
مقال نشر بالعدد الثالث من مجلة جيل الدراسات الأدبية والفكرية ص 115 من إعداد أ. قرفة زينة وأ. رحماني زهر الدين / جامعة محمد البشير الإبراهيمي- برج بوعريريج – الجزائر
للاطلاع على كل العدد يرجى الضغط على غلاف المجلة:

الملخص:
من الجماليات الفنية في الشعر العربي استعمال مصطلحات العلوم في تشكيل الصورة الشعرية، كمصطلحات التفسير والحديث والمنطق والفلك والعروض والنحو والصرف، وذلك أننا وجدنا أشعارًا منذ بداية القرن الثالث الهجري يمثل المصطلح النحوي فيها مفتاحاً لفهم فكرة الشاعر وصورته الشعرية، ذلك لأن لغة الشاعر تحكمها علاقات وروابط وأواصر عامّة ألفها الناس، وسكنوا إليها؛ لأن مهمة الشاعر هي إقامة علاقات جديدة بين الألفاظ لتأليف سياق لغوي مملوء بالإيحاء أو ابتداعه، لذ سيحاول البحث عن الكشف عن حضور المصطلح النحوي في الشعر العربي، ومما مدى الأبعاد الفنية لهذا التوظيف.
الكلمات المفتاحية: المصطلح-النحو-الشعر-الصورة الشعرية
Abstract
Artistic creations in Arabic poetry we find the terms of science in the formation of the poetic image, such terms like interpretation, al-hadith, logic, astronomy, and grammar, and so we found poetry since the beginning of the third century AH which represents the term grammar where the key to understanding the idea of the poet and his image of poetry, because the language of the poet governs the relations and links the bonds that are generally composed of people, and they lived it. In fact, the task of the poet is to establish new relationships between words to form a context of linguistics filled by suggestion or creation, will try to search for detecting the presence of the term grammar in Arabic poetry, and thus over-dimensional art for this use.
Key words: the term – grammar – poetry – poetic image.
مقدمة:
من الجماليات الفنية التاريخية في الشعر العربي جمالية توظيف مصطلحات العلوم في تشكيل الصورة الشعرية كمصطلحات التفسير والحديث والمنطق والفلك والعروض والنحو، وذلك أننا نجد أشعارًا وقصائد منذ بداية القرن الثالث الهجري يصبح المصطلح النحوي فيها مفتاحًا لفهم فكرة الشاعر وصورته الشعرية، فأبو تمام في وصفه للخمرة يجدها تحسن اللعب بعقول شاربيها كما تحسن الأفعال التسلط على الأسماء والتلعب بها فقال:
خرقاء يلعب بالعقول حباها كتلعب الأفعال بالأسماء[1]
فغدا هذا التوظيف ظاهرة أدبية تستحق التحليل والبحث فمتى ظهرت؟ وعند من؟ وما أبعادها الفنية؟ وما علاقتها بثقافة الشاعر؟ ونسعى كذلك إلى الكشف عن القدرة التي استطاع من خلالها الشاعر أن يقيم علاقة بين النحو والشعر، وكيف استطاع الشاعر أن يوظف قوانين النحو ويخلق منها صورة شعرية جديدة في ثوب علم البيان والبديع، وهذا لا يعني شمول المصطلح النحوي في عموم الشعر، وإنما نقصد هنا ما يتناوله الشاعر بتشكيل صورة شعرية، فشعر الألغاز والأحاجي لا مكان له هنا، إذ أن الشاعر فيها وبذكائه يحاول أن يوهم أو يخفي المعنى المراد الذي يعتمد على قاعدة نحوية أو تخريج، وإن كان على الرغم من كونه غامضًا وأغلب من يستخدم هذا اللون هم النحويون أنفسهم، لأنّهم أعرف بها وهي صنعتهم وبضاعتهم وبعض الشعراء القريبين من علماء النحو.
وأطلق الدكتور شوقي ضيف على هذه الظاهرة في الشعر استعارة في حديثه عن أبي العلاء قال: “لعل أول من وسع استعارة الشعراء لاصطلاحات العلوم والفنون”[2]، ولعل شوقي ضيف أراد من الاستعارة معناها اللغوي أي الأخذ من مصطلحات العلوم من العاربة وهي معروفة[3].
توظيف المصطلح النحوي:
المصطلحات مفاتيح العلوم، وادراكها فهم للعلم، ولها مكانة عظيمـة في أي علم من العلـوم، لأنها “مجمع حقائقها المعرفية، وعنوان ما به يتميز كل واحد منها، عما سواه، وليس من مسلك يتوسل به الإنسان إلى منطق العلم غير ألفاظه الاصطلاحية … فإذا استبان خطر المصطلح العلمي في كل علم، توضح أن السجل الاصطلاحي هو الكشف المفهومي الذي يقيم للعلم سوره الجامع، وحصنه المانع، فلا شذوذ إذا اعتبرنا الجهاز المصطلحي لكل علم صورة مطابقة لبنية قياساته، متى فسد فسدت صورته”[4].
من هذا المنظور فالمصطلح إفراز للمعرفة وأداة لها في الوقت نفسه إذ أن نمو عالم المصطلح رهن بنمو عالم المعرفة. فتصبح المصطلحات بمثابة الأدوات التي يعمل بها الفكر محققا درجة من النمو في حقل معرفي معين، إذ لا يمكن أن يتحدث عن العلم بغير جهازه المصطلحي. ذلك أن للمصطلحات أهمية عظمى في بناء المعارف، و لا يمكن قيام معرفة أو علم دون وجود نسق من المصطلحات المتعالقة تعالقا محكما مع نسق من المفاهيم[5]، فالمصطلح بهذا المعنى يمثل قاسما مشتركا بين الثقافات الإنسانية المختلفة. ولهذا أجمع أهل الاختصاص على القول إن المصطلحات مفاتيح العلوم، والجهاز المصطلحي هو الكشف المفهومي الذي يحدد الحصن المعرفي للعلوم المختلفة، وفي هدا يذهب لساني عربي معاصر هو”عبد السلام المسدي” إلى القول׃ « الجهاز المصطلحي في كل علم هو بمثابة لغته الصورية بل قل هو رياضياته النوعية و كل ذلك يفضي جدلا إلى اعتبار كل مصطلح في أي علم من العلوم ركنا يرتكز عليه البناء المعرفي»[6].
قال الجاحظ (ت 255هـ): “إن لكل صناعة ألفاظا قد حصلت لأهلها بعد امتهان سواها فلم تلزق بصناعتهم، إلا بعد أن كانت مشاكلا بينها وبين تلك الصناعة”[7]، وقد اختلف النحويون قديما وحديثا في ترتيب أبواب النحو العربي، فاتخذوا مناهج شتى بترتيب الأبواب النحوية بتقديم باب على آخر، ولكي نجد طريقا للوصول إلى أغلب المصطلحات النحوية وأبعادها الفنية، بوّبنا مظاهر توظيف المصطلح النحوي أنموذجات وأمثلة بحسب تقسيم أبواب النحو عند ابن مالك في ألفيته الشهيرة لقربها من الدرس النحوي المعاصر تاركين الأبواب التي لم يوظفها الشعراء، أو القليلة التي لا يُعتدّ بها.
-أقسام الكلم:
قال ابن مالك: “كلامنا لفظ مفيد كاستقم واسم وفعل ثم حرف”[8]، إذن فهو هو تركيب من ثلاث كلمات فأكثر سواء أ كان له معنى مفيدا أم لم يكن.
وقد جمع أبو العلاء المعري أقسام الكلم بقوله :
حروف سرى جاءت لمعنى أردته برتني أسماء لهن وأفعال[9]
وأراد بحروف السرى النوق وبالأسماء أشخاص الإبل وأراد بالأفعال سيرها.
وقد شبّه ابن نباته المصري ممدوحه وتقدّمه على غيره من أهل العلى بتقدم الاسم على الفعل في قوله:
يُقدم في أهل العلى شرفٌ اسمه كما قدّم النحاة الاسم على الفعل
فيذهب جمهور النحاة إلى أن الأسماء أشرف من الأفعال ومقدمة عليها، إذ إنها بسيطة وغير مركبة، والبسيط أصل للمركب[10].
وقد شبّه المعري حياة الناس ومماتهم وحالهم بالحروف وهي إما أن تكون ساكنة أو متحركة، فحروف المد الثلاثة توصف عند علماء الأصوات والتجويد بأنها أصوات ساكنة ميّتة لأنها مسبوق بحركة مماثلة لها[11]، وقد ورّى بالساكن عن الموت والمتحرك عن الحياة، فقال:
والناس بين حياتهم ومماتهم مثل الحروف متحرك ومسكّن[12]
ويقسم الفعل تقسيما خاصا عند النحاة، وهو أن الفعل ينقسم إلى ماضٍ ومضارع وأمر، فيكون الزمن الماضي معبرا عنه بالفعل الماضي، والحال والمستقبل بالفعل المضارع والأمر، وهذه الأفعال تتصف بالتغيّر، فالماضي لا يستصحب المضي أبد الدهر[13]، لذا جعل أبو العلاء المعري أذى الدنيا مستمرا من الماضي إلى الحاضر والمستقبل، فأذاها منصرف غير جامد، قال :
كم تنصحُ الدنيا ولا نقبلُ وفائـزٌ من جَدُّه مُقْبِــلُ
إنَّ أذاها مثلُ أفعــالِنا ماضٍ وفي الحال ومستقبل[14]
وفي المقابل نجد أن الوجد جامد أو دائم غير متصرف على عكس ما كان يظن من أن وجده ماض متصرف، يقول:
وظننت وجدك ماضيا متصرفا فليقني منه بفعل دائم[15]
وتعجب المعري من كرم ممدوحه وسعة كفّه في العطاء، وأن كفه معتادة على البسط وليس من شأنها الضمّ الفعل الماضي، يقول:
وأهون به في راحة أريحيّة حاضر ماضٍ ليس من شأنه الضمُّ[16]
-مصطلحات ظاهرة الإعــراب:
لعل أبسط تعريف للإعراب هو أنه “أثر ظاهر أو مقدر يجلبه العامل في آخر الكلمة”[17]. فهو تغيّر العلامة في آخر اللفظ بسبب تغيّر العوامل الداخلة عليه وما يقتضيه كلّ عامل، وحالات الإعراب الرفع والنصب والجر والجزم[18]، وقد استعملت مصطلحات الإعراب كثيرا في الشعر العربي، منها تشبيه أبي العلاء المعري الإنسان وما يصنعه به الدهر بالشاعر الموقوي الذي يلحق قصيدته الإقواء[19]، وهذا الأخير هو اختلاف قوافي الشعر في الحركة الإعرابية بين الخفض والرفع، يقول:
الدهر كالشاعر المقوّي ونحن بـه مثل الفواصل مخفوض ومرفوعُ
ما سرَّ يومــا بشيء من محاسنه إلا وذلك بسوء الفعل مشفوعُ[20]
وقد عبر صفي الدين الحلي عن قوة النسيم وضعفه بالمرفوع والمجرور، بحيث استعار لحركة الهواء والأغصان بين الصعود وعبّر عنه بالتقديم والهبوط الذي عبّر عنه بالتأخير.
يقول :
والريح قد أطلقت فضل العنان به والغصنُ ما بينَ تقديمٍ وتأخيرِ
في روضة نضبت أغصانها وغدا ذيل الصبا بين مرفوعِ ومجرورِ[21]
وقد عبّر في بيت آخر عن الهدوء بالسكون، فصروف الدهر لا يأمنها الإنسان فهي تصيب وتقتل وإن كانت ساكنة، فسكونها من الحركات الإعرابية، يقول:
تردّي صروف الدهر وهي سواكن إن السكون لها من الحركات[22]
كما أن ابن معتوق قد عبر عن الجزم للجرح والتأثير، كما تصنع الصوارم في الأبدان، ولكن هذه الصوارم تخفض المنصوب وهي تصيب الفؤاد، فيقول:
لقد جرحت نـــواظره فؤادي فمـا لك يا صوارمهـا وما لي
عملت الجزم بي وخفضت مني محل النصب ثم رفعت حالي[23]
وقد وظف الشاب الظريف الكسرة لإظهار الوجع، واستدعاها للترميز عن عواطفه وأشجانه بصورة مشحونة يحمل في طياته روح الدعابة والفكاهة. حيث يقول:
يا ساكنا قلبي المعنّى وليس فيه سواك ثـاني
لأي معنى كسرت قلبي وما التقى فيه ساكنان[24]
أي أن الشاعر قد عبر عن فكرة أنه لا يستحق كسر القلب لأنه لا موجب لذلك، وأروع من هذا القول كلّه قول المحبيّ الذي رأى أن الدهر ظالم أحيانا، فهو يمنع التقاء الأحبة، كما يمنع في الإعراب التقاء الساكنين، فإذا التقيا حرك احدهما، حيث يقول:
إنَّ ذا الدهر لا يزال يرى جمع شمــل الكرام ممتنعا
فهو حتمــا محرك أبدا أحد الساكنين ما اجتمعـــا[25]
ومن روائع أبي الطيب المتنبي:
دون التعانق ناحلين كشكلني نصب أدقهما وضمّ الشاكل[26]
فقد شبّه حاله من حبيبته بالفتحتين اللتين تسميّان تنوين نصب، والشكلة التي تكون في الإعراب هي الفتحة، وهي من قولهم شكلت الدابة أي ضبطتها والشكلة تضبط الحروف وضم الشاكل أي الكاتب، ويريد بالضم القرب ولم يرد الضم في الإعراب فكأنه مع محبوبته شكلتان أي فتحتان ضمَّ الكاتب أحدهما إلى الآخر وهو تشبيه حسن، شبّه تقاربهما بقرب الشكلتين أي الفتحتين ونحولهما بنحول الشكلة[27].
-جزم الفعل:
الجزم أحد ألقاب الإعراب عند البصريين، أما الكوفيون فيستعملونه للإعراب والبناء معا[28].
قال المتنبي مادحا سيف الدولة الحمداني:
إذا كان ما تنويه فعلا مضارعا مضى قبل أن تلقى عليه الجوازم[29]
أي إذا نويت فعلا أوقعته قبل فوته وقبل أن يقال: لم يفعل[30]، وإن ما تنويه صار فعلا ماضيا بوقوعه منك ومتصرفا بتمكنه لك قبل أن تلحقه الجوازم فتثبته بما لم يجب وتدخل عليه فتلحقه لما لم يقع[31]، وقال العكبري: إن في البيت تورية لأنه أراد أن سيوف أعدائه الجازمة لا يمكنها أن تمنعه فأمر سيف الدولة نافذ[32]، وهذا من خلق المتنبي وإبداعه فلم نجد من وظف المصطلح النحوي بهذه الدقة.
ومثله قول ابن سنان الخفاجي مادحا:
وكل ماتنويه مستقبلا يمضي وتكن منه بالجزم[33]
ونفس معنى البيتين السابقين أورده ابن معتوق فقال:
ملك إذا حدَّث الزمان لنا فمضى أمضى مضارعه بصيغة أمره[34]
ولكن حسن السبك ودقة المعنى أقوى عند المتنبي، فالمتنبي يتحدث عن باطن النفس وعالم النوايا.
-توظيف التنكير والتعريف (المعرفة والنكرة):
التنكير في النحو: هو جعل المعرفة نكرة، ونقيضه التعريف: وهو جعل النكرة معرفة[35]، وللمعرفة سبع أنواع هي: “مضمر، وعلم، ومشار به، ومنادى، وموصول، ومضاف، وذو أداة … والنكرة ما سوى المعرفة”[36]
قال ابن حجة الحموي:
إغراء لحظك ما لي منه تحذير ولا لتعريف وجدي فيك تنكير[37]
أي أن وجدي قد أصبح واحدا من المعارف كالعلم والضمير، فأصبح معرفة ولا يمكن أن يطرأ عليه التنكير.
ومن النكت الغريبة لعلاء الدين الوادعي ولطائفه توظيف أداة التعريف (ال) بقوله:
كلّما رمت فيك إنكار حبي من عذول يزيد في تعنيفي
عرّفته لام العذار غرامـي بك واللام آلـة التعريـف[38]
المعلوم أن (ال) التعريف كما يذهب سيبويه هي حرف التعريف اللام وحدها، والهمزة للوصل خلافا للخليل حيث رأى أن (ال) بكاملها آلة التعريف[39]، وهكذا هو حال أثر حبّه لا يمكن أن يخفيه لأنه أظهره الشيب العذار.
ومن أحكام (ال) التعريف أنها لا تجتمع مع التنوين، ولهذا أصبحت هذه القاعدة فيها دلالة على الاستحالة، فقال القاضي الفاضل يائسا من موعد وصاله:
لي عندكم دين ولكن هل له من طالب وفؤادي المرهون
فـإنني ألف ولام في الهوى وكأن موعد وصلك التنوين[40]
وقال أبو العلاء المعري:
مضى وتعرّف الأعلام فيه غني الوسم عن ألف ولام[41]
الأعلام جمع، مفردها علم وهو: الاسم الدال على نفسه بالعلمية لا يحتاج إلى تعريف بالألف واللام، لأنه لا يجتمع معرّفان على اسم واحد، يريد أن آباءهم مشهورون وأعلام في كل كريمة[42].
ومن أمثلة توظيف الألف واللام قول محمد بن موسى الصريفي:
وقائلة أراك بغير مـــال وأنت مهذب علـم وإمـــام
فقلت لأن مـالاً عكس لام ومـا دخلت على الأعلام لام[43]
أي أن اللام شأنها أن لا تلحق الأعلام وهو من باب حسن التعليل، فلا تنكري خلوّي من المال فالمال عكس اللام.
-المبتدأ والخبر:
تتكون الجملة الاسمية من مبتدأ وخبر، والمبتدأ: هو كل اسم يبتدأ به ويكون مجردا من العوامل اللفظية[44]، أما الخبر، فهو “لفظ مجرد عن العوامل اللفظية مسند إلى ما تقدمه لفظا أو تقديرا”[45].
وقد أعجب الحموي بقول الشيخ زين الدين بن الوردي، إذ يقول:
وأعيد يســـألني مــا المبتدا والخبر
مثّلهما لي مسرعا فقلت أنت القمــر[46]
ويبدو أن سائله كان امرأة، فقد مثّل وأجاب ومدح بقوله أنت القمر، لذا قال وأعيد فكان الجواب مليحا.
وقد عبّر ابن الوردي عن الدنيا وعاقبتها وأنها مهما أقبلت على إنسان ورآها جميلة فينبغي ألا يُغر بها، لأن العبرة في نهايتها وعاقبتها، فيقول:
مبتدأ حلو لمن ذاقه ولكن انظر خبر المبتدأ
غدّاره خوّانة أهلها ما زَهِدَ الزهّاد فيها سدى[47]
-توظيف النواسخ.
النسخ في اللغة: هو الإزالة والتغيير والرفع[48]، يقول صاحب التاج: “إزالتك أمرا كان يُعمل به، ثم تنسخه بحادث غيره كالآية تنزل في أمر، ثم يُخفّف، فتنسخ بأخرى فالأولى منسوخة والثانية ناسخة”[49]، وهذا هو المعنى النحوي، فالجملة هي: التي تتألف من مبتدأ وخبر، وهذه الجملة قد يطرأ عليها ما يؤثر في ابتدائها، فتغير حكمه، وذلك الطارئ هو الناسخ[50]، ويجمع على النواسخ التي تعرف بأنها ما يدخل على “المبتدأ والخبر فتنسخ حكم الابتداء، وهي أربعة أنواع: كان وأخواتها، وكاد وأخوتها، وإنّ وأخوتها، وظننت وأخواتها، وما أُلحق بذلك”[51]، أي : المشبهات بـ ليس: ما، ولا، ولاتَ، وإنْ، ولا النافية للجنس.
قال ابن سهل الأندلسي:
وتسعف ليت في قضاء لبانتي وتترك سوف فعل عزمي المضارعا[52]
لقد جعل ليت لإسعافه في تحقيق أمنياته وقضاء لبانته فهو يعلل نفسه بالأمنيات ويذهب ما يعزم عليه بالتسويق من الحبيب أو ممن له علاقة به.
-الفاعل:
هو: “اسم أو ما في تأويله، أسند إليه فعل أو ما في تأويله، مقدم أصلي المحل والصيغة”[53].
وقد وظف رفع الفاعل لرفع الهجر، إذ يقول ابن أبي الإصبع:
أيا قمرا من حسن وجنته لنا وظل عذاريه الضحى والأصائل
جعلتك للتمييز نصبا لناظري فهلا رفعت الهجر فالهجر فاعل[54]
-المفعول به:
فهي جمع مفعول، وهو اسم انتصب بعد ذكر الفعل والفاعل غير مبين لحال ولا لنوع وهو على خمسة أضرب، المفعول به والمفعول المطلق والمفعول له والمفعول فيه والمفعول معه، ولفظ المفعول يتناولها جميعا، لاشتراكها في مطلق المفعولية[55]، والمفعول به “ما وقع عليه فعل الفاعل”[56]، وظف الشاعر ابن عنين معنى تقديم المفعول به وتأخيره في الكلام للمفاضلة بين الجاهل والعالم، إذ يقول:
إن الجهول إذا تصدّر بـالغنى في مجلس فوق العليم الفاضل
فهو المؤخر في المحافل كلّها كتقدّم المفعول فوق الفاعل[57]
فالمفعول وان تقدم مكانا إلا انه يبقى متأخرا رتبة لأنه محفوظ الرتبة ورتبته بعد الفاعل، وهذا هو المعنى الذي أراده الشاعر فهو وإن تقدم فهو تقدم شكلي لا يمنح صاحبه رتبة ولا رفعة.
-المجرورات.
مصطلح الجر استعمله البصريين وشاع في كتب النحويين للتعبير عن “الكسرة التي يحدثها العامل بدخوله على آخر الاسم المعرب، سواء كان ذلك المحدث لها حرفا …. أو كان اسما مضافا “[58]، وحروف الجر عندهم يطلق عليها مصطلح (حروف الإضافة)[59] ، أما الكوفيون فاستعملوا مصطلح الخفض بدل الجر[60]، وقد ورد المصطلحان عند ابن السراج في نص واحد، فقال: “ويسمى الكسر جـرا وخفضا”[61]، والجر بالحرف أو بالإضافة أصلان لغيرهما من التوابع في الجر.
وقد نظم ابن سهل الأندلسي بوساطة اصطلاح النحاة هذا المعنى بقوله[62]:
جذلان تحذف جمع المال راحته حذف الإضافة في الأسماء تنوينا[63]
وشبّه ابن نباته كرم ممدوحه بأنه يدحض الفقر وينفي العوز عن سائله كشأن المضاف في إزالته للتنوين، يقول:
فعلت راحتاه في كل عسر مثل فعل المضاف في التنوين[64]
-الحال.
الحال “يطلق لغة على الوقت الذي أنت فيه وعلى ما عليه الشخص من خير أو شر”[65].أما في النحو فهو: “الوصف الفضلة المسوق لبيان هيأة صاحبه أو تأكيده أو عامله أو مضمون الجملة قبله”[66]، ونظرا للتداخل بين المعنى اللغوي والاصطلاحي، فقد وجد الشعراء في مصطلح الحال مجالا أوسع في التوظيف، قال صفي الدين الحلي:
فلو استطعت رفعت حالي نحوكم لكن رفع الحال ليس يجوز[67]
فقد قارن الشاعر بين الحال لغة واصطلاحا فلم يستطع رفع حاله المعنوية معللا ذلك بعدم جواز رفع الحال في النحو.
وقال كذلك:
يا جاعل خبري بالهجر مبتدئـا لا عطف فيكم ولا لي منكم بدل
رفعت حالي ورفع الحال ممتنع إليكم وهو للتمييز يحتمــــل[68]
وقال ابن سهل الأندلسي:
حانٍ علينا شافعٌ إحسانهُ فينا فمنهُ العطفُ والتوكيدُ[69]
وقد ورى ابن معتوق في الماضي والمصدر الذي يشتق منه فأراد بالماضي السيف والمصدر أراد به منبع التأثير.
وقال متغزلاً:
للحتف في جفنه الساجي مُضارعةٌ لذلك اشتق من ماضيه مصدره[70]
-التوابع.
التوابع في اللغة: جمع تابع، قال ابن منظور: “والتُبَّع، كسُكَّر: الظلّ، سمِّي به، لأنّه يتبع الشمس حيثما زالت …، والتابع: الخادم، ومنه قوله تعالى: ) والتابعينَ غيرَ أُولي الإرْبَةِ([71]“[72] وهذا المعنى مما دخل الدرس النحوي، إذ فيه أن يتبع شيء شيئاً، ويشاركه في حكمه، فإذا تغير حكم الأول تغير الثاني حكم التابع، ومن التوابع: البدل، النعت، المعطوف…الخ.
وشكّلت مصطلحات التوابع عند الشعراء خيالاً رحبًا وفضاءً واسعًا، يجول فيه الشعراء فيقتنصون ويتصيدون منه المعاني قال صفي الدين الحلي:
يا جاعلي خبري بالهجر مبتدئًا لا عطف فيكم ولا لي منكم بدلُ[73]
فقد وظف مصطلحي العطف والبدل قاصدًا بهما الوصال وعدم القطيعة، قال أبو العلاء المعري:
إذا مات ابنها صرفت بجهلٍ ومـــاذا تستفيد من الصراخِ
تتبعه كعطف الفاء ليست بمهل أو كثم على التراخي[74]
يقول لها: لا بقاء فالرحيل آت إمّا فورًا، وإما بعد حين مستفيدا ذلك من حرفي العطف الفاء وثم حيث الفاء للترتيب وثم مثلها بمهلة[75]، ويستنكر عليها بكاءها الذي لا طائل منه.
-الممنوع من الصرف.
الصرف هو “ردّ الشيء عن وجهه صرفه يصرفه صرفا فانصرف، وصارف نفسه عن الشيء صرفها عنه”[76]، والأصل في الأسماء “أن تكون منصرفة منونة تنوين التمكين وإنما تخرج عن هذا الأصل إذا وجد فيها علتان من علل تسع أو واحدة منها تقوم مقام مقامها”[77]، وقيل: “إنما خص باب ما لا ينصرف بهذه التسمية، لأنَّ الصريف هو الصوت الرقيق الذي يسمع من البكرة، ولمّا كان التنوين مُشبها له سمي ما قام به منصرفا، وسُمي ما فُقِد منه غير منصرف”[78].
وقد ورد في الخزانة أنه كان بالعراق عاملان أحدهما اسمه عمر والآخر اسمه أحمد فعزل عمر عن عمله واستقر أحمد، وذلك من أطرف ما وقع في توظيف علل الممنوع من الصرف، فقال بعض الشعراء في ذلك:
أيـا عمر استعد لغير هذا فأحمد بالولايـــة مطمئن
وكــل منكما كفء كريم ومنع الصرف فيه كما يظن
فيصدق فيك معرفة وعدك وأحمد فيه معرفــة ووزن[79]
والمعنى أن كل واحد منهما جدير بالمناصب الرفيعة حيث لا سبب لصرفكما، فعمر فيه العدل والمعرفة وأحمد فيه الوزن والمعرفة، وقد استعمل هذه المصطلحات موريًا، فالاسم يمنع من الصرف إذا كان فيه العدل والمعرفة وكذلك الوزن والمعرفة.
وقال ابن الوردي في ذلك:
شـاعر أخرج نصفًا زغلاً عنـد خبّاز فلمـا أن عـرف
قال لم تصرف هذا قال مه يصرف الشاعر ما لا ينصرف[80]
-الاشتقاق والتصريف.
الاشتقاق: هو استحداث كلمة من أخرى للتعبير عن معنى جديد يناسب المعنى الحرفي للكلمة المأخوذ منها، مع التماثل بين الكلمتين في أحرفهما الأصلية وترتيبها فيهما”[81]، إذن فهو”إنشاء فرع من أصل يدل عليه”[82].
وقد وظف أبو العلاء المعري بعض مسائل الاشتقاق الصحيح والمعتل، فقال:
وفي الأصل غش والفروع توابع وكيف وفاء النجل والأب غادر[83]
يرى المعري أن الأب إذا كان غادرا فإن ابنه سيكون أيضا كذلك، فالأصل إذا كان مغشوشا لابد من أن تكون الفروع مغشوشة أيضا، كما وبرهن على ذلك بأن الأفعال النحوية إذا كانت معتلة فإن الأسماء والمصادر والمشتقات منها تكون معتلة أيضا.
-التصغيـــر.
وهو مزية من مّزايا اللغة العربية، فلا تكاد توجد في غيرها من اللغات إلا في كلمات قليلة لا تجري على قواعد محددة[84] وهو تغيير مخصوص يطرأ على بنية الكلمة وفق صيغ معلومة تحقّق فوائد مقصودة، لها ارتباط بمعناه اللغويّ[85]، والتصغير في الكلام يحقق أغراضًا كثيرة بأوجز الألفاظ كالتحقير والتقليل والتحبب والترحم وغيرها، فلجأ أهل اللغة إلى تبنّيها قصد التضليل تارة والتحديد تارة أخرى، بحيث يستهدف بمجملها الإيجاز والاختصار.
لقد استخدم المتنبي معنى التحقير في التصغير في ذم أعداء سيف الدولة الحمداني، إذ يقول:
وكان ابنا عدوٍّ فاخراه له ياءي حروف أُنيسيانِ[86]
تصغير إنسان وتحقيره بكلمة (أنيسيان)، وإنسان عدد حروفه خمسة وهو اسم مكبر، فإذا صغّرته زدت عليه ياءين فزادت حروفه ونقص معناه، فكذلك إذا كان لعدوه ابنان فكاثراه بهما فيكونان زائدين في عدد حروفه ولكن ناقصين لسقوطهما وتخلفهما[87]، أي إن الزيادة زادته نقصا كما نقص معنى الاسم المصغر بزيادته.
الخاتمة:
تبين لنا من سبق بعد الاطلاع على دواوين الشعراء، الوقوف عند جملة من النتائج هي:
- استعمال مصطلح علمي في الشعر كان مقبولا إذا ورد غير متكلف، والغرض من استعماله هو الإيضاح الجمالي.
- يعد النحويون أول من قام بتوظيف المصطلح النحوي في الشعر، لأن هذا المصطلح ولد بين أيديهم، فهم أعرف به وهو أقرب إلى نفوسهم، ولكن الملاحظ على هذا المصطلح النحوي الذي وظف في شعرهم أنه نزر يسير ولم يظهر إلى الجمهور، فكان توظيفه محدودا، ولم يكن فيه تصوير فني أو إبداعي، فهو في الحقيقة كان عبارة عن مخاطبات بين علماء النحو، أو شعر تعليمي بين الطالب وأستاذه، أو في المراثي أو ملاحظات وجهها بعض العلماء لطلابهم.
- ومن خلال التحليل الذي قام به البحث تبين أن توظيف المصطلح النحوي لم يكن يأخذ لونا واحدا من ألوان البلاغة، فقد ضم ألوانا متعددة من البيان والبديع، فيمكن أن يكون اقتباسا أو تورية أو تشبيها أو استعارة بحسب التحليل الشعري، فوجوده في الشعر العربي كوجود أية مفردة من مفردات التراث العربي.
- من خلال دراسة شعر الكثير من الشعراء، تبين أول من أكثر بل وربما أسرف في توظيف المصطلح النحوي في الشعر هو أبو العلاء المعري، وذلك هو سبب الإكثار من الاعتماد على أشعاره في البحث، كما يعد توظيف المصطلح النحوي في الشعر سمة بارزة لدى شعراء العصر العباسي خاصة.
- يمكن القول أن هناك بعض الشعراء أبدعوا وأجادوا في رسم المصطلحات النحوية في صورة إبداعية فنية أعجب بها الكثير من العلماء، على عكس بعض الشعراء الذين خابوا في رسم صورة معبرة من خلال حضور المصطلح النحوي، وذلك بسبب جهلهم بالمصطلح النحوي، أو عجزهم عن التعبير به، وهذا ما يوصلنا إلى نتيجة مهمة هي التفاوت بين الشعراء في توظيف المصطلح النحوي من حيث الإبداع، أو تشكيل الصورة الشعرية.
- تعددت الأسباب التي من أجلها وظف المصطلح النحوي في الشعر، إما أن تكون إفادة للشاعر من هذه القوانين ومصطلحاتها للوصول إلى صورة شعرية إبداعية فنية راقية أو يكون السبب تعليميا وهو حث الناس على تعلم النحو وفهم ما في الشعر من مصطلحاته، أو إن هذه المصطلحات أصبحت من مفردات اللغة التي لا يمكن تجاوزها…إلى غير ذلك من الأسباب.
[1] . ديوان أبي تمام، تحقيق محمد عبده عزام، دار المعارف، القاهرة، 1964، ص29، ينظر: حسن خميس الملخ، استخدام المصطلحات النحوية في الشعر، ص38.
[2] . الفن ومذاهبه في الشعر العربي، شوقي ضيف، القاهرة، دار المعارف، ط10، 1972م، ص 290-291.
[3] . الهاشمي السيد أحمد، ميزان الذهب في صناعة شعر العرب، ط3، مكتبة دار البيروتي، لبنان، ص87.
[4] . يوسف وغليسي، إشكالية المصطلح في الخطاب النقدي العربي الجديد، ط1، الدار العربية للعلوم ناشرون، منشورات الاختلاف، الجزائر العاصمة، 2008، ص28.
[5] . عز الدين البوشيخي ׃ قضية التعريف في الدراسات المصطلحية الحديثة (يوم دراسي) منشورات كلية الآداب و العلوم الإنسانية رقم (24) سلسلة ندوات و مناظرات – 8-( وجدة)، ط 1، 1998 ص34.
[6] . عبد السلام المسدي وآخرون׃ تأسيس القضية الاصطلاحية، المؤسسة الوطنية للترجمة والتحقيق الدراسات، بيت الحكمة (تونس)، 1989، ص 29.
[7] . الجاحظ، الحيوان، جـ3، ص368
[8] . عبد الله الفوران، دليل السالك شرح ألفية ابن مالك، دار المسلم، 1999م، ص25.
[9] . أبو العلاء المعري، ديوان سقط الزند، شرح وضبط عمر فاروق الطباع، دار الأرقم، بيروت، ط1، 1998م، ص227.
[10] . التفكير العلمي في النحو العربي، ص113-114.
[11] . مَخَارِجُ حُرُوفِ العَرَبِيَّةِ: عَدَدُهَا وتَرْتِيبُهَا بينَ الدرسِ القديمِ والدرسِ الحديثِ عَرْضٌ ومُنَاقَشَةٌ، غانم قدوري الحمد كلية التربية – جامعة تكريت، منشور في مجلة الحكمة، المدينة المنورة ، العدد 38، محرم 1430هـ ( ص315 – 358).
[12] . أبو العلاء المعري، اللزوميات، تحقيق عمر الطباع، دار الأرقم، بيروت، جـ2، ص195.
[13] . محمد الهاشمي، التوضيحات الجلية في شرح الأجرومية، تحقيق حايف النبهان، دار الظاهرية للنشر والتوزيع، 2011م، ط1، ص62.
[14] . حسن خميس الملخ، استخدام المصطلحات النحوية في الشعر، ص39.
[15] . أبو العلاء المعري، ديوان سقط الزند، ص 471.
[16] . المصدر نفسه، ص 156.
[17] . حاشية الصبان على الأشموني، نشر عيسى البابي الحلبي، القاهرة، ط1، جـ1، ص47.
[18] . النحو الوافي، عباس حسن، دار المعارف، القاهرة، ط2، 1963م، جـ1، ص44.
[19] . ابن الوردي، تتمة المختصر في أخبار البشر، تحقيق أحمد رفعت البدراوي، دار المعرفة، بيروت، ط1، 1971، جـ2، ص321.
[20] . أبو العلاء المعري، اللزوميات، جـ2، ص87.
[21] . ديوان صفي الدين الحلي، دار صادر، بيروت، ص 145.
[22] . المصدر نفسه، ص358.
[23] . ديوان ابن معتوق، شهاب الدين الموسوي، ضبط السعيد الشرتوني، المكتبة الوطنية، بيروت، 1885، ص66.
[24] . محمد صديق حسن خان، نشوة السكران من صهباء تذكرة الغزلان، عني بنشره: محمد عطية الكتبي، المطبعة الرحمانية، مصر، 1920م، ص72.
[25] . المحبي، خلاصة الأثر في أعيان القرن حادي عشر، موقع الوراق.
[26] . ديوان المتنبي، ص186.
[27] . شرح ديوان أبي الطيب المتنبي، أبو العلاء المعري، تحقيق عبد المجيد ذياب، دار المعارف القاهرة، ط2، 1992م، جـ2، ص252.
[28] . شهاب الدين الأندلسي، الحدود في علم النحو، تحقيق نجاة حسن عبد الله نولي، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ط1، 2001، ص44.
[29] . ديوان المتنبي، ص206.
[30] . أبو الطيب ما له وما عليه، الثعالبي، تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد، مكتبة الحسين التجارية، ص122.
[31] . شرح ديوان أبي الطيب المتنبي، أبو العلاء المعري، تحقيق عبد المجيد ذياب، دار المعارف القاهرة، ط2، 1992م، جـ2، ص151.
[32] . المصدر نفسه، جـ3، ص383.
[33] . ابن سنان الخفاجي، سر الفصاحة، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1982م، ص166.
[34] . ديوان ابن معتوق، ص118.
[35] . التَّعريفات الجوهريّة بالمصطلحات النّحويّة والصّرفيّة، شبكة ضفاف لعلوم اللغة العربية.
[36] . شرح الرضي على الكافية، جـ2، ص292.
[37] . خزانة الأدب وغاية الأرب، ياقوت الحموي، جـ1، ص309.
[38] . خزانة الأدب، جـ2، ص118.
[39] . شرح الرضي على الكافية: 3/204 .
[40] . حسن خميس الملخ، استخدام المصطلحات النحوية في الشعر، ص43.
[41] . سقط الزند، ص470.
[42] . المصدر نفسه، ص45.
[43] . بغية الوعاة، جـ1، ص252.
[44] . جامع الدروس العربية، مصطفى الغلاييني، جـ1، ص66.
[45] . همع الهوامع في شرح جمع الجوامع، السيوطي، جـ1، ص192.
[46] . طبقات الشافعية الكبرى: 10/357.
[47] . تاريخ ابن الوردي، جـ2، ص152.
[48] . لسان العرب، بن منظور، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت، 1956م، مادة (ن س خ).
[49] . تاج العروس، الزبيدي، مادة (ن س خ).
[50] . همع الهوامع في شرح جمع الجوامع، السيوطي، جـ1، ص275.
[51] . التطبيق النحوي، عبده الراجحي، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، ط1، 1999م، جـ1، ص113.
[52] . ديوان ابن سهل الأندلسي، ص274.
[53] . موسوعة كشف اصطلاحات الفنون والعلوم، ص1262.
[54] . خزانة الأدب، جـ2، ص475.
[55] . شرح التصريح على التوضيح أو التصريح بمضمون التوضيح في النحو، زين الدين المصري، دار الكتب العلمية -بيروت-لبنان، ط1، 2000م، جـ1، ص519.
[56] . شرح التسهيل، جـ2، ص200.
[57] . ديوان ابن عنين، ص147.
[58] . شرح قطر الندى، ابن هشام، ص201.
[59] . شرح شذور الذهب، ابن هشام، تحقيق محي الدين عبد الحميد، ص312.
[60] . معاني القرآن، الفراء، جـ1، ص290.
[61] . الفوائد الضيائية، عبد الرحمان الجامي، تحقيق أسامة طه الرفاعي، جـ1، ص320.
[62] . نفح الطيب، جـ3، ص535.
[63] . ديوان ابن سهل الأندلسي، ص79.
[64] . ديوان ابن نباته، ص496.
[65] . شرح التصريح على التوضيح، خالد الاَزهري، جـ1، ص365
[66] . شرح شذور الذهب، ابن هشام، تحقيق محيي الدين عبـد الحميد، ص245
[67] . ديوان صفي الدين الحلي، ص444.
[68] . المصدر نفسه، ص670.
[69] . ديوان سهل الأندلسي، ص32.
[70] . ديوان ابن معتوق، ص37.
[71] . سورة النور: الآية 31.
[72] . لسان العرب، أبو الفضل جمال الدين مُكرّم بن منظور (711هـ)، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت ، 1956م، جـ5، ص258، مادة (ت ب ع).
[73] . ديوان صفي الدين الحلي، ص670.
[74] . اللزوميات، جـ1، ص256.
[75] . شرح الرضي على الكافية، جـ4، ص381.
[76] . لسان العرب، أبو الفضل جمال الدين مُكرّم بن منظور (711هـ)، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت ، 1956م، جـ7، ص328، مادة (ص ر ف)
[77] .الأشباه والنظائر، جلال الدين السيوطي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، جـ1، ص321
[78] . أمالي ابن الحاجب ص173.
[79] . خزانة الأدب، جـ2، ص309.
[80] . المصدر نفسه، جـ2، ص476.
[81] . علم الاشتقاق نظريًّا وتطبيقيًّا، محمّد حسن حسن جبل، ط1، مكتبة الآداب، القاهرة، 2006م، ص9.
[82] . المرجع نفسه، ص10.
[83] . اللزوميات، جـ1، ص335.
[84] . دراسات في فقه اللغة، صبحي صالح، دار العلم للملايين، ط1، ص137.
[85] . المرجع نفسه، ص138.
[86] . ديوان المتنبي، ص255.
[87] . شواهد نحوية من أبيات شعرية، شبكة ضفاف لعلوم اللغة العربية.