
لتحميل كل العدد أو للاطلاع على الأشكال والصور يرجى الضغط على غلاف المجلة:

البحث عبارة عن دراسة ميدانية توضّح أثر العجز السمعي، وفقدان حاسة السمع في اكتساب المهارات اللغوية لدى التلميذ المعاق سمعيا وضعيف السمع، فكانت دراستنا مركزة على اكتساب القواعد النحوية وتراكيب اللغة العربية.
الكلمات المفتاحية:الاضطرابات اللغوية- المستوى التركيبي-الإعاقة السمعية.
1- إشكالية الدراسة:
يعاني التلميذ المعاق سمعيا من مشكلة السمع التي تعد المنفذ الرئيسي للمعلومات، فالإدراك السمعي جانب مهم في العملية التعليمية، وبما أن الأطفال المعاقين سمعيا يدركون معلوماتهم عن طريق حاسة البصر فقط دون القدرة على استخدام النظام السمعي، فإن احتفاظهم بالمعلومات يكون لفترة قصيرة. واستناداً إلى ما تم التوصل إليه في دراسات سابقة، فإن معالجتهم للمعلومات تكون سطحية، ويؤثر هذا بالطبع على مستوى التحصيل لديهم.
ومما تقدم يمكن صياغة مشكلة الدراسة في التساؤلات الآتية:
- ما هي مختلف الصعوبات التي يعاني منها التلميذ المعاق سمعيا على المستوى التركيبي؟
- هل يؤثر فقدان حاسة السمع على الاكتساب اللغوي لدى التلميذ المعاق سمعيا؟
- هل يتمكن التلميذ المعاق سمعيا من ترتيب الجملة العربية ترتيبا صحيحاً ؟
2-مصطلحات الدراسة:
-المستوى التركيبي:
يهتم المستوى التركيبي بالتركيب الذي تتألف من خلاله الجملة. ذلك أن التركيب يعرّف على أنه “عنصر اللغة الذي يحدد قواعد تجميع الكلمات في جمل”[1].
كما يختص التركيب “بدراسة العلاقات داخل نظام الجملة، وحركة العناصر وانسجامها في سياق ظريف وتلاؤمها في نظام تام مفيد، تتلاقى فيه المعاني وتتناسق الدلالات على أساس العلاقات التي تؤلف وحدة متكاملة لها إفادتها اللغوية والنحوية”[2].
-الإعاقة السمعية:
الإعاقة السمعية هي تلك الإعاقة التي تمسّ حاسة السمع بحيث تصبح معطلة لا تؤدي وظيفتها كما يجب، لذلك فهي ” نوع من الفقدان السمعي التي تصنف ضمن بسيط، متوسط، شديد أو شديد جدا”[3].
3- عينة الدراسة :
تتحدد العينة في التلاميذ المعاقين سمعيا من مدرسة صغار الصم ببكارية ولاية تبسة،والجدول الآتي يمثل عدد أفراد العينة المختارة في كل مرحلة تعليمية:
المراحل التعليمية | العدد | الجنس | |
ذكور | إناث | ||
الثالثة ابتدائي | 10 ما بين(10و16 سنة) | 10 | 0 |
الرابعة ابتدائي | 9 ما بين(12و16 سنة) | 5 | 4 |
الخامسة ابتدائي | 12ما بين(12و18 سنة) | 7 | 5 |
الرابعة متوسط | 14 ما بين(16و19 سنة) | 8 | 6 |
المجموع | 45 | 30 | 15 |
4- منهج الدراسة:
إن طبيعة الدراسة الميدانية استلزمت منا إتباع المنهج الوصفي التحليلي وكذا الإحصائي، إذ ساعدنا هذان المنهجان على رصد الحالات ووصف الظاهرة المراد دراستها، وجمع أوصاف ومعلومات دقيقة عنها كما هي في الواقع، كما قمنا بجمع البيانات كالمقابلة والاستمارة والملاحظة، واختبار عينات مماثلة لمجتمع البحث، وإحصاء النتائج التي تم التوصل إليها ثم تحليلها ومناقشتها.
5- نتائج الدراسة (المناقشة والتحليل):
الجداول الآتية توضح نتائج الاختبارات التي تم تطبيقها على العينة، حيث قمنا بحساب النسب المئوية للإجابات الصحيحة وكذا الإجابات الخاطئة للعينة المدروسة ويمكن توضيح ذلك من خلال المثال الآتي:
الإجابات الصحيحة: 41 (تكرار).
المجموع: 50.
النسبة المئوية
ووفق هذه الطريقة تم الحصول على نتائج الدراسة التي أتبعناها بالمناقشة والتحليل.
أولا: تفسير نتائج المستوى الثالث ابتدائي:
-إدراك أو تمييز العينة بين الاسم ،الفعل والحرف من عدمه:
الإجابات الصحيحة كانت بنسبة 52% أما الإجابات الخاطئة فقدرت بـ 48%، أي هناك تفاوت في مدى إدراك وتمييز التلميذ المعاق سمعيا لأنواع الكلمة ( الاسم، الفعل والحرف)، الاسم نحو: مسكن، كرسي، والفعل نحو: دخل- أكل، والحرف نحو: في- إلى- أو…الخ.
-إدراك العينة لترتيب الجمل من عدمه:
الإجابات الصحيحة تمثل نسبة 54% لأفراد العينة حول ترتيب الجمل، وأن 36% تمثل نسبة الإجابات الخاطئة، أما 10% فتمثل امتناع أفراد العينة عن الإجابة لا بالصحيح ولا بالخطأ. ونستطيع تفسير هذه النتائج بقولنا أن الترتيب الصحيح للجمل، يتوقف على معرفة ما إذا كانت هذه الكلمات مألوفة لدى التلميذ المعاق سمعيا أم لا، أي هي من البيئة التي يعرفها هذا التلميذ، كما يتوقف الترتيب السليم للجملة على نوع هذه الكلمات لأنّ التلميذ المعاق سمعيا لا يدرك إلا الكلمات المحسوسة ، هذا بالإضافة إلى تفريقه أو تمييزه بين أنواع الكلمات المكونة للجملة.
فمن خلال هذا الاختبار، قامت العينة بتصنيف الأسماء، الأفعال والحروف في جدول. وبعدها طلبنا منها ترتيب الكلمات الآتية للحصول على جملة.
- الضباب- الجبال- غطى.
- الخريف- في- نحن- فصل.
- قرأت- النص- سندس.
- التلميذة- زهرة- رسمت- جميلة.
- القصة- المعلم- قرأ.
فلاحظنا اختلافا في ترتيب هذه الجمل من قبل أفراد العينة ، إذ يميز بناء الجملة لدى التلميذ المعاق سمعيا، ذلك الترتيب العشوائي الذي تخلو فيه الجملة من أدوات الربط أو حروف الجر وكأنها لا تؤدي وظيفة في نظره. وقد يقدم الفاعل على الفعل أو المفعول به، مع أنّ « الأسماء والأفعال والصفات وحروف الجر…الخ، تلعب دوراً حاسماً في صياغة الأحكام والقواعد النّحوية في اللغات عموماً»[4].
فمعظم الجمل في العربية تتخذ أدوات خاصة تلخص العلاقة بين أجزائها، فرتبة أدوات الجمل جميعاً هي الصدارة نحو أدوات الاستفهام والنفي والنهي، الدعاء والنداء، كما أن رتبة حرف الجر هي التقدم على المجرور، ورتبة حرف العطف هي التقدم على المعطوف، وهكذا الحال بالنسبة لحروف المعاني الأخرى، فكل أداة في العربية تحتفظ برتبة خاصة، ومن هنا تعدّ الرتبة قرينة لفظية تعين على تحديد المعنى المقصود بالأداة[5].
-إدراك العينة للجملة الفعلية البسيطة من عدمها:
قدرت الإجابات الصحيحة بنسبة 44%، أما الإجابات الخاطئة فقدرت بـ 56%، ومن خلال هذه النتائج يتبين لنا أن هذه العينة لا تدرك الجملة الفعلية البسيطة بنسبة كبيرة، وقد يرجع ذلك ربما إلى عدم تمكنها من التمييز بين الاسم والفعل والحرف أو عدم معرفتها بمعاني الكلمات التي تتكون منها الجمل الفعلية، إذ طلبنا من أفراد العينة تعيين الجملة الفعلية في الاختبار الآتي:
- أشعلت البنت عود الثقاب.
- الغرفة مزينة بصور جميلة.
- الشوارع مظلمة.
- سقطت الثلوج.
- شعرت البنت بالتعب.
- انتهى الحلم الجميل.
فكانت إجاباتهم متفاوتة بين الصحيحة والخاطئة.
-إدراك العينة للجملة الاسمية البسيطة من عدمها:
نسبة الإجابات الصحيحة هي 90% أما الإجابات الخاطئة فقدرت بـ 10%، وهذا يعني أن إدراك العينة للجملة الاسمية البسيطة كان بنسبة كبيرة بالمقارنة مع إدراكها للجملة الفعلية البسيطة. ويرجع ذلك ربما لأن الجملة الاسمية تتكون من كلمتين (مبتدأ وخبر) فقط ،عكس الجملة الفعلية التي تتنوع فيها الكلمات من اسم وفعل وحرف، مما جعل الخلط واقع في التمييز بين الجملة الفعلية والجملة الاسمية.
إذ تضمن الاختبار التمييز بين الجمل الاسمية والجمل الفعلية بوضع خط تحت الجملة الفعلية وخطين تحت الجملة الاسمية.
ثانيا: تفسير نتائج مستوى الرابعة ابتدائي:
-إدراك العينة للاسم ،الفعل والحرف من عدمه:
نسبة 92.5% تمثل الإجابات الصحيحة ونسبة 07.5% تمثل الإجابات الخاطئة، وانطلاقا من هذه النتائج يتبين لنا أن أفراد العينة يميزون بين أنواع الكلمة: الاسم، الفعل والحرف، فقد تم التطرق إليها في السنة الماضية (في المستوى الثالث ابتدائي)، والملاحظ حول الكلمات التي تضمنها الاختبار أنها كلمات مألوفة في الحقيقة لدى التلميذ المعاق سمعيا ،لأن الكلمات غير المألوفة يصعب عليه التعرف على معانيها والتمييز بينها.
– إدراك العينة لترتيب الجملة من عدمه:
حسب النتائج المتحصل عليها فإن نسبة الإجابات الخاطئة قدرت بـ 82.5% وهي أكبر بكثير من نسبة الإجابات الصحيحة التي قدرت بـ 17.5%، واعتماداً على هذه النتائج يمكن القول بأن أغلبية أفراد العينة لم يتمكنوا من الترتيب الصحيح للجمل التي تضمنها الاختبار، وهذا راجع بطبيعة الحال وكما سبق الذكر إلى أن الترتيب السليم لعناصر الجملة يتوقف على مدى إدراك التلميذ المعاق سمعيا لمعاني الكلمات التي تتكون منها الجملة وإلى القاعدة النحوية الخاصة بالجملة الفعلية والجملة الاسمية، التي تمكنه من معرفة أن الجملة الفعلية تبدأ بفعل يتبعه فاعل ثم مفعول به وأن الجملة الاسمية تتكون من ركنين أساسيين هما: المبتدأ والخبر. هذا إلى جانب معرفته بأدوات التماسك النّحوي وأبرزها الربط بأحرف العطف من واو وغيرها باختلاف المعاني والدلالات[6].
ومن هنا تتبين لنا أهمية أدوات الربط، فالأدوات بصفة عامة « لا تدل على معانٍ معجمية، ولكنّها تدل على معنى وظيفي عام هو التعليق ثم تختص كل طائفة منها تحت هذا العنوان بوظيفة خاصة»[7].
فقد جاءت الإجابات متفاوتة بين الصحيحة والخاطئة ومن الإجابات الخاطئة نجد تقديم الفاعل على الفعل نحو: (سندس قرأت النص) أو تقديم المفعول به على الفعل والفاعل نحو (الجبال الضباب غطى) و(قصة قرأ المعلم)…الخ.
فالأطفال الذين تكون إصاباتهم في السمع متوسطة يخطئون في وضع الكلمات في جمل، كما يستخدم المعاقون سمعيا الأفعال في أزمنة غير صحيحة، وقد يحذفون حرف الجر والعطف، وقد يستخدمون أبسط الكلمات في الوصف، أما الأطفال الصم فإن صعوباتهم تزداد تعقيداً، حيث يعانون من جميع المشكلات السابقة، بالإضافة إلى ذلك فإنهم يعانون من صعوبة في تعلم معاني الكلمات[8].
-إدراك العينة للجملة الفعلية البسيطة من عدمه:
توضح النتائج أن هناك تفاوتا ضعيفا بين نسبة الإجابات الصحيحة التي قدرت بـ 45% ونسبة الإجابات الخاطئة التي قدرت بـ 55% مع أن النسبة الكبيرة كانت للإجابات الخاطئة، وقد يرجع ذلك في الأساس إلى عدم التمييز والتفريق بين الاسم والفعل، لأنهما من مقومات وأسس بناء الجملة الفعلية ذلك أن الفعل هو الذي يتصدر الجملة الفعلية ،ويليه الفاعل وبعد ذلك يأتي المفعول به وهكذا، ولا يقع التقديم أو التأخير إلا لأغراض بلاغية مقصودة.
وقد يرجع ذلك إلى النسيان الذي يميز التلميذ المعاق سمعيا، لأن هذه الأمور قد تطرق إليها في السنة الماضية، وقبل أن يتعرف على معنى الجملة الفعلية، قد تعرف على عناصرها في الدرس الخاص بأنواع الكلمة: الاسم، الفعل والحرف.
– إدراك العينة للجملة الاسمية من عدمه:
توضح النتائج أن أغلب أفراد العينة لا يفرقون بين الجملة الفعلية والجملة الاسمية، وذلك واضح من خلال النتائج التي تظهر أن نسبة الإجابات الخاطئة قدرت بـ 57.5% في حين أن نسبة الإجابات الصحيحة قدرت بـ 42.5%.
جاءت هذه النتائج بعد الاختبار الذي من خلاله طلب من أفراد العينة وضع خط تحت الجملة الفعلية وخطين تحت الجملة الاسمية، و يمكن تفسير هذه النتائج بأن التلميذ المعاق سمعيا -كما ذكرنا سابقا- يحتاج إلى التذكير في كل مرة بما هو المقصود بالفعل والاسم والحرف، ومعرفة معاني الكلمات التي يتعامل معها،ويتطلب ذلك في كل مرة رسم أو إحضار صورة تمثل الكلمة أو استخدام لغة الإشارة لتوضيح ذلك.
ثالثا: تفسير نتائج مستوى الخامسة ابتدائي:
– إدراك العينة وتمييزها بين الاسم، الفعل والحرف من عدمه:
إن النتائج تبين أن نسبة 88% تمثل الإجابات الصحيحة وهي نتيجة تدل على أن نسبة كبيرة من أفراد العينة تدرك الفرق بين أنواع الكلمة: الاسم، الفعل والحرف، وتبقى نسبة 12% فهي تمثل الإجابات الخاطئة، وترجع هذه النتائج إما إلى ظاهرة النسيان التي تميز التلميذ المعاق سمعيا أو إلى درجة سمعه أو إلى عامل السن الذي قلنا بأنه يلعب دورا كبيرا في الاكتساب اللغوي الجيد لدى التلميذ المعاق سمعيا.
– إدراك العينة لسلامة ترتيب الجملة من عدمها:
يتضح لنا أن نسبة الإجابات الصحيحة هي 44%، أما الإجابات الخاطئة فقدرت بـ 56%، وإذا أردنا تفسير هذه النتائج نقول بأن ذلك يرجع بالدرجة الأولى إلى عدم التمييز بين معاني الكلمات التي تتكون منها الجمل، فهي إما كلمات مجردة أو محسوسة، هذا إلى جانب الأسماء والأفعال التي تتكون منها هذه الجمل فقد تكون مألوفة ومتداولة، وقد لا تكون كذلك فمثلا كان ترتيب إحدى الجمل كالآتي:
- عن الصديق صديقه بحث. (بنسبة كبيرة).
- بحث الصديق عن صديقه. (بنسبة قليلة جدا).
- الصديق صديقه بحث عن. (بنسبة كبيرة).
- الصديق عن صديقه بحث. (بنسبة كبيرة).
– إدراك العينة الفرق بين الجملة الفعلية والجملة الاسمية البسيطة من عدمه:
من خلال النتائج يتضح لنا أن نسبة الإجابات الصحيحة هي 96%، أما نسبة الإجابات الخاطئة فهي 4%، وهذا يعني أن أغلبية أفراد العينة يدركون الفرق بين الجملة الاسمية والجملة الفعلية، و قد جاءت هذه النتائج بناء ربما على النتائج التي حققتها هذه العينة في الاختبارات الخاصة بالفرق بين الفعل والفاعل وكذا التمييز بين أزمنة الفعل إلى جانب الاختبار الخاص بالتمييز بين أنواع الكلمة: الاسم، الفعل والحرف.
فبالنسبة لهذه العينة التي تدرس في السنة الخامسة ابتدائي، وانطلاقا من المعلومات التي قدمها لنا معلموها،لا يمكنها اكتساب إلا القواعد النحوية المذكورة في الجدول التالي:
القواعد النحوية | يكتسبها المعاق سمعيا | لا يكتسبها المعاق سمعيا |
الجملة الاسمية | × | |
الخبر شبه جملة | × | |
الجملة التعجبية | × | |
الجملة الاستفهامية | × | |
خبر كان مفرد | × | |
خبر كان جملة | × | |
خبر شبه جملة | × | |
خبر إن مفرداً وجملة | × | |
خبر إن شبه جملة | × | |
الصفة | × | |
النداء | × | |
الحال | × | |
الحال جملة وشبه جملة | × | |
التمييز | × | |
أسماء الإشارة | بعضها: هذا- هذه | |
الأسماء الموصولة | × | |
الاستثناء | × | |
المفعول فيه | × | |
المفعول لأجله | × | |
المفعول معه | × | |
المفعول المطلق | × | |
التوكيد اللفظي | × | |
التوكيد المعنوي | × | |
الأفعال الخمسة | × | |
إعراب الفعل المعتل | × |
من خلال هذا الجدول يتضح لنا أن التلميذ المعاق سمعيا في هذا المستوى ( الخامسة ابتدائي)، لا يمكنه اكتساب جل القواعد النحوية المقررة في الكتاب المدرسي، إذ لا يستطيع أن يكتسب إلا القواعد النحوية البسيطة كالجملة الاسمية، الجملة التعجبية، الاستفهامية بالإضافة إلى بعض القواعد النحوية التي اكتسبها في السنوات الماضية (الثالثة والرابعة ابتدائي) كأنواع الكلمة وأزمنة الفعل والجملة الفعلية البسيطة وأركانها: الفعل، الفاعل والمفعول به، كما أن التلميذ المعاق سمعيا لا يتمكن في هذه المرحلة التعليمية من إعراب الكلمات أو إعراب الجمل في النص.
رابعا:تفسير نتائج مستوى الرابعة متوسط:
– تمييز العينة بين أزمنة الفعل من عدمه:
من خلال النتائج يتضح أن أفراد العينة يدركون ويميزون بين الفعل الماضي، المضارع والأمر وهذا واضح في النسب المحصل عليها فقد مثلت الإجابات الصحيحة 95.8% والخاطئة بـ 4.2% وهذا راجع إلى أن التلميذ المعاق سمعياً قد اكتسب هذه الأزمنة وتعلمها في أول مراحل تعلمه بدءاً من السنة الثالثة ابتدائي، ويمكن تفسير نسبة الإجابات الخاطئة إلى أن النقص قد يرجع إلى درجة العجز السمعي الذي يعاني منه التلميذ أو تأخره عن التعليم أو عامل السن الذي له دور في عملية التحصيل المدرسي.
– تمييز أو إدراك العينة الفرق بين الفعل، الفاعل والمفعول به:
نلاحظ أن التلميذ المعاق سمعيا وهو في هذه المرحلة التعليمية (الرابعة متوسط)، لا يدرك الفرق بين عناصر الجملة الفعلية: الفعل، الفاعل، والمفعول به، وهذا واضح من خلال النتائج التي أظهرها الجدول بناء على الاختبار الذي طبق في هذا الجانب، إذ نجد أن الإجابات قدرت بـ 37.2% في حين أن الإجابات الخاطئة بلغت نسبة 62.8%.
ويمكن إرجاع أسباب هذه النتائج إلى طبيعة العجز السمعي، عامل السن ذلك أن أعمار هذه الفئة تتراوح ما بين (16و19سنة)، فهذان عاملان أساسيا في عملية الاكتساب والتعلم لدى التلميذ المعاق سمعيا، هذا إلى جانب تشابه المصطلحات وصعوبة فهمها والتفريق بين الفعل الذي هو الحدث ومن قام بالفعل ومن الذي وقع عليه فعل الفاعل.
– إدراك العينة وتمييزها بين الفعل المبني للمعلوم والفعل المبني للمجهول من عدمه:
أظهرت النتائج أن نسبة الإجابات الصحيحة هي 37.1% أما نسبة الإجابات الخاطئة فبلغت 62.9% ومن خلال هذه الأرقام يتضح لنا أن التلميذ المعاق سمعيا رغم بلوغه هذه المرحلة التعليمية (الرابعة متوسط)، فهو لا يزال لا يفرق بين الفعل المبني للمعلوم والفعل المبني للمجهول، فبخصوص الفعل المبني للمعلوم قد يفهم التلميذ المعاق سمعيا أن هناك فاعلاً قام بهذا الفعل، أما أن يفهم أن هناك فعل قام به طرف مجهول، فهذا ما لا يستطيع استيعابه وفهمه.
وكما هو معلوم فإنّ « صيغة المبني للمجهول بصفة خاصة يصعب على الأطفال فهمها بشكل صحيح حتى حوالي الخامسة من أعمارهم»[9].
ويلاحظ أن الجمل المبنية للمجهول أكثر ندرة في الحديث الموجّه للأطفال، ولذلك فإنّ كل الدلائل تشير إلى التكهن بأن الأطفال الصغار يجدون الجمل المبنية للمجهول أصعب في الفهم من الجمل المبنية للمعلوم[10].
لكن ما يلاحظ أن فهم الجمل المبنية للمجهول يكون صعباً في المراحل الأولى لتعلّم الطفل، لكن مع مرور الوقت وثراء لغته، يكتسب في المراحل التعليمية الموالية هذه الجمل، لكن التلميذ المعاق سمعيا لا يمكنه اكتساب هذه الجمل وفهمها لا في المراحل الأولى ولا في مراحله التعليمية الأخرى.
– إدراك أو تمييز العينة بين الجملة الفعلية والجملة الاسمية من عدمه:
من خلال الاختبار الذي أجري من أجل التعرف على مدى إدراك العينة الفرق بين الجملة الفعلية والجملة الاسمية من عدمه، بينت لنا النتائج أن نسبة الإجابات الصحيحة بلغت 90% ونسبة الإجابات الخاطئة هي 10%، وهذا دليل على أن أفراد العينة يفرقون ويميزون بين الجملة الفعلية والجملة الاسمية، وهذا عكس ما رأيناه بالنسبة للاختبار الخاص بإدراك الفرق بين عناصر الجملة الفعلية إذ كانت نسبة الإجابات الخاطئة هي الغالبة.
6- نتائج الدراسة:
- لاحظنا أن العينة المختارة في السنوات الثلاث: الثالثة، الرابعة والخامسة ابتدائي تمكنت من إدراك أنواع الكلمة: الاسم، الفعل والحرف وهو الأساس الذي تبنى عليه الجملة فيما بعد.
- تمكنت العينات في السنوات الأربع: الثالثة، الرابعة والخامسة ابتدائي وكذلك الرابعة متوسط من التمييز بين أزمنة الفعل: الماضي، المضارع والأمر وهذا شيء ضروري وأساسي.
- لاحظنا أن التلميذ المعاق سمعيا، وهو في مرحلة تعليمية لا بأس بها (الرابعة متوسط) كانت إجاباته خاطئة بخصوص الفرق بين الفعل والمفعول به، فهو في كثير من الأحيان لا يميز بين عناصر الجملة الفعلية، وهذا أمر يؤثر عليه سلبا في الجانب النحوي ويجعله أيضا لا يميز بين الجملة الفعلية والجملة الاسمية وهما أساس الجملة العربية.
- بخصوص الاختبار الذي وجه إلى السنوات الثلاث: الثالثة، الرابعة والخامسة ابتدائي، نلاحظ إخفاق العينات في ترتيب الجمل ترتيبا صحيحا، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل منها: أن التلميذ المعاق سمعيا يحبذ التعامل مع الكلمات وهي منفردة، وعندما نضع أمامه جملة يجد صعوبة في فك شفراتها أي بالتعرف على معنى كل كلمة على حدا من أجل التعرف على المعنى العام للجملة.
- يتوقف الترتيب الصحيح للجمل بالدرجة الأولى على معرفة معاني الكلمات المكونة للجملة، فقد تتألف الجمل من كلمات غير مألوفة أو كلمات مجردة لا يفهم المعاق سمعيا معناها.
- يتوقف الترتيب الصحيح للجمل كذلك على نوع الكلمات التي تتكون منها هذه الجمل: أسماء، أفعال، حروف…الخ.
- عدم معرفة المعاق سمعيا لقواعد ترتيب الجملة ،كأن يقدّم الفعل على الفاعل والمفعول به في الجملة الفعلية ،وأن يقدّم المبتدأ على الخبر في الجملة الاسمية بسبب نسيانه للقاعدة النحوية. هذا إلى جانب حذفه للروابط والأدوات من الجملة ،وعدم معرفته لموقعها في الجملة .
- لم يتمكن أفراد العينة في مستوى الرابعة ابتدائي من الإجابة الصحيحة في الاختبار الخاص بإدراك الجملة الفعلية البسيطة وكذا الجملة الاسمية، ويرجع ذلك ربما إلى نوع الكلمات التي تتركب منها هذه الجمل، وصعوبة فهم معانيها بالنسبة للتلميذ المعاق سمعيا.
- يفضل التلميذ المعاق سمعيا كتابة وقراءة الجمل القصيرة وينفر من الجمل المعقدة (المركبة) والطويلة.
- إن الدرس الخاص بالفعل المبني للمعلوم و الفعل المبني للمجهول مقرر في الكتاب المدرسي الابتدائي، لكننا فضلنا تطبيق الاختبار على العينة ذات مستوى الرابعة متوسط نظراً لصعوبة هذا الدرس في المرحلة الابتدائية- حسب رأينا- إلا أن النتائج التي أظهرها الاختبار بينت أن التلميذ المعاق سمعيا،وهو في هذه المرحلة التعليمية لا يمكنه التفريق والتمييز بين الفعل المبني للمعلوم والفعل المبني للمجهول، وهي من الدروس التي تعّد صعبة الفهم والاستيعاب لديه حسب شهادة الأساتذة والمعلمين.
خاتمة:
بعد عرض النتائج توضّح لنا أن المعاق سمعيا يعاني الكثير من الصعوبات التي تتعلق بتأليف الجمل والتراكيب،وهذا راجع إلى عدّة أسباب أهمها ضعف سمعه الذي يؤثر على اكتسابه لمختلف مهارات التعلم،بالإضافة إلى أن الجانب التركيبي له علاقة وطيدة بالجانب الدلالي، فمعرفة معاني الكلمات التي تتكون منها الجمل له دور كبير في معرفة ترتيب هذه الكلمات ترتيبا صحيحا لتأليف جمل صحيحة نحويا ودلاليا.
قائمة المراجع:
1- إبراهيم عبد الله الزريقات، “الإعاقة السمعية- مبادئ التأهيل السمعي و الكلامي و التربوي”،- دار الفكر، السويد.
2- إبراهيم محمود خليل،”في اللسانيات ونحو النّص”، دار المسيرة، عمّان، ط2، 2009.
3- أنس محمد أحمد قاسم،”اللغة والتواصل لدى الطفل”، مركز الإسكندرية للكتاب، القاهرة، 2005.
4- اليسون أليوت،”التطور اللغوي عند الأطفال”، تر: الصهبي علي بلحوق وآخر، منشورات جامعة الفتح، طرابلس، ط1، 1988.
5- بلبشير لحسن،”التركيب وعلاقته بالنحو”، مجلة المصطلح، جامعة أبو بكر بلقايد، تلمسان، ع1، مارس 2002.
6- جون لوينز،”اللغة واللغويات”،تر: محمد العناتي، ،دار جرير، عمان،ط1، 2009. 8- دانيال هالاهان وآخرون،”صعوبات التعلّم (مفهومها- طبيعتها- التعليم العلاجي)”، تر: عادل عبد الله محمد،دار الفكر،عمان،ط1،2008.
-7 دانيال هالاهان وآخرون،”صعوبات التعلّم (مفهومها- طبيعتها- التعليم العلاجي)”، تر: عادل عبد الله محمد،دار الفكر،عمان،ط1،2008، ص 479.
8- كريمان بدير وأخرى،” تنمية المهارات اللغوية للطفل”، عالم الكتب، الإسكندرية، ط1، 2000.
9- كواليزار كاكل عزيز، “القرينة في اللغة العربية”، دار دجلة، عمان، ط1، 2009.
————————–
[1] – أنس محمد أحمد قاسم،”اللغة والتواصل لدى الطفل”، مركز الإسكندرية للكتاب، القاهرة، 2005، ص 34.
[2] – بلبشير لحسن، “التركيب وعلاقته بالنحو، مجلة المصطلح”،جامعة أبو بكر بلقايد، تلمسان، ع1، مارس 2002، ص 211.
[3] – إبراهيم عبد الله الزريقات،” الإعاقة السمعية- مبادئ التأهيل السمعي و الكلامي و التربوي-“، دار الفكر، السويد، ص 108.
[4] – جون لوينز،”اللغة واللغويات”، تر: محمد العناتي، دار جرير، عمان،ط1، 2009،ص 124.
[5] – ينظر: كواليزار كاكل عزيز، “القرينة في اللغة العربية”، دار دجلة، عمان، ط1، 2009،ص 129.
[6] – ينظر: إبراهيم محمود خليل، “في اللسانيات ونحو النّص”، دار المسيرة، عمّان، ط2، 2009، ص 220.
[7] – كوليزار كاكل عزيز، “القرينة في اللغة العربية”، ص 123.
[8] – ينظر كريمان بدير وأخرى،” تنمية المهارات اللغوية للطفل”، عالم الكتب، الإسكندرية، ط1، 2000، ص 219.
[9] – دانيال هالاهان وآخرون،” صعوبات التعلّم (مفهومها- طبيعتها- التعليم العلاجي)”، تر: عادل عبد الله محمد،دار الفكر،عمان،ط1،2008، ص 479.
[10] – ينظر: اليسون أليوت،” التطور اللغوي عند الأطفال”، تر: الصهبي علي بلحوق وآخر، منشورات جامعة الفتح، طرابلس، ط1، 1988، ص 163.