
مقال نشر بالعدد الثاني من مجلة جيل العلوم الإ نسانية والاجتماعية، ص 91 من إعداد الأستاذ عوادي عبد القادر عزام طالب دراسات عليا الجامعة الإفريقية، أدرار، الجزائر
للإطلاع على العدد كاملا اضغط على الغلاف:
الملخص:
تعد الهجرة الجزائرية الى تونس خلال الحقبة الاستعمارية من اهم الهجرات التي شهدتها الجزائر، ولقد كانت فئة السوافة ـ سكان واد سوف ـ من اهم الجاليات المتواجدة هناك، وبلغت في عدة احصائيات المراتب الأولى لعدد المهاجرين الجزائريين المتواجدين في تونس، ولقد لعب هؤلاء المهاجرين ادوار ومهام عدة في الحياة التونسية خاصة منها في المجال الثقافي، وعند اندلاع الثورة التحريرية في غرة نوفمبر 1954م كان هؤلاء من الطلائع الاولى لدعم الثورة الجزائرية من تونس، وكونوا قاعدتها الخلفية هناك من خلال تأسيس الخلايا المدعمة للثورة، وتجنيد المجاهدين وغيرها من الانشطة النضالية التي قاموا بها من اجل استقلال بلادهم.
المقدمة :
لم يكن المهاجرون السوافة[1] في تونس العاصمة عمال ويبحثون على لقمة العيش وفقط، بل كانت لهم إسهامات وأدوار مهمة في الحياة الثقافية والسياسية، فقد كان العديد من الطلبة يمارسون الكتابة في الصحف التونسية، ولهم أدوار ثقافية وسياسية متعددة، وعند قيام الثورة الجزائرية غرة نوفمبر 1954م كان كل المهاجرين الجزائريين منخرطين في صفوف جبهة التحرير كلٌ بما يستطيع أن يقدم أو يساعد، ولم يشذ المهاجرون السوافة على هاته المساهمة، ومارسوا واجبهم الوطني كل من مكانه فبرز الصحافي والاديب والمجاهد والقائد السياسي، فما هي الادوار التي قامت بها هاته الفئة في تونس؟، وما هو دورهم في الحياة الفكرية التونسية؟، وكيف كانت مساهماتهم في الحركة النضالية الثورية عند اندلاعها؟.
1 ـ الإسهامات الفكرية للمهاجرين السوافة:
1ـ أ- في الميدان الصحفي:
لقد كانت الجرائد التونسية واسعة الانتشار بالجزائر، كما لاقت الصحافة التونسية اهتمام العديد من المهاجرين الجزائريين بصفة عامة، وكان لهاته الحركة الصحفية التونسية دور في إتاحة الفرصة للمهاجرين في مواكبة التطورات التي تشهدها الساحة الفكرية[2]. وقد شارك العديد من المهاجرين السوافة، خاصة الطلبة الزيتونيين منهم في الكتابة الصحفية في العديد من الجرائد والمجلات التونسية. وسوف نذكر بعضهم كنماذج، ومنهم:
– محمد العيد آل خليفة[3]: كان محمد العيد آل خليفة شاعرا كبيرا ومعروفا، وكاتبا في العديد من الجرائد التونسية نذكر منها: جريدة العصر الجديد التي نشر بها قصائد في سنة 1920، وجريدة الزمان نشر بها سنة 1937، والأسبوع في سنة 1953، والندوة في سنة 1955م[4].
– حمزة بوكوشة[5]: لقد ساهم حمزة بوكوشة بالعديد من المقالات، والأشعار، التي نشرها في صفحات جريدة “الوزير”، حيث نشر فيها قصيدة رثاء عند وفاة شيخه إبراهيم بن عامر عام 1932، كما رثى والده المتوفي عام 1933، وقد بقي يكتب في هذه الجريدة إلى غاية سنة 1935م، وقد اتفق على أن الرجل كان صحافيا بامتياز[6].
-بوصبيع عبد المالك: كتب في جريدة “الصباح”، وكانت كتاباته أدبية تتحدث عن الثورة الجزائرية، وقصص المجاهدين[7].
– أبو القاسم سعد الله[8]: كتب في جريدة “الأسبوع”، وجريدة “الفكر”، وكانت كتاباته أدبية، في الشعر والقصة، ومساندة للثورة التحريرية[9].
– الأمين العمودي: كتب في جريدة “العصر الجديد”[10].
– الجديدي محمد: كتب في جريدة “الصباح”[11].
– زريبيط عبد الحفيظ: الذي كتب مقالا بجريدة “لسان الشعب”، تحت عنوان “وادي سوف والبدع” في سنة 1930[12].
وهكذا كانت المشاركة السوفية في الصحافة التونسية بارزة، أما عن دورهم في الصحافة الجزائرية، فقد شارك الطلبة السوافة في تأسيس الجرائد، والكتابة في المجلات والصحف المتعددة، فنجد أن حمزة بوكوشة قد قام بإنشاء جريدة ” المغرب العربي” وذلك في سنة 1937م، التي صدر منها أربعة أعداد فقط، ليتم إيقافها من طرف الاستعمار الفرنسي، وأصدر جريدة الليالي رفقة زميله علي بن سعد[13] القماري[14].
1- ب ـ في الميدان التعليمي:
لقد كان الطلبة السوافة الزيتونيين محل احترام وتقدير من طرف باقي أفراد الجالية السوفية بتونس؛ لكونهم طلبة علم وحفظة كتاب الله عز وجل[15]، وكان لهؤلاء الطلبة دور في نشر العلم والثقافة في أوساط الجالية السوفية، من خلال الدروس التي يقومون بها[16]، ونجد على سبيل المثال أن الطاهر بن عيشة[17] خلال تواجده بجامع الزيتونة كان في بعض الأوقات يزور الأطفال الموجودين بمنطقة الجبل الأحمر[18]، ويقدم لهم دروسا في اللغة العربية والتاريخ والحساب، وذلك مساعدة منه لأبناء منطقته[19]. كما لا ننسى الدور الكبير الذي لعبه الطلبة السوافة المتخرجين من جامع الزيتونة، والذين رجعوا إلى وادي سوف، ومجهودهم المبذول لخدمة العلم، وفتح المدارس هناك وهذا ما ادى الى تطور في الحالة الفكرية والحالة الدينية حيث كانت منطقة وادي سوف من ابرز المناطق التي تبنت الفكرة الاصلاحية التي دعت اليها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
2 – إسهامات السوافة في العمل النضالي:
منذ اندلاع الثورة التحريرية في أول نوفمبر 1954م، التي كانت حدثا مهما، ولكنه غير مفاجئ بالنسبة لأغلب أفراد الجالية الجزائرية عامة بتونس، وذلك لكون الجالية كانت تعيش في خضم الثورة التونسية التي اندلعت في سنة 1952م، والتي شارك فيها السوافة بالسلاح والرجال، ونذكر منهم: الطالب العربي قمودي، وحم الأخضر، والجيلالي بن عمر، وغيرهم[20].
ومنذ البدايات الأولى للثورة الجزائرية، بدأ التفكير من طرف القادة المفجرين للثورة في تكوين قاعدة خلفية للثورة، وبدأ التفكير جديا في من يمثل الثورة في هذه القاعدة الهامة، ويتصل بالساسة التونسيين، والجالية الجزائرية وإعلامها بضرورة المشاركة المادية، وإعلام المنظمات الجماهيرية بتونس بأهداف الثورة، وإقناعهم بضرورة المساعدة المادية والمعنوية[21].
2- أ- السوافة وقيادتهم للقاعدة الخلفية للثورة الجزائرية بتونس:
وقع اختيار القيادة على “السعيد عبد الحي[22]“، والذي توفرت لديه الشروط المطلوبة ليقود القاعدة الخلفية، ومنذ وصوله إلى تونس أخذ يتصل برفاقه الطلبة الذين تتوفر فيهم صفات المناضل المخلص، فنجح في ذلك والتف حوله جمع من شباب وادي سوف، وساعدوه في تكوين قاعدة للعمل الثوري[23]. وهكذا تحولت التجمعات السكانية للجالية ومنازلهم مراكز وقواعد خلفية للثوار والمجاهدين، وأصبحت هناك جسور إمداد حقيقية لتموين الثورة في الداخل بالرجال، والمؤن المختلفة[24].
وقد توطدت أقدام القيادة السياسية لجبهة التحرير التي كان يقودها السعيد عبد الحي، حيث أصبح لهم مركز قيادة بالقرب من تونس العاصمة، وبالتحديد في منوبه، حيث تطوع أبناء الشيخ الهاشمي[25] بجناح من قصرهم لصالح القيادة، فكان من هذا القصر تُدار جميع الشؤون الاجتماعية، والمالية، والأخبار، والإعلام[26].
ونظرا للمشاكل التي أصابت الثورة الجزائرية، خاصة بعد قرارات مؤتمر الصومام 20/08/1956م، الذي فضل السياسي عن العسكري والداخلي عن الخارجي، وهذا ما رفضه القادة بالقاعدة الخلفية بتونس، ووقعت خلافات مما أدى إلى اغتيال القيادات هناك، فاغتيل السعيد عبد الحي، وعلي شكيري، وعباس لغرور، وغيرهم من القادة البارزين[27]، وهذه النقطة مازالت لحد الآن مثار جدل ونقاش بين المؤرخين حول حيثيات الاغتيالات السياسية داخل البيت الواحد لجيش التحرير او جبهة التحرير، ولكن يمكننا القول ان الثورة دائما كانت لا تقبل الــتأجيل في قراراتها وهذا ما أدى الى ظهور اغتيالات كثيرة في الجيش.
ولكن كانت هناك قاعدة شعبية معبأة مع جبهة التحرير الوطني، ولم تُأثر فيها هاته الخلافات السياسية التي أصابت القيادة الثورية، ونجد أن القيادة الأولى لم تكن تريد الصراع ولكنها انجرت وراء الخلافات، وما يذكره محمد بن مبارك غرنوق في مذكراته يؤكد ذلك، حين يذكر في آخر حديث جرى بينه وبين عباس لغرور فيقول: ” … وعندما سمعني أقول لعبد الحي ما رأيكم في العمل مع جماعة محساس؟ ورآني ألح عليه في إعطاء رأيه النهائي والذي من أجله حاولنا الاتصال بهم، وقف عباس لغرور ولحيته السوداء تملأ صدره، والتفت إلي وقال لي: لمّا طلبوا منكم العمل معهم اعملوا، مادام العمل للجزائر، ولصالح الثورة فالجزائر ليست لعباس لغرور، ولا لعبد الحي، بل هي للجزائريين المخلصين، والثورة كالنار تأكل الأخضر واليابس”[28].
وهكذا استمر العمل تحت قيادة جبهة التحرير الوطني ووزعت الخلايا على مختلف المناطق بتونس العاصمة؛ وذلك من أجل جمع التبرعات والاشتراكات، وأيضا من أجل تجنيد الشباب لصالح الثورة[29]، لذلك ظهر تنظيم محكم تمثل في خلايا جبهة التحرير، والنظام المدني الذي جعلته جبهة التحرير من اجل تعبئة الجماهير والجالية، وايضا انشاء تنظيمات كالكشافة الاسلامية، وافرقة رياضية وغيرها كان هدفها اولا ايصال صوت جبهة التحرير الى العالم، وايضا تعبئة الجماهير والشعب الجزائري في تونس من اجل الالتفاف حول ثورته المباركة، وسنتعرف على نماذج من هاته التنظيمات:
2- ب – الخلية رقم اثنان بمنطقة الجبل الأحمر:
نأخذ هذه الخلية كنموذج، باعتبارها بمثابة الخلية الأم التي يتفرع عليها عدة خلايا أخرى[30]، وقد تأسست هذه الخلية في سنة 1957م، وترأسها السيد “بلقاسم نوار” وكان نائبه “محمد الصغير طليبة”، والكاتب العام “كرام محمد علي” ونائبه “بوجلخة عبد الرحمان”، وأمين المال هو، “محمد بن مبارك غرنوق”، ونائبه “خليفة بن الهاشمي”، أما الأعضاء فهم: ناجي برهاني، والقروي بن الصادق، وصوالحي محمد بن عبد القادر، والصادق بن محمد، وحطاب بن قدور[31].
وعند أول اجتماع قام به المسؤول بالقاسم نوار مع افراد الخلية الذين حضروا جميعا، ولم يسجل إلا غياب، محمد مبارك غرنوق، والقروي كزوز، بعذر شرعي، وقام بالقاسم بتذكير أفراد الخلية بالواجب، والعمل في الميدان الوطني، وأكد لهم ضرورة الكفاح المسلح. وقد اظهر كل الأفراد استعدادهم وتفانيهم في كل ميادين، إلا إذا كان خارجا عن حدود الاستطاعة والقدرة، وقد شرح بالقاسم نقاط جدول الأعمال[32]، وكانت كالآتي:
– الاستعداد الكامل للعمل من خلال؛ الدعاية، جمع الأموال، الاطلاع والاستعلام، واستدعاء الجالية للاجتماع يوم 12 نوفمبر 1957م، بمنزل بالقاسم نوار على الساعة السادسة والنصف مساء.
– وقد وقعت المصادقة بالإجماع من طرف أعضاء الخلية، على الاجتماع الدوري الأسبوعي، وذلك كل يوم أحد على الساعة السابعة والنصف مساء، بمنزل ناجي برهاني[33].
وقد كان المكان الذي يجتمع به الأعضاء يسمى بدار النظام؛ وذلك راجع لأن جميع الأمور التنظيمية التي تخص الجالية السوفية بمنطقة الجبل الأحمر تصدر منهم، بالإضافة إلى الإعانات، والمساعدات التي تقدمها دار النظام إلى أفراد الجالية[34]. أما عن سير الاجتماعات الدورية الأسبوعية نستعرض جانبا منها في الآتي، ونأخذ كنموذج اجتماع يوم الأحد 17 نوفمبر 1957م:
افتتح الاجتماع بامتثال الامر للنظام، وذلك من خلال احترام الرئيس، والامتثال لكل القوانين الصادرة منه؛ باعتبارها قوانين صادرة عن الهيئة المركزية لجبهة التحرير الوطني. وقد دار الاجتماع حول النقاط الآتية:
– الامتثال والطاعة للرئيس.
– منع تعاطي الدخان حال سريان الاجتماع.
– محاسبة المرء نفسه وما ارتكب من أعمال، وما يجب عليه في هذا الصدد.
ثم سال الرئيس أفراد الخلية عن آخر التطورات والأخبار المفيدة، وكل ما له علاقة بأخبار العدو، والجالية الجزائرية، وردّ الجميع بعدم العلم بأمور جديدة. وفي الأخير حثّ الرئيس على العمل الايجابي، كما عرض مشكل بيع جريدة المجاهد وتعميمها على كل أفراد الشعب[35].
وتمت المصادقة على نائب الرئيس السيد: محمد الصغير طليبة، وعلى السيد عبد الرحمن بوجلخة نائب الكاتب، وعلى محمد بن مبارك غرنوق أمين المال، ونائبه: خليفة بن الهاشمي، وأختتم الاجتماع على الساعة الثامنة مساء[36].
وهكذا كانت تسير جميع اجتماعات الخلية، وكثيرا ما تطرح للنقاشه القضايا التي تخص أمور الجالية وأحوالهما الداخلية، فنجد مثلا في اجتماع يوم 24 نوفمبر 1957م، طرح الرئيس اقتراح مفاده: البحث عن العائلات الكبيرة التي ليس لها قائم بالنفقات، ليس لقلة عمل أو بطالة، وإنما يكون يصرف دخله في السكر أو القمار، وعياله عرضة للخصاصة والجوع، فيجب النظر إلى أمر هؤلاء[37].
وهكذا نستطيع القول ان الخلية كانت بمثابة الهيكل التنظيمي الذي كان يسير الجالية السوفية في كامل مناطق العاصمة التونسية، وكانت همزة الوصل بين الادارة المركزية لجبهة التحرير والجالية السوفية.
3- المهاجرون السوافة ودورهم في الكشافة الإسلامية بتونس، (فوج جبل الأحمر نموذجا).
3- أ – نبذة عن الفوج وأهم قادته:
لقد كانت البدايات الأولى للكشافة الإسلامية بالجبل الأحمر تعود إلى سنة 1957م[38]، وكان أول فوج يسمى بفوج “عبد الحميد بن باديس”، قام بتأسيسه عقبة التجاني[39]، ورجيل العربي، هذا الأخير الذي كان يمتاز بالرزانة، والهدوء، ولكنه لم يبق مدة طويلة في الفوج[40]، حيث كانت بداية اللقاءات والاجتماعات في المقر الأول بحومة السوافة، ثم انتقلوا إلى المقر الجديد، وهو عبارة عن حجرة مستطيلة الشكل تابعة للسيد “بالقاسم نوار”، ويتراوح طولها سبعة أمتار، ومزينة بصور كثيرة، منها صور لزعماء الثورة المصرية، محمد نجيب، وجمال عبد الناصر، وزعماء الثورة الجزائرية، وأعلام بلدان المغرب العربي[41]، وقد تداول على قيادة فرقة الجبل الأحمر في بداية الأمر كل من، صلاح الدين الشريف، وعلي بن رحومه[42]، وعلي ساعي، وعقبة التجاني، ومصطفى ماني[43]، وقد حظي الفوج بمساندة العديد من المسؤولين والشيوخ، الذين كانوا يترددون على زيارة الفوج باستمرار، وهم قادة دار النظام، ومن بين هؤلاء نجد: بالقاسم نوار الذي كان منزله قبلة للثوار، وقد استقبل الطالب العربي الذي كان كثير التردد على هذا المنزل، وكل هذا كان في سرية تامة، وتحت رقابة المجاهدين وأفراد الكشافة، الذين كانوا يترصدون كل كبيرة وصغيرة أثناء الاجتماعات، ومن بين القادة أيضا نجد رحماني البشير وهو معروف في الأوساط النظامية والعامة، وحتى الأوساط الدينية التونسية، وكذلك نجد الشيخ النقودي، والشيخ بالهادي، وسي الزاوي، وعلي معمر، وابنه محمود[44].
وعند نقل مقر الكشافة إلى حي الكومبطا، وهو مقر لا يبعد كثيرا عن الناديين الأول والثاني، وقد كانت القيادة في هذه المرحلة لـ: محمد علي بن رحومة، والقائد عبد الكريم كشيد، والقائد خصيبة الصادق، والقائد بشير بن سعد، والقائد بشير صويلح[45]. وتضم فرقة الجبل الأحمر، الأشبال، والكشافة، والجوالة، وفوج البنات[46]، وتراوح عددهم ما بين 40 إلى 50 فردا[47]. وهذه بعض الأسماء لصنفي الجوالة والكشافة[48]:
- · أفراد الجوالة:
– جمل بشير بن عمار
– بشير لوس
– درداخ بوبكر
– دخان مصطفى المعروف بطارازان
– تجيني جمل
– تجيني علي.
- · أفراد الكشافة:
– لحيمر سعد – لزهر ولد ماما بده
– خامسة عبد الله – الدام محمد
– التجاني ولد عبد الجبار – منجورة بلقاسم
– كمال التيس – عوادي لخضر
– دكانة البشير واخيه لمنور – عوادي علي بن سعد
– مسعود كواتي – عربية السعيد
3- ب ـ اللقاءات والاجتماعات:
لقد كانت اللقاءات والاجتماعات تتم في المقر أو النادي، مرتين في الأسبوع، وذلك مع الساعة الخامسة مساء إلى حدود السابعة والنصف تحت إشراف القادة، ويُفتتح اللقاء بنشيد قسما وينتهي به، وكانت تتم خلاله الاستماع إلى كلمات أو دروس عن الثورة ومسارها، والاطلاع عن آخر المستجدات في ساحة المعركة، وكان يتم أيضا التدريب على المسرحيات. وكان من أبرز الدروس التي تلقى، هي دروس تاريخ الحركة الكشفية العالمية، وتاريخ الحركة الكشفية الإسلامية الجزائرية، وشرح محتوى العلم الوطني، وحفظ قانون الكشافة.
وكما كان القادة يركزون في اجتماعاتهم على حب الوطن والتضحية من أجله، والدفاع عنه بالغالي والنفيس، ولشحذ هممهم، وإثارة حماسهم، كانوا يتعلمون الأناشيد الوطنية المتنوعة[49].
وكان هناك التكوين العملي أيضا، من خلال النشاطات الأخرى كحفظ “الموروس” و”السيمافور” أي الإشارات عن بعد صوتيا وحركيا، والتعرف بعمق على مدلولها ومعناها، بالإضافة إلى ذلك القيام بالتدرب على بعض الحركات الرياضية، والبهلوانية؛ لحفظ الصحة والاستعداد البدني[50].
3- ج – المخيمات والمشاركات:
لقد تنوعت المخيمات التي قام بها فوج الجبل الأحمر، حيث خيمت فرقة الجبل الأحمر في العديد من المناطق التونسية، نذكر منها: غابة الرواد، سيدي ثابت، برج الصدرية، عين الزرقاء، بئر الباي، غابة الرمال، غابة الصنوبر، مدينة بنزرت، كما شارك الفوج في المخيم العالمي “الجمبوري” بطرابلس، وكان ممثل الفوج عربية السعيد[51].
وأما عن مشاركات الفوج في مختلف النشطات والتظاهرات، فنجد انه تبادل الزيارات مع أفواج كشفية تونسية، كفوج الكشافة لباب الخضراء، وفوج جبل جلود، حيث شاركوا مع بعضهم في إحياء التظاهرات الشعبية والاحتفال بأول نوفمبر[52].
ولما توفي الطبيب المارتيكي “فرانز فانون”، وحُمل جثمانه إلى تونس، استدعي قادة الفوج واتجهوا نجو مقر جبهة التحرير الوطني، حيث كان جثمانه موجود هناك، ووقف أعضاء الفوج حول الصندوق طيلة ساعات، وقد كان القادة الممثلين للفوج وهم: الناصر الرجيل، ومسعود كواتي، و مسلم الصادق، والسعيد عربية[53].
ومن خلال كل هذه النشاطات والأعمال التي تقوم بها الكشافة، يمكن أن نطلق عليها أنها عبارة عن هيئة شبه عسكرية تتبع جبهة التحرير الوطني، حيث أن الكثير من أفراد الكشافة التحقوا بالجبال؛ من أجل الجهاد في سبيل الله، وسبيل الوطن[54]، وقد كان يتم اختيار الأشخاص على حسب حالتهم الاجتماعية، فالذي يكون الوحيد في عائلته والأب غير موجود أو عاطل فإنه لا يقبل في التجنيد[55]، وبعد أن يتم اختيار المجندين، يستشار أولياء أمورهم في التحاق ابنهم بدار النظام؛ من أجل أمر مهم، وهكذا يتم اختيارهم، ويأخذون إلى الجبل بسرية تامة[56]. وهذه بعض الأسماء من الكشافة الذين التحقوا بالجبل، وكانوا جنبا إلى جنب مع إخوانهم المجاهدين، ومنهم من استشهد في المعارك.
1 |
عمر بوحفيان |
جوال |
شهيد |
2 |
مسعود درداخ |
جوال |
شهيد |
3 |
احمد لسود |
جوال |
شهيد |
4 |
بلقاسم الرويسي |
جوال قائد |
شهيد |
5 |
مسعود التومي |
جوال |
شهيد |
6 |
سعيد لحيمر |
كشاف |
مجاهد |
7 |
خليفة كريو |
كشاف |
مجاهد |
8 |
محمد الرويسي |
جوال |
مجاهد |
9 |
سليم البخاري |
جوال |
مجاهد |
10 |
الهادي مخزومي |
جوال |
مجاهد |
11 |
بلقاسم خلف |
جوال |
مجاهد |
قائمة اسمية لعدد من الكشافة لمنطقة الجبل الأحمر الذين شاركوا في الثورة[57]
وهكذا كانت مشاركة الجالية السوفية بتونس في كامل مجالات التطوع الذي كان متوفرا، فنجدهم في المجال الدعائي من خلال الكتابات الصحفية، وفي القيادة السياسية للقاعدة الخلفية للثورة بتونس، وأيضا في العمل الثوري من خلال خلايا جبهة التحرير، ولم يتخلف كل السوافة عن دعم الثورة، ولو بالاشتراكات المالية التي كانت تُدفع لجبهة التحرير كل على قدر استطاعته وتحمله.
الخاتمة:
لم تكن الهجرة السوفية الى تونس مجرد هروب من اوضاع اجتماعية واقتصادية كانت تعيشها بلادهم خلال تلك الفترة المريرة، ولكن من خلال دراسة دور هؤلاء في كامل جوانب الحياة التي عاشوها في تونس نلاحظ مدى تعايشهم وانفعالهم مع المجتمع التونسي، وبروز شخصيات جزائرية سوفيه في عدة مجالات خاصة كما اطلعنا في هاته المقاله في المجال الصحافي والثقافي، من خلال كتابتهم وابداعاتهم الثقافية المميزة، وايضا رغم الظروف التي كانوا يعيشونها في تونس فانهم لم يبخلوا على الثورة المباركة بكل ما يملكون فلقد كونوا الخلايا التي تجمع التبرعات وتنظم المجتمع هناك، وايضا مكاتب تجنيد خاصة من خلال دور الكشافة الاسلامية في تونس يمكن ان نخلص الى نقاط من اهمها:
– شارك الطلبة السوافة في الأعمال الفكرية والصحفية خاصة في تونس العاصمة، وكان العديد منهم يكتب في الجرائد والمجلات التونسية.
– منذ قيام الثورة التحريرية في غرة نوفمبر 1954م، كانت الجالية السوفية صاحبة الدعم الكبير لها بتونس، من خلال القيادة السياسية أو المساعدات المادية و البشرية التي قدموها لجبهة التحرير الوطني.
– كانت الكشافة الاسلامية بتونس العاصمة عبارة عن خزان لجيش التحرير، حيث كان يختار من بين صفوف الكشافة من يكون جنديا في جيش التحرير وتتكفل القيادة بنقلهم الى جبال الجزائر ويكونون من محاربي جيش التحرير.
– لقد كان المجتمع التونسي في صف الجزائريين وحماهم وأواهم في محنتهم، وكان سندا لهم في ثورتهم المباركة، وجسد المجتمع التونسي روح الاخوة التي كانت تجمع بين الأشقاء.
الملاحق :
وصل استلام تبين المساعدات المادية التي كان يقدمها المهاجرين السوافة لجبهة التحرير بتونس العاصمة.
الوثيقة تبين مساهمة الجالية السوفية في المشاريع الخيرية التي تقيمها جبهة التحرير و مساهمة للهلال الاحمر الجزائري.
قائمة المصادر والمراجع:
1ـ شترة خير الدين: اسهامات النخبة الجزائرية في الحياة السياسية والفكرية التونسية، طبعة خاصة، دار البصائر، الجزائر، 2009م
2ـ الجابري محمد الصالح: النشاط العلمي والفكري للمهاجرين الجزائريين بتونس1900ـ1962، الدار العربية للكتاب، تونس، 1983م
3ـ قمعون عاشوري: العلامة الموسوعي الشيخ حمزة بوكوشة، ط1، مطبعة مزوار، الوادي، 2012م.،
4ـ عمار عوادي: كتابات ووثائق من تاريخ وادي سوف، ط1، دار هومه، الجزائر، 2011.
5ـ مياسي ابراهيم: مقاربات في تاريخ الجزائر1830ـ1962،دار هومة، الجزائر، 2007م
6ـ غرنوق محمد بن مبارك: مذكرات محمد بن مبارك غرنوق، مخطوط
7ـ عمار عوادي: الهجرة بوادي سوف وأثرها على حياة السكان 1854ـ1962، مخ، بحوزة الكاتب، من غير صفحات.
8ـ دفتر الاجتماعات الخاص بالخلية رقم 2 لمنطقة الجبل الأحمر، مخطوط.
9ـ كواتي مسعود: تاريخ الجزائر المعاصر وقائع ورؤى، دار هومة، الجزائر، 2011م
10ـ مسعود كواتي : الكشافة الإسلامية، منشورات المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية و ثورة أول نوفمبر 1954م.
اللقاءات الشفوية:
[1]– لقاء مع التجاني رجيل، يوم السبت 23 جويلية 2011م، على الساعة 7:30 مساءا بقمار.
2– لقاء شفوي مع محمد بن مبارك غرنوق، يوم 2 أفريل 2010م على الساعة الخامسة مساءا بمنزله بقمار.،
3– لقاء شفوي مع الطاهر بن عيشة، يوم السبت 30 جويلية 2011م، على الساعة 10 صباحا، في مقر سكنه بالدويرة الجزائر العاصمة.
4ـ لقاء مع عبد الله مناعي، يوم 11 مارس 2012، على الساعة 5 مساءا ببيته بمدينة الوداي.
5ـ لقاء شفوي مع عربية الزهرة: يوم الاثنين 19 جويلية 2011م، على الساعة 8:00 مساءا بحومة السوافة بالجبل الأحمر.