تطور السياسة الصينية تجاه القارة الإفريقية
The Evolution of Chinese policy towards the African continent
د. إسماعيل الرزاوي، جامعة محمد الخامس – الرباط / المغرب
Dr.. Ismail Razawi, Mohammed V University – Rabat / Morocco
مقال منشور في مجلة جيل الدراسات السياسية والعلاقات الدولية العدد 33 الصفحة 53.
مـــــلخص:
تمثل إفريقيا احد أهم المناطق الجيوسياسية في العالم وذلك بالنظر لما تزخر به من موارد طبيعية ضخمة و إمكانيات بشرية مهمة وأسواق استهلاكية واعدة بالإضافة إلى الفرص الاستثمارية المغرية التي تتيحها هذه القارة، وهي تحظى اليوم باهتمام وتنافس مختلف القوى الدولية الكبرى و الصاعدة.
تماشيا مع ما سبق، تحاول الصين تطوير علاقاتها مع بلدان القارة الإفريقية من خلال توظيف مجموعة من الاستراتيجيات و ذلك في سبيل تعزيز نفوذها السياسي و الاقتصادي من خلال نسج شراكات مع بلدان القارة والذي يتناغم مع استراتيجيتها الكبرى المتمثلة في تحقيق الصعود المنشود، وعليه تحاول الورقة البحثية رصد ملامح السياسة الصينية تجاه إفريقيا حتى بلوغها مرحلة الشراكة
كلمات مفاتيح: الصين – إفريقيا – السياسة الصينية – الصعود – الشراكة
Abstract:
Africa is one of the world’s most important geopolitical regions, owing to its vast natural resources and significant human potential, as well as the enticing investment opportunities offered. Today, Africa is also characterized by the interest and rising powers.
According to the foregoing, China is trying to develop its relations with the African continent, though a set of strategy approaches, in order to strengthen its political and economic influence by forging partnerships with the African countries, which is in line with its major strategies of ascendancy. This paper therefore attempts to monitor the features of China’s policy towards Africa.
Keywords: China – Africa – Chinese policy- Rising – Partnership
مـــــــــــقـدمة:
تتميز القارة الإفريقية بموقعها الجغرافي المؤثر جيوبوليتيكيا خاصة مسار حركة السياسة الدولية والإقليمية وممرات الملاحة الدولية[1] .كما تتوفر فيها كل الإمكانيات و الطاقات البشرية والاقتصادية[2] فضلا عن كونها ثاني أكبر قارات العالم من حيث المساحة وعدد السكان، وتملك موارد طبيعية هائلة في قطاعات المياه والزراعة والطاقة والتعدين[3] لم يستغل معظمها بعد، خلافا للوضع في باقي قارات العالم، التي تكاد استنزفت معظم مواردها، كل ذلك يؤهل إفريقيا لان تسهم في تطوير الاقتصاد العالمي خلال العقود القادمة ويجعل منها قارة المستقبل. تضم إفريقيا أكثر من ألف لغة يتم التحدث بها ( وقدرتها اليونيسكو بألفي لغة ) مما يجعلها قارة التنوع بامتياز[4] .
إن تغيير موازين القوى بعد نهاية الحرب الباردة أدى إلى إعادة تشكيل التوازنات الاستراتيجية مما أحدث تغييرات مست مختلف الميادين السياسية والأمنية و الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، نتيجة لهذه التحولات، أضحى لزاما على الدول إعادة النظر في أولوياتها ونهج استراتيجيات ملائمة للواقع المتغير باستمرار[5]، فالمغرب في السياق ذاته فرض عليه صوغ سياسة مرنة متكيفة مع الرهانات الدولية والإقليمية والقدرة على الاستجابة لاتجاهات التغيير والتحول . لذلك فان إفريقيا تقع اليوم في قلب هذه الرهانات ولا يمكن فصلها عن التنافس الدولي بين مختلف الأقطاب الدولية حولها[6].
وتمثل القارة الإفريقية من وجهة نظر صناع القرار في بكين فرصة لتطوير العلاقات الاقتصادية والسياسية وتنميتها، وإعادة تأكيد سياسة الصين الواحدة، ذلك أن القارة الإفريقية لم تعد بعد عام 1989 مساحة إقليمية للمنافسة السياسية بين القوى الكبرى فحسب، بل منصة أيضا يمكن لبكين من خلالها تصدير نموذجها السلمي الفعال بصفتها قوة كبرى، وتساهم في صنع السلام العالمي، ولأجل هذا الغرض اتبعت الصين سياسة الربح المتبادل، وتظل القارة الإفريقية مجالا واسعا وواعدا تسعى بكين لتوظيفه سياسيا من أجل تحقيق ثلاثة أهداف أساسية هي؛ نقل صورة ايجابية عن الصين إلى العالم وربط خصوصية الثقافة الصينية بمبادئ التطور السلمي والعالم المتناغم، وربط الصناعة الثقافية الصينية بالمصالح الاقتصادية الوطنية[7].
تماشيا مع ما سبق سنحاول رصد أهم أبعاد السياسة التي ميزت الصين تجاه القارة الإفريقية والاستراتيجية التي بلورتها في هذا الصدد .
أولا: تاريخية العلاقات الصينية الإفريقية
يعود تاريخ العلاقات الصينية-الإفريقية إلى جذور عميقة تمتد إلى القرن الخامس عشر الذي شهد الرحلات البحرية للأميرال المسلم زينغ هي(Zheng He) [8] في سعيه لاستكشاف القارة السمراء. إلا أن العلاقات الدبلوماسية بين الصين وأفريقيا تبقى حديثة النشأة إذ يرجع تاريخها إلى منتصف القرن الماضي بعد انقطاع العلاقات بين الطرفين لعدة قرون.[9]
إن الحضور الصيني في إفريقيا ليس جديدا، فهو يمتد إلى أزيد من نصف قرن، عندما ساندت الصين اغلب حركات التحرر الوطنية بإفريقيا، وكان للقادة الصينيين علاقات طيبة مع مجموعة من الزعماء الإفريقيين مثل جمال عبد الناصر ونيكروما وغيرهم ومع الأنظمة الناشئة في التشاد و زامبيا و غينيا و غيرها من الدول الإفريقية التي حظيت بمساعدات فنية لبناء دولها في عهودها الأولى للاستقلال[10]. ويرتكز الأنموذج الصيني على عدة عناصر أساسية تتمثل في تقديم المساعدات والاستثمارات وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والبراغماتية العالية. لقد عرفت العلاقات الصينية – الإفريقية تطوراً مهما خلال الخمسة عقود السابقة. فعلى الرغم من أن العلاقات التاريخية بين الصين وأفريقيا تعود لقرون مضت من التفاعل الاقتصادي والتبادل الثقافي، فإن العلاقات الصينية-إفريقية الحديثة بدأت مع إنشاء العلاقات الدبلوماسية مع مصر في العام 1956. ومنذ ذلك الحين، مافتئت العلاقات بين الجانبين تتقوى[11].
إن إطلاق سياسة الصين في “الانفتاح والإصلاح” في عهد دنغ ياوبينغ (Deng Xiaoping) أواخر العام 1978، دشن لدخول الصين مرحلة من التغيير التدريجي في الاقتصاد المحلي، وتحقيق استحقاقات ضخمة في التطور على مدى العقود الثلاث التالية. وقد تم لاحقاً إجراء جولة افريقية هامة في عهد الوزير الأول زاو زيانغ (Zhao Ziyang) خلال ديسمبر عام 1982 ويناير 1983، حيث تم الإعلان عن “المبادئ الأربعة للتعاون الاقتصادي والتكنولوجي الصينو-إفريقي”، والتي أعادت صياغة الدعم التضامني إلى “المصالح المشتركة” كأساس للتعاون الاقتصادي[12].
ومع نهاية الحرب الباردة، دخلت العلاقات الصينية-الأفريقية مرحلتها الحالية. فقد بدأت الصين بإعادة الانخراط فعلياً في القارة مطلع التسعينيات، ولكن بشكل مختلف[13]. وتزايد دورها بوتيرة ملحوظة منذ سنة 2000 لتصبح لاعبا استراتيجيا أساسيا في الساحة الإفريقية، وعلى كافة المستويات: الاقتصادية، السياسية، الأمنية و الثقافية .والتي كانت تاريخيا (اي الصين) تركز في علاقتها مع دول القارة الإفريقية على الأبعاد الدبلوماسية والروابط السياسية القائمة على الدعم الاديولوجي والتقارب بين دول الجنوب، في مناهضتها للقوى الاستعمارية. ففي منافستها للدول الأخرى في إفريقيا، استفادت الصين من مجموعة عوامل أهمها التاريخ الغير استعماري للصين مع إفريقيا، والذي كانت فيه تاريخيا دولة مساندة للقضايا التحررية الإفريقية في مواجهة القوى الرأسمالية الغربية. فضلا عن هذا تسوق الصين نفسها كدولة نامية تنتمي لعالم الجنوب وعلى استعداد تام لمد يد العون للدول الإفريقية وفق صيغة التعاون جنوب – جنوب بعيدا عن المشروطية السياسية التي تحددها القوى الغربية في علاقاتها مع إفريقيا[14].
وترسخت العلاقات خاصة مع انطلاق منتدى التعاون الصيني- الإفريقي في عام 2000 وشكل آلية فعالة للحوار الجماعي، وملتقى مهما للتعاون بين الصين وإفريقيا، حيث توصلت الحكومة الصينية مع عدد من الدول الإفريقية منتصف عام 2000 إلى اتفاق مشترك بشأن تشكيل و تأسيس آلية لتعزيز التعاون الصيني – الإفريقي، أطلق عليه اسم ” منتدى التعاون الصيني – الإفريقي ( Africa Cooperation Forum CACFth China ) وذلك بهدف التشاور الثنائي، وتعميق التفاهم وزيادة التوافق وتمتين أواصر الصداقة وتشجيع التعاون المشترك.
ثانيا: التعاون الصيني الإفريقي على المستوى المتعدد الأطراف
واقع الحال يقول إن العلاقات مع إفريقيا طوال نصف القرن الماضي لم ترق إلى مستوى تطلعات الصين التي ظلت تتخبط بين المنافسة مع الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية من جهة، وبين المشاكل الداخلية المتمثلة في الحفاظ على “الصين الواحدة” ومواجهة تحديات البناء الاقتصادي للبلاد من جهة أخرى. ومع مطلع القرن الجديد سيبدأ القادة الصينيون في السعي إلى التعويض عن الضعف في السياسة الخارجية للصين تجاه إفريقيا، والذي سيترجم بتشكيل المنتدى الصيني – الإفريقي للتعاون الذي ستطمح الصين من خلاله إلى الدفع بمستقبل العلاقات مع إفريقيا إلى الأمام.[15]
وبالفعل فقد عرفت العلاقات الصينية – الإفريقية في مطلع هذا القرن طفرة نوعية بتأسيس منتدى التعاون الصيني الإفريقي (From for China-Afica Cooperation) في أكتوبر من العام 2000، والذي شكل الإطار الرئيسي للتشاور بين صانعي القرار الأفارقة ونظرائهم الصينيون، وعمل على تعميق العلاقة في العديد من المجالات: السياسة، الاقتصاد، الاستثمار، التجارة، تعاون جنوب-جنوب،…الخ.[16] لقد مثل هذا المنتدى خارطة طريق لمئات من اتفاقيات التكامل لتقديم المساعدة التي تنوعت ما بين التعاون التقني ومشاريع الدعم والمنح المالية[17]. كما جاء إطلاق هذا المنتدى لمجابهة المتغيرات في البيئة الدولية وتلبية احتياجات العولمة الاقتصادية و السعي نحو توطين التنمية المشتركة من خلال التفاوض والتعاون، وتم الاتفاق في ميثاق المنتدى على عقد مؤتمر وزاري لأعضاء المنتدى كل ثلاث سنوات، وبالتناوب بين الصين والدول الإفريقية الأعضاء[18]. إن مبادئ و أهداف منتدى التعاون الصيني الإفريقي التي تم إقرارها في بكين عام 2000 تمثل نقطة انطلاق أساسية لشراكة استراتيجية جديدة بين الطرفين.
ولغرض دمج صناعة السياسات الصين في إفريقيا وتطبيقها، من أجل تعزيز التعاون بين الصين وإفريقيا تحت الظروف الجديدة، وللإشراف على تطبيق القرارات النهائية لمؤتمرات المنتدى، فإن الصين وإفريقيا قد اتفقتا أيضاً على إنشاء آلية تتبع مشتركة على مستويات مختلفة. وبموجب هذه الآلية، يجتمع الوزراء بعد ثلاث سنوات لتقييم التقدم في تطبيق القرارات، ويجتمع كبار المسئولين كل عامين، بينما يجتمع أعضاء ” اللجنة الصينية ” كلما دعت الحاجة لذلك، بينما السفراء إلى الصين على نحو دوري ” مجلس السفراء الأفارقة ببكين”. وتعقد الاجتماعات الوزارية واجتماعات كبار المسؤولين بالتناوب بين الصين وإفريقيا في إطار المنتدى.[19]
بالنسبة لـ ” اللجنة الصينية ” للمتابعة، فلقد تأسست عام 2001 ،وتتكون من ممثلي 28 مؤسسة صينية من بينها أبناك كبرى، وتعد وزارتا الشؤون الخارجية والتجارة الفاعلين الرئيسين في هذه اللجنة، واللتان تحرصان على أن يتم تنفيذ قرارات المنتدى من قبل الأطراف المعنية في الجهات الصينية. أما ”مجلس السفراء الأفارقة ببكين” ،فهدفه تنسيق الاتصال بين الحكومات الإفريقية واللجنة الصينية، فيعمل على جمع الاقتراحات والملاحظات من الطرف الإفريقي حول آخر تطورات تنفيذ مقررات المنتدى. ويرجع ذلك إلى كون معظم مشاريع المنتدى يتم تنفيذها عن طريق دول منفردة، وأن السفراء هم في تواصل وثيق مع الحكومة الصينية مما يؤهلهم للعب دور حلقة الوصل بين اللجنة والدول الإفريقية الأعضاء كما أشرنا.[20]
ثالثا: المحدد الاقتصادي في الشراكة الصينية الإفريقية
إن المنظور الصيني الخاص للقارة الإفريقية كونها تمثل عنصرا مركزيا في استدامة نموها وتطويره على المدى البعيد أعطى للعامل الاقتصادي الأولوية وجعله العامل الأساسي والاهم في في تفاعل الصين مع إفريقيا[21].
لقد حافظت الصين على تعاون اقتصادي وتجاري قوي مع إفريقيا حيث سجلت التجارة الثنائية رقما قياسيا من يناير إلى سبتمبر 2021، إذ ارتفعت التجارة بنسبة 32.2% على أساس سنوي لتصل إلى 185.2 مليار دولار أمريكي ، كما بلغت الاستثمارات الصينية المباشرة في إفريقيا 2.55 مليار دولار في الأشهر التسع الأولى من سنة 2021 بزيادة 9.9%، كما وقعت الشركات الصينية عقودا بقيمة 53.5 مليار دولار مع إفريقيا، وبلع حجم إيراداتها 26.9 مليار دولار أمريكي كأكبر شريك لإفريقيا لفترة 12 سنة متواصلة[22] وقامت الصين بتشجيع الصادرات الإفريقية إلى السوق الصينية وللتصدير إلى مناطق أخرى في العالم عبر إنشاء معرض دائم للسلع الإفريقية بمدينة ” ييوو” بمقاطعة موك، حيث يقيم فيها أكثر من 1000 إفريقي بشكل دائم، وذلك بهدف تشجيع تسويق المنتجات الإفريقية ومساعدة الشركات الإفريقية والتجار للاستفادة من السوق الصينية، وتعزيز تجارة الترانزيت ورفع سمعة المنتجات الإفريقية في الصين[23].
من ناحية أخرى تشكل سياسة المساعدات الصينية الموجهة نحو إفريقيا مقاربة ناعمة، ولا تقتصر هذه المساعدات على الجانب المالي ،بل تتعداه إلى المسائل التقنية والمساعدات تنموية نظرا لحاجة إفريقيا الماسة لتحقيق التنمية، كما اثبت جائحة كوفيد-19 تضامن الصين مع إفريقيا حيث قدمت يد العون للدول الإفريقية المتضررة من هذا الوباء.
- الاستثمارات الصينية في إفريقيا
كان الازدياد الكبير للاستثمارات المباشرة الصينية الخارجية و النمو السريع للاقتصاد الداخلي دافعين مهمين للصين حتى تحجز لها مكانا على الساحة الدولية. ومن هنا، بدأت إفريقيا تحتل مكانا استراتيجيا لدى القادة الصينيين كما هي الحال عند الغرب. وزاد حجم التبادل التجاري بين الصين وإفريقيا من 10 مليارات دولار في عام 2000 إلى 37 مليار دولار في عام 2005. وبفضل المساعدات الاقتصادية والاستثمارات التي ضختها في إفريقيا، تعد الصين اليوم شريكا أساسيا بين شركاء القارة
لقد عملت الصين على عقد اتفاقات تهدف من خلالها إلى تشجيع الاستثمار مع معظم دول القارة، مما سمح لما يزيد على 800 شركة من أكبر الشركات الصينية بأن تعزز نشاطها على الأراضي الإفريقية. وتركزت مشاريع الاستثمار الصينية بصورة رئيسة في المشاريع المشتركة كالتعدين والنفط والزراعة والتصنيع والتجارة والاتصالات والالكترونيات والمنسوجات والنقل والبناء والأشغال العمومية[24].
المبيان (1) : المواد المستوردة من إفريقيا الى الصين خلال سنة 2017
China-Africa economic and trade cooperation 2015-2018, Ministry of commerce of the people’s of China, 2019 p 47
تستحوذ المعادن على الحصة الأكبر من واردات إفريقيا نحو الصين إذ تتجاوز 60 % من مجموع الواردات الأخرى، أما لدول التي تستحوذ على أكبر نسبة من الاستثمارات فهي؛ جنوب إفريقيا، والجزائر والسودان ونيجيريا وزامبيا و أنغولا، ويتوقع أن تتوسع الاستثمارات الصينية في إفريقيا بشكل أكبر مع تنفيذ مشاريع طريق الحرير.
المبيان (2) : حجم الاستثمارات الصينية المباشرة الموجهة نحو افريقيا
خلال الفترة 2012-2017 ( مليار دولار (
China-Africa Economic and trade cooperation 2015-2018, Op Cit, p 55
تلازما مع معطيات المبيان أعلاه فقد عرف حجم الاستثمارات الصينية المباشرة في إفريقيا خلال الفترة (2012 -2017) حالة من التقدم والتراجع مع تسجيل أعلى حصة للاستثمارات الصينية سنة 2013 حيث بلغت 3.3 مليار دولار , وتنوي الحكومة الصينية الزيادة في حجم الاستثمارات الموجهة نحو إفريقيا في السنوات المقبلة حيث يحتل يشكل هذا الملف أهمية بالغة ضمن استراتيجية الصين الاقتصادية في إفريقيا.
المبيان (3): الاستثمارات الصينية في إفريقيا حسب القطاعات في سنة 2017
China-Africa economic and trade cooperation 2015-2018,Op.Cit p 56
من ناحية أخرى فان قطاعي البناء و الخدمات التجارية يشكلان اكبر القطاعات المستفيدة من تدفق الاستثمارات الصينية إليهما بنسب 49 % و 20 % على التوالي ، في ما يأتي قطاع التصنيع ثالثا بنسبة تبلغ 13%، ولا طالما نادت الدول الإفريقية بضرورة تنويع القطاعات من الجانب الصيني للاستفادة أكبر من هذه الاستثمارات.
وعلى ضوء المعطيات القائمة دائما، تمثل الصين الشريك التجاري الأول لإفريقيا و المستثمر المباشر الخارجي الأكبر لهذه القارة، كما أنها تعد أول دولة مانحة للقروض للدول الإفريقية لإنشاء البنى التحتية ، وهي من أكثر الدول التي تقدم الهبات للدول الإفريقية والمساعدات المالية.
- سياسة المساعدات الصينية لإفريقيا:
يمكن أن ينظر إلى أن المساعدات الصينية على أنها أداة من أدوات القوة الناعمة إذ تروم تصدير القيم والأفكار والنماذج الصينية، ناهيك على أنها تمثل وسيلة تأثير غير مباشرة من خلال مساهمتها في تكريس صورة ايجابية في البلاد المتلقية[25]. كما أنها مساعدات مقدمة دون شروط سياسية.
وتشكل المساعدات الصينية الرسمية نموذجا ملائما و جيدا لاقتصاديات القارة الإفريقية لاعتبارات كثيرة: أولها امتلاك الصين خبرة واسعة في مجال التنمية، وثانيها، تتسم مشروعاتها بجودة نسبية وبتكاليف منخفضة، وهو ما يلائم الدول الإفريقية التي لا يمكنها تحمل نفقات تنموية عالية[26] .و في إطار التزام الصين بمساعدة الدول الإفريقية في مكافحة الاحتباس الحراري، خصصت ميزانية للتعاون في مجال الطاقة في إطار تعاون جنوب – جنوب ، ويتعلق هذا الجهد بتسهيل تصدير نموذج الانتقال الطاقي وتدريب الخبراء الأفارقة لحماية البيئة وتشجيع البلدان الإفريقية على تبني سياسات صديقة للبيئة، فالصين حسب الأستاذة بجامعة الرباط الدولي يسرا أبو عرابي قامت بتبني سياسات مسؤولة تجاه البيئة حيث خصصت ميزانية قياسية لأجل الانتقال الطاقي، وبذلك احتلت الرتبة الأولى عالميا في إنتاج الطاقة الشمسية[27] .
ويحدد الشكل (1): أدناه الإطار التنظيمي الذي تتم من خلاله المساعدات الصينية الموجهة صوب إفريقيا.
المرجع: ابتسام محمد العامري، مرجع سابق، ص 128
و شكلت جائحة كوفيد-19 اختبارا مهما للعلاقات الصينية الإفريقية في زمن الأزمات، كما سمحت للصين لإبراز سياستها التضامنية تجاه دول القارة خاصة وان لها خبرة واسعة في القطاع الصحي وتدبير الأوبئة، في هذا الصدد يقول وزير الخارجية الصيني السابق، وانغ يي: …] يصادف هذا العام الذكرى الـ20 لتأسيس منتدى التعاون الصيني الإفريقي. صمدت العلاقات الصينية الإفريقية أمام اختبارات وتتجدد مع مرور الزمن. سنواصل مساعدة الدول الإفريقية على مكافحة الوباء وإعطاء الأولوية لها وغيرها من الدول النامية بقدر الإمكان أثناء توزيع المواد الوقائية، مع التفكير في إرسال دفعة جديدة من فرق الخبراء الطبيين إليها. سنواصل تنفيذ حملة الصحة التي تم إطلاقها خلال قمة بجين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي، وتسريع وتيرة بناء المركز الإفريقي لمكافحة الأوبئة، بما يرفع قدرة الدول الإفريقية في مجال الصحة العامة. إضافة إلى ذلك، سنواصل العمل على مساعدة الدول الإفريقية على تعزيز قدرتها على التنمية الذاتية، وحسن التعامل مع مشاريع التعاون الكبرى بين الصين والدول الإفريقية في المرحلة الحالية، ودعم الدول الإفريقية الموبوءة لاستئناف العمل والإنتاج في أسرع وقت ممكن، بما يحافظ على زخم التنمية الاقتصادية في إفريقيا. سنعمل على تنفيذ مبادرة مجموعة العشرين بشأن تعليق مدفوعات خدمة الديون للدول الأشد فقرا، بما يخفف عبء الديون على الدول الإفريقية. وسنفكر في تقديم مزيد من الدعم عبر القنوات الثنائية للدول الإفريقية التي تعيش ظروفا صعبة للغاية، بما يساعد الإخوة والأخوات الأفارقة على تجاوز هذه الصعوبات.[[28].
موازاة مع التعاون الثنائي مع دول القارة لاحتواء الجائحة، عملت الصين على مأسسة هذا التعاون وذلك من خلال التنسيق مع منظمة الاتحاد الإفريقي ومنظمة الأمم المتحدة، حيث أعلنت الحكومة الصينية أنها قدمت مساعدات طبية للاتحاد الإفريقي وجميع الدول الإفريقية التي لديها علاقات دبلوماسية مع الصين، كما أرسلت فرقا طبية إلى عدد من الدول الإفريقية. وفي هذا الصدد أكد الرئيس الصيني أن الصين على أتم الاستعداد لمواصلة دعم الدول الإفريقية، وتسريع بناء المركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، وتعزيز التعاون الصيني – الإفريقي في الصحة العامة، مشيرا إلى أن الخبراء من الطرفين عقدوا اجتماعات افتراضية مرات عديدة، وان الكثير من الشركات والمؤسسات غير الحكومية الصينية أرسلت أيضا إمدادات خاصة بمكافحة المرض إلى إفريقيا[29]
رابعا: الاهتمام المتبادل لكل من الصين وإفريقيا لتطوير الشراكة:
يمكن تفسير وجهة النظر الإفريقية لدعم العلاقات مع الصين من عدة أوجه، لعل أبرزها:
على المستوى السياسي: فإن الصين من وجهة النظر الإفريقية ليس لها تاريخ استعماري، فضلا عن انتمائها لمنظومة دول الجنوب. ولعل هذا التضامن بين دول الجنوب هو ما يجذب الأفارقة الذي يسعون إلى إنهاء وضعية القطبية الواحدة التي يشهدها عالم اليوم. كما أن المقعد الدائم للصين في مجلس الأمن يمثل مصدر حماية لكثير من الدول الإفريقية الصغيرة دون مقابل سياسي كبير.
على المستوى الاقتصادي: يمثل الاقتصاد الصيني النامي مصدرا حيويا للاستثمار والتنمية في دول الجنوب . كما أن النموذج الاقتصادي الصيني يطرح بديلا قد يكون ملائما في ظل الانتقادات الإفريقية المتزايدة للنموذج الليبرالي التي تدعمه واشنطن. ولعل الجانب الأكثر أهمية في العلاقة الصينية الإفريقية هو أن الاستثمارات الصينية في إفريقيا لا تكون مصحوبة بأية مشروطية سياسية أو اقتصادية كما هو الحال بالنسبة للمؤسسات الغربية[30].
ولعل التحفظ الصيني الوحيد الذي تطرحه لدعم العلاقات مع الدول الإفريقية هو الحفاظ على مبدأ الصين الواحدة ( أي عدم الاعتراف بتايوان ).
ومن جانب الصين ،ثمة عوامل ثلاثة أساسية تفسر التوجه الاستراتيجي لها في إفريقيا:
أولها: رغبة الصين في دعم مركزها كقوة دولية كبرى من خلال تبني الخيار الاستراتيجي للتعاون مع دول الجنوب. ولا شك أن القارة الإفريقية تحتل مكانة سامقة في هذا السياق؛
ثانيها: زيادة الطلب الصيني على الموارد الطبيعية وسعيها لتأمين تلك الموارد. ولا يخفي أن إفريقيا تمثل أكبر منطقة يمكن الاستثمار في مواردها الطبيعية. كما أن إفريقيا تمتلك أعدادا كبيرة من الأسواق المفتوحة وهو ما يوفر فرصا للعمل يمكن أن تستوعب بعض العمالة الصينية الزائدة، وتطرح الحالة الأنغولية مثالا واضحا حيث يعمل كثير من الصينيين في مشاريع البنية التحتية ..
ثالثها: سعي الصين إلى تقويض جهود تايوان الرامية لإعلان الاستقلال. وقد ظهر واضحا نجاح الدبلوماسية الصينية في إبعاد تايوان عن إفريقيا عام 2006 ،كانت تشاد آخر دولة تسحب اعترافها بتايوان. ولا يوجد خمس دول افريقية تعترف بنظام تايبيه دبلوماسيا[31].
باعتقادنا أنه سيكون من المفيد أن يعمل الجانبان الصيني والإفريقي على تفعيل بعد الإجراءات التي من شأنها الارتقاء بالتعاون الصيني الإفريقي مثل :
- تطبيق سياسة التعامل بالمثل في ما يتعلق بإلغاء التأشيرات للمواطنين الأفارقة من اجل تعزيز السياحة الصينية وتشجيع قادة المشاريع الإفريقية على الاستثمار في الصين؛
- تحسين العرض الصيني في مجال الجودة وفي مجال البناء والتصنيع ..؛
- تعزيز قدرات الدول النامية من خلال إنشاء مراكز فنية صينية مشتركة للبحث والتطوير.. ؛
- إنشاء صندوق ائتماني صيني ينسجم و أهداف التنمية المستدامة التي حددتها الأمم المتحدة[32]
خــــــــــاتمة:
تطورت السياسة الصينية تجاه القارة الإفريقية بشكل ملفت خلال العقود الأخيرة إلى أن وصلت للنضج الذي هي عليه اليوم وقد استخدمت بكين في سبيل إنجاح هذه السياسة مجموعة من الأدوات المختلفة خاصة تلك الناعمة مستفيدة من غياب ماض استعماري لها في هذه القارة .. وقد جاء تطور هذه السياسة حقيقة بازدياد اهتمام القوى التقليدية ذات الماضي الاستعماري و كذا مجموعة من القوى الصاعدة الجديدة التي تبحث لها عن موطئ قدم في هذا الإقليم من العالم حيث باتت تعقد هذه القوى منتديات دورية مع بلدان القارة لوضع استراتيجيات لها. إضافة إلى ذلك فان تحقيق الصعود الذي تنشده الصين يحتم عليها تعزيز انتشارها وتمددها في مختلف فضاءات العالم و من ضمنها الفضاء الإفريقي ذي الأهمية المتزايدة مما حتم عليها الدخول في شراكات استراتيجية مع عدد من أقطابه الإقليمية المؤثرة .. إثيوبيا ، مصر ، المغرب وجنوب إفريقيا ..
المراجع المعتمدة:
مراجع باللغة العربية:
الكتب و المؤلفات:
- حكمات عبد الرحمن، استراتيجية الوجود الصيني في إفريقيا، ضمن الكتاب الجماعي: (العرب والصين، مستقبل العلاقة مع قوة صاعدة)، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الطبعة الأولى، أكتوبر 2019
- رافع علي مدني، الدبلوماسية الناعمة في السياسة الصينية تجاه إفريقيا: العلاقات الصينية – السودانية نموذجا 2000-2010، دار الجنان للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 2016
- خديجة بوتخيلي، الرهانات الجيوستراتيجية للمغرب في إفريقيا في ظل التنافس الدولي، ضمن الكتاب الجماعي، المغرب في محيطه الإفريقي، المجالات والرهانات، الاستراتيجية الجديدة، الطبعة الأولى 2017
- عبد الجليل لحجمري، تقديم الكتاب الجماعي إفريقيا كأفق للتفكير ، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، “سلسلة الدورات”، الرباط، دجنبر 2015
- نادين الكحيل، نحو القارة السمراء ضمن الكتاب الجماعي، التوجهات الدولية تجاه القارة الإفريقية، (مجموعة مؤلفين)، المركز الديمقراطي العربي، الطبعة الأولى 2020، برلين
الأطروحات الجامعية
- علي العطري، التوجهات الجديدة للسياسة الصينية تجاه إفريقيا منذ 2000، أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، جامعة الحاج لخضر – باتنة1، كلية الحقوق والعلوم السياسية، السنة الجامعية 2019-2020
- سعيد بن المقدم، علاقة الصين بإفريقيا في ظل التنافس الدولي، رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة، جامعة محمد الخامس، كلية الحقوق سلا، السنة الجامعية 2009- 2008
المجلات والدوريات العلمية
- ابتسام محمد العامري، الدور الصيني في إفريقيا: دراسة في دبلوماسية القوة الناعمة، ضمن المجلة المستقبل العربي، العدد 466، 2017
- حكمات عبد الرحمن، اللغز الصيني: استراتيجية الصين وقوتها وتأثيرها منذ الحرب الباردة، ضمن مجلة سياسات عربية، العدد 35، نونبر 2018
- محمد بن صديق، تصاعد دور الصين كنموذج لاحتواء وباء كورونا المستجد، ضمن مجلة شؤون عربية، العدد 182، صيف 2020
- نوال بهدين، السياسة المغربية تجاه إفريقيا: التوجهات الجديدة والآليات المعتمدة، ضمن المجلة المغربية للإدارة المحلية والتنمية، عدد 158ـ ماي – يونيو 2021ـ
الدراسات الالكترونية
- بوحنية قوي، الصين و إفريقيا: الشراكات غير المقيدة، ورقة تحليلية منشورة في مركز الجزيرة للدراسات بتاريخ 1 ديسمبر 2021، على الرابط الالكتروني التالي: https://studies.aljazeera.net/ar/article/5217
مواقع الكترونية:
- الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الصينية . https://www.fmprc.gov.cn/ara/zxxx/t1782858.shtml
المراجع باللغات الأجنبية:
مراجع باللغة الفرنسية:
Ouvrages:
Eric Nguyen, Les relations Chine-Afrique (L’empire du Milieu à la conquête du continent noir), Levallois-Perret, Studyrama 2009
Rapports Electroniques:
Rapport de Coopération Chine – Afrique : Amadeus 2018 disponible sur le site ;https://media.africaportal.org/documents/Rapport_2018_Institut_Amadeus.pdf
مراجع باللغة الإنجليزية:
Journals:
Kerry Brown & Zhang Chun, China in Africa -Preparing for the Next Forum for China Africa Cooperation, Briefing note, Chatham House, June 2009
Ian Taylor, ‘China’s Foreign Policy Towards Africa in the 1990s’, The Journal of Modern African Studies, Vol. 36, No. 3 , 1998
Sven Grimm, The Forum on China-Africa Cooperation (FOCAC) – Political rationale and functioning, Policy Briefing, Centre for Chinese Studies, Stellenbosch – South Africa, May 2012
Yu-Shan Wu & Chris Alden, China-Africa Factsheet, South African Institute of International Affairs, February 2015
Rapports:
China-Africa economic and trade cooperation 2015-2018, Ministry of commerce of the people’s of China, 2019
LI Anshan, Anshan, The Forum on China-Africa Cooperation: From a Sustainable Perspective, 2013
[1] تتوسط إفريقيا الممرات الملاحية بين القارات الخمس فهي تطل على ( مضيق جبل طارق، قناة السويس، مضيق باب المندب، رأس الرجاء الصالح، وتحيط بها جزر تطل على المحيطين الأطلسي والهندي ).
[2] نادين الكحيل، نحو القارة السمراء ضمن الكتاب الجماعي، التوجهات الدولية تجاه القارة الإفريقية، (مجموعة مؤلفين)، المركز الديمقراطي العربي، الطبعة الأولى 2020، برلين، ص 6
[3] تحتل إفريقيا المرتبة الأولى في كثير من الصادرات ( كاكاو ، السمسم والقطن وزيت النخيل والفول السوداني والنفط والغاز الطبيعي والنحاس والمنغيز والكوبالت والماس والذهب واليورانيوم والطاقة المائية..)
[4] عبد الجليل لحجمري، تقديم الكتاب الجماعي إفريقيا كأفق للتفكير ، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية، “سلسلة الدورات”، الرباط، دجنبر 2015، ص 25
[5] نوال بهدين، السياسة المغربية تجاه إفريقيا: التوجهات الجديدة والآليات المعتمدة، ضمن المجلة المغربية للإدارة المحلية والتنمية، عدد 158ـ ماي – يونيو 2021ـ ص 92
[6] خديجة بوتخيلي، الرهانات الجيوستراتيجية للمغرب في إفريقيا في ظل التنافس الدولي، ضمن الكتاب الجماعي، المغرب في محيطه الإفريقي، المجالات والرهانات، الاستراتيجية الجديدة، الطبعة الأولى 2017، ص 289
[7] حكمات عبد الرحمن، اللغز الصيني: استراتيجية الصين وقوتها وتأثيرها منذ الحرب الباردة، ضمن مجلة سياسات عربية، العدد 35، نونبر 2018، ص 118
[8] بين عامي 1405 و 1433 قام زينغ هي بسبع حملات استكشافية التي قادها إلى مضيق هرمز، في خليج عدن، وفي الحجاز، حتى الصومال. وقد تكونت كل من هذه الحملات من 300 سفينة حملت 3000 رجل. ومن المثير للاهتمام أن هذه الحملات الصينية لم تؤدي إلى أية احتلال. فالملاحون الصينيون لم يشاركوا في عمليات نهب أو إقامة العلاقات مع الساكنة المحليين. أنظر في هذا الشأن:
Eric Nguyen, Les relations Chine-Afrique (L’empire du Milieu à la conquête du continent noir), Levallois-Perret, Studyrama 2009, pp.)11-12).
[9] بحسب الرواية الرسمية الصينية “فقد أدى الاحتلال والتقسيم الاستعماري للقارة في القرن الخامس عشر إلى وضع حد للعلاقات الودية بين الصين وإفريقيا”. أنظر:, ibid, pp.14. Eric Nguyen.
[10] سعيد بن المقدم، علاقة الصين بإفريقيا في ظل التنافس الدولي، رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة، جامعة محمد الخامس، كلية الحقوق سلا، السنة الجامعية 2009-2008، ص 135
[11] Kerry Brown & Zhang Chun, China in Africa -Preparing for the Next Forum for China Africa Cooperation, Briefing note, Chatham House, June 2009. p. 4.
[12] Yu-Shan Wu & Chris Alden, China-Africa Factsheet, South African Institute of International Affairs, February 2015. p. 2.
[13] Ian Taylor, ‘China’s Foreign Policy Towards Africa in the 1990s’, The Journal of Modern African Studies, Vol. 36, No. 3 , 1998, pp. (443-460).
[14] علي العطري، التوجهات الجديدة للسياسة الصينية تجاه إفريقيا منذ 2000، أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، جامعة الحاج لخضر – باتنة1، كلية الحقوق والعلوم السياسية، السنة الجامعية 2019-2020، ص3
[15] Olivier Mbabia, La chine en Afrique (Histoire-Géopolitique-Géoéconomie), Ellipses. 2012 p. 43.
[16] Sven Grimm, The Forum on China-Africa Cooperation (FOCAC) – Political rationale and functioning, Policy Briefing, Centre for Chinese Studies, Stellenbosch – South Africa, May 2012. p. 1.
[17] ابتسام محمد العامري، الدور الصيني في إفريقيا: دراسة في دبلوماسية القوة الناعمة، ضمن المجلة المستقبل العربي، العدد 466، 2017، ص 128
[18] سعيد بن المقدم، مرجع سابق، ص 136
[19] Kerry Brown & Dr Zhang Chun, ibid, pp. (10-11).
[20] LI Anshan, Anshan, The Forum on China-Africa Cooperation: From a Sustainable Perspective.2013. pp.)12-14 (.
[21] ابتسام محمد العامري، مرجع سابق، ص 129
[22] بوحنية قوي، الصين و إفريقيا: الشراكات غير المقيدة، ورقة تحليلية منشورة في مركز الجزيرة للدراسات بتاريخ 1 ديسمبر 2021، على الرابط الالكتروني التالي https://studies.aljazeera.net/ar/article/5217 ص 11
[24] حكمات عبد الرحمن، استراتيجية الوجود الصيني في إفريقيا، ضمن الكتاب الجماعي: (العرب والصين، مستقبل العلاقة مع قوة صاعدة)، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الطبعة الأولى، أكتوبر 2019، ص 536
[25] حكمات عبد الرحمن، إستراتيجية الوجود الصيني في إفريقيا، مرجع سابق، ص 541
[26] ابتسام محمد العامري، مرجع سابق، ص127
[27] Rapport de Coopération Chine – Afrique : Amadeus 2018 disponible sur le site ; https://media.africaportal.org/documents/Rapport_2018_Institut_Amadeus.pdf ,consulté le 3/10/2022, p 10
[28] أجوبة مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي Wang Yiعلى أسئلة حول سياسة الصين الخارجية وعلاقاتها الدولية. ماي 2020 على الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الصينية . https://www.fmprc.gov.cn/ara/zxxx/t1782858.shtml ، تاريخ الاطلاع 1/10/2022
[29] محمد بن صديق، تصاعد دور الصين كنموذج لاحتواء وباء كورونا المستجد، ضمن مجلة شؤون عربية، العدد 182، صيف 2020، ص 41
[30] رافع علي مدني، الدبلوماسية الناعمة في السياسة الصينية تجاه إفريقيا: العلاقات الصينية – السودانية نموذجا 2000-2010، دار الجنان للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى 2016، ص 188
[31] نفس المرجع السابق، ص 186 وما يليها.