
الترجمة الأدبية ورهانات المحافظة على المعنى والخصائص الجمالية: رواية “الحضارة أمي” لإدريس الشرايبي نموذجا. مراد الخطيبي جامعة محمد الخامس، الرباط ـ المغرب. مقال نشر في مجلة جيل الدراسات الأدبية والفكرية، العدد 20 الصادر بشهر جوان 2016، ص 159 . (إضغط هنا لتحميل العدد).
ملخص:
تمحورت الدراسة حول رهانات الترجمة الأدبية المتمثلة في المحافظة على المعنى والخصائص الفنية والجمالية للنص الأصــــــــــــــلي في الآن نفسه.موضوع الدراســــــــــــــــــــــــــة هو رواية ” الحضارة أمـــــــــي” للكاتب إدريس الشرايبي المكتوبة في الأصــــــــــــــــــــــــل باللــــــــــــــغــــــــــــــــــــة الفـــــــــــــــــــــــرنســــــــــــيـة :« La Civilisation, ma Mère !… » (1972 ) التي تمت مقارنتها مع الترجمة العربية الصادرة سنة 2014.
باعتماد نظرية الباحثين فيناي و درابلني (1995) Vinay et Drabelnet في الترجمة، قامت الدراسة بتقويم عملية الترجمة التي أنجزها المترجم عبر تحديد أهم الآليات التي لجأ إليها المترجم لتبديد الصعوبات التي واجهته. وخلصت الدراسة إلى أن المترجم استطاع تحقيق المطلوب رغم اعتماده بشكل أساسي على الترجمة الحرفية. أثبتت الدراسة كذلك ومن خلال العينة التي تم اعتمادها أن اختيار الترجمة الحرفية كان اختيارا ناجحا في العديد من الحالات وساهم هذا الاختيار بشكل كبير في الحفاظ على المعنى والخصائص الفنية. وأثبتت الدراسة من جهة أخرى أن الترجمة الحرفية لم تكن أيضا اختيارا صائبا في حالات أخرى وكان بالإمكان استبدالها باستراتيجيات أخرى.
كلمات مفاتيح: الترجمة الأدبية، استراتيجيات، الخصائص الفنية، المعنى ،آليات الترجمة
Abstract
The study focused on the challenges of literary translation mainly in the preservation of meanings and the aesthetic features of the source text. The study chose Driss Chraibi’s novel entitled: « La Civilisation, ma Mère !… ») 1972) and its Arabic translation published in 2014.By making recourse to Vinay and Darbelnet’s translation procedures, the study concluded that the translator used mainly literal translation strategy. He managed to maintain both the meanings and the aesthetic features of the source text in many cases. The study revealed also that literary translation was not a good choice in other cases where the translator could opt for other strategies.
Key words: literary translation, literal translation, aesthetic features, strategies,
Résumé
Cette étude a été axée sur la traduction littéraire. Pour aborder les défis de la traduction littéraire notamment ou niveau de la préservation du sens et des éléments esthétiques du texte source, cette étude a choisi de faire une comparaison entre le roman de Driss Chraibi intitulé : « La Civilisation, ma Mère !… » (1972) et sa traduction en arabe parue en 2014 en se basant sur la théorie de traduction de Vinay et Drabelnet. L’étude a conclu que le traducteur a réussi à préserver le sens et les caractéristiques esthétiques du texte source malgré son utilisation de la traduction littérale plus que d’autres stratégies. L’étude a conclu aussi que le traducteur aurait dû utiliser autres stratégies de traduction dans d’autres cas.
Mots clés : La traduction littéraire, sens, éléments esthétiques, stratégies.
1.1.مقدمة
تعتبر الترجمة الأدبية من أهم أنواع الترجمة وأصعبها عموما، فهي إلى جانب مواجهاتها لإشكالات التركيب، المعنى ،والدلالات الثقافية وغيرها ،فإن الحفاظ على الخاصيات والسمات الجمالية للنص الأصلي يبقى من أهم تحدياتها. الترجمة الأدبية ليست بحثا عقيما عن المترادفات والتكافؤ ولكنها عملية علمية و فنية تقتضى إبداعا خاصا من لدن المترجم الأدبي. فالنص الأدبي يحمل العديد من السمات الثقافية واللغوية والجمالية التي ينبغي تفكيكها ونقلها إلى اللغة الهدف خاصة أن كل أشكال الكتابة هي متعددة اللغات كما يقول جاك دريدا (1985) في نظريته للترجمة وعملية فك الرموز ونقل المعنى تجعل جميع النصوص ترجمات داخل ترجمات.1
واعتبارا لأهمية الترجمة الأدبية واعتبارا كذلك لأهم المشاكل التي تعترض المترجم الأدبي، تهدف هذه الدراسة إلى تحليل ترجمة رواية “الحضارة أمي”2 للكاتب إدريس الشرايبي عبر مقارنتها مع النص الأصلي المكتـــــــــــــــــــوب باللــــــــــــــــــــغــــــــــــــــــــــــــــــــــــة الفرنســــــــــــــــــــــــــــــــــــــية والمـــــــــــــوســــــــــــــــــوم ب: « La Civilisation, ma Mère !… »3 .وتسعى الدراسة كذلك إلى البحث في الآليات التي لجأ إليها المترجم من أجل تبديد الصعوبات.
بالإضافة إلى ذلك، تهدف الدراسة إلى تقويم عملية الترجمة في هذا المؤلف الذي صدر سنة 2014 عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ضمن سلسلة إبداعات عالمية. هذه الإستراتيجية في البحث ستتركز بالخصوص على كيفية نقل الدلالات الثقافية والسمات الجمالية من اللغة الأصل إلى اللغة الهدف وذلك بالأخذ بعين الاعتبار عدم وجود ترجمة مكتملة بصفة مطلقة.
- الفرضيات:
- ليست هناك ترجمة أدبية مكتملة إلا في بعض الاستثناءات القليلة
- ترجمة النصوص الإبداعية مختلفة عن ترجمة النصوص العامة
- الترجمة الأدبية أكثر صعوبة من أنواع الترجمة الأخرى
انطلاقا من الفرضيات سالفة الذكر تتوخى الدراسة الإجابة عن الأسئلة التالية:
- أسئلة البحث:
- ما هي أهم الآليات التي اعتمدها المترجم في عملية الترجمة؟
- إلى أي حد استطاعت الترجمة أن تنقل المعنى مع مراعاة السياق الثقافي المختلف للغة الأصل واللغة الهدف؟
- إلى أي حد تمكنت الترجمة من الحفاظ على الأثر الجمالي للنص الأصلي؟
- الأهداف
تهدف هذه الدراسة إلى مقارنة النص الأصلي المكتوب باللغة الفرنسية والترجمة باللغة العربية مع التركيز على مدى محافظة المترجم على الخصائص الجمالية للنص الأصلي Source text.
1.2. الترجمة الأدبية
في تعريفه للترجمة يقول الباحث عبد السلام بنعبد العالي أن:
” الترجمة كنقل لمحتوى دلالي، من شكل في الدلالة إلى آخر، عملية ممكنة. صحيح أنها تطرح بعض الصعوبات، مادامت تريد أن تضع نصا يقول “الشيء نفسه”، ويرمي إلى “الغاية نفسها”، ولكنها عملية ممكنة. ويكفي ألا نخون روح النص المترجم. ومهمة المترجم وقيمته تتجليان في مدى قهره للصعوبات التي يطرحها تعدد اللغات، وتباين الثقافات، وذلك بأن ينتج نصا يكون طبق الأصل. مهمته أن يقهر المسافة التي تفصل النص عن ترجمته، والأصل عن نسخته، وأن يمحو اسمه ليسمح لكاتب النص الأصلي أن يتكلم بلغة أخرى من دون أن يفقد هويته. يريد المترجم أن يكتب النص باسم كاتبه، أن يكتبه بدون أن يوقعه ،يريد أن يتدخل من دون أن يتدخل، وأن يظهر ليختفي.”4
إذن، فالترجمة عموما هي عملية معقدة لأنها تتأسس ضمن عدة مستويات وأنساق متشابكة فيما بينها. ولكنها بالرغم من ذلك تظل عملية ممكنة.
بيد أن الترجمة الأدبية تبقى مختلفة عن الترجمة العامة كما يشير إلى ذلك ميشيل ريفاتير (1992) إذ يورد عدة سمات من هذا الاختلاف أهمها طرائق توظيف اللغة .و يؤكد على أن مهمة المترجم الأدبي تكمن في تحقيق الأثر الجمالي في اللغة الهدف.5
ويضيف أن الترجمة الأدبية ينبغي أن تعيد إنتاج السمات الفنية للنص الأصلي. بمعنى أن الترجمة ينبغي أن تكون مثل الأصل ولكن بتوظيف مختلف لعناصره الفنية و لحمولته الدلالية.6
و ينبغي التأكيد على أن الترجمة الأدبية يقصد بها ترجمة جميع الأجناس الأدبية من شعر ورواية وقصة ومسرح من لغة معينة إلى لغة أخرى. وتكمن صعوبة الترجمة الأدبية في أن المترجم لا يتعامل مع نص عام بل مع نص إبداعي له مبدئيا مقومات فنية متمثلة في جنوحه أحيانا إلى الرمزية، الاستعارة وإلى الغموض أحيانا أخرى. فنيتشه مثلا يحدد صعوبة الترجمة من لغة إلى أخرى ،ومن ضمنها الترجمة الأدبية بطبيعة الحال، في الإيقاع الأسلوبي, وهذا الإيقاع يختلف بالتأكيد من لغة إلى أخرى.7
هذا، وتتحدد الترجمة الأدبية ضمن عدة مستويات وأنساق وتعترضها عدة صعوبات وتحديات أهمها على الخصوص المحور الثقافي، المحور اللغوي ومستوى بناء النص المراد ترجمته. و هذه المستويات كلها متقاربة ومتشابكة ولا يمكن الفصل بينها فهي أساسية باعتبارها خصوصيات للنص الأصلي وأيضا باعتبارها إشكالات ينبغي أخذها بعين الاعتبار مجتمعة في عملية الترجمة وإلا فستصير الترجمة مثل ترجمة نص عام ليس إلا. بيد أن هذا التعامل الخاص ينبغي أن يرافقه اطلاع ومعرفة من قبل المترجم لأهم النظريات في الترجمة وأهم الحلول التي أتى بها الباحثون من أجل تذييل الصعوبات أمام المترجمين. لهذا فالمترجم مكون أساسي في مدى نجاح عملية الترجمة أو فشلها. وهذا ما يوضحه مثلا و ولتر بنيامينWalter Benjamin الذي يؤكد على أن المترجم الأدبي لا ينقل فقط معلومات وإنما مقومات شعرية وإبداعية ويجب عليه هو أيضا أن يكون مبدعا لكي يحافظ على قيمتها الجمالية في اللغة الهدف .و يضيف أنه لا يمكن الحديث عن ترجمة معينة دون الرجوع إلى النص الأصلي ومقارنتها معه .8
ومن جهته، يؤكد جاكسون Jackson على أن أهم تحدي بالنسبة للترجمة الأدبية هو مدى قدرتها على تقديم تأويل مناسب للمعنى المراد وكذا للمفعول أو الأثر meaning and effect .لهذا فالمترجم الأدبي بالنسبة له دائما منشغل في البحث عن حلول مطابقة لإشكاليات الصوت voice ،النبرة tone ،المزاج mood والمفعول أو الأثر effect.9
إلا أن الحديث عن صعوبات الترجمة الأدبية هو في الأصل حديث عن إشكاليات ترجمة المقومات الفنية والجمالية للنص الأصلي. وهذا ما يؤكده لا ندرز (landers) الذي يشير إلى أن أكبر تحدي بالنسبة للمترجم الأدبي هو مدى قدرته على الإتيان بنص جديد فيه من المقومات الجمالية ما يجعله خالدا ،ويبقى هذا الطموح بالنسبة له صعب المنال.10
وفي حديثه عن المترجم الأدبي الذي يعتبر عموما هو العامل الأهم في عملية الترجمة الأدبية، يقول بيتر نيومارك Peter Newmark بأنه شخص يولي عناية خاصة للكتابة الجيدة آخذا بعين الاعتبار خصوصياتها على مستوى اللغة والبنيات والمضمون كيفما كان النص المراد ترجمته. يساهم المترجم بهذا في المجهود الإبداعي الذي قام به الكاتب الأصلي ويعيد إنتاج البنيات والرموز عبر تكييف نص اللغة الهدف مع نص اللغة الأصل.ويحتاج في هذا إلى ليس فقط المحافظة على القيمة الأدبية للنص الأصلي ولكن أيضا لمقبوليتهAcceptability للقارئ المنتمي للغة الهدف وهذا يحتاج إلى معرفة عميقة للتاريخ الأدبي والثقافي للغة الأصل ولغة الوصول معا.11
.3طريقة المعالجةMethodology
توخت الدراسة المنهج الكيفي عن طريق أخذ عينات من النص المترجم ومقارنتها مع النص الأصلي. بطبيعة الحال لا يمكن جرد جميع الأمثلة التي تمت دراستها والتي تجاوز عددها 120 وذلك لتفادي الإطالة والسقوط في التكرار العديم الفائدة.وبالتالي تم انتقاء العدد الكافي بصفة عشوائية من هذا العدد الهائل من الأمثلة للإجابة عن أسئلة البحث.
ولمحاولة البحث في مدى تمكن المترجم من المحافظة على المعنى وكذا على المقومات الجمالية للنص الأصلي، اعتمدت الدراسة على نظرية فيناي ودرابلناي Vinay et Drabelnet (1995) في الترجمة كمنهج للتحليل.
1.3.نظرية أو نموذج فيناي ودرابلناي Vinay et Drabelnet
وجب التأكيد على أن هذه النظرية وغيرها من النظريات في الترجمة جاءت في الأصل من أجل تذييل الصعوبات أمام المترجمين وتقترح حلولا لبعض المشاكل في الترجمة. وقد اقترح باحثون آخرون استراتيجيات أخرى تساهم هي أيضا في تقديم حلول مهمة للمترجمين. واختيار هذه النظرية دون غيرها تم بناء على أنها تستوعب العديد من الآليات في الترجمة يوظفها عادة المترجم بشكل عام والمترجم الأدبي بشكل خاص .بمعنى سواء كان هذا المترجم دارسا لأهم النظريات في الترجمة ومستوعبا لأهم الاستراتيجيات والآليات التي ابتكرها باحثون في مجال الترجمة أو لا.
وفي مقدمة كتابهما يؤكد هذان الباحثان أن هذه النظرية أتت من أجل مساعدة المترجمين على مواجهة نصوص معقدة ومنها بطبيعة الحال النصوص الأدبية.12.وفي هذا السياق، فهما يفرقان بين نوعين من الترجمة: الترجمة المباشرة Direct translation والترجمة غير المباشرة Oblique translation وقد قسما هاتين الإستراتيجيتين إلى سبع آليات. ويضيفان أن التفرقة بين الترجمة المباشرة والترجمة غير المباشرة هي في الأصل نفس التفرقة الكلاسيكية بين الترجمة الحرفيةliteral translation والترجمة الحرة Free translation ،ترجمة حرفية هي مقابل لترجمة مباشرة.13
وفي نظرهما ،يتم استعمال الترجمة المباشرة عندما يكون بالإمكان نقل العناصر النظرية Conceptual elements إلى اللغة الهدف. ويقسم الباحثان الآليات السبع في الترجمة إلى قسمين :
1.1.3.الآليات المباشرة :
1.1.1.3الترجمة الحرفيةLiteral translation :
وتهدف إلى الترجمة كلمة كلمة بدون الابتعاد عن النص الأصلي وبدون أن تخالف نظام لغة الوصول 14.Target language
2.1.1.3 الترجمة بالدخيل أو الاقتراض Borrowing:
وهي تقنية هدفها بالدرجة الأولى جمالي في أغلب الأحيان، وتعني أن تقترض كلمة من اللغة الأصل وتستعملها في لغة الوصول أو الهدف وذلك رغم وجود مقابل لها.15
3.1.1.3 الترجمة بالنسخCalque :
هي نوع من الاقتباس، يقوم المترجم باقتباس تعبير معين Expression من اللغة الأصل ويترجمه ترجمة حرفية.16
2.1.3 الآليات غير المباشرة:
1.2.1.3. الاقتباس والتصرف Adaptation :
يعمد المترجم إلى ابتكار تعبير مشابه للتعبير الموجود في اللغة الأصل من أجل تحقيق المعنى.17
2.1.3..2المعادلة أو المقابلة Equivalence,:
يتم اللجوء إلى هذه التقنية عندما تكون الترجمة الحرفية غير قادرة عي الإيفاء بالغرض. وهي ترجمة حالة معينة عن طريق تعبير مقابل لها في اللغة الهدف.18
3.2.1.3 التكييف Modulation :
وتعني الترجمة عن طريق تكييف الفكرة لكي تكون أكثر ملاءمة لروح لغة الهدف. 19
4.2.1.3 التحوير Transposition: وتعني أن يغير المترجم جزءا جملة بالنص الأصلي كالفعل والصفة مثلا واستبداله بجزء آخر دون أن يختل المعنى20. وتدخل ضمن آلية التحوير ثلاث حالات هي:
– تبديل الثابتchassé-croisé وتسمى أيضا التحوير المتعاكس transposition croisée كأن يتحول فعل في النص الأصلي إلى اسم فاعل في لغة الوصول أو حرف جر إلى فعل.21
– الترجمة بالزيادة étoffement: وتقتضي إضافة كلمة أو أكثر من أجل وصف الصورة الموجودة في النص الأصلي.22
–الترجمة بالنقصان أو الحذف effacement ou allègementوتقتضي ترجمة كلمات من النص الأصلي بعدد أقل منها.23
2.3 .الكاتب إدريس الشرايبي:
كاتب مغربي يكتب باللغة الفرنسية، ازداد بمدينة الجديدة سنة 1926 وتابع دراسته بمدينة الدار البيضاء ثم سافر إلى فرنسا لمتابعة دراساته العليا في شعبة الكيمياء حيث تخرج سنة 1950.أصدر روايته الأولى “Le Passé Simple ” “الماضي البسيط” وهو في سن الثامنة وعشرين. اشتغل في عدة مجالات من بينها: التعليم، والعمل الإذاعي. ودرس الأدب المغربي بجامعة لافال بكندا. صدرت له أكثر من 20 مؤلفا أغلبها في جنس الرواية.
3.3. رواية “الحضارة أمي“:
صدرت الرواية سنة 1972 والترجمة الحالية هي الترجمة الثانية لها وصدرت عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ضمن سلسلة إبداعات عالمية سنة 2014.وقد قام بترجمة الرواية المترجم والكاتب المغربي سعيد بلمبخوت.
الكتابة الإبداعية عموما هي شكل من أشكال الترجمة والأدب المغاربي المكتوب باللغة الفرنسية ممثلا في “الحضارة أمي”موضوع هذه الدراسة هو تجسيد حقيقي لهذه الفرضية .عندما يتم الحديث عن الأدب المغاربي المكتوب باللغة الفرنسية لا بد من ذكر أسماء بصمت تاريخ هذه الكتابة المتفردة أمثال:عبد الكبير الخطيبي،كاتب ياسين،محمد خير الدين،مولود فرعون،عبد اللطيف اللعبي، أسية جبار،ألبير ميمي وغيرهم.
تتميز الكتابة الإبداعية عند إدريس الشرايبي عموما وهذه الرواية على الخصوص ببساطتها واقترابها من الواقع.يستعمل الكاتب فيه جملا قصيرة جدا،لغة سهلة وأسلوبا سلسا.كما يتميز الكاتب بجنوحه نحو السخرية كآلية من أجل وصف موقف،تحديد معالم شخصية في الرواية أو فقط من أجل الانتقاد باستعمال أسلوب التهكم.وتحتوي رواية “الحضارة أمي” على العديد من المواقف الساخرة التي استوحاها الكاتب من الواقع الشعبي المغربي ونقلها إلى اللغة الفرنسية بحرفية شديدة.
تدور أحداث الرواية بالمغرب في مرحلة الثلاثينيات من القرن الماضي.أخوان من عائلة بورجوازية متشبثة بالتقاليد يسعيان إلى إخراج أمهما من تقوقعها وعزلتها ويساعدانها بالتالي على الانفتاح نحو ما يسمى بالحضارة.
تنقسم الرواية إلى جزأين،الجزء الأول الموسوم ب:”Etre” ترجمه المترجم ب:“كيف كانت“ والجزء الثاني اختار له الكاتب العنوان التالي:““Avoir” وترجم ب:“كيف أصبحت“ .
الشخصية المحورية في الرواية وهي الأم يتم وصفها وتحديد معالم وتفاصيل شخصيتها من طرف ابنيهما وهما الساردان الرئيسيان للعمل الروائي.
في الجزء الأول،ابنها الأصغر هو من يتكلف بعملية السرد وبعملية وصفها وتحديد سمات شخصيتها .فهي يتيمة،أمينة ،تزوجت في سن صغيرة: 13 سنة.مع بروز بعض رموز الحداثة من قبيل المذياع والهاتف ستتمكن من ولوج العالم الخارجي وتغادر عزلتها الوجودية والمعرفية.
فيما يخص الجزء الثاني، سيتكلف ابنها الأكبر وهو السارد الثاني بوصف الأم التي ستتحرر أكثر وتشرع في الاهتمام بأحوالها وتصارع من أجل تحسين وضعية المرأة المغربية في المجتمع حيث ستصبح مناضلة حقيقية. ويذهب طموحها في هذا السياق إلى رغبتها في الالتقاء بالجنرال دوغول .ستقوم أيضا في إقامة موائد مستديرة تنقل من خلالها أفكارها وتصوراتها إلى المجتمع.
إذن، فهذه الدراسة هي بهذا المعنى مقارنة بين النص المكتوب في الأصل باللغة الفرنسية والترجمة باللغة العربية التي قام بها المترجم المغربي سعيد بلمبخوت.
لا بد من الإقرار انه من الصعب الحصول دائما على ترجمة مماثلة للنص الأصلي. وهذا لا ينفي وجود ترجمات ممتازة تجاوزت في بعض الأحيان النصوص الأصلية. ولكن تبقى الترجمة هي شكل من أشكال “الموازنة” بين النص في اللغة المصدر والنص في اللغة الهدف كما يقول عبد الفتاح كيليطو.
وقد خلصت الدراسة إلى أن المترجم اعتمد بشكل أساسي على الترجمة الحرفية Literal translation،وتبين من خلال الدراسة أن هذه الآلية كانت اختيارا صائبا في الكثير من الأحيان وفي الآن نفسه كان بإمكان المترجم استعمال آليات بديلة في أحيان أخرى.
ويتبين من خلال الأمثلة التالية التي تناولتها الدراسة بالتحليل أن المترجم حافظ فيها على بنية الجملة المكتوبة في النص الأصلي باستخدامه للترجمة الحرفية أكثر من استعماله للاستراتيجيات الأخرى:
1.4. النتائج وتحليلها
الر قم الترتيبي | النص الأصلي | رقم الصفحة | الترجمة | رقم الصفحة | الآلية المستعملة في الترجمة |
1 |
C’était un fer à repasser en acier chromé et brillant comme la joie,
51كانت المكواة من الحديد المرصع بالكروم اللامع كأنه وميض الفرح .تعمل بالكهرباء.49 ترجمة حرفية Literal translation 3Si la résistance grilla, personne ne l’entendit. Les produits de la technologie ont-ils une âme ?je l’ignore .Ce que je sais, c’est ce fer à repasser me dit rien quand il mourut ne poussa pas un cri de douleur
إذا ما ذاب أحد محتوياتها لن تتكلم أو تصرح التكنولوجيا لأنه لا روح فيها ؟لا أدري كل ما اعرفه أن المكواة لن تتكلم من الأمل أبدا إذا ماتت49آلية التحويرTransposition
وبالضبط الترجمة عن طريق الحذف effacement ou allègement
4Apprendre à ma mère les rudiments de l’électivité ? أترجم لأمي التيار الكهربائي50آلية التحويرTransposition وبالضبط الترجمة عن طريق الحذف effacement ou allègement5Je te parle de sa pointure, cervelle de haricot sec. Elle chausse du 36.59أنا أتكلم عن مقاس قدمها يا “رأس اللوبية” اليابسة (الفاصولية) اليابسة ،إنها تستعمل مقاس 36.58ترجمة حرفية Literal translation 6Il avait un béret vissé sur la tête, des dents en or60كان يضع طربوشا عصريا وأسنانا من ذهب58استعمل المترجم آلية” التحويرTransposition “وتحديدا التحوير المتعاكس7Une autre vague vient par-dessus.14تأتي موجة أخرى استعمل المترجم آلية” التحويرTransposition وتحديدا الترجمة عن طريق الحذف أو النقصانeffacement ou allègement8Je revenais de l’école, jetais mon cartable dans le vestibule…15أعود من المدرسة أرمي حقيبتي في الدهليز..19ترجمة حرفية Literal translation 9Si la résistance grilla, personne ne l’entendit. Les produits de la technologie ont-ils une âme ?Je l’ignore.51إذا ما ذاب أحد محتوياتها لن تتكلم أو تصرخ التكنولوجيا لأنه لا روح فيها؟لا أدري.49استعمل المترجم هنا آلية الترجمة عن طريق ما يسمى “بالتكييف”Modulation 10Nous n’avions pas besoin de crocodiles, vivants ou morts ou en morceaux.60لم يكن يخصنا جلد التمساح حيا أو ميتا أو مقطعا.58استعمل المترجم آلية”التحويرTransposition وبالتحديد الترجمة بالزيادة étoffement11Va chauffer une théière à la créatrice de nos jours !64اذهب وسخن الشاي لمخلوقة زمننا63ترجمة حرفية Literal translation 12…la brise du soir montée du fond de la mer vient caresser toute mélancolie, toute colère – apaise êtres et choses.69نسيم المساء البحري هب ليداعب الأحزان وكل غضب – يهدئ الأحزان والأشياء.67ترجمة حرفية Literal translation 13Ma mère était assise en face de lui : son public.72كانت أمي جالسة أمامه: جمهوره.70ترجمة حرفية Literal translation 14…et une maison sans murs et sans plafond, ouverte au ciel, toute verte, et peuplée et de fleurs, c’est quoi ?…Aha !un parc !…74…والبيت من دون جدران ومن دون سقف، مشرع على السماء كلها اخضرار مزروع بالأشجار والزهور ،ماذا يكون ؟….ـأها ! حديقة؟73ترجمة حرفية Literal translation 15Ils étudièrent ma mère des cheveux aux chevilles…77كانوا يدرسون أمي من شعرها حتى قدميها….75ترجمة حرفية Literal translation 16C’est un ordre !80أنا آمرك؟78استعمل المترجم آلية «التحويرTransposition “وتحديدا التحوير المتعاكس17En maillot de bain fait de paillettes étincelantes, légers, très légers.80تلبس بدلة سباحة براقة خفيفة جدا. استعمل آلية «التحويرTransposition من خلال الطريقتين التاليتين:- الترجمة عن طريق الحذف effacement ou allègement
- آلية الترجمة بالزيادة étoffement
18Et une civilisation qui se vidait d’année en année et de guerre en guerre de sa spiritualité, sinon de son humanisme.85حضارة أفرغت- من سنة إلى أخرى ومن حرب إلى حرب- من روحها.82-83
- ترجمة حرفية
- ترجمة حرفية
- الترجمة عن طريق الزيادةétoffement
- الترجمة عن طريق التحوير
2.4 خلاصات:
يتبين من خلال العينات التي اعتمدتها الدراسة أن المترجم استعمل عدة آليات واستراتيجيات في ترجمته لرواية “الحضارة أمي”. حيث استعمل آليات مثل الترجمة الحرفية و الترجمة عن طريق الزيادة و الترجمة عن طريق الحذف والترجمة عن طريق التكييف. ويتضح من خلال الدراسة هيمنة إستراتيجية الترجمة الحرفية على باقي الآليات الأخرى إذ حافظ المترجم بواسطتها في العديد من الحالات على بنية الجملة في النص الأصلي ونقل المعنى بأمانة مما جعل ترجمته تبدو متماسكة و لغتها سهلة ومنسابة. وبتعدد وتنوع الآليات التي وظفها المترجم في عملية الترجمة فقد نجح في الحفاظ بشكل عام على المعنى في أغلب النصوص وتمكن بصفة عامة من إبراز السمات الفنية والخصائص الجمالية للنص الأصلي في لغة الوصول.
وفيما يلي إحصائيات للآليات التي استخدمها المترجم في ترجمته لروايته “الحضارة، أمي” وكذا رسم بياني يوضح بالتدقيق درجة استخدام هذه الآليات:
- الترجمة الحرفية Literal translation:استخدمت 24 مرة
- التحوير Transpositionالتي تضم أيضا تقنيات:الترجمة بالزيادة ،الترجمة عن طريق الحذف أو النقصان وتبديل الثابت:استخدمت هذه الآلية بتقنياتها الأخرى:18 مرة
- الترجمة عن طريق التكييفModulation:استخدمت هذه الآلية مرتين (02)
يتبين من خلال الرسم البياني أن المترجم اعتمد بشكل رئيسي على آليتين هما :الترجمة الحرفية Literal translationو الترجمة عن طريق التحوير Transpositionوالتي تضم أيضا تقنيات الترجمة بالزيادة والترجمة عن طريق الحذف أو النقصان وتبديل الثابت.
- مثال رقم 1: تقيد المترجم بشكل كلي ببنية الجملة الأصلية في استعماله لآلية الترجمة الحرفية فقط كان عليه أن يؤخر كلمة “تقريبا” إلى نهاية الجملة.
- مثال رقم 2: استعارة ترجمها المترجم ترجمة حرفية لكنها رغم ذلك لم تفقد بريقها ودلالتها الفنية حيث في وصفه للمكواة شبه الحديد المرصع بالكروم اللامع بوميض الفرح. لهذا فاختيار المترجم لآلية الترجمة الحرفية كان اختيارا موفقا.
- مثال رقم 3: عمل المترجم على الاقتصاد في عدد الكلمات المستعملة واستبدل السؤال التعجبي الوارد في النص الأصلي حول التكنولوجيا بذكرها كمسلمة أن التكنولوجيا ليست فيها روح. وبالتالي فهذا التدخل من لدن المترجم أضاف مسحة فنية أخرى للجملة.
- مثال رقم 4: قام المترجم بحذف كلمة « rudiments » في ترجمته للنص بالإضافة إلى أن الترجمة تحتاج إلى كلمة “معنى” لتصبح: أشرح لأمي معنى التيار الكهربائي.
- مثال رقم 5: يبدو أن الكاتب الأصلي للعمل قام بترجمة المقولة نفسها من اللغة العامية المغربية (الدارجة المغربية) التي تستعمل عادة في نعت إنسان بالبلادة عن طريق تشبيهه بالفاصوليا إذ ينتج عن تناولها الشعور بالإعياء الشديد والرغبة الجامحة في النوم.وبالتالي فالمترجم في ترجمته الحرفية قام بإعادة النص إلى سياقه المغربي ليس إلا.
- مثال رقم 6: حيث اختار الفعل التالي: “وضع” وحذف بالتالي ” sur la tête” التي أصبحت غير ضرورية. إستراتيجية موفقة ولو اختار الترجمة الحرفية لبدت الترجمة ضعيفة جدا.
- مثال رقم 7: قام المترجم بحذف كلمة « par-dessus »وهذا اختيار موفق لأن المعنى تم إيصاله في اللغة الهدف بدون الحاجة إلى التدقيق غير اللازم وبدون الحاجة بالتالي إلى هذه الكلمة.
– مثال رقم 8:اختيار الآلية في الترجمة هو اختيار موفق.فقط كان من الأفضل أن يقوم المترجم بترجمة كلمة cartableب كلمة “محفظة” التي تجمع فيها الكتب والدفاتر المدرسية وذلك بدلا من كلمة “حقيبة“.
– مثال رقم 9:قام المترجم بعمليتين، أولا بإعادة ترتيب المفردات بالنسبة للجزء الأول من الجملة حيث أصبحت “التكنولوجيا”في المقام الأول بعدما |
- مثال رقم 10: أضاف المترجم كلمة “جلد” التي لم تكن في النص الأصلي. اختيار غير موفق لأن الكاتب يتكلم عن التمساح
واستنتاجا ومن خلال ما سلف ،أبرزت الدراسة أن “الترجمة “الحرفية” يمكن اعتمادها أيضا في الترجمة الأدبية ولا يمكن بأية حال من الأحوال إغفال قيمتها وهي صالحة مثلها مثل الآليات الأخرى في تذييل الصعوبات التي تواجه المترجم الأدبي بشكل عام. غير أن هذه الآلية لا يمكن اعتمادها بصفة مطلقة وهذا ما أثبتته هذه الدراسة حيث تبين من خلالها أن المترجم كان عليه استبدالها بآليات أخرى في بعض الحالات التي ظهر جليا أنها لا تفي بالمطلوب. وفشلت بالتالي في نقل العناصر الفنية والجمالية من النص الأصلي إلى لغة الوصول.
ولكن بشكل عام خلصت الدراسة إلى أن المترجم نجح في اعتماده على هذه الآلية في الترجمة في العديد من الحالات سواء تلك التي شكلت عينات هذه الدراسة أو غيرها أو تلك التي لم يتم اعتمادها لتفادي التكرار غير المبرر.
خاتمة
هذه الترجمة أحيت من جديد رواية صدرت منذ سنة 1972 وتروي سياقا تاريخيا يعود إلى ثلاثينيات القرن الماضي، وهذا من إيجابيات الترجمة في بعثها للنصوص الأصلية من جديد كما يقول الباحث عبد السلام بنعبد العالي (2006):
” فالترجمة هي التي تنفخ الحياة في النصوص وتنقلها من ثقافة إلى أخرى، والنص لا يحيا إلا لأنه قابل للترجمة، وغير قابل للترجمة في الوقت ذاته. فإذا كان في الإمكان ترجمة ما ترجمة نهائية، فإنه يموت، يموت كنص وكتابة.”24
ومن خلال الدراسة، تبين أن الترجمة العربية لرواية “الحضارة أمي «للروائي المغربي إدريس الشرايبي أضاءت بشكل مقبول عموما روح النص الأصلي رغم الصعوبات التي تعترض المترجم عموما والمترجم الأدبي بشكل خاص.
وإجمالا، فقد نجح المترجم في اختيار الآليات في عملية الترجمة واستخدم لغة بسيطة تقابل لغة النص الأصلي. لغة لا تخلو من سمات فنية وجمالية نقلها المترجم من النص الأصلي بسلاسة متناهية. كما أن المترجم وفق عموما في التعامل مع السياق اللغوي المغربي حيث نقله من النص الأصلي بحرفية ودقة. خلصت كذلك الدراسة إلى أن المترجم اعتمد بشكل أساسي على الترجمة الحرفية ووفق في ذلك في الكثير من الحالات بيد أنه كان من الأفضل للمترجم استبدالها باستراتيجيات أخرى كما فعل في حالات أخرى حيث استطاع وبطريقة جيدة توظيف بعضها مثل :الترجمة عن طريق التحوير و التكييف و الترجمة عن طريق الزيادة و الترجمة عن طريق النقصان وغيرها من الآليات.
هذا، وبالرغم من أن الترجمة هي مسألة اختيارات في المقام الأول غير أن المترجم الأدبي مطالب بالبحث عن آليات أخرى في الترجمة وتوظيفها توظيفا عقلانيا ومناسبا من أجل تحقيق ما يسمى بترجمة مبدعة Creative translation .وهذا ما يقوله مثلا أوكتافيو باث Octavio Paz الذي يؤكد على أن الترجمة والإبداع توأمان لا ينفصلان ويستشــــــــــــهد في هذا السيـــــــــــاق بأعــــــمال بودلير Beaudelaire وباوندPound التي لا يمكن التفرقة فيها بين النص الأصلي والترجمة إذ يوجد تفاعل جميل بين النصين الاثنين.25
هوامش ومراجع- Derrida, J. 1985. The ear of the other: Autobiography, transference,translation.Trans.PeggyKamuf. New York: Schocken, p.122.
- الحضارة أمي
- Chraïbi, Driss. La Civilisation, rna Mère. Paris: Denoël, 1972.
- بنعبد العالي عبد السلام. في الترجمة. الدار البيضاء: دار توبقال،ص:17.
- Schulte, Rainer and John Biguenet, eds. 1992. Theories of Translation: an Anthology of Essays from Dryden to Derrida. Chicago and London: The University of Chicago Press.p.69.
- Ibid, pp.71-72.
- Ibid, p.204.
- Ibid, p.205.
- Jackson, R. (2003). From Translation to Imitation. Retrieved June 22, 2010, From
http://www.utc.edu/Academic/English/pm/ontrans.htm,p.4.
- Landers, C. E. (1999). Literary Translation: A Practical Guide. (G.S. Brown, ed.). New
Jersey City: Multilingual Matters LT,.p.4.
- Newmark, P. (1988). Approaches to Translation. London: Prentice Hall, p.1.
- J-P. Vinay and J.Darbelnet (1995) Comparative Stylistics of French and English: A Methodology for Translation, translated and edited by Juan Sager and Marie-Jo Hamel (Amsterdam and Philadelphia: John Benjamin),p.10.
- Ibid, p.31.
- Ibid, p.33.
- Ibid, p.31.
- Ibid, p.32.
- Ibid, p.31.
- Ibid, p.31.
- Ibid, p.39.
- Ibid, p.36.
- Ibid, p.37.
- Ibid, p.37.
- Ibid, p.37.
- بنعبد العالي عبد السلام. في الترجمة. الدار البيضاء: دار توبقال،ص:21.
- Schulte, Rainer and John Biguenet, eds. 1992. Theories of Translation: an Anthology of Essays from Dryden to Derrida. Chicago and London: The University of Chicago Press.p.160.