
صورة مجتمع أولاد نائل في القرن التاسع عشر ميلادي من خلال رحلة”صيف في الصحراء” للرحالة أوجين فرومنتان
A picture of the Family of The Children of Nael in the 19th century AD through a journey
“Summer in the Desert” by the traveler Eugene Fromontan
د. رفاف شهرزاد s د.سياب خيرة/ جامعة طاهري محمد ،بشار، الجزائر
Dr. Reffaf chahrazad – Dr. Siab Khaira / Taheri Mohammed University – Bachar
مقال منشور في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 67 الصفحة 137.
Abstract:
The subject of The French journeys to the Algerian desert from the 19th century is one of the topics rich in historical information, and a detailed field for Algerian researchers because it has not yet been attended by an Algerian level study, most of what was written on the subject was with European pens that served most of the time French colonialism and facilitated it to penetrate into the Algerian desert in particular and African in general during the nineteenth century.
This century saw colonial competition for Africa, and after 1830 Algeria became the leader of pioneers, travellers and explorers, and among the literary and artist Eugene Frumentan FromentinEugène (1820-1876), who left timeless paintings with the theme of the Algerian desert, along with writings in the art of the journey, foremost of which is his summer trip in the desert, which will be the subject of the study, especially those related to the children of Nile.
The main problem of research is the analysis of the historical scientific benefits of this journey.
And the impact of this historical legacy on the historical scene and scientific studies on the Algerian Sahara?
– Unveiling the heritage of the region’s material, a rich heritage that still exists today.
Keywords: Eugene Frumentan, Summer in the Desert, The Algerian Sahara, Ouled Nael, French Orientalism.
ملخص:
يعتبر موضوع الرحلات الفرنسية للصحراء الجزائرية من القرن19م من المواضيع الثرية بالمعلومات التاريخية ،وحقلا مفصلا للباحثين الجزائريين كونه لم يحض بعد بدراسة مستوفية جزائرية فأغلب ما كتب حول الموضوع كان بأقلام أوروبية خدمت في معظم الوقت الاستعمار الفرنسي وسهلت عليه التوغل في الصحراء الجزائرية خاصة والإفريقية عامة خلال القرن التاسع عشر.
هذا القرن الذي شهد تنافسا استعماريا على إفريقيا، وأصبحت الجزائر بعد 1830 قِبلة الرواد والرحالة والمستكشفين ، ومن بين الوافدين الأديب والفنان أوجين فرومنتان FromentinEugène (1820-1876)،الذي ترك لوحات فنية خالدة كان موضوعها الصحراء الجزائرية إلى جانب كتابات في فن الرحلة في مقدمتها رحلته صيف في الصحراء التي ستكون موضوع الدراسة خاصة ما تعلق منها بأولاد نايل.
وتتمحور الإشكالية الرئيسة للبحث في تحليل الفوائد العلمية التاريخية لهذه الرحلة، واثر هذا الموروث التاريخي على الساحة التاريخية والدراسات العلمية حول الصحراء الجزائرية؟
-كشف النقاب على التراث للامادي للمنطقة وهو تراث غني مازال موجود إلى يومنا الحالي.
الكلمات المفتاحية: أوجين فرومنتان، صيف في الصحراء، الصحراء الجزائرية، أولاد نائل، الاستشراق الفرنسي.
مقدمة:
تزخر كتب الرحلة الفرنسية في القرنين التاسع عشر والعشرين بأدبيات تصوير الصحراء الجزائرية بالرغم مما تحويه من أفكار ساهمت في تسهيل الحركة الاستعمارية[1]، ولم تقتصر الكتابات حول الصحراء على المؤرخين المسلمين الذين زاروها ،بل تعدت هذه الكتابات إلى الغربيين وعلى رأسهم الفرنسيين الذين كتبوا عن جماليات الصحراء الكبرى، وقد أسهم هؤلاء بكتاباتهم مساهمة لا يمكن تجاهلها أو الانتقاص من قيمتها العلمية، خاصة فيما يتعلق بالتعريف بخبايا الصحراء الكبرى التي تتربع الجزائر على مساحات شاسعة منها.
وصارت الجزائر، منذ استعمارها سنة 1830م ،الوجهة المفضلة للأدباء والفنانين المستشرقين، وقد عبر ثيوفيل غوتييه Gautier Théophile- أحد أعمدة ّالاستشراق الفرنسي- عن مكانة الجزائر بالنسبة للرسامين المستشرقين بقوله: “إن السفر إلى الجزائر يضاهي، في أهميته، ضرورة الحج إلى إيطاليا“[2]
ويرجع اهتمام المستشرقين الفرنسيين عموما بالشرق والجزائر إلى ما قبل سنة 1830 بعقود، ولكن الحملة الفرنسية هي التي فتحت لهم أبواب الشرق على مصرعيه[3]،وأنشأت “فيلا عبد اللطيف” [4] التي أصبحت أول القرن العشرين مدرسة يتكون فيها الفنانون الفرنسيون الموهوبون، وخصصت لهم المنح والجوائز[5].
ومن روادها الأوائل نجد الفنان “ماكسيم نواره M.Noiré” الملقب بالفنان الجزائري في لوحاته “ولادة في الصحراء” و”أغنية الناي” و”ياسمين الساحل”، والفنان “ليون كوفيا Cauvy” ،الذي أصبح التصوير الجزائري على يديه أكثر نسقا وأكثر منهجية، و الفنان “ليون كاريcarré“، الذي اكتشف الأناقة والدقة في الطبيعة الجزائرية[6].
وغالبا ما مثلت أعمال بعض الفنانين الفرنسيين إيديولوجية المستعمر الغالب مثل لوحة” العرب يحملون موتاهم”للفنان “شاصيريو”[7] سنة1856م، ومن أبرز الأعمال نجد المرأة والجمال والطبيعة والبادية وأكثر اللواحات براعة كانت حول الصحراء الجزائرية.
ولعل من الفرنسيين الذين كتبوا عن صحراء الجزائر وجغرافيتها وسكانها-على سبيل الذكر لا الحصر-” جوزيف أوجين دوماس(1803-1871م)“[8]،وضع هذا الأخير نظاما جماعيا لجمع معلومات دقيقة عن الأهالي الجزائريين مما سمح له بتطوير كتاباته التي جاءت بطريقة تحليلية ، فقد عرف المجتمع الجزائري عن قرب بمختلف فئاته واحتك بحياته الاجتماعية والدينية، ومن أهم مؤلفاته حول الصحراء كتاب”الصحراء الكبرى1848م،الذي يعتبر من المصادر المهمة في التعريف بالصحراء الجزائرية ، وأحوال قاطنيها وجغرافيتها ومسالكها بشيء من التفصيل، والعادات والأفكار والديانات وحياة الأهالي بمختلف وجوهها[9].
وكتاب “خيول الصحراء1858م“و هو دراسة عن الخيول في شمال إفريقيا مصحوبة بتعليقات إثنوغرافية استندت إلى إقامة المؤلف في الجزائر. و يتناول النصف الأول من المجلد خيل الصحراء وكيفية اختلافها عن الخيول العربية وتفاصيل عنها وعن استخداماتها وطرق رعايتها وتربيتها.
ويناقش المؤلف بشكل مطوَّل فضائل خيل الصحراء من الناحية العسكرية، ويرجع ذلك إلى أنه كان أولاً وقبل كل شيء ضابطاً في سلاح الفرسان، أما النصف الثاني من المجلد فهو مخصص لسلوكيات وعادات سكان شمال إفريقيا، أي البربر أو “شعب الخيمة” كما يطلق عليهم دوماس.
وبناءً على ما سبق تهدف المداخلة إلى تتبع رحلة استكشافية للصحراء الجزائرية عامة و ربوع أولاد نايل خاصة التي قام بها الفنان والطبيب الفرنسي أوجين فرومنتان Eugéne Fromentin ، وتعبر هذه الرحلة الثالثة له للجزائر ، قضى فرومنتان حوالى عشرين شهرا يتنقل بين مدن الجنوب ويرسم الكثير من المشاهد عبر لوحاته الخالدة، ولأن الرسم لا يعبر دائما عن كل ما يريده المرء أو كما قال فرومونتان نفسه “إن صعوبة التعبير بالريشة جعلتني أجرب التعبير بالقلم”، فقد اتجه للكتابة وتسجيل مشاهداته أثناء جولاته عبر أنحاء الجزائر.
وترك فرومنتان كتابات رائعة حول الجزائر صور البيئة الاجتماعية والاقتصادية للصحراء الجزائرية من خلالها مشاهد حية عن الجزائر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر مثال ذلك: عام في الساحل(1859)، الجزائر، مقتطفات من دفتر رحلة الجزائر، صيف في الصحراء ، هذه الأخيرة كتبها سنة 1857م وهي موضوع هذه المحاضرة.
عملنا سوف يركز على ترجمة الجزء المتعلق بمنطقة أولاد نايل من هذه الرحلة أولاً ،ثم نركز العمل على المعلومات التاريخية والطبوغرافية والأنثروبولوجية التي حملتها هذه الرحلة حول منطقة أولاد نايل.
سنحاول الاطلاع عن أهم النصوص التاريخية التي حملتها الرحلة فقد اهتم فرومنتان بالمسالك والطرق الصحراوية والعادات والتقاليد واللهجات ومنابع الثروة في الصحراء الجزائرية.
العرض:
قبل عرض الموضوعات والأفكار التي حوتها رحلة صيف في الصحراء لعله من الأنسب التعريف بصاحب الرحلة أوجين فرومنتان:
ولد فرومنتان بمدينة “لا روشيل “La Rochelle بفرنسا في 24 أكتوبر 1820م ،من أب يمـارس مهنة الطب، نشأ في عائلة برجوازية تعتني بالثقافة مما أتاح له صقل موهبته الفنية ومعرفة أعمال كبار الفنانين والأدباء الفرنسيين، هويته الرسم ،وكانت أسرته تقضي أيام فصل الصيف من كلّ سنة في منزل جبلي، يوجد بمدخل قرية “سان موريس بلده الأصلي[10].
تحصل سنة 1839 على شهادة البكالوريا ليدخل الجامعة، درس القانون دون رغبة منه[11]،ليتخرج منها بشهادة الليسانس سنة 1843 .يقرر فرومنتـان سـنة 1844 تكريس وقته لدراسة الفنون التشكيلية والرسم، متأثرا بالفنانين المستشرقين، رغم معارضة أسرته لذلك.
كان فرومنتان رجلا أنيقا ويحمل أفكارا راقية، محبوبا بين الناس،يتمتع بسمعة جيدة[12]، توفي يوم 27أوت1876،تاركا لوحات ورسومات وآثار إبداعية نثرية في قمة الروعة.
*رحلاته إلى الجزائر:
قام أوجين فرومونتان بثلاث رحلات إلى الجزائر ، الرحلة الأولى كانت في ربيع 1846، وهو في الخامسة والعشرين، حيث انطلق من باريس في الثالث من شهر مارس، برفقة صديقيه، الرسامين آرنو دي مارسـيل Mesnil du Armand ، وشـارل لابي Charles Labbé، حيث وصل الجزائر في 12 مارس ويستقر بمدينة البليدة في الثالث عشر، ومكـث بالجزائر إلى غاية العاشر من أفريل، حيث أقام مدة تسعة عشر يوما، ليعود إلى فرنسا[13]. |
أما الرحلة الثانية، فقد كانت أطول من الأولى، حيث غادر باريس في الرابع والعشـرين سبتمبر من سنة 1847 ،ولم يبحر إلى مرسيليا حتى الثالث والعشرين من شهر ماي، وهكـذا كانت له الفرصة لزيارة الكثير من المدن الجزائرية، البليدة، قسنطينة، بسكرة، إضافة إلى الخرجات والنزهات التي قادته إلى معرفة الصحراء، والاقتراب من البدو ، ونمط حياتهم. وخلال رحلتـه هذه، تمت تنحية لويس فيليب بفرنسا و إقامة الجمهورية الثانية، بقيادة نابليون الثالث[14].
أما الرحلة الثالثة، والتي قام بها فرومنتان في تلك الظروف السياسية الجديدة التي كانـت تمر بها فرنسا، وهكذا استقل فرومنتان الباخرة من مرسيليا، في الخامس نوفمير 1852 ،عند وصوله إلى الجزائر، استقر بمدينة البليدة، ومنها انتقـل في رحلـة باتجـاه الجنـوب وبالضبط، إلى مدينة الأغواط، تاركا زوجته بالبليدة، ولم يعد إلى فرنسا، إلا بعد سنة تقريبا، في الخامس من أكتوبر 1853[15].
كان فرومنتان مهووسا إلى درجة الإفراط في ذكر طبيعة الجزائر وامتزاجه معها، تكريسا لثنائية الأنا والطبيعة خدمة للفن الذي ينشده ورغبة منه إلى ترشيد مجتمعه إلى القيم الجمالية الموجودة هنا والتي تفتقر إليها بلاده[16].
2- أوجين فرومنتان أديباً و فناناً:
*فرومنتان أديبا:
برز نجمه في الأعمال الأدبية النقدية أولا ومن ثم إبداعه كفنان، وعرف في فرنسا كناقد وأديب من خلال كتابيه الشهيرين “صيف في الصحراء” و”سنة في الساحل”، وقد لجأ إلى الكلمة والصورة معا ليعكس عالم الشرق وقوانينه الأخلاقية والجمالية[17].
نشر أوجين فرومنتان كتابيه على التوالي في عامي 1857-1859م عقب ثلاث رحلات طويلة قام بها الى الجزائر، وفور صدورهما احتل المؤلف مكانة مرموقة كأحد أساتذة النثر الفرنسي، وقد كتب عنهما الناقد الفرنسي “لويس جونس” في كتابه: (أوجين فرومنتان مصوراً وأديباً) قائلاً: “إن كتاب الصحراء هو الصيف الإفريقي بعينه، بكل ما فيه من أضواء وألوان صاخبة عنيفة، وهدوء قاتل وخشونة وشاعرية غريبة، أما كتاب الساحل، فهو الجزائر بذاتها.. الجزائر الضاحكة المخضرة بسمائها المتغيرة، وسحبها وألوانها المختلفة، وانعكاسات الأضواء والجبال الشاهقة، وآفاق بلا نهاية”[18].
وله رواية“دومينيك”، نشرت في كتاب عام 1963م، ورغم أنها الرواية الوحيدة التي كتبها إلا أنها تحتل مكانة خاصة في الأدب الفرنسي في القرن التاسع عشر ،وتعتبر من معالم الرواية الرومانسية[19].
على الرغم من كتابات فرومنتان العديدة، إلا أن كتابه (أساتذة الزمن الماضي)، يُعد أشهر هذه الكتابات وأهمها في مجال النقد الفني، لأنه آخر كتاب صدر له، وكان صدوره في عام وفاته سنة 1876م. وهذا الكتاب دراسة في علم الاجتماع الفني – إن صح التعبير – لأنه تحليل لشخصيات فنية بناءً على تحليل لوحاتهم الشهيرة، لا سيما لوحات روبنس ورامبرانت. حيث قام فرومنتان برصد الأعمال الفنية التي رآها، ومن ثم تابع مسيرة حياة أصحابها، من خلال نظرته الفنية[20].
لقد أودع فرومنتان كل مشاعر التلقائية وملاحظاته اللماحة الثاقبة بأسلوب يتميز بذلك الصفاء الذي حاول التعبير عنه في لوحاته الزيتية.
-اوجين فرومنتان فناناً:
لعب فرومنتان دورا مميزا في الفن والنقد الفني وفي حركة الاستشراق الفني تحديدا، ينتمي فرومنتان إلى كوكبة الفنانين الذين ظهروا في المرحلة الانتقالية ما بين الرومانسية والواقعية.
ويظهر أن فرومنتان انبهر بالموتيف الجزائري من خلال زيارته الجزائر في المرة الأولى التي جاءت تلبية لدعوة الفنان ” شارل لابي” سنة1846 م، فقد منحته زخما إبداعيا هائلا عبر عنه في رسالة لوالده يقول“…لا أدري وقد أكون مخطئا، غير أن رحلتي هذه، وتوجه أفكاري الجديد، وذلك الدرس الرائع الذي تعلمته في بلاد الضوء الساطع والألوان الصاخبة والأشكال الهائلة، يعتبر تقدما في عملي سيغدو ملحوظا يوما عن يوم كل هذه المعطيات تمنحني زخما جديدا، وتكسبني حماسا وقوة جديدين…”[21].
وابتداء من سنة1847م بدأ فرومنتان يرسل إلى صالون الفن الذي كان في متحف اللوفر برسوماته، وكان مولعاً برسم صور الفلاح الجزائري على حماره وطبيعته، أو صورة القافلة العربية وهي تمزق الأفق بلونها الأسود، مع تصويره للملابس القديمة وعلامات الفقر والضعف والهزيمة[22].
وأرسل فرومنتان إلى الصالون ثلاث لوحات، ثم توالت لوحاته، وأخذ النقاد يستحسنون أعماله، وحصل له أكبر نجاح سنة 1859 حين حصل على ميدالية واستدعاء لمقابلة نابليون الثالث[23].
وعناصر فنه هي: الخيل، والأشجار، والإنسان العربي والسماء(الأفق)، غير أن الروح الاستعمارية كانت واضحة عنده، فالجزائر كانت عنده مجرد موضوع جميل، ريفها وصحراؤها وسماؤها، ولذلك فهي موضوع للامتلاك والاستغلال، إذن هي عنده فريسة يجب قنصها وقطعة من الشرق يجب فرنستها[24].
قام أوجين فرومنتان، برفقة عدد من أصدقائه برحلة إلى الصحراء الجزائرية، فأبدع في وصفها، وقد استوحى معظم أعماله من هذه الأرض التي زارها وتأثر بها، فأصبحت كالأم التي لا تتوقف عن الإنجاب، ولذلك كرر زياراته إلى الجزائر، مرافقاً بعثات التنقيب.
ورسم فرومنتان الكـثير مـن المشـاهد الجزائرية من خلال لواحاته مثل : لوحة العرب، لوحة فرسان العرب، بلد العطش، المشهد الصحراوي أو لصوص اللٌيل موضحة في الجدول الآتي :
الوثيقة رقم1: لوحة العرب[25] | الوثيقة رقم02: لوحة فرسان العرب |
الوثيقة رقم03: “بلد العطش” | لوثيقة رقم04: المشهد الصحراوي أو لصوص اللٌيل |
يظهر أن الفنان مولع بالحياة العربية والبيئة الصحراوية ،فقد صور فرومنتان الصحراء في لوحته الشهيرة “مشهد صحراوي” أو “لصوص الليل” أو “حرامية الليل” التي تعكس صورة الليل الصحراوي المرصع بالنجوم، كنشيد مسائي حالم، لا يعرف العتمة[26]، وبالتالي جسدت هذه اللوحة روعة الليل في الصحراء، وصورت مظهراً من مظاهر الحياة البدوية.
وعبر فرومنتان عن مدى إعجابه بمظاهر العبادة من خلال لوحة “عرب يؤدون الصلاة” عام 1867م – المحفوظة في متحف الفنون والتاريخ بجنيف – فتعد أصدق لوحات فرومنتان المعبرة عن الإسلام في الجزائر، بما فيها من خشوع وورع واضحين على المصلين متنوعي العبادة والحركات، حيث نجد أحدهم في حالة ركوع، والآخر في سجود، والثالث يُكبر، والرابع يُسلم. وهذه العبادات تؤدى في الصحراء التي جلبت عقل الفنان بطبيعتها[27].
وطبيعة الصحراء لم تكن مسالمة دائماً في نظر الفنان، فلها أيضاً قسوتها وغدرها! وأبلغ قسوة مستشفة من الصحراء تظهر في قلة الماء ونذرته وشحه، وهو ما عبر عنه فرومنتان في لوحته (بلاد العطش) عام 1869م – المحفوظة في المتاحف الملكية للفنون الجميلة ببلجيكا –
حيث نرى أثر العطش المميت في خمسة رجال وحصان، ماتوا أو أشرفوا على الموت عطشاً، وهذا الشعور تعكسه حركات وسكنات الشخوص، فكل فرد منهم مرتمياً منهكاً يلفظ أنفاسه الأخيرة، ويستطيع المشاهد أن يسمع – أو يرى – أرواحهم تصعد إلى بارئها، وكأن الفنان رسم هذه اللوحة تعبيراً عن لحظة يأس كاد فيها أن يموت، أو أنه رأى الموت أمامه لا محالة[28].
وعبّر عن رأيه في الشعب العربي: “إن العرب هم الشعب الوحيد الذي استطاع الاحتفاظ بكبريائه؛ لأنه عرف كيف يبقى بسيطاً في حياته وتقاليده وأسفاره وسط الشعوب الأخرى المتمدنة”، وتميّز إبداع فرومنتان بالتعلق المرَضي بقيم البراءة والصفاء والطهرانية، فجاءت كل أعماله محاولة في الكشف عن هذه القيم في الأشياء وفي الناس وراء السكون والصمت الظاهريين[29].
3-التعريف بكتاب “صيف في الصحراء” وخط سير الرحلة:
*سير الرحلة:
في زيارته الثالثة إلى الجزائر، وصل فرومنتان وزوجته في 07 نوفمبر1852م إلى الجزائر، وفي شهر ماي 1853م ترك زوجته في مدينة (البليدة)، ورحل إلى واحة (الأغواط) في الجنوب التي وصلها في 03 جوان، ﻭﺴﺎﻓﺭ خلال ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﺤﻠﺔ ﺭﻓﻘﺔ ﺭﺌﻴﺱ ﺍﻟﻤﻜﺘﺏ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺒﺎﻟﻭﺍﺤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻼﺯﻡ ” كاري Carus ” ﻭﻓﺭﻗﺔ ﺤﺭﺍﺴﺔ ﻭﻗﺎﻓﻠﺔ ﻤﻥ ﺒﻨﻲ ﻤﻴﺯﺍﺏ كما كان ﺒﺭﻓﻘﺔ ﺍﻟﺭﺴﺎﻡ ” كاﺯﻴﻥ casins ” ﻭﻓﺭﻨﺴﻲ ﺁﺨﺭ ﻴﺩﻋﻰ ” ﺃﻟﻜﺴﻨﺩﺭ ﺒﻴﻠﻴﻤﺎﺭ ” AlexandreBellemare ” .
ﻭﻟﻤﺎ كان ﻴﻘﻴﻡ ﺒﺎﻷﻏﻭﺍﻁ ﺍﺨﺘﻤﺭﺕ ﻓﻲ ﺫﻫﻨﻪ ﻓﻜﺭﺓ ﺘﺄﻟﻴﻑ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺫﻱ ﻴـﺭﻭﻱ ﻓﻴﻪ ﻤﺎ ﺸﺎﻫﺩﻩ ﻭﻤﺎ ﺴﻤﻌﻪ ﻓﻲ أثناء ﺭﺤﻠﺘﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺩﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻏﻭﺍﻁ ﻭﻤﺎ ﻋﺎﻴﻨﻪ ﻤﻥ ﺁﺜـﺎﺭ ﻟﻭﻗـﺎﺌﻊ ﻭﺃﺤﺩﺍﺙ ﻤﺄﺴﺎﻭﻴﺔ ﻋﺎﺸﻬﺎ ﺴﻜﺎﻥ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﻷﻏﻭﺍﻁ ﻴﻭﻡ 04 ﺩﻴﺴﻤﺒﺭ ﻋـﺎﻡ 1852 ﺘﺎﺭﻴﺦ ﺍﺴـﺘﻴﻼ ﺀ ﺍﻻﺴﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ[30].
بعد أن مرّ بمدينة المدية، وقصر البخاري وعين وسارة والجلفة، وسيدي مخلوف وصولا إلى الاغواط، وهي من أهم الواحات الواقعة على مشارف الصحراء الكبرى – فعاش فيها فترة ليست بالقصيرة، وطبع في ذاكرته مشاهدها، ومن ثم عاد منها بدراسات فنية وتخطيطات عديدة، كانت معيناً له لا ينضب، فنهل منه في لوحاته الخالدة فيما بعد.
وبسبب ولعه بالطبيعة الصحراوية، لم يكتف فرومنتان برسم اللوحات المعبرة عن هذا الولع، بل عبر عنه بالكتابة أيضاً، عندما نشر كتابين حول هذا الأمر، الأول بعنوان (صيف في الصحراء)، والآخر بعنوان (عام في منطقة الساحل)، فنال عليهما وسام الشرف، مجسدا فيهما عبارته ” الصمت هو أبرز جوانب السحر الذي يتحلى به هذا البلد المعزول، الوحيد إنه يمنح الروح توازناً لا تعرفه أنت الذي طالما عشت مضطرباً “.
*كتاب صيف في الصحراء: نشر فرومنتان كتابه “صيف في الصحراء” عام 1857، عرفنا من خلاله بعادات السكان في الصحراء، وممارساتهم اليومية أو الموسمية، وطبيعة الأرض الصحراوية وخصائصها المتعلقة بالجيولوجيا والغطاء النباتي والمناخ.
أشار فرومنتان في كتابه ” سنة في السهل ” أنه زار مدينة الأغواط وخصها بمؤلَف تحت عنوان ” صيف في الصحراء “بقوله : هذه الرحلة سجلت تقريبا يوما بعد يوم ومرحلة بعد مرحلة في صحيفة ظلّت مستقلة عن هذه (سنة في السهل)، جريدتي الصحراوية متوقفة في الأغواط ، على صرخة رجل عطشان مدة ثلاثة أشهر ونحو ذلك من العطش المستمر ، لقد عدت مهزوما، أستطيع قول ذلك من خلال هذا الظمأ القاتل [31]“.
من مدينة الأغواط، شرع فرومنتان في تدوين كتابه ” صيف في الصحراء) 1857 بنظرة رسام لا كاتب على حد قوله( : ” أنا أشعر بكل نقص فيما ألّفت ولكنني لا أستطيع فعل شيء الآن … تبدو كتاباتي مفصولة بعضها عن بعض، كأنها لوحات تحتاج إلى أن أربط بينها، لم أشأ أن أخدع نفسي، أجدني أتصرف كرسام على الرغم مني، بيد أنني لا أشك في وجود جو عامر يلمّ شعثها ولا سيما جو من الحرارة والقوة.[32]
عن ظروف تأليف الكتاب “صيف في الصحراء”، يقول فرومنتان:” لقد توفر لدي الموضوع لحسن الحظ ولم يبق إلا اختيار الشكل ولم تكن أدواتي كافية، وبدا عجزي عن التعبير بالريشة لأنصرف عنها إلى التعبير بالقلم ويضيف…لأكتشف أن قدرات الرسام لدي أقل من قدرات الكاتب، فوعدت نفسي أن لا أخطئ اختيار الأداة وأن أغير مهنتي…” [33].ونشرت لأول مرة في مجلة.
وقد جاء الكتاب أول الأمر في شكل ملخصات لرحلة سفره، وبالتالي رفض سنة1853م عندما قدم للطبع لأن الكتابات الروائية لم تكن منتشرة كثيرا، ولم يلق القبول إلاّ في الفترة من 1جوان إلى 1ديسمبر1854م،عندما نشر في مجلة باريس (Revue de Paris) في شكل حلقات متفرقة، وكان Fromentin غير معروف تماما ككاتب وبالكاد يعرف باسم الرسام[34]، ثم نشر في شكل كتاب لأول مرة في نوفمبر1856 من إصدار مؤسسة ميشال ليفي[35].
*منهج فرومنتان في كتابة رحلته: من خلال كلام فرومنتان نجده يعتمد في منهجه للكتابة على دعامتين هما الصورة والذكرى “سترى أن ذكرياتي لها قيمة أكبر مما تتصور…”[36]،ويندرج عمل فرومنتان ضمن الدراسات العلمية، فقد سجل في رحلته يومياته بكل دقة بما فيها الملاحظات العلمية والدراسات الميدانية حول الطبوغرافيا و المناخ والتربة والمياه والنبات….الخ.
2-قراءة في الجزء المتعلق بأولاد نايل:[37]
ظلت القبيلة رمزا للنسيج الاجتماعي في المجتمع الجزائري عبر فتراته التاريخية، كما مثلت سدا أمام التوسع الاستعماري ،ومن بين هذه القبائل الرافضة للخنوع والسيطرة نجد قبائل أولاد نائل باختلاف بطونها وأعراشها، ويعتبر العقد الزمني1844-1854 عقدا حاسما في سياسة التوسع الاستعماري صوب الهضاب الوسطى الجزائرية ذلك أن فرنسا قادت العشرات من الحملات العسكرية خلال هذه الفترة المذكورة.[38]
وينتسب أولاد نائل إلى محمد بن عبد الله الخرشفي الملقب بنايل، ينتهي نسبه إلى الأدارسة، يقطنون الهضاب الوسطى الجزائرية ويصلون إلى غاية مشارف الصحراء ويتواجدون في الفضاء الممتد من وراء جبال التيطري والونشريس شمالا والى حدود تقرت ومرتفعات الزاب الغربي وجبال الأطلس الصحراوي جنوبا ومن الجهة الشرقية نجد الحضنة ومن الغرب جبال عمور[39].
ويشكل أولاد نايل قبيلة مهمة تحتل مساحة شاسعة، وتنقسم إلى جزأين كبيرين، أسماؤهم مستوحاة من مكان تواجدهم وهم: أولاد نايل الشراقة من الناحية الشرقية Ouled Na’il Cheraga وأولاد نايل الغرابة من الناحية الغربية Ouled Na’il Reraba [40]، وأدرك القادة العسكريون الفرنسيون أهمية تركز قبائل أولاد نايل في منطقة الهضاب العليا، لأنها أكثر قبائل هذه المناطق عددا وانتشارا وتأثيرا فهي تسيطر على كل مسالك الهضاب الوسطى بما فيها الحضنة ومشارف الصحراء، قدرها آغا شعيب لـ”ماري مونج” عام1841 ما بين 80إلى 100ألف نسمة يتوزعون على أكثر من 20 ألف خيمة[41].
وقفت قبائل أولاد نايل إلى جانب مقاومة الأمير عبد القادر لأنهم يملكون مئات الجياد، فبعث لهم طلبا للمساعدة وبداية الجهاد معه سنة1835م.
*الصورة الجغرافية والبشرية من خلال هذه الرحلة:
جاءت الصورة الجغرافية متنوعة طبيعية و بشرية في رحلة فرومنتان، فتحديد الأماكن ومسافات وذكر السكان وتعدادهم وأصولهم وعاداتهم و مناطق انتشارهم ومظاهرهم الحيوية، وكذا طبيعة الأرض والحيوان والنبات كلها مواضيع حوتها الرحلة التي وصلت إلى مواطن أولاد نايل في عين وسارة أو في قلتة السطل، فرسم لنا بقلمه صورة ناطقة للمعطيات الطبيعية والبشرية.
أولا: المناخ والغطاء النباتي والحيواني:
وصف فرومنتان الصحراء كبلد كبير شبه فارغ ، يكاد الصمت يخيم عليه من كل الاتجاهات ، والشمس الحارة والحارقة التي ترهق روح الإنسان فارتفاع درجات الحرارة التي تصل إلى32 °[42] .
وهذا الضوء حسب فرومنتان يمنحك نوعا من الحيوية ولا يسبب لكَ أي تعب أو إرهاق، والظل في حد ذاته يبعث العديد من الانعكاسات التي لا تثبت النظر، فالشمس والهواء الجاف والخفيف، يمنحان للصحراء خصائصها الجغرافية المتميزة وكان لها الأثر العميق على الطبيعة والحياة، فالصحراء هي مملكة الشمس الخالدة “بصيفها الأبدي وفضاءاتها القاحلة المعزولة المحترقة التي يلفها صمت مطبق، ويجثم عليها جوٌ خانق مميت، التي تسمى بحق بلد العطش “[43].
ويحدد الكاتب ارتفاع الصحراء عن سطح البحر بـحوالي 600متر ، و الجمال التي تسرح نهارا بلا حارس، لتعود في المساء إلى الدوار على صوت البوق، ونبات الحلفاء الذي يشغل مساحات واسعة يعطي منظرا خلابا حسب فرومنتان.[44]
ثانيا: حياة البدو في الصحراء:
إنّ الحياة الطبيعية التي يعيشها البدوي والمبنية على عامل الحرية في التصرف والتنقل والاستقرار، والمبنية أيضا على التنقل والترحال وتربية الماشية والإبل والمبادلات الحرة، جعلته أكثر أنافة وترفعا، وصبغته بصبغة خاصة لا يمكن أن نجدها إلا عند البدوي، ” العربي لا يحب أن يظهر مسكنه، ليس أكثر من أن يكشف عن اسمه، أو الحديث عن أعماله، أو الإفصاح عن هدف سفره[45].
-الكرم وحسن الضيافة:
إنّ الكرم الذي تحدث عنه “فرومنتان”يجعلك ترى أنّ هذا التصرف من صميم عادات العربي، والضيافة درس مهم لحسن العيش والكرم والمبادرة المشتركة، إنّها ليست ضرورات اجتماعية فحسب، بل تعاليم ربانية[46]، فإكرام الضيف، وإغاثة الملهوف، ومساعدة المحتاج، والوفاء بالعهد، من أهم خصائص الحياة البدوية.
و يشير فرومنتان أنّه بوصوله إلى دوار صغير من دواوير أولاد نايل” ﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺃﻭﻻﺩ ﺩﺤﻴﺔ ﺇﺤﺩﻯ ﺒﻁﻭﻥ ﻋﺭﺵ ﺃﻭﻻﺩ ﻨﺎﻴل “[47]،لم يكن لدى الدوار أكثر من خمس عشرة إلى عشرين خيمة ، والتي بالكاد تمثل قرىة بدوية صغيرة، و وجد فيه قطعان كبيرة من الماشية فعادة هؤلاء البحث عن المراعي والتنقل بالماشية صوبها، لأنّ الصحراء مهجورة والجو حار جدا.
ويظهر أنّ هذا الدوار حسب فرومنتان كان له قائد، فقد اهتمّ هذا الأخير بربط الخيول وتوفير الراحة لهم وتقديم التمر وحليب الإبل وحفاوة الاستقبال تعود لكرم أهل الصحراء[48].
فحسن الضيافة عند سكان الصحراء من العادات البارزة في حيـاتهم، وتقـديم الضـيافة للغريب تأخذ لدى المجتمع البدوي الصحراوي بعدا عقائديا وتكتسيها هالة من القداسة، يتسابق إليها الوجهاء والأثرياء والفقراء، على حد سواء فإكرام الضيف من العادات المتوارثة والمهمة[49].
ثم ينتقل فرومنتان إلى وصف أطباق الوليمة وطريقة الأكل وكيفياتها بدقـة وبكـل التفاصيل، إلى أن يصل إلى القول بأنّ الضيافة عند الجزائري ليست من الواجبات الاجتماعيـة، هذه الأخيرة غير المعروفة تماما عند هذا الشعب ذو النزعة المعادية لما هو اجتماعي، وإنما بداعي توصية إلهية بعابر السبيل، لذا يعامل بهذه الكيفية، ومن هنا فإن اللياقة لا تنبعث من الأعـراف والتقاليد ولكن من مبدأ ديني، ولذلك يمارسونها بذلك الاحترام الذي يولونه لكل ما هو مقدس، ويطبقونها كعمل من أعمال التقوى والورع[50].
وهذه الأهمية التي يوليها المجتمع البدوي الصحراوي للضيافة، تكتسب قداستها من العقيدة الدينية إذ يعتبر الصحراوي الضيف مرسول الله كما يقول فرومنتان، والصحراويون لا ينعتونه إلا بضيف ربي ، فالإسلام حث علـى احتـرام الضـيف[51]، ونلاحظ أنّ الكاتب وجد الراحة والأمان والصفاء والطمأنينة بين أفراد قبيلة أولاد نايل[52].
الخيمة:
خيمة أولاد نايل كما تعرف بالخيمة الحمراء أو البيت الحمراء، تصنع من الصوف والشعر ليوفر الحرارة والتدفئة وتفادي مياه الأمطار وكذا الوقاية من لفحات الشمس والحرارة ،والخيمة عبارة عن قطع قماشية تخاط ببعضها كل قطعة تسمى “الفليج”تتفاوت أطوال الفليج أما العرض فعادة ما يكون 1م وينسج مباشرة على الأرض بغرس أوتاد تشد النسيج يتوسطه قطعتان خشبيتان [53].
هذه الخيمة وصفها فرومنتان بكل تفصيلها وشكلها الخارجي والداخلي ومكوناتها بقوله خيام حمراء مبطنة باللون الأسود مدعومة بالعديد من العصي ومثبتة على الأرض:
« … Des tentes rouges, rayées de noir, soutenues pittoresquement par une multitude de bâtons, et retenues à terre par une confusion d’amarres et de piquets… »
وتحتوي الخيمة حسب فرومنتان على الأشياء الهامة في الحياة اليومية للبدوي من بينها أدوات المطـبخ، وأثـاث البيت، تراكمت بالداخل بطريقة عشوائية وعدة الحرب لصاحب الخيمة، الرحى الحجرية، لطحن الحبوب، المهراس الثقيـل لـدق الفلفل، الصحفة الخشبية أين يعجن الكسكس، الغربال، الكسكاس، جفان الحلفـاء المضـفرة، أكياس السفر أو التليس، بردعات الجمال، زرابي الخيام، النول لنسـج الصـوف، الفرجـون الحديدي العريض والذي يستعمل في نفش وبر الجمال…الخ .
ووسط هذه الفوضى صندوق أو صندوقان يحويان إضافة إلى حلي المرأة، الأشياء الثمينة الأخرى التي تمثل كل ثروة صـاحب الخيمة[54].
وفي الخارج يشكل الموقد المجوّف في الأرض دورا كبيرا، فهو مكون من ثلاث أحجار كبيرة، وبمرور الوقت يأخذ هذا الموقد اللون الأسود الداكن لكثرة استعمالاته اليومية[55].
و أكداس من العليق والأشواك اليابسة، وقِرب سـوداء، معلقة بثلاثة أوتاد على شكل هرم، وحول هذا كله السهل الشاسع، والجمال التي تسرح بها، بلا حارس، لتعود في المساء إلى الدوار على صوت البوق،هو ذا المنزل المتنقل، أين يقضي البدوي الصحراوي نصف عمره [56].
وبنوع من السخرية يعلق فرومنتان على حياة البدوي التي يقضي نصفها في تهذيب زوجته وحماية بيته والنصف الثاني من حياته يمر في السفر(رحلة مثيرة للإعجاب)بحيث ينتقل من مكان إلى آخر بدون أن يوجه نظره للتطور الحاصل في أوروبا في منتصف العصر الحديث[57].
ولعل فرومنتان قد اختمرت في فكره صورة المرأة النايلية ورسمها في لوحاته(الملاحق)، فيذكر أنّه عندما ﻭﺼﻠﺕ ﺍﻟﻘﺎﻓﻠﺔ الفرنسية ﺇﻟﻰ ﻗﺼﺭ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺴﺎﻋﺔ ﻤﺘﺄﺨﺭﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻠﻴل، كلف ﺍﻟﻘﺎﺌـﺩ ﺍﻟﻌـﺴﻜﺭﻱ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻤﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺒﺘﻨﻅﻴﻡ ﺤﻔﻠﺔ ﻤﻭﺴﻴﻘﻴﺔ ﺭﺍﻗﺼﺔ، ﻭﻗﺩ ﺍﺴﺘﻤﺘﻊ ﺍﻟﻔﺭﻨﺴﻴﻭﻥ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺒﺭﻗﺼﺔ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﻨﺎﻴﻠﻴﺔ “الغزالة ” ﻭﺃﺨﺫﻭﺍ ﻗﺴﻁﺎ ﻭﺍﻓﺭﺍ ﻤﻥ ﺍﻟﺭﺍﺤﺔ ﻭﺍﻟﺘﺴﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺭﻓﻴﻪ[58].
خاتمة:
وصفوة القول أنّ أوجين فرومنتان نجح بفضل سحر الجزائر وجمال مناظرها، وفرسانها، ومظاهر الحياة فيها، وبيوتها، وتراثها الإسلامي، وشغفه بصحرائها، في احتلال مكانة هامة أدبيا وفنيا، فقد قام بتدوين كلما رآه وشاهده من أحداث وصور من خلال احتكاكه بالطبيعة و الإنسان الصحراوي ،وبالتالي كوّن مادة خبرية متنوعة بين ما هو تاريخي واقتصادي و اجتماعي و سياسي، تخدم الباحثين في مجالات عدّة، خاصة لدى الطلاب الجامعين الشغوفين بهذا المجال التاريخي “دراسة الأنا من خلال الغير” للمساهمة في كتابة التاريخ الوطني والمنطقة بطريقة علمية أكاديمية و إثراء مصادر البحث العلمي والتاريخي .
*إنّ اتجاه فرومنتان إلى الكتابة عن الجزائر راعى من خلاله مصالح بلده وكان يدفعه إلى ذلك حبه لمصالح بلده والرغبة في إظهار جوانب العظمة والقوة للدولة الفرنسية، وهو بذلك لا يختلف عن غيره من المستشرقين غير المنصفين والذين يتصرفون باستعلاء ،فهو عندما ينقل صورة الحرب على الأغواط يفتخر بانتصارات فرنسا وقوتها أمام الأهالي المهزومين “نظرة الغالب إلى المغلوب”.
وعموما يعد كتاب ” صيف في الصحراء” للرحالة والأديب الفنان أوجين فرمنتان وثيقة تاريخية مهمة لما تحتويه من مادة خبرية متنوعة مست جوانب عديدة تتعلق بمنطقة الجلفة وأولاد نايل والأغواط عالجت الرحلة جانبا مهما ألا وهو الإنسان الصحراوي مكانا وزمانا وإنسانا.
ولست أزعم في هذه الدراسة بأنني قد أتيت على كل ما يمكن أن يقال في هذا الموضوع، فبلا شك أن آفاقه لا زالت تتسع للكثير، وكل ما قمت به ما هو إلا جهد متواضع يحاول بقدر الإمكان أن يضيف جزء يسيرا إلى الدراسات التاريخية الأكاديمية التي تناولت التاريخ السياسي الثقافي لربوع أولاد نايل خلال الحقبة الاستعمارية، هذا التاريخ الذي يبقى دائما مجالا خصبا يحتاج إلى مزيد من البحث.
قائمة المصادر والمراجع :
المصادر: –1
-M. Gonse Louis, Eugène Fromentin peintre et écrivain, Paris, 1881.
-Théophile Gautier, Voyage pittoresque en Algérie (1845), édité par Madeleine Cottin, Genève-Paris, Librairie Droz, introduction de l’éditeur, p .92.
books.google.dz/books?isbn=260003529x((consulté le:10/09/2019).
-EUGENE FROMENTIN ,Un été au Sahara, A. Lemerre (Paris) ,1874.
– ــ ,Une année dans le Sahel, (Paris) ,1859.
-ــ,de Sahara et Sahel, (Paris) .
مقال بالفرنسية:
– Arnaud : Histoire des Ouled Nail, Revue Africaine, N°17 Année 1873, p. 311.
2- المراجع:
– أبو القاسم سعد الله، تاريخ الجزائر الثقافي،ج08،1830-1954م،دار الغرب الإسلامي، بيروت،ط1،1998.
-عفيف البهنسي، أثر الجمالية الإسلامية في الفن الحديث، دار الكتاب العربي، القاهرة، ودار الوليد، دمشق،ط1،.1998.
– زينات بيطار، الاستشراق في الفن الرومانسي الفرنسي، عالم المعرفة،الكويت،1998.
3-المقالات العلمية:
– أنساعد سميرة، الصحراء الجزائرية في عيون الرحالة الفرنسيين خلال القرنين التاسع عشر والعشرين تسجيل فونوغرافي أم تصوير تخييلي، مجلة دراسات، العدد الثاني، ديسمبر 2012،ص ص19-36.
–جمال مفرج، جميلات الجزائر في اللوحة البصرية الاستشراقية، مجلة جماليات ، العدد1، شتاء 2014،تصدر عن مختبر الجماليات البصرية في الممارسات الفنية الجزائرية، جامعة عبد الحميد بن باديس، مستغانم، ص ص8-22.
– مرقومة منصور، المدينة الصحراوية في الجزائر، من نسق البداوة إلى ضرورة الاستقرار مقاربة أنثروبولوجية، مجلة العلوم الانسانية والاجتماعية،العدد22 https://revues.univ-ouargla.dz ،2015.
-هرباش زاجية، الصحراء الجزائرية في كتابات المستشرقين الفرنسيين “دوماس أنموذجا”، مجلة عصور الجديدة، العدد06، عدد خاص بخمسينية الاستقلال،ربيع1433هـ/2012م،ص ص29-40
-عيسى عطاشي، أوجان فرومونتان، ومنهجه في كتابة رحالاته، مجلة الباحث، جامعة الاغواط، ص ص95-104.
-برابح محمد الشيخ، نماذج من مقاومات أولا نايل للتوسع الفرنسي في الهضاب الوسطى(1849-1854)،مجلة قضايا تاريخية، العدد09،جوان 2018، ص ص147-166.
–علالي محمود، وصف المركز العسكري بالجلفة من خلال كتاب صيف في الصحراء للكاتب أوجين فرومنتان، مجلة أنسنة للبحوث والدراسات، العدد10،سنة2014 ،ص ص15-24.
-زينب عبد العزيز، أوجين فرومنتان بين الكلمة. واللون، مجلة الدوحة، العدد09، 1سبتمبر1976، قطر، ص ص91-97.
– سيد علي اسماعيل، الصحراء والصيد في لوحات فرومنتان بين النقد والفن، مجلة تُراث الإماراتية، العدد123،نوفمبر2009،ص03.
-علي بريغيث، صورة الجزائر عند الرسام والكاتب الفرنسي أوجين فرومنتان “في كتابه سنة في السهل”، مجلة التراث، 2014، ع 14، ص ص 114-128.
4-الرسائل الجامعية:
– أحسن دواس، صورة المجتمع الصحراوي الجزائري في القرن التاسع عشر من خلال كتابات الرحالة الفرنسيين-مقاربة سوسيو ثقافية- مذكرة ماجستير، إشراف الأخضر عيكوس، جامعة منتوري ، قسنطينة، كلية الآداب واللغات،2007-2008.
–علي بريغيث، صورة الجزائر عند الرحالة الفرنسيين “سنة في السهل “لـ:أوجين فرومنتان، رسالة ماجستير، تخصص أدب مقارن، إشراف حميد ناصر خوجة، جامعة المدية،2011-2012.
– عيسى عطاشي، صورة الجزائر في أدب الرحلات الفرنسي”صيف في الصحراء لفرومنتين نموذجا”، رسالة ماجستير، تخصص دراسات نقدية مقارنة، اشراف أحمد منور، جامعة الجزائر،2005-2006.
5-المواقع على الشبكة: – https://www.registre-des-arts.com19.00، 01/09/2019.
-www.albayan.ae أوجين فرومنتان ولج الشهرة عبر صحراء الجزائر، مجلة البيان،المقال بتاريخ11جوان2013،
– جمعية أولاد نائل لحماية الآثار وترقية التراث، الخيمة النائلية أو البيت الحمراء، مقال على الشبكة:
ouladnailmessaad.blogspot.com › blog-post_16 ساعة الارتباط:19.23،13/09/2019 –
الملاحق:
الملحق رقم01[59]: | الملحق رقم 02[60]: |
الملحق رقم 103[61]
[1]– من أشهر الرحلات المؤلفة حول الجزائر وصحرائها الممتدة والشاسعة، نجد كتاب “ذكريات عن الجزائر” للحقوقي ج. بول المنشور عام 1839 ، ومؤلَّف جورج روبرت “رحلة عبر الجزائر” الصادر عام 1891 ، وكتاب ليون فان أيرشودت في المغرب “انطباعات عن الجزائر” الصادر عام 1910،ينظر:أنساعد سميرة، الصحراء الجزائرية في عيون الرحالة الفرنسيين خلال القرنين التاسع عشر والعشرين تسجيل فونوغرافي أم تصوير تخييلي، مجلة دراسات، العدد الثاني، ديسمبر 2012،ص-ص19-36.
[2] -Théophile Gautier, Voyage pittoresque en Algérie (1845), édité par Madeleine Cottin, Genève-Paris, Librairie Droz, introduction de l’éditeur, p .92. books.google.dz/books?isbn=260003529x((consulté le:10/09/2019).
ينظر: جمال مفرج، جميلات الجزائر في اللوحة البصرية الاستشراقية، مجلة جماليات ، العدد1، شتاء 2014،تصدر عن مختبر الجماليات البصرية في الممارسات الفنية الجزائرية، جامعة عبد الحميد بن باديس، مستغانم، ص08،ص-ص8-22.
[3] – أبو القاسم سعد الله، تاريخ الجزائر الثقافي،ج،1830- 1954م،دار الغرب الإسلامي، بيروت،1998،ط1،ص374.
[4]-تقع هذه الفيلا خلف المتحف الوطني للفنون الجميلة، ولقد كانت قصرا عربيا في القرن الثامن عشر ، ثم مقرا لوزير الداي، إلى أن أصبحت منذ عام 1908 مؤسسة فنية تستقبل كل عام ولمدة سنتين اثنين من المصورين والنحاتين أو المعماريين يسمون بعد مسابقة تجري في باريس، ولقد لعبت هذه الفيلا أو المركز دوراً هاماً في تقوية الارتباط بين الجمالية الإسلامية والفنانين الفرنسيين الشباب.، ينظر:عفيف البهنسي،أثر الجمالية الإسلامية في الفن الحديث، دار الكتاب العربي، القاهرة، و دار الوليد، دمشق،ط1،1998،ص129-130.
[5] -ابو القاسم سعد الله، مرجع سابق، نفسه
[6] – عفيف البهنسي، نفسه.
[7]-الرسام الفرنسي المستشرق تيودور شاصيريو، من أشهر رسامي المدرسة الرومانسية زار عدة مرات
الجزائر التي استوحى منها معظم لوحاته عن الشرق.
[8] – الجنرال أوجين دوماس (1803-1871)، وهو جندي فرنسي اشترك في غزو بلده للجزائر.
[9] -هرباش زاجية، الصحراء الجزائرية في كتابات المستشرقين الفرنسيين “دوماس أنموذجا”، مجلة عصور الجديدة، العدد06، عدد خاص بخمسينية الاستقلال، ربيع1433هـ/2012م،ص30.
[10] -عيسى عطاشي، أوجان فرومونتان، ومنهجه في كتابة رحالاته، مجلة الباحث، جامعة الاغواط،ص95،ص-ص95-104.
[11] -ابو القاسم سعد الله، نفسه.
[12]– M. Gonse Louis, Eugène Fromentin peintre et écrivain, Paris, 1881,p23.
[13] – أحسن دواس، صورة المجتمع الصحراوي الجزائري في القرن التاسع عشر من خلال كتابات الرحالة الفرنسيين-مقاربة سوسيو ثقافية- مذكرة ماجستير، إشراف الأخضر عيكوس، جامعة منتوري ، قسنطينة، كلية الآداب واللغات،2007-2008،ص201،ينظر: موقع على الشبكة https://www.registre-des-arts.com،19.00، 01/09/2020.
[14] -المرجع نفسه.
[15] -نفسه.
[16]-علي بريغيث، صورة الجزائر عند الرسام والكاتب الفرنسي أوجين فرومنتان”في كتابه سنة في السهل”، مجلة التراث، 2014، ع 14، ص110.
[17] – زينات بيطار، الاستشراق في الفن الرومانسي الفرنسي، عالم المعرفة،الكويت،1998، ص303.
[18] -زينب عبد العزيز، أوجين فرومنتان بين الكلمة..واللون، مجلة الدوحة،العدد09، بتاريخ : 1سبتمبر1976، قطر،ص91.
[19] -نفس المرجع،ص93.
[20] -نفسه.
-[21]زينات بيطار، مرجع سابق، ص305.
[22] -أبو القاسم سعد الله، تاريخ الجزائر الثقافي، ج8، مرجع سابق،ص381.
[23] – أبو القاسم، نفسه.
[24] – نفسه.
[25] – رسمت عام 1871م، زيت على الخشب، من مقتنيات متحف الفنون الجميلة، هنغاريا مقاسها:35 x26 سم.
[26] -زينات بيطار، المرجع السابق، ص315.
[27] -سيد علي اسماعيل، الصحراء والصيد في لوحات فرومنتان بين النقد والفن، مجلة تُراث الإماراتية ، العدد123،نوفمبر2009،ص03.
[28] – نفسه.
.www.albayan.aeينظر الموقع: -أوجين فرومنتان ولج الشهرة عبر صحراء الجزائر، مجلة البيان، المقال بتاريخ11جوان2013،[29]
[30] – عيسى عطاشي، صورة الجزائر في أدب الرحلات الفرنسي “صيف في الصحراء لفرومنتين نموذجا”، رسالة ماجستير، تخصص دراسات نقدية مقارنة، اشراف أحمد منور، جامعة الجزائر،2005-2006،ص33.
[31] – EUGENE FROMENTIN ,Une année dans le Sahel. P 235.
[32] -Ibid, P 33.
[33] -عيسى عطاشي، صورة الجزائر في أدب الرحلات الفرنسي، مرجع سابق،ص20.
[34] – M. Gonse Louis, Ibid, P131.
[35] -Eugène Fromentin, Sahara et Sahel, Avant-propos par Henri Gourdin
ينظر: علالي محمود، وصف المركز العسكري بالجلفة من خلال كتاب صيف في الصحراء للكاتب أوجين فرومنتان، مجلة أنسنة للبحوث والدراسات، العدد10،سنة2014،ص18،ص-ص15-24.
[36] -عيسى عطاشي، مرجع سابق،ص23.
[37] – Arnaud : Histoire des Ouled Nail, Revue Africaine, N°17 Année 1873, p. 311.
[38] -برابح محمد الشيخ، نماذج من مقاومات أولا نايل للتوسع الفرنسي في الهضاب الوسطى(1849-1854)،مجلة قضايا تاريخية، العدد09،جوان 2018،ص148،ص-ص147-166.
[39] -نفسه.
[40] -Daumas Eugène, Chancel Ausone, Le Sahara algérien : études géographiques, statistiques et historiques sur la région au sud des établissements français en Algérie ouvragé rédigé sur les documents recueillis, Paris, 1845,p158.
[41] – برابح محمد الشيخ، المرجع السابق،ص149.
[42] -FROMENTIN، Eugenne : Un été au Sahara،p95
[43] – Ibid : P 95.
ينظر:علي بريغيث، صورة الجزائر عند الرحالة الفرنسيين “سنة في السهل”لـ:أوجين فرومنتان، رسالة ماجستير، تخصص أدب مقارن، إشراف حميد ناصر خوجة، جامعة المدية،2011-2012،ص69.
[44] – Ibid : P99
[45] – مرقومة منصور، المدينة الصحراوية في الجزائر، من نسق البداوة إلى ضرورة الاستقرار مقاربة أنثروبولوجية، مجلة العلوم الانسانية والاجتماعية،العدد22،
[46] – Ibid : P 26.
[47] – Ibid : P75.
[48] – Ibid : P75.
[49] – أحسن دواس، صورة المجتمع الصحراوي الجزائري في القرن التاسع عشر من خلال كتابات الرحالة الفرنسيين، مرجع سابق،ص94.
[50] -FROMENTIN، Eugenne : Un été au Sahara، Paris. pp18 et 19
ينظر :أحسن دواس، نفسه،ص97.
[51] -نفسه.
[52] – Ibid : P 87 .
[53]– جمعية أولاد نائل لحماية الآثار وترقية التراث، الخيمة النائلية أو البيت الحمراء، مقال على الشبكة:
-ouladnailmessaad.blogspot.com › blog-post_16 ساعة الارتباط:19.23،13/09/2019 –
[54] -FROMENTIN، Eugenne : Un été au Sahara،p75. أحسن دواس، نفسه،ص25. ينظر:
[55] -Ibid: . 75
[56] -FROMENTIN، Eugenne أحسن دواس، نفسه.
[57] – Ibid :P87.
[58] -FROMENTIN، Eugenne : Un été au Sahara،p86.
– ينظر: عيسى عطاشي، مرجع سابق،ص45.
[59] – صورة تمثل بعض النسوة من اولاد نايل 1867، رسمها فرومنتان.ينظر:
-M. Gonse Louis, Eugène Fromentin peintre et écrivain, P201.
[60]– إمرأة نايلية(بسكرة مارس1848)، رسمها فرومنتان.
[61] Femme des Ouled-Nayl :de la première partie “Un été dans le Sahara” : p.98