الأخطاءُ الشّائِعةُ في كتابةِ البحوثِ العلميّة
Common Mistakes in Writing Scientific Research Papers
د. رمضان أحمد العمر، خريج الجامعة اللبنانية
Dr. Ramadan Ahmad Al-Omar, Lebanese University
ورقة منشورة كتاب أعمال مؤتمر تمتين أدبيات البحث العلمي ديسمبر 2020 في الصفحة 93.
– الملخّص
هذهِ المداخلةُ موجزٌ حولَ الأخطاءِ الشّائعةِ التي يرتكبُها بعضُ الباحثين في كتابة البحوث العلميّة، حيثُ تعتبُر منهجيّة البحثِ العلمي القاعدةُ الأساسيّة، والّتي تتضمّن العديدَ من الخطواتِ التي يتوجبُ على الباحثينَ اتباعهُا في دراسةِ أيّ موضوعٍ أو بحثٍ علمي، وتساعدُ في تحسين مستوى الرسائل والأطاريح والبحوث العلميّة. وللأسفِ الشّديد هناك الكثيرُ من الاخطاءِ التي يقع فيها الباحثون بدءًا من مرحلةِ اختيار عنوان البحث، مرورًا بصياغةِ الإشكاليّة المركزيّة، وجمعِ المادة التّوثيقيّة والمعلومات والمصادر والمراجع…، والخلطِ بين الاهدافِ والاهميّة، والدّراساتِ السّابقة، ومحاور البحث الرئيسيّة وكتابة النّتائج وغيرِها…، وتقف هذه المداخلةُ عند أبرزِ الأخطاء الّتي يرتكبُها الباحثون، وتعطي الحلولَ السّليمةَ والخطواتِ والاستراتيجياتِ التي يجبُ اتباعهُا تفادياً للزللِ، وبالتّالي الخروج بأفضل النّتائج العلميّة.
– الكلماتُ المفتاحيّة، الأخطاء الشّائعة، أبحاث الباحثون، المنهجية العلمية.
Summary This intervention is a summary of the common mistakes that some researchers make in writing scientific research as the methodology of scientific research which is considered the basic rule. It includes many steps that researchers must follow in studying any topic or scientific research. This paper assists in improving the level of letters, theses, and scientific research. Unfortunately, there are many mistakes that researchers make, starting from the stage of choosing the title of the research, passing through the formulation of the central problem and the collection of documentary material, information, sources, and writing the results… This paper addresses the most prominent mistakes that researchers make and give the right solutions and the steps and strategies that must be followed in order not to make mistakes, and thus come up with the best scientific results.
Keywords: Common mistakes, Research, Researchers, Research Methodology
– أهميّةُ الورقةِ البحثّية
تأتي أهميّةُ هذه الورقة البحثيّة من كون العديدِ من الباحثين والطّلبة بحاجةٍ ماسّةٍ لتجنبِ الوقوعٍ في الأخطاءِ سوءًا الأخطاء المنهجيّة أو الأخطاء في خطواتِ البحثِ العلمي، لما يحقق من دور في تقدم المجتمعات، خصوصًا وإنّنا في العالمِ العربي وصلنا إلى مستوىٍ متدنٍّ في مجال البحوث العلميّة، وجاءَ هذا الجهد لتعزيزِ وتحسين مستوى البحوث العلميّة، وليكون مرشدًا يستخدمُه الباحثون والطّلبة يوفر عليهم الوقت والجهد للخروج بأفضل النّتائج، ولتشكل ركيزة علميّة أساسيّة لدى الباحثين والطلبة والقّراء، وتساعدُهم على امتلاك ناصيةِ التّحليلِ المنطقي والموضوعي، عن طريقِ فهمهم للبحثِ العلمي ومناهجه.
– أهدافُ الورقةِ البحثيّة
تهدِفُ هذهِ الورقةُ البحثيّة إلى تحسينِ وتوسيع أُفق الباحثين والطلبة وأصحابِ القرارات على فهمِ وتحليل البحوثِ العلميّة بمختلفِ أنواعِها، وذلك من خلال الوقوف على الأخطاءِ الشّائعة التي يرتكبها الباحثون في إعداد البحوث العلمية، وتهدِفُ أيضًا إلى تزويدِ الباحثين بالمعلوماتِ والخطواتِ الاساسيّة التي تساعدُ على اختيارِ عنوان البحث وصياغةِ الإشكاليّة المركزيّة، وعلى كيفيّة الاطّلاعِ على الدّراسات السّابقة، وصياغة الفرضيّات… وغيرها حتّى كتابةِ الّتوصيات، وبالتّالي الوصول لأفضلِ النّتائج العلميّة وتحسينِ القدرات البحثيّة والاستنتاجيّة والتّحليلية، وكذلك يمكن اعتبارُ هذه الورقة مرجعًا أساسيًّا يساعدُ في تحسين البحوثِ العلمية…، وتنظيم الرّسائل والأطاريح الجامعيّة، وكيفيّة توثيقِها وتنظيمها.
– الإشكاليّة
تتمحورُ الاشكاليّة المركزيّة لهذهِ الورقةِ البحثيّة حولَ “الأخطاءِ الشّائعة في كتابةِ البحوث العلميّة”، حيثُ كان من المفروضِ أن يمتلكَ الباحثون والطّلبةُ معرفةً كافيةً حولَ خطواتِ البحث العلمي وأنواعِ مناهجه، إلّا أنّنا نلاحظُ أنّ الكثيرَ من الباحثين ليسَ لديهم الخبرةَ والمؤهلاتِ الكافيةِ حولِ البحث العلمي وخطواتِه ومناهجه…، وتجدرُ الإشارة إلى أنّهم يرتكبونَ العديدَ من الأخطاء، بدءًا من اختيار عنوانِ البحث مرورًا بصياغةِ الاشكاليةّ المركزيّة وجمعِ المادةِ التّوثيقيّة… حتى الوصول لكتابةِ التّوصيات، والأهمّ من ذلك أنّ بعضَهم يكتفي بتقليدِ مَن سبقهم من باحثين وطلبة، دون التأكد فيما قد يكون هناك اخطاء أم لا؟
وسوف تسعى هذه المداخلةُ لتوضيحِ الأخطاءِ الشّائعة التي يرتكبُها الباحثون أثناء إعداد البحوث العلميّة …والأسئلةُ التي تطرحُ نفسَها، هل يعلمُ الباحثون والطلبةُ ما معنى البحثُ العلمي؟ وما هي أهميتُهُ؟ وما هي الأخطاءُ التي يرتكبُونها؟ هذا ما سيتمُ توضيحُهُ من خلالِ هذه المداخلة.
– الدّراساتُ السّابقة
– حسن ذبيحي وإلياس شوبار، أخطاءٌ شائعة في البحوث العلميّة، مرجز جيل البحث العلمي، مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية، العام الرابع، العدد 28، فبراير 2017.
تستعرض هذه الدراسة الأخطاء الشّائعة في البحوث العلمية، وتركز في المحور الاوّل على تعريفِ البحث العلمي وخصائصِه، وعواملِ ضعفِ البحوث من الناحيِة المنهجيّة، أمّا المِحورُ الثّاني لهذه الدراسة توضحُ انواعَ الأخطاءِ الشّائعة في إعداد الأبحاثِ العلميّة، بدءًا من الأخطاءِ المنهجيّة وخطواتِ البحث العلمي حتى كتابة النّتائج العلميّة.
– عوض حسين التودري، البحث العلمي وأخطائه الشائعة، دون دار، دون مكان، 2012.
دراسةٌ هامة ٌتبيّن كيفّية وضع خطّة البحث العلمي، وماهي الخطواتُ التي يتوجّب اتباعها، وتستعرضُ أهميّة البحث العلمي وخصائِصه وصفات الباحث الجيّد مرورًا بأخلاقيّات البحث العلمي والمشكلاتِ الّتي تواجهُ البحث العلمي في الوطن العربي والمعوقات… وصولًا إلى الأخطاءِ الشّائعة في إعداد الرّسائل الجامعيّة.
– الفرضيّات
بما أن الفرضيّةَ تفسيرٌ لإشكاليّةِ البحث، وأنّها إجابةٌ مؤقتةٌ عن التّساؤلاتِ البحثيّة الّتي تطرحُها إشكاليّة البحث، أو يمكنُ اعتبارها توقعاتٍ يقترحها الباحثُ أو الطالب، وبناءً على الإشكاليّة الأساسيّة المطروحةِ أعلاه، وما تفرّع عنها من تساؤلاتٍ جزئيةٍ لهذا يتوجب علينا في هذا البحثِ وضعُ الفرضيّات التّالية:
الأوّلى: ثمتَ توضيحاتٍ متعددةٍ بخصوصِ معنى البحث العلمي وأهميّةِ ومرتكزاتهِ وخطواته.
الثّانية: في ظل تراجعِ مستوى البحوث العلميّة كان يتوجّب علينا تسليطُ الضّوء حول الأخطاء الشّائعة في كتابة البحوث العلمية.
– المنهج
تعتبُر المنهجيّة العلميّة هي ركيزةٌ أساسيّةٌ لكلّ دراسةٍ علميةٍ سوءًا أكانت بحثًا علميًا، أو رسالةً أو أطروحةَ دكتوراه، حيثُ تتمُّ عملية تنظيمٍ وفرزٍ وتبويبٍ للمعلوماتِ والبيانات…، ليتمّ بعدَها عمليّة التحليل والاستنتاج، ولهذا يتوجبُ على كلِّ باحثٍ استخدامُ منهجٍ في أيّ دراسةٍ للوصولِ إلى نتائجَ دقيقةٍ وعلميّةٍ وموضوعيّة…
لهذا سأعتمد في هذه الدّراسةِ البحثيّة على المنهج التّحليلي الّذي يقوم على تقسيمِ المشكلاتِ البحثيّة إلى عناصرها الأوّليّة التّي تكونت منها، وذلك من أجلِ تسهيل عمليّة الدّراسة وتحديد الأسباب التّي أدّت إلى نشوئِها، ويعتمدُ هذا المنهجُ على التّفسيرِ والنّقد والاستنتاج، وكذلك ترتبط أدواتِ البحث العلمي بالمنهجِ التّحليلي بشكلٍ مباشرٍ، ويعتمدُ على المقابلاتِ، ومِن خطواته الإجابةُ على التساؤلاتِ والفرضيات،ِ وأيضًا صياغة نتائج الدّراسة وكتابةُ الخاتمة…
– توضيحُ الخطّة
تأتي هذه المداخلة في بابين على الشّكل التّالي:
الأوّل: يوضحُ ما هو البحث العلمي؟ وعلى ماذا ترتكز أساسيّات البحث العلمي؟ وماهي أهمية البحث العلمي وخطواته التي يتوجب اتباعها؟
الثّاني: يستعرض أبرزَ الأخطاءِ الشّائعة في خطواتِ البحث العلمي بدءًا من تحديد العنوان المناسبِ للبحث، وصياغة الإشكاليّة المركزيّة، وجمع المادة التوثيقيّة والمعلومات، وأهميّة البحث وأهدافُه، والاطلاع على الدّراساتِ السّابقة، وصياغة الفرضيات، واختيار المنهج المناسب، والإطار المكاني والزماني للبحث، والتّصميم العام للبحث، والأُسلوب واللّغة، والمادة التّوثيقّية، وكتابةِ النّتائج العلميّة … وصولًا لكتابةِ التّوصيات… بالإضافةِ لوضعِ قائمةٍ بالمصادرِ والمراجع.
البابُ الاوّل: ما هو البحثُ العلمي
ما يجب أن نعرفَه هو أنّ فكرةَ البحث العلمي مهما كانت هي فكرةٌ واحدةٌ بمعنى آخر هي قالبٌ واحد، ولكن المنهجيّات والرؤى تكون مختلفةً ومتعدّدة ([1]).
البحثُ هو جهدٌ فكري منظّم يقوم به الباحث لدراسة موضوع محدّد، وذلك عن طريق التّفتيش عن العناصر الأوّليّة الّتي يتكون منها، من أجل تجميعها وتنظيمها ضمن أجزاءٍ أو أقسام، وتقسّم بدورها إلى عددٍ قليل جدًا من الفروع المتجانسة، والبحث العلمي هو استفسارٌ منظم، وهو الفهمُ المنظّم… ([2]).
تجدر الإشارة إلى أنّ البحثَ العلمي هو الذي يمكّن القارئُ من تقييم جهد الباحث، وبالتّالي التّعرف على قدراته في التّرتيب وربط الأفكار مع بعضها البعض، وما مدى قدرته على تحليل المعلومات ووضع الاستنتاجات الجيّدة، كما وصفه الأُستاذ الدّكتور حسام سبع محي الدّين ([3]). والبحثُ العلمي هو البحث عن الحقائقِ والوقائع، وكذلك الإجابة على الفرضياتِ والتساؤلات ووضع الحلول للمشكلات التي تواجه المجتمعات والأفراد بشكلٍ موضوعي([4])
البحثُ العلمي هو تقصّي المعلومة بالمعلومة، وهو أسلوبٌ منظمٌ يخضع للمنطق وللموضوعيّة، دقيق يمكنُ من خلالهِ الوصول إلى النّتائج والتّوصيات بناءً على أسسٍ ووثائق، من خلال تحليلها وتفسيرِها بطريقةٍ موضوعيّة بعيدةٍ عن العواطف والاتجاهات… ([5]).
الجديرُ بالذّكر أنّ أبرز أساسيّات البحث العلمي ترتكز على ما يلي([6]):
– اعتماد النّتائج على الأدلّةِ والبراهين، وهنا نشير إلى أنّ الإجابة على التّساؤل لا يمكن أن تعتمد على التّوقعات.
– ترتكز على استخدام المفاهيم والمفهوم هو بناءٌ منطقيٌّ يتولّد من خلال انطباعنا وإدراكنا وخبرتنا.
– الالتزام بالموضوعيّة والموضوعيّة هي الإشارةُ إلى موقفٍ ثابتٍ وهي ركن اساسيٌّ وركيزة البحث العلمي.
– مراعاة الجّوانب الأخلاقيّة.
– القدرةُ على التّوضيح، بمعنى آخر يجب أن تكون استنتاجات الباحث واضحة ومنطقية.
– ماهي أهميّة البحث العلمي؟
تأتي أهمية البحث العلمي من كونه ركيزة أساسيّة تستخدمها البلدان، من أجل السّعي لمواجهة مختلف المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسّياسية والثقافية والنفسيّة…وتطويرها بشكلٍ أفضل، وكون البحث العلمي ضرورة أساسية لكلِّ أفراد المجتمعات بمختلف اختصاصاتهم، لأنَّ المشاكلَ الاجتماعية والاقتصادية والثقافية…، تحتاج تفكيرًا منهجيًا علميًا للوصول للحلول المناسبة ([7]).
وتتبيّنُ أهميةُ البحث العلمي من إثرائهِ المعرفي، وذلك عبر الوصول لأفضل النتائج العلمية المبنية على البرهان والنّقد البناء والموضوعيّة والابتعاد عن العواطف والاتجاهات والاغراض الخاصة… ([8]).
يساعد البحث العلمي المنهجي المنظّم على توضيح وتصحيح الأفكار والمعلومات التي جاءت بالبحث، ويساعد بالكشف عن الصعوبات والتّغلب عليها وحلِها ([9]).
وتتّضح أهميّة البحث العلمي كونه يرافق المتغيرات ويوضحُها بطريقةٍ موضوعية، وهذا ما يعطي الغنى للمكتبات، ويساعد على الاستمرار في حل الإشكاليّاتِ المجتمعية بكافة المجالات الحياتيّة… ([10])، ومن أقسام البحث العلمي أنه يمر بعدة مراحل أبرزها المرحلة العلمية والمرحلة المنطقية أي أن يخضع للمنطق… ([11])، وكذلك فإنَّ البحثَ العلمي يتميز بجملة من الخطواتِ والقواعد الاساسيّة،” وهذا ما سيتم التحدث عنه لاحقًا”، يتوجب اتباعهُا وهذه الخطوات هي([12]):
-وضع مقدمة تشمل تحديد عنوان البحث المناسب، والملخّص، والإشكاليّة المركزيّة، أي أن يشعر الباحث حقًا بوجود مشكلة، ومن ثم العمل على صياغتها.
-جمع المادة التّوثيقية للبحث” الوثائق والمصادر والمراجع”، وبالتّحديد تلك التي تتعلق بالبحث بشكلٍ أساسي.
-أهميّة البحث، أهدافُه، و مراجعه ،الدراسات السّابقة، وصياغة الفرضيات، وتحديد المنهج المناسب الذي يساعدُ على حل الإشكاليّة، والإطار المكاني والاطار الزماني لحدود البحث، وكتابة نتائج البحث، وكيفية وضع التّصميم العام للبحث.
-توثيق المادة العلميّة، ووضع خاتمة والتّوصيات العلمية المناسبة، وقائمة بالمصادر والمراجع.
البابٌ الثّاني: أبرزُ الأخطاء الشّائعة في خطوات البحث العلمي
-تحديدُ العنوان المناسب للبحث
يمكن القول إنّ تحديد عنوان البحث من اساسيّات خطواتِ البحث العلمي، وهو في غاية من الدقة ويتطلب جهدًا كبيرًا، وذلك لتعدد واختلاف عوامل اختيار العنوان([13]).
خلال حديثي مع الاستاذ الدكتور محمد مراد سألته عن الأخطاء الشّائعة التي يقع بها الباحث في اختيار موضوع بحثه فقال” إن بعض الباحثين يختارون عناوين لا تعكس مضمون البحث وإشكاليتهِ الأساسيّة، بالإضافة لاستخدام كلمات غير مناسبةٍ، على سبيل المثال :علاقات، مدى، واقع، تاريخ… وأيضًا صياغة العنوان من كلماتٍ كثيرة وغيرَ مناسبةٍ ولا داعي لها، وغالبا ما يتم اختيار عناوين معالجة أي غير أصيلة، وما يدلّ على ضعف الباحث هو اللجوء إلى وضع عنوان على شكل عناوين الكتب، وهذا ما يؤدي لعدم الوضوح، ومن الأخطاء الشّائعة عدم اختيار الباحث لموضوع بحثه، ولهذا يفشل الباحث في وضع الاستنتاجات والتّوصيات، وبالتالي لا يأتي بجديد([14]).
وهنا نشير لبعض عوامل اختيار عنوان البحث ومنها([15]):
– العوامل الذاتية أي العوامل التي تتعلق برغبة الباحث وما مدى استعداده لاختيار الموضوع، ويجب أن يتوفر لدى الباحث صفات الباحث الحقيقي مثل الصفات الأخلاقية، والقدرات العقلية والتفكير الجيد، وقوة الملاحظة والموضوعية والابتعاد عن العواطف والأغراض الخاصة… وغيرها من الصفات.
– العوامل الموضوعية من الطبيعي أن يكون الموضوع الذي يختاره الباحث ذو قيمة عليمة، ويمكن وصفه بالأصالة أيُّ موضوعٍ يمكن الاستفادة منه في مختلف المجالات، ومنها المشاكل الاجتماعية، ومن العوامل الموضوعية مكانة البحث بين أنواع البحوث العلمية، وما مدى توفّر مصادره ووثائقه ومراجعه.
والخلاصة من الضّروري أن تتوافر عدة أمور في الباحث ليتمكن من اختيار عنوان بحثه المناسب، بالإضافة لما ذكر أعلاه أبرزها ما يلي([16]):
-أن يكون العنوان جديد أي غير معالج من قبل.
– أن يكون الباحث يرغب في دراسة البحث الذي اختاره بنفسه.
– أن يستطيع الباحث الوصول لوثائق ومصادر بحثه بكل سهولة.
– أن يحظى العنوان الذي اختاره على موافقة استاذه المشرف.
– أن يتصف عنوان البحث بالوضوح والشمول والدلالة، لكي يجذب القارئ منذ البداية([17]).
– صياغة الإشكاليّة المركزية
أمّا صياغة الإشكالية المركزيّة للبحث فهي معقدة وصعبة أكثر من إيجاد حلها، ولهذا يقع الباحثون في العديد من الأخطاء، أبرزها كتابة الإشكالية بطريقة غير مفهومة وغامضة كل الغموض، ووضع تساؤلات لا تمت بصلة لإشكالية البحث، ولا علاقة لها بموضوع البحث الذي سوف يعالج، وكذلك عدم التّرابط بفكرة وضع الإشكالية، بالإضافة لاستخدام كلماتٍ عامية غير واضحة في صياغتها، والجدير بالقولِ إنّ بعضَ الباحثون يستخدمون طريقة السرد الطويل لتوضيح الإشكاليّة([18]).
يجب التركيز على تعريف الإشكاليّة فهي تثير القلق وعدم الارتياح وتسبب الأزمات المعقدة، وكذلك تفتقد إشكالية البحث للمعرفة الكافية، وحالة عدم اليقين بخصوص موضوع أو ظاهرة ما، ولهذا يتطلّب البحث من أجل حل هذه الإشكالية ([19]).
وحتى نتمكن من صياغة الإشكالية يجب وضع تساؤل وتحويل موضوع البحث إلى مجموعة من الاسئلة الدقيقة، ومن ثم يتم عرض متغيرات موضوع الإشكالية، وطبيعية العلاقة بين المتغيرات التي تشملها الإشكالية المركزية ([20]).
– جمع المادة التّوثيقية” جمع المعلومات”
يتوجب على الباحث قبل جمع المادة التّوثيقية والمصادر والمراجع والمعلومات تحديد نوع المادة التّوثيقة والمعلومات التي يستطيع من خلالها حل الإشكالية، وبالإضافة لتحديد مصدرِها والوسيلة الملائمة لنوع ومصدر البيانات، وأيضًا التّعرف على كيفية إمكانية الوصول للوسيلة وكيفيّة إعدادها([21]).
يقع الباحث في العديد من الأخطاء أثناء جمع المادة التوثيقيّة والمصادر والمعلومات…، كما يذكر الأستاذ الدكتور حسام سبع محي الدّين، أبرزها([22]):
– عدم اختيار المادة التوثيقية المناسبة، والاكتفاء بالاعتماد على المراجع القديمة.
– قلة بجمع المصادر والمراجع باللغات الأجنبية.
– قلةُ الاعتمادِ على المصادر الإحصائيّة.
– الاعتماد على مصادر ومراجع إحصائية لا تتوافق مع عينة البحث.
– افتقار الباحث لمهارات اختيار المادة التوثيقيّة، واعتماده على ما ورد في أبحاث غيره من مصادر ومعلومات.
– عدم وضع أسئلة استفتاءٍ جيدة، وغالبًا لا تخدم البحث بالشّكل المطلوب.
– اختيار الباحث أثناء إجراء المقابلات لشخصياتٍ غير مناسبة.
على الباحث أثناء جمع المادة التّوثيقية اللّازمة والتي تساهم في الإجابة على حل الإشكالية والتساؤلات، اعتماد عدّة طرق للحصول على المعلومات…أهمها([23]):
-الاستفتاء: حيث ُيقوم الباحث بكتابة عدة أسئلةٍ في ورقة ويطلب من المستجيبِ ملئَها والإجابة على الأسئلة.
– المقابلة: بإمكان الباحث إجراء مقابلات بصورة مباشرة من أجل الوصول للحلول المناسبة، والتي تساعد على حل الإشكالية والتساؤلات، وبالتالي الخروج بأفضل النّتائج العلمية.
– الاختبارات: وهي أدوات يمكن من خلالها التّزود بمعلوماتٍ تتعلق بالقدرات العقلية والخصائصِ الجسميّة والنفسيّة التي تساهم في الكشف عن أسباب حدوث العديد من الظواهر الاجتماعية …. وغيرها.
– جمع المادة التوثيقة والمعلومات… من كتبٍ وأدبيات، بطريقة مباشرة من خلال الذهاب للمكتبات والمراكز الثقافية والجامعات والمواقع الالكترونية…([24]).
– أهمّيةُ البحث وأهدافُه
تعمدت أن أجمعَ بين هذين العنوانين نتيجةً لما يتعرضُ له الباحثون من خلطٍ بينهما، وأثناء مقابلتي مع الأستاذ الدكتور سعيد عبد الرحمن، طرحت عليه بعض الأسئلة التي تتعلق بأهميّة البحث وأهدافه وما يتعرض له الباحثين من صعوبة في التّمييز بينهما، وبالتالي الوقوع في العديد من الأخطاء، فذكر لي بعض التّوضيحات ومنها أنّ أهمية البحث يتم تخطيها من قبل البعض الباحثين، وهذا ما يدل على عدم تعمق الباحثين في تفاصيل البحث، فأهمية البحث تتبلور في مساهمتها في تحقيق أهداف البحث.
أمّا أهداف البحث يمكن وصفها بالنّتائج العلميّة التي سوف يصل بها الباحث عند الانتهاء من كتابة موضوع بحثه، وهناك الكثير من الأخطاء التي يقع الباحثون فيها أبرزها عدم التّميز بين الإشكالية والهدف من دراسة الإشكالية([25]).
والخطأ الأهم هو عدم ذكر أهميّة البحث وأهدافهُ الأساسيّة، فليس من المعقول كتابة بحث من غيرِ توضيحٍ لأهميّتهِ وأهدافه، وتجدر الإشارة إلى أنّه يمكن تقسم الأهداف إلى الوضوح التّام في كتابة الأفكار، وأيضًا تعددِ الأهداف وذلك في حال وجود أكثر من هدف للبحث، وبالتّالي نستطيعُ القولَ إنّ البحثَ يهدف إلى توضيح وكشف الأهداف([26]).
إنّ أهدافَ البحث مأخوذةٌ من الإشكالية المطروحة، وعليه فإن الأهدافَ هي التي يمكن صياغتُها من الإشكالية، وهذا ما يتطلّب إجراءَ تحليلٍ للإشكاليّة المركزيّة، وتقسيمها والغوصَ في تفاصيلها ومن ثمَّ التّأكد منها([27]).
-الاطلاعُ على بعضِ الّدراساتِ السّابقة
تُعد مسألةُ الاطّلاع على بعض الدّراسات السّابقة من المسائل الهامّة حيثُ تبيّن صوابيّةَ اختيارِ إشكاليّة الدّراسة ، وكذلك تعطي غنىً لموضوع الدراسة، وأهم الأخطاء التي يرتكبها الباحثون هي([28]):
– يعتبرون أن عرضهم للدراسات السابقة، هو إقناع للقارئ بأنّهم يعلمون بدراسات غيرِهم من الباحثين، وبالتّالي يكتبون ما لا يمتُّ للإشكالية المركزية بصلة.
– يعرضون أخطاء غيرهم ونقصهم خلال اطلاعهم على الدّراسات السّابقة.
– يعتمدون على دراسات سابقة قديمة.
– الاعتماد على دراسات سابقة عامة أي أنها لا ترتبط بإشكالية البحث.
– الاعتماد على دراسات سابقة مقتبسة من مصادر ثانوية وليست أولية.
– عدم ربط نتائج الدّراسات السّابقة بشكل واضح بالموضوع الحالي.
– الاعتماد على مصادر ثانوية، دون الرجوع لمصادرها الأساسيّة.
– اعتماد نتائج الدراسات السّابقة كما هي في البحث الحالي.
– صياغة الفرضيّات
تعرف الفرضية بأنها ” تخمين أو استنتاج”، وأنّ الفرضيات تهدف إلى الإجابة عن الأسئلة البحثيّة، ومن خلالها يمكن معرفة ماهي الإجراءات البحثيّة التي يمكن اتباعها للوصول لحل الإشكاليّة المركزية، ومن هنا يمكن القول إنّ صياغة الفرضيات واجب ضروري في كتابة البحوث العلمية بمختلف أنواعها، بمعنى آخر أنّ الفرضيات هي بمثابة اقتراحاتٍ لحل الإشكاليّة أو هي توقعات يضعها الباحث استنادًا لمتغيرات إشكالية البحث([29]).
يقول الأستاذ الدكتور محمد مراد إنّ الباحثون يرتكبون العديد من الأخطاء في صياغة الفرضيات أبرزها([30]).
– صياغة الفرضيات دون العودة إلى نتائج الدّراسات السّابقة.
– وضع فرضيات كثيرة لا داعي لها.
– معالجة عدة فرضيات في فصل واحد.
– عدم توضيح نتائج كل فرضية خلال كتابة كل الفصل، والاكتفاءِ بالسّرد…
– اختيار المنهج
يمكن القول إنَّ المنهجية العلمية هي الأساسُ في كل بحثٍ علمي، وذلك عن طريق تجميع المعلومات وبعدها تتم عملية التّنظيم والتحليل، من أجل أن يستطيعَ الباحث الوصول إلى أفضل النتائج المنطقية، يجيب من خلالها بشكل واضح ومفهوم على الإشكالية التي أعلَانها في بداية بحثه العلمي([31]).
والمنهج في اللغة يعني الطريق الواضح، ونهج الطريق بمعنى أوضحهُ، ونهجه بمعنى سلكه بوضوح، فالمنهج هو الطريق الواضح المستقيم والبّين والمستمر، للوصول إلى الغرض الأساسي أو تحقيق الهدف المراد، والمنهج بمعناه العلمي والاصطلاحي الدّقيق، يقصد به الطريق الأقصر والأسلم للوصول لأفضل النّتائج العلمية([32]).
وهو فن التنظيم الصحيح لسلسلة من الأفكار الكثيرة، “ويكون ذلك لأحد الأمرين إمّا الكشف عن الحقيقة، حين نكون جاهلين بها، أو مـن أجـل البرهنة عليها للآخرين حين نكون نعلم بها”، ويمكن القول إنَّ المنهج عملية فكرية منظمة، أو أسـلوب أو طريـق مـنظم دقيـق وهادف، يستخدمه الباحث من أجل وضع الاستنتاجات، والتّوصيات، والحلول للمشكلات أو لظاهرة مجتمعية محددة، والمنهج العلمي يمكن استخدامه فـي كـل العلـوم الطبيعية، والاجتماعية، والإنسانية بمختلف جوانبها([33]).
والجدير بالقول أنم هناك تميز بين المناهج العلمية فعلى سبيل المثال هناك ثمة تميز للمنهج الفيبري عن باقي المناهج الفكرية، وذلك في المعايير المعتمدة بخصوص التراتبية الاجتماعية… ومن هذا المنطلق نجد عدم فهم المناهج لدى معظم الباحثين والطلبة يؤدي لحدوث أخطاءٍ عند اختيار منهج الدراسة([34])، حيث نجد أن بعضهم يختار منهج لا يمتُّ للبحث بصلة، وبعضهم لا يفرّق بين نوع الدراسة والمنهج المعتمد([35]).
ويرتكبون أخطاءً عندما يعتمدون منهجين في دراسةِ موضوع ٍواحد، ويخلطون بين المناهج، ولا يميّزون بين المنهج التجريبي والتّاريخي على سبيل المثال([36]).
– الإطارُ الزّماني والمكاني للبحث
كثير من الباحثين يرتكبون أخطاءً في تحديد زمان الدّراسة، بمعنى أخر يختارون بداية ونهاية خاطئة للبحث، ومن خلال مقابلتي للأستاذ الدكتور محمد مراد، طرحت عليه بعض الأسئلة التي تخص الإطار الزماني والمكاني للبحث، فأجاب قائلًا: يحدد بعض الباحثون بدايةً للبحث ونهايةً غير صحيحة وعلى سبيل المثال يكون عنوان البحث “سياسات الإصلاح الزراعي في سورية بين عامي 1947- 1971″، هذه الأعوام غير علمية، كون الإصلاح الحقيقي في سورية بدأ في عام 1950، أما العام 1971 فيكون من ضمن الخطة الخمسية الثّالثة، ويجب أن تكون نهاية البحث عند عام 1970 اي مع انتهاء الخطة الخمسية الثانية للتنمية، وتغيّر الحكم في سورية، ومثل هذه الأخطاء كثيرة، وفي بعض الأحيان يحدد بعضُ الباحثين بدايةَ ونهايةَ البحث بشكل صحيح، ولكن لا يوضّحون لماذا بدأ البحث بالعام مثلًا 1920، وانتهى مثلًا في عام 1970([37])، وأيضًا يرتكبون أخطاءً في تحديد حدود البحث مثلًا يكون عنوان البحث ” التّطور الاقتصادي والاجتماعي والعمراني لمدينة دمشق بين عامي 1937-1985″ وهنا يقع الباحثون بأخطاءٍ وهي حدود مدينة دمشق، ولا يعرفون ماهي المناطق التي تتضمنها، وأين تقف حدودها([38]).
– التّصميم العام للبحث
يمكن القول إنّ التصميمَ العام للبحث هو بمثابة الإجابة على الإشكالية المركزية للبحث، ويوضع بعد أنّ يكون قد تمكن الباحث من استيعاب الموضوع بشكل جيد وشامل، بالإضافة للانتهاء من جمع المادة التوثيقية والمصادر والمعلومات والأدبيات…، ويجب أن يكون التّصميم العام للبحث مقسم إلى جزئيين أو بابين أو محورين، ولكن يقع الباحثون ببعض الأخطاء أبرزها كالتالي([39]):
– عدم إظهار معالم البحث والتركيبة الهيكلية لمصدر الأفكار بشكل جيد.
– تعميم بعض النّتائج من خلال بيانات ومعلومات غير كافية.
– عدم ترابط الأفكار مع بعضها البعض.
– عدم التمييز بين العناوين الرئيسية والثانوية.
– عدم تنسيق العناوين مع بعضها البعض وربطها بالعنوان الأساسي.
– عدم وجود التوازن بين الفصول…
– عدم مراعاة التسلسل التاريخي والوصفي للمعلومات والأفكار.
– عدم تقسيم البحث لمحورين أو بابين…
– أسلوبُ الباحثِ ولغتُهُ
يقع الباحثون في العديد من الأخطاء أبرزها([40]):
– استخدام لغة عربية غير سليمة، وإدخال كلمات بالعاميّة.
– الوقوع بأخطاءٍ إملائيّة كثيرة.
– استخدام أحرُف الجر بغير مكانها.
– استخدام أسلوب غير سليم أثناء صياغة المعلومات.
– عدم التمييز بين التاء المربوطة والهاء، والتاء المربوطة والمبسوطة…
– عدم استخدام مصطلحات المادة ومفرداتها بالشكل المناسب، ونلاحظ أن بعضهم يستخدم مصطلحات اختصاصات غيرهم.
– وضع النّقطة او الفاصلة بعد الكلمة بمسافة، على سبيل المثال ” وسواهم .”
– عدم استخدام جملّ صحيحة وواضحة ومتراصّة مع بعضها البعض.
– عدم التّمييز بين همزة الوصل وهمزة القطع.
– الابتعاد عن الموضوعية.
-المادةُ التّوثيقيّة
يعتقدُ بعضُ الباحثين أن توثيق المصادر والمراجع … ” مسألةٌ هامشيةٌ”([41])، ولهذا نلاحظ أنّ الكثيرَ من الباحثين يرتكبون أخطاءً أثناء عملية توثيق الأبحاث أو الرسائل أو الأطاريح الجامعية، أهمها ما يلي([42]):
-استخدام العديد من المنهجيات في عملية التوثيق.
– استخدام الكثير من المصادر والمراجع والادبيات… في متن البحث أو الرسائل أو الأطاريح ولا توجد في قائمة المصادر والمراجع.
– كتابة مصادر ومراجع وأدبيات… في قائمة المصادر والمراجع وعدم استخدامها في متن البحث …
– الاكتفاء بذكر اسم المؤلِف دون ذكر اسم كتابه، أو دون ذكر دار النشر أو الطبعة أو المكان أو الزمان.
– عدم الّتمييز بين المراجع عندما يستخدم الباحث مراجعين لنفس المؤلف.
– كتابة اسم كتاب على أنّه مصدر وهو مرجع أو العكس، بمعنى آخر عدم الّتمييز بين المصدر والمرجع.
– عدم ترتيب المصادر والمراجع أبجديًا.
– أخذ معلومات من مرجع دون الرجوع إليه بشكل مباشر، وربما تكون هذه المعلومات غير صحيحة([43]).
– كتابة نتائج البحث ومناقشتها
يتوجب على الباحث كتابة نتائج البحث، وهنا نشير إلى أنّ بعض الباحثون يتجاهلون كتابتها أو يرتكبون بعض الأخطاء أهمها([44]).
– عدم القدرة على كتابة نتائج تمتّ للبحث بصلة.
– تَكرار نتائج قديمة.
– عدم عرض نتائج جديدة.
– إعادة صياغة لبعض النتائج التي مرت معه أثناء كتابة بحثه.
بالإضافة إلى ذلك يرتكبون أخطاء في مناقشة النتائج، وهي عدم القدرة على العودة إلى نتائج الدراسات السابقة من أجل ربط نتائجها مع نتائجهم… ([45]).
– ملخص البحث والتّوصيات
يرتكب بعض الباحثون أخطاءً عند كتابة ملخص البحث ووضع التوصيات، ونذكر منها ما يلي ([46]):
– لا يشتمل ملخص البحث على أهداف ونتائج البحث.
– عدم توافق نتائج الملخّص الأجنبي مع الملخص العربي.
– التّوصيات تكون غير مرتبطة مع مضمون البحث.
– التّوصيات غير جديدة، وإنمّا هي إعادة صياغة فقط.
– الخاتمة
تعتبر المنهجية العلمية هي الركيزةُ الأساسيّة لكل بحث علمي أو رسالة أو أطروحة، من أجل الوصول لأفضل النّتائج الموضوعيّة والعلمية، ويلعب الباحث العلمي دورًا هامًا في إدارة البحث العلمي، وإعداد البحوث العلمية والرسائل والأطاريح، ولهذا يتوجب أن تتوافر بالباحث العلمي العديد من الصفات، ومنها الرغبة الفعلية في الكتابة وحب العلم وقوة الملاحظة والتحمل والتركيز، بالإضافة لتمتعه بالأمانة العلمية والأخلاق وتقبل أراء الاخرين، وإتقان اللغة والتمييز بين المناهج العلمية وكيفية استخدامها.
تبقى مسألة الأخطاء الشائعة في كتابة البحوث العلمية من أهم المسألة، فهناك كما ذكرنا في متن البحث الكثير من الأخطاء سواءً في تحديد عنوان البحث او صياغة الإشكالية المركزية أو جمع المادة التوثيقية أو كيفية التّمييز بين أهداف البحث وأهميته أو صياغة الفرضيات واختيار المنهج المناسب… وصولًا لكتابة التّوصيات والملخص، لذا يستوجب علينا جميعًا معالجتها والإشارة إليها لتجب الوقوع فيها.
– التّوصيات
يمكن وضع بعض التّوصيات من أجل تحقيق جودة أفضل للأبحاث العلميّة والرسائل والأطاريح بعيدة عن الأخطاء وهي كالتّالي:
– إقامة دورات وورش عمل لتدريب الطلاب والباحثين على كيفية اختيار عناوين الأبحاث والرسائل والأطاريح، وكيفية صياغة الإشكالية والفروض واختيار المنهج وأدوات القياس، وكيفية جمع المادة التّوثيقية…
– نوصي الباحثين عند اختيار موضوع البحث بأنّ يكون
- موضوعاً يهمه، يرغب فيه فعلًا، وذلك من أجل أن يصل به إلى نتائج جيدة.
- موضوعًا يمكن أن يضع له عنوانًا يجذب القرّاء ويدل بوضوح على مضمونه.
- موضوعًا تتوافر له مراجع ومصادر علمية ورقية وإلكترونية بأكثر من لغة.
- موضوعًا يمكن أن يحصل على وثائق غير منشورة تخدمه، وتوصلنا إلى معلومات لم تكن معروفة.
- موضوعًا لم يسبق بحثه، وبالتالي يمكن أن يضيف من خلاله شيئًا علميًا جديدًا.
- موضوًعًا لا يعتمد على السّرد أو الوصف، بل موضوعًا قابل للتحليل والوصول لأفضل النتائج العلمية.
- موضوعًا لا يسبب له مشاكل سياسية أو دينية أو إدارية…
- موضوعًا يستطيع من خلاله معالجة حقبة زمنية محدودة في صفحات ورقية معدودة.
- موضوعًا يتمكن من خلاله تحضير استمارات لرصد آراء أكبر عدد من المهتمين.
- موضوعًا يمكن من خلاله إجراء لقاءات ومقابلات شخصية يتفاعل معها الآخرون.
– عند كتابة التصميم العام للبحث نوصي بما يلي:
1- التّمييز بين العناوين الرئيسية والعناوين الثانوية، بالإضافة لتقسيم كل عنوان إلى عناوين فرعية.
2- يتوجب معالجة كل فرضية في فصل واحد، أي عندما نقسم الدراسة إلى ستة فصول يجب أن يكون هناك ست فرضيات.
3- كتابة الأفكار والمعلومات بشكل تدريجي ومرتب ومنسق.
4- الالتزام بالتسلسل التّاريخي، أي التدرج التاريخي والوصفي والتحليلي والاستنتاجي.
5- تقسيم الدراسة لبابين أو جزئيين أو محورين، وان يكون هناك نوع من التوازن بينهما.
– قائمة المصادر والمراجع
– الضامن منذر ، أساسيات البحث العلمي، دار المسيرة، ط1، عمان، 2007.
– الطباع إياد خالد ، الوجيز في أصول البحث والتأليف، وزارة الثقافة الهيئة العامة السورية للكتاب، دون طبعة دون تاريخ، دمشق.
– العزاوي رحيم يونس كرو ، منهج البحث العلمي، دار دجلة، ط1، عمان، 2008.
– التودري عوض حسين ، البحث العلمي وأخطائه الشائعة، دون دار، دون مكان، 2012.
– باسكون بول ، ارشادات عملية لاعداد الرسائل والاطروحات الجامعية، ترجمة احمد عريف، مراجعة أحمد الرضواني، دون دار نشر، دون طبعة، الرباط، 1980.
– جيدير ماثيو ، منهجية البحث، ترجمة ملكة ابيض، دون دار نشر، دون طبعة، دون مكان.
– خضر أحمد إبراهيم ، إعداد البحوث والرسائل العلمية من الفكرة حتى الخاتمة، جامعة الازهر، كلية التربية بالقاهرة، دون دار نشر، دون، 2013، القاهرة.
– ذبيحي حسن وشوبار لياس ، اخطاء شائعة في البحوث العلمية، مرجز جيل البحث العلمي، مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية، العام الرابع، العدد 28، فبراير 2017.
– طالبي سرور، رئيسية مركز جيل البحث العلمي نقاش معها في يوم 17 أكتوبر 2020، حول مؤتمر تمتين أدبيات البحث العلمي.
– عقيل حسين عقيل، خطوات البحث العلمي من تحديد المشكلة إلى تفسير النتيجة، دار أبن كثير، دون زمان، دون مكان.
– علي عاطف ، المنهج المقارن مع دراسات تطبيقية، مجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، ط1، بيروت، 2006.
– عبد الرحمن سعيد، مقابلة، وهو من مواليد لبنان 1972، رئيس قسم التاريخ في الجامعة اللبنانية، الفرع الرابع، ومحاضر لمادة تاريخ العرب الحديث والمعاصر، أشرف وما يزال على عشرات الرسائل وأطروحات الدكتوراه في الجامعة اللبنانية وغيرها من الجامعات في لبنان، أجريت في زحلة في يوم 9/10/2020 الساعة الواحدة.
– عبد الغني محمد والخضيري محسن احمد ، الأُسس العلمية لكتابة رسائل الماجستير والدكتوراه، مكتبة الانجلو المصرية، دون طبعة، القاهرة، 1992.
– قنديلجي عامر ، البحث العلمي واستخدام مصادر المعلومات، دار اليازوري العلمية، ط1، عمان، 1999.
– محي الدين حسام سبع، مقابلة، وهو من مواليد لبنان 1971، محاضر في الجامعة اللبنانية، الفرع الرابع، لمادة تقنيات البحث العلمي، أشرف وما يزال على عشرات الرسائل وأطروحات الدكتوراه في الجامعة اللبنانية وغيرها من الجامعات في لبنان، أجريت في زحلة يوم 11/10/2020 الساعة الخامسة مساءًا.
– مراد محمد، مقابلة، وهو من مواليد لبنان، حائز على دكتوراه في التاريخ الحديث من الجامعة اللبنانية عام ١٩٨٨، ودكتوراه ثانية في العلوم السياسية من الجامعة اللبنانية عام ١٩٩٦، أستاذ كرسي عام ١٩٩٤، مؤلفاته 21 كتاب، و86 بحث، مشارك في 18 مؤتمر في لبنان والبلاد العربية، أشرف وما يزال على عشرات الرسائل وأطروحات الدكتوراه في الجامعة اللبنانية وغيرها من الجامعات في لبنان، أجريت هذه المقابلة في بيروت بتاريخ 27/ 10/ 2020.
– نعمان منصور والنمري غسان ديب ، البحث العلمي حرفة وفن، دار الكندي، ط1، اربد، 1998.
– nachmias david, research methods in the social sciences, lnodon, edward amolo, 1976.
– weber max, economy and societv an outine lnterpretive sociology edited by guenther roth and claus wittich, translators Ephraim fischoff, 2 vols Berkeley, calif; university of california press 1978.
([1]) مقابلة مع الاستاذ الدكتور حسام سبع محي الدين، وهو من مواليد لبنان 1971، محاضر في الجامعة اللبنانية، الفرع الرابع، لمادة تقنيات البحث العلمي، أشرف وما يزال على عشرات الرسائل وأطروحات الدكتوراه في الجامعة اللبنانية وغيرها من الجامعات في لبنان، أجريت في زحلة يوم 11/10/2020 الساعة الخامسة مساءًا.
([3]) مقابلة مع الاستاذ الدكتور حسام سبع محي الدين، مصدر سابق.
([4]) إياد خالد الطباع، الوجيز في أصول البحث والتأليف، وزارة الثقافة الهيئة العامة السورية للكتاب، دون طبعة دون تاريخ، دمشق، ص، 4-5.
([5]) عقيل حسين عقيل، خطوات البحث العلمي من تحديد المشكلة إلى تفسير النتيجة، دار أبن كثير، دون زمان، دون مكان، ص، 7.
([6]) منذر الضامن، أساسيات البحث العلمي، دار المسيرة، ط1، عمان، 2007، ص، 17.
([7]) رحيم يونس كرو العزاوي، منهج البحث العلمي، دار دجلة، ط1، عمان، 2008، ص، 21-22.
([8]) عقيل حسين عقيل، خطوات البحث العلمي من تحديد المشكلة إلى تفسير النتيجة، مرجع سابق، ص، 10.
([9]) عوض حسين التودري، البحث العلمي وأخطائه الشائعة، دون دار، دون مكان، 2012، ص، 26-27.
([10]) مقابلة مع الاستاذ الدكتور محمد مراد، وهو من مواليد لبنان، حائز على دكتوراه في التاريخ الحديث من الجامعة اللبنانية عام ١٩٨٨، ودكتوراه ثانية في العلوم السياسية من الجامعة اللبنانية عام ١٩٩٦، أستاذ كرسي عام ١٩٩٤، مؤلفاته 21 كتاب، و86 بحث، مشارك في 18 مؤتمر في لبنان والبلاد العربية، أشرف وما يزال على عشرات الرسائل وأطروحات الدكتوراه في الجامعة اللبنانية وغيرها من الجامعات في لبنان، أجريت هذه المقابلة في بيروت بتاريخ 27/ 10/ 2020.
([11]) nachmias david, research methods in the social sciences, lnodon, edward amolo, 1976, p. 6
([12]) مقابلة مع الاستاذ الدكتور محمد مراد، وهو من مواليد لبنان، حائز على دكتوراه في التاريخ الحديث من الجامعة اللبنانية عام ١٩٨٨، ودكتوراه ثانية في العلوم السياسية من الجامعة اللبنانية عام ١٩٩٦، أستاذ كرسي عام ١٩٩٤، مؤلفاته 21 كتاب، و86 بحث، مشارك في 18 مؤتمر في لبنان والبلاد العربية، أشرف وما يزال على عشرات الرسائل وأطروحات الدكتوراه في الجامعة اللبنانية وغيرها من الجامعات في لبنان، أجريت هذه المقابلة في بيروت بتاريخ 27/ 10/ 2020.
([13]) عوض حسين التودري، البحث العلمي وأخطائه الشائعة، مرجع سابق، ص، 52-53.
([14]) مقابلة مع الاستاذ الدكتور محمد مراد، مصدر سابق.
([15]) عوض حسين التودري، البحث العلمي وأخطائه الشائعة، مرجع سابق، ص، 52-53.
([16]) محمد عبد الغني ومحسن احمد الخضيري، الاسس العلمية لكتابة رسائل الماجستير والدكتوراه، مكتبة الانجلو المصرية، دون طبعة، القاهرة، 1992، ص، 27.
([17]) عامر قنديلجي، البحث العلمي واستخدام مصادر المعلومات، دار اليازوري العلمية، ط1، عمان، 1999، ص، 36-37.
([18]) مقابلة مع الاستاذ الدكتور حسام سبع محي الدين، مصدر سابق.
([19]) عوض حسين التودري، البحث العلمي وأخطائه الشائعة، مرجع سابق، ص، 66-67.
([20]) بول باسكون، ارشادات عملية لاعداد الرسائل والاطروحات الجامعية، ترجمة احمد عريف، مراجعة أحمد الرضواني، دون دار نشر، دون طبعة، الرباط، 1980، ص، 22-23.
([21]) رحيم يونس كرو العزاوي، منهج البحث العلمي، دار دجلة، ط1، عمان، 2008، ص، 21-22.
([22]) مقابلة مع الاستاذ الدكتور حسام سبع محي الدين، مصدر سابق.
([23]) رحيم يونس كرو العزاوي، منهج البحث العلمي، مرجع سابق، ص، 21-22.
([24]) مقابلة مع الاستاذ الدكتور محمد مراد، مصدر سابق.
([25]) مقابلة مع الاستاذ الدكتور سعيد عبد الرحمن، وهو من مواليد لبنان 1972، رئيس قسم التاريخ في الجامعة اللبنانية، الفرع الرابع، ومحاضر لمادة تاريخ العرب الحديث والمعاصر، أشرف وما يزال على عشرات الرسائل وأطروحات الدكتوراه في الجامعة اللبنانية وغيرها من الجامعات في لبنان، أجريت في زحلة في يوم 9/10/2020 الساعة الواحدة.
([26]) منصور نعمان وغسان ديب النمري، البحث العلمي حرفة وفن، دار الكندي، ط1، اربد، 1998، ص، 46.
([28]) حسن ذبيحي ولياس شوبار، اخطاء شائعة في البحوث العلمية، مرجز جيل البحث العلمي، مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية، العام الرابع، العدد 28، فبراير 2017، ص، 15- 16.
([29]) عامر قنديلجي، البحث العلمي واستخدام مصادر المعلومات، مرجع سابق، ص، 73.
([30]) مقابلة مع الاستاذ الدكتور محمد مراد، مصدر سابق.
([31]) مقابلة مع الاستاذ الدكتور سعيد عبد الرحمن، مصدر سابق.
([32]) ماثيو جيدير، منهجية البحث، ترجمة ملكة ابيض، دون دار نشر، دون طبعة، دون مكان، ص، 71-72.
([33]) المرجع نفسه، ص، 72، عاطف علي، المنهج المقارن مع دراسات تطبيقية، مجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، ط1، بيروت، 2006، ص، 21.
([34]) weber max, economy and societv an outine lnterpretive sociology edited by guenther roth and claus wittich, translators Ephraim fischoff, 2 vols Berkeley, calif; university of california press 1978, p. 927.
([35]) احمد إبراهيم خضر، إعداد البحوث والرسائل العلمية من الفكرة حتى الخاتمة، جامعة الازهر، كلية التربية بالقاهرة، دون دار نشر، دون، 2013، القاهرة، ص، 38-39.
([36]) مقابلة مع الاستاذ الدكتور حسام سبع محي الدين، مصدر سابق.
([37]) مقابلة مع الاستاذ الدكتور محمد مراد، مصدر سابق.
([38]) مقابلة مع الاستاذ الدكتور سعيد عبد الرحمن، مصدر سابق.
([39]) مقابلة مع الاستاذ الدكتور سعيد عبد الرحمن، مصدر سابق.
([40]) مقابلة مع الاستاذ الدكتور محمد مراد، مصدر سابق.
([41]) احمد إبراهيم خضر، إعداد البحوث والرسائل العلمية من الفكرة حتى الخاتمة، مرجع سابق، ص، 38-39.
([42]) مقابلة مع الاستاذ الدكتور حسام سبع محي الدين، مصدر سابق.
([43]) هذا ما قالته رئيسية مركز جيل البحث العلمي الاستاذة الدكتوره سرور طالبي أثناء حديثي معها في يوم 17 أكتوبر2020 عندما دار النقاش حول مؤتمر تمتين أدبيات البحث العلمي.
([44]) مقابلة مع الاستاذ الدكتور حسام سبع محي الدين، مصدر سابق.
([45]) حسن ذبيحي ولياس شوبار، اخطاء شائعة في البحوث العلمية، مرجز جيل البحث العلمي، مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية، العام الرابع، العدد 28، مرجع سابق، ص، 21.
([46]) مقابلة مع الاستاذ الدكتور سعيد عبد الرحمن، مصدر سابق.