Skip to content

JiL.Center

Primary Menu
  • عن المركز
  • رئيسة المركز
  • شروط الانتساب
  • منشوراتنا
  • مؤتمرات وملتقيات
  • دوراتنا
  • محاضراتنا
  • مسابقاتنا
  • Cont@cts
الموقع الرسمي
  • Home
  • الدلالة الإيحائية في الخطاب الرسمي الخاص بفيروس كورونا (COVID-19) بين التهوين والتهويل
  • دراسات أدبية وفكرية

الدلالة الإيحائية في الخطاب الرسمي الخاص بفيروس كورونا (COVID-19) بين التهوين والتهويل

admin 2020-12-10 5 min read

 

الدلالة الإيحائية في الخطاب الرسمي الخاص بفيروس كورونا (COVID-19) بين التهوين والتهويل

The Suggestive Connotation In The Official Discourse Of The (Covid-19) Coronavirus: Between Underestimation And Exaggeration

علاء عبده سالم حسن، قسم اللغة العربية وآدابها، جامعة الملك سعود، المملكة العربية السعودية

Alaa Abduh Salim Hasan, Department of Arabic Language and Literature, King Saud University, Saudi Arabia

مقال منشور في مجلة جيل الدراسات الادبية والفكرية العدد 65 الصفحة 67.

 

Abstract:

This research attempts to uncover the connotations that suggest underestimation and exaggeration in the official discourse on COVID-19, by reading a sample of the controversial statements of decision-makers in some countries around the world, by referring to their Twitter or other social media accounts. The research answers both theoretical and applied questions: The theoretical ones address the nature of the suggestive connotation by presenting a different reading of it, and the applied ones tackle the suggestive connotations indicating underestimation and exaggeration in the official discourse on the virus, and the dimensions behind the world of connotations in this discourse. The research used the descriptive approach by analyzing and interpreting these connotations. Some of the research findings include:  The suggestive connotations in the discourse of Coronavirus (COVID-19) went through five shifts. These are first, understatement and exaggeration; second, challenge; third, fear and anxiety; fourth, reassurance; and last suffering and crisis. These shifts appeared clear and complete in the official Western discourse. It was found out that these suggestive connotations were controversial and influencing for the audience. This type of connotation can be explained by the decision-maker placing another consideration outside the context of the disease expressed by the political, economic and psychological dimensions.

Key words: suggestive connotations, official discourse, Covid-19

ملخص: 

يحاول هذا البحث الكشف عن الدلالات التي توحي بالتهوين والتهويل في الخطاب الرسمي الخاص بفيروس (COVID-19)، من خلال قراءة عينة من تصريحات أصحاب القرار المثيرة في بعض دول العالم بالرجوع إلى حساباتهم في تويتر أو وسائل الإعلام المختلفة. ويجيب هذا البحث عن تساؤلات بحثية؛ نظرية عن طبيعة الدلالة الإيحائية بتقديم قراءة مختلفة لها، وتطبيقية عن الدلالات الإيحائية الدالة على التهوين والتهويل في الخطاب الرسمي الخاص بالفيروس، والأنساق التي تقف خلف عالم الدلالات في هذا الخطاب. واستخدم البحث المنهج الوصفي بتحليل وتفسير هذه الدلالات، وتوصل البحث إلى نتائج، منها: أن الدلالات الإيحائية في الخطاب الخاص بفيروس كورونا (COVID-19) تنقَّلت خمس نقلات؛ وهي التهوين والتهويل، ثم التحدي، ثم الخوف والقلق، ثم التطمين، ثم المعاناة والأزمة. وظهرت هذه النقلات واضحةً ومكتملة في الخطاب الرسمي الغربي. ومنها تبيَّن أن هذه الدلالات الإيحائية كانت مثيرة ومؤثرة على المتلقين، ويمكن تفسير هذا النوع من الدلالات بوضع صاحب القرار اعتبارًا آخر خارج سياق المرض تعبر عنه الأنساق السياسية والاقتصادية والنفسية.

الكلمات المفتاحية: الدلالة الإيحائية، الخطاب الرسمي، كورونا COVID-19

 

 

مقدمة

ترتبط اللغة بالمجتمع وحاجاته ومستواه الحضاري والفكري، ولذلك لا تثبت دلالاتها على حال. وما دام أن الإنسان يطمح إلى تطوير علاقاته مع ذاته والعالم من حوله سيبقى في حاجة إلى المعنى ليوفر له أسباب التعايش والتفاهم والبقاء، وما الصراعات إلا بسبب قصور حاصل في فهم المعاني التي تدور حول الكلمات والأشياء. ولكل مرحلةِ رخاءٍ أو شدةٍ خطابٌ خاص بها، يتضمَّن دلالاتٍ مرتبطة بسياقاتها وظروفها، وهذه السياقات والظروف تمثِّل عالما يشارك في إنشاء الخطاب وتلقيه.

وفي هذه الفترة نشأ خطاب خاص بأزمة فيروس كورونا الجديد (COVID-19)، هذا الخطاب هيمن على الخطاب الإنساني وسيطر على كل مجريات الحياة، ولذلك كان جديرًا بالدراسة، إلا أن الدراسة هنا ستركز على دلالاته، وستقف على الإيحاءات المعبرة عن الأزمة التي يمر بها المجتمع والعالم جراء الفيروس، ومن هنا نشأت فكرة هذا البحث.

تتناول هذه الورقة البحثية الدلالات الإيحائية في الخطاب الرسمي الخاص بفيروس كورونا الجديد (COVID-19) بين التهوين والتهويل، من خلال عينات مختارة من تصريحات أصحاب القرار في دول العالم، ويهدف هذا البحث إلى الإجابة عن الأسئلة الآتية:

نظريًّا؛ ما هي طبيعة الدلالة الإيحائية ضمن حقل الدلالة؟ وهل هي دلالة أم معنى؟

تطبيقيًّا؛ ما هي الدلالات الإيحائية الدالة على التهوين من خطر كورونا، أو على التهويل منه في الخطاب الرسمي الخاص بالفيروس من خلال المفردات والعبارات التي تضمنها؟

ثم ما هي الخلفيات والأنساق الاجتماعية والنفسية التي صنعت الإيحاء في هذه الدلالات ضمن الخطاب الرسمي الخاص بفيروس كورونا؟

 

 

أولا: الدلالة الإيحائية (قراءة مختلفة)

ثنائية (الدلالة الأساسية – الدلالة الإيحائية) وتصنيف الدارسين

يتأسس النظر في الدلالة وأنواعها على وظيفة اللغة، فاللغة تؤدي وظيفتين رئيستين؛ وظيفةً منطقيةً تكون فيها أداة للتعبير عن الحقائق والأفكار والقضايا الموضوعية، أي توصيلها ونقلها. ووظيفةً نفسيةً عاطفية وديناميكية، تكون فيه أداةً للتعبير عن العواطف والانفعالات والتأثير في سلوك الإنسان([1]). ومن خلال هاتين الوظيفتين تمدُّ اللغة روابطها مع المنطق وعلم النفس، أو يمكن القول إن وظيفة اللغة تكون بين المنطق والتأثير، مكوِّنةً نوعين من الدلالات؛ الدلالة المنطقية الأساسية، والدلالة النفسية الإيحائية.

تعدُّ الدلالة الأساسية عاملا رئيسًا في الاتصال اللغوي؛ إذ تمثل الوظيفة الأساسية لنقل الأفكار والتفاهم بين الناس؛ ولذلك يتقاسم المتكلمون باللغة هذه الدلالة في إطار البيئة اللغوية المعينة، في حين تأتي الدلالة الإيحائية بصفتها دلالةً زائدة على الدلالة الأساسية، إذ تمثِّل ظلالا لها غير متناهية، ولا يقلّل ذلك من شأنها، بل إنها من وجهة نظري تنطلق من الأساسية الثابتة، ثم تنفلت لا يحكمها إلا عالمٌ من الأنساق والنظم الاجتماعية والنفسيات والأفكار الفردية.

وعلى الرغم من هذا التقسيم الثنائي الذي أرتضيه، فإن اللغويين قديمًا وحديثًا حاولوا تقديم أنواع كثيرة تحت محاولات تصنيفية للمعنى، وفي ذلك خلطٌ مصطلحيٌّ ومفاهيميٌّ سيأتي الحديث عنه، إذ يرى –مثلا- أحمد مختار عمر أن للمعنى أنواعًا عدة([2])، وهذا محل نظر.

ولعل من المفيد أولاً أن أقف عند ثنائية الدلالة (المركزية- الإيحائية) للتعريف بها كما وردت عند من تناولها من اللغويين، متجاوزًا بشكل مؤقت الإشكال المصطلحي الواقع بين الدلالة والمعنى أولا، وتعدد المصطلحات وتنوعها ثانيًا، سواء كان ذلك حاصلا من الترجمة العربية أو من النص الأصلي ذاته.

يعرِّف نيدا Nida الدلالة الأساسية بأنها الدلالة التي تتصل بالوحدة المعجمية حينما ترد في أقل سياق، أي حينما ترد منفردة. أما الدلالة الإيحائية فهي الدلالة التي يملكها اللفظ عن طريق ما تشير إليه فضلا عن الدلالة الأساسية([3])، فهي تكون معها جنبًا إلى جنب، ولكنها ليست ثابتة، بل خاضعة للتغيير بحسب خلفيات اجتماعية وثقافية…إلخ وعامل الزمن وتجدد الخبرة.

وتتحدد الدلالة الأساسية بسمات منطقية معيارية، في حين لا يمكن تحديد الدلالات الإيحائية؛ لأنها تعتمد على تجدد الأنساق الاجتماعية والنفسيات الفردية، وهذه كلها غير ثابتة بل متغيرة ومتطورة؛ من هنا لا يشترط الاتفاق أو التواضع في الدلالة الإيحائية كما هو الحال في الأساسية، فالإيحائية مفتوحة وغير نهائية.

يمكن القول إن الدلالة الإيحائية تكون الكلمات فيها ذات قدرة عاطفية على الإيحاء، وذكر أولمان Ullmann تأثيرات هذا النوع على النحو الآتي:

  1. التأثير الصوتي: ويكون مباشرًا إذا كانت الكلمة توحي ببعض الأصوات أو الضجيج الذي يحاكيه التركيب الصوتي للكلمة، ويسمى Primary onomatopoeia، أو غير مباشر كالقيمة الرمزية للكسرة أو الضمة تقليلا من الشأن أو تعظيمًا له، ويسمى Secondary onomatopoeia
  2. التأثير الصرفي: ويكون في الكلمات المركبة والمنحوتة.
  3. التأثير الدلالي: في الكلمات المجازية أو الصور الكلامية المعبرة([4]).

ويضيف ليتشLeech  نوعًا آخر، وهو المعنى المنعكس reflected meaning ويجعله ضمن الإيحاء، وهو المعنى الذي ينشأ في حالات تعدد المعنى الأساسي عندما يشكل إحساس كلمة واحدة جزءًا من استجابتنا لمعنى آخر؛ إذ غالبًا ما يترك المعنى الأكثر شيوعًا وإلفًا أثرًا إيحائيًّا على المعنى الآخر، ويظهر المعنى المنعكس بصورة كبيرة في كلمات اللامساس أو ما يسمى بـ Taboo([5]).

وتناول إبراهيم أنيس نوعي الدلالة وإن كان بمصطلح آخر لكل منهما، فيرى أن النوع الأول يسمى (الدلالة المركزية)، وهي التي تتحصل من القدر المشترك من الدلالة الذي يقتنع به أفراد البيئة اللغوية الواحدة في التواصل بينهم، يصل بهم هذا القدر إلى نوع من الفهم التقريبي الذي يمكن الاكتفاء به في الحياة العامة، وهذا القدر المشترك هو الذي يسجله المعجم. ويسمي النوع الثاني (الدلالة الهامشية)، وهي تلك الظلال التي تختلف باختلاف الأفراد وتجاربهم وأمزجتهم وما ورثوه من آبائهم وأجدادهم([6]).

ويرى أنيس أن الدلالة المركزية تمثل مركزًا ثابتًا في دائرة تتسع أمواجها إلى ما لا نهاية، وهذه الأمواج تمثل الدلالات الهامشية التي تتفاوت وتتغير بحسب الخلفيات والسياقات والزمن، وكلما اتسعت قلَّ عدد الناس الذين يفهمونها أو يدركونها، كما أنها تتصل اتصالا وثيقًا بالعاطفة، وهي ردود الفعل أو ظلال المعاني التي تشمل الذكريات المستثارة والانفعالات والاستجابات الفسيولوجية للجسم([7]).

واستعمل محمد يونس مصطلحي الدلالة المركزية والدلالة الهامشية أيضًا، وفرق بينهما بالآتي:

  1. الدلالة المركزية دلالة مشتركة في فهمها بين عامة الناس الذين ينتمون إلى البيئة اللغوية، في حين تكون الثانية خاضعة لخلفيات نفسية واجتماعية معينة ربما تختص ببعض أفراد البيئة دون البعض الآخر على مستويات عدة.
  2. تدرك الدلالة المركزية إدراكًا عقليًّا ومنطقيًّا، أما الدلالة الهامشية فقد تكون استجابة نفسية للكلمات أو استلزامات منطقية وعقلية.
  3. تتصل الدلالة المركزية بأهم وظائف اللغة وهي وظيفة الإبلاغ، في حين تتصل الهامشية بوظيفة التأثير([8]).

ويرى الباحث أن مصطلحي الدلالة المركزية والدلالة الهامشية اللذين استعملهما إبراهيم أنيس ومحمد يونس مصطلحان غير موفقين؛ لأنهما يجعلان للكلمة أو الجملة دلالة نموذجية ثابتة ومن ثم يكون للخطاب قصد واحد يُسعى إليه، في حين تكون الدلالة الهامشية دلالة أقل قدرًا، فهي واقعة في الهامش من الدلالة المركزية، وهذه المعالجة للدلالة برأيي غير موفقة، ولعلهما قد خلطا في ذلك بين الدلالة والمعنى خلطًا كبيرًا سيأتي الحديث عنه.

يمكن القول إذن إن من المناسب الاصطلاح على الدلالتين (الدلالة الأساسية والدلالة الإيحائية) مع الأخذ بعين الاعتبار عدم تفضيل أحدهما على الآخر، وأن تحصيلهما يعتمد على الاستعمال والأنساق الاجتماعية والنفسيات الفردية التي تمثل عوالم مفسرة للدلالات، وسياقات كاشفة عنها.

وبقراءة نظرية لطبيعة الدلالة ونوعيها السابقين، أقف هنا أمام إشكاليتين مهمتين، تفصيلهما في الآتي:

 الإشكالية الأول: تصنيف المعنى وتشقيقه إلى أنواع عديدة، واختلاف مصطلحي الدلالة الأساسية والدلالة الإيحائية، إذ لاحظ الباحث كثرة التصنيفات للمعنى والخلط بينه وبين الدلالات، ومن تلك التصنيفات:

  • تقسيم ليتش Leeh: المعنى الصريح والمعنى الضمني والمعنى الأسلوبي والمعنى الانعكاسي والمعنى الانتظامي والمعنى الرصفي والمعنى الموضوعي والمعنى الانفعالي والمعنى التداولي([9]).
  • تقسيم فيرث: القصد والقيمة والمرجع والعاطفة([10]).
  • تقسيم إردمان Erdmann: المعنى الأساسي والمعنى التطبيقي والمعنى الانفعالي.
  • تقسيم بالمر Palmer: الدلالة الوضعية والدلالة التصويرية والدلالة البيانية([11]).
  • تقسيم محمد التونجي: الدلالة الاجتماعية والوضعية والذاتية، والدلالة المعجمية والمطابقة والصوتية، والدلالة الاصطلاحية والتضمن والحافة، والدلالة الصرفية والالتزام والنحوية([12]).
  • تصنيف أحمد مختار عمر: المعنى الأساسي والمعنى الإضافي والمعنى الأسلوبي والمعنى النفسي والمعنى الإيحائي([13]).

وبالنظر إلى هذه التقسيمات للمعنى أو الدلالة يرى الباحث أن التعدد واقع فيما يدور حول الدلالة الإيحائية أكثر من الدلالة الأساسية، ومع ذلك فإن هذه التصنيفات لا تختلف عن بعضها، فهي تعود إلى النوعين الرئيسين؛ الدلالة الأساسية المؤدية لوظيفة اللغة المنطقية، والدلالة الإيحائية المؤدية لوظيفة اللغة التأثيرية، ولعل هذا التنوع في التصنيف راجع إلى الاختلاف في الرؤى والمناهج الفكرية، ولذلك يمكن تجاوز هذه الإشكالية بأن يُكتفى بهذين النوعين المذكورين كما هما بمصطلحهما.

أما الإشكالية الثانية فتتعلق بالدلالة الإيحائية، ويمكن تلخيصها في السؤال: أيهما أنسب أن نقول: الدلالة الإيحائية أم المعنى الإيحائي؟ بمعنى آخر هل الإيحاء دلالة أم معنى؟

وقع دارسو الدلالة العرب -من وجهة نظري- في خلط كبير كما أشرت سابقًا حينما ساووا بين الدلالة والمعنى، ولذلك تجدهم يتحدثون عن المعنى وهم في الحقيقة يتحدثون عن الدلالة والعكس كذلك، ولعل ذلك ظاهر في التقسيمات التي سُردت في الإشكالية الأولى، من هنا جاءت مشروعية السؤال: هل نقول: الدلالة الإيحائية أم المعنى الإيحائي؟

بالوقوف على طبيعة كل من الدلالة والمعنى، نجد أن الدلالة هي الشيء الموضوعي المحدد الذي يتحصل من الدال والمدلول ويتسم بأنه اجتماعي توافقي منطقي، في حين يكون المعنى ما يستقر في ذهن المتلقي، فهو غير ثابت؛ لأن تحصيله يعتمد على الخلفيات الفردية النفسية وخبرات المتلقي مع الواقع واللغة؛ ولذلك ليس للكلمة أو العبارة الواحدة معنى خاص، فالمعنى الخاص خرافةٌ تؤدي إلى سوء الفهم، ولذلك سعى ريتشاردز Richards في كتابه (فلسفة البلاغة)، إلى دحضه وانتقاده، فيرى أن “السبب الرئيس في سوء الفهم هو خرافة المعنى الخاص  Proper Meaning Superstition، أي ذلك الاعتقاد الشائع -الذي تغذيه الكتب المدرسية- بأن للكلمة معنىً ثابتًا محددًا (هو مثاليًّا معنى واحد) مستقلا عن شروط الاستعمال، بل إنه يتحكم في الاستعمال”([14]).

إذن، لا يمكن حصر الكلمات في إطار معنى وحيد وثابت، بل إن مجال المعاني مفتوح أمام التعدد والاختلاف بحسب السياقات والاستعمالات المتعددة، فالمعنى يصنعه المتلقي بناء على السياق وعالم النفسيات والأفكار.

وبناءً على ما سبق؛ فإن ما يسمى بالدلالة الإيحائية للكلمة ما هي إلا معنى إيحائي يلتقطه المتلقي بناءً على السياق والأنساق الثقافية والاجتماعية والسياسية من جهة والحالات النفسية والخبرات الفردية من جهة أخرى، ومع ذلك سنبقي على مصطلح (الدلالة الإيحائية) كما هو في عنوان البحث؛ لشهرته ولأنه مقابل لمصطلح (الدلالة الأساسية)، ويبقى السؤال قائمًا ومطروحًا لتناول بحثي مستقبلي أكثر تركيزًا.

الدلالة الإيحائية (المصطلح والمفهوم)

كان أول من استعمل مصطلحَي الإحالة Denotation والإيحاء Connotation هو جون ستيوارت ميل John Stuart Mill عام 1843([15])، وإن كانت هناك مقابلات مصطلحية فلسفية استعملها غيره، كمصطلحَي Comprehension and denotation لبور رويال Port Royal الذي نشرهما عام 1662([16])، أي قبل ستيوارت، ومصطلحَي Sense and Reference لفريجة Frege الذي نشرهما عام 1892([17])، ومصطلحَي Intension and Extension لكارناب Carnap([18]) الذي نشرهما عام 1975؛ لكن هذه المقابلات الفلسفية ليست أقرب إلى تمثيل الدلالة الأساسية والدلالة الإيحائية كمصطلحي Connotation and Denotation ، وربما تعود هذه المصطلحات التي جاءت بعد ستيوارت كما يرى كوبر Cooper إلى أن الفلاسفة بعد ستيوارت فسروا الإحالة في الكلمة بأنها ما تشير إليه، وأن الإيحاء هو تلك الخصائص المتلبسة بما تشير إليه؛ ولذلك ارتبطت الإحالة بالماصدق Extension والإيحاء بالمفهوم Intension([19]).

يرى جان كوهن أن مصطلح الإيحاء Connotation يشير إلى الاستجابة العاطفية ومصطلح الإحالة Denotation إلى الاستجابة العقلية، وكلتا الاستجابتين تمثل وظيفتي اللغة العاطفية والعقلية([20]) كما ذكرنا من قبل.

فما هو الإيحاء إذن؟ يرى الباحث أن هناك تعريفًا يمكن الاعتماد عليه من بين التعريفات الكثيرة التي لا طائل من سردها؛ فيعرفه هنري لوفيغر Henri Lefebvre بأنه “أصداء العلامات الانفعالية والعقلية”([21]). أي عناصر انفعالية، وإيحاءات ألهمتها الألفاظ المستعملة قيمًا إضافية متصلة بالعلامة وملازمة لها بدون تغييرها، ولذلك يرى فندريس Vendryes أن المعنى المنطقي للكلمة يتأرجح حوله جو عاطفي يحيط بالكلمة ويمنحها ألوانًا مؤقتة على حسب استعمالاتها، وهذه الألوان هي التي تكوِّن القيمة التعبيرية أو الإيحائية لها([22]).

يمكن القول إن الدلالة الإيحائية ليس دلالة العلامات نفسها، بل هي أصداء تلك العلامات، والصدى هو الجانب الانفعالي الذي تثيره الكلمة في النفس؛ ولذلك لا يمكن أن يكون للكلمة معنى إيحائي انفعالي ولا يكون لها دلالة أساسية منطقية، بل إن المعنى الإيحائي هو ظلال للدلالة الأساسية، بمعنى آخر لكل كلمة دلالة أساسية متواضع عليها، لكن ليس كل كلمة فيها معنى إيحائي؛ لأن هذا الأخير يتكون في الكلمة بفعل الاستعمال وظروفه الاجتماعية والنفسية.

فالإيحاء أو الظل يتجاوز الفهم العرفي (الأساسي) للألفاظ إلى معنى أو معانٍ (إيحائية) تترشح من العلاقات السياقية القائمة بين الألفاظ، سواء أكان هذا السياق لفظيًّا verbal context أم كان اجتماعيًّا social context  أم حاليًّا context of situation مبنيًّا على الموقف كله وما يلابسه من علاقات أم كان قائمًا على الاثنين اللفظ والحال، وهذا المعنى الإيحائي لا ينافر الدلالة الأساسية قطعًا، بل هو امتداد لها.

فكيف تتكون الدلالة الإيحائية؟ تتشكَّل بفعل عوامل كثيرة:

  1. أن تكون الكلمة بطبيعتها مثيرة وموحية، فيصعب تجريدها من الشحنة العاطفية.
  2. أن يكون للكلمة وقع صوتي يجعل منها ذات رمزية صوتية موحية.

ومع ذلك فإن الكلمة وحدها لا يمكن أن تنفرد بذاتها لكي تكون موحية؛ بل لا بد أن تكون ضمن سياقين، سياق لغوي وسياق مقامي، ولذلك يضاف إلى هذه العوامل:

  1. أن تكون الكلمة ذات قوة في الاستدعاء؛ إذ وقوع الكلمات في سياقات معينة يكسبها جوًّا خاصًّا، ويحيطها بظروف تعين على استحضار البيئة التي تنتمي إليها([23]).

ويرى الباحث أن هذه العوامل أو المصادر لا يمكن أن تُكسب الكلمة القوةَ الإيحائية إلا في إطار الاستعمال المتكرر من قبل أفراد الجماعة اللغوية، ولذا يكون الإيحاء خاصًّا بالجماعة اللغوية، ولكل جماعة لغوية كلماتها الموحية كما أن لها ثقافة واحدة.

لكن هناك سؤال مهم، وهو هل تُسلب الكلمة دلالتها الإيحائية؟ وهل يمكن أن تتغير الدلالة من إيحاء إلى آخر؟

ليس هناك في اللغة ما هو ثابت؛ فطبيعتها اجتماعية قابلة للتغير وفقًا للظروف والمتغيرات، ولذلك فإن الكلمة قد تسلب دلالتها الإيحائية أو تتغير، ويعود ذلك في الأساس إلى قانون التضاؤل التدريجي، ولعل التكرار والترداد في الاستعمال يجعل تلك الكلمات والتراكيب تفقد قيمها وقوتها الإيحائية، مثلها مثل المجازات الميتة.

ثانيًا: خطاب فيروس كورونا   (COVID-19)وتنقلات الدلالة الإيحائية  

استطاع الخطاب الخاص بفيروس كورونا  (COVID-19)السيطرةَ على الخطابات الأخرى في جميع وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وتغلَّب عليها، وأزاحها من المشهد على حسابه، فجاءت تلك الخطابات من منظوره هو، إذ أصبحت جميع الخطابات السياسية والاقتصادية والثقافية والتربوية والدينية والرياضية تابعة له. ويلاحظ أن هذا الخطاب كان له فاعليته سلبًا أو إيجابًا في سياق مكافحة الفيروس، لكن هذا الدور تفاوت في درجته من خطاب إلى آخر، من الخطاب الرسمي إلى الخطاب العادي، ومن دولة إلى أخرى.

ولا يمكن التقليل من شأن الخطاب في الأزمة التي يعيشها العالم بسبب انتشار فيروس كورونا وأثره على كل مناحي الحياة، بل إن هذا الخطاب له أهمية كبيرة في معركة الكفاح ضد هذا الفيروس، ويمكن إرجاع هذه الأهمية إلى أسباب عديدة؛ من أهمها أن الخطاب الخاص بالفيروس شديد التأثير في السلوك الذي يتصرف المجتمع والأفراد وفقًا له نحو المرض. وبسبب التهوين من شأن هذا الخطاب حول كورونا دفعت بعض الدول ثمنًا باهظًا، فأمريكا وإسبانيا وإيطاليا وتركيا والبرازيل انخرطت في خطاب التهوين من مخاطر انتشار المرض في وقت مبكر. ولو تمكن الخطاب الرسمي بشأن المرض حينها من إقناع المجتمع والأفراد بالمخاطر المترتبة عليه، كان عدد ضحاياه، ودرجة تأثيره، أقل مما حادث. ولعل أشهر تهوين رسمي في الخطاب ما قاله الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو: “من الواضح أننا نمر بأزمة في الوقت الحالي، لكنها أزمة صغيرة. وكما أتصور، فإن هذه المسألة المتعلقة بفيروس كورونا افتراء إلى حد كبير. والأمور ليست كما تروج لها وسائل الإعلام في العالم “([24])، وهو خطاب كان له أثره السلبي شعبيًّا؛ مما دفع منصة تويتر إلى حذف التغريدات التي نشرها الرئيس بهذا الخصوص؛ مبررة ذلك بأنها محتوى ينتهك قواعدها. ولا يخفى أن الخطاب له أثره الحاسم كلما زادت فترة الانتشار دون أن يستطيع العالم إيجاد علاج له، ولذلك تحتاج الدول والمجتمعات إلى خطابات فعالة للتعامل مع الأزمة التي تلقي بأثرها على جميع المستويات.

ويمكن النظر لخطاب فيروس كورونا في اتجاهين؛ خطاب رسمي واضح المعالم، وله أهداف محددة، وخطاب غير رسمي إما أن يكون من المختصين أو من غير المختصين، وهذا الأخير مليء بالشائعات، وهو ما دفع الخطاب الرسمي إلى أن يخوض معركة قوية مع مضامينه جنبًا إلى جنب مع معركته التوعوية والصحية.

لكن الملاحظ أن الخطاب الرسمي الخاص بالمرض كانت له خلفيات متعددة وجَّهت لغته بكل مستوياتها، مما أثر على دلالات المفردات والتراكيب المكونة لهذا الخطاب، فتنوعت الإيحاءات بحسب أهداف صاحب القرار، ولعل هذا ما يسعى البحث إلى الوقوف عليه، وهو دراسة بعض الدلالات الإيحائية في الخطاب الرسمي الخاص بكورونا، والأنساق التي وجَّهت هذه الدلالات.

تنقَّل الخطاب الخاص بفيروس كورونا خمس نقلات عبرت عنها الدلالات الإيحائية، وهي التهوين والتهويل، ثم التحدي، ثم الخوف والقلق، ثم التطمين، ثم المعاناة والأزمة. وتبدو هذه النقلات واضحة ومكتملة في الخطاب الرسمي الغربي.

ستتناول هذه الجزئية من البحث الكشف عن الدلالات الإيحائية التي توحي بمعاني المرحلة الأولى (التهوين والتهويل) في هذه السلسلة التي تنقَّل الخطاب الرسمي عبرها، وذلك من خلال نماذج من تغريدات وتصريحات أصحاب القرار في تويتر أو وسائل الإعلام الإلكترونية؛ معتمدًا على فرضية أن انتقاء المفردات المكونة للخطاب الرسمي في سياقات الحروب والأزمات لا يمكن أبدًا أن تكون اعتباطية، بل تحاول أن تُوجِّه الجماهير أو المتلقين توجيهًا محددًا، وتعتمد الاستجابة على مستوى إدراك المتلقي ووعيه بعوالم الخطاب وخلفياته، فإدراك الدلالة الإيحائية يتطلب مستوى من الشعور والوعي اللذين يفوقان شعور ووعي المتلقي العادي الذي يقنع بالمعاني السطحية للألفاظ، وما تمنحه من فهم ظاهري للخطاب، في حين يذهب المتلقي المثقف الذي مُنح إدراكًا وشعورًا عاليين إلى ما وراء الدلالة من ظلال وإيحاءات من خلال العلاقات والسياقات والخلفيات التي تمثل عوالم بني عليها الخطاب في نشأته ويبنى عليه في تلقيه.

  • دلالة التهوين

كانت النقطة الأولى في الخطاب الرسمي لمواجهة كورونا هي محاولات التهوين من خطر الفيروس؛ وذلك إما لعدم إدراك صاحب القرار لمدى هذا الخطر، أو للتقليل من خوف الناس، ووراء ذلك كله في أغلب الخطابات الرسمية أهداف سياسية واقتصادية تمثل نسقًا مهمًّا في الخطاب، له اعتباره إنشاءً وتلقيًا.

من المنطقي في الأزمات أن يتبنى الخطاب الرسمي والمسؤول قاعدة (لا تهوين ولا تهويل)؛ لكن لوحظ أن بعض الخطابات الرسمية تكسر هذه القاعدة مراعاةً للأبعاد السياسية والاقتصادية بشكل خاص، فظهرت دلالات موحية في ثنايا هذه الخطابات توحي بالتهوين من خطر الفيروس حينًا، وبالتهويل حينًا آخر في وضع مربك للمتلقي، ولعلنا هنا نستعرض عينة متواضعة من هذه الدلالات التي توحي بالتهوين، ثم تتبعها الموحية بالتهويل.

  • (كلنا سوف نموت يومًا ما! (we must all die one day!:

وردت هذه العبارة في تغريدة للرئيس البرازيلي جايير بولسونارو Jair Bolsonaro على حسابه في تويتر قبل حذفها من قبل منصة تويتر كما ذكرت سلفًا، ونصها:

“Some people want me to shut up, follow the protocols, How many times does the doctor not follow the protocol? Let’s face the virus with reality. It is life, we must all die one day”.([25])

“بعض الناس يريدون مني أن أصمت وأتبع البروتوكولات، كم مرة لا يتبع الطبيب البروتوكول؟ دعونا نواجه الفيروس بالواقع. إنها الحياة، سنموت جميعا يومًا ما“([26]).

لا تقف العبارة عند دلالتها الأولى الخبرية، بل توحي في سياقها بالتقليل من شأن خطر الفيروس، وهو تهاون رسمي، وهذا مثل قول أحدهم عندما يخاطر بنفسه: (يا راجل هي موتة)! فيغلب عليه عالم المغامرة بما فيه من نفسيات وعواطف، ومثل هذا لا يكون مناسبًا في خطاب رسمي.

ومن العبارات التي وردت في هذا السياق الموحي بالتهوين والتقليل من شأن الخطر قول المسؤول ذاته عن الفيروس:

  • A little flu) أنفلونزا بسيطة)([27])، ولعل ما توحي به صفة (بسيطة) من استصغار واستهانة ما يكفي، فضلا عن دلالة العبارة كلها، ومثل ذلك قوله في تغريدة أخرى له في تويتر:
  • (هذه المسألة المتعلقة بفيروس كورونا افتراءٌ إلى حدٍّ كبير)

“Obviously we have a crisis at the moment, a small crisis. In my opinion, much more fantasy, the issue of coronavirus, which is not all that the mainstream media propagates or propagates throughout the world”([28]).

“من الواضح أننا نمر بأزمة في الوقت الحالي، لكنها أزمة صغيرة. وكما أتصور، فإن هذه المسألة المتعلقة بفيروس كورونا افتراء إلى حد كبير. والأمور ليست كما تروج لها وسائل الإعلام في العالم”.

في هذا النص موضعان غنيَّان بالإيحاء؛ الأول تعبير (المسألة المتعلقة…) الموحي بالتهوين، فالجائحة التي أغلقت العالم كله هي (مسألة)، ثم هي مليئة بالـ (افتراء إلى حد كبير) كما يقول في الموضع الثاني.

إذن هذا الخطاب الرسمي الموحي بالتهوين من خطر الجائحة لا يمكن تفسيره إلا بالرجوع إلى خلفياته غير الصحية، إذ هناك أهداف أخرى لمنشئ الخطاب تتجاوز الواقع الذي يصنعه الفيروس بالناس، ولعل أهم خلفية أو نسق يقف خلف هذا الخطاب المهوِّن هو البُعد الاقتصادي، فيرى أن إجراءات التباعد الاجتماعي ستدمر الاقتصاد وتؤدي إلى البؤس والجوع والفوضى، ووصف حكام الولايات الذين يصدرون إجراءات إغلاق (بقاتلي الوظائف job killers)([29]).

  • “هل رأيتها تحلق من حولك؟”

ومن الدلالات الموحية بالتهاون في الخطاب الرسمي ما ورد ضمن حديث تلفزيوني للرئيس البلاروسي ألكسندر لوكاشينكو Alexander Lukashenko، إذ يقول:

“There are no viruses here. Did you see any flying around? I don’t see them”([30])

“لا توجد فيروسات هنا. هل رأيتها تحلق من حولك؟! أنا لا أراها”.

مع ما يوحي به السؤال (هل رأيتها تحلق من حولك؟!) من تهاون بخطر الفيروس، فهو سؤال يدل على سخرية رسمية من جهود مكافحة الجائحة التي يقوم بها العالم أجمع، فهو لم يستطع رؤية الفيروس يحلق في الجو! يقول ذلك على الرغم مما في العبارة من المغالطة والتناقض، إذ متى كانت الفيروسات تُرى بعين مجردة؟ وكيف تحلِّق؟ وهل هي حية أصلا؟!

ويمكن تفسير هذه المزحة الرسمية The official joke إن صح التعبير بأن الخطاب متأثر بنسقين رئيسين؛ الأول اقتصادي؛ إذ يرى أحد المحللين لهذا الخطاب أن اتخاذ الإجراءات سيؤدي إلى ركود حاد في البلاد، على عكس الدول الأوروبية الأخرى، وحتى روسيا، فإن بيلاروسيا لا تملك الموارد اللازمة لإنقاذ الشركات والمواطنين. أما الثاني فهو نفسي، فلوكاشينكو يعتقد حقًا أن العالم بأسره يبالغ في الأمر([31]).

  • (كنت في المستشفى… وصافحت الجميع!!)

وردت هذه العبارة في مؤتمر صحفي لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون Boris Johnson قبل إصابته بالفيروس، إذ قال:

“I was at a hospital the other night where I think there were actually a few coronavirus patients and I shook hands with everybody, you’ll be pleased to know, and I continue to shake hands” ([32])

“كنت في المستشفى في الليلة الماضية حيث أعتقد أنه كان هناك القليل من مرضى فيروس كورونا، وصافحت الجميع، سيكون من دواعي سروري أن تعرفوا، وأنا لا زلت أصافح“([33]).

يوصي المكافحون لانتقال الفيروس بعدم المصافحة على وجه الخصوص، فهي ناقلة للعدوى بشكل مباشر، ومن الغريب أن يرد في خطاب رسمي القول: (كنت في المستشفى … وصافحت الجميع… ولا زلت أصافح)، لا يدل هذا الفعل على الاهتمام بالمريض والتضامن معه في حالته، فالسياق لا يدعم هذه الدلالة مطلقًا، إنها توحي بالتهاون والتقليل من شأن التوصيات الصحية، بل تؤثر سلبًا على وعي الناس؛ لأنها صادرة من أعلى رجل في الدولة. ولعل هذا الخطاب متأثر بالبعد السياسي فضلا عن الاقتصادي؛ إذ بدأت صعد الرجل للتو –في يوليو 2019م- إلى رئاسة الوزراء وأمامه خمس سنوات وفقًا للنظام، أما الجانب الاقتصادي فمرده آثار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فهذان النسقان أثرا في بنية الخطاب الخاص بكورونا.

  • (فيروس كورونا عقوبات على الدول… الله يعاقبهم…!!)

لا تتوقف الخلفيات التي تمنح المفردات والعبارات إيحاءاتٍ معينة على الأنساق السياسية والاقتصادية، بل إن الجانب الديني كان له دور في ذلك، يبدو ذلك من قول وزيرة الدفاع الزيمبابوية أوباه ماتشنغوريOppah Muchingur:

“This coronavirus that has come are sanctions against the countries that have imposed sanctions on us. God is punishing them now and they are staying indoors now while their economy is screaming like what they did to ours by imposing sanctions on us“ ([34])

“هذا فيروس كورونا الذي جاء هو عقوبات على الدول التي فرضت علينا عقوبات. الله يعاقبهم الآن، وهم يقيمون في منازلهم الآن بينما اقتصادهم يصرخ مثل ما فعلوا باقتصادنا بفرض عقوبات علينا”.

وهذه العبارة توحي بالتهاون واللامبالاة، مستخدمة للعاطفة الدينية تجاه المتلقين في الداخل، وتوحي كذلك بالضعف في مواجهة العقوبات مواجهة عملية، ولعل هذا الخطاب يلامس عاطفة الناس الدينية واستغلال جهلهم في مواجهة الأزمات.

ويذكر في هذا السياق ما قاله وزير الصحة التركي مستغلا العاطفة الدينية عند الأتراك: “يمكن أن نطرح موضوع منح صفة (شهيد) لموظفي القطاع الصحي المتوفين جراء كورونا”([35]).

وتحمل صفة (شهيد) التي استغلها الخطاب الرسمي شحنة هائلة من دلالات العاطفة الدينية، ومعها يمكن للمتلقي أن يستحضر كثيرًا مما يرتبط بها من تصرفات تدفع الإنسان إلى التضحية بنفسه، وأرى أن هذه الصفة تبتعد بالخطاب الصحي الرسمي عن هدفه المفترض إلى أبعاد أخرى.

  • (استمر في إخراج عائلتك لتناول الطعام؛ لأن ذلك يعزِّز الاقتصاد!)

وردت هذه العبارة في تصريحات للرئيس المكسيكي لوبيز أوبرادور López Obrador، إذ يقول:

“If you’re able and have the means to do so, continue taking your family out to eat … because that strengthens the economy.” ([36])

“إذا كنت قادرًا ولديك الوسائل للقيام بذلك، استمر في إخراج عائلتك لتناول الطعام… لأن ذلك يعزِّز الاقتصاد!“. 

يدعو الرئيس شعبه إلى الاستمرار في الخروج دعوة صريحة (استمر!)، لكن هذا الفعل يوحي في سياقه بتهاون رسمي بخطر انتشار الفيروس، وبالإضافة إلى التهوين، عزز الرئيس هذا الخطاب بممارسة فعلية، إذ قام بجولة في البلاد، وشوهد وسط تجمعات عامة وهو يقبّل الأطفال ويحيي مؤيديه.

وهذا الخطاب المهوِّن تضمَّن خلفيته التي تقف وراءه نصًّا: “لأن ذلك يعزِّز الاقتصاد”، وبذلك يكون قد ابتعد عن قيمته الصحية، ووُضع في سياق آخر.

  • دلالة التهويل

هناك خطاب رسمي آخر تضمَّن ما يوحي بالمبالغة والتهويل، وأشهر ما يمثل هذا النوع النموذجان الآتيان:

  • (الكثير من العائلات ستفقد أحباءها!)

وردت هذه العبارة في خطاب رسمي وجهه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون Boris Johnson لمواطنيه وهو يتحدث عن وضع البلاد في معركته مع تفشي عدوى فيروس كورونا، فقال:

“I must level with you, the British public. Many more families are going to lose their loved ones before their time”

 “يجب أن أكون صريحًا معكم، أيها الشعب البريطاني، الكثير من العائلات ستفقد أحباءها قبل وقتهم“

  كانت هذه العبارة صادمةً لما تحويه من تهويل رسمي، فهي توحي بأن الفيروس سيجتاح كل البلاد وأن الجهات الحكومية عاجزة عن مواجهته، ولعل هذا الخطاب لم يكن موفقًا؛ لأنه صادر من أعلى جهة رسمية في البلاد.

وجاء هذا الخطاب المهوِّل مناقضًا لخطاب آخر مهوِّن سبق أن ذُكر، ولعل هذا كان ردة فعل لذاك، فهما مثالان على تحول الخطاب من التهوين إلى التهويل من منشئ الخطاب ذاته، بناءً على صراع بين المعاناة الواقعية والأهداف التي تشكلها الأنساق السياسية والاقتصادية.

  • التهويل بلغة الأرقام: (الإجماع بين الخبراء أن 60 إلى 70 بالمئة من السكان سيصابون بالعدوى!)

ولا يقتصر التهويل على الألفاظ الموحية، بل قد يكون التهويل بلغة الأرقام كذلك، وهو ما ورد في خطاب للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل Angela Merkel، إذ تقول:

“We have to understand that many people will be infected, The consensus among experts is that 60 to 70 percent of the population will be infected as long as this remains the situation”. ([37])

“علينا أن نفهم أن الكثير من النا سوف يصابون، الإجماع بين الخبراء أن 60 إلى 70 بالمئة من السكان سيصابون بالعدوى، طالما بقي هذا الوضع“.

هذه اللغة توحي بتهويل رسمي أحدث رعبًا بين الألمان، بل في العالم، وأرى أن هذه اللغة على الرغم من أنها لغة علمية رقمية إلا أنها تحمل دلالة توحي بأن الأمر خرج عن السيطرة، والحقيقة أنها أرادت أن تهول من الخطر، ولعله من باب التصرف الهادف إلى تنبيه حواس الألمان وتهيئتهم لاحتمال مواجهة أسوأ السيناريوهات في مواجهة الجائحة.

وبعد تقديم هذه النماذج من الخطاب الرسمي؛ يرى الباحث أن تلك الدلالات الموحية بالتهوين أو التهويل يمكن تفسيرها بقراءة الأنساق الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والنفسية التي وجهتها أو الخلفيات التي تقف وراء الخطاب التي تضمنها، فباستحضار عوالم الخطاب نجد أن الدلالات الإيحائية التي أوحت بالتهوين والتقليل من شأن الخطر تقف وراءها أهداف سياسية أو اقتصادية فضلا عن النفسيات والأيديولوجيات لمنشئ الخطاب مع وجود تباين من خطاب إلى آخر.

ويمكن إضافة تفسير آخر للدلالات الإيحائية التي تضمنها خطاب التهوين من خطر كورونا، وهو وجود خطاب آخر موازٍ للخطاب الرسمي، وهو خطاب الشائعات المثير للخوف والرعب عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، فهذا الخطاب المهوِّل دفع الخطاب الرسمي إلى التعبير بلغة ذات دلالات موحية بالتهوين من الأمر، وتبديد الخوف والقلق بين الناس، فمن الطبيعي إذا كانت هناك معلومات تبدو مقلقة أو مخيفة، فإنه يمكن اللجوء في الخطاب الرسمي إلى إستراتيجيات تلطيف لفظي، تُقلل من مخاطر الوقع السيئ على الناس، كما هو الحال مع تغريدات وزير الصحة الكويتي الذي اقتصر فقط في حسابه على تويتر على إعلان حالات الشفاء والتعافي، ويترك إعلان حالات الإصابة الجديدة لبيانات مكتوبة باسم المؤسسة الحكومية، لكن هذا التلطيف في استعمال المفردات والعبارات ينبغي ألا يصل إلى مرحلة الكذب أو المغالطة الكبيرة التي تمنح طمأنينة مؤقتة، يكون بعدها الثمن باهظًا كما فعل الرئيس الأمريكي دونالد  ترامب Trump Donald  في بعض خطاباته، فمثلا يقول في بداية الأزمة:

“The Invisible Enemy will soon be in full retreat!” ([38])

ومع ما تحمله هذه العبارة من تطمين إلا أنها توحي بمغالطة كبيرة في ظل عدم اكتشاف اللقاح، ولذلك منذ أن قال هذه العبارة في تاريخ 10/ أبريل/ 2020 والأعداد تتضاعف بشكل مخيف، ولعل هذه النوع من الخطاب الذي كثر في تغريدات ترامب راجعٌ إلى السياق السياسي الذي يعايشه قبل الانتخابات الرئاسية، فضلا عن الأثر الاقتصادي الكبير.

أما الدلالات التي توحي بالتهويل من الخطر في الخطاب الرسمي فلعلها تعود بشكل رئيس إلى النسق الاقتصادي؛ إذ حاول صاحب القرار بث قدر من الخوف بين الناس لدفعهم إلى الالتزام بالاحترازات التي وضعتها الجهات الحكومية؛ لكي لا يؤثر توقف الحياة على اقتصاد البلد.

النتائج والتوصيات

أما بعد، فقد قدَّم علماء الدلالة والفلاسفة تصنيفات كثيرة للدلالة والمعنى، بمصطلحات متعددة تنبئ عن اختلاف المنطلقات الفكرية والفلسفية في دراسة الدلالة، لكنها كشفت عن خلط بين الدلالة والمعنى من جهة، وعن تسليم الكثير منهم بمسلَّمة المعنى المركزي والمعنى الهامشي، ولعل هذا ما دعا الباحث إلى عدم الأخذ بتلك التصنيفات والمصطلحات والاستقرار على ثنائية (الدلالة الأساسية والدلالة الإيحائية) مع الأخذ بعين الاعتبار عدم تفضيل أحدهما على الآخر.

توصل البحث إلى أن المصطلح الشائع (الدلالة الإيحائية) بحاجة إلى مراجعة من حيث كونه دلالة أو معنى في طبيعته؛ إذ يرى الباحث أنه أقرب إلى المعنى منه إلى الدلالة، ومع ذلك استخدم الباحث المصطلح الشائع؛ لأن القضية بحاجة إلى مزيد بحث وتناول عميق، وهي من التوصيات التي سيأتي البحث عليها.

تنقَّلت الدلالات الإيحائية في الخطاب الخاص بفيروس كورونا خمس نقلات؛ وهي التهوين والتهويل، ثم التحدي، ثم الخوف والقلق، ثم التطمين، ثم المعاناة والأزمة. وظهرت هذه النقلات واضحة ومكتملة في الخطاب الرسمي الغربي.

تبيَّن أن الدلالات الإيحائية التي دلت على التهوين والتهويل من خطر فيروس كورونا في الخطاب الرسمي كانت مثيرة ومؤثرة على المتلقين، ويمكن تفسير هذا النوع من الدلالات بوضع صاحب القرار اعتبارًا آخر خارج سياق المرض تعبر عنه الأنساق السياسية والاقتصادية، فضلا عن التكوين الشخصي والخلفية النفسية لمنشئ الخطاب، ولذلك تشكل عالمان مؤثران في بنية الخطاب؛ عالمٌ جمعي يرتبط بالأنساق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وعالمٌ فردي يرتبط بنفسية وأيديولوجية منشئ الخطاب.

وبناءً على هذه النتائج؛ يوصي الباحث بتوصيتين:

 دراسة إشكالية الإيحاء بين الدلالة والمعنى، أي هل نقول: الدلالة الإيحائية أم المعنى الإيحائي؟

دراسة الدلالات الإيحائية في النقلات الأخرى التي تنقل عبرها الخطاب الرسمي الخاص بفيروس كورونا، أي الدلالات التي توحي بالخوف والقلق والتحدي والمعاناة والأزمة، وهي مادة ثرية لتحليل الخطاب ودراسة دلالاته.

قائمة المراجع:

أولا: المراجع العربية

  • أنيس، إبراهيم، دلالة الألفاظ، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1976م.
  • أولمان، ستيفن، دور الكلمة في اللغة، ترجمة: كمال محمد بشر، مكتبة الشباب، القاهرة، 1975م.
  • بالمر، إف. علم الدلالة، ترجمة: مجيد عبدالحليم الماشطة، كلية الآداب، الجامعة المستنصرية، العراق، 1981م.
  • التونجي، محمد، المعجم المفصل في الأدب، دار الكتب العلمية، بيروت، 1993م.
  • ريتشاردز، أ، فلسفة البلاغة، ترجمة: سعيد الغانمي وناصر حلاوي، أفريقيا الشرق، الدار البيضاء، 2002م.
  • علي، محمد محمد يونس، المعنى وظلال المعنى، دار المدار الإسلامي، ليبيا، ط2، 2007م.
  • عمر، أحمد مختار. علم الدلالة، عالم الكتب، القاهرة، ط5، 1998م.
  • فندريس، جوزيف، اللغة، ترجمة: عبدالحميد الدواخلي ومحمد القصاص، المركز القومي للترجمة، القاهرة، 2014م.
  • كوهن، جان، بنية اللغة الشعرية. ترجمة: محمد الولي ومحمد العمري، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، ط1، 1986م.
  • لوفيغر، هنري، اللسان والمجتمع، ترجمة: مصطفى صالح، مطبعة وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دمشق، 1983م.
  • مطهري، صفية، الدلالة الإيحائية في الصيغة الإفرادية، منشورات اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 2003م.
  • مونان، جورج. مفاتيح الألسنية، ترجمة: الطيب البكوش، منشورات الجديد، تونس، 1981م.
  • ثانيًا: المراجع الأجنبية
  • Cooper, D., Philosophy and the Nature of Language, Longman, London, 1973
  • De, Jony, W., The semantics of John Stuart Mill, Springer My copy UK., USA, 1982.
  • Fitting, M., Intensionl logic, Stanford Encyclopedia of philosophy, 2015, Available at: https://plato.stanford.edu/entries/logic-intensional/ (accessed on 11/05/2020)
  • Garza-Cuaron, B., Connotation and meaning, De Gruyter Mouton, Berlinl/Boston, 1991.
  • Lyons, J., Semantics, Cambridge University Press, 1977.
  • Leech, G., Semantics, Penguin Books, 1974.
  • Nida, E., Morphology, The University of Michigan press, USA, 1962.
  • Thiel, C., Sense and reference in Frege’s logic, Springer, Dordrecht, 1968.
  • Ullmann, S., Meaning and style, Oxford, 1973.
  • ثالثًا: المواقع الإلكترونية:
    • بي بي سي عربي. (2020/4/7). فيروس كورونا: تصريحات لزعماء وقادة دول أثارت جدلا بشأن الوباء. متوفر بموقع: https://cutt.us/QwulI (تاريخ الاسترجاع: 2020/5/24).
    • تويتر (2020/4/3). وكالة الأناضول. متوفر على: https://cutt.us/xAY2x (تاريخ الاسترجاع: 2020/5/21).
    • العربية نت. (2020/3/20). تويتر يعاقب رئيس البرازيل.. العصفور الأزرق مستاء. متوفر بموقع: https://cutt.us/aiNSo (تاريخ الاسترجاع: 2020/5/24).
    • (16/3/2020). Zimbabwe official says coronavirus punishes US for sanctions. Available at: https://2u.pw/QkxP8 (accessed on 03/05/2020).
    • news. (13/3/2020). Coronavirus saves Bolsonaro and Bolsolavistan from a historic shame. Available at: https://2u.pw/ZHpK2 (accessed on 03/05/2020).
    • (1/4/2020). ‘We look like clowns’: Belarus carries on as rest of Europe locks down. Available at: https://2u.pw/ydhfa (accessed on 03/05/2020).
    • (10/4/2020). ‘A little flu’: Brazil’s Bolsonaro playing down coronavirus crisis. Available at: https://2u.pw/OEa0i  (accessed on 03/05/2020).
    • (27/3/2020). Coronavirus: How Boris Johnson ignored health advice at his peril before Covid-19 diagnosis. Available at: https://2u.pw/qgWP8 (accessed on 03/05/2020).
    • The jakarta post. (30/3/2020). Twitter removes two Bolsonaro tweets questioning virus quarantine. Available at: https://2u.pw/jdBoN (accessed on 03/05/2020).
    • The New York Times. (11/3/2020). Merkel Gives Germans a Hard Truth About the Coronavirus. Available at: https://2u.pw/Tk5St (accessed on 03/05/2020).
    • (10/4/2020). Donald J. Trump. Available at: https://cutt.us/BnSlZ (accessed on 03/05/2020).
    • (28/3/2020). Mexico’s coronavirus-skeptical president is setting up his country for a health crisis. Available at: https://2u.pw/6uXTU (accessed on 03/05/2020).

 

 

([1]) أولمان، ستيفن، دور الكلمة في اللغة، ترجمة: كمال محمد بشر، مكتبة الشباب، القاهرة، 1975م. ص92.

([2]) عمر، أحمد مختار، علم الدلالة، الطبعة الخامسة، عالم الكتب، القاهرة، 1998م، ص36-39.

([3]) Nida, E., Morphology, The University of Michigan press, USA, 1962, p130.

([4])  Ullmann, S., Meaning and style, Oxford, 1973, p. 13-17.

([5])  Leech, G., Semantics, Penguin Books, 1974, p. 13.

([6]) أنيس، إبراهيم، دلالة الألفاظ، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، 1976م، ص 106- 107.

([7]) أنيس، إبراهيم، دلالة الألفاظ، ص106- 107.

([8]) علي، محمد يونس،  المعنى وظلال المعنى، دار المدار الإسلامي، ليبيا، 2008م، ط2، ص177- 178.

([9])  Leech, G., Semantics, p. 13.

([10]) أولمان، دور الكلمة في اللغة، ص24.

([11]) بالمر، إف، علم الدلالة، ترجمة: مجيد عبدالحليم الماشطة، كلية الآداب، الجامعة المستنصرية، العراق، 1981م، ص 75-76.

([12]) التونجي، محمد، المعجم المفصل في الأدب، دار الكتب العلمية، بيروت، 1993م، ص443-444.

([13]) عمر، أحمد مختار، علم الدلالة، ص36-37.

([14]) ريتشاردز، أ.، فلسفة البلاغة، ترجمة: سعيد الغانمي وناصر حلاوي، أفريقيا الشرق، الدار البيضاء، 2002م، ص20.

 ([15])De, Jony, W., The semantics of John Stuart Mill, Springer My copy UK, USA, 1982,  p.57.

 ([16])Garza-Cuaron, B, Connotation and meaning, De Gruyter Mouton, Berlinl/Boston, 1991, p. 209.

 ([17])Thiel, C., Sense and reference in Frege’s logic, Springer, Dordrecht, 1968,  p. 13.

 ([18])Fitting, M., Intensionl logic, Stanford Encyclopedia of philosophy, 2015 https://plato.stanford.edu/entries/logic-intensional/

 ([19])Cooper, D., Philosophy and the Nature of Language, Longman, London, 1973,  p43.

([20]) كوهن، جان، بنية اللغة الشعرية، ترجمة: محمد الولي ومحمد العمري، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، 1986م، ط1، ص196.

([21]) لوفيغر، هنري. اللسان والمجتمع، ترجمة: مصطفى صالح، مطبعة وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دمشق، 1983م، ص118.

([22]) فندريس، جوزيف، اللغة، ترجمة: عبدالحميد الدواخلي ومحمد القصاص، المركز القومي للترجمة، القاهرة، 2014م، ص335.

([23]) أولمان، دور الكلمة في اللغة، ص105.

 ([24])https://2u.pw/ZHpK2

 ([25])https://2u.pw/jdBoN

 ([26])https://cutt.us/aiNSo

 ([27])https://cutt.us/QwulI– https://2u.pw/OEa0i

 ([28])https://2u.pw/ZHpK2

 ([29])https://2u.pw/OEa0i

 ([30])https://2u.pw/ydhfa

 ([31])https://2u.pw/ydhfa

 ([32])https://2u.pw/qgWP8

 ([33])https://cutt.us/BaElc

 ([34])https://2u.pw/QkxP8

 ([35])https://cutt.us/xAY2x

 ([36])https://2u.pw/6uXTU

 ([37])https://2u.pw/Tk5St

 ([38])https://cutt.us/BnSlZ


Continue Reading

Previous: مسيرة الرواية البوليسية في الجزائر The path of detective novel in Algeria
Next: طَيْفُ العَنونةِ ودلالاتهُ في شعرِ : مُحمَّد سعيد العتيق

مقالات في نفس التصنيف

التّداخل اللّغويّ بين العرب والفرس بعد الفتح الإسلامي لبلاد إيران
1 min read
  • دراسات أدبية وفكرية
  • غير مصنف

التّداخل اللّغويّ بين العرب والفرس بعد الفتح الإسلامي لبلاد إيران

2023-03-18
التّشكيلات الإيقاعيّة في قصيدة الموت في الشعر التونسيّ الحديث
2 min read
  • دراسات أدبية وفكرية

التّشكيلات الإيقاعيّة في قصيدة الموت في الشعر التونسيّ الحديث

2023-03-16
التراث الأدبي في رواية «الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل» لـ «إميل حبيبي»
2 min read
  • دراسات أدبية وفكرية

التراث الأدبي في رواية «الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل» لـ «إميل حبيبي»

2023-03-15

التسجيل والمشاركة

The Inscription Form
Click to download the inscription form
JiL Center Journals
Click to contribute

مواقعنا

  • JiL Center Journals
  • JiL Center on Research Gate
  • Follow us on Facebook
  • JiL Center on Youtube
  • JiL Center on Find Glocal
  • Follow us on Facebook

    Visitors

    Today Today 1,165
    Yesterday Yesterday 3,208
    This Week This Week 1,165
    This Month This Month 109,113
    All Days All Days 17,988,269
     

    تصنيفات

    الأرشيف

    من الأرشيف

    • مؤتمر  حقوق الإنسان في ظل التغيرات العربية الراهنة | أبريل 2013
      مؤتمر حقوق الإنسان في ظل التغيرات العربية الراهنة | أبريل 201317/01/20140admin

      نظم  مركز جيل البحث العلمي بالتعاون  مع كلية القانون بجامعة   بسكرة  وورقلة الجزائر مؤتمرا ...

    • مؤتمر الحق في بيئة سليمة | ديسمبر 2013
      مؤتمر الحق في بيئة سليمة | ديسمبر 201322/01/20140admin

      ...

    • مؤتمر العولمة ومناهج البحث العلمي | أبريل 2014
      مؤتمر العولمة ومناهج البحث العلمي | أبريل 201403/05/20140admin

      تحت رعاية وزارة العدل اللبنانية وبحضور ممثلين عن مديرية قوى الأمن الداخلي اللبناني وسماحة مفتي ...

    Share It

    Share on Tumblr
    Copyright © All rights reserved. | MoreNews by AF themes.

    Cancel