
جهود قسم اللغة العربية وحضارتها بجامعة نغاونديري الكاميرون
في خدمة الأدب العربي ونشره في إفريقيا جنوب الصحراء
د/سعيد علي ـ أستاذ الأدب العربي بقسم اللغة العربية وحضارتها ـ الكاميرون
مقال نشر في مجلة جيل الدراسات الادبية والفكرية العدد 32 ص 85.
ملخص البحث:
يعتبر القسم العربي بجامعة نغاونديري أولى المؤسسات الأكاديمية العليا الرسمية التي تعتني بنشر اللغة العربية وآدابها في الكاميرون من خلال التعليم وكان الهدف الأساسي من إنشاء القسم تعليم المهارات اللغوية للدارسين، وتزويدهم بمعلومات تمكنهم من ممارسة اللغة في الحياة اليومية والتواصل العملي، وتوظيفها توظيفا سليما باعتبارها لغة من اللغات الحية، وبكونها لغة عالمية، ولغة جزء من الشعب الكاميروني وثقافته، كما أن من أدوار القسم التعريف بالثقافة العربية الإسلامية وحضارتهما والتاريخ العربي الإسلامي.
وقد خصص للأدب العربي نصيب الأسد في برنامج التعليم بالقسم، فيبدأ الطلاب في تعلمه مقسما على العصور الأدبية وأطوارها المختلفة، بدء بالأدب العربي في العصر الجاهلي ثم الأدب العربي في عصر صدر الإسلام والعهد الأموي، إلى الأدب العربي الحديث والمعاصر مرورا بالأدب العربي في العصر العباسي، والأدب العربي الأندلسي، مستعرضا خصائصه في كل طور وموضوعاته ورموزه وعوامل تكونه وتطوره.
يبتدأ تدريس الأدب العربي بالقسم في السنة الثانية الفصل الدراسي الثالث في وحدة LA 303 الأدب العربي في العصر الجاهلي، وفي وحدة LA 304 تاريخ الأندلس المسلم وآدابه، ويأخذون أيضا الأدب العربي في صدر الإسلام والعصر الأموي في وحدة LA 404، وفي السنة الثالثة الفصل الدراسي الخامس يدرسون الأدب العربي في العصر العباسي في وحدة LA 601 ثم يختمون بالأدب العربي الحديث والمعاصر في وحدة LA 604، ويدرس الطالب كل فنون الأدب شعرا ونثرا، وكل موضوعاته، وكل ما له تأثير فيه من عوامل نموه وتطوره اقتصاديا وثقافية واجتماعيا وسياسيا.
الكلمات المفتاحية: قسم- اللغة- العربية- جامعة- نغاونديري- جهود – خدمة- الأدب- العربي- أفريقيا- جنوب الصحراء.
LES EFFORTS DU DEPARTEMENT DE LANGUE ET CIVILISATION ARABES DE L’UNIVERSITE DE NGAOUNDERE AU SERVICE DE LA LITTERATURE ARABE
EN AFRIQUE SUD SAHARA “
Résumé:
Le Département de Langue et Civilisation Arabes de l’Université de Ngaoundéré est considéré comme la première institution académique de l’enseignement supérieur officielle au Cameroun qui prennent soin de l’enseignement de la langue arabe et sa littérature comme son objectif principal à travers la création d’un Département spécialisé pour l’enseignement de la langue arabe, ses compétences linguistiques et sa littérature, l’histoire et civilisation arabes, afin de fournir aux apprenants des formations en qualité et en quantité pour leurs permettre de pratiquer correctement la langue arabe dans leurs vie quotidienne, car La langue arabe est l’une de langues vivantes et universel, on peu la considéré aussi comme la langue et la culture d’une partie du peuple camerounaise.
L’enseignement de la littérature arabe a alloué d’une grande partie de programme de l’enseignement au Département de Langue et Civilisation arabes, on commence à apprendre les différences âges littéraires , en commençant par la littérature arabe à l’ère préislamique et la littérature arabe à l’ère de l’Islam et les Omeyyades, jusqu’à la littérature arabe moderne et contemporaine en passant par la littérature arabe à l’époque abbasside, la littérature andalouse, exposant ses propriétés, ses sujets et ses symboles dans chaque phase et examinant les différents facteurs de sa formation et son développement.
L’enseignement de la littérature arabe Commence au deuxième niveau, semestre trois par l’unité LA 303 littérature arabe à l’ère préislamique et l’unité LA 304 l’histoire d’Andalousie musulmane et sa littérature, et au semestre quatre de même niveau on enseigne également la littérature arabe au l’ère de l’Islam et des Omeyyades par unité LA 404, au cours du niveau trois, semestre cinq on étudie l’unité LA 501 la littérature arabe à l’ère abbasside et au semestre six du même niveau on enseigne l’unité LA 601 la littérature moderne et on termine par LA 604 littérature arabe contemporaine, on enseigne aux étudiants la poésie et de la prose, tous ses sujets et les effets où les facteurs de croissance et de développement de cette littérature et son rôle sur le plan social, culturelle, économique, politique et linguistique.
Mots clés: efforts-Département- langue- arabe- Université- Ngaoundéré- service- littérature – arabe- Afrique- sud-sahra.
مقدمة:
الكاميرون:اللغة والثقافة:
الكاميرون دولة تقع في قلب القارة السمراء، يجاوره كل من نيجيريا غربا على امتداد 1720 كيلومتر، وتشاد من جهة الشمال الشرقي على امتداد 1122 كيلومتر، ومن الشرق جمهورية إفريقيا الوسطى على امتداد 822 كيلومتر، ومن الجنوب جمهورية الجابون وجمهورية كونغو 520 كيلومتر، ومن جهة الجنوب الغربي توجد جمهورية غينيا الاستوائية 183 كيلومتر، والمحيط الأطلسي.
وبحكم هذا الموقع الجغرافي الاستراتيجي يعتبر الكاميرون من الدول الرابطة بين القوافل التجارية التي تجوب القارة قادمة من الشمال المحملة بالبضائع والثقافة واللغة العربية متجهة نحو وسط القارة، وبين الوفود الدينية القادمة من غرب القارة القاصدة بيت الله الحرام لأداء مناسك الحج والعمرة، أو البعثات العلمية من الشرق إلى الغرب، ومن الغرب إلى الشرق.
وبهذا يصح المقولة القائلة:” الكاميرون إفريقيا المصغرة”،وهو بلد التداخل الاجتماعي والعرقي يعيش على أرض الكاميرون أكثر القبائل الإفريقية الاستوائية والصحراء والجنوبية والشمالية والشرقية والغربية، وهو بلد التنوع الثقافي واللغوي حيث به الثقافة الإسلامية، والمسيحية والإفريقية، وبه أكثر من مئتن وخمسين لغة تنتمي إلى أكثر من مئتين وخمسين وحدة قبلية، منها القبيلة العربية ذات الجذور التاريخية العريقة والموقع الاجتماعي المشهود، والدور الاقتصادي، والثقل السياسي؛
وهم كغيرهم من العرب في الوطن العربي” العرب الموجودون في إفريقيا يؤمنون بعروبتهم، وليس إيمانهم بها بأقل من إيمانهم بوجودهم وحياتهم، وليست عربيتهم الدارجة بأقل نفعا من أيه عربية دارجة تستعمل في أية دولة عربية الآن، وهي بلا شك أوشح وصالحة للكتابة من أكثر تلك اللغات العامية، ونحن نسلم بأن الحياة البدوية والجهالة والفرار من تحمل المسئولية وعدم الصمود أمام التجارب والامتحانات الشاقة تغلب على حياة هؤلاء العرب، ولكننا نقول: ما كل هذا إلا من نتائج الاستعمار ومخلفاته، فلقد أجبر الجنود الفرنسيون العرب عند دخولهم إقليم برنو على الهجرة من هذا الإقليم إلى شرقي بحيرة تشاد بحجة أن تلك البلاد هي أقرب إلى وطنهم الأصلي”[1]
وبذلك أصبحت اللغة العربية في البلد ليست لغة الثقافة الإسلامية فحسب بل هي لغة من اللغات الوطنية التي لها مستقبلها الواعد لكونها لغة من اللغات العالمية، ولغة من اللغات الحية التي تكتب وتقرأ وتمارس في الحياة اليومية، وهي لها خصوصيات وثوابت تجعلها أكثر صمودا أمام التحديات، وهي لغة الثقافة والتاريخ والحضارة، ولغة الاقتصاد والسياسة والحياة الاجتماعية، ولغة الآداب والعلوم والفنون، وقد شهد للغة العربية هذا الدور البعيد والقريب، العدو والحبيب إذ يقول المستشرق الألماني “يوهان فك المولود 1894م ” : “إن اللّغة العربيّة لتدين حتى يومنا هذا بمركزها العالمي، لقد برهن جبروت التراث العربي الخالد على أنه أقوى من كل محاولة يقصد بها زحزحة العربية الفصحى عن مقامها المسيطر، وإذا صدقت البوادر ولم تخطئ الدلائل فستحتفظ العربية بهذا المقام العتيد من حيث هي لغة المدينة الإسلامية”[2].
المحور الأول: الأدب العربي إلى الكاميرون
” يلاحظ أن مجتمع الكاميرون يزخر بإرث معرفي خصب، قبل الاستعمار، وهو يبدأ أولا بإنتاج محلي في إطار الشبكات التعليمية والدينية المحلية ثم يكتمل فيما بعد بالمراكز المرموقة والتي تقوم بالمهام الحقيقية للأكاديميات، وهي مراكز يولا وأبيشة وصوكوتو إلخ”برفسور حمد آدما، وتنيرنو مختار باه، مخطوطة عربية عن مملكة كنش شمال الكاميرون، ص: 10. |
يعود وجود اللغة العربية وأدبها على الأراضي الكاميرونية إلى حقب بعيدة، ومرت بمراحل، واجتازت منعطفات عديدة، يمكن إيجازها في الآني:
أولا: هجرات القبائل العربية إلى منطقة بحيرة تشاد والمناطق المجاورة لها:
وقد سلكت تلك عدة طرق متخذة الصحراء معبرا لها، يقول أمطير سعد:” تؤكد المصادر التاريخية أن التواصل والتمازج والتلاحق بين المناطق المعروفة حاليا بالوطن العربي وبين إفريقيا ما وراء الصحراء قد ابتدأ منذ عصور زمنية مبكرة جدا؛ حيث انطلقت الهجرات من شبه الجزيرة العربية مهد العروبة متجهة غربا عن طريق باب المندب وبرزح السويس إلى مصر وعموم منطقة الشمال الإفريقي؛ فإنه من المنطقي أن تنساح هذه القبائل المهاجرة التي سكنت الشمال الإفريقي إلى مناطق وراء الصحراء المصاقبة لها من الناجية الجنوبية؛ وذلك تحت ضغط الظروف المختلفة، وقد عبرت هذه الهجرات المتعاقبة الصحراء الكبرى التي لم تكن في يوم من الأيام عائقا أمام التواصل الحضاري بين المنطقتين، بل كانت منافذها ومسالكها وطرقها ومفازاتها جسرا للقوافل التجارية التي ظلت تجوب جانبيها منذ قرون عديدة”[3]، ومما لا شك فيه أن هذه الهجرات قد تركت بصماتها وتأثيراتها على كل مستويات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ومنها اللغوية والأدبية.
ثانيا: القوافل التجارية العربية:
تعتبر المصادر التاريخية أن منطقة وسط إفريقيا كانت سوقا يلتقي فيها التجار القادمون من الشمال الإفريقي حاملين معهم منتجاتهم الصناعية والبضائع التجارية يتبادلونها بالذهب والماس والجواهر الثمينة والعاج، ومن خلال ذلك يحصل التأثير والتأثر المتبادلين بين الوافد والقاطن، ومن بين مستويات التأثير العربي على سكان المنطقة أنه يترك بصماته اللغوية والأدبية. [4]
ثالثا: الإسلام:
للإسلام دور كبير في خدمة اللغة العربية وحفظها ونشرها، وجعلها لغة عالمية، فضلا عن تحبيبها وبآدابها في نفوس معتنقيه، فـ”اللساني العربي شعار الإسلام، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميزون… وإن حضارة الإسلام ولغته ليست للعربي وحده، يفخر بها، ويحجزها عن غيره، كما يفعل اليهودي، وكما يفعل أصحاب الحضارات الأرضية التي تعتمد العرقية والجنس أساسا في ولائها وتعاملها… وفوق دعائم التعامل التجاري والهجرات البشرية، قام العرب بدور إيجابي في نشر العقيدة الإسلامية، وبسط نفوذها السياسي في إفريقيا، وساعد انتشار الإسلام في رواج كثير من مظاهر الثقافة العربية كاللغة وتمثل النسب العربي”[5].
وقد قامت على أجزاء من أرض الكاميرون ممالك إسلامية عريقة ساعدت على نشر الأدب العربي وخدمته، من هذه الممالك:
- مملكة كانم بعهديه الكانمي من 800- 1300م، والبرناوي 1300-1894م، وكانت أجزاء من أقصى شمال الكاميرون خاضعة لهذه المملكة الإسلامية، وخاصة في العهد البرناوي.[6]
- مملكة أدماوا (نسبة إلى مؤسسها موديبو أدم الفلاتي، ت 1848)، وهو أحد قادة جيوش الشيخ عثمان دان فوديو، انبثقت مملكة أدماوا من إمبراطورية سوكوتو، وكانت أجزاء من أراض الكاميرون تابعة لأمير مملكة أدماوا في مدينة يولا Yola في نيجيريا، بل تعتبر أكبر ولاياتها كانت في الكاميرون، وأجزاء من تشاد وإفريقيا الوسطى، وقد قدم علماء الفلاة الذين أسسوا المملكة خدمات جليلة منقطعة النظير للغة العربية وللأدب العربي، حيث كانت اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة، بها يتبادل الأمراء وقادة الجيوش الرسائل الرسمية، وسقطت في يد الاستعمار عام 1903م،[7] ” وقد شهد النشاط الثقافي ازدهارا في سلطنت أدماوا في القرن التاسع عشر الميلادي، وهو استمرار لتقليد يعود تاريخه إلى قرني الخامس والسادس عشر الميلاديين بتاريخ إمبراطورية السنغال وأحداث كليوا وكانو، وكانت لأدماوا في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين علماء أمثال عثمان، والمودبوا إسماعيل بابا غابدو، والمودبوا راجي، بالإضافة إلى نشاطهم الأكاديمي؛ فإنهم تقلدوا مناصب مهمة، كالقضاء والوزارة مما مكنهم من اتخاذ مواقفهم داخل النظام السياسي والإيديولوجي والديني لدى السلاطين، وكان من المألوف أن يلعبوا دور المؤرخين الرسميين أو المؤرخين القديسين؛ لذا فإن كتبهم المستنسخة أو المحفوظة بالعربية تشكل أساس النشاط الثقافي في إمارات الفلانية في أدماوا، وهي دائما تمس شرائح اجتماعية تفوق أهميتها السكان، الأمر الذي يظهر الأهمية المتزايدة التي يعقلها الرأي العام على تاريخه المحلي”[8]
- دولة رابح بن فضل الله (ت نيسان /أبريل 1900): هذه الدولة التي قامت في الوقت الذي بدأت القوى الاستعمارية بسط نفوذها واحتلال أجزاء من الأراضي الكاميرونية، وقد نجح المجاهد رابح من إقامة دولته على أجزاء مترامية في دولة تشاد والكاميرون، ولكنها لم تعمر طويلا إلا أنها بلا شك كانت حاملة للواء الأدب العربي وحامي حماه وناشره من خلال العلماء الذين صحبوه كعادة المجاهدين الفاتحين .[9]
- مملكة كنش، هذه المملكة مغمورة في الكتابات العربية، مع أنها رفعت شعار: اللغة العربية لغة التعامل والتواصل الداخلي والخارجي، هناك مخطوطة عثرت عليها وقام بتحقيقها كل من البروفسور حمد آدما، والبروفسور تنيرنو مختار باه، نشرها معهد الدراسات الإفريقية، وتتضمن سلسلة نصوص عن تاريخ المملكة والحديث عن زعمائها وأمرائها وعلمائها، وعن مراسلاتهم فيما بينهم، وبينهم وبين الأقطار الإسلامية الأخرى بخاصة مملكة أدماوا بيولا نيجيريا التي انبثقت منها مملكة كنش، ” فإن غناء المخطوطة ونوعيتها الذاتية تشهدان على أنه بالإمكان إثراء التاريخ الإفريقي من خلال الأخذ من ماضي شعوبه ومن التاريخ الإسلامي للمنطقة، وإن فك رموز هذه المخطوطة لا تساعد فقط على إلقاء الضوء على النقاط المهمة للتاريخ المحلي لأمارتي كنش وبانيوا Banyo، بل إنه يقدم معلومات أوسع لتشمل إمارة يولا، كما أننا ندرك ظواهر تاريخية أشمل ذات علائق مع نفوذ المغرب ومراكش في مختلف المجالات على الإمارة”[10]، قامت مملكة كنش على الجزء الغربي من دولة الكاميرون، وتتجاور مملكة بانيو Banyo، ومن ملوكها زيمو Zeimou (1823)، ثم حمزة غابطو (1823-1832).
رابعا: الحلقات التعليمية والكتاتيب والدهاليز:
أدت هذه المؤسسات التقليدية دورا محوريا لصالح الأدب العربي، قامت بمهمة نشره وإرساء دعائمه، فهي تتخذ من دور أصحابها مقار لها تارة، وفي أحيان آخر تمارس نشاطها في المساجد، وهي تتمتع بالاستقالية والتطوعية، وتفتقد المنهجية، وهي ذات شقين، شق تمهيدي يتمثل في تعليم الصغار مبادئ القراءة والكتابة العربيتين، والشق الآخر متقدم يتعلم الدارس كتب اللغة والأدب العربيين، حيث يتعلم فيها المتعلم مختار الشعر الجاهلي وكتب الأدب الأخرى أمثال كتب المدائح النبوية من بردة المديح، والعشرين وغيرهما إضافة إلى مقامات الحريري وغير ذلك[11].
خامسا: المعاهد الإسلامية:
يعود تاريخ إنشاء المعاهد الإسلامية إلى سبعينيات القرن العشرين، قام بتأسيسها الرعيل الأول من الخريجين الكاميرونيين في الجامعات العربية الإسلامية، أمثال الأستاذ محمد علي ديوا (1941-2013م)، خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة كلية الشريعة سنة، 1969م، ومؤسس المعهد الإسلامي بمدينة نغاونديري عاصمة إقليم أدماوا عام 1970م، أدار المعهد ودرس فيه منذ تأسيسه حتى أتته المنية؛ والأستاذ عبد الرحمن غوني بللو (1933-2004م)، خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة كلية الدعوة وأصول الدين سنة 1970م، مؤسس المعهد الإسلامي بمدينة ماروا عاصمة إقليم أقصى الشمال عام 1971م، أدار المعهد ودرس فيه من تأسيسه حتى أقعدته المرض والشيخوخة، والأستاذ عمر خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة كلية الشريعة، مؤسس المعهد الإسلامي بمدينة مورا، أدار المعهد ودرس فيه حتى أدته المنية، والأستاذ عبد الكريم باكا خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة كلية الشريعة،مؤسس ومدير المعهد الإسلامي بمدينة غاروا، والأستاذ أحمد توكر المعروف بأحمد أبا زيد، خريج الأزهر كلية الشريعة، أستاذ اللغة العربية في الثانوية الحكومية بمدينة ماروا حتى أتته المنية، والأستاذ محمود مال بكر خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة كلية الشريعةـ أستاذ اللغة العربية في الثانوية المزدوجة بمدينة ماروا حتى التقاعد، والأستاذ حياة مال دليل، خريج الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة كلية الشريعة، وأستاذ اللغة العربية بالثانوية الكلاسيكية بمدينة غاروا ثم مدينة ماروا حتى التقاعد، ومعظم أساتذة اللغة العربية والأدب العربي في المدارس الثانوية وفي الأقسام والشعب العربية بالجامعات الكاميرونية من تلاميذهم[12].
سادسا: المدارس الثانوية:
بدأ إدخال تعليم اللغة العربية في المؤسسات التعليمية المتوسطة والثانوية منذ بعيد الاستقلال وبالتحديد سنة 1962م في الثانوية الكلاسيكية بمدينة غاروا ثم توسعت الآن لتغطي البلد كله طولا وعرضا، فتدرس فيها المهارات اللغوية، إضافة إلى نصوص أدبية شعرية ونثرية، وتزيد عدد المدارس الثانوية والمتوسطة التي تدرس فيها اللغة العربية على مئتي (200) مدرسة بين أهلية وحكومية في كافة أقاليم البلد[13]، وهي أيضا أسهمت في خدمة الأدب العربي دراسة وتعليما.
سابعا: الجامعات العربية والإسلامية:
لقد أسهمت الجامعات العربية والإسلامية إسهاما كبيرا في تكوين جيل صاعد في اللغة العربية وآدابها، حيث يعود إليها الفضل في تحديث النظام التعليمي العربي في الكاميرون، وكان قبل عودة خريجي هذه الجامعات نهاية ستينيات القرن العشرين، يمارس التعليم العربي على مزاجي فاقد للمنهجية والمهنية، حيث يترك أمر اختيار الكتاب إلى الدارس دون مراعاة التسلسل المعرفي، والتدرج، وقد يقضي فيه الدارس وقتا طويلا ويواجه صعوبات في تركيب جملة مفيدة بسيطة سليمة من الخطأ النحوي أو الصرفي أو الإملائي، مع أنه معرفيا تصفح كل أمهات الكتب، وحفظ المتون، والدواوين، بل يستطيع أن يدرسك حفظا عن ظهر قلب الشعر الجاهلي، ومقامات الحريري دون الحاجة إلى النظر إلى كتاب، ولكنه باللغة المحلية.
والمثال لذلك ما يحكى ويتداوله الناس أن عالما سافر إلى مدينة يولا Yola في نيجيريا قبلة طلاب العلم وموئل المعارف والعلوم ، وبقي هناك حينا من الدهر حفظ ما حفظ حتى أجازه معلمه، وأذن له بالعودة إلى موطنه في الكاميرون ليمارس التدريس، وعندما وصل إلى مدينته كتب إلى أستاذه وشيخه الرسالة التالية ليفيده بالمستجدات:” الماء بلبل، البيت كوك، أنا حمار ، وأنت حمار، كلكم ماتوا جميعا” .
وتلاحظ جليا الركاكة والأخطاء الفاضحة التي وقع فيها ليس عن جهل باللغة، وإنما عن عجز من استعمال اللغة استعمالا سليما، وتوظيفها في التواصل والتعبير عن الأفكار والمشاعر والعواطف والأحاسيس، فبدل أن يقول :” المطر” قال :”الماء” وهل عن جهل بكلمة المطر،؟ لا وكلا، وبدل أن يقول:” نزل كثيرا أو غزيرا” قال:”بلبل” كلمة غير العربية وإنما هي أخذت من صوت قطرات الماء المتساقط، وبدل أن يقول:” انهدم البيت أو سقط البيت”، قال:” البيت كوك”، ولم يستطع وصل الضمائر بالأسماء، فبدل أن يقول:” حماري، وحمارك كلاهما ماتا” قال:” أنا حمار، وأنت حمار كلكم ماتوا”.
واستطاعت الجامعات العربية الإسلامية أن تستوعب هؤلاء، وتكونهم على ممارسة اللغة في الحياة، وتعلمها من أجل الممارسة والتوظيف السليم من خلال إتقانهم المهارات اللغوية الأربعة إتقانا جيدا نظريا وتطبيقيا، فتخرج منها علماء في اللغة وفروعها نحوا وصرفا وبلاغة وأدبا، قادرين على توظيف اللغة والتواصل والتعبير بها عن كل ما يجوس في خاطرهم، ويدور في خلدهم، ويخطر ببالهم بأرقى الأساليب وأحسن التعبيرات.
ثامنا: أقسام اللغة العربية وشعبها في الجامعات الكاميرونية
هناك ثلاث منعطفات للتعليم العربي الجامعي في الكاميرون:
- قسم اللغة العربية وحضارتها بكلية الفنون والآداب والعلوم الإنسانية بجامعة نغاونديري، وقد افتتح القسم سنة 1998م، وسنتحدث عنه لاحقا بما فيه الكفاية.
- شعبة اللغة العربية بقسم اللغات الأجنبية بالمدرسة العليا لإعداد المعلمين جامعة ماروا، وهو يعتبر الجهة المتخصصة لتكوين المعلمين وإعدادهم مهنيا ليمارسوا مهنة تعليم اللغة العربية وأدبها في المدارس المتوسطة والثانوية، ويزيد عددهم على مئتين وخمسين (250) أستاذا وأستاذة للغة العربية[14]، وهي الأولى والوحيدة في البلد التي بها قسم اللغة العربية، وإلى جانب إعداد المعلمين بها مرحلة الدراسات العليا حتى الدكتوراه، حيث ناقش بها ولأول مرة في الكاميرون ثلاث أطروحات الدكتوراه D في اللغة العربية وأدبها.
- شعبة اللغة العربية بقسم اللغات الأجنبية كلية الآداب والفنون جامعة ماروا، وهي الجهة الأكاديمية الثانية بعد قسم اللغة العربية بجامعة نغاونديري التي تدرس فيها اللغة العربية ويعمل جنبا إلى جنب مع المدرسة العليا لإعداد المعلمين وبخاصة في قسم الدراسات العليا.
تاسعا: الدوريات العلمية:
تعتبر الدوريات والمجلات العلمية من أكبر عوامل النهوض بالأدب العربي في العصر الحديث، وقد أسهمت في الساحة الكاميرونية في خدمة الأدب العربي ونشره، من خلال تشجيع الباحثين والكتاب على تحرير المقالات العلمية ونشرها، والأهم في ذلك بدء نشر المقالات العربية في دورية كالياوو KALIAO التي تصدرها المدرسة العليا لإعداد المعلمين بجامعة ماروا، وقد صدر العدد الخاص باللغة العربية العام الماضي 2015 حيث قام الباحثون من الداخل والخارج بنشر مقالاتهم في شتى المجالات في اللغة والتربية والحضارة والآداب، كلها باللغة العربية.
عاشرا: المكتبات:
المكتبة هي الفكر الصامت للأمة، وتلعب أدوارا مهمة، وتعد أولى ركائز النهضة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية واللغوية والأدبية، وهي الوعاء الذي يحتضن معارف الحاضرين والسابقين، ويستوعب تجارب الأولين والآخرين في ميادين الحياة.
المكتبات العربية في الكاميرون ذات طوابع مختلفة، فهناك مكتبات تجارية، وهي تستورد الكتب في مختلف المعارف والعلوم والتخصصات وتبيعها للمواطنين، بعض الكتب تستورد من الدول المجاورة حيث بها الأسواق الكبيرة كمدينة كانو بدولة نيجيريا، ومدينة انجمينا بتشاد، وفي بعض الأحيان من البلدان العربية كالسعودية خاصة في موسم الحج والعمرة، وهناك بعض الدول العربية ترسل إلى الكاميرون كتب اللغة العربية والأدب العربي لتوزع مجانا، كما كان تفعله كل من المملكة العربية السعودية ومصر وليبيا، أمثال كتاب الأدب والنصوص والبلاغة والنقد، منشورات جمعية الدعوة الإسلامية العالمية بليبيا. والصنف الآخر من المكتبات العربية هي مكتبات خاصة في بيوت أصحابها، ولا شك أنها كلها أسهمت في خدمة الأدب العربي في الكاميرون ونشره من خلال التعريف به، وتقريبه للمواطن وتيسير الحصول عليه.
الحادي عشر: الطرق الصوفية:
لعبت الطرق الصوفية التيجانية والقادرية والمهدية دورا مهما في خدمة الأدب العربي ونشره وتطويره، تعليما ونظما، ونختار نموذجا واحدا من بين آلاف النماذج للإنتاج الأدبي الصوفي، ديوان الدرر السواطع في مدح الحبيب الشافع، نظمها الشيخ أحمد محمد التيجاني الرمدوي[15]، يتضمن الديوان ستة قصائد، نعرض نماذج لها في الآتي:
القصيدة الأولى: عنوانها دواعي الشوق، وتتألف من خمس وعشرين بيتا، قال الناظم:
دعاني دواعي الشوق نحو المبجل | وقلبي منوط بالحبيب المبجل | |
سمالي شوق بعد ما أن تضاعفا | سمو حباب الماء ما زال يعتلي | |
يممت رسول الله أحمد سيدي | حبيب إله العرش بادي النوائل | |
تيّمت ركابي ما أن تذكرتْ | مواطن خير العالمين الحلاحل | |
توجهت وجهي للوجيه بوجهنا | هو الوجه عين الوجه بالوجه ينجلي |
القصيدة الثانية: عنوانها: هنيئا لنا بالمصطفى، وتتألف من ثلاث وعشرين بيتا، وقال فيها الناظم:
هنيئا لنا بالمصطفى بان فضله | أيا طيب أرض فيه ذا السر ينجلي | |
وذاك الذي إيوان كسرى تكسرت | بطلعته أعظم بهيبة ذا العلى | |
وغاضت مياه من بحيرة ساوة | كما طفأت نار بفارس فاعقل | |
ولما أراد الله إبراز ذاته | فكمله حسا ومعنى فأكمل | |
وعند بروز المصطفى ضاء نوره | أحاط جميع الكون بالحق ينجلي |
القصيدة الثالثة: عنوانها: محمد نور، وتتألف من ثلاثة عشر بيتا، يقول في مستهلها:
محمد نور والكيان برمة | لفيضته حقا لدى كل عاقل | |
محمد سر السر عين وجوده | وذا السر مكنون لدى حضرة العلى | |
محمد سر الذات والذات سره | محمد كنز الله عين الوسائل |
القصيدة الرابعة: عنوانها : أفضل مبعوث، وتتألف من ثمانية عشر بيتا، يستهلها بقوله:
ألا رب ليل نابغي ذللته | لأفضل مبعوث وأفضل مرسل | |
بدالي حقا لا تنال سعادة | بدون وداد والتزام المبجل | |
فأصبحت ودعت الهوى غير سيدي | أراقبه في حالتي بكلكلي | |
محبته فرض وعين المناسك | وعين نجاة والفلاح ومأمل | |
وعين مراد وهي عين سعادة | وعز وغنم بل وكل الفضائل |
القصيدة الخامسة: عنوانها: سقى الله أرضا حل فيها محمد، وتتألف من عشرة أبيات، يقول الناظم:
سقى الله أرضا حل فيها محمد | أحن مكانا بات أفضل مرسل | |
وهل لي مزار إن ركبي يمما | عسى الله أن يطوي المسافات بالعلى | |
مدينته أكرم بها وهي مهجر | ومركز خيرات وكل الفضائل | |
ومهبط قرآن ووحي ورحمة | والأسرار والأنوار أكرم بمنزل |
القصيدة السادسة: عنوانها: يا رسول الله وارفع شكايتي، وتتألف من ست وعشرين بيتا، يستهلها الناظم بقوله:
ألا يا رسول الله وارفع شكايتي | إليك وجد لي بالمواهب علل | |
فحلت ركابي في رياضك سيدي | فتبغي لي المرضات عندك يا علي |
المحور الثاني: النظام التعليمي في جامعة نغاونديري:
يتمتع نظام التعليم الجامعي في الكاميرون بشيء من الاستقلالية والانفتاح ومراعاة الخصوصيات القومية والثوابت الوطنية، والاحتياجات الاجتماعية والتطلعات الثقافية واللغوية، والمتطلبات الاقتصادية والطموحات السياسية، وفيه نوع من التنوع والشمولية والتوازن والمرونة ومواكبة العصر ومستجدات التطور المعرفي والتقني.
أولا: جامعة نغاونديري: النشأة والمهمة:
أنشأت جامعة نغاونديري بموجب قرار رئاسي رقم 93/028 du 19 janvier 1993 ، ومنذ ذلك تقوم الجامعة بالرسالة المنوطة بها، وهي تتمثل في نشر العلوم والمعارف وتطوير البحث العلمي ودعمه، والمساهمة في النهوض بالتعليمي العالي وتمكين المواطنين على ممارسة البحث العلمي وتلقي المعارف والعلوم، وتطوير الحياة الاجتماعية والثقافية، وإرساء دعائم الثنائية والتعددية اللغوية، وتتكون الجامعة من مدارس عليا، وأربع كليات متخصصة، وهي: كلية العلوم القانونية والسياسية؛ وكلية العلوم؛ وكلية الإدارة والاقتصاد؛ وكلية الفنون والآداب والعلوم الانسانية، وهذه تتكون من ستة أقسام، هي: قسم الجغرافية؛ وقسم العلوم الاجتماعية؛ وقسم التاريخ؛ وقسم اللغة الفرنسية؛ وقسم اللغة الإنجليزية؛ وقسم اللغة العربية وآدابها وحضارتها، وهذا القسم هو موضوع بحثنا.
أنشأ قسم اللغة العربية وحضارتها وافتتح عام 1998، وفيما يلي نقدم تعريفا شاملا وموجزا لهذا القسم من حيث المنهج الذي يسير عليه، والأهداف التي يسعى لتحقيقها، وأهم إنجازاته التي تم تحقيقها، ودوره في نشر اللغة العربية وخدمة الأدب العربي، ثم التحديات التي تواجهه، والمقترحات التي يمكن أن تسهم في تجاوز هذه العقبات ومواجهة تلك التحديات، وتوصيات لتطويره، وتحسين أدائه، وإرساء دعائمه وتأكيد أدواره، وتمكينه من أداء رسالته الموكلة إليه.
يعتبر قسم اللغة العربية وحضارتها بكلية الفنون والآداب والعلوم الإنسانية بجامعة نغونديري، أول قسم لتعليم اللغة والآداب والحضارة العربية في مؤسسات التعليم العالي في الكاميرون، وأنشأ نتيجة لتزايد المتطلبات المحلية الثقافية والاجتماعية، والرغبات الملحة يوما بعد يوم في تعليم وتعلم اللغة العربية وحضارتها لأبناء المجتمع الكاميروني عامة والمسلمين منهم بخاصة، وبما أن السياسة العليا للتعليم العالي في البلد تتبنى تعليم كل اللغات الحية والعالمية، ومنها اللغة العربية، لذلك كله قررت الدولة فتح أقسام للغة العربية في جامعتي نغاونديري وماروا.
ثانيا: جامعة نغونديري : المنظومة التعليمية العليا:
نظام التعليم العالي في الكاميرون ينطلق من منظومة تعليمية جديدة، وهي نظام L.M.D أي الليسانس، الماستير والدكتوراه PhD، وتقسم الدروس إلى مراحل دراسية، هي:
أ/ مرحلة الليسانسCycle Licence ، ويتكون من ثلاث مستويات، المستوى الأول وهو السنة الأولى، والمستوى الثاني أي السنة الثانية، والمستوى الثالث وهو السنة الثالثة، وتوزع المستويات إلى فصول دراسية Semestre، فمثلا المستوى الأول له فصلان دراسيان، وكذا المستوى الثاني، وهكذا المستوى الثالث، فمجموع الفصول الدراسية لمرحلة الليسانس هي ستة فصول دراسية، كل فصل يتراوح بين أربعة عشر أسبوعا وستة عشر أسبوعا.
لكل فصل دراسي وحدات تعليمية Unités des enseignements (UE) ، والوحدة التعليمية عبارة عن دروس أساسية ويرمز لها بـ CM، وأعمال موجهTravaux Diriges (TD) ، وأعمال خاصة بالطالب Travail personnel de l’étudiant (TPE) ، وتختلف هذه الوحدات من مستوى إلى آخر، ومن فصل دراسي إلى آخر، ولا تزيد على خمسة وحدات، كما لا تقل عن أربع، ولكل وحدة رصيد، وتتراوح أرصدة الوحدات بين سبعة أرصدة وأربعة أرصدة، فمجموعها لكل الوحدات الفصلية ثلاثون رصيدا.
وتجرى الاختبارات في نهاية كل فصل، ويكون على النحو التالي: الاختبار المستمر Control Continue (CC) ، واختبار الدور الأول ويرمز له Examen Ecrit (EE) ، والذي استطاع أن يجد خمسين بالمئة من الدرجات المخصصة للوحدة، يحصد الرصيد في تلك الوحدة، وتجمع أرصدة الوحدات مع بعضها، إذا كان المجموع خمسين بالمئة يجتاز الفصل الدراسي إلى ما بعده، ومن لم يجد خمسين بالمئة يتقدم للدور الثاني، وهكذا في كل الفصول الدراسية.
ب/ مرحلة ماستير الواحد والثاني Cycle de Master un et deux ، ومدتهما تتراوح بين سنتين وثلاث سنوات، ونظرا لعدم توفر الأساتذة ذوو الرتب العالية كرتبة الأستاذ المساعد الأساسي، لم تفتح هذه المرحلة بعد في قسم اللغة العربية وحضارتها، والرتب الأكاديمية تبدأ برتبة الأستاذ المساعد الأساسي المعروف باللغة الفرنسية: Chargé de Cour، ثم رتبة الأستاذ المحاضر المعروف باللغة الفرنسية: Maitre de Conférence، وأخيرا رتبة البروفيسور.
ج/ مرحلة الدكتوراه Doctoral Cycle، ومدتها ثلاث سنوات قابلة للتجديد سنة أو سنتين بعد طلب الباحث، وموافقة كل من الأستاذ المشرف، وقسم الدراسات العليا، وهذا المرحلة أيضا لم يتم افتتاحها كسابقها.
ثالثا: قسم اللغة والحضارة العربيتين: المهمة والإنجاز
- قسم اللغة العربية: المهمة والرسالة
قسم اللغة العربية وحضارتها قسم مستقل كغيره من الأقسام التي تتكون منها كلية الفنون والآداب والعلوم الإنسانية، المذكورة آنفا، وله الاختصاصات والامتيازات التي يمتلكها بقية الأقسام، من تقديم الشهادات باسمه، ويديره رئيس، يعرف برئيس قسم اللغة العربية وحضارتها، كما أن للقسم أساتذة متخصصون في اللغة العربية وآدابها وحضارتها، تلقوا تعليمهم الجامعي ودراساتهم العليا في الجامعات العربية، وهم مستقلون مثلهم مثل غيرهم من أساتذة بقية الأقسام، ويقوم هؤلاء الأساتذة بتقديم الدروس باللغة العربية وفقا للسياسة التعليمية المتبعة من نظام التعليم الجديد المعروف بـ LMD بمعنى الليسانس ويعرف Bac +3 أي ثلاث سنوات بعد الثانوية، والماستير الواحد (Master1) والماستير الثاني (Master2)، ويعرف Bac +5 أي خمس سنوات بعد الثانوية ، والدكتوراه، ويعرف Bac +8 أي ثمان سنوات بعد الثانوية.
ولتغطية المنهج المقرر وتحقيق الأهداف المرسومة في السياسة التعليمية المتمثلة في تقديم دروس معمقة حول المهارات اللغوية عن اللغة العربية باعتبارها من اللغات الحية، بأن يعرفها الدارس ويتقنها تطبيقا عمليا في الحياة الخاصة والعامة، قراءة وكتابة وتحدثا، ويكون له مقدرة على التعامل مع النصوص العربية، من خلال تعليم قواعد هذه اللغة إملاء ونحوا وصرفا وبلاغة، وكذا دراسة الأدب العربي، القديم والحديث والمعاصر، ودراسة الحضارة العربية من الناحية التاريخية والاجتماعية والجغرافية، وإلى جانب ذلك يقدم للدارسين دروس في اللغة الإنجليزية وفي مبادئ الترجمة، ومبادئ علم التربية، وإدارة الأعمال المؤسساتية[16].
يقوم قسم اللغة والحضارة العربية بجامعة انغونديري بمهمات جليلة ويؤدي رسالة أكاديمية ومهنية تأهيلية تكوينية، تتمثل في:
- دراسة مهارات اللغة العربية الأربع، وتدريب الدارسين حول هذه المهارات نظريا وتطبيقيا لاستعمال اللغة استعمالا سليما في التواصل اليومي الاجتماعي، والتعامل معها في مواقف مختلفة؛
- دراسة الحضارة العربية، والتاريخ العربي الإسلامي، ونشر الثقافة العربية في البلد؛
- دراسة الأدب العربي القديم (الأدب الجاهلي، وأدب العصر الإسلامي، والعباسي)، والأدب العربي الحديث والمعاصر، دراسة فنون هذا الأدب وموضوعاته وأغراضه وخصائصه في كل عصر، وسنبسط الحديث عن هذا الهدف لاحقا؛
- إحياء ونشر الثقافة والتراث العربي الإسلامي في المنطقة؛
- تأهيل مدرسين في اللغة العربية وتزويد المدارس المتوسطة والثانوية بأساتذة وكوادر مؤهلة للقيام بمهمة تدريس اللغة العربية في تلك المدارس، والإشراف التربوي والتفتيش والمتابعة؛
- تزويد المؤسسات الرسمية والمنظمات الدولية والإقليمية بأطر وكوادر مؤهلة للقيام بمهمة الترجمة والتعامل مع النصوص بالعربية والفرنسية والإنجليزية؛
- تزويد المؤسسات التعليمية المهنية بطلبة مؤهلين، كالمدرسة العليا لإعداد المعلمين ENS، ومعهد العلاقات الدولية الكاميروني IRIC، والمدرسة الوطنية للكوادر الإدارية ENAM، ومعهد الترجمة بجامعة بويا ASTIC.
- تنشيط دور اللغة العربية والتراث العربي الإسلامي في التنمية والتطوير الشامل اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وحضاريا؛
- تصحيح المفاهيم المغلوطة والصورة النمطية المشوهة الملصقة بهذه اللغة من خلال رمي اللغة والثقافة والحضارة العربية بالتخلف، وعدم قدرتها على مواكبة التطور العلمي والتقني والاقتصادي والاجتماعي، وعلى أنها لغة الدين فقط، بهدف سد الأبواب أمام غير المسلمين من واختيارها ودراستها، وقد بدأ هذا الهدف يتحقق حيث تخرجت طالبة غير مسلمة من هذا القسم، والتحقت بالمدرسة العليا لإعداد المعلمين بجامعة ماروا، ثم تخرجت وعينت الآن مدرسة للغة العربية في مدرسة ثانوية في العاصمة ياوندي.
- تنظيم دورات لمعلمي اللغة العربية في المدارس الثانوية والمتوسطة والابتدائية، وذلك بالتعاون مع الجهات والمؤسسات المهتمة بقضية هذه اللغة؛
- نشر الأبحاث والدراسات حول اللغة العربية، وآدابها، وعن الحضارة والتاريخ العربيين، وعن التعليم العربي الإسلامي، وتحقيق المخطوطات العربية الإسلامية الموجودة؛
- تطوير التعليم العربي من خلال إعداد مناهج للغة العربية، وتأليف الكتاب المدرسي في المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية؛
- قسم اللغة العربية وحضارتها: الإنجاز والتحديات:
قام هذا القسم بدور ريادي بارز، وأدى رسالة تعليمية أكاديمية شريفة نبيلة، وحقق إنجازات كبيرة منذ إنشائه وافتتاحه إلى يومنا هذا، وفي الوقت نفسه واجه القسم مجموعة من الصعوبات، وله من الاحتياجات، ويمكن إجمال هذه الإنجازات والاحتياجات والصعوبات فيما يلي:
1/2 الإنجاز:
- تكوين وتخريج أكثر من مئة وخمسين (150) طالبا وطالبة، ممن يستطيع التواصل كتابة وقراءة وتحدثا باللغة العربية، وقادر على التعامل مع النصوص العربية بإحكام وإلمام، وأكثر من 95% من خريجي القسم الآن يقومون بمهمة تدريس اللغة العربية وآدابها في المؤسسات التعليمية الحكومية المتوسطة والثانوية بعد تخرجهم من المدرسة العليا لإعداد المعلمين بجامعة ماروا.
- تنظيم عدد من الدورات التدريبية التربوية بالتعاون مع المؤسسات المعنية بالتعليم العربي في البلد، لصالح مدرسي اللغة العربية وآدابها في المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية؛
- نشر عدد من المقالات العلمية حول اللغة العربية وآدابها في الدوريات العلمية الدولية والمحلية، حيث قام أساتذة القسم بإعداد هذه المقالات ونشرها.
2/2 الاحتياجات والصعوبات:
يواجه قسم اللغة العربية وحضارتها بجامعة نغونديري عدة صعوبات وعقبات تعرقل مسيرته التعليمية، ومهمته الأكاديمية، ودوره التأهيلي والتكويني، كما له عدد من الاحتياجات، وتتلخص هذه الصعوبات والاحتياجات في الآتي:
- انعدام مكتبة علمية، تضم أمهات كتب اللغة العربية وتاريخ الأمة العربية والتراث العربي وآدابه وحضارته، لتسهيل المهام أمام محبي هذه اللغة من الأساتذة والطلبة؛
- الحاجة إلى نشر أبحاث أساتذة القسم ومقالاتهم العلمية؛
- حاجة أساتذة القسم إلى المشاركة في المؤتمرات والندوات واللقاءات حول تعليم اللغة العربية وآدابها وخدمتهما ونشرهما؛ لتبادل الخبرات والتجارب مع الآخرين في مجال تعليم اللغة العربية وآدابها؛ ولرفع كفاءات أساتذة القسم، وتحسين أدائهم، وتطوير قدراتهم، وتنمية مواهبهم.
رابعا: قسم اللغة العربية، جهود وخدمة للأدب العربي
يعتبر تدريس الأدب العربي جزء أساسي من المنظومة التعليمية في قسم اللغة العربية وحضارتها، حيث يشغل حيزا كبيرا ، ويبتدئ من المستوي الثاني الفصل الدراسي الثالث وحتى ينتهي بالمستوى الثالث الفصل الدراسي السادس، ويمكن تفصيل الحديث عن ماهية جهود القسم ونوعيته في خدمة الأدب العربي في النقاط التالية:
- الوحدة التعليمية التي بعنوان: “تاريخ العالم العربي والأدب الجاهلي، ويرمز للوحدة بـ LA 303“، المستوى الثاني، الفصل الدراسي الثالث، وتتناول الوحدة الجوانب التالية:
1/1 التعريف بالعرب في العصر الجاهلي، وبحياتهم الاجتماعية والثقافية والدينية والاقتصادية والسياسية وأثر كل في تطور الأدب العربي في هذا العصر؛
2/1 الأدب العربي مفهومه وخصائصه ووظائفه الاجتماعية والثقافية والدينية واللغوية والاقتصادية والسياسية؛
3/1 الشعر العربي في العصر الجاهلي فنونه وموضوعاته وخصائصه اللفظية والمعنوية؛
4/1 النثر العربي في العصر الجاهلي، فنونه وموضوعاته وخصائصه اللفظية والمعنوية؛
5/1 دراسة نماذج من شعراء العصر الجاهلي وشعرهم، أصحاب المعلقات وغيرها؛
6/1 دراسة نماذج من فنون النثر العربي، القصة، الأمثال، والحكم، والوصايا، والخطب؛
7/1 عوامل نهضة الأدب العربي في العصر الجاهلي
- الوحدة التعليمية بعنوان:”تاريخ الأندلس المسلم وآدابه، ويرمز إليها بـ LA 304“، المستوى الثاني، الفصل الدراسي الثالث، ويتم ت على ما يلي:
1/2 دلالة الأندلس تاريخيا وجغرافيا واجتماعيا وسياسيا؛
2/2 الإسلام والمسلمون في الأندلس الدور الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والأدبي والسياسي؛
3/2 الأدب الأندلسي: المفهوم والدلالة؛
4/2 الأدب الأندلسي الفنون والخصائص والموضوعات؛
5/2 العشر الأندلسي فنونه وموضوعاته وخصائصه اللفظية والمعنوية؛
6/2 أثر البيئة الأندلسية في تطوير الأدب العربي، واستحداث فنونه؛
7/2 أسباب وعوامل تطور الأدب العربي الأندلسي؛
- الوحدة التعليمية LA 404 “الثقافة العامة والأدب الإسلامي والأموي”، المستوى الثاني، الفصل الدراسي الرابع، ويتناول:
1/3 مفهوم الإسلام، العصر الإسلامي، الرسول، العصر الأموي؛
2/3 القيم الإسلامية وأثرها في الأدب العربي؛
3/3 أثر الإسلام في الحياة العربية؛
4/3 أثر الإسلام والقرآن في اللغة العربية؛
5/3 أثر الإسلام والقرآن في تطور فنون الأدب العربي؛
6/3 أثر الإسلام في النثر، فنونه وموضوعاته وخصائصه؛
7/3 قضايا الشعر العربي في العصر الإسلامي؛
8/3 دور الإسلام والقرآن في تطوير واستحداث فنون وموضوعات الأدب العربي؛
9/3 نماذج من النثر الإسلام، القرآن، الحديث النبوي، الخطب، الحكم…
10/3 نماذج من شعراء العصر الإسلامي وإنتاجهم الشعري.
- الوحدة التعليمية LA 501 :” البلاغة، والأسلوبية، والأدب العباسي”، المستوى الثالث، الفصل الدراسي الخامس، وتتناول الوحدة القضايا الأدبية التالية:
1/4 العصر العباسي، أسباب النشأة والظروف المصاحبة وأثرها في الأدب العربي؛
2/4 أثر الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية في العصر العباسي في تطور الأدب العربي؛
3/4 الفرق والطوائف الدينية وأثرها في النهوض بالأدب العربي في العصر العباسي؛
4/4 الشعوبية والعنصر العجمي وأثرهما في نهضة الأدب العربي في العصر العباسي؛
5/4 النثر فنونه وموضوعاته وخصائصه في العصر العباسي؛
6/4 الشعر العباسي، فنونه وموضوعاته وخصائصه الفنية واللفظية والمعنوية؛
7/4 دراسة نماذج من الأدب العباسي (شعرا ونثرا)؛
- الوحدة التعليمية LA 601 ” البلاغة والأسلوبية والأدب العربي المعاصر”، المستوى الثالث، الفصل الدراسي السادس، وتتناول الوحدة القضايا الأدبية المعاصرة التالية:
1/5 المعاصرة في الأدب، المفهوم والدلالة؛
2/5 فنون نثر أدب المعاصر، القصة، المقالة، الخطبة، الصحافة، السيرة الذاتية؛
3/5 نماذج من الأدب العربي الإفريقي المعاصر؛
4/5 دراسة قضايا الأدب المعاصر؛
5/5 العوامل المساعدة في النهوض بالأدب المعاصر؛
6/5 مدارس الأدب المعاصر.
- الوحدة التعليمية LA 604 :” الثقافة العامة والأدب العربي الحديث”، المستوى الثالث، الفصل الدراسي السادس، وتتناول الوحدة القضايا الأدبية الحديثة التالية:
1/6 الحداثة والمعاصرة، المفهوم والدلالة؛
2/6 الحياة الاجتماعية والثقافية والفكرية والسياسية والاقتصادية وأثرها في ظهور الأدب الحديث؛
3/6 عوامل نهضة الأدب الحديث
4/6 مدارس الأدب الحديث ودورها في تطور الأدب العربي الحديث؛
5/6 التطور في موضوعات الأدب العربي الحديث، الأسباب والحدود؛
6/6 استحداث فنون أدبية (شعرا ونثرا) في الأدب الحديث؛
7/6 نماذج من رواد الأدب العربي الحديث؛
8/6 نماذج من موضوعات الأدب العربي الحديث.
خامسا: مصادر تدريس الأدب العربي بقسم اللغة العربية:
المواضيع الأدبية التي تناولناها بالعرض، والتي تقدم للطلبة بقسم اللغة العربية وحضارتها تستقى من مصادر الأدب العربي القديم والحديث والمعاصر، وهي عبارة عن سلسلة متكاملة ومتدرجة، ونذكر نماذج منها على الإجمال:
- التعريف بأهم الدواوين والمعلقات :
المعلقات، ديوان النابغة الذبياني، وديوان امرؤ القيس، وديوان، ديوان عنترة بن شداد،ديوان زهير بن أبي سلمى، ديوان مهلهل، ديوان الخطيئة، ديوان الخنساء، ديوان حسان بن ثابت،ديوان كعب بن زهير بن أبي سلمى، ديوان علي بن أبي طالب، ديوان جرير، ديوان فرزدق، ديوان الأخطل، ديوان المتنبي، ديوان أبي العتاهية، ديوان ذو الرمة، ديوان بشار بن برد، ديوان البحتري، ديوان أبي نواس، ديوان ابن معتز، ديوان ابن هانئ، ديوان ابن زيدون، ديوان حافظ إبراهيم، ديوان، أحمد شوقي، ديوان البارودي، وغيرها.
- التعريف بعض كتب الأدب العربي، أمثال: أدب الكاتب، الحيوان و البيان والتبيين، البخلاء، العقد الفريد، المثل السائر، تاريخ الأدب العربي شوقي ضيف، تاريخ آداب العرب للرافعي، تاريخ الأدب العربي عمر فروخ، تاريخ آداب اللغة العربية جرجي زيدان، الشعر الجاهلي طه حسين، مختارات البارودي، جواهر الأدب العربي السيد أحمد الهاشمي، جمهرة مقالات، محمود شاكر، دراسة في مصادر الأدب الطاهر أحمد مكي.، وغير هذه.
سادسا: التوصيات والمقترحات:
فإنه أملا في تحقق هذه الندوة النتائج الطيبة التي تسهم في خدمة الأدب العربي في العالم عامة وإفريقيا خاصة على المدى القريب والمتوسط والبعيد، وأن تتمكن من إرساء دعائم هذا الأدب العالمي الثري الذي يتمتع بكل مقومات الحياة والخلود، فإنني أنتهز هذه الفرصة الطيبة لأرفع إلى اللجنة العلمية والجهات المنظمة لهذه الندوة المباركة بعضا من التوصيات والمقترحات علها تنال إعجابهم وتحظى باهتمامهم وعنايتهم:
- إنشاء دورية (مجلة) علمية محكمة حول الأدب العربي الإفريقي، مهمتها طباعة ونشر الإنتاج الأدبي العربي الإفريقي شعرا ونثرا، تصدر ثلاث مرات أو مرتين وفي أسوء الأحوال مرة واحدة في السنة؛ ذلك أن نشر الأبحاث والمقالات، والروايات والقصائد والمسرحيات جزء من الأدب الحديث، ويدخل ذلك في إطار التشجيع على الإنتاج والتطوير، ويا ليتها في جامعة الملك فيصل.
- تأسيس منتدى الأدب العربي الإفريقي (مثل هذه الندوة)، وإقامتها سنويا، يشارك فيها أدباء والشعراء والكتاب والباحثين بإنتاجهم في مجال الأدب العربي الإفريقي، دعما للتواصل بين الباحثين والأدباء في إفريقيا جنوب الصحراء.
- طباعة أعمال هذه الندوة ونشرها تعميما للفائدة.
- دعم المؤسسات العلمية (ماديا ومعنويا) التي تعتني بخدمة الأدب العربي الإفريقي.
- إنشاء قناة لتقوية الروابط والتواصل بين المؤسسات الأكاديمية- في إفريقيا جنوب الصحراء وفي العالم العربي- العاملة في حقل خدمة الأدب العربي الإفريقي.
مصادر هذا البحث ومراجعه:
- تاريخ الإسلام وحياة العرب في إمبراطورية كانم- برنو، إبراهيم صالح بن يونس بن محمد الأول ابن يونس بن إبراهيم بن محمد المكي بن عمرو الحسيني النوي، ط2 1429هـ 2008، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى ألبابي وأولاده بمصر محمد محمود الحلبي وشركاه.
- اللغة العربية، التحديات، وأسباب البقاء والتطور، رسالة الماجستير، نيامه آدم، كلية الدعوة الإسلامية، قسم الدراسات العليا، شعبة اللغة العربية وآدابها، ص: عام 2005-2006.
- التأثير العربي الإسلامي في السودان الغربي، فيما بين القرن الرابع عشر والسادس عشر، ط، طرابلسـ ليبيا، دار الرواد/ 1996م.
- :اللغة العربية في الكاميرون بين الواقع والمأمول وسائل الانتشار ودور المؤسسات ، د.سعيد علي، مجلة اللغة العربية والترجمة العدد 20، السنة السادسة، شتاء 2015؛
- مخطوطة عربية عن مملكة كنش شمال الكاميرون، تأليف معلم عثمان، تح: بروفسور حمد آدما، وبروفسور تنيرنو مختار باه ، منشورات معهد الدراسات الإفريقية- الرباط، جامعة محمد السادس السويسي، 2001.
- تقرير مفتش ولاية أقصى الشمال، أستاذ مختار.لعام 2010م؛
- تقرير أمانة التعليم الإسلامي الخاص لولاية أقصى الشمال، توقيع أمين التعليم أبو بكر هارون، بتاريخ: 12/10/2012؛
- LA CARTE Scolaire de la Region du Nord d’inspécteur Regional de la Langue Arabe ; année scolaire 2012-2013,
- Présentation Générale des Etablissement Secondaires. 3 pages ،
- [1]– – LA CARTE Scolaire de la Region du Nord d’inspécteur Regional de la Langue Arabe ; année scolaire 2012-2013,
- Présentation Générale des Etablissement Secondaires. 3 pages
- : SYSTEME LMD, Project de Programme d’Enseignement Structures et Contenus, FALSH,UNIVERSITE DE NGAOUNDERE, October, 2009 P.P :9-11, et 137-147.
[1] – تاريخ الإسلام وحياة العرب في إمبراطورية كانم- برنو، إبراهيم صالح بن يونس بن محمد الأول ابن يونس بن إبراهيم بن محمد المكي بن عمرو الحسيني النوي، ط2 1429هـ 2008، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى ألبابي وأولاده بمصر محمد محمود الحلبي وشركاه، ص: 22.
[2] – الموسوعة الإسلامية العربية، (10)، الفصحى لغة القرآن، أنور الجندي، ص: 302، نقلا عن : اللغة العربية، التحديات، وأسباب البقاء والتطور، رسالة الماجستير، نيامه آدم، كلية الدعوة الإسلامية، قسم الدراسات العليا، شعبة اللغة العربية وآدابها، ص: عام 2005-2006.
[3] – التأثير العربي الإسلامي في السودان الغربي، فيما بين القرن الرابع عشر والسادس عشر، ط، طرابلسـ ليبيا، دار الرواد/ 1996م، ص: 11.
[4] – اللغة العربية في الكاميرون بين الواقع والمأمول وسائل الانتشار ودور المؤسسات ، د.سعيد علي، مجلة اللغة العربية والترجمة العدد 20، السنة السادسة، شتاء 2015، ص: 123-125.
[5] — اللغة العربية في الكاميرون بين الواقع والمأمول وسائل الانتشار ودور المؤسسات، ص: 129-130.
[6] – – المرجع نفسه ص: 1132-134.
[7] — المرجع نفسه ، ص: 134-136.
[8] – مخططة عربية عن مملكة كنش شمال الكاميرون، تأليف معلم عثمان، تح: بروفسور حمد آدما، وبروفسور تنيرنو مختار باه ، منشزرات معهد الدراسات الإفريقية- الرباط، جامعة محمد السادس السويسي، 2001، ص: 10-11.
[9] — المرجع نفسه ، ص: 136-138.
[10] – مخططة عربية عن مملكة كنش شمال الكاميرون، ص: 11.
[11] – المرجع نفسه، ص: 139-144.
[12] – المرجع نفسه، ص:156-158.
[13] – LA CARTE Scolaire de la Region du Nord d’inspécteur Regional de la Langue Arabe ; année scolaire 2012-2013, تقرير مفتش ولاية أقصى الشمال، أستاذ مختار.لعام 2010م، Présentation Générale des Etablissement Secondaires. 3 pages ، وتقرير أمانة التعليم الإسلامي الخاص لولاية أقصى الشمال، توقيع أمين التعليم أبو بكر هارون، بتاريخ: 12/10/2012 .
[14]– – LA CARTE Scolaire de la Region du Nord d’inspécteur Regional de la Langue Arabe ; année scolaire 2012-2013, تقرير مفتش ولاية أقصى الشمال، أستاذ مختار.لعام 2010م، Présentation Générale des Etablissement Secondaires. 3 pages ، وتقرير أمانة التعليم الإسلامي الخاص لولاية أقصى الشمال، توقيع أمين التعليم أبو بكر هارون، بتاريخ: 12/10/2012 .
[15] – نسبة إلى رمدي Rounmde، وهي قرية صغيرة كاميرونية تقع على الحدود الكاميرونية التشادية، وعلى مسافة خمس كيلومتر من مدينة بندر Binder التشادية.
[16] – ينظر عن هذا القسم ونظام التعليم الجديد في جامعة انغونديري : SYSTEME LMD, Project de Programme d’Enseignement Structures et Contenus, FALSH,UNIVERSITE DE NGAOUNDERE, October, 2009 P.P :9-11, et 137-147.