مقال نشر بالعدد الثاني من مجلة جيل الدراسات الادبية والفكرية ص 137 من إعداد الأستاذة زهيرة بوزيدي / المركز الجامعي لميلة – الجزائر
للإطلاع على مقالات كل العدد يرجى الضغط على غلاف المجلة:
منذ أولى محاكاة الإنسان للمعرفة برز أفق توقع جمالي ، فتح الباب على مصراعيه أمام التحليلات والتأويلات فلاحظنا ذاك القبس النوراني لفعل الحركة الجمالية داخل النص ، ضمن ما يسمى عالم الخطاب ولا نتجاوز إذ قلنا أن عالم اليوم ما هو إلا امتداد لفضولية اللاوعي الجمعي البشري ، حيث تغيب الانطوائية وتعمد العولمة إلى بتر كل خصوصية أو محلية عن عالم الهوية ، فتغدو مآلات الماضي منعقدة بآهات الراهن وعليه يمكن للنص مداواة بعض الجروح ومناسبتها للعيش ببعض الحيل الفنية .
والإنسان البدائي في بدايات أدواته لمحاكاة الطبيعة بشقيها النفسي والمادي ، أبرز ذاك الخلق الجمالي لمفهوم النص حيث بالغ ربما في إعجابه لفرط التقديس وبات منشغلا بكل التفاصيل ، متمعنا متأملا متجاوزا إن بحكم تقريري أو إيحائي ، لكن بؤرة توتره تكمن في ذاك المنحى الانفصالي بينه و بين الطبيعة ، لأنها تعمل دائما على قهر العادي والولوج إلى عمق التفكير دون تغييب أو تهميش املاءات المحيط ، ولاحظنا نبرة التجميل تلك في استخدامه لأنواع مختلفة من الألوان مع ما في الرسم الصخري من تأثير ، لذلك كانت أولى خطوات الفرد لإبداع صورة .
وكان الشاعر العربي قديما يدعو مستمعيه إلى أسواق عكاظ أو مربد ، حيث تتلاقى قريحتي الإبداع بكل ثقة مرسل ومرسل إليه بعدما نقحت لمدة حول كامل ، تكسب القصيدة مكانتها ضمن حلقة الإقبال لتتعالى مطامح المغدقين بكل ما خف وزنه وغلى ثمنه ، لذلك يبدو أن للأدب ميزة قهر الزمن وتلبسه لسننه وقوانين تطوره ، بل إضافة على ذلك يبدو واضحا أن طابع الترويج والجماهرية معتمَدُ الخطاب الأدبي ، فملمح الأدبية الممنوحة للعرض والطلب موروث قبلي عصبي حسب مفهوم ابن خلدون منشؤه للتقدم والتطور وإتيان الزعامات مطايا .فلا ننفي جانب التأثير والفاعلية النصية لما يسمى بالإلقاء وهو أيضا جانب من الهيئة التزيينية لفروض الأدب مع ما يحتويه الخطاب من أساليب بلاغية للإقناع والتحكم .
ليبقى النص الأدبي مع كل تحدياته التاريخية متحديا وبكل صرامة تقييد المادة ، لكن يبدو أن حال التحدي هذا اتخذ أوجها متعددة بلغت سعيها المعلوماتي والمنهجي والتأطيري ، بحيث تبدل الحال والمقام ، وليس العيب في التبدل والتغيير بل النقصان في البقاء قابعين متفرجين لا مساهمين ، فمن غير المعقول أن يبقى الأدب العربي جثة هامدة خاضعة لصنوف التجارب الغربية بكل سخرياتها وعنصريتها ، والعالم العربي شهد من الزلازل السياسية والفنية ما يجعله عارفا متيقنا سبل نجاحه وانتصاره ، خاصة بعد المرحلة التي عقبت انهيار المعسكر الشرقي ليحتفظ العالم بأحاديته فكان لزاما المجاراة وإلا كانت النهاية والفناء .
والجزائر تعرضت لأكبر حملة تمسيح في التاريخ ممثلة لفترة محاكم التفتيش في الأندلس ، ومع مرور الزمن تغيرت صنوف المقاومة وعرفت البلاد حركة أدبية إصلاحية منقطعة النظير، قادها جملة من العلماء والدارسين المتشبعين بالتراث الإسلامي ، فحاربوا فرنسا بتثبيت معالم الهوية والبحث عن الذات « فلاستعمار لا يتصرف في طاقتنا الاجتماعية إلا لأنه درس أوضاعنا النفسية ، دراسة عميقة وأدرك منها موطن الضعف ،فسخرنا لما يريده كصواريخ موجهة يصيب بها من يشاء، فنحن لا نتصور إلى أي حد يحتال لكي يجعل منا أبواقا ، يتحدث فيها وأقلاما يكتب بها ، وإنه يسخرنا وأقلامنا لأغراضه يسخرنا له بعلمه ، وجهلنا »([1]) ، كان هذا مسعى جمعية علماء المسلمين خدمة الحرف العربي ومحاولة صون النص من كل دخيل ، فتغذت من كل خدمات الحضارة ومنها الصحافة التي عرفت مع زمن الإصلاح سلوا غير المعهود عليه اليوم .
لا ينكر إلا جاحد فضل الصحافة في بلورة الفكر التحرري لدى الشعوب المستعمَرَة ، وكيف عملت المجلات والدوريات على تخطيط سياسة مخالفة لصحافة المغتصب ، بل رفعت شعار الحرف العربي وعمدت إلى بناء عادات علمية محدثة ، «فلا يمر يوم دون مطالعتنا بإنتاجيات الشعراء والكتاب ، فأتاحت الصحف للشاعر أن يشيع شعره وأن يقرأه كل من يحسن الضاد في وطنه والأوطان العربية ، القريبة والبعيدة ، وكلما تقدمنا مع الزمن في هذا العصر اتسع التعليم وكثر المتعلمون والقارئون ، وأصبحت هناك جماهير غفيرة تقرأ الشعر الذي تنشره الصحف والدواوين المطبوعة بانتظام»([2])
* بلاغة الخطاب الاشهاري :
عمدت الصحافة الوطنية للأساليب بعينها بغية تمرير رسالة الأدباء عبر محاورات الدروس المقدمة والمقالات الاخوانية ، منها محاورة الشيخ البشير الإبراهيمي لصديقه أبو اليقظان حيث يظهر الطابع الكلاسيكي في النص بصورة طاغية ، متحريا ألفاظا عتيقة وعبارات متجزئة من ذاكرة التراث أين كبل النص بأنواع البديع والمحسنات اللفظية :«… وما كدت أنتهي من مطالعة الديوان ، وأخلص من غمرة الإعجاب به ، والعجز عن تقريظه حتى وافتني جريدة النور ، فكانت نورا على نور ،وانتقل الخاطر من طريقة إلى طريقة ومن خيال إلى حقيقة ، – هذه الحقيقة هي التي يجب أن توقف عندها الخواطر- ، هذه الحقيقة هي رافعة الحجاب ومثيرة العجاب ومزيلة السلب بالإيجاب ، هذه الحقيقة هي ثباتكم والعواصف هوجاء ووثباتكم والطريق عوجاء .أكثر الله من أمثالكم في العاملين ، وجعل لكم لسان صدق في الآخرين ، ودمتم لأخيكم البشير الإبراهيمي »([3]) .
مع أن اللافت للانتباه وجود رابط القناة التواصلية الحريصة على رسالة تبليغ المفاهيم والرؤى الإصلاحية آن ذاك لشعب يواجه في مراحل خروجه من شرنقة التتريك ، إلى مرحلة الفرنسة فعمل كل ما يمكنه من أجل بتر أساليب لا فجري وإبطال مسعاه ، ومع ما في النص السابق من وجهة نظر تحيلنا نحو واجب التذكر والاتعاظ بمن سبقونا للمعركة منهم الشاعر أبو اليقظان ،إلا لما في خطاب الأربعينيات من انفعالية وتجاوزية للمرحلة ، بامتداد معرفي دؤوب .إذن راهنت النصوص الأدبية السابقة للاستقلال على ديمومة شباب الأمة متيقظا لواجباته مدركا لحقوقه ، واعيا بالظروف وملابسات القضية ، فكانت الأداة تقليدية ( النص المطبوع ) ، مما وسع من دائرة النشاط الأدبي عبر ربط جمهور المتلقيين بنص متحرك بين مختلف ولايات الوطن .
لكن تغيرات الزمن خاضعة لمتناقضات المجتمع بما يسمح به قانون الجدل الماركسي ، حيث تعتبر المرحلة الموالية فرصة لتبادل الخبرات وانطلاق الصحافة الوطنية في تبحرها العصري ،فظهر كتابا جدد أسسوا لاختيار فوقي ومعاكس لما سبق ، ومع هذا التطور الملحوظ طرحت مسائل أخرى حفلت بالنص الأدبي باعتباره دالا ومدلول ، هي مرحلة أيقونة الصورة الصحفية ومحملها اللساني .فبعدما كان للنص الأدبي النصيب الأكبر على المساحة الورقية للجريدة غدى الخطاب مجرد خبر اشهاري ملون ، يحتل الصفحة الأخيرة أو ما قبل الأخيرة من الجريدة .
وعلاقة الأدب بالصحافة ، جسدها طيف مهم من الأقلام المبدعة في ميدان الأدب والنقد ، التي وجدت داخل المتون الورقية مهدا آخر للكفالة بوعي اللحظة المادية ، الشغوفة بالعصر وتجلياته ولا يكمن العيب في اتخاذ الأدب صناعة بل هو صناعة في محاكاته لعالم النسخ حسب اعتقاد أفلاطون ، إذن هو منتج لا ننكر ذلك لكن العيب اتصافه بالحرفية المستلزمة أوجها تجارية محضة ، لأنه وبكل بساطة لا يتعدى تعبيره واقع الذات مع ما تبكيه مما تستذكره وما تأمله .فمن العجب أن تتقدم الآلة ويبقى الأدب محلك سر يعاني الرجعية المتعنتة والتأملية المجردة والإشهار أسلوب تزييني تجاري تعمل جهات مختصة على بنيته وتدعيمه مع ما يحتويه من مضامين ، «لأنه فن إعلامي يستند على مؤشرات مرئية مثل العناوين في كتابتها وأنواع الطباعة والصورة … من خلاله يمكن تأسيس تعارف وعلاقة بين المخاطب والمتلقي ، أو بين المنتج والمستهلك فهدفه هو تبليغ ،خطاب ولذلك يتوخى أن تكون أفكاره واصفة وهادفة ويستعمل وسائل تبليغ متنوعة، ومتناسقة يسخرها كلها في سبيل تحقيق الهدف المحدد .»([4])
وكما كفل الأدب حلقات الوصل بينه وبين المتلقي عبر قناة اللّغة ،كان ذاك التوافق الضمني بين قناة إعلامية كالإشهار والفن الأدبي ، مع التسليم بواجب التبادل الخدماتي بينهما ، وعليه لعبت الصحافة الجزائرية على إشاعة الخبر الأدبي بلغة اشهارية مكثفة لوجوه المادة الصحفية ، حيث تبذل الجهود في استقصاء جوانب شخصية من حياة الأدباء والفنانين ، والكشف عن إصداراتهم مع الترويج لبعض المواعيد الثقافية ، وإن وجدت مادة نقدية تسمى بالعمود الفني مثلا : لدينا صفحة حوارية بين الفنان التشكيلي حمزة بونوة وصحفي جريدة المساء الجزائرية تظهر لنا مدى شساعة المنحى الاشهاري والخبري لصاحب المقال ، حيث يتبادر للذهن في أولى معانقته القرائية شيء من السمو الفني بالموضوع إذ يقول :« “إلى أيّ لغة تنتمي هذه الحروف؟”، فهي تظهر وكأنّها حروف عربية بل تجزم أنّها تنتمي إلى لغة الضاد ولكنك لا تستطيع أن تشفّرها، فتصاب بالحيرة وتقترب أكثر من اللوحة وتعاود النظر في هذه الحروف التي تمتزج أحيانا بهيئات إنسانية وأحيانا أخرى بأشكال هندسية ترتقي إلى السماء في صورة الارتقاء الروحي أو الصلاة للّه وتحاول أن تقرأ هذه الأحرف التي تنتمي إلى لغتك فلا تستطيع، وهنا قد تتمكّن منك الحيرة ولكنك لن تشعر بالضيق لأنّك على يقين بأنّها عربية وإن لم تستطع قراءتها.»([5]) تتضح رسالة مشفرة في تضاعيف المحاورة وهي محاولة بث إيديولوجية معمقة وهي مسألة الحرف العربي من أين وإلى أين؟ وهذا ما يوضحه عنوان المقال : الأحرف محطتي الفنية اليوم وخطوتي المستقبلية مجهولة ..
لذلك عمد أسلوب المقال إلى توجيه مآله نحو بث رسالة المعاناة القهرية لفنان تشكيلي مغرم بجمالية الحرف العربي ، فيقول :« أهتمّ بترجمة بعض النصوص الروحية إلى صور بصرية كالصلاة والوضوء لأنّه عامة أمورنا الدينية نظرية فكرية لم يتم تجسيدها بطريقة بصرية، فلو رسم فنانو الحقبة القديمة للعصر الإسلامي بعضا من التجريد الذي نتميّز به لكان لنا رصيد 14 قرنا من الفن التشكيلي، فالروحية وإن لم نتمكّن من تجسيدها على لوحة مثلا إلاّ أنّها موجودة في الإحساس الذي ينبثق من العمل الفني، والعالم الغربي رغم ماديته الفاضحة إلاّ انّه أصبح يميل كثيرا إلى الروحية التي عبّقت جو الإسلام منذ 14 قرنا”.([6]) «والصورة كأيقونة والعلامة اللسانية دعمتا الخبر الصحفي السابق نحو مدعاة قابلة للتجاوز المعرفي خاصة وأن النص جاء بصيغة استفزازية للمتلقي المهتم بطبيعة الحال ، فالإطار والجمل المختارة ووضعية الصور داخله مع السعي لسجن المشهد والمشاهد وجذبهما نحو بعضهما البعض في اتجاه المركز والدخول في عالم التخييل»([7]) قلص نسبة التخلي عن قراءة الموضوع ، صيغة انتباهية استثمرها الأدب منذ القديم بما يعطيها فن الإرسال من مراعاة مقامات المرسل إليه ، حيث يعتمد البناء الفني الاشهاري على مصوغات لفت النظر والتهويل حتى يقبل عليها القارئ بكل نهم مما يساعد في الجانب الترويجي للجريدة بلغة حوارية احترمت معاني الوظيفة النمطية والنموذجية داخل المجتمع .
* الجمالية الانفعالية :
لاشك أن الأدب وسيلته التبليغ والمتعة ، مع إضفاء أسلوب أخذ العبر وتجاوز المعوقات حيث أشار لذلك أرسطو في ما يسمى بغاية التراجيديا والكوميديا التطهيرية ، لذلك سخر هذا الجانب من الأدب في إفساح المجال لوسائل الخطاب الحصرية فبعد تطورها والقفز بكبسولة الزمن إلى الأمام ، فرض على الكتاب مواجهة التحديات بالخوض فيها ، نجد مرزاق بقطاش في أحد أعمدة جريدة المساء دائما يحاور جانبا من شخصية الروائي الروسي تولستوي فيقول : « النفس الملحمي الذي تميز به ليون تولستوي (1828- 1910 ) ، يكاد يكون بلا نظير في الأدب العالمي الحديث ، خاصة في مضمار الكتابة الروائية ، وعلى الرغم من أن العديد حاولوا السير حذوه إلا أنهم لم يبلغوا شأوه » ([8]) ، فعلا تولستوي ذاك النهر الجارف أين جرفت كل متعلقات المادة الروائية وكأن الجميع يعلم من هو تولستوي ، لتلتهم المواضيع المجاورة بنوعية الألوان وطبيعة العناوين كل ما له صلة بموضوع بقطاش الذي اختير له الجانب المظلم من الصورة ، وإن لم نعدم وجود نوعا من الإغراء الفني إذ بات مفهوما انزياح الأدب عن انزياحاته العادية بقلب موازين القوى ، بعدما كان التجار يستعينون بذوي البيان للتصدي لعدوهم اللدود ( الكساد) ، والقصة معروفة في:
قل للمليحة في الخمار الأسود ما ذا فعلت بناسك متعبد ([9])
أمسى أصحاب البحتري في مناقصة أخبار الوزارة وأعوان الشرطة وأضواء السنيما ….أما ما يخص قلم مرزاق بقطاش فقد شغلت صورته الشخصية منزوية بين الأسطر لكن بألوان باهتة وحجم صغير موحي بالعزلة والانطوائية ، مع ما يبدو فيه الأديب من تفكير وتغييب أيضا منشغل بمظاهر الوعي عن مصائب المادة . فوضعية النموذج داخل الصورة يوحي بنوع من المقاطعة الآنية للحظة التبليغ بحيث تبدو الشخصية من جانب المتوحد ويبرز المدى الانفصالي بين القارئ وصاحب المقال إذا لم يدعم بمواد إعلامية حية منبثقة من لحظات الغليان الاجتماعي : سياسة ومال …. لذلك يلعب le pose de modèle دور الوسيط بين الموضوع والمتلقي فإذا خرب النموذج خربت العلاقة ، بالتالي تتحكم أولويات سوسيوثقافية في خدمة المجال الأيقوني للصورة الاشهارية « حضور لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون عفويا أو مجانيا ما دام كل شيء في الصورة – يتكلم – ، لا يوجد للأيقون الأخرس أبدا كما يقول رولان بارت »([10])
بينما نجد مادة إشهارية مخالفة عما سبق ، مقصدها إظهار الخبر بنكهة إعلامية وتقصدت وضع
صورة للأديب أبو العيد دودو بوجه مسرور وبحجم كبير ، حيث مفاد الخبر استحضار إحدى الجمعيات الذكرى التاسعة لرحيل مبدع ” الحمار الذهبي ” ، فنقرأ «أحيلت الكلمة للدكتور أمين الزاوي ،حيث أكد أن هذا التكريم يعد تكريما لرمز من رموز الأدب في الجزائر ،وذكر الكاتب الحضور بأنه كتب كلمة عن الراحل ، صدرت أمس بجريدة النصر الذي يعتبره عبد الرحمان بدوي الجزائر ، غير أن عبد الرحمان بدوي ولحسن حظه ، اهتم به المصريون لأنه نقل إليهم الفلسفة وعلم الاجتماع عن الألمان ،بينما حظ أبو العيد دودو وجد في بلد لا يهزه العلم …» ([11]) ويستمر صاحب المقال في توضيح وجهة نظر أمين الزاوي الذي بين نفحة إيديولوجية من خلال مقارنته بين مقدرة أبو العيد دودو وعبد الرحمان بدوي خاصة في مجال الترجمة عن الألمان ، وكيف تفوق دودو على بدوي في ذلك ، ونصيب كل واحد منهما في التقدير والتبجيل داخل أوطانهم ، والمهم هنا أن الرجلان ينتميان لنفس طبقة العالم الثالث حسب ما قسمه الإقطاعيون منذ زمن .
ويتضح معنى صاحب المقال من إخراج مادته ضمن حلقة واسعة من الاستحضارات منها مسرحية وأخرى طربية موسيقية مع تذييل الورقة بمواعيد ثقافية مذكرة الجمهور ببعض اللقاءات الفنية ، مع الالتفات إلى أن عنوان المقال الرئيسي : الكلمة تستحضر أبو العيد دودو ، فالبدء باسم يوحي بالتقريرية والثبات خال من حيوية وحركية الفعل ، لأن المعنى المراد واجب التذكير ونعي الذات بتلك التصريحات المشوبة بعالم الأفكار المقصية عموما والتي راح النقاد من أمثال الزاوي وأحمد حمدي يعلنونها في حق الميت أبو العيد دودو ، مراعاة لمقتضى الحال مع أن روح التأمل قد بلورة المشكلة منذ زمن مع حماره الفيلسوف حيث أدرك فقاقيع زمن التشوه ، فانبرى يلاحظ ويستجمع كل ما يمكن لبتر الداء عن العضو بوجهة تعليمية ، فلا تغيب عن العنوان انزياحات معرفية قد يتمعنها القارئ ، لكن سرعان ما يتلاشى التخييل ونلحظ أن الكلمة هاته ماهي سوى اسم لجمعية ثقافية ، فلا غرابة في انتهاك المرسل للمقاربة اللسانية والنفسية ، فيعالجها بإثارة الرغبة والاستجابة ، باحثة عن الاستدراج والإغواء الفني لعلم السينوغرافيا ( علم الصورة ) ([12]) مع ترتيب المادة وحسن انتقائها .
وإن بدا واضحا المعانقة المفهوماتية لقوة الصورة ضمن ما سماه بيرس بعالم الظاهراتية أي دراسة كل ما هو ظاهر وجلي ، خلافا لما كان سابقا من عملية التحليل والتأويل بات ضروري إخضاع الأدب للمعلوماتية بما يسمى تكثيف العلاقة بين القوى الرمزية ( الإعلام ) والقوى الاجتماعية حتى ليغدو التفاعل ممكنا وجوبا واقتضاء ، مع واجب ترك المتلقي لإملاءاته هو لكن عالم الصورة سيطر بحكم التطور الزمني لصيرورة الأحداث ، ليركب العقل بمسلماته وكلياته قهر المكتسب بكل طواعية ، «وكما يمكن للقوى الرمزية أن تنحاز إلى القوى الاجتماعية السائدة ، يمكن لها أيضا أن تقف في صف المستضعفين والمقهورين والمهمشين ، وتشيع السلام وتسرع من التنمية وإزالة الفوارق »([13])
وإن اكتست التقريرية جنبات المقالات النقدية فذاك راجع لموافقة الجمل الاشهارية لمقام المرسل إليه ، بحيث لا تعدو كونها تنبه القارئ لمادتها الإخبارية دون ما وجه للإبداع والإيحاء الجمالي للتنغيم والإرسالية المتخمة بأوجاع الحروف فتتعانق الألفاظ بكل تواضع معلنة عن ولادة منتج نقدي جديد ، لا تتضح معانيه إلا في ما يلي : “حياة ومؤلفات وطن الشهادة ودم الإبداع ” ، القارئ يندهش من تلك العجائبية التعبيرية في عالم الإشهار حيث البائع شغوف بمناجاة مشتريه بكل السبل ، لكن بمجرد متابعة الخبر تتراءى تلك الخيبة « فالكاتب يردد في ظاهر الأمر لحنا جماعيا ، ولكن الطقوس المتعارفة ذكريات ، تساق في معرض البيع والشراء ، تحولت الكتابة إلى ما يشبه البضاعة ، وتحولت الهمة إلى حديث هذا هو الفقد البليغ الضاحك الذي يتجاهله الدارسون القساة في عباراتهم الباهتة …»([14]) .
تلك التراتبية في نيل درجة متناهية من التأثير تبدو من خلال المعطيات الممنوحة ، في مقال آفاق التالي في نفس الجريدة النموذج : « ….وهكذا يولد الخالدون من خطوات بسيطة ،صادقة على درب آفاق فيعلو بهم المدى وترحب آفاق ، وغدا تقرأ لهم الرواية والقصة والديوان فتجربة آفاق عن ما يزيد من ربع قرن في رعاية مواهب المواهب ،…..فإلى فضاء آفاق صوبوا أقلامكم وثقوا أنها على الدوام ،وفية لكم جميعا وأنها معتزة بكل من آوى إلى ظلها الظليل »([15]) ، مزودة القارئ بلمحة من الحوارات الأدبية مع روائية مغمورة من حيث التقديم والفواصل المختارة ، مع ما في الصورة من ضبابية باهتة لذلك لم تمض الرسالة الخطابية إلا في ضوء الدعاية إذ بلغت الأيقونة المستعملة ممعنة في تناسبية الموضوع فلا نستغرب في تناول حال أدباء مجهولين بتلك البساطة السطحية بتجنب استعمال الألوان الساطعة والتترات الجاذبة.
لذلك تعدم تلك العلاقة التشاركية بين المتلقي إن استثنينا تسميته ب- مستهلك – والمادة المعروضة كمقال يروج للإنتاج الأدبي من أجل كسب رهان المقروئية ،مع أن الواضح خلوها من الإيحائية والتدليل الحجاجي لقيمة المادة ووجودها ضمن تحديات بضائع متفاوتة القدر والمستوى ، « لأن للقراءة جمالية خاصة تفقد حين تفقدها جدواها وقيمتها ، إن قراءة النص الأدبي تقتضي أدبية القراءة وتلقي الجمال يفترض جمالية التلقي ، أو لنقل بعبارة ثانية إن أدب الكاتب يوجب أدب القارئ …»([16])
كما لا يمكن استبعاد الناحية التفاعلية بين هيئة الخطاب اللسانية ومتعلقها ( الصورة ) ، ويبدو أنه من حسن الصدف الإعلامية انتهاج فرصة الإبانة المعنوية للمادة الأدبية من حيث مناسبتها لوظيفة التأثير مع ترسيخ تدعيم المعنى داخل الإطار فإذا كان ما هو بصدد الكتابة البدئية (الكاتب غير مشهور ) لازم ظهوره في حلة كتلك ، فلا ننسى أن وجهة الإعلان واضحة بpubliés statique دون مجاوزة المنحى المادي والحسي للفاعلية المنشغلة بالحرف .
تورط جميل ما في الصفحة من تقسيمات وتوظيفات تعنى بالتفرد والميزة فالكتابة لأدب الأطفال يجعل المتلقي يقبل بكل شراهة على إتيان الموضوع من ذاتية المشاكلة الضمنية للأشياء دون تغييب التفاصيل كما هو عهد المواضيع الفنية المتخذة لأخبار الفنانين من مغنيين وممثلين ولا نذهب بعيدا ففي الصفحة السابقة للموضوع الأدبي كمقال نقدي ممكن الإجرائية تذهب المادة إلى توضيح استلام الممثلة لجائزتها خارج أرض الوطن كما ألوان الإيديولوجية ضاربة بعمق بالبند العريض بلون أحمر دلالة على الأهمية وخطورة الموقف مما يسهل عملية التنبه للمقال النقدي المنوع بين وصف وتقرير وجس نبض ولا نتصور أيضا إحجام المتلقي عن هذا لأنه وسط خير الوسطين مع ما فيه من التشجيع والدفع قدما بحركية الإبداع داخل الجزائر .
القراءة وعلاقتها بالأدب والمقال الصحفي منطوية ضمن ما يسمى بالحوارية الفردية أين تكمن سلطة الكاتب ، بإلغاء جانب الترجيع والترداد بين الطرفين إذ يعمل الإشهار في حرص على تمرير جانب دون آخر مسعاه الوحيد التصدير والعرض والقصدية الذاتية وإن كانت مصاحبة لما ترغبه الأنا الاجتماعية في تكونها وتطورها([17]) فمن غير المعقول أن نلغي النص الثاني كولادة عسيرة المخاض في جوهرها ومبناها داخل المنظومة الإعلامية وتحدياتها ، حيث تظهر رغبة الاستمالة بإقبال الكاتبة حورية داودي على مواصلة الدعاية بقلمها لمؤسسة ثقافية بقولها :«نكتب والحبر إحساس يقطر من الأنامل ،نلوث المساحات بفيض القلب، بتوهج الروح بتلألؤ الحرف ونطير إلى حيث تأوي النجمة في خدرها ، إلى حيث ينثر المارد طلاسم الشعر شعرا إلى حيث يعانق الليل سنابل العشق وردا ثم نعود زجر القرطاس والأمل لنصلي صلاة الرجاء ….فهل يصل الصدى إلى الضفة الأخرى ؟ »([18])
يستوجب البحث وقوفنا على قيمة العبارة نطارد النجمة في خدرها لتتولد لنا صنوفا معينة من الإشهار:
النجمة الطلاسم الرجاء الصدى
هي متعلقات علت بمستوى بمحاكاتها للشّعرية الفذة ، بحيث نلفي نوعا من الاستحالة الواقعية لمعول المنتوج الأدبي وعليه ركبت الكاتبة خطر الانزياح لفرض نوع من الألفة بين واقع الحال وصاحبه ، إذ تظهر ذلك الشقاء المسلط عنوة على وسائل الاتصال الجماهرية في ما يخص مواضيع الأدب والنقد ، فالواضح مجاراة المعاني لنسب الكثافة التشخيصية لهموم الذات المبدعة انطلاقا من مناسبة خط الصورة ومدعمها اللغوي ، لا ننسى أن الموضوع هو الترويج لكتاب مغمورين …فالخدر والنجمة والطلاسم مع ما في أسلوب الرجاء وأثر الصدى حكمة مفادها : الخطاب شامل وعام هدفه إيصال رسالة معينة تنبأ عن زوال الهيمنة الأدبية اجتماعيا واقتصاديا ، فكل الألفاظ والفقر المختارة وطريقة ترتيبها يدل على الصعوبة والمعوقات التي يتلقاها المبدعين بما يواجهونه من محصلة الفلسفة البراغماتية.
ينبه نصر الدين العياضي إلى ضرورة الاهتمام بالصيغة الأسلوبية للخطاب بقوله :«تتماشى كل هذه الأساليب مع ما يقتضيه الخطاب الإشهاري الذي كثيرا ما يوظف أساليب الطلب والنداء والتوكيد ….في التعبير عن نفسه والتقرب من المتلقي شيئا فشيئا واستدراجه لتقبل الرسالة بسهولة ويسر ولذة ومتعة ، ذلك أن اللقطة الإشهارية لا تتضمن الإكراه بل تتركنا أحرارا لقول لا ، فنحن في نظرها لسنا مستسلمين بل شركاء مسترخيين ولاعبين ، وأطراف متورطة معها بإصرار مسبق»([19])
يبقى النص الأدبي في اختباراته الصحافية معينا وباثا لرؤى وفاعليات اجتماعية وأخرى ثقافية بفعل الحركة البادية وبكل يسر ، لبلورة أسس البناء المعرفي والتخيلي الذي طالما كان مستسلما لانتهاكات المادة لذلك أنسب مقاربة نلج من خلالها صوب الفتح النصي الأدبي الإشهاري هي : السيميائية بما تفيده الممارسات اللسانية والبنائية لمعالم الجملة واللفظ لعل الحرف يسلم أثره لآمال الأدباء والمثقفين ([20]) فيجرنا إلى القول أن الطاقة الحجاجية التي يتمتع بها الاشهار لمواد أدبية يعتني بمنطق الإقناع الجمالي للغة ، فلا مناص من اعتبارها الطريقة الوحيدة بل المعول الوحيد في إبراز دور الأدب وسط الحراك الاجتماعي ، بما يسمح به من مرموزات إنشائية وأخرى خبرية لعلها تفي بالغرض نمثل لها ب:
– الاعتماد على مساحات لونية معينة
– تدعيم الصورة المرئية لما يتعلق داخل الخطاب الأدبي
– تشكيل عناوين براقة وأخرى باهتة
– وضع ترتيب معين للمادة الأدبية بحيث تأتي وسط أخبار سياسية وبعد أحداث رياضية
– الترويج لصنف معين من الأخبار الأدبية كتسلم الأدباء للجوائز أو إنشاء حوارات تأبينية وأخرى اطرائية
– محاولة توثيق وترسيخ المادة الأدبية بأفكار إيديولوجية
– الأخذ بعين الاعتبار مقام المتلقي ، فلا تقتنص المواد إلا ما يمكنها إثارة نوع من الحماس والانفعالية
– انتهاج المنطق الاستقرائي في محاورة البيان اللغوي داخل النصوص الأدبية ، بحيث ينتقل الصحافي من الجزئي إلى الكلي
– خضوع المادة الأدبية إلى أهواء إعلامية بحتة بعيدة عن الممارسة النقدية المختصة
ورغم اتساع الهوية بين الأدب ومتلقييه ، فلا يمكننا إلا الاقتناع بثقل الوطأة المعلوماتية والاستهلاكية بحيث بدل من أن تختزن الجرائد كنوز المعارف والعبقريات الأدبية ، سعت إلى فرض نوع من الرقابة الحديثة على مختلف النشاطات النقدية ، فلا نكاد نلمح حوارية لغوية ولا مجلسا فنيا لا يخلو من الترويج والاشهارية الخبرية ، وإن كان الأدب لا يمكنه الاستغناء عن الصحافة فكلاهما يشتركان في صفة الإفصاح والتبليغ .
المصادر والمراجع :
* المصادر :
– جريدة المساء
(1)- لطيفة داريب :” جريدة المساء” ع 06 جويلية 2008
(2)- ابن تريعة :” الكلمة تستحضر أبو العيد دودو ” ، جريدة المساء ع 4850 – 16/01/2013
(3)– الطاهر يحياوي :” أنتم قادرون على كسب الرهان ” ، جريدة المساء ع 4850 20/01/2013
* المراجع :
(1)- ينظر ابن عبد ربه أبو عمر بن محمد:” العقد الفريد ، شر أحمد أمين ، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ، القاهرة ط 1949 م 6 ص 18- 19
(2)- ينظر :إبراهيم صحراوي :” النص الأدبي فضاء للحوار ” ، مجلة علامات، ديسمبر 2004 ، م14 ج 54 ص 598 (3)– أحمد طالب الإبراهيمي :” آثار الإمام البشير الإبراهيمي 1929- 1940 ” ، دار الغرب الإسلامي ، بيروت ، ط1- 1997 ج1 ، ص 97مالك بن نبي :” شروط النهضة ” ، تر : عبد الصبور شاهين ،دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، دمشق دط ص
(4)- بشير ابرير :” تعليمية النصوص بين النظرية والتطبيق ” ، عالم الكتب الحديث للنشر والتوزيع ، إربد – الأردن- ط1 2007 ، ص 155 – 196
(5)– ينظر :بشير ابرير :” التحليل السيميائي للخطاب الإشهاري ، دراسة في تفاعل أنظمة العلامات وبلاغة الإقناع ” ، مجلة اللسانيات واللغة العربية ، ع 1 2006 ، عنابة ، الجزائر ، ص 21
(6)- شوقي ضيف : ” الشعر وطوابعه الشعبية على مر العصور ” ، دار المعارف ، القاهرة ، ط2 1984 ، ص
194
(7)- أدونيس :” سياسة الشعر ” ، دار الآداب، ط2 1996 ، بيروت لبنان ص 49
(8)ينظر: عبد العالي الطيب ” آليات الخطاب الاشهاري ” ، مجلة علامات النادي الثقافي جدة المملكة العربية السعودية سبتمبر 2003ج49 م 13 ص 316
(9) – عبد العالي الطيب ، المرجع السابق ص 97
(10)- مالك بن نبي :” شروط النهضة ” ، تر : عبد الصبور شاهين ،دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ،دمشق دط ص 314
(11)– ينظر : عمراني مصطفى :” الخطاب الاشهاري بين التقرير والايحاء ” ، مجلة فكر ونقد ، ع 34- 2000 – ص 27 عن : بشير ابرير : المرجع السابق ص 201
(12)- مرزاق بقطاش :” ليون تولستوي ذاك النهر الجارف ” ، جريدة المساء ع 4851 / 17 / 01/ 2013
(13)- نصر الدين العياضي :” وسائل الاتصال الجماهيري والمجتمع ،آراء ورؤى ” ، سلسلة معالم ، دار القصبة للنشر ، الجزائر ، دط ص45
– مالك بن نبي :” شروط النهضة ” ، تر : عبد الصبور شاهين ،دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، دمشق دط ص 155[1](
– شوقي ضيف : ” الشعر وطوابعه الشعبية على مر العصور ” ، دار المعارف ، القاهرة ، ط2 1984 ، ص 194 [2](
– أحمد طالب الإبراهيمي :” آثار الامام البشير الابراهيمي 1929- 1940 ” ، دار الغرب الاسلامي ، بيروت ، ط1- 1997 ج1 ، ص 97 [3] (
– بشير ابرير :” تعليمية النصوص بين النظرية والتطبيق ” ، عالم الكتب الحديث للنشر والتوزيع ، إربد – الاردن- ط1 2007 ، ص 196 [4](
– لطيفة داريب :” جريدة المساء” ع 06 جويلية 2008 [5](
– المصدر نفسه .[6](
– ينظر: عبد العالي الطيب ” آليات الخطاب الاشهاري ” ، مجلة علامات النادي الثقافي جدة المملكة العربية السعودية سبتمبر 2003ج49 م 13 ص 316 [7](
– مرزاق بقطاش :” ليون تولستوي ذاك النهر الجارف ” ، جريدة المساء ع 4851 / 17 / 01/ 2013 [8](
– ينظر ابن عبد ربه أبو عمر بن محمد:” العقد الفريد ، شر أحمد أمين ، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ، القاهرة ط 1949 م 6 ص 18- 19 [9](
– عبد العالي الطيب ، المرجع السابق ص 314 [10](
– ابن تريعة :” الكلمة تستحضر أبو العيد دودو ” ، جريدة المساء ع 4850 – 16/01/2013 [11](
– ينظر : عمراني مصطفى :” الخطاب الاشهاري بين التقرير والايحاء ” ، مجلة فكر ونقد ، ع 34- 2000 – ص 27 عن : بشير ابرير : المرجع السابق ص 201 [12](
– نبيل علي :” الثقافة العربية وعصر المعلومات ، رؤية لمستقبل الخطاب الثقافي العربي ” ، عالم المعرفة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ، الكويت ع 265 1990 ص 357 [13](
– مصطفى ناصف :”محاورت في النثر العربي ” ، عالم المعرفة ع 218 ط 2000 ، الكويت ص 246- 247 [14] (
– الطاهر يحياوي :” أنتم قادرون على كسب الرهان ” ، جريدة المساء ع 4850 20/01/2013 [15](
– أدونيس :” سياسة الشعر ” ، دار الآداب، ط2 1996 ، بيروت لبنان ص 49 [16](
– ينظر :إبراهيم صحراوي :” النص الأدبي فضاء للحوار ” ، مجلة علامات، ديسمبر 2004 ، م14 ج 54 ص 598 [17](
– جريدة المساء ، العدد السابق [18](
– نصر الدين العياضي :” وسائل الاتصال الجماهيري والمجتمع ،آراء ورؤى ” ، سلسلة معالم ، دار القصبة للنشر ، الجزائر ، دط ص 45[19]
– ينظر :بشير ابرير :” التحليل السيميائي للخطاب الإشهاري ، دراسة في تفاعل أنظمة العلامات وبلاغة الإقناع ” ، مجلة اللسانيات واللغة العربية ، ع 1 2006 ، عنابة ، الجزائر ، ص 21 [20]