
دور الوقف الإسلامي في تفعيل الرعاية الصحية:(البيمارستانات في المغرب والأندلس)
The role of the Islamic Waqf in achieving health care
(Bimaristans in Al-Maghrib and Al-Andalus)
د. خديجة خيري عبد الكريم خيري/ جامعة القرآن الكريم وتأصيل العلوم، السودان
Dr.khadiga khairy abdalkareem khairy/University of the Holy Qura‘n and Taseel of science ,Sudan
مقال نشر في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 65 الصفحة 137.
Abstract:
The Waqf is one of the good deeds that Islam has prescribed and encouraged to donate to, in order to satisfy Allah; following the example of the Prophet and the righteous companions. The Waqf is a feature of the Islamic society and one of its important social cooperative systems; it took various forms and covered different fields, throughout the Islamic history, aiming at serving the needs of the Islamic communities.
The field of health care is one of the important areas in which the Waqf played a prominent role in providing health services to patients on the one hand, and advancing medical science and education on the other. Through the Waqf, health institutions such as Bimaristans (hospitals) were established, and funds have been allocated to these hospitals, in order to meet their needs and to ensure the continuity of their services. These hospitals have not only provided treatment and medicine, but have also developed into educational centers that have demonstrated the scientific and practical superiority of Muslims.
Keywords: Waqf – Health Care -Bimaristans
ملخصإن الوقف من الأعمال الصالحة التي شرعها الإسلام، ورغب فيها بالإنفاق في أوجه البر والخير ابتغاءً لمرضاة الله، واقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم، وبالسلف الصالح، ويعتبر الوقف سمة من سمات المجتمع الإسلامي، وأحد أنظمته التكافلية الاجتماعية المهمة، تنوعت إسهاماته- في التاريخ الإسلامي- وتعددت أنماطه وأغراضه بما يخدم احتياجات المجتمعات الإسلامية.
ولعل مجال الرعاية الصحية من المجالات المهمة التي كان للوقف دور بارز ومشهود في تقديم الخدمات الصحية للمرضى من جهة، والنهوض بعلم الطب وتعليمه من جهة أخرى . فعن طريق الأوقاف أنشأت المؤسسات الصحية الوقفية كالبيمارستانات (المستشفيات) ووقفت عليها الأموال لتلبية احتياجاتها، ولضمان استمرارية تقديم خدماتها، ولم تقتصر تلك المستشفيات على تقديم العلاج والدواء، بل تطورت لتصبح مراكز تعليمية أظهرت تفوق المسلمين علمياً وعملياً.
الكلمات المفتاحية: الوقف- الرعاية الصحية- البيمارستانات.
مقدمة:
إن الصحة من أعظم النعم- بعد نعمة الإيمان- التي منّ الله بها على عباده، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ )[1]. فالإسلام اهتم بصحة الإنسان وقائياً وعلاجياً، كما حث على العناية بالمرضى، ورعايتهم، وعلاجهم، وعيادتهم، وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم حتى يتماثلوا للشفاء، ومن ثم فقد حظي المريض في الإسلام بكثير من الرعاية والعناية والاهتمام، باعتباره من أكثر فئات المجتمع حاجة إلى المساعدة والعون، وخاصة إذا ما كان فقيراً ومحتاجاً.
ولقد لعبت الأوقاف دوراً بارزاً في مجال توفير الرعاية الصحية للمرضى، فالمتتبع لتاريخ الطب في الإسلام، يلاحظ تلازماً بين نمو وتطور الأوقاف وانتشارها واتساع نطاقها من جهة، وبين تقدم وتطور الطب علمياً ومهنياً، حيث يكاد يكون الوقف هو المصدر الأول للإنفاق على المستشفيات والمدارس والمعاهد الطبية، وغيرها من الأمور المتعلقة بالصحة.
ويرجع كثير من المحللين للتاريخ الإسلامي التقدم الذي شهدته البلاد الإسلامية في علم الطب والصيدلة والكيمياء إلى نظام الوقف الإسلامي. وبالرغم من الدور الكبير الذي لعبته الأوقاف في العهد الإسلامي السابق تراجع دور الوقف في حياة المسلمين في الوقت الحاضر، في حين تطور وازدهر عند غيرهم، وخاصة في دول غرب أوروبا، وفي الولايات المتحدة الأمريكية، والتي اهتمت بمؤسسة الأوقاف(Endowment ) وخاصة في النواحي التعليمية- وبالتحديد في التعليم الجامعي-.
واليوم يعتبر كثير من الباحثين نظام الوقف أحد الأسس المهمة لنهضة المجتمعات المسلمة، بأبعادها المختلفة، الاجتماعية، والصحية، والاقتصادية، والعلمية….ولذلك اتجهت الأنظار إليه في محاولة لإعادة دوره التنموي باعتباره البذرة الصحيحة لبداية نهضة الأمة الإسلامية في شتى نواحي الحياة.
الوقف والرعاية الصحية
الوقف(الحبس) نوع من أنواع الصدقات التي حثَّ الله عز وجل عباده على فعلها، وندب للقيام بها، يتقرب العبد بها إلى الله سبحانه وتعالى، بالإنفاق في أوجه البر والخير المتنوعة، سواء أكان وقفاً على جهة من الجهات العامة كالفقراء، وابن السبيل، وطلبة العلم….. أم كان وقفاً على القرابة والذرية [2].
وللوقف أثر عظيم في رعاية حياة الفرد والمجتمع، وذلك لما تقوم به مؤسساته من تلبية احتياجات مختلف فئات المجتمع المسلم، محققاً قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة)[3].
والدارس لتاريخ الوقف في الإسلام، يقف على الدور الكبير الذي لعبته الأوقاف في تنمية المجتمعات الإسلامية في جميع جوانب الحياة؛ الصحية، و العلمية، والاجتماعية، والاقتصادية،… فمن خلال الوقف ازدهرت جوانب كثيرة من جوانب الحضارة الإسلامية؛ فشيدت البيمارستانات( المستشفيات) في الحواضر الإسلامية ، ووفرت العلاج للمرضى، وبنيت المساجد والمدارس والمكتبات والأربطة والحصون، وتم الصرف على متطلبات الجهاد من سلاح وخيول وفك الأسرى، إلى غير ذلك من آثار عظيمة عم الوقف بنفعها بلاد المسلمين.
الرعاية الصحية: المفهوم والمعنى:
الرعاية الصحية مصطلح مركب من لفظين “الرعاية” و “الصِحَة”، والرعاية في اللغة بمعنى الحفظ والعناية. أما الصحة فخلاف السقم، فهي ذهاب المرض[4]. وقد عرَّفت منظمة الصحة العالمية WHO الصحة بأنها “حالة من اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً، لا مجرد انعدام المرض أو العجز[5]. فالصحة إذاً ” حالة أو ملكة بها تصدر الأفعال عن موضعها سليمة” [6]. وبتركيب المعنيين، يصبح المدلول الاصطلاحي للرعاية الصحية هو: الاهتمام، وحفظ الملكة التي تصدر الأفعال عن موضعها سليمة [7].
و تستمد الرعاية الصحية في الإسلام من مختلف التوجيهات والتشريعات التي وردت في القرآن والسنة النبوية المطهرة، التي تسعى إلى المحافظة على الإنسان بشكل يشمل جميع أطوار حياته ونواحي جسمه ونفسه، من أجل تحقيق مرامي الشريعة في جعل الإنسان يقوم بواجب الخلافة[8] .
فالرعاية الصحية بمفهومها العام لا تخرج من السياق العام لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:” المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير” [9].
مجالات الوقف التي تحقق مقاصد الشريعة الإسلامية :
إن الخدمات التي قدمها الوقف في المجال الصحي ارتبطت بجملة المقاصد العامة للشريعة الإسلامية؛ الضرورية ( الدين، والنفس، و العقل، والمال والنسل) و الحاجية والتحسينية، وذلك بما اشتملت عليه الأوقاف من محتوى يرمي إلى تحقيق جزء مهم من تلك المقاصد.
أولًا: مجالات الوقف التي تحقق مقاصد الشريعة الضرورية:
الضَّرُورِيَّات؛ هي التي لابد منها في قيام مصالح الدين والدنيا، بحيث إذا فقدت لم تستقم مصالح الدنيا، وكان الخسران وفوات النعيم في الآخرة، ومجموع الضروريات خمس (حفظ الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال)[10] . والوقف من عقود التبرعات، التي تعود بالنفع على المصالح العامة والخاصة للأمة، فرغبت الشريعة الإسلامية فيها[11] .
- الوقف وحفظ الدين: لعب الوقف دوراً مهماً في الحفاظ على الجانب الديني، من خلال إقامة المساجد والمدارس والمكتبات والزوايا والأربطة، فكان لتلك المنشآت الدينية الوقفية أثر واضح في نشر العلم والدين. ولم تقتصر الأوقاف على تلك المنشآت فحسب، بل كان لها علاقة وثيقة بالجهاد في سبيل الله، فحبست الخيول والأسلحة، كما شملت الأحباس فداء الأسرى[12].
- الوقف وحفظ النفس: ساهم الوقف في توفير الحياة الكريمة للفقراء والمساكين والمحتاجين والمرضى عبر التاريخ، فعمل على تلبية احتياجاتهم الأساسية من مأكل ومشرب وملبس ومسكن، وعلاج، فكان هناك الحبس على الأراضي الزراعية، والحبس على الزوايا والدور والتكايا والأربطة، والحبس على صهاريج المياه، والحبس على الرحى(الطواحين)، والحبس على أراضي وتخصيصها لدفن الموتى، والحبس على البيمارستانات….[13] . ولم يكن الوقف مقصوراً على النفس البشرية فقط، بل خصصت بعض الأوقاف لرعاية الحيوانات والطيور[14].
- الوقف وحفظ العقل: لقد اهتم الإسلام بالعقل اهتماماً كبيراً، وأعلى من قيمته ومنزلته، وقد جاءت الشريعة الإسلامية بأحكام وافيه تحقق حفظ العقل من أن يدخل عليه خلل، لأن دخول الخلل على العقل مؤدٍّ إلى فساد عظيم من عدم انضباط التصرف[15]. وللوقف إسهامات ملموسة واضحة في تطور الحركة العلمية التي شهدتها الحضارة الإسلامية في شتى صنوف المعرفة. فكانت هناك أوقاف على مراكز التعليم (المساجد، المدارس، المكتبات….) وأوقاف أخرى على المشتغلين بالتعليم (المدرسين وطلبة العلم) [16].
- الوقف وحفظ النسل: من المقاصد المهمة في الشريعة حفظ النسل، فحفظه من الركائز الأساسية لعمارة الأرض، وبه تكمن قوة الأمة، لما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم: ( النِّكَاحُ مِنْ سُنَّتِي، فَمَنْ لَمْ يَعْمَلْ بِسُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي، وَتَزَوَّجُوا، فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ، وَمَنْ كَانَ ذَا طَوْلٍ فَلْيَنْكِحْ، وَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَعَلَيْهِ بِالصِّيَامِ، فَإِنَّ الصَّوْمَ لَهُ وِجَاءٌ )[17] ، فالإسلام عني بحفظ النسل وحمايتها، وحث على ما يحصل به تكثيره واستمراره، ولتحقيق ذلك خصصت العديد من الأوقاف، فكانت هناك أوقاف على الذرية، واليتامى وأوقاف على الأرامل والمطلقات، وأوقاف لتزويج الفقيرات[18]. فكفلت الأوقاف لتلك الفئات الرعاية؛ بتلبية احتياجاتها، لتواصل دورها في الحياة.
- الوقف وحفظ المال: المال نعمة وخير، فينبغي أن نحافظ عليه لنلبي به حاجياتنا الأساسية، وقد نهى الإسلام عن إضاعة المال، قال النبي صلى الله عليه و سلم: ( إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات ومنع وهات، وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال)[19]. وفي الوقف ضمان لبقاء المال ودوام الانتفاع به والاستفادة منه مدة طويلة، و تساهم أموال الأوقاف في الإنفاق على العديد من مرافق الحياة – الدينية، والتعليمية، والصحية، والاجتماعية- بل أصبحت الممول الأساسي لبعضها[20]. كما أن معظم المشاريع التي تقوم بدعم أوقاف توقف لصالحها تستمر في أداء رسالتها، بعكس التي تقوم دون وجود وقف مساند، حيث تتعرض للتعطل بوفاة المتكفل بها، أو انصرافه عن الاهتمام بها[21] .
ثانيًا: مجالات الوقف التي تحقق مقاصد الشريعة الحاجية:
الْحَاجِيَّات؛ وهي ما كان مُفْتَقَراً إِلَيْهَا من حيث التوسعة ورفع الضيق[22]، وقد استطاعت مؤسسة الوقف أن تسهم في تنمية العديد من القطاعات التي تخدم فئات المجتمع المختلفة، ومن المؤسسات الوقفية نذكر؛ المدارس والمكتبات والبيمارستانات والتكايا والزوايا والأسبلة والخانات والفنادق للمسافرين والمنقطعين…[23] . أيضا أسهم الوقف في تأمين وظائف للعديد من الأفراد، وبالتالي أمن احتياجات العديد من الأسر[24].
ثالثًا: مجالات الوقف التي تحقق مقاصد الشريعة التحسينية:
عرف الإمام الشاطبي التَّحْسِينَاتُ بقوله:” الأَخذ بما يليق من محاسن العادات، وتجنب المدنسات التي تأنفها العقول الراجحات، ويجمع ذلك مكارم الأخلاق” [25].
ومن الأمور التي عمل الوقف على تحسينها؛ العناية بالمساجد وتزيينها، و بناء القناطر و الحدائق الوقفية، وتوفير كلفة الحج للعاجزين، كما شملت الأوقاف برعايتها الحيوانات- قطط، خيول، كلاب- إلى غير ذلك من نماذج وقفية تزخر بها الحضارة الإسلامية [26] .
البيمارستانات(المستشفيات) الوقفية ودورها في توفير الرعاية الطبية.
إن المتتبع لتاريخ الطب والمستشفيات في الإسلام، يلحظ تلازماً شبه تام بين تطور الأوقاف واتساع نطاقها وانتشارها في جميع بلاد المسلمين من جهة وبين تقدم الطب، باعتباره علم ومهنة، والتوسع في مجال الرعاية الصحية للمواطنين من جهة أخرى، حيث يكاد يكون الوقف هو الممول الوحيد والأول في كثير من الأحيان للإنفاق على العديد من المستشفيات، والمدارس، والمعاهد الطبية، هذا إلى جانب ما تقدمه الأوقاف من أموال تصرف على بعض الأمور المتعلقة بالنواحي الصحية، مثل الحمامات، وتوفير المياه، ورعاية العاجزين والمحتاجين [27].
نشأة وتطور البيمارستانات (المستشفيات) في الإسلام:
بِيمَارَسْتَان ( بفتح الراء وسكون السين) كلمة فارسية مركبة من كلمتين (بيمار) وتعني مريض، و(ستان) وتعني مكان؛ أي دار المرضى – مرادفها اليوم لفظ مستشفى- [28] واختصر أهل المغرب والأندلس لفظ بيمارستان وصار عندهم مارستان[29].
و البيمارستانات إحدى المنشآت العمرانية الوقفية – كالمساجد، والحصون، والزوايا- درج الخلفاء و السلاطين والأمراء وأهل البر على إنشائها والإنفاق عليها، صدقة وحسبة وخدمة للإنسانية، ولم تقتصر مهمتها على مداواة المرضى فحسب بل كانت معاهد علمية ومدارس لتعلم الطب[30].
أولًا: أنواع البيمارستانات:
اعتنى المسلمون عناية فائقة بإنشاء البيمارستانات بشقيها الثابت والمتنقل، فالثابت هو ما كان يشيد في المدن والأحياء الإسلامية، فانتشرت تلك البيمارستانات – من بغداد شرقاً إلى الأندلس غرباً – وكثرت ووصل عددها في قرطبة وحدها خمسين بيمارستاناً في القرن العاشر الميلادي[31].
وترجع فكرة بناء البيمارستانات الثابتة إلى عهد ما قبل الميلاد، وتنسب المصادر العربية القديمة بناء أول مستشفى ثابت في التاريخ إلى أبقراط-أبو الطب عند اليونان-، وذلك عندما خصص جزءا من بستانه جمع فيه المرضى وقدم لهم الرعاية الصحية، وَسَماهُ “أخسندوكين” أَي مجمع المرضى[32]. ويعتبر بيمارستان جنديسابور – في بلاد فارس- النموذج الأول الذي بنيت على نمطه أوائل المستشفيات في الدولة الإسلامية قبل أن تطور وترتقي.
ويرجع المقريزي بناء أول بيمارستان إسلامي إلى عصر الوليد بن عبد الملك سنة 88ه[33]، وهناك من يرجعه إلى عصر هارون الرشيد-خامس خلفاء بني العباس- أواخر القرن الثاني الهجري (أوائل الثامن الميلادي) باعتباره أول مستشفى عام به جميع التخصصات المعروفة، أمر بتشييده هارون الرشيد في مدينة بغداد وأوكل الإشراف عليه وتنظيمه إلى طبيبه الخاص جبرائيل بن بختيشوع [34].
أما المتنقل من البيمارستانات فهو الذي يحمل من مكان إلى آخر، وذلك بحسب الظروف والأمراض
وأماكن انتشار الأوبئة وكذلك ظروف الحرب، ويعتبر الرسول صلى الله عليه وسلم أول من أقام بيمارستاناً حربياً، وذلك في غزوة الخندق، فلما أصيب سعد بن معاذ في أكحله، قال صلى الله عليه وسلم لقومه:”اجعلوه في خيمة رفيدة [35]، حتى أعوده من قريب” [36].
ولعل تلك الخيمة كانت أول بيمارستان حربي متنقل في الإسلام، ثم توسع فيه الخلفاء والأمراء – فيما بعد- حتى أصبح البيمارستان المتنقل مجهزاً بجميع ما يحتاجه المرضى، من علاج وأطعمه وأشربه وملابس وأطباء وصيادلة، وقد بلغ بعض هذه المستشفيات المتنقلة حداً من الضخامة بحيث كان يحمل على أربعين جملاً [37] .
ثانياً: عمارة البيمارستانات:
شهد نظام عمارة البيمارستانات – على مر عصور التاريخ الإسلامي- تطوراً ملحوظاً، طبعها بطابع
خاص يتمثل في:
- اختيار الموقع:
إن اختيار الموقع المناسب لبناء البيمارستانات، يعد من الأمور المهمة التي أولاها المسلمون اهتماماً كبيراً، فراعوا في الموقع توفر الهواء النقي، ولقد ورد أن الرازي[38] عندما استشاره السلطان عضد الدولة البويهي في الموضع الذي يجب أن يبنى فيه البيمارستان العضدي، أمر -أي الرازي- بوضع قطع من اللحم في أماكن مختلفة من مدينة بغداد، ووقع الاختيار على الموقع الذي لم يتغير فيه اللحم بسرعة[39]. وبنفس هذه الطريقة اختير موضع بناء البيمارستان النوري في حلب[40].
أيضا راعوا في الموقع المساحة الواسعة، و قربه من الأنهار ومصادر المياه، وذلك حرصاً لإيصال الماء الجاري إلى جميع إنحاء البيمارستان، فالبيمارستان المراكشي الذي بناه يعقوب بن يوسف الموحدي تخير لبنائه ساحة فسيحة في أحسن موضع، وأمر أن تغرس فيه الأشجار، وأجرى فيه مياهاً كثيرة، زيادة على أربع برك[41]. وهذا ما كان من شأن مارستان غرناطة أيضا؛ ساحة عريضة، وهواء طيب، ومياه متدفقة، وانسدال الأشجار[42].
- التخطيط والتصميم:
لا تسعفنا المصادر الإسلامية بمعلومات وافية عن طبيعة تخطيط وتصميم المارستانات المغربية والأندلسية، فمن خلال ما توفر من معلومات وبخاصة تلك التي تعقد مقارنة بين مارستانات المشرق والمغرب نخلص إلى أن تخطيط وتصميم مارستانات بلاد المغرب والأندلس لم يختلف عن نظيرتها في المشرق الإسلامي، ومن ثم كان المخطط الأساسي يحتوي على:
- قسم خاص لعلاج الرجال، وآخر لعلاج النساء، حيث احتوى كل قسم على عدد من القاعات للأمراض المختلفة.
- بيت للأشربة والمعاجين الطبية (صيدلية)، تحضر فيها الأدوية وتحفظ.
- مطبخ لإعداد الطعام للمرضى.
- غرف لرئيس الأطباء وبقية الإداريين.
- قاعة محاضرات يلقى فيها الدرس ويجتمع فيها التلاميذ.
- مصلى (مسجد).
- حمامات ومتوضآت.
- مكان لغسل الموتى.
- مكتبة.
- باحات وأفنية وحدائق تحتوي على مختلف الأشجار من المشمومات والمأكولات[43].
ثالثًا: إدارة البيمارستانات و أنظمتها العلاجية:
لم نقف على معلومات كافية توضح لنا النظام الإداري السائد في مارستانات المغرب والأندلس وما وقفنا عليه يفيد بارتباط الأشراف الإداري العام للبيمارستان بمدير يعاونه عدد من المساعدين، تحت مراقبة ناظر الأحباس المشرف على إدارة الأموال والأوقاف المخصصة للمارستان وعلى سلامة المباني واحتياجاته وسير العمل فيه[44]. وإلى جانب الفريق الطبي المكون من الأطباء والصيادلة والممرضين، ضم المارستان موظفين آخرين : كتاب، طباخين، حراس، وغيرهم ممن يهتمون بالمرضى[45].
وفيما يختص بالنظام العلاجي كفلت البيمارستانات مجانية العلاج للمرضى عامة: الفقير والغني، المقيم والغريب، حيث خصصت لهم قاعات يوزعوا عليها على حسب التخصصات الطبية، وخصص لكل قسم طبيب، وكان رئيس الأطباء يدور على المرضى يتفقد أحوالهم ومعه معاونيه من أطباء وطلاب، فكل ما يكتب للمريض من علاج وغذاء يصرف له دون أي تأخير[46]. ولم تقتصر البيمارستانات على تقديم العلاج فحسب بل اهتمت بأوضاع المرضى بعد شفائهم وخروجهم من المارستان حيث خصصت مبالغ مالية للمرضى الفقراء وهم في فترة النقاهة[47].
ولم تقتصر عناية الحكام المسلمين ببناء المارستانات، والإنفاق عليها وتوفير العلاج لفئات المجتمع المختلفة فحسب، بل شملت عنايتهم تنظيم مهنة الطب أيضا؛ حفاظاً على صحة الإنسان وحمايةً لمهنة الطب من المشعوذين و غير المؤهلين والمدعين له، فكان للأطباء رئيس عرف باسم “المزوار” – في عهد الموحدين- يراقبهم وينظم أعمالهم، ويصرح لهم بمزاولة مهنة الطب، ويتقبل شكاوى العامة، يختاره الخليفة من بين أكثر الأطباء مهارة وتجربة [48].
البيمارستانات في المغرب والأندلس:
على غرار بلدان المشرق الإسلامي عرفت بلاد المغرب والأندلس البيمارستانات، وأهتم أهلها- حكاماً ومحكومين- ببنائها وتطوير أساليب عملها، وخصصوا لها أوقاف لترميمها وإطعام المرضى وتوفير الأدوية لهم وصرف رواتب الأطباء، ولم تقتصر تلك البيمارستانات على تقديم الخدمات العلاجية للمرضى فحسب، بل كانت مدارس ومعاهد للتجارب الطبية والصيدلية، و ملاجئ لعلاج الطيور والحيوانات المصابة، ولم تقتصر العناية في المارستانات على الفقراء دون الأغنياء بل كانت تستقبل حتى الغرباء، ومن تلك المارستانات نذكر:
- مارستان مراكش:
يعتبر مارستان مراكش من أهم البيمارستانات العامة التي نشأت في المغرب، وأكثرها شهرة، أسسه الخليفة أبو يوسف يعقوب الموحدي(580هـ-595هـ) [49] ، و أولاه عنايته واهتمامه من حيث البناء والتصميم وتوفير كل مستلزماته من فرش و أثاث ومعدات وأدوية وطعام، وكساء للمرضى- ليلاً ونهاراً، صيفاً وشتاءً-” ولم يقصره على الفقراء دون الأغنياء، بل كل من مرض بمراكش من غريب حمل وعولج فيه” [50].
وبلغ من عناية الخليفة به أنه كان يتفقد نزلاء المارستان ويزورهم كل جمعة بعد صلاته، يسأل عن
حالهم، وعن مستوى الخدمة الطبية المقدمة لهم، وظل الخليفة يعود مرضى المارستان إلى أن توفاه الله[51].
ولعل من أهم مظاهر التنظيم الطبي في المارستان؛ وجود قسم خاص لتحضير الدواء من أشربة وأكحال وأدهان وغيرها تصنع وتحفظ فيه على الدوام، إلى جانب الأدوية التي تجلب إليه، ولتحقيق مجانية العلاج خصصت الدولة أموالاً لتلبية احتياجات هذا القسم؛ مثل مرتبات الصيادلة و متطلبات صنع الدواء[52].
- مارستان فاس (سيدي فرج):
يقع المارستان وسط مدينة فاس بين سوق العطارين وسوق الحناء، وهو من المارستانات المهمة التي نشأت في القرن السابع الهجري – الثالث عشر الميلادي- أسسه السلطان المريني أبو يعقوب يوسف بن يعقوب(685-706هـ/1286-1306م) سنة 685هـ/1286م، وجدده السلطان أبو عنان(749-759هـ/1348-1358م) وأدخل عليه زيادات. وترجع تسمية مارستان فاس بمارستان سيدي فرج إلى؛ طبيب أندلسي من النازحين من بني الأحمر اسمه فرج الخزرجي، تولى سنة 900هـ رئاسة المارستان، وهو صاحب فكرة العلاج النفسي بالموسيقى[53].
يتكون المارستان من طابقين أرضي و يضم ثماني عشرة غرفة خاصة بعلاج الرجال، وطابق علوي و به اثنتان وعشرون غرفة خاصة بالنساء، هذا إلى جانب الحديقة المخصصة استراحة للمرضى ولإقامة عروض الموسيقى الأندلسية الأسبوعية للترويح عنهم. وقد كفل المارستان العلاج لجميع المرضى، إذ ضم عدداً من التخصصات الطبية – كالطب الباطني، جراحة العظام، طب العيون، الطب النفسي، واقتصر – فيما بعد- على علاج الأمراض النفسية والعقلية[54].
ولضمان استمرارية وجودة خدمات المارستان الطبية، خصصت الدولة أموالاً تصرف عليه من خزينتها مباشرة، هذا إلى جانب الأوقاف التي حبست عليه من قبل سلاطين بني مرين ومن هبات وتبرعات المحسنين، فمن أوقاف المارستان تم الصرف على الفقراء الذين يغادرون المارستان إلى أن تتحسن أوضاعهم المادية، وعلى أصحاب الإعاقات والأمراض المزمنة، و على الذين يعزفون الموسيقى، وعلى
الغرباء الذين يموتون، فيتم تغسيلهم وتكفينهم ودفنهم.
وإلى جانب علاج الإنسان كان المارستان بمثابة عيادة طبية للطيور وبخاصة طائر اللقلق، فخصصت أوقاف لعلاجها تصرف على من يقوم بمداواتها وإطعامها وتقديم الرعاية لها [55].
و استمر المارستان في أداء مهامه كمارستان عام ضم جميع التخصصات حتى القرن السادس عشر الميلادي، ثم اقتصر على علاج الأمراض النفسية إلى حدود منتصف القرن العشرين، ومن ثم حول إلى مكان لبيع الملابس والأدوات المنزلية (قيسارية) وهو وضعه الحالي[56].
مارستان سيدي فرج بعد أن حول إلى قيسارية[57]
- مارستان سلا (سيدي عاشور):
أسسه الطبيب أحمد بن محمد بن عاشور الأنصاري، في النصف الأول من القرن الرابع عشر الميلادي، في مدينة سلا[58] .
- مارستان محمد الغازي:
في مدينة الرباط أسسه السلطان عبد العزيز المريني، وهو من المارستانات الخاصة بعلاج المجانين[59].
- مارستان غرناطة:
أسسه السلطان محمد الخامس الغني بالله سنة767هـ-768هـ، لضعفاء مرضى المسلمين، ووقف الأوقاف عليه، وقد خلد ذكرى بناء هذا المارستان في لوح رخامي كتبت عليه كتابة بالخط العادي الأندلسي، واحتوى اللوح الرخامي على معلومات توضح تواريخ ومدة البناء، كما حدد النص المنتفعين منه، هذا إلى جانب عبارات كثيرة تجزل الثناء للسلطان، وتؤكد على أسبقيته لبناء مارستان لم تشهد الأندلس مثله منذ فتحها[60].
اللوح الرخامي: ذكرى إنشاء مارستان غرناطة[61]
وفي مؤلف ابن الخطيب “الإحاطة” وصف عام لهذا المارستان، والذي يسمه بالمارستان الأعظم، لما يحتويه من مساحة واسعة ومساكن عديدة وجريان للمياه، وانسدال للأشجار[62]، وقد ضم مركز المارستان باحة داخلية بها حوض عميق تصب فيه عينان كل عين تمثل أسد جاث، وبعد سقوط غرناطة سنة 1492م، في يد النصارى الأسبان حول المارستان إلى دار ضرب السكة، ثم حدثت فيه تغيرات عديدة، وتهدم معظمه[63].
دور البيمارستانات الوقفية والمعاهد الطبية في تطور علم الطب:
تعد البيمارستانات الوقفية- في المشرق والمغرب- والمدارس الطبية، و عناية الحكام المسلمين بالأطباء – ودعمهم للنشاط العلمي في كافة المجالات وبخاصة المجال الطبي- من العوامل المهمة التي أسهمت في تطور وانتعاش علم الطب، ومن ثم نبوغ أطباء برعوا في التطبيب والتصنيف.
فعلى مر عصور التاريخ الإسلامي لعبت البيمارستانات دوراً مهماً في تدريس الطب والاهتمام به – هذا إلى جانب دورها في معالجة المرضى- وذلك أن خصص في البيمارستان قسماً لتدريس الطب، تلقى فيه الدروس النظرية والعملية للطلاب، و أوكلت مهمة الأشراف العام على العملية التعليمية -النظرية والتطبيقية- إلى رئيس الأطباء، يعاونه رؤساء الأقسام المتخصصة. وألحق بالمارستان مكتبة طبية لتوفير الكتب الطبية[64].
وإلى جانب المدارس الملحقة بالبيمارستانات، كانت هناك مدارس طبية متخصصة أنشأها المسلمون، ولعل من أشهرها المدرسة الدخوارية في دمشق، أسسها الطبيب مهذب الدين عبد الرحيم بن علي المعروف بـ الدخوار، سنة 628هـ/1230م، وأوقف عليها الضياع وعدة أماكن، للإنفاق على مصالحها[65]. ومن المدارس التي أسسها الحكام المسلمون وضمت أقساماً عدة من بينها الطب المدرسة المستنصرية في بغداد؛ أسسها الخليفة العباسي المستنصر بالله سنة 633هـ/1235م[66]، والمدرسة العنانية في فاس، والتي أسسها السلطان المريني أبو عنان[67].
لم تقتصر عناية الحكام المسلمين بإنشاء البيمارستانات والمدارس الطبية فحسب، بل اهتموا بالطب وأهله؛ فاستقطبوا الأطباء إلى بلاطهم، واعتنوا بتصانيفهم، حتى بعد مماتهم فهذا ما كان من شأن مصنفات أبي العلاء (ت:525هـ/1131م )[68]، أمر بجمعها أمير المسلمين عَليّ بن يُوسُف بن تاشفين المرابطي (477- 537 ه/ 1084– 1143م)- من سائر مدن المغرب والأندلس- وتم نسخها سنة 526ه[69].
و من عناية الحكام المسلمين بعلم الطب أيضًا: اهتمامهم بترجمة كتب اليونان الطبية، وبذلوا من أجل ترجمتها أموالاً جليلة، هذا إلى جانب حرصهم على جمع مختلف المصنفات الطبية في مكتبات وقفية كفلت الاطلاع للجميع. ولعل من أهم إسهاماتهم في تطور مهنة الطب، تنظيمهم لها وتطهيرها من الكهنة والدجالين والمشعوذين وأدعياء الطب[70].
خاتمة:
اهتم الإسلام بصحة الإنسان، وذكر بأهميتها وعظيم شأنها، قال صلى الله عليه وسلم: ” مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ مُعَافى فِي جَسَدِهِ، آمِناً فِي سِرْبِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا“ [71]. وقد تنوعت مظاهر اهتمام الإسلام بصحة الإنسان، والمحافظة عليها، جسدياً، وعقلياً، ونفسياً، كما تعددت التشريعات الإسلامية التي من شأنها أن تعين المسلم ليحظى بالصحة الجسدية والنفسية ومن ثم يقوى على عبادة الله ليكون قادراً لعمارة الأرض.
ولعل الوقف من التشريعات الإسلامية المهمة التي تهدف إلى تلبية ضروريات الحياة بما يصلح الدنيا والدين، وبما يوفر الحياة الكريمة ومتطلباتها وضرورياتها، وعلى مر عصور التاريخ الإسلامي كان لمؤسسة الوقف دور إيجابي بارز في تنمية مجالات الحياة المختلفة وخاصة المجال الصحي. ومن ثم فقد حاولنا في هذا البحث التعريف بالوقف ومفهومه في الإسلام، ودوره في تحقيق الرعاية الصحية، وخلصنا إلى :
- إن الوقف تشريع إسلامي أصيل، استمد مشروعيته من الكتاب والسنة والإجماع، وهو سمة من سمات المجتمع الإسلامي، وأحد أنظمته التكافلية الاجتماعية المهمة.
- كفلت الشريعة الإسلامية الرعاية الصحية للإنسان، من خلال مقاصدها الضرورية ( الدين، والنفس، العقل، المال والنسل) و الحاجية والتحسينية، وهذه المقاصد الثلاثة كان للوقف دور بارز وإيجابي فيها.
- إن الرعاية الصحية من الضروريات اللازمة لحفظ النفس البشرية، ومن ثم فقد حقق الوقف بمؤسساته الخدمية المختلفة – التي وفرت المأكل والمشرب والمسكن والتعليم والعلاج- مقصداً مهماً من مقاصد الشريعة الإسلامية .
- كان الوقف هو الداعم الأساسي لصحة الإنسان؛ وقائياً بتلبية احتياجاته وهو صحيح، وعلاجياً بتوفير العلاج والدواء وهو مريض.
- إن البيمارستانات منشآت عمرانية – كالمساجد و التكايا والمدارس والحصون- شيدها المسلمون وعملوا على تطويرها وبذلوا الكثير من الأوقاف عليها، وكان من ثمارها أن تطور علم الطب عند المسلمين.
- أسهم الوقف في رعاية المرضى اجتماعياً، وذلك بتوفير مخصصات مالية أثناء مرضهم لتعين أسرهم وبعد شفائهم حتى لا يضطروا للعمل وهم في فترة النقاهة.
- لم تقتصر رعاية المرضى على ما يحتاجونه من العلاج البدني فحسب، بل تعدى ذلك إلى العلاج النفسي، فخصصت أوقاف للترويح عنهم ولرفع معنوياتهم، لما لذلك من أثر طيب من شأنه أن يساهم في شفائهم ومعافاتهم.
- أسهمت البيمارستانات الوقفية في النهوض بعلم الطب وتطوره، فهي لم تكن أماكن للعلاج فقط، بل ألحقت بها قاعات للتدريس وإلقاء المحاضرات على الطلبة، كما أتاحت للطلبة فرصة التدريب العملي.
- استمر عطاء الوقف المخصص للبيمارستانات والمرضى في ظل الحضارة الإسلامية لسنين عديدة، وفر العلاج للمرضى، ولبى احتياجاتهم، ونحن اليوم بحاجة ماسة إلى تفعيل دور الوقف الصحي في مجتمعاتنا المعاصرة ، وخاصة أن كثيرا من المرضى المعوزين أصبحوا لا يملكون ثمن العلاج و الدواء، في الوقت الذي لا يملكون فيه قوت يومهم.
قائمة المصادر والمراجع:
- القرآن الكريم.
- أحمد عوف عبد الرحمن، أوقاف الرعاية الصحية في المجتمع الإسلامي، كتاب الأمة، العدد 119، 1428م، قطر.
- أحمد عيسى بك، تاريخ البيمارستانات في الإسلام، دمشق،1939م.
- ابن أبي أصيببعة، عيون الأنباء في طبقات الأطباء، بيروت، (د.ت).
- عبد الله بن ناصر السد حان، توجيه مصارف الوقف نحو تلبية احتياجات المجتمع، بحث مقدم إلى المؤتمر الثاني للأوقاف: الصيغ التنموية والرؤى المستقبلية/ مكة المكرمة2006م/1427م.
- انتصار عبد الجبار مصطفى اليوسف، المقاصد التشريعية للأوقاف الإسلامية، رسالة ماجستير، الجامعة الأردنية، 2007م.
- البخاري ، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري، ط3، بيروت، 1987م.
- البشير بنجلون، تاريخ البيمارستانات في المغرب، المجلة الصحية المغربية، عدد3، أكتوبر 2012.
- ــ، بيمارستان مراكش، المجلة الصحية المغربية، عدد6، ديسمبر 2013م.
- بن زيطة أحميدة، الرعاية الصحية للفرد في الفقه الإسلامي، رسالة دكتوراه، جامعة الجزائر،2006-2007م.
- تاج السر حران، العلوم والفنون في الحضارة الإسلامية، الرياض، 2004م.
- الترمذي ، محمد بن عيسى، سنن الترمذي، ج4، دار إحياء التراث العربي، بيروت، (د.ت).
- الحسن الوزان، وصف افريقيا، ترجمة: محمد حجي، محمد الأخضر،ج1، بيروت، 1983م.
- حسن الوراكلي، الأحباس العلمية عند المغاربة والأندلسيين. مؤتمر: أثر الوقف الإسلامي في النهضة العلمية، جامعة الشارقة / 9 – 10 مايو 2011م.
- ابن الخطيب، الإحاطة في أخبار غرناطة، ج2، القاهرة، 1974م.
- الجرجاني، علي بن محمد، كتاب التعريفات، بيروت، 1983م.
- الزركلي، خير الدين، الأعلام، الطبعة الخامسة، ج3، بيروت، 1980م.
- زغريدة هونكة، شمس العرب تسطع على الغرب “أثر الحضارة العربية على أوروبا”، نقله عن الألمانية: فاروق بيضون، فاروق دسوقي، الطبعة الثامنة، بيروت، 1993م.
- الشاطبي، الموافقات، تحقيق: أبو عبيدة آل سليمان، ج2، 1997م.
- ابن أبي زرع، الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس، الرباط، 1972م.
- ــ، الذخيرة السنية في تاريخ الدولة المرينية، (د.ت.م.ن).
- الزركشي، تاريخ الدولتين الموحدية والمرينية، الطبعة الثانية، تونس، 1966.
- السلاوي، الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، ج3، الدار البيضاء، 1954م.
- شكيب عبد الفتاح، بيمارستان سيدي فرج بفاس، المجلة الصحية المغربية، عدد4، ابريل 2013م.
- ابن عاشور، مقاصد الشريعة الإسلامية، تحقيق: حمد الحبيب بن الخوجة، ج3، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، قطر، 2004م.
- العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، ج8، بيروت، 1415ه.
- عبد القادر ربوح، الأحباس ودورها في المجتمع الأندلسي، رسالة ماجستير، جامعة الجزائر، 2006م.
- مثنى فليفل سلمان، همسة صالح عبد القادر، الخدمات العامة في مملكة غرناطة، مجلة الأستاذ، العدد 213، كلية التربية ابن رشد، جامعة بغداد، 2015م.
- المقريزي، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، ج4، بيروت، 1418هـ.
- ابن ماجة، أبو عبد الله محمد ، سنن ابن ماجة، (د. ت).
- محمد بن عبد العزيز بنعبد الله، الوقف في الفكر الإسلامي، ج1، المملكة المغربية، 1996م.
- محمد صالح سلطان، الوقف الصحي: رؤية مقاصدية تطبيقية، دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري، دبي، 2017م.
- محمود أحمد مهدي، نظام الوقف في التطبيق المعاصر، جدة، 1423هـ.
- مسلم، ابن الحجاج النيسابوري،(ت:216هـ)، صحيح مسلم، بيروت،(د. ت).
- مصطفى السباعي، من روائع حضارتنا، القاهرة، 1998م.
- ابن هشام، السيرة النبوية لابن هشام، الطبعة الثانية، ج2، مصر،1955م.
- عبد الواحد المراكشي، المُعجِب في تلخيص أخبار المغرب، بيروت، 2006م.
- مؤمن أنيس عبد الله البابا، البيمارستانات الإسلامية حتى نهاية الخلافة العباسية، رسالة ماجستير، الجامعة الإسلامية، غزة- فلسطين، 2009م.
[1] صحيح البخاري، باب ما جاء في الصحة والفراغ وأن لا عيش إلا عيش الآخرة ، ج5، ص2357، (حديث رقم:6049).
[2] محمد عبيد عبد الله الكبيسي، أحكام الوقف في الشريعة الإسلامية، ج1، بغداد،1977م، ص33.
[3] سنن الترمذي، باب الستر على المسلم، ج4، ص 34،(حديث رقم: 1426)
[4] للفظ رعاية انظر مادة رعى في : الجوهري، الصحاح، ج6، ص2358. و للفظ صحة انظر مادة صحح في: الجوهري، الصحاح،ج1، ص381.
[5] www.who.int/suggestions/faq/ar/
[6] الجرجاني، كتاب التعريفات، بيروت، 1983م، ص132.
[7] بن زيطة أحميدة، الرعاية الصحية للفرد في الفقه الإسلامي، رسالة دكتوراه، جامعة الجزائر، 2006-2007م، ص7.
[8] المرجع السابق، ص9-10.
[9] صحيح مسلم، باب في الأمر بالقوة وترك العجز والاستعانة بالله وتفويض المقادير لله ،ج4، ص2052(حديث رقم: 2664).
[10] الشاطبي، الموافقات، تحقيق: أبو عبيدة آل سليمان، ج2، 1997م، ص17-20.
[11] ابن عاشور، مقاصد الشريعة الإسلامية، تحقيق: حمد الحبيب بن الخوجة، ج3، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، قطر، 2004م، ص506.
[12] انظر: انتصار عبد الجبار مصطفى اليوسف، المقاصد التشريعية للأوقاف الإسلامية، رسالة ماجستير، الجامعة الأردنية، 2007م، ص47-53.
[13] للمجالات التي شملتها الأوقاف في الحضارة الإسلامية انظر: عبد الله بن ناصر السدحان، توجيه مصارف الوقف نحو تلبية احتياجات المجتمع، بحث مقدم إلى المؤتمر الثاني للأوقاف: الصيغ التنموية والرؤى المستقبلية، مكة المكرمة، 2006م، ص23- 32. أيضا: راغب السرجاني، من روائع الأوقاف في الحضارة الإسلامية، ص86-156
[14] مصطفى السباعي، من روائع حضارتنا، مصر، 1998م، ص89.
[15] ابن عاشور، مقاصد الشريعة الإسلامية، ج3، ص238.
[16] انظر: انتصار عبد الجبار مصطفى اليوسف، المقاصد التشريعية للأوقاف الإسلامية، ص 67- 84.
[17] سنن ابن ماجة، باب ما جاء في فضل النكاح، ج1، ص 592 (حديث رقم: 1846).
[18] أنظر: محمد بن عبد العزيز بنعبد الله، الوقف في الفكر الإسلامي، ج1، المملكة المغربية،1996م، ص134. مصطفى السباعي، من روائع حضارتنا، ص98-99.
[19] صحيح البخاري، باب ما ينهى عن إضاعة المال ، ج2، ص848 (حديث رقم:2277).
[20] محمود أحمد مهدي، نظام الوقف في التطبيق المعاصر، جدة، 1423هـ، ص17.
[21] انتصار عبد الجبار مصطفى اليوسف، المقاصد التشريعية للأوقاف الإسلامية، ص88-89.
[22] الشاطبي، الموافقات، ج2، ، ص21.
[23] مصطفى السباعي، من روائع حضارتنا، ص94-99.
[24] انظر: انتصار عبد الجبار مصطفى اليوسف، المقاصد التشريعية للأوقاف الإسلامية، ص 90-95.
[25] الشاطبي، الموافقات، ج2، ، ص22.
[26] راغب السرجاني، روائع الأوقاف في الحضارة الإسلامية، ص86 و ما بعدها. مصطفى السباعي، من روائع حضارتنا، ص94-99.
[27] أحمد عوف عبد الرحمن، أوقاف الرعاية الصحية في المجتمع الإسلامي، كتاب الأمة، العدد 119، 1428م، قطر، ص70.
[28] للفظ بيمارستان انظر: ابن أبي أصيببعة، عيون الأنباء في طبقات الأطباء، بيروت، ص47. الجوهري، الصحاح، ج3، بيروت، 1987م، ص978. إبراهيم مصطفى وآخرون، المعجم الوسيط، ج1، ص79.
[29] انظر: ابن الخطيب، الإحاطة في أخبار غرناطة، ج2، القاهرة، 1974م ص50. ابن أبي زرع، الأنيس المطرب ، 1972م، ص217.
[30] أحمد عيسى بك، تاريخ البيمارستانات في الإسلام، دمشق، 1939، ص3-4.
[31] زغريدة هونكة، شمس العرب تسطع على الغرب “أثر الحضارة العربية على أوروبا”، نقله عن الألمانية: فاروق بيضون، فاروق دسوقي، الطبعة الثامنة، بيروت، 1993م، ص228-229.
[32] ابن أبي أصيببعة، عيون الأنباء ، ص47. أحمد عوف عبد الرحمن، أوقاف الرعاية الصحية ، ص78.
[33] المقريزي، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، ج4، بيروت، 1418هـ، ص267.
[34] أحمد عوف عبد الرحمن، أوقاف الرعاية الصحية، ص 79-80. أحمد عيسى بك، تاريخ البيمارستانات، ص178.
[35] رفيدة الأنصارية أو الأسلمية: صحابية جليلة كانت لها خيمة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم تداوي فيها الجرحى. انظر: العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، ج8، بيروت، 1415هـ، ص136.
[36] ابن هشام، السيرة النبوية لابن هشام، الطبعة الثانية، ج2، مصر، ص239. مصطفى السباعي، من روائع حضارتنا، ص107.
[37] مصطفى السباعي، من روائع حضارتنا، القاهرة، 1998م، ص107-108.
[38] أَبُو بكر مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الرَّازِيّ(250-320هـ /864م-933م): من مشاهير الأطباء المسلمين في العصور الوسطى، له العديد من المؤلفات أهمها كتاب” الحاوي “. تاج السر حران، العلوم والفنون في الحضارة الإسلامية، الرياض، 2004م، ص 70-72.
[39] انظر: ابن أبي أصيبعة، عيون الأنباء في طبقات الأطباء، ج1، ص415.
[40] أحمد عيسى بك، تاريخ البيمارستانات، ص224.
[41] عبد الواحد المراكشي، المُعجِب في تلخيص أخبار المغرب، بيروت، 2006م، ص209.
[42] ابن الخطيب، الإحاطة في أخبار غرناطة، ج2، ص50-51.
[43] حول تخطيط وتصميم المارستانات المغربية والأندلسية انظر: عبد الواحد المراكشي، المُعجِب في تلخيص أخبار المغرب، ص209. ابن الخطيب، الإحاطة في أخبار غرناطة، ج2، ص50-52. أحمد عوف عبد الرحمن، أوقاف الرعاية الصحية في المجتمع الإسلامي، ص93-94.
[44] حول النظام الإداري انظر: البشير بنجلون، تاريخ البيمارستانات في المغرب، المجلة الصحية المغربية، عدد3، اكتوبر2012م، ص50. شكيب عبد الفتاح، بيمارستان سيدي فرج، المجلة الصحية المغربية، عدد4، ابريل2013، ص49.
[45] انظر: الحسن الوزان، وصف افريقيا، ترجمة: محمد حجي، محمد الأخضر، الطبعة الثانية، ج1، بيروت، 1983م، ص229.
[46] البشير بنجلون، تاريخ البيمارستانات في المغرب، ص50.
[47] عبد الواحد المراكشي، المُعجِب في تلخيص أخبار المغرب، ص209-210.
[48] البشير بنجلون، بيمارستان مراكش، المجلة الصحية المغربية، عدد 6، ديسمبر2013م، ص45.
[49] ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص216-217. الزركشي، تاريخ الدولتين الموحدية والمرينية، الطبعة الثانية، تونس، 1966، ص15-17.
[50] عبد الواحد المراكشي، المُعجِب في تلخيص أخبار المغرب، ص209-210.
[51] عبد الواحد المراكشي، المرجع السابق، ص210.
[52] البشير بنجلون، بيمارستان مراكش، المجلة الصحية المغربية، عدد 6، ديسمبر 2013م، ص45.
[53] أحمد عيسى بك، تاريخ البيمارستانات في الإسلام، ص285-287. شكيب عبد الفتاح، بيمارستان سيدي فرج، ص49-50
[54] انظر: الحسن الوزان، وصف افريقيا، ج1، ص228. شكيب عبد الفتاح، بيمارستان سيدي فرج، ص50.
[55] شكيب عبد الفتاح، بيمارستان سيدي فرج، ص49-50. البشير بنجلون، تاريخ البيمارستانات في المغرب، ص49.
[56] شكيب عبد الفتاح، بيمارستان سيدي فرج، ص50.
[57] https://www.hespress.com/regions/414169.html
[58] البشير بنجلون، تاريخ البيمارستانات في المغرب، ص49.
[59] نفسه.
[60] أحمد عيسى بك، تاريخ البيمارستانات في الإسلام، ص290-292.
[61] http://lastresgranadas.blogspot.com/2011/12/el-maristan-de-granada.html
[62] ابن الخطيب، الإحاطة في أخبار غرناطة، ج2، ص50-51.
[63] أحمد عيسى بك، تاريخ البيمارستانات في الإسلام، ص299. مثنى فليفل سلمان، همسة صالح عبد القادر، الخدمات العامة في مملكة غرناطة، مجلة الأستاذ، العدد 213، كلية التربية ابن رشد، جامعة بغداد، 2015م، ص172.
[64] أحمد عوف عبد الرحمن، أوقاف الرعاية الصحية، ص 136-137.
[65] ابن أبي أصيبعة، عيون الأنباء في طبقات الأطباء، ص733. أحمد عيسى بك، تاريخ البيمارستانات في الإسلام، ص40-41.
[66] مؤمن أنيس عبد الله البابا، البيمارستانات الإسلامية حتى نهاية الخلافة العباسية، رسالة ماجستير، الجامعة الإسلامية،غزة- فلسطين، 2009، ص160-161.
[67] السلاوي، الاستقصا لأخبار المغرب الأقصى، ج3، الدار البيضاء، 1954م، ص206.
[68] زهر بن أبي مَرْوَان عبد الْملك: فيلسوف وطبيب أندلسي من بني أياد، تتلمذ على يديه عدد غير قليل من الأطباء، له العديد من المصنفات الطبية؛ (الطرر) في الطب، و (الخواص) و (الأدوية المفردة)….الخ. انظر: الزركلي، الأعلام، الطبعة الخامسة، ج3، بيروت، 1980م، ص50.
[69] ابن أبي أصيبعة، عيون الأنباء في طبقات الأطباء، ص519.
[70] أحمد عوف عبد الرحمن، أوقاف الرعاية الصحية، ص 140.
[71] سنن ابن ماجة، باب القناعة، ج2، ص 1387،(حديث رقم: 4141)