
مقال للدكتور زقعار فتحي والأستاذ قادري إبراهيم من جامعة الجزائر 2، نشر بالعددين 17 و18 من مجلة جيل العلوم الإنسانية والاجتماعية الخاصين بصعوبات التعلم ص 185، مارس 2016.
لتحميل كل العدد أو للاطلاع على الأشكال والصور يرجى الضغط على غلاف المجلة:

تهدف الدراسة الحالية إلى معرفة درجة البناء النفسي لأطفال الديسلكسيا المتمدرسين في السنة الخامسة ابتدائي،كما تهدف كذلك إلى معرفة الفروق في درجة البناء النفسي لهذه الفئة والتي تعزى إلى كل من (الجنس، المستوى التعليمي للوالدين)، وقد تم تطبيق مقياس البناء النفسي على عينة قوامها 32 تلميذ وتلميذة يعانون من الديسلكسيا، تم اختيارهم بطريقة تتوافق والمعايير التشخيصية للديسكلسيا، وانطلاقا من طبيعة الدراسة تم الاعتماد فيها على المنهج الوصفي التحليلي، وبعد المعالجة الإحصائية تم التوصل إلى النتائج التالية:
- درجة البناء النفسي لدى أفراد عينة الدراسة أدنى من المتوسط الفرضي.
- لا توجد فروق في درجة البناء النفسي لدى أفراد عينة الدراسة تعزى لمتغير الجنس (ذكر، أنثى).
- توجد فروق في درجة البناء النفسي لدى أفراد عينة الدراسة تعزى لمتغير المستوى التعليمي للوالدين (مستوى ضعيف، مستوى عالي).
الكلمات المفتاحية: البناء النفسي، أطفال الديسلكسيا.
مقدمة:
تعتبر صعوبات التعلم من أحدث ميادين التربية الخاصة وأسرعها تطورا،حيث كان اهتمام التربية الخاصة سابقا منصبا على أشكال الإعاقات الأخرى كالإعاقة العقلية والسمعية والبصرية والحركية، ولكن بسبب ظهور مجموعة من الأطفال لا تبدوا عليهم أعراض جسمية غير عادية، بل هم عاديون من حيث القدرة العقلية ولا يعانون من أي إعاقات سمعية أو بصرية أو جسمية وصحية، ومع ذلك فإنهم غير قادرين على تعلم المهارات الأساسية ويعانون من مشكلات تعلمية، وبما أن هذه الفئة في البداية لم تقدم لها أي خدمات تربوية وعلاجية في بادئ الأمر فقد طالب أهل هؤلاء الأطفال مساعدة المختصين من اجل حل مشكلات أبنائهم .
ترى اللجنة الاستشارية الوطنية للأطفال المعوقين في الولايات المتحدة الأمريكية أن الأطفال ذو صعوبات التعلم هم أولئك الذين يعانون من اضطرابات في واحد أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية المتضمنة في فهم أو استخدام اللغة المنطوقة، أو المكتوبة، وهذا الاضطراب قد يتضح في ضعف القدرة على الاستماع،أو التفكير أو التكلم أو القراءة أو التهجئة أو الحساب[1].
الإشكالية:
تشكل الديسلكسيا (العسر القرائي) أحد المحاور الأساسية الهامة لصعوبات التعلم الأكاديمية إذا لم تكن المحور الأساسي والأهم فيها.
كما تمثل الديسلكسيا مشكلة خطيرة على المستوى العالمي والمحلي،ليس فقط فيما يتعلق بالفرد فحسب،ولكن تمتد أثارها إلى المجتمع الذي يعيش فيه هؤلاء الأطفال، فقد زاد عدد الأطفال الذين يعانون من الديسلكسيا لدرجة استدعت انتباه الخبراء والباحثين من أجل حل هذه المشكلة، وقد أكد ذلك ليند جرين وزملاؤه بقولهم “أن الديسلكسيا اضطراب له تأثير خطير على النحو الأكاديمي، والاجتماعي والانفعالي لعدد كبير من الأطفال”[2].
من خلال ما سبق يتضح أن هذه الفئة من الأطفال قد تتعرض لاحباطات ولتوتر وقلق قد يؤثر على توازنهم العاطفي، والاجتماعي، وعلى بنائهم النفسي أثناء حياتهم سواء على الصعيد الأسري أو المدرسي أو الاجتماعي، هذا ما دفعنا لإجراء الدراسة الحالية لمحاولة معرفة درجة البناء النفسي لهذه الفئة، وكذا الفروق في البناء النفسي والتي تعزى لكل من الجنس والمستوى التعليمي للوالدين، وعليه تتمحور مشكلة الدراسة في التساؤلات التالية :
- ما درجة البناء النفسي لأفراد عينة الدراسة ؟
- هل توجد فروق في درجة البناء النفسي لأفراد عينة الدراسة تعزى لمتغير الجنس (ذكر،أنثى)؟
- هل توجد فروق في درجة البناء النفسي لأفراد عينة الدراسة تعزى لمتغير المستوى التعليمي للوالدين (عالي ، ضعيف)؟
الفرضيات:
– درجة البناء النفسي لدى أفراد عينة الدراسة أدنى من المتوسط الفرضي.
– توجد فروق في درجة البناء النفسي لدى أفراد عينة الدراسة تعزى لمتغير الجنس (ذكر،أنثى).
– توجد فروق في درجة البناء النفسي لدى أفراد عينة الدراسة تعزى لمتغير المستوى التعليمي للوالدين (مستوى ضعيف، مستوى عالي).
أهداف الدراسة:
تسعى الدراسة الحالية إلى تحقيق الأهداف التالية:
- معرفة درجة البناء النفسي لدى أطفال الديسلكسيا المتمدرسون في السنة الخامسة ابتدائي.
- معرفة الفروق في درجة البناء النفسي لدى أطفال الديسلكسيا المتمدرسون في السنة الخامسة ابتدائي والتي تعزى إلى كل من (الجنس، المستوى التعليمي للوالدين).
أهمية الدراسة:
- تكمن أهمية الدراسة الحالية في أهمية متغيراتها حيث يعتبر موضوع الديسلكسيا من المواضيع التي لاقت الاهتمام الكبير من قبل الباحثين والمختصين، وهذا نظرا لتفاقم المشكلة ولوجود عدد كبير من الأطفال-يترواح بين (15 و20%) حسب الدراسات-من ذوي الذكاء العادي لا يعانون من أي خلل عضوي لا كنهم يدخلون ضمن هذه الفئة.
- تفيد الدراسة العاملين في المجال التربوي من أجل وضع إستراتيجية علاجية، وبرامج إرشادية لتحسين وضع أطفال الديسلكسيا ومساعدتهم على التوافق والتلاؤم مع أنفسهم ومع البيئة التي يعيشون فيها .
تحديد مفاهيم الدراسة:
-البناء النفسي:
التعريف العام: هو “الجزء المكمل للشخصية وهو جزء معنوي، وأن هذا الجزء هو انعكاس للجانب الجسمي، ولا يمكن ملاحظة الجانب النفسي في الشخصية إلا إذا ترجم إلى سلوك أو نشاط، ومن مكوناته الذكاء والقدرات العقلية الخاصة، والدوافع النفسية، وأساليب التوافق، ومستوى الصحة النفسية[3].
التعريف الاجرائي: هو “الدرجة التي يتحصل عليها التلميذ الذي يعاني من الديسلكسيا والمتمدرس في السنة خامسة ابتدائي على مقياس البناء النفسي المعد لذلك.
الديسلكسيا:
التعريف العام: تعرف الديسلكسيا على أنها “واحدة من اضطرابات التعلم، وتعني عدم القدرة على الاستيعاب القرائي بما يتناسب والدرس، أو عدم القدرة على القراءة جزئيا أو كليا “[4]
التعريف الإجرائي: هي “حصول التلميذ على تقدير لا يقل عن (41 درجة) في مقياس تشخيص صعوبات التعلم، وعلى نسبة ذكاء (90 درجة) فأكثر في اختبار رسم الرجل، كما يظهر التلميذ انخفاض أدائي في القراءة الجهرية على اختبار القراءة الجهرية وذلك بارتكاب أكثر من 40 خطأ في مقياس القراءة الجهرية”.
إجراءات الدراسة الميدانية:
منهج الدراسة:
بالنظر إلى طبيعة الموضوع وأهداف الدراسة والتي تتمثل في الكشف عن درجة البناء النفسي لأطفال الديسلكسيا المتمدرسون في السنة الخامسة ابتدائي،وكذا معرفة الفروق في درجة البناء النفسي لهذه الفئة والتي تعزى إلى كل من الجنس والمستوى التعليمي للوالدين، فقد اعتمدنا في دراستنا على المنهج الوصفي التحليلي.
عينة الدراسة:
تمثلت عينة الدراسة في 32 تلميذاً وتلميذة يعانون من الديسلكسيا يدرسون بالصف الخامس ابتدائي،وقد تم اختيارها بطريقة قصدية وهذا بعد تطبيق مقاييس الكشف عن التلاميذ الذين يعانون من الديسلكسيا، والجدول التالي يبين خصائص عينة الدراسة :
جدول رقم (1) : يوضح نسبة كل من الذكور والإناث في عينة الدراسة
الجنس | المجموع | |
ذكور | إناث | |
19 | 13 | 32 |
شكل رقم (1) يوضح نسبة كل من الذكور والإناث في عينة الدراسة
أدوات الدراسة:
لقد تم الاعتماد في الدراسة الحالية على مجموعة من المقاييس وهذا بعد التحقق من خصائصها السيكومترية على البيئة الجزائرية وهي :
مقياس البناء النفسي:
من إعداد عاطف عثمان الأغا وختام إسماعيل السحار، ويحتوي المقياس على 34 بنداً موزعة على أربعة أبعاد وهي (الجسمي،النفسي،المعرفي،الاجتماعي) وقد تمت صياغة البنود في هذا المقياس بعبارات بسيطة وواضحة بعيدة عن التعقيد لتلائم أعمار المفحوصين ومستوى قدراتهم المعرفية.
تتم إجابة المفحوصين على فقرات المقياس، باستخدام سلم ليكارت الخماسي،حيث تعطى الدرجات (1،2،3،4،5) للبدائل (دائما، كثيرا، أحيانا، قليلا،نادرا)، هذا وقد تم وضع البيانات الخاصة بالمفحوص، مع بعض التعليمات التي تتعلق بكيفية الإجابة، والجدول التالي يوضح أبعاد مقياس البناء النفسي وعدد البنود في كل بعد :
جدول رقم (02): يوضح أبعاد مقياس البناء النفسي وعدد البنود في كل بعد
أبعاد مقياس البناء النفسي | عدد البنود في كل بعد |
البعد الجسمي | 09 |
البعد النفسي | 10 |
البعد المعرفي | 07 |
البعد الاجتماعي | 08 |
الدرجة الكلية للمقياس | 34 |
مقياس التقدير التشخيصي لصعوبة القراءة:
صاحب المقياس هو فتحي مصطفى الزيات (2007)، مدير برنامج صعوبات التعلم،جامعة الخليج العربية، وقد تم تطبيق هذا المقياس على عينة من التلاميذ في مصر والكويت والبحرين، وكان ذلك عام (2007)، ويستخدم هذا المقياس للكشف والتشخيص المبكر عن ذوي عسر القراءة (الديسلكسيا)، وهذا المقياس ثابت وصادق من نوع المحكي المرجع.
يتكون المقياس التقديري من (20بنداً) تصف أشكال السلوك المرتبطة بالصعوبة موضوع التقدير، وعلى القائم بالتقدير قراءة كل بند واختيار البديل الذي يصف على أفضل نحو ممكن مدى انطباق السلوك الذي يصفه البند على التلميذ، وموضوع التقدير مابين دائما، وغالبا، وأحيانا ونادرا، ولا ينطبق[5].
اختبار رسم الرجل:
بما أن أطفال الديسلكسيا هم أطفال لا يعانون من أي خلل أو تخلف عقلي لهذا ارتأينا قياس حاصل ذكاء التلاميذ حتى نعزل من عينة البحث المتخلفين عقليا، حيث أن المتخلف ذهنيا هو “ذلك الفرد الذي بمستوى وظيفي عقلي دون المستوى”.[6]
يتم في اختبار رسم الرجل تقديم ورقة بيضاء وقلم رصاص مع ممحاة للتلميذ ونطب منه رسم رجل، والمدة المحددة لا تتعدى 10 دقائق، ثم نحسب معدل ذكاء التلميذ عن طريق إعطاء نقطة لكل جزء نلاحظه في الرسم (حيث يحتوي الاختبار على 51 جزء)، وعندما نحصل على النقاط ننظر إلى الجدول الخاص بالعمر العقلي ونحول عمره الزمني إلى أشهر ثم نقسم العمر العقلي على العمر الزمني ونضربه في مئة فنتحصل على درجة ذكاء التلميذ.[7]
اختبار القراءة الجهرية:
هو عبارة عن اختبار تم بناؤه وتطبيقه من قبل “شرفوح البشير”من أجل تحديد الأطفال الذين يعانون من الديسلكسيا، وفي هذا الاختبار يتم تقديم نص للتلميذ يقوم بقراءته قراءة جهرية، ويتم تسجيل قراءة كل تلميذ على مسجل يتم تفريغها فيما بعد، ويهدف هذا الاختبار إلى التعرف على الأطفال الذين يعانون من الديسلكسيا، ومعرفة الأخطاء التي يقعون فيها أثناء عملية القراءة الجهرية التي تعبر عن ضعف مستواهم مثل: الحذف، والإبدال والإضافة والتكرار، ويأخذ بعين الاعتبار في هذا الاختبار تكرارات الأخطاء بالنسبة لكل عيب من العيوب السابقة[8].
الأساليب الإحصائية المستخدمة في الدراسة:
تم استخدام مجموعة من الأساليب الإحصائية في هذه الدراسة مستعينين في ذلك ببرنامج الحزم الإحصائية للعلوم الاجتماعية (spss) وذلك بتطبيق الأساليب التالية:
أولا: فيما يخص الخصائص السيكومترية لأدوات القياس.
- معامل الارتباط بيرسون في التطبيق وإعادة التطبيق وصدق الاتساق الداخلي.
- معادة ألفا كرونباخ.
ثانيا: فيما يخص الفرضيات.
- تم استخدام المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية بالإضافة إلى اختبار الدلالة الإحصائية(TTest)
– عرض وتفسير نتائج الفرضية الأولى ومناقشتها:
نصت الفرضية الأولى على:درجة البناء النفسي لدى أفراد عينة الدراسة أدنى من المتوسط الفرضي وبعد المعالجة الإحصائية تحصلنا على النتيجة المبينة في الجدول التالي:
الجدول رقم (03): المتوسطات الحسابية لأفراد عينة الدراسة على أبعاد مقياس البناء النفسي
أبعاد مقياس البناء النفسي | حجم العينة | المتوسط الحسابي | المتوسط الافتراضي | درجة الحرية | قيمة “ت” | مستوى الدلالة |
البعد الجسمي | 32 | 33.69 | 27 | 31 | 07.88 | 0.000 |
البعد النفسي | 32 | 21.43 | 30 | 31 | 14.94- | 0.000 |
البعد المعرفي | 32 | 20.06 | 21 | 31 | 0.21- | غير دال |
البعد الاجتماعي | 32 | 24.12 | 24 | 31 | 0.48 | غير دال |
الدرجة الكلية للمقياس | 32 | 99.30 | 102 | 31 | 13.23- | 0.000 |
شكل رقم (02): المتوسطات الحسابية لأفراد عينة الدراسة على أبعاد مقياس البناء النفسي
من خلال الجدول رقم(03) والشكل رقم (02) أعلاه وبالنظر إلى المتوسطات الحسابية لأفراد عينة الدراسة على مقياس البناء النفسي، نلاحظ أن البعد الجسمي جاء في الترتيب الأول بمتوسط حسابي بلغ (33.69)، يليه في المرتبة الثانية البعد الاجتماعي بمتوسط قدره (24.12)، أما المرتبة الثالثة فقد كانت لصالح البعد النفسي بمتوسط حسابي قدره (21.43)، وفي الأخير البعد المعرفي بمتوسط حسابي يقدر بـ (20.06)، في حين كان متوسط درجة أفراد عينة الدراسة على المقياس ككل يقدر بـ (99.30)، لكن من خلال مقارنة المتوسطات الحسابية لأفراد عينة الدراسة على أبعاد مقياس البناء النفسي بالمتوسطات الفرضية المقابلة لها نجد أن الفروق بين المتوسطات الحسابية والمتوسطات الفرضية للبعد المعرفي،والاجتماعي، جاءت غير دالة إحصائيا، في حين كانت الفروق بين المتوسطات الحسابية والمتوسطات الفرضية لكل من البعد (الجسمي والنفسي) والمقياس ككل دالة إحصائيا لصالح المتوسطات الفرضية، ومنه نستطيع القول بأنه تم قبول فرضية الدراسة القائلة بــ:”درجة البناء النفسي لدى أفراد عينة الدراسة أدنى من المتوسط الفرضي”ونسبة التأكد من النتيجة المتوصل إليها هي 99% مع احتمال الوقوع في الخطأ بنسبة 1%.
يمكن تفسير النتائج التالية إلى أن المشاكل التي يتعرض لها أطفال الديسلكسيا من احباطات وقلق قد انعكست على حالتهم النفسية، والجسدية، وعلى بنائهم النفسي بشكل عام، مما يحتم ضرورة الاعتناء بهذه الفئة من خلال توفير الجو الملائم، والمناخ النفسي القائم على التقبل، والحب، كما يجب بناء برامج إرشادية وعلاجية من اجل مساعدة هذه الفئة من الأطفال لتحقيق التوافق مع أنفسهم ومع البيئة المحيطة بهم.
– عرض وتفسير نتائج الفرضية الثانية ومناقشتها:
نصت الفرضية الثانية على: “توجد فروق في درجة البناء النفسي لدى أفراد عينة الدراسة تعزى لمتغير الجنس (ذكر، أنثى)”، وبعد المعالجة الإحصائية تحصلنا على النتيجة المبيّنة في الجدول التالي:
الجدول رقم (04): الفروق بين الجنسين في درجة البناء النفسي
العينة | عينة الذكور ن= 21 | عينة الإناث ن= 13 | قيمة “ت” | مستوى الدلالة | القرار | ||
أبعاد مقياس البناء النفسي | المتوسط | الانحراف | المتوسط | الانحراف | |||
البعد الجسمي | 34.51 | 2.468 | 32.87 | 3.962 | 0.2 | 0.836 | غ د |
البعد النفسي | 21.35 | 4.572 | 21.51 | 5.26 | 1.07 | 0.504 | غ د |
البعد المعرفي | 20.09 | 4.193 | 20.03 | 4.194 | 1.06- | 0.285 | غ د |
البعد الاجتماعي | 21.66 | 4.586 | 26.58 | 4.234 | 4.46- | 0.005 | دال |
الدرجةالكلية للمقياس | 97.61 | 6.53 | 100.99 | 5.08 | 0.67 | 0.504 | غ د |
نلاحظ من خلال الجدول أعلاه رقم (04) أن قيمة “ت” جاءت كلها غير دالة وهي على التوالي البعد الجسمي(0.2)، البعد النفسي(1.07)، البعد المعرفي(0.285)، وقدر جاءت قيمة “ت” للمقياس ككل(0.67)، وهذا باستثناء البعد الاجتماعي والذي بلغت فيه قيمة “ت” (4.46 -) وهي قيمة دالة إحصائيا عند مستوى الدلالة (0.01 = )، وتجدر الإشارة إلى أن الفروق في البعد الاجتماعي كانت لصالح الإناث، ومنه نستطيع القول بأنه تم رفض فرضية البحث القائلة بـ:” توجد فروق في درجة البناء النفسي لدى أفراد عينة الدراسة تعزى لمتغير الجنس (ذكر، أنثى)” ونسبة التأكد من النتيجة المتحصل عليها 99% مع احتمال الوقع في الخطأ بنسبة 1%.
يمكن تفسير سبب عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في البناء النفسي لدى أفراد عينة الدراسة تعزى لمتغير الجنس إلى التشابه بين العينتين (ذكور، إناث) من حيث أنهم في نفس السنة الدراسية، كما أنهم يتعرضون لنفس الضغوطات المدرسية، والاجتماعية، وإلى نفس الاحباطات، أما فيما يخص تفوق الإناث على الذكور في البعد الاجتماعي، فقد يعزى سبب ذلك إلى الخصائص والسمات الاجتماعية للإناث،كما قد يعزى ذلك إلى المحتوى الثقافي والتربوي، وإلى أساليب المعلمين في التعامل مع كلا الجنسين، هذا ويؤكد سيلفرمان 1986 إلى أن الإناث يكتبن ويتحدثن بطلاقة في أعمار اصغر من الذكور.
– عرض وتفسير نتائج الفرضية الثالثة ومناقشتها:
نصت الفرضية الثالثة على: “توجد فروق في درجة البناء النفسي لدى أفراد عينة الدراسة تعزى لمتغير المستوى التعليمي للوالدين (مستوى ضعيف، مستوى عالي) “، وبعد المعالجة الإحصائية تحصلنا على النتيجة المبيّنة في الجدول التالي:
الجدول رقم (05): الفروق في درجة البناء النفسي بناءا على المستوى التعليمي للوالدين
العينة | مستوى ضعيف ن= 16 | مستوى عالي ن= 13 | قيمة “ت” | مستوى الدلالة | القرار | ||
أبعاد مقياس البناء النفسي | المتوسط | الانحراف | المتوسط | الانحراف | |||
البعد الجسمي | 33.20 | 5.26 | 34.18 | 5.987 | 0.21 | 0.931 | غ د |
البعد النفسي | 18.87 | 4.321 | 23.99 | 3.659 | 4.71 | 0.008 | دال |
البعد المعرفي | 18.01 | 3.856 | 22.11 | 4.15 | 2.85- | 0.005 | دال |
البعد الاجتماعي | 20.38 | 5.32 | 27.86 | 4.258 | 4.63 | 0.006 | دال |
الدرجة الكلية للمقياس | 90.46 | 4.41 | 108.14 | 5.254 | 2.79 | 0.004 | دال |
نلاحظ من خلال الجدول أعلاه رقم(05) أن قيمة “ت” بلغت على التوالي: البعد النفسي (4.71)، البعد المعرفي(2.85-)، البعد الاجتماعي (4.63)، قيمة “ت” للمقياس ككل بلغت (2.79)، وهي قيم كلها دالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.01 = )، باستثناء البعد الجسمي الذي كانت فيه الفروق غير دالة إحصائية بين المستوى (الضعيف، العالي) حيث بلغت “ت” (0.21)، ومنه نستطيع القول بأنه تم قبول فرضية الدراسة القائلة بـ: ” توجد فروق في درجة البناء النفسي لدى أفراد عينة الدراسة تعزى لمتغير المستوى التعليمي للوالدين (مستوى ضعيف، مستوى عالي) “، ونسبة التأكد من النتيجة المتحصل عليها 99% مع احتمال الوقع في الخطأ بنسبة 1%.
تعتبر الأسرة المحضن الأساسي الذي يبدأ فيه تشكل الفرد، وتكون اتجاهاته وسلوكه بشكل عام، فالأسرة تعد أهم مؤسسة اجتماعية تؤثر في شخصية الكائن الإنساني،ففي البيئة الأسرية يشكل الطفل اتجاهاته وسلوكه وعقائده، وهذا ما قد يفسر الفروق الموجودة بين أطفال الديسلكسيا في درجة البناء النفسي تبعا للمستوى التعليمي للوالدين.
خلاصة:
من خلال هذه الدراسة والتي هدفت إلى معرفة درجة البناء النفسي لأطفال الديسلكسيا المتمدرسون في السنة الخامسة ابتدائي،وكذا معرفة الفروق في درجة البناء النفسي لهذه الفئة والتي تعزى إلى كل من الجنس والمستوى التعليمي للوالدين،وبتطبيق مقياس البناء النفسي،توصلنا إلى أن درجة البناء النفسي لهذه الفئة أدنى من المتوسط الفرضي،وهذا نظرا لما تعانيه هذه الفئة من احباطات وسوء اهتمام في الوسط المدرسي الجزائري، كما توصنا في دراستنا إلى عدم وجود فروق بين الجنسين في درجة البناء النفسي، ووجود فروق دالة إحصائيا بين أفراد عينة تعزى إلى المستوى التعليمي للوالدين، وهذا ما قد يفسر أهمية الأسرة وكذا أهمية المستوى التعليمي للوالدين في التعامل مع هذه الفئة من الأطفال من خلال التقبل والرعاية ومحاولة إيجاد حلول للمشاكل التي يعاني منها أبنائهم.
قائمة المراجع:
1- جمال محمد الخطيب، منى صبحي الحديدي، (2009)، “المدخل إلى التربية الخاصة”، ط1، دار الفكر، عمان الأردن.
2- أحمد عبد الكريم حمزة، (2008)،”سيكولوجية عسر القراءة (الديسلكسيا)”، ط1، دار الثقافة، عمان.
3- فرج طه، (1979)،” الشخصية (مبادئ علم النفس)”، مكتبة الخانجي ، القاهرة.
4- فيصل عباس، (1996)،” الاختبارات النفسية، تقنياتها وإجراءاتها”، دار الفكر العربي، بيروت، لبنان.
5- عياد مسعودة، (2007)،”اكتساب مفهوم الزمان والمكان وعلاقته بظهور عسر القراءة لدى الطفل في المرحلة الابتدائية”، أطروحة دكتوراه (غير منشورة)، جامعة الإخوة منتوري قسنطينة، الجزائر.
6- مرباح أحمد تقي الدين، (2015)،”عسر القراءة وعلاقته بالتوافق النفسي لدى عينة من تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي بمدينة الأغواط”، رسالة ماجستير (غير منشورة)، جامعة مولود معمري، تيزي وزو، الجزائر.
7- شرفوح البشير، (2006)،”انعكاس عسر القراءة على السلوك العدواني لدى المعسرين، أطروحة دكتوراه (غير منشورة)”، جامعة الجزائر.
[1]جمال محمد الخطيب، منى صبحي الحديدي، “المدخل إلى التربية الخاصة”، ط1، دار الفكر، عمان الأردن، 2009، ص79.
[2] أحمد عبد الكريم حمزة،”سيكولوجية عسر القراءة (الديسلكسيا)”، ط1، دار الثقافة، عمان، 2008، ص 12-13.
[3] فرج طه،”الشخصية (مبادئ علم النفس)”، مكتبة الخانجي ، القاهرة، 1979، ص38.
[4] عياد مسعودة،”اكتساب مفهوم الزمان و المكان و علاقته بظهور عسر القراءة لدى الطفل في المرحلة الابتدائية”، أطروحة دكتوراه (غير منشورة)، قسم علم النفس و علوم التربية و الأرطفونيا، جامعة الإخوة منتوري قسنطينة،2007،ص 52.
[5] مرباح أحمد تقي الدين،”عسر القراءة وعلاقته بالتوافق النفسي لدى عينة من تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي بمدينة الأغواط”، رسالة ماجستير (غيرمنشورة)، جامعة مولود معمري، تيزي وزو، 2015، ص 102.
[6] فيصل عباس،” الاختبارت النفسية ، تقنياتها و إجراءاتها”، دار الفكر العربي، بيروت، لبنان، 1996، ص158.
[7] عياد مسعودة، مرجع سبق ذكره ،ص 109.
[8] شرفوح البشير،”انعكاس عسر القراءة على السلوك العدواني لدى المعسرين، أطروحة دكتوراه (غير منشورة)”، جامعة الجزائر، 2006، 253ص.