 59.
[11] تفسير القشيري المسمّى لطائف الإشارات، الإمام أبو القاسم عبد الكريم بن هوزان بن عبد الملك النيسابوري القشيري(376 ــ 465هـ)، تحقيق، السيد عبد الغني زايد، دار الغد الجديد، القاهرة، الطبعة الولى، 1434هـ/2013م، ج3، ص143.
[12] [التحريم:8].
[13]تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير)، المرجع السابق، ج7، ص61.
[14] أخرجه أحمد في المسند 4/ 199، 204، 205 ينظر: تفسير القرآن العظيم (ابن كثير)،أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (ت 774هـ)، تحقيق، محمد حسين شمس الدين، دار الكتب العلمية، منشورات محمد علي بيضون – بيروت، الطبعة: الأولى – 1419 ه، ج8، ص191ـ
[15] إِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ، شعب الإيمان، أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْرَوْجِردي الخراساني، أبو بكر البيهقي (المتوفى: 458هـ)، حققه وراجع نصوصه وخرج أحاديثه: الدكتور عبد العلي عبد الحميد حامد، أشرف على تحقيقه وتخريج أحاديثه: مختار أحمد الندوي، صاحب الدار السلفية ببومباي – الهند، مكتبة الرشد للنشر والتوزيع بالرياض بالتعاون مع الدار السلفية ببومباي بالهند، الطبعة: الأولى، 1423 هـ – 2003 م، ج7،ص323.وينظر، تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير)، المرجع السابق، ج7، ص61.
[16] انتقينا هذه الباقة من الحكم من كتاب: المعجم المفصل في الحكم والمثال والقوال الخالدة، أميلين نسيب إلياس، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى 2009، ص23، 24.
[17] جرائم الكمبيوتر وحقوق المؤلف والمصنفات الفنية، المرجع السابق، ص200
[18] جرائم الكمبيوتر وحقوق المؤلف والمصنفات الفنية، المرجع السابق، ص200
[19] ينظر، التفسير الوسيط للقرآن الكريم، محمد سيد طنطاوي، دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، الفجالة – القاهرة، الطبعة الأولى، 1998، ج6، ص139.
[20] ينظر، جرائم الكمبيوتر وحقوق المؤلف والمصنفات الفنية، المرجع السابق، ص201.
[21] أسلحة الفضاء الإلكتروني في ضوء القانون الدولي الإنساني، عادل عبد الصادق، (سلسلة أوراق العدد 23)، وحدة الدراسات المستقبلية، مكتبة الإسكندرية، 2016،ص28.
[22] الجرائم الإلكترونية ” الأهداف – الأسباب – طرق الجريمة ومعالجتها، اعداد الباحثة : اسراء جبريل رشاد مرعي – المركز الديمقراطي العربي http://democraticac.de/wp-content/themes/jarida/images/patterns/body-bg7.png تاريخ الزيارة 08/01/2017 الساعة 13:32
[23] جرائم الكمبيوتر وحقوق المؤلف والمصنفات الفنية، المرجع السابق، ص246
[24] النظرية العامة لحقوق الإنسان تطور الحقوق والحريات العامة والآليات القانونية لحمايتها، محمد سعيد مجذوب، المؤسسة الحديثة للكتاب، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 2014، ص200.
[25] المرجع نفسه، الصحة نفسها.
[26] القانون الدولي لحقوق الإنسان الحقوق المحمية ، محمد يوسف علوان، محمد خليل الموسى، دار الثقافة، عمان، الأردن، الطبعة الأولى/ الإصدار الأول، 2006، ج2، ص291.
[27] نقلا عن ملحق رقم(1) من كتاب: حقوق الإنسان بين الشرعة الدولية والقانون الدولي الإنساني، فاروق محمد معاليقي، المؤسسة الحديثة للكتاب، طرابلس، لبنان، الطبعة الأولى 2013، ص149,
[28] نقلا عن: حقوق الإنسان في العالم المعاصر، امحمد مصباح عيسى، دار أكاكوس، بيروت، لبنان، ودار الروّاد، طرابلس، ليبيا، 2001، ص324.
[29] نقلا عن المرجع نفسه، ص347.
[30] جرائم الكمبيوتر وحقوق المؤلف والمصنفات الفنية، المرجع السابق، ص264.
[31] قانون رقم 16 ـ 01 مؤرخ في 26جمادى الأولى عام 1437 الموافق 6 مارس سنة 2016، يتضمن التعديل الدستوري، الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية العدد 14 السنة الثالثة والخمسون، الإثنين 27 جمادى الأولى عام 1437هـ الموافق 7 مارس سنة 2016م
[32] قانون رقم 2004 |ــ 15مؤرخ في 10نوفمبر 2004)
[33] قانون العقوبات في ضوء الممارسة القضائية (النص الكامل للقانون وتعديلاته إلى غاية 2 غشت 2011 مدعم بالاجتهاد القضائي. ملحق: القانون المتعلق بالتهريب والقانون المتعلق بالفساد)، أحسن بوسقيعة(أستاذ القانون الجنائي بالمدرسة العليا للقضاء)، برتي للنشر، الجزائر، 2012/2013، ص176، 177، 178.
[34] المرتكز في حقوق الإنسان ، نزيه نعيم شلالا، المؤسسة الحديثة للكتاب، طرابلس، لبنان، 2010م، ص31.
[35] ينظر، قسنطيني: تطبيق العقوبات في قضايا الجريمة الإلكترونية صعبٌ في الجزائر، http://essalamonline.com، تاريخ الزيارة 13/02/2017، الساعة 18:12.
[36] ” الهاكرز.. ثوار أم إرهابيون؟”، حنا جريس، مستقبل الثورة الرقمية العرب والتحدي القادم، كتاب العربي (55)، 15 يناير 2004،وزارة الإعلام، مطبعة حكومة الكويت، الطبعة الأولى 15/1/2004، ص176، 177.
[37] جرائم الكمبيوتر وحقوق المؤلف والمصنفات الفنية، المرجع السابق، ص302.
[38] جرائم الكمبيوتر وحقوق المؤلف والمصنفات الفنية، المرجع السابق، ص303.
[39] رواه البخاري ينظر شرح بعض مفردات الحديث في كتاب: دليل الراغبين إلى رياض الصالحين، للإمام يحي بن شرف النووي(ت676هـ)، فاروق حمادة، دار السلام، القاهرة، الطبعة الأولى، 1428هـ/2007م، ج1، ص110.
[40] من كنوز السنَّة دراسات أدبيّة ولغويَّة من الحديث الشَّريف، محمد علي الصَّابوني، مكتبة الغزالي، دمشق، مؤسسة مناهل العرفان، بيروت، 1401هـ/ 1981م، ص30.
[41] مختصر علم أصول الفقه الإسلامي، محمد محدة، دار الشهاب، باتنة، الجزائر، (دون تاريخ)، ص283.
[42] المدخل الفقهي العام، مصطفى أحمد الزرقاء، دار الفكر، مطبعة طربين، دمشق، الطبعة العاشرة، 1387هـ/1968م،، ج2، ص978.
[43]شرح القواعد الفقهية، أحمد بن الشيخ محمد الزرقا [1285هـ – 1357هـ]، صححه وعلق عليه: مصطفى أحمد الزرقا، دار القلم – دمشق / سوريا، الطبعةالثانية، 1409هـ – 1989م، ص165.
[44] المرجع نفسه، ص166.
[45] التيسير بشرح الجامع الصغير: زين الدين محمد المدعو بعبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين الحدادي ثم المناوي القاهري (المتوفى: 1031هـ) . مكتبة الإمام الشافعي – الرياض .الطبعة: الثالثة، 1408هـ – 1988م . ج1 ، ص: 262.
[46] التيسير بشرح الجامع الصغير: المناوي القاهري (المتوفى: 1031هـ) .المرجع السابق. ج2 ، ص: 74.
[47] قانون رقم 16 ـ 01 مؤرخ في 26جمادى الأولى عام 1437 الموافق 6 مارس سنة 2016، يتضمن التعديل الدستوري، الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية العدد 14 السنة الثالثة والخمسون، الإثنين 27 جمادى الأولى عام 1437هـ الموافق 7 مارس سنة 2016م
[48] ينظر : مراحل النمو في ضوء التربية الإسلامية ، خالد حامد الحازمي . (سلسلة المنظومة التربوية (1) . دار عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع ، الرياض ، المملكة العربية السعودية ، الطبعة الأولى 1420هــ ــ 1999م . ص: 47 ، 48 .
[49] التيسير بشرح الجامع الصغير ج2، ص: 81.
[50] مراحل النمو في ضوء التربية الإسلامية : د/ خالد حامد الحازمي . المرجع السابق . 48 .
[51] بستان العارفين، محي الدين أبو زكريا يحي بن شرف النووي(631ــ 676هـ)، دار المنهاج، جدة، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى، 1434هـ/2013م، ص113.
[52] الأساليب والوسائل التقنية التي يستخدمها الإرهابيون وطرق التصدي لها ومكافحتها، محمد فتحي عيد، أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية، الطبعة الولى، الرياض، 1422هــ/2001م، ص135.
[53] مشكلات الشباب الجنسية والعاطفية تحت أضواء الشريعة الإسلامية،ص222.
[54] الاتجاه الرمزي في التربية الدينية بالاستناد إلى مناهج التعلم بالاكتشاف، عبد العظيم كريمي، دار الهادي ، بيروت، الطبعة الأولى 1428هــ/2007م, ص114، 115
[55] تربية الأولاد في الإسلام، عبد الله ناصح علوان، دار الشهاب، باتنة، الجزائر، 1989، ج1، ص198، 199.
[56] المرجع نفسه،ج1، ص198، 199.
[57] ينظر، محمد سيد محمد، وسائل الإعلام من المنادي إلى الإنترنت، دار الفكر العربي، القاهرة، مصر، ط1، 1430هـ/@(()م ص273، 274.
[58] الإعلام الإلكتروني، فيصل أبو عيشة، دار أسامة للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 2010، ص165.
[59] المرجع نفسه، ص163.
[60] المرجع نفسه، الصفحة نفسها.
[61] ينظر، الإعلام الإسلامي بين الواقع والمرتجى، عبد الرحمن حجازي، دار المعرفة، بيوت، لبنان، 1430هـ/2009م، ص138.
[62] الجريمة أسبابها ــ مكافحتها دراسة مقارنة في الشريعة والقانون والعلوم الاجتماعية، عمر محي الدين حوري، دار الفكر، دمشق، الطبعة الأولى 1424هـ/2003م، ص181.
[63] مشكلات الشباب الجنسية والعاطفية تحت أضواء الشريعة الإسلامية، عبد الرحمن واصل، دار الشروق، جدة، المملكة العربية السعودية،الطبعة الثانية 1406هـ/1986م، ص216، 217
[64] [ إبراهيم : 59 ، 60] .
[65] [ الكهف : 13] .
[66] تفسير المراغي: أحمد بن مصطفى المراغي (المتوفى: 1371هـ). شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابى الحلبي وأولاده بمصر.الطبعة: الأولى، 1365 هـ – 1946 م. ج15، ص: 124، 125.
[67] ينظر : التربية الإسلامية للشباب : عبد الرحمن بله علي . مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة .الطبعة: ربيع الآخر – رمضان 1401 هـ . ص: 195 ، 196.
[68] جاءت ترجمته في الأعلام على النحو التالي: “الطُّغْرائي (455 – 513 هـ = 1063 – 1120 م) الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد، أبو إسماعيل، مؤيد الدين، الأصبهاني الطغرائي: شاعر، من الوزراء الكتّاب، كان ينعت بالأستاذ. ولد بأصبهان، واتصل بالسلطان مسعود بن محمد السلجوقي (صاحب الموصل) فولاه وزارته. ثم اقتتل السلطان مسعود وأخ له اسمه السلطان محمود فظفر محمود وقبض على رجال مسعود، وفي جملتهم الطغرائي، فأراد قتله ثم خاف عاقبة النقمة عليه، لما كان الطغرائي مشهورا به من العلم والفضل، فأوعز إلى من أشاع اتهامه بالإلحاد والزندقة فتناقل الناس ذلك، فاتخذه السلطان محمود حجة، فقتله. ونسبة الطغرائي إلى كتابة الطغراء. له (ديوان شعر – ط) وأشهر شعره (لامية العجم) ومطلعها: (أصالة الرأي صانتني عن الخطل) وله كتب منها (الإرشاد للأولاد – خ) مختصر في الإكسير وللمؤرخين ثناء عليه كثير ” الأعلام، خير الدين ، دار العلم للملايين،بيروت، لبنان،(دون تاريخ)، ج2،ص246.
[69] المجموع الكامل للمتون، جمعه وصححه، محمد خالد العطار، دار الفكر، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1426 ــ 1427هـ/ 2006م، ج1، ص821
[70] نشر العَلَم في شرح لامية العجم، محمد بن عمر بن مبارك الحضرمي الشافعي الشهير بــ بَحْرَق (869/930هـ)، دار المنهاج، جدّة، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى 1433هـ/2012م،ص163.
[71] مكاشفة القلوب المقرّب إلى حضرة علاّم الغيوب، لحجة الإسلام أبي حامد محمد بن محمد الغزالي، (مختصر من المكاشفة الكبرى)، تقديم، محمد رشيد القبّاني، مراجعة وتصحيح، بهيج غزّاوي، دار إحياء العلوم، بيروت، لبنان، الطبعة الثانية 1985، ص343.
[72] أخلاق الشباب المسلم :أبو شكيب محمد تقي الدين بن عبد القادر الهلالي (المتوفى: 1407هـ) . الجامعة الإسلامية.الطبعة: السنة الأولى، العددالثاني، رجب1388هـ/تشرين أول 1968م . ص: 21 .
[73] أخلاق الشباب المسلم :أبو شكيب محمد تقي الدين بن عبد القادر الهلالي (المتوفى: 1407هـ) . المرجع السابق . ص: 21 .
[74] أخلاق الشباب المسلم . محمد تقي الدين الهلالي . المرجع السابق .ص: 22.
[75] [الأحزاب:58]
[76] في ظلال القرآن، سيد قطب، طبعة خاصة لدار العلم للطباعة والنشر بجدة للتوزيع بالمملكة العربية السعودية، بالاتفاق مـع دار الشروق للطباعةوالنشر بالقاهرة، الطبعة الثانية عشرة، 1406هـ/ 1986م، م5، ص2880.
[77] “عنف المعلومات … وإرهابها!”، نبيل علي، مستقبل الثورة الرقمية العرب والتحدي القادم، كتاب العربي (55)، 15 يناير 2004،وزارة الإعلام، مطبعة حكومة الكويت، الطبعة الأولى 15/1/2004، ص150.
[78] المرجع نفسه، ص150.
[79] أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع : عبد الرحمن النحلاوي . دار الفكر ، الطبعة: الخامسة والعشرون 1428هـ-2007م .ص: 166.
[80] ينظر : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع (ص: 167)
[81] نحو تربية إسلامية : أحمد محمد جمال . الكتاب العربي السعودي (11) . نشر تهامة ، جدّة ، المملكة العربية السعودية ، الطبعة الأولى 1400هــ ـــ 1980م . ص: 94 .
[82] تطريز رياض الصالحين: فيصل بن عبد العزيز بن فيصل ابن حمد المبارك الحريملي النجدي (المتوفى: 1376هـ) .د. عبد العزيز بن عبد الله بن إبراهيم الزير آل حمد : دار العاصمة للنشر والتوزيع، الرياض.الطبعة: الأولى، 1423 هـ – 2002 م.ص: 207 .
[83] الإسلام والنظام العالمي الجديد، مولاي محمد علي، ترجمة، أحمد جوده السحار، مكتبة مصر، الطبعة الثانية، (دون تاريخ)، ص90.
[84] عمدة القاري شرح صحيح البخاري، للإمام العلامة بدر الدين أبي محمد محمود بن أحمد العَيني المتوفى سنة 855 هـ ، قدّم له وخرّج أحاديث المتن، عماد زكي البارودي، المكتبة التوفيقية، القاهرة، مصر، الطبعة الثانية 2012م، ج10، ص304.
[85]يونس عرب ورشة عمل : تطوير التشريعات في مجال مكافحة الجرائم الالكترونية http://www.assakina.com تاريخ الزيارة 2/02/2017 الساعة 23:59
[86] يونس عرب ورشة عمل : تطوير التشريعات في مجال مكافحة الجرائم الالكترونية http://www.assakina.com تاريخ الزيارة 2/02/2017 الساعة 23:59
[87] منتقاة من : المعجم المفصل في الحكم والأمثال والأقوال الخالدة، المرجع السابق، ص374.
[88] ينظر، قسنطيني: تطبيق العقوبات في قضايا الجريمة الإلكترونية صعبٌ في الجزائر، http://essalamonline.comالمرجع السابق.
[89] المرجع نفسه
[90] أسلحة الفضاء الإلكتروني في ضوء القانون الدولي الإنساني، عادل عبد الصادق، المرجع السابق، ص156.
