
أهمية القراءة (البحث الفائز بمسابقة جيل إقرأ 2017)
د. نور الهدى محمد كامل حماد
أستاذ مشارك – جامعة طرابلس (ليبيا)
ملخص:لا يختلف اثنان في ان موضوع القراءة وأهميتها من الأمور التي تشغل بالنا جميعا فهو موضوع يثير الكثير من الجدل حول ماهيتها وأهميتها وطبيعة القوانين التي تحكمها والمثيرات الحديثة التي تسببت في عزوف البعض عن الاهتمام بها ، ومعرفة ما يجرى داخل القارئ من عمليات وما يتم في بيئته من تفاعلات نتيجتها كلها أمور تؤدى في مجموعها الى اكتساب المعارف والعلوم والافكار فنحن نقرأ لنتعلم كيف نؤدى دورنا في الحياة الاجتماعية ونقرأ لنتعلم البقاء ، والتكيف ، ونقرأ لنتعلم الاتجاهات ، والقيم ، ونقرأ لنتعلم كيف نتعلم وبالتالي تتحقق لنا القدرة على التعبير عن مقاصدنا والتواصل مع الآخرين ونطور انفسنا ومجتمعاتنا.
ان القراءة أمر جوهري للوجود الإنساني والعزوف عنها يهدد هذا الوجود. ومن الضروري النظر اليها من منظور مختلف ومحاولة تحديد أهميتها ومحاولة التغلب على الاسباب التي تسببت في عزوف البعض عنها . وعليه فالهدف من الورقة هو معالجة قضية شائكة تتعلق بالقراءة وأهميتها في الاثراء المعرفي المتنوع بين شعوب العالم جميعها، والمنهج المستخدم في هذه الورقة هو المنهج الوصفي الذى اعتمد على رصد الواقع من خلال ، تحليل ومناقشة المحاور التالية: (أهمية القراءة – فوائد القراءة – اسباب عزوف البعض عن القراءة- معوقات القراءة- كيفية القراءة – القراءة السريعة ). وخلصت الدراسة الى ان القراءة وسيلة للتعلم والتعليم ، وهى عملية ديناميكية تفاعلية ، ووسيلة للاستمتاع والترفيه واكدت الدراسة على ان القراءة تلعب الدور الأكبر في بناء الفرد والمجتمع فهي بمثابة المصمم ، والمخطط ، والمسهل ، والمتابع ، والمقيم لدرجة الوعي والتنمية في المجتمع .
وقد أوصت الدراسة بضرورة الاهتمام بالقراءة والحث عليها وجعلها ثقافة المجتمع ومحاولة اقامة علاقات علمية محلية واقليمية ودولية لتوفير الكتب وانشاء المكتبات واقامة المعارض والمؤتمرات واعداد المجلات وبالتالي تصبح القراءة نافذة تطلع القارئ على ما عند الاخرين فتقترب المسافات بين المجتمعات ، ويصير التزاوج بين الثقافات واقعا نعيشه وليس املا نتمناه فينمو الفرد وتتقدم المجتمعات.
The importance of reading
Dr. Noor alhuda Mohamed Kamel Hammad
Associate Professor / University of Tripoli / Libya
Summary :
No one disagrees that the subject of reading and its significance of the things that concern all of us this a subject of controversy about importance and the nature of the laws that governed modern stimuli that caused the reluctance of people to care about it , and find out what is going on inside the reader head of operations and what is in the environment of the interactions result all of which are performed in total to acquire the knowledge, science and ideas, we read to learn how to do our part in social life and we read to learn to survive, adapt, and we read to learn trends, values, and we read to learn how to learn and thus achieved our ability to express our desires and communicate with others and develop ourselves and our societies. The reading is fundamental to human existence and reluctance would threatening human existence . It is necessary to look at it from a different perspective and try to determine their importance and try to overcome the reasons that caused the reluctance of some of them. Accordingly, the aim of the paper is to address the thorny issue related to literacy and its importance in the enrichment of knowledge varied between the peoples of the world all of them, and the approach used in this paper is the descriptive approach adopted to monitor the reality through analysis and discussion of the following topics: (the importance of reading – the benefits of reading – the reasons for the reluctance of reading- how to get used to read).
The study concluded that the reading is mean for learning and education, a dynamic interactive process, and a way to enjoy the entertainment and study confirmed that reading plays a major role in the construction of the individual and the society they serve as a designer, planner and facilitator and supervisor, and a resident. The study recommended that interest in reading and encourage them and make them the culture of the community and try to set up local, regional and international scientific relations for the provision of books and set up libraries, exhibitions, conferences and the preparation of magazines and thus become the reading as a window tell the reader about what other have of knowledge which will shorten the distances between communities, and mating between cultures become a living reality not hope which will push individual as well as our communities forward .
تمهيد:
القراءة من الاحتياجات الضرورية لأى مجتمع يريد النهوض والتقدم لأنها تطرد الجهل والتخلف وهى السبيل للأبداع والمجتمعات القارئة هي المجتمعات القائدة .وعلى الفرد ان يأخذ
القراءة منهج حياة ويشجع الناس علي القراءة من بعض الافكار التي تم تطبيقها فى بعض الدول المتقدمة: وضع كتب مجانية في النوادي و الحافلات ، والقطارات والعيادات الطبية يمكن للناس قراءتها واعادتها بعد اتمامها لتعم المنفعة فليس المجتمع هو المسؤول الوحيد علي زيادة الوعي والتشجيع علي القراءة. فدور الافراد لا يقل أهمية عن دور المجتمع في هذا المجال فمن احد الأشياء التي لفتت انتباهي وجود صندوق زجاجي يحتوي علي كتب مجانية امام الكثير من البيوت و المكاتب ، والمحلات في مدينة “كورفالس” الامريكية يمكن للمارة انتقاء الكتاب الذي يريدونه ولهم حق الاحتفاظ به اذا شاءوا او اعادته اذا اتموا قراءته والتوسع في المكتبات العامة لا يقل اهمية في تحفيز الناس علي القراءة من خلال اضافة الكثير من البرامج المصاحبة كالقراءة للأطفال من سن صغير جدا وحكايات قبل النوم وغيرها من الانشطة التي تحفز الصغار والكبار علي ارتياد المكتبة العامة وجعلها عادة مكررة. و من أهم الانشطة التي تمارس في بعض المجتمعات عقد لقاءات نسائية لمناقشة كتاب يتم اختياره من قبل مجموعة من الصديقات وتعقد حلقة نقاش فيتحاورن علي موضوع الكتاب الذي قرائنه. هذه بعض الافكار التي قد تغير نظرة البعض لأهمية القراءة ودورها في تحفيز العقل فالعقل كالعضلات يحتاج لتمرين وتنشيط لزيادة كفاءته وضمان حدته ومقدرته علي حسن التفكير والابداع. وليس المقصود هنا أي قراءة بل القراءة المفيدة النافعة – القراءة التي تبنى ولا تهدم ، تصلح ولا تفسد[1].
و تعرف القراءة بأنها” استخلاص للمعنى من المادة المطبوعة أو المكتوبة ، او القدرة على فك رموز المعاني من الأشكال المكتوبة” وتعرف بأنها ” استيعاب لكل ما يكتب وتراه عين الانسان” وتعرف لغويا بأن” مصطلحها مشتقّ من مصدر الفعل الماضي قرأ، والذي يُشير إلى الجمع والضمّ في نطق الكلمات وتهجئة الحروف بشكل سليم، ويشمل هذا الفعل قراءة كافّة الحروف والكلمات والجمل التي تتكون منها أيّ لغة رسميّة ومعتمدة في العالم، وتتمثّل معانيها لغوياً فيما يلي: تُشير كلمة قراءة الكلمات أو الجمل إلى تلاوتها ونطق حروفها. تعرف القراءة اصطلاحاً بأنها ذلك النشاط أو العمليّة المهار آتية المعرفيّة التي تقوم بشكل أساسيّ على تحليل وتفكيك الأحرف والرموز الخاصّة بالكلمات وقراءتها بصورة مفهومة وواضحة على شكل جُمل مفيدة”[2].
أولا /أهمية القراءة:
أن القراءة من الأمور التي يجب ان لا يغفل عنها الفرد ولا يغفل عنها المجتمع فهي أهم الاهتمامات التي يجب على الانسان التقيد بها نافذته الى الماضي ، والحاضر ، والمستقبل وهى أول وسيلة للتعلم وأقدمها – يذكر لنا التاريخ ان أول مكتبة وجدت هي التي اوجدها الفراعنة وكتبوا على بابها “هنا غذاء النفوس وطب العقول ” [3] والقراءة من أهم المهارات التي يجب ان يكتسبها الانسان فمن خلالها يطلع على ما يجرى حوله في مختلف ميادين المعرفة ويتعرف على تراث مجتمعه ، والمجتمعات الأخرى وكذلك يستفيد من خبرات ما سبقوه وتجعله قادر على تحليل المواقف والنظر الى الأمور بعين فاحصة ومعالجتها . والوقوف على انعكاساتها ليست على الفرد بمفرده ولكنها على المجتمع بكامله فالمجتمع الذى يتبادل أفراده الأفكار والآراء انما هو مجتمع قوى قادر على الحياة وقد ذكر في صدد القراءة الكاتب الكبير “عباس محمود العقاد” ” أنها تضيف الى عمر الانسان اعمار اخرى هي اعمار المفكرين والعلماء”. وذلك باعتبارها وسيلة لتقوية شخصية الفرد تمنحه القدرة على الحوار والمناقشة والجدل في مختلف مناحي الحياة بها يتعرف على العلوم الشرعية ويتفقه في الدين كما أنها وسيلة للتعود على البحث ، والتقصي قال النبي (صلى الله عليه وسلم ) : “من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة “[4] ، وأيضا ” إن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم ” [5] كما ان الفرد الذى يرغب في مزاولة مهنة معينة أو يبدع في عمل ما عليه ان يزيد من خبراته عن طريق القراءة ويطبق ما قرأه في الواقع ليربط الواقع بالنظرية التي قرأها . فالقراءة تعتبر من أكثر الوسائل التي توفر المتعة والفائدة وهى خير جليس وأنيس قال الشاعر:
نعم الأنيس إذا خلوت كتابُ تلهو به إن ملك الأحبابُ لا مفشياً سراً إذا استودعتهُ وتنال منهُ حكمة وصواب
أن عقولنا لا تدرك الأشياء على نحو مباشر بل عبر وسيط معرفي مكون من مبادئ علمية وعقلية وخبرات حياتية ، وعلى مقدار ما تقرأ يتحسن ذلك الوسيط وبتحسنه يتحسن فهمنا لما يدور حولنا ، وتتحسن معه نوعية حياتنا ولذلك فمن لم يقرأ فقد عطل وسائط تفكيره . فما من عالم أو مفكر الا وكانت القراءة وسيلته مثال على ذلك “فيلو” مخترع الإذاعة المرئية كان تلميذا مجتهدا محبا للقراءة فقد قرأ كل ما في المكتبة المدرسية عن الصوت والضوء وظل يقرأ الى ان وصل الى ما رغب فيه من ان يجمع الصوت والصورة وسجل الاختراع باسمه[6]* .
أن قراءة كتاب واحد يعطى لقارئه خبرة كبيرة لم يستطع المؤلف ان يجمعها الا بعد ان قضى وقتا طويلا في التقصي والبحث كما ان قراءة الكتب قد تكسب الفرد بعض المكاسب المادية فمثلا من القراءة قد يتعلم لغات أخرى ويقوم بتعليمها للآخرين فيكسب ماديا وفى نفس الوقت يمكن ان يحسن لغته الاصلية ويمكنه عن طريق القراءة ان يكتب بطريقة افضل وذلك عن طريق اكتسابه العديد من المصطلحات والمفاهيم ، والمفردات والتي قد تكون سببا في جعله مقبولا لدى الاخرين ممن يحبون القراءة وممن يقرؤون . ان القراءة مفتاح الجواب الشافي للعلوم والمعارف المتنوعة وقد دعا اليها ديننا الحنيف في أول آياته التي نزلت على الرسول الكريم وهى سورة العلق قال تعالى في كتابه الكريم “ اقرأ باسم ربك الذي خلق ( 1 ) خلق الإنسان من علق ( 2 ) اقرأ وربك الأكرم ( 3 ) الذي علم بالقلم ( 4 ) [7]. كما ان من فوائد القراءة أنها تمد القارئ بكم هائل من التجارب فمثلا عند قراءة الكتب والاطلاع على الحضارات السابقة وقراءة تجارب مجتمعات سابقة ، يستطيع القارئ ، ان يستفيد منها ويعمل علي تسخيرها في خدمته إذا ما تعرض لمشكلة ما ويعمل على طرح الأفكار التي تعمل على بناء، وتطوير المجتمع ، ووضع الخطط المقننة والاستراتيجيات الفعالة البناءة فمثلاً: إذا أتيحت له الفرصة وكان من متخذي القرار في يوم من الأيام تكون قراراته على درجة من الرشد والعقلانية. ان القراءة والكتاب خير جليس يحمينا من ظلمة الجهل وينير لنا حياتنا من المعلومات التي نتلقها من صفحاته، لذلك يجب علينا أن نهتم بالقراءة ونعود أبناءنا عليها ونخصص كل يوم جزء من وقتنا، لكي نقرأ .. وليكن بين اعيننا موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر وكيف أن الأسير الذى يريد فداء نفسه من الأسر يعلم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة اليس هذا دليل واضح على أهميتها[8]. تذكر الكاتبة زيب فاطمة رزيف ان عادة القراءة يمكن ان تطوريها في اي وقت ولكن من الافضل ان تبدأ من مرحله الطفولة وتضيف ان التطور السريع المستمر يجعل من القراءة الوسيلة الوحيدة لمواكبة هذا التغير المتسارع فجل الاختراعات التي نستعملها اليوم لم نقرا عنها في مناهجنا الدراسية. واستعرضت قائله : ان القراءة في المجتمعات المتقدمة اصبحت طريقة للتعبير عن الشخصية السوية فالذي لا يقرأ في اغلب الأحيان لديه آراء منخفضة عن نفسه وقدراته[9].
ومما ذكر في القراءة والكتب عن السلف الصالح ما يلى:
عن الإمام بن شهاب الزهري رحمه الله، فقد كان يجلس في مكتبته ويقرأ وقتاً طويلاً حتى إن زوجته قالت والله لهذه أشد علي من ثلاث ضرائر، وعبدالله بن عبدالله بن عبدالعزيز، قال: لقد غبرت علي أربعون عاماً ما قمت ولا نمت إلا والكتاب على صدري. وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول عن نفسه: لقد طالعت التفاسير المنقولة عن الصحابة، ووقفت من ذلك على ما شاء الله تعالى من الكتب الصغار. أما ابن الجوزي يقول محدثاً عن نفسه: وإني أخبر عن حالي ما أشبع من مطالعة الكتب، وإذا رأيت كتاباً لم أره فكأني وقعت على كنز، ومن المعاصرين: ممن كان كثير القراءة الأديب المشهور الأستاذ/ علي الطنطاوي، فيقول عن نفسه: لو أحصيت معدل الساعات التي كنت أطالع فيها لزادت على عشر ساعات في اليوم. والمحدث العلامة الشيخ محمد بن ناصر الدين الألباني رحمه الله كان يعمل في اليوم ثلاث ساعات في إصلاح الساعات ويصرف ما بقي في القراءة، وكان يدخل المكتبة الظاهرية ويبقى فيها أحياناً اثنتي عشرة ساعة، وقد خصَّصَت له فيها غرفة خاصة؛ فكان يأتي قبل الموظفين في الصباح وكان من عادة الموظفين الانصراف ظهراً، فكان لا ينصرف ويتناول غداءه في المكتبة[10].
ثانيا/ القراءة السلبية:
احيانا قد تكون القراءة سلبية وذلك عندما يقرأ الفرد ما يعود عليه بالضرر كقراءة كتاب غير موثوق فيه ويستقى منه معلومات قد يشوبها الخطأ وعليه يجب توجيه القارئ الى قراءة الكتب المفيدة فالقراءة ليست هواية فقط أنها غذاء العقل وفى هذا الصدد نذكر قول الكاتب الكبير ” جراهام جرين” ” احيانا أفكر ان حياة الفرد تشكلت بواسطة الكتب أكثر مما ساهم البشر أنفسهم في تشكيل هذه الحياة”*[11]. ولا يفوتنا في هذا المقام ان نذكر ان للقراءة أنواع متعددة كلا حسب مدى الاستفادة فمثلا قراءة وتعلم اللغات يعتبر موضوع يشغل بالنا جميعا فهو موضوع متعلق بالقراءة ولكن لغرض التعلم وهذا الموضوع يدور حوله كثير من الجدل خصوصا حول ماهيته وطبيعته والقوانين التي تحكمه وما يجرى داخل القارئ أو المتعلم من عمليات وما يتم في بيئته من تفاعلات تؤدى في مجموعها إلى إحداث عملية التعلم. وحتى يكون المتعلم فعالا لا بد ان يملك الرغبة في الآتي:
- تطوير الذات و الرغبة في الاستزادة بكل ما يستجد في مجاله عمله.
- التخطيط الفعال وهى ان يخطط القارئ ويحدد الأهداف والأغراض التي يجب ان يكتسبها.
- ان يملك القارئ بعض المهارات مثل مهارة تطوير الذات و المهارة في إقناع الآخرين بطرق واساليب علمية ، ومهارة إعداد الخطط اليومية فالشخص الذي يخصص من وقته ما يسمح له بالقراءة تجده يمتلك شخصية مميزة عن غيره كما ويكون لديه القدرة والقوة الكافية، التي تجعله قادر على حل المشاكل، التي تواجهه في الحياة.
- ان يتحلى ببعض الخصائص مثل الصبر والقدرة على اتخاذ القرار واستحضار أكبر قدر ممكن من الافكار.
ثالثا/ فوائد القراءة:
يقول عباس محمود العقاد: “القراءة وحدها هي التي تعطي الإنسان الواحد اكثر من حياة واحدة، لأنّها تزيد الحياة عمقا ” *[12]. فهي من أكثر مصادر العلم والمعرفة وأهم وسائل نقل افكار العقل البشرى وهى الصفة التي تميز الشعوب التي تسعى للرقى والتقدم ووسيلتها في ذلك الكتاب فالإنسان حينما يريد أن يدرس ويتعلّم في مجال من مجالات الحياة المتنوّعة والكثيرة فإنّه يستخدم الكتاب لا نه سجل نعرف من خلاله ما كتبه المؤرخون ، وكذلك العالم والمدرّس يعتمد على الكتاب في تدريسه للطّلبة وتعليمهم المناهج المختلفة، فالكتاب هو محور العمليّة التّعليميّة والتّربويّة وأداتها الرّئيسيّة. كما ان الكتاب يمكن ان يكون وسيلة سياحيّة تمكّن القارئ من التعّرف على البلدان والمجتمعات ، فهناك من كتب الآثار الكثير التي ذهبت بالقارئ إلى بلدان بعيدة ما كان يمكن للإنسان التّعرف عليها لولا الكتاب ، ومثال على ذلك الرّحلات التي كان يقوم بها “ابن بطوطة” ودوّنها في كتابه الشّهير “تحفة النّظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار” والكتاب يعتبر بمثابة أداة ترفيه عن النّفس والتسلية، ومثال على ذلك كتب النّكت والقصص المضحكة عن البخلاء والأغبياء ، وغيرهم ككتاب البخلاء “للجاحظ “، وكتاب الأذكياء “لابن الجوزي “، وكذلك كتب الألغاز والتّشويق التي تعمل على استثارة العقل وتحفيزه للتفكير في الحلول وكتب الاطفال التي تزودهم بالمعلومات عن الحيوانات والطيور وما شابه ذلك . وأخيرًا يمكن القول بان الكتاب معبّر عن مدى تقدّم الإنسان ورقيّه، فالإنسان الذي يعتمد كثيرًا على الكتب في مجال عمله وحياته هو إنسان يسعى للتّقدم والتّطور بلا شك. فالقراءة تفيد في:
- القضاء على الجهل والأمية والتخلف ومحاربة الشعوذة والخزعبلات بالفكر والعقل المستنير.
- تكسب القارئ خبرات وتجارب السابقين وتدفع بالقارئ إلى أخذ العبرة.
- تملأ وقت الفراغ وتمرن العقل على الفهم والإدراك والاستيعاب والتحليل والتخيل والتصور والتنبؤ بالنتائج.
- وجدت دراسة ان لعادات القراءة أثر كبير في على التفضيل الجمالي[13].
- تدخل المتعة والسرور على النفس وتقضي على التوتر والملل ، وخاصة عند قراءة الروايات ، والكتب المفضلة لدى القارئ.
- تقوي الذاكرة وتحارب الخرف وتحسن المزاج.
- اذا حاولت الاسرة ان تخصص وقت للقراءة فهذا الوقت يصبح ممتع خصوصا مع الأولاد فترسخ فيهم القيم والمبادئ وتعتبر طريقة محببة لدى الأطفال تقربهم من والديهم. اجريت مارجريت ديكس دراسة لقياس علاقة اداء الابناء الدراسي بدرجة قراءات الوالدين ووجد انه كلما زادت قراءات الوالدين كلما ارتفع الاداء الدراسي لابنائهم[14].
- تقوي اللغة لدى القارئ وتمده بالقدرة على الكتابة والتعبير بشكل صحيح وبكم هائل من المترادفات والكلمات والمصطلحات والتعابير. وجد الباحثون أن القراءة الكفاءة ترتبط بقوة مع النجاح الأكاديمي، في جميع الأعمار. فالقراءة تحسن قدرة العقل على فهم الأفكار، واتباع الحجج وكشف عن الآثار المترتبة واستشراف المستقبل[15].
- تنمي مهارة التركيز فيكون القارئ والكتاب وحدة واحدة.
- تعطي القدرة على التحليل المنطقي للأمور والحكم على الأشياء بحيادية دون تحيز أو محاباة.
- وسيلة متاحة بين أيدي الجميع للحصول على المعلومة والمعرفة.
- تعتبر القراءة محفّزاً ذهنياً فقد أثبتت الدّراسات أنّ التحفيز الذهني المستمر يحمي من الإصابة بالزهايمر أو يؤخّر الإصابة به. كما ان القراءة تزود الفرد بالمعرفة التي تُعدّ السلاح الأهم الذي لا يُمكن انتزاعه من صاحبه ، وهي الأساس للنجاح الوظيفي والاجتماعي ، وبالتالي النجاح المالي.
- تزيد القراءة من مهارات الخطابة لأنها تمنح القارئ موسوعة من المفردات، والمفاهيم المهمّة، فتصنع منه شخصاً متحدّثاً ذا لغةٍ قوية، وبالتالي تقوّي مهارات الكتابة.
- في حال كان الفرد يعاني من التوتّر من جراء ضغط العمل، أو الضغط الاجتماعي أو غيرها من ضغوطات الحياة المختلفة، فبمجرّد أنّ يبدأ بقراءة رواية مشوّقة، سينسى كل مشاكله، وسيشعر بالصفاء الذهني وذلك من خلال اندماجه في القراءة.
- كما ان القراءة تساعد في الحصول على الهدوء فاذا قرأ القارئ كتب ذات محتوى إيجابي تزيده من الهدوء والسكينة فمثلا قراءة القرآن الكريم تبثّ الهدوء والطمأنينة في النفس قال تعالى: “الا بذكر الله تطمئن القلوب[16]” كما ان القراءة تحسن الذاكرة فاذا قرأ القارئ أسماء شخصيّات مميزة وذكرت صفاتهم وسلوكياتهم ، وتاريخهم، وطموحاتهم ، والأحداث التي مرّوا بها، وكلّ ذلك خزنه العقل فسوف يستحضره عندما يحتاج إلى هذه المعلومات.
- كما ان من فوائد القراءة زيادة القدرة على التركيز لأنه عادةً ما يكون التركيز مشتّتاً بين تطبيقات المحادثة المختلفة، ومواقع التواصل الاجتماعي والعمل، والاذاعة المرئية ، وحين يبدأ الفرد بالقراءة ينصبّ جلّ انتباه وتركيزه فيما يقرأ، فيبقى متّصلاً مع القصة.
- من فوائد القراءة ان الفرد اذا حاول أن يقرأ لمدّة عشر دقائق قبل العمل، فسيفاجأ بالتأثير الإيجابي على أدائه.
- ان قراءة الروايات الغامضة أو التحليلات السياسية ، والاقتصاديّة تقوّي قدرة العقل على تحليل الأحداث وربطها ببعضها للتوصّل للنتيجة في نهاية الأمر، وتعطيه أفكاراً لحلّ العديد من المواقف التي قد يمرّ بها الإنسان.
- القراءة تزود القارئ بأفكار جديدة وطرق متنوعة لحل المشاكل و تحقيق الاهداف فهي اساسيه لمواكبه متطلبات حياتنا المعاصرة.
رابعا/ عزوف البعض عن القراءة اسبابه واثاره:
العزوف عن القراءة له تأثيرات سلبية من أمثلتها:
- التفكير السطحي لدى هؤلاء الذين يبتعدون عن القراءة فهم لا يستطيعون أن يكملوا جملة او إن يتناقشوا في أمر معين واذا حاورتهم تتمني أن لا تحاورهم.
- العزوف عن القراءة يجعل الفرد يجهل الكثير من المعلومات التي يحتاجها في حياته اليومية.
- العزوف عن القراءة خصوصا في الجانب الديني قد يجعل البعض يقع فريسة افكار هدامة
كما ان ضياع كثير من الوقت في التعامل مع الأجهزة الذكية وهذا لا يعنى اننا نرفضها بل العكس فالعالم اليوم يشهد تطورات وتحولات سريعة ومتلاحقة نتيجة التقدم العلمي والتكنولوجي السريع والاستخدامات المتعددة لهذه التكنولوجيا وانعكاساتها الإيجابية والسلبية على القراءة فمثلا الانترنت يُمكن الفرد من الاجابة عن الاسئلة التي تواجه في وقت عجائبي وعليه فان هذا العصر يتميز بالمنافسة التكنولوجية الشديدة والقراءة فيه تواجه تحديات كبيرة فالإنترنت والحاسوب يمكن استعمالها بطرق مختلفة عديدة كما انها غير مستقرة بسبب سرعة تطورها فالحاسوب افاق استخدامه لاتعد ولا تحصى وهو ذو طبيعة متلونة فيمكن ان يكون أداة للقراءة ويمكن من خلاله تجتنى افكار جديدة وفى المقابل نجد ان شاشات الاذاعة المرئية رغم فوائدها ومتابعة الافلام والمسلسلات قد تكون عامل مهم في العزوف عن القراءة ، كما وان العزوف عن القراءة قد يكون ناتج عن اوضاع مجتمعية سيئة . فالمجتمعات التي تعانى من ظروف اقتصادية فقيرة، وتعانى من الازمات والحروب والفرد فيها يجد ان مصيره مجهول ويبحث عن الوسيلة التي يمكن بها اشباع احتياجاته فكيف نطالبه بالقراءة اذا كان الفرد بدون عمل النتيجة لا قراءة بدون عمل لان البحث عن العمل شغل كل تفكيره ، ولا قراءة مع الفقر ، ولا قراءة مع الخوف والمشاكل ومع ذلك الوضع على المجتمعات ان تسعى لتحقيق الأمن والاستقرار لأفرادها وتشعرهم بالرضا ومن ثم توفر الكتب وتهتم بالمعارض و تقيم المكتبات باعتبارها مجال خصب للقراءة – ان المجتمعات الغربية تربى ابنائها منذ الصغر على حب القراءة. ذكرت “فرجينيا مان” ان القراءة مع الطفل تثرى الروابط الأسرية الحميمية و تساعد علي إعداد عقولهم لتحقيق النجاح في المدرسة و تنقل الاطفال إلى عوالم غنية بالمتعة ومتنوعة المحتوى[17]. قال فولتير ” الشعب الذي لا يقرا يموت”
- وقد يكون العزوف عن المطالعة ناتج من خوف المستبدون من الثقافة والفكر يخافون من الكتاب خوفهم من الحرية والإبداع فلا توجد حرية في القراءة وقد لعب الإعلام دوره في احتقار وفرض الرقابة على بعض الكتب والمجلات [18] .
- وقد يكون العزوف عن القراءة ناجم عن مشكلة تفشى الأمية في المجتمع وهذه المشكلة من أخطر المشاكل التي تواجه المجتمعات خصوصا النامية منها فهي العقبة الرئيسية في سبيل تقدمها. ولتكن لنا في اهتمام الدول المتقدمة بالقراءة واجراء العديد من البحوث لمعرفة اتجاهات وميول الافراد نحوها خير عبرة للارتقاء فمثلامن احد علامات اهتمام الدول المتحضرة بالقراءة ووجود دراسات لمقارنة الفروق بين الجنسين في القراءة ففي الباكستان وجد محمود دليشد واخرون ان الفتيات اكثر ميلا للقراءة والمطالعة من الشباب واوصي الباحثون بضرورة الاهتمام بتشجيع وتحفيز الشباب علي القراءة والاطلاع [19].
- خامسا / معوقات القراءة:
هناك معوقات قد تعيق القارئ عن القراءة منها:
- عدم إدراك أهميتها وحاجتنا إليها، بل وضرورتها فهي لنا كالماء ، والهواء.
2- الكسل فالقراءة تحتاج من المرء أن يفرغ جزءاً من وقته، وأن يمسك كتابا ولا يفارقه، ويجمع فكره حوله.
3- سماع الأشرطة قد تكون معوق من معوقات القراءة لأنها تبعد القارئ عن التمعن وقراءة الكتب فيشعر أنه يسمع الجديد ويرى شيئاً جديداً، فالإنسان يستطيع أن يستمع إلى الشريط وهو مضطجع أو قاعد أو قائم أو على جنبه أو في سيارته.
- الكتيبات الصغيرة يستطيع القارئ بدقائق عاجلة أن يقرأ مثل هذه الكتب ويرجع ذلك لكثرة المثيرات من حولنا وكذلك كثرة المشاغل الحياتية فالاحتياجات اليوم تعددت وتنوعت وعملية اشباعها لاتقف عند حد خصوصا مع التقدم التكنولوجي الحديث والكتيب – على ما فيه من فوائد وجوانب مهمة – ليس لطلاب العلم ، وحين لا تكون قراءتنا إلا هذه الكتيبات العاجلة يصبح نهلنا منها لا يشفى ولا يشبع .
سادسا/ كيفية القراءة.
هناك بعض الطرق الصحيحة في القراءة منها: الاختيار في القراءة، من خلال اختيار المؤلف والكتاب المناسبين.
- التدرج في القراءة فينبغي أن يتدرج القارئ من الأسهل إلى الأصعب.
- التنويع في القراءة فلا ينبغي أن تقتصر قراءتنا على فن معين أو كاتب معين أو موضوع محدد.
- يهتم في القراءة بالجلسة الصحيحة لأنها تعين على القراءة فقد تكون القراءة بجلسة غير صحيحة سبباً للنوم اوقد تكون سببًا لتشتيت الذهن.
- التركيز والبعد عن الشواغل ومتطلبات الحياة اليومية.
- التسجيل والتلخيص فقد تأتيك فوائد قد تستوعبها وتحفظها لكن حين لا تسجلها قد تنساها.
- القراءة النقدية والاعتدال فيها فحين نقرأ ونسمع يجب أن نفكر كثيراً فيما نقرأ، ولا يجوز أن نعطل عقولنا.
سابعا/ القراءة السريعة :
إن مما يؤسف له أن يكون فن القراءة السريعة مما ابتكره الأعداء وألفوا فيه، بل لهم معاهد متخصصة له. وأحدهم وهو “روبرت زورن” له معهد في التدريب على فن القراءة السريعة، وممن التحق بهذا المعهد “جون كيندي” *[20]وزاد معدل قراءته من مائتين وأربع وثمانين كلمة قبل أن يدرس في هذا المعهد إلى ألف ومائتين كلمة، وهذا يعطيك دلالة على أنك يمكن من خلال التدريب والممارسة أن تجيد فن القراءة السريعة، وقد ألف زورن كتاباً عنوانه “القراءة السريعة” ذكر فيه بعض القواعد، يمكن أن نشير إليها باختصار حتى تغنيكم عن الرجوع إلى هذا الكتاب وحتى توفروا الوقت الذي قد تصرفونه لقراءة هذا الكتاب في قراءة كتاب أنتم أحوج إليه منه.
- قواعد القراءة السريعة:
- إلغاء الارتداد، فأنت عندما تقرأ تعود مرة ثانية بنظرك فتقرأ الكلمة التي قرأت قبل قليل، وهذا يأخذ عليك وقتاً طويلاً قد لا تتصوره؛ فالقارئ الذي يقرأ مدة ساعتين ويرتد ارتداداً واحداً في الدقيقة سيخسر نصف ساعة تماماً؛ بحيث تكون قراءته لا تساوي إلا ساعة ونصف، وإذا لم تفهم كلمة فلا تعد لقراءتها من جديد وستفهمها من خلال السياق.
- القراءة المقطعية وهي تعني توسيع مجال العين، فأن كنت تنظر إلى أربع كلمات –على سبيل المثال- فحاول أن توسع مجال العين لتنظر إلى ست كلمات أو ثمان، وهكذا.
- حركة العودة السريعة للعين، أنت حين تنتهي من السطر الأول تنتقل إلى السطر الثاني نقلة بطيئة، وقد تظن أن هذا يستغرق وقتا يسيراً، لكن حين تقرأ كتاباً يحوي مائة وخمسين صفحة ، والصفحة فيها عشرون سطراً، فحين توفر عليك الحركة السريعة للانتقال ثانية واحدة، فهذا يعني أنك ستوفر (50) دقيقة في قراءة هذا الكتاب.
- التدريب اليومي، خصص لك وقتاً تتدرب فيه على القراءة السريعة، ويكون هو هدفك وستجد بعد فترة أنك تتطور كثيراً وخير مثال على ذلك الكتابة على الآلة الكاتبة أو الحاسب الآلي، فأمهر الناس فيها كان في البداية ربما يكتب حرفاً واحداً خلال دقيقة ثم حرفين في الدقيقة وثلاثة أحرف حتى يصل إلى أربعين كلمة في الدقيقة، ويصل إلى ما هو أسرع من ذلك، حتى أن بعض المكفوفين يجيد الكتابة على الآلة الكاتبة بطريقة بديعة وأخطاء نادرة جدًّا. تلك بعض القواعد في القراءة السريعة تستطيع مع الممارسة أن تتقنها، ولكن ليس هذا النوع من القراءة هو النوع الذي تحتاجه في قراءتك العلمية؛ لأن القراءة العلمية ينبغي أن تكون مركزة وهادئة، فإذا أردت التعود على القراءة السريعة فاجعل لك في اليوم وقتاً تقرأ فيه قراءة سريعة، من خلال قراءة قصة من كتب الأدب أو التاريخ التي لا تحتاج إلى تركيز، ويكون هدفك التعود على سرعة القراءة وستجد النتيجة.
- اختيار نوعية القراءة :
اذا كنا ندعوا إلى القراءة لكل شخص ونقول: اقرأ كل ما وقع في يدك، فقد يكون هذا المنطق مناسباً لفئة معينة من القراء، ولكن في هذه المرحلة التي يحدث فيها التغير الاجتماعي بخطى سريعة وفى ظل العولمة أرى أن نختار ما نقرأ وأن نعتني به، وألا نقرأ لأي كاتب أو أي عنوان لأمور عدة منها:
أن المرء حين يقرأ بعض ما كتبه أولئك الذين قد دونوا بعض زلاتهم وشطحاتهم قد يقع فيها من حيث لا يشعر، ويوصي بذلك العلامة ابن القيم رحمه الله في زمن الطوائف ونحن في هذا الزمن نعانى اشد المعاناة من كثير من الافكار الهدامة .والقارئ دائما يسأل نفسه لماذا أقرأ ؟ هل للمعرفة أو التسلية , أو لتحسين اللغة حاول ان تحدد الهدف من القراءة ذلك سيساعدك على تحديد نوع الكتاب الذي ستقرأه. اقرأ ما يجذب انتباهك، اجعل القراءة متعةً وليس واجباً عليك القيام به، اختر ما تحبّ وما يهمّك من المواضيع. . اجري دان شاكيه وباربرا شابيروا استبيان علي الانترنت لتحديد اعلي معدل قراءات في الانترنت بين مقالات علمية مقيمة اخبار مجلات ادبيات تقييم وبيانات منتجات وجد ان المقالات العلمية المقيمة والمطبوعة سجلت اعلي نسبه يليها الاخبار ومجلات الاخبار وتقييم الناس لبعض المنتجات مما يدل علي الانتقائية العالية للفئات التي اجابت. لان القراء اصبحوا يقدرون قيمة وقتهم و يعلمون ماذا ولماذا يقرؤون [21]. لا تجبر نفسك على قراءة الكتاب من المقدّمة إلى الخاتمة، تخطّى الصفحات التي ترى أنها مملّة أو غير مهمة، أو لا ترتبط بالموضوع الّذي يهمّك حتى لا تشعر بالملل. لا تكمل الكتاب إن شعرت بأنّه كتاب ممل، لا يُشعرك بالمتعة أو الفائدة المرجوة منه. اقرأ في مكان هادئ. اقرأ أكثر من كتاب في الوقت نفسه، ذلك في حال أنّك تقوم ببحث في موضوع معيّن، واطّلع على أكثر من كتاب؛ فهذا يعطيك أفكاراً أكثر. قسّم قراءتك بين 50% في مجال تخصّصك، و50 % في مجالات أخرى مهمّة .
- نتائج الدراسة:
لقد اثبت الدراسة ان القراءة منهج حياة و مصدرا هاما للمعلومات فهي وسيلة للتعلم والتعليم ، وهى عملية ديناميكية تفاعلية ، ووسيلة للاستمتاع والترفيه واكدت الدراسة على ان القراءة تلعب الدور الأكبر في بناء الفرد والمجتمع فهي بمثابة صمام الامان وهى المصمم ، والمخطط ، والمسهل ، والمتابع ، والمقيم لتطور ونمو ورقى المجتمع.
- التوصيات:
- الوظيفة الاساسية لأى مجتمع هي اشباع احتياجات أفراده والقراءة من أهم الاحتياجات التي يجب ان يوليها المجتمع اهتمامه فيشجعها بكل السبل ويحاول القضاء على الأمية بكل صورها.
- يجب ان تقوم الأسرة بواجبها نحو ابنائها وتوعيتهم بأهمية القراءة.
- ضرورة وضع معايير وضوابط تربوية وثقافية للقراءة.
- يجب ان تكون القراءة من الأولويات وان تصبح من النشاط اليومي للفرد.
- اهتمام وسائل الاعلام بالتوعية لأهمية القراءة .
- اقامة علاقات علمية محلية واقليمية ودولية لتوفير الكتب وانشاء المكتبات واقامة المعارض والمؤتمرات واعداد المجلات.
- ضرورة اهتمام المجتمع بالقراءة وتشجيع الدراسات بشأنها واجراء دراسات لمقارنة الفروق بين الجنسين في القراءة.
المصادر والمراجع
- القران الكريم.
- كتب الاحاديث.
- محمد الدقس ، التغير الاجتماعي بين النظرية والتطبيق، دار مجدولاي للنشر والتوزيع، الأردن 1987م.
- لطفية حسين ، دور الأسرة في تشجيع القراءة لدى الأطفال ، مجلة الطفولة ، العدد9 ، جامعة القاهرة ،2011م .
- عدنان السيد حسين ، البيئة الاقليمية والدولية الضاغطة ، مركز دراسات الوحدة العربية ،بيروت ، 1997م.
- مالك بن نبي ، تأملات في المجتمع العربي، مجلة الشورى العدد السابع ، الجمهورية العربية الليبية ، 1974م.
- فؤاد فاطمي فريد، التغير الاجتماعي في الوطن العربي بين السياسة والعنف، مجلة العلوم الاجتماعية ،2012م.
- سيد جمعة ، اسرار الفراعنة المصريين القدماء ، الهيئة المصرية العالمية للإعجاز العلمي، شبكة منتديات الاعجاز العلمي الرقمي ، يوم 6.2.2017م، الساعة التاسعة مساء.
- Dawn, Shaikh and Barbara Chaparro. “A survey of online reading habits of Internet users.” In Proceedings of the Human Factors and Ergonomics Society Annual Meeting, vol. 48, no. 5, pp. 875-879. SAGE Publications, 2004.
- Margarete, Dix. “Are Reading Habits of Parents Related to Reading Performance of Their Children?.” (1976).
- Muhammad Dilshad, Ali Adnan, and Aisha Akram. “Gender differences in reading habits of university students: Evidence from Pakistan.”Pakistan Journal of Social Sciences (PJSS) 33, no. 2 (2013): 311-320.
- Zaib Fatima Rizi – Why is Reading Important in Today’s Society? 2011 شبكة اعلم لماذا http://www.knowswhy.com/why-is-reading-important/#ixzz4YjGy51ex
- Virginia Mann. Why You Should Read with Your Child .2012 http://www.scilearn.com/blog/why-you-should-read-with-your-child
[1] – محمد الدقس ، التغير الاجتماعي بين النظرية والتطبيق، دار مجدولاي للنشر والتوزيع، الأردن 1987م،ص19.
[2] – لطفية حسين ، دور الأسرة في تشجيع القراءة لدى الأطفال ، مجلة الطفولة ، العدد9 ، جامعة القاهرة ،2011م ،ص9.
[3] – سيد جمعة ، اسرار الفراعنة المصريين القدماء ، الهيئة المصرية العالمية للإعجاز العلمي، شبكة منتديات الاعجاز العلمي الرقمي ، يوم 6.2.2017م، الساعة التاسعة مساء.
[4] – رواه كل من مسلم، الترمذي، أبي داوود، ابن ماجة، الدارمي، أحمد بن حنبل.
[5] – رواه كل من مسلم، الترمذي، أبي داوود، ابن ماجة، الدارمي، أحمد بنحنبل
** مخترع أمريكي معروف ورائد التلفزيون الأمريكي وأشهر اختراعاته هو التلفزيون الالكتروني.
[7] – سورة العلق الآية 1-4.
[8] – فؤاد فاطمي فريد، التغير الاجتماعي في الوطن العربي بين السياسة والعنف، مجلة العلوم الاجتماعية ،2012م.
[9]– Zaib Fatima Rizi – Why is Reading Important in Today’s Society? 2011. http://www.knowswhy.com/why-is-reading-important/#ixzz4YjGy51ex
[10] -مقطع نادر للشيخ على الطنطاوي يتكلم عن القراءة لقناة التميز في الثمانينات.
[11] * ولد جراهام جرين في عام 1204م عمل كمساعد محرر في جريدة التايمز ورسخ شهرته بروايته الرابعة “قطار استنبول ” كتب عن الاضطهاد الديني ولديه رواية مشهورة بعنوان ” القوة والمجد”.
*- عباس محمود العقاد أديب ومفكر وباحث ولد في مدينة أسوان بصعيد مصر، يوم الجمعة الموافق 28 من يونيو 18.
[13]– Chokron, Sylvie, and Maria De Agostini. “Reading habits influence aesthetic preference.” Cognitive Brain Research 10, no. 1 (2000): 45-49.
[14] Dix, Margarete. “Are Reading Habits of Parents Related to Reading Performance of Their Children?.” (1976).
[15]– Zaib Fatima Rizi -2011.
[16] – سورة الرعد جزء من الآية 28.
[17]– Virginia Mann. Why You Should Read with Your Child .2012 http://www.scilearn.com/blog/why-you-should-read-with-your-child
[18] – مالك بن نبي ، تأملات في المجتمع العربي، مجلة الشورى العدد السابع ، الجمهورية العربية الليبية ، 1974م ،ص112.
[19] Muhammad Dilshad, Ali Adnan, and Aisha Akram. “Gender differences in reading habits of university students: Evidence from Pakistan.” Pakistan Journal of Social Sciences (PJSS) 33, no. 2 (2013): 311-320.
[20]* – رئيس الولايات المتحدة الخامس والثلاثون ، تخرّج من جامعة هارفارد عام 1940م ، مُنح وسام الشجاعة في الحرب العالمية الثانية تولى الرئاسة خلفًا للرئيس دوايت أيزنهاور وتوفي مقتولاً في 22 نوفمبر، 1963 م.
[21] Dawn, Shaikh and Barbara Chaparro. “A survey of online reading habits of Internet users.” In Proceedings of the Human Factors and Ergonomics Society Annual Meeting, vol. 48, no. 5, pp. 875-879. SAGE Publications, 2004.
