ابن خلدون وتيريون لانستر وسبيل البحث عن العدالة: عصر وسيط جديد والموروث الخلدوني في صراع العروش
Ibn Khaldun and Tyrion Lannister and the Search for Justice: A New Medieval Age and the Khaldunian Legacy in Game of Thrones
د. محمد البشير رازقي/المعهد العالي للعلوم الانسانيّة، جندوبة، تونس
Dr. Mohamed Bechir Rezgui/ Higher Institute of Human Sciences, Jendouba, Tunis
مقال منشور في مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية العدد 96 الصفحة 65.
ملخّص:
هل يمكن أن نفهم عبارة “العصور الوسطى الجديدة” من خلال ملحمة الجليد والنّار، وشخصيّة ابن خلدون؟ وهل نحتاج في العالم العربي راهنا إلى نظرتنا الخاصّة والأصيلة إلى نظريّة “العصور الوسطى الجديدة”؟
تبيّن لنا من خلال هذا البحث على المُعنون ” ابن خلدون وتيريون لانستر Tyrion Lannister وسبيل البحث عن العدالة: عصر وسيط جديد والموروث الخلدوني في صراع العروش Game of Thrones” التشابه الشديد بين شخصيّة تيريون لانستر وهي شخصيّة محوريّة في صراع العروش وعبد الرحمان ابن خلدون سواء على مستوى النشأة أو السيرة السياسيّة والحياتيّة. استفاد إذا هذا العمل الروائي/التلفزيوني من إرث انساني عريق نظّر لمسألة الحكيم السياسي والمستشار، وهذا ما يحملنا على القول بأهميّة التعامل الدائم مع أعمال عبد الرحمان ابن خلدون، ولما لا إنتاج نظريّة في مسألة “العصور الوسطى الجديدة” من خلال أعماله.
الكلمات المفتاحيّة:صراع العروش، العصر الوسيط الجديد، ابن خلدون، تيريون لانستر، العدالة.
Abstract :
Can we understand the phrase “the new Middle Ages” through the epic of ice and fire, and the personality of Ibn Khaldun?Do we, in the Arab world, need our own and original view of the theory of the “new Middle Ages”? Through this research on the title “Ibn Khaldun and Tyrion Lannister and the way to search for justice: a new mediating era and the Khaldunian legacy in the Game of Thrones”, we have found the strong similarity between the personality of Tyrion Lannister, who is a central figure in the Game of Thrones, and Abd al-Rahman Ibn Khaldun, both on the other hand.The level of upbringing or the political and life biography.So this fictional/television work benefited from a long-standing human legacy that theorized the issue of the political wise man and the advisor.This is what makes us say the importance of always dealing with the works of Abd al-Rahman Ibn Khaldun, and why not produce a theory on the issue of the “new middle ages” through his works.
Keywords:Game of Thrones, New Medieval Age, Ibn Khaldun, Tyrion Lannister, Justice.
مقدّمة:
مثّل منصب المستشار لبّ رحى رواية صراع العروش التي تحوّلت إلى مسلسل ناجح جدّا[1]، إلى جانب موروث حضاري عربي ضخم في حقل نصيحة الملوك والمرايا السلطانيّة. تتشابك الإشكاليّة الرئيسيّة التي نطرحها في هذا البحث مع معطى أوّل وهو الحديث المتواصل مؤخّرا عن انبعاث “عصر وسيط جديد”، ومعطى ثان يتمثّل في الإرث الخلدوني المغيّب في سلسلة الجليد والنار مع التشابه المفرط بين ابن خلدون وتيريون لانستير Tyrion Lannister سواء على مستوى السيرة الحياتيّة أو المبادئ السياسيّة.
خضع العمل الأدبي صراع العروش Game of Thrones لدراسات أكاديميّة عديدة، سواء على مستوى علاقة موسيقاه التصويريّة لتمثّلات العصر الوسيط[2]، أو استرجاعاها لتراث شعبي وموروث حكائيّ أوروبي وعالمي تليد[3]، أو علاقة العمل الأدبي بطبيعة الثقافة الجنسيّة خلال العصر الوسيط[4] ودور نجاح هذه الرواية/السلسلة في إثارة مسألة التغيّرات المناخيّة مع الانتشار الكبير لعبارة “الشتاء قادم Winter is Coming” وتأثير الصراعات بين أصحاب النّفوذ على التغيّرات المناخيّة، وتأثير التغيّرات المناخيّة في اشتداد هذه الصراعات[5].
تناولت دراسات أخرى خُطاطات القوّة والنفوذ السياسي التي تمفصلت مع أحداث الرواية[6]. كما أثار النجاح التلفزيوني للرواية النقاش من جديد حول نشأة “عصور وُسطى جديدة”[7]، وتزامن ذلك مع تطوّر التنظير لنظريّة الشواش Chaos Theory في ميدان العلوم السياسية عربيّا وعالميّا[8]، ساهمت رواية صراع العروش على إعادة استحضار مرتكزات الحكم والحياة اليوميّة في العصور الوسطى سواء من طرف المؤسّسة العالمة أو المشاهدين العاديين[9]، وتشابك ذلك مع زمن عصيب عايشه العالم سواء مع الأزمة الاقتصاديةّ العالميّة (2007- 2009)، أو مع كارثة فوكوشيما النوويّة في اليابان (مارس 2011)، أو التسرّب النفطي الرهيب الذي شهده خليج المكسيك (أفريل 2010)، أو بعد الحركات الاحتجاجيّة التي انطلقت في عدد من بلدان العالم العربي بداية من سنة 2010. مثّلت سلسلة “صراع العروش” مصدر إلهام، على الأقلّ على مستوى اقتباس العنوان، لعدد من الباحثين لتأويل الاحداث التاريخيّة وانعكاسها على الحاضر مثل عمل توماس لومبير Thomas E. Lambert الذي استرجع مرّة أخرى صراع “العصر الوسيط” بين الأقنان والنبلاء دارسا دور “صراع العروش” هذا في نشأة الرأسماليّة ونشأة الدول الأوروبيّة وسهرها على وتمويل حروبها وإمبراطورياتها فيما وراء البحار[10]، لا يخفى علينا هنا العلاقة بين الصدى الذي خلّفه هذا البحث وزمن نشره مع توظيفه لعبارة “صراع العروش” بالأطروحات الحديثة حول تقهقر الرأسماليّة لصالح نظم ومراكز نفوذ أخرى مثل الصّين وروسيا[11]، وهذا ما ينبّئ بإمكانيّة نشأة صراع عروش جديد، وبالتالي عصر وسيط معاصر.
نطرح في هذا البحث عددا من الإشكاليّات الأساسيّة: هل يمثّل تيريون لانستر ابن خلدون ثانٍ في ملحمة الجليد والنّار؟ وما هي علاقة نجاح هذه الشخصيّة بما طُرح مؤخّرا في العالم عموما وفي العالم العربي خصوصا حول بروز سمات العصور الوسطى الجديدة؟
الكاريزما، الماضي وبناء المكانة الاجتماعيّة
تتشابه الحياة العائليّة لتيريون لانستر مع ابن خلدون، وُلد ابن خلدون مثله مثل تيريون في مجتمع مطبوع “بطابع البعثرة والتركيب، وهو ما يجب أن نربطه بالتنوّع الكبير في الأصول واللغات والمعتقدات الدينيّة وأشكال الحياة”[12]. كما تزوّج ابن خلدون “محضيّة من أصول مسيحيّة”، مثل تيريون، كما توفّي أفراد من عائلة ابن خلدون ومنها زوجته، مثل تيريون[13]، عايش ابن خلدون ظروفا دراميّة في طفولته سواء من خلال الطاعون الأسود (1348) و”التقلّبات السياسيّة” والحروب و”موت أهله ومعظم أساتذته”[14]، وهذا ما عايشه تيريون سواء من خلال أزمته الشخصيّة (قصر قامته حيث حاولت عائلته قتله) أو من خلال الحروب العديدة التي شهدتها الممالك السبعة، كما حاول عدد من الناس قتل تيريون، وهذا أمر يتشاركه مع ابن خلدون، وهو قاسم مشترك في حياة البلاطات، قال مخاطبا حارسه الشخصي: “عدد من الناس في هذه المدينة يريدون قتلي ومهمّتك هي حمايتي”[15].
ركّز كاتب ملحمة الجليد والنار على مسألة الكاريزما وبناء المكانات الاجتماعيّة وتوظيف ذلك في صناعة الحشود ونسج شبكات الولاء[16]، والتعقّد الشديد للشخصيّات[17]، قال تيريون لانستر ذات مرّة: في “بعض الأوقات، المكانة مفهوم تجريديّ”[18]، وأيضا: “نصف رجل ربّما (أي قصير) ولكن لديّ الشجاعة كي أواجه أعدائي”[19]، ويمكن أن نعوّض على مستوى الدراسات الخلدونيّة مصطلح الكاريزما بعبارة “العصبيّة” الأساس المتين للرئاسة[20]، من ناجية أخرى لعبت عائلة بني خلدون “دورا هامّا في الدولة الحفصيّة”، وقد لاحظ عبد السلام شدّادي “العناية الخاصّة التي كان يوليها (أي ابن خلدون) للتذكير بأدقّ تفاصيل سلالته”، مع التذكير الدائم بالأعمال “العظيمة لأجداده الأكثر تميّزا”[21]، سعى ابن خلدون إلى تشكيل مكانة اجتماعيّة لنفسه من خلال بناء ماض مجيد لعائلته لشرعنة تموقعه في حاضره أساسا، فتاريخ عائلته امتزج “بتاريخ الأندلس وافريقية، وفي مجال أبعد يُساير تاريخ الإسلام في بداياته الأولى ويرتبط به”[22]، أي تتركّز المسألة ترسيخ للأصول المشتركة بين العائلة والإسلام والبلاطات.
راهن تيريون لانستر على العلم لبناء مكانته الاجتماعيّة، فبسبب قصر قامته وضعف جسده لن يتمكّن من الوصول إلى مكانة الفارس أو المحارب، سأل جون سنو تيريون لانستر “لماذا تقرأ كثيرا؟”، أجاب: “أنظر إليّ وأخبرني ماذا ترى، ما تراه هو قزم إن كنت وُلدّت فلاّحا ربّما قد تركوني في الغابات كي أموت، للأسف قد وُلدّت من آل لانيستر في كاستلي روك، كانوا ينتظرون مجيئي، والدي كان مساعد الملك لما يقرب من عشرين عاما…حتّى قام أخي بقتله، الحياة مليئة بالكثير من المفارقات…يجب أن أقوم بدوري في تشريف عائلتي، ولكن كيف(؟)، حسنا أخي لديه سيفه وأنا لديّ عقلي، والعقل بحاجة إلى كتاب مثلما يحتاج السيف إلى مُشحذ، هذا سبب قراءاتي الكثيرة يا جون سنو…كل شيء سيكون أفضل مع وجود بعض النبيذ في البطن”[23]، راهن ابن خلدون أيضا على العلم، حيث يشترك مع تيريون في عصاميّته، فلم يتلقّى ابن خلدون تعليما متكاملا استنادا لمعايير زمانه “لأنه انخرط مبكّرا في الحياة السياسيّة”، ونال معارفه أساسا من خلال التجربة والحياة، حيث وُصف النظام التعليمي الذي تلقّاه ب”العشوائي”[24]، وقد عانى ابن خلدون تحقيرا وتهميشا من منافسيه بسبب طبيعة تعليمه حيث حقّر وقُلّل من شأنه[25].
أبرز تيريون لانستر وعيا مفرطا بأهميّة المال سواء في بناء المكانة الاجتماعيّة الشخصيّة أو العائلية أو لبقاء الدولة، قال ذات مرّة: “إن كنت تريد أن تصبح مشلول، من الأفضل أن يكون غنيّا مشلولا”[26]، أيضا “عائلتي غنيّة، لدينا ذهب الكثير من الذهب”[27]، وكثيرا ما كان يردّد مثلا وهو: “غنيّ مثل آل لانيستر”[28]، وورد عن تيريون في مكان آخر من الملحمة: “والدي تقريبا أقوى رجل في البلاد وبالتأكيد الأغنى، إنه يضع الممالك السبع في جيبه، كل شخص في كلّ مكان يفعل تماما ما يُمليه عليه أبي”[29]، من ناحية أخرى أبرز ابن خلدون “كيفيّة طروق الخلل للدولة” وهي أساسا ضعف الشوكة والعصبيّة من خلال ضعف الجند ويحصل هذا الأمر عبر غياب المال[30].
نلاحظ تشابها غريبا بين شخصيّتي تيريون لانستر Tyrion Lannister وعبد الرحمان ابن خلدون، حيث ينحدر آل لانسر من “المغامرين الأنداليّين”[31]، ولا يخفى علينا هنا التشابه بين مصطلح “الأنداليين” ومصطلح “الأندلس” المنبع الجغرافي لعائلة ابن خلدون[32]، وكان شعار عائلة لانستر “أسد ذهبي على خلفيّة قرمزيّة”، والمثير هنا أنّ الأسد كثيرا ما كان يحضر في أعلام الإمارات الأندلسيّة.
ناصح السلطان، مساعد الملك وممارسة السياسة
اهتمّ عدد من الأبحاث بشخصيّة تيريون لانستير Tyrion Lannister ودوره المركزي في سلسلة “الجليد والنّار” وإتقانه دور المستشار مع حرصه على المحافظة على التوازن بين مراكز القوّة والنفوذ وأقطاب الصراع، مع التقليل قدر الإمكان من أضرار هذا الصراع[35]، طرحت هذه الشخصيّة معضلة الأخلاق في الصراع والحرب[36]، والحياة اليوميّة، بل يمكن اعتبار السلسلة عموما ورشة مركّزة لتشريح الأخلاق السياسيّة[37]، والمسؤوليّة الأخلاقيّة للحاكم تجاه المحكوم[38]، وثنائيّة الشرعيّة والمشروعيّة في الحكم، أي من الجدير بالوصول إلى السلطة الابن، القويّ أو الكفء[39]، كما شكّلت الأخلاق رافدا أساسيّا في تمثّل ابن خلدون لمسألة علم العمران عموما وتقنيات الحكم خصوصا حيث “تسيطر دائرة الأخلاق على الحياة الاجتماعيّة بكليّتها، وفي الواقع فإنّ وجودها بهذا الشكل هو ما لعب دورا كبيرا في تكوين السوسيولوجيا الخلدونيّة”[40].
أنتج صراع العروش صورا نمطيّة حول معارضي الحكم ومن هم خارج المدن، حيث وُسموا ب”المتوحّشين” و”الهمّج”، قال تيريون: “حرّاس الليل (المجنّدون في الجدار) هم الشيء الوحيد الذي يفصلنا عمّا يوجد وراء الجدار”[41]، وقد اعتمدت مقدّمة ابن خلدون على هذه الأساليب حيث وُصمت فئات اجتماعيّة عديدة ب”الغوغاء” و”السفلة” وغيرها[42]، كما قال تيريون، في إطار حديثه عن عواقب قتل أخته لإدوارد ستارك Eddard Stark (Ned) ممّا نتج عنه تجمّع الشمال ضدّ عائلته أنّ “أعداءنا يكرهون بعضهم بقدر كرههم لنا تقريبا”[43]، وتُحيلنا هذه القولة إلى تمثّل ابن خلدون لطبيعة المجتمع القبلي لشمال افريقيا، الذي سُمّي فيما بعد بالانقسامي[44]، وهي بعبارة ابن خلدون “العصبيّة” حيث “لا يصدق دفاعهم وذيادهم إلاّ إذا كانوا عصبيّة وأهل نسب واحد لأنهم بذلك تشتدّ شوكتهم ويُخشى جانبهم إذ نُعرة كل أحد على نسبه وعصبيّته أهمّ”[45].
تبرز الواقعيّة المفرطة في كلّ تصرّفات تيريون لانستر، تحدّث مرّة مع جون سنو قائلا: “دعني أسدي إليك نصيحة أيها اللقيط: لا تنسى هويّتك يوما، بقيّة النّاس لن يفعلوا، لتكن درعك وبهذا لا يمكن أن تُستعمل لإيذائك يوما[46]، ماذا تعرف عن شعور اللقيط، الأقزام جميعا لقطاء بنظر آباءهم”[47]، وقال في سياق آخر أنّ “الموت هو نهاية حتميّة، أمّا الحياة…الحياة مليئة بالاحتمالات”[48]، كما راهن ابن خلدون على الواقعيّة ومطابقة التمثّلات بالممارسات، وعدم بعد العلماء عن السياسة[49]، إلى درجة مقارنة بعض الباحثين ابن خلدون بمكيافلي[50].
خاطب تيريون أخته بعد أن لاحظ أخطاءها في تسيير المدينة: “نصف المدينة يتضوّرون جوعا عندما يأتي الشتاء والنصف الآخر سيخطّطون للإطاحة بك”[51]، أفرد ابن خلدون فقرات عديدة لمسألة “المعاش” في مقدّمته سواء على مستوى الفلاحة أو السكّة أو الجباية والتجارة والأسواق[52]،كما أبرز ابن خلدون في مواضع كثيرة في المقدّمة نقدا وتشكيكا في روايات عديدة مثل نقاشه “أمر الفاطمي وما يذهب إليه الناس في شأنه وكشف الغطاء عن ذلك”[53]، من ناحيته، تحدّثت تيريون لانستير عن الأساطير التي تُحاط عن الجدار وما وراءه: “أنا لا أصدّق أن العمالقة والغيلان والموتى والأحياء يختبئون خلف الجدار، أنا أصدّق أن الفرق الوحيد بيننا وبين البريّة هو أنه عندما أُقيم هذا الجدار كان أسلافنا يعيشون على الجانب الآخر منه”[54].
نسجّل تشابها آخر بيّن بين شخصيّة تيريون لانستر Tyrion Lannister وابن خلدون، وهو أوّلا علاقة تيريون مع “الهمجيّين” حسب عبارة والد تيرون، حيث احتاجه والده لكي يكون واسطة بينه بينهم لتجنيدهم لحروبه مع آل ستارك، وأيضا لتجنّب الحرب معهم، كان ابن خلدون على معرفة أيضا بالأعراب وأهل البادية من ناحية، إلى جانب توظفيه من قبل أحد البلاطات للتفاوض مع تيمورلنك منعا لاقتحامه الشام[55]، صّور تيريون في السلسلة كخبير في حياة “الهمّج” مثلما نُظر إلى ابن خلدون كعارف في شأن أهل البادية والبربر والشأن القبلي عموما، تسائل تيريون في أحد حواراته مع والده: “أنا ورجال القبائل في الخطوط الأماميّة؟”[56]، وضعه والده كحلقة وصل بينه وبين “الهمّج” لمعرفته بقدرة تيريون على محاورتهم وإقناعهم، كما اعتادت عائلة تيريون إنتاج صور نمطيّة حول هذه القبيلة من قبيح “الهمّج” والشرسين[57]، ولا يخفى علينا الوصم التحقيري الذي كاله ابن خلدون ل”الأعراب” في مقدّمته، دخل تيريون في مفاوضات مع القبائل، يمكّنهم من حيازة أراضي واسعة، ويحاربون تحت إمرته، وثد نجح في ذلك، أقام ابن خلدون نظريّته حول أصل الدولة على هذا المعطى باعتبار أن “البداوة أقدم من الحضر وسابق عليه، وأنّ البادية أصل العُمران والأمصار مدد لها”[58].
أثبت تيريون خلال حرب والده مع آل ستارك قدرته على قراءة الأحداث، يقول تيريون عن نفسه: “أنا محلّل شخصيّات عظيم”[59]، خاطبه والده قائلا في خضمّ هذه المعركة بعد أن خُطف ولده الأكبر ووريثه: “كنت دائما أعتقد أنّك ضعيف وأحمق، ربّما كنت مخطئا”[60]، ولهذا كافئه والده بتعيينه حاكما نائبا له في عاصمة ويستيروس Westeros “كينغ لاندينغ” King’s Landing في منصب مساعد الملك [61]، قال تيريون عند وصوله لهذه المدينة: “لا يمكن الوثوق بأحد في كينغ لاندينغ كلّهم كذّابون…أنا لست من هنا، أنا عبد الحقيقة”[62]، دخل ابن خلدون من ناحيته معترك السياسة في ظرفيّة صعبة وصراعات دمويّة على السلطة حيث عُيّن في بداية شبابه “مستشارا للسلطان” أبي إسحاق[63]، وقد تنقّل ابن خلدون بين بلاطات أخرى عديدة “في خدمة ملوك المغرب والأندلس” أو في المشرق[64]، كما كان دبلوماسيّا فطنا ومحاورا لبقا ووسيطا حيويّا وأساسيّا بين القبائل والبلاطات، سواء على مستوى التهدئة أو عقد التحالفات[65]، إذا كان ابن خلدون في خضمّ شبكات المصالح والصراعات السياسات سواء في المغارب أو في المشرق.
المجتمع ورهانات أصحاب النفوذ: الحكيم وزمن الخيبة
تشابكت المقدمة وصراع العروش في قاسم مشترك أساسيّ تخلّل كلا العملين: قانون العصبيّة المؤسس على قاعدة النسب والقرابة وشرعنة الحكم وترسيخ “الشوكة”[66]، دون نسيان مفهوم “الجاه” المساهم بطريقة حاسمة في تأسيس “الملك”[67]، قدّم ابن خلدون مرتكزات أساسيّة لتواجد مؤسسة الدولة، وتغيب في غيابها وهي المعاش (الفلاحة، الأرض…)، والمال والجيش، إلى جانب “الجاه” والوجاهة الاجتماعيّة[68]، يُظهر لنا حوار تيرون مع دانيريس في أوّل لقاء بينهما طبيعة المشروع السياسي الناشئ، قال لها: “أتريدين الانتقام من آل لانيستر؟ لقد قتلت أمّي جوانا لانيستر في يوم ولادتي، لقد قتلت والدي تايون لانيستر بسهم في قلبه أنا أعظم قاتل للانيستر على الإطلاق…عندما كنت شابّا سمعت قصّة عن رضيع(ة) جديد(ة) تمّ ولادتها في أسوأ عاصفة عرفها الأحياء لم يكن لديها ثروة أو أراضي أو جيش مجرّد اسم فقط وحفنة من الأنصار، معظمهم ظنّوا أن بوسعهم استخدام ذلك الاسم لينتفعوا أبقوها حيّة، ونقلوها من مكان لآخر حتى على بعد ساعات من الرجال الذي أُرسلوا لقتلها والتي بيعت في النهاية إلى أمير حرب ما على حافّة العالم واتّضح أن هذا هو الأمر، وبعد بضعة سنوات أفضل شخص مُخبر أعرفه أخبرني أن تلك الفتاة التي بدون ثورة وأراضي أو جيوش، بطريقة ما حصلت على الثلاثة في مدّة قصيرة جدّا ومعها ثلاث تنانين، ظنّوا أنها الأفضل وآخر فرصة لبناء عالم أفضل (يقصد دانيريس) ظننت أنها تستحقّ المقابلة على أقرّ تقدير”، فأجابته دانيريس: “لماذا أضيع وقتي بالاستماع إليك؟”، أجابها “لأنّك لا تستطيعين بناء عالم أفضل بمفردك، لا يوجد هناك من بجوارك يفهم الأرض التي تريدين حكمها، قوّة وضعف المنازل (أي العائلات) التي إمّا ستنضمّ لك أو تعارضك”، أجابته “سيكون لديّ جيش كبير وتنانين كبير للغاية”، أجابها: “القتل والسياسة ليسوا نفس الأمر دائما، عندما خدمت كمساعد للملك أبليت حسنا في منصبي بغضّ النظر إلى الملك الذي يفضّل تعذيب الحيوانات عن قيادة شعبه، بوسعي أفعل أفضل من هذا بنصيحة حاكم يستحقّ الاسم، لو كان هذا بالفعل ما تكونين”، أجابته: “أتريد أن تنصحني إذا؟ حسن”[69]، في نفس الحوار أرادت دانيريس قتل معاونها السابق وصديق تيريون، قال لها تيريون: “الحاكمة التي تقتل الذي كرّسوا حياتهم لها ليست حاكمة تلهم الجميع بتفان، وأنت بحاجة إلى الإلهام المخلص، الكثير منه لو كنت ستحكمين ما وراء البحر الضيّق، ولكن لا يمكنك جعله بجوارك عندما تفعلين هذا”[70].
خاض تيريون حربا حاسمة وفاصلة دفاعا عن “كينغ لاندينغ” King’s Landing، وكان هو القائد ضد جيش ستانيس باراثيون BaratheonStannis حيث وظّف خطّة “النار الجامحة” مما تسبّب في تدمير جزء مهمّ من أسطول ستانيس، تزامن تنظيم ستانيس لجنوده ومحاصرته للمدينة انسحاب قائد الجيوش الميدانيّة فاضطرّ تيريون لأخذ القيادة الميدانيّة رغم عدم إتقانه للمبارزة، على عكس تميّزه في التكتيك ورسم الاستراتيجيّات، قال مخاطبا جنوده بعد انسحاب قائده الميداني محاولا اقناعهم بأحقيّته: “أنا سأقود الهجوم، يقولون إنّني نصف رجل (أي رجل قصير القامة) لكن ماذا يجعلكم هذا؟.
سنلتفّ عنهم ونقضي عليهم من الخلف، لا تقاتلوا من أجل ملككم ولا لأجل ممالكه، لا تقاتلوا لأجل الشرف ولا لأجل المجد ولا تقاتلوا لأجل الثروات لأنكم لن تنالوا شيئا منها، هذه مدينتكم التي يسعى ستانيس لنهبها، وهذه التي يضربها هي بوّاباتكم، وإذا دخل سيحرق بيوتكم ويسرق ذهبكم ويغتصب نساءكم، هناك رجال شجعان يطرقون بابنا، فلنذهب ونقتلهم”[71]، وقد نجح تيريون في مهمّته وأنقذ المدينة، قواسم مشتركة هنا كثيرة بين ابن خلدون وتيرون أهمّها أنّه رغم الدور المركزي لتيريون في حرب دحر جيش ستانيس باراثيون سواء كاستراتيجي أو كقائد للجنود، إلاّ أنه سرق منه انتصاره وتم تجاهله تماما ونُزع عنه منصب “معاون الملك”[72]، وهذا ما لاقاه ابن خلدون في بلاطات عديدة زارها أو عمل معها، نكران الجميل وعدم الاعتراف[73]، ولهذا خاطب تيريون أباه قائلا:”ماذا أريد؟ قليل من العرفان سيكون بداية”[74].
في هذا الإطار، خاطب الوزير فاريس المسؤول على التجسّس تيريون بقوله: “هناك كثيرون يعرفون أنه لولاك لواجهت المدينة هزيمة مؤكّدة، الملك لم يعزي إليك فضلا ولن يذكرك التاريخ لكن نحن لن ننسى”[75]، أجاب تيريون عن هذا الموقف: “هؤلاء الناس الأشرار، الشيء الذي أُجيده هو التفوّق عليهم بالكلام وبالتفكير، هذا هو أنا وأحبّ هذا”[76]، سأل تيريون أباه عن سبب حرمانه من حقّه سواء بالاعتراف أو بنزع لقب معاون الملك منه أو عدم تعيينه نائبا عنه في أحد المدن، أجابه والده قائلا: “أنت الذي قتلت أمّك (خلال الولادة) لتأتي لهذا العالم، أنت مخلوق مشوّه دنيء وحقود يملئك الحسد والشهوة والمكر، الأعراف البشريّة تمنحك الحقّ بحمل إسمي واستعراض رايتي لأني لا أستطيع أن أُثبت أنّك لست ابني، ولتعلّمني الآلهة التواضع حكمت عليّ برؤيتك تتبختر قربي وأنت تضع شعار الأسد مدعاة الفخر الذي كان ختم أبي وأبيه من قبله، لكن لا الآلهة ولا البشر سيجبرونني على السماح لك بتحويل كاسترلي روك (القلعة التي رغب تيريون في حيازتها) إلى ماخور لك…لا تتحدّث بعد الآن عن حقّك في كاسترلي روك”[77]، من ناحيته عاش ابن خلدون “حياة شغلها القضاء وتنازعتها السياسة ودسائسها وتجاذبتها الخطط الرسميّة التي تولاّها في عهد سلالات حكمت اسبانيا وإفريقيا الشمالية ومصر”[78]. كما عاين ابن خلدون زمن صعب فتك به الطاعون، حاول فيه أن يتعايش مع سياقات عصره حيث انتقل بين عدد من البلاطات من المغارب إلى المشرق، إلى جانب توقه إلى المعرفة ورغبته في تسطير قوانين “للتاريخ” عبر كتاباته[79]، ولم يكن حظّ ابن خلدون بأفضل من حظّ تيريون، بل لاقى نفس النكران، يتشارك تيريون لانستر مع ابن خلدون في أمر آخر مهمّ وأساسي ومحوريّ وهو تنقّلهم بين البلاطات والمؤامرات العديدة التي تعرّضوا لها، فكثيرا ما تحدّث ابن خلدون عن: “التأليب عليّ والسّعاية بي”[80]، أو “كثرا سعاية البطانة بكلّ نوع من أنواع السعايات، وابن عرفة يزيد في إغراءهم[81] متى اجتمعوا إليه…”[82]، ولهذا سُجن ابن خلدون مثلما سُجن تيريون من جرّاء انغماسهم في رهانات زمانهم[83].
انضمّ تيريون إلى بلاط جديد يتشابك في تكوينه التشدّد الديني وانقسامه بين جماعات اثنيّة وعسكريّة وجماعات وظيفيّة (مرتزقة) وكاريزما ملكته وارثها العائلي التليد المنزوع لهم من طرف عائلات أخرى أهمّها عائلة تيريون نفسه، وحيازتها حصرا على سلاح فريد من نوعه: ثلاث تنانين، ولهذا حذّر وزير الجواسيس تيريون قائلا له: “عليك الاحتراس، لأنّك قد تأكل بعض الطعام الفاسد بالخطأ (يقصد التسميم)”[84]، إذا هناك سلطة دينيّة (نشأة مؤسسة) وسلطة “العامّة” من خلال نشأة مؤسّسة المسرح ومشهدة العنف[85]. وقد شهد عصر ابن خلدون حراكا ولائيّا لافتا، إلى جانب ترسّخ المؤسسة الدينية (المالكيّة أساسا) الرسميّة[86]، إلى جانب بروز “تنوّع كبير في أشكال التعبير عن الورع”[87]، وهذا ما يذكّرنا بالأزمة الدينيّة التي تزامن وجودها في بلاط دانيريس وبلاط سيرسي حيث شكّلت المؤسّسة الدينيّة لا فقط مركز ثقل بل منبعا للنفوذ والقوّة والهيمنة.
المشروع الأمثل: العدل، الأخلاق والسياسة
وجّه وزير الجاسوسيّة خطابه إلى تيريون بقوله: “لديك العديد من الصفات المثيرة للإعجاب…أي أحمق مع قليل من الحظّ قد يجد نفسه مولودا بسلطة، ولكن اكتسابها لنفسك، هذا يحتاج عمل مضني…لديك غرائز والدك في السياسة ولديك رحمة”، وقال له أنه مناسب لتحقيق “السلام الازدهار، في أرض حيث لا يفترس القويّ فيها الضعيف”، أجابه تيريون: “حيث صُنعت القلاع من خبز الزنجبيل والخنادق مملوءة بخمر زهرة العلّيق، القويّ سوف يفترس الضعيف دائما، هذا سبب كونهم أقوياء من الأصل”، أجابه وزير الجواسيس: “يمكنك مساعدة آخر في الوصول إليه (للعرش الحديدي) والجلوس عليه، الممالك السبع بحاجة لشخص أقوى من تومين (الملك الحالي وهو ابن أخته)…عاهل يمكنه تخويف الأسياد الكبار وإلهام الناس، حاكم يحبّه الملايين ولديه جيش قويّ واسم العائلة الصحيح”، في هذا الإطار اقتنع تيريون بالانضمام إلى بلاط آخر منافس لبلاط عائلته: العمل تحت امرأة دانريس تارغيرين Daenerys Targaryen “أمّ التنانين” حيث يستطيع أن يقرّر لو كان “العالم يستحقّ القتال لأجله”[88]، في نفس الفترة، تصعد نفوذ المتشدّدين دينيّا في “كينغ لاندينغ” King’s Landing عاصمة ويستيروس Westeros حيث اضطرّت سيرسي لانستر Cersei Lannister للركون إليهم بعد وفاة والدها وهروب تيريون واختفاء أخيها وصغر سنّ ابنها الملك[89]، إذا برز نفس المتغيّر في العاصمة وفي مملكة “أمّ التنانين” وهو المحمل الإيديولوجي المتشدّد[90]، برز عامل حاسم آخر خاصة في عاصمة أمّ التنانين وهو “التقاليد”، اعتاد أهل المدينة على يوم سنويّ للقتال، فرفضت دانيريس إقامته بسبب بشاعته، أرسل أصحاب النفوذ رجل لها ليقنعها قائلا: “على كل الرجال الموت، لكن لا يمكن لك الموت بالمجد، ما سبب قتال الرجال؟ لما عبر أجدادك البحر الضيّق وغزو الممالك السبع؟ كي يعيش اسمهم للأبد، أولئك الذين يجدون النصر في حضائر القتال لن يصبحوا ملوكا أبدا ولكن اسمهم سيضلّ للأبد، إنها أفضل فرصة لديهم”، ردّت عليه دانيرس قائلة: “أهذا ما تقوله للرجال قبل أن يذهبوا لذبح بعضهم للترفيه؟”، أجاب المبعوث: “مولاتي اليوم هو تقليدي لبدء موسم القتال”، أجاب: “لا أعرف هذا التقاليد”، أجاب: “التقاليد هي الشيء الوحيد الذي يجعل هذه المدينة، مدينتك صامدة، بدونهم العبيد والأسياد السابقين لن يكون لديهم قاسم مشترك، لا شيء سوى قرون من الريبة والاستياء، لا أستطيع وعدك بأنّ هذا هو الحلّ لكلّ مشاكلنا، ولكنّها مجرّد بداية”[91]، وأعقب رفض دانيريس إقامة هذا اليوم تمرّد من المقاتلين خلّف عددا كبيرا من الموتى في الأسواق والمنازل، حيث اضطرّت أخيرا إلى الاعتراف به، بل وحضور بعض مشاهد القتال والزواج من أحد السكان المحليّين[92]، في نفس فترة فقدان دانيريس السيطرة على منظومة التقاليد وخضوعها لها نسبيّا، فقدت سيرسي السيطرة على السلطة الدينيّة المتشدّدة في العاصمة، بل عُذّبت وأُهينت من طرفها[93]، إذا لم يكن الظرف الذي وصل فيه تيريون لعاصمة أمّ التنانين بالسهل، بل تشابك فيه التمرّد مع تطوّد مؤسسة دينية متشدّدة مع رفض عدد من الناس زعامة امرأة عليهم، إلى جانب الصراع المرتقب مع عائلة آل لانستير، مثّل وصول تيريون للعاصمة الجديدة تأسيس همزة وصل أساسيّة بين هذه الأزمات مع إمكانيّة توفير حلّ لها، فهو صاحب تجربة في تسيير دواليب الحكم في زمن الأزمات، وينتمي للعائلة الحاكمة للمالك السبعة، وعانى من الظلم والتهميش مثلها عانت منه دانيريس سواء قبل وصولها للسلطة أو خلالها، فشخصيّة دانيريس مشابهة لشخصيّة تيريون، لما سُئل تيريون عن سبب تحالفه مع أمّ التناني قال: “الذهب والمجد والكراهية”[94]، إلى جانب إظهارهم لمشروع سياسي يعتمد على دمج السياسة بالأخلاق، إلى جانب تاريخهم المشترك، فشقيق تريون قتل والد دانيريس، ولهذا سمّي قاتل الملك[95].
بالمقابل، احتاج البلاط في أحيان كثيرة لابن خلدون، أنار لنا ابن خلدون بقلمه زوايا مهمّة من سيرته، فقد تشابكت حياته مع أزمانه عديدة عايشها زمانه مثل لقاءه مع تيمورلنك على أبواب دمشق، عُزل ابن خلدون قبُيل هذا اللقاء من وظيفته في البلاط ورغم ذلك أُلتجأ له، أُعجب تيمورلنك بابن خلدون، ولم يخفي ابن خلدون نفسه إعجابه بتيمورلنك، بل يُشبه، ويكاد يتطابق، خطاب ابن خلدون تجاه تيمورلنك ما قاله تيريون لانستر لدانيريس في أول لقاء لهما، قال ابن خلدون: “أيّدك الله، لي اليوم ثلاثون أو أربعون سنة أتمنّى لقاءك، قال لي الترجمان عبد الجبّار: وما سبب ذلك؟ فقلت…: أنّك سلطان العالم وملك الدنيا وما أعتقد أنه ظهر في الخليقة منذ آدم لهذا العهد ملك مثلك، ولست ممّن يقول في الأمور بالجُزاف، فإنّي من أهل العلم، وأبيّن ذلك فأقول: إن الملك إنّما يكون بالعصبيّة وعلى كثرتها يكون قدر المُلك”[96]، كان حدث لقاء بتيمورلنك “على أبواب دمشق في 1401 الحدث الأكثر دراميّة والأكثر مشهديّة في حياته…كان ابن خلدون إذا على درجة من الشهرة ليُثير انتباه الفاتح”[97].
نلاحظ أن نظريّة ابن خلدون حول عمر الدولة تتخلّل كل ملحمة الجليد والنّار وخاصّة علاقة انهيار الدولة بانتشار التبذير وبذخ العائلة الحاكمة، يقول تيريون بعد تقلّده منصب وزير المال: “باعتباري وزير المال عليّ حساب التكاليف للأسرة المالكة، وحتّى الآن تعتبر نفقات ضخمة، ونحن في حرب”[98]، بيّن ابن خلدون في تحليله لأطوار نشأة الدولة انتقالها من البداوة للحضارة إلى الانغماس في الحضارة، من شظف العيش للترف إلى المبالغة في الترف، من الشجاعة للاستكانة وصولا للجبن، من الاشتراك في المجد للانفراد بالمجد وصولا لاستعانة صاحب الدولة بالأجانب[99]، تشابهت هذه الخطاطة الخلدونيّة مع تعامل مؤلف ملحمة أغنية الجليد والنّار مع نشأة العائلات والعروش والبلاطات وانهيارها[100].
استفاد ابن خلدون من إرث عميق غي حقل نصيحة الملوك حيث مثّلت تيمة النصيحة والمشورة والعدل ركنا أساسيّا لا عند ابن خلدون فقط، بل في التراث الاسلامي عموما، فالحاكم و”الرعيّة سواء” لا يتميّز عنهم بشيء[101]، هذا إلى جانب أهميّة الإقدام على نصح الحاكم[102]، وتتخلّل هذه الأفكار سلسلة الجليد والنار، فقد تلقّى تيريون من والده نصيحة: “هل أشرح لك في درس واحد سهل كيف يسير العالم؟
العشيرة التي تعطي الأوليّة للعائلة ستَهزِم دائما العشيرة التي تعطي الأولويّة لنزوات وأماني أبنائها وبناتها، الرجل الصالح يفعل كلّ ما في وسعه لتحسين مكانة عائلته بصرف النظر عن رغباته الأنانيّة الخاصّة”[103]، نفس الوالد وجّه الخطاب إلى ابن ابنته وهو الملك المستقبلي: “ما نوع الملوك ستكون في نظرك؟”، أجاب الولد “ملك صالح”، ردّ عليه جدّه: “ولكن ما الذي يجعل الملك صالحا، ما هي أهمّ صفات الجودة المهمّة للملك(؟)”، أجاب الولد “القداسة”، ردّ عليه جدّه “بايلور المبارك كان مقدّسا وجدير بالثناء، إنه من بنى دار العبادة كما أطلق لقب كاهن على طفل ذو 6 سنوات لأنه ظنّ أن الفتى بوسعه عمل معجزات، انتهى به الأمر يموت جوعا في مقبرته لأن الطعام كان من هذا العالم النجس”، أجاب مرة أخرى الولد: “العدالة؟”، عقّب عليه جدّه: “أجل الملك الصالح يجب أن يكون عادلا، أويس الأوّل كان عادلا، الجميع هتفوا بإصلاحاته، النبلاء والعامّة كانوا سواسية ولكن لم يطول عدله تمّ قتله وهو نائم بعد أقلّ من عام بواسطة شقيقه، أكانت العدالة التي يستحقّها بأن يتخلّى عن رعاياه إلى الشرّ الذي كان سذجا في التعرّف عليه؟”، قدّم الولد إجابة أخرى: “القوّة؟”، أجابه جدّه: “أجل القوّة، الملك روبرت كان قويّا، فاز بالتمرّد وحطّم سلالة التارغريين وحضر ثلاثة اجتماعات صغيرة خلال 17 عاما، قضى وقته مع العاهرات وفي الصيد والسكر، حتّى قتله السكر والصيد، إذا لدينا رجل جوّع نفسه حتّى الموت، رجل ترك شقيقه يقتله، وآخر يعتقد أن الفوز والحكم نفس الشيء، ماذا ينقصهم جميعا”، أجاب الولد: “الحكمة؟ الحكمة ما تجعل الملك صالحا”، وافقه جدّه قائلا: “أجل، ولكن ما هي الحكمة؟ منزل لديه ثروة كبيرة وأراض خصبة يطلب حمايتك ضدّ منزل آخر لديه جيش قويّ قد يعارضك يوما ما، كيف تعرف القرار الحكيم من الطائش؟ هل لديك أيّ خبرة في الخزائن ومخازن الحبوب وموانئ السفن والجنود؟ بالطبع لا، الملك الحكيم يعرف ما يريده ويترك ما لا يريده، أنت صغير، الملك الحكيم الصغير يُنصت إلى مجلسه ويستجيب لنصائحهم حتّى يصبح بالغا، وأحكم الملوك يستمرّون في الإنصات إليهم طويلا”[104].
يمثّل مشهد محاكمة تيريون في تهمة قتله عمّه الملك (وهو بريء من هذه التهمة) والحوار الذي ألقاه مدافعا عن نفسه لبّ رحى هذه الشخصيّة، كما تبيّن لنا من خلال هذه المحاكمة طبيعة الانشقاقات الرهيبة سواء في العائلة الحاكمة نفسها، وبين العائلة الحاكمة وبين بقيّة العائلات المؤثّرة المكوّنة للمملكة، لُفّقت ضد تيريون عدّة شهادات كاذبة، وقد أخذ الكلمة قائلا: “أريد أن أعترف، لقد أنقذتك (مشيرا إلى والده) وأنقذت المدينة وكل حيواتكم التافهة (مخاطبا أهل المدينة الحاضرين في المحاكمة العلنيّة)، كان عليّ ترك ستانيس يقتلكم جميعا…أجل يا أبي أنا مذنب…أنا مذهب بجرائم أخرى وحشيّة، أنا مذنب لكوني قزما…كنت في محاكمة لهذا السبب طيلة حياتي… لم أقتل جوفري (الملك المقتول) ولكن كنت أتمنّى هذا…تمنّيت أن أكون ذلك الوحش، تمنّيت أن أحظى بسمّ كاف لكل هذه المجموعة (أهل المدينة والشهود)، وسأكون سعيدا بأن أضحّي بحياتي لأشاهدكم جميعا تختنقون”[105]، ولهذا نلاحظ تشابها بين تمثّل ابن خلدون لسلوك الأفراد في المدن سواء سكانا أو سياسيين، وتصوّر تيريون لهذه الفئة على مستوى “كثرة الشهوات والملاذ الناشئة عن الترف…واطّراح الحشمة” و”التحيّل” و”الكذب والمقامرة”، أما الساسة إذا انغمسوا في “النعيم والترف فإن ذلك شهادة فناء لسلطانهم[106]، ولا يخفى علينا هنا مشاهد الجنس أو لعب القمار التي حفلت بها سلسلة صراع العروش على مستوى العامة والساسة، أي “الحضارة المُفسدة للعمران”[107].
تميّز تيريون بميزة أخرى وهي ما يمكن تسميته بحرصه على الصالح العام مع حضور الهاجس الأخلاقي، فعندما ظهر عدوّ مشترك للإنسان “الموتى السائرون” دعا إلى تجاوز الصراعات بين عائلات الممالك السبعة: “نواجه كلّنا خطرا…نحن مجموعة أناس لا نحبّ بعضنا…لقد عانينا على أيدي بعضنا وخسرنا أناس نحبّهم على أيدي بعضنا”[108]، “لم تكن أقوامنا صديقة فيما مضى، أمّا الآن فإمّا أن نقاتل معا أو نموت”[109]، كما تكفّل أيضا تيريون بمحاولة إقناع أخته سيرسي بالاستسلام غي حربها مع دانيريس من أجل “تفادي مجزرة…لا أريد أن أرى هذه المدينة تحترق، لا أريد أن أسمع صرخات أطفال يحرقون أحياء”، لكنّه فشل في ذلك حيث احترقت العاصمة كلها بمبانيها وسكّانها[110]، وقد انتهب الحرب على ضفاف مدينة من رماد، ولم ينجح تيريون في منع الكارثة، بسبب طبيعة الذات البشريّة أو لمميّزات منصب “ناصح” الحاكم(ة) حيث يقتصر دوره على النصح والتحليل ورسم السياسات لا تنفيذها، ختم تيرون دوره في السلسلة بقولة حزينة: “لقد خنقت حبيبتي، أطلقت على أبي سهما، وخنت مليكتي…لقد اخترت مصيري بعكس شهب كينغ لاندينغ…كان فاريس (سيّد الجواسيس) على حقّ، كنت مخطئ، كان من الغرور أن أتصوّر أنني أستطيع إرشادها، ملكتنا (دانيريس) مجبولة على النّار والدماء…أحرقت مدينة بأكملها…أحيانا يكون الواجب هو موت الحبّ”[111]، المهمّة الحاسمة الأحيرة التي تكفّل بها تيريون هي إقناع جون سنو بإيقاف جنون “دانيريس” عبر قتلها، ثمّ إيصال “بران الكسير” إلى سدّة الحكم، فكافأه بران الكسير بمنصب مساعد الملك، بدأ تيريون يتوجّس من دانيريس بعد أن أطنبت في ممارسة العنف سواء في الحرب أو مع الجنود المهزومين أو ضدّ سكّان المدن خاصّة وأنه حاول كثيرا منعها من ذلك وفشل[112]، إذا تجاوز الأمر مفهوم الحرب العادلة، قال لها في أحد جلساتهم: “إذا أردنا إنشاء عالم جديد وأفضل فلا أظنّ أن الخداع والقتل الجماعي هو الطريقة الأفضل للبدء…حدّثتني مرّة عن تغيير الأوضاع،…إن كنت ستكونين ملكة من هذا النوع فكيف أنت مختلفة عن الطغاة الذين سبقوك؟”[113]، ولهذا حرص ابن خلدون على إبراز ما يقع في آخر الدولة من كثرة الموت بسبب “الهرج”[114].
مثّل إذا تيريون العمّود الفقري لمفهوم الحكمة والعقل في السلسلة، لكن انتهى دوره في السلسلة بإيحائة دالّة وموحية، حيث لم يُذكر اسمه في كتاب “أغنية الجليد والنار” وهو الكتاب الذي ألفه أحد الحكماء لتأريخ الحروب التالية لموت الملك روبرت[115]، إذا يبقى دائما دور الحكيم والمستشار والناصح حاسما ومُحدّدا ومصيريّا، ولكن مشبوها فيه، وكثيرا ما تم التضحية به، واضح إذا أنّ أهمّ التشابكات المعرفيّة بين مقدّمة ابن خلدون وصراع العروش هو علاقة السياسي بالأخلاقي، حيث حارب تيريون لانستر كثيرا لعدم فصل السياسة عن الأخلاق، وهذا الأمر أيضا أكّد عليه كثيرا ابن خلدون من خلال ترسيخ “تصور أخلاقيّ” وعلاقة استمرار العصبيّة بنقاء الممارسات الأخلاقيّة[116].
خاتمة:
تبيّن لنا من خلال البحث التشابه الكبير بين شخصيّة عبد الرحمان ابن خلدون وشخصيّة تيريون لانستر Tyrion Lannister أحد الفاعلين الأساسيّين في ملحمة الجليد والنّار للروائي جورج ر. ر. مارتن George R. R. Martin والتي تحوّلت إلى سلسلة ناجحة جدّا.
طرحنا إشكاليّة أساسيّة منذ البداية: هل يمثّل تيريون لانستر ابن خلدون ملحمة الجليد والنّار؟ وما هي علاقة نجاح هذه الشخصيّة بما طُرح مؤخّرا في العالم عموما وفي العالم العربي خصوصا حول بروز سمات العصور الوسطى الجديدة؟
برز لنا بوضوح تشابها يكاد يصل للتطابق بين شخصيّة ابن خلدون وتيريون لانستر، خاصّة على مستوى مرتكزات بناء المكانة الاجتماعيّة، أو السيرة الذاتيّة التي تشابك فيها النّجاح بخيبة الأمل والخيانات والعثرات، أو من خلال محاولة كليهما تفسير طبيعة الرهانات الاجتماعيّة وتوظيف ذلك في ممارستها للسياسة كناصحين للملوك والأمراء، مع تركيزهما على أهميّة العدل وعدم فصل الأخلاق عن السياسة.
من ناحية أخرى، يبرز لنا نجاح هذه السلسلة تشوّف المشاهدين إلى زمن مغاير لزمانهم، أي التوق إلى مرتكزات أساسيّة ميّزت العصور الوسطى خاصّة الحضور الطاغي لمؤسّسة العائلة والعيش في المجتمعات المحليّة الضيّقة، وهذا ما أكّده أيضا ابن خلدون عبر رهانه الحيوي على مصطلح “العصبيّة”، يتميّز زمننا الحاضر بطغيان شديد للفردانيّة والمصلحة والعلاقات التعاقديّة، وهذا ما جعل المشاهد يتعلّق بشخصيّة مثل تيريون لانسترـ الراغبة أساسا في الحفاظ على تماسك العائلة مع عدم ظلم بقيّة العائلات، أي أخلقة الحياة السياسيّة، وتجنّب الظلم باعتباره “مؤذن بخراب العمران، نفس هذه الرهانات تشكّل ركنا أساسيّا في الشخصيّة القاعديّة في العالم العربي التي ساهم ابن خلدون في صياغتها، وهذا ما أكّد عليه هذا البحث أي السعي إلى إثبات هذا الإرث الخلدوني، وأهليّته لاستثماره في الحاضر والمستقبل، بل والاعتماد عليه في النقاش حول نظريّة “العصور الوسطى الجديدة”.
نتساءل أخيرا: هل قُدّر على وظيفة “المستشار” أي يعيش الخيبة والخيانة، والالتجاء إليه فقط زمن الأزمات؟ يحتاج هذا السؤال إلى بحوث أخرى، لكن يمكن القول أن زماننا يحتاج إلى شخصيّة “الحكيم” الساعي دائما إلى “العدل” وعدم خراب “العمران”، أي شخصيّة مشابهة لابن خلدون وتيريون لانستر.
قائمة المراجع:
1.أبي القاسم ابن رضوان المالقيّ (ت.783 هجري)، الشُّهب اللامعة في السياسة النافعة، تحقيق: علي سامي النشّار، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، مصر، 2007.
2.تاج الدين عبد الوهاب السبكي (ت.771 هجري)، مُعيد النعم ومُبيد النقم. الإصلاح السياسي والإداري في الدولة العربية الإسلامية، دار الحداثة، بيروت، 1983.
3.جورج ر. ر. مارتن، أغنية الجليد والنّار. 1. لعبة العروش، ترجمة: هشام فهمي، دار التنوير، بيروت، 2016.
4.عبد الرحمان بن خلدون، التعريف بابن خلدون ورحلته غربا وشرقا، دار المعارف للطباعة والنشر، سوسة، 2004.
5.وليّ الدين عبد الرحمان بن محمد بن خلدون، مقدّمة ابن خلدون، حقّق نصوصه وخرّج أحاديثه وعلّق عليه: عبد الله محمد الدرويش، دار يعرب، دمشق، الطبعة الأولى، 2004.
6.أبو يعرب المرزوقي، إصلاح العقل في الفلسفة العربيّة: من واقعيّة أرسطو وأفلاطون إلى اسميّة ابن تيميّة وابن خلدون، مركز دراسات الوحدة العربيّة، بيروت، الطبعة الثانية، 1996.
7.أحمد عبد السلام، ابن خلدون وقرّاؤه، تعريب: الصادق الميساوي، المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون: بيت الحكمة، قرطاج، 2020.
8.أكسل هونيث، الصراع من أجل الاعتراف: القواعد الأخلاقية للمآزق الاجتماعيّة، ترجمة: جورج كتورة، المكتبة الشرقيّة، بيروت، 2015.
9.إيف لاكوست، العلاّمة ابن خلدون، ترجمة: ميشال سليمان، دار الفارابي، بيروت، 2017.
10.ديفيد فيشر، الأخلاقيّات والحرب: هل يمكن أن تكون الحرب عادلة في القرن الحادي والعشرين، ترجمة: عماد عوّاد، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، سلسلة عالم المعرفة، عدد 414، 2015.
11.روبرت أرون، ابن خلدون: سيرة فكريّة، ترجمة: عبد الله فجير العمري، مركز دراسات الوحدة العربيّة، بيروت، 2022.
12.سعد غراب، ابن عرفة والمذهب المالكي بإفريقية في القرن 8 ه/ 14 م، ترجمة: نجم الدين الهنتاتي، معهد تونس للترجمة، تونس، 2022 (2 أجزاء).
13. عبد الرحمان بن محمد الحضرمي الإشبيلي، رحلة ابن خلدون، تحقيق: محمد بن تاويت الطنجي، دار الكتب العلميّة، بيروت، 2004.
14. عبد السلام شدّادي، ابن خلدون: الإنسان ومنظّر الحضارة، ترجمة: حنان قصّاب حسن، المكتبة الشرقيّة، بيروت، 2016.
15. علي الوردي، منطق ابن خلدون في ضوء حضارته وشخصيّته، دار كوفان للنشر، بيروت، الطبعة الثانية، 1994.
16. ليليا بن سالم، “التحليل الانقسامي لمجتمعات المغرب الكبير: حصيلة وتقويم”، في: الأنثروبولوجيا والتاريخ. حالة المغرب العربي، ترجمة عبد الأحد السبتي وعبد اللطيف الفلق، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، 1988.
17. محمد الخضر حسين، حياة ابن خلدون ومُثل من فلسفته الاجتماعيّة، مؤسسة هنداوي، مصر، 2013.
18.محمد الفقي، “المستشارون في لعبة العروش”، مجلة العربي، الكويت، العدد 767، أكتوبر 2022.
19. محمد حمشي/عادل زقاغ، “عن السياسة ما بعد الدوليّة: تعايش بين نظامين أم عصر وسيط جديد”، سياسات عربيّة، العدد 54، المجلد 10، (كانون الثاني- يناير 2022).
20. محمد حمشي، “نظريّة التعقّد في العلاقات الدوليّة: النظام الدولي كنظام معقّد وشواشي السّلوك”، المستقبل العربي، مركز دراسات الوحدة العربية، العدد 484 (حزيران/ يوليو 2019).
21. محمد حمشي، مدخل إلى نظريّة التعقّد في العلاقات الدوليّة، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدوحة/بيروت، 2021.
22. محمد عابد الجابري، فكر ابن خلدون. العصبيّة والدولة معالم نظريّة خلدونيّة في التاريخ الإسلامي، مركز دراسات الوحدة العربيّة، بيروت، الطبعة السادسة، 1994.
23. ناجية الوريمي بوعجيلة، حفريّات الخطاب الخلدوني: الأصول السلفيّة ووهم الحداثة العربيّة، دار الجنوب للنشر، تونس، 2008.
24. ناصيف نصّار، الفكر الواقعيّ عند ابن خلدون: تفسير تحليليّ وجدليّ لفكر ابن خلدون في بنيته ومعناه، دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت، 1981.
25. سلسلة صراع العروش Game of Thrones (8 أجزاء).
26. Abdesselam Cheddadi. “Le système du pouvoir en Islam d’après Ibn Khaldûn”. In: Annales. Economies, sociétés, civilisations. 35ᵉ année, N. 3-4, 1980.
27. Arnaud Blin, « Tamerlan, conquérant de l’éphémère », in: Arnaud Blin,Les grands capitaines, Perrin. Collection : Tempus, Paris, 2020.
28. Cyrille Sardais, Marine Agogué, « La fin du charisme, la chute du personnage de Daenerys dans la série Game of Thrones », Revue française de gestion, 2022/2 (N° 303).
29. Despina Kakoudaki, “A Virtual Winter: On the Absence of Ecology in Game of Thrones”, Film Quarterly, University of California Press, Vol. 73, No. 1 (FALL 2019).
30. Florian Besson, Justine Breton, « Tous les hommes doivent mourir, mais nous ne sommes pas des hommes : La place des femmes », in: Florian Besson, Justine Breton, Une histoire de feu et de sang: Le Moyen Âge de Game of Thrones, Presses Universitaires de France, 2020.
31. Florian Besson, Justine Breton, «Les pauvres ont toujours été la proie des puissants, c’est là la base du pouvoir: Exercer le pouvoir à Westeros», in: Florian Besson, Justine Breton, Une histoire de feu et de sang: Le Moyen Âge de Game of Thrones, Presses Universitaires de France, 2020.
32. Hoedaert, Loïc. Sciences politiques et relations internationales dans “Game of Thrones” : Légitimité, puissance et stratégie au cœur de la course au trône. Faculté des sciences économiques, sociales, politiques et de communication, Université catholique de Louvain, 2021. Prom. : Struye De Swielande, Tanguy.
33. Inbar Shaham, “The Wheel of Power in HBO’s Game of Thrones”, Mythlore, Vol. 40, No. 2 (Spring/Summer 2022).
34. Jacqueline Sublet, Le voile du nom. Essai sur le nom propre arabe, Paris, PUF. coll. Écriture, 1991
35. KellyAnn Fitzpatrick, Neomedievalism, Popular Culture, and the Academy: From Tolkien to Game of Thrones, Boydell and Brewer, D. S. Brewer. Series: Medievalism, 2019.
36. Laroussi Amri, La tribu au Maghreb médiéval: pour une sociologie des ruptures. Université de Tunis 1, 1997.
37. Marianne Chaillan, « Les séries télévisées : un laboratoire de philosophie morale? », Revue internationale de philosophie, 2022/3 (n° 301).
38. Patricia Monk, “Tyrion Lannister: A Fulcrum of Balance in George R.R. Martin’s A Song of Ice and Fire”, Mythlore, Vol. 36, No. 2 (132) (Spring/Summer 2018).
39. Paul Veyne, Le Pain et le Cirque. Sociologie historique d’un pluralisme politique, Seuil, Paris, 1976
40. Sandra Laugier,Spoilers, “Twists, and Dragons: Popular Narrative after Game of Thrones”, in: Ian Christie and Annie van den Oever, Stories, Amsterdam University Press, Series: The Key Debates: Mutations and Appropriations in European Film Studies, 2018.
41. Shiloh Carroll, Medievalism in A Song of Ice and Fire and Game of Thrones, Boydell and Brewer, D. S. Brewer: Series: Medievalism, 2018.
42. Thomas E. Lambert, “Game of Thrones, Game of Class Struggle, or Other Games? Revisiting the Dobb–Sweezy Debate”, World Review of Political Economy, December 2020, pp.455- 475
43. Thomas Piketty, A Brief History of Equality, Translated by Steven Rendall, Harvard University Press, 2022.
44. Tristan Brossat and Louise Delavier, “Game of Thrones : Violence and Sex in the Middle Ages”, Esprit, No. 407 (8/9) (Août- septembre 2014).
[1]محمد الفقي، “المستشارون في لعبة العروش”، مجلة العربي، الكويت، العدد 767، أكتوبر 2022، ص148- 153.
[2] Shiloh Carroll, Medievalism in A Song of Ice and Fire and Game of Thrones, Boydell and Brewer, D. S. Brewer: Series: Medievalism, 2018
[3] Sandra Laugier,Spoilers, “Twists, and Dragons: Popular Narrative after Game of Thrones”, in: Ian Christie and Annie van den Oever, Stories, Amsterdam University Press, Series: The Key Debates: Mutations and Appropriations in European Film Studies, 2018, p143- 152.
[4] Tristan Brossat and Louise Delavier, “Game of Thrones: Violence and Sex in the Middle Ages”, Esprit, No. 407 (8/9) (Août- septembre 2014), p. 217-219
[5] Despina Kakoudaki, “A Virtual Winter: On the Absence of Ecology in Game of Thrones”, Film Quarterly, University of California Press, Vol. 73, No. 1 (FALL 2019), p 42-53.
[6] Inbar Shaham, “The Wheel of Power in HBO’s Game of Thrones”, Mythlore, Vol. 40, No. 2 (Spring/Summer 2022), p. 54-72
[7]محمد حمشي، “نظريّة التعقّد في العلاقات الدوليّة: النظام الدولي كنظام معقّد وشواشي السّلوك”، المستقبل العربي، مركز دراسات الوحدة العربية، العدد 484 (حزيران/ يوليو 2019)، ص108- 123؛ محمد حمشي/عادل زقاغ، “عن السياسة ما بعد الدوليّة: تعايش بين نظامين أم عصر وسيط جديد”، سياسات عربيّة، العدد 54، المجلد 10، (كانون الثاني- يناير 2022)، ص7- 24.
[8]محمد حمشي، مدخل إلى نظريّة التعقّد في العلاقات الدوليّة، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدوحة/بيروت، 2021.
[9] KellyAnn Fitzpatrick, Neomedievalism, Popular Culture, and the Academy: From Tolkien to Game of Thrones, Boydell and Brewer, D. S. Brewer. Series: Medievalism, 2019.
[10] Thomas E. Lambert, “Game of Thrones, Game of Class Struggle, or Other Games? Revisiting the Dobb–Sweezy Debate”, World Review of Political Economy, December 2020, p.455- 475.
[11] Thomas Piketty, A Brief History of Equality, Translated by Steven Rendall, Harvard University Press, 2022; Thomas Piketty, Capital and Ideology, Translated by Arthur Goldhammer, Harvard University Press, 2020; Thomas Piketty, Capital in the Twenty-First Century, Translated by Arthur Goldhammer, Harvard University Press, 2014.
[12]عبد السلام شدّادي، ابن خلدون: الإنسان ومنظّر الحضارة، ترجمة: حنان قصّاب حسن، المكتبة الشرقيّة، بيروت، 2016، ص 27.
[13]نفس المرجع، ص 38.
[14]نفس المرجع، ص 45.
[15] Game of Thronesالموسم الثالث الحلقة 1
[16] Cyrille Sardais, Marine Agogué, « La fin du charisme, la chute du personnage de Daenerys dans la série Game of Thrones », Revue française de gestion, 2022/2 (N° 303), p.125-142.
[17] Florian Besson, Justine Breton, « Tous les hommes doivent mourir, mais nous ne sommes pas des hommes : La place des femmes », in: Florian Besson, Justine Breton, Une histoire de feu et de sang: Le Moyen Âge de Game of Thrones, Presses Universitaires de France, 2020, p.177- 207.
[18] Game of Thronesالموسم الأول الحلقة 6
[19] Game of Thronesالموسم الأول الحلقة 8
[20]وليّ الدين عبد الرحمان بن محمد بن خلدون، مقدّمة ابن خلدون، حقّق نصوصه وخرّج أحاديثه وعلّق عليه: عبد الله محمد الدرويش، دار يعرب، دمشق، الطبعة الأولى، 2004، ص 260-263.
[21]عبد السلام شدّادي، مرجع مذكور، ص 33-34.
[22]عبد السلام شدّادي، مرجع مذكور، ص 38.
[23] Game of Thrones الموسم الأول الحلقة 2
[24]عبد السلام شدّادي، مرجع مذكور، ص 39+ الإحالة عدد 1.
[25]نفس المرجغ، ص40 وما بعدها.
[26] Game of Thronesالموسم الأول الحلقة 3
[27] Game of Thronesالموسم الأول الحلقة 6
[28] Game of Thronesالموسم الأول الحلقة 6
[29] Game of Thronesالموسم الأول الحلقة 10
[30]وليّ الدين عبد الرحمان بن محمد بن خلدون، مقدّمة ابن خلدون، حقّق نصوصه وخرّج أحاديثه وعلّق عليه: عبد الله محمد الدرويش، دار يعرب، دمشق، الطبعة الأولى، 2004، ص.487
[31] جورج ر. ر. مارتن، أغنية الجليد والنّار. 1. لعبة العروش، ترجمة: هشام فهمي، دار التنوير، بيروت، 2016، ص.1029.
[32] عبد الرحمان بن محمد الحضرمي الإشبيلي، رحلة ابن خلدون، تحقيق: محمد بن تاويت الطنجي، دار الكتب العلميّة، بيروت، 2004، ص.29- 32
[33]http://andalusway.blogspot.com/2017/06/blog-post_20.html
شُوهد في 29/12/2022. الساعة: 19:28.
[34]جورج ر. ر. مارتن، أغنية الجليد والنّار. 1. لعبة العروش، مصدر مذكور، ص 1029.
[35] Patricia Monk, “Tyrion Lannister: A Fulcrum of Balance in George R.R. Martin’s A Song of Ice and Fire”, Mythlore, Vol. 36, No. 2 (132) (Spring/Summer 2018), p5-22
[36]للتعمّق في مسألة أخلاقيّات الحرب وخاصّة مصطلح “الحرب العادلة” أنظر: ديفيد فيشر، الأخلاقيّات والحرب: هل يمكن أن تكون الحرب عادلة في القرن الحادي والعشرين، ترجمة: عماد عوّاد، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، سلسلة عالم المعرفة، عدد 414، 2015.
[37] Marianne Chaillan, « Les séries télévisées : un laboratoire de philosophie morale ? », Revue internationale de philosophie, 2022/3 (n° 301), p27-46.
[38] Florian Besson, Justine Breton, «Les pauvres ont toujours été la proie des puissants, c’est là la base du pouvoir: Exercer le pouvoir à Westeros», in: Florian Besson, Justine Breton, Une histoire de feu et de sang: Le Moyen Âge de Game of Thrones, Presses Universitaires de France, 2020, p209- 235.
[39] Hoedaert, Loïc. Sciences politiques et relations internationales dans “Game of Thrones” : Légitimité, puissance et stratégie au cœur de la course au trône. Faculté des sciences économiques, sociales, politiques et de communication, Université catholique de Louvain, 2021. Prom. : Struye De Swielande, Tanguy. p18- 20. p.84- 86.
http:// hdl.handle.net/2078.1/thesis:30069
[40]ناصيف نصّار، الفكر الواقعيّ عند ابن خلدون: تفسير تحليليّ وجدليّ لفكر ابن خلدون في بنيته ومعناه، دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت، 1981، ص 194.
[41] Game of Thronesالموسم الثاني الحلقة 2
[42]ناجية الوريمي بوعجيلة، حفريّات الخطاب الخلدوني: الأصول السلفيّة ووهم الحداثة العربيّة، دار الجنوب للنشر، تونس، 2008، ص.323- 325 .
[43] Game of Thronesالموسم الثاني الحلقة 1
[44] Laroussi Amri, La tribu au Maghreb médiéval: pour une sociologie des ruptures. Université de Tunis 1, 1997
ليليا بن سالم، “التحليل الانقسامي لمجتمعات المغرب الكبير: حصيلة وتقويم”، في: الأنثروبولوجيا والتاريخ. حالة المغرب العربي، ترجمة عبد الأحد السبتي وعبد اللطيف الفلق، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، 1988.
[45] المقدّمة، مصدر مذكور، ص.254 .
[46]تحدّثت جاكلين سوبليه Jacqueline Sublet في أعمالها عن هذا المعنى باعتبار الاسم حصنا وملجأ للإنسان، ويمكن أن يتحوّل إلى عار. أنظر:
Jacqueline Sublet, Le voile du nom. Essai sur le nom propre arabe, Paris, PUF. coll. Écriture, 1991
[47] Game of Thronesالموسم الأول الحلقة1.
[48] Game of Thronesالموسم الأول الحلقة2
[49]أبو يعرب المرزوقي، إصلاح العقل في الفلسفة العربيّة: من واقعيّة أرسطو وأفلاطون إلى اسميّة ابن تيميّة وابن خلدون، مركز دراسات الوحدة العربيّة، بيروت، الطبعة الثانية، 1996، ص.233- 260
[50]علي الوردي، منطق ابن خلدون في ضوء حضارته وشخصيّته، دار كوفان للنشر، بيروت، الطبعة الثانية، 1994، ص.19- 21
[51] Game of Thronesالموسم الثاني الحلقة 2
[52]المقدّمة، مصدر مذكور، الجزء الثاني، ص65- 87.
[53]نفس المصدر، ص 514 وما بعدها.
[54] Game of Thronesالموسم الأول الحلقة 3
[55] Arnaud Blin, « Tamerlan, conquérant de l’éphémère», in: Arnaud Blin,Les grands capitaines, Perrin. Collection : Tempus, Paris, 2020, pp.1336- 1405 ; Hervé Inglebert, « Les conceptions musulmanes de la totalité des temps (7e-15e siècles) », in: Hervé Inglebert, Le Monde, l’Histoire: Essai sur les histoires universelles, Presses Universitaires de France, Paris, 2014, pp.473- 511; Walter J. Fischel, « A New Latin Source on Tamerlane’s Conquest of Damascus (1400/1401): (B. de Mignanelli’s “Vita Tamerlani” 1416) », Oriens, Vol. 9, No. 2 (Dec. 31, 1956), pp. 201-232
[56] Game of Thronesالموسم الأول الحلقة 9
[57]“أهل البدو أقرب إلى الشجاعة من أهل الحضر”.، ابن خلدون، ص251.
[58] المقدّمة، ص247.
[59] Game of Thronesالموسم الأول الحلقة 9
[60] Game of Thronesالموسمالاولالحلقة 10
[61] Game of Thronesالموسمالاولالحلقة 10
[62] Game of Thronesالموسمالثانيالحلقة 1
[63]عبد السلام شدّادي، مرجع مذكور، ص.137
[64]نفس المرجع، ص.140 وما بعدها.
[65]إيف لاكوست، العلاّمة ابن خلدون، ترجمة: ميشال سليمان، دار الفارابي، بيروت، 2017، ص104- 126.
[66]نفس المرجع، ص.222- 243.
[67] Abdesselam Cheddadi. “Le système du pouvoir en Islam d’après Ibn Khaldûn”. In: Annales. Economies, sociétés, civilisations. 35ᵉ année, N. 3-4, 1980. p 534-550
[68] عبد السلام شدادي، مرجع مذكور، ص.373- 510.
[69] Game of Thronesالموسم الخامس الحلقة 8
[70] Game of Thronesالموسم الخامس الحلقة 8
[71] Game of Thronesالموسم الثاني الحلقة 9
[72] Game of Thronesالموسم الثاني الحلقة 10
[73]يبيّن أكسل هونيث Axel Honneth في مجمل أعماله الصراع الاجتماعي الرهيب حول “الاعتراف”. أنظر: أكسل هونيث، الصراع من أجل الاعتراف: القواعد الأخلاقية للمآزق الاجتماعيّة، ترجمة: جورج كتورة، المكتبة الشرقيّة، بيروت، 2015.
[74] Game of Thronesالموسم الثالث الحلقة 1
[75] Game of Thronesالموسم الثاني الحلقة 10
[76] Game of Thronesالموسم الثاني الحلقة 10
[77] Game of Thronesالموسم الثالث الحلقة 1
[78]أحمد عبد السلام، ابن خلدون وقرّاؤه، تعريب: الصادق الميساوي، المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون: بيت الحكمة، قرطاج، 2020، ص.5
[79]روبرت أرون، ابن خلدون: سيرة فكريّة، ترجمة: عبد الله فجير العمري، مركز دراسات الوحدة العربيّة، بيروت، 2022.
[80]عبد الرحمان بن خلدون، التعريف بابن خلدون ورحلته غربا وشرقا، دار المعارف للطباعة والنشر، سوسة، 2004، ص.253
[81]أحد أهم الفقهاء المالكيين في تاريخ البلاد التونسية. أنظر: سعد غراب، ابن عرفة والمذهب المالكي بإفريقية في القرن 8 هـ/ 14 م، ترجمة: نجم الدين الهنتاتي، معهد تونس للترجمة، تونس، 2022 (2 أجزاء).
[82]عبد الرحمان بن خلدون، التعريف بابن خلدون، مصدر مذكور، ص262- 263.
[83] محمد الخضر حسين، حياة ابن خلدون ومُثل من فلسفته الاجتماعيّة، مؤسسة هنداوي، مصر، 2013، ص.11- 12.
[84] Game of Thronesالموسم الخامس الحلقة 2
[85]أنظر في هذا الإطار: Paul Veyne, Le Pain et le Cirque. Sociologie historique d’un pluralisme politique, Seuil, Paris, 1976
[86]عبد السلام شدّادي، مرجع مذكور، ص72- 95.
[87]نفس المرجع، ص107- 133.
[88] Game of Thronesالموسم الخامس الحلقة 1
[89] Game of Thrones الموسم الخامس الحلقة 3
[90] Game of Thrones الموسم الخامس الحلقة 6
[91] Game of Thrones الموسم الخامس الحلقة 4
[92] Game of Thrones الموسم الخامس الحلقة 7- 9
[93] Game of Thrones الموسم الخامس الحلقة 7- 8
[94] Game of Thrones الموسم الخامس الحلقة 4
[95] Game of Thrones الموسم الخامس الحلقة 8
[96]عبد الرحمان بن خلدون، التعريف بابن خلدون ورحلته غربا وشرقا، مصدر مذكور، ص396- 397.
[97]عبد السلام شدّادي، مرجع مذكور، ص189- 190.
[98] Game of Thronesالموسم الثالث الحلقة 5
[99]ناجية الوريمي بوعجيلة، حفريّات في الخطاب الخلدوني، مرجع مذكور، ص.254
[100]أنظر لأسماء العائلات والأفراد وتعقّد سيرورة النشأة والانهيار في: جورج ر. ر. مارتن، أغنية الجليد والنّار. 1. لعبة العروش، ترجمة: هشام فهمي، دار التنوير، بيروت، بيروت، 2016، ص1023- 1046.
[101] تاج الدين عبد الوهاب السبكي (ت.771 هجري)، مُعيد النعم ومُبيد النقم. الإصلاح السياسي والإداري في الدولة العربية الإسلامية، دار الحداثة، بيروت، 1983، ص.13- 15. أنظر أيضا: أبي القاسم ابن رضوان المالقيّ (ت.783 هجري)، الشُّهب اللامعة في السياسة النافعة، تحقيق: علي سامي النشّار، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، مصر، 2007، ص83-96.
[102]تاج الدين عبد الوهاب السبكي (ت.771 هجري)، مُعيد النعم، مصدر مذكور، ص15- 16؛ أبي القاسم ابن رضوان المالقيّ (ت.783 هجري)، الشُّهب اللامعة، مصدر مذكور، ص137- 139.
[103] Game of Thronesالموسم الثالث الحلقة 10
[104] Game of Thronesالموسم الرابع الحلقة 3
[105] Game of Thronesالموسم الرابع الحلقة 6
[106]نفس المرجع، ص185- 187.
[107] محمد عابد الجابري، فكر ابن خلدون. العصبيّة والدولة معالم نظريّة خلدونيّة في التاريخ الإسلامي، مركز دراسات الوحدة العربيّة، بيروت، الطبعة السادسة، 1994، ص233- 241.
[108] Game of Thronesالموسم السابع الحلقة 7
[109] Game of Thronesالموسم الثامن الحلقة 1
[110] Game of Thronesالموسم الثامن الحلقة 4- 6
[111] Game of Thronesالموسم الثامن الحلقة 6
[112] Game of Thronesالموسم السابع الحلقة 5
[113] Game of Thronesالموسم السابع الحلقة 6
[114]المقدّمة، مصدر مذكور، ص499.
[115] Game of Thronesالموسم الثامن الحلقة 6
[116]ناجية الوريمي بوعجيلة، حفريّات في الخطاب الخلدوني،مرجع سابق، ص 270.