الجماعات الترابية ودينامية المشهد الحضري بإقليم سيدي قاسم: قراءة سوسيو مجالية عامة
Local authorities and the dynamics of the urban landscape in the province of Sidi Kacem : sociological reading of a general community
الباحث إسماعيل الراجي/كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية- جامعة ابن طفيل- القنيطرة، المغرب
ISMAIL RAJI, Faculty of Humanities and Social Sciences, Ibn Tofail University, Kenitra, Morocco
مقال منشور مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 95 الصفحة 9.
Abstract :
Through this study, we aim to present a descriptive study on the territorial collectivities that make up the region of Sidi Kacem, which is regionally affiliated with the Rabat-Salé-Kenitra region, through the quality of local authorities, based on the analysis of the monograph of the province of Sidi Kacem, the statistics of the center of residence at the territorial level of a region, based on the results of the population and housing census and the administrative classification in force on the territory of the territory of the province of Sidi Kacem. This study attempts to provide quantitative and qualitative data on the territorial area of a region within its region, as part of a sociological reading of the territorial landscape in the province of Sidi Kacem, in the light of the paradoxes of the evolution of the urban landscape at regional and regional levels. The Moroccan and regional territorial area is experiencing a steady growth in urbanization dynamics, while in the province of Sidi Kacem, there is an almost special case related to the urban dynamics of the region, represented by the slow pace of territorial transitions towards urbanization, as well as the rise of urban centers that have stagnated for decades on the territory of the province of Sidi Kacem. It goes without saying that through this study, we will try to present a general socio-community reading through the variable of the number and quality of local authorities, and the place of residence of the population among the territorial collectivities classified as rural or urban communes.
Keywords: development, local authorities, population, rural, urban, deprivation of Sidi Kacem, Jorf El Malha.
ملخص:
نتوخى من خلال هذه الدراسة تقديم دراسة وصفية عن الجماعات الترابية المكونة لإقليم سيدي قاسم، التابع جهويا لجهة الرباط سلا القنيطرة، من خلال نوعية الجماعات الترابية، بالاعتماد على تحليل مونوغرافية إقليم سيدي قاسم، إحصائيات وسط الإقامة على الصعيد الترابي لإقليم، بالاعتماد على نتائج الإحصاء للسكان والسكنى والتصنيف الإداري المعمول به في تراب إقليم سيدي قاسم، إن هذه الدراسة تحاول أن تحين بعض المعطيات الكمية والنوعية عن المجال الترابي لإقليم ضمن الجهة المنتمي لها، في إطار قراءة سوسيو مجالية للمشهد الترابي بإقليم سيدي قاسم، على ضوء مفارقات اتجاه المشهد الحضري على الصعيد الجهوي والإقليمي، إذ يعرف المجال الترابي المغربي والجهوي نموا مطردا لديناميات التحضر، بينما في إقليم سيدي قاسم هناك حالة شبه خاصة تتعلق بديناميات الحضرية بالإقليم تتمثل في بطئ وثيرة التحولات الترابية نحو الحضرية، وكذا صعود المراكز الحضرية التي تراوح مكانها منذ عقود في تراب إقليم سيدي قاسم.
الكلمات المفتاحية: التنمية، الجماعة الترابية، عدد السكان، عدد الاسر، وسط قروي، وسط حضري، إقليم سيدي قاسم، جرف الملحة.
مقدمة :
يعد سؤال واقع التنمية الترابية ومشهد وثيرة نمو المراكز الحضرية بالأقاليم الترابية المغربية، أحد أهم الأسئلة التي تلقي بضلالها على مجموعة من الأقاليم الترابية التي سجلت بها مجموعة من المؤشرات الدالة على انحصار المشهد التنموي المحلي، ومنه إشكالية تأهيل المراكز السكانية لما يستجيب لسيرورة التحضر في الإقليم والجهة، فهذا إقليم سيدي قاسم، من الأقاليم الترابية المتواجد على تخوم حدود جهة الرباط سلا القنيطرة يعد من الأقاليم التي تحسب من الجماعات الترابية (الجماعات الترابية هي العمالات والأقاليم والجهة)، التي يطغى عليها المشهد القروي؛ مجاليا واقتصاديا وترابيا برغم من عملية التحولات الديمغرافية التي تمت عقب العقود المنفرطة، فحسب المؤشرات الترابية والإدارية المعمول بها على صعيد عمالة إقليم سيدي قاسم، يتكون الجسم الترابي للإقليم من خمس جماعات حضرية، وأربعة وعشرون جماعة قروية (مع المراكز القروية الناشئة)، بمجموع عدد سكان بلغ حسب نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى لعام 2014([1]) ما مجموعه 522070 نسمة، موزعة على نسبة 32.262 % تقيم بالوسط الحضري، في حين ما نسبته 67.74% من مجموع ساكنة الإقليم تقيم في الأوساط القروية، هذه المعادلة السكانية والمجالية والترابية ترخي بضلالها على قضايا التنمية الترابية في الإقليم؛ لا سيما أن مجموعة من ساكنة هذا الإقليم ما تزال تعاني من غياب بعض الخدمات الأساسية، إلى حد الغياب التام، لخدمة كالماء الشروب، وطرق فك العزلة والبنية الأساسية (طرق والمسالك)، نهيك عن صعوبة الولوج لخدمات الصحة الأولية ونحوها من خدمات القرب، ومن الجدير بالذكر أن إقليم سيدي قاسم من الأقاليم الترابية التي تتوفر على مجموعة من المؤهلات والمعطيات المجالية والطبيعية النوعية التي كانت عليها أن تساهم في جعل المنطقة- الإقليم أكثر نشطا وتنمية وتوسعا حضريا، لكن يبدو أن التحديات التنموية كانت عائقا أمام تحقيق طفرة تنموية تنعكس على الإنسان والمجال بالشكل الإيجابي، وتحقق ما يمكن تحقيقه من تقدم وازدهار يساهم في تحسين ما يمكن تحسينه من وظائف مجالية، تعكس بالشكل الإيجابي على الفرد والمجتمع من خلال الاستفادة من ارتقاء المجال الترابي لمعادلة تنسجم مع قوة الطبيعية، ويصبح الإقليم من بين الأقاليم التي تعد الأكثر جذبا، ما يعني توسيع الشبكة الحضرية عن طريق الاستثمار في المجالات الترابية المؤهلة، ما يعني توسيع الاستفادة من دينامية المشهد الحضري التي تلازمها طفرة اقتصادية وسكانية يستفيد من المجال المؤهل والصاعد حضريا.
في إقليم سيدي قاسم تقل الدراسات والأبحاث التي تتناول هذا الموضوع، وعلى ضوء هذا وما سبق سنحاول أن نقوم بتقديم قراءة سوسيو مجالية، وصفية للمجال الترابي لإقليم سيدي قاسم، مركزين على تحليل النتائج الإحصائية الديمغرافية واسقاطاتها المستقبلية (عدد السكان، عدد الأسر)، وحالة السكن والإقامة، كما سنقوم بالإحالة على حالة جماعة ترابية تشكل قفزة نوعية في عملية نمو المراكز الحضرية بإقليم سيدي قاسم حالة جرف الملحة، تعبر عن طفرة نوعية وكمية في المجال الترابي للإقليم سيدي قاسم من حيث نمو المراكز الحضرية الصاعدة.
الغاية من الدراسة:
نتوخى من هذه الدراسة وصف شبكة الجماعات الترابية المشكلة لإقليم سيدي قاسم، ورصد مشهد دينامية الحضرية ونمو المراكز الصاعدة بالإقليم من خلال الوقوف على حالة جماعة جرف الملحة، وقراءة تحليلية للواقع التنموي الذي عليه بعض الجماعات الترابية بالإقليم، وكل ذلك من شأنه أن يقدم لنا قراءة سوسيو مجالية وصورة جزئية عن دينامية المشهد الترابي والمجالي وواقع التحولات الاجتماعية بإقليم سيدي قاسم الذي يصنف من مجموع شبكة الأقاليم المغربية التي يهيمن على ترابها المجال الترابي القروي.
الإشكالية والفرضيات:
تتبلور الإشكالية المؤطرة لهذه الورقة البحثية والتي نسعى من خلالها؛ لوصف وتحليل المشهد الترابي بإقليم سيدي قاسم بناء على ضوء متغير دينامية المشهد الترابي القروي والحضري بالإقليم، وانعكاس هذ القضية على المشهد التنموي ككل، على أساس السؤال المركزي الآتي: إلى أين مضت وتمضي دينامية المشهد الترابي على صعيد إقليم سيدي قاسم؟ وبخصوص هذا الاشكال، نطرح نفترض، أن دينامية المشهد الترابي على صعيد إقليم سيدي قاسم قد احتفظت على البنية الترابية نفسها التي يطغى عليها المجال الترابي القروي، وحاليا تمضي نحو توسيع نطاقات الشبكات الحضرية من خلال الارتقاء وتأهيل التجمعات السكانية بالإقليم؛ ما يعني ذلك التحول من المجال الترابي القروي نحو المجال الترابي الحضري.
المنهج المعتمد في الدراسة وأدواتها
في متن هذه الدراسة سنعتمد على مقاربة منهجية تجمع بين منهجين: المنهج التاريخي، المنهج الوصفي، وذلك سيمكننا من قراءة وتحليل المعطيات السوسيوتاريخية والمجالية والإدارية المتعلقة بإقليم سيدي قاسم، من خلال الاستعانة بالعمل البيبليوغرافي المتعلق بموضوع الدراسة، سواء في الجانب النظري، أو الميداني، وذلك من خلال الاطلاع على المصادر والمراجع التي تتناول قضية البحث التي هي قضية التحولات المجالية والاجتماعية والترابية، والمسألة الحضرية، لاسيما أن هذه القضية تتقاطع فيها مجموعة من الحقول الأكاديمية، كحقل علم الاجتماع والجغرافية، والتاريخ…إلخ، وهذا ما يستوجب النظر إلى بعض الدراسات السابقة في الموضوع، لا سيما تلك التي تتقاطع مع موضوع البحث؛ والاطلاع على المعطيات الرسمية المتعلقة بالإحصاء، خاصة نتائج إحصاء المندوبية السامية للتخطيط: 1994، 2004، 2014، وإسقاطات الإحصائيات الاستشرافي، هذا من جهة ومن جهة أخرى سنقوم بقراءة في مضمون مونوغرافية إقليم سيدي قاسم، وبعض مونوغرافية الجماعة الترابية المستشهد بها في متن هذه الدراسة، ولا يفوتنا اطلاع على بعض وثائق الجماعات الترابية كوثيقة برنامج عمل الجماعة والميزانية ونحوها من الوثائق، ولا ننسى الاستعانة بالمعاينة الميدانية لبعض الجماعات التي من خلال معاينة بعض قضايا التنمية الترابية على صعيد بعض الجماعات بإقليم سيدي قاسم، علاوة على العمل الخرائطي.
مجال الدراسة
كما هو مصرح به من عنوان الدراسة، مجال الدراسة العام هو إقليم سيدي قاسم، التابع إلى جهة الرباط سلا القنيطرة، هذا الإقليم الذي عرف جملة من التحولات الترابية والإدارية خلال السنوات الماضية، أهمها إدراج إقليم سيدي قاسم ضمن جهة الرباط سلا القنيطرة خلال التقسيم الترابي 2015، بعدما كان إقليما تابعا لجهة الغرب شراردة بني احسن في التقسيم الجهوي السابق، وعقب التعديلات المتعلقة بإحداث العمالات والاقاليم، تم خلال سنة 2009، بإدراج جماعة ترابية من إقليم سيدي قاسم لإقليم وزان الجديد، ومن الخصائص والميزات الاستراتيجية لإقليم سيدي قاسم هناك جملة من المعطيات المجالية، حيث المعطى الطبيعة المتعلق بطبيعة التضاريس والتربة والماء هبة للإقليم سيدي قاسم الذي يعد مجاله الطبيعي خصب للنشاط الفلاحي، كما يتواجد الإقليم في وسط محيط من المدن الإقليمية والجهوية التي تبعد عن عاصمة إقليم سيدي- مدينة سيدي قاسم- حوالي ما بين 60 و100 كلم كمدينة القنيطرة، مدينة العريش، مدينة فاس، مدينة مكناس، مدينة الشفشاون، مدينة وزان…إلخ، وهذا ما يجعل الإقليم يستفيد من البنية التحتية وشبكة الطرق المحورية الوطنية والجهوية وشبكة السكة الحديدية…إلخ.
ومن الجدير بالإشارة أن إقليم سيدي قاسم يندرج ضمن منطقة الغرب التي تعد من المجالات الترابية التاريخية التي تعرف أنثربولوجيا وتاريخيا بساكنة الغرب التي تتنوع فيها المكونات القبلية.
أولا: المجال والإنسان بإقليم سيدي قاسم
1- موقع الإقليم
يقع إقليم سيدي قاسم ضمن جهة الرباط سلا القنيطرة، وحسب خريطة الجهة، يتموقع الإقليم ضمن الشمال الشرقي للجهة، ويمتد ترابه إلى حدود وسط الجهة، وعلى مستوى الوطني يقع الإقليم ضمن الشمال الغربي للمغرب، وكما هو ملاحظ من خلال الخريطة يتشارك إقليم سيدي قاسم حدودا داخلية مع بعض أقاليم من الجهة نفسها (القنيطرة، سيدي سليمان)، ومن جهة ثانية مع أقاليم من جهات أخرى، كإقليم مكناس ومولاي يعقوب بالنسبة لجهة فاس مكناس، وإقليم وزان بالنسبة لجهة طنجة تطوان؛ كما هو واضح في الخريطة أسفله.
خريطة01: توطين إقليم سيدي قاسم
إعداد الباحث، المصدر التقسيم الترابي 2015
2- المناخ والتضاريس والماء
2-1 المناخ
يطغى على مناخ إقليم سيدي قاسم، مناخ متوسطي”يتميز بتناوب فترتين فصيليتين: الأولى تمتد ما بين شهر أكتوبر وأبريل، وهي فترة تعرف بكثرة رطوبتها حيث لا يتعدى متوسط درجات الحرارة خلالها 16 درجة، بينما الفترة الثانية الممتدة من ماي إلى شتنبر، فيغلب عليها الجفاف وشدة الحرارة، إذ يصل متوسط الحرارة خلالها 24.7 درجة”([2]) ، ومن الجدير بالذكر خلال السنوات الماضية الأخيرة، عقب التقلبات المناخية الناجمة عن التغير المناخي على صعيد كوكب الأرض، يلاحظ حسب نتائج بعض الدراسات الجغرافية([3])، أن التقلبات المناخية الأخيرة أدت إلى انعكاسات سلبية على النشاط الفلاحي بإقليم سيدي قاسم، حالة بعض الجماعات الترابية التي تنشط في القطاع الزراعي البوري الذي يعتمد على التساقطات الموسمية، أي الزراعة البورية ونحوه.
2-2 المساحة والتضاريس
تشكل تضاريس إقليم سيدي قاسم ونوعية تربتها أحد أهم المعطيات النوعية في المجال الترابي لإقليم، فيلاحظ حسب الوصف الجغرافي لتضاريس المنطقة هناك أن التضاريس تتسم بالتنوع الملحوظ([4])؛ فهناك السهول الشاسعة، التي هي امتداد للمجال السهلي المسماة سهل الغرب الذي يمتد على المجال الترابي لإقليم سيدي قاسم، الإقليم الذي تقدر مساحته بحوالي4060 كلم²، تمتد في إقليم سيدي قاسم، سلسلة من التلال متباينة الارتفاع ونوعية التربية؛ مثلا في الشرق والجنوب والشمال المحاذي لمقدمة تلال الريف والشرق، لكن المشهد السائد على التضاريس في المنطقة هو مشهد السهول، التي هي امتداد لسهل الغرب الذي يعد أهم معطى مجالي في منطقة الغرب؛ نظرا لتوفره على معطيات طبيعية حيوية، كالمعطى المائي والتربة وسهولة الولوجية…إلخ.
2-3 الموارد المائية
يعد الماء من المعطيات المجالية المهمة، وعنصر من عناصر الأساسية في تشييد العمران البشري على الامتداد الجغرافي للمجتمعات تاريخيا وراهنيا، ومن المفارقات المتعلقة بالماء أنه معطى مجالي محدد سلفا، فإما أن يكون المجال الترابي يتوفر على هذا المعطى أو يكون معلقا بوضعيات خاصة، ومنه وضعية القلة والندرة، نظرا للعوامل الطبيعة المرتبطة بالمناخ والجغرافية، أو مرتبطة بوضعيات جيوسياسة معقدة، إن الموارد المائية أهم متغير في معادلة التنمية الفلاحة، والصناعية، حيث يملي حجم المياه بكافة أشكالها وألونها في المجال نوع سياسة الإنتاج في المجال، ومن عناصر القوة المجالية بإقليم سيدي قاسم، توفره على موارد مائية مهمة، أهمها اختراق مجموعة من الأودية لمجاله الترابي؛ كواد ورغة وسبو…إلخ، يستفيد المشهد الفلاحي بإقليم سيدي قاسم من هذه الثروة التي تعد أهم رأسمال طبيعي في المنطقة، ونظرا لامتداد سهل الغرب في تراب إقليم سيدي قاسم، يتوفر المجال الترابي لإقليم على فرشة مائية تعد الأهم، إذن من مشهد قوة المجال الترابي بإقليم سيدي قاسم، المعطى المائي، فبعد التساقطات المطرية الموسمية التي يسجلها الإقليم، يتوفر الإقليم على ثروة مائية جد مهمة من مصادر -واد سبو، وواد ورغة- والمياه الجوفية، فرشة سهل الغرب، تعد أهم فرشة مائية على صعيد التراب الوطني، وتعد هذه الثروة كنز للاستثمار الفلاحي بشتى ألوانه، وعلى أساس هذه الموارد الطبيعية، سيكون النشاط الفلاحي هو عصب الاقتصاد بالإقليم عبر سيرورته التاريخية والاقتصادية، قصارى القول، يتوفر إقليم سيدي قاسم على معطيات طبيعية مهمة تعتبر هبة لهذا الإقليم الترابي الذي تنتمي مكوناته الطبيعية(الجغرافية والمناخية) إلى الوسط الطبيعي لمنطقة الغرب([5]).
3- الخصائص الديمغرافية والاقتصادية لإقليم سيدي قاسم
3-1 عدد السكان والأسر
تقدر الكثافة السكانية بإقليم سيدي قاسم بحوالي 166، في حين تقدر الكثافة الساكنة لجهة الرباط سلا القنيطرة بحوالي 255، ويقدر عدد سكان الإقليم ب 522070 نسمة([6])، ويشكل عدد سكان إقليم سيدي قاسم ما نسبته 11.47% من مجموع نسبة عدد سكان الجهة، التي بلغت حوالي 4552585 نسمة، أما مجموع عدد الاسر بالإقليم، فقد بلغ عدد 99191 أسرة، ولقد جاءت نتائج الإحصاء بين الذكور والاناث متقاربة، حيث يرتفع عدد سكان الذكور عن الإناث في الإقليم 6268 نسمة، أي ما نسبته 0.60%. وتشكل نسبة السكان الإناث 49.40%، وبمقارنة نتائج إحصاء 2004 مع نتائج إحصاء 2014 نجد أن ساكنة إقليم سيدي قاسم عرفت تطورا ملحوظا، حيث زاد عدد الساكنة خلال عشر سنوات بحوالي 32848 نسمة، كانت هذه الزيادة أساسا في الأوساط الحضرية للإقليم حسب الاحصائيات.
مبيان 01: مقارنة عدد سكان إقليم سيدي قاسم خلال محطة الإحصائية 2004و2014
إعداد الباحث، المصدر (RGPH2014)
بناء على إحصائيات المتعلقة بإقليم سيدي قاسم، سنقوم باستعراض بعض المؤشرات حول نسب النشاط والشغل في إقليم سيدي قاسم، ومقارنتها على صعيد الجهة، والتحولات التي عرفتها بالمقارنة مع إحصاء 2004.
تشير أولا الإحصاءات إلى أن المعدل الصافي للنشاط على مستوى إقليم بلغ سنة 2014 44.67%، بينما على مستوى الجهة بلغ المعدل الصافي للنشاط 49.73%، وقد تباين المعدل الصافي للنشاط عند الذكور والإناث، حيث لم يتجاوز المعدل الصافي للنشاط عند الإناث 11.31%(على مستوى الجهة 25.46%) بينما عند الذكور وصلت النسبة إلى 77.53% في الإقليم، وهي أقل على مستوى الجهة حيث لم يتجاوز 75%، أما فيما يخص معدل النشاط بين الوسط الحضري والقروي بالإقليم، فنجد المعدل الصافي للنشاط بالوسط القروي في حدود 44.72%(على مستوى الجهة أكثر من 48)، بينما المعدل الصافي للنشاط بالوسط الحضري في حدود: 44.58%(على مستوى الجهة تجاوز 50 بالمئة).
ثانيا: الجماعات الترابية بإقليم سيدي قاسم ومقارنة وسط الإقامة بين الوسط القروي والحضري
1- الجماعات الترابية بإقليم سيدي قاسم
1-1 تعريف الجماعات الترابية
يعرف دستور 2011 الجماعات الترابية في الفصل 135، على أنها ” هي الجهات والعمالات والأقاليم والجماعات، ويشير الدستور إلى أن الجماعات الترابية أشخاص اعتبارية، خاضعة للقانون العام”، يتكون المجال الترابي المغربي من 12 جهة؛ تضم 1503 جماعة ترابية([7])، منها 1282 جماعة تصنف قروية، في حين لا يتجاوز عدد الجماعات الترابية المصنفة حضرية 221 جماعة، الجماعات القروية يقيم فيها حوالي ثلاثة عشر مليون ونصف مليون نسمة، في حين يعيش تقريبا في الجماعات الترابية الحضرية حوالي عشرون مليون ونصف المليون نسمة([8]).
1-2 عدد الجماعات الترابية بإقليم سيدي قاسم ونوعيتها وخصائصها الديمغرافية والسكانية
يضم إقليم سيدي قاسم، ثلاثون جماعة ترابية، نميز فيما بينها بين ثلاثة أنواع من الجماعات الترابية؛ الجماعات الترابية الحضرية، والجماعات الترابية القروية مع المراكز الحضرية، تتوزع الجماعات الترابية بإقليم سيدي قاسم على خمسة دوائر ترابية، وخمسة بلديات، وهي على المنوال الآتي كما يوضح الجدول:
جدول 01: الجماعات الترابية بإقليم سيدي قاسم
اسم الدائرة والبلديات | اسم الجماعة الترابية | عدد السكان | عدد الأسر | الكثافة السكانية |
دائرة تلال الغرب | عين الدفالي | 24241 | 4836 | 104 |
بني وال | 7485 | 1383 | 57.97 | |
مولاي عبد القادر | 7893 | 1386 | 52.22 | |
سيدي احمد بنعيسى | 7810 | 1371 | 81.79 | |
سيدي اعمر الحاضي | 11814 | 2096 | 134 | |
سيدي عزوز | 14356 | 2578 | 83.32 | |
دائرة غرب بني مالك | الحوافات | 17842 | 3113 | 121 |
انويرات | 24805 | 4460 | 165 | |
صفصاف | 25075 | 4081 | 169 | |
دائرة ورغة | الخنيشات | 13412 | 2489 | 143 |
الخنيشات المركز | 10295 | 2193 | 2230 | |
لمرابيح | 20461 | 3878 | 99.91 | |
اولاد نوال | 11371 | 1988 | 71.59 | |
سيدي امحمد الشلح | 7737 | 1373 | 115 | |
توغيلت | 14764 | 2589 | 113 | |
دائرة الشراردة | باب تيوكا | 7697 | 1282 | 42.06 |
بير الطالب | 11370 | 2047 | 132 | |
اشبانات | 10371 | 1949 | 130 | |
سلفات | 10239 | 1570 | 78.41 | |
ثكنة | 7068 | 1131 | 73.78 | |
زكوطة | 10032 | 1729 | 96.26 | |
زيرارة | 8606 | 1630 | 121 | |
مركز: زيرارة | 8000 | 1673 | 4655 | |
دائرة بهت | دار العسلوجي | 32127 | 5068 | 306 |
ارميلات | 16861 | 2569 | 128 | |
سيدي الكامل | 30199 | 4826 | 246 | |
البلديات | دار الكداري | 6643 | 1298 | 1456 |
احد كورت | 7819 | 1777 | 1042 | |
جرف الملحة | 28671 | 5888 | 3409 | |
مشرع بلقصيري | 31434 | 7017 | 3853 | |
سيدي قاسم | 75572 | 17923 | 2927 |
إعداد الباحث، المصدر: مونوغرافية إقليم سيدي قاسم وموقع المندوبية السامية للتخطيط(2014RGPH)
- المشهد الحضري من خلال متغير وسط الإقامة
- نبذة عن نواة التمدن بإقليم سيدي قاسم
في النظام الترابي المغربي نميز بين الجماعات الترابية، من خلال الدراسات الإحصائية المعمول بها في دواليب المندوبية السامية للتخطيط بين مجالين للسكن والإقامة، فإما نجد وسط الإقامة مصنف وسط قروي أو وسط حضري، ومن الجدير بالإشارة هناك شبه غموض حول الفروق القروية والحضرية، خصوصا في مجالات العالم الثالث، حيث هناك نقاش حول تصنيف المجال في العلوم الاجتماعية؛ من بين الأسئلة التي يتم طرحا على التصنيف المجالي، ما الفروق المجالية بين القرية والمدينة؟ أو كما يعبر عنها محمد الجوهري الفروق الريفية الحضرية([9])،كما هناك من يفضل استعمال التمدنية عوض كلمة التمدن؛ فالتمدنية هي “عبارة عن شبكة علاقات مكانية واجتماعية وفكرية، يوظفها الشخص أو مجموعة من الأشخاص في ممارسته الخاصة والعامة، تساعد على اندماجه في المحيط الحضري وتبلغ ذروة تبلور التمدنية في وسط المدينة ومركزها النابض بالحياة والمعاملات المتشعبة، وهي في آن واحد سلوك وتصور علاقات بين الأشخاص وقيم ديناميكية اجتماعية وثقافية، وهي كذلك تعرف تعبيرها الأقوى في المجال المتميز للمدينة، أي في مركزية حضرية تكيف تطور المدينة بأجمعها وتحدد علاقات السكان في بمختلف المؤسسات الحضرية”([10]) بينما التمدن “يعبر عن النمو الكمي والكيفي للعمران الحضري” ([11])، وعلى ضوء هذه الإشارة المتعلقة بالمسألة الحضرية، يؤكد عبد الرحمن المالكي القول حول تصورات علماء الاجتماع حول مفهوم التحضر أنه يعني بالأساس “هذه العمليات الاجتماعية التي وصلت مراحلها النهائية في الدول المتقدمة، والتي يمكن القول أن ما يسمى بالدول النامية قد انخرطت فيها تدريجا وبشكل حتمي”([12]) ، حيث تتحقق أربعة عمليات يقول المالكي: التحضر كعملية تنشئة اجتماعية؛ التحضر كعملية اندماج أو ادماج حضري؛ التحضر عملية مثاقفة أو تثاقف حضري؛ التحضر كعملية إعادة بناء ونشكل الهوية.
لقد شكل الامتداد الترابي بمنطقة إقليم سيدي قاسم، موطن العديد من الحضارات والأقوام التي عبرت بالمغرب خلال التاريخ القديم والمتوسط؛ كانت منطقة إقليم سيدي قاسم المنتمية إلى منطقة الغرب التاريخية في المجال المغربي، موطن العديد من مكونات المجتمع خلال التاريخ الحديث، وشكلت موطن بناء عديد من المستوطنات السكانية التي تم الإشارة لها في المصادر التاريخية، أهمها وأشهرها “مدينة البصرة” في منطقة الغرب التي يشير لها الحسن الوزان([13])، ومن الجدير بالإشارة في هذا السياق التاريخي، الإشارة إلى أن مدينة سيدي قاسم التي تعد عاصمة الإقليم اليوم؛ كانت منطقة “الزواية” التي تدخل ضمن المجال الحضري للمدينة من بين النواة الحضرية الأولى([14])، وحين حل الاحتلال الفرنسيفي منطقة إقليم، وزرع الاحتلال المعمرين الفرنسين هناك قام المستوطنين بإطلاق تسمية على مدينة سيدي قاسم الحالية اسم PETIT-JEAN.
- ساكنة إقليم سيدي قاسم وأوساط الإقامة:
في إقليم سيدي قاسم ومن خلال نتائج إحصاء 2014(2014RGPH) التي أشارت أن عدد سكان الإقليم وصل 522070 نسمة، تقيم بالوسط القروي ما مجموعه 353636 نسمة، في مقابل 168434 نسمة بالوسط الحضري، أما عدد الأسر الذي بلغ عدده ما مجموعه 99191 أسرة، تقيم منها 61422 أسرة بالوسط القروي، في حين لا يتعدى عدد الاسر التي تقيم بالوسط الحضري 37769 أسرة، وعلى ضوء هذه النتيجة السكانية والسكنية، صنف إقليم سيدي قاسم من بين الأقاليم الترابية المغربية التي تتسم ديناميتها الحضرية، بأقل الأقاليم تمدنا، حيث لا يشغل المجال الحضري من خلال بعد الاقامة سوى ثلث عدد سكان الاقليم.
- مقارنة التمدن بإقليم سيدي قاسم داخل مشهد الحضري بجهة الرباط سلا القنيطرة:
يحتل إقليم سيدي قاسم بالمقارنة مع باقي أقاليم جهة الرباط سلا القنيطرة، فقط، سوى خمسة بالمئة من مجموع الساكنة الحضرية بالجهة، لاسيما أن جهة الرباط سلا القنيطرة، بلغ فيها نسبة التحضر 69.8 %، حسب نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى(2014RGPH)، بعدما كانت الجهة يسجل بها في السنة الإحصائية 2004، ما يقدر 67.4 %(2004RGPH).
ومن خلال قراءة أرقام وسط الإقامة على صعيد إقليم سيدي قاسم، يتبين أن نسبة السكان المقيمين بالوسط الحضري على صعيد إقليم سيدي قاسم، لا تتجاوز ما نسبته32.26%، في حين تتجاوز نسبة السكان المقيمين بالوسط القروية 67.74%، أما حسب متغير الاسرة، إذ نجد ما نسبته 62% من الأسر تقيم بالوسط القروي.
وحسب إحصائيات 2004 كان يقدر عدد الساكنة المقيمة بالوسط القروي بحوالي 341444 نسمة، في حين لم يتجاوز عدد المقيمة بالوسط الحضري 147978 نسمة، وخلال سنة الإحصائية لعام 2014؛ سجل وسط الإقامة في المجال القروي، ما نسمته 353639 نسمة، بينما بلغ عدد سكان الإقليم في الوسط الحضري ما نسمته 168631، ومن الجدير بالإشارة، أن الزيادة 32848 نسمة، توزعت على نسبة 37 %، بالأوساط القروية، 63 % بالأوساط الحضرية.
مبيان 02: مقارنة المقمين بالوسط القروي والحضري بإقليم سيدي قاسم من خلال محطة الاحصائية 2004و2014
إعداد الباحث، المصدر: مونوغرافية إقليم سيدي قاسم2016
ومن المعلوم على صعيد جهة الرباط سلا القنيطرة، نجد أربع وكالات حضرية، ويقدم الجدول التالي هذه الوكلات مع مؤشرات التمدن بها على صعيد كل وكالة حضرية.
جدول 02: الوكالات الحضرية بجهة الرباط سلا القنيطرة ومؤشرات التحضر حسب كل وكالة
اسم الوكالة | عدد العمالات | عدد الجماعات الترابية | مجموع عدد السكان | الكثافة السكانية | معدل التحضر | |
القروية | الحضرية | |||||
الوكالة الحضرية صخيرات- تمارة | 1 | 0 | 10 | 574553 | 527.00/ km2 | 90.00% |
الوكالة الحضرية الرباط-سلا | 2 | 2 | 4 | 1480616 | – | 96.00% |
الوكالة الحضرية قنيطرة -سيدي قاسم | 3 | 53 | 10 | 1904112 | 238.00/ km2 | 67.60% |
الوكالة الحضرية للخميسات | – | 31 | 4 | 539828 | – | 52.00% |
إعداد الباحث، المصدر: موقع فدرالية الوكالات الحضرية بالمغرب: https://www.federation-majal.ma/ar/reseau-aum والمندوبية السامية للتخطيط
ومن خلال عملية المقارنة بين نسبة السكان القرويين والحضريين على صعيد الإقليم والجهة، يتبين أن نسبة السكان بالوسط الحضري على مستوى الجهة مرتفعة، حيث قارب سبعين بالمئة، في حين لا تتعدى في إقليم سيدي قاسم 33 بالمئة، وهذا ما يستنتج، أن نسبة السكان الحضريين ترتفع على مستوى الجهة، وتنخفض على مستوى الإقليم، إذن المجال الترابي للإقليم تطغى على مشهده الساكنة المقيمة بالوسط القروي، ومنه نستخلص أن المجال الاجتماعي هو قروي بامتياز.
مبيان 03: مقارنة معدل التمدن على صعيد أقاليم وعمالات رباط سلا القنيطرة خلال سنة 2004 و2014
إعداد الباحث، المصدر: مونوغرافية إقليم سيدي قاسم2016
- مشهد الإقامة المتوقع مستقبلا:
بناء على منهجية اسقاطات الإحصائية المعمول بها، تشير التوقعات الإحصائية أنه “سينخفض عدد سكان إقليم سيدي قاسم من 522058 نسمة سنة 2015 إلى 508098 نسمة في أفق 2030، أي بانخفاض ديمغرافي إجمالي يعادل (13960-)نسمة”، ويهم هذا الانخفاض الذي من المرتقب سيسجل حسب الاسقاطات الإحصاية للمندوبية السامية المتعلقة بإقليم سيدي قاسم([15])؛ يخص “هذا الانخفاض أساسا ساكنة الوسط القروي التي ستتقلص بمعدل سنوي يصل إلى 0.63-%”؛ في المقابل سيعرف عدد سكان المدن اطرادا في عدد السكان؛ حيث من المحتمل أن يعرف عدد سكان المدن بإقليم سيدي قاسم تزايدا “بمعدل سنوي يعادل 0.67% ” .
مبيان 04: استشراف عدد السكان بين الوسط القروي والحضري 2025-2030
إعداد الباحث، المصدر: مونوغرافية إقليم سيدي قاسم2016
كما هو واضح في المبيان، وكما هو مرجح من خلال الإسقاطات الإحصائية، سيعرف الإقليم تراجعا لعدد السكان، فقد يتراجع عدد سكان حسب الإسقاطات الاحصائية لسنة 2015 من 522277 إلى 521390 سنة 2020؛ أي ترجع يقدر 887 نسمة، ومن المرجح أن يستمر هذا التراجع إلى من 52390 إلى 516842 نسمة خلال 2025؛ أي ترجع عدد سكان الإقليم من سنة 2020 إلى سنة 2025 بما يقدر 4548 نسمة، وقد يصل هذا التراجع في أفق 2030 إلى بما يقدر بـ 8744 نسمة؛ إجمالا سيتراجع عدد سكان إقليم سيدي قاسم خلال العقد القادم 2020 إلى 2030 بحوالي13292 نسمة ما يعادل سكان جماعة ترابية قروية، في خضم هذا التراجع سيعرف المشهد الحضري من خلال وسط الاقامة نموا مطردا، دون أن يصل سنة 2030 إلى 200000 نسمة، في المقابل سيتراجع عدد السكان المقيمين بالمجالات الترابية القروية.
مبيان05: اسستشراف النمو الحضري والتراجع القروي للسكان المرتقب على صعيد إقليم سيدي قاسم
إعداد الباحث، المصدر: مونوغرافية إقليم سيدي قاسم2016
3- توطين المجالات الحضرية والقروية بإقليم سيدي قاسم وخصائصها السكانية
في إقليم سيدي قاسم يتم تصنيف خمس جماعات ترابية ضمن التصنيف الجماعات الترابية-الحضرية، وهي كل من جماعة حد كورت وسيدي قاسم وجرف الملحة ودار الكداري ومشرع بلقصيري.
جدول 03: شبكة المدن بإقليم سيدي قاسم
اسم المدينة | عدد السكان | عدد الاسر |
حد كورت | 7843 | 1777 |
سيدي قاسم | 75672 | 17923 |
جرف الملحة | 28681 | 5888 |
دار الكداري | 6643 | 1298 |
مشرع بلقصيري | 31497 | 7017 |
إعداد الباحث، المصدر: موقع المندوبية السامية للتخطيط(2014RGPH)
من الجدير بالذكر الإشارة إلى المراكز القروية ببعض الجماعات الترابية بإقليم سيدي قاسم، حيث هناك مجموعة من المراكز التي تم الارتقاء بها، ومن أبرزها المراكز المسجلة في إحصاء 2014، مركز الخنيشات، ومركز زرارة، لكن يلاحظ ميدانيا في المجال الترابي لإقليم سيدي قاسم بزوغ مراكز أخرى كمركز عين الدفالي وغيرها من المراكز التي ستحتل في المستقبل مركزا في شبكة الجماعات الحضرية بالإقليم، أي هناك مراكز واعدة مجاليا من حيث التوسع العمراني وجذب السكان في المنطقة هي من ستحدد ملامح التحولات المجالية والحضرية بإقليم سيدي قاسم بالإضافة إلى المدن الرئيسية بإقليم.
خريطة02: توطين المدن بإقليم سيدي قاسم
إعداد الباحث، المصدر: المندوبية السامية للتخطيط ومونوغرافية إقليم سيدي قاسم2016
خاتمة :
إن تجلى إقليم سيدي قاسم عرف نموا حضريا بالأساس في تشكل مدينة جرف الملحة، التي أصبحت قطبا مديني بإقليم، محتلة بذلك المدينة الثالثة بعد مدينة سيدي قاسم التي تعد عاصمة الإقليم ومدينة بلقصيري، وهذا له دلالته الترابية في التحولات الترابية، لكن هذا الإقليم معرض في السنوات المقبلة إلى تحولات مهمة من حيث الدينامية السكانية والمجالية، فمن المرتقب والمرجح حسب الإسقاطات الإحصائية للمندوبية السامية، أن يعرف إقليم سيدي قاسم، تراجعا لعدد السكان، وفي خضم هذا التراجع السكاني، سيعرف المشهد الحضري، من خلال بعد وسط الاقامة نموا دون أن يصل سنة 2030 إلى 200000 نسمة، وهذا سيكون على حسب تراجع المقيمين في المجالات القروية على صعيد الإقليم؛ أي سيكون المجال القروي بإقليم سيدي قاسم في حركة هجرة سكانية من الجماعات الترابية-القروية إلى الجماعات الترابية-الحضرية سواء داخل الإقليم أو خارجه. وهذا ما يضع الإقليم في دوامة نزيف الهجرة السكانية لدواعي تتعلق بظروف السكن من جهة والبحث عن العمل من جهة ثانية، وبالتالي إننا إزاء وضع مجالي طارد يحتاج إلى إعادة النظر في الظروف الاجتماعية والاقتصادية، وهذا ما يتطلب نموذجا تنمويا ناجعا على صعيد الإقليم يجعل من أولويته تحقيق الكامل لمتطلبات السكن التي أصبحت أكثر من مجرد تزويد الساكنة بالمتطلبات البنية التحتية وسوسيواقتصادية، بل خلق اقتصادا يتماشى مع ظروف الساكنة التي باتت تتصارع من أجل كسب القوت اليومي، الذي تزداد ظروفه صعوبة نظرا لمتغيرات الفقر، والظروف المناخية، وعبء كلفة المعيشة.
قائمة المراجع :
- الحسن بن محمد الوزان الفاسي، وصف إفريقيا، ترجمة محمد حجي ومحمد الأخضر، دار الغرب الإسلامي، بيروت 1983 ط2.
- شيكر مصطفى، التقلبات المناخية وانعكاساتها على النشاط الفلاحي بجماعة احد كورت وضاحيتها، من خلال تمثلات الفلاحين، المجلة الدولية لنشر البحوث والدراسات، المجلد 2، العدد 15، الأردن 2021.
- عبد الرحمن المالكي، الثقافة والمجال: دراسة سوسيولوجيا التحضر والهجرة في المغرب، منشورات مختبر سوسيولوجيا التنمية الاجتماعية، المغرب 2015، ط1.
- 4. غازي عبد الخالق، معطيات طبيعية حول الوسط الطبيعي لمنطقة الغرب، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة، سلسلة ندوات ومنشورات رقم 3، المغرب1991.
- اللامركزية في أرقام 2014-2015، إعداد وزارة الداخلية المديرية العامة للجماعات المحلية.
- 6. مبارك الشيكر، “سيدي قاسم”، معلمة المغرب: المغرب الأقصى(قاموس مرتب على حروف الهجاء يحيط بالمعارف المتعلقة بمختلف الجوانب التاريخية والجغرافية والبشرية و الحضارية للمغرب الأقصى ) (ج 15)، (المغرب، الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، 2004).
- 7. محمد الجوهري، “الفروق الريفية الحضرية” في: عالية حبيب وآخرون، علم الاجتماع الريفي، دار المسيرة للنشر والتوزيع، عمان 2011 ط2.
- محمد الناصري، التمدنية وتطور المدن العربية الإسلامية، مجلة آفاق، العدد 58 (المغرب،1996).
- المندوبية السامية للتخطيط، مونوغرافية إقليم سيدي قاسم-2016، المديرية الجهوية لجهة الرباط سلا القنيطرة.
- نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى2014(RGPH2014).
[1] نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى2014(RGPH2014)
[2] المندوبية السامية للتخطيط، مونوغرافية إقليم سيدي قاسم-2016، المديرية الجهوية لجهة الرباط سلا القنيطرة، ص20.
[3] شيكر مصطفى، التقلبات المناخية وانعكاساتها على النشاط الفلاحي بجماعة احد كورت وضاحيتها، من خلال تمثلات الفلاحين، المجلة الدولية لنشر البحوث والدراسات، المجلد 2، العدد 15، الأردن 2021، ص 76-90.
[4] المندوبية السامية للتخطيط، مونوغرافية إقليم سيدي قاسم-2016، المديرية الجهوية لجهة الرباط سلا القنيطرة، ص20.
[5] للمزيد حول الخصائص الطبيعية لمنطقة الغرب، ينظر: غازي عبد الخالق، معطيات طبيعية حول الوسط الطبيعي لمنطقة الغرب، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة، سلسلة ندوات ومنشورات رقم 3، المغرب1991، ص 11-20.
[6] نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى2014(RGPH2014)
[7] للمزيد حول عدد الجماعات الترابية وتصنيفها ينظر اللامركزية في أرقام 2014-2015، إعداد وزارة الداخلية المديرية العامة للجماعات المحلية.
[8] نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى2014(RGPH2014)
[9] محمد الجوهري، “الفروق الريفية الحضرية” في: عالية حبيب وآخرون، علم الاجتماع الريفي، دار المسيرة للنشر والتوزيع، عمان 2011 ط2.
[10] محمد الناصري، التمدنية وتطور المدن العربية الإسلامية، مجلة آفاق، العدد 58(المغرب، 1996)، ص 71.
[11] محمد الناصري، التمدنية وتطور المدن العربية الإسلامية، المرجع السابقة.
[12] عبد الرحمن المالكي، الثقافة والمجال: دراسة سوسيولوجيا التحضر والهجرة في المغرب، منشورات مختبر سوسيولوجيا التنمية الاجتماعية، المغرب 2015، ط1، ص 25.
[13] للمزيد ينظر: الحسن بن محمد الوزان الفاسي، وصف إفريقيا، ترجمة محمد حجي ومحمد الأخضر، دار الغرب الإسلامي، بيروت 1983 ط2.
[14] للمزيد حول هذا الموضوع ينظر: مبارك الشيكر، “سيدي قاسم”، معلمة المغرب: المغرب الأقصى(قاموس مرتب على حروف الهجاء يحيط بالمعارف المتعلقة بمختلف الجوانب التاريخية والجغرافية والبشرية و الحضارية للمغرب الأقصى ) (ج 15)، (المغرب، الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، 2004)، ص5216.
[15] المندوبية السامية للتخطيط، مونوغرافية إقليم سيدي قاسم-2016، المديرية الجهوية لجهة الرباط سلا القنيطرة، ص20.