مظاهر من الحياة الاجتماعية في الجزائر من خلال كتاب ” RELATION D’UN SÉJOUR À ALGER“ لفليبو بنانتي (Filippo Pananti) الأسير الإيطالي في الجزائر في سنة 1813
Aspects of social life in Algeria through the book “RELATION D’UN SÉJOUR À ALGER” by Filippo Pananti, the Italian prisoner in Algiers in 1813
أ.د. عبد القادر فكاير/جامعة الجيلالي بونعامة، خميس مليانة، الجزائر
Pr. Abdelkader Fkair , Djilali Bounaama University , Khemis Miliana , Algeria
مقال نشر في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 90 الصفحة 27 .
ملخص:لقد ترتب عن النشاط البحري للجزائر خلال العصر الحديث في إطار صراعها مع الدول الأوربية في البحر الأبيض المتوسط أن وقع الكثير من الأوربيين من مختلف الشرائح في الأسر. وكان من هؤلاء الشاعر الإيطالي الفلورانسي فيليبو بانانتي (Filippo Pananti) الذي تم أسره خلال سنة 1813 خلال عودته من انكلترا إلى بلاده. وخلال إقامته في مدينة الجزائر بعض الوقت في السنة المذكورة؛ سجل العديد من ملاحظاته عن الجزائر والمنطقة المغاربية عموما. وبعد عودته إلى بلاده نشر كتابا عنوانه ” تقرير عن الإقامة في الجزائر” في فلورانسا سنة 1817، تضمن جملة من المظاهر الجغرافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية عن الجزائر. وأثناء مطالعتي لهذا الكتاب أثار انتباهي تسجيله لبعض المظاهر الاجتماعية السائدة آنذاك في الجزائر، فأردت أن أضعها بين يدي القارئ العربي في هذه الورقات، وتشمل جوانب متعددة من الحياة الاجتماعية منها النظافة، الملابس، المساكن، التواصل بين الناس، ظاهرة التسول، الزواج، والنظام الغذائي للسكان ألخ.
الكلمات المفتاحية: الجزائر، فليبو بنانتي، الحياة الاجتماعية، الزواج، النظام الغذائي، السكان.
Abstract :
As a result of the maritime activity of the Regency of Algiers in modern times in its conflict with European countries in the Mediterranean Sea, many Europeans of different classes fell into captivity. Among them was the Italian Florentine poet Filippo Pananti, who was captured in 1813 on his return from England to his country. During his stay in Algiers for some time in the said year; He recorded many of his observations about Algiers-state and the Maghreb in general. After returning to his country, he published a book entitled “Narrative of a residence in Algiers ” in Florence in 1817, which included a number of geographical, political, economic and social aspects of the Regency. While reading this book, I noticed that it recorded some of the social manifestations that prevailed at the time in Algeria, so I wanted to put it in the hands of the Arab reader in these pages, which touch on various aspects of life social, including hygiene, clothing, housing, communication between people, the phenomenon of begging, marriage, food for the population, etc.
Keywords: Algerirs, Filippo Pananti, social life, marriage, diet, population.
مقدمة:
نسلط الضوء في هذه الصفحات على جملة من المظاهر الاجتماعية في الجزائر حسب رؤية بانانتي الذي قضى وقتا من الأسر في الجزائر خلال سنة 1813، سجلها في كتابه ” تقرير عن الإقامة في الجزائر”، منها النظافة وطبيعة ملابس الرجال والنساء وحليهن وتصفيف شعرهن وضوابط خروجهن إلى خارج المدينة، كما وصف المساكن من حيث مظهرها الخارجي والداخلي، وما يتعلق بحياة الناس في منازلهم، والتواصل بين الجيران، ثم تطرق إلى ظاهرة التسول التي لاحظ أنها قليلة بسبب الوازع الديني الذي يدفع الناس إلى منح الصدقات للتقليل من احتياج فقرائهم، كما أثار انتباهه طرق إلقاء التحية من الصغير إلى الكبير، وما بين النظراء، وصيغ الحَلِفْ، وتعرض إلى الخِطْبَةِ والزواج الذي يتم في سن متقدم، كما تطرق إلى طريفة الاحتفال بالعرس، وخصص حديثا عن الميراث بين الزوجين، ورعاية الأطفال والطلاق وتداعياته، وبعدما تحدث عن تعدد الزوجات في المجتمع المغاربي وانتقاده له، ذكر أن شعور النساء المسلمات وإعجابهن – حسب رأيه- بنظام الزوجة الواحدة لدى الأوربيين، وسجل في كتابه نظام الأكل لدى السكان، وحتى بعض مظاهر التسلية التي كانوا يمارسونها.
- نبذة عن حياة المؤلف:
وُلِد فيليبو بانانتي في مدينة Poggio a Greppi، في 19 مارس 1766 من غيوسيبي (Giuseppe) وكاترينا آنجيولا غاتي (Caterina Angiola Gatti) بمقاطعة توسكانا الإيطالية، كان ثامنًا من بين عشرة أطفال، أصبح يتيمً الأب في سن الثانية، تولى خاله أنجيلو غاتي (Angelo Gatti) الذي كان طبيبا الوصاية عليه مع إخوته، بعد دراسته الأولى في المدرسة الإكليريكية الأسقفية في بستويا (Pistoia) ما بين (1777-1785)، اقترب من أكاديمية س. ليوبولدو (S. Leopoldo)، وفي نوفمبر 1785 التحق بكلية الحقوق بجامعة بيزا (Pisa)، تخرج عام 1789، لكنه لم يمارس المحاماة أبدًا، حيث فضل الشعر، الذي فلح فيه بشغف منذ بداية دراسته الجامعية، وفي عام 1792 بفضل اهتمام خاله، الذي أصبح طبيبًا للمحكمة في نابولي (Napoli)، تم اقتراحه على لامبريدي (Lampredi) ليكون ضمن لجنة مراجعة القانون المدني التوسكاني، لكن المشروع لم يؤت ثماره بسبب وفاة لامبريدي المفاجئة سنة (1793)، تم إدراجه في السياق الثقافي الفلورنسي، وأصبح حميميًا في صالون Marquis Federico Manfredini، على الرغم من أنه لم يكن متحمسًا باهتمام عميق بالسياسة، فقد كان في البداية من مؤيدي روبيسبييرRobespierre([1])، وابتداء من ماي 1795، أصبح وسيطًا غير رسمي بين حكومة Grand-Ducal والوزير الفرنسي المقيم في فلورنسا أندريه فرانسوا ميوت (André François Miot)، في عام 1796 عندما بدأت العلاقات بين فرنسا وتوسكانا في التدهور وشددت الحكومة الإجراءات المناهضة للجمهورية، تخلى بانانتي عن دور الوسيط، ولفترة قصيرة، تخلى عن الحياة السياسية، وسافر إلى توسكانا وتفرغ لنظم الشعر(1) .
في عام 1798، نظرًا للصعوبات الاقتصادية التي أعقبت وفاة خاله، عاد إلى فلورنسا معتمداً على شهرة أدبية جيدة، على الرغم من أنه لم ينشر أي شيء بعد، بدأ بعد ذلك بوقت قصير بمجموعة من القصص القصيرة (ميلان إس دي Milano s.d. ، وقصيدتين La civetta و Il paretaio ، أما ما يتعلق بالإنتاج الموسيقي، فقد قام بتجميع المئات من المؤلفات ، والتي ظهرت في طبعات عديدة، تم وضع بعضها على فهرس.
مع احتلال الفرنسيين لفلورنسا (25 مارس 1799)، أعلن بانانتي مواقفه الديمقراطية، كما تشهد بذلك خطبه (اثنان منها نُشرا في صحيفة ”فلورنسا مونيتور” (Il Monitore fiorentino) ، كان الأول تحت عنوان (Discorso pronunziato all societa Patriottica di Firenze dal Citt )(2)، أما الخطاب الثاني فعنوانه (Discorso del Citt. Filippo Pananti Soldato della Guardia Nazionale ai suoi Compagni, detto ‘alla Societa Patriottica di Firenze li 16 Fiorile) (3) .
في أغسطس 1799، بعد هروب الفرنسيين وما تبع ذلك من ترميم، لجأ بانانتي، إلى فرنسا، حيث تم تعيينه أستاذا للغة والأدب الإيطالي في كلية سوريز (Sorèze) (تارن Tarn)(4)، من مارس 1800 إلى سبتمبر 1802.
في عام 1803 انتقل إلى لندن، وعلى الرغم من أنه كان ينوي البقاء بضعة أشهر فقط، فقد بقي هناك لمدة عشر سنوات، أيضًا بسبب استئناف الأعمال العدائية مع فرنسا، بالإضافة إلى تعليم اللغة الإيطالية لأعضاء النبلاء، وأسس في عام 1813 مع مواطنيه آخرين، صحيفة أدبية سياسية L’Italico([2])، والتي أصبح أول مدير لها، ظهرت في هذه الدورية، بالإضافة إلى المقالات النثرية المختلفة ، العديد من قصائده وشعره وانتقاداته المسرحية(2).
من بين الإيطاليين الذين ساعدوه هناك، شخصية لورينزو دا بونتي (Lorenzo Da Ponte) الذي كان على وشك الهجرة إلى أمريكا، سمح لبانانتي بتولي منصب شاعر في مسرح الملك في هايماركت (King’s Theatre in Haymarket) (ال المسرح الإيطالي من لندن)، كرس نفسه للتأليف فنشر نماذج أدبية شهيرة، ولا سيما لورانس ستيرن (Laurence Sterne) وفرانشيسكو بيرني (Francesco Berni).
بعد ثلاثة عشر عامًا في لندن، قرر بانانتي العودة إلى إيطاليا(3) في عام 1813، فانطلق من كاليه (Calais) إلى صقلية، وبعد فترة وجيزة من مروره بجبل طارق، وقع أسيرا لدى الجزائريين، وتم نقله إلى مدينة الجزائر، وبشفاعة القنصلية الإنجليزية، أطلق سراحه في وقت قصير، لكنه فقد جميع ممتلكاته وقت أسره، بما في ذلك الكتب والمخطوطات التي تحتوي على أعماله، أُجبر على البقاء في الجزائر العاصمة في انتظار فرصة الانطلاق، وتمكن من زيارة المدينة ومناطق أخرى في شمال إفريقيا على ما يبدو.
لقد سرد هذه الإقامة في كتاب تحت عنوان: مغامرات وملاحظات فيلبو بانانتي على سواحل باربيريا (AVVENTURE E OSSERVAZIONI DI FILIPPO PANANTI SOPRA LE COSTE DI BARBERIA) صدر في فلورانسا سنة 1817(4)، وقد صدرت عنه عدة طبعات وترجمات بالإنجليزية (لندن 1818) والفرنسية (باريس 1820) والألمانية (برلين 1823).
في نهاية عام 1813، تمكن بانانتي من مغادرة الجزائر فذكر أنه غادرها » على متن سفينة صغيرة تابعة للقنصل الإسباني لكنها كانت تحمل العلم الجزائري، كان استخدام هذه الراية يسمح لنا بالمرور دون إهانة واحترام الجميع، كانت الجزائر في ذلك الوقت القوة البحرية العظمى في البحر الأبيض المتوسط« (5)، ووصل إلى باليرمو (يناير 1814)، حيث أسس في الأشهر الستة التي قضاها من إقامته، صحيفة ديمقراطية مؤيدة للإنجليزية، هي كورييري دي سيسيليا (Corriere di Sicilia)، التي توقف نشرها بعد عودته إلى توسكانا، استقر بشكل دائم في فلورنسا بفضل المدخرات المودعة في بنك لندن قبل المغامرة الجزائرية، واصل تكريس نفسه للأدب، توفي في فلورنسا في 14 سبتمبر 1837 ودفن في دير بازيليك S. Croce ([3]) .
- التعريف بالكتاب:
لقد اعتمدت على كتاب (RELATION D’UN SÉJOUR À ALGER) الصادر في باريس عن دار النشر (LE NORMANT, IMPRIMEUR-LIBRAIRE) في سنة 1820، مترجما عن النسخة باللغة الانكليزية الصادرة في لندن سنة 1818، بينما صدرت النسخة الأصلية باللغة الإيطالية في سنة 1817 عن دار النشر (PRESSO LEONARDO CIARDETTI) بمدينة فلورانس (FIRENZE) ، يتشكل الكتاب الذي اعتمدنا عليه الصادر باللغة الفرنسية من ثلاثة وعشرون فصلا، وفيما يلي عرضا لأهم ما ورد فيها:
ركزت الفصول الثلاثة الأولى على تنقلات بنانتي وسفرياته التي أدت به إلى تعرضه للأسر من قبل سفن جزائرية في جزيرة سان بيترو (San – Pietro)( 2) ، وتنقله منها حتى وصوله إلى عنابة وحديثه عن تونس وعن حرب هذا البلد مع الجزائر، ثم وصوله إلى مدينة عنابة ومنها انتقاله إلى مدينة الجزائر، ثم وصفه للحياة في هذه المدينة، وحالة الأسرى المسيحيين، ثم انتقل بانتاني إلى وصف الظروف الطبيعية للجزائر من تربة ومناخ وحيوانتها الأليفة والبرية وحتى الطيور والزواحف، (الفصول 4-6)، أما الفصل السابع فتحدث فيه عن المظاهر الطبيعية للصحراء، ثم انتقل إلى الحديث في الفصلين الثامن والتاسع عن التركيبة البشرية للجزائر والتنظيم القبلي لهم ودياناتهم، أما الفصلين العاشر والحادي عشر فعرض فيه مختلف الطبائع والسلوكات وخصائص شخصية السكان وبعض عاداتهم وتقاليدهم في بعض المظاهر من حياتهم كالزواج والجنائز، وبعض المرافق كالحمامات والملاهي وغيرها، وخصص بنانتي الفصل الثاني عشر الحديث عن بعض الخصوصيات التي تميزت بها المرأة الجزائرية، ثم انتقل إلى الحديث عن الحالة الاقتصادية بمدينة الجزائر من زراعة وصناعة وتجارة (الفصل الثالث عشر)، أما الفصل الرابع عشر فتحدث فيه عن الحالة الثقافية في المنطقة من فنون ولغات وموسيقى والغناء ومكانة رجال الدين والأئمة وكذلك القرآن (الكريم)، وخصص الفصل السادس عشر للحديث عن طبيعة حكومة الجزائر والهيئات المكونة لها كالديوان وسلطة الداي، ووزرائه ،والوجود القنصلي الأجنبي في مدينة الجزائر، ثم تحدث في الفصل الموالي ( الفصل السادس عشر) عن بعض الهيئات الأخرى سواء على المستوى المركزي أو الإقليمي مثل البايات والقياد وتنظيم الشرطة والمحاكمات الجنائية، بعد ذلك انتقل بانتاني في الفصل السابع عشر إلى الحديث عن النظام المالي في الجزائر، من مصادر التمويل والخزينة والقوة العسكرية والمليشيا التركية بمدينة الجزائر، أما في الفصل الثامن عشر فعرض فيه ظاهرة النشاط البحري (القرصنة)، ومصالح الجزائريين في خوض الحروب البحرية، وما يترتب عن ذلك من تحصيل الأسرى وفديتهم، ثم انتقل في الفصل الموالي (الفصل التاسع عشر) إلى الحديث عن القوى العسكرية والبحرية للدول المجاورة للجزائر كطرابلس والمغرب، والعلاقات بين الباب العالي مع الدول المغاربية، وعلاقات الدول الأخيرة مع الحكومات الأوربية المختلفة، وفي الفصل العشرين عرض فيه الكاتب رحيله عن مدينة الجزائر، حتى وصوله إلى توسكانا، مرورا بجزيرة ماهون ثم بمدينة باليرمو في صقلية ثم إلى جزيرة بونزا (Ponza)([4])،أما الفصل الثاني والعشرين فتحدث فيه عن الحملة الانكليز الهولندية على مدينة الجزائر والمعاهدات التي أبرمتها الجزائر مع كل من انكلترا وهولندا، وعرض لحالة لقوات الجزائرية بعد الحملة، وفي الفصلين الأخيرين (الثاني والعشرون، والثالث والعشرون) دعا فيهما إلى احتلال أوربا لشمال إفريقيا وأهمية ذلك بالنسبة للدول الأوربية، وطرح الصعوبات المحتملة للحملة، بعد ذلك عرض أن هناك عدم وجود اتحاد بين القوى البربرية، والطبيعة غير الشعبية لحكوماتهم المواتية للغزو، والتعليمات التي على الجيش أن يعمل على تطبيقها وتنفيذها، وأنسب وقت للنزول(2).
- النظافة والملابس:
سلط بنانتي في هذا النص على جملة من هندام السكان وملابسهم وطريقة حلق شعر رؤوسهم، والغطاءات التي يضعونها على رؤوسهم، وقد لاحظ أنها تختلف حسب المكانة الاجتماعية والدينية.
» يؤكد بعض المراقبين أنه يمكننا الحكم على الحضارة التي وصل إليها الشعب من خلال النظافة التي يظهرون بها، إن امتثال السكان لمبادئ Mahomet ، فيمكن للمرء أن يقول إنهم أكثر الناس تحضراً على وجه الأرض؛ لكنهم بعيدين عن متابعتهم في رعاية شخصهم وطريقة لبساهم، إنهم يحلقون رؤوسهم ومع ذلك يولون لحاهم أهمية كبيرة، إنهم يمررون أيديهم باستمرار بجدية كبيرة، ويحرصون باستمرار على فصلها، يحتفظون بتكتل صغير من الشعر في الجزء العلوي من الرأس، ملابسهم هي القفطان أو الثوب الطويل الذي ينزل تحت الركبة، يرتدون فوق القفطان سترة غنية بالذهب والفضة، لديهم أحذية طويلة ، ألوان هذه الأحذية أو النعال صفراء أو حمراء ، ونادرا ما يرتدون الجوارب، بشكل عام يوجد شريط أحمر حول كلاهم (de leurs reins est rouge)، ويحيطون رؤوسهم بعدة غطاءات (خمارات أو براقع مفردها برقع) جميلة، كلما كانت رتبة الرجل أعلى، زادت الملابس التي يجب أن يرتديها، ويحظى بالاحترام بسبب عدد الملابس التي يرتديها بشكل مريح؛ في بعض الأحيان يكون مثقلًا بهم لدرجة أن الاستخدام المجاني لأطرافه يصبح مستحيلًا بالنسبة له، يساهم هذا الجزء من عادات السكان في عدم اكتراثهم وتراخيهم، لكنهم راضون تمامًا إذا كان لديهم الكثير من الاحترام لدى الجمهور، يُسمح لمن أدى فريضة الحج، المسمى الحاج (hatech)، بارتداء العمامة فقط، الآخرون يغطون رؤوسهم بالقبعات حمراء أو حجاب متشابك (voiles entrelacés)، كما قيل للتو، يوجد في فاس والمغرب بساطة كبيرة في اللباس ، بينما على العكس من ذلك، تسود الرفاهية المفرطة حقًا بين الجزائريين والتونسيين «([5]) .
- ملابس النساء:
انتقل بعد حديثه على ألبسة الرجال إلى وصف ألبسة النساء، فوصفهن أنهن مغطاة بالذهب والجواهر مشيرا إلى حقهن في امتلاك الثروة بناء على تعاليم الإسلام، ثم انتقل إلى وصف ملابسهن في فصلي الشتاء والصيف، وإلى نعالهن المصنوعة بعناية، وطريقة تصفيف شعرهن، ونوعية القبعات التي يضعنها فوق رؤوسهن. ثم توقف عند تلبيس المرأة الذي يتسدعي وقتا طويلا من اليوم، وهذا خاصة لدى الطبقة الراقية.
» نسائهم مغطاة بالذهب والمجوهرات. في البلدان الاستبدادية، حيث الثورات، وبالتالي سقوط رجال مهمين، متكررة، حيث يمكن للطاغية في أي لحظة أن يستولي على كل شيء، إنها سياسة تستخدم لإثراء النساء، لأن قانون محمد (يقصد الدين الإسلامي) يحرم التعرض لممتلكاتهن. ترتدي النساء المغاربيات الملابس في الشتاء والحرير في الصيف في مدينة الجزائر؛ فساتينهن، التي تسمى الجوبة (jubas)، تشبه الرداءات (tuniques)، وكلها مغطاة بتطريز غني ومزينة بالأحجار الكريمة. الجبب متعددة الألوان، وأحيانًا يكون أحد جوانبها أصفر والآخر أزرق؛ الموضة التي تروق إلى حد كبير الجمال المغاربي، نعالهن تم صنعها بعناية، وتصفيفة شعرهن والتي تسمى “كونسيل(consil) “، يتم ربطها بطريقة خيالية بمنديل، لديهن أساور ثمينة وخواتم ذهبية كبيرة. يرتدين الأقراط على شكل هلال، حول طول الإصبع الصغير، وغالبًا ما يكون محيطها خمس بوصات.
ترتدي النساء المغاربيات شريط من المخمل القرمزي (velours cramoisi) فوق القفطان؛ وعندما يسافرن، تحميهن قبعات القش من حرارة الشمس، يذهبن يومًا في الأسبوع إلى الحمام العام، حيث يردن الظهور بمظهر رائع في هذه المناسبة، يرتدين سترة كبيرة مطرزة بالذهب؛ وعلى صدرها قفطان من قماش ناعم أو من مخمل (velours) مثبت من الخلف، يرتدي البعض منهن حول رؤوسهن شريطًا مطرزًا بالذهب ومزخرفًا باللآلئ، والذي له تأثير إكليل (qui fait l’effet d’un diadème)، يشعر السكان بالإطراء لإظهار رفاهية وفخامة لأصدقائهم في الحي مما يدل عليه لباس زوجاتهم ومحظياتهم (خليلاتهن) عندما يأخذن شيء من الهواء على الشرفات (terrasses).
يقتضي حفل تلبيس المرأة المغاربية جزءًا كبيرًا من اليوم؛ أولئك الآئي هن في مرتبة عالية لديهنم العديد من النساء العبيد الآئي لكل منهن عمل خاص بها، إحداهن تلطخ حاجبي سيدتها؛ والأخرى تمشط شعرها، والثالثة تجهز الحجاب، والرابعة ترش روح الورد (l’essence de rose) على الملابس أو على سيدتها، تصفيف الشعر هو الأصعب، يتم تقسيمه إلى ظفيرتين معطرتين، ومع سلاسلها الذهبية وزخارفها الأخرى، يضفي شعر الزهرة المغاربية هذه العظمة على تصفيفة الشعر، أن الشخص الذي يرتديه غالبا ما يجد صعوبة في التحرك« (2).
ثم تحدث عن تنقل المرأة وخروجها من بيتها إلى خارج المنزل فترتدي لحافا (الحايك) يغطي جميع جسدها، أما إذا خرجت إلى مناطق خارج المدينة فيتم وضعها في هودج، وفي كلتا الحالتين في داخل اللحاف أو داخل الهودج فإن المرأة ترى ما حولها دون أن تُرَى.
» عندما تذهب النساء للقيام بالزيارات، يتم تغطيتهن بحايك يغطي جسدهن بالكامل؛ يتم ترتيبه على الرأس بطريقة تمكنهن من إزالته كما يحلو لهن، ويرون دون أن تتم رؤيتهن، أثناء وجودهم على شرفاتهم، ليس من المستحيل على المسيحي أن يفكر في الفاكهة المحرمة؛ لكن في الشوارع، لا تقدم النساء المغاربيات للنظرات شيئًا سوى كتلة تتحرك وليس لها شكل ولا ملامح« ([6]).
» عندما تذهب امرأة مغاربية إلى الريف (campagne)، يتم وضعها في نوع من القفص أو السرادق المصنوع من أغصان الخوص (branches d’osier)؛ محاط بشاش ناعم يدور من خلاله الهواء بحرية، وترى المرأة كل شيء دون أن تُرى، هذه العربة الفردية، التي عادة ما تكون واسعة بما يكفي لاستيعاب امرأتين ، يحملها حصان أو جمل، ويديرها عبد « (2) .
- طبيعة المساكن:
انتقل بانتاني إلى وصف المساكن في الجزائر من حيث مظهرها الخارجي والداخلي، وكيفية تصرف السكان مع مياه الأمطار التي يتم توجهيها من أسقف المنازل لى صهاريج، هذه الأسطح كانت مكانا لتجفيف الملابس، ثم ذكر أن المنازل منخفضة لا تتجاوز طابقين، أما الأرض فكانت مبلطة من الرخام الإيطالي ويقصد هنا من دون شك مدينة الجزائر، يحتوي الفناء على نافورة، وأفران ترابية لطهي الأطعمة، ثم تحدث عن أهمية أسقف المنازل ودورها في الفرح واللعب، كما كانت وسيلة للتزاور مع الجيران دون الدخول عبر باب الشارع، ولمح إلى دور السلطة في إلزام السكان على تبييض منازلهم مرة واحدة في السنة، ثم انتقل إلى الحديث عن بعض الخصوصيات التي كان يتسم بها السكان في منازلهم منها نزع النعال عند الدخول، ثم تحدث عن أثاث المنازل، وكيفية استقبال الغرباء والأقارب في المنزل.
»على الرغم من أن مساكن السكان نظيفة بشكل عام، وحتى في بعض الأحيان رائعة من الداخل، إلا أن لها جانبًا مزعجا من الخارج، ويرجع ذلك إلى حقيقة أنها لا تحتوي على زخرفة ولا نوافذ في الشارع، في الوسط فناء مربع تحيط به أعمدة، يؤدي الباب الموجود على الجانبين إلى شقة واسعة؛ الأسطح مستوية وتعمل على استقبال مياه الأمطار التي تنزل بعد ذلك إلى صهاريج، يتم تجفيف الغسيل على الأسطح حيث يتم الحصول على بعض الهواء النقي، ويتم وضع الحريم دائمًا في المبنى الخلفي ؛ بدلاً من النوافذ ، يوجد على واجهته شرفة كبيرة مشبكة (balcon grillé) ، حيث يتم استقبال الأسرة خلال الزينك (zeenak) أو العيد الرسمي، وبشكل عام، إن المنازل منخفضة ولا تحتوي على أكثر من طابقين، الأرضيات مكونة من بلاط من الرخام المسمى غاتشي (gachi) الذي تم إحضاره من إيطاليا، توجد نافورة في كل فناء تقريبا، وبالقرب من شقة النساء، المقدسة للجميع ما عدا الزوج، يوجد سالموك (Salemok)، وهو مخصص لسكن الرجال، لدى السيد وأبناؤه والخدم غرف منفصلة، يتم تحضير المواد الغذائية في أفران ترابية صغيرة موضوعة في الفناء، ومبيضة بشكل جيد ومنتهية في قباب صغيرة، غالبًا ما أثار التشابه الكبير بين منازل البلاد المغاربية ومنازل هيركولانوم (Herculaneum)([7]) وبومبي (Pompeia) (2) ، تم اكتشاف الموقع عام 1748 دهشة المسافرين«(3) .
» ليست الشرفات مجرد نزهة رائعة فقط ؛ بل كانت ميدانا للفرح واللعب، توفر السلالم الجاهزة دائمًا للجيران الوسائل لزيارة بعضهم دون الحاجة إلى النزول في الشارع، في مدينة الجزائر يُلزم القانون أي صاحب منزل بتبييض منزله مرة واحدة في السنة، هذا الإجراء، الذي يمتد إلى داخل المبنى، وكذلك إلى الجدران الخارجية، يساهم ماديًا في الصحة العامة، إنه أمر رائع حتى أن السكان يأخذونه من منازلهم، في حين أنهم غير مبالين بصيانة أشخاصهم، لا يدخلون أبدًا على سبيل المثال إلى شققهم دون نزع النعال ؛ ومع ذلك فإن مساكنهم لا يظهر عليها أي نوع من الترف، ساعة فرنسية ، مرآتان أو ثلاث ، عدد قليل من السجاد الفاخر، أسرة أو أرائك في كل ركن من أركان الغرفة، وسائد على طول جوانبها، وستائر مضيئة على النوافذ المطلة على الشارع، هذا كل ما يتكون في مدينة الجزائر من تأثيث منزل، الجدران لها أفاريز(corniches)، منقوس عليها الحروف العربية، وبلاط الأسطح مطلي بالورنيش (vernies) كما هو الحال في هولندا، والتي يبدو لي أنها استعارت هذه العادة من شبه الجزيرة العربية، تتكون الأسرة من عدة مراتب(matelas) صلبة إلى حد ما ووسائد من الريش، ويتم لفها بالكامل كل صباح، يستخدم بعض السكان أسرتهم أثناء النهار كأرائك، من بين جميع الملابس التي يتم تعليقها على خطافات حول الغرفة التي ينامون فيها، كما يظهر أيضًا عند العرب، يتم استقبال الغرباء في غرفة صغيرة عند مدخل المنزل، حيث يرسل السيد عادة جميع متعلقاته، خلال الموسم الحار، يجلس على حصيرة أمام باب منزله؛ وكل من يأتي لرؤيته في مراسم أو لأي سبب آخر مدعو إلى أن يكون بالقرب منه، نتيجة لغيرة السكان الطبيعية، يتم إدخال أفراد الأسرة فقط في الشقق المجاورة للحريم«(4).
- ظاهرة التسول:
بدأ الكاتب حديثه عن هذه الظاهرة بالقول أنها قليلة في الانتشار في هذا البلد، ثم أردف أن الوازع الديني لدى الناس دفعهم إلى منح الصدقات للتقليل من احتياج فقرائهم، ثم حذر من عدم وعد المُتَصَدَّقْ عليه بتقديم صدقة جديدة، لأن المتسول عادة ما يعتقد تكرارها واجبا، وذكر حادثة وقعت بين متسول وتاجر من اليونان، فلما انقطعت صدقات التاجر على المتسول الذي غاب بضعة أشهر بسبب السفر، ولما عاد طالبه بالصدقات خلال مدة غيابه، ثم اشتكاه إلى الداي الذي حكم لصالح المتسول:
» هناك القليل من المتسولين في البلاد المغاربية، تتضافر الالتزامات الدينية للسكان في أن يكونوا خيريين، وميلهم إلى منح الصدقات، والخصوبة الطبيعية للتربة، لإحباط إمكانية حدوث الكثير من البؤس الفردي، ولكن إذا كنت تتصدق مرة واحدة لشخص، فيجب أن تحرص على عدم وعده بمساعدة جديدة؛ خلاف ذلك، لا شيء سوى ما تملكه يمكن أن يرضي جشع متسول أفريقي؛ وما أعطيته إلا مقدمة لما ينوي أن يطلبه منك، عندما يأكل رجل فقير على طاولتك، فإنه يعتقد أن شركته ضرورية لك في اليوم التالي، هل تعطيه هدية، فعادةً ما يكون تكرارها واجبًا يتوقعه منك المتسول المزعج، من ورثتك وخلفائك أخيرًا ، إذا كنت تعمل في مجال الإحسان مرة واحدة، فيجب أن تكون كذلك دائمًا، ذات يوم قام تاجر يوناني بتقديم صدقة سخية لرجل عاجز رآه ممدودًا في الشارع؛ قام الفقير بعكازتيه وتبعه وهو يمطره بالبركات، أخذ مكانه على الطريق حيث كان التاجر يمر، ولا يزال يتلقى شيئًا منه في الأيام التالية، سرعان ما اضطر اليونانيون للذهاب إلى مصر؛ استمر المتسول في الظهور بانتظام في منصبه، وكلما غادر خادم التاجر المنزل، كان حريصًا على سؤاله عن أخبار سيده، وهو يدعو إلى السماء بعودة سعيدة لمن أراح بؤسه، وصلت هذه العودة التي طال انتظارها، وأظهر المتسول فرحًا شديدًا، كان التاجر على وشك أن يعطيه كرامة جديدة على كرمه، عندما كان الأخير يحدق به بإصرار، وأعلن أنه يجب إبراء ذمة مثل هذا الدين في الحال، لم يفهم اليوناني شيئًا من هذا الافتراض؛ لكن المتسول أوضح له أن راتبه تراكم خلال الأشهر التي غاب فيها، التاجر، الذي لم يكن يعرف ما إذا كان عليه أن يعاقب هذه الوقاحة التي لا يمكن تصورها، أو أن يضحك عليها، قرر الرحيل؛ لكن دائنه الغريب يدخل المحكمة إلى الداي، وأوضح أنه رحل إلى مصر، وأن التاجر غادر الجزائر دون أن يخبره، كان يأتي باستمرار كل يوم ليسأل عن صحته، وتضرع للسماء نيابة عنه، وأضاف أنه معتمدا على مثل هذه المعاملة الشرعية تخلى عن العمل وتعاقد على الديون من أجل العيش، لم ينكر التاجر حقيقة الصدقات، لكنه أكد أنها كانت طوعية من جانبه، ولا يمكن أن تتعامل معه، بعد أن تم فحص القضية بعناية من قبل الداي، قرر سموه أن يدفع التاجر للمتسول ليس فقط مائة وثمانية ريالات مقابل أيام غيابه، ولكن أيضًا قرشًا (une piastre) لخداعه السيئ «([8]).
- العلاقات الاجتماعية:
تحدث بنانتي عن بعض من العلاقات بين الناس منها التحية فذكر أن إلقاء التحية من صغير السن على الشيوخ تكون عبر تقبيل أيديهم، بينما النظراء فتكون عبر العناق، وتحدث كذلك عن صيغ الحَلِفْ، تكون بالدين، بالمسجد، برأس النبي…إلخ، كما ذكر أن حمل السكان لأسمائهم وذلك بإضافة اسم المدينة التي ينتمي إليها، واستشهد بأحد الأسماء (أبو ، سالك علي(Saleck Aly) ، محمد ، البصري):
» الأصاغر، عند الاقتراب من العظماء، يقبلون أيديهم، والآخرون النظراء يعانقون بعضهم. وعادة ما يقسم السكان بالشرع، بالمسجد، بلحيته، برأس النبي. لا تحظى الرتب المشتقة من الولادة بتقدير كبير في ظل الحكومات الاستبدادية مثل الموجودة في البلاد المغاربية.
من المحتمل أنه بدون اسم والده، الذي اعتدنا على إضافته إلى اسمه، لن يعرف عدد كبير من السكان ما هي الصفة التي تجعلهم يلاحظون أنفسهم في العالم. إذا كان الأمر يتعلق بعقد زواج، أو تكوين بعض الروابط الأسرية، فإن مدى الثروة أو درجة الإحسان مع الداي هي الأشياء الوحيدة التي يتم أخذها في الاعتبار. القاضي لن يتردد في إعطاء ابنته للحرفي إذا كان ذلك يناسبه. كثيرًا ما يضيف السكان إلى أسمائهم اسم المدينة أو المكان الذي ولدوا فيه هكذا يدعى سالك علي محمد البصري ، إلخ. بما أن السكان يتبعون هذه الأسماء مع أسماء كرامتهم، ومن بين جميع الفضائل التي تزينهم، حسب رأيهم ، فإن لديهم ما يقرب من النبلاء الإسبان، الذين يمكن مقارنة سكان شمال إفريقيا بهم بعدة طرق أخرى.
لا تقدم عادات وتقاليد المغاربي مجالًا واسعًا جدًا لفضول المسافرين. يمكن للمسيحيين فقط أن يحصلوا على فرص نادرة لتعلم كل ما يتعلق بالحياة الاجتماعية في هذا البلد؛ وحيثما كان القرآن، حيث يطبع على التقاليد بطابع تجانس كبير ([9]).
- الخِطبة والزواج:
تحدث بانانتي عن الخطبة فذكر أنها تتم في سن الطفولة، أما سن الزواج فيكون عند الثانية عشر أو الثالثة عشر. ثم عرض بعض طقوس الخطبة، وذكر أن المرأة لا تحضر معها إلى بيتها سوى ملابسها وحليها. ثم ذكر أن الآباء هم الذي يختارون زوجات أبنائهم حتى أن الزوجين لم يريا بعضهما حتى يوم الزفاف. وأضاف أن هناك من يكلف عجوزا لتبليغ المعجب بها بالزواج، مع حرصه على مراقبتها من بعيد. قبل الاحتفال بأيام يتجول العريس في المدينة على ظهر الخيل على صوت الطبول وإطلاق البارود مع أصدقائه، وهو يرتدي عباءة حمراء، يتدلى منها سيفا، في هذه الفترة تنقل العروس إلى الحمام، ويتم عقد القران بحضور الأئمة والضيوف. وينسحب الحضور باستثناء والدة العروس وأقرب أقربائها، بعدها يتم التوجه إلى منزل العريس باستثناء والد العروس على ظهور الخيل، ثم تحدث عن مراسم أخرى في ليلة الزفاف، وختم الكاتب كلامه عن الزواج على أهمية عذرية الزوجة الذي يتم الإشهار بها في المدينة :
» غالبًا ما يحدث، في البلاد المغاربية أن يخطب الأطفال من سن مبكرة (dès l’âge le plus tendre)؛ لكن لا يتم الاحتفال بزواجهم حتى يبلغوا الثانية عشرة أو الثالثة عشرة من العمر. يقول أحد شعرائهم: >> في هذا الوقت، يبدأ برعم الورد ينفتح ويخترقه شعاع الحب المنعش. >> عندما ألغى آباء زوجين شابين الزواج ذات مرة، اجتمعت العائلتان ووافقتا على الشروط. يتبع السكان في المناطق الجبلية في هذه المناسبات، عادة آل ناسامون (Nasamones) ([10]). يحضر الزوج كوبًا إلى شفتي التي ستكون زوجته، والأخير يؤدي نفس الوظيفة بالنسبة له. وتقوم هي بنفس الوظيفة بالنسبة له. يضيفون إلى هذا الحفل الوعد بالإخلاص المتبادل. يتخلى الوالدان عن ابنتهما للسلطة المطلقة لزوجها؛ أما بالنسبة للمهر، وهو شيء مهم للغاية في أوروبا وقت اختيار الزوج، فنادراً ما يتحدث عنه السكان. نادرا ما تجلب الزوجات أي شيء لأزواجهن باستثناء خزانة ملابسهن وبعض الماسات وبعض الأفرشة ؛ يتم وضع الكل على جمل ويتم عرضه بأبهة عظيمة عبر المدينة، قبل الدخول إلى منزل مالك المستقبل«(2).
» وكقاعدة عامة، لا يستشير الآباء ميول من يرغبون في الزواج؛ حتى أن هناك أمثلة متكررة على أن الأزواج الصغار لم يروا بعضهم قبل يوم الزفاف. الوسيلة الوحيدة التي يمتلكها المعجب ليضمن لنفسه جاذبية تجاه الفتاة هو توظيف امرأة عجوز لها الحق في الذهاب وزيارتها المستقبل في المنزل ومرافقتها إلى الحمام. العادة في هذه المناسبات هي تحميل المبعوث برسالة رقيقة وباقة غنية من الورد. لا يزال العاشق مهتمًا بمراقبة جمالها عند خروجها، ويستمد من طريقتها في المشي وإيماءاتها الأخرى، محفزات مهمة تمكنه من تقدير شخصيتها. وغالبًا ما تؤدي إلى نتائج دقيقة جدًا(3)«.
» قبل أيام قليلة من الاحتفال بالزفاف، يتجول العريس في المدينة على ظهور الخيل، مع صوت الطبول والناي؛ يتبعه عدد من أصدقائه، بعضهم يحمل لافتات، وآخرون يطلقون نيران البنادق في الهواء. في يوم الزفاف، يسلك طريقًا آخر ويمشي مع مزيد من المراسم؛ يرافقه عدد من الأصدقاء؛ يرتدي العريس عباءة حمراء ويتدلى بجانبه سيف جميل. يحرص على تغطية وجهه حتى يمنع تأثير نظرة سيئة. قبل الاحتفال بثلاثة أيام، تنُقل العروس إلى الحمام، وتكرر ذلك في الأيام التالية. وعندما يصل الزوج، يجتمع الأقارب والأصدقاء؛ يلفظ الزوج الدعاء أمامهم وبعض الأئمة المدعوون، ثم يستعد للذهاب والانضمام إلى خطيبته الموجودة في شقتها«(4).
يواصل بانانتي حديثه على المراسم الأخيرة لحفل الزواج فيقول: »منذ تلك اللحظة يتم إعلانهما زوجًا وزوجة؛ ينسحب الحاضرون كلهم باستثناء والدة العروس وأقرب أقربائها. ثم تظهر لأول مرة، أمام زوجها ووجهها مكشوفا، وعندما يرضي مظهرها لبضع لحظات، ينسحب ويذهب إلى منزله. قرابة الساعة التاسعة مساءً، يرافق كل من حضر الزواج العروس إلى منزل زوجها. والد المرأة هو الوحيد الذي لم يشارك في الموكب. يُعتقد أنه من غير المناسب أن يظهر في هذا اللقاء الأخير لأصدقاء الزوجين السعداء. مهما كانت المسافة من منزل الزوج، فإن العروس دائمًا ما يتم اصطحابها هناك على ظهور الخيل، وتغلق في أحد تلك الأجنحة المذكورة أعلاه. تسبق المشاعل المضيئة وتتبع الموكب. عندما يقدم والدا الزوجة والزوجة إلى منزل زوجها ، يجب الحرص على عدم ملامستها لعتبة الباب، مما يعتبر نذير شؤم. يأتي الزوج أمام زوجته، ويعلن جميع الأقارب والأصدقاء عن حضورهم؛ لم يبق سوى عدد قليل من النساء اللائي يجب أن يلعبن دور الحوريات؛ هم مسؤولات عن تسلية العروس بقصص الحب أثناء خلع ملابسها؛ وعندما يتم ذلك، يمتعونها بأغنية عاطفية تكريماً للزواج. من بين الأمم الفضة في المنطقة هو التأكد بالبراهين على العذرية في جميع أنحاء المدينة. هذه الشهادة ضرورية جدًا في بلاد المغارب لدرجة أنه عندما لا يكون الأمر مؤكدًا، لا يحق للزوج فقط إعادة زوجته إلى والدها، لكن هذا مغطى بالعار لقيامه برعاية سيئة للغاية لشرف ابنته « ([11]).
- الميراث، ورعاية الأطفال والطلاق وتداعياته:
تحدث عن الميراث بين الزوجين في حالة وفاة أحدهما، ثم تحدث عن رعاية الأطفال الذكور والإناث التي تبقى تحت رعاية والديها حتى تتزوج، وتعرض بعد ذلك إلى إمكانية الزوج عند طلاق زوجته أن يعيد حياته الزوجية مع امرأة أخرى في ظرف ثلاثة أيام، لكن المرأة المطلقة عليها أن تبقى لمدة ثلاثة أشهر (فترة العدة) حتى تتمكن أن تتوزج مع زوج آخر. ثم تطرق إلى حالة عودة الزوج لزوجته الأولى ولكن بعد أن تتوزج رجلا آخر. وفي آخر حديثة تعرض بالانتقاد لهذه الخصوصية التي هي مستوحاة من الشريعة الإسلامية.
»عندما يموت أحد السكان، ترث زوجته المفضلة ثلث ممتلكاته؛ إذا كانت هي أول من مات، فإن زوجها يتمتع بامتياز مماثل؛ ولكن خلال حياتهم ، فإن ملكية المرء ليست مشتركة لكليهما. كما يشارك الأبناء الشرعيون؛ وأولئك الذين يولدون من محظيات لهم الحق فقط، عند وفاة والدهم، في ربع الممتلكات. يعتمد الأبناء الذكور على الأب حتى يبلغوا السابعة من العمر، ومع ذلك يظلون تحت إشراف والدتهم في هذا العمر، إذا لم تكن ترغب في الاحتفاظ بها بعد الآن، فإنها تسلمها إلى والدها، بينما يتعين عليها توفير نفقات إعالتها في المستقبل. تبقى الفتيات مع والدتهن حتى يتزوجن. في البلاد المغاربية يمكن للرجل أن يتزوج زوجة جديدة ، بعد ثلاثة أيام من الطلاق من أخرى؛ لكن يجب أن تبقى المرأة ثلاثة أشهر دون أن تتزوج بزوج جديد في أي وقت، يمكن للأول أن يعود إلى المرأة التي طلقها؛ ولكن يجب أن يعيد لها ما يسمى الصداق. ولا يمكنه إعادتها حتى تتزوج آخر رجلا. وبعد أن يتمتع الزوج الجديد بجميع حقوقه ثم يكلقها، عندها فقط يُسمح للمرأة بالعودة إلى زوجها الأول. السهولة الشديدة التي يمكن بها للمسلمين فسخ زواجهم تجعلهم يتعاقدون دون معرفة متبادلة بين الزوجين بشخصيتهم. ليس هناك شك، في هذا الرباط المقدس، في التقدير والتعاطف وتوافق المشاعر. إن الازدراء الذي يمارسه المرء تجاه النساء في البلاد المغاربية، والذي يضاف إلى تسهيل شراء نساء جدد حسب الرغبة، يقود هذا العرق السيئ السمعة إلى التساهل المعتاد في التجاوزات البغيضة. هذا هو الخطر من جعل الرذيلة مألوفة ، بحيث يتم الاعتراف بمثل هذا الفساد دون خجل… « ([12]).
بعدما تحدث عن السماح بتعدد الزوجات في المجتمع المغاربي، وانتقاده له، لجأ الكاتب إلى الحديث عن شعور النساء المغاربيات وإعجابهن حسب رأيه بنظام الزوجة الواحدة لدى الأوربيين فقال: » من المتوقع أنه من الصعب التعبير عن دفء الاهتمام الذي تستمع به النساء المغاربيات إلى ما يقال لهن عن عاداتنا تجاه جنسهن. إلى أي مدى لا يحسدون هذا الاعتبار اللطيف المرتبط بنساء أوروبا، وكم لا يتأوهن على مصيرهن البائس عندما يجدن أنفسهن مع زوجات القناصل أو المقيمين الأوروبيين! طوال الوقت الذي تستغرقه زياراتهن، ينشغلن فقط في تصوير معاناتهن وبرودة أزواجهن، والقسوة التي يتعرضن لها في بيوتهن. من بين جميع مؤسساتنا، فإن ما يجعلنا امرأة واحدة هو الأكثر حكمة في نظرهن. يعتقدن أنه يضمن السعادة لكلا الجنسين، وخاصة سعادة شخصنا. قال شاعر ألماني: من له أربع نساء يفرح؛ من لديه واحدة فقط هو نصف إله «(2).
10-النظام الغذائي لدى السكان:
يتحدث بنانتي عن النظام الغذائي للسكان فيقول أن السكان : » في نظامهم الغذائي، عندما تحين المناسبة، يتحولون من أقصى درجات التوفير إلى تلك الشراهة؛ لديهم صبر مذهل على الجوع والعطش وبالمثل فإنهم يظهرون كل شراهة اللومباردي« (3).
ثم يتحدث عن طريقة تحضير وطهي الكسكس فيقول: » يتم تحضير الكسكس الشهير الخاص بهم عن طريق وضع كمية معينة من الأرز وحبوب المنطقة في إناء مثقوب، يتم وضعه على قدر (chaudron) مليء جيدًا بالدواجن ولحم الضأن. بخار هذا الخليط يطبخ الكسكس. والقليل من الزبدة والأجزاء الأكثر صلابة الموجودة في القدر، ممزوجة مع الكسكس ، تجعلها واحدة من أفضل الأطباق التي يمكن تخيلها« (4).
ثم يضيف : »لا ينبغي أن نتفاجأ من أنه الطعام الوطني، ويمكنني أن أقول عالميًا، في البربري. البيلاو (Le pillau) هو نوع من الحلوى ، نضيف إليه أحيانًا اللحم البقري المملح أو لحم الضأن. توفر اللحوم المشوية لحومًا مفرومة جيدة، ويتم استخدام كميات كبيرة من السكر والتوابل وجوهر الورد في إعداد المطبخ«([13]).
وقد لاحظ بنانتي ما يفعله السكان قبل الأكل فيقول: » قبل الأكل يحرص الناس دائمًا على غسل أيديهم، يجلسون وأرجلهم مربعة (jambes croisées) حول الطاولة التي تكاد تلامس الأرض. لا توجد مفارش للمائدة أو مناديل، ويتم استخدام نفس منشفة اليد من قبل جميع الضيوف. عادة ما تكون الملاعق من الخشب ومن يملكها من العاج يعتبر رجلا مهما«(2).
أما عن الأدوات التي تستعمل أثناء تناول الطعام فقال: »لا يتم استخدام السكين أو الشوكة، وهناك حاجة قليلة لهما، حيث يتم تقديم اللحوم دائمًا على شكل قطع صغيرة جدًا أو مسلوقة جيدًا؛ لا توجد أكواب على الطاولة«، ثم راح بنانتي يقلل من شأن السكان في كيفية شربهم للماء أو عصير الليمون مشبها إياهم بالماشية، مستخدما عبارة اللغة اللاتينة فيقول: » الجميع ، more pecudum(مثل الماشية) ، يشربون الماء أو عصير الليمون من إبريق كبير«(3).
وقد لا حظ بنانتي أن الخمر ممنوع تناولها باستثناء البعض من الأتراك والعرب فقول: »يمنع الخمر من هذه الوجبات التي تدخل الفرح والبهجة، ولكن على الرغم من وصايا الرسول(محمدﷺ) ، فإن العديد من المؤمنين في مدينة الجزائر، وخاصة بين الأتراك والمور، يترددون على الحانات؛ ينسون تعاليم دينهم، ولا يستهينون بشرب كميات طويلة من العصير القوي، المسلمون لا يترددون في إعفاء أنفسهم من هذا النوع من الإفراط، بل ويعتقد الكثيرون أنهم يتصرفون بضمير حي، مما يزيد من كرم طبيعتهم الكئيبة « (4).
وانتقل بعد ذلك إلى الحديث عن تناول السكان لبعض المنبهات فقال: »عندما يعبر عربي أو المغاربي الصحراء، عادة ما يكون لديه شيء في فمه يمضغه، وغالبًا ما تكون أوراق التبغ التي تعتبر مغذية جدًا، ويقال نفس الشيء عن طحين قشور المحار، الذي يستخدمه سكان أمريكا الجنوبية، والذي، بالإضافة إلى الكوكا الشهيرة الخاصة بهم ، يمكِّنهم من قضاء أيام كاملة دون قوت آخر« ، ثم يتوقف برهنة عند حديثه عن تناول الناس للقهوة مبديا ملاحظاته عن ذلك فيقول: » لكن ما يبدو أكثر قبولًا للسكان، ويحافظ عليه بشكل أفضل بعد تعب رحلة يوم واحد، هو فنجان من القهوة، استهلاك القهوة هائل في بلاد المغرب وفي البلدان الإسلامية الأخرى، يفضل السكان عمومًا ما هو عليه في اليمن ([14])؛ لا يتم طحنها كما في أوروبا؛ وبعد حرقها، يتم طحنها في خلاط (mortier)، ومن أجل غليها على شكل مشروب، يتم إضافة الماء عليها، كما هو الحال عند تحضير الشاي، القهوة التي رأيتها بهذه الطريقة تشبه روزوليو(rosolio)(2)تمامًا، لكنني لا أوافق على طريقة تناولها بدون سكر«، ثم تحدث عن ما يفعله السكان بعد الانتهاء من تناول وجبة الطعام فقال: »بمجرد أن ينتهي المغاربة من وجبتهم، يغسلون أيديهم مرة أخرى، وبعد قيامهم دون أمر وبدون مراسم، يذهبون لتدخين غليوناتهم، ولا يمكنهم فهم العادات الأوروبية المتمثلة في البقاء على المائدة لمدة أربع ساعات بعد العشاء، لمجرد التحدث عن الفضيحة أو السياسة، وجدوا أنه من الأنسب والأكثر فائدة أن يختلوا وأخذ قيلولة، على غرار الإسبان« (3).
وفي ختام حديثه عن النظام الغذائي ذكر بعض مظاهر التسلية التي كان يقوم بها السكان كالصيد وممارسة بعض اللعبات فيقول:» تعترف الحياة البطيئة والموحدة للسكان ببعض التسلية: إذا أرادوا عن طريق الصدفة ، التخلص من كسلهم المعتاد، فإنهم يركبون خيولهم الشائكة(leurs chevaux barbes) ويذهبون لقضاء بضعة أيام في الريف، يبدو أنهم في السنوات الأخيرة كانوا يستمتعون أيضًا بصيد الطيور، طريقتهم في الحصول على هذه التسلية هي وضع أنفسهم تحت خيمة صغيرة مطلية بألوان مختلفة تتدفق حولها السمان والطيور الأخرى ، فيقتلون عددا كبيرا منها«، وعن ممارسة لعب التسلية يقول: » لعبة الداما والشطرنج هي الألعاب الرئيسية المستخدمة بين السكان، دينهم يحرم لعبة الورق (cartes)(4).
خاتمة:
إن ما يمكن استخلاصه من هذا العرض الذي تعرض فيه صاحبه إلى بعض من المظاهر الاجتماعية في الجزائر حسب نظرة بانانتي نلخصها فيما يلي:
1- أنه أعطى وصفا لملابس الرجال ثم وصف ألبسة النساء، فوصفهن أنهن مغطاة بالذهب والجواهر مشيرا إلى حقهن في امتلاك الثروة بناء على تعاليم الإسلام، ووصف ملابسهن في فصلي الشتاء والصيف، ونعالهن المصنوعة بعناية، وطريقة تصفيف شعرهن، ونوعية القبعات التي يضعنها فوق رؤوسهن، ثم تحدث عن طول مدة تلبيس المرأة لدى الطبقة الراقية.
2- ثم تحدث عن تنقل المرأة وخروجها من بيتها إلى خارج المنزل فترتدي لحافا (الحايك) يغطي جميع جسدها .أما إذا خرجت إلى مناطق خارج المدينة فيتم وضعها في هودج.
3- وصف بانانتي المساكن في الجزائر من حيث مظهرها الخارجي والداخلي، ونظام توجيه مياه الأمطار من أسقف المنازل إلى الصهاريج، ثم تحدث عن أهمية الأسطح، وعلو المنازل، وبلاط أرضية المنازل، وما تحتويه فناءات المنازل من مرافق، ولمح إلى دور السلطة في إلزام السكان على تبييض منازلهم مرة واحدة في السنة، ثم انتقل إلى الحديث عن بعض الخصوصيات التي كان يتسم بها السكان في منازلهم منها نزع النعال عند الدخول.
4- ذكر بانانتي أن ظاهرة التسول في الجزائر قليلة في هذا البلد، وأرجع ذلك إلى الوازع الديني الذي دفع الناس إلى المحتاجين، ثم حذر من عدم وعد المُتَصَدَّقْ عليه بتقديم صدقة جديدة، لأن المتسول عادة ما يعتقد تكرارها واجبا.
5- إن إلقاء التحية من صغير السن نحو الكبير تكون بتقبيل اليد، أما ما بين النظراء فتكون عبر العناق، وتحدث كذلك عن صيغ الحلف، وأن الناس يضيفون لأسمائهم اسم المدينة التي ينتمون إليها.
5- لاحظ بانانتي سن الخطبة يتم في سن الطفولة ، أما سن الزواج فيكون عند الثانية عشر أو الثالثة عشر، وذكر أن الآباء هم الذي يختارون زوجات أبنائهن حتى أن الزوجين لم يريا بعضهما حتى يوم الزفاف، وأضاف أن هناك من يكلف عجوزا لتبليغ المعجب بها بالزواج، ثم تحدث عن الاحتفال بالزواج.
6- تحدث عن ميراث الزوجين إثر وفاة أحدهما، ثم تحدث عن رعاية الأطفال الذكور والإناث وتعرض بعد ذلك إلى إمكانية الزوج عند طلاق زوجته أن يعيد حياته الزوجية في ظرف ثلاثة أيام، لكن المرأة المطلقة عليها أن تبقى لمدة ثلاثة أشهر (فترة العدة) حتى تتمكن أن تتوزج مع زوج آخر، ثم تطرق إلى حالة عودة الزوج لزوجته الأولى ولكن بعد أن تتزوج رجلا آخر.
7- بعدما تحدث عن السماح بتعدد الزوجات في المجتمع هذه المنطقة، وانتقاده لها، لجأ بانانتي إلى الحديث عن شعور النساء المسلمات وإعجابهن حسب رأيه بنظام الزوجه الواحدة لدى الأوربيين.
8- إن ما يلاحظ على وجهة نظره عن الحياة الاجتماعية في الجزائر والمنطقة المغاربية عموما يضفي على بعضها عبارات من الاستهجان والازدراء مثل الزواج، النظام الغذائي وغيرها.
قائمة المراجع :
أولا: باللغات الأجنبية:
Carrel ,Armand : Œuvres de Maximilien Robespierre, l’Editeur Faubourg Saint-Denis, Paris 1840.
Pananti, Filipo : Relation d’un séjour à Alger contenant des observations sur l’état actuel de cette Régence, les rapports des états barbaresques avec les puissances chrétiennes, et l’importance pour celles-ci de les subjuguer, Traduit de l’anglais, Paris, chez le Normant, Imprimeur-Libraire, MDCCCXX (1820).
Pananti, Filippo : Avventure e osservazioni di Filippo Pananti sopra le coste di Barberia, Presso Leonardo Ciardetti, Firenze,1817.
Parkin, Stephen : Italian Printing in London 1553-1900, in Forein-Language Printing in London 1500-1904, Taylor,Bary(isni),London,2002.
Scarpelli,Giacomo : Un italiano ad Algeri : Filippo Pananti, Aperture, Revista di cultura, Arte e filosofia, Viaggiare, N. 17/18 – Anno 2004.
ثاليا : الصحف:
Il Monitore fiorentino , N° 47, 18 May 1799.
Il Monitore fiorentino, N° 36, 6 May 1799.
ثالثا: المواقع الالكترونية:
https://www.treccani.it/enciclopedia/filippo-pananti_%28Dizionario-Biografico%29/
https://www.universalis.fr/encyclopedie/pompei/
ملحق رقم 1 : صورة لـ : فيليبو بانانتي
الملحق رقم 2: الغلاف الخارجي للكتاب الصادر باللغة الفرنسية سنة 1820
الملحق 3: العنوان الأصلي للكتاب باللغة الإيطالية الصادر سنة 1817
AVVENTURE
E
OSSERVAZIONI
DI FILIPPO PANANTI
SOPRA LE COSTE
DI BARBERIA
FIRENZE
PRESSO LEONARDO CIARDETTI
1817
- اسمه الكامل ماكسميليان فرانسوا ماري إيزيدور دي روبسبيير Maximilien François Marie Isidore de ) Robespierre) ، ولد في سنة 1758 في مدينة آراس (Arras) بمقاطعة (Pas-de-Calais) بشمال فرنسا. محام فرنسي وزعيم سياسي. أصبح أحد أهم الشخصيات المؤثرة في الثورة الفرنسية ، وتعلم في باريس بكلية الحقوق، ولم يلبث أن أصبح متعصبا للنظريات والأفكار الاجتماعية للفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو. انتخب روبسبير نائبا لرئيس مجلس الطبقات، الذي اجتمع عام 1789 م عشية اندلاع الثورة الفرنسية، ثم التحق بالجمعية التأسيسية الوطنية (المكونة من ممثلي الشعب)، في عام 1790 انتخب رئيسا لحزب سياسي اليعاقبة، وازدادت شعبيته كعدو للملكية ونصير للإصلاحات الديمقراطية. وعقب سقوط الملكية في فرنسا عام 1792 انتخب روبسبير أول مندوب لباريس للمؤتمر القومي الذي ألح فيه على مطلب إعدام الملك لويس السادس عشر وعائلته وهو ما تحقق عام 1793 . و سرعان ما انتخب روبسبير عضوا في الهيئة التنفيذية العليا ولجنة السلامة العامة في جويلية 1793. أصبح هو المسيطر على الحكومة الفرنسية، كانت فرنسا وقتذاك تعاني من الإضرابات السياسية و الإجتماعية. و بهدف استعادة النظام في البلاد وتقليل خطر الغزو الخارجي، بدأ روبسبير في القضاء على كل من اعتبرهم “أعداء الثورة” فأعدم معظم زعماء الثورة الفرنسية، وهو ما عرف بعهد الإرهاب. و كان لا يزال يتمتع بتأييد المجتمع الباريسي، ولذلك انتخب رئيسا للمؤتمر الوطني. في غضون ذلك ازدات الإعدامات، وأدت خطب روبسبير النارية إلى خوف عدد من كبار أعضاء المؤتمر الوطني على سلامتهم الشخصية، وبعد خطاب في المؤتمر بتاريخ 27 جويلية فشل فيه في حشد جمهوره، تم اعتقاله في هذا اليوم ، ثم تم إعدامه بالمقصلة.) للتوسع عن نشاطات روبيسبيير ينظر:
Armand Carrel, Œuvres de Maximilien Robespierre, l’Editeur Faubourg Saint-Denis, Paris 1840.،
(1) https://www.treccani.it/enciclopedia/filippo-pananti_%28Dizionario-Biografico%29/
(2)ينظر نص الخطاب في صحيفة (Il Monitore fiorentino) رقم 36 ، 6 مايو 1799.
(3)ينظر النص في صحيفة (Il Monitore fiorentino) رقم 47 ، 18 مايو 1799) .
(4) سوريز هي بلدية فرنسية تقع في مقاطعة تارن (Tarn) في منطقة أوكسيتاني (Occitanie) في الجنوب الغربي الفرنسي).
(1) ينظر: Stephen Parkin, Italian Printing in London 1553-1900, in Forein-Language Printing in London 1500-1904, Taylor,Bary(isni),London,2002, p.170. )
(2) https://www.treccani.it/enciclopedia/filippo-pananti_%28Dizionario-Biografico%29/
(3) Giacomo Scarpelli, Un italiano ad Algeri : Filippo Pananti, Aperture, Revista di cultura, Arte e filosofia, Viaggiare, N. 17/18 – Anno 2004, p.191.
(4)ينظر النسخة الأصلية باللغة الإيطالية AVVENTURE E OSSERVAZIONI DI FILIPPO PANANTI SOPRA LE COSTE DI BARBERIA
(10) Filipo Pananti, Relation d’un séjour à Alger contenant des observations sur l’état actuel de cette Régence, les rapports des états barbaresques avec les puissances chrétiennes, et l’importance pour celles-ci de les subjuguer, Traduit de l’anglais, Paris, chez le Normant, Imprimeur-Libraire, MDCCCXX (1820) , p.520.
(1) https://www.treccani.it/enciclopedia/filippo-pananti_%28Dizionario-Biografico%29/
(2) جزيرة سان بيترو هي جزيرة على بعد حوالي 7 كيلومترات (4 أميال) من الساحل الجنوبي الغربي لجزيرة سردينيا، إيطاليا، تواجه سولسيس (Sulcis) الشبه جزيرة بجنوب غرب سردينيا، تبلغ مساحتها 51 كيلومترًا مربعًا (19.7 ميل مربع) سميت على اسم القديس بطرس.
(13) هي إحدى جزر بونتين (isole Pontine) الإيطالية، هي أرخبيل من أصل بركاني يقع في البحر التيراني يتكون من ستة جزر، تقع جزيرة بونزا على بعد حوالي 30 كم من ساحل البر الإيطالي.
(2) Pananti, Relation d’un séjour à Alger ,p 623- 625.
)2) Ibid , p.299-300.
(2) Ibid., p 303-304.
(1) كانت هيركولانيوم مدينة رومانية قديمة تقع في منطقة كامبانيا الإيطالية (Campania) الإيطالية ، دمرها ثوران بركان فيزوف عام 79 م. المحفوظة لقرون في شوائب بركانية، وتم إبرازها بداية من القرن الثامن عشر بواسطة بوربون الصقليتين (Borbone-Due Sicilie)الذين حكموا نابولي.
(2)مدينة رومانية قديمة ومزدهرة ومتطورة ، دفنت بومبي تحت أمتار من الرماد والخفاف بعد ثوران بركان فيزوف عام 79 قبل الميلاد. بالقرب من ساحل خليج نابولي(https://www.universalis.fr/encyclopedie/pompei/
(3) Pananti, p 300-301.
(4) Ibid., p 301-304.
(1 (قبيلة بدوية أمازيغية تقع جنوب مدينة سرت الكبرى في ليبيا القديمة. في بعض الأحيان تم الخلط بينهم وبين النوميديين ، وكذلك الجرمنتيين (Garamantes).
(2) Pananti, p 308-309.
(3) Pananti, p 309-310.
(4) Pananti, p 311.
(2) Ibid., p 317.
(3 (المقصود به أحد سكان لمبارديا الإيطالية.
(4) Pananti , p 323.
(1) المقصود بها القهوة ذات الأصل اليمني ، والمعروف أن اليمن عرفت زراعة القهوة منذ العقد الأول من القرن السادس عشر انتقلت إليها من الحبشة. وسرعان ما أعطى الموقع الاستراتيجي للبلاد، حيث كانت في مفترق طرق القوافل ولديها ميناء المخاء المتميز، الذي كانت تصدر منه هذه المادة.
(2)هو نوع من المسكرات الإيطالية المصنوعة من قاعدة من الكحول والسكر والماء بنفس النسبة ، والتي يتم نكهاتها بإضافة جوهر عطر (Essence) أي من الأنواع المختلفة.
(3) Pananti , p 325.
(4) Ibid., p 325-326.