
وسائل الاعلام الإلكترونية ودورها في ترسيخ قيم المواطنة الاجتماعية وفق رؤية مجتمعية
Electronic media and their role in consolidating the values of social citizenship according to a societal vision
م.د حسين حسين زيدان ، وزارة التربية Dr. Hussein Hussein Zaidan, Ministry of Education |
م.م هديل علي قاسم، جامعة بغداد
|
ورقة منشورة في كتاب أعمال مؤتمر الأمن المجتمعي والجماعي في الوطن العربي الصفحة 95.
Abstract
The present research aims at identifying the degree of influence of the social networks in the value system of the university students, and aims at knowing the differences of statistical significance according to the variables of gender (male and female) and the variable of the study specialization (applied – human). The researcher has built a research base of 25 items divided into four areas (moral, social, aesthetic and economic values). He has five alternatives (always – sometimes – never – rarely) (4.3.2.1) for the positive and negative paragraphs, and the highest score for the scale (100) and the lowest score (25) and the satisfactory medium is (62.5). The researcher identified the university students as a research society and selected (200) students from universities with applied and human specialization. After applying the measure, the researcher extracted the honesty of the pads through the method of distinguishing the paragraphs and the paragraph relation with the total number. The researcher used the statistical bag (SPSS) The effect of social networks on the value system of university students within the medium range of impact and interaction. The results showed that there were statistically significant differences in the gender variable for university students and for males in the degree of their values affected by sites and networks. The results of the researcher’s research are based on a number of recommendations and proposals.
Keywords (social networks, values, internet, university, university students)
ملخص
يهدف البحث الحالي إلى الكشف عن مستوى تأثير وسائل الاعلام الإلكترونية في ترسيخ قيم المواطنة ، ويهدف إلى تحديد اهم وسيلة اعلامية الكترونيا ذات تأثير في ترسيخ مفهوم المواطنة، ومدى تأثير وسائل الاعلام في ترسيخ قيم المواطنة وفق متغير لنوع (ذكور اناث)، وطلع الباحثان على الادبيات والدراسات السابقة ولتحقيق اهداف البحث فقد قام الباحثان ببناء اداة للبحث الحالي مكونة من (30) فقرة موزعة على اربعة مجالات هي) قيم المشاركة المجتمعية، قيم الديمقراطية ،قيم الانتماء الوطني ) وله اربع بدائل (دائما- احيانا- ابدا-غالبا) ولكل بديل وزن معين (5،4،3،2،1) للفقرات الايجابية والعكس للفقرات السلبية وكانت اعلى درجة للمقياس (150) واقل درجة (30) وبلغ الوسط الفرضي فيبلغ (60).
وقد حدد الباحثان طلبة الجامعة مجتمع للبحث وتم اختيار (200) طالب وطالبة ، وبعد تطبيق المقياس استخرج الباحثان الصدق للأداة من خلال اسلوبي تميز الفقرات وعلافة الفقرة بالدرجة الكلية، وستخدم الباحثان الحقيبة الإحصائية (SPSS) ، وأظهرت نتائج البحث ان مستوى تأثير وسائل الاعلام الإلكترونية في ترسيخ قيم المواطنة ضمن مستوى مرتفع من التأثير، وأظهرت النتائج ان المدونات الإلكترونية هي اكثر تأثير من بقية الوسائل الاعلامية كالصحف والإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي ، واظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة احصائية في متغير النوع (ذكور- اناث) لطلبة الجامعة ولصالح الذكور في درجة تأثر قيم المواطنة لديهم من خلال تواصلهم وإطلاعهم مع وسائل الاعلام الإلكتروني، ، وفي ضوء النتائج التي لها البحث وضع الباحثان عدد من التوصيات والمقترحات.
كلمات مفتاحيه: وسائل الاعلام الإلكترونية ، القيم، الانترنت، المواطنة.
المقدمة:
تمثل وسائل الاعلام الإلكترونية الحديثة من اهم المصادر التي تساهم في بناء الافكار والمعارف بين المجتمعات والحضارات في الوقت الراهن ونقل قيم جديدة وافدة تؤثر في البناء الاجتماعي لمختلف فئات المجتمع ويمثل العصر التطور التقني والانفجار المعرفي، ونجد أن الأمور تسير في طريق إبعاد الفرد والمجتمع عن قيمة أكثر فأكثر ، ابتداءً من الانبهار بالتطور التقني والتجاوب معه دون وجود رصيد قيمي وسلوكي يضبط الحياة ، مروراً بالميل المتنامي لدى كثير من الأفراد نحو اللامبالاة بما يقترفه بعض الأفراد والجماعات في المجتمع من سلوكيات تتنافى وقيم هذا المجتمع ، إضافة إلى ظهور بعض التيارات والدعوات التي تنادي صراحة أو ضمنياً بالخروج على هذه القيم ومنها قيم المواطنة. (سالم وخضر ،2012)
إن وسائل الاعلام الحديثة تعد عامل ضغط على الحكومات والمسئولين من خلال اطلاع عامة المجتمع على الاحداث وبشكل سريع وواقعي، ومن هنا بدأت تتجمع وتتحاور بعض التكتلات والأفراد داخل هذه الوسائل الاعلامية الإلكترونية، واصبحت تحمل أفكاراً ورؤى مختلفة او متقاربة أو موحدة أحياناً، مما أثر على تلك الوسائل الاعلامية وزادتها تفاعلا في المجتمع، وجعلت من الصعب جداً على الرقابة الحد منها، أو السيطرة عليها، أو لجمها في حدود معينة، وهو ما يعطي شعوراً أكيداً بتأثيرها على القيم أياً كان نوعها.وتعد القيم كما واحدة من القضايا التي دار حولها جدل كبير نتيجة التغيرات والمستجدات في العصر الحديث، ولاسيما مع تنامي موجات العولمة، وما رافقها من تطورات هائلة في مجال الاعلام الإلكتروني والمعلوماتية، وما أحدثه ذلك من تأثير في النسيج الاجتماعي والثقافي للمجتمع بشكل عام والنسق القيمي بشكل خاص. (زاهر،2013)
ولقد نشأ الشباب اليوم في عصر تعرضت فيه المجتمعات المحافظة للتغيرات العالمية في ظل الحضارة المعاصرة والشباب هم جزء من هذه المجتمعات التي تتعرض لما يتعرض له المجتمع بشكل عام والتقدم التطبيقي والتكنولوجي الذي يميز أنماط الحياة وها ومتطلبتها فوقع الشباب فريسة الانفصام في الشخصية والصراع بين قيم المواطنة، ان هذا الوضع المتباين والمتناقض ما هو موروث وما هو قائم يعرض الشباب إلى أنماط مختلفة من قيم المواطنة والتي قد تصبح أحياناً متناقصة،. وهذا ينعكس على القيم التي يحملها الشباب في تحديد أنماطهم السلوكية، واتجاهاتهم وميولهم تجاه بعض القضايا والمواقف من قيم المواطنة (الخليفي،2015)
مشكلة البحث
إن استخدام الأفراد لوسائل الاعلام الإلكتروني عبر الانترنت فقد تعددت الاستخدامات من البريد الإلكتروني ثم المنتديات وغرف الدردشة والرسائل النصية والفورية والمدونات حتى ظهرت وسائل الاعلام الإلكتروني كمصطلح أطلق على مجموعة من الوسائل الإلكترونية التي ظهرت مع الجيل الثاني للويب ، وأتاحت التواصل مع مجتمع افتراضي ، ولعل أشهرها المدونات والشبكات وتطبيقات التواصل ومنصات التعبير، اذ احتلت مساحة واضحة من وقت وفكر واهتمام ووجدان وعقول الشباب ، بعد نجاحها في جذب واستقطاب العديد من الفئات العمرية، وأعادت تشكيل الحياة الاجتماعية والاتصالية للفرد وساهمت في التأثير على منظومة قيم المواطنة التي تكون سلوك الفرد وهذا ما نريد معالجته بالوصف والتحليل، بدأت وسائل الاعلام الإلكترونية مشوارها في الفضاء المفتوح ك فعاله لتحقيق وسائل الاعلام بين الافراد من خلال الخدمات كثيره تقدمها من سهوله. (اليوسف،2010)
ولقد أصبحت وسائل الاعلام الإلكترونية فضاء واسع تتضارب فيه القيم الإيجابية مع القيم السلبية وصارت الحرية كقيمه اعلاميه نصت عليه جميع القوانين الفردية والعربية خطر على المجتمعات لما تتيحه من اشكال التعبير غير المسؤولة، فأدت في كثير من ألأحيان من التجرد من كل القيم الأخلاقية عبر تشويه ومسخ الشخصية الإنسانية وتتمثل مشكله هذه الدراسة في أن عدد كبير من الشباب والشباب الجامعي بشكل خاص وهي فئة نوعيه من فئات المجتمع المعاصر يقضون ساعات طويلة في تصفح وسائل الاعلام الإلكتروني عموما وشبكات التواصل على وجه الخصوص مما يستدعي التعرف على دوافعهم والموضوعات التي يفضلونها وأثر ذلك على قيم المواطنة لديهم .
وفيما يتعلق بالتغير في قيم المواطنة ومدلولاتها لدى الشباب الجامعي، فقد تبين في دراسة التغيير في وأسبابه من أهمها عدم الشعور بالانتماء والتعبير عن الرأي، والاهتمام بثقافة ألمجتمع فقد تكشف عن خلل واضح في منظومة ألمواطنة حيث حدث نوع من التخلي عن العديد من قيم المواطنة الإيجابية وتبني بعض القيم ألسلبية لذلك يمكن أن تسهم قيم المواطنة في التحكم في استخدام وسائل الاعلام الإلكترونية سواء بالإقبال على استخدام الوسائل أو رفض واستخدامها أو استخدامها على نحو مشروع أو غير مشروع. (سالم وخضر،2012)
ان قيم المواطنة يمكن أن تسهم في وقاية الفرد من مخاطر الاتصال والاستفادة من منجزات التقنية الحديثة وتقليل نفقات شراء وسائل الاعلام المطبوعة ورقيا ، وكذلك يترتب على مستويات القيم ارتكاب سلوكيات سلبية بسبب غياب النسق القيمي المتوازن الذي يعمل كرقيب ذاتي على الاتجاهات والسلوكيات ما يسهم في مخاطر متنوعة نتيجة التواصل السلبي الذي يتيح الفرص لارتكاب مخالفات قانونية واجتماعيي والوصول لما يريد الفرد بكل سهول ان هذه المشكلات هي نتاج سوء الاستخدام وعدم الانضباط الاعلامي والتقني، وضياع القانون والرقابة الاسرية مما اظهرت لنا عدد من المتغيرات السلبية. (حلمي،2009)
أهمية البحث:
أصبح من الواضح بعد مجمل التداعيات التي افرزتها وسائل الاعلام الإلكترونية على الواقع الانساني المعاصر في مجمل الابعاد السياسيه والثقافية والاجتماعية والنفسية والأسرية ان الامر بحاجه ماسة للمزيد من الدراسات والبحوث للكشف عن جوانب مهمة من الشباب وافراد المجتمع لتلك الوسائل وعلاقتها بقضايا وموضوعات الرأي العام وتأتي اهميه هذه الدراسة كونها تركز على التأثير الواضح لهذه ال الاجتماعية واستخدامها ومتابعتها من قبل هذه الفئة المهمة والتعرف على الاسباب والدوافع التي تلجأ بسببها هذه الفئة لمثل هذه الوسائل الاعلامية، وما هي مستويات الاشباع المتحققة من تلك الاستخدامات وعلاقة ذلك بسلوكياتهم وخصوصياتهم وقيمهم نحو المواطنة ونظرا للمكانة الهامه التي يحتلها الشباب في المجتمع ويعدون الاساس لتقدم المجتمعات وتطورها. وتزداد اهميه هذه الدراسة كونها من الدراسات التي تتناول انماط ودوافع استخدام الشباب لوسائل الاعلام الإلكتروني . (ايهاب،2016)
وتتمثل اهميتها باعتبار وسائل الاعلام بوصفها ظاهره عالميه قوبلت بالاهتمام الجماهيري على المستوى العالمي وتمثل اتجاها متصاعدا من حيث عددها ومعدلات استخدامها وتعرض افراد المجتمع لمثل هذه الظاهرة ، وتنبع أهمية الدراسة من تطبيقها على عينة من الشباب، ان مرحلة الشباب هي المستهدف بالدرجة الاساس من العولمة الإلكترونية والثقافية بحكم طبيعته ورغبته في الحصول على المعرفه من أي طريق من دون ان يكون مسلما بالمعرفة الصحيحة بقيم مجتمعه واحتياجاته وتراثه التفافي ومحاولة الآخر لغرس قيم ومعتقدات وتشكيل سلوك لدى هذه الشريحة التي ترى في تلك المضامين بأنها واقعيه ومناسبة لهم، وان ما يعزز اهمية هذه الدراسة هو الكشف عن درجة تأثير وسائل الاعلام الإلكترونية في تشكيل المنظومة القيمية للشباب الجامعي، إذ لا يستطيع أحد أن يغفل أثر وسائل الاعلام الإلكترونية في التأثير على النسق القيمي والأخلاقي لفئات الشعب وشرائحه كافة، وما الصراع الثقافي الذي يشهده العالم العربي المعاصر بين القديم والحديث، وبين الأصالة والمعاصرة، إلا دلالة واضحة على منتجات هذا التأثير الثقافي والقيمي على المواطنة لوسائل الاعلام الإلكترونية في الحياة عامة. (المقدادي،2014)
تتضح أهمية الدراسة ايضا من خلال الدور المهم الذي تقوم به وسائل الاعلام بمختلف انواعها وخاصة الإلكترونية منها في الحفاظ على قيم أبنائها الشباب ، لذا فإن الإعلام يساهم ببذل أقصى الجهود لتهذيب سلوكهم وبناء شخصياتهم بشكل ناضج وايجابي مرن متفتح لمواجهة الحياة وتحديات ألمستقبل وأن تهيئ لهم المناخ العلمي والنفسي والاجتماعي.
وتتضح أهمية البحث من خلال ما يأتي:-
الأهمية النظرية:
- ان الدراسة الحاليه اهتمت بدراسة موضوع مهم هو تأثير وسائل الاعلام الإلكترونية على منظومة قيم المواطنة وهذه الموضوعات من اكثر المواضيع التي اثارة الباحثان لدراستها دراسة علمية.
- ان العينة التي اخضعتها الدراسة الحالية من اهم الفئات في المجتمع وأكثرهم عدد ، وان هذه الفئة هي نخبة المجتمع من المتعلمين وذو تأثير بالآخرين وهم قادة المستقبل.
الأهمية النظرية
- ستقدم الدراسة الحالية اداة قياس علمية تفيد الباحثون مستقبلا في استخدامها في دراسات اخرى مشابهة مع عينات من فئات مختلفة.
- سوف تضع الدراسة الحالية نتائج احصائية تصف مشكلة البحث الحالي وتضع عدد من التوصيات الاجرائية إلى الجهات المسؤلة للعمل على تطبيقها لحل المشكلات بشكل علمي دقيق.
فرضيات الدراسة:
- وسائل الاعلام الإلكتروني لها اثر في ترسيخ القيم المجتمعية.
- القيم المجتمعية لا تتأثر من خلال وسائل الاعلام الإلكتروني.
- تساهم وسائل الاعلام الإلكتروني في بناء رؤية مستقبلية لبناء قيم مجتمعية.
أهداف الدراسة:
- الكشف عن مستوى تأثير وسائل الاعلام الإلكترونية في ترسيخ قيم المواطنة .
- ويهدف إلى تحديد اهم وسيلة اعلامية الكترونيا ذات تأثير في ترسيخ مفهوم المواطنة.
- مدى تأثير وسائل الاعلام في ترسيخ قيم المواطنة وفق متغير لنوع (ذكور اناث)،
حدود الدراسة:
الحدود الموضوعية:- اقتصر البحث الحالي على دراسة تأثير وسائل الاعلام الإلكترونية في ترسيخ قيم المواطنة.
الحدود المكانية :- اقتصر البحث الحالي على محافظة دي إلى .
الحدود البشرية:- اقتصر البحث الحالي على الشباب .
الحدود الزمانية:- انجزت هذه الدراسة في العام الدراسي 2018- 2019.
تحديد المصطلحات
أولا- وسائل الاعلام الإلكترونية : (الصويان، 2014)
ويعرفها الباحثان بأنها منظومة من الشبكات الإلكترونية التي تسمح للمشترك فيها بإنشاء موقع خاص به ومن ثم ربطه من خلال نظام اجتماعي إلكتروني مع أعضاء آخرين لديهم نفس الاهتمامات والميول، أو التخصص الدراسي او من الاصدقاء او الاقارب يتبادلون المعلومات والإخبار والصور والفيديوهات وبمختلف التقنيات من خلال عدد كبير من التطبيقات الإلكترونية.
ثانيا – المنظومة القيمية :
مجموعة من المبادئ والمقاييس والمؤشرات، التي يتمّ من خلالها السيطرة على الأفكار والمعتقدات والاتجاهات، إضافةً للأشخاص أنفسهم وميولهم وطموحاتهم وسلوكهم، ومواقفهم سواء الفردية أو الاجتماعية، بغض النظر أكانت صالحة أو سيئة كالقيم الاخلاقية والاجتماعية والثقافية والتربوية وغيرها من القيم المتعددة. (ايهاب،2016)
ويعرفها الباحثان: هي تلك المعايير الوجدانية والفكرية والتربوية والثقافية والنفسية والتي يكتسبها الفرد منذ صغره من الاسرة والمدرسة والمجتمع ويعتقد بها الأفراد وبموجبها يتعاملون مع الأشياء بالقبول أو الرفض.
ثالثا – طلبة الجامعة:
هم الاشخاص الذين يخضعون لبرنامج دراسي في الجامعة أو أحد فروعها أو مؤسسة تعليمية والذين تتراوح أعمارهم مابين الثامنة عشرة والرابعة والعشرين، أي الذين أتموا الدراسة الثانوية، والتحقوا بالجامعة وانتسابهم وتم تسميتهم الجامعيون لانتسابها إلى الجامعة. (محمود، 2012)
رابعا – التعريف الاجرائي :
مجموع الدرجة الكلية التي يحصل عليها المستجيب المتمثل بالطالب الجامعي من خلال اجابته على أداة البحث.
الاطار النظري والدراسات السابقة
وسائل الاعلام الإلكترونية
وسائل الاعلام الإلكترونية تُعرَّف وسائل الاعلام الإلكترونية ((Social Networks على أنّها إلكترونيّة مبنيّة على أُسُس مُعيَّنة، تُمكِّن النّاس من التّعبير عن أنفسهم، والتعرُّف على أشخاص آخرين يُشاركونهم الاهتمامات نفسها، ويُمكن القول بأنَّ وسائل الاعلام الإلكترونية هي عبارة عن مجتمعات افتراضيّة تُمكِّن مُستخدِميها من مشارَكة الأفكار والاهتمامات، بالإضافة إلى تكوين صداقات جديدة. (ايهاب،2016)
وان وسائل الاعلام الإلكترونية بأنها خدمات يتم إنشاؤها وبرمجتها من قبل شركات كبرى لجمع أكبر عدد من المستخدمين والأصدقاء ومشاركة الأنشطة والاهتمامات، وللبحث عن تكوين صداقات والبحث عن اهتمامات وأنشطة لدى أشخاص آخرين يتشاركون معهم بإحدى الاشتراكات الفكرية أو غيرها، وتوفر هذه الخدمات ميزات مثل المحادثة الفورية والتراسل العام والخاص ومشاركة الوسائط المتعددة من صوت وصورة وفيديو وملفات.
وقد استقطبت هذه الخدمات ملايين المستخدمين من شتى بلاد العالم وتصنف هذه الوسائل ضمن الجيل الثاني للويب (2.0) وسميت اجتماعية لأنها أتت من مفهوم بناء مجتمعات بهذه الطريقة يستطيع المستخدم التعرف إلى أشخاص لديهم اهتمامات مشتركة في تصفح الانترنت والتعرف على المزيد من الأشخاص في المجالات التي تهمه وأخيرا مشاركة هذه الوسائل مع أصدقائه وأصدقاء عمله وزملاء الدراسة والأقارب أو من هم يشاركونه اهتماماته وهواياته. (الدبيسي،2013)
المنظومة القيمية:
يعد مفهوم القيم من المفاهيم الشائعة في مختلف العلوم الاجتماعية والإنسانية، إلا أنه لا يوجد ثمة اتفاق بين العلماء حول تعريف موحد لهذا المفهوم، وذلك لاختلاف منطلقاتهم الفكرية وحقولهم الدراسية. فلقد تعددت تعريفات القيم في الأدبيات الاجتماعية والنفسية بقدر يكاد يوازي من تحدثوا فيها. ومن بين التعريفات المختلفة لمفهوم القيم ويعرفها تالكوت بارسونز (Talkott Parsons) بأنها نسق رمزي مشرك يعد معياراً، أو مستوى للاختيار بين بدائل التوجيه التي توجد لمعايير التي تحكم بها على كون الشيء مرغوباً فيه، او غير مرغوبا فيه. (العمري،2012)
كما يعرفها شوارت (Schwart) بأنها مفاهيم، أو تصورات للمرغوب، تتعلق بضرب من ضروب السلوك، أو غاية من الغايات، وتسمو أو تعلو على المواقف النوعية، ويمكن ترتيبها حسب أهميتها النسبية، وعليه، فإن المنظومة القيمية مجموعة من المعتقدات والمبادئ لكامنة لدى الفرد التي تعمل على توجيه سلوكه وضبطه، وتنظيم علاقاته في المجتمع وسط الجماعة في جميع نواحي الحياة، وقد اكتسب الفرد تلك القيم ونماها وطورها وأصبحت معتقدا ثابتا من البيئة الاسرية والاجتماعية التي نشئ بها. (المقدادي،2014)
خصائص المنظومة القيمية
تمتاز القيم بمجموعة من الخصائص التي تميزها من غيرها من المفاهيم الأخرى كالحاجة، أو الدافع، أو المعتقد، أو الاتجاه، أو السلوك. ويمكن إجمال أهمها فيما يلي:
- أنها إنسانية، بمعنى أنها تختص بالبشر دون غيرهم، وهذا ما يميزها عن الحاجات
التي لا تخص البشر.
- أنها غير مرتبطة بزمن معين، فالقيم إدراك يرتبط بالماضي والحاضر والمستقبل،
وهى بهذا المعنى تبتعد عن معنى الرغبات، أو الميول التي ترتبط بالحاضر فقط.
- أنها تمتلك صفة الضدية، فلكل قيمة ضدها شي سلبي، ما يجعل لها قطباً إيجابياً، وقطباً سلبياً،
والقطب الإيجابي هو وحده الذي يشكل القيمة، في حين يمثل القطب السالب ما يمكن أن نسميه )ضد القيمة، أو عكس القيمة(.
- المعيارية: بمعنى أن القيم تعد بمثابة معيار لإصدار الأحكام تقيس وتقيُم وتفسر وتعلل من خلالها السلوك الإنساني.
- أنها نسبية، أي أنها ليست مطلقة، بل تمتاز بالثبات النسبي، وهى تختلف من مجتمع لآخر تبعاً لعوامل المكان والزمان والثقافة والجغرافيا والأيديولوجيا.
- أنها متعلمة، أي أنها مكتسبة من خلال البيئة وليست وراثية، بمعنى أنه يتم تعلمها واكتسابها عن طريق مؤسسات التنشئة الاجتماعية المختلفة.
- أنها ذاتية، بمعنى أن وزن القيمة وأهميتها يختلف من فرد لآخر. ( اليماني،2008)
العلاقة بين وسائل الاعلام الإلكترونية ومنظومة القيم لدى طلبة الجامعة
ان وسائل الاعلام الإلكترونية اصبحت من اهم العناصر التي يتعامل معها الفرد وفي كل وقت وقد تدخلت تلك ال للحياة الشخصية وتجذرها في مختلف المجالات، وخاصة اصبحت المادة العلمية والرقمية متاحة للاستخدام وبكل سهولة كنشر الصور ومقاطع الفيديو وكتابة الافكار ونشر الاعتقادات ويتفاعل معها الفرد بشكل مستمر من خلال ما يشاهده ويسمعه ويكتبه ويرسله ويرسل اليه، فقد اصبح عالم متكامل للكثير من الافراد رغم هو عالم افتراضي، وأصبح يشغل الوقت الطويل للأفراد ويشغلهم في البيت وفي اوقات العمل في مؤسساتهم وفي الشارع والتسوق وقيادة السيارة والتعلم والعمل والتواصل مع الاقارب ومن أي مكان في العالم وفي أي وقت . (لشهري،2012)
إن هذا التفاعل المثير للاهتمام والفوضوية واللامبالاة للوقت اصبح يؤثر في الفرد والخروج من مجرد تسلية وإطلاع وتواصل إلى تغير عادات وأفكار واهتمامات وميول حتى وصل إلى تغير قيم انسانية وثقافية واجتماعية وحتى دينية وقد تعرضت المنظومة القيمية إلى التصدع والانكسار ووصلة إلى حالات خطيرة من خلال المؤشرات الظاهرة منها انتشار حالات الطلاق في المحاكم وعند الاطلاع على الاسباب تجد 80% وسائل الاعلام هذا مؤشر خطير جدا وهذه مثال من مجموعة امثلة منها انخفاض تحصيل الدراسي والسهر لساعات الصباح والإطلاع على اسرار الاخرين وبياناتهم وتهديدهم بها مما ادى إلى اضعاف المنظومة القيمية بشكل عام وانتشار الافكار والسلوكيات الغريبة عن عادات مجتمعنا وتأثرت مختلف فئات المجتمع بذلك ومنهم طلبة الجامعة، لقد تأثر طلبة الجامعة باستخدام التواصل بشكل كبير من خلال الدراسات التي اجريت، ان طالب الجامعي يأتي إلى الجامعة وقد وصل إلى مستوى مقبول من النضج الاجتماعي والشخصي والنفسي ويمتلك مهارات اجتماعية ونفسية. (الدبيسي، 2014)
لقد تسببت بعض التطبيقات لوسائل الاعلام على تلويث القيم الجامعية والإنسانية ونعكس ذلك على لبس الطلبة وطريقة كلامهم وسلوكياتهم داخل قاعات الدراسة وخارجها وانخفاض التحصيل التطبيقي وحتى التكاليف الاقتصادية واصبح الطالب الناضج متمرد على القيم ويعدها اداة تعطيل المجتمع والافراد وبدء الطالب يبحث عن الحرية التي هو يسميها والانفتاح لذا اصبحت اهتمامات الطالب الجامعي مادية ومظهرية اكثر مما هي معرفية دراسية قائمة على الحوار وتعلم المعرفه وكتساب مهارات الجامعة الاساسية وهذا ينعكس سلبا على المجتمع لان هؤلاء الطلبة يخرجون لسوق العمل كالمهندس والمحاسب والمعلم والمحامي اذا لم يكن مزود بالقيم فسوف ينشئ جيل لا يقدر المجتمع وتصبح الفردية والمادية هي الظاهر المنتشرة في المؤسسات التعليمية وهنا يكمن الخطر والمشكلة.
الدراسات السابقة
- دراسة الطيار (2014)
هدفت الدراسة لبيان الآثار السلبية المترتبة على استخدام طلاب الجامعة لوسائل الاعلام الإلكترونية، وبيان الآثار الإيجابية المترتبة على استخدام طلاب الجامعة لوسائل الاعلام الإلكترونية، وبيان أثر وسائل الاعلام الإلكترونية في تغيير القيم الاجتماعية لدى طلاب الجامعة. واستخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي، وتكونت عينة الدراسة الحالية من طلاب جامعة الملك سعود بالرياض على اختلاف تخصصاتهم العلمية، وقد تم اختيارهم بطريقة عشوائية وبلغت العينة النهائية ( 2274 ) طالباً. وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج من أهمها : أن أهم الآثار السلبية لشبكات التواصل تمثلت في تمكن من إجراء علاقات غير شرعية مع الجنس الآخر، الإهمال في الشعائر الدينية، وأن أهم الآثار الإيجابية تمثلت في: الاطلاع على أخبار البلد الذي نعيش فيه، تعلم أمور جديدة من خلال وسائل الاعلام الإلكترونية ، التعبير بحرية عن الرأي، التمكين من تخطي حاجز الخجل، وأن أهم مظاهر تغيير القيم نتيجة شبكات التواصل وظهر في: تعزيز استخدام الطالب ل وسائل الاعلام الإلكترونية القدرة على مخاطبة الجنس الآخر بجرأة وأهم توصيات الدراسة تكثيف الندوات العلمية والبرامج التعليمية الهادفة التي تبين لطلاب الجامعة التأثير السلبي لوسائل الاعلام الإلكترونية على قيمهم وخاصة الجامعية.
- دراسة العوالمة واخرون (2015)
هدفت الدراسة الكشف عن درجة تأثير وسائل الاعلام الإلكترونية في المنظومة القيمية لطلبة كلية عجلون الجامعية. ولتحقيق ذلك تم تصميم استبانة مكونة من (44) فقرة، موزعة على أربعة مجالات: القيم الأخلاقية، والاجتماعية، والجمالية والاقتصادية. تكونت عينة العام الدراسي 2014-2015، وأشارت نتائج الدراسة إلى أن درجة تأثير وسائل الاعلام الإلكترونية في المنظومة القيمية لطلبة كلية عجلون الجامعية كانت متوسطة. وأظهرت النتائج أن القيم الجمالية جاءت في المرتبة الأولى، تلتها في المرتبة الثانية القيم الاقتصادية، وفي الثالثة القيم الاجتماعية، في حين جاءت القيم الأخلاقية في المرتبة الأخيرة. كما بينت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائية في جميع المجالات جميعها تبعاً لمتغير الجنس، ولصالح الطلبة الذكور، ووجود فروق في منظومة القيم تبعاً لمتغير التخصص ولصالح تخصص الخدمة الاجتماعية، إضافة إلى وجود فروق تبعاً لمتغير المستوى الدراسي، ولصالح طلبة السنة الثانية، وأخيراً وجود فروق تبعاً لمتغير مدة التواصل اليومية ولصالح المدة الزمنية (6) ساعات فأكثر.
منهجية البحث:
استخدم الباحثان المنهج الوصفي التحليلي للدراسة الحالية، اذ يعد هذا المنهج افضل اسلوب لدراسة لانه يوصف الظاهرة وصفا دقيقا ويحدد ابعادها وأسباب حدوثها ويضع فرضيات لحلها.
مجتمع البحث عينته
يشمل مجتمع البحث الحالي طلبة جامعة دي إلى والبالغ عددهم (16000) طالب وطالبة والتي تتضمن (14) كلية، اما عينة البحث فقد بلغت (200) طالب وطالبة من كليات ذات تخصص تطبيقي وإنساني كما هو موضح في جدول (1).
جدول (1) : عينة البحث
اسم الكلية | طالب | طالبة |
كلية التربية للعلوم الانسانية – الاصمعي | 25 | 25 |
كلية التربية للعلوم التطبيقية- الرازي | 25 | 25 |
كلية الهندسة | 25 | 25 |
كلية القانون | 25 | 25 |
المجموع | 100 | 100 |
أداة البحث:
لتحقيق أهداف البحث الحالي ولعدم حصول الباحثان على أداة مناسبة لأهداف البحث الحالي ، وبعد الاطلاع على الأدبيات والدراسات السابقة، تم بناء اداة للبحث الحالي مكونة من (25) فقرة موزعة على اربع مجالات هي) القيم الأخلاقية، والاجتماعية، والجمالية والاقتصادية) وله خمس بدائل (دائما- احيانا- ابدا-غالبا- نادرا) ولكل بديل وزن معين (4،3،2،1) للفقرات الايجابية والعكس للفقرات السلبية وكانت اعلى درجة للمقياس (100) واقل درجة (25) وما الوسط الفرضي فيبلغ (62.5).
صدق الأداة:
الصدق هو الخاصية السايكومترية التي تكشف عن مدى اداء المقياس للغرض الذي أُعد من اجله ، وهو دليل على قياس الفقرات لما يفترض أن تقيسه ولأجل التحقق من صدق أداة البحث قام الباحثان باستخراج الصدق الظاهري الذي يعد من مستلزمات بناء المقياس وذلك بعرض فقرات الاداة على مجموعة من الخبراء والمختصين في العلوم التربوية والنفسية ، وفي ضوء آرائهم تم الابقاء على الفقرات التي نالت نسبة(85(% فأعلى وهي تمثل نسبة قبول وبذلك عدل الخبراء بعض الفقرات.
تحليل فقرات القياس
تم تحليل لفقرات احصائيا بأسلوبي :-
- المجموعتان المتطرفتان :
لحساب القوة التمييزية لكل فقرة من فقرات الاداة تم اجراء الخطوات ألآتية تطبيق المقياس على عينة التحليل ثم تحديد الدرجة الكلية لكل استمارة .
- ترتيب الاستمارات تنازلياً بحسب درجاتها الكلية من أعلى درجة إلى أوطأ درجة.
- تعيين (27%) من الاستمارات الحاصلة على أعلى الدرجات في المقياس و(27%) من الاستمارات الحاصلة على أدنى الدرجات واللتان تمثلان مجموعتين بأكبر حجم وأقصى تمايز ممكن، وبلغ عدد الاستمارات في كل مجموعة (27) استمارة وعليه فان عدد الاستمارات التي خضعت للتحليل يكون (54) استمارة.
- استخراج الوسط الحسابي والانحراف المعياري لدرجات المفحوصين لكل مجموعة عن كل فقرة من فقرات المقياس ثم طبق الاختبار التائي لعينتين مستقلتين لاختبار الفروق بين درجات المجموعة العليا والمجموعة الدنيا في كل فقرة عند مستوى دلالة (0.05) وقد تبين جميع الفقرات مميزة وجدول (2) يبين ذلك :
جدول (2): القوة التميزية للفقرات
ت | المجموعة العليا | المجموعة الدنيا | القيمة التائية المحسوبة | ||
الوسط الحسابي | الانحراف المعياري | الوسط الحسابي | الانحراف المعياري | ||
1 | 2.553 | 0.555 | 2.220 | 0.613 | 5.221 |
2 | 2.464 | 0.664 | 2.2024 | 0.6970 | 3.525 |
3 | 2.381 | 0.597 | 2.023 | 0.725 | 4.925 |
4 | 2.053 | 0.728 | 2.057 | 0.781 | 5.650 |
5 | 2.470 | 0.637 | 1.892 | 0.804 | 7.554 |
6 | 2.285 | 0.701 | 2.107 | 0.815 | 2.168 |
7 | 2.642 | 0.613 | 2.119 | 0.824 | 6.536 |
8 | 2.684 | 0.548 | 2.154 | 0.773 | 7.239 |
9 | 2.723 | 0.573 | 2.071 | 0.823 | 8.536 |
10 | 2.595 | 0.591 | 1.982 | 0.761 | 8.237 |
11 | 2.452 | 0.607 | 1.982 | 0.687 | 6.643 |
12 | 2.756 | 0.552 | 2.232 | 0.773 | 7.141 |
13 | 2.535 | 0.618 | 1.982 | 0.754 | 7.360 |
14 | 2.750 | 0.486 | 2.089 | 0.756 | 9.519 |
15 | 2.678 | 0.539 | 2.178 | 0.720 | 7.200 |
16 | 2.440 | 0.616 | 2.006 | 0.754 | 5.783 |
17 | 2.571 | 0.574 | 2.083 | 0.753 | 6.676 |
18 | 2.333 | 0.763 | 1.964 | 0.749 | 4.471 |
19 | 2.339 | 0.636 | 1.963 | 0.749 | 5.071 |
20 | 2.684 | 0.503 | 2.184 | 0.739 | 7.247 |
21 | 2.761 | 0.492 | 2.154 | 0.728 | 8.861 |
22 | 2.660 | 0.556 | 2.154 | 0.773 | 6,882 |
23 | 2.492 | 0.529 | 2.071 | 0.723 | 7.541 |
24 | 2.119 | 0.862 | 1.632 | 0.805 | 7.912 |
25 | 2.723 | 0.524 | 2.432 | 0.775 | 6.423 |
ارتباط الفقرة بالدرجة الكلية للمقياس:
يقصد بها معامل الارتباط بين الأداء على كل فقرة والأداء على الاختبار بأكمله, إِذ انَّ من مميزات هذا الأسلوب أَن يقدم مقياساً متجانساً في فقراته , إذ إِن الفقرة التي ترتبط ارتباطاً ضعيفاً جداً مع المحك (المقياس) تعد غالباً فقرة تقيس سمة تختلف عن تلك السمة التي تقيسها فقرات المقياس الأخرى إِذ يجب استبعادها.
ولحساب معامل الارتباط بين درجة كل فقرة من فقرات الاداة والدرجة الكلية استعمل الباحثان معامل ارتباط بيرسون, وقد تبين أن معامل الارتباط بين درجة الفقرة والدرجة الكلية جميعها ذات دلالة إحصائية عند مستوى(0.05) لأن جميع معاملات الارتباط أعلى من القيمة الجدولية البالغة (0.088) والجدول (3) يوضح ذلك.
جدول(3): معاملات الارتباط بين درجة الفقرة والدرجة الكلية للمقياس
تسلسل الفقرة | معامل الارتباط | تسلسل الفقرة | معامل الارتباط |
1 | 0.226 | 12 | 0.308 |
2 | 0.154 | 13 | 0.396 |
3 | 0.205 | 14 | 0.288 |
4 | 0.047 | 15 | 0.145 |
5 | 0.270 | 16 | 0.155 |
6 | 0.142 | 17 | 0.188 |
7 | 0.282 | 18 | 0.319 |
8 | 0.295 | 19 | 0.263 |
9 | 0.323 | 20 | 0.282 |
10 | 0.364 | 21 | 0.254 |
11 | 0.305 | 22 | 0.320 |
12 | 0.116 | 24 | 0.251 |
25 | 0.345 |
مؤشرات الثبات:
يقصد بالثبات الدقة في أداء الأفراد والاستقرار في النتائج عبر الزمن، ان عدم تأثر نتائج الاختبار بصورة جوهرية بذاتية المفحوص, أو إن الاختبار فيما لو كُرر على المجموعة نفسها بعد فترة زمنية نحصل على النتائج نفسها أو مقاربة ، وقدتم استخراج قيمة معامل الثبات من خلال اسلوب الفا- كرونباخ ، فكانت قيمة معامل ثبات المقياس (0.83) ويعد المقياس داخليا لان هذه المعادلة تعكس مدى اتساق فقرات داخليا .
الإحصائية:
استخدم الباحثان برنامج (spss) لتحليل الفقرات واستخراج النتائج للأهداف الموضوعه.
عرض النتائج وتفسيرها
اولا- الكشف عن درجة تأثير وسائل الاعلام الإلكترونية في المنظومة القيمية لطلبة الجامعة.
الجدول(4)
المتوسط الحسابي ، والانحراف المعياري والمتوسط الفرضي والقيمة التائية
العينة | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | المتوسط الفرضي | القيمة التائية | |
المحسوبة | الجدولية | ||||
200 | 59.8 | 7.3 | 62.5 | 2.32 | 1.96 |
توضح المؤشرات الاحصائية لجدول (4) ان تأثير وسائل الاعلام الإلكترونية لها تأثير متوسط على المنظومة القيمة للطالب الجامعي من خلال التحليل الاحصائي لإجابات الطلبة ، إذ تفسر نظرية التعلم الاجتماعي لبندورا ان الفرد يتأثر بالبيئة التي يعيش بها من خلال المؤثرات التي يواجهها ويستجيب لهذه المؤثرات كلما زادت درجة قوتها لذا اصبحت وسائل الاعلام الإلكترونية من اكثر المثيرات البيئة التي يواجهها الفرد، اذ نلاحظ الاستخدام المفرط للاجهزة الذكية من هواتف واجهزة لوحية وحاسبات محمولة والوقت الذي يقضيه الفرد وبدء يمارس سلوكيات وطرح افكار تخالف القيم الاسرية والاجتماعية والثقافية والخلقية وهذا التاثير بدء ينعكس على البناء المعرفي وبناء الشخصية والتفاعل الاجتماعي، ولكن لم يصل التأثير إلى درجات مرتفعة مقارنة بالمرحلة العمرية لطلبة الجامعة كونهم في مرحلة من النضج والرشد التي تحقق لهم مهارة ادارة الوقت التي انعكس بالشيئ اليسير على سلوكياتهم في استخدام تطبيقات وسائل الاعلام ، وتتفق نتائج هذه الدراسة مع نتائج دراسة العوالمة (2015).
يرى الباحث ان وسائل الاعلام الإلكتروني اصبحت ذات تأثير مباشر وغير مباشر في مختلف جوانب الحياة الانسانية وخاصة التي تشكل له نموذج انساني وقيمي لذا وضحت نتائج اجابات المستجيبين على اداة البحث ان القيم المجتمعية قد تأثرت وبشكل كبير من حيث الشكل والمضمون ومن حيث المحتوى التفصيلي، لذا اصبح الانسان على تفاعل مباشر مع ادوات الاعلام الإلكتروني مما يساهم في تعزيز البناء القيمي والفكري والثقافي مما يتضح ذلك على شخصية الفرد وسلوكه وقيمه.
ثانيا-:- معرفة الفروق ذات الدلالة الإحصائية وفق متغيري النوع (ذكور- اناث) التخصص الدراسي (علمي- ادبي)
- متغير النوع (ذكور، اناث)
جدول (5)
يبين نتائج الاختبار التائي للفرق بين متوسط درجات الذكور والإناث
المؤشر الإحصائي النوع | العدد | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | القيمة التائية | مستوى دلالة | |
المحسوبة | الجدولية | |||||
ذكور | 100 | 21.4 | 8.41 | 3 | 2 | 0.05 |
ناث | 100 | 17.4 | 5.13 |
يتضح من الجدول (5) ان الفروق دالة احصائيا لصالح الطلاب الذكور ، أي ان المنظومة القيمية لطلبة الجامعة من الذكور اكثر تأثرا ب وشبكات التواصل ، ويفسر ذلك في ضوء نظرية سوليفان للعلاقات الاجتماعية ان الطلاب يتمتعون بعلاقات اجتماعية متنوعة ومتعددة سواء مع اقرانهم ونوع جنسهم وكذلك مما يمنحون من حرية في الخروج من المنزل وقضاء وقت طويل خارجه ويمتلكون من الاجهزة الذكية لان المجتمعات الشرقية تعطي الكثير من المساحات والحريات للذكور مقارنة بالإناث، هذه الحرية تجعلهم يكتسبون خبرات متعددة ومتنوعة من خلال انشاء حسابات الكرتونية على شبكات التواصل ويمتلكون مهارة التعامل مع هذه التطبيقات مما يقضون ساعات طويلة وبشكل مفرط مما تجد تأثير هذه الشبكات على قيمهم سواء في الجامعة او المجتمع المحلي وحتى داخل الاسرة وينعكس ذلك سلبا في افكارهم وطريقة تحدثهم وملبسهم ، مقارنة بالإناث التي تتحدد علاقتها مع نوع جنسها وأمها وأقاربها وطبيعة المجتمع التي يفرضها ذكية مما ينعكس ذلك على الحفاظ على مستوى منظومة القيم التي اكتسبتها.وربما غير متعلمة ولا تجيد التعامل مع هذه الاجهزة او لربما لا تمتلك مثل تلك الاجهزة وتتفق نتائج هذه الدراسة مع دراسة الطيار (2014) .
ويرى الباحث ان تأثير وسائل الاعلام الإلكتروني على الانسان بشكل عام من خلال استجاباته للمؤثرات البيئية وخاصة الاعلامية والمجتمعية المتنوعة لذا نرى ان ان الافراد حسب النوع الاجتماعي من الذكور وذلك لأنهم على تفاعل وتماس مباشر مع ادوات الاعلام الإلكتروني مما تؤثر في القيم والعادات المجتمعية مما تنعكس على سلوكياتهم وتوجهاتهم وميولهم وطبيعة حاجاتهم ومراحل النمو النفسي والاجتماعي التي يعيشونها في مختلف مراحلهم القادمة.
- معرفة الفروق ذات الدلالة الاحصائية حسب متغير التخصص الدراسي : تطبيقي – انساني.
يبين نتائج الاختبار التائي للفرق بين متوسط درجات التخصص التطبيقي والانساني
التخصص | العدد | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | القيمة التائية | مستوى دلالة | |
المحسوبة | الجدولية | |||||
انساني | 100 | 19.7 | 6.7 | 3 | 2 | 0.05 |
تطبيقي | 100 | 16.5 | 4.3 |
يوضح جدول (6) ان الفروق دالة احصائيا لصالح طلبة التخصص الانساني ، أي أن وسائل الاعلام الإلكترونية لها تأثير على طلبة التخصص الانساني مقارنة بتخصص التطبيقي، أن طلبة التخصص التطبيقي يميلون إلى التطلع والمتابعة لان طبيعة دراستهم تعتمد على مهارة الحفظ والاستدعاء وهم يقضون ساعات طويلة باستخدام الانترنت والأجهزة الذكية مقارنة بطلبة الدراسة التطبيقية الذين يحتاجون إلى وقت اكثر لدراسة المادة التخصصية ، كما توضح نظرية التعزيز لسكنر ان الفرد كلما يتحقق له تعزيز معنوي او مادي فانه يستمر في ممارسة ذلك السلوك على المدى الطويل، ان طلبة التخصص التطبيقي تحقق لهم المذاكرة الاشباع المعرفي، وتتفق نتيجة هذه الدراسة مع درسة الجمالي( 2007) وتتفق كذلك مع دراسة العوالمة واخرون (2007).
يرى الباحث ان تأثير وسائل الاعلام الإلكتروني لها اثر واضح على الطلبة في التخصص الانساني مقارنة بالتطبيقي وذلك يوضح ان طلبة التخصص الانساني لديهم من الوقت الذي يمارسون من خلاله التصفح في ادوات التواصل وهي اصبحت بمثابة ادوات اعلامية تؤثر بثقافاتهم وعاداتهم وسلوكياتهم وهم على تفاعل متواصل مع هذه الادوات مما ينعكس ذلك على منظومة القيم المجتمعية لديهم.
الخلاصة
في ضوء أهداف البحث ومناهجه والإجراءات الميدانية والتحليلات الاحصائية أظهرت نتائجه أن لوسائل الاعلام الإلكتروني دورا مهما ومؤثرا في ترسيخ قيم المواطنة لدى أفراد العينة من طلبة الجامعة ، كما أظهرت أن المدونات الإلكترونية وشبكة الفايسبوك من أكثر الأدوات الإلكترونية الاعلامية التي تؤثر في ترسيخ هذه القيم.
كما أظهرت النتائج في ضوء المتغيرات التي حددها الباحثان وهي متغير النوع الاجتماعي، أن مستوى وسائل الاعلام الإلكتروني يؤثر في ترسيخ قيم المواطنة للطلاب الذكور مقارنة بالإناث، وفيما يخص متغير الفرع الدراسي، فإن لهذه الوسائل تأثير على طلبة التخصص الانساني مقارنة بالتخصص التطبيقي.
التوصيات
في ضوء نتائج البحث يوصي الباحثان :-
- اقامة ندوات موجهة لطلبة الجامعة تبين لهم المخاطر النفسية والاجتماعية والثقافية والصحية والبيئية.
- ترسيخ القيم والمبادئ التي تعزز المواطنة للطالب الجامعي من خلال اقامة ورش عمل داخل الجامعات يشترك بها طلبة الكليات والمعاهد .
- اخضاع الطلبة لبرامج تدريبية حول مهارة ادارة الوقت والعامل الايجابي مع التكنولوجيا في ضوء الاحتياجات المعرفية والتربوية .
- اجراء دراسة عن دور الجامعة في نشر القيم وثقافية المواطنة عند الطلبة.
- اجراء دراسة بعنوان الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي وعلاقتها بأزمة الهوية الاجتماعية.
- اقامة دراسة تجريبية بعنوان أثر الارشاد النفسي في تحصين تلاميذ الثانويات من سوء استخدام الانترنت.
قائمة المصادر والمراجع:
- ابن منظور، محمد بن مكرم بن منظور الإفريقي المصري لسان العرب، دار صادر , بيروت , ط1،1989،.
- الحمداوي، هناء جاسم ، الإقناع فن التأثير على الآخرين واكتساب ثقتهم، دار الاتحاد للنشر والتوزيع، عمان طبعة 1، 2012.
- الخليفي، محمد بن صالح ، تأثير الإنترنت في المجتمع: دراسة ميدانية”، مجلة عالم المعرفة، المجلد 22، العددان 5 و 6،2015، ص469- ، 502.
- الدبيسي، عبدالكريم، الطاهات ، ياسين،. دور وسائل الاعلام الإلكترونية في تشكيل الراي العام لدى طلبة الجامعات الأردنية. مجلة دراسات العلوم الإنسانية والاجتماعية، الجامعة الأردنية، المجلد 14، العدد 1، ص 66- 80، 2013.
- الصادق، عبدالصادق حسن، تأثير استخدام الشباب الجامعي في الجامعات الخاصة البحرينية ل التواصل الاجتماعي على استخدامهم الاتصال التقليدية، المجلة الأردنية للعلوم الاجتماعية، المجلد 7، العدد 1، ص33 – 59، 2014.
- الصويان، نورة،. تأثير وسائل الاعلام الإلكترونية على الثقافة الاجتماعية للشباب السعودي، مجلة بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس ، المجلد 3، العدد34، 2014.
- الطيار ، فهد، (2014) . وسائل الاعلام الإلكترونية وأثرها على القيم لدى طلاب الجامعة ” تويت أنموذجاً” المجلة العربية للدراسات الأمنية ، 31(61)، ص 193- 226.
- العتيبي ، بندر، والراشدي، سعيد، التحديات التي تفرضها شبكة الأنترنت و وسائل الاعلام الإلكترونية على القيم في الوطن العربي. المجلة الدولية التربوية المتخصصة، المجلد 2 العدد 9، ص861 – 870، 2012.
- العمري، أسماء عبد المنعم ، درجة ممارسة القيم لدى طلبة الجامعات الأردنية من وجهة نظر الطلبة أنفسهم. مجلة دراسات، العلوم التربوية، 42(3)، 1086- 1063.، 2015.
- العوالمة، عبد الله وابو ملحم ، محمد والزبون، احمد (2015) درجة تأثير التواصل الاجتماعي على قيم طلبة كلية عجلون الجامعية، مجلة التربية، المجلد12، العدد2، جامعة اليرموك، 2015.
- القدومي ، خولة مجالات استخدام شبكات وسائل الاعلام بين طلبة جامعة إربد الأهلية، عالم التربية، مصر، س13، العدد 40، 15 – 40،2012.
- المجالي، فايز، أثر استخدام وسائل الاعلام الإلكترونية على القيم الاجتماعية لدى الشباب الجامعي، مجلة المنارة، المجلد17، العدد3، جامعة الـ البيت، 2007.
- المقدادي، خالد غسان ، ثورة الشبكات الاجتماعية- ماهية وسائل الاعلام وأبعادها، دار النفائس للنشر والتوزيع، الطبعة 1، 2014م، ص35.
- اليماني، عبد الكريم، فلسفة القيم التربوية. ط1، دار الشروق: عمان، 2008.
- اليوسف، شعاع ، التقنيات الحديثة فوائد وأضرار دراسة التأثيرات السلبية على صحة الفرد، العدد 112، السنة السادسة والعشرون، الطبعة الأولى، 2010.
- ايهاب، خليفة، وسائل الاعلام “أدوات التغيير العصرية عبر الإنترنت“، المجموعة العربية للتدريب والنشر، الطبعة الأولى، 2016م، ص114.
- بهاء الدين، محمد مزيد، “المجتمعات الافتراضية بديلاً للمجتمعات الواقعية، جامعة الإمارات العربية المتحدة، 2012م.
- حلمي، ساري، ثقافة الإنترنت دراسة في التواصل الاجتماعي، دار مجدلاوي للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، 2009م، ص19.
- زاهر، راضي ، “استخدام التواصل الاجتماعي في العالم العربي”، مجلة التربية، العدد15، جامعة عمان الأهلية، عمان، 2013، ص23.
- سالم، ساري وخضر، زكريا، مشكلات اجتماعية راهنة، العولمة وإنتاج مشكلات جديدة، الأهالي للطبع والنشر والتوزيع، دمشق، ط1، 2012، ص196.
- سامي، عبد الرؤوف، الإنترنت في العالم العربي: دراسة ميدانية على عينة من الشباب العربي، المجلة المصرية لبحوث الرأي العام،المجلد2، عدد 4، 2010، ص35.
- محمود، خالد صالح، تأثير وسائل الاعلام الإلكترونية على القيم الاجتماعية لدى الشباب الجامعي، مجلة دراسات في الخدمة الاجتماعية والعلوم الإنسانية، القاهرة، المجلد الاول، العدد 32، ص335- 390، 2012.
- نيش، عزوز، ودكاني لطفي، تأثير استخدام وسائل الاعلام على قيم الشباب الجامعي الجزائري ” دراسة لعينة من مستخدمي موقع الفيس بوك “، مجلة جيل الدراسات الانسانية والاجتماعية، العدد، ص183-193، 2015.