
دحض ادعاءات اليهود بأحقيتهم في أرض فلسطين
أ.د.عدنان عياش، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، جامعة القدس المفتوحة/فرع سلفيت–فلسطين
مداخلة ألقيت خلال المؤتمر الدولي الثالث عشر لمركز جيل البحث العلمي: فلسطين قضية وحق: طرابلس | لبنان 2 و3 ديسمبر 2016. ( حمل من هنا أعمال المؤتمر الدولي الثالث عشرر فلسطين قضية وحق لبنان ديسمبر 2016 الصادرة بشهر ديسمبر 2016، ص 27).
الملخص:فلسطين عربية الهوية والتاريخ، أصبحت بالفتح الإسلامي إسلامية الهوية والانتماء, وبذلك كله تسقط المزاعم والادعاءات اليهودية حول حق اليهود التاريخي في فلسطين وشرعية دولتهم القائمة عبر الغزو والاستعمار, ومن خلال وسائل الإرهاب والقهر التي مورست ضد عرب فلسطين.ويبقى الحق التاريخي ثابت لأهلها العرب الذين سكنوها قبل غيرهم من الأمم والشعوب.
لقد دأب قادة إسرائيل السياسيون والدينيون على القول بأن أرض فلسطين هي أرض إسرائيل التاريخية أرض آبائهم وأجدادهم ، وأن هذه الأرض ارض بلا شعب لشعب بلا ارض وهي ليست لشعب من الشعوب سواهم، لذا فهم أصحابها الشرعيون، وأن العرب الفلسطينيون أغراب عنها.
وعليه فدولة إسرائيل قامت على مجموعة من الأساطير والادعاءات الدينية التاريخية منها تبدأ الاسطورة بالآية رقم 18 من الإصحاح 15 من سفر التكوين والتي نصها ( في ذلك اليوم قطع الرب مع ابرام ميثاقا قائلا.لنسلك اعطي هذه الارض من نهر مصر الى النهر الكبير نهر الفرات ) . بينما أيضا ورد في سفر التكوين (“ظهر الرب ( أي لإبراهيم) وقال له: إنّ نسلك سيكون غريباً في أرض ليست لهم) وهذا دليل على ان الادعاء الذي يستندون عليه باطل. وبالرغم من ذلك فقد بدأ قادة الصهيونية يجمعون يهود العالم في هذه الأرض بناءً على تلك الأساطير وأخذوا يزيفون التاريخ ويزعمون أنّ لهم حقاً تاريخياً في أرض فلسطين، وأن فكرة الحق التاريخي لهم في فلسطين من أهمّ الذرائع التي تقوم عليها الحركة الصهيونية.
Abstract:
Palestine is an Arab identity an history . It has become an Islamic identity an affliction of the Islamic conquest , so all Jewish claims an allegations about the historical right of Jews to Palestine fell and the legitimacy of their state via invasion , colonization and by means of terror and oppression practiced against Arab of Palestine and the constant historic right to the Arab remains to the Arab who lived before other nations and peoples.
Israeli’s political and religious leader have repeatedly said that the land of Palestine is Israel’s historical land, the land of their fathers and ancestor and that this land is a land without people for a people without land which is not a people others. So they are the legitimate owners ant that the Palestinian Arabs are strangers.
Accordingly, the state of Israel has a set of myths and religious allegations, the historical ones begin legend verse number 18 of chapter 15 of book of Genesis, which reads in that day the lord made a covenant with Arab ham saying give this land, from the river of Egypt to great river, the Euphrates River, As also mentioned in the book of Genesis, the lord appeared and said to him “that thy seed shall be a stranger in a land that not theirs, and this is evidence of the prosecution which they rely on absurd” . Despite this, the Zionist leaders began gathering Jews of the world in this land according to those myths and began to falsify history and claim a historical right to the land of Palestine, and that the idea of historical right for them in Palestine is of the most important argument on which the Zionist movement is built on.
مقدمة:
يذكر المؤرخون أنّ فترة حكم الكنعانيين لفلسطين استمرت من سنة 3000 ق.م-997 ق.م. وبيان ذلك :-
أنّه في أوائل القرن الثالث عشر وأوائل القرن الثاني عشر قبل الميلاد قدمت إلى هذه الأرض قبائل آرية غير سامية تعرف بقبائل (فلستين)، وذلك من جزيرة قريطش التي تعرف اليوم بجزيرة (كريت) نزلت هذه القبائل بساحل البحر المتوسط بين يافا وغزة،واختلطت القبائل الفلستينية بالقبائل الكنعانية عبر صلات تجارية واجتماعية من مصاهرة وزواج، وسرعان ما امتزجوا بهم، وأخذوا عاداتهم، وتحدثوا لغتهم، واستفادوا من ثقافتهم، وبمرور الزمن تكوّن في هذه الأرض مزيج من السكان غلب عليه الدم العربي واللغة العربية السامية من جانب، وغلب عليه الاسم الوافد من جزيرة (كريت) من جانب آخر، فأصبحت البلاد تعرف بفلسطين، ويعرف السكان بالعرب الفلسطينيين.
وأمّا العبرانيون أصل اليهود: فإنّ المصادر التاريخية والمصادر اليهودية وخاصة التوراة تذكر أن إبراهيم عليه السلام وأسرته قد رحلوا من بلادهم أو الكلدانيين -ببلاد العراق- إلى أرض كنعان، التي عرفت فيما بعد بأرض فلسطين، وقد اختلفت المصادر التاريخية في تحديد زمن قدومهم أرض فلسطين، ولعلّ أرجحها: منتصف القرن التاسع عشر قبل الميلاد، أي حوالي سنة 1850 ق.
تذكر المصادر التاريخية أن العبرانيين في الأصل قبائل بدوية صحراوية لم تعرف الاستقرار في بلد واحد معين، بل كانت ترحل من مكان إلى آخر بإبلها وماشيتها بحثاً عن الكلأ والماء، وأطلق عليهم من قبل الكنعانيين أو غيرهم اسم العبرانيون، لعبورهم نهر الأردن أو نهر الفرات، أو لكثرة ترحالهم في البلاد، وقد جاءت جماعة منهم إلى أرض فلسطين سنة 2000 ق.م أو سنة 1850 ق.م، أي بعد استقرار الكنعانيين بمئات السنين
وفي هذا البحث سنسلط الضوء على تفنيد هذه الادعاءات ودحضها من خلال ما ورد في كتب الاسفار اليهودية وبعض المصادر والمراجع التاريخية:
منهج البحث:
اعتمد الباحث المنهج التاريخي، فالوصفي والتحليلي، وذلك بجمع المعلومات من مصادرها ومحاولة تحليلها للوصول إلى النتائج المرجوة.
مصادر البحث:-
اعتمد الباحث على المصادر التاريخية المتوفرة بين يديه، واعتمد على التوراة باعتبارها المصدر التاريخي الأصيل عند اليهود، وعلى أقوال علماء يهود ونصارى أوربيين من المؤرخين والمتخصصين في الآثار.
المبحث الاول: اثبات عروبة ارض فلسطين
المطلب الاول: دحض الادعاءات الصهيونية:
إنّ أقدم الأجناس البشرية التي ورد ذكرها في التاريخ كسكان للبلاد التي عرفت في التاريخ القديم والكتب المقدسة عند اليهود والنصارى باسم أرض كنعان هم الكنعانيون الذين سميت البلاد باسمهم.
إنّ العرب هم أوّل من قدموا إلى أرض فلسطين، وأسبق في ذلك من القبائل العبرية التي جاءت إليها فيما بعد. وبيان ذلك: أنّ الدراسات التاريخية الموثقة قد أثبتت قدوم أفواج من القبائل العربية إلى هذه الأرض من جزيرة العرب مهاجرة إلى بلاد الشام في الألف الرابع قبل الميلاد، واستوطنت هذه القبائل ساحل البحر المتوسط، فيما يعرف اليوم بسوريا ولبنان وفلسطين.
وقد أطلق على القبائل التي استقرت في الساحل الشمالي من البحر المتوسط اسم الفينيقيين لاشتغالهم باستخراج وتجارة الفينكس، وقد أطلق على الكنعانيين الذين استقروا بجنوب وسط أرض كنعان- منطقة القدس اليوم- اسم اليبوسيين، وعلى الذين سكنوا أقصى جنوب أرض كنعان اسم العناقيين، وهؤلاء هم الذين أقاموا مدينة أربع التي عرفت باسم حبرون([1]).
وذهبت تلك الدراسات إلى أنّ القبائل الكنعانية قد قدمت إلى فلسطين في منتصف الألف الثالث قبل الميلاد، وذهب باحثون إلى أنّهم استقروا فيها منذ أول الألف الثالث قبل الميلاد، واختار باحثون آخرون تاريخاً غير ذلك([2])، حيث ذهبوا إلى أنّ وجود الكنعانيين كان قبل سبعة آلاف سنة قبل الميلاد([3],[4])، واستند هؤلاء إلى المكتشفات التي تتبعت آثارهم في المدن القديمة، والتي تعتبر أريحا من أقدمها، بل من أقدم مدن العالم، حيث كانت المدينة محاطة بأسوار حجرية قاهرة منذ سبعة آلاف سنة قبل الميلاد.([5])
يقول الكاتب الدكتور ل.كارنييف: إنّ من المزاعم الباطلة التي يدعيها اليهود المعاصرون بأنّ لهم حقاً تاريخياً في فلسطين، ويل على ذلك: أنّ اليهود كانوا قبيلة ضمن قبائل متناثرة سكنت فلسطين، والأسبقية التاريخية من حق فلسطين للعرب، فالفلسطينيون المعاصرون هم أصحاب الحق، والكنعانيون هم سكان فلسطين عبر التاريخ، وإسرائيل في الأصل قبيلة صغيرة، قامت بالغزو طمعاً في أرض كنعان ذات الثقافة العالية، والتي سميت بعد ذلك فلسطين.([6])
وما ذهبت إليه الدراسات التاريخية من كون العرب أسبق القبائل استقراراً في فلسطين أكدّه مجموعة من علماء التاريخ من غير العرب والمسلمين حيث أثبتوا أنّ أرض فلسطين عربية الهوية والتاريخ. ومن هؤلاء العلماء:-
يقول الدكتور ل.كارنييف: ” والواقع لا توجد أيّ صلة بين اليهود المعاصرين واليهود القدامى غير صلة الدين، ومن وجهة نظر العلوم الإنسانية فاليهود قد اختلطوا بعشرات الشعوب الأخرى، وهم بذلك لا يملكون أرضاً ثابتة، أو لغةً واحدة، أو ثقافةً متجانسة، أو حياةً اقتصاديةً واحدة، ولهذا لا يعتبر اليهود المعاصرون شعباً، وبالتالي فإنّهم لا يشكّلون قومية “.([7])
* يقول دي سي أوليري في كتابه(Arabia Before Muhammad):” إنّ معظم الفلاحين الفلسطينيين الحاليين هم أنسال تلك الأقوام التي سبقت الإسرائيليين”.([8])
* الكاتب اليهودي ألفريد لينتال، حيث قال: “إن الكنعانيين هم أول من جاء إلى فلسطين ثم تتالت بعدها القبائل العربية ثم القبائل العبرية. ([9])
* يقول ميلر بورز أستاذ الدراسات التوراتية بجامعة بيل في الولايات المتحدة الأمريكية: “إن صلة الأمة العربية بفلسطين صلة حقيقية ومباشرة، وهو أقوى وأوثق من الصلة التي تربط أبناء إسرائيل بأرض كنعان. وأما عرب فلسطين على وجه الخصوص فإننا نجد أن البلاد هي وطنهم التاريخي، بمعنى أنهم وأسلافهم فقط عاشوا طوال أجيال وقرون كاملة، وصلتهم حية ومستمرة بفلسطين”.([10])
* يقول المؤرخ هـ.ج. ولز في كتابه (موجز التاريخ): إذا كان من الصحيح أن تعاد إقامة دولة يهودية لم تكن قائمة طيلة ألفي سنة فلماذا لا نعود إلى الوراء ألفاً آخر من السنين، ونعيد إقامة الدولة الكنعانية؟ إن الكنعانيين بعكس اليهود ما زالوا هناك”.([11]) ويقول:ولقد كانت حياة العبرانيين في فلسطين تشبه حياة رجل يصرٌ على الإقامة وسط طريق مزدحم، فتدوسه الحافلات والشاحنات باستمرار، ومن الأول إلى الآخر لم تكن مملكتهم سوى حادث طارئ في تاريخ مصر وسوريا وآشور وفينيقية، ذلك التاريخ الذي هو أكبر وأعظم من تاريخهم”.([12])
* يقول العالم الأنثروبولوجي البريطاني سير جيمس فريزر في كتابه الغصن الذهبي( دراسة في السحر والدين) : “إنّ الناطقين بالعربية من فلاحي فلسطين هم ذرا ري القبائل التي استوطنت فلسطين قبل الغزو الإسرائيلي، و لم ينفكوا عن الأرض ولا اقتلعوا منها”.([13])
* في عام 1873م قالت (فن) زوجة القنصل البريطاني في القدس: ” لا العادات ولا التقاليد تحول بيننا وبين القول إنّ الفلاحين الحاليين هم أنسال الكنعانيين القدماء…إنّ العادات والتقاليد وأسماء الأماكن والمدن والقرى تثبت ذلك”.([14])
وكان استقرار الكنعانيين في فلسطين على الضفة الغربية لنهر الأردن متجهة نحو البحر المتوسط، وسميت هذه المنطقة باسمهم: أرض كنعان، وصرحت التوراة بهذا الاسم مئات المرات في غير موضع من أسفارها، حتى إنّها صرحت به بعد الحديث عن الوعد الإلهي بإعطاء إسرائيل جميع الأراضي التي أعطيت لآبائهم. واعترفت التوراة صراحةً أنّ سكان هذه الأرض هم: الكنعانيون وأحياناً أرض الفلسطينيين[15].
ويذكر المؤرخون أنّ فترة حكم الكنعانيين لفلسطين استمرت من سنة 3000 ق.م-997 ق.م. وبيان ذلك :-
أنّه في أوائل القرن الثالث عشر وأوائل القرن الثاني عشر قبل الميلاد قدمت إلى هذه الأرض قبائل آرية غير سامية تعرف بقبائل (فلستين)، وذلك من جزيرة قريطش التي تعرف اليوم بجزيرة (كريت) نزلت هذه القبائل بساحل البحر المتوسط بين يافا وغزة،([16]) واختلطت القبائل الفلستينية بالقبائل الكنعانية عبر صلات تجارية واجتماعية من مصاهرة وزواج، وسرعان ما امتزجوا بهم، وأخذوا عاداتهم، وتحدثوا لغتهم، واستفادوا من ثقافتهم، وبمرور الزمن تكوّن في هذه الأرض مزيج من السكان غلب عليه الدم العربي واللغة العربية السامية من جانب، وغلب عليه الاسم الوافد من جزيرة (كريت) من جانب آخر، فأصبحت البلاد تعرف بفلسطين، ويعرف السكان بالعرب الفلسطينيين.([17])
المطلب الثاني: اصل العبرانيون:
وأمّا العبرانيون أصل اليهود: فإنّ المصادر التاريخية والمصادر اليهودية وخاصة التوراة تذكر أن إبراهيم عليه السلام وأسرته قد رحلوا من بلادهم أو الكلدانيين -ببلاد العراق- إلى أرض كنعان، التي عرفت فيما بعد بأرض فلسطين، وقد اختلفت المصادر التاريخية في تحديد زم قدومهم أرض فلسطين، ولعلّ أرجحها: منتصف القرن التاسع عشر قبل الميلاد، أي حوالي سنة 1850 ق.م ([18]) .
تذكر المصادر التاريخية أن العبرانيين في الأصل قبائل بدوية صحراوية لم تعرف الاستقرار في بلد واحد معين، بل كانت ترحل من مكان إلى آخر بإبلها وماشيتها بحثاً عن الكلأ والماء، وأطلق عليهم من قبل الكنعانيين أو غيرهم اسم العبرانيون، لعبورهم نهر الأردن أو نهر الفرات، أو لكثرة ترحالهم في البلاد([19]( وقد جاءت جماعة منهم إلى أرض فلسطين سنة 2000 ق.م أو سنة 1850 ق.م، أي بعد استقرار الكنعانيين بمئات السنين. ([20])
إنّ التوراة تحدثنا -في غير موضع- أنّ أرض فلسطين تعتبر لإبراهيم وإسحاق ويعقوب وموسى عليهم السلام أرض غربة، واعتبرهم الكتاب المقدس أغراباً وسط الكنعانيين والفلسطينيين أصحاب البلاد الأصليين وإليك بعض النصوص التوراتية:-
* “ظهر الرب ( أي لإبراهيم) وقال له: إنّ نسلك سيكون غريباً في أرض ليست لهم”.([21])
* ” ولمّا صارت الشمس إلى المغيب وقع سبات عميق على إبرام فقال الربّ لإبرام اعلم يقيناً إنّ نسلك سيكونون نزلاء في أرض ليست لهم من نهر مصر إلى النهر الكبير”.([22][)
* “أعطي لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك كل أرض كنعان…”. ([23])
* “وتغرّب إبراهيم في أرض الفلسطينيين أياماً كثيرة”.([24])
* ” قال إبراهيم لعبده لمّا شاخ وكبر سنه: “لا تأخذ زوجة لابني من بنات كنعان الذين أنا ساكن في أرضهم، بل إلى أرضي، وإلى عشيرتي تذهب”.([25])
* “وظهر الربّ لإسحاق، وقال له عندما كان عند ملك الفلسطينيين جرار: تغرّب في هذه الأرض”.([26]) وقال له أيضاً: “ويعطيك بركة إبراهيم لترث أرض غربتك”.([27])
* “ولمّا عاد يعقوب ( إسرائيل) من فدان أرام: “سكن في أرض غربة أبيه في أرض كنعان”.([28])
* لمّا خرج موسى من أرض مصر ظهر له الربّ، وقال له: “أعطيهم أرض كنعان أرض غربتهم التي تغرّبوا فيها”.([29])
وما صرّحت به التوراة من كون اليهود غرباء في أرض فلسطين أكّدته وأثبتته الوثائق الصحيحة والمكتشفات الأثرية، يقو الخبراء: إنّ اليهود غرباء عن أرض فلسطين، وما كان عندهم من المقومات الثقافية بما فيها اللغة إنما هو مقتبس من الحضارات التي سبقتهم كالحضارة الكنعانية والآرامية، وهما من أصل عربي، كما أثبتت الوثائق التاريخية أنّ مملكة داود وسليمان عليهما السلام التي قامت في القرن العاشر قبل الميلاد إنّما قامت على تراث كنعاني عربي نشأ قبل اليهودية بعدة قرون.([30])
ويقول جيمس هنري بريستد:عندما دخل العبرانيون أرض فلسطين وجدوا فيها قبائل كنعانية تقيم في المدن الزاخرة، واقتبس هؤلاء العبرانيين من الحضارة الكنعانية كما يقتبس المهاجرون الجدد إلى أمريكا العادات والتقاليد، والأخلاق والملابس من الأمريكان.([31])
ويعلّق المؤرخ رانياش على الوجود اليهودي الطارئ في فلسطين فيقول:” لقد اجتمعت كلمة كثير من المؤرخين وتؤيدهم في ذلك الحفريات والآثار، على أنّ اليهود كانوا منتشرين منذ القرن الأول للميلاد في جميع جهات حوض البحر المتوسط، ومنذ ذلك الزمن البعيد لم تبق لهم صلة بفلسطين. وتلك الحقيقة تدحض حجج اليهود وتشير إلى عدم وجود علاقة قانونية يمكن أن يزعمها اليهود بالنسبة إلى فلسطين، لأنّ اليهود أتوا إلى فلسطين ولم تكن خاليةً، بل يسكنها العرب، وحينما خرجوا منها استمر الوجود العربي فيها من دون انقطاع آلاف السنين”.([32])
وإذا كان الأمر كذلك -وهو حقيقة تاريخية- فكيف يزعم رئيس وزراء إسرائيل السابق دافيد بن جوريون أنّ أرض فلسطين لم تكن في أي حقبة من التاريخ الوطن الأوحد لأي شعب آخر غير الشعب اليهودي([33])، وكيف تفتري رئيسة وزراء إسرائيل السابقة جولدا مائير حين تقول:” لا يوجد شعب فلسطيني…وكأنّنا نحن الذين جئنا لإخراجه من دياره والاستيلاء على بلده ، فهم- الفلسطينيون-لا وجود لهم”. ([34]) وكيف يفتري مناحيم بيغن حين يقول: ” لقد وعدنا بهذه الأرض، ولنا حق فيها”؟([35])والسؤال كيف يصدّق هذا الكذب المفترى الرأي العام في أوروبا وأمريكا ؟ ألم يقرأ هؤلاء نصوص التوراة التي تصرح بأنّها أرض كنعان…أرض الفلسطينيين ألم يقرؤؤا سفر يشوع المقدس الذي يزعم أنّ اليهود كسروا إحدى وثلاثين ملكاً في عملية الاستيلاء على بعض تلال فلسطين([36])أليسوا هؤلاء الملوك كانوا يعيشون على هذه الأرض؟
إنّ شعوباً أخرى غير اليهود سكنت الأرض المقدسة قبل أن يوجد الشعب اليهودي، فحقائق التاريخ تقول: إنّ العموريين كانوا يشغلون الأراضي الواقعة جنوب مرج بن عامر منذ بداية الألف الثالث قبل الميلاد، وقد انصهروا في الشعوب التي سبقتهم، وأنّ الفلسطينيين سكنوا الجنوب الشرقي، في عكا وحيفا ويافا، والحوريّون في نابلس، واليبوسيون في الجنوب الداخل، ومنها مدينة يبوس (القدس) والأمويون في الشمال، والمديانيون حول ضفاف الأردن، وقد صرّح الكتاب المقدس([37])بهذه الحقائق التي يتغافل ويتعامى عنها اليهود عمداً وحقداً.([38])
الدراسة التي قدمها عالم الآثار اليهودي “زائيف هيرتسوغ” الأستاذ في قسم آثار حضارة الشرق الأوسط القديم بجامعة تل أبيب. وكانت دراسته بعنوان: “الحقائق الأثرية تدحض الادعاءات التوراتية حول تاريخ شعب إسرائيل” وقد نشرتها صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية يوم 29 أكتوبر 1999م. وقد أشار صاحب الدراسة إلى مدى الصعوبة التي ستواجه الإسرائيليين في تقبل الحقائق التي دلّت عليها المكتشفات الأثرية، التي تثبت تناقض التوراة في حكاياتها أو أساطيرها مع الحقائق التي باتت معروفة لعلماء الآثار اليهود، الذين يعملون في الحفريات داخل فلسطين منذ عقدين من الزمن. وأنّه كابن للشعب اليهودي وكتلميذ للمدرسة التوراتية يدرك الإحباط الناجم عن الفجوة بين التوقعات للبرهنة عن العهد القديم كمصدر تاريخي وبين الحقائق التي تتكشف على الأرض. وقد أكدّت هذه الدراسة كذب المزاعم اليهودية التوراتية التي تحاول عبثاً من خلال الاعتماد على التوراة -كمصدر تاريخي وجغرافي- إثبات أنّ فلسطين هي أرض الأجداد، وارتباط شعب إسرائيل بهذه الأرض عبر مراحل التاريخ، كما بين الباحث أن ما دونته التوراة من نصوص تبني علاقة اليهود بفلسطين ما هي إلّا خرافات وأساطير تتناقض تناقضاً علمياً مع الحقائق التي اكتشفها علماء الآثار الإسرائيليون الذين يعملون في هذا المجال منذ عقدين من الزمان. إذ أدّت المكتشفات الأثرية في مناطق متعددة من أرض فلسطين المحتلة إلى زعزعة الأسس التاريخية لدولة إسرائيل، وزعزعة الأحداث التي وردت في التوراة عن بني إسرائيل وعلاقتهم بأرض فلسطين. وأنّ الحفريات الكثيرة المكتشفة التي أجراها علماء الآثار في إسرائيل أبطلت التسلسل التاريخي لبني إسرائيل على أرض فلسطين كما ترويه التوراة، ومن ذلك تاريخ أجداد إسرائيل حتى القرن الحادي عشر قبل الميلاد، وهو تاريخ هجرة إبراهيم عليه السلام إلى أرض كنعان. وأمّا مملكة داود وابنه سليمان عليهما السلام لم تكن عظمى كما وصفتها التوراة بل كانت مملكة قبلية صغيرة، وأن المملكة الموحدة الكبرى كما وصفتها التوراة لم تكن إبداعاً تاريخياً جغرافياً لكاتب التوراة.وإنّ البرهان الحاسم على ذلك أنّنا لا نعرف حتى اسم هذه المملكة. مع وجود هوة واسعة جداً بين الواقع الأثري وروايات التوراة ولن يستطيع العلماء بذلك إلصاق أصل الشعب الإسرائيلي بالأرض الفلسطينية، وأخيراً أكدّ الباحث أن التوراة أغفلت عن عمد ما أثبتته المكتشفات الأثرية من عدم وجود علاقة استقرار لشعب إسرائيل بأرض فلسطين، إذ أنّ أرجاء واسعة من فلسطين كانت خاضعة لحكم المصريين حتى أواخر القرن الثاني عشر قبل الميلاد من خلال مراكز إدارية في غزة، وبيسان، ويافا على ضفتي نهر الأردن، وقد غابت هذه الحقائق عن صفحات التوراة، مما جعل الباحث نفسه يطرح السؤال التالي:- إذاً من نحن -يقصد الإسرائيليين- ؟؟ والسؤال عن أصل الإسرائيليين يتضمن الاعتراف الضمني بأن مقولة أرض الأجداد أو أرض الميعاد التي روجت لها الصهيونية في أقطار العالم ما هي إلا أكاذيب وأضاليل لا أساس لها من التاريخ وحقائق العلم الحديث.([39][([40])
المبحث الثاني: اليهود في العهد الاسلامي
تذكر المصادر ان عدد اليهود في القدس خاصة كان عشرون شخصا وقد ارتفع عددهن في العهد الاموي الى اثنين واربعون فردا تحول اكثرهم الى الاسلام([41]) كانوا يعملون في خدمة المسجد الاقصى
وقد بقي عددهم يتذبذب بن الزيادة والنقصان حتى الحرب العامية الاولى
في العصر الحديث انخفض عدد سكان فلسطين في ظل الحكم العثماني بشكل كبير حيث قدر عددهم في مطلع القرن التاسع عشر ب 200000 نسمه و يعود السبب في ذلك إلى ارتفاع الوفيات وتجنيد عدد كبير من الشباب في الجيش ، و هجره الكثير من الشبان خاصة المسيحيين إلى أمريكا اللاتينية بعد إنهاء فتره الحكم العثماني و دخول الاحتلال الإنجليزي تم إجراء بعض التقديرات لسكان القرى والبلدات حيث قدر عدد السكان الفلسطينيين عام 1917 ب 642850 نسمة منهم 515000 مسلم و62550 مسيحي و 65300 يهودي[42] . في عام 1922 تم إجراء أول تعداد في فلسطين وكان العدد 752048 نسمة وفي عام 1931 بلغ عدد سكان فلسطين 966761 نسمة منهم 693147 مسلم , 88907 مسيحي 174606 يهودي 10101 أخرى . وبين عامي 1945.1946 قدر عدد السكان في هذا المسح 1673071 نسمة منهم 994724 مسلم 528702 يهودي 135549 مسيحي 14098 آخرين. في عام 1961 نفذت الحكومة الأردنية تعداد عام للسكان في الضفة الغربية حيث بلغ عدد السكان 805450 مسلم وفي عام 1967 بعد الاحتلال الإسرائيلي مباشرة قامت إسرائيل بإجراء حصر للسكان في سبتمبر عام 1967 للضفة الغربية وقطاع غزة حيث بلغ عدد سكان الضفة الغربية 598630 نسمة وقطاع غزة 356261 نسمة وفي عام 1995 نفذت دائرة الإحصاء المركزية الفلسطينية مسحا ديموغرافيا للضفة والقطاع الذي يعتبر أحد الركائز الموجودة للتعرف على الخصائص الديمغرافية للشعب الفلسطيني ([43])
المطلب الأول:معاهدة سايكس بيكو:
بينما كان نشاط الصهيونية يتزايد في فلسطين بعد عزل السلطان عبد الحميد الثاني سنة 1908، وبسبب الفساد والرشوة في الإدارة العثمانية، كانت الدوائر الاستعمارية الأوربية ترسم الخطط السرية، فيما بينها، لاقتسام تركة الدولة العثمانية، والتي كانت مظاهر تدهورها وانهيارها بادية للعيان. وهكذا، فقد توصلت كل من بريطانيا وفرنسا في 16 أيار “مايو” 1916، إلى عقد معاهدة سرية لاقتسام المشرق العربي فيما بينهما، وذلك بينما كانت نيران الحرب العالمية الأولى مستعرة بين بريطانيا وفرنسا وحلفائها من جهة والدولة العثمانية وألمانيا وحلفائهما من جهة ثانية
وجاءت هذه المعاهدة التي عرفت باسم معاهدة سايكس ـ بيكو، نتيجة محادثات دارت بين ممثل بريطانيا سير مارك سايكس، وممثل فرنسا مسيو جورج بيكو، اللذين عرضا نتائج محادثاتهما السرية على روسيا القيصرية، فوافقت عليها في مقابل اتفاق تعترف فيه بريطانيا وفرنسا بحقهما في ضم مناطق معينة من آسيا الصغرى بعد الحرب وبموجب معاهدة سايكس ـ بيكو، قسمت بريطانيا وفرنسا المشرق العربي ـ باستثناء شبه الجزيرة العربية ـ إلى خمس مناطق، ثلاث مناطق ساحلية هي المنطقة الزرقاء (السواحل اللبنانية السورية وأعطيت لفرنسا)، الحمراء (السواحل العراقية من بغداد إلى البصرة وأعطيت لبريطانيا)، والسمراء (فلسطين)، ثم منطقتين داخليتين رمز لهما بحرفي (أ) للمنطقة الداخلية السورية، و(ب) للمنطقة الداخلية العراقية
اتفاقية سايكس بيكو 1916
وتم الوصول إليها بين أبريل/نيسان ومايو/أيار من ذلك العام على صورة تبادل وثائق بين وزارات خارجية الدول الثلاث (فرنسا وإنجلترا وروسيا القيصرية عينت الحكومة الفرنسية “جورج بيكو” قنصلها العام السابق في بيروت مندوبا ساميا لمتابعة شؤون الشرق الأدنى، ومفاوضة الحكومة البريطانية في مستقبل البلاد العربية، ولم يلبث أن سافر إلى القاهرة، واجتمع بـ”مارك سايكس” المندوب السامي البريطاني لشؤون الشرق الأدنى، بإشراف مندوب روسيا، وأسفرت هذه الاجتماعات والمراسلات عن اتفاقية عُرفت باسم “اتفاقية القاهرة السرية”، ثم انتقلوا إلى مدينة بطرسبرغ الروسية، وأسفرت هذه المفاوضات عن اتفاقية ثلاثية سُميّت بإتفاقية سايكس بيكو وذلك لتحديد مناطق نفوذ كل دولة على النحو التالي:
– استيلاء فرنسا على غرب سوريا ولبنان وولاية أضنة – استيلاء بريطانيا على منطقة جنوب وأواسط العراق بما فيها مدينة بغداد، وكذلك ميناء عكا وحيفا في فلسطين – استيلاء روسيا على الولايات الأرمنية في تركيا وشمال كردستان – حق روسيا في الدفاع عن مصالح الأرثوذكس في الأماكن المقدسة في فلسطين – المنطقة المحصورة بين الأقاليم التي تحصل عليها فرنسا، وتلك التي تحصل عليها بريطانيا تكون اتحاد دول عربية أو دول عربية موحدة، ومع ذلك فإن هذه الدولة تقسم إلى مناطق نفوذ بريطانية وفرنسية، ويشمل النفوذ الفرنسي شرق بلاد الشام وولاية الموصل، بينما النفوذ البريطاني يمتد إلى شرق الأردن والجزء الشمالي من ولاية بغداد وحتى الحدود الإيرانية – يخضع الجزء الباقي من فلسطين لإدارة دولية – يصبح ميناء إسكندرون حرا تم الكشف عن الاتفاق بوصول الشيوعيين إلى سدة الحكم في روسيا عام 1917 مما أثار غضب الشعب السوري الذي يمسّه الاتفاق مباشرة وأحرج فرنسا وبريطانيا تم تقسيم المنطقة بموجب الاتفاق فحصلت فرنسا على الجزء الأكبر من بلاد الشام وجزء كبير من جنوب الأناضول ومنطقة الموصل في العراق، أما بريطانيا فامتدت مناطق سيطرتها من طرف بلاد الشام الجنوبي متوسعا بالاتجاه شرقا لتضم بغداد والبصرة وجميع المناطق الواقعة بين الخليج العربي والمنطقة الفرنسية
كما تقرر وضع المنطقة التي اقتطعت فيما بعد من جنوب سوريا “فلسطين” تحت إدارة دولية يتم الاتفاق عليها بالتشاور بين بريطانيا وفرنسا (لاحقاً وبموجب وعد بلفور لليهود، أعطيت فلسطين للصهاينة لبناء دولة إسرائيل) لكن الاتفاق نص على منح بريطانيا ميناءي حيفا وعكا على أن يكون لفرنسا حرية استخدام ميناء حيفا، ومنحت فرنسا بريطانيا بالمقابل استخدام ميناء إسكندرون الذي كان سيقع في دائرة سيطرتها.
المطلب الثاني : بنود الاتفاقية:
المادة الأولى:
إن فرنسا وبريطانيا العظمى مستعدتان أن تعترفا وتحميا دولة عربية برئاسة رئيس عربي في المنطقتين “آ” (داخلية سوريا) و”ب” (داخلية العراق) المبينة في الخريطة الملحقة بهذا الاتفاق. يكون لفرنسا في منطقة (آ) ولإنجلترا في منطقة (ب) حق الأولوية في المشروعات والقروض المحلية، وتنفرد فرنسا في منطقة (آ) وإنجلترا في منطقة (ب) بتقديم المستشارين والموظفين الأجانب بناء على طلب الحكومة العربية أو حلف الحكومات العربية.
المادة الثانية
يباح لفرنسا في المنطقة الزرقاء (سوريا الساحلية) ولإنجلترا في المنطقة الحمراء (منطقة البصرة) إنشاء ما ترغبان به من شكل الحكم مباشرة أو بالواسطة أو من المراقبة، بعد الاتفاق مع الحكومة أو حلف الحكومات العربية.
المادة الثالثة
تنشأ إدارة دولية في المنطقة السمراء (فلسطين)، يعين شكلها بعد استشارة روسيا وبالاتفاق مع بقية الحلفاء وممثلي شريف مكة .
المادة الرابعة
: تنال إنجلترا ما يلي
-ميناءي حيفا وعكا:
– يضمن مقدار محدود من مياه دجلة والفرات في المنطقة (آ) للمنطقة (ب)، وتتعهد حكومة جلالة الملك من جهتها بألا تتخلى في أي مفاوضات ما مع دولة أخرى للتنازل عن جزيرة قبرص إلا بعد موافقة الحكومة الفرنسية مقدماً. المادة الخامسة
يكون إسكندرون ميناء حراً لتجارة الإمبراطورية البريطانية، ولا تنشأ معاملات مختلفة في رسوم الميناء، ولا تفرض تسهيلات خاصة للملاحة والبضائع البريطانية. وتباح حرية النقل للبضائع الإنجليزية عن طريق إسكندرونة وسكة الحديد في المنطقة الزرقاء، سواء كانت واردة إلى المنطقة الحمراء أو إلى المنطقتين (آ) و(ب) أو صادرة منهما. ولا تنشأ معاملات مختلفة مباشرة أو غير مباشرة على أي من سكك الحديد أو في أي ميناء من موانئ المناطق المذكورة تمس البضائع والبواخر البريطانية. تكون حيفا ميناء حراً لتجارة فرنسا ومستعمراتها والبلاد الواقعة تحت حمايتها، ولا يقع اختلاف في المعاملات ولا يرفض إعطاء تسهيلات للملاحة والبضائع الفرنسية، ويكون نقل البضائع حراً بطريق حيفا وعلى سكة الحديد الإنجليزية في المنطقة السمراء (فلسطين)، سواء كانت البضائع صادرة من المنطقة الزرقاء أو الحمراء، أو من المنطقتين (آ) و(ب) أو واردة إليها.
ولا يجري أدنى اختلاف في المعاملة بطريق مباشر أو غير مباشر يمس البضائع أو البواخر الفرنسية في أي سكة من سكك الحديد ولا في ميناء من الموانئ المذكورة
المادة السادسة
لا تمد سكة حديد بغداد في المنطقة (آ) إلى ما بعد الموصل جنوباً، ولا إلى المنطقة (ب) إلى ما بعد سامراء شمالاً، إلى أن يتم إنشاء خط حديدي يصل بغداد بحلب ماراً بوادي الفرات، ويكون ذلك بمساعدة الحكومتين.
المادة السابعة
يحق لبريطانيا العظمى أن تنشئ وتدير وتكون المالكة الوحيد لخط حديدي يصل حيفا بالمنطقة (ب)، ويكون لها ما عدا ذلك حق دائم بنقل الجنود في أي وقت كان على طول هذا الخط
ويجب أن يكون معلوماً لدى الحكومتين أن هذا الخط يجب أن يسهل اتصال حيفا ببغداد، وأنه إذا حالت دون إنشاء خط الاتصال في المنطقة السمراء مصاعب فنية أو نفقات وافرة لإدارته تجعل إنشاءه متعذراً، فإن الحكومة الفرنسية تسمح بمروره في طريق بربورة- أم قيس- ملقا- إيدار- غسطا- مغاير إلى أن يصل إلى المنطقة(ب)
المادة الثامنة
تبقى تعريفة الجمارك التركية نافذة عشرين سنة في جميع جهات المنطقتين الزرقاء والحمراء في المنطقتين (آ) و(ب)، فلا تضاف أية علاوة على الرسوم، ولا تبدل قاعدة التثمين في الرسوم بقاعدة أخذ العين، إلا أن يكون باتفاق بين الحكومتين. ولا تنشأ جمارك داخلية بين أي منطقة وأخرى في المناطق المذكورة أعلاه، وما يفرض من رسوم جمركية على البضائع المرسلة يدفع في الميناء ويعطى لإدارة المنطقة المرسلة إليها البضائع
المادة التاسعة
من المتفق عليه أن الحكومة الفرنسية لا تجري مفاوضة في أي وقت للتنازل عن حقوقها، ولا تعطي ما لها من الحقوق في المنطقة الزرقاء لدولة أخرى سوى للدولة أو لحلف الدول العربية، بدون أن توافق على ذلك مقدماً حكومة جلالة الملك التي تتعهد بمثل ذلك للحكومة الفرنسية في المنطقة الحمراء
المادة العاشرة
تتفق الحكومتان الإنجليزية والفرنسية، بصفتهما حاميتين للدولة العربية، على أن لا تمتلكا ولا تسمحا لدولة ثالثة أن تمتلك أقطاراً في شبه جزيرة العرب، أو تنشئ قاعدة بحرية على ساحل البحر المتوسط الشرقي، على أن هذا لا يمنع تصحيحاً في حدود عدن قد يصبح ضرورياً بسبب عداء الترك الأخير
المادة الحادية عشرة
تستمر المفاوضات مع العرب بنفس الطريقة السابقة من قبل الحكومتين لتحديد حدود الدولة أو حلف الدول العربية المادة الثانية عشرة
من المتفق عليه ما عدا ذكره أن تنظر الحكومتان في الوسائل اللازمة لمراقبة جلب السلاح إلى الدول العربية.
المبحث الثالث: الاحتلال الصهيوني لفلسطين عام 1948 :
اسباب الحرب
كان سعي اليهود لإقامة وطن لهم في فلسطين سببا رئيسيا لهذه الحرب، فقد سعوا -بمعاونة دول غربية- لتفريغ فلسطين من سكانها العرب، وإقامة دولة إسرائيل، وهو ما أكده عضو الكنيست الإسرائيلي السابق يشعياهو بن فورت بقوله “لا دولة يهودية بدون إخلاء العرب من فلسطين ومصادرة أراضيهم وتسييجها”.
وانتهج الاستيطان اليهودي فلسفة أساسها الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، بعد طرد سكانها الأصليين بحجج ودعاوى دينية وتاريخية مزعومة، والترويج لمقولة “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض”.
وقد سعت “الحركة الصهيونية” في النصف الثاني من القرن التاسع عشر للسيطرة على أكبر مساحة من الأراضي الفلسطينية، كما دعا المبشرون الأميركيون اليهودَ إلى العودة إلى أرض صهيون (فلسطين)، وكان أولهم راعي الكنيسة الإنجيلية القس جون ماكدونالد سنة 1914.
شهدت فترة الدولة العثمانية أولى مراحل الاستيطان، ولا سيما بعد انعقاد مؤتمر لندن عام 1840. واستمرت هذه المرحلة حتى عام 1882، وأطلق البعض عليها اسم “الاستيطان الروتشيلدي” نسبة إلى المليونير اليهودي البريطاني ليونيل دي روتشيلد، الذي تولى إنشاء المستوطنات في هذه الفترة، حتى وصل عددها إلى 39 مستوطنة يسكنها 12 ألف يهودي.
ورغم عدم ترحيب الدولة العثمانية بالاستيطان اليهودي في فلسطين، إلا أن نظام حيازة الأراضي في فلسطين في العهد العثماني ساعد على توسيعه، حيث استغلت المنظمات اليهودية العالمية كل الظروف لتكثيف الاستيطان وترحيل يهود العالم إلى فلسطين.
المطلب الثالث: وعد بلفور
وبعد صدور وعد بلفور سنة 1917، الذي يقضي بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، ودخول فلسطين تحت الانتداب البريطاني، نشطت المؤسسات الصهيونية، ولعبت حكومة الانتداب دورا كبيرا في تمكين اليهود من السيطرة على مساحات كبيرة من الأراضي الفلسطينية.
وتعتبر مرحلة الانتداب البريطاني المرحلة الذهبية للاستيطان، حيث دخلت بريطانيا فلسطين وهي ملتزمة بوعد بلفور، وبذلك أصبح الاستيطان اليهودي يتم تحت رقابة دولة عظمى عملت على مساندته وتدعيمه.
في هذه المرحلة خضع الاستيطان لاعتبارات سياسية واستراتيجية، فأقيمت مستوطنات في مناطق استراتيجية، وكانت على شكل مجتمعات مغلقة “غيتو”.
ومع صدور الكتاب الأبيض سنة 1930، الذي أقر تقسيم الدولتين، وحدد أعداد اليهود المسموح لهم بالهجرة خلال السنوات الأربع اللاحقة، قررت المنظمة الصهيونية الإسراع في عمليات الاستيطان في المناطق التي لم يسكنها اليهود، لتشمل أوسع مساحة جغرافية ممكنة في حالة حصول تقسيم لفلسطين.
وتميزت السياسة الاستيطانية خلال فترة الانتداب بتوزيع المستوطنات الزراعية توزيعا إستراتيجيا على حدود الدول العربية المتاخمة لفلسطين، حيث أقيمت 12 مستوطنة على حدود الأردن، ومثلها على حدود لبنان، وأقيمت ثماني مستوطنات على حدود مصر، وسبعة على حدود سوريا.
وكثفت المنظمة الصهيونية في السنوات السابقة لقيام إسرائيل الاستيطان في السهل الساحلي بين حيفا (شمال غرب القدس) ويافا(غربا)، كما تملكت مساحات كبيرة في القسم الشمالي من فلسطين وخاصة في سهل الحولة، وإلى الجنوب من بحيرة طبريا على طول نهر الأردن وعند مصبه.
وتوسعت أملاك اليهود في منطقة القدس، وفى ضواحي بئر السبع، والنقب الشمالي ومنطقة غزة، ففي الفترة ما بين 1939-1948 أقيمت 79 مستوطنة على مساحة تجاوزت مليونا دونم.
أدرك الفلسطينيون والعرب مخاطر الاستيطان وهجرة اليهود، وسعوا لمواجهة هذا المخطط في وقت مبكر، فقاموا بتأسيس عدد من الأحزاب والجماعات، لمقاومة الهجرة اليهودية، و تأسست في بيروت جمعية تحت مسمى “الشبيبة النابلسية” والتي شكلت بدورها جمعية “الفاروق” التي اتخذت من القدس مقر لها، وهدفت إلى الكشف عن الخطر الصهيوني بالمنطقة ومجابهته.
لكن اليقظة الفلسطينية والعربية لم تمنع تزايد الهجرة، لأن موقف الحركة الوطنية في حينه، كان يراهن على إمكانية تغير موقف الحكومة البريطانية الداعم للمشروع الصهيوني من جهة، كما أن الأحزاب السياسية الفلسطينية كانت تعيش صراعا على القيادة أضعف دورها في مواجهة مخطط التهويد.([44])
ختاما:
لهذا كله يتبين لنا انه لبس لليهود أي وجود في فلسطين من الفترة القديمة الى يومنا هذا لولا الاستعمار البريطاني والمساعدة الاوروبية. ﺇﻥ ﺍﻟﻭﻋﺩ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺍﻟﻤﻔﺘﺭﻯ ﺒﺘﻤﻠﻴﻙ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻤﻘﺩﺴﺔ ﻟﻠﻴﻬﻭﺩ ﺘﻨﺎﻗﻀﻪ ﻭﻋﻭﺩ ﺃﺨﺭﻯ ﻤﻥ نوع اخر من توراتهم ﺃﻋﻁﻴﺕ ﻹﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﻭﻨﺴﻠﻪ ﻤﻥ ﺒﻌﺩﻩ ﺫﻜﺭﺘﻬﺎ ﺘﻭﺭﺍﺘﻬﻡ ﺍﻟﻤﻘﺩﺴﺔ ، ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﻴﻬﻭﺩﻴﺔ ﺘﺘﺠﺎﻫل ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﻋﻭﺩ ﻷﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺕ ﻓﻲ مصلحتها ﺇﻨﻬﺎ ﻭﻋﻭﺩ ﺒﻔﻨﺎﺀ ﺍﻟﺩﻭﻟﺔ ﻻ ﺒﺒﻨﺎﺌﻬﺎ على الارض ﺍﻟﻤﻘﺩﺴﺔ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ ﻭﺘﻨﺫﺭﻫﻡ ﺒﺎﻟﺨﺭﺍﺏ ﻭﺍﻟﻬﻼﻙ ﺍﻟﻭﻋﻴﺩ؛([45])
ولا شك أن هذه النصوص التوراتية من وعد الله المطلق لبني إسرائيل بحقهم في أرض فلسطين وما حولها يتناقض مع ما جاء في القرآن الكريم وما نؤمن به نحن المسلمون، فالله سبحانه وتعالى ذكر أن هذه الأرض أعطيت لبني إسرائيل لفترة محدودة عندما كانوا يمثلون أمة التوحيد، قال تعالى على لسان نبيه موسى – عليه السلام – مخاطبا بني إسرائيل:” يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ” (المائدة، الآية 21)، غير أن بني إسرائيل فقدوا هذه المزية والمتمثلة بحملهم لرسالة التوحيد من بين الأمم، وذلك بعدما استحقوا لعنة الله بنقضهم للعهود وعصيانهم لله تعالى وقتلهم لأنبيائهم، فكيف يستقيم أن تظل هذه الأرض موعودة لهم من قبل الله تعالى وقد حل عليهم غضب الله تعالى ولعنته.
يقول تعالى في محكم تنزيله:” قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ” (سورة المائدة، الآية 60)
لكن القرآن الكريم أوضح مسألة إمامة سيدنا إبراهيم – عليه السلام – وذريته في شكل لا لبس فيه حيث قال سبحانه في القرآن الكريم: ” وَإِذِ ابْتَلَىٰ إبراهيم رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ” (سورة البقرة، الآية 124).
فالآية إذ تشير لإبراهيم – عليه السلام – بأنه سيكون من ذريته من هو ظالم كما ذكر ابن كثير في تفسيره، إلا أنها أوضحت بأن عهد الله لا ينالُ الظلمين من عباده، وأي ظلم أعظم من ظلم بني إسرائيل!
ثم إننا حتى لو افترضنا جدلاً بصحة هذا الوعد من الله تعالى لنسل إبراهيم – عليه السلام- بحقهم في أرض فلسطين، فإنه من حقنا أن نتساءل هنا من هم نسل إبراهيم عليه السلام، أليس من الظلم والتزوير قصرهم على بني إسرائيل فقط، أليس العرب العدنانيون أحفاد إسماعيل بن إبراهيم – عليه السلام- هم أيضا معنيون بهذا “الوعد”، والذين إليهم تنتمي قبيلة قريش العربية، التي ينتسب إليها رسولنا محمد – صلى الله عليه وسلم- قائد المسلمين، و كذلك عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد – رضوان الله تعالى عليهم أجمعين – الذين فتحوا أرض فلسطين.
ثم إن كل ما أسلفنها حول “الوعد” المزعوم الذي ذكر في التوراة المحرفة بحق بني إسرائيل في أرض فلسطين، وأمر الله تعالى المثبت في كتابه العزيز لبني إسرائيل على لسان سيدنا موسى – عليه السلام – بأن يدخلوا الأرض المقدسة، كله يدور حول بني إسرائيل من أحفاد إبراهيم وإسحق، أولئك القوم الذين خرجوا مع موسى – عليه السلام- من مصر باتجاه فلسطين، لا عن اليهود الحاليين أصحاب المشروع الصهيوني الذين لا يرتبط نسبهم في غالبيتهم العظمى ببني إسرائيل ولا بإبراهيم -عليه السلام – من قريب ولا من بعيد، إذ إن اليهود اليوم ليسوا هم أنفسهم أبناء القومية الإسرائيلية وإنما حملة الدين اليهودي؛ وهناك فرق شاسع بين الأمرين، ذلك ما يشير إليه الباحثون التاريخييون حتى اليهود منهم أمثال آرثر كوستلر وغيره. فيهود الخزر “الأشكناز” مثلاً و الذين يشكلون 80% من يهود العالم في عصرنا الحالي ويتحكمون بالمشروع الصهيوني، تعود أصولهم لشعوب استوطنت حوض بحر قزوين واعتنقت اليهودية في القرن الثامن الميلادي عندما اعتنق ملكهم “خاقان الخزر” اليهودية بعد رؤيا رآها، وهذا ما يذكره كاتبهم يهودا هاليفي الخزري. وكذلك الحال بالنسبة لليهود القادمين من أفريقيا والصين والهند وغيرهم.
وبالتالي فإنه ليس من حق اليهود اليوم إطلاقاً الادعاء بحقهم في أرض فلسطين وما حولها استنادا إلى وعد مزعوم في التوراة من الله تعالى لنبيه إبراهيم – عليه السلام -، ذلك أنهم ليسوا مرتبطين بإبراهيم – عليه السلام – لا من حيث النسب ولا من حيث العقيدة، بل إننا نحن المسلمون أحق بإبراهيم وإسحق ويعقوب وموسى – عليهم السلام – منهم، فنحن ورثة عقيدتهم التي جاءنا بها محمد – صلى الله عليه وسلم -، وديننا يأمرنا بأن نؤمن بهم أجمعين.[46]
[1][1]- شلبي,احمد, مقارنة الأديان – اليهودية- ، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، ط8 1988م، ص41-42،
[2] -ول. وإيريل ديورانت: قصة الحضارة (8) -حياة اليونان- ، ترجمة: محمد بدران، لجنة التأليف والترجمة والنشر، الطبعة الثالثة 1973م، الجزء الثاني من المجلد الأول ص324
[3]– د.فيليب حتى: تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين، ترجمة د.جورج حداد وعبد الكريم رافق، بيروت 1958م، الجزء الأول، الفصل السادس
[4] – بيان نويهض الحوت: فلسطين القضية الشعب الحضارة ، دار الاستقلال للدراسات والنشر، ص21-22.
2-انظر جورجي كنعان: وثيقة الصهيونية في العهد القديم، دار اقرأ، بيروت، ط3 1985م، ص17
[6]– انظر كتابه: اليهودية والصهيونية في نظر شعوب العالم- رؤية إعلامية- ترجمة وتقديم د. محمد علي حوات، دار الأفاق العربية- القاهرة- الطبعة الأولى 1421ه – 2001 م، ص10.
[7]– المصدر السابق ص 11.
-Kegan Paul -New yorK-1927- p5 -[8]Arabia Before Muhammad
[9]– انظر كتابه: إسرائيل ذلك الدولار الزائف، تعريب الديراوي أبو حجلة، دار الملايين، بيروت، ط1 1965م، ص443.
[10]– حسين جميل: بطلان الأسس التي أقيم عليها وجود إسرائيل في الأرض العربية وسلامة الموقف العربي من القضية الفلسطينية ، منشورات وزارة الثقافة والإعلام -الأردن- ص76.
[11]– كامل جميل العسلي: مكانة القدس في تاريخ العرب والمسلمين، شركة المطابع النموذجية، عمان، 1988م، ص16.
-[12] محمد خلاء إدريس: أورشليم ” القدس” في الفكر الديني الإسرائيلي ، مركز الإعلام العربي- القاهرة- الطبعة الأولى 2001م، ص7.
[13]_ مصطفى مراد الدباغ: بلادنا فلسطين، – القسم الأول- بيروت- 1972م، 1/2-5، مكانة القدس في تاريخ العرب والمسلمين – مصدر السابق ص16.
[14]– المصدر السابق ص17.
[15] إسحق، جاد ونائل سلمان,تحديات و طمس الهوية. المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم, ، ( 2004)
13 – وليم. ف. أولبرايت: آثار فلسطين، ترجمة د. زكي إسكندري ومحمد عبد القادر، مراجعة د. سعاد ماهر، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية- القاهرة- 1391ه-1971م، ص115-176،
[17]– أحمد سوسة: مفصل العرب واليهود في التاريخ، دار الحرية للطباعة، بغداد، ط5 1981م، ص225.
[18]– ول. وإيريل ديورانت: قصة الحضارة (8) -حياة اليونان- ، ترجمة: محمد بدران، لجنة التأليف والترجمة والنشر، الطبعة الثالثة 1973م، الجزء الثاني من المجلد الأول ص324، مقارنة الأديان – مصدر سابق- ص46-48.
[19]-لمعرفة أسباب إطلاق لقب العبرانيين على نبي الله إبراهيم وجماعته الذين قدموا إلى فلسطين: انظر: سفر يشوع 2:24، د. إسرائيل والفنستون: تاريخ اللغات السامية، دار القلم- بيروت- الطبعة الأولى 1980م، ص78،
[20]-لمعرفة تاريخ الكنعانيين والفلسطينيين والعبرانيين انظر المصادر التالية:-
أحمد سوسة – مصدر سابق- ، د. أحمد شلبي- مصدر سابق-، بيان نويهض الحوت – مصدر سابق- ،
[21]-سفر التكوين 3:15
[22]– سفر التكوين15:21-12.
[23]– سفر التكوين8:17
[24]– سفر التكوين 34 :12
[25]-سفر- التكوين 1:24
[26]-سفر-لتكوين 1:26
[27]-سفر التكوين 1:28
[28]-سفر التكوين 1:27
[29]– سفر الخروج 4:6
[30]– انظر مقدمة كتاب مفصل العرب واليهود في التاريخ- مصدر سابق-.
[31]– انظر كتابه: العصور القديمة، ترجمة داود قربان، دار عز الدين- بيروت- ص222.
[32]– جورجي كنعان- مصدر سابق- ص112، ، الدكتور عبد الله الحلاق – القدس النشأة والمكانة- صحيفة العهد،عدد كانون الثاني – الجمعة- 05/01/200م.
[33]– انظر المصدر السابق ص116.
[34]– رجاء جار ودي: الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية: دار الغد العربي- القاهرة- الطبعة الأولى 1996م ص154.
[35]-المصدر السابق ص 156.
[36]– انظر سفر يشوع 1:12
[37]– انظر مثلاً: سفر الخروج 17:3، سفر القضاة 5:13 .
[38] – انظر وثيقة الصهيونية- مصدر سابق- ص118.
[39] محمد النميلات: الحقائق الأثرية تدحض الادعاءات التوراتية ،مجلة الرأي، السنة الرابعة، العدد 28، ديسمبر 1999م، ص42-43، وانظر فراس السوّاح: الحدث التوراتي والشرق الأدنى القديم ، مجلة النشرة، السنة الرابعة عشر، العددان الحادي عشر والثاني عشر، ديسمبر 1999م، ص24-27.
[40] صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية يوم 29 أكتوبر 1999م.
[41] ابن حجر العسقلاني, 1910,الجزء3, ص586
[42] دائرة الإحصاء المركزية الفلسطينية أجندة عام 1998،ص12
[43] علي الدين هلال ،المجتمع الإسرائيلي(التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية)مركز الدراسات السياسية و الإستراتيجية بالأهرام،ص12
[44] عدة مصادر يحسن الرجوع خاصة إلى كاب محمد عزة دروزة: حول الحرآة العربية الحديثة، الجزء الثاني، صيدا- بيروت، المكتبة العصرية للطباعة والنشر، 1990,ص 184-207
المراجع الالكترونية:
منتديات المطاريد … لقراءة المزيد إضغط على
http://www.almatareed.org/vb/showthread.php?t=40306#ixzz4O5l5FbkV Follow us: @Almatareed on Twitter
[45] : ﺒﻴﺎﻥ ﻨﻭﻴﻬﺽ ، ﺍﻟﺤﻭﺕ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ، ﺍﻟﺸﻌﺏ ، ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺩﺍﺭ ﺍﻻﺴﺘﻘﻼل بيروت.ص 12-13
[46] محمد وليد, هل لليهود حق في فلسطين والقدس؟2013 ,04 July.