
مسألةُ المِحْرابِ لابنِ خَالَوَيْهِ ـ تحقيقًا ودراسةً ـ
د. محمد علي عطا ، أستاذ الأدب والنقد المساعد، جامعة الملك سعود- السنة التحضيرية.
مقال نشر في مجلة جيل الدراسات الأدبية والفكرية العدد 38 الصفحة 117.
ملخص البحث:
إن تحقيق النصوص القديمة أمر في غاية الأهمية؛ لأنه يحفظ تاريخ تراكم العلوم وتطور التأليف فيها ومعالجتها، ويحفظ ثقافة المؤلف وتكوينه العلمي من شيوخ ومصادر وآراء، وكلها جوانب علمية نحتاجها جنبا إلى جنب مع المناهج الحديثة، وهذا الأثر لابن خالويه (ت370هـ) قام الباحث بتحقيقه ثم دراسته، من حيث: مصدره، وموضوعه، وزمن تأليفه، ومكان حدوثه، وتحقيق نسبته، ومصادر ابن خالويه فيه، وسماته الأسلوبية، وأهميته، والمآخذ عليه، ومنهجي في التحقيق، ثم ذكرت النص المحقق مضبوطا ضبطا تاما، وأتبعته بالمصادر والمراجع.
The preservation of ancient texts is very important because it preserves the history of the accumulation of science and the development of its authorship and treatment, and preserves the culture of the author and his scientific composition from the sheikhs, sources and opinions, all scientific aspects that we need together with the modern curricula. Then studied it, in terms of: its source, its subject, the time of its authorship, the place of its occurrence, the achievement of its percentage, the sources of it, its stylistic features, its significance, its shortcomings and methodical investigation.
مقدمة:
ملمح من ملامح تراث ابن خالويه الذي فُقِد منه قدرٌ كبير يظهر في هذا النص، فهو يبين مدى علاقته بسيف الدولة الحمداني، ويبين جانبا من ثقافته الحديثية، ويصرح بشيخين من شيوخ ابن خالويه لم يذكرهم في كتبه التي وصلت إلينا، فكل هذه الفوائد العلمية حفزت الباحث على تحقيق النص ودراسته واستنطاقه بما يمكن أن يبوح به من معلومات.
1-مصدر المسألة: المصدر الوحيد – حسب اطلاعي- الذي حفظ لنا هذه المسألة هو ابن العديم(ت660هـ) في “تذكرته”، وقد نقلها من خط أبي الحسن محمد بن مَعْقِل الأَزْدِيِّ([1])، وهو كتبها من إملاء ابن خالويه؛ مما يعني أن هذه المسألة كانت ضمن أمالي ابن خالويه(ت370هـ) المفقودة، ويؤكد هذا أن القِفْطي قال في الإنباه عن محتويات أمالي ابن خالويه([2]):”أودعه المؤلف خواطره ونوادر وما يقرأ أو يسمع من الشيوخ، وما يكاتَب به أو يكاتِب من الرسائل العلمية”.
وظلت هذه المسألة حبيسة تذكرة ابن العديم وظلت تذكرة ابن العديم مخطوطة حتى عام 2010م، وأول من بعث هذه المسألة من مرقدها هو طاهر الجزائري(ت1920م) في كُنَّاشِه الذي وصل لنا بخطه، ونشرتها عن هذا الكُنَّاش المجلة السلفية عام 1917م ([3])، وحُبِسَت مرة أخرى حتى أعيد بعثها مع بعث تذكرة ابن العديم على يد المحقق إبراهيم صالح عام 2010م، وقد عرَّفني بها الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله لمَّا علم اشتغالي بآثار ابن خالويه أرسل لي صورة المجلة السلفية مشكورا، وبحثت حتى وقفت عليها في تذكرة ابن العديم.
فعندنا حديثًا نسختان لمسـألة المحراب، الأولى لطاهر الجزائري منقولة عن مخطوطة تذكرة ابن العديم، ولا نعلم هي المخطوطة التي حُقِّق عليها الكتاب أم لا، والثانية نسخة تذكرة ابن العديم المحققة، ودعاني إلى تفصيل ذلك رغم ما يبدو من عدم جدواه أني وجدت فروقا بين النسختين، أثبتُّها في حواشي التحقيق، كما أن محقق تذكرة ابن العديم ذكر في موضع أنه مطموس ووضع مكانه نقاطًا بينما هذا الموضع غير مطموس عند طاهر الجزائري، وهذا له احتمالات إما أن طاهر الجزائري نقل عن نسخة أخرى للتذكرة وهذا ما أميل إليه لوجود فروق، أو أنه نقل عن المخطوطة التي حُقِّق عليها الكتاب واستطاع قراءة المنطمس.
2-موضوعها: تدور هذه المسألة حول بيان الرأي في مسألة نحوية في “الحكاية”، حيث قال خطيب الجُمُعة في حضرة سيف الدولة الحمداني(ت356هـ):”واجعلْ يا ربَّنَا حَسْبُنا اللهُ ونِعْمَ الوكيلُ عُدَّةَ سيِّدنا سيفِ الدَّوْلَةِ”. برفع “حسبُنا”، فاختلف الوجهاء في إعراب “حسبُنا”، هل تعرب مفعولا به للفعل “اجعل”، أم تبقى مرفوعة على الحكاية وتكون الجملة كلها في محل نصب مفعول به للفعل “اجعل”؟ وكان الثاني رأي سيف الدولة، فحكَّم ابن خالويه في القضية.
3-زمن تأليفها: زمن تأليف هذه المسألة محدَّد بدقة، فقد جرت أحداثها يوم الجمعة سلخ المحرم سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، فقد كانت وقت إمارة سيف الدولة على حلب (333-356ه)، وحول هذا التاريخ سنة ثمان وقيل تسع وأربعين وثلاثمائة، غزا سيف الدولة بلاد الروم فقتَل وسبى وعاد غانما يريد درب مغارة الكحل، فسبقه إليها “لِيُون” فتحاربوا، فغُلب سيف الدولة وقُتل خلق كثير، وأُسر أبو فراس الحمداني وقاضي حلب وجماعة.
وبعد ذلك في سنة ثلاثمائة وواحد وخمسين قصد “نقفور” و”يانس” مدينة حلب وسيف الدولة بها، في جند كثير، ولم يشعر سيف الدولة بهم حتى اقتربوا، فبعث لهم غلامه نجا في جمهور عسكره، فخالف جيش الروم، ولم يقابله، فاستشار سيف الدولة الحلبيين وطلب منهم أن يغلقوا أبواب المدينة ويمنعوها ويذهب هو للقاء عساكره ويحاصرون الروم، فأبى العامة والغوغاء ذلك وطلبوا الجهاد معه وقتال الروم وهم قريبون، فنزل على رأيهم وبقي معهم، وعند اللقاء انهزم الحلبيون وقتل وأسر منهم خلق كثير منهم أبو محمد الفيضي كاتب سيف الدولة وبُشرى الصغير غلام سيف الدولة، ومات في باب المدينة المعروف بباب اليهود ناس كثير لفرط الزحمة، وهرب سيف الدولة على فرسه إلى قِنَّسْرِين فبات بها، وتحايل نقفور على العامة الباقين في حلب حتى دخلها وخربها على مدار ثمانية أيام حتى خرب القصر الذي أنشأه سيف الدولة على أحسن ما يكون، وعمل له أسوارا وأجرى نهر قُوَيق فيه، وبنى حوله اصطبلا ومساكن لحاشيته، وقيل إن ملك الروم وجد فيه لسيف الدولة ثلاثمائة وتسعين بدرة دراهم، ووجد له ألفا وأربعمائة بغلٍ، ولم يعمر بعد ذلك، وعاد سيف الدولة إليها في ذي الحجة سنة أربع وخمسين وثلاثمائة([4]).
فيظهر من هذه الأحداث أن هذه المسألة وقعت قبيل غزو سيف الدولة للروم وتداعي هذه الأحداث بقليل.
4-مكان وقوعها: وقعت في جامع حلب، ولذلك سمِّيت مسألة المحراب، وكان يضاهي جامع دمشق في الزخرفة والرخام والفسيفساء، واعتنى به سليمان بن عبد الملك كما اعتنى أخوه الوليد بجامع دمشق، وقد أحرقه نقفور بعد هذه الحادثة بقليل كما مر في تخريبه لحلب([5]).
5-تحقيق نسبتها: نسبتها لابن خالويه مؤكدة بعدة أمور:
- فقد صرَّح كاتبها ابن مَعْقِل الأَزْدِي أنها أُمليت عليه من ابن خالويه مباشرة، ونقلها ابن العديم عن مجموع بخطه.
- كما أن ابن خالويه شخص محوري في أحداث المسألة، ولا يمكن أن يحل أحد محله فيها؛ لأن التاريخ حفظ لنا قربه من سيف الدولة، وتقديمه له عمن سواه من العلماء.
- مصادر المؤلِّف التي صرح بها والتي لم يصرح بها تؤكد نسبتها له، كما سيأتي.
- لفظ ورد هنا من معجم ابن خالويه اللغوي ويدور في كثير من مؤلفاته، وهو “شَرْوَاهُ”؛ أي مثله؛ فقد ورد هنا وورد أيضا في ما جمعت من نصوص كتابه الثابت النسبة له “اِطْرَغَشَّ واَبْرَغَشَّ”([6]).
- لم ينازع نسبتها لابن خالويه أحد حتى الآن.
6-مصادر ابن خالويه فيها: تعددت مصادر ابن خالويه في هذه المسألة القصيرة، ويمكن تقسيمها إلى: مصادر صرح بها ومصادر لم يصرح بها، ومصادر صرح ببعض ما نقله منها ولم يصرح بالأكثر.
فالمصادر التي صرَّح بها هي:
شيخه الزَّعْفَرَانيُّ الذي روى عنه فيما يتعلق بالتفسير أربعة أخبار؛ ثلاثة آثار وحديث، وكل ما توصلت إليه من معلومات أبحث بها عن ترجمة للزعفراني هذا هو أنه من طبقة شيوخ ابن خالويه، وأنه روى عن: عيَّاش الجَوهري، وموسى بن هارون، وأحمد بن علي الخرَّاز، ويفهم من مرويات ابن خالويه عنه أنه كان يشتغل بالتفسير.
ولم أجد أحدًا ذكرَه ممن ترجم للذين روى عنهم، ولكن من تنطبق عليه الترجمة من المشتغلين بالتفسير هو جعفر بن محمد بن الحسن بن زياد بن صالح الرازي، أبو يحيى، الزعفراني، المعروف بالتفسيري، محدث، من أئمة المفسرين، وصاحب تفسير، من أهل الري. قدم بغداد وحدَّث بها. وثَّقه الدارقطني وابن أبي حاتم، توفي بالري سنة (279هـ)([7]).
ولكن سنة وفاته يستحيل أن تسمح بسماع ابن خالويه(ت370هـَ) عنه مباشرة إلا أن يكون عمّر أكثر من مائة عام، وأقدم شيوخ ابن خالويه المعروفين وفاة هو أبو القاسم البغوي، وتوفي عام (317هـ) ([8]). ولكن هناك شيخ أيضا نص ابن حجر على أنه من شيوخ ابن خالويه، وهو يحيى بن عَبْدَك القزويني، واستبعد الدكتور عبد الرحمن العثيمين رحمه الله ذلك؛ لأنَّه توفي(271هـ)([9]).
وشيخه الثاني الذي صرح به وروى عنه حديثا واحدا، هو أبو عبد الله الشافعي محمد بن يوسف بن بشر الهَرَوي الفقيه، (ت330هـ)([10]).
ولم أجد ذكرا لهذين الشيخين في ضمن مشايخ ابن خالويه الذين جمعهم الدكتور عبد الرحمن العثيمين رحمه لله([11])، وهذا يعطي لهذه المسألة أهمية كبيرة كما سيأتي.
ومن مصادره التي صرح بها أيضا كتاب سيبويه(ت180هـ)، وذكَرَ الكوفيين عامة دون تحديد لعالم محدد من علمائها.
والمصدر الذي لم يصرح به هو كتاب “المقتضَب” للمُبَرّد(ت286هـ)، حيث ما أورده هنا من نحو يتطابق مع ما في “المقتضب”، وهو تلخيص منه.
والمصدر الذي صرح ببعض ما نقل عنه ولم يصرح بغالبه هو كتاب “الزاهر في معاني كلمات الناس” للأنباري(ت328هـ)، حيث ما أورده في التفسير هنا يتطابق معه، ولم يصرح إلا في آخر المسألة عندما صرَّح أنه أنشده بيتين، وهو من شيوخ ابن خالويه.
7-سماتها الأسلوبية: لغة المسألة لغة تقريرية وصفية، وصفت الحدث وأبرزت مكانة ابن خالويه لما استدعاه ليحكم في الخلاف، وقدمت الرأي النحوي مشفوعا بالأدلة، ولم تكتفِ بهذا بل استطردت لقضايا غير مطلوبة، مثل دور سيف الدولة في تقديم القدوة في الصلاة ورفع الظلم، وبيان مكانة أهل العلم ووجوب تقديمهم، وبيان معنى الكلام المختلف فيه، وتلاحظ فيها تعمد الإطالة ربما تعويضا لخفة القضية النحوية.
8-أهميتها: نحويًّا ليس لهذه المسألة كبير قيمة علمية، فموضوعها ليس من المعضلات النحوية التي يجمع لها الناس كالمسألة الزنبورية مثلا، ولم يأتِ فيها ابن خالويه بجديد من كيسه؛ إذ هو بمثابة ناقل عن مصدرين: نقل النحو عن المقتضب للمبرد(ت286هـ)، ونقل التفسير عن الزاهر للأنباري(ت328هـ).
ولكن تكمن قيمتها في التأريخ لفترة زمنية، وتأكيد بيان مكانة ابن خالويه عند سيف الدولة، والتصريح ببعض شيوخ ابن خالويه الذين لم يذكروا في كتب أخرى له، وبعض الكتب التي أخذها عن مشايخه، وإضافة نص من أمالي ابن خالويه المفقودة([12]).
والأهمية الأكبر-من وجهة نظري- هي بيان جانب لم تتضح معالمه في شخصية ابن خالويه، وهو جانب ابن خالويه المحدِّث، وهو جانب لم تسعف المادة العلمية المتوافرة عن ابن خالويه في سبر غوره، فقد حفظت لنا هذه المسألة خمسة آثار رواها عن شيخين من شيوخه، وعرفت بتلميذ من تلاميذه لم يذكر في مكان آخر وهو أبو الحسنِ محمَّد بن مَعْقِل بن محمَّد الأَزْدِيِّ.
9-مآخذ على المسألة: يؤخذ على ابن خالويه في هذه المسألة:
-الإطالة كما وضحت سابقا.
-أن بها كثيرا من التهويل؛ حيث ذكر اجتماع الأشرافِ والقضاةِ والفقهاءِ والعدولِ والأدباءِ لهذه المسألة النحوية، وهو أمر يشينهم ويشينه ويشين سيف الدولة نفسه ويشين عصرهم بما ليس فيه، فقد كان عصر ازدهار علمي، وعصر اشتغال بما هو أعلى من هذه المسألة النحوية مثل المسألة الزنبورية مثلا، عصر فيه اجتمع في بلاط سيف الدولة: أبو الطيب اللغوي(ت351هـ)، والمتنبي(ت354هـ)، وأبو علي الفارسي(ت377هـ)، وأبو بكر الخوارزمي(ت383هـ)، وأبو الفتح ابن جني(ت392هـ)، وعلي بن عبد العزيز الجرجاني(ت392هـ) وغيرهم. والغريب أن الاستطراد والتهويل ليس من سمات أسلوب ابن خالويه في كتبه التي وصلت إلينا.
-هناك خلل ظاهر في الجانب الحديثي في هذا النص كما وضحت في حواشي التحقيق؛ من حيث:شيخه الزعفراني الذي لم أستطع الوقوف على ترجمة له، وإدخال تفسير في تفسير كما حدث في أثر قتادة، وذكر جزء من حديث للرسول صلى الله عليه وسلم مجتزأ بما يوحي بأنه تفسير لآية وهو ليس كذلك كما وقع في حديث منذر بن جرير، وإسقاط عبارات مهمة من حديث الحسن؛ وربما كان سبب ذلك هو العجلة في كتابة هذا النص وعدم مراجعة مصادره الحديثية وكتبه.
10-منهجي في التحقيق:
-نَسَخْتُها من تذكرة ابن العَديم، وقابلتها عليها للتأكد من صحة النسخ.
– قابلتها على المنشور في المجلة السلفية، واخترت الأصوب وأثبته في المتن، وأثبت الفروق في حواشي التحقيق، واستفدت من هوامش النسختين.
– خرَّجت ما بها من قرآن وآحاديث وآثار وأشعار وأقوال، وعرضتها على المصادر العلمية المختلفة حتى تعرفت مصادر ابن خالويه فيها.
-عالجت ما بها من سقط وتصحيف.
– قدمت لها بالدراسة السابقة.
11-نصُّ المسألة محقَّقًا:
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ([13])
مسألةُ المِحْرَابِ([14])
قرأتُ بخطِّ أبي الحسنِ محمَّدِ بنِ مَعْقِلِ (بنِ محمَّدٍ)([15]) الأَزْدِيِّ، ممَّا([16]) أمْلاهُ عليهِ أبو عبدِ اللهِ ابنُ خَالَوَيه رحمهما الله: قالَ ابنُ خَالَوَيْه -رضيَ الله عنه-: لقد سنَّ سيِّدُنا سيفُ الدَّوْلةِ -رضيَ اللهُ عنه- سُنَّةً يُتَحدَّث بها حَيْرِيَّ الدَّهْرِ ويدَ المُسْنَدِ([17])، فإنَّا لا نعلمُ- مَعْشرَ عَبيدِه- مَلِكًا ولا أميرًا شَرْوَاهُ([18]) درايةً وفهمًا، وبهَر العالمَ بما تكلَّم فيه منَ العلومِ، وأجراهُ بحضرتِهِ عَقِيب صلاةِ الجمُعةِ.
حدَّثنا الزَّعْفرانيُّ، قالَ: حدَّثنا عيَّاشٌ الجَوْهَريُّ([19])، قالَ: حدَّثنا سُرَيْجٌ([20])، عن أبي سفيانَ([21])، عن مَعْمرٍ، عن قتادةَ، في قولِه -عزَّ وجلَّ-: ﴿وَآثَارَهُمْ﴾[يس:12]. قالَ: خَطْوُهم وكلُّ ما سنُّوا من خيرٍ يُعمَلُ به بعدَهم([22]).
وروَى مُنْذِرُ بنُ جَرِيرٍ([23])، عن أبيه، قالَ: كنَّا عندَ رسولِ اللهِ -صلَّى الله عليه وسلم- فقالَ: “مَنْ سَنَّ فِي الإسلامِ سُنَّةً صَالحةً يُعْمَلُ بها مِنْ بَعْدِه”([24]).
فقد تضاعَفَ من يُصلِّي في المسجدِ الجامعِ أضعافًا مُضَاعفةً ببركةِ حضورِ سيِّدِنا، وتَرَكَ النَّاسُ الظُّلمَ حياءً منه وخوفًا؛ لأنَّ كلَّ مَنْ ظُلِمَ قالَ: بيني وبينَك يومُ الجُمُعَةِ. فقدِ (ارْتَدَعَ النَّاسُ)([25]) عنِ الشَّرِّ، وأقبلُوا علَى الخيرِ، فجَزَى اللهُ سيِّدَنا سيفَ الدَّوْلةِ عنْ نفسِه النَّفيسةِ وعنْ رعيَّتِهِ خيرًا، وأقامَ مُلْكَهُ وقُدْرَتَهُ وسلطانَه مَا أقامَ عَسِيْبٌ([26]) وحَنَّتْ (إلى أولادِها) ([27]) النِّيْبُ([28]).
وذلك أنَّ مولانا سيفَ الدَّولةِ صلَّى في المسجدِ الجامعِ بحلبٍ في يومِ الجُمُعةِ وهو سلْخُ المحرَّمِ سنةَ تسعٍ وأربعينَ وثلاثمائةٍ، فقالَ الخاطبُ([29]) في خُطبتِه: “واجعلْ يا ربَّنَا حَسْبُنا اللهُ ونِعْمَ الوكيلُ عُدَّةَ سيِّدنا سيفِ الدَّوْلَةِ”. فلمَّا قضَى صلاتَه تكلَّمُوا في إعرابِ هذا الحرفِ واختلفُوا اختلافًا عظيمًا، فدعاني والمجلسُ بَأْزَزٌ([30]) مِنَ الأشرافِ والقضاةِ والفقهاءِ والعدولِ والأدباءِ، فرفعَني عليهم كلِّهم، وقالَ: هذا العلمُ قد رفَعَه. فقلتُ: بلْ بفضلِ مولانا وإقبالِ دولتِه.
وقد كانَ ابنُ عبَّاسٍ يُجلِسُ أبَا العَاليةِ معه على السَّريرِ، فقيلَ: أترفعُ أبا([31]) العاليةِ وهو مولًى؟! فقالَ: إنَّ هذا العِلْمَ يرفعُ المواليَ على السُّرُرِ([32]).
وقد ذكَر اللهُ تباركَ وتعالى العلماءَ فجعَلهم ثانيَ الملائكةِ وثانيَ الأنبياءِ([33])؛ فقالَ: ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ﴾[آل عمران:18]. فبَدأَ بنفسِه وثنَّى بملائكتِهِ وجعَلَ العلماءَ ثالثًا.
وحدَّثنا أبو عبدِ اللهِ الشَّافعيُّ، قالَ: أخبَرنا أحمدُ بنُ يحيى الحُلْوَاني([34])، قالَ: حدَّثنا سعيدُ بنُ سُليمانَ، عنِ ابنِ([35]) أبي فُدَيْكٍ، قالَ: حدَّثنا عَمْرُو بنُ أبي كَثيرٍ([36])، عن أبي العَلاءِ، عن الحَسَنِ، قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّمَ:”مَنْ جاءَه الموتُ وهو يطلُبُ العِلْمَ[ لِيَحْيَا بِهِ الإِسلامُ] ([37]) فبينَه وبينَ الأنبياءِ درجةٌ واحدةٌ[في الجَنَّةِ] ([38])“.
قالَ الزَّعْفرانيُّ: وحدَّثنَا أحمدُ بنُ عليٍّ الخَرَّازُ، قالَ: حدَّثنا النُّعمانُ بنُ شِبْلٍ، قالَ: حدَّثنا يحيى بنُ أبي رَوْقٍ، عنْ أبيهِ، عنِ الضَّحَاكِ في قولِه تعالَى: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا﴾[فاطر:32]. قالَ: هم حمَلَةُ القرآنِ.
قالَ الزعفرانيُّ: وحدَّثنا موسى بنُ هارونَ، قالَ: حدَّثنا الحِمَّانيُّ، عنْ وَكِيْعٍ، عنْ سُفيانَ، عنْ منصورٍ، عنْ أبي رَزِيْنٍ في قولِه تعَالَى: ﴿وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ﴾[آل عمران:79]. قالَ([39]): عُلماءُ حُكمَاءُ([40]).
وقالَ ابنُ عبَّاسٍ في قولِهِ تعَالَى: ﴿وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ﴾. قالَ: “الفقهاءُ المعلِّمونَ”([41]).
وحدَّثنا الزَّعْفَرانيُّ، عن موسَى بنِ هارونَ، قالَ: حدَّثنا قُتَيْبةُ بنُ سعيدٍ، قالَ: حدَّثنا عبدُ الحميدِ بنُ سُليمانَ، عن العَلاءِ، عن أبيهِ، عنْ أبي هُرَيْرةَ، قالَ: قالَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وآله وسلَّمَ-:”إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا ثَلَاثًا: صَدَقَةً تَصَدَّقَ بِهَا، وَعِلْمًا عَلَّمَهُ، وَوَلَدًا صَالِحًا بَعْدَهُ”([42]).
فَقَالَ بعضُهم: يجِبُ أنْ تُنْصَبَ “حَسْبُنَا”؛ لأَنَّهُ مَفْعُوْلٌ.
وقالَ سَيِّدُنا: يُحْكَى ذلك فيُقالُ: “وجعَلَ حسبُنا اللهُ ونِعْمَ الوكيلُ”. بالرَّفعِ. وكذلكَ كانَ الخاطبُ قالَ.
فقالَ لي: ما تقولُ في ذلك؟ فقلتُ: هذا مبتدأٌ وخبرٌ؛ “حسبُنا” مبتدأٌ، و”الله” عزَّ وجلَّ خبرٌ، و”نعم الوكيلُ” نَسَقٌ عليه، وهما جُمْلتان فلا يُلَحْلَحَانِ عن إعرابِهما الأوَّلِ ولا يُغَيَّرَانَ، كمَا تقولُ: قرأتُ الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ؛ لأنَّ كلَّ شيءٍ قد عَمِلَ بعضُه في بعضٍ مثل المبتدأ وخبرِه، والفعلِ والفاعلِ، والظَّرفِ مع ما فيه، والشَّرطِ وجوابِه، وذلك نحوُ قولِك: زَيْدٌ قاَئِمٌ، واللهُ ربُّنَا، ومحمَّدٌ نبيُّنا، وقامَ زَيْدٌ، وتَأَبَّطَ شَرًّا، وبَرَقَ بَصَرُهُ، فيُحْكَى ذلك كلُّه، فيُقالُ (في ذلِكَ) ([43]): رأيتُ زيدٌ قائمٌ، ومررتُ بزيدٌ قائمٌ، ورأيتُ قامَ([44]) زيدٌ، قالَ الطِّرِمَّاحُ([45]): [الوافر]
وَجَدْنَا فِي كِتَابِ بَنِي تَمِيْمٍ…أَحَقُّ الخَيْلِ بِالرَّكْضِ المِعَارُ
فحَكَى مَا وَجَدَهُ ([46]).
وقالَ ذُو الرُّمَّةِ([47]): [الوافر]
سَمِعْتُ: النَّاسُ يَنْتَجِعُوْنَ غَيْثًا…فَقُلْتُ لِصَيْدَحَ انْتَجِعِي بِلَالَا
تُنَاخِــي عِنْدَ خَيْرِ فَتًى يَمَانٍ…إِذَا النَّكْبَاءُ عَارَضَتِ الشَّمَالَا
فرفَعَ “النَّاسُ”؛ لأنَّه سمِعَ من يقولُ: النَّاسُ يَنْتَجِعُونَ غَيْثًا. فحَكَى مَا سَمِعَ، و”صَيْدَحُ” اسمُ ناقَتِهِ.
وقالَ آخرُ([48]): [الطويل]
كَذَبْتُمْ وَبَيْتِ اللهِ لَا تَنْكِحُوْنَهَا…بَنِي شَابَ قَرْنَاهَا تَصُرُّ وتَحْلُبُ
وتقولُ: بدأتُ بــ”الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ”؛ لأنَّ “الحمدُ” مبتدأٌ، و”اللهُ” عزَّ وجلَّ خَبَرُهُ، هذا لفظُ سِيْبَوَيْهِ([49]).
وقالَ الكُوْفِيُّونَ: رأيتُ “حَسْبُنَا اللهُ ونِعْمَ الوكيلُ” مكتوبًا. ورأيتُ في فصِّهِ “عِشرونَ”؛ إذا نَقْشُه “عشرون” بالواو، وكذلك: وجعَل اللهُ (حَسْبُنَا اللهُ) ([50]) عُدَّةً([51]).
(فأمَّا إذَا ذكَرنا شيئًا ليسَ جُمْلةً)([52]) [وكانَ اسمًا مضافًا]([53]) أو اسمًا مفردًا نصبتَ وأعملتَ الفعلَ فيه، فتقولُ: جعَلَ اللهُ آيةَ الكُرسيِّ عُدَّةَ سيِّدنا، وجعَلَ القرآنَ شافعًا له([54]).
فأمَّا تفسيرُ “حسبُنا اللهُ ونعْمَ الوكيلُ”([55]) فمعنَاهُ كافِيْنا اللهُ ونِعْمَ الكافي، وقالَ اللهُ تعالَى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾[الأنفال:64]. قالَ الشَّاعرُ: [الطويل]
إِذَا كَانَتِ الهَيْجَاءُ وَانْشَقَّتِ العَصَا…فَحَسْبُكَ وَالضَّحَّاكَ عَضْبٌ مُهَنَّدُ
وقال تعالى: ﴿جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا﴾[النبأ:36]. أي كافيًا. أ هـ
ومِن ذلك قولُهم: “حَسْبِيَ اللهُ”. أي كافيَّ إيَّاهُ اللهُ. وقِيلَ: حَسْبي؛ أي: المقتدرُ عليَّ اللهُ. وقِيلَ: الحسيبُ المُحُاسِبُ، وأنشدَ([56]): [الطويل]
دَعَــــا المُحْرِمُوْنَ اللهَ يَسْتَغْفِرُوْنَهُ…بِمَكَّةَ يَوْمًــــا أَنْ تُمَحَّى ذُنُـــــوْبُهَــــــــــا
وَنَادَيْتُ يَا رَبَّاهُ أَوَّلُ سُؤْلَتِي([57])…بِنَفْسِيَ لَيْلَى ثُمَّ أَنْتَ حَسِيْبُهَا
والحَسيبُ: العالِمُ؛ فحسيبُها ([58]) معناهُ([59]) العالِمُ بأمرِ اللهِ، وقِيْلَ في قولِه تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا﴾([60]) [النساء:36]. قيلَ: مقتدرًا. وقيلَ: عالِمًا، وقِيْلَ: محَاسِبًا، وقيلَ: الكَافي.
و”نِعْم الوكيلُ”. أَيْ نِعْم الكافي ونِعْمَ الرَّبُّ، قالَ اللهُ تعالى: ﴿أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا﴾ [الإسراء:2]. أي رَبًّا، وقيل: و([61]) نِعْمَ الوكيلُ: أي نِعْمَ الكَفيلُ.
أنشَدَنَا محمَّدُ بنُ القَاسمِ([62]): [الطويل]
ذَكَرْتُ أَبَا أَرْوَى فَبِتُّ كَأَنَّنِي… بِرَدِّ الأُمُوْرِ المَاضِيَاتِ وَكِيْلُ
وَكُلُّ اجْتِمَاعٍ مِنْ خَلِيْلٍ لِفُرْقَةٍ…وَكُلُّ الَّذِي بَعْدَ الفِرَاقِ قَلِيْلُ
فجعَلَ اللهُ مَا مُنِحَ سيِّدُنَا مِنَ الكَمَالِ مُبَقًّى عليه ما لَأْلَأَتِ الفُوْرُ([63]) وَرَسَتْ في أَمَاكِنِهَا القُوْرُ([64]).
آخِرُ مَسْأَلَةِ المِحْرابِ
وصلَّى اللهُ علَى سيِّدنا([65]) محمَّدٍ
وآلِهِ وسلَّمَ.
الخاتمة والنتائج
يغلب على الظن أن هذه المسألة وردت في أمالي ابن خالويه المفقودة، ورغم أنها ليس لها قيمة من الناحية العلمية في النحو؛ إذ تتحدث في قضية ليست من القضايا الدقيقة في النحو، ولكن أهميتها تكمن في التعريف بعدة ملامح لشخصية ابن خالويه، منها:
– بيان جانب من جوانب ثقافته النحوية والتاريخية.
– التعريف بشيخين من شيوخه لم يذكرا في مصدر آخر.
-التعريف بتلميذ من تلاميذ ابن خالويه لم يذكر في مصدر آخر.
– تأكيد مكانة ابن خالويه عند سيف الدولة الحمداني.
– تبين الجانب الحديثي في شخصية ابن خالويه.
وكان للباحث عليها عدة ملاحظات:
-التهويل وتعظيم القضية وأنها مما يحشد له الأعيان وهي قضية ليست معقدة مثل المسألة الزنبورية.
-كثرة الاستطراد والخروج عن موضوع القضية.
-عدة مآخذ على الأحاديث التي أوردها ابن خالويه.
المصادر والمراجع
الكتب:
- إعراب القراءات السبع وعللها، لابن خالويه، تحقيق الدكتور عبد الرحمن العثيمين، مكتبة الخانجي، ط1، 1992م.
- إنباه الرواة على أنباه النحاة للقفطي، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر العربي، القاهرة، ومؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، ط1، 1982م.
- تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي، دار الكتب العلمية، بيروت.
- تفسير الطبري، تحقيق عبد المحسن التركي بالتعاون مع دار هجر، ط1، 2001م،
- تفسير ابن كثير، تحقيق سامي محمد سلامة، دار طيبة للنشر والتوزيع، ط2، 1999م.
- تفسير القرطبي(الجامع لأحكام القرآن)، تحقيق أحمد البردوني وإبراهيم اطفيش، دار الكتب المصرية، ط2، 1964م.
- تلخيص المتشابه في الرسم وحماية ما أشكل منه عن بوادر التصحيف والوهم، للخطيب البغدادي، تحقيق سكينة الشهابي، طلاس، دمشق، ط1، 1985م.
- جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر، تحقيق فواز أحمد زمرلي، مؤسسة الريان، دار ابن حزم، ط1، 2003م.
- ديوان بشر بن أبي خازم، تحقيق عزة حسن، مطبوعات مديرية إحياء التراث القديم، دمشق، 1379هـ / 1960م.
- ديوان ذي الرمة، تحقيق عبد القدوس أبو صالح، مؤسسة الإيمان للطباعة والنشر، بيروت، 1982م.
- ديوان قيس بن الملوح مجنون ليلى، تحقيق يسري عبد الغنى، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1999م.
- الزاهر في معاني كلمات الناس، لأبي بكر الأنباري(ت328هـ)، تحقيق حاتم صالح الضامن، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، 1992م.
- زبدة الحلب من تاريخ حلب، ابن العديم، تحقيق خليل المنصور، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط1، 1996م.
- سنن الدارمي، تحقيق فواز أحمد زمرلي وخالد السبع العلمي، دار الكتاب العربي، بيروت، ط1، 1407هـ.
- سهم الألحاظ في وهم الألفاظ، رضي الدين الحنبلي، تحقيق حاتم صالح الضامن، عالم الكتب، بيروت، 1987م.
- سير أعلام النبلاء، الذهبي، تحقيق شعيب الأرناؤوط وآخرين، مؤسسة الرسالة، ط3، 1985م.
- صحيح مسلم ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
- الكتاب، سيبويه، تحقيق عبد السلام هارون، دار الجيل، بيروت.
- المجالسة وطلب العلم، لأبي بكر الدينوري، تحقيق مشهور حسن سليمان، جمعية التربية الإسلامية، البحرين، دار ابن حزم، بيروت، 1419هـ.
- معجم شيوخ أبي بكر الإسماعيلي، تحقيق زياد محمد منصور، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، 1410هـ.
- المعجم الكبير للطبراني، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، مكتبة العلوم والحكم، الموصل، ط2، 1983م.
- معجم المفسرين، عادل نويهض، مؤسسة نويهض الثقافية للتأليف والترجمة والنشر، بيروت، لبنان، ط3، 1988م.
- المقتضب للمبرد، تحقيق محمد عبد الخالق عضيمة، وزارة الأوقاف، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، لجنة إحياء التراث الإسلامي، القاهرة، 1994م.
الدوريات والمواقع:
- بحث “أمالي ابن خالويه..ملامحها ونُتَفٌ منها”، د. محمد علي عطا، مجلة جيل الدراسات الأدبية والفكرية، العام الرابع، العدد28، مارس، 2017م، (ص51-64).
- بحث:”اِطْرَغَشَّ وابْرَغَشَّ لابن خالويه..ملامحه ونُتَفٌ منه”، د.محمد علي عطا، موقع حماسة، على الرابط: (http://www.hamassa.com/2017/02/03/%D8%A7%D9%90%D8%B7%D9%92%D8%B1%D9%8)
- “رسالة ابن خالويه في مسألة المحراب”، المجلة السلفية، المجلد الثامن، السنة الأولى، ذو القعدة سنة 1335هـ، سبتمبر 1917م، (ص157-161).
المخطوطات:
- رياضة المتعلمين، ابن السني، الجزء الثاني، مخطوطة برلين برقم (3195).
([1]) لم أقف له على ترجمة مؤكدة، غير أني وجدت: أبو الحسن بن معقل النحوي، الأديب الكاتب صاحب أبي علي الفارسي، له عناية وتصدى لإفادة هذا الشأن، كان بمصر، (ت433ه). ولا يبعد أن يكون هذا أخذ عن ابن خالويه لأنه أخذ عن أبي علي الفارسي وكلاهما كان في بلاط سيف الدولة، ولكن يبقى إشكال أن هذا مصري وذاك أزدي والله أعلم. انظر إنباه الرواة على أنباه النحاة للقفطي، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، (4/109)، دار الفكر العربي، القاهرة، ومؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، ط1، 1982م.
([2]) إنباه الرواة على أنباه النحاة، القفطي، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، (2/286)، (3/273-274).
([3]) رسالة ابن خالويه في مسألة المحراب، المجلة السلفية، المجلد الثامن، السنة الأولى، ذو القعدة سنة 1335هـ، سبتمبر 1917م، (ص157-161).
([4]) انظر زبدة الحلب من تاريخ حلب، ابن العديم، تحقيق خليل المنصور، (ص77-85)، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط1، 1996م.
([6]) انظر بحث”اِطْرَغَشَّ وابْرَغَشَّ لابن خالويه..ملامحه ونُتَفٌ منه”، د.محمد علي عطا، موقع حماسة، على الرابط:
(http://www.hamassa.com/2017/02/03/%D8%A7%D9%90%D8%B7%D9%92%D8%B1%D9%8)
([7]) انظر معجم المفسرين، عادل نويهض، (1/126)، مؤسسة نويهض الثقافية للتأليف والترجمة والنشر، بيروت، لبنان، ط3، 1988م.
([8]) انظر مقدمة تحقيق كتاب إعراب القراءات السبع وعللها، لابن خالويه، تحقيق الدكتور عبد الرحمن العثيمين، (1/28)، مكتبة الخانجي، ط1، 1992م.
([10]) سير أعلام النبلاء، الذهبي، (15/253)، تحقيق شعيب الأرناؤوط وآخرين، مؤسسة الرسالة، ط3، 1985م.
([11]) انظر مقدمة تحقيق كتاب إعراب القراءات السبع وعللها، (1/19-33).
([12]) كنت جمعت ما أمكنني منها ونشرته في بحث:”أمالي ابن خالويه..ملامحها ونُتَفٌ منها”، مجلة جيل الدراسات الأدبية والفكرية، العام الرابع، العدد28، مارس، 2017م، (ص51-64).
([13]) البسملة كلها ليست في نشرة المجلة السلفية.
([14]) عنوانها في نشرة المجلة السلفية:”رسالةُ ابنِ خَالَوَيْهِ في مَسْأَلَةِ المِحْرَابِ”.
([15]) سقط من التذكرة المحققة.
([16]) في التذكرة المحققة:”فيما”.
([17]) حيري الدهر ويد المسند؛ أي دائما إلى نهاية الدهر.
([19]) هو عيَّاش بن محمد بن عيسى، أبو الفضل الجوهري الصائغ البغدادي، حدَّث عن: سُريج بن يونس، ويحيى بن أيوب المقابري، وداود بن رشيد، وأحمد بن حنبل، وغيرهم. وروى عنه: جعفر بن أحمد بن إبراهيم أبو محمد المقرئ البغدادي المكي، وأبو القاسم الطبراني في “المعجمين”، وعلي بن محمد المصري، وأبو بكر الشافعي، وأبو بكر الجعابي، وأبو بكر الإسماعيلي في “معجمه” وسكت عنه، روى القراءة سماعا عن أبي عمر الدوري، وروى عنه القراءة عبد الواحد بن عمر، ومحمد بن يونس المطرز، ومحمد بن عيسى بن بندار، وابن شنبوذ. قال الخطيب: كان ثقة، وكذا وثَّقه ابن الجوزي، وابن مفلح، وابن أبي يعلى، وقال الذهبي: وثقه الخطيب. مات في جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين ومائتين.
انظر: معجم شيوخ أبي بكر الإسماعيلي، تحقيق زياد محمد منصور،(3/736)، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، 1410هـ. وتاريخ بغداد، للخطيب البغدادي، (7/231)، (12/279)، دار الكتب العلمية، بيروت. وتلخيص المتشابه في الرسم وحماية ما أشكل منه عن بوادر التصحيف والوهم، للخطيب البغدادي، تحقيق سكينة الشهابي، (1/530)، طلاس، دمشق، ط1، 1985م.
([20]) في النسختين”شريح”؛ تصحيف، وهو سريج بن يونس بن إبراهيم المروزي ثم البغدادي، أبو الحارث، صدوق، توفي (235هـ). انظر سير أعلام النبلاء، الذهبي، (11/146-147).
([21]) هو محمد بن حميد أبو سفيان المَعْمَرِي البصري البغدادي، كان مذكورا بالصلاح والعبادة. انظر السير(9/39).
([22]) الذي في كتب التفسير أن قول قتادة:”خطاهم، لو كان الله تعالى مُغفلا شيئًا من شأنك يا بن آدم، أغفل ما تعفي الرياح من هذه الآثار، ولكن أحصى على ابن آدم أثره وعمله كله، حتى أحصى هذا الأثر فيما هو من طاعة الله أو من معصيته، فمن استطاع منكم أن يكتب أثره في طاعة الله، فليفعل”. أما القول المذكور في النص فهو قول سعيد بن جبير. انظر: تفسير الطبري، تحقيق عبد المحسن التركي بالتعاون مع دار هجر، (19/411)، ط1، 2001م، وتفسير ابن كثير، تحقيق سامي محمد سلامة، (6/566)، دار طيبة للنشر والتوزيع، ط2، 1999م.
([23]) في التذكرة المحققة:”حريز”. وهو خطأ، وانظر مصادر التخريج الآتية.
([24]) هذا الذي أورده ابن خالويه جزء من حديث طويل، وهو جزء لا يمكن الوقوف عليه فجواب شرط “مَن” غير مذكور، وكأنَّ ابن خالويه جعلها موصولة، مما يوحي بأن قول الرسول صلى الله عليه وسلم جاء في تفسير كلمة ﴿آثَارَهُمْ﴾ في الآية السابقة، وكل هذا خطأ، وتمام الحديث في المعجم الكبير للطبراني بعد ذكر حال وفد مضر وجمع الرسول الصدقات لهم:” مَنْ سَنَّ في الإسلامِ سُنَّةً صالحةً كان له أجرُها وأجرُ من عَمِلَ بها من بعدُ إلى يومِ القيامةِ لا ينقصُ من أجورهم شيءٌ، ومَنَّ سَنَّ في الإسلام سُنَّةً سيئةً كان عليه وِزرُها ووِزرُ من عَمِلَ بها بعده إلى يوم القيامة لا ينقصُ من أوزرِاهم شيءٌ”.
انظر: المعجم الكبير للطبراني، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، (2/328)، مكتبة العلوم والحكم، الموصل، ط2، 1983م. وبنص قريب في صحيح مسلم، (1017)، أحمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
([25]) في التذكرة المحققة:”ارتدعوا”.
([26]) عسيب اسم جبل، يضرب به المثل في الإقامة الدائمة، كما قال امرؤ القيس:”وإني مقيم ما أقام عسيب”.
([27]) سقط من نشرة المجلة السلفية.
([28]) النيب جمع ناب وهي المسنة من النوق وفي المثل لا أفعل ذلك ما حنت النيب؛ أي لن أفعله أبدا لأن النيب لا يتوقف حنينها.
([29]) أراد بالخاطب هنا الخطيب.
([30]) في التذكرة المحققة ضبطها:”بَأَزَزٍ”. والأزز: الامتلاء من الناس.
([31]) في المجلة السلفية:”أبي”.
([32]) انظر المجالسة وطلب العلم، لأبي بكر الدينوري، تحقيق مشهور حسن سليمان، (2/182)، جمعية التربية الإسلامية، البحرين، دار ابن حزم، بيروت، 1419هـ.
([33]) قبالتها في هامش المجلة السلفية: كذا في الأصل ويظهر زيادة وثاني الأنبياء. قلت: ليست زيادة ولكن ابن خالويه نظر إلى الخلاف في تفسير”أولو العلم”؛ فمنهم من قال الأنبياء، ومنهم من قال أهل العلم، والله أعلم، انظر تفسير القرطبي(الجامع لأحكام القرآن)، تحقيق أحمد البردوني وإبراهيم اطفيش، (4/40-41)، دار الكتب المصرية، ط2، 1964م.
([34]) في نشرة المجلة السلفية:”الخلواتي”؛ تصحيف وانظر تاريخ بغداد، (5/2123).
([35]) سقطت من النسختين، والمثبت هو الصواب، انظر السير(9/486).
([36]) في النسختين :”عمر بن كثير”. وانظر مصادر التخريج الآتية؛ حيث اختلفت فيه، والمثبت موافق لابن السني وابن عبد البر.
([37]) سقط من النسختين، وانظر مصادر التخريج الآتية.
([38]) سقط من النسختين، وانظر مصادر التخريج الآتية.
والحديث في سنن الدارمي(366) من طريق عمرو بن كثير عن الحسن مرسلا مرفوعا، بلفظ”من جاءه الموت وهو يطلب العلم ليحيى به الإسلام فبينه وبين النبيين درجة واحدة في الجنة”. وابن السني في رياضة المتعلمين، ورقة (142) من مخطوطة برلين برقم (3195)، من طريق يحيى ابن المغيرة عن ابن أبي فديك، عن عمرو بن أبي كثير عن أبي العلاء عن الحسن مرسلا مرفوعا، برواية:”من أتاه الموت وهو يطلب العلم ليحيي به الإسلام كان بينه وبين الأنبياء عليهم السلام في الجنة درجة واحدة”. وجامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر، تحقيق فواز أحمد زمرلي،(1/75، 101) مؤسسة الريان ، دار ابن حزم، ط1، 2003م. من طريق بن أبي خيرة عن عمرو بن أبي كثير عن أبي العلاء عن الحسن مرسلا مرفوعا، بلفظ:”من جاءه الموت وهو يطلب العلم ليحيا به الإسلام فبينه وبين الأنبياء في الجنة درجة”.
([39]) تكررت في نشرة المجلة السلفية.
([40]) في طبعة المجلة السلفية:”حلماء”. وانظر الأثر في تفسير الطبري(5/526، 527)
([41]) الذي في تفسير الطبري(5/528):”الفقهاء العلماء”.
([43]) سقط من التذكرة المحققة.
([44]) في نشرة المجلة السلفية:”قال”.
([45]) الخلاف قديم في نسبة هذا البيت بين بشر بن أبي خازم والطرماح، وانظر ديوان بشر، تحقيق عزة حسن، (ص78)، مطبوعات مديرية إحياء التراث القديم، دمشق، 1379هـ / 1960م. ونص على خطأ نسبته للطرماح رضيُّ الدين الحنبلي في سهم الألحاظ في وهم الألفاظ، تحقيق حاتم صالح الضامن، (ص44)، عالم الكتب، بيروت، 1987م.
([46]) في نشرة المجلة السلفية:”وجد”.
([47]) ديوان ذي الرمة، تحقيق عبد القدوس أبو صالح، (1535-1536)، مؤسسة الإيمان للطباعة والنشر، بيروت، 1982م، وأورد محققه الخلاف في إعراب “الناسُ ينتجعون غيثا” بين قولين: الرفع على الحكاية فقط كما ذهب ابن خالويه هنا، وقال به الحريري في درة الغواص؛ وعلَّل رأيه بأنَّ النصب يجعل الانتجاع مما يُسمع وهو لا يُسمع، وذهب آخرون إلى جواز النصب.
([48]) البيت من شواهد سيبويه في الكتاب، (3/326)، تحقيق عبد السلام هارون، دار الجيل، بيروت.
([49]) انظر الكتاب، الموضع السابق.
([50]) في نشرة المجلة السلفية:”لا إله إلا الله”.
([51]) في نشرة المجلة السلفية:”عدته”، وضبطها في النسخة المحققة:”عدةٌ” بالضم.
([52]) طمس في هذا الموضع في التذكرة المحققة، والمثبت من السلفية.
([53]) ما بين المعقوفين ليس في النسختين، وهو ضرورة لا يتم معنى الكلام إلا به.
([54]) كلام ابن خالويه عن الحكاية ملخص من المقتضب للمبرد، تحقيق محمد عبد الخالق عضيمة، (4/9-11)، وزارة الأوقاف، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، لجنة إحياء التراث الإسلامي، القاهرة، 1994م .
([55]) يكاد ينطبق كلام ابن خالويه هنا مع ما في كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس، لأبي بكر الأنباري(ت328هـ)، تحقيق حاتم صالح الضامن، (2/5)، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، 1992م، وسيصرح ابن خالويه باسمه في آخر المسألة فقط.
([56]) ديوان قيس بن الملوح مجنون ليلى، تحقيق يسري عبد الغنى، (ص31)، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1999م.
([57]) في التذكرة المحققة:”حاجتي”.
([58]) سقط من نشرة المجلة السلفية.
([59]) سقط من التذكرة المحققة.
([60]) في نشرة المجلة السلفية:”وكان الله على كل شيء حسيبا”، ولا توجد آية هكذا.
([61]) ليست في نشرة المجلة السلفية.
([62]) هو الأنباري صاحب كتاب الزاهر في معاني كلمات الناس كما ذكرت سابقا.
([63]) في نشرة المجلة السلفية:”القور” وعرفها في الحاشية بالظباء، والصواب المثبت وهي الظباء.
([64]) القور: الأصاغر من الجبال والأعاظم من الآكام.
([65]) سقط من التذكرة المحققة.