دراسة نقدية في كتاب ” مرايا نقدية في الشعر الفلسطيني المعاصر” للدكتور عمر عتيق
A critical study in the book “Critical Mirrors in Contemporary Palestinian Poetry Dr. Omar Ateeq
د/مواهب إبراهيم محمد أحمد – كلية العلوم والآداب – جامعة الملك خالد –المملكة العربية السعودية
Dr. Mawaheb Ibrahim Muhammad Ahmed – King Khalid University – Kingdom of Saudi Arabia
مقال منشور كتاب أعمال ملتقى المنجز النقدي الفلسطيني وخصوصيته عند عمر عتيق في اصفحة 59.
Abstract
The researcher decided to address it according to the following axes
First, an introduction that is concerned with introducing the content of the book, and introducing the various studies that it included, as well as standing on the most important collections of poetry and poets, whom I am interested in studying for, and the vision presented by ‘Author Omar Ateeq about his study.
The second axis revolves around the curriculum and criticism: it is concerned with the most important critical approaches on which the study relied in the book “Critic Mirrors”, where it is highlighted on:
The stylistic approach, and standing on the most important technical and stylistic techniques, such as the intertextuality technique.
The semiotic approach, and the most important techniques that he used, such as signs, paintings, and indications in the thresholds of the text and others, and a comparison between the various studies, and the extent of their impact on the progress of poetry in Palestine.
Then the conclusion: it includes a summary of the research, results, and recommendations.
ملخص:
استطاع عمر عتيق من خلال إسهاماته المتعددة من انجاز عدد من الدراسات الأدبية عن الأدب العربي والفلسطيني بصفة خاصة، كونت بذرة لمشروع نقدي متكامل ، تميز بالقراءة الواعية ،والآراء النقدية الحصيفة، والجريئة ،التي تدل على تمكنه كناقد فذ، استطاع ان يطبق من خلالها المناهج النقدية الحديثة، وأضاف إليها رؤيته وفكره الخاص . حيث استطاع أن يجمع شمل الوطن الذي مزقته السياسة والحروب بين دفتي كتاب “مرايا نقدية في الشعر الفلسطيني المعاصر” مختارات من الشعر الفلسطيني في فلسطين التاريخية المحتلة عام 948م، وفلسطين المحتلة 1967م، وفي مخيمات اللجوء وأماكن الشتات.
جاءت هذه الدراسة لتسلط الضوء على انتاج عمر عتيق النقدي ، وماذا قدم للأدب الفلسطيني، وماهي الدراسات التي قدمها من خلال كتابه “مرايا نقدية في الشعر الفلسطيني المعاصر ” ، وماهي المناهج النقدية التي تناولها بالدراسة في منجزه النقدي ، والتقنيات التي كان لها الدور الأساسي في
كتاباته، وكيف استطاع إبراز الأدب الفلسطيني للعالم .
المنهج المتبع في هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي .
وارتأت الباحثة تناولها وفقا للمحاور التالية :
– أولا توطئة تهتم بالتعريف بمحتوى الكتاب، والتعريف بالدراسات المختلفة التي شملها ،وكذلك الوقوف على أهم دواوين الشعر والشعراء ، الذين أهتم بالدراسة لهم، والرؤية التي قدمها ‘ المؤلف عمر عتيق حول دراسته.
-المحور الثاني يدور حول المنهج والنقد: ويهتم بأهم المناهج النقدية التي اتكأت عليها الدراسة في كتاب “مرايا نقدية ” حيث الوقوف على:
1- المنهج الاسلوبي ، والوقوف على أهم التقنيات الفنية والاسلوبية ،مثل تقنية التناص.
2- المنهج السيميائي ،وأهم التقنيات التي استخدمها، من إشارات ولوحات ودلالات في عتبات النص وغيرها، وعقد مقارنة بين الدراسات المختلفة ،ومدي تأثيرها في تقدم مسيرة الشعر في فلسطين .
ثم الخاتمة :وتتضمن خلاصة البحث ،والنتائج، والتوصيات.
كلمات افتتاحية : عتيق ، مناهج نقدية ،السيميائية، التناص.
مقدمة:
يشكل النص الأدبي مثل غيره من النصوص ،منطلقا أساسيا تتأكد فيه وحدة المعطى اللغوي الذي يمنح مساحة مريحة لقراءته انطلاقا من عناصره، ومن الوظائف اللغوية المرتبطة به، إلا أن ثمة معطيات ،ظاهرة وخفية ،وثمة منظورات تقليدية وتجريبية ، تتدخل لنسج خيوط النص، أو لحلها لبناء معناه، أو لتفكيكه، فهذا الوضع المتداخل لغويا وثقافيا يوسع صلاحيات الناقد فلا ينحصر في مجال النقد الأدبي والفني فحسب، بل يشمل أيضا شق القنوات الثقافية والحضارية التي يجب أن تتدفق فيها التيارات الفكرية المتجددة صوب آفاق العصر (1) .
جاءت هذه الدراسة للبحث والتنقيب في كتاب ” مرايا نقدية في الشعر الفلسطيني المعاصر ، وهو عبارة عن دراسات نقدية لمختارات من الشعر الفلسطيني المعاصر في فلسطين التاريخية المحتلة عام 1948م، وفلسطين المحتلة عام 1967م، وهذا الكتاب يحوي ثلاث عشرة دراسة مختلفة .
دلف الناقد عمر عتيق إلى هذه التجربة النقدية وهو مسلح بمعرفة شاملة بمناهج النقد الحديثة وثابرا لأغوارها، ومستشعرا بمسؤولية كبيرة تجاه ما أنتج من أدب فلسطيني ، حيث جاء كتاب “مرايا نقدية في الشعر الفلسطيني المعاصر” في ثلاثمائة وخمس عشرة صفحة ، جاء الإهداء في الكتاب إهداءً خاص إلى زوجته و ابنائه حيث يقول: إلى زوجتي التي أقرأ في عينيها قصيدة فرح كلما نشرت كتابا : إلى أبنائي ،عتيق , ضحى , مظفر…حصاد العمر في بيادر الانتظار.
جمع عمر عتيق في كتابه مرايا نقدية (ثلاث عشر دراسة نقدية مختلفة و الهدف منها هو إلقاء الضوء على الأدب الفلسطيني و التعريف ببعض الشعراء المغمورين و الشعراء الذين أغفلهم النقاد ), يقول عتيق : و يسعى الكاتب إلى إنصاف بعض الشعراء الذين أغفلهم النقاد , أو كتبوا عنهم مقالات و دراسات قليله لا ترتقى إلى مستوى إبداعهم وتجربتهم الشعرية”(2) و هذا الكتاب هو الجزء الأول عن الشعر الفلسطيني.
عنـــــــــوان الكتــــــــــــــاب :
جاء العنوان موسوما ب (مرايا نقدية في الشعر الفلسطيني المعاصر ) و سبب هذا الاسم تنوع القراءات التي استخدمها الكاتب من خلال دراسته و كذلك تعدد المناهج وفقا لمضمون النص و تقنياته، يقول عتيق :” جاء عنوان الكتاب موسوما بمرايا نقديه ؛ لأنه يتميز بتعدد آليات القراءة , و مناهج التحليل وفق ما يقتضيه النص الشعري.”(3) استطاع عمر عتيق من خلال إبداعه ودراساته المختلفة من تأسيس عالم قراءة وتأويل أصدق مشروعية وأكبر سعة، يعترف بكل اسهامات الثقافة الإنسانية التي ما انفكت تعبر عن قضايا الإنسان الفلسطيني.
محتــــــــــــــــــــــــــــــــوى الكتاب :
من خلال هذه الدراسة نحاول إظهار هذه التجربة الإبداعية النقدية المتميزة للأديب و الناقد د. عمر عتيق التي تركت صداها المؤثر في خارطة الأدب الفلسطيني، حيث تناول الكتاب دراسات متعددة و مختلفة منها دراسات لشعراء مشهورين و أخرى لشعراء مغمورين ، أراد أن يسلط الضوء على نتاجهم , كذلك اهتم عتيق في كتابه بعرض بعض الدراسات لشاعرات فلسطينيات و أوجد لهن مساحة في خارطة الشعر الفلسطيني , و من أهم الدراسات التي احتوى عليها الكتاب :
التناص الديني في شعر يوسف الخطيب , و نبض السيرة الذاتية في شعر أحمد دحبور , رموز الحب في شعر عز الدين المناصرة, دراسة اسلوبية في ديوان (إلى صديقتي التي فقدت ظلها) للشاعر وليد جراد , فضاءات التناص في ديوان مسروق السماء للشاعر أحمد فوزي أبو بكر, و كذلك هدير العودة في ديوان النشيد….وآخر للشاعر مسلم محاميد, ودراسة أسلوبية في ديوان (آخر الماء) للشاعر سليمان دغش, خصوبة القصيدة في ديوان (قوافل الظمأ) للشاعر حسين مجازي , و كل الدراسات السابقة تناولت دواوين الشعراء . و هناك دراسات تختص بقصيدة واحدة من الديوان وتلك مثل , دراسة إشكالية التعايش في قصيدة (شتاء ريتا الطويل) لمحمود درويش , و تقنيات أسلوبية في قصيدة ( بيان الطفل الفلسطيني الثائر ) للشاعر جمال حبش ، ولم يغفل عتيق دور المرأة الشاعرة كذلك, فجاءت بعض الدراسات الخاصة بالمرأة و منها , إشراقات فنية في ديوان ( ما وراء ديمة ) للشاعرة وفاء عياشي و دراسة بعنوان الوهج الكنعاني للقدس في ديوان (بتول لغتي) للشاعرة ايمان مصاروة.
حاول الكاتب من خلال الدراسات النقدية السابقة تسلط الضوء على أكبر عدد من الشعراء , خصوصا أولئك الشعراء المغمورون الذين أغفلهم النقاد ولم تجد دواوينهم وتجاربهم الشعرية الدراسة , فهو بذلك أراد لفت الانتباه إلى تلك الأصوات المجهولة. و من خلال هذه الدراسات استطاع أن يكشف عن بعض الشعراء الذين يحملون رساله عظيمة في مسيرة الأدب الفلسطيني، ولفت نظر القراء و المتلقين إليهم و التعريف بهم.
المـــــــــــــــــــــــــــناهج النقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدية في كتاب “مرايا نقدية” :
النقد في حقيقته تعبير عن موقف كلي متكامل في النظرة إلى الفن عامة يبدأ بالتذوق أي القدرة على التمييز , و يعبر منها إلى التفسير و التعليل و التحليل و التقييم (4) و أي عمل إبداعي يحتاج إلى ناقد متمكن يحمل فكرا نقديا متميزا , من خلاله يوضح العمل الإبداعي و يعلق عليه و يبين قيمته و يقف على مستويات جماله و يكشف النقاب عن أسراره , و نلاحظ أن جميع الأشعار و الدواوين التي قام بدراستها عتيق كانت أشعار حديثة و معاصرة تركت بصمتها على الساحة الشعرية الفلسطينية.
لذلك جاءت مساعي عمر عتيق متسقة مع مقاصد النقد الحديث الذي يظهر خبايا النصوص الأدبية, عن طريق التفاعل معها ، حيث أسس مشروعه النقدي على مناهج النقد الحديثة .
و من أهم المناهج النقدية التي استخدمها الشاعر عتيق في هذا الكتاب هو المنهج الأسلوبي و المنهج السيميائي , كذلك اهتم بتقنيات مثل تقنيه التناص بصورة واضحة في أكثر هذه الدراسات سوف نتناولها بالتفصيل.
الأسلوبيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة :
من أكثر المناهج التي تناولها عتيق في دراسته المنهج الأسلوبي، حيث يتأسس مشروع عمر عتيق النقدي على التنوع والشمول من خلال استخدام مناهج نقدية متعددة حيث انتقى لكل نص شعري منهجا نقديا يتناسب معه , وينسجم مع خصوصيته و جاءت مناهج التحليل وفق ما يقضيه النص الشعري . يقول عتيق : إن معيار الاختيار مؤسس على تقنيات النص و مضمونه. و من أهم هذه المناهج النقدية الاسلوبية و السيميائية.
انتقى عمر عتيق لمشروعه النقدي منهج الاسلوبية لتحليل النصوص الشعرية و وظفها في فتق مقاليق النص و إبراز محاسنه. و تعد الأسلوبية من المناهج النقدية الحديثة التي ظهرت في الدراسات التطبيقية و وجدت لها شعبية واسعة في الأوساط النقدية . وتنتمي إلى مجموعة المناهج الجديدة في قراءة النص الأدبي، أي المناهج التي ظهرت منذ بدايات القرن العشرين بأثر من تجددّ دراسة اللغة والنظر إليها في ضوء علم اللسانيات، ورغم ذلك اهتمت بدراسة النصوص الأدبية عبر أسلوب الكاتب ،وأسلوب النوع الأدبي، وهي قريبة من النقد الأدبي والتطبيقي.
و الأسلوبية عند المسديّ هي التي تهتم بدراسة خصائص الأسلوب و الصور الشعرية و النعوت و المجازات و الإيقاع وما فيه من جناح و أصوات و على النظام و لغة الشعر على الغموض و توظيف الأساطير و الحكم و الأمثال و غير ذلك مما يستوعب من مباحث البلاغة القديمة و يتجاوزها إلى مكتشفات الألسنية.(5) و يطلق على هذا المنهج (علم الأسلوب) وتتعدد تعريفاته حيث لا يسمع المجال بذكرها.
أنجز عمر عتيق عددا من القراءات الأسلوبية في كتابة مرايا نقدية و تحمل العناوين التالية:
دراسة أسلوبية في ديوان (إلى صديقتي التي فقدت ظلها) للشاعر وليد جرار.
كذلك دراسة أسلوبية في ديوان (آخر الماء) للشاعر سليمان دغش .
و تقنيات أسلوبية في قصيدة (بيان الطفل الفلسطيني الثائر) للشاعر جمال حبش.
و جاءت الاستعانة بالمنهج الأسلوبي كذلك من خلال الدراسات التالية – و إن لم يشر الناقد إليها في العناوين- و هي: ” فضاءات الحب في ديوان الشاعر عز الدين المناصرة” , و إشكالية التعايش في قصيدة (شتاء ريتا الطويل) لمحمود الدرويش، و كذلك دراسة :” خصوبة القصيدة في ديوان (قوافل الظمأ) للشاعر حسين مجازي. هذه هي الدراسات التي طبق عليها عمر عتيق المنهج الأسلوبي , كذلك جاءت الدراسة الأسلوبية في ديوان إلى صديقتي التي فقدت ظلها للدكتور وليد صادق جرار.
حيث اهتم بالجانب الاستعاري في القصيدة و روعة التصوير الاستعاري، يقول عتيق : ” يكاد البناء الاستعاري لا يترك حيزا ملحوظا لأنماط بلاغية ملحوظا لأنماط بلاغية أخري في مساحة الديوان، فما من قصيدة إلا وتوشحت بلون استعاري جاء في جل مواضعه مائزا ومختلفا ومتجددا ،حتى أضحت البنية الاستعارية أيقونة – تشع من سطور القصائد .وقد جاء هذا الاختيار الاسلوبي متناغما مع حرارة العاطفة وما يمور في وجدان الشاعر. (6) و خاصة من الرثاء حين يتحول إلى لوحات فنية استعارية في رثاء الشهيدين “أشرف ،وبلال” :
أرواحهم من طهرها امتصت مخازي الزنج من تاريخنا
وعلى يديهم تفتح التوبة أبواب الرجاء
وعلى سفوح دمائهم يتسابق الأطفال نحو الموت 0(7)
ومن رثاء المدن يقول :
تعوى المنايا في بغداد و ترتعدُ..
.و يطر الكون إذلالا لما يجدُ(8)
و تناول كذلك الرمز باعتباره سمة أسلوبية تنطوي على قدر كبير من الإشارة و التأثير . فالرمز في اللغة يقتضي متلقيا ذا قدرة على التأمل و التحليل و الكشف عن البنية العميقة للنص. قال عتيق : ” ولغة الرموز و إن بدت فراشات يصعب الإمساك بها فإنها تحترق على قناديل الوطن حينما يلتصق بالشاعر , بل يذوب شوقا و عشقا للوطن , فلا يملك آلات يقطف من مفردات الوطن ليضيفها إلى لغة الرمز . و لنتأمل قوله من ذات القصيدة :
أرتوى من كمه زيتا و زيتونا
و ألمس قلبك العذري حين أغوص في كوفية ٍكانت لجدي.
قمبازه علم نشيد
فالزيت والزيتون والقمباز قناديل مضيئة لمن يريد أن يرى صديقه الشاعر، وأبواب لمن يريد أن يدخل إلى عالم القصيد ليتعرف على صديقة الشاعر. (9)
و كذلك جاءت الدراسة الأسلوبية في ديوان (ما وراء ديمة) تناول فيها البناء الاستعاري حيث الحديث عن الاستعارة التماثلية و الاستعارة التشخيصية و الاستعارة التجسيدية و الاستعارة التجسيمية. وقد أوضح عمر عتيق اهتمامه بهذه الجوانب باعتبار أن البنية الاستعارية في التجربة الإبداعية أسلوبا فنيا يكشف عن ماهية العلاقة بين إحساس المبدع وعناصر الوجود ،إذ تختفي الفروق بين المجرد والحسي ،ويصبح البعيد قريبا ،والمستحيل ممكنا والجماد حيا ، والبنية الاستعارة تنهض بدلالات تعجز اللغة المألوفة التقريرية عن التعبير عنها ،وتتسم بقوة تأثير وإثارة لا تتوافر في لغة تخلو من الاستعارة ،وهي منبه للمتلقي ليضاعف يقظته للفضاء الدلالي الذي ترسمه الاستعارة (10) وفي دراسة قصيدة “بيان الطفل الثائر” للشاعر جمال حبش من ديوان صليل القوافي، حيث رصد محورين متكاملين للدراسات الأسلوبية ، هما الايقاع و التصوير ، حيث الاهتمام بالإيقاع الخارجي الخاص بالوزن والقافية ،ثم الاهتمام بالإيقاع المتقطع للأصوات ،والإيقاع الصرفي ،والايقاع التكراري، وكذلك اهتم بالإيقاع الداخلي حيث الإيقاع الصفيري والتركيبي.
ومن خلال رصدنا للدراسات في الكتاب نجد أن منجز عمر عيق النقدي بٌني أكثره على المنهج الأسلوبي بصفة خاصة ، ولمحنا منه وعيا بالمسؤولية تجاه هذا المنهج والدراسات التي قام بها، وإيمانا منه أن الأسلوبية منهجا نقديا ينتمي إلى النقد الحديث ، رغم مظاهره البلاغية الواضحة ،مما يقرب البلاغة والنقد، تعد الأسلوبية جانبا حيويا من اهتمام عمر عتيق حيث الإفادة منها في مجال قراءة النص ، وإلى جانبها كانت له جهود كثيرة تتصل بالمناهج النقدية الأخرى كالسيميائية ،والتناص وجماليات التلقي، وهذا يبين لنا أن د. عمر عتيق ممن يؤمنون بتجدد النقد من خلال استخدام هذه المناهج الحديثة وتطبيقها على نصوص شعرية متنوعة يدلل على حيوية تلك النصوص.
تقنيه التنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاص :
مما يثير انتباهنا حين نستعرض منجز بروفيسور عتيق النقدي , هو تنوع المتون الشعرية التي تناولها بالدراسة، وكذلك قوة حضور المصطلحات العلمية التي استخدمها ونبّه إليها , و من أهم التقنيات و المصطلحات التي انتقاها عتيق في مشروعه النقدي، هي تقنية التناص التي نعدها أيقونة في جميع دراساته النقدية التي لم تخل منها.
حيث وظف هذه التقنية في أغلب دراساته النقدية تقريبا، و ركز عليها بصفة خاصة ،و قال في مقدمة كتابه .و من أبرز التقنيات الفنية و الأسلوبية التي تتجلى في الكتاب تقنية التناص، الذي أميل إلى تسميته بالتناسل أو التكاثر الدلالي في بنية النص (11). و تتكفل هذه التقنية بالكشف عن المرجعيات الثقافية و الفكرية التي استأنس بها الشعراء للمقاربة بين مفردات المشهد الفلسطيني و النصوص التي استحضروها من منابع دينية و تاريخية و أدبية و أسطورية و غيرها .
حيث يلحّ عتيق على تسمية هذه التقنية بمصطلح جديد يضيفه إلى حقل النقد الأدبي و حيث يقول عن تقنية التناص : و أميل إلى تسميته بالتناسل أو التكاثر الدلالي في بنيه النص ، وفي مكان آخر يطلق عليه الامتصاص.
و المتتبع للمنجز النقدي لعمر عتيق يجد عددا من الدراسات التي اهتم فيها بتقنية التناص منها : التناص الديني في شعر يوسف الخطيب، و دراسة عن تقنية التناص في شعر أحمد دحبور , و فضاءات التناص في ديوان (مسروق السماء) للشاعر أحمد فوزي بابكرـ و التناص أو التعالق النصي هو ظاهرة بنائية قديمة في الأدب العربي، وهو مصطلح نقدي يقصد به وجود تشابه بين نص وآخر ، أو بين عدة نصوص ، وحديثا عرف التناص كمفهوم مستقل وهو عند جوليا كرستيفيا يشير إلى أن الكاتب عندما يكتب نصه يبنيه على نصوص سابقة، تمثلها وخلط بينها فتفاعلت وتمازجت فيما بينها وتظهرت في نصوص جديدة ، و تعزى بدايتها إلى الروسي (باختيت) حيث يتكون كل نص من مزيج اقتباسات وكل نص تشرب لنص آخر و تحويل له و يقول : تقيم الكلمة في كل نص حوارا مع نصوص أخرى . ويرى رولان بارت : إن كل نص جديد نسيج جديد لاقتباسات ماضيه” ، يقول عمر عتيق عن تقنية التناص : ” لا يخلو نص فني من جينات إبداعية سابقة , إذ يتخلق و عي الفنان في رحم الإبداع التراكمي وفق مقولة اللاوعي الجمعي ، و من الصعب أن يتوهم المبدع أنه نسيج وحده , و في الوقت ذاته لا يقبل منه أن يذوب في فضاء الآخرين.”(12) و يراه كذلك أحد أشكال التواصل الإبداعي بين نص حاضر يمثل وعي المبدع , و نص غائب يستدعيه المبدع ليسهم في انتاج النص الإبداعي.
و قد حاول الناقد عمر أن يقنن عملية التناص ، وأوضح إنه حالة امتصاص في حاله وعي و لاوعي , الشاعر ا يقول عن ذلك في الحالتين –الوعي واللاوعي) يمتص الشاعر الجينات الدلالية من منابع أو مشارب ثقافية ليشكل منها جسد القصيدة , فالتناص لا يخرج عن امتصاص النص لنصوص سابقة .
ثم أوضح أن النقاد قد اصطلحوا على تسمية تلك المناهج أو المشارب بالتناص و لكنه أطلق عليه مصطلح امتصاص لذلك نجده يقول :فإني أميل إلى تسميتها بــــ (الامتصاص الثقافي) وفي مقدمة الكتاب أطلق عليها مصطلح التناسل والتكاثر ورغم التسميات المتعدد للتناص ،وإثارتها لكثير من الآراء فد. عمر يضيف إليها مصطلحين آخرين هما التناسل ، والامتصاص الثقافي، و يمكن توزيع الامتصاص الثقافي في ديوان (مسروق السماء) إلى فضاءات مختلفة منها فضاء التناص العنقودي الذي يتشكل من مرجعيات مختلفة تشكل عناقيد دلالية متداخلة و متكاملة . نحو قوله في قصيدة : الله….الوطن….حبيبتي :
كبركان تثور الذكريات
ترا قصتي ظلال العامري
على صدى الإناث عناني
و عنترة بن شداد يناجي
في الوغى عبلة
فسبحان الذي أجرى بحار الدمع في المقلة
و رابعةُ تحشرجُ روحها عشقا
لرب الكون و القدرة
ذوي الأخدود فآتوني لهيبا أطفأ الجمرة
و يعلو وقع خيل العزم حطين و السجرة(13)
حيث يتوزع المقطع على خمسة محاور تناصيه الأول تناص أدبي ووجداني يتمثل بقول الشاعر : تراقصني ظلال العامري” إذا يستدعي مناجاة قيس بن الملوح لمحبوبته ليلى, و يتماهى مع الجزء الثالث من عنوان القصيدة و هو كلمة (حبيبتي) ، و التناص الثاني هو: التناص الأدبي الوجداني يتمثل بقول الشاعر :” و عنترة بن شداد في الوغى عبلة ” , الذي يستدعي مناجاة عنترة بن شداد لمحبوبته عبلة، و الثالث تناص ديني روحاني يتمثل في قول الشاعر : “و رابعة تحشرج روحها عشقا /لرب الكون و القدرة” الذي يحيلنا إلى شخصية المتصوفة رابعة العدوية , و في هذا التناص ظلال دينية روحانية تتناغم مع الجزء الأول مع عنوان القصيدة” الله” ،و الرابع تناص ديني يتمثل بقول الشاعر: ” ذوي الأخدود فآتوني لهيبا أطفأ الجمرة “, الذي يستحضر قصة أصحاب الاخدود في قوله تعالى : (قتل أصحاب الاخدود*النار ذات الوقود) و هو تناص يتقاطع مع الجزء الثاني من عنوان القصيدة :الوطن…, و الخامس: تناص تاريخي يتمثل بقول الشاعر : “و يعلو وقع خيل العز في حطين و السجرة” , و لا يخفى تقاطع هذا التناص مع مفردة الوطن في عنوان القصيدة .
و من التناص الديني , استحضر المسيح في قوله :
تكبلني سلاسلهم
تخزّقني سنابكهم
على العتبات مشنوقا
و مصلوبا
بألواح الوصايا العشر (14)
و من التناص الديني حيث ارتبط التناص الديني بالمكان المقدس , قوله:
سألت دماء المسلمين غزيرة .
تروي قبور الصالحين و تعتبُ
فيضج إبراهيم في حجراته… و يثور إسحاق النبي و يغضبُ
و يقوم يعقوب الصور و يوسف بقميصه و دم الذبيح مخضبُ
وكذلك :
قلت عن طير الأبابيل ، وعن ريح المنون
إنها تنهضُ من مرج ابن عامر
ولقد آنست نارا
قبسا يمخرُ أعماق السكون . (15)
وتناول كذلك التناص الأسطوري في شعر أحمد دحبور حيث تناول أسطورة “بروميثيوس ” الذي عهدته إليه الآلهة ، وفق الأسطورة اليونانية بتجهيز المخلوقات مما تحتاجه لمواجهة مشقات الحياة على الارض ويتجلى بعض تفاصيل الأسطورة في قوله:
و أنا النافذ صوتي من تلافيف المدى كل نفاذ
إن صقرا والغا في كبدي
ليس عذابي…بل ملاذي(16)
و إذا كان “بروميثيوس” قد أصبح في الخطاب الثقافي رمزا لمن يضحي في سبيل سعادة الإنسانية و خلاصها من معاناتها فإن معاناة بروميثيوس و النسر و الصقر الذي ينهش كبده هو كل سلاح يقتل بالفلسطيني في غير مكان.
و تناوله كذلك أسطورة هميروس هولة و” ميروزا ” التي تحول من يرى وجهها إلى حجر , و قد استهل بها دحبور قصيدة (حجر ذهبي للستينات)يقول :
وجه ميدوس هولة
من رآها تجمد
حدها حدنا الأخير (17)
و كذلك تناول عتيق التناص الأدبي في قوله:
أنا العربي الفلسطيني
أقول ،وقد بَدلتُ لساني العاري بلحم الرعد
ألا لا يجهلن أحد علينا بعد(18)
و نتناص هذه مع معلقة عمرو بت كلثوم :
ألا لا يجهلن أحد علينا…فتجهل فوق جهل الجاهلين
ومنه:
يا دار ميّة بالعلياء نائمة
أقوتَ وطال عليها حتفنا بردُ
يا دار عبلة قومي أيقظي أسدا
كانوا أباة لهم يثرب مدَدُ
وعقد مقارنة بين بين التناص المسيحي والتناص الإسلامي، وتناول كذلك التناص التوراتي والتناص التاريخي ، والملاحظ على دراسات عمر عتيق في التناص أكثرها عن التناص الديني .
السيميائيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــة :
يرتبط الكشف عن الإبداع النصي الشعري بقضية المنهج للقراءة النصية التحليلية حيث تتحقق الفائدة من التنظيم المنهجي على الرؤيا النقدية العميقة و المتمكنة من التحليل و التعليل و التفصيل, و هذا ما لمسناه من خلال دراسات عتيق المختلفة في كتابته التي ظهرت من خلال المنهج السيميائي.
يعتبر علم السيمولوجيا من أهم العلوم التي تدرس حياة العلامات عموما ، و قد أشار بارت إلى أن علم السيمولوجيا لازال بحاجة إلى التشييد لأنه سيصبح علما يدرس سائرا أنظمه العلامات. يتأسس المنهج السيميائي على مقاربة لغويه تضم مجموعة من المستويات منها المستوى التركيبي الذي يهتم بالمكونات الأيقونية و البنية الخطية , و علامات الترقيم وهيئة الأسطر و الفضاء الصوري ثم المستوى الدلالي الذي يبحث عن طبيعة العلاقة بين العلامات و موضوعاتها ثم المستوى البلاغي التداولي الذي يروم البحث في الاشتغال الفضائي و العادة الاستعارية البصرية.
و من خلال هذا المنهج يهتم النقاد ببحث الثنائيات و التضاد , و اهتموا بتقسيم النص إلى مستويات صوتية و نحوية و دلالية و تركيبية. جاء الاهتمام بالمنهج السيميائي .
اهتم عمر عتيق بالمنهج السيميائي في بعض الدراسات و من ذلك , دراسة إشراقات فنيه في ديوان (ما وراء ديمة) للشاعرة وفاء عياشي , حيث بدأت الدراسة من عنوان النص، باعتباره جزء من بنية النص وله أهمية كبرى ، وأثر عظيم في ما سيبوح به النصَّ من دلالات . يقول عتيق :” يشكل عنوان المجموعة (ما وراء ديمة) أيقونة سيمائية تندغم مع غلاف الديوان دلاليا و فنيا إذ إن كلمة (ديمة) تتماهى مع السحب البيضاء والسماء الزرقاء في لوحة الغلاف , كما أن ظرف المكان (وراء) في العنوان يختزل دلالات فكرية ووجدانيه لتنسجم مع المشهد الطللي في أسفل الغلاف , و هو مشهد يجسد رؤية فكرية تاريخية فتختزل عبق الوجود الفلسطيني و أصالته على هذه الأرض.(18)
و يتجاوز عنوان المجموعة التناغم الفني و الدلالي مع لوحة الغلاف ليمتد إلى جسر القصائد ،إذ تكررت دلالات الخفاء و الغياب و التأمل و التخيل التي تفيدها (وراء) في (ما وراء ديمة).
و المتتبع لنسيج قصائد الديوان يجد أن دلالة عنوان المجموعة تسري في عروق القصائد , و هذا يعني أن عنوان ( ما وراء ديمة ) بنية مضمرة تتكشف دلالتها في حنايا الديوان , وهي مرآة تختزل أبعادا نفسية و فكرية للشاعرة , و هو عتبة يقف عليها المتلقي قبل أن يتأمل الفضاء الدلالي للقصائد.
تقول الشاعرة :
ديمه خلف الضباب في القارورة عطرها ملّ
ديمة خلف المدى عبقها فلّ
يا مطرا خلف زجاج نافذتي
من خلف نافذتي تبكي هطول المطر
أخفى ظلي في سور العجز
خلف صمت السنين.(18)
و تناول كذلك سيميائية العنوان في ديوان “مسرود السماء”, و كذلك تناول عنوان ديوان ( نشيد…آخر) حيث جاء مركبا من مستويين, مستوى لغوي مكتوب أو منطوق مكون من كلمتين نشيد و آخر , و مستوى بصري يتمثل بعلاقة الحذف .
وقد قدم عتيق تحليلا واعيا لعلاقة الحذف التي فصلت بين لفظي العنوان, يقول عتيق : و أزعم أن المستوى البصري (علامة حذف) يحمل من الدلالات ما ينوء بحمله المستوى اللغوي بنفسه , و ذلك أن اللغة المكتوبة معها بلغ مستواها الفني أو الرمزي فإن بناءها لا يتجاوز مستويين, بنية سطحية و بنية عميقة، أما علامة (…) أو المساحة البيضاء فهي لغة تتكون من مستويات لا حصر لها ، فهي أولا تخلو من البنية السطحية لخلوها من اللغة , و أي قارئ يظنها فاصل أو فراغ بين كلمة نشيد و كلمة آخر هو ظن جاهل , و بعض الظن في التلقي وهم ٌ, و هي ثانيا ليست بنيه عميقة واحدة , بل بناء سيميائي مكثف يشكل منبها بصريا و مثيرا دلاليا , و أميل إلى تسميته بالتشكيل البصري للعنوان.
وعطفا على ما تقدم لو جاء عنوان الديوان بلا علامة الحذف لاختلفت دلالته , لأن علامة الحذف هي نصٌ غائب سكت عنه الشاعر في العنوان , ليكون نصا حاضرا في حنايا القصائد”0(19)
ثم أوضح بعد ذلك دور القارئ حين يتقمص العنوان , ولو قام القارئ بتقمص الحالة الوجدانية و التوقد الذهني للشاعر حينما كتب عنوان الديوان لوجب عليه أن يقف برهة من الزمن بعد نطق كلمة نشيد ثم يشكل العنوان , وهذه البرهة الزمنية أو القطع الصوتي أو السكوت بعد كلمة نشيد هو النص الغائب …و في الصمت ما تعجز عنه اللغة .(20) وبذا تسهم العلامات الفنية في تشكيل مسار جديد قائما على رؤية تفاعلية تجعل اللغة في بعدها البصري أداة للتغيير . وتستدعي من المتلقي ألا يغض الطرف عن هذه الدراسة ،بل وأن لا يترك القراءة من حيث هي فعل تأويلي تسقط من حسابها الحضور الدلالي لهذه الرسوم والتشكيلات . (21) . وبذا ينهض العنوان بدور سيميائي من حيث شكل وطريقة الكتابة ورسمها. و بالرغم من استقلالية العنوان كبنية لغوية إلا أن عمر عتيق استطاع استخلاص هذا النص الغائب من خلال فهم و استيعاب دلالة التشكيل البصري , و تمكن من إضاءة ظلمة رمزيته بفهم عال جدا بالنصوص.
و استطاع بذلك الناقد عمر عتيق أن يتعمق في مشروعه النقدي و يدعمه باستخدامه المنهج السيميائي في أغلب دراساته و بذا استطاع أن يؤسس خطابه النقدي على مفاهيم النقد الحديثة و الصحيحة و أخرج النصوص الشعرية من دائرة المدح أو الزم و حكم المتلقي عليه بذلك إلى قراءة ترتكز على منهج حديث يرصد تطور الأدب الفلسطيني والشعر بصفة خاصة و مواكبته للشعر العربي في كل بقاع العالم
الخاتمــــــــــــــــــــــــــــة :
- وفي خاتمة هذه الورقة نقول إن منجز عمر عتيق النقدي قام على دراسة متون شعرية متنوعة ومتميزة حاول من خلالها ايصال بعض الأصوات المغمورة إلى المتلقين والقراء.
- القراءات النقدية التي تضمنها الكتاب كانت متنوعة ومتعددة ،شملت أغلب الاتجاهات النقدية الحديثة التي عرفتها الساحة العربية ، استطاع من خلالها عمر عتيق أن يعرض مشروعه النقدي ،والملاحظ كذلك حضور المصطلح العلمي النقدي في كل دراساته .
- تميز عمر عتيق كناقد متمكن بقدرته وبراعته في الوقوف على تجربة الشعراء الفلسطينيين وعرضها على العالم العربي، وقف على النصوص الشعرية وقفات متأنية استطاع من خلالها إدراك مغزي النص، واستخراج عناصر الجمال فيها، وبذل في ذلك وقتا وجهدا وخبرة كبيرة .
- أكثر من استخدام تقنية التناص بأنواعه المختلفة في كل دراساته ، حيث كانت له فيه نظرة خاصة وفلسفة ،وأطلق عليه التناسل و الامتصاص الثقافي.
الهوامــــــــــــــــــــــــــــــــــش:
- الزهرة إبراهيم : سفر المناهج النقدية ووعثاء التطبيق على النص الأدبي العربي، قراءة في تجارب معاصرة ،المغرب، إشكالية المنهج في الدراسات النقدية والأدبية واللغوية ،الأردن علم الكتب ،ج1، 2018،4.
- عمر عتيق : مرايا نقدية في الشعر الفلسطيني المعاصر ص3.
- نفس المرجع السابق :ونفس الصفحة.
- إحسان عباس : تاريخ النقد الأدبي عند العرب ، نقد الشعر في القرن الثاني حتى القرن الثامن الهجري، دار الشروق للنشر والتوزيع ،عمان الأردن ، ط1، ط4، 2006م ص646.
- عبد السلام المسدي: الأسلوبية والأسلوب ،الدار العربية للكتاب ، ليبيا، ط2، 1982م، 109
- عمر عتيق : مرايا نقدية،189.
- نفسه: 189.
- مرايا نقدية: 190.
- نفسه:198.
- عمر عتيق : مرايا نقدية ، 210.
- نفسه :13.
- مرايا نقدية: 215
- نفسه: 227.
- عمر عتيق : 229.
- 15: نفسه
- 16: مرايا نقدية
- نفسه196. 18
- . عمر عتيق :مرايا نقدية ،209.
- مرايا نقدية :143.
- نفسه .ونفس الصفحة .
- بن عيسى بوحمالة : الشعري والتشكيلي، مجلة الأقلام ،وزارة الشؤون الثقافية العامة، بغداد ،1987م، 124.