Skip to content

JiL.Center

Primary Menu
  • عن المركز
  • رئيسة المركز
  • شروط الانتساب
  • منشوراتنا
  • مؤتمرات وملتقيات
  • دوراتنا
  • محاضراتنا
  • مسابقاتنا
  • Cont@cts
موقع مجلات مركز جيل البحث العلمي
  • Home
  • تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأسرة في بناء مفهوم المواطنة

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأسرة في بناء مفهوم المواطنة

JiL 2020-11-16 3 min read
 

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأسرة  في بناء مفهوم المواطنة

The impact of social media on the family in building the concept of citizenship

د. خالد ممدوح العزي    Dr.khaled Mamdouh El-izzi

الجامعة اللبنانية  كلية الإعلام   والاتصال   Lebanese University,    

ورقة منشورة في  كتاب أعمال مؤتمر الأمن المجتمعي والجماعي في الوطن العربي الصفحة 117.

     

Research Summary:

The modern technological transformations have entered all aspects of life, interest and conditions used for the sake of human well-being and civilized progress, so the world of media has greatly entered the set of tools, technologies, systems, or various means that are employed in the provision of communication service of all kinds, in addition to the service of education and education and providing information to individuals These developments have transformed the world into a small village whose members can easily communicate with each other, in addition to exchanging information at any place or time, thus producing new interactions for family relations with each other.

The role of social media networks has emerged in consolidating the values ​​of citizenship and giving priority to the interests of the homeland over personal interests, to other values.

 Although social media networks are an important way to connect societies, bring points of view between the individual and the other together, and a means of information and knowledge of an important means of development and linking between societies and knowledge of different peoples’ cultures, in addition to its distinguished role as a successful means of communication.

But this vast technological revolution has led to the strengthening of isolation and disharmony between individuals, and in many cases, it had a negative role in family relations, especially in the marital relationship. As the tools allowed everyone to spend a lot of time on phones, this matter triggered thinking and feeling on the part of the lack of interest of the other party in him and dissatisfaction with this time used on phones with mutual disrespect.

This problem opened the door to the reality of the harmony of the family unit after the daily facts showed that its members are far apart, even though they live under the same roof with each other, but in reality, they diverge from each other (the spouses). The study is accelerating, and they resort to the electronic games prevalent in their hands, which is reflected in their academic achievement. Some of them also have disturbed cases as a result of lack of attention and attention from the parents.

It is clear that the preoccupation with following up and using the media, if added to the preoccupation with securing the life requirements of the family, increases the distance with relatives.

Keywords: Social networks, Citizenship, Arab media, Arab Prisoners, Communication, technology, Arab society, Social awareness.

 

كلمات مفتاحية : شبكات التواصل الاجتماعي ، المواطنة . الإعلام  العربي ، الاسرى العربية  ،الاتصال، التكنولوجيا، المجتمع العربي، الوعي الاجتماعي.  

مقدمة:    إن التحولات التكنولوجية الحديثة دخلت كل جوانب الحياة والاهتمام والاوضاع المستخدمة من أجل رفاهية الانسان وتقدمه الحضاري . فدخلت عالم الإعلام  بشكل كبير مجموعة الأدوات أو التقنيات أو النظم أو الوسائل المختلفة التي يتمّ توظيفها في توفير خدمة الاتصال على اختلاف أنواعها، إضافةً لخدمة التثقيف والتعليم وتوفير المعلومات للأفراد ، وقد حولت هذه التطورات العالم إلى قريةٍ صغيرة يستطيع أفرادها التواصل فيما بينهم بكل سهولةٍ ويسر، إضافةً إلى تبادل المعلومات في أيّ مكانٍ أو وقت، وبالتالي أفرزت تفاعلات جديدة للعلاقات الأسرية مع بعضها البعض.

لقد برز دور شبكات التواصل الاجتماعي في ترسيخ قيم المواطنة وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية، إلى غيرها من القيم.

 وبالرغم من أن شبكات التواصل الاجتماعي هي  وسيلة مهمة لربط المجتمعات، وتقريب وجهات النظر بين الفرد والآخر، ووسيلة للاطلاع ، والتعرف على وسيلة مهمة للتنمية والربط بين المجتمعات والتعرف على ثقافات الشعوب المختلفة، اضافة لدورها المتميز كوسيلة اتصال ناجحة.

   لكن هذه الثورة التكنولوجية  الواسعة أدت إلى تعزيز العزلة والتنافر بين أفراد، و في كثير من الأحيان كان لها دور سلبي في العلاقات الأسرية وخصوصا في العلاقة الزوجية. حيث سمحت الادوات لكل  فرد ان يمضي وقتاً كبيراً على أجهزة الهاتف، هذا الامر اثار تفكيرا وشعوراً كل من جانبه عدم اهتمام الطرف الآخر به وعدم رضا عن هذا الوقت المستخدم على اجهزة التليفون بعدم الاحترام المتبادل .

إن هذه المشكلة فتحت الباب أمام واقع انسجام وحدة العائلة بعدما أظهرت الوقائع اليومية بأن افرادها  متباعدين رغم انهم يعيشون تحت سقف واحد  مع بعضهم البعض ، لكن في الحقيقة يتباعدان عن بعضهما البعض ( الزوجين )،كلما سمحت لهم الفرصة باستعمال الهاتف ومن جهتهم  ترى الأطفال ينصرفون عن الدراسة بشكل متسارع، ويلجؤون الى  الالعاب الالكترونية السائدة بين ايديهم فانعكس ذلك على مستوى تحصيلهم الدراسي .كما  تظهر عند البعض منهم حالات اضطرابيه نتيجة عدم الانتباه و الاهتمام اللازمين من الوالدين.

من الواضح أن الانشغال بمتابعة واستخدام وسائل الإعلام ، إذا ما أضيف إلى الانشغال بتأمين متطلبات الحياة للأسرة، يزيد من التباعد مع الاقارب .

مشكلة البحث :

معرفة دور شبكات التواصل الاجتماعي في تعزيز قيم المواطنة وتوطيد الاستقرار في المجتمع العربي  بصفتها الركيزة الأساس في التغيير الاجتماعي حيث  باتت تكمن مشكلة البحث في تغير نمط الحياة الجديدة المتبعة والتي باتت تفرض نفسها على العلاقات الأسرية و التي تغيرت فيها المفاهيم وطرق  العلاقات الاجتماعية للأسر التقليدية من قيم ومعايير جديدة حيث يمكن للأعلام العربي ان يلعب دور هام في لم الشمل وتوطيد الاستقرار  في الدول العربية من خلال مفاهيم جديدة تسيطر على الافراد  بعد ان بات عالم التكنولوجيا هو  المسيطر على الحياة الجديدة.

 

أهمية البحث :

 تكمن اهمية البحث في تفكك تماسك وتلاحم العلاقات الاجتماعية في المجتمع المحلي ، بظل تطور وسائل التواصل الاجتماعية وانتشار الشاشات والتطبيقات المختلفة بين المجموعات،  وكذلك  ابراز دور واهمية شبكات التواصل الاجتماعي في التأثير المباشر وتدعيم قيم المواطنة من وجهة نظر الشباب الجامعي العماني، كونها من المواضيع المهمة التي تؤثر في البناء الاجتماعي،  مما فرض على الاسر الابتعاد والتناغم مع هذا الواقع، بالاهتمام باستخدام التكنولوجيا في العلاقات الافتراضية داخل وبين الاسر مما سبب مشاكل وابتعاد اجتماعي بين الافراد داخل الأسرة  الواحدة.

أهداف البحث :

إن الهدف الرئيس لهذه الدراسة هو تحديد الدور الذي تؤديه شبكات التواصل الاجتماعي في ترسيخ قيم المواطنة وانعكاسه على الاسر حيث  يهدف البحث للتوقف امام النقاط التالية :

– ما دور شبكات التواصل الاجتماعي في ترسيخ قيم المواطنة وتوطيد دور الأسرة  العربية .

— أبرز شبكات التواصل الاجتماعي التي أسهمت في ترسيخ قيم المواطنة في المجتمع العربي.

-ابراز سطوة الوسائل الاجتماعية على الافراد.

-غياب التلاحم الأسري.

-ايجابيات وسلبيات الإعلام  الحديث وانعكاسه على الأسرة .

-تحول العلاقات الاجتماعية الى علاقات افتراضية في عالم افتراضي متعدد.

أسباب اختيار البحث:

يشكل البحث نقطة جديدة في عملية دراسة  مفهوم  المواطنة العالقة بين الفرد والدولة يدين بموجبها الفرد بالولاء لتلك الدولة مقابل قيام الدولة بتأمين الحماية له، وما تتضمنه هذه العلاقة من واجبات وحقوق تنص عليها القوانين  وكيفية انعكس  هذه العلاقة  على الأسرة  بظل سيطرة الإعلام  الجديد وتطبيقاته على حياة الافراد من خلال فك الارتباط الاجتماعي وتطور نظرية الابتعاد الاجتماعي.

التساؤلات:

-أين يكمن دور الإعلام  العربي في توطيد مفهوم المواطنة وجمع الاسرى العربية؟

– ما هو دور شبكات التواصل الاجتماعي في ترسيخ قيم المواطنة؟

-ما هو تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الاتصال الأسري ؟

– ما هو أثر الوسائط الجديدة للاتصال على تلاشي قيم التواصل الأسري وخصائص المجتمع التراحمي؟

 -ما هي السبل الكفيلة بتسهيل استعادة الأسرة  لدورها الرئيسي في التربية والتوجيه؟

 -كيف يمكن الاستفادة من الجوانب الإيجابية لوسائل الاتصال الجديدة؟

-ما هي الآليات التي يمكن من خلالها القضاء على الأمية التكنواتصالية  للآباء والأمهات لتسهيل عملية التوجيه على مستوى الأسرة ؟

فرضيات البحث:

 -تشكل شبكات التواصل الاجتماعي في ظل مفهوم المواطنة الرقمية محطات لتعميق القيمة المضافة للأفراد .والتي تختلف  بين المواطنة المحلية والقومية .

 – يمنع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي المفرط الامان الاجتماعي لأفراد الأسرة

-يصبح الفرد معزولا عن محيط الأسرة  باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي

– الامان والحياة لإفراد الأسرة  مرتبطة بعالم الافتراض بشكل كلي .

المنهج المستخدم في البحث:

إن المنهج المستخدم  في البحث هو المنهج  التحليلي الوصفي  الذي يربط المعلومات الوصفية بواقع دور الأسرة وتنمية وتعزيز روح المواطنة وعلاقتها مع تطبيقات التواصل الاجتماعي وتحليل انعكاساتها السلبية والايجابية على الأسرة  وتأثير الأفراد بهذه الوسائل .

تحتوي الدراسة على ثلاثة محاور :

أولا :الإعلام   العربي ودوره في المجتمعات :

الإعلام  أحد أهم وسائل الشعوب في الحصول على المعارف والمدركات، ومواكبة مختلف الأحداث والقضايا على الصعيدين المحلي والدول. بالإضافة إلى” قدرة الوسائل الإعلام ية على إبراز دورها التنويري في سبيل نهضة الوطن وتقدم المواطن، وصنع مجتمع متجانس ومستقر لذ يشدد د. مصطفى المصمودي على اهمية الإعلام  العربي الجديد الذي يرتكز  على توعية الراي العام المحلي والعالمي من خلال  المخزون التاريخ  العربي والاسلامي لهذه المنطقة   [1]” ، و تعزيز ثقافة المواطنة وغرس روح الانتماء ، وتعزيز الحس الوطني لدى أفراد المجتمع، والتشجيع على المشاركة في الحياة العامة عن طريق دعم قيمة الحوار في المجتمع “ودعم المشاركة الفاعلة للمواطنة سواء بالحرية في اتاحة المعلومات للجمهور أو منحهم حق الانتفاع بها، وكذلك توفير المساحة الكافية للمواطن الواعي للمساهمة في صنع القرار  في مجتمعه[2] “.

فان مهمة الإعلام  تكمن  في التعبير عن قضايا وهموم مختلف لشرائح المجتمع وتمثيل مصالحها، وصولاً إلى تكوين رأي عام مستنير من خلال الالتزام بمواثيق الشرف المهنية.

لذا لم تعد مهمة وسائل الاتصال نقل الأخبار والمعلومات فحسب، بل أصبحت أداة لتوجيه الأفراد والجماعات وتكوين مواقفهم والاجتماعية والسياسية والتأثير في الرأي العام والجماهير على افراد الاسر في المجتمعات كافة .

-دور الإعلام  العربي بالاستقرار الوطني:

اذن  اصبح الإعلام   العربي “قوة وطنية، تساهم في الاستقرار الوطني في الدول العربية والعالمية،  لكونه يساعد على تثقيف المواطن العربي  ونقل الصورة الحقيقية لحياته الجديدة وآماله المرتقبة[3]” . وكذلك “يعتبر  الإعلام   أداة لتقوية للمناعة الداخلية في الدول العربية [4]“، وتعزيز مكانة الأمة الوطنية بين الأمم في مختلف أرجاء العالم، وسلاح للوقاية والدفاع والهجوم. الوقاية من كل ما يمكن أن يهدد كيان هذه الأمة العربية من أخطار فكرية وأوبئة ثقافية، وسلاح هجوم يستخدم في والوقت اللازم ضد الأعداء في مختلف الحروب الإعلام ية والنفسية، لكن مع انتشار التكنولوجيا الجديدة في الوطن العربي  باتت مهمة الإعلام  الجديد طرح مسائل مهمة في علاقة التكنولوجيا بالأسر وانعكاسها على روح المواطنة بين الافراد  .

1-أهمية الإعلام  الجديد.

الإعلام  الجديد هو مصطلح حديث يتضاد مع الإعلام  التقليدي كون الإعلام  الجديد لم يعد فيه نخبة متحكمة أو قادة إعلاميين بل أصبح متاحا لجميع شرائح المجتمع وأفراده الدخول فيه واستخدامه، والاستفادة منه طالما تمكنوا وأجادوا أدواته.

إذن  لا يوجد تعريفا علميا محددا يحدد مفهوم الإعلام  الجديد بدقة إلا أن لهذا الإعلام  الجديد مرادفات عدة.

يطلق على الإعلام  الجديد العديد من المسميات والمصطلحات ومنها:

الإعلام  الرقمي، الإعلام  التفاعلي، إعلام المعلومات، إعلام الوسائط المتعددة، الإعلام  الشبكي الحي على خطوط الاتصال ( Online Media)، الإعلام  السيبروني ( Cyber Media)، والإعلام  التشعيبي . Hyper Media

تعريف الإعلام  الجديد

الإعلام  الجديد هو العملية الاتصالية الناتجة من اندماج ثلاثة عناصر:

  • الكمبيوتر و الهواتف الذكية .

 2- الشبكات  الالكترونية .

 3- الوسائط الالكترونية  المتعددة.

 

وسائل الإعلام  الجديد:

تعددت وسائل الإعلام  الجديد وأدواته، واخذت تزداد تنوعاً ونمواً وتداخلاً مع مرور الوقت، ومن هذه الوسائل يشير اليها  فهد بن عبدالرحمن الشميمري في كتابه : ” بان المحطات التلفزيونية التفاعلية، والكابل الرقمي، والصحافة الإلكترونية، ومنتديات الحوار، والمدونات، والمواقع الشخصية والمؤسساتية والتجارية، ومواقع الشبكات الاجتماعية، ومقاطع الفيديو، والإذاعات الرقمية، وشبكات المجتمع الافتراضية، والمجموعات البريدية، وغيرها [5]” .

بالإضافة إلى” الهواتف الجوالة التي تنقل الإذاعات الرقمية، والبث التلفزيوني التفاعلي، ومواقع الانترنت، والموسيقى، ومقاطع الفيديو، والمتاجرة بالأسهم، والأحوال الجوية، وحركة الطيران، والخرائط الرقمية، ومجموعات الرسائل النصية والوسائط المتعددة”[6].

أنواع وسائل التواصل الاجتماعي :

نعيش اليوم في زمن مواقع التواصل الاجتماعي، إذ لا نجد هاتفا محمولا من دون التطبيقات التي تسمح بالتواصل عبر شبكة الانترنت. حتى إنّنا تمادينا وأصبحنا نقضي معظم أوقاتنا أمام شاشات هواتفنا، ووصل البعض منا إلى درجة الإدمان المتواصل لا يفارق استخدامه لحين النوم . هذا الأمر رتّب مخاطر عدّة على نمط الحياة تمثلت في انعدام الحياة الاجتماعية والتواصل الشفهي مع مَن حولنا. وعلى رغم الانتقادات التي تطال مواقع التواصل الاجتماعي، إلا ان لهذه الأخيرة فوائد كثيرة، ومساهَمة كبرى في العولمة. نستعرض وإياكم لائحة بأفضل وأشهر تطبيقات التواصل الاجتماعي والمواقع الأكثر استخداماً وفقاً لما نشره موقع “abcnewspoint” وهي:

1-فايسبوك

موقع “فايسبوك” هو الموقع الأشهر على الإطلاق. يسمح بنشر الصور والآراء، ومراسلة الأصدقاء.  حيث اقتصر هذا الموقع بدايةً على طلاب جامعة “هارفرد” الأميركية، وكان مارك زوكربيرغ، مبتكر “فايسبوك”، طالبًا فيها. ثمّ سرعان ما انتشر هذا الموقع في العالم كلّه.

“2-تويتر”

تويتر” هو ثاني أشهر موقع للتواصل الاجتماعي عالميا، يسمح لمستخدميه بكتابة “التغريدات” وقراءتها. إلّا أنّ هذه التغريدات قصيرة. أُطلِق الموقع عام 2006، ويضم حالياً حوالى 500 مليون مستخدم، ومنهم المشاهير والسياسيون الذين يستخدمونه لإبقاء متابعيهم على علمٍ بآخر أخبارهم ونشاطاتهم. هذا الموقع مسؤول عن إطلاق الهاشتاغ (#) وهو رمز للكلمات الأكثر تداولًا. قبل “تويتر” كان استخدام الهاشتاغ مقتصرا على الأرقام في الهواتف.

3- لينكدإن (LinkedIn)

لينكدإن هو ثالث أشهر موقع في العالم، موجه للمحترفين، إذ هو مخصّص لإيجاد فرص عمل. تأسس الموقع في كانون الأول من العام 2002، وأطلق رسميًّا في 5 أيار من العام 2003. يستخدم أكثر من 259 مليون شخص هذا الموقع من ما يقرب من 200 بلد مختلف حتى العام 2013، وهو متوافر بعشرين لغة.

4- بينتيريست (Pinterest)

يسمح بينتيريست لمستخدميه بتحديد صفحة أو موقع معيّن وتعليقه على لائحتهم. يستخدم هذا الموقع للتخزين والجمع والتبادل. والعناصر التي تُحفظ، يُطلق عليها اسم “بينز”، أي دبابيس. كما يسمح بينتيريست بمتابعة اهتمامات الأصدقاء وأفراد العائلة. في شباط 2013، كان عدد مستخدميه 48.7 مليون، وهو في تصاعد.

5-غوغل بلاس:

تملك شركة “غوغل” تطبيق “غوغل بلاس” الذي يتيح لمستخدميه إنشاء صفحة خاصة بهم تحتوي على صورتهم، ومعلومات شخصية، كالسيرة الذاتية. ويسمح للمستخدمين بتبادل الصور مع الأصدقاء أيضًا. كما يضمُّ زر “بلاس1” مشابهاً لزر “لايك” في موقع “فايسبوك”.

6-تمبلر

ابتكر ديفيد كارب موقع “تمبلر” عام 2006. ويمكن مستخدميه نشر ما يريدون من صور وفيديوات ونصوص على شكل مدوّنة قصيرة. كما يمكنهم تبادل الروابط مع باقي المستخدمين. ورمز الهاشتاغ (#) هو الطريقة المثلى التي تمكن المتتبعين من إيجاد ما نشره المستخدم. في الوقت الحالي، يضمّ تمبلر أكثر من 213 مليون مدوّن.

7-انستاغرام

يُستخدم “انستاغرام” لتبادل الصور والفيديوهات بواسطة الهاتف. ابتكره مايك كريغر وكيفن سيستروم، وأطلقاه قبل ست سنوات في تشرين الأول 2010. حالياً، يضم الموقع أكثر من 300 مليون مستخدم. ويمكن المستخدمين ربط حسابهم على “انستاغرام” بحساباتهم في مواقع أخرى كـ”فايسبوك” و”تويتر”، حتّى تُنشر الصورة في مختلف المواقع في الوقت نفسه. منذ إنشاء “انستاغرام”، انتشرت نَزْعات عدّة كالسلفي، ثروباك (Throwback)، هاشتاغ نشاطات نهاية الأسبوع.

8-في كي (VK)

موقع روسي يُستخدم في أوروبا أيضًا. وعلى الرغم من أنّه متوافر بعدة لغات، إلّا أنّ اللغة الروسية هي الأكثر شيوعًا فيه. يضم الموقع حاليًّا أكثر من 280 مليون شخص، ويُستخدم بشكلٍ أساسي بهدف المراسلة، وتبادل الرسائل، الصور، الفيديوهات، النصوص، الخرائط، الملفات… كما يمكن المستخدمين من نشر أخبار ومقالات من المجلات، وإبداء إعجابهم بها.

9- فليكر

يسمح لمستخدميه بنشر صور وفيديوهات، هذا الموقع استحوذت عليه شركة Yahoo عام 2005. وهو بات يضمّ أكثر من 87 مليون مستخدم حتى العام 2013. ويقدم الموقع ثلاثة أنواع من الحسابات: الأوّل مجاني مع مساحة محدّدة للتخزين، الثاني مجاني وبنفس المساحة لكن دون الإعلانات، الثالث يقدّم ضعف المساحة.

10-فاين (Vine)

تأسس الموقع في حزيران من العام 2012، ومنذ ذلك الحين يسمح لمستخدميه بتعديل وتسجيل وتحميل أفلام تتراوح مدتها من 5 إلى 6 ثوانٍ. ويمكن المستخدمين متابعة بعضهم وإعادة نشر ما نشره الآخرين. كذلك، بإمكانهم نشر الفيديو على كلٍ من “تويتر” و”فايسبوك” في الوقت نفسه

خصائص الإعلام  الجديد

يتميز الإعلام  الجديد بالعديد من الخصائص ومنها:

  • التفاعلية: حيث يتبادل القائم بالاتصال والمتلقي الأدوار، وتكون ممارسة الاتصال ثنائية الاتجاه وتبادلية، وليست في اتجاه أحادي، بل يكون هناك حوار بين الطرفين.
  • اللاتزامنية: وهي إمكانية التفاعل مع العملية الاتصالية في الوقت المناسب للفرد، سواءا كان مستقبلاً أو مرسلاً.
  • المشاركة والانتشار: يتيح الإعلام  الجديد لكل شخص يمتلك أدوات بسيطة أن يكون ناشراً يرسل رسالته إلى الآخرين.
  • الحركة والمرونة: حيث يمكن نقل الوسائل الجديدة بحيث تصاحب المتلقي والمرسل، مثل الحاسب المتنقل، وحاسب الانترنت، والهاتف الجوال، والأجهزة الكفية، بالاستفادة من الشبكات اللاسلكية.
  • الكونية:حيث أصبحت بيئة الاتصال بيئة عالمية، تتخطى حواجز الزمان والمكان والرقابة
  • اندماج الوسائط:في الإعلام  الجديد يتم استخدام كل وسائل الاتصال، مثل النصوص، والصوت، والصورة الثابتة، والصورة المتحركة، والرسوم البيانية ثنائية وثلاثية الأبعاد،….إلخ.
  • الانتباه والتركيز:نظراً لأن المتلقي في وسائل الإعلام  الجديد يقوم بعمل فاعل في اختيار المحتوى، والتفاعل معه، فإنه يتميز بدرجة عالية من الانتباه والتركيز، بخلاف التعرض لوسائل الإعلام  التقليدي الذي يكون عادةً سلبياً وسطحياً
  • التخزين والحفظ: حيث يسهل على المتلقي تخرين وحفظ الرسائل الاتصالية واسترجاعها، كجزء من قدرات وخصائص الوسيلة بذاتها.

بالطبع فان استخدام هذه التطبيقات من قبل افراد الاسر التي باتت  توجد حسابات  مختلفة لك فرد من افراد سوف يترك الاثار السلبية  على العلاقة التلاحمية التي تتمتم بها الاسر في علاقاتهم الحميمة الترابطية والاجتماعية والتي ستحد منها تدرجيا بسبب ارتباط الافراد بهذه  “التطبيقات مما سيادي الى عزل اجتماعي في داخل البيت بين الافراد[7] “.

شبكات التواصل الاجتماعي وتعزيز مفهوم المواطنة :

إن  دور شبكات التواصل الاجتماعي في صناعة المواطنة يرتبط بتأثيرها في تشكيل هوية الفرد  الوطنية، أكبر المتفاعلين من شبكات التواصل الاجتماعي ، في أبعادها الترويحية والفكرية والثقافية والتعليمية والتشريعية والتحفيزية، والتمكين وترسيخ مستويات عالية من الثقة في كفاءة الشباب وبناء قدراته، وما تطلبه المواطنة “من فكر واعٍ مدرك لمسؤولياته، وشعور بواجب التضحية والعمل من أجل الوطن، وترسيخ قناعات إيجابية، منطلقات تتيح للمواطنة[8] “،عبر توظيف هذه الفضاءات المفتوحة، فرص مواجهة حالات التشاؤم والاحباط والسلبية والنظرة الضيقة في ثقافة البعض، وحواراته وردأة الفعل التي تتخذ مواقف مغايرة ، خاصة عندما يكون الحديث عن مثل المواطنة الحقوق والواجبات والمسؤوليات.

تشكل  المواطنة بذلك إطار لاكتشاف اتجاهات الافراد وموطن القلق الذي يعانيه، لتضع مؤسسات الدولة يدها في مساعدته على تجاوزها، فهي بذلك دعوة صريحة للمؤسسات لقراءة جديدة لموقع المواطنة وتقييم متطلباتها، تتناول الحالة الراهنة والأبعاد المستقبلية المرتبطة بها، ومستوى الجاهزية المؤسسية في التعامل معها بفكر مستنير وبرامج عمل تحتوي الشباب وتوجيه طاقاتهم نحو تعميق ثقافة الابتكار والاختراع والموهبة، وبالتالي بناء المناخات الإعلام ية والتوعوية والتثقيفية الداعمة للشباب كتعزيز جودة التعليم وترقية أساليب التوعية والتثقيف وإيجاد حاضنات للشباب تستقطب أفكارهم وتتيح لهم فرص النقاش وإبداء الرأي وتمنحهم فرص الثقة في أنفسهم، والمرونة في التشريعات الداعمة لعمل الافراد.

دور شبكات التواصل في تعزيز المواطنة :

تأتي شبكات التواصل الاجتماعي في ظل “مفهوم المواطنة الرقمية كمحطات لتعميق القيمة المضافة لها في الدول لتحقيق غاياته وتنمية موارده وتوجيهها نحو تحقيق منافعه والترويج له وتحفيز أبنائه على المحافظة على منجزاته[9] “، والسمو بممارساتهم في ظل شعور الفرد المستخدم لها، بأنه يحمل رسالة المواطنة الداعية الى السلام والوئام والتعارف والحوار، ويمارس دوره الوطني في ظل التزام بالقواعد والأسس والاخلاقيات ومنهجيات الذوق، والحرص على مصداقية الكلمة ودقة المعلومة ساعيا نحو تقديم الأفضل، مدركا لحدود مسؤولياته، عارفا بما علية من واجبات وما له من حقوق وآلية الحصول عليها والطريقة المناسبة لإيصالها لمتخذي القرار والمؤسسات عبر هذه “الشبكات وفق منظومة القوانين والتشريعات، لتكون تعبيراته ووجهات نظره وتغريداته عبر التويتر والفيس بوك [10]“، وغيرها نابعة من فهم عميق لمسؤولياته الوطنية ، واستثمار لجانب الخصوصية والمرونة والتنوع في طريقة تناول المحتوى الوطني، على شكل كلمات وعبارات محددة مختصرة أو جمل مطولة، وعرض للتجارب والمبادرات والرسوم والأشكال والصور والفيديوهات عبر قنوات اليوتيوب وغيرها. هذا من شأنه أن يعزز من وقوفه في وجه من يحاول أن يقلل أو يشوّه صورة المنجز الوطني، بما يتيحه من شواهد حية ودلائل شاهدة على عظمة هذا المنجز وشموخه.

 مفهوم المواطنة :

قد يخطئ العديدون عندما يُعرّفون المواطنة على أنها حب الوطن، فهذا التعريف مرتبط بمصطلح آخر وهو الوطنيّة، في حين أن المواطنة تعرف على أنّها: “الصفة التي تُمنح للمواطن والتي تتحدد بموجبها عدة أمور منها” الحقوق، والواجبات “”.

ومن هنا فإن يمكن التشديد على  ان  للمواطنة خصوصيّة خاصة  لا توجد في  صفة أخرى، فهي تتضمن انتماء المواطن لوطنه النابع من حبه له، وخدمته له في كافة الأوقات والأحيان، واحترام المواطنين الآخرين الذين يعيشون معه على الأرض ذاتها، والذين يتقاسم وإياهم الغذاء، والشراب، والماضي، والحاضر، والمستقبل.

تشكل المواطنة علاقة محددة بالمواطنين ضمن القانون المعمول به في الدولة، “حيث تربط هذه العلاقة بين الدولة بكافة أركانها، وبين الإنسان الذي مُنح صفة مواطن. وقد فرّقت بعض الجهات بين مفهومي الجنسيّة والمواطنة، حيث إنّ الجنسية تعطي للمواطن حقوقاً إضافيّة؛ كحق حمايته وهو في الخارج من أي اعتداء، في حين لم تفرّق جهات أخرى بين هذين المفهومين[11]“.

فالمواطنة هي  من حق كل إنسان ترتبط بطبيعته و انتماءات عدة ، تأتي في مقدمتها الأرض التي تعد الموطن الأول والأخير. فالمواطنة قيمة متجذرة، وإرثاً يفتخر به، وسلوكاً يمارس عبر الأجيال والأزمنة.

والمواطنة من القضايا ذات الأبعاد السياسية والاجتماعية التي تعبر عن انتماء المواطن لوطنه وحبه له، وتدل على مستوى مشاركة وتفاعل أفراد المجتمع في الدفاع عن الوطن ومواجهة التحديات التي تعترضه، والمحافظة على مكتسباته. إلى جانب الوعي بالحقوق والواجبات المشتركة. كما أن كل المواطنين الذين يعيشون على أرض الدولة هم شركاء في الوطن ومعنين بالمواطنة من خلال العمل المشترك الذي يحقق المصلحة الخاصة والعامة.

المواطنة في التفكير العربي:

فالمواطنة بالمفهوم العربي مقرونا بالسعي الى المساواة والمطالبة بالعدل والانصاف وممارسة المشاركة السياسية بالنسبة لجميع من يحمل جنسية الدولة.

ومن هنا فإن الترجمة العربية لمصطلح Citizenship بالمواطنة “يمكن اعتبارها ترجمة مقبولة وموفقة حيث رأى فيها الباحثون والمفكرون العرب تأصيلا للمفهوم وتقريبا له من ذهن الانسان العربي, وربطه بفكرة الوطنية ذات الاهمية المركزية في العمل المشترك بين جميع المواطنين. ويتضح هذا الفهم الايجابي لمدلول المواطنة[12] “.

لقد تختلف المواطنة في عالمنا العربي بين التعريف المحلي بين دولة ودولة بحسب المكونات المذهبية والاثنية والقومية  التي تنظر اليها بطريقتها الخاصة .وتعرّف المواطنة بعدة تعريفات فهي مأخوذة في العربية من الوطن: وهو ” موطن الإنسان ومنزله”، ويقول ابن منظور عن المواطنة بانها” مصدر الفعل واطن بمعنى شارك في المكان إقامة ومولد[13] “.

كما أن المواطنة هي  تلك العلاقة بين الفرد والدولة كما يحددها قانون تلك الدولة وبما تضمنته تلك العلاقة من واجبات وحقوق متبادلة. وهي: الشعور بالانتماء والولاء للوطن وللقيادة السياسية التي هي مصدر الإشباع للحاجات الأساسية وحماية الذات من الأخطار المصيرية.

وفي ظل التعريفات السابقة يمكن القول أن المواطنة بحسب  ميشال مان بانها :”هي المشاركة والتكامل بين المواطن ووطنه من خلال التزامه بالمعتقدات والقيم والمبادئ الأخلاقية والأنظمة والقوانين، في علاقة تبادلية بالحقوق والواجبات وتفاعل إيجابي ما بين المواطن والمجتمع والدولة. ومما لاشك فيه أن جميع مؤسسات المجتمع منوطة بتعزيز مفهوم المواطنة لدى أفراد المجتمع[14]“.

 ووفقا لأهمية مضمون المواطنة  يمكن القول بان  الإعلام  يعد  من أحد أبرز مؤسسات التنشئة الاجتماعية، حيث يقوم بدور مهم ومؤثر في تشكيل منظومة القيم المجتمعية، لدرجة أن ما يقارب 70% من الصور التي يشكلها الفرد عن عالمه مستمدة من وسائل الإعلام ، دون إغفال الدور المهم الذي تقوم به الأسرة  والمؤسسات الدينية والتعليمية الذي يعكس نفسه على الاسرى وتركيبة افرادها الداخلية .

ثانيا – العلاقات الأسرية مع الإعلام  الجديد .

 لقد غيرت وسائل الاتصال الحديثة والطفرة التكنولوجية التي حدثت في السنوات الأخيرة، معالم كثيرة في حياتنا الاجتماعية والمهنية والثقافية والعائلية.

 فهذه التحولات التكنولوجية المتسارعة التي لم يستوعبها مجتمعنا ، بحسب عدد من الخبراء في مجال علوم التربية، وعلم النفس،  وعلم الاجتماع، وعلوم الإعلام  والاتصال، حيث بدأت بخلق مفاهيم مستحدثة في العلاقات الأسرية، كما أسهمت في إعادة تشكيل مفهوم الأسرة  بمعايير  جديدة “معولمة”، قد تبتعد نسبيا أو كليا في بعض الأحيان عن قيمنا العربية والإسلامية والأخلاقيات والسلوكيات التي يجب أن تسود في المجتمع، وتعتبر الأسرة  المؤسسة الاجتماعية الأولى ، والركيزة الأساسية التي يرتكز عليها المجتمع في تشكيل أبنائه لما لها من دور فريد في عملية التنشئة الاجتماعية والسياسية لأبنائها ، وباعتبارها المصدر الأول لإشباع حاجات الفرد النفسية ، والاجتماعية ، فهي المصدر الأول الذي يكتسب منه الفرد مشاعره الانتمائية بما تمنحه من حب ورعاية ومكانة وأمن في تعزيز المواطنة في المجتمعات العربية والعالمية والذي يلعب الإعلام  الدور الاساسي في توطيد هذه المفاهيم المجتمعية حيت بات الإعلام  الحديث يسيطر على كل الافراد .

الظواهر التي صاحبت الإعلام  الجديد:

يتميَّز الإعلام  الجديد عن الإعلام  التقليديّ بوسائله الحديثة والتقنية فالإعلام  الجديد” يعتمد على جهاز الحاسوب، والإنترنت، والهاتف المحمول، أو الجوّال[15]  “، بينما يعتمد الإعلام  التقليديّ على التلفاز، والصُّحف الورقيّة، والمذياع،  ولذلك يُطلَق على الإعلام  الجديد مجموعة من المُسمَّيات، هي: “الإعلام  الرقميّ، والإعلام  التفاعُليّ، وإعلام الوسائط المُتعدِّدة، والإعلام  التشعيبيّ، وغيرها”.

 أمّا عناصر الإعلام  الجديد، فهي: جهاز الحاسوب، وشبكة الإنترنت، والوسائط المُتعدِّدة، إذ إنّه يندمج  مع تلك العناصر،  لذا  يتمّ إنتاج عمليّة اتِّصال مُتطوَّرة ترتكز على الوسائل التي تُتيح خيارات مُتنوِّعة للعرض، والمشاركة، والتفاعُل اللحظيّ، وذلك من شأنه أن يُفسح المجال لتنوُّع أكبر في خدمات النقل، وتحرير الأخبار، مع إمكانيّات التفاعل الفوريّ بين المُرسل، والمُتلقِّي .

 تتَّخذ وسائل الإعلام  الجديد شكلاً تفاعُليّاً أكثر وضوحاً مع مرور الأيّام؛ لما تتمتَّع به من إمكانيّات في سهولة المُعالجة، والتعديل، والتخزين، وإمكانيّة الاسترجاع، أو البحث مُجدَّداً، فتتعدُّد هذه الإمكانيّات  في  وسائل الإعلام  الجديد، وهي:

 -المُدوَّنات  “”تُعتبَر المُدوَّنات من أقدم وسائل الإعلام  الجديد[16]  “، إلّا أنّها لا تزال تُواكب الوسائل الإعلام يّة المُستحدَثة مُؤخَّراً، حيث تتمّ من خلالها مشاركة المحتوى المقروء،  والمسموع، والمرئيّ، كما يمكن تصنيف ذلك المحتوى حسب فئات مُعيَّنة، وهي أيضاً بيئة تفاعُليّة بين المُهتمِّين بالمحتوى المنشور عليها .

 -تقنية الواقع الافتراضيّ : هذه التقنية صُمِّمت ، لمزيد من التفاعُل الحسّي الذي يشعر به المُتلقِّي عند عَرض المحتوى عليه، فمن خلال تقنيات سَمعيّة، وبصريّة مُتطوِّرة، يمكن التعبير عن  حدث ما، ليشعرَ المُتلقِّي وكأنّه جزء من الموقف، فهي تجربة تغمرُ المُستخدِمَ بتفاعُل أكبر عدد مُمكن من حواسّه، وخياله، وذهنه، بالإضافة إلى تقنية الرؤية الشاملة 360 درجة، وتُستخدَم هذه التقنيات في الفيديوهات، والألعاب، كما يُنظَر إليها على أنّها المستقبل الواعد في تطوُّر وسائل الإعلام  الجديد الذي ينقلها إلى مرحلة جديدة تُشكِّل تجربة مختلفة بكلّ مُستوياتها.

 –وسائل التواصُل الاجتماعيّ :تُعتبَر هذه الوسائل الأكثر شيوعاً، لما تتمتَّع به من خصائص تُتيح للمُستخدم المشاركة، والتفاعُل اللحظيّ مع ما يستجدّ من أحداث، وآراء، ومواقف في مَشهد يُمكِّن المُستخدِم من أن يكون المُرسِل، والمُتلقِّي  معا في الوقت ذاته ، وِفقاً للبُنية التفاعُليّة التي صُمِّمت على أساسها تلك المواقع.

 ولذلك يقضي المُستخدِم العادي لتلك المواقع قرابة اكثر من ساعة في تصفُّحها خلال اليوم الواحد، ومن المُحتمَل أن يرتبط مُستقبِل وسائل الإعلام  الجديد بشكل أوثق مع منصّات وسائل التواصُل الاجتماعيّ في تقصي ومعرفة الاخبار ، خاصّة إذا تمّ دَمْجها مع وسائل أخرى، كتقنية الواقع الافتراضيّ، أو ما يشبه ذلك.

 الصحافة  الإلكترونيّة: “تتشابه مع المُدوَّنات في طبيعة تكوينها  [17]“، وآليّة التفاعُل فيها، وشكل، ومضمون المحتوى المَعروض عليها، إلّا أنّ التركيز فيها يكون على الأخبار بأنواعها، وقد ساهم المُستخدِمون لشبكات التواصُل الاجتماعيّ في تفوُّقها على الصُّحف التقليديّة في انتشارها، ومدى الإقبال عليها، وكذلك في توجيه المُعلِنين إلى مُضاعَفة تركيزهم على الميدان الإلكترونيّ؛ بهدف الترويج لمُنتَجاتهم، الأمر الذي ساهم في انخفاض إيرادات الإعلانات في الصُّحف الورقيّة، وضاعفها في الصُّحف الإلكترونيّة، وهذا مُؤشِّر على تحوُّل اهتمامات الجمهور.

 ألعاب الفيديو: تلك الوسيلة التي يُنظَر إليها على أنّها مُصمَّمة؛ للمرح، والتسلية، هي بشكلٍ، أو بآخر عامل مُؤثِّر، ومُؤسِّساً لثقافة إعلاميّة يوميّة تجعل المُستخدِمين ضمن عالم افتراضيّ، له سياساته، وثقافته، وأعرافه.

 الظواهر المُصاحبة لانتشار وسائل الإعلام الجديد أنتجت وسائل الإعلام الجديد عدداً من الظواهر المُنبثِقة عن مدى الإقبال الواسع على استخدام هذه الوسائل من مختلف فئات المجتمع، وشرائحه، ومن تلك الظواهر ما يلي:

 التقليل من احتكار المُؤسَّسات الكُبرى للخبر، ونشوء منابر جديدة، ومُتنوِّعة؛ للتعبير عن الرأي، فكلُّ إنسان بإمكانه أن يرسل، ويستقبل الأخبار، ويشارك في التعليق عليها أينما كان، وفي أيّ وقت، ودون أن تكون المُؤسَّسة الإعلام يّة، أو وكالات الأنباء بالضرورة جزءاً من تلك العمليّة، حيث أصبح الجمهور يتولّى جزءاً كبيراً من العمليّة الاتّصالية فيما بينهم، وهذا ما يُسمَّى (ظاهرة إعلام الجمهور للجمهور).

 ففي هذه التقنيات  يمكن  الإتاحة لغير المُتخصِّصين، لمُمارسة دور (المواطن الصحفيّ)، حيث ساهم ذلك في ظهور مضامين، وأشكال ثقافيّة، وإعلاميّة أكثر تنوُّعاً، وإبداعاً.  من حيث تسليط الضوء على قضايا لم تتناولها وسائل الإعلام  التقليديّة، فالأمر الذي يزيد من الضغط على الوسائل التقليديّة، وقد يُؤثِّر في سياساتها التحريريّة.

  ومن هنا نرى بان شبكات التواصُل الاجتماعيّ تشكيل لمُجتمعات افتراضيّة تجمعهم قضاياهم، واهتماماتهم، وحواراتهم، دون قيود المكان، والزمان، والهويّة، والانتماء، وذلك يُؤسِّس لتشكيل بيئة تفاعُليّة مَرِنة، وسريعة التفعيل، بأقلّ قَدر من المُحدِّدات المُعيقة. إظهار موضوع الإعلام  المُتخصِّص؛ حيث تتكوَّن ظاهرة تفتيت الجماهير من جماهير عريضة، إلى جماهير فئويّة صغيرة، تجمعها منصّة واحدة، ضمن إطار مُحدَّد، وخطاب إعلاميّ يُراعي تلك الفئات، ويستهدفها.

 ولابد من القول بان أدوار وسائل الإعلام  وتأثيرها على شخصية الفرد والمجتمع تتباين من  تفاعُلات المجتمع مع ما يتعرَّض له بمتابعته لوسائل الإعلام  المُتنوِّعة، إلّا أنّ حصول التأثير في الجمهور يكاد يكون حتميّاً باختلاف نسبته، ومظاهره، علماً بأنّ ممّا ينبغي على وسائل الإعلام  اليوم هو بناء الثقة مع المتلقي ، والمُحافظة على علاقاتها  مع الجمهور، بحيث يكون المُحتوى المُقدَّم للجماهير مُرتبِطاً بالتنمية الحقيقيّة  المفيدة لهم، بمُختلف أشكالها.

لذلك نرى بان  الإعلام   هو عنصر مُؤثِّر في الحرب، والسلم، والتعليم، والبطالة، ومَحو الأُمّية، والطبقيّة، ونَبذ العُنصريّة؛ ولذلك كلّه يجب على صُنّاع المضامين الإعلام يّة أن يرضوا بأن يكونوا مسؤولين ذاتيّاً، وأخلاقيّاً عن كلِّ ما يُقدِّمونه للمجتمع.

 لأنّ قرارات، وآراء الناس تعتمدُ بشكل ما على ما يَرِدها من معلومات، وحقائق عَبر وسائل التواصُل، والإعلام، فبالإمكان تغييب بعض الحقائق، أو إطالة أَمَد النِّزاعات، أو حَلِّها؛ ولذلك يمكن التصدّي لتلك الحملات الإعلاميّة غير المُنصِفة من خلال وَعي المجتمع، واطِّلاعه، وتثقيف شبابه، وتفعيل أدوارهم بالمجتمع.

  وفي المقابل يمكن الوقوف امام منافع وسائل الإعلام  والتواصُل حيث يمكن مواجهة الضرر المُحتمَل الناتج عن الاستخدام السلبيّ لوسائل الإعلام ، والتواصُل عن طريق منافسته بالاستخدام الإيجابي النافع لها ، حيث إنّ هناك العديد من الفوائد التي تُمكِّن الشباب، واليافعين من استثمار الإنترنت بما يعود عليهم بالارتقاء، ومنها ما يلي:

 -يتيح الإنترنت عالَماً مفتوحاً لمُستخدِميه، لان البحث في الإنترنت يُوفِّر الوقت، والجُهد، حيث يوفِّر مصادر تكاد تكون غير محدودة، ويُقدِّم إجابات مُتنوِّعة تتعلَّق بالمسائل المُعقَّدة، الأمر الذي يُؤدّي إلى تنمية الموهبة، والمقدرة على استخدام الإنترنت، مع العِلم بأنّ المدارس، والجامعات، تُدرك أهمّية تفعيل هذا الدور، وتُؤسِّس، لبناء تفاعُل مُنضبِط، وواعٍ في استخدام الطلبة للإنترنت، ووسائل التواصُل الحديثة.

-تُعطي المواقع، والبرامج فُرصاً حقيقيّة للتعلُّم عن بُعد، وتُمكِّن الطالب من تحقيق المُتعة، والفائدة، وذلك باستخدام الوسائل التوضيحيّة، والرسوم المُتحرِّكة، والمُسابقات، وحتى ألعاب الفيديو التي منها ما هو مُصمَّم؛ لأهداف تعليميّة، وهي بوّابة؛ لتنمية المهارات، وصَقل المواهب.

والجدير بالذكر أنّ الرابح هو مَن يستثمرُ هذه الموارد أوّلاً، ولا يقبلُ بتضييع وقته بما لا ينفعُه، ويهتمُّ بتحقيق إنجازات ترفعُ من مُستواه، وتُقرِّبه من طموحاته أكثر من خلال التالي:

1– كسر احتكار المؤسسات الإعلام ية الكبرى.

2-إن ظهور طبقة جديدة من الإعلاميين، وأحياناً من غير المتخصصين في الإعلام ، إلا أنهم أصبحوا محترفين في استخدام تطبيقات الإعلام  الجديد، بما يتفوقون فيه على أهل الاختصاص الأصليين.

3-ان ظهور منابر جديدة للحوار، فقد أصبح باستطاعة أي فرد في المجتمع أن يرسل ويستقبل ويتفاعل ويعقّب ويستفسر ويعلّق بكل حرية، وبسرعة فائقة.

4- ان ظهور إعلام الجمهور إلى الجمهور.

5-ان ظهور مضامين ثقافية وإعلامية جديدة.

6-  ان المشاركة في وضع الأجندة:  يساهم في انجاح الإعلام  الجديد أحياناً وتسليط الضوء بكثافة على قضايا مسكوت عنها في وسائل الإعلام  التقليدية، مما يجعل هذه القضايا المهمة هاجساً للمجتمع، للتفكير فيها ومناقشتها ومعالجتها.

7-نشوء ظاهرة المجتمع الافتراضي والشبكات الاجتماعية: هي مجموعة من الأشخاص يتحاورون ويتخاطبون باستخدام وسائل الإعلام  الجديد، لأغراض مهنية أو ثقافية أو اجتماعية أو تربوية، وفي هذا المجتمع تتميز العلاقات بأنها لا تكون بالضرورة متزامنة، والأعضاء لا يحضرون في نفس المكان، والتواصل يتم دون الحضور، وقد يكون المجتمع الافتراضي أكثر قوة وفعالية من المجتمع الحقيقي، وذلك لأنه يتكون بسرعة، وينتشر عبر المكان، ويحقق أهدافه بأقل قدر من القيود والمحددات.

8- تفتيت الجماهير: مع التعدد الهائل والتنوع الكبير الذي لم يسبق له مثيل في التاريخ فقد بدأ الجمهور يتفتت إلى مجموعات صغيرة، بدلاً من حالة الجماهير العريضة لوسائل الإعلام  التقليدية، وهكذا انتقل الإعلام  إلى مرحلة الإعلام  الفئوي والإعلام  المتخصص.

ثالثا: تغير النمط العائلي الاجتماعي وارتباطها بالتكنولوجيا الجديدة.

اذا كان الإعلام  الجديد يعرَّف على إنه المواقع الإلكترونية التي أسست لتمكين الأشخاص من التعبير عن أنفسهم ومشاركة أفكارهم وتجاربهم وثقافتهم مع من حولهم، فهي تربط بين الأشخاص ذو نفس الاهتمامات، ويُمكن الحديث على أن مواقع التِّواصل الاجتماعيِّ هي عبارة عن مجتمعات افتراضيِّة تمكن مستخدميها من مشاركة الأفكار والاهتمامات وعمل علاقات جديدة .

التواصل الأسري :

ينشأ التواصل الأسري بين طرفين الزوجين وأطراف الأطفال ويعني حالة التوحد بين أفراد الأسرة  والتفاعل الكامل بينهم وتبادل الخبرات مع بعضهم البعض وتصبح لغة واحدة ومفاهيم ومشاعر مشتركة.

يتعلم الأطفال من آبائهم سلوكًا اجتماعيًا جيدًا لتحقيق الصحة النفسية لهم وهم متفوقون من خلال التوجيه والنصيحة والمثال الجيد دون تهديد العقاب لتربية الأطفال الطيبين والمثاليين في المجتمع.

أهمية التواصل الأسري:

تنعكس اهمية التواصل الأسري على نفسية كل فرد داخل الأسرة  ويتضح ذلك في سلوك كل واحد منهم فالتواصل يخلق حالة من الفهم المتبادل بين أفراد يعمل كما إنه يساعد على التالي :

– نشأة الأبناء نشأة سوية صالحة بعيدة عن الانحراف الخلقي والسلوكي.

– يبني جسور من التفاعل بين الطفل والأبوين مما يساعد الآباء على فهم احتياجات أطفالهم

– يعزز الثقة بين كل فرد من أفراد الأسرة  مما يجعلهم أكثر قدرة على تحقيق طموحاتهم وآمالهم.

– يعمل على التخفيف من مشاعر الكبت عند الأبناء.

-ينشأ أسرة قادرة على احترام مشاعر بعضهم البعض وخلق حالة من الود والمحبة بينهم

-التواصل الأسري هو من أهم مقومات المجتمع السليم فهو عمود بنائه لينتج مجتمع سليم سوي وعلي النقيض تمام في التفكك الأسري نتيجة الإعلام  الجديد له عدة مساوئ تؤثر على نشأة الأسرة  وتؤثر علي تجمع ووحدة أفرادها كما تؤثر لكل فرد فيها.

ولهذا نرى وسائل الإعلام  دور هام في تثقيف الأفراد وتجاوز تأثير اختلاف الثقافات الفرعية التي ينتمون إليها، كما يسهم في تطوير بعض من  أفكار ومفاهيم لتوفير بؤرة ثقافية مشتركة يمكنها أن تساهم في ضبط سلوكيات الأفراد وتوجيهها نحو تحقيق أهداف المجتمع التنموية في المجالين الاجتماعي والاقتصادي معاً.

تكنولوجيا وسائل الإعلام  الجديدة في الأسرة :

سابقا في داخل الأسرة، كانت هناك عملية يشار إليها باسم “التدجين  ، اما اليوم  بظل استخدام التكنولوجيا ووسائطها المختلفة  فان مفهوم التدجين يشير في المقام الأول إلى التكنولوجيات المحلية التي تساعد على إدارة الأسرة  المعيشية في الحياة اليومية ويغير الثقافة الأسرية وأنماط التفاعل، ومع ذلك ، يمكن ربط ذلك بإدخال تقنيات الإعلام  الجديدة إلى الأسرة .

بمعنى  الأسر التي تتمتع بإمكانية الوصول إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تختلف عن تلك التي لا تمتلكها ، وليس فقط في الوصول إلى التكنولوجيا ولكن في الديناميكيات العائلية كذلك،  وبحسب د. مي عبدالله استاذة مادة الاتصال والتوال في كلية الإعلام  في الجامعة اللبنانية التي تقول بان ” التقنيات الإعلامية الجديدة أصبحت جزءا لا يتجزأ من الروتين اليومي المحلي للأفراد ، بمعنى  انها اصبحت جزءا لا يتجزأ من الحياة المعاصرة[18] “. نظام الحياة اليومية لكل الاسر .

الأسرة  : تجمع كثير من الدراسات العربية والأجنبية ، النظرية والتطبيقية ، على أن الأسرة  هي أحد مصادر التنشئة الاجتماعية وأهمها . ويتفق كثير من علماء الاجتماع والإعلام  على أن الوالدين هما خط الدفاع الأول أمام موجات التغيير الاجتماعي الذي تقوده في هذا العصر وسائل الإعلام  المختلفة .

الأسرة  العربية: تشكل الأسرة العربية تقليديا وحدة إنتاجية اقتصادية اجتماعية أساسية، تقترض في أعضائها التعاون معا والاعتماد على بعضهم البعض في جميع المجالات، وهذا ما يشير إليه مصطلح العائلة (المشتق من عال يعيل)بأنها علاقة الإعالة والاعتماد المتبادل. “وان كانت الأسرة  بدأت تتعرض لتغيرات شبه جذرية في العصر الحاضر من حيث تقسيم العمل والتخصص نتيجة لتوسع نظام الخدمات وسيطرة الدولة على مختلف مرافق الحياة واتساع نطاق الوظائف البيروقراطية[19]“.

وبتأمل واقع التعامل الأسري مع مخاطر الإعلام  المحلي أو الوافد يلحظ المتابع لهذا الواقع قصور الدور الأسري في هذه المواجهة .

فكلنا يرى دور الوالدين في حماية العائلة وتامين حياتها وتحصيل معايشة  كريمة من اجل تربية الناشئة وتحصينهم من موجات الإعلام  غير الهادف . وكثير من الأسر قد جلبت التقنية الإعلامية الى  البيوت وتركتها مشرعة الأبواب والنوافذ دون رقابة من الوالدين على ما ينبغي أن يشاهده أو لا يشاهده أفراد الأسرة  من البرامج الإعلامية .

 إن الكثير من الآباء والأمهات يتذمرون من البرامج السيئة ، وغير الأخلاقية وهم من يتحمل مسؤولية تعرض أبناءهم لهذه البرامج وتأثرهم بها دون أن يكون لهم دور  فاعل في المراقبة أو التوجيه .

ومن هنا نرى بان الإعلام  لم يدخل بيوتنا  عنوة ، ولم يقتحم غرف نومنا قسرا.  فالأهل هم من يتحملون المسؤولية الأولى فيما يطرأ على ثقافة الأبناء وأخلاقهم من تغير غير محمود في الوعي أو المعرفة أو السلوك ، أو اختلال في الفطرة النقية .

التكنولوجيا الحديثة والأسرة:

وبحسب ماهر عودة الذي يتوقف:”  أمام أثر تكييف تكنولوجيات الإعلام  الجديدة هذه على المجتمع المعاصر في عدد من الطرق المختلفة. ومع ذلك ، فإن أحد التعديلات الرئيسية هو تأثيره على العلاقات الشخصية اليومية[20] “. ويمكن أن يؤدي إدخال تقنيات جديدة مثل الإنترنت إلى المنزل إلى تغيير نوعية العلاقات الأسرية نتيجة للتوطين ، أصبحت التقنيات الرقمية والإعلام ية الجديدة مثل “ألعاب الفيديو وألعاب الكمبيوتر والإنترنت والبريد الإلكتروني جزءًا أساسيًا من حياة الأطفال اليومية في العالم الغربي ، يتم تعريف التكنولوجيا من قبل  Venkatesh    بكونها نظام سلوك استخدام الأدوات وأصبحت “جزءً ا من نسيج الحياة اليومية للأطفال الصغار([21]  “. ومن المدهش تماما كيف أصبحت تكنولوجيا الإعلام  الجديدة المغمورة في المجتمع الحديث.

لان تقنيات وسائل الإعلام  الجديدة باتت تسهيل التفاعل الاجتماعي وتتمتع التكنولوجيا داخل المنزل بالعديد من الفوائد للأسرة والعائلة وقد غيرت “معاني الوقت العائلي” خلقت تقنيات الإعلام  الجديدة آفاق جديدة للأفراد داخل الأسرة  من خلال “تعزيز أنماط مختلفة من التفاعل الاجتماعي ، والوصول إلى المعلومات ، وتخصيص الوقت” فإن الوصول إلى التكنولوجيا مثل الحواسيب الشخصية والحواسيب المحمولة “جعل الحدود بين وقت العمل ووقت الأسرة  أكثر نفاذا من أي وقت مضى. ونتيجة لذلك ، فإن الأفراد لديهم الفرصة للقيام بعملهم المدفوع في المنزل. وهذا بدوره يزيد من الوقت الذي يقضيه الجميع ، والتواصل والتفاعل الاجتماعي بين بعضهما البعض.

من ناحية أخرى ، يمكن أن يعني هذا أيضًا أن الأفراد بشكل عام والاسر العربية بشكل خاص  “يصرفون إلى عالم التكنولوجيا الانفرادي الذي يتطلب اهتمامهم الفردي وهذا يمكن أن يكون له تأثير سلبي على التفاعل الاجتماعي داخل الأسرة، فضلا عن تزويد الأفراد بفرصة “للنشاط المشترك داخل المنزل إذا كانت تقنيات الوسائط الجديدة تسهل أو تعرقل التفاعل الاجتماعي داخل الأسرة  هي النقطة المحورية في هذا التحقيق .

ويمكن اعتبار تكنولوجيات الوسائط الجديدة “داخلية” أو “خارجية بانها تقوم بممارسة  الوظائف الاجتماعية الداخلية لتسهيل “التفاعل الاجتماعي بين أفراد الأسرة ” بينما تعزز الوظائف الاجتماعية الخارجية “التفاعل مع الأشخاص غير الموجودين فعليًا في المنزل.

 فإن التكنولوجيات الإعلام ية الجديدة تغير الطريقة التي “يتعلم بها الناس ويستمتعون بها ، ويسهلون خصخصة الأنشطة الاجتماعية التي أجريت سابقا خارج المنزل على سبيل المثال ، يمكن للكمبيوتر مثلا اظهار  العديد من تقنيات الوسائط الجديدة الأخرى، مثل وحدات تحكم الألعاب والهواتف المحمولة زيادة التفاعل الاجتماعي بين الأفراد داخل المنزل.

ومن الطرق التي تؤثر بها التكنولوجيات الإعلام ية الجديدة بشكل إيجابي على التفاعل الاجتماعي ترجع إلى أنها تقلل الجهد المطلوب لأداء الأنشطة ذات الصلة بالمهام والعمل ، وبالتالي تتيح للأسر المشاركة في العديد من الأنشطة وبذلك ، يزداد وقت الفراغ الذي يتيح للأفراد المزيد من المرونة في كيفية إنفاق وقت فراغهم. وهذا بدوره يسمح “بالتحكم الإضافي في حياة الشخص” وبالتالي يمكن أن يزيد التفاعل الاجتماعي بالإضافة إلى ذلك ، يسهِّل الحاسوب التفاعل الاجتماعي داخل المنزل عندما يتعين على فرد واحد في الأسرة  ، في معظم الأحيان وخبير” أن يعلِّم طريقة أخرى لاستخدام هذه التكنولوجيا “في خلق تقاطع اجتماعي اسري.

فان   التغيير الاجتماعي من خلال  “العملية التي يحدث بها التغيير في بنية ووظيفة النظام الاجتماعي أحد التأثيرات الرئيسية التي كان لها آثر علي التفاعل الاجتماعي وعلى التواصل بين أفراد الأسرة  وبين الأفراد في الأسرة [22] “.

وهنا نرى بان  العصر الحالي حيث  أصبحت  فيه وسائل الإعلام  من مؤسسات التربية التي من غير الممكن ضبطها وتوجيهها ذلك لأن غالبية هذه الوسائل تنقل ثقافات من خارج المجتمع، كما يسعى عدد كبير منها لتحقيق أهداف ومصالح تجارية لأفراد ومؤسسات لا تعير اهتماماً لمختلف المعايير والقيم الأخلاقية التي تميز ليس فقط ثقافة المجتمع بل عناصر مشتركة في أديان وثقافات مختلف المجتمعات الإنسانية.

فهي لا تعزز القيم الأسرية، بل تظهرها وكأنها قيم سلبية وتربط الشباب بمفاهيم وقيم موجودة فقط في العالم الافتراضي، “كما تشجع الشباب على التقليد الأعمى خاصة عندما تقدم لهم نماذج من الأبطال الخارقين أو الافتراضيين وتجعل منهم أبطالاً حقيقيين[23]“.

من جهة أخرى، فقد اخترقت تلك الوسائل الخصوصية الأسرية إلى حد كبير، فهي تؤثر في علاقات الصداقات وتضيّع وقت الكثيرين. “فانكفاء الأبناء في البيت الواحد كل على جهازه وانعزاله عن أقرانه هو دليل على التأثير السلبي لتلك التقنيات. كما أن تلك الوسائل هي أداة لنشر الشائعات والأخبار المغلوطة التي غالباً ما يعاد تداولها[24] ”  .

يحاول البعض القول، بأن ما يحدث في عالمنا الحالي من اختراق التقنيات الحديثة للخصوصية الأسرية والعلاقات الاجتماعية هو تأثير لا بدّ منه في ظل الظروف الحالية التي يمر بها العالم. “فالعالم ككل قد أصبح يخضع لنفس الظروف، ويعيش تحت نفس التحديات، وبما أننا جزء من العالم، إذاً ما يحدث لنا هو شيء متوقع  [25]  “.

إن شريحة مجتمعية كبيرة مرتبطة كل الارتباط بتلك التقنيات التي أصبحت جزءاً مهماً من حياتنا ولا نستطيع العيش بدونها. فتلك التقنيات الحديثة بحسب الإعلام ية فاطمة الصايغ “قد أصبحت عصب الحياة خاصة مع انتقال الحكومات إلى الذكاء الاصطناعي وجعله محور حياتنا العملية والمهنية[26]” .

كما أشرنا، بان وسائل الإعلام  لقد تركت آثارا ايجابية (فيما لو كانت الجهات المشغّلة لها تقصد بناء الأسرة  المتينة) وكذلك لها آثار سلبية (فيما لو كانت تريد العكس).

 وهنا يمكن الاشارة إلى:( شكلي الأسرة ، الأسرة  النواة والأسرة  الممتدة). أما فيما يعني الأسرة  النواة يمكن الاشارة إلى أمرين:

الأول: العلاقة بين الزوجين:

– إن الاستغراق غير العادي بمتابعة وسائل الإعلام  المختلفة، يؤدي إلى انشغال كل من الزوج والزوجة بالبرامج التي يتابعانها، على القنوات المختلفة وهذا يؤدي إلى برودة العلاقة بينهما والابتعاد عن مناقشة الأمور الملحّة المطلوبة، والتفكير والتخطيط لصالح الأسرة .

– متابعة الأفلام والمسلسلات الغربية المختلفة تؤدي إلى استسهال الكثير من الأمور التي كانت تعتبر عيباً وحراماً، كاستسهال الخيانة الزوجية والوقوع في المحرمات أو المحاسبة بناءً على ما يرونه من برامج ومعروف الفرق الكبير بين القيم الغربية وقيمنا.

– بات واضحاً أن الإكثار من الجلوس على وسائط التواصل الاجتماعي، والحديث مع أناس غرباء، عبر الشبكة العنكبوتية قد يؤدي إلى إقامة علاقة عبرها وبالتالي قد يرى الرجل من المتواصل معها، ما لا يراه في الزوجة. وكذلك الزوجة وهذا يؤدي إلى البرودة في العلاقة الزوجية إن لم تصل إلى المشاكل.

– التواصل عبر الواتس اب من قبل الزوجين مع غرباء، قد يؤدي إلى إقامة علاقات مباشرة بعد أن تبدأ عبر الهاتف وهذا ما حصل عند بعض الأزواج مما أدى إلى الطلاق.

– الانشغال بوسائل الإعلام  يبعد الأهل عن الاهتمام بالأولاد, وهذا ما يدفعهم للتمرد باعتبار أن الوالدين لا يهتمان بهم ولا يتابعان قضاياهم. ومع وجود هذه الوسائل لديهم قد يتفلتون من مراقبة الأهل وهذا ما قد يؤدي إلى خراب ودمار العلاقة مع الأولاد.

الثاني: العلاقة بين الأبناء والأهل:

– إن متابعة وسائل الإعلام  من قبل الأبناء بعيداً عن أي رقابة، قد يؤدي إلى تغيير في القيم العائلية، التي كانت سائدة في مجتمعنا، وبالتالي قد يذهب الأولاد إلى العقوق.

– إن ابتعاد الأهل عن مراقبة الأبناء قد يؤدي إلى تواصل الأولاد مع جهات موجودة على الشبكة العنكبوتية، فيتورطون في مشاكل جنسية. خصوصاً الفتيات الصغار، كما يحصل مع بعض الإناث خصوصاً في المرحلتين الإعدادية والثانوية. وهذا ما يجلب المشاكل للأهل.

الأسرة  الممتدة من الواضح أن الانشغال بمتابعة وسائل الإعلام ، إذا ما أضيف إلى الانشغال بتأمين متطلبات الحياة، يزيد من التباعد بين الأقارب من الجد والجدة، أو العم والعمات والخال والخالات وأبنائهم. وذلك بحجة الانشغال وعدم وجود الوقت الكافي لذلك. وهذا يؤدي إلى قطع الرحم. بالإضافة إلى” ضعف العلاقات مع الآخرين. بالإضافة إلى الأفكار الغربية الدخيلة على ثقافتنا وآثارها على التماسك الأسري[27] “.

تأثير الإعلام  على علاقات الاسرى:

وهذه الآثار لوسائل الإعلام  قد تكون قصيرة الأمد وقد تكون طويلة، وقد تبدو ظاهرة أو تكون مستترة قد تظهر بعد فترة، وقد تكون دينية، نفسية، اجتماعية، سياسية، اقتصادية… وهذه الآثار بالعموم قد تكون إيجابية وقد تكون سلبية. وقد ركّزت الأبحاث التي عملت على تأثير رسائل الإعلام  على مجالات عديدة أهمها:

1- التغيير المعرفي: باعتبار أن المعرفة تشمل الاعتقادات الدينية والاجتماعية وغيرها. ولهذه الأمور تأثير مباشر على المواقف والسلوك  عند الأفراد والجماعات. وتعتبر من أخطر المسائل التي تعتمدها وسائل الإعلام  لو أرادت ذلك، لأن جذور التغيير المعرفي عميقة وإزالتها ليست بالأمر السهل، لأنها قد تنقل المجتمع من مكان إلى آخر لا يتناسب معه. وبالتالي عودته إلى ما كان عليه تصبح صعبة، والبقاء حيث وصلت أمر غير ممكن.

2- التغيير القيمي: تعتبر القيم والمعارف والعقائد من مرتكزات الهوية الثقافية والحضارية لأي مجتمع. وهذه المسائل كانت في السابق في عهدة المدارس والبيوت. أما اليوم أصبحت من مهام وسائل الإعلام  التي تؤثر أكثر من غيرها في عملية البناء أو الهدم وفي عملية الإعمار أو التخريب، واليوم من خلال الوسائل الإعلامية المختلفة ومع كون العالم بمثابة قرية واحدة بفعل العولمة، فإن هدم القيم الموجودة وبناء قيم جديدة في مجتمع ما (خصوصاً إن كان ضعيفاً لا مقومات له) أمر سهل من خلال الأفلام والمسلسلات وبرامج الكرتون للأطفال وقد تمر عبر مسائل فكاهية عابرة لا يلتفت إليها الناس وتترك أثراً على النفوس. وهكذا تصبح عملية التنشئة الاجتماعية اليوم بيد الوسائل الإعلامية ويضعف دور الأهل والمدرسة والبيئة الداخلية.

3- التغيير السلوكي: إن تغيير السلوك لا يعتمد على عامل واحد وإنما على عوامل متعددة. فقد يكون نتيجة تغيير معرفي، أو نتيجة تنشئة اجتماعية طويلة الأمد، أو تغيير في الموقف والاتجاه، أو نتيجة تأثير زمني محدد كالتأثر بالإعلانات في السلوك الشرائي وإتباع الموديلات المختلفة والمتغيرة في زمن قصير . ووسائل الإعلام هي من العوامل التي تعمل على تغيير السلوك، من خلال الترويج والجذب. كأن تكون الشخصيات الفنية أو الرياضية أو الاجتماعية، مثالاً للشباب اليوم أو للرجال والنساء.

4- التغيير الموقفي: يمكن القول أنه الأساس في عملية التغيير لأنه يقصد تغيير رؤية الإنسان لقضية ما، أو لشخص ما أو لدين ما، أو لقيمة ما، أو لسلوك ما بحيث يتم اللعب على المشاعر والأحاسيس. فيتعاطف الإنسان مع ما يريده المسيّر للوسائل الإعلام ية سياسياً وتربوياً واجتماعياً واقتصادياً… فيغيّر العدو والخصم من خلال التحريك الغرائزي وطمسه حقائق كان لها دور أساسي في مواقف الناس.

وباختصار يمكن القول إن لوسائل الإعلام  تأثيراً كبيراً على فهمنا للقضايا، ومواقفنا منها وحكمنا على الأشياء. بالإضافة إلى الاستثارة العاطفية من خلال استثارة مشاعر السخط، والتمرد والكراهية والولاء، من خلال التركيز على مشاهد العنف، وإثارة الغرائز كما أنها تعمل على تكريس واقع ما، من خلال تزكية وتمجيد أوضاع قائمة أو أفكار سائدة أو نماذج وشخصيات معينة.

الأمور المطلوبة للاستفادة من وسائل الإعلام  إيجاباً:

على المعنيين بالمجتمع “أن يلتفتوا إلى أن الدول الكبرى تعتمد على إضعاف المجتمعات العربية ليسقطوها ومن ثم ليمسكوا بها. كوسيلة احتلال جديدة، بعد زوال الاستعمار المباشر. وإحدى طرق الوصول إلى ذلك إضعاف الأسرة  العربية . لما من ذلك من تأثير على ضعف المجتمع لسهولة الإمساك به”[28]  .

-الإعلام  العربي يعمل بدوره على تعزيز المواطنة  وعلى توطيد الاستقرار والامن الاجتماعي من خلال خلق اجواء مستقرة للأسر والافراد  تؤمن اجواء الانفتاح للجميع وتساعد على تنمية الوعي المجتمعي .

– إن شبكات التواصل الاجتماعي ومن خلال ما تنشره عبر تطبيقاتها وبمختلف أنماطها قد عززت قيمة الأخوة بين المواطنين، وأكدت على اللحمة الوطنية بين أفراد المجتمع.

-إن شبكات وتطبيقات التواصل الاجتماعي تعمل على تعزيز وترسيخ معظم قيم المواطنة وفي مقدمتها الولاء للوطن والدفاع عنه وحق المشاركة السياسية والانتخاب،  لذلك كان لا بد من الالتفات إلى كل ما نحتاجه لذلك. ومن هذه الأمور :

1- دفع طلاب الدراسات العليا والمتخصصين لدراسة آثار هذه الوسائل على الأسرة . لأن هذا يساعد في إظهار نقاط الضعف ونقاط القوة. وبعدها يعمل على نقاط القوة، والتخفيف من نقاط الضعف.

2- العمل على بث الوعي حول أهمية ترابط الأسرة ، من خلال العمل على برامج مفيدة وجذابة في هذا الموضوع. وإلفات النظر إلى أن سلامة المجتمع للعيش براحة، لا يمكن تحقيقها إلا بحفظ الأسرة .

3- التفات الأهل إلى مراقبة ما يظهر على هذه الوسائل خصوصاً التلفزيون والشبكة العنكبوتية. وإلى أن ما يشاهدونه من برامج لا يمكن تطبيقه في مجتمعنا المحافظ والمتدين. وعدم السماح للأولاد بالبقاء لمشاهدة البرامج التي لا تتناسب مع أعمارهم.

4- إيجاد صفحات إيجابية جاذبة عن أهمية الأسرة  على الشبكة العنكبوتية.

5- إطلاق حملة لتحصيل الأحكام الشرعية حول أشكال التعاطي مع بعضهم، ومع أبنائهم.

6- القيام بكل ما يساعد على تحصين الأسرة  بعد تبيان مخاطر تفككها.

7- الإكثار من حسابات التواصل الاجتماعي المهتمة بالإرشاد الأسري. التي تدار من قبل أناس مختصين وأهل للثقة.

8- الإكثار من البرامج التلفزيونية والإذاعية المعنية بالأسرة ، وإنتاج الأفلام والمسلسلات الكوميدية وغيرها التي تؤدي إلى جذب المشاهدين إلى القنوات التي تدار من خلال جهات مأمونة خصوصاً القنوات التابعة لنا.

9- العمل على إيجاد وسائل ترفيه للكبار والصغار خصوصاً في ميدان الرياضة، والمسابقات الأدبية والاجتماعية الهادفة.

10- الإكثار من الندوات والمؤتمرات حول الأسرة ، وأهمية ترابطها.

11-ضرورة نشر الوعي بين أفراد المجتمع والتركيز في ذلك على فئة الشباب لأنهم هم اكثر فئة متأثرة بذلك وتوجيههم إلى الاستخدام العقلاني الأمثل لمثل تلك المواقع.

الخاتمة:

 لا ريب أن وسائل الإعلام  الجماهيرية باتت اليوم عاملاً مؤثراً في تشكيل الوعي ، وتوجيه القيم ، والتأثير على الأخلاق والسلوك . ووسائل الإعلام  العربية التجارية هي من يقوم بهذه الوظيفة بعيداً عن عين المراقبة أو المحاسبة . وبنزوع هذه الوسائل إلى المنحى الربحي في مضامينها وبرامجها أصبحت تمثل هاجساً للمسؤولين عن الأمن والأخلاق على حدٍّ سواء . وقضية مواجهتها ومحاولة الحد من تأثيرها على الأسرة  والمجتمع أكبر من أن تُحصر في نداءات موسمية ، أو دعوات ، دينية أو أخلاقية ، مؤقتة . وهي أكبر من أن تطرق طرقاً عارضاً ثم تخبو بعدها الأصوات أو النداءات .

من هنا نرى بان حصل تغيرا في جوهر العلاقات العامة داخل الأسرة ، وافرزت تفاعلات جديدة بينها ما أدى الى توسيع الفجوة بين جيلي الاباء والابناء، واصبح الفرد معزولا عن اسرته ومحيطه الاجتماعي، ما اثر سلبا على اليات الأسرة  والتنشئة الاجتماعية، وديناميكية التفاعل بين افرادها ،ففقد الابناء مهارات التواصل الايجابي مع الذات ومع الاخرين، ما اثر على التوافق النفسي والاجتماعي للأسرة.

  ومن يلازم إدراك أهميتها وتأثيرها الجهر دوماً بالحديث عنها ، واستمرار محاولات معالجتها ، بحسبانها قضية دينية، وأمنية ، وتربوية وأخلاقية سيكون لها الأثر البالغ في حياة الأسرة  والمجتمع غداً ومستقبلاً .

في النهاية لا يزال الإعلام  العربي بعيدا عن مواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة التي نشأت بظل الثورة الاتصالية وسيطرت الشبكة العنكبوتية في تامين اجواء الاستقرار الاجتماعي والامني والمعلوماتي التي تساعد على تنمية مفاهيم المواطنة في داخل المجتمعات العربية وتعزيز دور الأسرة  في التنشئة والتربية الوطنية بظل مفاهيم العولمة الاقتصادية والاتصالية والمعلوماتية .

 

قائمة المصادر  والمراجع :

الكتب العربية :

 -إبراهيم ناصر، المواطنة، مكتبة الرائد العلمية، عمان،2003.

 – ابن منظور،  لسان العرب ، دار إحياء التراث العربي، ط2 ،  بيروت ، 1993، ج41 .

-احمد محمد احمد واخرون، التربية والأسرة  ومؤسسات التنشئة الاجتماعية ،دار الصفاء للنشر والتوزيع عمان، 2013.

– الصادق رابح، الإعلام  والتكنلوجيا الحديثة، دار الكتاب الجامعي، 2004 .

– السيد بخيت، الانترنت وسيلة اتصال جديدة ، الجوانب الإعلام يـة والصـحفية والتعليميـة والقانونية، العين،  دار الكتاب الجامعي، 2004 .

– خالد محمد غازي، الصحافة الإلكترونية العربية الالتزام و الانفلات في الخطاب والطرح الكاتب ، وكالة الصحافة العربية ناشرون ، مصر 2016.

–  رضوان السيد الصراع على الإسلام الأصولية والإصلاح والسياسات الدولية ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، 2005  .

-عباس مصطفى صادق، الإعلام  الجديد،  المفاهيم والوسائل والتطبيقات، دار الشروق، عمان،2008 .

–عبد الرزاق محمد، ضغوطات الحاضر وتحديات المستقبل، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، 2011.

-علي عبد الفتاح، الإعلام  والتنشئة الاجتماعية ،دار الايام للنشر والتوزيع عمان 2015.

– مجدي محمود، قواعد القوة في الفكر السياسي المعاصر، دار الفاء للطباعة والنشر، الإسكندرية، 2016.

– ميشل مان،  موسوعة العلوم الاجتماعية ، ترجمة  عادل الهواري وسعد مصلوح ، مكتبة الفالح – الكويت  ، 1984  .

-مي عبدالله، نظريات الاتصال، دار النهضة العربية، بيروت، 2006.

– مصطفى المصمودي ،النظام الإعلام ي الجديد، عالم العرفة الكويت  عدد 94، 1985.

– ماهر عودة الشمالية واخرون، تكنولوجيا الإعلام  والاتصال ،دار الاعصار العلمي للنشر والتوزيع، ط1، عمان، 2015.

المراجع الاجنبية :

Venkatesh  A, Computers and other Interactive Technologies for the home, Communications of the ACM, Vol. 39,No .12,pp.47_54.

– Hiebert, Ray Eldon , Ungurait, Donald F, & Bohn , Thomas W. (1985) . Mass Media : An Introduction to Modern Communication . Longman,      New York , PP.

المجلات العربية :

-على الكواري، مفهوم المواطنة في الدولة القومية ،مجلة المستقبل العربي – مركز دراسات الوحدة العربية السنة 23،   العدد 264، 2001.

 المجلات الالكترونية :

–أحمد جميل حمودي ،الأسرة  العربية والتنشئة الاجتماعية، صحيفة الحوار  المتمدن الالكترونية  العدد: 2327 ،  29  حزيران 2008  / http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=139297&r=0

-محمد الشمري تأثير الإعلام  الجديد على الأمن الأسري، المجلة الالكترونية المتعددة الاختصاصات ،    العدد 16( 2) 2018. https://www.eimj.org/uplode/images/photo

-ندوة ،” وسائل الإعلام  في المملكة العربية السعودية ودورها في تنمية الهوية الوطنية المستدامة للمواطن والمجتمع ” ، ديسمبر 10, 2019 من مداخلة  الدكتور سعد بن سعود بن محمد آل سعود عميد كلية الإعلام  والاتصال في جامعة الإمام محمد بن سعود

 . https://sa-affairs.com/2019/12/%D9%86%D8%AF%D9%88%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D9%84%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/

الجرائد اليومية :

– عامر العورتاني، اثر وسائل التواصل الاجتماعي في التنشئة الأسرية، صحيفة الراي الاردنية 27تشرين الاول،2019.

– علي خليفة الكواري، مفهوم المواطنة في الدول الديمقراطية ، صحيفة البيان الاماراتية، 26 اغسطس 2000.

 – فاطمة الصايغ، وسائل التواصل والعلاقات الأسرية،  صحيفة البيان الاماراتية، 14 ابريل –نيسان،2019.

-محمد بن سعيد الفطيسي ، دور وسائل الإعلام  فـي تشكيل صورة الدولة، صحيفة الوطن العمانية ، 12 يوليو 2020.

– فهد بن عبدالرحمن الشميمري، التربية الإعلام ية كيف نـتعامل مع العالم ، الرياض ، 2010.

– سيليا دولافارين ، التكنولوجيا الرقمية في مواجهة وسائل الإعلام  التقليدية ، صحيفة الشرق الاوسط اللندنية،  العدد ، 14838، 14 يوليو 2019 .

[1] – مصطفى المصمودي ،النظام الإعلامي الجديد، عالم العرفة الكويت  عدد 94، 1985، ص 264.

[2] – ندوة ،” وسائل الإعلام في المملكة العربية السعودية ودورها في تنمية الهوية الوطنية المستدامة للمواطن والمجتمع ” ، ديسمبر 10, 2019 من مداخلة  الدكتور سعد بن سعود بن محمد آل سعود عميد كلية الإعلام والاتصال في جامعة الإمام محمد بن سعود . https://sa-affairs.com/2019/12/%D9%86%D8%AF%D9%88%D8%A9-%D9%88%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%85%D9%84%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/

[3] – مجدي محمود، قواعد القوة في الفكر السياسي المعاصر، دار الفاء للطباعة والنشر، الإسكندرية، 2016، ص 715 .

[4] – محمد بن سعيد الفطيسي ، دور وسائل الإعلام فـي تشكيل صورة الدولة، صحيفة الوطن العمانية ، 12 يوليو 2020.

[5] – فهد بن عبدالرحمن الشيمري، التربية الاعلامية كيف نـتعامل مع العالم ، الرياض ، 2010،ص 346.

[6] –  سيليا دولافارين ، التكنولوجيا الرقمية في مواجهة وسائل الإعلام التقليدية ، صحيفة الشرق الاوسط اللندنية،  العدد ، 14838، 14 يوليو 2019 .

[7] – عباس مصطفى صادق، الإعلام الجديد،  المفاهيم والوسائل والتطبيقات، دار الشروق، عمان،2008 ، ص  216.

[8] – إبراهيم ناصر، المواطنة، مكتبة الرائد العلمية، عمان،2003،ص40.

[9] -د. الصادق رابح، الإعلام والتكنلوجيا الحديثة، دار الكتاب الجامعي، 2004 ،ص64 – 65.

[10] – السيد بخيت، الانترنت وسيلة اتصال جديدة ، الجوانب الإعلاميـة والصـحفية والتعليميـة والقانونية، العين،  دار الكتاب الجامعي، 2004 ،ص50.

[11] – على الكواري، مفهوم المواطنة في الدولة القومية ،مجلة المستقبل العربي – مركز دراسات الوحدة العربية السنة 23،   العدد 264، 2001،ص،123.

[12] – علي خليفة الكواري، مفهوم المواطنة في الدول الديمقراطية ، صحيفة البيان الاماراتية، 26 اغسطس 2000.

[13] – ابن منظور،  لسان العرب ، دار إحياء التراث العربي، ط2 ،  بيروت ، 1993، ج41 ، ص 338.

[14] – ميشل مان،  موسوعة العلوم الاجتماعية ، ترجمة  عادل الهواري وسعد مصلوح ، مكتبة الفالح – الكويت  ، 1984  ص 444

[15] – خالد محمد غازي، الصحافة الإلكترونية العربية الالتزام و الانفلات في الخطاب والطرح الكاتب ، وكالة الصحافة العربية ناشرون ، مصر 2016،ص 67-68.

[16] – عبد الرزاق محمد، ضغوطات الحاضر وتحديات المستقبل، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، 2011، ص263.

[17] –عبد الرزاق محمد، مرجع سابق ،ص52.

[18] – مي عبدالله، نظريات الاتصال، دار النهضة العربية، بيروت، 2006،ص 23.

[19] – أحمد جميل حمودي ،الأسرة العربية والتنشئة الاجتماعية، صحيفة الحوار  المتمدن الالكترونية  العدد: 2327 ،  29  حزيران 2008  / http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=139297&r=0

[20] – ماهر عودة الشمالية واخرون، تكنولوجيا الاعلام والاتصال ،دار الاعصار العلمي للنشر والتوزيع، ط1، عمان، 2015،ص 83.

[21] Venkatesh, A, Computers and other Interactive Technologies for the home, Communications of the ACM, Vol. 39,No .12,pp.47_54.

[22] – محمد الشمري تأثير الإعلام الجديد على الأمن الأسري، المجلة الالكترونية المتعددة الاختصاصات ،    العدد 16( 2) 2018. https://www.eimj.org/uplode/images/photo

[23] علي عبد الفتاح، الاعلام والتنشئة الاجتماعية ،دار الايام للنشر والتوزيع عمان 2015،ص 13.

[24] – احمد محمد احمد واخرون، التربية والاسرة ومؤسسات التنشئة الاجتماعية ،دار الصفاء للتشر والتوزيع عمان، 2013،ص 51.

[25] – Hiebert, Ray Eldon , Ungurait, Donald F, & Bohn , Thomas W. (1985) . Mass Media : An Introduction to Modern Communication . Longman,      New York , PP. 245-252

[26] – فاطمة الصايغ، وسائل التواصل والعلاقات الأسرية،  صحيفة البيان الاماراتية، 14 ابريل –نيسان،2019.

[27] – عامر العورتاني، اثر وسائل التواصل الاجتماعي في التنشئة الاسرية، صحيفة الراي الاردنية 27تشرين الاول،2019.

[28] – رضوان السيد الصراع على الإسلام الأصولية والإصلاح والسياسات الدولية ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، 2005  ص،  233 .

Continue Reading

Previous: وسائل الاعلام الإلكترونية ودورها في ترسيخ قيم المواطنة الاجتماعية وفق رؤية مجتمعية
Next: السودان وتحقيق الأمن الغذائي العربي – الواقع والتحديات Sudan and Achieving Arab Food Security – Reality and Challenges

مقالات في نفس التصنيف

برنامج مؤتمر الصحة النفسية وجودة الحياة 11 و12 أكتوبر 2025

برنامج مؤتمر الصحة النفسية وجودة الحياة 11 و12 أكتوبر 2025

2025-10-06
صدور كتاب أعمال الملتقى الدولي حول الغذاء المستدام في ظل تطور الصناعة الغذائية
1 min read

صدور كتاب أعمال الملتقى الدولي حول الغذاء المستدام في ظل تطور الصناعة الغذائية

2025-09-23
Le rôle de l’Education dans le Développement Humain
1 min read

Le rôle de l’Education dans le Développement Humain

2025-06-23

  • JiL Center on UNSCIN
  • JiL Center Journals
  • JiL Center on Research Gate
  • JiL Center on Youtube
  • JiL Center on Find Glocal
  • Follow us on Facebook

    Visitors

    Today Today 1,219
    Yesterday Yesterday 2,503
    This Week This Week 10,141
    This Month This Month 38,932
    All Days All Days 20,818,386
     

    تصنيفات

    الأرشيف

    من الأرشيف

    • مؤتمر  حقوق الإنسان في ظل التغيرات العربية الراهنة | أبريل 2013
      مؤتمر حقوق الإنسان في ظل التغيرات العربية الراهنة | أبريل 201317/01/20140JiL

      نظم  مركز جيل البحث العلمي بالتعاون  مع كلية القانون بجامعة   بسكرة  وورقلة الجزائر مؤتمرا ...

    • مؤتمر الحق في بيئة سليمة | ديسمبر 2013
      مؤتمر الحق في بيئة سليمة | ديسمبر 201322/01/20140JiL

      ...

    • مؤتمر العولمة ومناهج البحث العلمي | أبريل 2014
      مؤتمر العولمة ومناهج البحث العلمي | أبريل 201403/05/20140JiL

      تحت رعاية وزارة العدل اللبنانية وبحضور ممثلين عن مديرية قوى الأمن الداخلي اللبناني وسماحة مفتي ...

    JiL Scientific Research Center @ Algiers| Copyright © All rights reserved | MoreNews by AF themes.

    Cancel