
مقال للأستاذة سماح بشقة/جامعة الحاج لخضر، باتنة،الجزائر، نشر بالعددين 17 و18 من مجلة جيل العلوم الإنسانية والاجتماعية الخاصين بصعوبات التعلم ص 101، مارس 2016.
لتحميل كل العدد أو للاطلاع على الأشكال والصور يرجى الضغط على غلاف المجلة:

ملخص:
تمثلت الدراسة الحالية في المشكلات السلوكية لدى ذوي صعوبات التعلم الأكاديمية وحاجاتهم الإرشادية لدى عينة من تلاميذ التعليم الابتدائي، حيث هدفت إلى:
– التعرف على صعوبات التعلم الأكاديمية السائدة لدى تلاميذ التعليم الابتدائي.
– التعرف على المشكلات السلوكية السائدة لدى ذوي صعوبات التعلم الأكاديمية.
– التعرف على الحاجات الإرشادية لعينة البحث.
وقد تم استخدام أداتين هما: استبيان صعوبات التعلم الأكاديمية، وقائمة المشكلات السلوكية.
وأسفرت النتائج عما يلي:
– صعوبات التعلم الأكاديمية السائدة لدى عينة البحث تتعلق بالكتابة والرياضيات والقراءة.
– المشكلات السلوكية السائدة لدى عينة البحث تتعلق ببعدي السلوك الانسحابي و النشاط الزائد.
– تتعلق الحاجات الإرشادية لذوي صعوبات التعلم الأكاديمية بحاجتهم إلى الكشف والتعرف المبكر على الصعوبات لديهم، وحاجتهم لزيادة الألفة مع المادة المقروءة، وحاجتهم لتدعيم النشاط الكتابي، وحاجتهم إلى التمكن من المفاهيم والمبادئ الرياضية.
– تتعلق الحاجات الإرشادية في المشكلات السلوكية بالحاجة إلى التدرب على السلوك الاندماجي والسلوك المستقر، والحاجة إلى الشعور بالانتماء، والحاجة إلى التخلص من التوتر والقلق، والحاجة إلى تشكيل سلوك الانتباه، والحاجة إلى النمذجة والقدوة، والحاجة إلى اللعب.
الكلمات المفتاحية: صعوبات التعلم الأكاديمية، المشكلات السلوكية، الحاجات الإرشادية.
1- إشكالية الدراسة:
يعد موضوع صعوبات التعلم من الموضوعات الجديدة في مجال التربية الخاصة التي شهدت اهتماما متزايدا، وتصنف صعوبات التعلم إلى صعوبات تعلم نمائية وصعوبات تعلم أكاديمية والتي تعرف بأنها:” جملة من الاضطرابات في واحدة أو أكثر من العمليات الأساسية التي يتطلبها فهم اللغة المكتوبة أو المنطوقة واستخدامها، وتتمثل في عجز المتعلم عن مواصلة الاستيعاب والفهم لما يقدم إليه من دروس[1]“، وغالبا ما تصاحب هذه الصعوبات بمشكلات سلوكية والتي تتعلق بتشتت الانتباه، النشاط الزائد، العزو، قلة النشاط، نقص الشعور بالأمن، الاعتمادية، الانسحابية، نقص الدافعية، العدوانية، القلق، ضعف الثقة بالذات، نقص القدرة على التعبير عن المشاعر، صعوبات المهارات الاجتماعية، الاكتئاب[2]، وهذه المشكلات تخلق الحاجة لإرشاد هذه الفئة، ذلك أن الفروق الفردية القائمة بين الأفراد وكذا ضمن الشخصية بالإضافة إلى تنوع المشكلات يوجب تدخلا هو ما نسميه بالإرشاد النفسي[3]
وعلى هذا الأساس فإن التعرف على صعوبات التعلم الأكاديمية الأكثر انتشارا لدى تلاميذ التعليم الابتدائي، وكذا محاولة تحديد المشكلات السلوكية في إطار ارتباطها بهذه الصعوبات يمثل مشكلة بحثية مقبولة إلى حد كبير، ومن هذا المنطلق ونظرا لـ:
– قلة الدراسات التي تناولت الجانب النفسي التكيفي لدى ذوي صعوبات التعلم.
– انحصار الاهتمام على التحديد والتشخيص دون تقديم مقترحات حول التدخل العلاجي والإرشادي.
جاءت هذه الدراسة كمحاولة للتعرف على صعوبات التعلم الأكاديمية وما يرتبط بها من مشكلات سلوكية، وكنتاج لهذه المحاولة يوضع تصور حول أهم الحاجات الإرشادية لهذه الفئة.
2- تساؤلات الدراسة:
– ماهي صعوبات التعلم الأكاديمية في القراءة والكتابة والرياضيات الأكثر انتشارا لدى تلاميذ التعليم الابتدائي؟
– ماهي المشكلات السلوكية السائدة لدى ذوي صعوبات التعلم الأكاديمية من تلاميذ التعليم الابتدائي؟
– ماهي الحاجات الإرشادية لعينة البحث في صعوبات التعلم الأكاديمية والمشكلات السلوكية؟
3- التعريف الإجرائي لمتغيرات الدراسة:
– صعوبات التعلم الأكاديمية: هي عدد الصعوبات الأكاديمية في القراءة والكتابة والرياضيات كما وردت في الاستبيان المستخدم.
– المشكلات السلوكية: هي المشكلات المؤشر عليها من فبل المستجيب كما تقيسها القائمة المستخدمة.
– الحاجات الإرشادية: هي ما يتم تحديده بعد التعرف على صعوبات التعلم الأكاديمية والمشكلات السلوكية وتكون في صورة إرشادات تقدم لذوي صعوبات التعلم الأكاديمية للوصول بهم إلى مستوى مقبول من الأداء المدرسي والتكيف السلوكي.
4- منهج الدراسة:
تم استخدام المنهج الوصفي لأن الباحثة اتصلت ميدانيا بالعينة وجمعت منها البيانات الخاصة بمتغيرات الدراسة.
5- عينة الدراسة:
تم الاعتماد على أسلوب العينة غير العشوائية، واختيرت العينة الهدفية، أي اختيار العينة اختيارا حرا من خلال توافر البيانات اللازمة في أفراد هذه العينة[4]، واشتملت عينة الدراسة على 130 مفردة، توزعوا حسب عامل الجنس إلى 40 إناث و 90 ذكور، وحسب عامل المستوى الدراسي إلى 64 من الطور الأول و66 من الطور الثاني.
6- أدوات الدراسة:
6-1- استبيان صعوبات التعلم الأكاديمية: يتكون من 41 صعوبة تعلم أكاديمية موزعة كما يلي:
– من 1 إلى 13: صعوبات القراءة (13عبارة).
– من 14 إلى 26: صعوبات الكتابة (13 عبارة).
– من 27 إلى 41: صعوبات الرياضيات (15 عبارة).
وصحح الاستبيان من خلال حساب تكرار كل صعوبة لدى أفراد العينة.
6-2- الخصائص السيكومترية:
أ- الصدق: تم استخدام الصدق التمييزي بأسلوب المقارنة الطرفية وحسبت الدلالة الإحصائية لقيمة “ت” للفرق بين متوسطي المجموعتين
استبيان صعوبات التعلم الأكاديمية | المجموعات | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | قيمة “ت” | مستوى الدلالة |
المجموعة العليا | 30.371 | 2.962 | 27.854 | 0.01 دالة إحصائيا | |
المجموعة الدنيا | 8.171 | 3.582 |
جدول رقم (1) :يبين قيمة “ت” لدلالة الفرق بين متوسطي المجموعتين لدى عينة الدراسة في الاستبيان.
ب- الثبات: تم استخدام أسلوب التجزئة النصفية (معامل الاتساق الداخلي)، إذ حسب معامل الارتباط الخطي بين نصفي درجات الأفراد الزوجي والفردي بمعادلة بيرسون وصحح الطول باستخدام معادلة سبيرمان – براون.
معامل الثبات بعد التصحيح | معامل الثبات قبل التصحيح |
0.927** | 0.865** |
** دالة عند0.01
جدول رقم (2): يبين قيمة معامل ثبات الاستبيان على عينة البحث قبل وبعد التصحيح.
6-3- قائمة المشكلات السلوكية لأطفال المدرسة الابتدائية:
أعد هذه القائمة السيكولوجي الفلسطيني صلاح الدين أبوناهية، وهي تضم 6 مجالات فرعية:
– النشاط الزائد: (16 عبارة).
– السلوك الاجتماعي المنحرف: (16 عبارة).
– العادات الغريبة واللزمات العصبية: (16 عبارة).
– سلوك التمرد في المدرسة: (16 عبارة).
– السلوك العدواني: (16عبارة).
– السلوك الانسحابي: (16 عبارة).
وتصحح القائمة على أساس أن لكل عبارة 4 خيارات هي: شديدة، متوسطة، ضعيفة، لا توجد، وتقابل على الترتيب بالدرجات 0،1،2،3، تجمع في النهاية درجات كل عبارة للحصول على الدرجة الكلية للمجال الفرعي وتجمع درجات كل مجال فرعي للحصول على الدرجة الكلية للقائمة.
6-4- الخصائص السيكومترية:
أ- الصدق: تم استخدام الصدق التمييزي بأسلوب المقارنة الطرفية وحسبت الدلالة الإحصائية لقيمة “ت” للفرق بين متوسطي المجموعتين
العينة الأبعاد | المجموعة العليا | المجموعة الدنيا | قيمة”ت” | مستوى الدلالة | ||
المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | المتوسط الحسابي | الانحراف المعياري | |||
النشاط الزائد | 30.875 | 5.778 | 2.857 | 2.058 | 26.641 | 0.01 |
السلوك الاجتماعي المنحرف | 26.657 | 5.928 | 2.342 | 2.138 | 22.513 | 0.01 |
العادات الغريبة واللزمات العصبية | 22.285 | 5.586 | 1.714 | 1.456 | 20.778 | 0.01 |
سلوك التمرد في المدرسة | 24.371 | 6.979 | 2.028 | 1.682 | 18.150 | 0.01 |
السلوك العدواني | 26.124 | 7.582 | 0.657 | 0.826 | 19.477 | 0.01 |
السلوك الانسحابي | 32.457 | 6.460 | 3.657 | 2.629 | 24.080 | 0.01 |
الدرجة الكلية | 137.257 | 30.663 | 28.571 | 9.139 | 19.807 | 0.01 |
جدول رقم (3):يبين قيمة “ت”لدلالة الفرق بين متوسطات المجموعتين العليا والدنيا في الأبعاد الفرعية والدرجة الكلية على القائمة.
ب- الثبات: تم استخدام أسلوب التجزئة النصفية (معامل الاتساق الداخلي)‘ إذ حسب معامل الارتباط الخطي بين نصفي درجات الأفراد الزوجي والفردي بمعادلة بيرسون وصحح الطول باستخدام معادلة سبيرمان – براون.
بعد التصحيح | قبل التصحيح | الأبعاد معامل الثبات |
0.920** | 0.853** | النشاط الزائد |
0.918** | 0.849** | السلوك الاجتماعي المنحرف |
0.852** | 0.743** | العادات الغريبة واللزمات العصبية |
0.904** | 0.825** | سلوك التمرد في المدرسة |
0.940** | 0.887** | السلوك العدواني |
0.932** | 0.873** | السلوك الانسحابي |
0.974** | 0.950** | الدرجة الكلية |
** دالة عند0.01
جدول رقم(4):يبين قيمة معامل ثبات الأبعاد الستة والدرجة الكلية للقائمة على العينة الكلية للبحث قبل وبعد التصحيح.
7- عرض النتائج:
7-1- عرض النتائج الخاصة بالسؤال الأول: “ماهي صعوبات التعلم الأكاديمية في القراءة والكتابة والرياضيات الأكثر انتشارا لدى تلاميذ التعليم الابتدائي”؟
للإجابة على هذا السؤال تم الاعتماد على ترتيب تكرارت 10 صعوبات ذات التكرار الأعلى لعينة البحث والنتائج موضحة في الجدول الآتي:
ترتيبها | تكرارها | الصعوبة |
1 | 92 | لا يتعرف بسهولة على الكلمة أثناء القراءة الجهرية |
2 | 88 | يكتب بخط رديء |
3 | 87 | يحتاج إلى وقت طويل لإكمال العمل الكتابي |
4 | 82 | يتعب عندما يقرأ فقرة كاملة من النص |
5 | 81 | يصعب عليه السير في عدة خطوات متسلسلة ضمن الطريقة |
6 | 80 | يصعب عليه ترتيب الأعداد المركبة |
6 | 80 | يجد صعوبة في رسم الأشكال الهندسية |
7 | 79 | ينسى كتابة كلمات عندما تملي عليه |
8 | 77 | لا يكتب الكلمات ذات الحروف الكثيرة بشكل سليم |
8 | 77 | يصعب عليه إجراء العمليات الحسابية كالجمع والطرح والضرب والقسمة. |
جدول رقم(05):يوضح ترتيب الصعوبات لدى عينة البحث وذلك حسب حجم تكرارها.
يتبين من خلال الجدول أن صعوبات التعلم الأكاديمية الأكثر انتشارا تتعلق 4 منها بالكتابة و4 بالرياضيات و2 بالقراءة.
7-2- عرض النتائج الخاصة بالسؤال الثاني: “ماهي المشكلات السلوكية السائدة لدى ذوي صعوبات التعلم الأكاديمية من تلاميذ التعليم الابتدائي”؟
للإجابة على هذا السؤال تم الاعتماد على استخراج المتوسطات الحسابية للعينة في الأبعاد الستة للمشكلات السلوكية فجاء ترتيبها كما يلي:
- السلوك الانسحابي .(16,823)
- النشاط الزائد .(15,607)
- السلوك الاجتماعي المنحرف .(13,461)
- سلوك التمرد في المدرسة .(11,315)
- السلوك العدواني .(10,769)
- العادات الغريبة واللزمات العصبية .(10,476)
7-3- عرض النتائج الخاصة بالسؤال الثالث: “ما هي الحاجات الإرشادية لعينة البحث في صعوبات التعلم الأكاديمية والمشكلات السلوكية”؟.
لما كان من أهداف الدراسة دراسة الحاجات الإرشادية بالذات، أي الحاجات التي لم تجد إشباعا، فقد تمت دراسة هذه الحاجات عن طريق المشكلات والصعوبات على اعتبار أنهما تمثلان حاجات لم تشبع، والحاجة الإرشادية على هذا الأساس تقابل عادة بما يسمى الخدمة الإرشادية.
7-3-1- الحاجات الإرشادية لذوي صعوبات التعلم الأكاديمية: ويتم في هذا الجانب استخلاص الحاجات الإرشادية في صعوبات التعلم الأكاديمية لعينة البحث اعتمادا على أعلى تكرار للصعوبات العشر الواردة في السؤال الأول.
أ- الحاجة إلى الكشف والتعرف المبكر على صعوبات التعلم الأكاديمية:
ولهذه الحاجة مبررات كثيرة منها:
– عدم الاهتمام بالكشف المبكر عن ذوي صعوبات التعلم يهيء الأسباب لنمو هؤلاء التلاميذ تحت ضغط الإحباطات المستمرة والتوترات النفسية.
– إن الخصائص السلوكية لذوي صعوبات التعلم والمشكلات المرتبطة بها قابلة للتحديد والتمييز.
– إن المعلم هو أكثر الأشخاص وعيا بالمظاهر السلوكية التي ترتبط بذوي صعوبات التعلم من حيث التكرار والمدة والدرجة والمصدر.
ب- الحاجة إلى زيادة الألفة مع المادة المقروءة: وتتجلى هذه الحاجة من خلال الصعوبات الاتية:
– لا يتعرف بسهولة على الكلمة أثناء القراءة الجهرية: يمكن للمعلم استغلال المداخل الاتية لتقوية المفردات اللغوية لدى تلاميذه ومنها:
– المزاوجة بين الصوت والحرف المكتوب الذي يتشكل نطقه من خلال موقعه في الكلمة موضوع القراءة.
– تكرار معالجة الأصوات أو تكرار الخبرة بها يؤدي إلى ارتفاع كفاءة التعرف على الكلمات والحديث وتحسين المهارات اللغوية.
– استخدام الدلالات من خلال المعنى أو سياق الجملة في الفقرة،إذ تسهم القراءات الخارجية في تنمية هذه الملكة.
– استخدام التحليل التركيبي أي التعرف على الكلمات من خلال تحليل معاني وحدات الكلمات مثل: أدوات التعريف، المقاطع الزائدة، جذور الكلمات، الكلمات المشتقة، مما يسهم في زيادة الرصيد اللغوي.
ويمكن للمعلم استعمال وسائل إيضاحية، وذلك استنادا إلى أن الوسائط الحسية تتباين في كفاءتها النسبية داخل الفرد الواحد مما يفرض عليه تفضيلا حسيا أو معرفيا لأي منها في استقبال المعلومات،وعليه توظيف هذه الوسائل بما يفعل الوسائط كلها ويكمل أدوارها[5].
– يتعب عندما يقرأ فقرة كاملة من النص: يحتاج التلميذ هنا إلى زيادة ألفته مع المادة المقروءة، ويمكن للمعلم القيام بذلك من خلال الخطوات الآتية:
– إعطاء أو تخيير التلميذ بين مجموعة من القصص الهادفة والجذابة وتكليفه بقراءتها ثم قراءة ملخص عنها جهريا في القسم، وتستغل نقطة المنافسة البناءة بين التلاميذ وتقديم التعزيز الملائم لميولاتهم.
– يراعى مبدأ التدرج في تكليف التلميذ بالأنشطة اللاصفية الداعمة لجوانب قصوره، مع الحرص على تقديم الدعم الأسري بصورة بناءة.
– يمكن استغلال مبدأ التعميم والانتقال بالتلميذ من قراءة القصص إلى قراءة المجلات والكتب،وبالتالي تطوير ملكة القراءة لديه بجانبيها (التعرف على الكلمات، الفهم القرائي).
ج- الحاجة إلى تدعيم النشاط الكتابي: وتتجلى هذه الحاجة من خلال الصعوبات الاتية:
– يكتب بخط رديء: يمكن للمعلم القيام بما يلي:
* أنشطة السبورة الطباشيرية: تزويد السبورة بالدوائر والخطوط والأشكال العددية والهندسية بخط كبير يمكن التلميذ من التآزر الحسي الحركي.
* توفير مواد أخرى لممارسة الحركات الدقيقة للكتابة: يمكن استغلال العجين، الصلصال لإكساب التلميذ المهارات والحركات الدقيقة للكتابة.
* الإشراف على جلسة التلميذ: مما يتيح له التهيؤ التام والمريح لممارسة نشاط الكتابة.
* طريقة مسك القلم: والتي تساعد التلميذ على التحكم في حركات يده بسلاسة.
* وضعية الكراس: والتي تساهم أيضا في التزام التلميذ بالموازاة بين وضعية جلوسه والتقيد بشروط الكتابة.
* استخدام قوالب بلاستيكية: يمكن عمل قوالب بلاستيكية تثبت وضعيتها بالشكل الذي يجعل التلميذ قادرا على تحسسها.
* الورق المخطط: والذي من خلاله يتدرب التلميذ على مراعاة قواعد كتابة الحروف والأرقام، إذ يمكن أن تكون خطوط المسافات بلون أحمر وخطوط الكتابة بلون أخضر مثلا.
* تدريس كتابة الحروف بحسب درجة صعوبتها: ويتم مراعاة درجة صعوبة تصوير الحرف فراغيا.
* استخدام الدلالات اللفظية المنطوقة: وذلك من خلال شرح اتجاهات تكوين الحروف مثل: (من أعلى إلى أسفل) أو (دائريا)، مع عدم تشتيت انتباه التلميذ بتعليمات مستفيضة تصرفه عن المهمة الأصلية.[6]
– يحتاج إلى وقت طويل لإكمال العمل الكتابي: هذه الصعوبة تعكس التبرم من أنواع النشاط التي تحتاج إلى استغراق وانتباه للتفاصيل الدقيقة، وتقدم التغذية الراجعة تبعا للخطوات الاتية:
– إعطاء التلميذ قائمة بكل الحروف الأبجدية لمعرفة الحروف التي يعرفها من التي لا يعرفها.
– إعطاء التلميذ كلمات بسيطة لكتابتها مع التدرج في عدد الأحرف المكونة لها.
– إعطاء التلميذ مجموعة صور لأحداث قصة والطلب منه سرد هذه الأحداث مشافهة ثم كتابة مع التعزيز الإيجابي لعاملي التفصيل والزمن.
– تسميع شريط أناشيد للتلميذ والطلب منه كتابة المقاطع التي تعجبه من الأنشودة.
– جعل الكتابة متعة من خلال توظيف الأصابع في حد ذاتها للكتابة باستخدام ألوان ترابية متنوعة، وذلك من خلال النمذجة والتقويم، ويتم مراعاة عاملي التكرار والوقت.[7]
– ينسى كتابة كلمات عندما تملي عليه: إن تقديم الخدمة الإرشادية لهذه الصعوبة يستدعي وجود نشاط تعاوني بين المعلم والأسرة مبني على اتفاق مسبق على كيفية مسار المتابعة، وتراعى النقاط الأتية:
* قيام الفرد المكلف من الأسرة بتهجئة الواجب المطلوب.
* الانتقال التدريجي في التهجئة مع تجاهل الوقت وتدعيم الاستجابة الصحيحة من التلميذ في البداية، ثم التركيز على الاثنين معا حين التماس تحسن الأداء.
* مراعاة نبرة الصوت المجسدة للموقف المصور من خلال الفقرة، فهذا يدعم سلوك الانتباه لعناصر الفقرة من قبل التلميذ.
* احترام علامات الوقف مما يسمح للتلميذ بإدراك معنى الجملة وتدارك نسيان إحدى الكلمات في حال اختلال المعنى.
* الحرص على إيفاء كل كلمة حقها من الوقت أثناء التلفظ بالموازاة مع كتابتها من طرف التلميذ.
– لا يكتب الكلمات ذات الحروف الكثيرة بشكل سليم: بإمكان المعلم اتباع الخطوات الآتية:
* المعنى والتلفظ: أي جعل التلميذ ينظر إلى الكلمة ثم يتلفظ بها على نحو صحيح ثم يستخدمها في جملة.
* التخيل: أي الطلب من التلميذ مشاهدة الكلمة ثم نطقها ثم نطق كل مقطع من مقاطعها ثم تهجئتها شفهيا ثم استخدام أحد الأصابع في التتبع أو الاقتفاء سواء في الهواء أو بلمس حروف الكلمة ذاتها.
* الاسترجاع: أي الطلب من التلميذ التطلع إلى الكلمة ثم إغلاق عينيه ومتابعتها ذهنيا بما يسمى “عين العقل” ثم تهجئتها شفهيا،ثم القيام بفتح العينين ليرى إن كانت كتابتها صحيحة مع تكرار هذه العملية إذا كان التهجي خاطئا.
* السيطرة والتمكن: أي الطلب من التلميذ تغطية الكلمة وكتابتها، وإذا كانت صحيحة يكرر ذلك عدة مرات حتى يتم حفظها وإتقانها.[8]
د- الحاجة إلى تمكينه من المفاهيم والمبادئ الرياضية: وتتجلى هذه الحاجة من خلال الصعوبات الآتية:
– يصعب عليه السير في عدة خطوات متسلسلة ضمن الطريقة: يحتاج المتعلم إلى تسهيل عملية التعلم من خلال تحليل المهارة إلى مهمات بسيطة وبالتالي يتم التعرف إلى مستوى الأداء الحالي للتلميذ ومن ثمة من أين يمكن للمعلم أن يبدأ معه، فمثلا الخطوات المتسلسلة ضمن الطريقة تستدعي:
– وضع جدول بقائمة المعطيات.
– وضع جدول بقائمة المجاهيل.
– وضع جدول بقائمة المطالب.
على المعلم تحديد الجزء الذي تكمن فيه الصعوبة، مما يمكنه من استغلال مبدأي التدريب والممارسة، أي تكرار الخبرة بالموقف التعليمي ثم تعميم هذه الخبرة على المواقف التعليمية المشابهة.
– يصعب عليه ترتيب الأعداد المركبة: يمكن للمعلم هنا أن يستخدم اللعب باعتباره نشاطا جماعيا يكون فيه التلميذ مشتركا مع الآخرين لإنجاز بعض الأهداف العامة.
* مثلا يبدأ المعلم بتعليم التلاميذ التمييز بين الأرقام وهي المحصورة بين 0 و 9، والأعداد وهي المحصورة بين 10 فما فوق.
* يستغل المعلم نشاط التربية البيئية ويطلب من التلاميذ تكوين مجموعات وجمع الحصى وتزيين أحواض الأشجار من خلال تطبيق التمييز بين الأرقام والأعداد بالاعتماد على التمييز اللوني.
* يطلب المعلم من كل مجموعة إحصاء عدد الحصى المحيطة بحوض الشجرة خاصتها ثم يطلب منهم إجراء المقارنة بين الحصيلة النهائية من حيث ترتيب الأعداد المتوصل إليها.
* يمكن للمعلم استغلال الأشغال اليدوية وذلك من خلال صناعة منزل بأعواد الكبريت وتلوين البيت تبعا للوحدات، أرقام، عشرات، مئات.
إن هذا الاحتكاك المباشر بالخبرة يمكن التلميذ من تكوين مفهوم العدد ويبرز العلاقة بين الأعداد المتوالية وهذا يمهد لإتقان مهارة الجمع، الطرح، القسمة، الضرب.
– يجد صعوبة في رسم الأشكال الهندسية: يمكن للمعلم استخدام تقنية الصورة الذهنية،أي تعريف التلميذ باسم الشكل من خلال شبيهه كخطوة أولى.
حين يميز التلميذ بين هذه الأشكال يطلب منه إنجازها بالنمذجة واستخدام العجين، ثم ينتقل به إلى استخدام الأدوات المساعدة كالمسطرة والكوس والمدور….في رسم هذه الأشكال وقصها بأحجام مختلفة ثم المزاوجة بين هذه الأشكال.
– يصعب عليه إجراء العمليات الحسابية كالجمع والطرح والضرب والقسمة:
حتى يتمكن التلميذ من تعلم الأعداد المجردة لا بد من المرور بمرحلة أو أكثر للانتقال من المحسوس إلى المجرد، فمثلا نضع أمام التلميذ 10 حبات فاصوليا ويقوم بعدها، هذه العملية تمكنه من استدخال مفهوم العدد (سمعيا، بصريا، لمسيا، حركيا)، وكمثال سنتناول عملية الجمع.
* مفهوم إشارة (+) مقترن بالفعل (نضيف إلى): مثلا نصف ثلاث حبات فاصوليا إلى جانب أربع حبات فاصوليا موضوعة أمام التلميذ مع التلفظ الشفهي لكل عدد وتزامن لفظة (نضيف إلى) مع فعل (الصف)، وتكرار التلميذ بنفسه لهذه العملية مع تغيير الأعداد وبالتالي سيدرك العلاقة التكافئية بين (نضيف إلى) و (نحصل على) وبين (+) و (=).
7-3-2- الحاجات الإرشادية في المشكلات السلوكية: ويتم في هذا الجانب استخلاص الحاجات الإرشادية لذوي صعوبات التعلم الأكاديمية في مشكلاتهم السلوكية وذلك مما أشر عليه معلموهم اعتمادا على أعلى متوسط حسابي لبعدين اثنين هما: السلوك الانسحابي، والنشاط الزائد.
أ- حاجة التلميذ إلى تدريبه على السلوك الاندماجي والسلوك المستقر: من الضروري أن يخطط المعلم بمعية الوالدين لتزويد التلميذ بخبرات تعيد بناء ثقته بنفسه ومنها:
– تكليف التلميذ بأعمال مناسبة في البيت تؤدي إلى رفع معنوياته.
– إشراكه في نشاطات خدمة المجتمع المحلي كالأعمال التطوعية وتقديم خدمات للمحتاجين.
– إشراكه في نشاطات الفرق الكشفية أو النوادي مع الأخذ بعين الاعتبار لتجانس المجموعة وقابلية تحقيق الأهداف والمعنى منها لدى التلميذ.[9]
ب- حاجة التلميذ إلى شعوره بالانتماء: يمكن تلبية هذه الحاجة من خلال الاستعانة بالخطوات الآتية:
– استخدام تقنية صور إيماءات الوجوه وتوظيفها في التفاعلات الاجتماعية مع الأقران.
– التدريب على استخدام إيقاع الصوت وتطبيقاته في مواقف التعامل مع الآخرين على اختلاف أدوارهم الاجتماعية.
– تدعيم تدريب التلميذ على التخطيط لبعض الأنشطة الاجتماعية.[10]
ج- حاجة التلميذ إلى تخليصه من التوتر والقلق: ويمكن التدخل على هذه الحاجة من خلال الخطوات الاتية:
– تدريب التلميذ على الاسترخاء.
– تحديد المنبه الرئيسي المثير للقلق.
– تدريج المنبهات المثيرة للقلق موقفا موقفا.
– الطلب من التلميذ وهو في حالة من الاسترخاء العميق أن يتصور نفسه في الموقف الذي يستثير لديه أقل درجة من القلق والتدرج به في مواقف القلق، مع فترات فاصلة.[11]
د- حاجة التلميذ إلى تشكيل سلوك الانتباه لديه: ويتم الاعتماد في ذلك على المراحل الاتية:
– الاستمرار في الجلوس بهدوء لدقائق عدة، مع المواقتة الزمنية المناسبة للتدعيم اللفظي أو الملموس وزيادة المدة الزمنية للجلوس الهادئ بالتدريج.
– الاستجابة عند النداء مع مراعاة التدعيم حال تشكل السلوك المطلوب والزيادة التدريجية لوقت إدامة النظر واستخدام الحث البدني عند الضرورة.
– النظر إلى الشيء عند الطلب، مع مراعاة الإشارة إليه وتقديم التدعيم اللفظي أو المادي فور
الاستجابة مع اللجوء لأسلوب الحث البدني عند الضرورة.
– أداء عمل معين أو نشاط لفترة محددة، إذ يتم استغلال نجاح التلميذ في المراحل السابقة والانتقال به من التلقي إلى الفعالية أي المسئولية الذاتية عن أداء نشاط معين.[12]
ه- الحاجة إلى النمذجة والقدوة: ويمكن تلبية هذه الحاجة باستغلال محكات القدوة ( التشابه في العمر الزمني، جاذبية النموذج، توافق القيم)، إذ يمكن عرض فيلم قصير معد خصيصا لتعلم المهارات الاجتماعية، وهنا تستثار لدى التلميذ الحاجة للإنجاز بتقديم أفضل ما يستطيع والنجاح في أنشطته وتفاعلاته الاجتماعية، والتفوق على الآخرين.
و- الحاجة إلى اللعب: يمكن تلبية هذه الحاجة من خلال الخطوات الاتية:
– عرض السلوك المطلوب تعلمه من خلال نموذج فيديو او تسجيل صوتي أو مسرحية.
– تشجيع التلميذ على أداء الدور.
– تصحيح الأداء وتوجيه انتباه التلميذ إلى جوانب القصور فيه وتدعيم الجوانب الصحيحة منه.
– تكرار الأداء لغاية الإتقان.
– الممارسة الفعلية للأداء في مواقف حية لتعلم الخبرة الجديدة.
قائمة المراجع:
1 – الزعبي، أ. م،(1994)،”الارشاد النفسي:نظرياته ،اتجاهاته، مجالاته”،عمان : دار زهران .
2 – خولة ، أ.ي .(2006) ،”البرنامج التربوية للأفراد ذوي الحاجات الخاصة” ،ط 1،عمان ، دار السيرة .
3 – خيري ، أ.ح.(1997) ،”دراسة تحليلية للعوامل النفسية لصعوبات التعلم لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية واستخدام برنامج جمعي/فردي للتغلب على تلك الصعوبات”، المؤتمر الدولي الرابع لمركز الإرشاد النفسي: جامعة عين شمس،المجلد الثاني، ديسمبر.
4 – رجاء ، و د.(2002)،”البحث العلمي: أساسياته النظرية وممارسته العملية”، ط2 ،بيروت :دار الفكر المعاصر.
5 – عبد س ،إ ،(1993)، “العلاج السلوكي للطفل: أساليبه ونماذج من حالاته”، سلسلة عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ، الكويت : عدد 180، ديسمبر.
6 – سعيد ،ح ، ا،( 2006) ،” صعوبات التعلم: المفهوم، التشخيص، الأسباب، أساليب التدريس واستراتيجيات العلاج “، ط 1 ، عمان ،الأردن : دار الثقافة .
7 – فتحي ،م ، ا،( 1998)، “صعوبات التعلم: الأسس النظرية والتشخيصية والعلاجية” ،ط 1، سلسلة علم النفس المعرفي ، المنصورة ، دار النشر للجامعات ، الجزء الرابع .
[1] – خيري أحمد حامد (1997)،”دراسة تحليلية للعوامل النفسية لصعوبات التعلم لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية واستخدام برنامج جمعي/فردي للتغلب على تلك الصعوبات”، المؤتمر الدولي الرابع لمركز الإرشاد النفسي، جامعة عين شمس، المجلد الثاني، ديسمبر، ص: 1027.
[2] – خولة أحمد يحي (2006)، “البرامج التربوية للأفراد ذوي الحاجات الخاصة”، دار المسيرة، عمان، ط1، ص ص: 286-291
[3] – أحمد محمد الزعبي (1994)،” الإرشاد النفسي: نظرياته، اتجاهاته، مجالاته”، دار زهران، عمان، ص: 35.
[4] – رجاء وحيد دويدري (2002)،”البحث العلمي: أساسياته النظرية وممارسته العملية”، دار الفكر المعاصر، بيروت/ دار الفكر،دمشق، ط2، ص:315.
[5] فتحي مصطفى الزيات (1998)،”صعوبات التعلم: الأسس النظرية والتشخيصية والعلاجية”،سلسلة علم النفس المعرفي، دار النشر للجامعات، المنصورة، الجزء الرابع، ط1، ص ص: 213- 475.
[6] – فتحي مصطفى الزيات، مرجع سابق، ص ص: 528- 530.
[7] – عبد الستار إبراهيم وآخرون (1993)،”العلاج السلوكي للطفل: أساليبه ونماذج من حالاته”، سلسلة عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، عدد 180، ديسمبر ، ص ص: 177- 181.
[8] – فتحي مصطفى الزيات، مرجع سابق، ص ص: 531-532.
[9] – سعيد حسني العزة (2006)،”صعوبات التعلم: المفهوم، التشخيص، الأسباب، أساليب التدريس واستراتيجيات العلاج”،دار الثقافة، عمان، الأردن،ط1، ص ص: 147-148.
[10] – فتحي مصطفى الزيات، مرجع سابق، ص ص: 644- 645.
[11] – عبد الستار وآخرون، مرجع سابق، ص ص: 85-93.