
أمة “إقرأ” لماذا لا تقرأ؟
د. هشام كركاعي جامعة القاضي عياض/المغرب
بحث نشر بكتاب أعمال مؤتمر الرواية العربية في الألفية الثالثة ومشكل القراءة في الوطن العربي: الجزائر العاصمة 21-22|08|2016 ، ص 7 . (للتحميل يرجى الضغط هنا)
ملخص البحث بالعربية:
القراءة غذاء للعقل،ومتعة للنفس،بها يوسع الانسان معارفه ومداركه،وينمي قدراته ومهاراته،بل إن القراءة اليوم اصبحت مقياسا لتقدم الامم ورقيها.فما من أمة تقرأ إلا وتحكمت في زمام الأمور بالعالم، وما من أمة تخلف أفرادها عن فعل القراءة إلا وقبعت في أسفل السافلين بالعالم.
وإذا كانت الرواية العربية تتصدر قائمة الكتب الاكثر مبيعا في العالم العربي،فانها تصطدم بمشكل القراءة لدى الفرد العربي الشيء الذي يجعلنا نتساءل لماذا امة”إقرأ” لا تقرأ ؟ وما هي الأسباب الفعلية وراء هذا التدني في مستويات القراءة بالعالم العربي؟
ونريد من خلال هذه الورقة البحثية التوقف عند أسباب انتشار ظاهرة العزوف على القراءة في الوطن العربي والتي نجملها في الاسباب الدينية والتاريخية والنفسية والتكنولوجية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتعليمية والتربوية والثقافية…
ملخص البحث بالانجليزية:
Reading food for the mind, and the fun of the same, it expands human knowledge and stimuli, and develop their capabilities and skills, but the reading today has become a measure of the progress of nations.so, nation which read controlled the reins of the world, and nation which its members fails about the act of reading lurked at the bottom of the world.
If the Arabic novel tops the list of best-selling books in the Arab world, they collide with the problem of reading among Arab individual thing that makes us wonder why the nation of “do read” do not read? What are the real reasons behind the decline in reading levels in the Arab world?
And we want through this paper stoping at the reasons for the spread of the phenomenon of aversion to reading in the Arab world, which are summarized in the religious, historical, psychological, technological, economic, social, political, educational, and cultural reasons…
مقدمة:
إذا كان الشعر ديوان العرب قديما،فإن الرواية ديوان العرب في الالفية الثالثة،فهي تشكيل للحياة تعالج موضوعات انسانية واجتماعية وسياسية ونفسية في بناء فني يتفق والحياة العادية ذاتها[1].
وقد تنوعت موضوعات الرواية العربية وتأثرت بأحداث الالفية الثالثة، فكانت تلك الاحداث طبقا داسما للمؤلفين والروائيين العرب فصدر كم هائل من الروايات في الالفية الثالثة ،غير ان هذا الكم يصطدم باشكالية القراءة والمطالعة لدى الفرد العربي.
فما اهمية القراءة؟ وما واقع حال القراءة بالوطن العربي؟ وما اسباب عزوف المواطن العربي عن القراءة والمطالعة؟
أهمية القراءة وفوائدها
القراءة غذاء للعقل،ومتعة للنفس،بها يوسع الانسان معارفه ومداركه،وينمي قدراته ومهاراته،بل إن القراءة اليوم أصبحت مقياسا لتقدم الأمم ورقيها.فما من أمة تقرأ إلا وتحكمت في زمام الأمور بالعالم، وما من أمة تخلف أفرادها عن فعل القراءة إلا وقبعت في أسفل السافلين بالعالم ،وقد جاء في مجلة البيان أنَّ القراءة هي إحدى الوسائل المهمة لاكتساب العلوم المختلفة، والاستفادة من منجزات المتقدمين والمتأخرين وخبراتهم. وهي أمر حيوي يصعب الاستغناء عنه لمن يريد التعلم، وحاجة ملحَّة لا تقل أهمية عن الحاجة إلى الطعام والشراب. ولا تقدُّم للأفراد فضلاً عن الأمم والحضارات بدون القراءة؛ فبالقراءة تحيا العقول،وتستنير الأفئدة، ويستقيم الفكر[2]،ثم إن القراءة تفتح عقل الإنسان وتمكنه من التعلم بنفسه من دون الاستعانة بأحد في كثير من الأحيان.
وللقراءة فوائد كثيرة لا نستطيع حصرها ولكن يمكن أن نلخص منها ما يلي:
1- أنها مفتاح العلم ونور العقل وغذاء الروح والنفس.
2- أنها السبيل الى معرفة الله سبحانه وتعالى وعبادته والحصول على الأجر العظيم بقراءة كتابه العزيز.
3-أنها قطار يسير بالإنسان في أنحاء المعمورة وهو لم يبرح مكانه في بيته.
4- أنها تمكن العقل البشري من الإحاطة بأحوال الامم في ماضيها وحاضرها ومستقبلها.
5- أنها تكسب الإنسان مهارات ومعارف تمكنه من التمييز بين ما ينفعه وما يضره في هذه الحياة.
وقد صدق الشاعر المتنبي حيث يقول:
أعز مكان في الدنيا سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب
واقع حال القراءة بالوطن العربي
اذا كانت الرواية العربية تتصدر قائمة الكتب الأكثر مبيعا في العالم العربي،فإنها تصطدم بمشكل القراءة لدى الفرد العربي، فقد ذكر تقرير التنمية البشرية لعام 2003م الصادر عن منظمة اليونسكو، أن80 مواطنا عربيا يقرؤون كتابا واحدا في السنة، بالمقابل يقرأ المواطن الأوربي نحو 35 كتاب في السنة،و كشف تقرير آخر لليونسكو عام 2008م أن كل فرد عربي يقرأ ربع صفحة في العام، مقارنة بالفرد الأمريكي الذي يقرأ 11 كتاب في العام، و البريطاني 7 كتب،و ذكر تقرير التنمية الثقافية لعام 2011م الصادر عن مؤسسة الفكر العربي، أن معدل القراءة في الوطن العربي لا يتعدى ست دقائق سنويا مقابل مائتي ساعة للفرد الاوربي و الامريكي.
اما بالنسبة لمعدّل القراءة في العالم العربي فتتفاوت الأرقام بين دراسة وأخرى،ففي دراسة أجرتها شركة سينوفات المتعددة الجنسيات لأبحاث السوق، عام 2008، جاء أن المصريين والمغاربة يقضون أربعين دقيقة يومياً في قراءة الصحف والمجلات مقابل 35 دقيقة في تونس و34 دقيقة في السعودية و31 دقيقة في لبنان.وفي مجال قراءة الكتب، يقرأ اللبنانيون 588 دقيقة في الشهر، وفي مصر 540 دقيقة، وفي المغرب 506 دقائق، وفي السعودية 378 دقيقة. هذه الأرقام تعكس واقعاً إيجابياً أكثر من الأرقام السابقة. ينتج هذا الاختلاف من كون الأرقام الأخيرة تشمل قراءة القرآن الكريم. أما الأرقام السابقة فلا تحسب إلا قراءة الكتب الثقافية وتتغاضى عن قراءة الصحف والمجلات، والكتب الدراسية، وملفات العمل والتقارير، وكتب التسلية.[3]
وإذا خصصنا الحديث عن واقع القراءة بالجزائر فنجد ان «المقروئية» لا تزال في هذا البلد الشقيق تشكل أزمة تخنق المهتمين والمختصين وتشغل حيزا معتبرا من دراساتهم سيما بعد التصنيف الذي رتبت فيه الجزائر كأكثر الدول العربية عزوفا عن القراءة وحددت بـ«دقيقتين» في السنة وكشف تحقيق ميداني لأساتذة جامعيين مختصين منذ حوالي ثلاث سنوات بأن نسبة المقروئية لا تتعدى 6.8 بالمئة وأن نسبة الجزائريين الذين لا يمارسون فعل القراءة كليا تقدر بنحو 56.86 % أي ما يفوق نصف المجتمع وهو ما معناه أن 20 مليون شخص على الأقل لا يقرؤون ويعكس الرقم أزمة مقروئية بعد أن تقلصت بشكل كبير بعد ظهور وسائط عديدة نافست الكتاب على غرار الأنترنت وانخفاض القدرة الشرائية وقلة النشر والتوزيع ما جعل الجزائري يكتفي بقراءة ما معدله 15 صفحة في السنة فيما يطالع قارئ أوروبي غير مهتم بالمطالعة 9 كتب في العام و23 كتابا سنويا لقارئ أوروبي مهتم[4].
ولعل هذا التدني في معدل القراءة في الوطن العربي مقارنة بالمعدلات العالمية يجعلنا نتساءل لماذا امة”إقرأ” لا تقرأ ؟ وما هي الأسباب الفعلية وراء هذا التدني في مستويات القراءة بالعالم العربي؟
أسباب انتشار ظاهرة العزوف على القراءة في الوطن العربي
– الأسباب الدينية :
القراءة أمر الهي فأول ما نزل من القران على قلب سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام قوله تعالى:” اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)” سورة العلق الايات 1-5.
وإذا عدنا إلى السيرة النبوية نجد اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم بالقراءة ومن هذه السير موقف تحرير أسرى المشركين في غزوة بدر مقابل تعليم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة وهو موقف يدل على وعي الرسول صلى الله عليه وسلم بأهمية القراءة في بناء المجتمع الاسلامي وقوته.
وما القراءة إلا احدى سبل العلم الذي حث عليه الاسلام قال الله تعالى:”يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات” سورة المجادلة الاية 11 .
ثم إن عزوف الأمة العربية في العصر الحديث على القراءة جعلها في الحضيض والدرجات السفلى من التحضر والعلم والثقافة لأنها تخلفت عن الأمر الهي ” اقرأ” و سبب هذا العزوف الشيطان الذي أقسم ان يغوي هذه الأمة ويصرفها عن طاعة أوامر الله “قال رب بما اغويتني لأزينن لهم في الارض ولأغوينهم أجمعين سورة الحجر الاية39.
ولعل غواية الشيطان في العصر الحالي عصر التسلية والترفيه والفضائيات والانترنيت كلها أبعدت أفراد الامة الاسلامية عامة والعربية خاصة عن فعل القراءة الذي لا يقوم به إلا عباد الله المخلصين.
– الأسباب التاريخية:
تاريخ الأمة العربية تاريخ مجيد حافل بالعطاء المعرفي و العلمي لأنها كانت أمة “اقرا” علماؤها موسوعيون في شتى العلوم، لقد كانت أمة قارئة عالمة فوصلت إلى ما وصلت اليه من تقدم حضاري و ثقافي وعلمي، ويمكن اعتبار سقوط بغداد سنة656ه في يد المغول والتتار وما اصابها من خراب عظيم بداية نهاية العصر الذهبي للإسلام عامة وللأمة العربية خاصة ،فقد جاء في كتاب النجوم الزاهرة لابن تغري بردي ما نصه:”واحرقت كتب العلم التي كانت بها (بغداد) من سائر العلوم والفنون التي ما كانت في الدنيا،قيل انهم بنوا بها جسرا من الطين والماء عوضا عن الآجر، وقيل غير ذلك.”[5]
ومنذ أن دمر هولاكو والتتار هذه الكمية الهائلة من الكتب في بغداد مخلفين بذلك نكبة كتاب في الوطن العربي،أصيب العرب بنكسة قراءة آثارها تستفحل جيلا بعد جيل.
– الأسباب النفسية:
يمكن اعتبار العزوف عن القراءة ظاهرة نفسية تجعل صاحبها يحس بانعدام الرغبة في القراءة وعدم الميل إليها مقابل اختيار ميولات أخرى لتجنب القراءة الورقية كالاعتماد على القراءة الالكترونية.
وإذا سلمنا بأن أزمة القراءة هي أزمة فرد، فلا محالة هناك عوائق نفسية تمنع هذا الفرد عن ممارسة فعل القراءة ومن أهم هذه العوائق عدم إدراك أهمية القراءة بأنها مفتاح العلم ونور العقل، وحتى إذا كان هناك إدراك قد يحس الفرد بالملل والسآمة أثناء القراءة إذا كانت المادة المقروءة لا تتوافق واهتماماته النفسية، أضف الى ذلك طبيعة الشخص النفسية والتي تختلف من فرد لآخر،فالبعض قد يكون انطوائيا والآخر قد يكون انبساطيا، ويشير واثق غازي في هذا الصدد إلى أن بعض علماء النفس يعتقدون ان الشخصية الانطوائية تميل الى القراءة والتطلع اكثر من الشخصية الانبساطية التي تكتفي بخوض التجارب الحياتية وتعدها وسيلة للمعرفة، ولكن بالرغم من ذلك علينا أن نعلم أن الكثير من المفكرين في العالم كانوا من أصحاب الشخصيات المنبسطة.[6]
ونحن إذا عدنا إلى الفرد العربي وجدناه كتلة من العقد النفسية التي تعود على قوم العرب بالتخلف والتدهور ولن تخرج أمة العرب من هذا التخلف حتى تدرك قول الله تعالى:”إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” سورة الرعد الاية11.
– الأسباب التكنولوجية:
قد لا نجانب الصواب إذا قلنا إن التطور التكنولوجي اليوم أنهى عصر الكتاب الورقي وحل محله عصر الكتاب الرقمي، فما من شخص يبحث عن معلومة إلا وارتاد صهوة الانترنيت الذي يوصله بسرعة البرق الى الكتب الرقمية دون عناء أو توجه الى مكتبات او خزانات مما أفقد الكتاب الورقي قيمته وأهميته .
وحول ما أحدثته وسائل التقنية الحديثة من تأثيرات على الكتاب الورقي، جاء في مقال بعنوان ” العزوف عن القراءة ظاهرة في حياة المسلمين” أن الحصول على المعلومة أو المعرفة التي نحتاج إليها لم يعد مقتصراً على الكتاب فقط، ومن هنا فإن الإنترنت وانتشار الفضائيات ودخولها إلى كل بيت له علاقة مباشرة بظاهرة العزوف عن المطالعة فانتشار الانترنت وسهولة البحث في الكم الهائل والمحدث من المعلومات المتوفرة على شبكة الانترنت جعلت الكثيرين يهجرون الكتاب لصالح ألانترنت حتى إن العديد من المؤسسات الثقافية و العلمية أصبحت تتعامل بالنشر الالكتروني فتجد أن أمهات الكتب والمراجع موجودة على المواقع المختلفة على شبكة الانترنت والإصدارات الحديثة من الكتب في مجملها لها طبعات الكترونية،[7].
فالكتاب الورقي اليوم أصبح مصدرا تقليديا في الحصول على المعلومة أو المعرفة ولا يساير طبيعة الإنسان العصري المهووس بالسرعة والبحث عن المعلومات والمعارف في وقت وجيز،مما يدفعه الى هجرة قراءة الكتاب الورقي الى قراءة الكتاب الرقمي وهذا وجه عالمي للعزوف عن القراءة كما أشار الى ذلك الاستاذ “حبيب حزر علاوي” حيث قسم ظاهرة العزوف عن القراءة الى وجهين:عالمي ومحلي والعالمي ناتج عن انتشار وسائل النشر الالكتروني(كمبيوتر/انترنيت) وبالتالي يمكن تلقي المعلومة المراد الحصول عليها بكل سهولة ويسر..هذه الظاهرة ولدت هجرة الكتاب المطبوع وليس هجرة للقراءة بصورة عامة ،لكن هذه القراءات الالكترونية هي قراءات سريعة لملخصات خاصة لمواضيع معينة او عملية عرض لكتاب سينشر لاحقا[8].
وفي نفس السياق علل د.عبد الناصر صالح سبب عزوف الشباب عن القراءة الورقية بانتشار الوسائل الالكترونية والتكنولوجيا الحديثة بشكل واسع وملحوظ مستحوذة على أفكار واهتمامات الشباب ووجود المواقع الالكترونية التي اصبحت البديل للطلبة في اللجوء اليها في عمل البحوث والتقارير المطلوبة من قبل أساتذتهم معللين ذلك بسهولة الوصول والحصول على المعلومة[9].
غير أن عبد الاله علي المالكي كان له رأي آخر وأكد على أهمية المكتبات وأن الكتاب الورقي لن يفقد عرشه أمام الكتاب الالكتروني …لافتا إلى أن ارتباط القارئ بالكتاب الورقي له مذاق خاص ولا يمكن مقارنته بالإطلاع الالكتروني[10].
ويتضح من خلال هذه الاستطلاعات لآراء أساتذة جامعيين عن أسباب عزوف الشباب العربي عن القراءة أنها كلها تصب في هجرة الشباب قراءة الكتاب الورقي لما يجدونه في الكتاب الرقمي والإطلاع الالكتروني من سهولة في الوصول الى المعلومة ويسر في إنجاز البحوث الجامعية لا يجدونه في الكتاب الورقي الذي يكلفهم معنويا وماديا.
الاسباب الاقتصادية:
أمام غلاء المعيشة وارتفاع الاسعار أصبح المواطن العربي لا يوفر حتى قوت يومه فما بالك أن يفكر في شراء كتاب أو مجلة خاصة وأن الكتب والمجلات مكلفة.
وأشار الباحث واثق غازي الى المتغير الاقتصادي في عزوف الشباب عن القراءة بقوله:”ويتمثل في المستوى المعيشي المتدني الذي يعاني منه العديد من شبابنا والذي يمنعهم من الالتفات الى القراءة فهم مشغولون بالجري خلف لقمة العيش…وتوفر الحاجات الاساسية المتمثلة في الطعام والملابس والسكن والعناية الصحية…تعد عوامل مهمة في توجه الشباب للقراءة، خصوصا وأن البعض مازال يعتبر الثقافة ترفا ذهنيا وليس ضرورة حياتية”[11].
وفي ذات السياق يرجع خالد العنزي الأسباب الى انشغال العديد من الشباب بالأمور المعيشية حيث يمضي الشاب يومه في شغله أو مهنته أو مدرسته والنصف الآخر في ارتباطاته الاجتماعية ، فالوقت العامل الأساس في عزوف الشباب عن المكتبات إضافة الى الالتزامات العائلية لبعض الشباب تغنيهم عن التردد على المكتبات[12].
وفعلا المواطن العربي عموما والمثقف بوجه خاص لم يعد يفكر في القراءة والمطالعة بسبب الانغماس في متطلبات الحياة المادية التي لم تترك له الوقت والمال لشراء الكتب واقتنائها مما ادى الى انتشار الأمية الثقافية في صفوف المثقفين العرب.
الاسباب الاجتماعية:
المجتمع العربي مجتمع تحكمه عادات وتقاليد سيئة ومن هذه العادات النظرة الى من اتخذ الكتاب خير جليس و أوفى صديق نظرة استغراب وتعجب والحكم عليه بالتكبر والانطوائية هذا إذا لم يرم بالمس أو الجنون.
فالأسرة العربية اليوم ترزح تحت نير المستعبد الحقيقي! انها العادات والتقاليد التي تكبّل الانسان من أن ينهض! فكم من الشباب يصرّح عن معاناته وصراعه مع قيم أقرانه البالية والمثبطة للهمم أحيانا لا لشيء سوى لأنه اتخذ الكتاب صديقا حميما فينعتونه بالمعقّد والمستكبر والانطوائي…. والى غير ذلك من المسميات.[13]
وتفشي هذه النظرة الاحباطية أو بالأحرى الاحتقارية الى القارئ في المجتمع العربي جعل فعل القراءة يقل لدى أفراده إن لم نقل أصبح غائبا عن هذه الأمة، وذكر محمد موسى الشريف أن المجتمع الذي يحترم مثقفيه ويعتز بهم ويمنحهم المكانة التي يستحقونها لا بد أن يكون مجتمعا قادراً على إبداع مثقفين جدد، أما المجتمع الذي يحتقرهم و يسخر منهم فإنه يقتلهم و يلغي روح الإبداع لديهم، و لا ينتظر من هذا المجتمع أن ينتج مثقفين أو حتى مجرد قارئين .[14]
ومادامت المجتمعات العربية تقبع تحت هذه العادات المجتمعية المتخلفة، فإنها لن تتقدم ولن تنطلق وستبقى دائما في الحضيض، لأن مسالة العزوف عن القراءة هي مسألة عقلية جماعة قبل أن تكون عقلية فرد.
الأسباب السياسية:
الحكومات في المجتمعات العربية ليس من صالحها أن يكون الشعب متحضرا وواعيا،واذا كانت القراءة هي سبيل تحضر الشعوب ووعيها ،فان الحكومات العربية تسعى الى الإحهاز على هذا الفعل التنويري وإقباره، لأن القراءة والمطالعة تشكل خطرا على مكتسباتها السياسية لدى فهي تسعى دائما الى استحمار الشعب واستبلاده حتى يتسنى لها تمرير مخططاتها السياسية التي غالبا ما يكون هدفها استنزاف أموال الشعب دون ان يكون هناك حسيب أو رقيب.
يقول السيد محسن وادي جاسم (ضابط عراقي متقاعد):”ومجيءالنظام البعثي وهيمنته على كافة مفاصل الحياة كان أحلك الفترات التي مرت على العراق الحديث،فقد شهدت تلك الفترة إهانة حقيقية مشتركة للكتاب والقارئ، فقد صار الكتاب مرميا على قارعة الطريق كوسيلة عرض فيما رص المثقفون كتبهم على رفوف لتعتليها الأتربة التي مازالت تنتظر من ينفض عنها ذلك التراب.[15]
وهكذا فإذا رأيت مجتمعا تقل فيه الخزانات والمكتبات ودور النشر وترتفع فيه أسعار الكتب والمجلات،فاعلم أن نخبته السياسية وراء ذلك لغاية في نفس يعقوب.
-الأسباب التربوية:
تشكل الأسرة المهاد الاولي لتربية الطفل وتشكيل شخصيته وسلوكاته وأفكاره ثم تأتي بعد ذلك المدرسة ،غير أن كثيرا من الآباء لا يقيمون وزنا لهذه المرحلة من حياة الطفل ويتركونه يربي نفسه بنفسه ولا يتدخلون لتقويم سلوكاته الطائشة وأفكاره الخاطئة تاركين أمر ذلك للزمان ورافعين شعار “كم حاجة قضيناها بتركها” وأول سلوك لا تنتبه إليه الأسرة العربية في هذا السن هو تعويد الطفل على القراءة وتحبيب الكتاب إلى نفسه ،يقول الاستاذ كريم عبود جابر:”أعتقد أن تحبيب الانسان بالقراءة يبدأ من الأسرة، فالأسرة التي تحترم الكتاب قادرة على دفع أبنائها نحو المطالعة الدائمة،أما العكس فإن نتائجه هي أن أبناءنا سوف يشبون وهم لا يعرفون قيمة الكتاب وفوائد القراءة.[16]
فكثير من الأبناء يتربى على العزوف عن القراءة لأن الآباء انفسَهم عازفين عنها ولا يولون الكتاب أي اهتمام داخل البيت ولا يوفرون لأبنائهم مكتبة منزلية ينهلون منها المعارف ويتعودون بها على المطالعة والقراءة.
وفي هذا الصدد يشير الباحث جبريل حسن العريشي إلى أن من أهم اسباب هجران القراءة غياب القدوة داخل المنزل،فكثير من الآباء والأمهات في مجتمعنا لا يعطون الكتاب الاهتمام الكافي ،ولم يسبق لكثير من الأبناء أن شاهد أحد والديه ممسكا بكتاب.[17]
ومن جهته يوضح حسن علي عبد الكريم أهمية التنشئة الثقافية التي يتلقاها الشاب منذ صغره في البيئة الاسرية وتقع المسؤولية على عاتق الأسرة التي إما أن تكون مشجعة للمطالعة أو مثبطة لها ،ويلعب أولياء الأمور دورا لافتا في إبراز اهتماماتهم بالقراءة والمكتبات لاقتداء الأبناء بركب الآباء.[18]
فالأسرة باعتبارها نواة المجتمع قادرة على أن تجعل الأبناء إما أبناء عارفين بأهمية القراءة لوعي الآباء بتربية أبنائهم على المطالعة و القراءة ،وإما أبناء عازفين عن القراءة اقتداء بعزوف الآباء.
الأسباب التعليمية:
باتت المناهج التعليمية في البلدان العربية اليوم تنتج طلابا غير قارئين وعازفين عن المطالعة والقراءة ، وهذا راجع بالأساس إلى طرق تدريس مادة القراءة التي تتصف بالعقم والنمطية وعدم التدرج مما يؤدي إلى نفور الطلاب من مادة القراءة التي أصبحت تشعرهم بالإحباط والعجز، ثم الملل والسآمة؛ لأنهم لم ينموا نمواً طبعياً يتدرجون فيه في درجات العلم بتدرج فهومهم وبصائرهم.[19]
ويرى محمد بكري أحد طلاب الجامعة أن سبب ابتعاده عن القراءة هو الضغط الهائل المتمثل في ضخامة المنهج الجامعي الذي يعتمد على مبدأ حشو الاذهان فلا يتسنى له -كما يقول- الوقت الكافي ليطالع ويقرأ في كتاب آخر غير كتابه الجامعي وأضاف ان النجاح يتوقف على حفظ المقررات الدراسية الجامعية لا على ثقافته العامة.[20] وهذا يؤكد على ضعف مناهج التعليم التربوية في الوطن العربي، و إعتمادها على عمليتي التلقين و الحفظ في الأغلب، بالإضافة إلى ضخامة المناهج التي تجعل الطالب يشعر بالملل إلى حد كراهية الكتاب و القراءة.
وعلى الرغم من أهمية الحفظ وضرورته؛ فإنه لا ينبغي الاكتفاء به، بل يجب تسخيره لخدمة الفهم والتفكير والمشكلة الكبرى هنا هي أنه في أثناء القراءة لا يحرص الطالب على بناء فكره، وإحياء قدراته العقلية ولا يستحثها للنظر والتأمل، وإنما يقع أسيراً ينتظر التلقين من المؤلف، ويقف دائماً موقف المتلقي، ومثل هذا وإن حصّل كمّاً من المعلومات فإنه ليس قارئاً جيداً؛ لأنه لا يملك البصيرة ولا القدرة على التمييز والموازنة بين اجتهادات العلماء والمفكرين.[21]
لهذا فعلى المناهج التعليمية بالعالم العربي ان تكون مناهج تعلم لا تعليم و أول شيء ينبغي تعلمه هو تعلم القراءة والمطالعة وحفز الناشئة عليهما والابتعاد عن شحذ العقول بالحفظ والتلقين دون فهم او تفكير والتركيز بالأساس على تعلم القراءة والقراءة الواعية العالمة لأنها هي السبيل الى التقدم والانعتاق من أسر التخلف الحضاري والفكري والثقافي.
الأسباب الثقافية:
القراءة هي الطريق الأمثل إلى الثقافة ولا ثقافة بدون قراءة، وإذا كان الوطن العربي يعاني من عزوف أفراده عن القراءة، فهو لامحالة مجتمع أمي غير مثقف،بل حتى المثقفين من أفراده مثقفون أميون.
ولا غرو أن سبب هذه الأمية الثقافية بالوطن العربي ما تشهده الساحة الثقافية من تهميش المثقف وعدم اهتمام الوزارة الوصية على الثقافة بالمثقفين ومشاكلهم فمعارض الكتاب قليلة والخزانات متمركزة في المدن الكبرى ومعدود على رأس الأصابع والمكتبات البلدية تعاني من شح الكتاب ولا تروي عطش القراء،وبالمقابل نجد معارض أخرى لاتمت للثقافة بصلة،و مهرجانات الموسيقى والسينما والضحك إن تعدوها لا تحصوها.
ومن جهة أخرى يكرس المثقف ذاته عزوفا عن القراءة لدى الآخرين إذا كان خطابه متعاليا على القارئ العادي ولا يفهمه إلا خاصة الخاصة ،و يرى محمد عابد الجابري في هذا السياق ان التخلف ليس هو غياب العلم فقط،ولكنه العلم حين ينفصل عن الثقافة، هناك أزمة متصلة بالمتغير الثقافي وهي أزمة خطاب النخبة أزمة المثقف حين يرتفع بخطابه عن القارئ العادي مستنكفا عن تبسيط خطابه في طرح مشاريعه. ولعل هذه القضية باتت إحدى المعضلات الثقافية فمن يصعد للآخر؟ ومن يهبط للآخر؟ هل على المثقف ان ينزل بخطابه إلى القارئ العادي وبالتالي يخشى على نفسه ان يكون طرحه شارعيّآ! ام ان على القارئ العادي ان يصعد بنفسه ويرتقي بمعرفته ليصل الى خطاب النخبة؟ والواقع اننا يجب ان نطرح صيغا ثقافية حضارية ليلتقي كل من المثقف والجمهور عند منتصف الطريق. فالمثقف الحقيقي هو الذي يستطيع ان ينتزع نفسه من برجه العاجي ليصل إلى قارئه العادي.[22]
ويمكن القول إن أزمة القراءة بالوطن العربي هي ازمة ثقافة ومثقفين وعندما نقول ازمة ثقافة ومثقفين فهذا يعني ازمة الواقع العربي الذي يسير نحو فقدان هويته الثقافية أمام تسونامي الثقافة الغربية.
خاتمة:
وعليه فقد انتهى مقال ” أمة اقرا لماذا لا تقرأ ” إلى تحديد أسباب عزوف المواطن العربي عن القراءة على سبيل الذكر لا الحصر في الأسباب الآتية:
-البعد عن الدين الذي يحث على القراءة والعلم.
-نكبة الكتاب العربي مع جيوش هولاكو وما خلفته من نكسة في نفوس العرب.
– نفسية الفرد العربي الذي لم يعد يرغب في القراءة ولا يميل اليها.
– منافسة الوسائل التكنولوجية الحديثة للكتاب الورقي.
– غلاء المعيشة وارتفاع اسعار الكتب.
– عادات وتقاليد المجتمع التي تحتقر القراءة والمطالعة.
– خوف الحكومات على مكتسباتها السياسية التي لاينفع معها ان يكون المواطن واعيا بالقراءة.
-عدم وعي الاسرة بأهمية تعويد الاطفال على على القراءة منذ الصغر.
-قصور المناهج التعليمية في الحث على القراءة واعتمادها على الحفظ والتلقين.
– انتشار الامية الثقافية في صفوق المثقفين العرب.
وعلى سبيل الختم يمكن القول تعددت الأسباب وأزمة القراءة في الوطن العربي أزمة واحدة إنها أزمة حضارة فالعزوف عن القراءة هو موت الحضارة العربية وبعث هذه الحضارة من جديد لن يكون إلا بالإقبال على القراءة ورفع شعار” اقرا أيها المواطن العربي” فلنتحد جميعا من أجل إحياء حضارتنا بالقراءة.
مراجع البحث:
1-اتجاهات الرواية العربية المعاصرة،السعيد الورقي ،دار المعرفة الجامعية ،1998.
2- مجلة البيان ،تصدر عن المنتدى الإسلامي،عدد148.
3-مقال بعنوان” كم يقرأ العرب، و ماذا يقرؤون؟”بصحيفة رصيف 22 الإلكترونية www.raseef22.comتاريخ النشر 23 ابريل 2015م.
4-النجوم الزاهرة ، ابن تغري بردي.
5-مقال بعنوان :”عزوف الشباب عن القراءة:اسبابه-نتائجه-طرائق علاجه،واثق غازي كلية العلوم/جامعة البصرة.
6-مقال بعنوان “العزوف عن القراءة ظاهرة في حياة المسلمين” مجموعة مراقع مدادwww.midad.com تاريخ النشر27شوال1428 الموافق ل8 نونبر 2007.
7-مقال بعنوان “الواقع الحالي للكتاب” عدنان الفضلي، جريدة المدى الثقافي العدد622 الاربعاء 15 آذار2006م.
8-سر عزوف الشباب عن القراءة،الراية الشبابية-الدوحة،تاريخ النشر الخميس14صفر1434ه-27ديسمبر2012م.
9-مقال بعنوان: “العزوف عن المطالعة مشاكل وحلول” اعداد المعلمة امل صالح،مدرسة اناث نابلس الابتدائية لوكالة الغوث ورقة ألقيت في صالون الدكتورة أفنان دروزه الثقافي في ندوته السنوية بعنوان “أدب الأطفال: الواقع والمأمول” والتي أقيمت في حديقة مكتبة بلدية نابلس بتاريخ 26/5/2012م .
10-محمد موسى الشريف، الطرق الجامعة للقراءة النافعة، ط6، دار الأندلس الخضراء، السعودية، 2004م.
11-مقال بعنوان “هجران القراءة” لجبريل حسن العريشي.
12- مقال بعنوان:”الجزائري يقرأ دقيقتين فقط في السنة ونصف المجتمع لايقرأ ابدا”تحقيق سلى لميس مسعي تاريخ النشر 01/02/2014م.
[1] -اتجاهات الرواية العربية المعاصرة،السعيد الورقي ،دار المعرفة الجامعية ،1998،ص5 بتصرف
[2] – مجلة البيان ،تصدر عن المنتدى الإسلامي،عدد148،ص74.
[3] – مقال بعنوان” كم يقرأ العرب، و ماذا يقرؤون؟”بصحيفة رصيف 22 الإلكترونية www.raseef22.comتاريخ النشر 23 ابريل 2015م.
[4] -مقال بعنوان:”الجزائري يقرأ دقيقتين فقط في السنة ونصف المجتمع لايقرأ ابدا”تحقيق سلى لميس مسعي تاريخ النشر 01/02/2014م،تاريخ الاطلاع على الموقع الالكتروني” آخر ساعة”25/07/2016على الساعة20:25.
[5] -النجوم الزاهرة ، ابن تغري بردي،84/7
[6] – مقال بعنوان :”عزوف الشباب عن القراءة:اسبابه-نتائجه-طرائق علاجه،واثق غازي كلية العلوم/جامعة البصرة،ص3.
[7] -مقال بعنوان “العزوف عن القراءة ظاهرة في حياة المسلمين” مجموعة مراقع مدادwww.midad.com تاريخ النشر27شوال1428 الموافق ل8 نونبر 2007.
[8] – مقال بعنوان “الواقع الحالي للكتاب” عدنان الفضلي، جريدة المدى الثقافي العدد622 الاربعاء 15 آذار2006 والمقال عبارة عن استطلاع آراء مواطنين شخصوا اسباب انحسار الاقبال على القراءة من بينهم الاستاذ حبيب حزر علاوي وهو استاذ جامعي بالعراق حدد الوجه المحلي في العزوف عن القراءة الى الوضع السياسي ببلده منذ مجيء صدام الى السلطة وحتى يومنا الحالي،فكانت التكالبات التي اثرت على المثقف والقارئ تجعلهم يبتعدون عن القراءة من حيث يدرون ولا يدرون.
[9] -سر عزوف الشباب عن القراءة،الراية الشبابية-الدوحة،تاريخ النشر الخميس14صفر1434ه-27ديسمبر2012،ص5.
[10] -نفسه،ص4.
[11] -مقال بعنوان :”عزوف الشباب عن القراءة:اسبابه-نتائجه-طرائق علاجه،واثق غازي كلية العلوم/جامعة البصرة،ص3.
[12] – سر عزوف الشباب عن القراءة،الراية الشبابية-الدوحة،تاريخ النشر الخميس14صفر1434ه-27ديسمبر2012،ص5.
[13] – مقال بعنوان: “العزوف عن المطالعة مشاكل وحلول” اعداد المعلمة امل صالح،مدرسة اناث نابلس الابتدائية لوكالة الغوث ورقة ألقيت في صالون الدكتورة أفنان دروزه الثقافي في ندوته السنوية بعنوان “أدب الأطفال: الواقع والمأمول” والتي أقيمت في حديقة مكتبة بلدية نابلس بتاريخ 26/5/2012م
[14] – محمد موسى الشريف، الطرق الجامعة للقراءة النافعة، ط6، دار الأندلس الخضراء، السعودية، 2004م،ص46.
[15] – مقال بعنوان “الواقع الحالي للكتاب” عدنان الفضلي، جريدة المدى الثقافي العدد622 الاربعاء 15 آذار2006م.
[16] – مقال بعنوان “الواقع الحالي للكتاب” عدنان الفضلي، جريدة المدى الثقافي العدد622 الاربعاء 15 آذار2006م.
[17] – مقال بعنوان “هجران القراءة” لجبريل حسن العريشي،ص3.
[18] – سر عزوف الشباب عن القراءة،الراية الشبابية-الدوحة،تاريخ النشر الخميس14صفر1434ه-27ديسمبر2012،ص5.
[19] – مجلة البيان ،تصدر عن المنتدى الإسلامي،جزء149،ص92.
[20] – سر عزوف الشباب عن القراءة،الراية الشبابية-الدوحة،تاريخ النشر الخميس14صفر1434ه-27ديسمبر2012،ص5.
[21] – مجلة البيان ،تصدر عن المنتدى الإسلامي،جزء149،ص92.
[22] – مقال بعنوان: “العزوف عن المطالعة مشاكل وحلول” اعداد المعلمة امل صالح،مدرسة اناث نابلس الابتدائية لوكالة الغوث ورقة ألقيت في صالون الدكتورة أفنان دروزه الثقافي في ندوته السنوية بعنوان “أدب الأطفال: الواقع والمأمول” والتي أقيمت في حديقة مكتبة بلدية نابلس بتاريخ 26/5/2012م