القياس الموضوعي للفصام من خلال تطبيق اختبار الشخصية متعدد الأوجه منيسوتا الإصدار الثاني MMPI-2
د.مليوح خليدة/جامعة محمد خيضر،بسكرة،الجزائر الباحثة :وزاني آمنة/جامعة محمد خيضر،بسكرة ،الجزائر
مقال نشر في مجلة جيل العلوم الإنسانية والإجتماعية العدد 37 الصفحة 127.
ملخص:يعتبر الفصام من الاضطرابات الذهانية المعقدة، حيث المريض يفقد تكيفة مع الواقع الموضوعي، نتيجة لفشل ميكانزمات الدفاع، فصراعاته مع الواقع الخارجي الذي يمثل تهديدا له، فيختار عالم مليء بالهلاوس والهذاءات كوسيلة دفاعية لتوازنه ،وظهوره نتيجة لتفاعل مجموعة من العوامل البيولوجية والنفسية والبيئية، هذا ما جعل صعوبة في التشخيص، خاصة هذا الميدان محتكر من قبل الطبيب السيكاتري وهذه الدراسة جاءت لمعرفة دور الأخصائي النفساني في مصلحة الأمراض العقلية، خاصة أنه يملك تقنيات الفحص العيادي دقيقة، إذا أحسن استخدامها، ورتركز دراستنا على تقنية موضوعية هي اختبار منيسوتا متعدد الأوجه للشخصية MMPi_2 ، وتهدف هذه الدراسة إلى معرفة مدى فعالية تقنيات الفحص العيادي الموضوعية في تشخيص الفصام التي تشمل المثلث العصابي والمثلث الذهاني.
الكلمات المفتاحية: القياس، الموضوعي، الفصام .
مقدمة :
الاضطرابات الذهانية من أعقد الاضطرابات شدة الأعراض و الديمومة، إذ تحمل توظيفات خطيرة وعميقة تشمل جميع شخصية الفرد، خاصة منها الفصام الذي يعد من الاضطرابات الذهانية المعقدة، فالمريض يفقد صلته بالواقع، فيختار عالم خاص به، نتيجة لإحباط الأنا من الواقع الخارجي، فدفاعه النفسي يصنع عالم خاص مليء بالهلاوس والهذاءات المتعددة المواضيع كوسيلة دفاعية للاحتماء من تهديد الواقع الخارجي وتشتت صورة الذات والأنا ،ولهذا تكمن صعوبة تشخيص الاضطراب الفصام نتيجة لتنوع في موضوعات الهذاءات وتناذرها مع عدة اضطرابات ذهانية أخرى، فميدان التشخيص الاضطرابات الذهانية من اختصاص الطبيب السيكاتري انطلاقا من مقابلة مع المفحوص مع الدليل التشخيصي الإحصائي للاضطرابات DSMVI، إلا انه نجده في اغلب الأحيان محتكر عملية التشخيص بالرغم من أن الأخصائي النفساني يملك مجموعة من الأدوات تجعله يشخيص الفصام بالاختبارات الإسقاطية و الموضوعية التي تعتبر من الاختبارات ذات الاتجاه المعرفي والتي تقيس الاضطرابات العصابية والذهانية التي من بينها الاختبار الشخصية متعدد الأوجه للشخصية الاصدار الثاني MMPI-2 والذي هو مجموعة من الأسئلة والتي يجيب عليها المفحوص “بنعم “أو” لا “والتي تقيس المثلث العصابي والمثلث الذهاني،والميولات المرضية ، ولهذا جاءت هذه الدراسة لمعرفة مدي فاعلية القياس بأداة موضوعية الفصام .
2- تساؤلات الدراسة:
ما مدى فعالية تقنيات الموضوعية منها تقنية منيسوتا متعدد الأوجه للشخصية في تشخيص الفصام ؟
وعلى أساسه نطرح التساؤلات الجزئية :
_ هل يمكن أن نعتبر المثلث العصابي ل MMPI_2 للاكتئاب، توهم المرض والهستيريا أعراضا مرضية للفصام بالرغم أنها تندرج ضمن مجموعة مقاييس المثلث العصابي ؟
_ هل يمكن أن نعتبر الأعراض المرضية من خلال مقياس موضوعي والذي يشمل مجموعة المثلث الذهاني (البارانويا ،السيكاثينيا ،الفصام ) لها علاقة بالفصام ؟
_هل يمكن تقديم بعض الأعراض المرضية المميزة للفصام من خلال MMP_2؟
3- فرضيات الدراسة:
_ نعتبر المثلث العصابي ل MMPI_2 للاكتئاب،توهم المرض و الهستيريا أعراضا مرضية للفصام بالرغم أنها تندرج ضمن مجموعة مقاييس المثلث العصابي.
_ نعتبر الأعراض المرضية التي تشمل على مجموعة المثلث الذهاني (البارانويا ،السيكاثينيا ،الفصام ) ترتبط بالفصام.
_ يمكن تقديم بعض الأعراض المرضية المميزة للفصام من خلال MMP_2؟
4- أهمية الدراسة:
_ تناول بصورة ميدانية أهمية تقنيات الفحص العيادي الموضوعية في تشخيص الفصام.
_ توضيح دور الأخصائي النفساني باعتباره ممارسا عياديا في مصلحة الأمراض العقلية.
_ وضع المفحوص في فئة تشخيصية وفهم العميق لسلوكه.
_ تحديد مساهمة الأخصائي النفساني في عملية التشخيص بطرق تختلف عن الطبيب السيكاتري.
_ المساعدة في وضع خطة علاجية مناسبة ،والتكفل النفسي للفصامي ودمجه في المجتمع، حتى لا يكون خطرا على نفسه أو على المجتمع.
_ تحديد مدى فعالية تقنيات الفحص الموضوعية تقييمها وفائدتها في مجال التشخيص النفسي.
5- الأهداف:
_ا لكشف على صلاحية اختبار منيسوتا متعدد الأوجه للشخصية لتشخيص الفصام.
_ البحث عن الأعراض المرضية من خلال مقياس موضوعي والذي يشمل مجموعة المثلث العصابي (توهم المرض، الاكتئاب، الهستيريا ) وارتباطه بالفصام.
_ البحث عن الأعراض المرضية من خلال مقياس موضوعي والذي يشمل مجموعة المثلث الذهاني (البارانويا، السيكاثينيا، الفصام ) وارتباطه بالفصام.
6- الدراسات السابقة:
6-1- الدراسات العربية:
دراسة صاغي نورة (1993_1994)بعنوان:” اختبار صلاحية بعض أدوات التقدير السيكولوجي في تشخيص الفصام”.
* المنهج: يقوم البحث على المنهج الأمبريقي، تم اختيار مجموعتين من الأفراد أحداهما تجريبية (المجموعة التي تشخيصها بالفصام، والأخرى الضابطة المجموعة السوية)، وقد تم إحداث التماثل بين المجموعتين في العدد والسن والجنس والخلفية الاجتماعية والاقتصادية، ومكان السكن والمستوى التعليمي والحالة العائلية.
* العينة: تكونت عينة البحث من 40 رجلا ينقسمون إلى مجموعتين متساويتين إحداهما مرضية وأخرى سوية، وقد تم اختيار العينة المرضية اعتمادا على الفحص السيكاتري الذي أجراه الطبيب العقلي والذي شخص في الحالات بأنها فصامية، أما العينة السوية فقد تم اختيارها من أماكن مختلفة تجمع في ولاية تيزي وزو مع مراعاة الشروط العامة.
* أدوات البحث: المقابلة العيادية، مقياس الذهانية لايزنك، اختبار منيسوتا متعدد الاوجه، مقياس التطرف
* الوسائل الإحصائية: لتحقيق من صحة فروض البحث تم استخدام الوسائل الإحصائية الآتية: ( تحليل التباين، اختبار شيفي، معاملات الارتباط ).
* النتيجة: إن المقاييس الثلاث دون استثناء قد أعتبرت أدوات صالحة لتشخيص الفصام، حيث أنها ميزت تمييزا واضحا بين العينة السوية والعينة الفصامية1.
6-2- الأجنبية :
دراسة تامك داوTAMK.DAO(2007):
بعنوان “الرورشاخ مقابل اختبار مينسوتا متعددة الأوجه للشخصية في تقييم الاضطرابات النفسية “
* الهدف من هذه الدراسة:
– المساهمة في فهم العلاقة بين mmpi_2 ومتغيرات الرورشاخ المتعلقة بالذهان،كذلك أثر أنماط التفاعل للاختبار على العلاقات المتبادلة بين mmpi_2 والرورشاخ المرتبط بمؤشرات الذهان.
– تناولت هذه الدراسة صحة المقاييس العقلية وفائدته الإكلينيكية لmmpi_2 والرورشاخ فيما يتعلق بالتشخيص الفارقي في عتبة من مرض اضطراب أولي أو اضطراب الأولي في المزاج الذهاني.
* العينة: مجموعة من الشباب البالغين الذهانيين.
* المنهج المستعمل: المنهج العيادي.
* الأداة الإحصائية: الانحدار الهرمي.
* النتائج: أظهرت الدراسات التحليلية فعالية اختبار الرورشاخ تكون مماثلة لاختبار منسيسوتا متعدد الأوجه للشخصة mmpi_2 خاصة في مجال تشخيص الاضطرابات العقلية خاصة الفصام، ومع ذلك فان الرورشاخ يبدو غير قادر على تحديد الاضطرابات النفسية بدقة أكثر باستثناء مرض الفصام والاضطراب الثنائي القطب1.
دراسة فرفا سيرvirva siira (2007):
بعنوان “علامات الضعف في الاضطرابات العقلية من خلال تبنيهم للوراثة المنظمة للفصام وضوابطها وقياسها من خلال منيسوتا متعددة الأوجه للشخصية “
* الهدف من الدراسة:
_ إيجاد مميزات أعراض الفصام لأثبات منشأها والتنبؤ بالاضطرابات العقلية في المستقبل.
_ يمكن التنبؤ لاضطراب طيف الفصام أو اضطراب عقلي من الفروع الجانبية MMPI الناتج عن تفاعل بين المخاطر الوراثية والمخاطر البيئية وقياس انحرافات من خلال MMPI.
_ الغرض من هذا البحث وصف العلاقة بين العوامل الوراثية والبيئية.
_ المساهمة في تطوير الصحة العقلية التي اعتمدت على أبعاد الأطفال عن أمهاتهم المرضى.
* الأداة والعينة: دراسة طولية للأشخاص المصابين بالفصام، أطفال من أمهات مصابين بالفصام، والعائلة التي تبنت الأطفال، دراسة فنلندية، شملت جميع الأم البيولوجية الذين تم نقلهم إلى المستشفى ولديهم الفصام وجنون العظمة خلال السنوات 1960_1979 وأعتمد على أطفالهم، الأسر المتبنية للأطفال.
_ المرحلة الأولى لاختيار العينة الأصلية مراقبة الآباء بالتبني من خلال الملفات وكالة التبني الوطني.
_ اعتمدت الدراسة الأطفال قبل عمر 4 سنوات الذين تم تبينهم.
* النتيجة:
_ mmpi يقيس علامات الفصام من خلال البحث عن علامات اكتساب الوراثة لطيف الفصام.
_ تم العثور على مؤشر الكذب ليكون مؤشر الضعف الوحيد في العينة بما من خلال المواضيع المزعجة، وبالتالي فمن المحتمل ألا يكون هو مؤشر الضعف، وهذا يتعارض للبحث أنهم ينتمون إلى مجموعة من المقاييس ذات الصلة الفصام، mmpi يطشف على نواحي العجز لانفصام قبل ظهور الاضطراب العقلي ويرتبط بمقياس الكذب مع عدم التبصر وعدم المرونة الإدراكية والعاطفية خاصة في جانب الإفراط بالحنان.
_كشفت النتائج وجود هوس الخفيف (hyp) وعدم التكيف الاجتماعي (sos) التي تدل على مؤشرات ضعف الفصام، وانحراف هذه المقاييس الاكلينيكية تشير إلى عدم استجابة العاطفية وانخفاض الطاقة، وتثبيط من الناحية الاجتماعية، هذه الانحرافات في سمات الشخصية كلها أعراض غير عادية تمثل أعراض الفصام، ومع ذلك فان النتائج الحالية لا تظهر خطر العوامل الجينية للوالدين المصابين بالفصام حيث تدل على وجود مؤشرات بالهوس الخفيف ،كذلك تبرز وجود عدم التكيف الاجتماعي من خلال الانطوائية والانسحاب الاجتماعي التي لها دلالة على مميزات شخصية الفصام.
ومما سبق من السلالم القاعدية التي تضم الهوس خفيف، عدم التكيف الاجتماعي، هذه المقاييس تشير إلى تجاوب العاطفة وانخفاض الطاقة وتثبيط من الناحية الاجتماعية، ومع ذلك هذه المقاييس قد تكشف اضطرابات لاحقة لجميع الاضطرابات النفسية1..
7- المصطلحات الأساسية:
* القياس: نقصد به إجرائيا التشخيص وهو الأسلوب العلمي الذي يمكن السيكولوجي أو المعالج من التمييز بين السوي والمريض والمفهوم نفسه مستعار من الطب البشري ، حيث يحاول الطبيب تشخيص الاضطراب البدني لمعرفة الأسباب الكامنة وراء المرض وعليه فإن تشخيص السلوك، لا يهدف إلى وضع الشخص في فئة مرضية معينة كأن نقول مثلا إن هذا الشخص يعاني من الهستيريا أو من الشيزرفرينيا أو يعاني من الوساوس … إلخ 2.
* التشخيص: يعني تشريح الفرد من جميع الزوايا، ونحن نحاول أن نفهم أنه في وجودها هي نفسها، ويمكن ملاحظة الموضوع في الحياة اليومية باستخدام سجلات الفيديو وعلي سبيل تقييم السلوك على أساس معايير موضوعية، وهذا من خلال الحالات التجريبية من خلال الاختبارات القياسية المحددة مثل الاختبارات أو الاستبيانات، وهذا من خلال جمع قدر من الملاحظات أثناء المقابلات السريرية، وهنا يكون توقع سلوك الفرد في عدد كبير من المواقف.3
*تعريف التقنيات الموضوعية:
هذه الأدوات الأساسية التي يستخدمها العديد من المنظرين كمرادفات، وهذا للتمييز بين الأدوات الأساسية وهي الأساليب و التقنيات، وتشير إلى إجراءات محددة والمعدة المستخدمة في تحديد النتائج على سبيل المثال تقنية الاستبيان ترمي إلى تحديد الصلات التلقائية ضمن مجموعة تقنيات متنوعة الرصد المنتظم التفاعل، ومن المهم تعريف تفاصيلها، وتنفيذ تقنيات حتى يكون المحققين نفسه أو عدد المحققين الذين يعملون على نفس البيانات1.
*MMP: اختبار الشخصية المتعدد الأوجه الإصدار الثاني من أدوات التقرير الذاتي التي تستخدم في الفحص العام للشخصية في معظم أحوالها ويعطي نتائج مفيدة في ميدان التشخيص والتطور العلاجي والتغيرات الطارئة مرتبطة بالمعايير الحديثة في ميدان علم النفس الإكلينيكي فضلا عن استخداماته في ميدان السواء.2
* تعريف الفصام:” هو ذهان مزمن يؤثر تأثير عميقا على الشخصية، والذي يجب اعتباره نوع من صنف الذهان المزمن، يتميز بتغير عميق ومتطور للشخص، فيتوقف هذا الأخير عن اتصال مع الآخرين ويضيع في أفكار توحدية أي في هباء وهمي “3
ويعرف الفصام حاليا حسب الرابطة الإكلينيكية:
– أفكار الوهمية.
– سلوكات مفككة.
– هذه الأعراض السلبية تمثل انخفاض الإمكانيات الوظيفية و هو أعراض، يجب أن تستمر لمدة 6 أشهر على أقل وتؤدي إلى عدم التكيف العملي الاجتماعي.4
8- منهج البحث:
اخترنا المنهج العيادي الذي يتناسب مع طبيعة موضوع القياس الموضوعي للفصام، والذي يغوص في تاريخ حياة الفرد لمعرفة المسببات للفحص والتشخيص وإيجاد الطرق المناسبة للعلاج.
و يعرف دانيال لاجاش : D.Lagache المنهج العيادي على أنه منهج كيفي و ليس كمي يتناول فهم السلوك ضمن منظوره الخاص، من أجل استخلاص دلالة هذا السلوك و بنيته و نشأته و تبيين الصراعات الدافعة له و الوسائل اللازمة لحل هذه الصراعات، و عموما فإن المشكلات النفسية لا يمكن أن نفهمها دون استخدام المنهج العيادي1
8– حالات الدراسة:
اخترنا أربعة حالات من مصلحة الأمراض العقلية، حيث تشمل رجال فقط، وهذا نظرا لمعظم لحالات النساء الموجودة في المصلحة شخصن على أنهن ثنائي القطب، واعتمدنا على التشخيص السيكاتري على أن الحالات فصاميين.
* الحالة الأولى: السن 22 سنة، المستوى التعليمي ثالثة ثانوي.
* الحالة الثانية: السن 26 سنة، المستوى التعليمي ثالثة ثانوي.
* الحالة الثالثة: السن30 سنة، المستوى التعليمي ثالثة ثانوي.
* الحالة الرابعة: السن 35 سنة، المستوى التعليمي ثالثة ثانوي.
9- أدوات الدراسة:
* الملاحظة العيادية: التي تمثلت في شبكة من ملاحظة الباحث على سلوكات المفحوصين، وكيفية توظيفهم للمستوى الفكري وتعاملهم مع الواقع الموضوعي لمعرفة إمكانية وجود الغرابة في سلوكهم، وهذا انطلاقا من ملاحظة سلوكهم ومقارنتها بمميزات الفصام حسب الدليل الإحصائي الرابع لتصنيف الاضطرابات النفسية والعقلية DSMIV.
_ الحالة الأولى: مجموعة من مميزات تمثلت في سلوكه العدواني، وكانت مواضيع هذاءاته ثرية تتعلق بموضوع ديني واجتماعي، مع وجود هلاوس وإيماءات جافة مع قولبة الفكر.
_ الحالة الثانية: تميزت أفكاره بالتفكك و السلوك مفكك، حيث هذاءه ليس لديه معنى مزيج من الاختلاط في الموضيع.
_ الحالة الثالثة: تمثلت في سلوك مستقر غير مندفع، مع قولبة الفكر، وموضوع هذاءه يحمل طابع الاضطهاد أن الناس أحسن منه، ويعاني من التهميش من قبل المجتمع مع وجود هلاوس سمعية.
_أما الحالة الثالثة: برزت سلوك عدواني وكان موضوع الهذاء يحمل أفكار العظمة أنه نبي مختار من الله ليحكم الناس بالعدل، مع وجود هلاوس بصرية.
*المقابلة العيادية:وهي المقابلة الموجهة نحو عائلة الفصامي لجمع المعلومات لمعرفة تاريخ حياة المفحوص، ومراحل ظهور الاضطراب وتطوره، مع إمكانية وجود سوابق مرضية للعائلة.
* اختبار منيسوتا متعدد الأوجه للشخصية MMPI_2.
* الدليل الإحصائي الرابع للتشخيص الأمراض النفسية والعقلية DSMVI.
* المقابلة الموجهة مع الطبيب السيكاتري لمعرفة طريقة تشخيصه للفصام.
9- الاختبار:
اخترنا في بحثنا اختبار منيسوتا متعدد الأوجه للشخصية، ويتكون من 567 سؤال يجيب عليهم المفحوص، ويتطلب مستوى تعليمي معين لفهم عبارات الاختبار، وبما أن المفحوص يستعين بالأخصائي النفساني لأي توضيح، و يعتبر من الاختبارات الموضوعية التي تساهم في الكشف على الميولات ومميزات الشخصية للمفحوص، ويتكون من السلالم الإكلينيكية القاعدية:
–ypocondrie: echelle 1 Hs.
–dépression: Echelle 2 _d.
-hystérie: Echelle3_hy
–déviation psychopathique: Echelle4_pd
–masculinité féminité: Echelle5_mf
–Paranoïa: Echelle6_ pa
–Psychasthénie: Echelle7_ pt
–Schizophrénie: echelle8_ Sc
–hypomanie: echelle9_ma_
–introversion sociale: echelle0_si
–les échelles de validitéمقاييس الصدق :
–absence de réponse aux items: l’échelle ( ?)
–simulation d’une personnaité idéale: l’échelle (l)
–réponses données au hasard: l’échelle (f)
–c’est un indicateur de validité qui permet de recorriger certaine attitudes particulières lors de la passation du test: l’échelle (k) :
10- عرض تحليل العام للحالات:
* الحالة الأولى: ظهر معدل البروفيل النفسي للمفحوص M=33,75 مما يدل على أن المفحوص لديه مشكل عقلي نسبيا مهم، أي صعوبة في التكيف وهو من صفات الذهاني وهذا من خلال أن sc أكبر من pt ، ويتضح أكثر من خلال الثنائية 68/86 يعني ارتفاع الدرجة التائية لسلم الفصام والبرانويا، هذا يعني أن اختبار منيسوتا متعدد الأوجه يكشف على مميزات الفصام الذي يتضح نوعه الفصام البرانويدي.
_ الفرضية التي تقول نعتبر المثلث العصابي: الذي يتكون من الاكتئاب، توهم المرض، الهستيريا أعراضا مرضية للفصام، حيث نجد توهم المرض HS=20 ، الاكتئاب D=21، الهسيريا HY=28، أي ارتفاع كل من توهم المرض والهستيريا، وانخفاض الاكتئاب، وبالتالي كلما زادت الدرجة التائية للفصام يزيد الدرجة التائية لكل من المثلث العصابي.
_ االفرضية التي تعتبر أن المثلث الذهاني: الذي يتكون من البرانويا، البسيكاستينا، الفصام أعراضا مرضية للفصام، حيث نجد بارانويا pa=26، البسيكاستينيا pt=37 ، الفصام sc=57، تدل أن كلما ارتفعت الدرجة التائية للفصام ترتفع الدرجات التائية للمثلث الذهاني والتي تشمل كل من البرانويا والبسيكاستينيا والفصام، يعني لها علاقة بالفصام.
_ الفرضية التي مفادها يمكن تقديم بعض الأعراض المرضية للفصام: من خلال البروفيل النفسي للمفحوص نلاحظ أن عندما يكون المثلث الذهاني مرتفع، ترتفع بدورها الدرجة التائية لكل من البسيكاستينيا والبرانويا وتوهم المرض والهستيريا، مع انخفاض الدرجة التائية لسلم الإكلينيكي للاكتئاب.
* الحالة الثانية: يتضح أن البروفيل النفسي للمفحوص مرتفع M=36,62، هذا يعني وجود مشكل عقلي نسبيا مهم، أي صعوبة في التكيف الاجتماعي، هذا ما يدل أن المفحوص ذهاني من خلال أن sc أكبر من pt ، ونجد ثنائية 78/87 أي ارتفاع الدرجة التائية لكل من الفصام والبسيكاستينيا، وبالتالي المفحوص فصامي من النوع المفكك.
_ الفرضية التي تقول نعتبر المثلث العصابي: والتي تتكون من الاكتئاب، توهم المرض، الهستيريا، أعراضا مرضية للفصام،حيث نجد توهم المرض HS=29، الاكتئاب D=21، الهسيريا HY=19، يبرز ارتفاع كل من الدرجة التائية لتوهم المرض وانخفاض كل من السلالم الإكلينيكية لكل من الاكتئاب والهستيريا، بالتالي ارتفاع الدرجة التائية لسلم توهم المرض له علاقة بالفصام.
_ الفرضية التي تعتبر أن المثلث الذهاني: الذي يتكون من البرانويا، البسيكاستينا، الفصام أعراضا مرضية للفصام، تبين النتيجة ارتفاع الدرجة التائية لسلم البارانويا pa=20، البسيكاستينيا pt=62 ، الفصام sc=78، يعني ارتفاع الدرجة التائية للبارنويا والبسيكاستينيا والفصام لهما علاقة بالفصام.
_ الفرضية التي تعتبر أنه يمكن تقديم بعض الأعراض المرضية للفصام: من خلال البروفيل النفسي للمفحوص نلاحظ أن عندما يكون المثلث الذهاني مرتفع ترتفع الدرجة التائية للفصام بارتفاع كل من الدرجات التائية للسلالم الإكلينيكية من سلم البسيكاستينيا والبرانويا،و توهم المرض.
* الحالة الثالثة: كان معدل البروفيل النفسي مرتفع M =32,37، يبرز مشكل عقلي مهم، من خلال عدم القدرة على التكيف الاجتماعي، وأنه ذهاني حيث نجد أنsc أكبر من pt ، ونجد ثنائية 82/28 أي ارتفاع كل من الدرجة التائية للفصام والاكتئاب، هذا يعني أن المفحوص فصامي والتي تظهر مميزات الاكتئاب بدرجة كبيرة والتي تشمل الميول الاضطهادية.
_الفرضية التي تقول نعتبر المثلث العصابي: الذي يتكون من الاكتئاب، توهم المرض، الهستيريا أعراضا مرضية للفصام تظهر في السلالم الاكلينيكية من توهم المرض HS=16 ، الاكتئاب D=32، الهسيريا HY=17، وتبرز ارتفاع الدرجة التائية للاكتئاب، مقارنة بالدرجات التائية لكل من سلم توهم المرض والهستيريا.
_ الفرضية التي تقول نعتبر المثلث الذهاني: الذي يتكون من البرانويا، البسيكاستينا، الفصام أعراضا مرضية للفصام، بارانويا pa=25، البسيكاستينيا pt=44 ، الفصام sc=64، تظهر ارتفاع الدرجات التائية لكل من سلم البسيكاستيا والبارانويا دائرة مما يبن ارتفاع كل من الدرجة التائية لكل من البيسكاستينا والبارانويا وارتباطها بسلم الفصام.
_ الفرضية التي تنطلق من يمكن تقديم الأعراض المرضية المميزة للفصام: تتضح من ارتفاع معدل البروفيل النفسي للمفحوص، أي عندما ترتفع الدرجة التائية للمثلث الذهاني، ترفع الدرجات التائية الكل من البسيكاستينيا والبرانويا، وارتباطها بالفصام.
الحالة الرابعة: نلاحظ ارتفاع معدل البروفيل النفسي للمفحوص M=21,12، أي وجود مشكل عقلي نسبيا مهم، يتضح أكثر في عدم القدرة على التكيف الموضوعي، من هنا نستطيع القول أنه ذهاني حيث نجد sc أكبر من pt ، ونجد الثنائية 78/87 أي ارتفاع الدرجة التائية لكل من الفصام والبسيكاستينيا، وبالتالي تظهر الفحوص أنه صامي من النوع المتبقي.
_الفرضية التي تقول نعتبر المثلث العصابي الذي يتكون من الاكتئاب ،توهم المرض ،الهستيريا أعراضا مرضية للفصام.
يظهر ارتفاع الدرجة التائية لكل من سلم توهم المرض HS=7 ،الاكتئاب D=18،الهسيريا HY=11 ،أي انخفاض الدرجة التائية لسلم توهم المرض وسلم الهستيريا ،مع ارتفاع الدرجة التائية لسلم الاكتئاب ،التي لها علاقة بالفصام .
_ الفرضية التي تعتبر أن المثلث الذهاني: الذي يتكون من البرانويا، البسيكاستينا، الفصام أعراضا مرضية للفصام نجد سلم البارانويا pa=19، البسيكاستينيا pt=27 ، الفصام sc=42، أي ارتفاع الدرجة التائية لكل من المثلث الذهاني وارتباطها بسلم الفصام.
_ فرضية التي تعتبر أنه يمكن تقديم الأعراض المرضية المميزة للفصام: هذا من خلال البروفيل النفسي للمفحوص نلاحظ ارتفاع كل من سلم البارانويا والبسيكاسيتينيا، هذا ما يدل على أنها مميزات للفصام.
* عرض النتائج ومناقشتها :
– نتائج الفرضية الأولى: الفرضية التي تعتبر أن المثلث العصابي الذي يتكون من سلم الاكتئاب، توهم المرض، الهستيريا أعراضا مرضية للفصام، تحققت من خلال الحالات الأربعة، حيث كلما أرتفعت الدرجات التائية للمثلث الذهاني ترتفع بدورها الدرجات التائية للمثلث العصابي وارتباطه بسلم الفصام، أي أن الفصام يرتبط مع الدرجة التائية للسلالم المثلث العصابي، وهذا ما تتشابه مع نتائج الدراسة الأجنبية “تامك داو” لتقييم مدى فائدة إكلينيكية لاختبار mmpi_2 مع اختبار “رورشاخ” في الكشف على اضطراب الذهان والمرضى غير الذهانيين والكفاءة، هذا ما اتضحت صلاحيتها في ابراز مميزات شخصية الفصام.
– نتائج الفرضية الثانية: نعتبر أن المثلث الذهاني الذي يتكون من سلم البرانويا، البسيكاستينا، الفصام أعراضا مرضية للفصام، تتحقق في الحالات الأربعة، من خلال ارتفاع الدرجة التائية لكل من السلالم القاعدية للمثلث الذهاني، هذا ما بيبين ارتباطه بسلم الفصام،حيث ترتفع كل من الدرجات التائية لكل من سلم البرانويا والبسيكاستينيا والفصام، وهذا ما أكدته دراسة “فرفا” أن سلم الهوس الخفيف (hyp)، وسلم التكيف الاجتماعي (sos) مؤشرات لضعف الفصام، لها علاقة بمميزات الفصامي.
– نتائج الفرضية الثالثة: التي تعتبر أن الأعراض المرضية المميزة للفصام من خلال MMP_2، تحققت في الحالات الأربعة والتي تظهر في ارتفاع الدرجة التائية لكل من سلم الاكتئاب وارتباطها بالفصام، وارتفاع الدرجة التائية لكل من سلم هستيريا والتوهم المرض، وارتفاع الدرجة التائية لكل من سلم بسيكاستينا والهوس والبرانويا كلها مميزة للفصام.
11- النتيجة: من خلال هذه الدراسة تتضح فعالية تقنية الفحص العيادي منيسوتا متعدد الأوجه للشخصية MMP_2 في تشخيص الفصام، وحيث يتضح وجود بعض الأعراض المرتبطة بالفصام والتي تشمل ارتفاع الدرجة التائية لكل من المثلث العصابي الذي يضم كل من سلم الاكتئاب، الهستيريا، وتوهم المرض، وارتباطه بسلالم المثلث الذهاني منها البسيكاستينيا، الهوس، الفصام، حيث كلما ارتفعت الدرجة التائية لسلم الفصام ترتفع بدورها كل من سلالم الاكلينيكية لسلم البرانويا والبسيكاستينيا والفصام.
خاتمة :
استهدفت الدراسة الحالية معرفة فعالية تقنية منيسوتا متعدد للشخصية MMPI_2 في تشخيص الفصام، وكشفت على ارتباط بعض السلالم الاكلينيكية للمثلث العصابي والذهاني وارتباطه بسلم الفصام، حيث فسرت النتائج على صحة الفرضيات الجزئية للحالات الأربعة، مع اثرائها مع نتائج الدراسات السابقة التي تناولت الاختبار الموضوعي منيسوتا متعدد الأوجه MMPI_2، مما سبق يتضح أن MMPI_2 صالح لتشخيص الفصام وكل من السلالم الإكلينيكية التي تشمل المثلث العصابي والذهاني لها علاقة بمميزات أعراض الفصام، وبالتالي نستطيع القول أن الأخصائي النفساني العيادي يملك تقنيات دقيقة للفحص النفسي والتشخيص الاضطرابات النفسية والاضطرابات الذهانية خاصة، إذا أحسن استخدامها.
الاقتراحات:
_ معرفة دور الأخصائي النفساني في مصلحة الأمراض العقلية من خلال تقنيات الفحص العيادي سواء الاسقاطية أو الموضوعية في لتشخيص الذهاني، حيث هذه الدور مهيمن من قبل الطبيب السيكاتري.
_ يجب على الأخصائي النفساني التمرن الجيد على تقنيات الفحص العيادي بأنواعها، فه يتقنيات مفيدة في عملية التشخيص.
_ مساعدة أسر المريض بالتكفل بالذهاني خاصة في الجانب الدوائي، لأن بعض العائلات تلجأ إلى وقف مضادات الذهان للمريض على أنه تماثل للشفاء.
_ التكفل بالمريض الذهاني بالمحافظة قدر الإمكان على نشاطاته الوظيفية قبل أن يدخل في دائرة الاضطراب والتكفل النفسي بالعلاج وبالعمل لتجنب عزلته.
_ توعية الأسر بأن الذهان مثل المرض العضوي، وليس عيب ولا طابو يعالج كبقية الأمراض الأخرى.
قائمة المراجع:
أولا: المراجع باللغة العربية:
1/ محمد جاسم العبيدي:علم النفس الاكلينيكي، دار الثقافة للنشر والتوزيع، الأردن، 2009، الطبعة الأولى.
2/ عبد الستار إبراهيم ،عبد الله عسكر:علم النفس الإكلينيكي (في ميدان الطب النفسي)، مكتبة انجلو المصرية، القاهرة، مصر،2005،الطبعة الثالثة.
ثانيا: المراجع باللغة الفرنسية:
1/ Tamk .Dao: convergent and incremental validity mmpi_2 and rorschach on psychotic _related indices,the florida state university college of education , ,doctora ,florida,2000 .
2/ virva siira: vulnerbility signes of mental disorders in adoptees with genetic liability to schizopherenia and their contrals measures with minnesota multiphasic personality inventory,doctora,firland,2007.
3/ Michel Hansenne: psychologie de la personnalité, bruxelles ,3 eme édition revue et augmentée .
4/ Jean Maisonneuvre: introduction à la psychologie, presse universitaires de France , paris, 1 re édition, 2007.
5/ Henriey . B,Bernard et CH .Brisset: manuel de psychiatrie,édition masson ,paris, 1970.
6/ Pierre Michel Lorca: mieux connaitre la schizophrénie, édition john libley eurotext, France, 2006.
7/ Reuchlin .M : les méthodes psychologie, kasbah, alger,1998.
1 صاغي نورة: اختبار صلاحية بعض أدوات التقدير السيكولوجي في تشخيص الفصام ، رسالة لنيل ماجستار في علم النفس العيادي، جامعة الجزائر، 1994، ص93.
1 Tamk .Dao: convergent and incremental validity mmpi_2 and rorschach on psychotic _related indices,the florida state university college of education , ,doctora ,florida,2000 ,p94
1 virva siira: vulnerbility signes of mental disorders in adoptees with genetic liability to schizopherenia and their contrals measures with minnesota multiphasic personality inventory,doctora,firland,2007, p65
2 محمد جاسم العبيدي:علم النفس الاكلينيكي ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،الأردن، 2009، الطبعة الأولى، ص 25.
3 Michel Hansenne: psychologie de la personnalité, bruxelles , 3 édition revue et augmentée ,p35
1 Jean Maisonneuvre: introduction à la psychologie, presse universitaires de France , paris, 1 re édition, 2007,p,p49, 50
2عبد الستار إبراهيم ،عبد الله عسكر:علم النفس الإكلينيكي (في ميدان الطب النفسي)، ،مكتبة انجلو المصرية ،القاهرة ،مصر،2005، ط3،ص 154.
3 Henriey . B,Bernard et CH .Brisset: manuel de psychiatrie,édition masson ,paris, (1970) ,p540
4 Pierre Michel Lorca: mieux connaitre la schizophrénie, édition john libley eurotext, France, (2006) ,p01
1 Reuchlin .M : les méthodes psychologie, kasbah, alger,1998,p113