أساليب الحدّة في العربيّة Intensity styles in arabe
د.عماد اللحياني، كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة بصفاقس، جامعة صفاقس، تونس.
Dr. Imed Lahiani. Faculty of letters and human sciences of sfax. University of sfax. Tunisia.
مقال منشور في مجلة جيل الدراسات الأدبية والفكرية العدد 77 الصفحة 139.
الملخّص:عرّفنا في هذا المقال بظاهرة الحدّة في اللغة العربيّة. ثمّ رصدنا مختلف الأساليب التي تعبّر عنها في الجمل الحرّة والتراكيب بالأفعال الناقلة والتعابير المتكلّسة.
– الكلمات المفتاحيّة: حدّة، تركيبيّة، معجميّة، مسند، جمل حرّة، أفعال ناقلة، تعابير متكلّسة.
Abstract:
In this article, we have studied the phenomenon of intensity in the arabic language. We started with the definition of intensity. Then we spotted the different styles that reflect the intensity in free sentences, sentences with support verbs and the frozen expressions.
Key words: Intensity, syntactic, lexical, predicate, free sentences, support verbs, frozen expressions.
تمهيد:
الحدّة (l’intensité) ظاهرة لسانيّة توجد في جميع اللغات، وتتّخذ هذه الظاهرة أشكالا مختلفة تركيبيّة ودلاليّة ومعجميّة ومظهريّة وأسلوبيّة، إذ نجد أساليب عديدة تعبّر عن حدّة منخفضة أو مرتفعة لخاصيّة ما نحو “أبيض كالثلج” أو لعمل ما نحو “أبرحه ضربا” أو لحالة ما نحو “طار فرحا”. وسنعرّف في هذا البحث بمفهوم الحدّة، ثمّ سنتطرّق إلى مختلف الأساليب التي تعبّر عنها في العربيّة في الجمل الحرّة والتراكيب بالأفعال الناقلة والتعابير المتكلّسة (Expressions figées).
- تعريف الحدّة:
تعرّف كلارا روميرو (Clara Romero) الحدّة كالآتي “تتمثّل حدّة الظاهرة أ في البُعد (أو الاختلاف) بين وضعيّتين [حالتين] أ1 وأ2 المتعلّق بالظاهرة نفسها”[1]. وتتعلّق الحدّة في العربيّة بالأفعال والأسماء والصفات الدالّة على الأعمال والأحوال والأحداث والكميّة والأشياء[2]. ويمكننا قياس درجة الحدّة على سلّم ترتيبيّ نحو:
(1) – ذهب يوسف إلى السوق ← هرول يوسف إلى السوق ← جرى يوسف إلى السوق: أعمال
(2) – يوسف فَرِحٌ ← يوسف (سعيد + فرح جدّا): أحوال
(3) – نزل المطر ← (هطل + تهاطل) المطر: أحداث
ويؤثّر مؤشّر الحدّة على معنى الجملة وشكلها النحويّ، وهو ما يشير إليه موريس قروص بقوله “يمكن تعديل العديد من الجمل المختلفة في الشكل والمعنى، عبر ظروف الحدّة مثل بقوّة وكثيرا”[3]، فدلالات “الفرح” تختلف في الجمل التالية إضافة إلى اختلاف التراكيب المعبّرة عنه:
(4) – فَرِحَ
(5) – فَرِحَ قليلا
(6) – فَرِحَ كثيرا
(7) – فَرِحَ فرحا شديدا
(8) – طار فرحا
(9) – غمرته الفرحة
لا يحتوي المثال (4) على مؤشّر الحدّة لذلك يعتبر الفعل “فرح” فعلا محايدا. ويدلّ المثال (5) على حدّة منخفضة مقارنة بالأمثلة (6) و(7) و(8) و(9) التي تدلّ على حدّة مرتفعة.
- الحدّة في الجمل الحرّة:
نقصد بالجمل الحرّة (Phrases libres) التراكيب التي تتكوّن من علاقات انتقاء (Sélection) بين المسانيد (Prédicats) ومعمولاتها (Arguments) في مقابل الجمل المتكلّسة (Phrases figées). ونجد في الجمل الحرّة طرقا عديدة للتعبير عن الحدّة، إذ “يمكن أن تكون الحدّة معيّنة مباشرة عبر الوحدة المعجميّة..أو عبر الإدماج وذلك باستخدام مؤشّرات معيّنة تسمّى مؤشّرات الحدّة”[4]. ولذلك قسمنا الحدّة في الجمل الحرّة إلى نوعين: حدّة تركيبيّة وحدّة معجميّة.
1.2. الحدّة التركيبيّة:
يتمّ التعبير عن الحدّة التركيبيّة بطرق عديدة أهمّها النعوت والأحوال والتشبيه والتعجّب والتفضيل. فنجد في الجمل الفعليّة والاسميّة عدّة عبارات تعبّر عن الحدّة منها: حقّا، وتماما، وفعلا، وكثيرا، وقليلا، وشديدا، وجدّا، وترد هذه العبارات غالبا أحوالا أو نعوتا أو مفاعيل مطلقة:
(10) – منظر جميل فعلا = منظر جميل جدّا
(11) – أكلتُ أكْلا لذيذا حقّا = أكلتُ أكْلا لذيذ جدّا
(12) – موقف حرج تماما = موقف حرج جدّا
(13) – الطقس (شديد البرد + شديد الحرّ + حارّ قليلا + حارّ جدّا)
(14) – كان كئيبا للغاية = كان كئيبا جدّا
ويعبّر أسلوب التعجّب[5] في العربيّة عن حدّة مرتفعة:
(15) – يا له من غبيّ = إنّه غبيّ جدّا
(16) – (كم هو كريم + ما أكرمه) = إنّه كريم جدّا
ويعبّر التشبيه أيضا عن حدّة مرتفعة فـ “بعض الصفات المتبوعة بالمركب كـ | ليس لها تفسير مقارن ولكنّها تعبّر عنّ الحدّة أو الدرجة العالية:
لوك قويّ كالترك
هذا القماش أبيض كالثلج”[6]
= لوك قويّ جدّا
= هذا القماش ناصع البياض
وتعبرّ أسماء التفضيل عن حدّة تركيبيّة. وتضمّ مقارنة بين اثنين يتفوّق الجزء الأوّل المفضّل في تفضيل المقارنة عن الجزء الثاني المفضّل عليه:
(17) – يوسف أكرم من بكر
= يوسف أكثر كرما من بكر
ويدلّ التفضيل المطلق على حدّة مطلقة:
(18) – يوسف أكرم الناس = يوسف كريم جدّا
(19) – شيماء أذكى الفتيات = شيماء ذكيّة جدّا
2.2. الحدّة المعجميّة:
يتمّ تصنيف المسانيد الفعليّة (Prédicats verbaux) والمسانيد الصفيّة (Prédicats adjectivaux) والمسانيد الاسميّة (Prédicats nominaux)[7] في نظريّة أصناف الأشياء (Classes d’objets) لقاسطون قروص (Gaston Gross) تصنيفا دلاليّا إلى أصناف دلاليّة كبرى. وتضمّ هذه الأصناف الكبرى أصنافا دلاليّة فرعيّة عديدة تتكوّن من مسانيد مترادفة أو متجانسة “يتكوّن الصنف الدلاليّ الفرعيّ من مختلف أشكال المسانيد المترادفة والمتجانسة بالنظر إلى خصائصها. وتمثّل الأصناف الدلاليّة الفرعيّة الوحدات الحقيقيّة لوصف المسانيد”[8]. وقد وجدنا عند دراستنا أفعال الشّعور[9] تقاطعات دلاليّة بين أفعال الشّعور المنضوية ضمن صنف دلاليّ فرعيّ. لكنّ حدّة الشّعور أو درجته بين أفعال الصنف الدلاليّ الواحد ليست متجانسة[10]. والافتراض الذي تراه ييفات ماتيو (Mathieu Yvette Yannick) يتمثّل في وجود أفعال لها حدّة “مرتفعة” داخليّة مضمرة أو مدمجة، وأفعال أخرى “محايدة” أي لا تملك حدّة داخليّة مضمرة[11]. لننظر في المسانيد “فرح” و”ابتهج” و”اغتبط” المنتمية إلى صنف مسانيد >شعور إيجابيّ – فرح<، والمسانيد “خاف” و”ارتعب” و”هلع” المنتمية إلى صنف مسانيد >شعور سلبيّ – خاف< والمسانيد “غضب” و”حنق” و”اغتاظ” المنتمية إلى صنف مسانيد >شعور سلبيّ – غضب<. يمكننا تقسيم المسانيد المذكورة أعلاه إلى قسمين: قسم يمتلك حدّة داخليّة مضمرة وقسم محايد، أي لا يمتلك حدّة مضمرة. إنّ العبارة التي تدلّ على الحدّة يمكن أن تكون تصاعديّة نحو “كثيرا” أو تراجعيّة نحو “قليلا” وسنعتمد هاتين العبارتين “كثيرا” و”قليلا” كرائزين (Test) يمكّناننا من معرفة امتلاك الفعل حدّة داخليّة مضمرة أو عدم امتلاكه إيّاها. إنّ قبول فعل الشّعور هاتين العبارتين يعني أنّه “فعل محايد” أي لا يملك حدّة مرتفعة أو منخفضة، أمّا رفضهما أو رفض أحدهما فيعني أنّه يملك حدّة داخليّة مضمرة:
(20) – فرح يوسف (قليلا + كثيرا)
(21) – (ابتهج[12] + اغتبط[13]) يوسف (*قليلا + ؟*كثيرا)
(22) – خاف يوسف (قليلا + كثيرا)
(23) – (ارتعب[14] + هلع[15]) يوسف (*قليلا + ؟*كثيرا)
(24) – غضب يوسف (قليلا + كثيرا)
(25) – (حنق[16] + اغتاظ[17]) يوسف (*قليلا + ؟*كثيرا)
إنّ تحليل هذه الجمل يكشف باعتماد الرائزين المذكورين أعلاه أنّ الأفعال “فرح” و”خاف” و”غضب” أفعال محايدة لا تملك حدّة داخليّة مضمرة. أمّا الأفعال “ابتهج” و”اغتبط”، و”ارتعب” و”هلع”، و”حنق” و”اغتاظ” فهي أفعال تملك حدّة داخليّة مضمرة أو مدمجة وهي حدّة مرتفعة مقارنة بالأفعال الأولى. إذن يجوز ترتيب جميع هذه الأفعال كالآتي:
حدّة شعور محايدة ¬ حدّة شعور مرتفعة
فرح، خاف، غضب ¬ ابتهج اغتبط، ارتعب هلع، حنق اغتاظ
ويمكننا أن نستنتج أيضا أنّ الفعلين “ابتهج” و”اغتبط” مرادفان لـ “فرح كثيرا”، وأنّ الفعلين “ارتعب” و”هلع” مرادفان لـ “خاف كثيرا”، وأنّ الفعلين “حنق” و”اغتاظ” مرادفان لـ “غضب كثيرا”.
ولا تقتصر الحدّة المعجميّة على المسانيد المنتميّة إلى صنف دلاليّ فرعيّ، بل يمكن أن نجد الحدّة بين الأصناف الدلاليّة الفرعيّة، إذ “تعبّر بعض أفعال الشّعور عن حدّة مرتفعة لأنواع شعور دلاليّة أخرى فأفعال الشّعور الدلاليّ “الحزن” مثلا تعبّر عن حدّة مرتفعة لأفعال الشّعور الدلاليّ “الانزعاج” “[18]:
انخفاض الحدّة
(26) – (أزعجه + أقلقه) الخبر → أحزنه الخبر
ارتفاع الحدّة
←
وعند دراستنا مسانيد الكلام[19] لاحظنا أنّ المسندين “همس” و”وشوش” من صنف مسانيد >طريقة التكلّم تعبّر عن درجة الصوت – همس< يعبّران عن حدّة منخفضة. ويعبّر المسندان “صاح” و”صرخ” من صنف مسانيد >طريقة التكلّم تعبّر عن درجة الصوت – صاح< عن حدّة مرتفعة. ولا يعبّر المسندان “تحدّث” و”تكلّم” من صنف مسانيد >الكلام المحض – مجرّد الكلام – تكلّم<، عن الحدّة المرتفعة أو المنخفضة، أي هما مسندان محايدان. ويمكننا اختبار ما ذكرناه بالرائزين “بصوت منخفض” و”بصوت مرتفع”. إنّ قبول المسندين “تحدّث” و”تكلّم” الرائزين معا دليل على أنّهما مسندان محايدان:
(27) – (تحدّث + تكلّم) يوسف بصوت (منخفض + مرتفع)
أمّا قبول المسندين “همس” و”وشوش” الرائز “بصوت منخفض” ورفضهما الرائز “بصوت مرتفع” فدليل على أنّهما يمتلكان حدّة داخليّة منخفضة:
(28) – (همس + وشوش) يوسف بصوت (منخفض + *مرتفع)
ويدلّ قبول المسندين “صرخ” و”صاح” الرائز “بصوت مرتفع” ورفضهما الرائز “بصوت منخفض” على أنّهما يمتلكان حدّة داخليّة مرتفعة:
(29) – (صرخ + صاح) يوسف بصوت (*منخفض + مرتفع)
وما نستنتجه في ما يتعلّق بالمسانيد والحدّة المعجميّة التي قد تدلّ عليها، وجود ثلاثة أصناف من المسانيد وهي:
أ- مسانيد محايدة، أي لا تمتلك حدّة داخليّة.
ب- مسانيد تمتلك حدّة داخليّة مرتفعة.
ج- مسانيد تمتلك حدّة داخليّة منخفضة.
ولا تقتصر الحدّة على المسانيد الفعليّة، بل نجدها أيضا في المسانيد الصفيّة أو الصفات الإسناديّة التي تنتقي معمولاتها على غرار المسانيد الفعليّة. وقد لاحظنا أنّ الصفات الإسناديّة المشتقّة من الأفعال الإسناديّة تحافظ على درجة الحدّة الموجودة في الأفعال. فالصفات الإسناديّة “فَرِحٌ” وخَائِفٌ” و”غَاضِبٌ” محايدة أي لا تمتلك حدّة مرتفعة أو منخفضة، بينما الصفات الإسناديّة “مبتهج” و”مغتبط” و”حَنِقٌ” و”مغتاظ” و”مرتعب” و”هلِعٌ”، فإنّها تحمل حدّة مرتفعة:
(30) – يوسف (مبتهج + مغتبط) = يوسف فَرٍحٌ جدّا
(31) – يوسف (حَنِقٌ + مغتاظ) = يوسف غاضب جدّا
(32) – يوسف (مرتعب + هلِعٌ) = يوسف خائف جدّا
ويمكننا الاستدلال على صحّة ما ذهبنا إليه باستعمال الرائزين اللذين استعملناهما مع أفعال الشّعور أعلاه:
يوسف (فرِحٌ + غاضب + خائف) (قليلا + كثيرا)
يوسف (مبتهج + مغتبط + حَنِقٌ + مغتاظ + مرتعب + هلِعٌ) (*قليلا + ؟*كثيرا)
وتعبّر صيغ المبالغة في العربيّة عن حدّة مرتفعة لأنّها تعبّر عن الكثرة والمبالغة “وقد تحوّل صيغة “فاعل” للدلالة على الكثرة والمبالغة في الحدث، إلى أوزان خمسة مشهورة، تسمّى صيغ المبالغة وهي: فَعَّالٌ بتشديد العين كأَكَّالٌ وشَرَّابٌ، ومِفْعَالٌ كمِنْحَارٌ، وفَعُولٌ كغَفُورٌ، وفعيل كسميع، وفَعِلٌ بفتح الفاء وكسر العين كحَذِرٌ. وقد سُمِعت ألفاظ للمبالغة غير تلك الخمسة، منها فِعِّيل بكسر الفاء وتشديد العين مكسور كسِكِّير، ومِفْعِيل بكسر فسكون كمعْطِير، وفُعَلَة بضمّ ففتح، كهُمَزَة ولُمَزَة، وفاعُول كفاروق”[20]:
(33) – يوسف (صبور + كذّاب) = يوسف (يصبر + يكذب) كثيرا
(34) – يوسف (صابر + كاذب) = يوسف (يصبر + يكذب)
(35) – الثعلب (نؤوم + مشّاء) = الثعلب (ينام + يمشي) كثيرا
(36) – الثعلب (نائم + ماش) = الثعلب (ينام + يمشي)
وإلى جانب الصفات الإسناديّة وصيغ المبالغة نجد في العربيّة عدّة صفات تتوارد مع الأسماء فتشكّل مركّبات نعتيّة أو إضافيّة وتعبّر عن حدّة معجميّة، وهذه المركّبات الاسميّة أقرب إلى المتلازمات اللفظيّة التي يعرفها الأستاذ عبد الرزاق بقوله: “المتلازمة تمثّل متتالية من العناصر اللغويّة التي تتلازم فيما بينها للتعبير عن معنى مفرد بمكوّنين متعاقبين فأكثر، وقد تواردا في شكل نحويّ يقوم على علاقة عنصر معجميّ (أ) بما يكمّله أو ينضوي فيه (ب)”[21]
(37) – فقر مدقع = فقر شديد
(38) – ألم مبرّح = ألم شديد جدّا
(39) – إرادة حديديّة = إرادة قويّة جدّا
(40) – ثقة عمياء = ثقة كبيرة جدّا
(41) – بصيص أمل = أمل ضئيل جدّا
- الحدّة في التراكيب بالأفعال الناقلة:
يرد الفعل الناقل (Verbe support) حسب إبراهيم عمرو حلمي فارغ الدلالة أو ضعيفها “إذا عقدنا مقارنة بين جملتين مترادفتين إحداهما مبنيّة حول فعل والأخرى حول مصدر من نفس أصل الفعل، أي أنّ بين الاثنين علاقة وجدنا أنّ الاسم يقترن غالبا بفعل ضعيف المعنى إن لم يكن عديمه يشغل في الجملة وظيفة الركيزة أو الدعامة لهذا الاسم”[22]. وهذا شأن الفعلين الناقلين “شعر” و”ألقى” في الجملتين التاليتين:
(42) – شعر يوسف بالخوف
= خاف يوسف
(43) – ألقى يوسف نظرة على داره الجديدة
= نظر يوسف إلى داره الجديدة
ولا تنتقي الأفعال الناقلة معمولات، بل يقتصر دورها على تحيين (Actualisation) الأسماء الإسناديّة (Noms prédicatifs) التي تتوارد معها وذلك بتحديد الزمان والجنس والعدد والمظهر[23].
(44) – (أدّى + لم يؤدّ + سيؤدّي) الرئيس قيس سعيد زيارة إلى الجزائر
= (زار + لم يزر + سيزور) الرئيس قيس سعيد الجزائر
وتفيد بعض الأفعال الناقلة أو بدائلها قيما مظهريّة عديدة منها المظهر الشروعيّ (Aspect inchoatif) والمظهر الاستمراريّ ((Aspect duratif[24]. وإلى جانب القيم المظهريّة نجد بدائل الحدّة التي تحمل قيمة تعديليّة (Valeur modale) حسب الأستاذ بشير الورهاني، إذ “تتمثّل في التعبير عن حكم المتكلّم وموقفه تجاه العمليّة والقائم بها”[25]. لننظر في الناقل الأساسيّ “شعر” وبدائل الحدّة “غمر” و”طار” و”اشتعل” و”استشاط”:
(45) – فرح يوسف فرحا شديدا (فرح: فعل إسناديّ)
(46) – شعر يوسف بفرح شديد (شعر: فعل ناقل محايد)
(47) – غمره الفرح[26] (غمر: بديل حدّة)
(48) – طار فرحا[27] (طار: بديل حدّة)
(49) – غضب يوسف غضبا شديدا (غضب: فعل إسناديّ)
(50) – شعر يوسف بغضب شديد (شعر: فعل ناقل محايد)
(51) – (اشتعل + استشاط) غضبا[28] (اشتعل + استشاط: بديلا حدّة)
إنّ الأفعال “غمر” و”طار” و”اشتعل” و”استشاط” هي بدائل حدّة تعبّر عن حدّة مرتفعة مقارنة بالناقل “شعر”. ونجد في العربيّة والفرنسيّة بدائل حدّة عديدة منها الفعل “مات” “الفعل المعقّد “مات” هو بديل لـلفعل المساعد “يملك” (avoir) [في الفرنسيّة] في “مات لوك جوعا”، إذ يسمح بتصريف الاسم الإسناديّ “جوع” مع الإشارة إلى الحدّة المرتفعة”[29]:
(52) – شعر بـ (جوع + عطش + خوف) شديد
(53) – مات (جوعا + عطشا + خوفا)[30]
والفعلان “أشبع” و”أوسع”:
(54) – (أشبعه + أوسعه) ضربا[31]
= ضربه ضربا شديدا
والأفعال “احتدّ” و”احتدم” و”اشتدّ”:
(55) – حصل نقاش بينهما (حصل: فعل ناقل محايد)
(56) – (احتدّ + احتدم + اشتدّ) النقاش بينهما[32] (احتدّ، احتدم، اشتدّ: بدائل حدّة)
ونشير إلى تولّد هذه العبارات عن المجاز وإلى وجود درجة كبيرة من التجاذب بين الاسم الإسناديّ وبديل الحدّة الذي يحيّنه، إذ “من بين الأفعال الناقلة المليئة دلاليّا يمكننا تمييز مجموعة من الأفعال التي تحمل قيمة حادّة، مقارنة بالأفعال الناقلة الأساسيّة مثل: يغلي من الغضب = هو شديد الغضب. تتميز هذه المجموعة من الأفعال بشكل خاص بالمجاز”[33]. وهو ما يجعل هذه العبارات أقرب إلى التكلّس.
- الحدّة في التعابير المتكلّسة:
لا تقتصر الحدّة على الجمل الحرّة والتراكيب بالأفعال الناقلة، بل نجدها أيضا في التعابير المتكلّسة “الحدّة من أكثر الظواهر شيوعا في اللغات. ويمكن التعبير عنها بواسطة عمليّات لسانيّة مختلفة. وتكثر أمثلة الحدّة أيضا في القسم المتكلّس من اللغات”[34]. وقد حظيت التعابير المتكلّسة بدراسات لسانيّة دقيقة ساهمت في فهم خصائصها التركيبيّة والدلاليّة. والعبارة المتكلّسة حسب عمر حميد هي: “وحدة لغويّة مركّبة تتكوّن من كلمتين مفيدتين على الأقل لا يمكن في أغلب الأحيان استخلاص معناها من معاني الكلمات المكوّنة لها وهي تتمتّع بدرجات متفاوتة من الثبات في الشكل والمضمون”[35]. وقد لاحظنا أنّ أغلب التعابير المتكلسة تعبّر عن حدّة مرتفعة. وهو أمر طبيعيّ ومنطقيّ فوظيفة هذه التعابير جذب الانتباه، والتعبير عن جهة القول، أي موقف المتكلم ممّا يقول، وأفضل طريقة لذلك استخدام بنى وتعابير لها حدّة مرتفعة “تسمح التعابير المتكلّسة أيضا بالتعبير عن حدّة المعنى. إذ تقوّي وظائف اللغة، وخاصّة الوظائف التعبيريّة والتواصليّة، وذلك بجذب انتباه المتلقّين نظرا إلى القدرة التعبيريّة الكبيرة التي تمثّلها”[36]. وينطبق هذا الأمر على الجمل المتكلّسة والأمثال. إذ تعبّر أغلب الجمل المتكلّسة عن حدّة مرتفعة:
(57) – طار طائره = غضب غضبا شديدا
(58) – ارتعدت فرائصه = خاف خوفا شديدا
(59) – نقّت ضفادع بطنه = جاع جوعا شديدا
(60) – بذل قصارى جهده = بذل جهدا كبيرا
(61) – ركب رأسه = عاند بشدّة
(62) – بلغ السيل الزبى = اشتدّ الأمر
(63) – شمّرت الحرب عن ساقها = قويت واشتدّت، بلغت ذروتها
ويرى موريس قروص أنّه “توجد ظروف حدّة متكلّسة خاصّة بعدد قليل من الجمل”[37] نحو:
(64) – ضحك يوسف بملء شدقيه
(65) – عاد يوسف على جناح السرعة
وتعبّر بعض الأمثال أيضا عن حدّة مرتفعة:
(66) – أجمل من (البدر + القمر) = جميل جدّا[38]
(67) – أجبن من نعامة = جبان جدّا[39]
(68) – أجود من حاتم = كريم جدّا[40]
(69) – أزهى من طاووس = مغرور جدّا[41]
(70) – أشهر من نار على علم = مشهور جدّا[42]
(71) – أوهن من بيت العنكبوت = ضعيف جدّا[43]
(72) – أبطأ من سلحفاة = بطيء جدّا[44]
يبقى أن نشير إلى أهمّيّة الحدّة في الترجمة. فإذا كانت ترجمة هذه الظاهرة في الجمل الحرّة والتراكيب بالأفعال الناقلة أمرا يسيرا، فإنّ ترجمة التعابير المتكلّسة تحتاج منّا إلى العودة إلى السياق الثقافيّ ولا تقتصر على الترجمة الحرفيّة نحو:
(73) – واضح وضوح الشّمس = واضح جدّا
clair comme de l’eau de roche
(74) – أشهر من نار على علم = مشهور جدّا
(Être) connu comme le loup blanc
الخاتمة:
عرّفنا في هذا المقال بمفهوم الحدّة التي تتعلّق بالأفعال والأسماء والصفات. ورصدنا مختلف الأساليب والطرق التي يتمّ التعبير بها عن الحدّة في الجمل الحرّة والتراكيب بالأفعال الناقلة والتعابير المتكلّسة. ففي الجمل الحرّة نجد نوعين من الحدّة، حدّة تركيبيّة يتمّ التعبير عنها بأساليب مختلفة أهمّها النعوت والأحوال والتشبيه والتعجّب، وحدّة معجميّة توجد بين الوحدات المعجميّة المتجانسة والمترادفة المنتمية إلى الأصناف الدلاليّة الفرعيّة نحو مسانيد الشّعور والكلام الفعليّة والصفيّة. وفي التراكيب بالأفعال الناقلة نجد بدائل الحدّة التي تعوّض الأفعال الناقلة الأساسيّة نحو الأفعال “غمره الفرح” و”طار فرحا” و”استشاط غضبا” و”مات جوعا”. وتعبّر أغلب التعابير المتكلّسة عن الحدّة المرتفعة.
وما نستنتجه أنّ اللغة تسمح لمستعملها بالتعبير عن مراده بأساليب محايدة لا تمتلك حدّة أو بأساليب تعبّر عن حدّة مرتفعة أو منخفضة. وتكتسب دراسة ظاهرة الحدّة أهمّيتها خاصّة في الترادف والترجمة وفي إعداد القواميس.
* المراجع باللّغة العربيّة:
– إبراهيم (عمرو حلمي): “دور الركيزة (أو الدعامة) في تشكيل المعنى” ضمن المعنى وتشكّله، أعمال الندوة الملتئمة بكليّة الآداب منّوبة في17-18و19 نوفمبر 1999، الجزء الأوّل، تنسيق المنصف عاشور، منشورات كليّة الآداب منّوبة، تونس، 2003.
– ابن عمر (عبد الرزّاق): المتلازمات اللفظيّة في اللغة والقواميس العربيّة، مجمع الأطرش لنشر الكتاب المختصّ وتوزيعه، تونس، 2007.
– الحملاوي (أحمد): شذا العرف في فنّ الصرف، دار الكيان للطباعة والنشر والتوزيع، الرياض، دت.
– اللحياني (عماد): أفعال الشّعور: دراسة وصفيّة تركيبيّة دلاليّة، بحث لنيل شهادة الماجستير في اللّغة والآداب والحضارة العربيّة، إشراف الأستاذ صالح الكشو، جامعة صفاقس للجنوب، كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة بصفاقس، تونس، 2008.
– اللحياني (عماد): الأفعال المتعدّية بحرف إلى فضلة واحدة: قيود التوارد والانتقاء، بحث لنيل شهادة الدكتوراه في اللّغة والآداب العربيّة جامعة صفاقس للجنوب، إشراف الأستاذين عبد الحميد عبد الواحد وصالح الماجري، كليّة الآداب و العلوم الإنسانيّة بصفاقس، تونس، 2014.
– الورهاني (بشير): الأفعال الناقلة في العربيّة المعاصرة، بحث في الخصائص التركيبيّة والدلاليّة، منشورات كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة بسوسة، تونس، 2008.
* المراجع باللغة الفرنسيّة:
– Buvet Pierre-André, Gross Gaston. (1995) : « Comparaison et expression du haut degré dans le groupe nominal ». Faits de langue, 5, PUF, Paris, pp. 83-88.
– Buvet Pierre-André, Grezka Aude. (2009) : « Les dictionnaires électroniques du modèle des classes d’objets ». Langages, 176, Larousse, Paris, pp. 63-79.
– Buvet Pierre-André. (2012) : « Les adjectifs à valeur intensive dans les groupes nominaux ». Actes du colloque CMLF 2012, Université de Lyon 2, pp. 833-843.
– Gaatone David. (2007) : « Les marqueurs d’intensité et les locutions verbales : quelques réflexions ». Travaux de linguistique, 55, pp. 93-105.
– Gavriilidou Zoé. (2008) : « Figement et intensité en grec moderne”. META, 53-2, Montréal, Presses de l’Université de Montréal, pp. 365-378.
– Grezka Aude. (2009) : La polysémie des verbes de perception visuelle. L’Harmattan, Paris.
– Gross Gaston. (1996) : « Prédicats nominaux et compatibilité aspectuelle ». Langages, 121, Larousse, Paris, pp. 54-72.
– Gross Maurice. (1988) : « Les limites de la phrase figée ». Langages, 90, Larousse, Paris, pp. 7-22.
– Gross Gaston. (2008) : « Les classes d’objets ». Lalies, 28, Presses de l’ecole normale supérieure, Paris, pp. 111-165.
– Gross Gaston. (2012) : Manuel d’analyse linguistique : Approche sémantico-syntaxique du lexique. Presses Universitaires du Septentrion, Lille.
– Hameed Omar. (2004) : Expressions figées en français et en arabe : Etude linguistiques comparée. Thèse pour obtenir le grade de docteur de l’université de Franhce-comté.
– Krzyzanowska Anna, Augustyn Magdalena. (2008). « La combinatoire des noms d’affect avec les verbes supports ». Roczniki Humanistyczne, 5, pp. 5-18.
– Mathieu Yvette Yannick. (2009) : Des descriptions linguistiques à leurs représentations. Mémoire d’Habilitation à diriger des Recherches. Université Paris 7.
– Mathieu Yvette Yannick. (2000) : Les verbes de sentiment de l’analyse linguistique au traitement automatique. CNRS EDITIONS, Paris.
– Pedro Mogorrón Huerta. (2004) : « L’intensité dans les expressions figées ». La Laguna, Vol : 2, pp. 861-878.
– Romero Clara. (2007) : « Pour une définition générale de l’intensité dans le langage ». Travaux de linguistique, 54, pp. 57-68.
* القواميس والمعاجم:
– المعجم الموسوعيّ للتعبير الاصطلاحيّ في اللغة العربيّة، داود محمد (وفريق عمل)، الطبعة الأولى، القاهرة، 2014.
– معجم اللغة العربيّة المعاصرة، أحمد مختار عمر (وفريق عمل)، الطبعة الأولى، عالم الكتب، القاهرة، 2008.
– المنجد في اللّغة العربيّة المعاصرة، الطبعة الثانية، دار المشرق، بيروت، 2001.
[1] Romero Clara. (2007) : « Pour une définition générale de l’intensité dans le langage ». P :59. « L’intensité d’un phénomène X consiste dans l’écart (ou la différence) entre deux états x1 et x2 relatifs à ce phénomène ».
[2] Gaatone David. (2007) : « Les marqueurs d’intensité et les locutions verbales : quelques réflexions ». P :93. « L’intensité caractériserait alors les états et les propriétés, et la quantité, les événements et les objets ».
“تصف الحدّة الأحوال والخصائص والكميّة والأحداث والأشياء”
[3] Gross Maurice. (1988) : « Les limites de la phrase figée ». P :12. « De nombreuses phrases, variées en forme et en sens, sont modifiables par des adverbes d’intensité comme fort, beaucoup ».
[4] Buvet Pierre-André. (2012) : « Les adjectifs à valeur intensive dans les groupes nominaux ». P: 833. « L’intensité peut être spécifiée soit directement par une unité lexicale.. soit par une combinatoire faisant appel à des marqueurs spécifiques, dits marqueurs de l’intensité ».
[5] Romero Clara. (2007) : « Pour une définition générale de l’intensité dans le langage ». P:65. « L’exclamation, moyen d’expression de l’intensité par excellence, renferme potentiellement les deux aspects de celle-ci : Que c’est beau ! (quantitatif, degré, « C’est très beau ») ».
“يعتبر التعجّب وسيلة للتعبير عن الحدّة بامتياز، ويمكن أن يحتوي على مظهريها: (كميّ: ما أجمله!، درجة: “إنّه جميل جدّا”)”.
[6] Buvet Pierre-André, Gross Gaston. (1995) : « Comparaison et expression du haut degré dans le groupe nominal». P :83. « Certains adjectifs suivis du groupe comme N n’ont pas une interprétation comparative mais expriment l’intensité ou le haut degré :
Luc est fort comme un Turc
Ce drap est blanc comme neige ».
[7] المسانيد الفعليّة (Prédicats verbaux) أو الأفعال الإسناديّة (Verbes prédicatifs)، المسانيد الصفيّة (Prédicats adjectivaux) أو الصفات الإسناديّة (Adjectifs prédicatifs)، المسانيد الاسميّة (Prédicats nominaux) أو الأسماء الإسناديّة (Noms prédicatifs).
[8] Grezka Aude. (2009) : La polysémie des verbes de perception visuelle. P :250. « Une sous-classe sémantique est constituée de différentes formes de prédicats synonymiques, homogènes au regard de leur propriétés. Les sous-classes sémantiques sont les véritables unités de description des prédicats ».
[9] اللحياني عماد: أفعال الشّعور: دراسة وصفيّة تركيبيّة دلاليّة.
[10] Yvette Yannick Mathieu. (2009) : Des descriptions linguistiques à leurs représentations. P :41. « Les classes sémantiques sont reliées entre elles par des relations de sens, d’intensité et d’antonymie ».
“ترتبط الأصناف الدلاليّة فيما بينها بعلاقات المعنى والحدّة والتضادّ”.
[11] Yvette Yannick Mathieu. (2000) : Les verbes de sentiment de l’analyse linguistique au traitement automatique. P :53. « L’hypothèse que nous proposons est qu’il y a des verbes neutres et des verbes qui ont un intensifieur incorporé ».
“الافتراض الذي نراه هو أنّ هناك أفعالا محايدة وأفعالا لها حدّة مضمرة”.
[12] “ابتهج: فرح، فاض سرورا، اغتبط، سُرّ”، المنجد في اللغة العربيّة المعاصرة، ص:125
[13] “اغتبط: فرح، فاض سرورا”، المنجد في اللغة العربيّة المعاصرة، ص:1044.
[14] “ارتعب: اعتراه خوف فجائيّ شديد”، المنجد في اللغة العربيّة المعاصرة، ص:563.
[15] “هلع: خاف خوفا شديدا”، المنجد في اللغة العربيّة المعاصرة، ص:1487.
[16] “حنق: اشتدّ غيظه، اغتاظ شديدا”، المنجد في اللغة العربيّة المعاصرة، ص:338.
[17] “اغتاظ: غضب غضبا شديدا”، المنجد في اللغة العربيّة المعاصرة، ص:1070.
[18] اللحياني عماد: أفعال الشّعور: دراسة وصفيّة تركيبيّة دلاليّة، ص:59.
[19] اللحياني عماد: الأفعال المتعدّية بحرف إلى فضلة واحدة: قيود التوارد والانتقاء.
[20] الحملاوي أحمد: شذا العرف في فن الصرف، ص ص:121-122.
[21] ابن عمر عبد الرزّاق: المتلازمات اللفظيّة في اللغة والقواميس العربيّة، ص:29.
[22] إبراهيم عمرو حلمي: “دور الركيزة (أو الدعامة) في تشكيل المعنى”، ص: 60.
[23] Gross Gaston. (1996) : « Prédicats nominaux et compatibilité aspectuelle ». P :55. « Ils actualisent les prédicats nominaux, ils n’ont pas eux mêmes de fonction prédicative, en raison du principe qu’il ne peut pas y avoir deux prédicats dans une phrase simple ».
“تحيّن الأسماء الإسناديّة وليست لها وظيفة إسناديّة باعتبار المبدأ القائل إنّه لا يمكن أن يوجد مسندان في جملة بسيطة”.
[24] لمزيد التوسّع في مختلف المظاهر انظر:
– Gross Gaston. (2008) : « Les classes d’objets ». Lalies, 28, Presses de l’ecole normale supérieure, Paris, pp. 111-165.
– Gross Gaston. (2012) : Manuel d’analyse linguistique : Approche sémantico-syntaxique du lexique. Presses Universitaires du Septentrion, Lille.
– الورهاني بشير: الأفعال الناقلة في العربية المعاصرة، بحث في الخصائص التركيبيّة والدلاليّة.
[25] الورهاني بشير: الأفعال الناقلة في العربية المعاصرة، بحث في الخصائص التركيبيّة والدلاليّة، ص:62.
[26] “غمره الفرحُ/ غمره الحزنُ: أحسَّ به إحساسًا قويًّا”، معجم اللغة العربيّة المعاصرة، مج 2، ص:1640.
[27] “طار فرحًا: فرِح كثيرًا”، معجم اللغة العربيّة المعاصرة، مج 2، ص:1430.
[28] “اشتعل فلانٌ غضبًا: هاج، اشتاط، احتدم، تميّز من الغيظ”، معجم اللغة العربيّة المعاصرة، مج 2، ص:1211. “”استشاط غضبا”: التهب من الغضب، كان تحت تأثير غضب متّقد، احتدم غيظا، اشتدّ غضبه”، المنجد في اللغة العربيّة المعاصرة، ص:808.
[29] Buvet Pierre-André, Grezka Aude. (2009) : « Les dictionnaires électroniques du modèle des classes d’objets ». P :75. « Le verbe complexe mourir de est une variante de avoir dans Luc mourait de faim. Il permet de conjuguer le nom prédicatif faim tout en indiquant l’intensité forte ».
[30] “”مات من الجوع”: كان به جوع شديد”، المنجد في اللغة العربيّة المعاصرة، ص:1364.
[31] “”أشبعه ضربا”: أوسعه ضربا، ضربه ضربا شديدا”، المنجد في اللغة العربيّة المعاصرة، ص:740.
[32] “احتدّ: احتدم واشتدّ، صار حادّا، “احتدّ نقاش” “، المنجد في اللغة العربيّة المعاصرة، ص:261.
[33] Krzyzanowska Anna, Augustyn Magdalena. (2008). « La combinatoire des noms d’affect avec les verbes supports ». P :12. « Parmi les verbes supports sémantiquement pleins nous pouvons distinguer un groupe de verbes porteurs de modalité intensive, ceci par rapport aux verbes supports de base comme par exemple : bouillir de colère = être très en colère. Ce groupe de verbes est particulièrement marqué par la métaphore ».
[34] Gavriilidou Zoé. (2008) : « Figement et intensité en grec moderne ». P :365. « L’intensité est un des phénomènes les plus courants dans les langues. Elle peut être exprimée à l’aide de plusieurs procédés linguistiques. Les exemples de cas d’intensité abondent aussi dans la partie figée de la langue ».
[35] Hameed Omar (2004) : Expressions figées en français et en arabe: étude linguistique comparée. P :74.
ورد تعريف العبارة المتكلّسة في هذه الأطروحة باللغة العربيّة، وهو التعريف المذكور أعلاه.
[36] Pedro Mogorrón Huerta. (2004) : « L’intensité dans les expressions figées ». P :864 . « Les expressions figées permettent également comme nous allons le voir, d’exprimer l’intensification de la signification. Elles renforcent les fonctions du langage, surtout les fonctions expressive et appellative en attirant l’attention des récepteurs grâce au grand pouvoir expressif qu’elles manifestent ».
[37] Gross Maurice. (1988) : « Les limites de la phrase figée ». P :12. « Il existe des adverbes figés d’intensité, qui sont spécifiques d’un petit nombre de phrases ».
[38] داود محمد: المعجم الموسوعيّ للتعبير الاصطلاحيّ في اللغة العربيّة، “أَجْمَلُ مِن (البَدْرِ القَمَرِ): مثَلٌ قديمٌ معاصرٌ، يُضرَب في شدَّة الجمال والنضارة”، ص:69.
[39] المرجع السابق، “أَجْبَنُ مِنْ نَعَامَةٍ: مثَلٌ قديمٌ معاصرٌ، يُضرَب للمبالغة والتناهي في الجُبن”، ص:66.
[40] المرجع السابق، “أَجْوَدُ مِن حَاتِمٍ: مثَلٌ قديمٌ معاصرٌ، يُضرَب للدَّلالة على بلوغ الغاية في الجُودِ والكرم”، ص:73.
[41] المرجع السابق، “أَزْهَى مِنْ طَاوُوسٍ: مثَلٌ قديمٌ معاصرٌ، يُضرَب للدَّلالة على المبالغة في التَّباهي والغرور وحبِّ الاستعراض”، ص:158.
[42] المرجع السابق، “أَشْهَرُ مِنْ نَارٍ عَلَى عَلَمٍ: مثَلٌ قديمٌ معاصرٌ، يُضرَب للدَّلالة على الشُّهرة الواسعة”، ص:178.
[43] المرجع السابق، “أَوْهَنُ مِن بَيْتِ العَنْكَبُوتِ: مثَلٌ قديمٌ معاصرٌ، يُضرَب للضَّعْف الشَّديدِ”، ص:298.
[44] المرجع السابق، “أَبْطَأُ مِنْ سُلَحْفَاةٍ: مثلٌ قديمٌ مُعاصرٌ، يُضرَب للمبالغة في البُطْءِ الشَّديدِ وضَعْفِ الحركةِ”، ص:39.