
(إضغط هنا لتحميل كل كتاب المؤتمر).
الملخص
المداخلة عبارة عن نتائج بحث ميداني تم في جامعة الجزائر على عينة تتكون من220 متخرجة من الجامعة أغلبهن من دفعة 2013 و من مختلف التخصصات الأدبية والاجتماعية و العلمية و التقنية. و قد تم استجوابهن لمعرفة مدى إقبالهن على شبكة الانترنيت و المواقع التي يقبلن عليها أكثر من غيرها، علما أن مواقع التواصل الاجتماعي قد جلبت العديد من الأفراد مهما كان إنتمائهم و مكانتهم، و بالتالي حاولنا معرفة إذا كانت المتخرجة الجامعية تقبل على هذه المواقع، و في حالة ما إذا صرحت بإقبالها سنحاول معرفة مع من تتواصل هل بالمقربين أو بالأجانب من مختلف الجنسيات . و بما أن المبحوثات هن متخرجات جامعيات سنحاول معرفة أيضا مدى إقبالهن على الانترنيت في الدراسة و البحث العلمي ومدى تراجع إستعمالهن للكتب العلمية أمام ما يقدمه هذا الإعلام الجديد من معلومات غزيرة و سريعة في وقت وجيز و دون جهد . كما لا يفوتنا أن نتطرق لموقف المبحوثات من المصادر التي تشجع بها الغير في الحصول على المعارف العلمية الدقيقة بغض النظر عن المصادر التي تستعملها شخصيا .
Résumé :
Dans cette communication on tient à présenter les résultats d’une enquête qui a été réalisée à l’Université d’Alger en 2013, pour répondre à une problématique concernant l’utilisation des universitaires (femmes) les sites d’internet. Pour atteindre cet objectif on a circulé un questionnaire sur un échantillon de 220 filles universitaires, qui viennent d’obtenir leur premier diplôme universitaire. Les résultats de cette étude nous permettent de démontrer les objectifs principaux de l’utilisation des enquêtées l’internet sur les sphères relationnelles et communicationnelles et sur les sphères scientifiques.
تمهيد:
انتشار ظاهرة استعمال الانترنت في مختلف الأوساط الإجتماعية و لدى جميع الفئات العمرية، جلبت العديد من الباحثين في مختلف التخصصات إلى جانب المهتمين بدراسة التكنولوجيا الرقمية وعلاقاتها بمختلف الظروف المحيطة بها، و تأثيرها و تأثرها بمختلف المتغيرات مهما كان طابعها اجتماعيا أو اقتصاديا أو إعلاميا …. ، هذه الثورة الإعلامية والتكنولوجية دفعتنا إلى البحث عن مجالات استخدام الفتيات الجامعيات للخدمات التي تقدمها شبكة الانترنت. علما أن تعدد وظائف هذه الشبكة من إعلامية بمختلف أنواعها و تعليمية بمختلف مستوياتها و تخصصاتها و عالمية انتشارها واستهلاكها، كل هذه المميزات و غيرها جلبت أعدادا مهمة من المهتمين و المتلقين لخدماتها. و إذا كانت اهتمامات الأفراد تتباين بتباين خصائصهم و حاجاتهم وظروفهم سنحاول دراسة اهتمامات الفتيات الحاصلات على شهادة جامعية مهما كان تخصصهن أدبيا أو اجتماعيا أو علميا بمجالات استخدام شبكة الانترنت على مستوى التواصل و على مستوى التثقيف و على مستوى البحث العلمي .
قبل التطرق للدراسة الميدانية التي تعتبر أساس هذا البحث، سنحاول التطرق للإسهامات النظرية المتعلقة بشبكة الانترنيت للتقرب أكثر من تعريفها الأكثر تداولا بين الباحثين في هذا المجال ، مكوناتها و أهم مجالات استخدامها .
1- تعريف الإنترنت:
لقد تعددت التعاريف التي خصت الانترنت بتعدد اهتمامات و تخصصات الباحثين المهتمين بها، فقد اعتبرت أكبر مزود للمعلومات في الوقت الحاضر، بل إنها أم الشبكات أو شبكة الشبكات، لأنها تظم عددا كبيرا من شبكات المعلومات المحسوبة المحلية( LAN) أو الواسعة (WAN) الموزعة على مستويات محلية و إقليمية و عالمية، في مختلف بقاع و مناطق المعمورة.
و تسمح شبكة الانترنت هذه لأي حاسوب مزود بمعدات مناسبة سهلة الاستخدام بالاتصال مع أي حاسوب في أي مكان من العالم و تبادل المعلومات المتوفرة معه أو المشاركة فيها ، مهما كان حجم معلوماته التي يمتلكها أو موقعه أو برامجياته أو طريقة ارتباطه([1]). فأهم خدمة تقدمها هذه الشبكة هي التزويد بالمعلومات مهما كان نوعها او مصدرها متجاوزين الزمان و لمكان في نشرها أو تلقيها أو المشاركة فيها.
و من خلال استعراض التعريفات و المفاهيم التي يقدمها العاملون و المهتمون بدراسة الانترنت يلاحظ إنفاق بينهم على طبيعة هذه الشبكة المعلوماتية و مفهومها. فهي برأيهم وسيلة اتصال حديثة تتألف من مجموعة من الحواسب المرتبطة في شبكة أو شبكات كثيرة توفر مجموعة من الخدمات للمشتركين فيها، و تسمح لهم بالتنقل بطريقة حرة بين المواقع المسموح بهاو يتم نقل الملفات (سواء أكانت على شكل بيانات أم معلومات أم أخبار أم صور أم صوت أم تسجيل فيديو أم برامج إذاعية وتلفزيونية و حاسوبية) بين حاسوب و أخر دون الاعتماد على حاسوب مركزي للتوزيع لأنه لا يوجد هناك هيئة مركزية تتحكم بمحتويات هذه الوسيلة الاتصالية([2]) . و منه إلى جانب تعدد مواقع الحصول على المعلومات مهما كان طابعها كتابي أو سمعي أو سمعي و بصري فهي تفتح المجال للمشاركة في الإثراء أو في التقييم أو في النشر، و بالتالي فدور المتلقي للإنترنت هو متعدد إذ هو مرسلا حينا ومرسلا إليه حينا أخر ، فهو منتجا و مستهلكا للمعرفة في نفس الوقت .
2- مكونات شبكات الانترنت:
إن الانترنت كأشهر وسيلة معلوماتية تفاعلية ، عبارة عن شبكة تواصل ضخمة تضم بداخلها مجموعة كبيرة من الشبكات المعلوماتية العمومية و الخاصة و المتصلة ببعضها البعض، و هي التي تتكون أساسا من ([3])
– المعدات: أجهزة مقدمة للخدمات و أخرى مستخدمة لها و خطوط اتصال عبر الهواتف ، الكابلات أو الألياف البصرية أو الأقمار الصناعية.
– البرمجيات التواصلية: الويب (www) ، البريد الالكتروني…
– و الطاقم البشري: مديرو الشبكة ، منتجو الخدمات و مستخدموها.
تقدم حاليا هذه الشبكة خدماتها عن طريق العديد من التطبيقات و التقنيات الالكترونية ، أهمها : خدمة الويب (www) ، البريد الالكتروني (e-mail) ، مجموعة الأخبار (Newsgroup)أو المؤتمرات ، التخاطب و الدردشة (Internet Relay Chat) و بروتوكول نقل الملفات(FTP)… و ذلك من خلال محركات بحث (مواقع إنترنيت مزودة بقاعدة بيانات)، أهمها:
Google, Yahoo, Altavista, Zapper, Webtop, Ayna, Arabista, Nasseej …)[4](
و بالتالي فجمهور الانترنيت هو واسع بقدر توسع و تشعب كل موقع من حيث شكل الخدمات التي يقدمها صورة كانت أو شريط سمعي أو سمعي و بصري أو نص مكتوب، أو من حيث المحتوى المقدم مهما كان نوعه علميا أو ثقافيا أو اجتماعيا أو سياسيا أو ….الخ ، هذا إلى جانب دور المستخدم في عملية التواصل، فأوجه استخدام الانترنت تتعدد بتعدد اهتمامات المستخدمين إلى جانب تعدد العروض التي تقدمها هذه التكنولوجيا .
أما عن انتشار استعمال شبكة الانترنت فقد لاقت إقبالا واسعا، إذ قدر عام 2005 عدد المواقع على الشبكة العالمية بأزيد من 70 مليون موقع و حوالي 900 مليون مستخدم (قرابة نصفهم ينتمون إلى مجموعة الدول الثمانية الأكثر تصنيعا 8G ، علما أن هذه الأعداد في تزايد مستمر . و قد أدى ارتفاع عدد مستخدمي الانترنت و ازدياد المعدل القياسي لنقل المعلومات (ليفوق 01 “جيغابيت” في الثانية) و خاصة عن طريق الخطوط الرقمية السريعة (الخط المشترك الرقمي القياسي: Asymetric Digital Subscriber Line) إلى انخفاض تكلفة الاتصال بالإنترنت في معظم مناطق العالم بل و مجانيته في بعض المناطق. كما فتح المجال أمام الاشتراك في باقات التلفزيون و الفيديو و الهاتف…([5])
3- استخدامات شبكة الانترنت:
لقد تعددت استخدامات الانترنت غير أنه يمكن عرض أهمها في النقاط التالية التي تطرق إليها الباحثين في دراستهم لاستخدامات هذه الشبكة:
– تعد شبكة الإنترنت أكبر مزود للمعلومات في الوقت الحاضر لأنها تضم عددا كبيرا من شبكات المعلومات المحسوبة الموزعة على مستويات محلية و إقليمية وعالمية في مختلف بقاع و مناطق المعمورة. حيث يمكن لأي حاسوب مزود بمعدات مناسبة سهلة الاستخدام بالإتصال مع أي حاسوب في أي مكان من العالم، و تبادل المعلومات المتوفرة معه أو المشاركة فيها، مهما كان حجم معلوماته أو موقعه أو برامجه أو طريقة ارتباطه.([6])
– هناك عدد من المجالات التي يمكن استثمار الشبكة العالمية “انترنت” كمصدر للمعلومات في المكتبات و مراكز المعلومات بمختلف أنواعها و المستفيدين من خدماتها و المتخصصين الذين يعملون في مجالاتها، فشبكة انترنت يمكن أن تقدم خدمات مرجعية و إجابات على استفسارات المستفيدين بواسطة البريد الالكتروني ، و أن تقدم خدمات قوائم و مناقشات متخصصة والتفتيش في قواعد بيانات و كشافات و الحصول على نصوص كاملة لمقالات و كتب ، و إرسال الوثائق و غيرها من الخدمات([7]).
– كذلك فإنها تزودهم بخدمات الدخول في حوارات مع أشخاص آخرين حول العالم و ممارسة الألعاب الالكترونية و الوصول إلى مكتبة إلكترونية من الكتب و المجلات و الصحف و الصور و غيرها من المواد و الخدمات ([8]).
– يعتبر الحاسب الآلي وسيلة مهمة لتفعيل ممارسة الاتصال العالمي و خاصة شبكة الانترنيت والإمكانات الهائلة التي تتيحها المعلوماتية بعد المزاوجة بينها و بين وسائل الإعلام السمعية البصرية والاتصالات السلكية و اللاسلكية عن بعد ([9]).
مما تقدم يمكننا أن نستخلص أن إستخدامات الانترنت تتعدد بتعدد مجالات الاستعمال: فهو وسيلة للتواصل و التعارف بغض النظر عن الحدود الجغرافية و القومية، و هو مركز للتزويد بالمعرفة مهما كان مستواها و ميدانها و مهما كان زمانها و مكانها و مهما كانت الفئة الموجه لها، إلى جانب إعتباره بوابة لمختلف المكتبات الالكترونية بحيث يمكن التوصل إلى مختلف المنشورات العلمية مهما كان التخصص.
4- الدراسة الميدانية:
التوسع في مجالات استعمال الانترنت جلب جمهور واسع جدا من المستخدمين من مختلف الفئات ، و قد ركز هذا البحث على فتيات خريجات الجامعات للتعرف على مدى إقبالهن على شبكة الانترنيت والمواقع التي يقبلن عليها أكثر من غيرها،و مدى استخدامها لمواقع التواصل الاجتماعي،إلى جانب التعرف على مدى إقبالهن على الانترنيت في الدراسة و البحث العلمي، لما يقدمه هذا الإعلام الجديد من معلومات غزيرة و سريعة مهما كان تخصصها و مصدرها في وقت وجيز و دون جهد.
لقد قمنا في الدراسة الميدانية باستجواب 220 متخرجة من الجامعة أغلبهن من دفعة 2013 و هي فترة إنجاز البحث الميداني بجامعة الجزائر و من مختلف التخصصات الأدبية والاجتماعية و العلمية و التقنية. و قد تمثلت طريقة المعاينة بالطريقة العرضية، بحيث إستجوبنا كل من صادفناها في الجامعة في فترة إنجاز البحث و تجاوبت معنا إيجابيا ومتخرجة حديثا، كما اعتمدنا في بعض الأحيان على وسطاء مقربين من المبحوثات قدموا العون لنا لاستجوابهن .
بعد تفريغنا لمعطيات الاستمارات و عرضها في جداول إحصائية قمنا بعرض النتائج على الشكل التالي:
ا- مدى إقبال المبحوثات على إستخدام الانترنت:
إذا كانت البحوث السابقة توضح تزايد أعداد المستخدمين لهذه التكنولوجيا الحديثة للإتصال في كل المناطق و لدى كل الفئات الاجتماعية ، فقد حاولنا معرفة مدى إقبال المبحوثات على إستعمال الانترنيت و إذا كانت الإجابة بنعم فقد حاولنا معرفة إذا كان الاستعمال يوميا أو غير ذلك ، و الجدول التالي يوضح اتجاه إجابات المبحوثات:
جدول رقم1: إستعمال المبحوثات للإنترنت
الاستعمال | يوميا | أسبوعيا | شهريا | لا تستعمله | المجموع |
التكرار | 103 | 59 | 38 | 20 | 220 |
النسبة المئوية | 46.8 | 26.8 | 17.3 | 9.1 | 100 |
يوضح الجدول أن 90% من المبحوثات يستعملن الانترنت و أغلبهن تستعمله بشكل مستمر أي يوميا و ذلك بنسبة 46.8% من المبحوثات مقابل 17.3% للواتي تستعمله بشكل شهري . هذه النتائج الإحصائية توضح النزعة الانتشارية لإساخدام شبكة الانترنت، خصوصا أن الوسائل المستعملة للاشتراك في هذه الشبكة هي عديدة و متنوعة، من جهاز الكمبيوتر و اللوحة الإلكترونية و الهاتف النقال و جهاز التلفزيون و غيرها من الأجهزة التي انتشر استعمالها في معظم المناطق خصوصا الحضرية منها، كما أن توفر الأجهزة الخاصة بالفرد أو بالعائلة أو بمؤسسات إلى جانب توفر مقاهي الانترنت في أغلب الأحياء تعتبر عوامل مساعدة و محفزة للإشتراك في الشبكة .
إذا كانت أغلب المبحوثات يقبلن على إستعمال الانترنت حاولنا معرفة أغراض هذا الاستخدام و قد توصلنا إلى بناء الجدول التالي:
جدول رقم2:
أغراض إستخدام المبحوثات للإنترنت
اغراض الاستخدام | للتواصل | للدراسة و البحث | للتثقيف | للتسلية | المجموع |
التكرار | 154 | 171 | 109 | 72 | 506 |
النسب المئوية | 30.43 | 33.79 | 21.54 | 14.23 | 100 |
يلاحظ أن المجموع يفوق عدد أفراد العينة لاختيار المبحوثات لعدة إجابات مقترحة. و يتبين من الجدول أن غرض الدراسة و البحث هو الذي نال أكبر نسبة من الإجابات، خصوصا إذا علمنا أن المبحوثات هن خريجات من الجامعة حديثا وهناك منهن من أقبلن على التسجيل لمواصلة الدراسة في مستويات أعلى، و بالتالي الانترنيت ساعد على توفير قاعدة بيانات مهمة جدا للبحث في كل التخصصات سواء تعلق الأمر بالبيانات القديمة أو الحديثة. ثم يأتي في المرتبة الثانية غرض التواصل مع الغير هو الدافع لاستعمال هذه الشبكة، علما أن مواقع التواصل عديدة و متنوعة بحيث يمكن أن تكون كتابية أو سمعية أو سمعية و بصرية ، علما أن حدود التواصل تبقى مفتوحة و تتجاوز الزمان و المكان. الأغراض التثقيفية أيضا لعبت دورا مهما في تحفيز المبحوثات على استعمال الانترنت لما تحمله من الإمكانات الهائلة من المعلوماتية . أما عن استعمال الانترنت لأغراض ترفيهية أو للتسلية تبقى في أدنى اهتمامات المبحوثات .
ب- الانترنت و التواصل الاجتماعي:
يضيف بعض الباحثين خصائص تجعل من الانترنت وسيلة إتصالية تروق لمستخدميها و تجعلهم يفضلونها عن غيرها من الوسائل الأخرى و هي:[10]
– مرونة استخدامه و سهولة الدخول إلى أي موقع من المواقع المتنوعة التي يريدها مستخدموه .
– يعمل الاتصال عبر الانترنت على توسيع شبكة علاقات الفرد الاجتماعية مع الآخرين على المستوى المحلي و الإقليمي والدولي.
– يتيح الانترنت للأفراد فرصة تقديم لأنفسهم للآخرين بحرية كبيرة و دون قيود، و هذه الحرية تعطيهم مجالا رحبا لتقديم أنفسهم للآخرين بأكثر من طريقة و ليلعبوا أكثر من دور و ليقوموا بعرض أكثر من جانب من جوانب ذواتهم التي يصعب عليهم عرضها أو تقديمها في حالة الاتصال الو جاهي.
– إن هوية الفرد غير المحددة في الاتصال عبر الانترنت و غموض الموقف الاتصالي في كثير من الأحيان بين الأطراف المتصلة تشجع الفرد على إرسال رسائل اتصالية للآخرين و استقبال رسائل منهم قد يتعذر إرسالها و استقبالها في حالة الاتصال المباشر.
– و أما الخاصية الأخرى للاتصال عبر الإنترنت فهي السماح للأفراد بالقفز فوق الحدود الجغرافية التي تفصل بينهم مما يتيح الفرصة أمام من يشتركون بأفكار متشابهة و مصالح مشتركة و هوايات معينة وخلفيات اقتصادية و سياسية و فنية متشابهة من الالتقاء و التواصل فيما بينهم.
إذا كان الجدول السابق قد بين أن المبحوثات يستعملن الانترنت لغرض التواصل، حاولنا معرفة الأطراف التي يقبلن على التواصل معها بإستمرار إلى درجة توسيع مجال الصداقة، و قد لاحظنا تعدد إجاباتهن في تحديد إنتماء أصدقاء الانترنت و يظهر ذلك في الجدول التالي:
جدول رقم 3:
أصدقاء الانترنت
أصدقاء الانترنت | من الأقارب | من جماعة الرفاق | من البلد | من العرب | من الغرب | المجموع |
التكرار | 104 | 145 | 95 | 32 | 24 | 400 |
النسب المئوية | 26 | 36.25 | 23.75 | 8 | 6 | 100 |
لقد ذكرنا سابق أن الانترنت تزود مستخدميها بخدمات الدخول في حوارات مع أشخاص آخرين حول العالم، إلا أن إجابات المبحوثات تؤكد تحفظهن في بناء صداقات مع أطراف أخرى خارج بلدهن مهما كان انتمائهم القومي. أما عن أصدقاء الانترنت محليا فقد تمثلت أكبر نسبة في جماعة الرفاق و ذلك بنسبة 36.25% مما يعكس تقاسم الإهتمامات المشتركة بين أعضاء جماعة الرفاق بما فيها استخدام الانترنت كوسيلة للتواصل . ثم تأتي نسب اللواتي كسبن صداقات مع الأقارب و مع المنتمين لبلدهن بنسب متقاربة، مما يترجم أن المتخرجة بمستوى جامعي ليس لها حرج في توسيع جماعة الأصدقاء عبر الانترنت مع أبناء بلدها مهما كان إنتماء الأصدقاء، إلا أن توسيع الصداقة خارج الحدود الجغرافية تبقى متحفظة منها بالرغم من توفر مواقع التعارف والتواصل الاجتماعي التي تضمن الحرية و السرية في التواصل.
ج- الانترنت و البحث العلمي:
إن طبيعة عمل الانترنت القائمة على تخزين المعلومات و المعارف تمكن المستهلك من الاستفادة منها في أي وقت يشاء و أي وقت يريد([11]) ، هذا ما جعلها مصدرا مهما من مصادر البيانات الجاهزة يعتمد عليها الطالبة و الباحثين في إعداد أعمالهم العلمية نظرية كانت أو ميدانية و تجريبية.
إذا كان أغلب المبحوثات في الجدول رقم2 قد صرحن بإستعمال الانترنت لغرض الدراسة و البحث إلى جانب التواصل والتثقيف، فقد حاولنا معرفة إذا كان إستعمال الانترنت هو منصب اساسا على الدراسة و البحث و قد توصلنا إلى الجدول التالي:
جدول رقم4: إستعمال الانترنت بصفة عامة للدراسة و البحث
للدراسة و البحث | نعم | لا | دون إجابة | المجموع |
التكرار | 171 | 47 | 2 | 220 |
النسبة المئوية | 77,7% | 21,4% | ,9% | 100,0% |
معظم المبحوثات يستعملن الانترنت بصفة عامة للدراسة و البحث، خاصة إذا علمنا أن المبحوثات قد تخرجن حديثا ببحث علمي أهلهن للحصول على الشهادة الجامعية . و إذا كان 77,7 % من المبحوثات قد انصب اهتمامهن في استعمال الانترنت على الدراسة و البحث، لما يوفره من السرعة و الجهد في الحصول على المصادر و المعطيات التي تسمح بالتقدم في البحث. إلا أن 21.4% من المبحوثات لا يستعملن الانترنت بصفة عامة للدراسة و البحث و ذلك لعدة عوامل قد تكون شخصية كالقناعة بعدم قدرة الانترنت على تعويض ما يقدمه الكتاب العلمي في البحث و الدراسة، أو عملية ناتجة عن صعوبة استغلال هذه الشبكة .
على المستوى العملي تبين أن معظم أفراد العينة يستعملن الانترنت أساسا للدراسة و البحث، غير أن فضولنا دفعنا لطرح سؤال يتعلق بموقفهن من المصادر التي تشجع بها الغير في الحصول على المعارف العلمية بغض النظر عن المصادر التي تستعملها شخصيا. علما أن مهما كانت غزارة المعلومات التي تقدمها هذه الشبكة في مدة وجيزة و دون جهد التنقل، إلا أن المكتبة و الكتاب العلمي لا يزالان يحتفظان بمركزهما في البحث العلمي . و بالتالي تحفيز المبحوثات الغير على استعمال المواقع الالكترونية أو إستعمال الكتب في الممارسة العلمية يظهر في الجدول التالي:
جدول رقم5: المصدر الذي تنصح به المبحوثات الطلبة في الحصول على معارف علمية
المصدر | كتب | مواقع إلكترونية | الاثنين معا | المجموع |
التكرار | 131 | 49 | 40 | 220 |
النسبة المئوية | 59,5% | 22,3% | 18,2% | 100,0% |
بالرغم من أن الجدول السابق قد بين أن معظم المبحوثات يستعملن الانترنت بصفة عامة للدراسة والبحث إلا أن الجدول التالي يوضح أن أكبر نسبة من الإجابات تركز على الكتاب كمصدر مهم تنصح به الطلبة في الحصول على المعرفة العلمية و ذلك لما يقدمه الكتاب العلمي من موضوعية و دقة لأهل الاختصاص ، أما بالنسبة لمواقع الانترنت فبالرغم من توفر نفس الدقة في بعض المنشورات العلمية المحكمة علميا، إلا أن العديد من المواقع التي تفتح المجال للانخراط و الاشتراك في التعليق و النشر في مختلف المواضيع مهما كان التخصص و بالتالي تنشر رسائل و أعمال يصعب التحقق من موضوعيتها كما يصعب التعرف حتى على أصحابها أو التحقق من هويتهم و مركزهم. لهذا سجلنا الاتجاه العام للمبحوثات في تشجيع الغير على الرجوع للكتاب العلمي في الحصول على المعلومات عوض الاقتصار على المواقع الالكترونية.
– نتائج البحث
الدارس للإعلام الجديد الناتج عن تطور تكنولوجيا الاتصال يتوصل إلى أن التغييرات و التأثيرات التي أوجدها الإنترنت في حياة الناس غير مسبوقة، و بخاصة في المجال الثقافي و الاجتماعي، إذ أوجد الإنترنت بحكم تركيبته الفريدة و طريقة عمله المتميزة ثقافة من نوع خاص تختلف عن المفهوم التقليدي للثقافة. إنها ثقافة تتألف من مجموعة غير متجانسة من القيم و الآراء والتصورات و المعلومات ، تعمل على إنتاجها شبكة اتصالات عالمية عملاقة تتألف من ألاف الشبكات من مختلف شبكات الحاسوب في العالم لتقوم بتقديمها لملايين من الأفراد في مختلف بقاع العالم ([12]).
فإلى جانب اعتبرها أكبر مزود للمعلومات في العصر الحالي ينتم إنتاجها و نشرها على مستويات محلية و إقليمية وعالمية و سمح بتبادل المعلومات المتوفرة أو المشاركة في مختلف المواقع و المنتديات عبر مختلف التقنيات الالكترونية كالويب و البريد الالكتروني، و التخاطب و الدردشة من خلال مواقع مزودة بقاعدة بيانات كـ Google, Yahoo, Face book,… وغيرها من المواقع التي تخدم الحاجات والاهتمامات المتباينة لمستخدميه.
هذه الخدمات التي يقدمها هذا الإعلام الجديد جعل من جمهور الانترنت جمهورا واسعا و من كل الفئات الاجتماعية والعمرية واهتماماته متعددة بتعدد العروض التي تقدمها مختلف المواقع، فمنه من يركز على التواصل و منه من يركز على التعلم والتثقيف والترفيه و منه من يركز على المشاركة و التبادل و منه من يركز على التقييم و غيرها من الاهتمامات.
بالنسبة لعينة بحثنا المتمثلة في الفتيات المتخرجات من التعليم الجامعي حديثا فإن الاتجاه العام عامة يتجه إلى ما يلي:
– معظم المبحوثات يستعملن الانترنت و يبحرن في مختلف مواقعه مهما كان الهدف من استعماله، و أغلبهن تستعمله بشكل مستمر أي يومي، علما أن الأجهزة المستعملة عديدة و متنوعة سواء كان استعماله شخصي أو جماعي .
– الأغراض التي دفعت المبحوثات لاستعمال الانترنت عديدة إلا أن غرض الدراسة و البحث هو الذي نال أكبر نسبة من الإجابات، ثم تليه غرض التواصل مع الغير مهما كانت الطريقة سواء بإرسال و استقبال الرسائل أو بمكالمات صوتية أو باستعمال مواقع تسمح بنقل الصورة و الصوت. كما أن المواقع التثقيفية قد نالت اهتمام المبحوثات، بحيث صرحت نسبة معتبرة منهن باستعمال هذه المواقع، باعتبار الانترنت هي من أحدث الخزانات للمعلومات توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة .
– المبحوثات أعطين الأهمية لمواقع التواصل الاجتماعي الذي يفتح المجال للتعارف و التواصل بحرية مع الغير مهما كان موقعهم أو مرجعيتهم، إلا أن نتائج البحث قد بين أن التواصل مع الأجانب عرب كانوا أو عجم، يبقى نسبي لتفضيل المبحوثات التواصل مع أبناء و بنات وطنهم، لكن الإقبال كان على جماعة الرفاق أولا ثم على الأقارب تليه مختلف الأفراد من بلدهن مهما كان انتمائهم الاجتماعي و مهما كانت اهتماماتهم.
– إذا كانت الانترنت خزان ضخم للمعلومات، فإن معظم المبحوثات يستعملنه في الدراسة و البحث العلمي، لما له من قدرة على تحميل و إيصال المراجع و الانجازات العلمية، مهما كان تخصصها و وهما كان زمانها و مكانها، قد يتعذر الوصول إليها بالبحث في المكتبات العامة و الجامعية. و بالرغم من أن معظم المبحوثات يستعملن المواقع الالكترونية في البحث و الدراسة إلا أن أغلبهن ينصحن الطلبة بالرجوع للكتاب العلمي في الحصول على المعرفة العلمية عوض اللجوء المباشر لمواقع الانترنت، و ذلك لما للكتاب من مصداقية موضوعية و علمية .
مما تقدم فقد تبين من البحث الميداني أن استعمالات الانترنت يبقى مرتبط باهتمامات الفرد، فإذا كانت المبحوثات متخرجات من الجامعة حديثا فإن البحث العلمي و الدراسة يبقى من الأغراض المهمة التي دفعتهم لاستعمال شبكة الانترنت . كما أن سهولة التواصل الذي حققته و تعدد المواقع هو الأخر قد سهل من عملية الاتصال مع جماعة الرفاق أولا ثم مع الأقارب فالوسط الاجتماعي المفتوح في بلدهم. و إذا كانت المبحوثات من الجماعات المشجعة للمواقع الثقافية فإن معظمهن لا يستعملن المواقع الخاصة بالتسلية التي يقبل عليها الشباب و المراهقين عامة . كما بينت نتائج البحث وعي المبحوثات و تمسكهن بالكتاب و تحفيز الطلبة على استخدامه رغم السهولة و الغزارة التي تحققها مواقع الانترنت في البحث.
قائمة المراجع
– د.حلمي خضر ساري، ثقافة الأنترنت: دراسة في التواصل الإجتماعي، دار مجد لاوي للنشر و التوزيع، الأردن، 2005.
– عامر إبراهيم قنديل و آخرون، مصادر المعلومات من عصر المخطوطات إلى عصر الانترنت، دار الفكر للطباعة و النشر والتوزيع، الأردن، 2000.
– عبد المالك الدناني، الوظيفة الإعلامية لشبكة الانترنت، نقلا عن : د.حلمي خضر ساري، ثقافة الإنترنت: دراسة في التواصل الاجتماعي، دار مجد لاوي للنشر و التوزيع، الأردن، 2005.
– فضيل دليو، تكنولوجيا الاعلام و الاتصال الجديدة،: بعض تطبيقاتها التقنية، دار هومه، الجزائر، 2014.
[1] د.عامر إبراهيم قنديل و آخرون، مصادر المعلومات من عصر المخطوطات إلى عصر الانترنت، دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع، الأردن، 2000، ص325.
[2] عبد المالك الدناني، الوظيفة الإعلامية لشبكة الانترنت، نقلا عن : د.حلمي خضر ساري، ثقافة الإنترنت: دراسة في التواصل الاجتماعي، دار مجد لاوي للنشر و التوزيع، الأردن، 2005، ص19.
[3] فضيل دليو، تكنولوجيا الاعلام و الاتصال الجديدة،: بعض تطبيقاتها التقنية، دار هومه، الجزائر، 2014، ص235.
[4] نفس المرجع، ص239.
[5] نفس المرجع، ص239.
[6] د.عامر إبراهيم قنديل و أخرون، مصادر المعلومات من عصر المخطوطات إلى عصر الانترنت، دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع، الاردن، 2000، ص323.
[7] .تفس المرجع، ص333.
[8] .نفس المرجع ، ص325.
[9] تكنولوجيا الاعلام و الاتصال الجديدة،: بعض تطبيقاتها التقنية، مرجع سبق ذكره، 2014،، ص235.
[10] د.حلمي خضر ساري، ثقافة الأنترنت: دراسة في التواصل الإجتماعي، دار مجد لاوي للنشر و التوزيع، الاردن، 2005، ص29-30.
[11] د.حلمي خضر ساري، ثقافة الأنترنت: دراسة في التواصل الإجتماعي، دار مجد لاوي للنشر و التوزيع، الاردن، 2005، ص27
[12] د.حلمي خضر ساري، ثقافة الأنترنت: دراسة في التواصل الإجتماعي، دار مجد لاوي للنشر و التوزيع، الاردن، 2005، ص17-18