التغيرات المناخية “بين الواقع والحرب الايكولوجية”
Climate change “between reality and ecological warfare”
أ.د. سرور طالبي (رئيسة مركز جيل البحث العلمي)
Sourour TALBI (JiL Scientific Research Center)
مداخلة مشاركة في الملتقى الدولي المحكم الذي نظمته كلية الحقوق في جامعة الجزائر1 ، بتاريخ 3 مايو 2023 تحت عنوان: القانون الدولي وتحديات التغير المناخي
حمل من هنا عرض المداخلة
Abstract:
This brief intervention concentrated on certain artificial projects which are unfortunately at the origin of many abnormal phenomena.
One of the recommendations insisted on the need to prohibit the climate control and the manipulation of the weather.
Keywords: climate change – anomalous phenomena – climate control – ecological warfare.
ملخص:
ركزت هذه المداخلة الموجزة على بعض المشاريع الاصطناعية التي هي للأسف وراء العديد من الظواهر غير الطبيعية.
ومن أهم ما أوصت به هو ضرورة حظر السباق نحو التحكم في الطقس والتلاعب بالظواهر الجوية.
الكلمات المفتاحية: التغيرات المناخية – الظواهر غير الطبيعية – التحكم في الطقس – الحرب الايكولوجية.
تقديم:
تُعرف منظمة الأمم المتحدة التغير المناخي بأنه: ” تحولات طويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس. يمكن أن تكون هذه التحولات طبيعية، بسبب التغيرات في نشاط الشمس أو الانفجارات البركانية الكبيرة، ولكن منذ القرن التاسع عشر، كانت الأنشطة البشرية هي المحرك الرئيسي لتغير المناخ، ويرجع ذلك أساسًا إلى حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز”. [1]
وعليه فالتغير المناخي عبارة عن تقلبات مناخية استثنائية: أي تقارب زمني خطير بين الظواهر الجوية “المتطرفة” مثل:
- الارتفاع غير الطبيعي في معدل درجة الحرارة وموجات الجفاف؛
- تذبذب الفصول؛
- الأعاصير والفيضانات؛
- التصحر؛
- الزلازل.
ومن أجل الحد من الأنشطة البشرية المضرة بالبيئة وبصحة الإنسان واستقراره وأمانه، بادرت الدول منذ عام 1992 بإبرام اتفاقيات دولية وأخرى إقليمية، أبرزها اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول التغيرات المناخية لسنة 1992 وبروتوكول كيوتو واتفاق باريس حول التغير المناخي، وأخيرا الدورة السابعة والعشرينCOP 27 لمؤتمر الدول الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة المنعقد في شرم الشيخ في مصر في نوفمبر 2022.
ولقد شددت هذه الوثائق الدولية على ضرورة ضبط استعمال الوقود الأحفوري والحد من انبعاثات غاز الكاربون، لذلك تتمحور إشكالية هذه المداخلة في ما يلي:
- هل هناك أسباب أخرى من وراء الظواهر غير الطبيعية التي تحدث في مختلف أنحاء العالم ؟
- هل لهذه الظواهر غير الطبيعية علاقة بالطموح المفرط للدول الصناعية للسيطرة على الموارد المائية وفي استغلال التكنولوجيا من أجل توليد الطاقة وتطوير الاتصالات والأسلحة الحربية والتحكم في الطقس؟
ستوجز هذه المداخلة ” أهم أربع مشاريع اصطناعية ” تتسبب في الإضرار بالبيئة وتشكل مصدر تهديد صريح للأرض وللإنسان معا وهي:
أولا: أهم المشاريع المضرة بالبيئة على سطح الأرض
- مصادم الهادرونات الكبير سيرن
- سد الممرات الثلاثة
ثانيا: أهم المشاريع المضرة بالبيئة في الغلاف الجوي
- مشروع هارب
- غاز الكيمتريل.
***
أولا: أهم المشاريع المضرة بالبيئة على سطح الأرض
تتناول هذه الفقرة أهم وأخطر مشروعين اصطناعيين موجودين على سطح الأرض ويضران بشكل مباشر بالبيئة وهما مصادم الهادرونات الكبير سيرن الموجود بين الحدود الفرنسية السويسرية وكذلك سد الممرات الثلاث بالصين، نلخصهما كالآتي:
- مصادم الهادرونات الكبير سيرن:
مصادم الهادرونات الكبير سيرن ” CERN ” عبارة عن نفق دائري على شكل خاتم مطوق قطره 3.8م وبمسافة 27 كم على عمق ما بين 50 إلى 175م تحت سطح الأرض أسفل الحدود بين فرنسا وسويسرا.
وهو جزء من مشروع تديره المنظمة الأوربية للأبحاث النووية المعروفة أيضا بـــــ سيرن CERN، ولقد تم انشاء هذا المصادم ما بين 1983 و1988 وتم افتتاحه في 2008.
وهو مصادم لتسريع الجسيمات الأضخم والأعلى طاقة وسرعة في العالم توجد به مغناطيسات تعجيل البروتونات .
وتتم في هذا المصادم اختبارات سيدفع لمصادمة فيها حزماً من جسيمات دون ذرية بسرعة تقارب سرعة الضوء.
تعمل المسرعات على تعزيز حزم الجسيمات إلى طاقات عالية قبل أن تصطدم الحزم ببعضها البعض أو بأهداف ثابتة.
وعموما يأمل العلماء من خلال هذا المشروع محاكاة انفجار كبير للوصول إلى الإجابات عن الألغاز الخاصة بــ “الكون” ونشأته لإثبات صحة نظرية “الانفجار العظيم” المزعوم.
- سد الممرات الثلاثة[2]:
يعتبر سد الممرات الثلاث ” Three Gorges Dam ” أكبر سد هيدروليكي في العالم، يبلغ طول جداره 2.3 كيلومتر ويرتفع عن قعر النهر 183 متر كما يبلغ طول الخزان 660 كيلومترًا.
ويمكن أن يمر في هذا السد أكثر من 244 مليار متر مكعب من المياه – أو حوالي ضعف حجم البحر الميت – عبر المضائق الثلاثة في غضون شهرين.
ولقد اكتمل بناؤه عام 2006 على نهر (التنين) Yangtze في الصين، الذي يعتبر أطول أنهار الصين وثالث أطول أنهار العالم.
في 2012 اكتمل بناء محطة الطاقة الكهرومائية المصاحبة له، والتي تبلغ طاقتها التوليدية 22500 ميغاوات .
وبحسب ما جاء في مشروع الحكومة الصينية، لم يكن السبب الرئيسي لبنائه هو توليد الطاقة، وإنما للسيطرة على الفيضانات في اتجاه مجرى النهر وكذلك للري والملاحة.
لكن كشفت الأمطار القياسية عن قدرته المحدودة في السيطرة على الفيضانات، بحيث منذ 2003 يتسبب هذا السد في حدوث انهيارات أرضية وانفصال جزء كبير من الجبل وانزلاقه في النهر.
والأخطر من كل ذلك يتسبب هذا السد في زيادة النشاط الزلزالي للمنطقة التي بنى عليها والمنطقة المحيطة به والتي يسكن فيها أزيد من 30 مليون نسمة كما يظهر في هذه الصورة:
تُظهر هذه الصورة الجوية، التي التقطت في 15|06|2020، منطقة غمرتها المياه بالقرب من سد الممرات الثلاثة بسبب الأمطار الغزيرة، مصدر الصورة: STR / AFP عبر Getty Images[3].
***
ثانيا: أهم المشاريع المضرة بالبيئة في الغلاف الجوي
تتناول هذه الفقرة أهم وأخطر مشروعين اصطناعيين يؤثران بشكل مباشر على الغلاف الجوي ويضران بالبيئة وهما كل من مشروع هارب وغاز الكيمتريل، نلخصهما كالآتي:
- مشروع هارب:
مشروع هارب ” HAARP ” أو برنامج الشفق القطبي النشط عالي التردد، هو جهاز إرسال لاسلكي أكبر من معظم أجهزة الإرسال اللاسلكية الأخرى، موجود في محطة في ولاية ألاسكا التابعة للمنشآت العسكرية الأمريكية.
ويحتوي مشروع هارب على 180 هوائية موزعة على مساحة 14 هكتارا، تنبعث منها موجات لاسلكية عالية التردد تصل إلى الغلاف الجوي السفلي للأرض.
وفي في 11 أغسطس 2015، تم نقل تشغيل مرفق البحث من سلاح الجو الأمريكي إلى جامعة ألاسكا فيربانكس.
وبحسب المعلومات المتوفرة في موقع هذه الجامعة ، فلقد أنشأ هذا المشروع لأغراض الاتصالات اللاسلكية ولدراسة ومراقبة خصائص وسلوك الأيونوسفير عن طريق تحليل الغلاف الأيوني “الأيونوسفير” والبحث في إمكانية تطوير وتعزيز تكنولوجيا المجال الأيوني.
وعليه تعتمد هذه المحطة في آلية عملها على تسخين منطقة محددة من المجال الأيوني لفترة زمنية وتصدر تريليون موجات راديوية عالية التردد.
وعليه وبسبب التسخين المستمر لطبقة “الأيونوسفير”، ما زالت المخاوف موجودة من احتمال تأثير هذا المشروع على المدى البعيد على الغلاف الأيوني.
- غاز الكيمتريل[4]:
غاز اﻟﻜﯿﻤﺘﺮﯾﻞ ” Chemtrail ” عبارة عن خليط من المعادن الثقيلة بما في ذلك الألمنيوم والباريوم وأملاح مثل المغنيسيوم والكالسيوم وغيرها من العناصر مثل التيتانيوم وألياف المكثور المجهرية يتم نشره على ارتفاعات جوية محددة لاستحداث ظواهر اصطناعية مثل:
• البرق والرعد؛
• الأعاصير والعواصف؛
• التصحر والجفاف والاستمطار.
فعندما تطلق إحدى الطائرات غاز “الكيمتريل” في الهواء تنخفض درجات الحرارة في الجو وقد تصل إلى 7 مئوية، وذلك بسبب حجب أشعة الشمس عن الأرض بواسطة مكونات هذه السحابة الاصطناعية، كما تنخفض الرطوبة الجوية إلى 30% بسبب امتصاصها مع أكسيد الألمونيوم، متحولا إلى هيدروكسيد الألمونيوم هذا بجانب عمل الغبار الدقيق لأكسيد الألمونيوم كمرآه تعكس أشعة الشمس.
وعموما يندرج الكيمتريل ضمن علوم الهندسة المناخية التي بدأ الاهتمام بها منذ الخمسينيات من القرن الماضي ووصفت تلك العلوم كإحدى أهم استراتيجيات القرن 21 بسبب قدرتها على التحكم في المناخ.
وفي 1990 بدأت التجارب الأولية برش هذا الغاز من قبل سلاح الجو الأمريكي في بعض الولايات الأمريكية.[5]
غير أن للكيمتريل تأثيرات مباشرة على صحة الإنسان، فيسبب مشاكل في التنفس، أو أمرض جلدية أو مرض آلزهايمر.[6].
***
هذا باختصار أهم أربع مشاريع اصطناعية تهدد وتضر بالبيئة وهي موزعة على الشكل التي توضحه خريطة العالم التالية:
من إعداد الباحثة
الخاتمة:
لا تؤثر انبعاثات غاز الكاربون على المناخ بالقدر الذي تؤثر عليه المشاريع الأربعة التي أوجزتها هذه المداخلة، وهي كما رأينا المسبب المباشر والرئيسي لكثرة حدوث الفيضانات أو الأعاصير والعواصف وحتى الجفاف والتصحر، بل والزلازل كذلك وعليه توصي الدراسة بضرورة:
- حظر استعمال التكنولوجيا كوسيلة لتطوير الأسلحة الإيكولوجية.
- وقف نشر غاز الكيمتريل نظرا لتأثيراته السلبية على الصحة والنظام البيئي.
- تعويض الدول والشعوب المتضررة من هذه المشاريع.
- تفعيل مختلف الآليات التي كرستها الاتفاقيات الدولية.
[1] ينظر موقع منظمة الأمم المتحدة على الرابط: https://www.un.org/ar/climatechange/what-is-climate-change
[2] ينظر : https://www.britannica.com/topic/Three-Gorges-Dam
[3] ينظر : CNN – https://edition.cnn.com/style/article/china-three-gorges-dam-intl-hnk-dst/index.html
[4] ينظر الرابط: https://ihcoedu.uobaghdad.edu.iq/wp-content/uploads/sites/27/2019/01/%D8%BA%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%8A%D9%85%D8%AA%D8%B1%D9%8A%D9%84-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B1%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D9%83%D9%85-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%82%D8%B3.pdf
[5] ينظر:
[6] ينظر https://web.archive.org/web/20170420180533/http://www.bariumblues.com/chemtrails_nanotechnology_aeroso.htm